كتاب شرح أصول الإيمان لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتاب شرح أصول الإيمان

لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ

نبذة عن الكتاب .
هذا الكتاب المبارك جمع فيه الامام المجدد الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله احاديث الايمان بالله والملائكة وكتبه ورسله واليوم الاخرو القدر خيره وشره وما يتصل بذالك
من مباحث فقد جمع احاديث متنوعة وتعد اصولا فى هذه الابواب العظيمة وقد قام شيخنا العلامة الحبر معالى الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ
بشرح هذه المباحث الدقيقة فى الايمان وبينها اتم بيان…

تحميل الكتاب
لا اله الا الله

سلسلة علمني ديني لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله 2024.

· علمني ديني:أنه ستأتي سنون خداعات. يتكلم فيها السفيه بأمر العامة. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ "أخرجه أحمد وابن ماجه وحسنه محققو المسند."
· علمني ديني: مراعاة الرأي العام فيما لا يخالف شرع الله تعالى. ألا ترى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتل المنافقين وقبل ظاهرهم، حتى لا يقال : محمد يقتل أصحابه. عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ؛ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: مَا شَأْنُهُمْ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ! فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا نَقْتُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" (أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب ما ينهى من دعوة الجاهلية حديث رقم (351)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً، حديث رقم (2584)).
حكم المنافق أن يقتل، لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أقر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، ولكن ترك الرسول – صلى الله عليه وسلم – قتل هذا المنافق، لما يخشى من ضرر ذلك، وقبل منه ما يظهره، وهذا سياسة فيها الرضا بأهون الضررين.
وفيه أمر هام وهو: مراعاة الرأي العام. فما بالك في عالم اليوم الذي اصبح كالقرية الصغيرة. وما ينتج عن بعض تصرفات المسلمين من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين.
· علمني ديني: أن الكافر المعاهد لا يقتل ولا يعتدى عليه. بيان ذلك : أن الكافر غير الحربي لا يخرج عن أن يكون: ذمياً وهو المعاهد من اليهود والنّصارى وغيرهم ممّن يقيم في دار الإسلام. ويقرّون على كفرهم بشرط بذل الجزية والتزام أحكام الإسلام الدّنيويّة (الموسوعة الفقهية الكويتية (7/ 120 – 121، 141)) أو مستأمنا، وهو من يطلب منا الأمان ليدخل بلادنا لشيء يحتاجه، فإذا أعطاه ولي الأمر الأمان كان مستأمنا، ولو كان بيننا وبين دولته حرب. أو مصالحاً معاهداً وهو من كان بيننا وبين دولته عهد وصلح وأمان. وهناك الكافر الذي بيننا وبينه دعوة لما تصل بعد إلى الحرب، قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:6).
وهذه الدعوة إلى الإسلام قبل الجهاد، حيث يدعى إلى الإسلام أو الجزية فإن امتنع عن ذلك قاتلناه. أو أن يكون من رسل الملوك. وهم لا يقتلون صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والدليل على تحريم دم المعاهد والذمي والمستأمن
ما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا". (أخرجه البخاري في كتاب الجزية باب اثم من قتل معاهداً بغير جرم، حديث رقم (3166).).
عن صَفْوَان بْنَ سُلَيْمٍ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (أخرجه أبوداود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، حديث رقم (3052)، والجهالة التي في السند لا تضر، أمّا جهالة الصحابي فواضحة، أمّا جهالة أبناء الصحابة فهم جماعة، ورواية المجهول إذا تعددت قويت، وهم أبناء صحابة فهذا أقوى في عدالتهم، فالحديث حسن إن شاء الله).
كتبه

الشيخ: محمد بن عمر بازمول حفظه الله

يتبع بإذن الله….
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء استادنا ابو ليث
نفع الله بك وسدد خطاك وادعوه وهو البر الرحيم ان يتولانا برحمته
في المتابعة
الله يبارك فيك أخي الكريم أبو ندى.

کلَمًاتٌ وٌعٌبًاراتٌ أحًوٌجّ مًا نِکوٌنِ لَلَلَآخِذِ بًمًعٌانِيِهّا

نِسِائمً روٌحًانِيِة تٌنِسِابً مًنِ ثًنِايِا مًتٌصّفُحًکمً

تٌفُوٌحً بًعٌطِر الَايِمًانِ وٌالَرشُادٍ

دٍامً قُلَمً مًدٍادٍهّ عٌاطِر عٌطِر روٌحًکمً فُلَا عٌدٍمًنِا قُلَمً سِخِر فُى طِاعٌة الَلَهّ
بورك فيك اخي نحن في المتابعة

فيديو حلقة حياة الشيخ إبن باز جاهزة للتحميل مع مواقف مثيرة من حياته 2024.

السلام عليكم اخوتي في الله

الرابــــــط الاول شوية طويل فيه حياة الشيخ كاملة
الحلقة المختزلة التي عرضتها قناة المجد عن الشيخ عبدالعزيز إبن باز رحمه الله تعالى في برنامج "حياة إنسان"

والشكر موصول لموقع " الموسوعة " الذي يقوم بتوفير العديد من الصوتيات والمرئيات الهادفة

وهو الموقع الذي حقق شعبية هائلة لتميزه وتفرده بتقديم العديد من الخدمات لزوار الشبكة العنكبوتية ..

شكراَ للقائمين على الموقع وكل من يعمل لتقديم الفائدة والتسلية البريئة على شبكة الإنترنت .

القعدة

ماوس يمين وحفظ للحلقة
https://www.almoso3h.com/data2/Life-I…hmtalla-rm.zip

قسم الصوتيات والمرئيات في موقع الموسوعة
https://almoso3h.com/modules.php?name=Media

______________________________ ____

تلاوات بصوت إبن باز..

سورة الصف إستماع
https://www.alnawader.net/nawader_t/o…baz_alsaff.ram

أواخر النحل والفرقان إستماع
https://www.alnawader.net/nawader_t/o…a7l-furqan.ram

بكاء إبن باز أثناء شرح محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
ماوس يمين وحفظ
https://www.binbaz.org.sa/media/binbaz.mp3

__________________
القعدة

والله بكيت عليه كان شيخ ممتاز القعدة

اخي الاغواطي…

موضوع تتجلى روعته كروعة اخلاقك تماماً ..

لا حرمنا الله من عذب شجونك، وأدام عليك البسمه بإذنه تعالى ..

فيفي

ربي يخليك اختي فيفي الله يحفظك في دنيا والاخرة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير اخي

جزاكم الله خيرا وورحم الله شيخنا العلامة الفاضل
بارك الله فيك اخى

و عليكم السلام و رخمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك موضوع يستحق التثبيت
لكن البعض مازال يتبع عمرو خالد و القرضاوي
باخطائهم الفادحة
و السلام عليكم و رحمة الله

قال لزوجته أنها تحرم عليه – فاسمع إلى تعليق الشيخ الحكيم على تصرف الزوجين 2024.

أسألكم الدعاء لوالدي بالرحمة والمغفرة

أول ليلة في القبر ”المؤلف : الشيخ الدكتور / عائض بن عبد الله القرني 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم</span> </span>
</span>

أول ليلة في القبر.</span>
فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني.</span>
………………………………………</span>
الحمد لله رب العالمين.</span>
( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)</span>
(الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير).</span>
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.</span>
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.</span>

بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.</span>
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.</span>
فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون…….</span> القبرُ أولُ ليلةٍ</span> بالله قلي ما يكون</span>
ليلتانِ اثنتان يجعلها كلُ مسلمٍ في مخيلته.</span>
ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله.</span>
منعما سعيدا، في عيشٍ رغيد في صحة وعافية، يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه.</span>
والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ</span> </span>أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين ؟</span>
ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر لأولِ مرة، وذاك الشاعرُ العربيُ يقول:</span>
فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون</span> ، يقول:</span>
انتقلتُ من مكانٍ إلى مكان، وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بيتٍ آخر فما أتاني النوم.</span>
فبالله كيف تكونُ الليلةُ الأولى في القبر ؟</span>
يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس:</span>
(ثم ردو إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين).</span>
أولُ ليلةٍ في القبر بكاء منها العلماء، وشكاء منها الحكماء، ورثاء إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات.</span>
أولُ ليلةٍ في القبر.</span>
أُتيَ بأحد الصالحين وهو في سكراتِ الموت لدغته حيه.</span>
وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه، فقال قصيدةً يلفظُها مع أنفاسه هيَ أم المراثي العربيةِ في الشعر العربي. يقولُ وهو يُزحفُ إلى القبر:</span>
فلله دري يوم اُتركُ </span>طائـعاً ……… بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا</span>
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني </span>…….و أين مكانُ البعد إلا مكانيا</span>
يقول كيف أفارقُ أطفالي في لحظة ؟</span>
لماذا لا أستأذنُ أبوي ؟</span>
أهكذا تُختلسُ الحياة، اهكذا أذهب ؟</span>
أهكذا أفقدُ كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟</span>
ويقولُ عن نفسه:</span>
يقولُ لي أصحابي واللذينَ يتولونَ دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله.</span>
وأين مكانُ البعد إلا هذا المكان ؟</span>
وأين الوحشةُ إلا هذا المنقلب ؟</span>
وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟</span>
فهل تصورَ متصورٌ هذا.</span>
(حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت، كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).</span>
كلا‍، آلان تراجع حساب ‍‍‍‍‍‍‍‍، آلان تتوب، آلان تنتهي عن المعاصي.</span>
يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصلاة.</span>
يا معرضا عن القرآن، يا متهتكا في حدود الله.</span>
يا ناشئا في معاصي الله.</span>
يا مقتحما لأسوار حرمها الله.</span>
آلان تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟</span>
أو ليلية في القبر.</span>
قال مؤرخوا الإسلام:</span>
مات الحسنُ ابن الحسنِ من أولادِ علي ابنَ أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه.</span>
كان عنده زوجةٌ و أطفال وكان في الشباب،</span>
والموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا،</span>
الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان.</span>
الحسن ابنُ الحسن مات فجأة، نقلوه إلى المقبرةِ.</span>
فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزناً لا يعلمه إلا الله.</span>
أخذت أطفالها وضربت خيمةًَ حول القبر.</span>
( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته).</span>
ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي و أطفالها على زوجِها سنةً كاملة.</span></span>
هلعٌ عظيم وحزنٌ بائس.</span>
وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمةِ وحملتها و أخذت أطفالها في الليل.</span>
فسمعت هاتفاً يقول لصاحبه في الليل:</span>
هل وجدوا ما فقدوا ؟، هل وجدوا ما فقدوا ؟</span>
فردَ عليه هاتفٌ أخر قال :</span>
لا، بل يئِسوا فانقلبوا.</span>
ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم:</span>
كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه…..خير الودائعِ من خير المؤدينا</span>
(قال لا، بل يئِسوا فانقلبوا).</span>
ما كلمَهم من القبر، ما خرج إليهم ولو في ليلةٍ واحدة، ما قبل أطفاله، ما راى فتاته، لا.</span>
ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لها لياليٍ أخرى إذا احسن العمل.</span>
قل الله، جل الله :</span></span>
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).</span>
أتى أبو العتاهية</span> يقول لسلطانٍ من السلاطينِ غرتُه قصوره، وما تذكرَ أولَ ليلةٍ ينزل فيها القبر.</span>
ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر، متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟</span>
هذا السلطان بناء قصوراً في بغداد، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له:</span>
عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقةِ القصور</span>
عش ما بدا لك سالماً عش ألف سنه، عش مليون سنه سالماً معافاً مشافا.</span>
يجري عليكَ بما أردتَ مع الغدوِ مع البكور</span>
ما تريدُ من طعام، ما تريدُ من شراب هو عندك، ولكن أسمع ماذا يقول:</span>
فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور…….. فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور</span>
</span>فبكى السلطان حتى أغمي عليه: فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور.</span>
أولُ ليلةٍ في القبر.</span>
وأنا أطالبُ نفسي و إياكم آيامعاشر المسلمين أن نهياء لنا نوراً في القبر أولُ ليلة.</span>
و ولله لا ينورُ لنا القبر إلا العملُ الصالحِ بعد الإيمان.</span>
لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب.</span>
خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك:</span>
وفي ليلةٍ من الليالي نامَ هوَ الصحابة، وكانوا في غزوةٍ في سبيل الله.</span>
قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه:</span>
قمتُ أخرَ الليل فنظرتُ إلى فراش الرسولِ (ص) فلم أجده في فراشه.</span>
فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد.</span>
وذهبتُ إلى فراشِ أبي بكر فلم أجده على فراشه.</span>
فألتفت إلى فراش عمر فما وجدته،</span>
قال وإذا بنورٍ في أخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبتُ إلى ذلك النور ونظرتُ.</span>
فإذا قبرٌ محفور، والرسولُ عليه الصلاة والسلام قد نزلَ في القبر.</span>
وإذا جنازةٌ معروضةٌ، وإذا ميتُ قد سجي في الأكفان.</span>
وأبو بكرٍ وعمر حول الجنازة، والرسولُ(ص) يقول لأبي بكر وعمرَ دليا لي صاحَبكما.</span>
فلما أنزلاهُ، نزلهُ (ص) في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفتَ إلى القبلةِ ورفع يديه وقال:</span>
( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)،</span>
قال: قلت من هذا ؟</span>
قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أولِ الليل.</span>
قال ابنُ مسعود فوددت واللهِ أني أنا الميت : ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه).</span>
وإذا رضي اللهُ عن العبدِ أسعده.</span>
وإنما هي مسألةٌ لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله.</span>
نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر</span> ؟</span>
كان عمر بن عبد العزيز أميراَ من أمراء الدولةِ الأموية، </span>يغيرُ الثوبَ من حرير في اليومِ اكثرَ من مرة، الذهبُ والفضةُ عنده.</span>
الخدم القصور، المطاعم المشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تمنى.</span>
ولما تولى الخلافة، مُلك الأمة الإسلامية انسلخَ من ذلك كلِه لأنه تذكرَ أولَ ليلةِ في القبر</span>.</span>
وقف على المنبرِ يوم الجمعةِ فبكى وقد بايعتهُ الأمة.</span>
وحولَه الأمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ الجيش، فقال:</span>
خذوا بيعتَكم.</span>
قالوا ما نريدُ إلا أنت.</span>
فتولاها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إلا وقد هزُل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوبٌ واحد.</span>
قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغير ؟</span>
قالت واللهِ ما ينامُ الليل، والله إنه يأوي إلى فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على الجمر ويقول:</span>
آه توليت أمر أمةِ محمد، يسألني يوم القيامةِ الفقير والمسكين والطفلُ والأرملة.</span>
يقولُ له أحد العلماء يا أمير المؤمنين:</span>
</span>رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمةٍ وفي صحة وفي عافيه، فمالك تغيرت؟</span>
فبكى رضي الله عنه حتى كادت أضلاعَه تختلف، ثم قال للعالم وهو أبن زياد:</span>
كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبرِ بعد ثلاثةِ أيام.</span>
يومَ اجرد عن الثياب، و أوسد التراب، وأفارقُ الأحباب وأترك الأصحاب.</span>
كيف لو لرأيتني بعد ثلاث والله لرأيت منظراً يسوءك.</span>
فنسأل </span>اللهَ حسن العمل.</span>
والله، والله لو عاش الفتى في عمرهِ </span>…. أسمع</span>
والله لو عاش الفتى في عمرهِ …….ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره </span>
متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ ………….متلذذاً فيها بسكناَ قصره</span>
لا يعتريه الهمُ طول حياته ………. كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره</span>
ما كان ذلك كلُه في أن يفي……. فيها بأولِ ليلةٍ في قبره</span>
واللهِ لو عاش ألف سنه، وما طرقَه همٌ ولا غم ولا حزن.</span>
واللهِ لا يفي بأولِ ليلةٍ في القبر.</span>
و واللهِ لننزلنَها جميعاً، أولُ ليله.</span>
فيا عباد الله، أسألُ الله لي ولكم الثبات، ما ذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟</span>
يقول رسولُنا (ص) :</span>
( القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النا).</span>
كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي الله عنه إذا شيعَ جنازةٍ بكى حتى يغمى عليه فيحملونَه إلى بيتهِ كالجنازة إلى بيته. قالوا مالك ؟ قال سمعتُ الرسولَ (ص):</span>
( يقول القبرُ أولُ منازلِ الآخرة فإذا نجا العبدُ فيه أفلح وسعُد، وإذا خسرَ والعياذُ بالله خسرَ أخرتَه كلها).</span> </span>
والقبرُ روضةٌ من الجنانِ ………..أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ</span>
إن يكو خيراً فالذي من بعده…. أفضلُ عند ربنا لعبده</span>
وإن يكن شراً فما بعدُ أشد………….. ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد.</span>
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين.</span>
فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.</span>
……………………………………………</span>
</span>
لحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدونا إلا على الظالمين.</span>
والصلاة والسلام عل إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.</span>
أتيتُ القبورَ فناديتُها ….. أين المعظمُ والمحتقر ؟</span>
أتيتُ القبور. قبور الرؤساءِ و المرؤوسين.</span>
قبور الملوك والمملوكين</span>
قبور الأغنياءِ والفقراء فناديتُها أين المعظمُ والمحتقر ؟</span>
تفانوا جميعاً فما مخبرٌ.. وماتُوا جميعاً ومات الخبر</span>
فيا سائلي عن أناسٍ مضوا.. أما لك في ما مضى معتبر</span>
تروحُ وتغدو بناتُ الثرى….. فتمحو محاسنَ تلك الصور.</span>
أريت قبراً ميز عن قبر ؟</span>
أ أنزل الملكُ في قبرٍ من ذهبٍ أو فضه ؟</span>
والله لقد ترك ملكَهُ وقصوره وجيشهُ وكلَ ما يملك، ولبسَ قطعةً من القماش كما نلبس واُنزل التراب.</span>
ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا</span>
فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا</span>
لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما.</span>
يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليلِ والنهار.</span>
يترقبون الموت كل طرفة عين.</span>
خرج رجلُ من الصالحين وشيخُ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.</span>
خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي. كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت.</span>
(ثم ردوا إلى لله مولاهم الحق، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).</span>
ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادة.</span>
لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي.</span>
عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.</span>
(وعد الله الذي لا يخلف الله وعده، ولكن كثر الناس لا يعلمون…)</span>
(.. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).</span>
ذهب إطار السيارة فأنقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.</span>
(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).</span>
خرج زوجها من الباب الآخر، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول:</span>
لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.</span>
وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.</span>
(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين). </span>إي والله.</span>
أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.</span>
بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا….…شوقا إليكم ولا جفت ماقينا</span>
تكادُ حين تناجيكم ضمائنا………….يقضي علينا الأسى لولا تأسينا</span>
إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي…..مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا</span>
عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، لكن حياة سهلة وبسيطة.، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت ، قامت تقول أين أمي؟</span></span>
قال سوف تأتي.</span>
قالت لا والله لا بد أن أرى أمي.</span>
وإنهار الرجل.</span>
ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بأذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض.</span>
يعمل لها العاملون، ليست كدنيانا الحقيرة، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدارالآخرة.</span>
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الساوات والأرض أعدت للمتقين).</span>
فاعمل لدار غدا رضوان خازنها……..الجار أحمد والرحمن بانيها</span>
قصورها ذهب والمسك طينتها……والزعفران حشيش نابت فيها</span>
</span>يا أخوتي في الله:</span>
يا شيخاً كبيراً احدودب ظهرُه ودنى أجلُه، هل أعدت لأولِ ليله ؟</span>
يا شاباً مصطحاً متنعماً غره الشباب والمالُ والفراغ هل أعدت لأولِ ليله ؟</span>
إنها أولُ الليالي:</span>
و إنها إما أولُ ليلةٍ من ليالي الجنةِ.</span>
أو أولُ ليلةٍ من ليالي النار.</span>
</span>
عباد الله:</span>
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.</span>
وصلوا على أصحابه، وترضوا على أحبابه.</span>
أسأل الله لي ولكم الضوان، والسعادة في الدنيا والآخرة.</span>
أسال الله أن يصلح ولاة الأمر، وأن يهديهم سواء السبيل.</span>
أسأل الله أن يصلح شباب الإسلام، وأن يخرجهم من الضلمات إلى النور، وأن يكفر عنهم سأيتهم.</span>
وأن يهيئهم بعمل صالحا لأول ليلة من ليالي القبر</span>
أسأل أن يثبتَنا و إياكم بالقول الثابت.</span>
وولا يظلم ابصارنا وبصائرنا.</span>
ولا يجعلنا قوماً انحرفوا عن منهجِ الله و اشتروا معاصِ الله، وغفلوا عن آياتِ الله، فعموا وصَموا وضلوا و ابتعدوا.</span>
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.</span>
………………………………………………</span>
</span></span>* لا نرجو منكم سوى دعوة صالحة بظهر الغيب *</span> </span>

ـأشهد ـإنـ لــآ ـإلــه ـإلـــآ ـالله
و
ـأشهد ـأنـ محمد عبـــدهـ و رســولــهـ
,,

قراءة تأسر القلوب لفضيلة الشيخ محمد بن سليمان المحيسني 2024.

القعدة

روائع المحيسني لعام 1445
قراءة تأسر القلوب لفضيلة الشيخ محمد بن سليمان المحيسني

https://youtu.be/ykBAFHkDhLc

وفقكم الرحمن

جزاك الله الف خير على هذا الطرح القيم
وجعله الله فى ميزان اعملك ….
دمت بحفظ الرحمن ….
ودى وشذى الورود

هل ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟ وهل تتنقل؟ الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين 2024.

القعدة

القعدة

هل ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟ وهل تتنقل؟

الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين
نعم. ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، والصحيح أنها تتنقل، كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، وكما دلت عليه السنة أيضاً، فقد تكون في الواحد والعشرين، وفي الثالث والعشرين، وفي السابع والعشرين، وفي الخامس والعشرين، وفي التاسع والعشرين، وفي الثامن والعشرين، وفي السادس والعشرين، وفي الرابع والعشرين، وفي الثاني والعشرين كل هذا ممكن أن تكون فيه ليلة القدر، والإنسان مأمور بأن يحرص فيها على القيام، سواء مع الجماعة إن كان في بلد تقام فيه الجماعة، فهو مع الجماعة أفضل، وإلا إذا كان في البادية في البر فإنه يصلي ولو كان وحده، واعلم أيضاً أنه من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً نال أجرها، سواء علم بها أو لم يعلم، حتى لو فرض أن الإنسان ما عرف أماراتها، أو لم ينبه لها بنوم أو غيره، ولكنه قامها إيماناً واحتساباً فإن الله تعالى يعطيه ما رتب على ذلك، وهو أن الله تعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه ولو كان وحده.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد العشرون – كتاب الصيام.

اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر، فهل لهذا التحديد أصل وهل عليه دليل ؟

الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه. ولكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين، وقد تكون ليلة الرابع والعشرين.
ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } [الدخان: 3].. وقال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَـلامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [سورة القدر].

القعدة

شكراً جزيلا
بارك الله فيـك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة afaf القعدة
القعدة
القعدة
شكراً جزيلا
بارك الله فيـك
القعدة القعدة

و اياااااااااااااااااااك

القعدة
بارك الله فيـــــك أخــــــي

وفقك الله الى مايحبه ويرضاه

بارك الله فيـك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bnbnbilal القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة
و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed ali 1992 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيـــــك أخــــــي

وفقك الله الى مايحبه ويرضاه

القعدة القعدة

و فيكم بارك الله اخي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدرالدين القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيـك
القعدة القعدة
و فيكم بارك الله اخي

أنواع البدع : البدعة في الدين نوعان : من موقع الشيخ صالح الفوزان 2024.

عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع وغير ذلك للشيخ صالح الفوزان

2 – أنواع البدع :
البدعة في الدين نوعان :

النوع الأول : بدعة قوليّة اعتقاديّة ، كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة ، وسائر الفرق الضّالّة ، واعتقاداتهم .

النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها ، وهي أقسام :

القسم الأول : ما يكون في أصل العبادة : بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا ، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .

القسم الثاني : ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا .

القسم الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة ، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – .

القسم الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .

3 – حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها :

كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ، لقوله – صلى الله عليه وسلم – : وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ، ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ، فمنها ما هو كفر صراح ، كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ، ودعاء أصحابها ، والاستغاثة بهم ، وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة . ومنها ما هو من وسائل الشرك ، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها ، ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية ، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس ، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .

تنبيه :

من قَسَّمَ البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم – : فإن كل بدعة ضلالة لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ؛ بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظُ ابنُ رجب في شرح الأربعين : ( فقوله – صلى الله عليه وسلم – : كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، فكل من أحدث شيئًا ونسبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهى .

وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر – رضي الله عنه – في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه .

وقالوا أيضًا : إنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .

والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست مُحدثة ، وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريدُ البدعة اللغوية لا الشرعيّة ، فما كان له أصل في الشرع يُرجَعُ إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعةٌ لغةً لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا : ما ليس له أصل في الشرع . وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يأمر بكتابة القرآن ، لكن كان مكتوبًا متفرقًا ، فجمعه الصحابة – رضي الله عنهم – في مصحف واحد حفظًا له .

والتراويح قد صلاها النبي – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه ليالي ، وتخلَّفَ عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمرّ الصحابةُ – رضي الله عنهم – يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على إمام واحد كما كانوا خلف النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس هذا بدعة في الدين .

وكتابةُ الحديث أيضًا لها أصل في الشرع ، فقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه ؛ لما طلب منه ذلك ، وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يكتب الحديث في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده : خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما تُوفّي – صلى الله عليه وسلم – انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل ، وضبط قبل وفاته – صلى الله عليه وسلم – فدوَّنَ المسلمون الحديثَ بعد ذلك حفظًا له من الضياع ، فجزاهُمُ الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – من الضياع وعبث العابثين .

حفظكي الباري ورعاكي اختي الطيبة وحفظ الله شيخنا الفاضل وبارك في عمره وعلمه

ويحفظكى الله أيضا أختى الفاضلة وبارك الله فيكى

السلام عليكم
انتبهوا اخواني اخواتي الى هذا

من قَسَّمَ البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم – : فإن كل بدعة ضلالة لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ؛ بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظُ ابنُ رجب في شرح الأربعين : ( فقوله – صلى الله عليه وسلم – : كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، فكل من أحدث شيئًا ونسبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة )
بارك الله فيكي يا جوهرة و احسن اليكي ما تركتي لنا شيئا نكتبه و نشارك به جعل الله هذا الجهد في ميزان حسناتك

وفيك بارك الله فتح الاسلام ربى يعطيك مناك

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم .
جــــزاكم الله خيرا
موضوع في المستوى

بارك الله فيكم وحفظكم ورعاكم اللهم أمين

القعدة
القعدة
وفيكى بارك الله حبيبتى ربى يجمعنا على خيرفى الدنيا وجنة الفردوس أمين

كلام الشيخ بن باز حول إغتيال رجال الأمن بحجة الجهاد .{ الوضع في الجزائر الغ 2024.

مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء
فقد سُئل بـمكة يوم (26) من ذي الحجة (1414هـ) ـ وهو مسجل في التوعية الإسلامية ـ عمّا يأتي( ):
السؤال الأول:
الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر قَوَّلَتْكم أنَّكم تؤيّدون ما تقوم به من اغتيالات للشرطة وحمل السّلاح عموماً، هل هذا صحيح؟ وما حكم فعلهم مع ذكر ما أمكن من الأدلّة جزاكم الله خيرا؟
الجواب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز:
(( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلّى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد نصحنا إخواننا جميعاً في كل مكان ـ أعني الدّعاة ـ نصحناهم أن يكونوا على علم وعلى بصيرة وأن ينصحوا الناس بالعبارات الحسنة والأسلوب الحسن والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن، عملا بقول الله سبحانه: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل 125]، وقوله سبحانه: {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ إلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم} [العنكبوت 46]، فالله جلّ وعلا أمر العباد بالدعوة إلى الله وأرشدهم إلى الطريقة الحكيمة، وهي الدعوة إلى الله بالحكمة يعني بالعلم: قال الله، قال رسوله، وبالموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن، عند الشّبهة يحصل الجدال بالتي هي أحسن والأسلوب الحسن حتى تزول الشّبهة.
وإن كان أحد من الدّعاة في الجزائر قال عنّي: قلت لهم: يغتالون الشّرطة أو يستعملون السّلاح في الدعوة إلى الله هذا غلط ليس بصحيح بل هو كذب( ).
إنَّما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن: قال الله، قال رسوله، بالتّذكير والوعظ والتّرغيب والتّرهيب، هكذا الدعوة إلى الله كما كان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في مكّة المكرمة قبل أن يكون لهم سلطان، ما كانوا يَدْعُون الناس بالسّلاح، يدعون الناس بالآيات القرآنية والكلام الطيّب والأسلوب الحسن؛ لأنَّ هذا أقرب إلى الصّلاح وأقرب إلى قبول الحق.
أمَّا الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب فليس هذا من سنّة النبي عليه الصلاة والسلام ولا من سنّة أصحابه، لكن لَمَّا ولاَّه الله المدينة وانتقل إليها مهاجراً كان السّلطان له في المدينة وشرع الله الجهاد وإقامة الحدود، جاهد عليه الصلاة والسلام المشركين وأقام الحدود بعد ما أمر الله بذلك.
فالدّعاة إلى الله عليهم أن يَدْعُوا إلى الله بالأسلوب الحسن: بالآيات القرآنية والأحاديث النّبوية، وإذ لم تُجدِ الدعوة رفعوا الأمر للسّلطان ونصحوا للسّلطان حتى ينفّذ، السّلطان هو الذي ينفّذ، يرفعون الأمر إليه فينصحونه بأنّ الواجب كذا والواجب كذا حتى يحصل التّعاون بين العلماء وبين الرؤساء من الملوك والأمراء ورؤساء الجمهوريّات، الدّعاة يرفعون الأمر إليهم في الأشياء التي تحتاج إلى فعل: إلى سجن، إلى قتل، إلى إقامة حدّ، وينصحون ولاة الأمور ويوجّهونهم إلى الخير بالأسلوب الحسن والكلام الطيّب، ولهذا قال جلّ وعلا: {ولاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ إلاَّ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم} [العنكبوت 46]، فلو ظلم أحد من أهل الكتاب أو غيرهم فعلى وليّ الأمر أن يعامله بما يستحق، أما الدّعاة إلى الله فعليهم بالرّفق والحكمة لقول النبي : (( إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزَع من شيء إلا شانه ))( )، ويقول عليه الصلاة والسلام: (( مَن يُحْرَم الرّفق يحرم الخير كله ))( ).
فعليهم أن يَعِظوا الناس ويذكّروهم بالعذاب والأحاديث ومن كان عنده شبهة يجادلونه بالتي هي أحسن: الآية معناها كذا، الحديث معناه كذا، قال الله كذا، قال رسوله كذا، حتى تزول الشّبهة وحتى يظهر الحق.
هذا هو الواجب على إخواننا في الجزائر وفي غير الجزائر( )، فالواجب عليهم أن يسلكوا مسلك الرسول عليه الصلاة والسلام حين كان في مكّة والصّحابة كذلك، بالكلام الطيّب والأسلوب الحسن؛ لأنّ السلطان ليس لهم الآن لغيرهم، وعليهم أن يناصحوا السلطان والمسؤولين بالحكمة والكلام الطيب والزّيارات بالنيّة الطيبة حتى يتعاونوا على إقامة أمر الله في أرض الله، وحتى يتعاون الجميع في ردع المجرم وإقامة الحق.
فالأمراء والرّؤساء عليهم التّنفيذ، والعلماء والدّعاة إلى الله عليهم النصيحة والبلاغ والبيان. نسأل الله للجميع الهداية )).

السؤال الثاني:
قامت الجماعة الإسلامية المسلّحة بتهديد أئمّة وزارة الشّئون الدينيّة بالجزائر، الذين لا يصرّحون بسبّ الحكّام على المنابر؛ إمّا توقيف صلاة الجماعة والجمعة وإمّا القتل بحجّة أنّه موظّف لدى الطّواغيت، وقد نفّذوا القتل في مجموعة من الأئمّة الذين لم يستجيبوا لهم كما تعطّلت صلاة الجماعة في بعض المدن فما حكم هذا الفعل؟
الجواب: (( ما يصلح هذا! هذا أيضا غلط، هذا ما يصلح! الواجب على الدّعاة أن ينصحوا الناس بالكلام الطيب ينصحوا الخطباء وينصحوا الأئمّة حتى يستعملوا ما شرع الله.
أمَّا سبّ الأمراء على المنابر فليس من العلاج، فالعلاج الدّعاء لهم بالهداية والتّوفيق وصلاح النّيّة والعمل وصلاح البطانة، هذا هو العلاج،لأنّ سبّهم لا يزيدهم إلا شرّا، لا يزيدهم خيراً، سبّهم ليس من المصلحة، ولكن يُدعَى لهم بالهداية والتّوفيق والصّلاح حتى يقيموا أمر الله في أرض الله وأنّ الله يصلح لهم البطانة أو يبدلهم بخير منهم إذا أبوا، أن يصلحهم أو يبدلهم بخير منهم، أما سبّهم ولعنهم أو سب الشّرطة أو لعنهم أو ضربهم أو ضرب الخطباء كل هذا ليس من الإسلام( ).
الواجب النصيحة والبلاغ والبيان قال الله جلّ وعلا: {هذا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ} [إبراهيم 52]، فالقرآن بلاغ والسنة بلاغ، قال جلّ وعلا: {وأُوحِيَ إليّ هذا القرءانُ لأُنْذِرَكم به ومَن بَلَغ} [الأنعام 19]، قال جلّ وعلا: {وأَنذِرِ الناّسَ} [إبراهيم 44]، {إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [هود 12].
فالعلماء هم خلفاء الرّسل، ينذرون الناس ويحذّرونهم من عقاب الله، ويرشدونهم إلى طاعة الله، ويأمرونهم بتقوى الله، ويحذّرونهم من معاصي الله، وينصحون ولاة الأمور من الأمراء وغيرهم، ينصحونهم، يوجّهونهم إلى الخير ويَدْعُون لهم بالهداية؛ لأنّ هذا أقرب إلى النّجاح وأقرب إلى الخير حتى تنتشر الدعوة، وحتى يتفقّه الناس في الدين، وحتى يعلموا أحكام الله.
أما إذا عُوملوا بالضّرب أو بالوعيد للخطباء وغيرهم كان هذا من أسباب ظهور الشّرّ وكثرة الشّرِّ وقلَّة الخير. لا حول ولا قوّة إلا بالله. نعم؟ )).
السؤال الثّالث:
كما قامت هذه الجماعة بقتل بعض النساء اللاّئي أبين ارتداء الحجاب، فهل يسوغ لهم هذا؟
الجواب: (( هذا أيضا غلط، لا يسوغ لهم هذا، الواجب النصيحة، النصيحة للنّساء حتى يحتجبن، والنصيحة لمن ترك الصلاة حتى يصلّي، والنصيحة لمن يأكل الرّبا حتى يدع الرّبا، والنصيحة لِمَن يتعاطى الزّنى حتى يَدَع الزّنى، والنصيحة لمن يتعاطى شرب الخمر حتى يدع شرب الخمر، كلٌّ يُنصح، ينصحون: قال الله وقال رسوله: بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية، ويحذّرونهم من غضب الله ومن عذاب يوم القيامة.
أما الضّرب أو القتل أو غير ذلك من أنواع الأذى فلا يصلح للدّعاة، هذا ينفّر من الدعوة، ولكن على الدّعاة أن يتحلّوا بالحلم والصبر والتّحمّل والكلام الطيب في المساجد وفي غيرها حتى يكثر أهل الخير ويقلّ أهل الشّرّ، حتى ينتفع الناس بالدعوة ويستجيبوا )).
السؤال الأخير:
يا شيخ! سؤال أخير ـ بارك الله فيكم ـ: لعلّ بعض الإخوة مِمَّن يَميل إلى السلفية ويحبّ العلماء يصغي إلى كلام العلماء، فماذا تنصحون من تورّط في هذه الاغتيالات أو شيء من هذا يا شيخ؟
الجواب: (( أنصحهم بالتوبة إلى الله وأن يلتزموا الطريقة التي سار عليها السّلف الصّالِح( ) بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، الله يقول: {ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا إلى اللهِ وعَمِلَ صَالِحاً} [فصلت 33]، فلا يوَرّطون أنفسهم في أعمال تسبّب التّضييق على الدعوة وإيذاء الدّعاة وقلّة العلم، لكن إذا كانت الدعوة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن كثر الدّعاة وانتفع الناس بهم، وسمعوا كلامهم واستفادوا منهم وحصل في المساجد وفي غير المساجد الحلقات العلميّة والمواعظ الكثيرة حتى ينتفع النّاس.
الله يهدي الجميع، نسأل الله للجميع الهداية والتّوفيق )) اهـ.

بارك الله فيك على الافادة
وجزاك الله خيرا انشاء الله

بارك الله فيك اخي صهيب على الموضوع المفيد رحمة الله الشيخ رحمة واسعة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة 82 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك على الافادة
وجزاك الله خيرا ان شاء الله

القعدة القعدة
و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ابو الوليد القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك اخي صهيب على الموضوع المفيد رحمة الله الشيخ رحمة واسعة
القعدة القعدة
و فيكم بارك الله

جزاكم الله خيرا

طرح الموضوع في وقته هدى الله الجميع

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين مذنبة القعدة
القعدة
القعدة

جزاكم الله خيرا

طرح الموضوع في وقته هدى الله الجميع

القعدة القعدة

..

و اياكم
على كل فالعلماء منذ بدات الفتنة و هم يحذرون الشباب من الخروج وعاقبته
لكن كانت ايادي خفية تخفي كلام العلماء اما الان فالحمد لله كل شئ واضح
السلفيون بريئون من الاعمال الارهابية

الف شكر اخي وبارك الله فيك موضوعك في القمة
بارك الله فيك أخي جزاك الله خير يسمون أنفسهم الجماعة السلفية للدعوة و القتال و الله إن السلفية بريئة منهم ومن أعمالهم ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم لا تقم لهم سلطان واجعل تدبيرهم في تدميرهم إن شاء الله الله أرحنا منهم وأرحنا من طغيانهم واهدي شبابنا إلى الحق يا رب العالمين إنك سميع مجيب.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبي هيثمmimid القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك أخي جزاك الله خير يسمون أنفسهم الجماعة السلفية للدعوة و القتال و الله إن السلفية بريئة منهم ومن أعمالهم ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم لا تقم لهم سلطان واجعل تدبيرهم في تدميرهم إن شاء الله الله أرحنا منهم وأرحنا من طغيانهم واهدي شبابنا إلى الحق يا رب العالمين
إنك سميع مجيب.

القعدة القعدة
بارك الله فيك عبد الحميد صدقت ورب الكعبة يتسمون بالسلفية زورا وبهتانا وهذه التسمية بالسلفية
للدعوة والقتال تلبيسا على عامة الناس و ايهاما لهم فهم خوراج احبوا ام ابوا خوارج كلاب النار شر قتلى تحت اديم السماء يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان الله لا تقم لهم قائمة ولا ترفع لهم راية اللهم احرقهم في الدنيا و الاخرة و العنهم و اخزهم و شردهم و ارم الفزع و الشقاق و الفرقة بينهم اللهم امين

موقف الشيخ محمد البشير الابراهمي من الصوفية 2024.

إِنَّ التَّصنيفَ في الرَّدِّ على أهل الأهواء بابٌ عظيمٌ من أبواب النُّصحِ للأُمَّة، وصِيَانَتِهَا مِمَّا يَشُوبُها في دِينِهَا، وتَعَبُّدِها، وسُلُوكها، وتَوحِيدِها لِرَبِّها.

بَيْدَ أنَّه لا يَنْبَغِي أَن يَلِجَ هذا البَابَ الجِهادِيَّ؛ إِلاَّ مَنْ أَتْبَعَ في العِلْمِ سَبَبا، وطابَ مَسْلَكًا ومَشْرَبا.(1)

ومِمَّنْ اتَّصَفَ بهذا الوَصْفِ الأَنِيق، وتَحَقَّقَ فيه هذا الشَّرطُ الوَثِيق، فقام بهذا الواجب الشَّرعيِّ خَيرَ قِيَام: شيخُ علماء الجزائر الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله؛ إذِ انْبَرَى لأَهلِ الباطل ـ بكِتَاباته المُفِيدة ـ ورمَاهم بشِهَاب السُّنَّة الثَّاقِب، وأرشَدَ المسلمين إلى طريق الحَقِّ اللاَّحِب.

وإنَّ المتَأمِّل فيما رَقَمَهُ الشَّيخ رحمه الله، يَجِدُ أنَّ أَكثرَ الطَّوائف التي نالَتْهَا سِهَامُ نَقْدِه، هي طائفة الصُّوفيَّة التي كان لها ـ في عَهْدِه ـ انتشارٌ كبير في القُطرِ الجزائري، وكانت لشُيوخها حُظْوَةٌ عند سُلُطَات الاحتلالِ الفرنسي، وكُلُّ هذا لم يَمْنَعْهُ مِنْ بَيََان الأُمور التي يَعيبُها عليهم، فكان له في الردِّ عليهم مواقِفُ محمودة، وفي بيان مُخَالَفَاتِهِم مقالاتٌ بالهُدَى مَعقُودَة، ميَّزَ فيها الحقَّ من الباطل والحَالِيَ من العَاطِل.

ونستعرض فيما يلي جُمْلَةً من أقواله في الصُّوفية ومواقفه منها:

موقفه من هذه التَّسمية

لقد دَعَا الشيخ الإبراهيمي رحمه الله المسلمين بكُلِّ حَزمٍ وعَزمٍ إلى الخُلُوصِ من النِّسبَة إلى لَقَب «الصُّوفية» الذي لم يُسَمِّ اللهُ عز وجل بِهِ عِبَادَه، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم، والاستغنَاءِ بالأَلقاب الشَّرعية الوَارِدَة في الكتاب والسنَّة عن الألقاب المُحدَثَة الوَارِدَة من الكُفَّار، فيقول: «ثُمَّ ما هذا التصوُّف الذي لا عهدَ للإسلام الفِطْرِيِّ النَّقِيِّ به؟! إنَّنا لا نُقِرُّه مَظْهَرًا من مظاهر الدِّين، أو مَرتبةً عُليَا من مَرَاتِبِه، ولا نَعترفُ من أَسمَاء هذه المراتِبِ إِلاَّ بما في القاموس الدِّيني: النُّبوَّة والصِّدِّيقيَّة والصُّحبَة والاتِّبَاع، ثم التَّقوى التي يتفاضَلُ بِهَا المؤمنون، ثُمَّ الوَلاية التي هي أَثَرُ التَّقوى».

إلى أَنْ قال: «وهل ضَاقَتْ بِنَا الأَلفَاظُ الدِّينيَّة ذاتُ المفْهُوم الواضح، والدِّقَّة العجيبة في تحديد المعاني؛ حتَّى نَستَعِيرَ من جَرَامِقَة اليونان أو جَرَامِقَة الفُرس هذه اللَّفظةَ المُبْهَمَة الغَامِضَة، التي يتَّسِعُ معناها لِكُلِّ خَيرٍ ولِكُلِّ شَرٍّ؟!»(2).

ويَرَى الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّ الانتسابَ إلى إِحدَى الطُّرق الصوفية، والتَّسمِّي بِهَا؛ يَتَضمَّنُ ثلاثة مَحَاذير:

الأول: أنْ يَعتَقدَ صَاحِبُ هذه النِّسبَة أنَّها أَشرفُ من الانتساب إلى الاسم الذي سَمَّانا الله عز وجل به ورسولُه صلى الله عليه وسلم وهو «المسلمون»، كما جاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ[الحج:78]، أي أنَّ الله عز وجل هو الذي سمَّاكم بالمسلمين في هذا القرآن ومن قَبْلِ هذا القرآن(3).

وفي حديث الحَارِثِ الأَشْعَري رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «فَادْعُوا المُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ، بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ عز وجل: المُسْلِمِينَ، المُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللهِ عز وجل»(4).

وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله مُخاطِبًا أتباع الطَّريقة التِّيجانية: «إنَّ العاقل لا يَنتَحِلُ نِسبَةً أو وَصْفًا؛ إِلاَّ إذا اعتقَدَ أنَّه يَكتسِبُ بذلك شَرَفًا لم يَكُنْ له، وأنتُم قَبْلَ أنْ تكونوا تِيجانيِّين؛ كُنْتُم مسلمين، أَفَلْم يَكْفِكُمْ شَرفُ الإسلام حتَّى التَمَستُم ما يُكَمِّلُه من هذه النِّسَبِ المُفَرِّقَةِ؟! أمْ أنَّ الإسلامَ ـ في نَظَرِكُم ـ قَاصِرٌ عَنْ أَنْ يَصِلَ بِأَهلِه إلى درجات الشَّرَف الرَّفيعة، فجئتُم تَلتَمِسون الشَّرفَ والرِّفْعَةَ في غَيرِه؟!»(5).

المحذُور الثَّاني: أنَّ هذه النِّسَبَ المُخترَعَةَ عُنوانٌ للفُرقَة والتَّحَزُّب، وعبَّر الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله عن ذلك بقوله ـ في ما سبَقَ من كلامه ـ: «هذه النِّسَب المُفَرِّقَة».

المحذور الثالث: أنْ يَعتَقدَ أَصحابُ هذه النِّسبَة أنََّّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلين منها، ومن العاطلين منها سَادَاتُ أَولياءِ الله من الصحابة رضي الله عنهم، وفي هذا قال الشيخ رحمه الله تَتِمَّةً لكلامه الآنِفِ الذِّكْرِ: «فاحذَروا؛ فإنَّ من النَّتَائج اللاَّزمة لصَنِيعِكُم هذا نتيجةٌ قَبيحةٌ جدًّا في حُكْمِ الشَّرع، وفي حُكْمِ العَقل، وهي أنَّ أَصحابَ هذه النِّسَبِ يعتقدون أَنَّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلِين منها، ومن العاطلين منها: أبو بكر وعمر وجميعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم».

موقفه من الصَّالحين المنسوبين إلى التَّصوُّف

يُقِرُّ الشَّيخ رحمه الله بِوجُود رِجَالٍ صالحين وأئمَّةٍ مَرضِيِّين ـ عبر التَّاريخ الإسلامي ـ مَنْسُوبين إلى التصوُّف؛ إلاَّ أنَّه يُصِرُّ على تَسميَتِهِم باسمٍ شَرعِيٍّ قُرآني ألا وهو «صَالِحُو المؤمنين»؛ استنادًا إلى قَولِ الله عز وجل: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير[التحريم:4]، ويعتقد أنَّ صلاحَهم هذا كان نَتِيجةَ اتِّبَاعِهم للكتاب والسُّنَّة، والعَمَلِ بهما، ولم يَكُنْ نتيجةَ التَّربية الصُّوفيَّة، وانتهاجِ مَسْلَك التَّصوُّف، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله: «ونحن نعلمُ من طريق التاريخ ـ لا من طريق الشُّهرة العامَّة ـ أَنَّ بعض أَصحابِ هذه الأسماء الدَّائرة في عالَمِ التصوُّف والطُّرُق، كانوا على استِقَامةٍ شَرعيَّةٍ، وعَمَلٍ بالسُّنَّةٍ، ووقُوفٍ عند حُدود الله، فهم صالحون بالمعنى الشَّرعي، ولكنَّ الصَّلاحَ لم يَأْتِهِمْ من التَّصوُّف أو الطُّرق؛ وإنَّما هو نتيجة التَّديُّن، وفي مثل هؤلاء الصَّالحين الشَّرعيين إنَّما نختلف في الأسماء؛ فنحن نُسمِّيهم صالحي المؤمنين، وهم يُسَمُّونهم صوفيَّة وأصحاب طُرُق؛ فيا ويلهم! إنَّ طريقةَ الإسلام واحدةٌ، فما حاجةُ المسلمين إلى طُرُقٍ كثيرة؟!»(6).

عرضُ الشَّيخ رحمه الله
لنشأة التَّصوُّف وتطوُّره

لقد تحدَّث الشيخ الإبراهيمي رحمه الله بإِسهَاب عن نَشأةِ الفكر الصُّوفي، وتطوُّره، والمراحل التي مرَّ بِهَا، والأصول التي بُنِيَ عليها، ومدى اصطِبَاغه ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة، فإلى تفصيل ذلك:

أولا ـ نشأة التصوُّف

يرى الشيخ رحمه الله أنَّ الصُّوفيَّة نَزْعَةٌ مُستَحدَثَةٌ في الإسلام، وأنَّ زمنَ ابتداعها هو النِّصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، ومكان ظهورها هو بغداد عاصمة الخلافة العبَّاسية، وفي هذا يقول: «والصوفية، أو الطُّرُّقِيَّة ـ كما نُسمِّيها نحن في مَواقِفِنا معها ـ هي نَزْعَةٌ مُستَحدثَةٌ في الإسلام، لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة، بِمَا أنَّ نشأةَ هذه النَّزعة كانت ببغداد في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، واصطباغُ بغدادَ بالألوان الفارسيَّة في الدِّين والدُّنيا معروف، وتدسُّسُ بعض المتنطِّعين من الفُرس إلى مَكَامِنِ العقائد الإسلامية لإفسادها، لا يَقِلُّ عن تَدَسُّس بعضهم إلى مَجَامع السياسة، وبعضهم إلى فضائل المجتمع وآدابها لإِفسادها»(7).

أمَّا سبب ظهور التصوُّف ـ في نظر الشيخ رحمه الله ـ، فهو غُلُوُّ طائفة من المسلمين في التعبُّد؛ حيث قال: «وغَلَتْ طوائفُ منهم (أي: من المسلمين) في التَّعبُّد، فنجَمَتْ ناجِمَةُ التَّصوُّف والاستِغْرَاق»(8).

ثانيا: تأثُّر الصُّـوفيَّة ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة

يرى الشيخ رحمه الله أنَّ لبعض الحضارات القديمة ـ كالحضارة الفارسية ـ، والدِّيانات المحَرَّفَة ـ كالنَّصرانية ـ، والدِّيانات الوَثَنِيَّة ـ كالبَرهَمِيَّة ـ تأثيرًا بالِغًا في نشأة الفكر الصُّوفي، ويتجلَّى هذا مَلِيًّا في بعض المظاهر المشتركة بينها وبين التصوَّف، وقد مرَّ بنا قول الشيخ رحمه الله إِنَّ الصوفية «لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة».

وقال الشيخ ـ أيضا ـ في هذا الصَّدَد: «وأمَّا المذاهب الصُّوفيَّة فهي أَبْعَدُ أَثرًا في تَشْوِيه حقائق الدِّين، وأشدُّ مُنَافاةً لرُوحِه، وأَقوَى تأثيرًا في تَفْريقِ كلمة المسلمين؛ لأنَّها ترجع في أصلها إلى نَزْعَةٍ غامضة مُبْهَمَة، تستَّرت في أوَّل أمرها بالانقطاع للعبادة، والتجرُّد من الأسباب، والعُزُوف عن اللَّذَّات الجسديَّة، والتَّظاهُر بالخصوصيَّة، وكانت تأخُذُ مُنْتَحِلِيهَا بشيءٍ من مظاهر المسيحيَّة، وهو: التَّسليم المُطلَق، وشيءٍ من مظَاهِرِ البَرهَمِيَّة وهو: تعذيبُ الجسد وإرهاقُه؛ تَوَصُّلاً إلى كمال الرُّوح ـ زعموا ـ، وأين هذا كلُّه من رُوح الإسلام وهَديِ الإسلام؟!»(9).

ثالثا ـ أطوار التصوف ومراحله:

يرى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّ بدعة التصوُّف ـ مثل كلِّ بدعة أُحْدِثَتْ في هذه الأمَّة ـ كان أَوَّلُها صغيرا يُشْبِهُ الحقَّ، ثُمَّ عَظُمَت، وصارت دِينًا يُدانُ بِهَا، ويُستَنْتَجُ من كلام الشيخ رحمه الله أنَّ الصُّوفيَّة مرَّتْ بثلاث مراحل:

الأولى ـ مرحلة التَّأسيس:

وهي تتميَّز بالبَسَاطة، وتَنحَصِرُ في الاجتهاد في العبادة، وشيءٍ من الرَّهبانية والتبتُّل، وكفِّ النَّفس عن الشَّهوات، وتربية الأَتْبَاع على ذلك، ومرَّ بنا قول الشيخ رحمه الله: «تستَّرت [الصُّوفيَّة] في أوَّل أمرها بالانقطاع للعبادة، والتجرُّد من الأسباب، والعُزُوف عن اللَّذَّات الجسديَّة، والتَّظاهر بالخُصُوصيَّة».

ويقول الشيخ رحمه الله ـ أيضا ـ: «وكانت [أي: الصوفيَّة] في أوَّل ظهورها بسيطةً تنحصر في الخلْوَة للعِبَادة، أو الجلوسِ لإِرشَاد وتَربية مَن يَشْهَدُ مَجَالسهُم».

إلى أن قال: «ومَبْنَى هذه النِّحلَةِ ـ في ظاهر أَمْرِهَا ـ [على] التَّبَتُُّل والانقطاع للعبادات التي جاء بِهَا الإسلام، ومجاهدة النفس ـ من طريق الرِّيَاضَة ـ بفَطْمِها عن الشَّهوات، حتَّى تَصفُوَ الرُّوح، وتَشِفَّ وتَرِقَّ وتتأهَّلَ لمُشَارَفَة المَلإِ الأَعلى، وتكونَ بمَقْرُبَةٍ مِنْ أُفُقِ النُّبُوَّّة، وتتذَوََّقَ لَذَّةَ العِبَادَةِ الرُّوحِيَّة»(10).

ويرى الشَّيخ رحمه الله أنَّ الصوفيَّة مُذْ نَشأَتهِا كان المنتسبون إليها طَرَائِقَ قِدَدا، وذهبوا مذَاهِبَ عَدَدا؛ بَيْنَ غَالٍ ومُقتَصِد، وقَريبٍ من الحقِّ ومُبْتَعِد، وفي هذا يقول الشيخ عَقِبَ كَلامِه السَّابِق: «وقد افتَرقَ النَّازِعُون إلى هذه النَّزعَة ـ مِنْ أَوَّلِ خُطوَةٍ ـ فِرَقًا، وذهبوا فيها مَذَاهِبَ؛ من القَصْدِ الذي يُمَثِّلُه أبو القاسم الجُنَيْد، إلى الغُلُوِّ الذي يُمَثِّلُه أبو منصور الحَلاَّج، إلى ما بَيْن هَذَيْن الطَّرَفَيْن».

الثانية ـ مرحلة التَّأصيل: وفي هذه المرحلة صار التصوُّف عِلْمًا مُستَقِلاًّ، له أُصولهُ، ومُصطَلَحاتُه الخَاصَّة به، وصُنِّفَت فيه الكتب والدَّواوين، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله تتِمَّةً لكلامه السَّابق: «ثُمَّ استَفْحَلَ أمرُها [أي: الصوفية]، فاستَحَالت عِلمًا مُستَقِلاًّ يُشَكِّلُ مُعجَمًا كاملاً للاصطلاحات، ودُوِّنَتْ فيها الدواوين التي تُحَلّل وتَشرَح، وتَصِفُ الألوان البَاطِنَة للنَّفْسِ، وتُبَيِّنُ الطَّريق الموصِلَ إلى الله، والوسيلة المؤدِّيَةَ للسَّعَادة، وكَيفِيَّة الخَلاص من مَضَائِقِ هذه الطَّريق وأَوْعَارِهَا».

الثالثة ـ مرحلة التَّدجِيل:

وفي هذه المرحلة استحالت الصُّوفيَّة إلى نِسبَة مُجَرَّدة من جميع المعاني، ينتسب إليها كل من دبَّ ودرج، لا عن طريق التَّربية؛ ولكن عن طريق الدَّجَل والشَّعوَذَة، وخاضوا في شرح أُمور غيبيَّة، وأصبح مذهبُهم قائما على السِّرِّيَّة والتَّكتُّم، فتوافقت وتلاقَت مع الفِرَق الباطنية وغيرها من النِّحَل الفاسدة.

يقول الشيخ الإبراهيمي ـ تَتمِيمًا لكلامه السابق ـ في بيان هذه المرحلة: «ثم انتقلت[الصوفية] في القرون الوسطى من تلك الأعمال التي تستُرُ أصحابَها، إلى الأقوال التي تفضحُهُم، فخاضوا في شرح مُغَيِِّبات…».

وقال رحمه الله: «ثُمَّ أَمِرَ أَمْرُ هذه الصُّوفيَّة، وتَقَوَّتْ على الزَّمَن، والتَقَت مع الباطنية ـ وغيرها من الجمعيات ـ التي تَبنِي أَمْرَها على التَّستُّر على طَبيعَةٍ دسَّاسة، وعِرْقٍ نَزَّاعٍ، ومِزَاجٍ مُتَّحِدٍ، واختلطت تعاليمُ هذه بتعاليم تلك، وتشابهت الاصطلاحات، وابتُلِيَ المسلمون من هذه النِّحل بدَاءٍ عُضَال.

وقد اتَّسَعَ صدرُها بعد أن تعدَّدَتْ مذاهبُها، واختلفت مشاربُها في القرون الوسطى والأخيرة من تاريخ الإسلام، فانضَوى تحت لِوَائها كُلُّ ذي دِخلَة سَيِّئة، وعقيدة رَدِيئَة، حتَّى أصبح التَّصوُّف حِيلَةَ كُلِّ مُحتَال، وحِلْيَة كُلِّ دَجَّال»(11).

وقال ـ أيضا ـ: «وانتهى بِهَا الأمر في القرون الأخيرة إلى نِسبَةٍ مُجرَّدَةٍ من جميع المعاني، ينتسب إليها ـ تَقَحُّمًا ـ كُلُّ مَنْ هبّ ودبّ، لا يطلُبُها من طريق علمٍ ولا تربية، ولكن من طريق الشَّعوذة والحِيلَة»(12).

رابعا: صلة التصوُّف بالاستعمار:

وصَفَ الشيخ رحمه الله الحال التي آلَ إليها التصوُّف في الأعصار الأخيرة، وكيف أنَّه أصبح مطيَّةً للمُحتَلِّين الكافرين؛ إذ صُنِعَ على أَعيُنِهِم، وصار خَادِمًا لمآرِبِهم، فقال: «ثم تدلّت [الصُّوفية] دَرَكَةً أخرى، فأصبحت وَسِيلةَ مَعاشٍ، ومَصْيَدَةً لابتِزَاز أموال العامَّة، وانتهاكًا لأَعرَاضهم، وهناك التقَتْ مع الاستعمار في طريق واحد، فتَعَارَفَا، وتَعَاهَدَا على الوَلاَء…».

إلى أن قال: «إنَّ الاستعمار الفرنسي ما رسَتْ قواعدُه في الجزائر ـ وفي شمال أفريقيا على العموم ـ وفي أفريقيا الغربية وفي أفريقيا الوسطى؛ إلاَّ على الطُّرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائدٌ عسكري فرنسي معروف كلمةً أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه، قال: «إنَّ كَسْبَ شيخَ طريقةٍ صوفيَّةٍ أَنْفَعُ لنَا من تجهيز جيشٍ كامِلٍ، وقد يكونون ملايين، ولو اعتمدنا في إِخضاعهم على الأموال والجيوش لمَا أَفادَتْنَا ما تُفِيدُه تلك الكلمةُ الواحدة من الشيخ، على أنَّ الخُضُوع لقُوََّتِنَا لا تُؤْمَنُ عَوَاقِبُه؛ لأَنَّه ليس من القلب، أمَّا كلمةُ الشيخ، فإنَّها تَجْلِبُ لنا القلوبَ والأبدانَ والأَموالَ أيضًا»(13).

ووصف الطُّرُق الصُّوفيَّة قائلا: «هي مَطَايا الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ووسطها وغربها، ولَولاَها لم يَتِمَّ له تَمَامٌ»(14).

موقف الشيخ الإبراهيمي
من كتب الصوفية

قال الشيخ رحمه الله في بعض كتب الصوفية: «إنَّ انتشارَ هذه الدَّفَاتر في هذه الأُمَّة المسلمة يَفُوقَ انتشارَ الأَوْبِئَةِ والطَّوَاعين فيها، وإنَّ الواجب على علماء هذه الأمة أنْ يَحمُوها من تلك الكتب، كما يُحمَى المريضُ من بعض الأطعمة وبعض المياه التي تَمُدُّ المرضَ، وتَزيدُه إِعضَالاً، وإنَّ أَيْسَر ما تَستَحِقُّه تلك الكُتُب هو الإِحرَاق»(15).

ومن الكتب التي ذكرها الشيخ رحمه الله: كتاب «طبقات الصُّوفيَّة» لعبد الوهاب الشعراني، حيث أشار إلى بعض شيوخ الصوفية المُتَرجَمِين فيه، وحقيقة حالِهم، فقال: «أَصبحت هذه الكلمة ـ التي غَفَلُوا عنها ـ [أي: الصُّوفية] أُمًّا وَلُودًا تَلِدُ البَرَّ والفاجر، ثُمَّ تَمَادَى بِهَا الزَّمن، فأصبحت قَلعةً مُحَصَّنَةً تُؤْوِي كُلَّ فاسق، وكُلَّ زنديق، وكُلَّ مُمَخْرِق، وكُلَّ دَاعِر، وكُلَّ سَاحِر، وكُلَّ لِصٍّ، وكُلَّ أَفَّاكٍ أَثيم، وانظر: «طبقات الشَّعراني الكبرى»، وما طُبِعَ على غِرَارِهَا من الكُتُب؛ تَجِدْ أَصنافَ المُحْتَمِين بهذه القَلعة، وهم بِبَرَكة حِمَايَتِها طُلَقَاءُ مِنْ قُيُود الشَّريعة»(16).

بعض الأمور التي انتقدها الشيخ الإبراهيمي
على الصوفية

انتقد الشيخ الإبراهيمي رحمه الله جُملةً من الأُمور على الصُّوفيَّة، نستعرض بعضها فيما يلي:

أوَّلا : فُشُوُّ الشِّرك وعبادَةِ الأَضرِحَة فيهم.

وسبب ذلك غُلُوُّهم في مشايخهم، ورَفعُهُم إلى مستوى الألوهية، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله: «يجري كُلُّ هذا، والأشياخ أشياخٌ: يُقَدَّسُ ميِّتُهُم، وتُشَادُ عليه القِبَاب، وتُسَاقُ إليه النُّذُور، ويُتَمَرَّغُ بِأَعتَابِه، ويُكتَحَلُ بتُرابه، وتُلتَمَسُ منه الحاجات، وتَفِيضُ عند قبره التَّوسُّلات والتَضَرُّعات، ويكونُ قبرُه فتنةً بعد الممات كما كان شخصُه فتنةً في الحياة، ثم تتوالد الفتن: فيكون اسمُه فتنة، وأولادُه فتنة، ودارُه فتنة، وإذا هو مجموع فُتُون، تَربُو عَدًّا على ما في «مجموع المتُون»(17).

ويُنكِرُ الشَّيخ رحمه الله على هؤلاء الشُّيوخ إِقرَارَهم لمُريدِيهِم على هذا الغُلُوِّ المُهلِك، قائلا: «وأكبرُ جَرحَةٍ دينيَّة فيهم ـ عندي ـ، إِقرارُهم لتلك الأَماديح الشعرية الملحُونة، التي كان يقولها فيهم الشعراء المُتَزَلِّفُون، ويُنشِدُونَها بين أيديهم في محافلهم العامَّة، وفيها ما هو الكُفر ـ أو دُونَه الكُفر ـ مِنْ وَصفِهِم بالتصرُّف في السَّموات والأَرَضين، وقُدرَتِهم على الإِغْنَاء والإِفقار، وإدخالِ الجنَّة والإِنقاذِ من النَّار ـ دَعْ عنك المُبَالغَات التي قد تُغتَفَر ـ، كُلُّ ذلك وهم ساكتون؛ بل يُعجَبُون لذلك ويَطْرَبُون، ويُثِيبون المادِحَ؛ علمًا منهم أنَّ ذلك المديحَ دعايَةٌ مُثمِرةٌ تَجلِبُ الأَتباع، وتُدِرُّ المال.

ولو كانوا على شيء من الدِّين، لَمَا رَضُوا أنْ يَسمَعُوا تلك الأَمَادِيح، وهم يعلمون كذِبَها مِنْ أنفُسِهم، ويعلمون أنَّ فيها تضليلاً للعامَّة، وتَغريرًا بعقائدها، وأنَّ تلك الأَمَادِيح المنشورةَ بين النَّاس ـ في وطننا هذا ـ هي سرُّ انتشار الطُّرقيَّة، وتَغَوُّلِها فيه»(18).

وقد أَفصحَ الشيخ رحمه الله عن دعوته واصِفًا لها بقوله: «ونحن مَعشَرَ الدُّعاة إلى هِدَايَة الكتاب والسُّنَّة»،(19) وسمَّاها بالسَّلفيَّة التي هي الإسلام الخالص الذي لم تَشُبْهُ شَائِبَةٌ، فقال في رسالته إلى مفتي الدِّيار السعودية الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: «أُذَكِّرُكُم أنَّ لَكُم بالجانب الغَربيِّ من وطن العروبة، ومَنَابِتِ الإسلام الأُولى، ومَجْرَى سَوابِقِ المجاهدين الأَوَّلين لإِخْوَانًا في العُروبة وهي رَحِمٌ قَويَّة، وفي الإسلام وهو سَببٌ مَرعيٌّ، وفي ذلك المعنى الخَاصِّ من الإسلام وهو «السَّلفيَّة» التي جَاهدتُم، وجاهدَ أَسلافُكُم الأبرار في سبيل تَثْبِيتِها في أرض الله»(20) .

وذكر الشيخ رحمه الله ـ في كلامٍ جميلٍ ـ الفَرقَ بين دعوته هذه، وبين الصوفية، وأنَّه يتمثَّل في مَضمُون الدَّعوة التي يدعون إليها عامَّةَ المسلمين فيقول: «نريدُ لهذا العامِّي أن يؤمِنَ بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبالكَعبَة قِبْلَةً، وبالقرآن إمامًا، وبمحمَّد رسولا، وأَلاَّ يَرجُوَ النَّفعَ إِلاَّ من رَبِّه، ولا يَستدَفِعَ الضُّرَّ إلاَّ به، وأَنْ لا يستعينَ ـ بعدَ الأَسبَاب الكَسبِيَّة ـ إلاَّ بِقُوَّتِه.

وتريدون منه أَن يُؤمِنَ ـ مع ذلك، أو قبل ذلك، أو بعد ذلك ـ بأنَّكم أولياءُ الله وإنِ استَبَحتُمُ الحُرُمات، ورَكِبْتُمُ المحَرَّمَات، وأنْ يُشْرِكِكُم مع الله في الدُّعاء، أو يَدعُوَكُم من دونهِ، وأنْ يَلتَجِئَ إِلَيكُم حتَّى فيما هو من خَصَائِص الأُلوهيَّة، وأنْ يَشُدَّ الرِّحَال لبُيُوتِكم كما يَشُدُّها لبَيت الله»(21) .

ثانيا: دعواهم الوَلاية لأَنفسهم ولمشايخهم، وتلقيب أنفسهم «العارفين بالله»:

ومِنْ ثَمَّ يأمرون العوامَّ بالتَّسليم لهم، وعَدَمِ الاعتراض عليهم، ولو كانت أفعالُهم وأقوالهم مخالِفَةً للشَّريعة في ظاهرها، وقد مرَّ بنا قولُ الشيخ رحمه الله: «…وتريدون منه [أي: العامِّي] أنْ يُؤمِنَ مع ذلك ـ أو قبل ذلك، أو بعد ذلك ـ بأنَّكم أولياءُ الله، وإن استَبَحتُم الحُرُمات، وركبتم المحَرَّمَات».

وقال الشيخ ـ أيضا ـ: «فالقوم عَارفون بالله، وإنْ لم يَدخُلُوا كُتَّابًا، ولم يَقرَأُوا كِتَابًا، وكل من يَنتَسِبُ إليهم فهو عارِفٌ بالله بمجرَّد الانتساب، أو بمجرَّد اللَّحظَة من شيخه»(22).

وقال الشيخ رحمه الله مخاطبا للصُّوفية: «فَوَيْحَكُمْ! إنَّ التَّسليم من أُصُول طرائقكم فيما تزعمون؛ فهل يجب التَّسليمُ ـ عِنْدَكُمْ ـ للمُتَخَمِّر إذا تَخَمَّر، فَعَبِثَ بالمقامات العُليا من نَبَويَّة ومَلَكِيَّة وأُلُوهيَّة؟! ويجب التَّسليم عندكم للمُشعوذ إذا شعوذ، وللشَّيطان إذا استحوذ، وللمَجذوب إذا اختلّت أعصابُه، وضاع صوابُه، وسال لُعَابُه، ولا يجب التَّسليم لكتاب الله إذا قام دليلُه، ولِهَديِ نَبيِّه إذا اتَّضَحَ سبيلُه؟! وهل من مُحَادَّةٍ لله ورسوله أعظم من هذه؟!»(23).

ثالثا: تفضيلُ بعضِهم لأَورَادهم المُخترعة على تلاوة القرآن الكريم

وفي هذا الصَّدد يقول الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: «إذا كان هذا القرآن مُتَعَبَّدًا بتلاوته اللَّفظيَّة وهو ستون حزبًا، فإنَّ تلاوة إنجيل التِّيجَاني القصير وهو «صلاة الفاتح» مرَّةً واحدة تَعدِلُ سِتَّةَ آلاف خَتْمَةٍ من القرآن»(24).

رابعا: اعتمادهم على الخُرافَات والأحاديث الموضوعة

قال الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: «هم لا يُذَكَّرون أُمَّّة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وإذا ذَكَّروها لا يُذَكِّرونها بالقرآن، كَمَا أمَرَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم(25)؛ بل يُذكِّرونها بمُرَغِّبَات ومُرَهِّبات لم تَأْتِ على لِسَان صاحب الشَّريعة، ولم تتَّفِقْ مع مقاصد شريعته، يُزَهِّدُونها في العمل للآخرة بما شَرَعُوه لها من أعمالٍ بِدعِيَّة، ويُزَهِّدونها في العمل للدُّنيا بما يفترون على رسول الله من أحاديثَ في ذَمِّ الدُّنيا، وبما أُثِرََ عن شَوَاذِّ الصُّوفية الهَادِمِين لحقائق الدِّين ببِدَعِ التَّبَتُّل البِِدعِيِّ، والانقطاع الكَاذِب عن الدُّنيا»(26).

خامسا: استعمالهم لمصطلحات خاصَّة بهم

وهي مصطلحاتٌ لَمْ يَرِدْ بِهَا كتابٌ ولا سُنَّةٌ، ولا تفوَّه بِهَا صاحِبٌ، وهي أَشبَهُ بالطَّلاسم والرُّموز والألغاز، مع اشتمالها على مَعانٍ فاسدة، وقد مرَّ بنا آنِفًا قولُ الشيخ رحمه الله: «ثُمَّ استَفْحَلَ أمرُها [أي: الصوفية]، فاستَحَالت عِلمًا مُستَقِلاًّ يُشَكِّلُ مُعجَمًا كاملاً للاصطلاحات».

ويقول الشيخ رحمه الله ـ أيضا ـ: «ولم يَتَبَيَّنِ النَّاسُ خَيرَها من شَرِّها [أي: الصُّوفيَّة] لِمَا كان يَسُودُها من التَّكَتُّم والاحتراس، حتَّى جَرَت على أَلسِنَة بعض مُنتَحِليها كلماتٌ كانت ترجمةً لبعض ما تحمِلُ من أَوزار، فَرَابَ أَئِمَّةَ الدِّين أَمرُها، وانفتَحَت أَعيُنُ حُرَّاس الشَّريعة، فوَقَفُوا لها بالمرصاد، فَلاذَ مُنْتَحِلُوها بِفُروقٍ مُبْتَدَعَةٍ يريدون أَنْ يُثْبِتُوا بِهَا خُصُوصِيَّتَهُم كالظَّاهر والباطن، والحقيقة والشريعة…إلى ألفاظٍ أخرى من هذا القَبِيل، لا تخرجُ في فَحوَاهَا عن جَعْلِ الدِّين الواحِدِ دِينَيْن»(27).

طريقة التَّعامل مع الصُّوفيَّة في نَظر الشَّيخ

يرى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّه يَتَعيَّن عرضُ عقائد وأفكار الصُّوفية على ميزان الشَّرع، وأن تَخْضعَ للتَّحليل الشَّرعي الدِّيني، وفي هذا يقول: «وإِنْ كُنَّا نُقِرُّه [أي: التَّصوُّف] فلسفةً روحانيَّةً جَاءتْنَا من غير طريق الدِّين، ونُرغِمُها على الخُضُوع للتَّحليل الدِّيني»(28).

ويقول رحمه الله: «والحقُّ في هذه النَّزعَة أنَّها صِبْغَةٌ روحيَّةٌ مَرجُوحةٌ في ميزان الشَّرع وأَحكَامِه، وإنَّما يُقبَلُ منها ما يُسَايِرُ المأْثُورَ، ولا يُجَافي المعروفَ من هَديِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، فإنَّ الدِّينَ قد تَكامَل بخِتَام الوحي، والزِّيادةُ فيه ـ بعد ذلك ـ كالنَّقصِ منه؛ كِلاهُما مُنكَرٌ، وكلاهما مرفوضٌ، وما لم يَكُنْ يَومَئِذٍ دِينًا، فليس بِدِينٍ بعد ذلك»(29).

والشيخ الإبراهيمي في موقفه هذا مُقْتَفٍ لآثَارِ مَنْ سَبَقَه من أئمَّة السُّنَّة وحُمَاتِها، ومُقْتَدٍ بهم، حيث قال قبل كلامه السَّابق: «وكان لأَئِمَّة السُّنَّة وحُمَاتِهَا ـ الواقِفِين عند حُدُودِها ومَقَاصدها ومَأثُورَاتِها ـ مَوَاقِفُ مع الحَامِلين لهذه النَّزعَة، ومَوَازينُ يَزِنُون بِهَا أعمالهم وآراءهم، وما يَبْدُر على أَلسنَتِهم من القَولِ فيها، ولسانُ هذه الموازين هو: صَريحُ الكتاب وصَحيحُ السُّنَّة».

الشيخ الإبراهيمي
يُبيِّن قَصدَه من هذه الرُّدُود

لقد وضعَ العلماءُ شرطين لنَقْض المقَالات المُخَالِفَة للكتاب والسُّنَّة، ونَقْد الدُّعاة إليها، وهما: العِلمُ وسَلامَةُ القَصْدِ:

فبالعِلْم يكونُ الرَّدُّ قائما على البَيِّنَات الشَّرعية، والأدلَّة اليقينيَّة.

بسَلامَة القَصدِ يكونُ مطلوبُ الرَّادِّ إظهارَ الحقِّ الذي بعث اللهُ عز وجل بِهِ رسولَه صلى الله عليه وسلم، وأَنْ يكونَ الدِّينُ كلُّهُ لله، وأنْ تكونَ كلمتُهُ هي العليا، فيكون بذلك هذا الردُّ مِنْ تَمَامِ النُّصح لله ولكِتَابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلمين وعامَّتِهِم(30).

وقد أبانَ الشيخ الإبراهيمي رحمه الله عن قَصده في رُدُوده على الصُّوفيَّة، فقال: «إنَّنا لا نَحمِلُ لهؤلاء المشايخ [أي مشايخ الصُّوفية] ولا لأولادهم ولا لأحفادهم حِقدًا، ولا نَضْطَغِنُ عليهم شَيئًا، ولا نُنْفِسُ عليهم مالاً من الأُمَّة ابْتَزُّوه، ولا جاهًا على حِسَابها أَحرَزُوه، وليس بَيْنَنا وبَيْنَهم تِرَاتٌ قديمة، ولا ذُحُولٌ مُتَوارَثَةٌ، ولا طَوَائِلُ مَغرومَة؛ وإِنَّما هو الغَضَبُ لله ولدِينِه وحُرُمَاتِه أَنطَقَنا»(31)

قاعدة عظيمة
للشيخ الإبراهيمي
في ميزان قبول العمل

ذكر الشيخ الإبراهيمي رحمه الله قاعدةً عامَّة في الميزان الذي تُقبَلُ به أَعمالُ العباد، فقال في فصل بعنوان ««دَفْعُ شُبهَةٍ ونَقْضُ فِرْيَةٍ في هذا المَقَام: »«ونحن إِذْ نُنْكِرُ؛ إِنَّما نُنْكِرُ الفاسِدَ من الأعمال، والباطلَ من العقائد؛ سواءٌ علينا أَصَدَرَتْ من سَابِق أم من لاحِق، ومن حيٍّ أم من مَيت؛ لأَنَّ الحُكْمَ على الأَعمال لا على العاملين، وليس صُدُورُ العمل الفاسد من سَابِقٍ بالذي يُحدِثُ له حُرمَةً، أو يُصَيِّرُه حُجَّةً على اللاَّحِقِين؛ بل الحُجَّةُ لكتاب الله ولسنّة رسوله، فلا حقَّ في الإسلام إلاَّ ما قام دَليلُه منهما، واتَّضَحَ سبيلُه من عمل الصحابة والتابعين بِهِمَا، أو إجماعِ العلماء ـ بِشَرطِه ـ على ما يُستَنَدُ عليهما، وبهذا الميزان فأعمالُ النَّاس إِمَّا حَقٌّ فَيُقْبَلُ، أو بَاطِلٌ فَيُرَدُّ»(32).

جَزَى اللهُ الشَّيخَ الإبراهيمي خيرَ الجزاء، وأسبغَ عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، وأسكنه فراديس الجِنَان.

آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


(1) من كلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في تقريظه لكتاب «كُتُبٌ حَذَّرَ منها العلماء» للشيخ مشهور سلمان مع تحوير طفيف.

(2) «آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي» (1/175).

(3) وهو القول الذي رجَّحه الإمام الطبري من أَحَد القَولَيْن في هذه الآية، وصَوَّبه الإمام ابن كثير في ذلك، انظر: «تفسير ابن كثير» (5/455).

(4) رواه أحمد (17170) واللفظ له، والترمذي (2863)، وصحَّحه العلاَّمة الألباني.

(5) «آثاره» (2/403).

(6) «آثاره» (1/174 ـ 175).

(7) «آثاره» (5/141 ـ 142).

(8) «آثاره» (4/227).

(9) «آثاره» (1/168).

(10) «آثاره» (5/142).

(11) «آثاره» (1/168).

(12)«آثاره» (5/142).

(13) «آثاره» (5/142 ـ 143).

(14) «آثاره» (5/141).

(15) «آثاره» (1/123).

(16) «آثاره» (1/175).

(17) «آثاره» (1/172).

(18) «آثاره» (1/176).

(19) «آثاره» (4/232).

(20) «آثاره» (5/221).

(21) «آثاره» (1/116 ـ 117).

(22) «آثاره» (1/170).

(23) «آثاره» (1/116).

(24) «آثاره» (1/171)، وانظر تصديق ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب «جواهر المعاني» (1/136) لعلي بن حرازم الفاسي وهو من شيوخ التِّيجانيَّة.

(25) في قوله عز وجل: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد[ق:45]

(26) «آثاره» (4/116).

(27) «آثاره» (1/168).

(28) «آثاره» (1/175).

(29) «آثاره» (5/142).

(30) انظر: «الفرق بين النَّصيحة والتَّعيير» لابن رجب (ص5).

(31) «آثاره» (1/177).

(32) «آثاره» (1/174).

والله لا أعرف اى السببين من هذه المواقف
لماذا ندرس هذه المذاهب
يجب ان تكون المواقف حقيقية لا وقفية فقط
لماذا هم لهم مواقف تجاهنا صريحة؟
انحرفوا كثيرا عن العقيدة
لا حول ولا قوة إلا بالله
بارك الله فيك

رحم الله شيخنا الجليل …. وجزاكما خيرًا…
القعدة

القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليـل القعدة
القعدة
القعدة

رحم الله شيخنا الجليل …. وجزاكما خيرًا…
القعدة

القعدة القعدة

اللهم أاامين.
بارك الله فيك.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boubou timothy القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

و اياك بارك الله فيك.