– خالتي لم تأت ولم تجلس مع أمي ولم تشرب قهوة ولم تشاهد تلفزيونا ! :
أوصت الأم ابنتها بألا تخبر أباها عن زيارة خالتها التي هي على خصام مع الأب . وعندما دخل الأب أسرعت إليه البنت فقبلته , وقالت له
" أبي إن خالتي لم تأت هنا ولم تجلس مع أمي ولم تشرب القهوة ولم تشاهد حتى التلفزيون "!!! .
تعليق :
1- هذه الكلمة الأخيرة من البنت مع أبيها قد يكون لها وجه فيه نوع من السذاجة الزائدة أو من العقل الصغير عند البنت , ولكن هناك وجه آخر يتمثل في براءة البنت هنا وبراءة الأولاد وهم صغار بشكل عام في كل زمان ومكان .
2- لا يجوز للزوجة أن تدخل إلى بيت زوجها من لا يحب أو لا يريد زوجها أن تدخله إليه , لا أمامه ولا في غيابه وخفية عنه . وهذا أمر داخل ضمن ما يطلب من الزوجة من أجل حفظها لبيت زوجها . هذا بشكل عام , ولكن لأن هذه المرأة الضيفة هي أختها فيمكن لها أن تكلم زوجها مرات ومرات حتى يرضى ويطمئن ويقبل أن تزور أختُ زوجتِه زوجتَهُ في بيته هو . هذا إن فرضنا بأن الزوج ليس عنده عذر قوي رفض من أجله أن تدخل أختُ زوجته إلى بيته .
3- الصراحة والصدق بين الزوجين أمر مهم جدا وللغاية , من أجل حدوث التجانس بينهما حتى تقل المشاكل بينهما وكذا من أجل سعادة الزوجين ببعضهما البعض . الصراحة والصدق مهمة فيما بينهما ومعهما كذلك الثقة وحسن الظن .
4- فرق بين " لا تخبري أباك بزيارة خالتك لنا " , وبين " قولي له : خالتي لم تأت " . أما الأول فهو كتمان وتستر على أمر وقع , وأما الثاني فهو كذب واضح وصريح , وهو حرام قطعا .
5- مهم جدا لو يحب كل زوج أهلَ زوجته وتحب كل زوجة أهلَ زوجها . صحيح أن في سبيل ذلك عقبات وعقبات , ولكن صحيح كذلك أن من أسباب ذلك أنانيةٌ عند أحد الزوجين أو جهلٌ عند أي مـنـهما . ويا ليت كل واحد منهما يكون شعاره دوما في تعامله مع الآخر هو حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
6- من تمام محبة الأولاد والبنات للوالدين واحترامهما وتقديرهما " التسليم عليهما " في كل يوم قبل النوم . هذا بكل تأكيد ليس واجبا شرعيا , ولكنه أمر مستحب ومستحسن خاصة إن تم بشكل تلقائي وعفوي وبدون إجبار أو إكراه . كم هو جميل أن ترى البنت مثلا في كل يوم لا تنام إلا بعد أن تقول لأبويها " السلام عليكم يا أمي " ,
" السلام عليكم يا أبي " , ثم يمكن أن تضيف " في أمان الله " أو " ليلة سعيدة " أو " حفظك الله يا أبي أو يا أمي " . جميل إن تم هذا ولو بدون تسليم , وهو أجمل بإذن الله إن تم مع التسليم سواء للوجه أو للجبهة أو اليدين .
والله وحده أعلم بالصواب .
بارك الله في أهل المنتدى جميعا ونفع الله بهم وجعلني الله وإياهم من أهل الجنة , آمين .
يتبع : …
8- قال المعلم للتلميذ" ما هي أمنيتك ؟! " :
فأجاب التلميذ " أتمنى للمدرسة قنبلة ذرية , وللمدير سكتة قلبية , وللمعلم صدمة عقلية , وللتلاميذ عطلة أبدية " !!!.
تعليق :
1- هذا الذي قاله التلميذ هنا دعاء مبالغ فيه كما هو واضح . ومع ذلك أنا أؤكد – على الأقل على مستوى الكثير من المؤسسات التعليمية حاليا بالجزائر – أن حال تلاميذنا اليوم ليس بعيدا عن حال هذا التلميذ للأسف الشديد .
2- أنا هنا لا أذكر الأسباب ولا أشير إلى الحلول , ولكنني أقول بأننا أصبحنا نحس في الكثير من الأحيان أننا نريد أن نقاوم الفساد فنجد صعوبة كبيرة في ذلك لأن تيار الفساد كبير وعظيم وضخم , ونرى بأن الأمر يتطلب جهدا أكبر وتظافر جهود من أجل إنقاد التعليم في بلادنا . ومع ذلك فإننا قد نيأس من البشر ولكننا لن نيأس أبدا من رب البشر سبحانه وتعالى .
3- أصبح الكثير من تلاميذنا اليوم يهتمون بالمظاهر أكثر بكثير من اهتمامهم بالسلوك والأدب والأخلاق والاجتهاد في الدراسة و… ومنه فإن اهتمامهم بجمال الصورة وأناقة اللباس كبير جدا إلى جانب اهتمامهم بالتربية والتعليم .
4- أصبحت الفوضى والتشويش في القسم أمرا عاديا عند الكثير من التلاميذ . وعندما تنكر على التلميذ ذلك قد ينظر إليك التلميذُ على أنك أستاذ شاذ !.
5- أصبح الغش أمرا عاديا وطبيعيا جدا عند التلاميذ , والمراقب أو الأستاذ الجاد في منع الغش يُـنظر إليه على أنه أستاذ غير طبيعي . وشعارات التلاميذ اليوم هي في كثير من الأحيان " من عسنا فليس منا " , " من راقب الناس مات هما " , " من نقل انتقل , ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه " و …
6- التلميذ مهتم اليوم جدا بلباسه وهندامه وشعره و … إلى حد المبالغة , وشعاره هو "الجال gel أولا والمحفظة ثانيا "!.
7- التلميذ اليوم مهتم كثيرا بالهاتف النقال خارج القسم , ويمكن أن يكون اهتمامه بالهاتف النقال في القسم أكثر وأكثر , وشعاره هو كذلك " الجوال أولا والمحفظة ثانيا " .
8- من أمنيات التلاميذ العزيزة جدا هي العطل وكذا غيابات الأساتذة , بحيث أن التلاميذ تجدهم يذهبون باستمرار وفي كل يوم إلى اللوح الإعلاني بالمؤسسة التعليمية لعلهم يجدون هناك إسما لأستاذ من أساتذتهم سيغيب غدا أو لأيام قلية أو كثيرة . وإن عُـرض على البعض من التلاميذ أن ينتقلوا باستمرار من مستوى إلى مستوى أعلى ومن سنة إلى سنة موالية , بدون أية دراسة لما قالوا " لا " ولقبلوا ذلك بالفرح والسرور ولم يعترضوا على ذلك أبدا !!!.
9- إلى أين تتجه المدرسة الجزائرية , وإلى أين تتجه الجزائر ؟! .
لا أدري , والله وحده أعلم .
يتبع : …
– " آه الجغرافيا !. لقد أقمنا فيها أسبوعا . إنها جميلة جدا " !!! :
عندما انتهت العطلة الصيفية التقت 3 صديقات وأخذت كل واحدة منهن تفتخر بالرحلات التي قامت بها . قالت الأولى " لقد سافرتُ إلى فرنسا وكندا وإسبانيا " .
ثم قالت الثانية " لقد سافرتُ مع أمي إلى تركيا وسوريا ومصر والعراق" .
فقالت الأخيرة بعد أن فكرت بكذبة كبيرة " آه ! . لا أستطيع أن أذكر كل البلدان التي زرتها لأنها كثيرة " .
قالت لها الأولى متسائلة " إذن فأنتِ أصبحت تعرفين الجغرافيا جيدا " .
أجابتها الثالثة بدون تردد " آه الجغرافيا !. لقد أقمنا فيها أسبوعا كاملا . إنها جميلا جدا "!!!.
تعليق :
1- التفاخر موجود عند الرجال ولكنه ألصق بالنساء منه بالرجال , وهذا تقريبا في كل زمان ومكان . للرجال نصيب من السيئات وللنساء نصيب آخر , والتفاخر ( الذي قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا ) مرتبط بعالم النساء أكثر مما هو مرتبط بعالم الرجال . نسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان , رجالا ونساء , آمين .
2-التفاخر بحق – من طرف أي كان سواء كان رجلا أو امرأة – سيء , وإن تم التفاخر بباطل فإنه يصبح عندئذ أسوأ .
3-دوافع الكذب وأسبابه كثيرة يمكن أن نذكر منها التفاخر بين الناس وبين بعضهم البعض .
4-" إذن فأنت أصبحت تعرفين الجغرافيا جيدا " , فأجابتها الثالثة بدون تردد " آه الجغرافيا !. لقد أقمنا فيها أسبوعا كاملا . إنها جميلا جدا " . ومنه فإنني أنصح التلاميذ دوما :
ا- بأن لا يجيبَ الواحدُ منهم عن سؤال لم يُـطرحْ عليه حتى لا يظهرَ من خلال الجواب جهلُـه .
ب- بأن لا يجيب الواحدُ منهم إلا على قدر السؤال , حتى لا يقع في تناقض , وحتى لا يُـبطلَ نصفُ الجواب الثاني النصفَ الأول .
5-الاعتزاز–ولا أقول الافتخار- بالدين هو المطلوب والمحمود عوض الاعتزاز بالدنيا ومتاعها الزائل.
6-مطلوب من كل واحد منا أن ينظر في الدين إلى من هو أفضل منه , وفي الدنيا إلى من هو أدنى منه حتى يعرف نعمة الله عليه أكثر , وحتى يشكر الله ويحمده أكثر وأكثر .
7-من ليس له رصيد من الدين والأدب والأخلاق و… يعتز به تجده في الكثير من الأحيان يعتز بسفاسف الأمور وبمتاع الدنيا الزائل والفاني من لباس ومسكن وسيارة وفراش وغطاء و … الخ …
8-وأخيرا أقول بأنه يمكن أن يقع الواحد منا فيما وقعت فيه المرأةُ أعلاه عندما قالت " الجغرافيا أقمنا فيها أسبوعا كاملا , إنها جميلة جدا !!!" , وذلك عندما لا يسمع أو لا يتابع ما يقوله الآخر ويستحي أن يقول له
" ما سمعـتُـك أو ما تابعـتـك " , والمثال على ذلك :
ا-شخص أول يحدثكَ عن شخص آخر كبير مات منذ سنوات , يحدثك عنه بحديث طويل أنت لم تتابع بدايته واستحييتَ أن تعترف بذلك . وفي لحظة من اللحظات تريد أنتَ أن تقول أي شيء لتبين للآخر أنك تتابع ما يقول , فتقول له مثلا " آه . صحيح أن هذا الرجل طيب جدا وللغاية . منذ أسبـوع فقط كنت أشربُ معه قهوة في بيته "!!!.
ب- شخص سألك في طيات كلامه " ما اسمك أنتَ ؟!" , ولكنك لم تسمع سؤاله واستحييتَ أن تطلب منه إعادة السؤال , فتجيبه عندئذ بجواب غير صحيح ولا مناسب ولا متفق مع السؤال المطروح , تجيبه بقولك " نعم " !!!.
يتبع : …
-" كنت مشغولا بالتدرب على ركوب دراجة جاري "! :
قال المعلم للتلميذ " أنا لست راضيا عن نتيجة امتحانك يا عصام . ألم تقل لي أن والدك وعدك بأن يهديك دراجة إذا كنت من المتفوقين ؟!. فلماذا لم تذاكر جيدا ؟!. وماذا كنت تفعل قبل الامتحان ؟! ".
فأجاب التلميذ بقوله " كنت مشغولا بالتدرب على ركوب دراجة جاري "!!!.
تعليق :
1- المعلم – حتى يباركَ الله له في تعليمه – يجب أن يكونَ مربيا قبل أن يكون معلما .
2- المعلم – حتى يحبه التلميذُ ووليُّ التلميذ ويحبه الناسُ أغلبُ الناس – يجب أن يحبَّ هو أولا التلميذَ , لوجه الله أولا وبدون أن ينتظر من وراء هذا الحب , من عباد الله جزاء ولا شكورا .
3-مطلوب من الولد المسلم أن يرضي الله أولا ثم والديه ثم معلميه وأساتذته بعد ذلك , ولا خير في تلميذ لا يهمه رضيَ عنه معلمُـه أو سَـخطَ عليه .
4-عند الامتحان يكرم المرء أو يهان , سواء كان الامتحان دنيويا أو أخرويا , نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة , آمين .
5-لا بد من المذاكرة الجيدة لمن أراد أن ينجح في الامتحان , وأما الكسل والتهاون فلن يجني التلميذُ من ورائه إلا الفشلَ والندمَ .
6-المذاكرة الجيدة لن تؤتي ثمرتها الكاملة في النهاية إلا إذا داوم التلميذ عليها واستمر عليها , وأما المذاكرة المرتبطة فقط بما قبل الفروض والامتحانات فإن فائدتها محدودة للغاية .
7-للأسف حال الكثير من الناس هي كحال هذا التلميذ : يفعل ما ليس مطلوبا منه ( التدرب على قيادة الدراجة ) ويترك ما هو مطلوب منه ( الاجتهاد في الدراسة ) .
وهذا كحال الكثيرين منا : الله تكفل لنا مثلا بالرزق , ومع ذلك نحن نسعى من أجل كسبه والحصول عليه بالليل والنهار ونطلبه بالحلال والحرام من الأساليب والطرق والوسائل . والله طلب منا في المقابل أن نعبده ونطيعه ولا نعصيه , ومع ذلك ما أكثر ما نتهاون ونقصر في ذلك ونعتمد على أن الله كتب لنا ذلك وسبق في علمه ذلك .
والأمثلة على هذا من واقع الناس في كل زمان ومكان , سواء في شؤونهم الدينية أو الدنيوية , الأمثلة كثيرة جدا يمكن أن تعد بالآلاف وأكثر .
ومن أمثلة ذلك :
ا- التلميذ الذي لا يراجع دروسه ولكنه يغش لينجح .
ب- الفتاة التي تتكاسل في طاعة ربها , وتقضي في المقابل الكثير من وقتها في التفكير في كيفية جلب عريس سواء بالحلال أو بالحرام .
جـ- الرجل الذي يترفع ويتكبر عن أعمال وأشغال معينة يمكن أن يكسب بها رزقا حلالا , ثم يطلب بعد ذلك المال له ولأسرته بالسرقة والاحتيال والنصب والاختلاس و …
د- المرء الذي مات له واحد من أهله تجده يبكي ويصرخ ويعترض على قضاء الله ويدعو بدعوى الجاهلية ويقول المنكر من القول و … عوض أن يرضى بقضاء الله ويقول خيرا ثم يفكر هو في نفسه وفي علاقته بربه , حتى إذا جاءه الموت وجده مسلما مؤمنا طائعا لله تعالى .
8- مطلوب من المؤمن المسلم أن تكون همته عالية , ومن أجل ذلك هو يريد دوما أن يكون متفوقا ما استطاع سواء في مجالات دينية أو دنيوية .
وبقدر ما تُمدحُ الهمة العالية بقدر ما تُذمُّ دنو الهمة ودناءتها . ومن أمثلتها ما ذكرته من قبل في موضوع من مواضيعي السابقة :
1- الولد الذي أخبرتني أمه ( تلميذ في ثانوية ) , بأنها سألته "يا بني لماذا لا تجتهد في دراستك ليكون لك معدل أحسن من معدلك الحالي (10/20 ) , خاصة وأن أباك ( وهو معلم ) وكذا أساتذتك يؤكدون جميعا على أنك قادر على أن تحصل على معدل أكبر بكثير من معدلك الحالي ؟!" , فأجابها " أنا يا أمي قنوعٌ , ولا تنسي يا أمي أن القناعة كنز لا يفنى "!!!. وشر البلية ما يضحكُ كما يقولون ! .
ب – التلميذ الآخر الذي أخبرتني أمه بأنها سألته سؤالا مشابها , وأضافت " لماذا يا بني تسمحُ للبنات في الثانوية أن يتفوقن عليك في الدراسة , لماذا لا تعمل من أجل أن تكون أقوى منهن في الدراسة كما أنك أقوى منهن بدنيا وعضويا ونفسيا ؟" , فأجابها " أنا يا أمي لا أريد أن أتشبه بالبنات ( لأننا في زمان تتفوق فيه البنات في الدراسة أكثر من تفوق الذكور ) , ولا تنسي يا أمي أن الله لعن المتشبهين من الرجال بالنساء . أنا يا أمي لا أجتهد في دراستي حتى لا أتفوق فيها ولا تصيبني لعنة الله بعد ذلك "!!!. آه ثم آه ثم آه كم في هذه الدنيا من مضحكات ومبكيات في نفس الوقت !!!.
اللهم ألهمنا وسددنا . اللهم يا معلم إبراهيم علمنا , ويا مفهم سليمان فهمنا , آمين .
يتبع : …