التمسك بالسنة 2024.

التمسك بالسنة

اعلم أن الخير كله في اتباع هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واقتفاء آثاره في أقواله وأفعاله.
وعليك بالتمسك بالسنة فإنها النجاة والعصمة، واحذر أن تقدم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام أحد من الناس كائناً من كان، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "نحن قوم نتبع ولانبتدع ونقتدي ولانبتدي ولن نضل ما إن تمسكنا بالأثر".
وقال الأوزاعي رحمه الله: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول".
واعلم أن المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ينتفع الناس بعلمه وعمله في حياته وبعد موته، وأن صاحب الهوى مقطوع العمل ليس لعمله ولا علمه دوام ولا بركة، وهذا مصداق قول الله تعالى:{إن شانئك هو الأبتر} شانئك: مبغضك، الأبتر: المقطوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكل من شنأ شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كان له نصيبٌ من هذه الآية، حتى قيل لأبي بكر بن عياش: إن هاهنا في المسجد أقواما يجلسون للناس. فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم".
فتأمل هذا الكلام الذي يكسوه نور النبوة.
واعلم أن اتباع السنة منجاة غداً بين يدى الله تعالى وسبب لورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم وحصول الشفاعة بعد رحمة الله تعالى وإذنه، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وتأمل قوله تعالى لنبيه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} كيف يفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه، فكيف وجود سره والإيمان به ومحبته ووجود ما جاء به إذا كان في قوم أو كان في شخص؟ أفليس دفعه العذاب عنهم بطريق الأولى والأحرى؟".
وأوصيك بالصدق في دعوتك، اصدق مع ربك وفي تدينك ومع الخلق في سلوكك ومعاملاتك ونصحك، يهدي بك الله خلقاً كثير، فالصدق منزلته عظيمة وشأنه كبير يجعل لك من المحبة والإجلال في قلوب الخلق ما الله به عليم.
قال ابن القيم:
"فشر ما في المرء لسان كذوب، ولهذا يجعل الله سبحانه شعار الكاذب عليه يوم القيامة وشعار الكاذب على رسوله سواد وجوههم، والكذب له تأثير عظيم في سواد الوجه، ويكسوه برقعاً من المقت يراه كل صادق، فسيما الكاذب في وجهه ينادى عليه لمن له عينان، والصادق يرزقه الله مهابة وجلالة، فمن رآه هابه وأحبه، والكاذب يرزقه إهانة ومقتاً، فمن رآه مقته واحتقره".
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لاتباع سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، وأن يرزقنا شفاعته وورود حوضه.
للشيخ سالم العجمي

حفظكم الله ورعاكم لكنه مكرر على
التمسك بالسنة

التمسك بما كان عليه سلفنا بخصوص رؤية الهلال 2024.

وصلتني قبل قليل عبر خدمة جوال زاد بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد الرساله الآتيه:

ماحدث هذا العيد من رؤية عدد من الثقات في عدة مناطق لهلال شوال

على خلاف ماجزم به بعض الفلكيين الذين دعوا لترك تحري الهلال هذه الليله

فيه درس عظيم لعموم المسلمين للتمسك بالأدله الشرعيه الداعيه للإعتماد

على رؤية الهلال في إثبات دخول الشهر وخروجه..وعدم إعتماد الحسابات

الفلكيه التي يقع فيها الوهم والخطأ ويختلف فيها الحسابون أنفسهم.

التكبير في العيدين

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى ، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير ).

قال البغوي: ( ومن السنة إظهار التكبير ليلتي العيدين مقيمين وسفرًا في منازلهم ومساجدهم وأسواقهم وبعد الغدو في الطريق ، وبالمصلى إلى

أن يحضر الإمام ، كان ابن عمر رضي الله عنه يغدو إلى المصلى يوم الفطر إذا طلعت الشمس فيكبر حتى يأتي المصلي ثم يكبر بالمصلى حتى إذا

جلس الإمام ترك التكبير

وكان ابن المسيب وعروة وأبو سلمة وأبو بكر يكبرون ليلة الفطر في المسجد يجهرون بالتكبير .

صيغ التكبير

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعمرالفاروق القعدة
القعدة
القعدة

وصلتني قبل قليل عبر خدمة جوال زاد بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد الرساله الآتيه:

ماحدث هذا العيد من رؤية عدد من الثقات في عدة مناطق لهلال شوال

على خلاف ماجزم به بعض الفلكيين الذين دعوا لترك تحري الهلال هذه الليله

فيه درس عظيم لعموم المسلمين للتمسك بالأدله الشرعيه الداعيه للإعتماد

على رؤية الهلال في إثبات دخول الشهر وخروجه..وعدم إعتماد الحسابات

الفلكيه التي يقع فيها الوهم والخطأ ويختلف فيها الحسابون أنفسهم.

القعدة القعدة

صدقت ورب الكعبة فلقد قرات في احد المواقع لبعض الفلكيين
انهم قالوا يستحيل رؤية الهلال الليلة لكن الله كذبهم فبئس ما قالوا

صحيح فيما قلت يا اخي بوركت حفظك الله ورعاك
اخي ابوعمر يعطيك العافيه وجزاك الله كل خير..
القعدة

وجوب التمسك بالكتاب والسنة – للعلاَّمة أحمد النجمي رحمه الله [محاضرة مفرَّغة جدُّ قيّ 2024.

القعدة

القعدة

وجوب التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح:

محاضرة مفرَّغة لفضيلة الشيخ العلاَّمة:

أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي

رحمه الله تعالى

رابط التحميل (مضغوط pdf)

منقول للفائدة، من موقع دار أهل الحديث بتيكيوين، مع بعض التعديلات والاضافات

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

القعدة

القعدةالقعدة

القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة afaf القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

الله اعافيـــــك اختي الكريمة والفاضلة ..عفــــاف
أشكر لكِ أختي عفـــاف مروركِ الكريم وبارك الله
خطاك في القسم الاسلامي ودمت بخير اختي

اخــــــــــوك سامر

بارك الله فيك

زادك الله حرصا اخي

بارك الله فيك على المرور اخي الكريم

أهمية التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران : 102 ] . ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءًا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) . [ النساء : 1 ] . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) . [ الأحزاب : 70 – 71 ] . أما بعد :

فالواجب على كل مسلم : أن يعبد الله – تبارك وتعالى – على العلم النافع والعمل الصالح ، ولعلكم – جميعًا أو أكثركم – يعلم : أن العلم النافع لا يكون إلا إذا كان مستقىً ومستنبطًا من كتاب الله ومن سنة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ، ثم ما جاءنا عن السلف الصالح ؛ لأنهم هم القوم لا يشقى جليسهم .

وقد جاء الأمر باتباع الكتاب والسنة والسلف الصالح في غير ما حديث واحد ، لعلنا نقتصر على التذكير منها بحديث واحد ؛ ألا وهو حديث العرباض ابن سارية – رضي الله تعالى عنه – قال : وعظنا رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ! أوصنا ، قال : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن ولي عليكم عبدٌ حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) .

في هذا الحديث – كما سمعتم – الأمر بشيء زائد عن الكتاب والسنة ، وذلك باتباع سنة الخلفاء الراشدين من بعد النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – ؛ وما ذاك إلا لأن الخلفاء الراشدين تلقوا العلم والكتاب والسنة من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – مباشرة دون واسطةٍ ما ، وفهموا هذه السنة والقرآن الكريم كما علمهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ، ولذلك فينبغي على كل طالب للعلم ألا ينسى هذا الأمر النبوي الكريم في اتباع الخلفاء الراشدين ، ويُلحق بهم من كان من أهل العلم من الصحابة الآخرين .

فإذا الأمر كذلك ؛ فعلينا أن تكون دعوتنا وأن يكون علمنا مستنبطًا من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح ، من أجل ذلك يقول ابن قيم الجوزية – رحمه الله – : ( العلم : قال الله ، قال رسوله ، قال الصحابة ليس بالتمويه . ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيهِ . كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرًا من التعطيل والتشبيه ) .

هذا ما يتعلق بالعلم النافع الذي يجب أن يكون هدف كل طالب علم ، وليس أن يكون هدفه طلب العلم التقليدي القائم على التعصب المذهبي ، فهذا حنفيٌ ! وذاك مالكيٌ ! والثالث شافعيٌ ! والرابع حنبليٌ !

هؤلاء الأئمة – لا شك ولا ريب – أننا نجلهم ونقدرهم حق قدرهم ، ولذلك فنحن نتبع سبيلهم الذي انطلقوا وساروا عليه ، وما هو إلا سبيل السلف الصالح كما ذكرنا آنفًا ، ولكننا لا نتعصب لواحد منهم على الآخر ، هذا هو العلم النافع ، أي : المستقى من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح .

أما العمل ؛ فيجب أن يكون المسلم فيه مخلصًا لله – عز وجل – ، لا يبتغي من وراء ذلك جزاءًا ولا شُكورًا ، لا يبتغي من وراء ذلك أجرًا ولا ظهورًا ولا وظيفةً ، ولا ما شابه ذلك ، وإنما يعمل العمل الصالح لله –

تبارك وتعالى – ، كما قال – عز وجل – في القرآن الكريم : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) . [ الكهف : 110 ] .

قال علماء التفسير والفقه في هذه الجملة الأخيرة من الآية الكريمة : ( فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ، قالوا : لا يكون العمل صالحًا إلا إذا كان موافقًا للسنة ، ولا يكون مقبولاً عند الله ولو كان موافقًا للسنة إلا إذا كان خالصًا لوجه الله – تبارك وتعالى – .

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدًا ، فحسبنا بين يدي هذه الأسئلة هذه الكلمة الوجيزة ، فهي تتلخص بأنه يجب على كل مسلم أن يحسن طلب العلم على ضوء الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح ، وأن لا يبتغي من أعماله الصالحة إلا وجه الله – تبارك وتعالى – ، هذا ما يسر الله – عز وجل – بناءً على هذا الطلب .

منقول من شبكة سحاب

اللهم ثبتنا على الدين يا رب……..
بارك الله فيك……

وجوب التمسك بالتاريخ الهجري للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة وجاهدَ في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فإننا في هذا اليوم أو في اليوم الذي بعده ندخلُ عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا ابتداءُ عقدُ سنواتِهِ من أجلِّ مناسبة في الإسلام ألا وهي: هجرة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – التي ابتدأ بها تكوين هذه الأمة الإسلامية في بلد إسلاميّ مستقلٍّ يحكمُه المسلمون ألا وهو: المدينة النبويَّة التي استقرَّ فيها الإسلام واستقام فيها عودُه حتى فتح الله به بُلْدانًا كثيرة جدًّا، ولم يكن التاريخ السنوي معمولاً به في أوّل الإسلام «حتى كانت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته كتبَ إليه أبو موسى الأشعري: إنّه يأتينا منك كُتبٌ ليس لها تاريخ فجمعَ عمر الصحابة – رضي الله عنهم – فاستشارهم فقيل: إن بعضهم قال: أرِّخوا كما تؤرِّخ الفُرس بملوكِها، كلّما هلكَ ملكٌ أرِّخوا بولايةِ مَن بعده، فكَرِهَ الصحابة ذلك، فقالَ آخرون: أرِّخوا كما تؤرِّخ الرُّوم ولكنهم كرهوا ذلك أيضًا؛ لأن الفُرس والروم ليسوا من المسلمين؛ الفُرس عبّاد النيران والروم نصارى أصحابُ صليب، فكَرِهَ الصحابة – رضي الله عنهم – أن يوافقوا هؤلاء و هؤلاء، ثم قال بعضهم: أرِّخوا من مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال آخرون: أرِّخوا من مَبْعَثِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال قوم آخرون: أرِّخوا من مهاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل فأرِّخوا منها، فأرَّخوا من الهجرة واتَّفقوا على ذلك أن تكون أول السنوات الإسلامية هي السنة الأولى من الهجرة واتَّفقوا على ذلك ولكنهم تشاوروا من أيِّ شهر يكون ابتداء السنة ؟ فقال بعضهم: من رمضان؛ لأنَّه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وقال آخرون: مِن ربيع الأول؛ لأنَّه الشهر الذي قدمَ فيه النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – المدينة مهاجرًا ولكن عمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – وهم الخلفاء الثلاثة أفضل الأمة بعد أبي بكر رضي الله عنه – اتَّفقوا على أن يكون ابتداءُ السنة من المحرم؛ لأنَّه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدِّي المسلمون فيه حجّهم الذي به تمامُ أركان دينهم والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي – صلى الله عليه وسلم – والعزيمة على الهجرة، فكان ابتداءُ السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام»(م1).
أيها المسلمون، سمعتم ما عانى المسلمون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار في التحرِّي عن ابتداء التاريخ والتقويم الإسلامي العربي، ورأيتم اختلافهم واستقرارهم على هذا الرأي الحميد وهذا يدلُّ على أنه يجب على المسلمين أن يعتنوا بتاريخهم وأن يعتنوا بتقويمهم وألا يكونوا أذنابًا لغيرهم يؤرِّخون بتاريخ غيرهم؛ فإن هذا بلا شك من الذّل والخنوع .
وإن من المؤسف حقًّا أن يعدل أكثر المسلمين اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى تاريخ النصارى الميلادي الذي لا يمتُّ إلى دين الإسلام بصلة؛ ولئن كان لبعضهم – أي: لبعض هؤلاء المسلمين الذين كانوا يؤرِّخون بالتاريخ الميلادي – شبهةٌ من العذر حين استعمر بلادهم النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم الإسلامي الهجري فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تاريخ النصارى الميلادي؛ لأن الله تعالى بنعمته أزالَ عنهم كابوس المستعمرين وظلمهم وغشمهم، ولقد سمعتم ما قيل من أن الصحابة – رضي الله عنهم – كَرِهوا التاريخ بتاريخ الفُرس والروم .
أيها المسلمون، إن التاريخ وإن التقويم شعارُ الأمة، فإذا تناست الأمة هذا الشعار فهو تناسٍ لشخصياتها ومقوّماتها التاريخية .
أيها المسلمون، إنَّنا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا شهورُه الشهور الهلالية التي قال الله عنها في كتابِهِ المبين: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ[التوبة: 36]، هذه الشهور الاثنى عشر هي الشهور التي جعلها الله تعالى مواقيت للعالم كلهم، قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ[البقرة: 189] ﴿قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: 189]، أيُّ الناس ؟ إنها مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص، لا فرقَ بين عرب وعجم؛ وذلك لأنها علامات محسوسة ظاهرة كلّ أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه، فمتى رؤي الهلال من أول الليل دخلَ الشهرُ الجديد وخرج الشهر السابق، قال الله عزَّ وجل: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: 5] .
إن هذه الشهور المبنيَّة على أمر محسوسٍ ليست كالشهور الإفرنجية شهورًا وهميَّة غير مبنيَّة على مشروع ولا معقول ولا محسوس بل هي شهور اصطلاحية مختلفة بعضُها يبلغ واحدًا وثلاثين يومًا وبعضها لا يبلغ تسعة وعشرين يومًا وبعضها بين ذلك، ولا يُعلم لهذا الاختلاف سبب حقيقيّ معقول أو محسوس أو ديني؛ ولهذا طُرحت في الآونة الأخيرة مشروعات لتغيّير هذه الأشهر على وجه منضبط لكنّها عُورضت من قِبل الأحبار والرهبان، من قبل العلماء والعباد من النصارى .
فتأمَّل، تأمَّل – أيها المسلم – كيف يعارض رجالُ دين اليهود والنصارى العبّاد منهم والعلماء في تغيير أشهر وهميَّة مختلفة إلى اصطلاح أضبط؛ لأنهم يعلمون؛ لأنهم – أعني: الأحبار والرهبان – يعلمون ما لذلك من خطر ورجال دين الإسلام ساكتون بل مقرُّون لتغيّير التوقيت بالأشهر الإسلامية بل الأشهر العالمية التي جعلها الله مواقيت للعباد؛ حيث عدل عنها كثيرٌ من المسلمين إلى التوقيت بالشهور الإفرنجية، وقد سُئل الإمام أحمد – رحمه الله – فقِيل له: إن للفرسِ أيامًا وشهورًا يسمّونها بأسماء لا تُعرف، فكَرِهَ ذلك أشدّ الكراهة، ورُوي عن مجاهد أنه كان يكرَهُ أن يُقال: آذار ماه .
وإن من دواعي السرور والغبطة أن كانت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في هذه المملكة – التي نسأل الله أن يحرسها بدينه وأن يحرس دينه بها – كانت المادة الأولى أن دينها الإسلام ودستورها كتاب الله – عزَّ وجل – وسنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ولغتها هي اللغة العربية، أما المادة الثانية وكانت هي المادة الثانية للعناية بها أن عيدا الدولة هما: عيد الفطر والأضحى وتقويمها هو التقويم الهجري وهذا – وللهِ الحمدُ – دليلٌ ظاهر على تمسّك هذه الدولة بمادة عزّها وكرامتها وهي التمسك بدين الإسلام، وكون النظام مبنيًّا على كتاب الله وسنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحو جميع الأعياد الوثنيَّة إلا أنَّ عيد الأضحى وعيد الفطر وهما العيدان الإسلاميان هما عيدا الدولة وكذلك في التقويم تقويمها هو التقويم الهجري .
فنسأل الله تعالى أن يزيدَ وولاتها تمسُّكًا بدين الله، وأن يزيد رعيتها تمسُّكًا بدين الله .
أيها المسلمون، إننا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا ليس من السنَّة أن نُحدث عيدًا لدخوله وليس من السنَّة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة به إنما هي أمر عادي وليس أمرًا تعبّديًّا، وليست الغبطة – أيها المسلمون – بكثرة السنين، كم من إنسانٍ طالَ عمره وكثرت سنواته ولكنَّه لم يزدد بذلك إلا بعدًا من الله !
إن أسوأ الناس وشر الناس مَن طال عمره وساء عمله، ليست الغبطة واللهِ بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عزَّ وجل، فكثرة السنين خيرٌ لمن أمضاها في طاعة ربه شرٌّ لمن أمضاها في معصية الله والتمرّد على طاعته .
إن علينا – أيها المسلمون – أن نستقبل أيامنا وشهورنا وأعوامنا بطاعة الله ومحاسبة أنفسنا وإصلاح ما فسَدَ من أعمالنا ومراقبة مَن ولانا اللهُ عليه من الأهل: من زوجات وأولاد: بنين وبنات وأقارب .
فاتقوا الله – عباد الله – وقوموا بما أنتم به معنيُّون وعنه يوم القيامة تسألون﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، قوموا بذلك على الوجه الأتَمِّ الأكملِ أو على الأقل بالواجب، واعلموا – أيها المسلمون – أن أعضاءكم وأن جلودَكم ستكون عليكم يوم القيامة بمنزلة الخصوم يوم يُختم على الأفواه وتكلّم الأيدي والأرجل بما كسب الإنسان، قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[فصلت: 20-23]، وقال عزَّ وجل: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[النور: 24] .
عباد الله، اتقوا الله – عزَّ وجل – واعلموا أن كل عامٍ يجِدُّ يُعدُ المرء نفسه بالعزيمة الصادقة، بل كل عامٍ يجدُّ يَعدُ المرء نفسه بالعزيمة الصادقة والجد ولكن تمضي عليه الأيام وتنطوي الساعات وحالُه لَمْ تتغيّر إلى أصلح فيبوءُ بالخيبة والخسران ثم لا يفلح ولا ينجح، فاغتنموا الأوقات – عباد الله – بطاعة الله وكونوا كل عامٍ أصلح من العام الذي قبله؛ فإن كل عامٍ يَمُرُّ بكم يقرّبكم من القبور عامًا ويبعدكم عن القصور عامًا، يقرِّبكم من الانفراد بأعمالكم ويُبعدكم من التمتُّع بأهليكم وأولادكم وأموالكم .
عباد الله، واللهِ ما قامت الدنيا إلا بقيام الدِّين، ولا نالَ العزةَ والكرامةَ والرفعةَ إلا مَن خضع لرب العالمين، ولا دامَ الأمنُ والطمأنينةُ والرخاءُ إلا باتِّباع منهج المرسلين، ولئن استمرت زهرةُ الدنيا مع المعاصي والانحراف إنّ ذلك لاستدراج يُعقُبُه الإهلاك والإتلاف، فاعتصموا بطاعة الله عن عقوبته وتوبوا إلى الله جميعًا – أيها المؤمنون – لعلّكم تفلحون .
اللهم إنا نسألك بأنَّا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤًا أحد، يا منَّان، يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، نسألك اللهم أن تجعل عامنا هذا وما بعده عام أمنٍ وطمأنينة، عام علم نافعٍ وعملٍ صالحٍ، عامًا تسبغُ به علينا النّعم وتدفع به عنّا النقم، عامًا ترزقنا فيه شكر نعمتك وحسن عبادتك، عامًا تُصلح به ولاة أمورنا ورعيتنا، عامًا تيسّرنا فيه للهدى وتيسّر الهدى لنا، عامًا تجتمع فيه القلوب على طاعتك، عامًا تجتمع فيه قوة الشباب وحكمة الشيوخ، إنك على كل شيءٍ قدير .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذَّن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيدُ البشر، الشافعُ المشفّع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا البدر وأنور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فقد استمعتم في الخطبة الأولى إلى أنه لا ينبغي لنا ونحن مسلمون لنا سلفٌ صالح من هذه الأمة أن نؤرِّخ بالتاريخ الميلادي؛ التاريخ الميلادي الذي أرَّخ به اليهود والنصارى؛ وذلك لأن للمسلمين شخصيتهم البارزة المتميزة عن غيرهم التي مضى عليها أسلافُهم من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والأئمة المهديين، وإلى وقت قريب فأهل الشام في كُتب الفقهاء وغير الفقهاء إلى عصر قريب لا يؤرِّخون إلا بالتاريخ الهجري وكذلك أهل العراق وكذلك أهل مِصر وكذلك أهل اليمن وكذلك أهل الجزيرة، كل هؤلاء لا يعرفون التاريخ الميلادي، ولكن التاريخ الميلادي عُرف حين استعمر النصارى جزءًا كبيرًا من بلاد المسلمين في المشرق والمغرب؛ فلهذا انصاع المسلمون لهذا الاستعمار العسكري الذي يتضمّن الاستعمار الفكري، فكانوا يؤرِّخون بالتاريخ الميلادي، ولكن كما قُلنا في الخطبة: إنه لا عذرَ للمسلمين اليوم حين استقلّوا – وللهِ الحمد – وانفصمت عُرى الاستعمار في بلادهم أن يبقوا على هذا التاريخ النصراني الميلادي؛ لأن التاريخ الإسلامي الهجري الذي سنَّه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أَولَى بالاتباع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ» .
ولئن ابتلي المسلمون بالتاريخ الميلادي النصراني الذي ليس مبنيًّا على مآثر إسلامية، فلقد ابتُلي بعضهم بالضعف الشخصي حين صاروا الآن يكتبون باللغة اللاتينية، اللغة الإنجليزية، فوصفُ الدواء لا يكون إلا باللغة الإنجليزية حتى إنه ربما يغلط المريض فيأكل من الدواء ما يضره أو يقصر في الدواء عما لا ينفعه .
ولقد بلغنا أنه توجد لافتات على بعض الدكاكين والمتاجر باللغة الإنجليزية ليس فيها حرفٌ واحد من اللغة العربية وسبحان الله ! هل كانت بلادنا الآن بلادًا أوربِّية ؟ هل هي قطعة من مدن البلاد الغربيّة ؟
إننا أمة إسلامية، أمة عربيّة يجبُ أن نفتخر بما مَنَّ الله به علينا من الإسلام، وأن نكون أمة ذاتَ شخصية منفردة متميّزة بما تتميَّز به في دينها وإسلامها، كيف نخنع حتى تكون لافتات متاجرنا ودكاكيننا باللغة الإنجليزية التي لا يعرفها أكثر مَن يشتري من هذه المتاجر !
نعم، لو أن الإنسان فتح متّجرًا في بلد غربي ليس فيه مَن يعرف العربية لَكَان معذورًا أن يجعل لافتات تجارته باللغة الإنجليزية، أما والبلاد أكثرهم لا يعرفون اللغة الإنجليزية؛ أكثر الذين يأخذون من هذه المتاجر لا يعرفون اللغة الإنجليزية، فيا سبحان الله كيف تكون اللافتات باللغة الإنجليزية !
أيها المسلمون، إنه ينبغي أن تكون لنا شخصية فريدة، شخصية قائمة بذاتها، ليست تبعًا لأحد ولسنا نحارب بذلك كل ما يأتي من غيرنا إذا كان صالِحًا، لكنّنا نحارب مَن يأتي من غيرنا ليمحو شخصيتنا .
أيها المسلمون، إن المسلمين أمة إسلاميّة تتميّز بدينها، تتميّز بلغتها، تتميّز بتاريخها، تتميّز بعاداتها، إنها أمة مستقلّة يجب ألا تكون ذنَبًا لغيرها كما مَن الله عليها بدِين قال الله عنه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33] .
إن الإسلام يعلو ولا يُعلى ويجب على أمة الإسلام أن تعلو ولا تُعلى، هذا هو واجبها لو كانت تريد العزة والكرامة .
نسأل الله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد تُعزّ فيه على غيرها وتنتصر بها على غيرها.
نسأل الله تعالى أن يهيئ لها أمر رشد يُعز فيه أهل طاعة الله ويُذل فيه أهل معصية الله.
أيها المسلمون، اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدِّين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فعليكم بالجماعة، عليكم بالجماعة وهي: الاجتماع على دينكم؛ أن لا تتفرقوا فيه، أن تكونوا أمة واحدة، قلبٌ واحدٌ وهدفٌ واحدٌ وعملٌ واحدٌ مبنيٌّ على الإخلاص لله والاتباع لرسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ في النار، واعلموا أن الله أمركم بأمر فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملَّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقِنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم ارضَ عنَّا معهم وأَصْلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين .

اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح رعيتهم يا رب العالمين .
اللهم أَصْلح شبابهم وشيوخهم وكهولهم وذكورهم وإناثهم يا أرحم الراحمين .
اللهم أَعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودَمِّر أعداء الدين .
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيوم، يا منّان، يا بديع السماوات والأرض، نسألك اللهم أن تُنزل بالصرب الظالمين بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم أَنْزل بهم بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم أَنْزل بهم بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم، اللهم عليك بهم، اللهم عليك بهم، اللهم عليك بهم؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نسألك أن تجعلهم عبرة للناس في الذل والخزي والعار يا أرحم الراحمين .
اللهم إنا نسألك بأنَّا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، يا منّان، يا بديع السماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم، نسألك اللهم أن تنصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم امنحهم رقاب أعدائهم وأورثهم ديارهم ونساءهم وأموالهم وذرِّياتهم، إنك على كل شيءٍ قدير .
اللهم أَقِرَّ أعيننا، اللهم أَقِرَّ أعيننا بنصرهم وعزهم وأَقِرَّ أعيننا بذل أعدائهم يا رب العالمين.
اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم اهدِ المسلمين لأقرب الطرق إليك يا رب العالمين .
اللهم انصرهم على عدوهم بمنِّك وكرمك يا حي يا قيوم، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] .
عباد الله،﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[العنكبوت: 45] .
ـــــــــــــــ
(1) انظر إلى هذا المبحث ذكره الحافظ بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى- في كتابه [فتح الباري] المجلد [7] صفحة [268-269] مطولاً، إذا أردت المزيد فارجع إليه بارك الله فيك، وانظر إليه في كتاب [فيض القدير] للمنياوي -رحمه الله تعالى- في المجلد رقم [1] صفحة [101] المسألة [88] .
المصدر

جيد جدا أبو تراب، لو قسمت الموضوع على قسمين كان يكون افضل.
بارك الله فيك على الفائدة القيّمة بإذن الله تعالى

بارك الله فيك يا أبا ليث مشكور على تنبيهك
وفيك بارك الله ياعلي وأدعوك للمشاركة في موضوع حملة المنتدى الديني لتغيير الأسماء & احياء سنة الكنية تلك السُنة المنسية – شارك تُأجر بإذن الله
احسنت اخى وبارك الله فيك *صدقت والله* الحق احق ان يتبع

التمسك بالإسلام ونبذ الشعارات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون الذين يتلون كتابه وبه يؤمنون: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لما يعتقده المشركون والملحدون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين يهدون بالحق وبه يعدلون…. أما بعد:

أيها الناس:

اتقوا الله حق تقاته وسارعوا إلى الأعمال الصالحة لتفوزوا بمغفرته ومرضاته.

عباد الله:

أخبر – صلى الله عليه وسلم – أن للإسلام صدى ومنارًا للطريق يعرف به صاحبه، روى الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – من حديث أنس بن مالك خادم النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (الإسلام علانية والإيمان في القلب)[1]، فالمسلم حقيقة هو الذي يظهر إسلامه علانية للناس بحيث يرونه يصلي مع المصلين ويصوم مع الصائمين ويؤدي زكاة ماله إلى الفقراء والمساكين فيظهر إسلامه علانية للناس ويشهدون له بذلك، لأن الناس شهداء الله في أرضه. أما الذي يتسمى بالإسلام وهو لا يصلى ولا يصوم ولا يؤدي زكاة ماله الواجبة فلا شك أن إسلامه قول ولا حقيقة له وإنما هو إسلام اللسان يكذبه الحس والوجدان والسنة والقرآن، ومن ادعى ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان فإنه لا إسلام دون عمل.

عباد الله:

إنكم في زمان كثرت فيه البدع والحوادث واستحسنت فيه القبائح والمنكرات، وكاد المعروف أن يكون منكرًا والمنكر فيه معروفًا، لذلك عظمت الفتن واستطاعت الشرور وتفوق المسلمون شيعًا وأحزابًا كلها تزعم الإسلام والتسمي به وابتدعوا أسماء مضادة للإسلام وتعاليم القرآن كالبعثية والشيوعية والاشتراكية والقومية العربية، ولكل أنصار وأعوان فسقطت وحدة الإسلام وفشى فيهم الفوضى والشقاق وقامت الفتن على قدم وساق، يقتل بعضهم بعض ويسلب بعضهم أموال بعض بحجة الاشتراكية المبتدعة، وهذا البلاء الذي حل بهم من التقاطع والتطاحن لن يرتفع عنهم حتى يراجعوا دينهم الكفيل بعلاج عللهم وإصلاح مجتمعهم.

عباد الله:

تمسكوا بدينكم تنصروا به، واعملوا بواجباته تعرفوا به، وأدعو الناس إليه تكونوا من خير أهله، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر تكونوا من المفلحين، وأقيموا من تحت أيديكم من الأولاد والنساء على طاعة الله وأداء ما افترض الله عليهم من الصلاة والصيام وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، تعاونوا على البر والتقوى، انصروا الله بالقيام بما افترض عليكم ينصركم ويكبت أعداءكم الذين يتربصون بكم فإنه لا قوة لكم على دفع شر أعدائكم إلا بالله، ولن يمدكم الله بقوته حتى تمتثلوا أوامره وتجتنبوا مناهيه، اسمعوا وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – (يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فأسأل الله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)[2].

والحمد لله رب العالين.

[1] مسند الإمام أحمد ح (12404).

[2] المستدرك على الصحيح ح (6303) وسنن الترمذي ح (2516).

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي
https://www.alukah.net/

بارك الله فيك

وجزاك الفردوس الأعلى

شكرا على الطرح الرائع أمونة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشراقة الأمل القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك

وجزاك الفردوس الأعلى

شكرا على الطرح الرائع أمونة

القعدة القعدة

wafiki baraka allah
amoula

la chokra 3ala wadjib okhti

as3adani mororok

جزاكم الله خيرا

chokana 3ala lmourour wa djazakoum kola khayr

بارك الله فيك اختي وجزاك الله خيرا

بانتظار مواضيعك الجديدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اطمئنان القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك اختي وجزاك الله خيرا

بانتظار مواضيعك الجديدة

القعدة القعدة
wafiki baraka allh okhti

w djazaki kola khyr

inchaa allah kol al mawadi3 al moufida

chokran 3la al mocharaka

domti biwid

التمسك بالكتاب والسنة وسنة الخلفاء الراشدين 2024.

عن أبي نجيح العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا : يا رسول الله!! كأنها موعظة مودع ، فأوصنا. قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ».
(رواه أبو داود([1]) والترمذي([2]) وقال : حديث حسن صحيح ورواه أحمد([3]) وابن ماجه([4]) والدارمي([5])).

صحابي الحديث :
العرباض بن سارية السلمي أبو نجيح نزل حمص ومات بعد السبعين.

المفــردات :
الموعظة : هي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعذابه.
بليغـة : أي مؤثرة تصل إلى قلوب السامعين بأحسن الألفاظ وأفصحها وأعذبها.
وجلت القلوب : خافت.
ذرفت العيـون : سالت منها الدموع.
فـأوصـنـا : الوصية الأمر المؤكد المقرر.
الـتـقـوى : أن تجعل بينك وبين ما تخافه شيئاً يمنعك ويقيك.
الـسـنــة : الطريق والمنهج فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأقوال والأعمال.
الـبـدعــة : إحداث أمر في الدين لم يكن على عهد رسول الله ولا على عهد أصحابه.
الـراشـدون : من الرشد وهو ضد الغي.

المـهـديـون : الموفقون لإدراك الحق واتباعه.
الضـــلال : هو الذهاب والبعد عن الحق وهو ضد الهدى.
المعنى الإجمالي :
هذا الحديث أصل عظيم وفيه توجيهات عظيمة جامعة ، فقد أسدى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه النصيحة العظيمة والوصية البليغة إلى الأمة الإسلامية حيث أرشدهم إلى أمور عظيمة ، لا قوام لدينهم ودنياهم إلا بالتزامها واتباعها ، ولا حل لمشاكلهم إلا بتنفيذها بدقة.
1- فلا دين إلا بتقوى الله، وهي طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
2- ولا قيام لدينهم ولا دنياهم إلا بإمام صالح عادل يقودهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفذ فيهم شريعة الله وينظم صفوفهم ويوحد كلمتهم ويرفع لهم راية الجهاد لإعلاء كلمة الله وعلى الأمة أن تسلم له زمام الطاعة فيما تحب وتكره ما دام مستقيماً على أمر الله ومنفذاً لأحكامه.
ولمصلحة الإسلام والمسلمين وحفاظاً على وحدتهم وحقنا لدمائهم يفرض الإسلام الطاعة بالمعروف على الأمة لولي الأمر وإن كان عاصياً ما لم يخرج به العصيان إلى الكفر.
3- وتناولت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف الأمة من الخلافات والمخالفين للحق ، فأرشدنا إلى الاعتصام بالحق والرجوع إلى النهج السوي منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم – وما سنتهم ومنهجهم إلا كتاب الله الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )). وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المطهرة ، ففيهما النجاة والسعادة وفيهما الحلول الصحيحة الحاسمة للخلافات الواقعة بين الفرق الإسلامية وانهائها على الوجه الذي يرضي الله ويجمع كلمة المسلمين على الحق وكل الحلول التي تقدم على غير هذا الوجه فخاطئة وعاقبتها الفشل.
4- وتناولت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من البدع ومحدثات الأمور فكم حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته من أخطار البدع ومفاسدها مع البيان النير أنها ضلالة وأنها في النار فما الذي يدعو كثيراً من المسلمين إلى الوقوع فيها والتشبث بها وقد أكرمهم الله بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه دين كامل غاية الكمال لا نقص فيه. (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )) (المائدة 3).
إنه من المؤسف حقاً أن ترى كثيراً من الأمة الإسلامية لا تعتمد على القرآن ولا على السنة في عقائدها وقد طغت البدع على السنن في عبادتها وتقاليدها وصدق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ».
ما يستفاد من الحديث :
1- مشروعية النصيحة والوعظ للمسلمين ويكون ذلك تخولاً كما في حديث ابن مسعود.
2- الأمر بتقوى الله في الموعظة.
3- في الحديث علم من أعلام النبوة حيث وقع الخلاف في الأمة كما أخبر.
4- وفيه الزجر عن الاختلاف في أصول الدين وفروعه.
5- وفيه الرجوع إلى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
6- وفيه الزجر على البدع والتحذير منها.
7- وفيه أن كل بدعة ضلالة وليس فيها حسنة.

([1]) كتاب السنة : حديث رقم (4607) ، (5/13).

([2]) كتاب العلم : باب (16). حديث رقم (2676) ، (5/44).

([3]) (4/126،127).

([4]) المقدمة 6 : باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، حديث رقم (42،43).

([5]) مقدمة : حديث رقم (96) ، (1/43).

====================
مذكّرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع
تأليف الشيخ :
ربيع بن هادي عمير المدخلي
====================

بارك الله فيك و سدّد خطاك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
موضوع قمة ..حقا لن يضيع المرء مادام متمسك بكتاب الله وسنة نبيه والخلفاء

حفظكم الله ورعاكم

التمسك بالكتاب والسنة هو العصمة من الفتن وديننا يأبى المظاهرات والغوغائيات 2024.

التمسك بالكتاب والسنة هو العصمة من الفتن وديننا يأبى المظاهرات والغوغائيات

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد
في هذه الأيام تعصف بالعالم الإسلامي والعربي فتن تهدد أمنهم واستقرارهم وتفرق جماعتهم وتزعزع دولهم بتخطيط من الأعداء وتنفيذ من الغوغائيين والأغرار من أبناء تلك الدول المستهدفة دون تفكير في العواقب ومآلات الأمور تأثراً بالوعود الكاذبة وجرياً وراء السراب الخادع حتى أصبحت لا تسمع ولا تقرأ في وسائل الإعلام إلا ما يزعجك من تقتيل وتشريد وسقوط حكومات وتغير أحوال وقد تحقق في هؤلاء الذين يوقدون تلك الفتن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم "دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها"، وقد رسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم الخطة التي نسير عليها للسلامة من شر هؤلاء الدعاة لما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لقوله: "فما تأمرني إن أدركني ذلك" قال صلى الله عليه وسلم: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال حذيفة رضي الله عنه: "فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام" قال صلى الله عليه وسلم: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" هذا بالنسبة للفرد وأما بالنسبة للأمة فقد أمرها صلى الله عليه وسلم عند حدوث الاختلاف والفتن بالتمسك بالكتاب والسنة حيث قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"، وهذا تفسير لقول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، [آل عمران: 103]، وقد وجدنا ثمرة هذه الوصايا الربانية والنبوية عندما عصفت تلك الأحداث الأخيرة التي سببت الهيجان والمطالبة بتغيير أنظمة الحكم في البلاد العربية والإسلامية وتضرر بها من تضرر من الشعوب والحكام وقد بقيت هذه البلاد السعودية آمنة مطمئنة لأن دستورها القرآن الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42]، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50]، أما الدساتير البشرية فإنها لا تثبت أمام الهزات لأنها لم تبن على الوحي المنزل الصالح لكل زمان ومكان والذي لا يستطيع أحد أن يأتي بآية من مثله ولن يستطيع أحد أن يستدرك عليه (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41]، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله، أما الدساتير البشرية والقوانين الوضعية فهي عرضة للانتقاد ولا تصلح لكل زمان ومكان فهي تنهار عند أول حادثة فهي كبيت العنكبوت لا يقي من الحر ولا البرد ولا المطر ولا يصمد أمام الرياح، ولذلك أول ما رد به أهل هذه البلاد على الدعوة إلى الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات ردوا بأن ديننا يمنع من ذلك كله ولا يجيزه ويأمر بالهدوء والسكينة والتلاحم بين الراعي والرعية وينهى عن الفوضى ويأمر بالقضاء على الفتن وأهلها فهو ينهى عن البغي والعدوان والخروج على ولي الأمر ويأمر بالإصلاح بين البغاة والمبغي عليهم إن أمكن الإصلاح وإلا فإنها تقاتل الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 9-10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتاكم وأمركم جميع على واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاقتلوه"، هذا هو موقف الإسلام من الفتن وعلاجها عند حدوثها وهو موقف هذه البلاد حكامها وعلمائها ولله الحمد عندما حدثت هذه الفتنة وهو الموقف الذي ألجم كل عدو وعلم كل جاهل ونبه كل غافل ومن تمسك بهذا المنهج فلن تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض بإذن الله والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

8 / 5 / 1445هـ

بارك الله فيك أخي
بارك الله فيك، جرى بعض التعديل في الشكل.

التمسك بالسنة لا يُنافي التقدم / فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام اليماني 2024.

التمسك بالسنة لا يُنافي التقدم
إنَّ مما ينبغي التفطن له وإدراكه جيداً أنّ الإسلام لا يمنع من التقدم في علوم وأحوال دنيوية بل إنّ الإسلام يُنعش ما كان صالحاً للتقدم في أمور الدنيا.
قال أمير المؤمنين المشهور بابن شهاب : ( العلم فيه نعشٌ للدين والدنيا)
أخرجه ابن المبارك في الزهد رقم (817) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله رقم(1018) وهو صحيح إلى ابن شهاب .
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة : ( فقوام الدين والدنيا إنما هو بالعلم ) .
وللعلامة الشنقيطي كلام نفيس في هذه المسألة في( أضواء البيان ج 3 / 435 ـ 438 ) قال : ( ومن هدي القرآن للتي هي أقوم : هديُه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين فما خيَّله أعداء الدين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام باطل لا أساس له ، والقرآن الكريم يدعو إلى التقدم في جميع الميادين التي لها أهمية في دنيا أودين ) .
ولكن ذلك التقدم في حدود الدين والتحلي بآدابه الكريمة وتعاليمه السماوية قال تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ … الآية ) الأنفال : الآية 60 وقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحديد أن اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السرد وَاعْمَلُوا صَالِحاً …الآية )
فقوله : (أن اعمل سابغات وقدر في السرد ) يدل على الاستعداد لمكافحة العدو .
وقوله ( واعملوا صالحاً ) يدل على أنَّ ذلك الاستعداد لمكافحة العدو في حدود الدين الحنيف .
وداود من أنبياء ( سورة الأنعام) المذكورين في قوله تعالى : [ ومن ذريته داود ] الآية ……
وقد قال مخاطباً نبينا صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكرهم : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) .

وقد ثبت في صحيح البخاري عن مجاهد أنه سأل بن عباس رضي الله عنهما : من أين أخذت السجدة في سورة (ص) ؟ ، فقال رضي الله عنه: أوَما تقرأ [ ومن ذريته داود ] ، [ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ] فسجدها داود ، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فدل ذلك على أنّا مخاطبون بما تضمنته الآية مما أُمر به داود
فعلينا أن نستعد لكفاح العدو مع التمسك بديننا ، وانظر قوله تعالى : [ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ] فهو أمرٌ جازمٌ بإعداد كل ما في الاستطاعة من قوة ولو بلغت القوة من التطور ما بلغت .
فهو أمر جازم بمسايرة التطور في الأمور الدنيوية ، وعدم الجمود على الحالات الأُول إذا طرأ تطورٌ جديدٌ ولكن كل ذلك مع التمسك بالدين .
ومن أوضح الأدلة في ذلك قوله تعالى : [ وإذا كنت فيهم فأقمتَ لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم…….الآية ] .
فصلاة الخوف المذكورة في هذه الآية الكريمة تدل على لزوم الجمع بين مكافحة العدو ، وبين القيام بما شرعه الله جل وعلا من دينه فأَمره تعالى في هذه الآية بإقامة الصلاة في وقت التحام الكفاح المسلح يدل على ذلك دلالة في غاية الوضوح وقد قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ] فأَمره في هذه الآية الكريمة بذكر الله كثيراً عند التحام القتال يدل على ذلك أيضاً دلالةً واضحةً.
فالكفار خيَّلوا لضعاف العقول أنَّ النسبة بين التقدم والتمسك بالدين ، والسمت الحسن والأخلاق الكريمة تَباين مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والوجود والنفي والإثبات ……….
فخيَّلوا لهم أن التقدم والتمسك بالدين متباينان تباين مقابلة بحيث يستحيل اجتماعهما فكان من نتائج ذلك انحلالهم من الدين رغبة في التقدم فخسروا الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين والتحقيق أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين بالنظر إلى العقل وحده وقطع النظر عن نصوص الكتاب والسنة إنَّما هي تباين المخالفة .

منقول من المكتبة الإليكترونية لفضيلة شيخنا الكريم أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام – حفظه الله –

منقول

بارك الله فيك على النقل

بارك الله فيك وجزاك خيرا
بارك الله فيك
ونفع بك
شكرااااااا على الموضوع
القعدة
وفيكم بارك الله اخوتي

روائع من أثار السلف في التمسك بالكتاب والسنة 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

حدث وأن وضعت جملة كلمات نيرة من أثار سلفنا الصالح مقتبسة من موقع الشيخ الفاضل الفقيه الأصولي محمد علي فركوس حفظه الله ونفع به، فتبدت نصائح غالية هي نتاج الفهم والوعي الصحيح ، فجاءت هاته الأخيرة في شكل فوائد وفرائد لا تتأتى إلا على لسان أتباع الرسل حقيقة، فتح الله بها عليهم لتكون لمن بعدهم نبراسا على طريق الهدى والاستقامة، فهاهي تتمة ما سبق بين أيديكم فانهلوا منها ما شئتم من علم واعملوا بما فيها من هدى تفلحوا وترشدوا، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.

قبسات عن السلف في التمسك بالكتاب والسنة :

19.التّمَسُّكُ بِالكِتَابِ الكريم
عن أبي العالية قال: قال رجلٌ لأُبَيّ بنِ كعب: أوْصني، قال: "اتخذْ كتابَ الله إمامًا، وارضَ به قاضياً وحَكمًا، فإنّه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكمُ ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم" [سير أعلام النبلاء، للذهبي: 1/392]

20. فَضْلُ التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ
قالَ ابنُ حبَّان رَحِمَهُ اللهُ في مقدمةِ صحِيحهِ: "وَإِنَّ فِي لُزُومِ سُنَّتِهِ: تَمَامَ السَّلاَمَةِ، وَجِمَاعَ الكَرَامَةِ، لاَ تُطفَأ سُرُجُها، وَلاَ تُدْحَضُ حُجَجُهَا، مَنْ لزِمها عُصِم، وَمَنْ خاَلَفَهَا نَدِم؛ إِذْ هِيَ الحِصْنُ الحَصِينُ، وَالرُّكْنُ الرَّكِينُ، الذِي بَانَ فَضْلُهُ، وَمَتُنَ حَبْلُهُ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ سَادَ، وَمَنْ رَامَ خِلاَفَهُ بَادَ، فَالمُتَّعَلِّقُونَ بِهِ أَهْلُ السَّعَادَةِ فِي الآجِلِ، وَالمُغْبَطُونَ بَيْنَ الأَنَامِ فِي العَاجِلِ" [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لابن بلبان:1/102]

21. الطَّرِيقُ إِلَى اللهِ، فيِ اتِّبَاعِ السُنَّةِ
سُئِل الحسنُ الجوزجاني: كيفَ الطَّريقُ إلىَ الله؟ فقال: الطُّرُقُ إلىَ الله ِكثيرةٌ، وَأَوْضَحُ الطُّرُقِ وأبعَدُها عنِ الشُّبهِ اتِّباع السَّنّة قوْلاً وَفِعْلاً وَعزْماً وَعقْدًا ونِيَّةً، لأَنَّ الله يقول: (وَإنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) فقيل له: كيفَ الطّريقُ إلىَ السُّنَّةِ؟ فقال: مُجانبة البِدعِ، واتِّباع ما أجمعَ عليهِ الصَّدْرُ الأوَّل منَ عُلَماءِ الإسْلام، والتَّباعدُ عنْ مجاِلسِ الكلامِ وأهلِهِ؛ ولزوم طريقةِ الاِقتداءِ وبذلك َ أُمِرَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم بقولهِ تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْناَ إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ) [الاعتصام للشاطبي: 1/62 ]

22. الثَّبَاتُ عَلىَ السُّنَّة
عن الحسنِ البصْرِي -رحِمَه اُلله تعالى- قال: "السُّنَّةُ -وَالّذي لا إلهَ إِلاَّ هُو- بيْن الغَالِي والجَافيِ فاصْبِروا عليها رَحِمَكُمُ اللهُ، فإنَّ أهلَ السُّنَّة كانوا أقلَّ النَّاسِ فيما مَضَى، وَهمْ أّقَلُّ الناَّس ِفِيماَ بَقِيَ: الَّذينَ لمْ يَذهبُوا معَ أَهْلِ الإِتْرافِ في إتِراَفِهمْ، ولاَ مع أهلِ البِدَعِ في بِدَعِهمْ، صَبَرُوا علىَ سُنَّتِهِمْ حتَّى لَقَوْا ربَّهِمْ فَكَذَلِكَ إن شاءَ اللهُ فَكُونُوا" [إغاثة اللهفان، لابن القيم: 1/70]

23. فَرَحُ السَّلَفِ الصَّالِحِِ بِهِدَايَةِ اللهِ لَهُمْ إِلىَ السُنّة
عن الفُضيلِ بنِ عياّض قال: "طوبى لِمّنْ مات علىَ الإسلام والسُنَّة فإذا كان كذلك فليُكْثِرْ مِنْ قولِ -ما شاء الله-" [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للاّلكائي: 1/138]

24. حِرْصُ السَّلفِ الصَّالِحِ عَلَى لُُزُومِ السُنّةِ وَالذّبِّ عَنْهَا
عن أبِي بكرٍ الصدِّيق رضيَ اللهُ عنهُ قال: "لَسْتُ تَارِكًا شَيئًا كَانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم يَعْمَلُ بهِ إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ". قال ابنُ بطّة بعدَ إيرادهِ لهذا الأثر: "هَذا يا إخْوَانِي الصِّدِّيق الأكْبر يَتخوّف علَى نفسِه الزَّيْغ إنْ هوَ خالَفَ شيْئا مْنْ أمْرِ نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم، فماذا عَسَى أن يكونَ مِنْ زمانٍ أضْحَى أهلُهُ يسْتهْزئونَ بنبيِّهمْ وبأوَامِرِهِ، ويتباهَوْن بمخالفتهِ، ويسخرونَ بسنَّتِه. نسألُ اللهَ عصٍْمَةً مِنَ الزَّلَلِ وَنجاةً مِنْ سُوءِ العَمَل" [الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، لابن بطّة:1/ 246]

25. مَا أشْكَلَ عليْك فَرُدَّهُ إلى الكِتاَبِ وَالسُنَّة
قال الذّهبِيُّ -رحمه الله تعالى-: "يَنبغي للمسْلم أنْ يسْتعيذَ منَ الفِتَنِ، ولا يَشْغَبْ بِذِكْرِ غَرِيبِ المَذَاهِب ِلاَ فِي أُصُولٍِ وَلا في الفروعِ، فما رأيتُ الحركةَ في ذلك تُحَصِّل خيرًا، بل تُثيرُ شَرًّا وَعَدَاوةً، وَمْقْتاً للصُّّلحَاءِ وَالعُبّاد مِنَ الفَريقين، فَتَمَسَّكْ باِلسُّنّة، وَالزَمْ الصَّمت، ولاَ تَخُضْ فِيما لا يَعْنيك وما أشْكَلَ عليْك فرُدَّه ُإلى اللهِ ورسولِهِ وقِف وقلْ: " اللهُ ورسوله أعلم" [ سير أعلام النبلاء للذهبي: 19/142
]