بحث في البدعة 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
فاعلم أن أول من أصل في البدع هو الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه الاعتصام ، وكل من جاء بعده عالة عليه، رحمة الله على كل العلماء.
ثم أما بعد:
الفصل الأول : تعريف البدعة :
المبحث الأول : لغة : إحداثُ شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة وقيل الاختراع على غير مثال سابق كما قال تعالى "قل ما كنت بدعا من الرسل" أي لست أول من جاء بالرسالة من عند الله وفي تعريف آخر بدع الشيء يبدعه بَدْعًا وابتدعه: أنشأه وبدأه، والبدعة: الحدث، وما ابتدع من الدين بعد الإكمال ومن هذا المعنى سمي العمل الذي لا دليل عليه في الشرع بدعة ، وهذا مجمل ما جاء في تعريفها.(انظر قواميس اللغة كلمة بَدَعَ)
المبحث الثاني : اصطلاحا : قال الشاطبي : "هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الطريقة الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله" ، وإضافتها للدين من قبيل المقيد ، إذ لو كانت في أمور الدنيا فهي اختراع جائز كاتخاذ السجون، والأكل بالملاعق والشوكة … أما ما يتعلق به الخطاب الشرعي، فيتعلق به الابتداع.
تضاهي الطريقة الشرعية من غير أن تكون كذلك لأن صاحبها يضاهي بها السنة حتى يكون ملبسا بها على الغير أو تكون هي ما تتلبس عليه بالسنة ، وأما المبالغة في التعبد لله فهي الحث على الانقطاع للعبادة والترغيب في ذلك ولها أوجه، منها ما يحدث في بعض المساجد من التزام كيفية أو هيئة معينة للذكر بصوت واحد، وتخصيص يوم عاشوراء بأكل معين أو ذكر معين، والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها التزام عبادات معينة في أوقات معينة ، كالتزام إخراج الزكاة في عاشوراء وقد حال الحول قبل ذلك. ويخرج بالقيد العادة. أما سائر العلوم الخادمة للشريعة كالنحو والصرف وغيرها فإنَّها وإن لم توجد في الزمان الأوَّل فأُصولها موجودة في الشرع.

والابتداع كما يقع بالفعل يقع بالترك: أو البدعة التركية وتارك المطلوبات الشرعية على ضربين أن يتركها لغير التدين إما كسلاً أو تضييعاً أو ما أشبه ذلك من الدواعي النفسية. فهذا الضرب راجع إلى المخالفة للأمر، فإن كان في واجب فمعصية وإن كان في ندب فليس بمعصية، إذا كان الترك جزئياً، وإن كان كلياً فمعصية. والثاني أن يتركها تديناً. فهذا الضرب من قبيل البدع حيث تدين بضد ما شرع الله.
الفصل الثاني ذمِّ البدع وأقسام نشوئها
المبحث الأول : الأدلة على ذم البدعة :
نقتصر على آية وحديث ودليل عقلي :
-قول الله تعالى: ((وأنَّ هذا صِراطِي مُسْتقِيماً فاتَّبِعُوهُ ولاَ تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عنْ سَبِيلِهِ، ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [الأنعام 153] فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه وهو السُّنَّة، والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع.

-وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه أنَّه قال: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: ((نعم قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي)) قال فقلت: هل بعد ذلك الشر من شر؟ قال: ((نعم دعاة على نار جهنم من أجابهم قذفوه فيها)) قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا. قال ((نعم هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأْمرني إن أدركت ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) قلت: فإن لم يكن إمام ولا جماعة؟ قال: ((فاعتزل تلك الفِرقَ كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) رواه البخاري ومسلم.
-أنَّ الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان وحال لسان المبتدع إنَّ الشريعة لم تتم، وأنَّه بقي منها أشياءُ يجب أو يستحب استدراكها، لأنَّه لو كان معتقداً لكمالها وتمامها من
كلِّ وجه، لم يبتدع ولا استدرك عليها. وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم.

المبحث الثاني: أقسام نشوء البدع
البدعة تنشأُ عن أربعة أوجه:
الأول : أن يخترعها المبتدع وهو الحقيق باسم البدعة
الثاني: أن يعمل بها العالم على وجه المخالفة، فيفهمها الجاهل مشروعة وهو يشبه التنصيص بالقول.
الثالث: أن يعمل بها الجاهل مع سكوت العالم عن الإنكار، وهو قادر عليه، فيفهم الجاهل أنَّها ليست بمخالفة ، وهو كالثاني في التنصيص ، وتكون المخالفة فيهما بالذات والبدعة من خارج
الرابع: من باب الذرائع، وهي أن يكون العمل في أصله معروفاً، إلا أنَّه يتبدل الاعتقاد فيه مع طول العهد بالذكرى، فالمحظور الأول غير واقع فيه بالعرض فلذلك كانت من باب الذرائع.

الفصل الثالث : تقسيم البدع :
وهو أطول الفصول ، ومربط الفرس في الموضوع.
اختلف العلماء في تقسيم البدع بين مجيز ومانع ، ولكل فريق أدلته نسوقها باختصار :
المبحث الأول: القائلون بالتقسيم وأدلتهم:
الدليل الأول: ما في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله قوله صلى الله عليه وسلم: ((من سنَّ سُنَّةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص ذلك من أُجورهم شيئاً، ومن سنَّ سُنَّةً سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا))
أي من اختراعها من نفسه لكن بشرط أنْ تكون حسنة فله من الأجر ما ذكر، فليس المراد: من عمل سُنَّةً ثابتةً ، وهو تجويز للابتداع.
-الدليل الثاني: قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح ((نعم البدعة هي)) البخاري ، وهو صريح في استحسان بعض البدع.
-الدليل الثالث: أجمع الصحابة على جَمْعِ القرآن وكَتْبِه في المصاحف، وعلى جمع الناس على المصاحف العثمانية، واطِّراح ما سوى ذلك من القراءَات التي كانت مستعملة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن في ذلك نصٌ ولا حَظْر.(والإجماع حجة)
الردّ على الأدلة :
أما الحديث الأول فبالرجوع إلى سبب ورود الحديث يتبين أن المراد منه ليس الاختراع والحديث بتتمته فيه سبب الورود وهو: عن جرير بن عبد الله قال كنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار فجاءَه قوم حفاة عراة مجتابي النِّمار – أو العباء – متقلدي السيوف، عامتهم مضر-بل كلهم من مضر، فَتَمَعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذَّن وأقام، فصلَّى ثم خطب فقال: ((يَا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ))النساء1 والتي في سورة الحشر18: ((اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُر نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بِشِق تمرة)) قال: فجاءَه رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت. قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتهلَّل كأنَّه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أنْ ينقص من أُجورهم شيٌ، ومن سَنَّ سُنَّةً سيئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أنْ ينقص من أوزارهم شيءٌ)) رواه مسلم.
فدل على أنَّ السُّنَّةَ ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي وهو العمل، بما ثبت كونه سُنَّةً.
قوله: ((من سن سُنَّةً حسنةً ومن سن سُنَّةً سيئةً)) لا يمكن حمله على الاختراع من أصل، لأنَّ كونها حسنة أو سيئة لا يُعرف إلا من جهة الشرع، لأنَّ التحسين والتقبيح مختص بالشرع، لا مدخل للعقل فيه وهو مذهب أهل السُّنَّةِ، وإنَّما يقول بالتحسين والتقبيح بالعقل المبتدعة، فلزم أنْ تكون السُّنَّةُ في الحديث إمَّا حسنة في الشرع وإمَّا قبيحة بالشرع، فلا يَصْدُقُ إلا على مثل الصدقة المذكورة، وما أشبهها من السنن المشروعة، وتبقى السُّنَّةُ السيئة مُنَزَّلة على المعاصي التي ثبت بالشرع كونها معاصي. وعلى البدع لأنَّه قد ثبت ذمها والنهي عنها بالشرع.
-وأما قول عمر ، فله أصل في الشرع أيضا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فأعاد عمر جمعهم على إمام واحد ، وأحيا السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع.
-وأما الثالث : فهو من قبيل المصالح المرسلة (وهي جلب مصلحة راجحة ليس في الشرع ما ينفيها)، وليس بدعة ، وما دون جمع المصحف فهو وارد في السنة ككتابة العلم…
المبحث الثاني : القائلون بمنع التقسيم وأدلّتهم:
-أشهر دليل لهم قوله صلى الله عليه وسلم ((وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)) رواه النسائي. وكل عند الأصوليين من ألفاظ العموم ، فتشمل كل بدعة من غير استثناء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة ((كل بدعة ضلالة)) بسلب عمومها، فهذا من مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم أقرب إلى التأويل".
-أن أدلة ذم البدع جاءت مطلقة عامة على كثرتها , لم يقع فيهااستثناء ألبته , ولم يأت فيها شيء مما يقتضي أن منها ما هوهدى , ولا جاء فيها: كل بدعةضلالة إلا كذا وكذا…ولاشيءمن هذه المعاني فلو كان هناك بدع يقتضيالنظر الشرعي فيهاأنها حسنة , لذكر ذلك في آية أو حديث , لكنه لا يوجد فدلعلى أنتلك الأدلة بأسرها على حقيقة ظاهرها من الكلية والعموم الذي لا يتخلف عن مقتضاه فرد من الأفراد.
-سد الذرائع: وذلك أن القول بالبدع الحسنة يفتح باب الابتداع على مصراعيه , ولا يمكن معه رد أيبدعة , لأن كل صاحب بدعة سيدعي أنبدعته حسنة.
-إجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم علىذمها وتقبيحهاوالهروب عنها , وعمن اتسم بشيء منها , ولميقع منهم في ذلك توقف ولااستثناء فهو بحسب الاستقراءإجماع ثابت يدل دلالة واضحة على أن البدعكلها سيئة ليس فيهاحسن.

– ومن العلماء من قسَّم البدع بأقسام أحكام الشريعة الخمسة ولم يعدوها قسماً واحداً مذموماً، فجعلوا منها ما هو واجب ومندوب ومباح ومكروه ومحرَّم.
جاء في رد للشيخ ابن باز رحمه الله عن سؤال حول تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام كما ذكره النووي رحمه الله "…وهذا هو الصواب، أنها لا تنقسم إلى هذه الأقسام التي ذكرالنووي وغيره بل كلها ضلالة، والبدعة تكون في الدين لا في الأمور المباحة، كالتنوعفي الطعام على وجه جديد لا يعرف في الزمن الأول، فهذا لا يسمى بدعة من حيث الشرعالمطهر، وإن كان بدعة من حيث اللغة، فالبدعة في اللغة هي الشيء المحدث على غير مثالسبق، كما قال عز وجل ((بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))، يعني مبتدعها وموجدها على غير مثال سابق، لكن لا يقال في شيء أنه فيالشرع المطهر بدعة إلا إذا كان محدثا لم يأت في الكتاب والسنة ما يدل على شرعيته،وهذا هو الحق الذي ارتضاه جماعة من أهل العلم وقرروه وردوا على من خالف ذلك…".

خاتمة:
نسوق بعض الأمثلة عن البدع الواقعة في زماننا هذا تعليما للجاهل، وتنبيها للغافل، وتذكيرا للناسي، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله من خطأي :
1- المرأة الأمريكية (أمينة ودود) التي أمّت الرجال في صلاة الجمعة ، وصلى خلفها الرجال والنساء في صف واحد بشبهة جواز إمامة المرأة وعمدتهم في ذلك أحاديث لا يصلح الاستدلال بها في الباب.
2- يوم عاشوراء وما يتعلق به ، من تخصيصه عيدا ، إلى تخصيص إخراج الزكاة فيه ، إلى الاكتحال ووضع الحناء ، أو تخصيصه بمأكل ومشرب ولباس وذكر…
3- ومن البدع التي تحدث في المساجد ، رفع صوت المكبرات يوم الجمعة بالقرآن ، والذكر الجماعي قبل الصلاة أو بعده ، والزخرفة التي أصبحت أكبر الطامات.
4- ومن البدع في الجنائز : إتباعها بالتهليل والتكبير ، ومنها تأخير الجنازة لا لعذر شرعي كانتظار أحد من أهله ، ومنها نقل الميت من مكان إلى آخر من دون سبب شرعي، وخاصة الشهداء كما فُعل بشهداء ثورة الجزائر، أو الدفن في صندوق وغيره، ومنها ما يحدث في المقابر من ضحك وغيره أثناء الجنازة، ومنها أيضا المواعظ التي يلقيها بعض الأئمة في المقابر بعد الدفن أو قراءة الفاتحة، ومنها صنع أهل الميت الطعام للناس، ومنها تخصيص اليوم الثالث واليوم الأربعين….
5- ومن البدع في الطهارة : التلفظ بالنية عند الوضوء وترك الكلام ، ومنها ما يفعله بعض كبار السن عندنا من قول لا إله إلا الله محمد رسول الله عند غسل الوجه، ومنها مكوث المرأة النفساء أربعين يوما وإن طهرت قبل ذلك….
6- ومن بدع السلام: الانحناء ، ومنها قول صباح الخير وغيرها قبل السلام عليكم.

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث عظيم يجب أن يعلمه كل صاحب بدعة يقول فيه صلى الله عليه وسلم (( إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة، حتى يدع بدعته )). رواه الطبراني والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة وغيرهما بسند صحيح ، وحسنه المنذري ، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة.
إن باب البدع واسع وعظيم، لا يشمله بحث صغير، مع ما فيه من التقصير، نسأل الله القبول والعفو عن الزلل، إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مصادر البحث من كتاب الاعتصام للشاطبي ، ومختصره لصاحبه السقاف ، وبعض فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، وفتاوى الشيخ ابن باز ، والشيخ العثيمين ، والشيخ الفوزان ، وبعض هيئة كبار العلماء. ورسالة البدعة في الميزان لصاحبها أبي عبد الرحمن الشحي،…رحم الله الأموات منهم والأحياء.
أما تخريج الأحاديث وترقيم السور فمنقولة بواسطة أصحابها.

ما شاء الله جزاكم الله خير

ولكن مع اسف اصبحت البدع تطبق اكثر من السنة

لا حول ولا قوة الا بالله

السلام عليك ياابو الوليد
بارك الله فيك

معنى البدعة وإطلاقها في أبواب العبادات 2024.

متى يوصف العمل بأنه بدعة في الشرع المطهر ؟ وهل إطلاق البدعة يكون في أبواب العبادات فقط ، أم يشمل العبادات والمعاملات ؟

جـ : البدعة في الشرع المطهر هي كل عبادة أحدثها الناس ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة ولا في عمل الخلفاء الأربعة الراشدين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته ، وقوله صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أخرجه مسلم في صحيحه ، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

وتطلق البدعة في اللغة العربية على كل محدث على غير مثال سابق ، لكن لا يتعلق بها حكم المنع إذا لم تكن من البدع في الدين ، أما في المعاملات فما وافق الشرع منها فهو عقد شرعي ، وما خالفه فهو عقد فاسد ، ولا يسمى بدعة في الشرع . لأنه ليس من العبادة .

نشر في مجلة الدعوة العدد 1243 في 10/7/1410 هـ .

فهرس فتاوى ومقالات بن بازرخمه الله

بارك الله فيكم…رحم الله شيخنا بن باز واسكنه فسيح جناته..اللهم امين
حفظكم المولى ورعاكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام انس السلفية القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيكم…رحم الله شيخنا بن باز واسكنه فسيح جناته..اللهم امين

حفظكم المولى ورعاكم

القعدة القعدة

وفيكم بارك الله
حفظك الله أختي الفاضلة
إن شاء الله تكوني ممن وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالالقعدة( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)).
وفي رواية القعدة(قيل يا رسول الله من الغرباء ؟قال الذين يصلحون إذا فسد الناس)).
وفي لفظ آخرالقعدة( الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي )).
وفي لفظ أخر: ((هم النزاع من القبائل)) .
وفي لفظ آخر: ((هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)).

رحم الله شيخنا بن باز واسكنه فسيح جناته

أشكرك أخي على الموضوع القيم .

أربعة فتاوى في حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة 2024.

أربعة فتاوى في حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة

1) سؤال:
ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصح لمن رأى هذا التقسيم أن يحتج بقول الرسول: "من سن سنة حسنة في الإسلام…" الحديث، وبقول عمر: "نعمت البدعة هذه…"؟ نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
ليس مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل؛ لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار)) من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى (ص93) وما بعدها].

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704 ـ 705) من حديث جرير بن عبد الله]، فالمراد به: من أحيا سنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.

وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/171، رقم الفتوى في مصدرها: 94.
2) سؤال:
عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ وهل هناك بدعة حسنة؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة"؟.

الجواب:
البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله أعلم.

مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين، 2/291، رقم الفتوى في مصدرها: 346.
3) سؤال:
أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن سنة حسنة في الإسلام؛ فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة…" إلى آخر الحديث؛ فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله.

الجواب:
البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله.

قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (ج3 ص1343 ـ 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها].

وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية].

والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وكل بدعة ضلالة".

فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌ لله ولرسوله.

أما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704، 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/173، رقم الفتوى في مصدرها: 96.
4) سؤال:
ذكرتم فضيلتكم أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس هناك بدعة حسنة، والبعض قسم البدعة إلى خمسة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة مندوبة، وبدعة محرمة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة؛ فما هو الرد على هؤلاء؟

الجواب:
الرد أن هذه فلسفة وجلد مخالفان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه: "كان رسول الله ص إذا خطب…".]، وهم يقولون: ما كل بدعة محرمة! فهذه فلسفة في مقابل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتعقيب على كلامه.

أما ما ذكروه من بعض الأمثلة وأنها بدعة حسنة؛ مثل جمع القرآن ونسخ القرآن؛ فهذه ليست بدعة، هذه كلها تابعة لكتابة القرآن، والقرآن كان يكتب ويجمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه متممات للمشروع الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهي داخلة فيما شرعه.

كذلك ما قالوه من بناء المدارس، هذا كله في تعليم العلم، والله أمر بتعليم العلم، وإعداد العدة له، والرسول أمر بذلك؛ فهذا من توابع ما أمر الله به.

لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/176، رقم الفتوى في مصدرها: 97.

ما هو معنى البدعة وما هي ضوابطها؟ 2024.

  1. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده

ما هو معنى البدعة وما هي ضوابطها؟

محمد بن صالح بن محمد العثيمين
هو الشيخ العلامة
محمد بن صالح بن محمد العثيمين
كان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وأستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
رحمه الله

البدعة شرعاً ضابطها: "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون"، فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور" فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع، سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه.

أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف فهذه لا تسمى بدعة في الدين وإن كانت تسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وليس في الدين بدعة حسنة أبداً، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع، وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها، أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئاً يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل ويدل له سبب الحديث، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم، وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بصرة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني: السنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه: سنها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث: أن يفعل شيئاً وسيلة لأمر مشروع، مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، والله أعلم.

جموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني – باب البدعة.

شكرا على الطرح المميز
جزاك الله خيرا
بارك الله فييك على الموضووع المميز

ما الفرق بين البدعة الحقيقية و البدعة الإضافية ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال : أحسن الله اليكم، ما الفرق بين البدعة الحقيقية و البدعة الإضافية ؟

الجواب : ( الشيخ محمد بن عمر بازمول ) :
البدعة الحقيقية أن تأتي بعمل لا أصل له في الشرع، لا يشابه عبادة شرعية اصلاً، وتقصد التقرب إلى الله به
كمن يتعبد بالرقص، والصفير، ونحو ذلك مما يفعله الجهلة من الصوفية، ويزعمون ذلك عبادة يتقربون بها إلى الله تعالى.

و البدعة الإضافية : أن يكون أصل العمل في الشرع، كالصلاة أو الصوم أو نحو ذلك ، فيضيف إليه شيئا
كتخصيص زمان أو مكان أو هيئة أو اعتقاد فيصير بسبب هذه الإضافة بدعة،

فمثلاً صلاة التطوع مرغب فيها، وصوم التطوع مرغب فيه، لكن أن تخصص بالصوم يوما أو بالصلاة ليلة لم يرد بها دليل شرعي

فهذا بدعة إضافية، كتخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب، أو تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومها أو نحو ذلك.

والنوعان (البدعة الحقيقية والإضافية) على المسلم أن يحذر منهما ويبتعد عنهما.
وأنبه على قاعدة هامة وهي أن الأمر خلاف السنة إذا داوم المسلم عليه صار بدعة إضافية.
فالحذر الحذر والله الموفق.
الشيخ محمد بن عمر بازمول

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي الكريم
قال الشيخ المجيب
فهذا بدعة إضافية، كتخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب، أو تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومها أو نحو ذلك.
إن كانت هذه بدعو إضافية
فماذا يقول الشيخ في من أتخذوا ليلة السابع والعشرون من رمضان على أنها ليلة القدر وعضموها على سائر الليالي

تقبلوا تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابح66 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي الكريم
قال الشيخ المجيب
فهذا بدعة إضافية، كتخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب، أو تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومها أو نحو ذلك.
إن كانت هذه بدعو إضافية
فماذا يقول الشيخ في من أتخذوا ليلة السابع والعشرون من رمضان على أنها ليلة القدر وعضموها على سائر الليالي

تقبلوا تحياتي

القعدة القعدة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير اخي و أحسن اليك

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في من يحيي ليلة السابع والعشرين :" هذا العمل غير صحيح أولاً لأن ليلة القدر لا تعلم عينها فلا يدرى أهي ليلة سبع وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين أو إحدى وعشرين أو ليلة الثنتين وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين أو ثماني وعشرين أو ثلاثين
لا يعلم بأي ليلة هي أخفاها الله تبارك وتعالى أخفى علمها عن عباده من أجل أن تكثر أعمالهم في طلبها وليتبين الصادق ممن ليس بصادق والجاد ممن ليس بجاد فهي ليست ليلة سبع وعشرين بل هي في العشر الأواخر من ليلة إحدى وعشرين إلى ليلة الثلاثين كل ليلة يحتمل أن تكون ليلة القدر
فتخصيصها بسبع وعشرين خطأ هذا واحد
ثانياً الاجتماع على هذا الوجه الذي ذكره السائل ليس من عمل السلف الصالح وما ليس من عمل السلف الصالح فهو بدعة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم
من البدع وقال (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)
فعلى المسلمين في آخر الأمة أن ينظروا ماذا صنع أول الأمة وليتأسوا بهم فإنهم على الصراط المستقيم وقد قال الإمام مالك رحمه الله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن لا يتعبوا أنفسهم ببدعة سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ضلالة وأن ينفرد كل منهم بعبادته من ليلة إحدى وعشرين إلى ثلاثين تحرياً لليلة القدر وأن يجتمعوا مع الإمام على ما كان الرسول r يفعله وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غيره كما قالت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي من أعلم الناس بحال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سألت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان قالت كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً ،وهذه الأربع والأربع يصليها على ركعتين ركعتين يعني الأربع الأولى بتسليمتين والأربع الثانية بتسليمتين…اهـ[فتاوى نور على الدرب]

يصاحب هذا العمل في ليلة السابع والعشرين من رمضان أمور أنكرها أهل العلم لمخالفتها هدي النبي $كالاحتفال بالذبح وشراء الحلويات واستعمال البخور … والأشد من ذلك فشو مظاهر السحر والشعوذة ،لاعتقادهم أن الجن التي صفدت في رمضان يخلى سبيلها في هذه الليلة

الاحتفال بليلة سبع وعشرين من رمضان بدعة.
" الاحتفال بليلة سبع وعشرين على أنها ليلة القدر فهو مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بليلة القدر، فالاحتفال بها بدعة. "اهـ [فتاوى اللجنة الدائمة – 1 (3 / 58)]
قال الطرطوشي من المالكية -رحمه الله-: "ومن البدع: اجتماع الناس بأرض الأندلس على ابتياع الحلوى ليلة سبع وعشرين من رمضان". [الحوادث والبدع]

و الله اعلم

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي فتحون وفتح الله لك كل أبواب الخير
حتى أنا أنكر الإحتفالية التي تقام على أنها هي الليلة المياركة ذون غيرها من الليالي
والرسول (ص) يقول ترقبوها في الوتر من العشر الأواخر. { أو كما قال صل الله عليه وسلم }
أخي فتحون أنا ماكان قصدي أن أجادل الشخ الفاضل الذي أين أنا منه فيما أنعم الله عليه من علم
لكن حاجة في نفسي كنت أود أن أصلها لعل العشرات أو المئات في منتدى اللمة ينشروها للألاف
بارك الله فيك مرة أخرى وجزاك خير جزاء ونفعك بما تعلمت وعلمت وزادك علما .

تقبلوا تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابح66 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي فتحون وفتح الله لك كل أبواب الخير
حتى أنا أنكر الإحتفالية التي تقام على أنها هي الليلة المياركة ذون غيرها من الليالي
والرسول (ص) يقول ترقبوها في الوتر من العشر الأواخر. { أو كما قال صل الله عليه وسلم }
أخي فتحون أنا ماكان قصدي أن أجادل الشخ الفاضل الذي أين أنا منه فيما أنعم الله عليه من علم
لكن حاجة في نفسي كنت أود أن أصلها لعل العشرات أو المئات في منتدى اللمة ينشروها للألاف
بارك الله فيك مرة أخرى وجزاك خير جزاء ونفعك بما تعلمت وعلمت وزادك علما .

تقبلوا تحياتي

القعدة القعدة
و فيك بارك الله أخي
وجزاك خيرا ونفع بك
ووفقنا جميعا الى ما يحب ويرضى

السلام عليكم

وفيك بارك الله أخي العزيز فتحون
أنت صاحب المبادرة للكلمة اليبة والنصيحة القييمة
تقبل تحياتي الخاصة الخالصة

تقبلوا تحياتي

المولد النبوي البدعة الصوفية والشيعة – الشيخ ابن باز 2024.

بارك الله فيك
وفيك بركة على الرد

الصراع بين السنة و البدعة كتاب نادر للشيخ احمد حماني 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أضع بين ايديكم احبتي الكرام هذا الكتاب الرائع و النادر لفضيلة الشيخ احمد حماني رحمه الله تعالى
ستجدون في هذا الكتاب
فصلا طويلا عن السنة و البدعة و الصراع بينهما منذ فجر الإسلام و حتى الآن و موقف أئمة الإسلام من السنة يلتزمونها قولا و فعلا و يعضون عليها بالنواجد و من البدعة يمقتونها و يحذرون منها و يبذلون كل ما في وسعهم لطمس معالمها.
و ستجد ايها القارئ
كيف نشأت الحركة الإصلاحية الحديثة و كيف إمتدت الى بلادنا و ماذا اثرته في نهضتنا و في نجاح أمتنا في إسترجاع شخصيتها و القضاء على عوامل فنائها و ستبرز اممك شخصية زعيم الإصلاح في بلادنا الشيخ عبد الحميد ابن باديس و ماذا عمل لإحياء السنة و إماتة البدعة و ماذا لقي من أذى شديد في نفسه و ماله و من الذي قام في وجهه و إعترض سبيله و ماهي الدواعي العلنية و البواعث السرية ؟
ستجد فيه القصة الكاملة لحادثة مريعة هي حادثة السطو بالشيخ عبد الحميد و كانت حادثة مدبرة بإحكام وقعت من المعتدين عن عمد و تربص و سبق اصرارو كادت تؤدي بحياته
ماهي الاسباب القريبة و البعيدة لهذا السطو كيف و متى و اين وقع ؟ من هو الجاني و ما مصيره و من كان وراءه يدفعه لاقتراف اثمه ؟
و في الكتاب ايضا ثورة فكرية عظيمة من النثر الفني الادبي العلمي و من الشعر العربي الفحل المشرق البيان المتين البنيان الرائع على مدى الزمان
اترككم مع الكتاب

https://www.archive.org/download/Sira…h/SiraaAll.pdf

بارك الله فيك على المسابقة الى الخير ..

والمسارعة للفعل ..

سلمت يمينك ..

وجزيت خيرا .. ولن شاء الله نستفيد .. ويستفيد القراء من هذا الكتاب .

وتستحق التشجيع والتقييم ..+++

عالي يحييك ..

جعلك الله من عباده الصالحين بنشر دينه الحنيف الصحيح
بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالي الحمدي القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك على المسابقة الى الخير ..

والمسارعة للفعل ..

سلمت يمينك ..

وجزيت خيرا .. ولن شاء الله نستفيد .. ويستفيد القراء من هذا الكتاب .

وتستحق التشجيع والتقييم ..+++

عالي يحييك ..

القعدة القعدة
مشكور مشرفنا العزيز

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الهدايات القعدة
القعدة
القعدة

جعلك الله من عباده الصالحين بنشر دينه الحنيف الصحيح
بارك الله فيك

القعدة القعدة
أمين
و فيك بارك الله

هذارابط اخر للكتاب
https://www.mediafire.com/?n7b447cngje5ag4

أحسن الله إليكم ونفع بكم

بارك الرحمن فيكم و نفع ببكم و يسر امركم الى خيييييير

واصل و سلامي

شهر شعبان بين السنة و البدعة. 2024.

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و بعد
فهذه بعض البدع المشتهر وقوعها في شهر شعبان، سقتها لكم في سياق النقل المؤتمن، عسى أن ينتفع بها من أراد الفقه في الدين و قصده، وسعى سعيا حثيثا لتمييز الغث من السمين فيما اشتهر من الأحاديث والآثار بين المسلمين، فإليكم هذا البحث المختصر، و لا أدعي أني من قام بجمعه، بل لست أنسب إلى نفسي الا شرف نقله، والله الموفق و الهادي إلى سبيل الحق المبين.

مدخل :

سبب تسميته بشعبان:
قال بن حجر رحمه الله: "سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك". أهـ (الفتح: 4/251). –

سنة :

ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في ;
شهر شعبان: عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال « قلت يا رسول الله! لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم »رواه النسائي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله » رواه البخاري . –

فضيلة
:
فضل ليلة النصف من شعبان:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ». رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144. –

البدع المشتهرة في شعبان:

1- صلاة البراءة: وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة.

2- صلاة ست ركعات: بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس.

3- قراءة سورة (يس) والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم "اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام..".

4- اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر.. قال الشقيري: "وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين". أهـ (السنن والمبدعات: 146). وذلك لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ} [البقرة:185]، وقال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1] وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان.

تاريخ حدوث هذه البدعة
قال المقدسي: "وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة، فقام يصلي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة. (الباعث على إنكار البدع والحوادث: 124-125).
قال النجم الغيطي: "إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا: ذلك كله بدعة". أهـ (السنن والمبتدعات للشقيري: 145)، واعلم رحمك الله أن ما أوقع هؤلاء في هذه البدعة القبيحة هي اعتمادهم على الآتي:
عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال:" إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" وقد رواه بن ماجه في السنن 1388 وهو حديث موضوع. وحديث "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب" وقد رواه بن ماجة 1389 وهو حديث ضعيف. والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات: قال الحافظ ابن دحية: "قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان" أهـ (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي: 127).

– حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان:

سئل سماحة الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان؟ وهل لها صلاة خاصة؟ فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح.. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة.. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء.. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.

نفعكم المولى ونفع بكم وجزاكم الرحمان أعالي الجنان على هذه الفوائد لا حرمتم الأجر والمثوبة إن شاء الله

جزيت الفردوس

اسال الله لك الاخلاص و القبول

موضوع مفيد جدا

سلامي لك

مشكوور الاخ
.
.
.
سيفووو*
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلمى* القعدة
القعدة
القعدة

نفعكم المولى ونفع بكم وجزاكم الرحمان أعالي الجنان على هذه الفوائد لا حرمتم الأجر والمثوبة

القعدة القعدة

و اياكم بارك الله فيكم.

وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة 2024.

وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الداعي إلى طاعة ربه، المحذر عن الغلو والبدع والمعاصي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين وأما بعد:
فقد اطلعت على المقال الذي نشر بجريدة (إدارة) الأردوية الأسبوعية، الصادرة في مدينة كانفور الصناعية بولاية أترابراديش، في صفحتها الأولى، والمتضمن: حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية وتمسكها بعقيدتها الإسلامية، ومحاربتها للبدع، واتهام عقيدة السلف التي تسير عليها الحكومة، بأنها ليست سنية، مما يهدف به كاتبه إلى التفرقة بين أهل السنة، وتشجيع البدع والخرافات.
وهذا لا شك تدبير سيئ، وتصرف خطير، يراد به الإساءة إلى الدين الإسلامي، وبث البدع والضلالات، ثم إن هذا المقال يركز بشكل واضح على موضوع إقامة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله منطلقا للحديث عن عقيدة المملكة وقيادتها. لذا رأيت التنبيه على ذلك، فأقول مستعينا بالله تعالى:
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره، بل يجب منعه؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولم يأمر به لنفسه، أو لأحد ممن توفي قبله من الأنبياء، أو من بناته أو زوجاته، أو أحد أقاربه أو صحابته. ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ولا التابعون له بإحسان، ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة. وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وقد أمرنا بالاتباع ونهينا عن الابتداع، وذلك لكمال الدين الإسلامي، والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته. وفي رواية أخرى لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وقال عز وجل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا وهذه الآية تدل دلالة صريحة، على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده.
وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها.
وإحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يفهم منه: أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار، إلا بينه لأمته، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه، ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه
لعباده، لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذلك في الأحاديث السابقة.

وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، ومعلوم من القاعدة الشرعية أن المرجع في التحليل والتحريم، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
وإذا رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وإذا رددناه أيضا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم نجد أنه فعله ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فبذلك نعلم أنه ليس من الدين، بل من البدع المحدثة، ومن التشبه الأعمى بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم. وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه، أن الاحتفال بجميع الموالد ليس من دين الإسلام في شيء، بل هو من البدع المحدثات، التي أمرنا الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام بتركها والحذر منها.
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وقال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية.
ثم إن غالب هذه الاحتفالات – مع كونها بدعة – لا تخلو في أغلب الأحيان، وفي بعض الأقطار من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور. وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد منه، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور التي تكفر فاعلها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه، ومما يدعو إلى العجب والاستغراب، أن الكثير من الناس ينشغل ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه، من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسا، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما. ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان، وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
وأغرب من ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة. ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع فهذه الآية والحديث الشريف، وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين، ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم: التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم، من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند الكثير من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها ما بعد الأذان، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. هذا ما أردت التنبيه عليه نحو هذه المسألة، وفيه كفاية إن شاء الله لمن فتح الله عليه وأنار بصيرته.
وإنه ليؤسفنا جدا أن تصدر مثل هذه الاحتفالات البدعية، من مسلمين متمسكين بعقيدتهم، وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول لمن يقول بذلك: إذا كنت سنيا ومتبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل فعل ذلك هو أو أحد من صحابته الكرام،
أو التابعين لهم بإحسان، أم هو التقليد الأعمى لأعداء الإسلام، من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.

وليس حب الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يقام من احتفالات بمولده، بل بطاعته فيما أمر به، وتصديقه فيما أخبر به، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع. وكذا بالصلاة عليه عند ذكره، وفي الصلوات وفي كل وقت ومناسبة. وليست الوهابية حسب تعبير الكاتب بدعا في إنكار مثل هذه الأمور البدعية، بل عقيدة الوهابية: هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على هديه، وهدي خلفائه الراشدين، والتابعين لهم بإحسان، وما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، أهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله، وإثبات صفات كماله ونعوت جلاله، التي نطق بها الكتاب العزيز، وصحت بها الأخبار النبوية، وتلقتها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم. يثبتونها ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويتمسكون بما درج عليه التابعون، وتابعوهم من أهل العلم والإيمان والتقوى، وسلف الأمة وأئمتها، ويؤمنون بأن أصل الإيمان وقاعدته هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهي أصل الإيمان بالله وحده، وهي أفضل شعب الإيمان، ويعلمون بأن هذا الأصل لابد فيه من العلم والعمل والإقرار بإجماع المسلمين، ومدلوله وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من عبادة ما سواه، كائنا من كان، وأن هذا هو الحكمة التي خلقت لها الجن والإنس، وأرسلت لها الرسل وأنزلت بها الكتب، وهي تتضمن كمال الذل والحب لله وحده، وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم، وأن هذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، فإن الأنبياء على دين الإسلام، وبعثوا بالدعوة إليه، وما يتضمن من الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره، أو دعاه ودعا غيره كان مشركا، ومن لم يستسلم له كان
مستكبرا عن عبادته قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

وعقيدتهم مبنية أيضا على تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، ونبذ البدع والخرافات، وكل ما يخالف الشرع الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي يعتقده الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ويدين الله به، ويدعو إليه، ومن نسب إليه خلاف هذا فقد كذب وافترى إثما مبينا، وقال ما ليس له به علم. وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين، وأبدى رحمه الله تعالى من التقارير المفيدة، والأبحاث الفريدة، والمؤلفات الجليلة، على كلمة الإخلاص والتوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله، وإثبات ذلك لله سبحانه وتعالى، على وجه الكمال المنافي للشرك دقيقه وجليله، ومن عرف مصنفاته وما ثبت عنه، وعرف واشتهر من دعوته وأمره وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته، تبين له أنه على ما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، من إخلاص العبادة لله وحده، ونبذ البدع والخرافات، وهذا هو الذي قام عليه حكم السعودية، وعلماؤها يسيرون عليه والحمد لله، وليست الحكومة السعودية متصلبة إلا ضد البدع، والخرافات للدين الإسلامي، والغلو المفرط الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء والمسلمون بالسعودية وحكامهم يحترمون كل مسلم احتراما شديدا، ويكنون لهم الولاء والمحبة والتقدير، من أي قطر أو جهة كان، وإنما ينكرون على أصحاب العقائد الضالة ما يقيمونه من بدع وخرافات وأعياد مبتدعة، وإقامتها والاحتفال بها، مما لم يأذن به الله ولا رسوله، ويمنعون ذلك؛ لأنه من محدثات الأمور وكل محدثة بدعة، والمسلمون مأمورون بالاتباع لا بالابتداع، لكمال الدين الإسلامي واستغنائه بما شرعه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ومن نهج نهجهم.

وليس منع الاحتفال البدعي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يكون فيه من غلو أو شرك ونحو ذلك عملا غير إسلامي، أو إهانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو طاعة له وامتثال لأمره، حيث قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
هذا ما أردت التنبيه عليه في المقال المشار إليه. والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شعبان بين السنة والبدعة 2024.

سبب تسميته بشعبان: قال بن حجر رحمه الله: "سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك". أهـ (الفتح: 4/251). – ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في ;
– شهر شعبان: عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال « قلت يا رسول الله! لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم » رواه النسائي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله » رواه البخاري . – فضل ليلة النصف من شعبان: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ». رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144. – البدع المشتهرة في شعبان: 1- صلاة البراءة: وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة. 2- صلاة ست ركعات: بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس. 3- قراءة سورة (يس) والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم "اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام..". 4- اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر.. قال الشقيري: "وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين". أهـ (السنن والمبدعات: 146). وذلك لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ} [البقرة:185]، وقال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1] وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان. تاريخ حدوث هذه البدعة قال المقدسي: "وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء وكان حسن التلاوة، فقام يصلي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة. (الباعث على إنكار البدع والحوادث: 124-125). قال النجم الغيطي: "إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة وفقهاء المدينة وأصحاب مالك وقالوا: ذلك كله بدعة". أهـ (السنن والمبتدعات للشقيري: 145) واعلم رحمك الله أن ما أوقع هؤلاء في هذه البدعة القبيحة هي اعتمادهم على الآتي: عن علي رضي الله عنه مرفوعا قال:" إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" وقد رواه بن ماجه في السنن 1388 وهو حديث موضوع. وحديث "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد غنم بني كَلْب" وقد رواه بن ماجة 1389 وهو حديث ضعيف. والحاصل أن هذه الأمور لم يأت فيها خبرٌ ولا أثرٌ غير الضعاف والموضوعات: قال الحافظ ابن دحية: "قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح، فتحفّظوا عباد الله من مُفترٍ يروي لكم حديثًا يسوقه في معرض الخير، فاستعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعًا من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا صح ّ أنه كذب خرج من المشروعية، وكان مستعمله من خدم الشيطان لاستعماله حديثًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنزل الله به من سلطان" أهـ (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة المقدسي: 127). – حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان: سئل سماحة الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان؟ وهل لها صلاة خاصة؟ فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح.. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة.. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء.. هذا هو الصواب وبالله التوفيق.