ما أوجه الشبة والخلاف بين الإسلام والمسيحية 2024.

[frame="9 10"]

هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين

هل يتعارض الإسلام مع العلم أم يتوافق معه؟

الإجابة :

الإسلام يتوافق توافقاً تاماً مع العلم الذي ثبتت قواعده وصحت نتائجه بعد إتباع المنهج العلمي السليم ، أما القوانين العلمية التى ما زالت في طور الملاحظة أو التجريب ولم تثبت صحتها بعد فلا ينبغي أن نحاول أن نوفق بينها وبين الإسلام ، وكذلك القوانين التى إعتقدنا صحتها وأثبتنا دقتها ثم بعد ذلك ظهر لنا أنها غير مؤسسة على قاعدة علمية ثابتة فهذه أيضاً لا ينبغي أن نطابقها بالاسلام ، لأن ما جاء به الإسلام هو أصح الصحيح لأنه وحي من الله الخالق البارئ المصور: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} النساء87

ما أوجه الشبة والخلاف بين الإسلام والمسيحية؟

الإجابة :

أوجه الشبه بين الإسلام وبين المسيحية تظهر في الدعوة إلى مكارم الأخلاق وجميل الصفات والزهد في الدنيا والرغبة في العمل للآخرة ، وكذلك في الايمان بالله للمسيحية الحقة والإيمان بالملائكة والإيمان باليوم الآخر وبالبعث والحساب والجزاء

أما الخلاف بينهما فالإسلام جاء بجانب تشريعي وافٍ في الزواج والطلاق والميراث والبيع والشراء وغيرها من الأحكام التى يحتاجها الإنسان لتنظيم دنياه بينما المسيحية ليس فيها أحكام للميراث ، ويفتح الطلاق ويغلق بحسب رغبة القديسين ، وأيضاً الإسلام إنتهت تشريعاته بعد نزول القرآن يضاف إليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم

ولا يبيح الإسلام لأي فرد من المسلمين مهما علا شأنه أن يغير هذه الأحكام أو بعضها مهما كانت الأسباب ، بخلاف المسيحية فإن الباباوات لهم حرية تقييد التشريع أو إلغاؤه أو تجديده

كذلك يختلف الإسلام عن المسيحية في العبادات ، فالفرد المسلم فى الإسلام يؤدي الصلاة بمفرده أو في جماعة في المسجد أو في بيته أو أي مكان بينما المسيحي لا يستطيع أن يؤدي الصلاة إلا مع القسيس في الكنيسة ولا يجوز له أن يؤديها بخلاف ذلك

وكذلك الصيام يكون بالنسبة للمسلمين شهراً واحداً في العام هو شهر رمضان والصوم فيه هو الإمتناع التام عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس ، أما في المسيحية فلهم أيام كثيرة متنوعة للصيام وأنواع متعددة في الصيام فمنها صيام عن ما فيه الروح فقط ويباح لهم ما سوى ذلك ، ومنها صيام تام كصيام المسلمين

وهكذا نجد أن هناك تقاربا وهناك تباينا يسهل معرفته لمن يدرس مبادئ الدين الإسلامى وأوليات الدين المسيحي ، وإن كان يجمعها معاً ما تحتاج إليه البشرية الآن لإصلاح أحوالها وهو الجانب الأخلاقي

من هو المسيخ الدجال؟

الإجابة :

للعلماء آراء كثيرة فى ذلك ، فإذا أردت المزيد فعليك بكتب التفسير و العقيدة والأحاديث التى ذكرته واقرأ ما فيها بروية

من المسلم الحقيقى ؟

الإجابة :

المسلم الحقيقي هو الذي يلتزم بالجانب العبادي نحو الله ويلتزم بالأدب القرآني والخلق النبوي والتشريع الإسلامي مع الخلق

[/frame]

بارك الله فيك

الزواج في الإسلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} [الذاريات: 49]، وقال: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} [يس: 36].
كم هي رائعة السنة الشرعية التي سنها الله في مخلوقاته حتى لكأن الكون كله يعزف نغمًا مزدوجًا. والزواج على الجانب الإنساني رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وتتحقق به السعادة، وتقر به الأعين، إذا روعيت فيه الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية. قال تعالى: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} [الفرقان: 74].
وهو السبيل الشرعي لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة الكبيرة، فالزواج في الشريعة الإسلامية: عقد يجمع بين الرجل والمرأة، يفيد إباحة العشرة بينهما، وتعاونهما في مودة ورحمة، ويبين ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات.
الحثَّ على النكاح:
وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج، وحثَّ عليه، وأمر به عند القدرة عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أي: القدرة على تحمل واجبات الزواج) فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء (أي: وقاية وحماية) [متفق عليه]. كما أن الزواج سنة من سنن الأنبياء والصالحين، فقد كان لمعظم الأنبياء والصالحين زوجات.
وقد عنَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ترك الزواج وهو قادر عليه، ونبه إلى أن هذا مخالف لسنته صلى الله عليه وسلم، عن أنس -رضي الله عنه- قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخْبِرُوا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا، فإني أصلي الليل أبدًا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر . وقال آخر: أنا أعتزل النساء، فلا أتزوَّج أبدًا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) _[متفق عليه].
حكم الزواج:
المسلمون والمسلمات أمام النكاح ثلاثة أصناف:
*صنف توافرت له أسباب النكاح، وعنده الرغبة المعتدلة في الزواج، بحيث يأمن على نفسه -إن لم يتزوج- من أن يقع في محظور شرعي؛ لأن غريزته لا تلح عليه بصورة تدفعه إلى الحرام. وفي نفس الوقت يعتقد هذا الصنف -أو يغلب على ظنه- أنه إن تزوج فسوف يقوم بحقوق الزوجية قيامًا مناسبًا، دون أن يظلم الطرف الآخر، ودون أن ينقصه حقًّا من حقوقه. والزواج في حق هذا الصنف سنَّة مؤكدة، مندوب إليه شرعًا، ومثاب عليه عند الله -تعالى- وإلى هذا الصنف تشير النصوص السابقة.
*والصنف الثاني أولئك الذين توافرت لهم أسباب الزواج، مع رغبة شديدة فيه، وتيقنه -غلبه الظن- أنه يقع في محظور شرعي إن لم يتزوج، فهذا الصنف يجب عليه الزواج لتحصيل العفاف والبعد عن أسباب الحرام، وذلك مع اشتراط أن يكون قادرًا على القيام بحقوق الزوجية، دون ظلم للطرف الآخر. فإن تيقن من أنه سيظلم الطرف الآخر بسوء خلق أو غير ذلك، وجب عليه أن يجتهد في تحسين خلقه وتدريب نفسه على حسن معاشرة شريك حياته.
*والصنف الثالث من لا شهوة له، سواء كان ذلك من أصل خلقته، أو كان بسبب كبر أو مرض أو حادثة. فإنه يتحدد حكم نكاحه بناء على ما يمكن أن يتحقق من مقاصد النكاح الأخرى، التي لا تقتصر على إشباع الغريزة الجنسية، كأن يتحقق الأنس النفسي والإلف الروحي به، مع مراعاة ما قد يحدث من ضرر للطرف الآخر، ولذا يجب المصارحة بين الطرفين منذ البداية في مثل هذا الأمر؛ ليختار كل من الطرفين شريكه على بينة.
وقد تبدو المصلحة الاجتماعية ظاهرة من زواج الصنف الثالث في بعض الحالات المتكافئة، كأن يتزوج رجل وامرأة كلاهما قد تقدم به السن، ولا حاجة لهما في إشباع رغبات جنسية بقدر حاجتهما إلى من يؤنس وحشتهما ويشبع عاطفة الأنس والسكن. أو نحو ذلك من الحالات المتكافئة، فهؤلاء يستحب لهم الزواج لما فيه من مقاصد شرعية طيبة، ولا ضرر حادث على الطرفين.
فوائد الزواج وثمراته:
والزواج باب للخيرات، ومدخل للمكاسب العديدة للفرد والمجتمع، ولذلك فإن من يشرع في الزواج طاعة لله واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يجد العون من الله، قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
[الترمذي، وأحمد، والحاكم]. وبذلك يصبح الزواج عبادة خالصة لله يثاب المقبل عليها .
أما عن ثمراته فهي كثيرة، فالزواج طريق شرعي لاستمتاع كل من الزوجين بالآخر، وإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم: (حُبِّب إليَّ من د****م: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة) [أحمد، والنسائى، والحاكم].
والزواج منهل عذب لكسب الحسنات. قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة). قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم -أيضًا-: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في (فم) امرأتك) [متفق عليه].
والزواج يوفر للمسلم أسباب العفاف، ويعينه على البعد عن الفاحشة، ويصونه من وساوس الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان (أي أن الشيطان يزينها لمن يراها ويغريه بها) فإذا رأى أحدكم من امرأة (يعني: أجنبية) ما يعجبه، فلْيَأتِ أهله، فإن ذلك يردُّ ما في نفسه) [مسلم].
وهو وسيلة لحفظ النسل، وبقاء الجنس البشرى، واستمرار الوجود الإنساني، قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرًا ونساء} [النساء: 1]. فهو وسيلة -أيضًا- لاستمرار الحياة، وطريق لتعمير الأرض، وتحقيق التكافل بين الآباء والأبناء، حيث يقوم الآباء بالإنفاق على الأبناء وتربيتهم، ثم يقوم الأبناء برعاية الآباء، والإحسان إليهم عند عجزهم، وكبر سِنِّهم.
والولد الصالح امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له) [مسلم].
والزواج سبيل للتعاون، فالمرأة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شئون الحياة، قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21].
والزواج علاقة شرعية، تحفظ الحقوق والأنساب لأصحابها، وتصون الأعراض والحرمات، وتطهر النفس من الفساد، وتنشر الفضيلة والأخلاق، قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المعارج: 29-31].
وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم راع ومسئول عن رعيته) [متفق عليه].
كما يساهم الزواج في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب، فهو لبنة قوية في تماسك المجتمع وقوته، قال تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربك قديرًا} [الفرقان: 54].
ولما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في غزوة المريسيع، وأسر منهم خلقًا كثيرًا، تزوج السيدة جويرية بنت الحارث – وكانت من بين الأسرى- فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى؛ إكرامًا للرسول صلى الله عليه وسلم وأصهاره، فكان زواجها أعظم بركة على قومها.

كان هذا بعضًا من فوائد الزواج الكثيرة، وقد حرص الإسلام أن ينال كل رجل وامرأة نصيبًا من تلك الفوائد، فرغب في الزواج وحث عليه، وأمر ولى المرأة أن يزوجها، قال تعالى: {وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} [النور: 32]. واعتبر الإسلام من يرفض تزويج ابنته أو موكلته – إذا وجد الزوج المناسب لها – مفسدًا في الأرض. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي].
النية في النكاح:
عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
وبالنية الصالحة التي يبتغى بها وجه اللَّه، تتحول العادة إلى عبادة. فالناس عندما يتزوجون منهم من يسعى للغنى والثراء، ومنهم من يسعى لتحصين نفسه، فالنية أمر مهم في كل ذلك.
فإذا أقبل المسلم على الزواج، فعليه أن يضع في اعتباره أنه مقدم على تكوين بيت مسلم جديد، وإنشاء أسرة؛ ليخرج للعالم الإسلامي رجالا ونساءً أكفاءً، وليعلم أن في الزواج صلاحًا لدينه ودنياه، كما أن فيه إحصانًا له وإعفافًا.
الزواج نصف الدين:
الزواج يحصن الرجل والمرأة، فيوجهان طاقاتهما إلى الميدان الصحيح؛ لخدمة الدين؛ وتعمير الأرض، وعلى كل منهما أن يدرك دوره الخطير والكبير في إصلاح شريك حياته وتمسكه بدينه، وأن يكون له دور إيجابي في دعوته إلى الخير، ودفعه إلى الطاعات، ومساعدته عليها، وأن يهيِّئ له الجو المناسب للتقرب إلى اللَّه، ولا يكون فتنة له في دينه، ولا يلهيه عن مسارعته في عمل الخيرات، فالزوجة الصالحة نصف دين زوجها، قال صلى الله عليه وسلم: (من رزقه اللَّه امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتَّق اللَّه في الشطر الباقي) [الحاكم].
الحُبُّ والزواج:
تنمو عاطفة الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما، وقد نبتت بذوره قبل ذلك أثناء مرحلة الخطبة، وقد نمت المودة والرحمة بينهما وهما ينميان هذا الحب، ويزكيان مشاعر الألفة، وليس صحيحًا قول من قال: إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف. بل إن الزواج المتكافئ الصحيح الذي بني على التفاهم والتعاون والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب الطاهر للحفاظ على المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة، حتى قيل فيما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يُرَ للمتحابَيْن مثل النكاح) [ابن ماجه، والحاكم].
والزواج ليس وسيلة إلى الامتزاج البدني الحسي بين الرجل والمرأة فحسب، بل هو الطريق الطبيعي لأصحاب الفطر السليمة إلى الامتزاج العاطفي والإشباع النفسي والتكامل الشعوري، حتى لكأن كل من الزوجين لباسًا للآخر، يستره ويحميه ويدفئه، قال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187].
وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها.
ولقد اهتمَّ الإسلام بعلاقة الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده وكان حريصًا على أن يجعل بينهما حدًّا معقولاً من التعارف، يهيئ الفرصة المناسبة لإيجاد نوع من المودة، تنمو مع الأيام بعد الزواج، فأباح للخاطب أن يرى مخطوبته ليكون ذلك سببًا في إدامة المودة بينهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل أراد أن يخطب امرأة: (انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [الترمذي والنسائى
وابن ماجه].
ومع ذلك كان حريصًا على وضع الضوابط الشرعية الواضحة الصريحة؛ لتظل علاقة خير وبركة.. وشدَّد في النهي عن كل ما يهوى بهذه العلاقة إلى الحضيض، ونهي عن كل ما يقرب من الفاحشة والفجور؛ فمنع الاختلاط الفاسد والخلوة، وغير ذلك.
ونتيجة للغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية؛ بدأت تنتشر العلاقات غير الشرعية بين الشباب والفتيات قبل الزواج، تحت شعارات كاذبة مضللة، وبدعوى الحب والتعارف، وأن هذا هو الطريق الصحيح للزواج الناجح، وهذا الأمر باطل. ومن دقق النَّظر فيما يحدث حولنا يجد أن خسائر هذه العلاقات فادحة، وعواقبها وخيمة، وكم من الزيجات فشلت؛ لأنها بدأتْ بمثل هذه العلاقات، وكم من الأسر تحطمت؛ لأنها نشأت في ظلال الغواية واتباع الهوى.
تأخُّر سِنِّ الزواج:
بدأتْ ظاهرة تأخُّر سن الزواج تنتشر في بعض البلاد الإسلامية، فارتفع متوسط سن الزواج لدى الشباب، وارتفع متوسط سنِّ زواج الفتيات بشكل غير طبيعي.
ومن المعروف أن الوصول إلى السن الذي يكتمل فيه بلوغ الشباب والفتيات نفسيًّا وعقليًّا وبدنيًّا، يجعلهم أكثر قدرة على تحمل واجبات الزواج، ولكنَّ تأخر الزواج إلى مثل هذه السن يعطِّل الطاقات، وينجرف بها إلى طريق غير صحيح، وربما ساعد على انتشار الفاحشة، كما أن التأخر في الزواج يرهق الشباب والفتيات من أجل حفظ أعراضهم، وردع النفس عن اتباع الهوى.
ويرجع تأخُّر سن الزواج إلى أسباب عديدة، منها ما هو مادي، ومنها ما هو اجتماعي، ومن هذه الأسباب:
– رغبة الفتاة في الزواج من رجل غني، فترفض هي أو وليها كل خاطب فقير أو متوسط الحال، لأنها تحلم بأن تمتلك بيتًا، أو تركب سيارة فارهة، أو تلبس الأزياء الراقية.
– المغالاة في المهر المعجل منه والمؤجل.
– إرهاق الزوج باشتراط فخامة الأثاث وغيره.
– تنازل الزوج عن كل ما جمعه في بيت الزوجية، فالوليُّ يكتبُ قائمة بمحتويات المنزل الذي أعده الزوج؛ ليوقع بالتنازل عنه، فإذا ترك زوجته، ترك المنزل بما فيه، وخرج بمفرده. مع ملاحظة أنه يتنازل عن أثاث البيت بموجب توقيعه على القائمة في مقابل المهر الذي لم يدفعه لها قبل الزواج.
– فقر الشباب، فهناك الكثير من الشباب الذي لا يمتلك مالا، ولا وظيفة، ولا ميراثًا، ولا غير ذلك من مصادر الدخل، فينتظر حتى تتهيأ له سُبُل الزواج.
– انتشار الاعتقاد بضرورة إتمام الفتاة أو الفتى مراحل التعليم؛ فلا يتزوج أحدهما حتى يتم المرحلة الجامعية، وقد يؤخر البعض التفكير في الزواج حتى يحصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه.
– ظروف الدولة الاقتصادية، ومدى توفيرها لفرص العمل، فإذا انتشرتْ البطالة في الدولة أحجم الشباب عن الزواج؛ لعجزهم عن الوفاء بتكاليفه.
– انتشار الرذيلة والفساد؛ حيث يلجأ بعض الشباب في المجتمعات الفاسدة إلى تصريف شهواتهم بطريق غير مشروع، ويترتب على هذا زهدهم في الزواج؛ نتيجة لفهمهم الخاطئ لأهداف الزواج السامية.

جزاك الله كل الخير
وجعله في ميزان اعمالك
ونفع بك وكل التقدير لشخصك الكريم
ولا حرمنا الله جديدك
في امان الله

صدمة للمسيئين .سباق في الغرب على اعتناق الإسلام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى اللهم وسلم على اشرف الانبياء سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
القعدة

الاحصائيات وردود الأفعال التي تناقلتها وسائل الإعلام بعد عرض فيلم "فتنة" وإعادة نشر الرسوم المسيئة إنما باتت تؤكد حقيقة ساطعة مفادها أنه مع كل هجوم يشنه الغرب على الإسلام يزداد شوق الأوروبيين والأمريكيين للتعرف على الدين الحنيف وسيرة النبي الكريم ، فلم تكد تمر ساعات على قيام النائب اليميني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز بعرض فيلمه " فتنة" المسيء للإسلام والقرآن الكريم ، إلا وكشفت صحيفة "دي تليجراف" الهولندية أن نتائجه جاءت عكس ما كان يهدف ويتوقع تماما ، إذ أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم بعدما شاهدوا عبارة ينتهي بها الفيلم تقول :"أوقفوا أسلمة أوروبا" .

ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إن الفيلم الذي بدأ عرضه على شبكة الإنترنت في 27 مارس الماضي ويربط بين الهجمات التي وقعت في الغرب منذ أحداث 11 سبتمبر وآيات من القرآن الكريم نتج عنه أيضا إقبال آلاف الهولنديين على المكتبات في أمستردام لشراء المصاحف الإلكترونية المترجمة مما أدى إلى نفادها من الأسواق بعد ساعات قليلة من عرضه .
أما في الدنمارك التي أعادت صحفها في 13 فبراير الماضي نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" عام 2024 ، فقد أكدت صحيفة " البوليتيكن" الدنماركية في مطلع إبريل أن عدد الدنماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر وأن مواطنا دنماركيا واحدا على الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يوميا كما أن عدد الدنماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دنماركي ، وبعد إعادة نشرها بات عدد المعتنقين الجدد للإسلام في البلاد يتراوح ما بين خمسة وعشرة دنماركيين في الأسبوع الواحد معظمهم من الشباب.

حتى داخل السجون
ومن الأمور التي أدهشت الغرب أيضا بعد تكرار الإساءات هو تزايد أعداد المسجونين من السكان الأصليين الذين يعتنقون الإسلام ، حيث أنه لم يخطر ببال الغرب يوما أن تنطلق من داخل السجون الأوروبية وا لأمريكية موجة إسلامية جديدة أقوى من مثيلتها خارج القضبان.
إقبال اليهود أيضا على اعتناق الإسلام
ولعل من اللافت للنظر أيضا في الحملة المسعورة التي يشنها الغرب ضد الإسلام هو تزايد إقبال اليهود علي اعتناق الإسلام ، حيث كشفت صحيفة " معاريف " الإسرائيلية في مارس الماضي أن المنظمات اليهودية الفرنسية أرسلت بتقارير مكثفة إلي الوكالة اليهودية الدولية من أجل التدخل فيما أسمته بالإقبال اليهودي الكبير علي اعتناق الإسلام ، بعد أن أكدت الإحصائيات أن 80% ممن دخلوا حديثا في الإسلام من المواطنين الفرنسين كانوا من اليهود وهو الأمر الذي رأت المنظمات اليهودية أنه يهدد كيانهم وبشدة.
القعدة

إذن يتأكد مما سبق أنه بعد كل حملة إساءة يتضاعف عدد معتنقي الإسلام ولعل من الضروري هنا الإشارة إلى أنه بعد الحملة الشرسة علي الإسلام عقب أحداث 11سبتمبر 2024 الشهيرة ازدادت مبيعات الكتب الإسلامية وازداد الإقبال عليها، كما ازداد عدد معتنقي الدين الإسلامي حيث وصل عدد المسلمين في أمريكا حسبما أشارت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إلي قرابة 11 مليون مسلم، وفي أوروبا وصل العدد ما بين 20 إلي 25 مليون مسلم .
والخلاصة أن صورة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ستبقى مشرقة مهما حاول المشككون تشويهها، وكذلك سيبقى نور القرآن الكريم مضيئاً براقا مهما حاول الملحدون الإساءة إليه ، حيث يقول المولى عز وجل :" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " ( التوبة ) ، " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " (الأحزاب ) ، صدق الله العظيم .

بارك الله فيك
جزاك الله خيرا في ميزان حسناتك
بارك الله في اصلكم الطيب اخواني
وبشكر مروركم…شرفتوني

حكم عمل المرأة في الإسلام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكم عمل المرأة في الإسلام

الشيخ و علامة

متولي الشعراوي

رحمه الله

بارك الله فيك

" ما طاب لكم " . ورقة في مجتمعية الإسلام : 2024.

(1) :
… : " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا " .
توطئة :
الآية جزء من سورة النساء ، وهذه سورة – بحسب علم أسباب النزول – مدنية ، كما أنها " أطول " سور القرآن !!! بهذا ، سنكون أمام " تنظيم " مجتمعي يتأسس لدى قوم سبق أن " تأسسوا " عقدياً عبْر السور المكية .
سنرى أن " وظيفة " السورة :
– بناء " الأفراد " المسلمين ،
– بناء " المجتمع " المسلم ،
– حماية " الأفراد " المسلمين ،
– حماية " المجتمع " المسلم .
ستؤسس السورة الكريمة الكيفية التي ارتضاها الله تعالى لإنشاء " المسلمين " بحسب " التصور " الإسلامي الذي هو " إلهي " ، وما ينتج عن هكذا تصور من " قيم " و " عادات " ستظهر في " سلوك " الفرد … وهو ما يعرف بـ الأخلاق ، ثم في سلوك الجماعة … وهو ما يعرف بـ السياسة . فالإسلام لا يقيم أجزاءً مبعثرة دون رابط ، بل هو يقدم الجزء ليَكمُلَ به الكلُّ … " صنع الله الذي أتقن كل شيء " .
وبقدر ما سيؤسس الإسلام ، عبْر آيات هذه السورة الكريمة ، للتصورات ، ومن ثم للقيم والعادات ، ومن ثم للسلوك فردياً كان ( = أخلاق ) أو مجتمعياً ( = سياسة ) ، فإنه سينبه إلى " التكاليف " التي ستكون ليَحسن أداءُ هذا المراد الإلهي ، كذلك سينبه المسلمين إلى مسالك الأعداء ، أعدائهم / أعداء الدين الجديد / أعداء الله ، عبر كشف / فضح وسائل هؤلاء ودسائسهم . وبنفس القدر ، سيبين الإسلام ، لزومَ ما يلزم كتقوية لمعتقد المسلمين ، ما في معتقدات الأعداء من زيف وبطلان وتحريف ، وما في وسائلهم من خسة وغدر ونذالة .
ولكي يقوم المسلمين بصورة هي مراد الله عز جل ، سنرى أن السورة الكريمة تفعل الآتي :
– محو كل ملمح يمت ، ولو من بعيد ، بصِلةٍ للجاهلية والجاهليين ، رغم أن " المسلمين " عاشوا وسط هؤلاء ، وعايشوهم !!! .
– إعادة " تكييف " الفرد المسلم بحسب الأنموذج الجديد الذي هو مراد الله تعالى من إنزال هذا الدين الخاتم المهيمن .
– بث الوعي ، والثقة ، في نفس المسلم الجديد في " هُويته " التي ستمثل – بَعدُ – كيانه المفارق لغيره على غير صعيد : الكفار ، وأهل الكتاب … بل وحتى من سيكون " مسلماً " لكن " بين بين " فيما سنسميهم المنافقين !!! !!! !!! .
من خلال آيات هذه السورة الكريمة ، سيلاحظ " من كان له قلب " كمَّ التصوراتِ الجاهلية ، والجاهلة ، التي جهدَ الإسلامُ لمحوها وهو يؤسس للمجتمع المسلم الجديد الذي سيكون جديداً جدةً بقدر ما هي كاملةٌ ، بقدر ما هي جادةٌ … إذ لا وسط في الاعتقاد ، ولا في للتصورات ذات التعلق بما هو اعتقاد .
سينتهي الأمر بوضع " القيم " الجديدة بعد إزاحة " القيم " القديمة التي هي " سمات " المجتمع الذي جاء الإسلام ليمحوه ، ويضع محله مجتمعاً يرضاه رب الإسلام :
– مفهوم جديد لـ الربوبية ،
– مفهوم جديد لـ الإلوهية ،
– مفهوم جديد لـ التوحيد ،
– مفهوم جديد لـ الإنسان ،
– مفهوم جديد لـ الضعفاء والمساكين ،
– مفهوم جديد للفاحشة ،
– مفهوم جديد للأسرة التي هي مراد الإسلام على الحقيقة من حيث إنها المنشأ الأول ، والأساس ، والأهم ، للفرد الذي هو " نواة " المجتمع المنشود .
لهذا كله سيضع الإسلام تشريعاتٍ ستكون هي " المثال " بكل المقاييس لـ :
– صوْن اليتيم … : " وآتوا اليتامى أموالهم " و … : " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم " لأن الأمر بذلك سيكون : " حُوباً كبيراً " .
– حماية الأنثى / المرأة … خاصة الصغيرة المستضعفة اليتيمة من خلال تشريع يحفظ لها حقها في :

– نفسها ،
– في إرثها ،
– في كسبها … : " وآتوا النساء صدُقاتهن نحلة " و … : " وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون " و : " لا يحل لكم أن ترثوا النساء كَرْهاً " و : " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع " .
يُتبع …

(2) :
العمل :
… : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " .
هكذا تبدأ السورة الكريمة : " يا أيها الناس " و " خلقكم " و " نفس واحدة " و " الأرحام " … وقبل ذلك يتكرر الأمر : " اتقوا ربكم " و : " كان عليكم رقيباً " .
نحن أمام خطاب إلهي لافت في التنبيه على أسس :
– الناس مأمورون بالعلم ،
– الرب / الخالق واحد ،
– الأصل واحد … وهو " النفس " ،
– والمجتمع واحد … وهو " رجالاً كثيراً ونساءَ " .
ومن ثم جاء الأمر الإلهي بتقوى الله ، ومراعاة الأرحام .
… : " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورُباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ، ذلك أدنى أن تعولوا " .
يذكر التاريخ أن اليتيمة تكون في حِجْر وليها ، وتكون شريكةً في مالٍ له ، وينال مالها طمع الولي ، كما ينال جمالها إعجابه وإن تأخر عن الطمع في المال ، فكان الولي يبدي رغبةً في الزواج من اليتيمة ، لكن ببخسها حقها في الصداق ، بحيث لا يعطيها مثل الذي يُعطى لنظيراتها . هنا جاء التشريع : إما أن يتم " القسط " مع هؤلاء اليتيمات ، بحيث تنال الواحدة منهن أعلى سنتها في الصداق ، وإما الانصراف عنها إلى غيرها من النساء … : " ويستفتونك في النساء ، قل الله يفتيكم فيهن ، وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كُتب لهن وترغبون أن تنكحوهن " .
ورواية التاريخ هذه داخلةٌ ضمن " التصورات " و " العادات " و " التقاليد " الجاهلية ، وقد بقيت ، وأثارُها ، في بدايات نشأة المجتمع المسلم ، ذلك المجتمع الذي أشرنا إلى أن رجاله نشأوا وسط هكذا " تصورات " و " عادات " و " تقاليد " ، لكن سيظهر للدارس أن من أوليات الإسلام " محو " مثل هكذا تصورات / عادات / تقاليد ، وذلك عبر النهي عنها نهياً يصل لدرجة التحريم .
الآية موضوع الدرْس تبدأ بـ " وإن خفتم " !!! وهذا خطاب يعبر عن " آلية " مقدسة في الإسلام يتعامل بها ومن أجلها … آلية " الضمير " الذي هو " صوت الله في الإنسان " !!! .
هذا الطرح القرآني يجعل الرجل أمام " ضميره " الذي سيقف به أمام الله يوم القيامة ، ما يجعل القضية ، برمّتها ، قضية " تعامل " مع الله أولاً وقبل أي شيء آخر ! .
ولنا أن نلاحظ أن الكلام بـ " الميثاق الغليظ " تم في موضعين : التوحيد ، والزواج !!! .
كما نلاحظ أن القسط / العدل ، تُرك دون تحديد لا للموضع ، ولا للمجال ، بل تُرك مطلقاً ليشمل كل المعاني ، والصور ، ذات التعلق :
– الصداق / المهر ،
– الرغبة في : الجمال ، المال ، الحسب ، أو النسب ،
– الإقدام على هكذا زواج من غير دافع " نفسي " أو " عاطفي " ، كأن لا يكون للمرأة رغبة ، ويقدم الرجل على الارتباط رغم معوقات كثيرة … كـ فارق السن مثلاً ، ما يعني انتفاء العدل الذي هو قرين " الإرادة " ، ولذا جاء التحذير : " إن الله كان عليكم رقيباً " ! وهنا نميّز بين مستويين اثنين للتعامل الأخلاقي / التشريعي : مقام المشاهدة : " اعبد الله كأنك تراه " ، ومقام المراقبة : " فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " ! والإسلام يربي أتباعه على الانخراط في العمل ، أياً كان ، وهو مسكون بأن الله ، عز وجل ، يراقبه / يراه .
هنا " رخصة " ينصرف عبْرها " الوليُّ " الشاكُّ في قدرته ، أو إرادته ، أن يعدل ، إلى النساء الأخريات : مثنى وثلاث ورباع .
وهنا حكمة ، لزوم الاعتقاد أن الله ، عز وجل ، حكيم ، والحكيم هو من يضع الأمر في موضعه بلا زيادة ولا نقصان .
يُتبع …
(3) :
نحن أمام " إباحة " للتعدد ، لكنها – وهذا هو المهم – متحَفَّظاً عليها قرآناً وسنة !!! :
– أمرَ النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، غيلانَ بنَ سلَمة الثقفي ، وكان عنده عشر نسوة ، أن : اخترْ منهن أربعاً .
– وأمرَ ، صلى الله عليه وسلم ، عُميرةَ الأسدي ، وكان عنده ثمانيَ نسوة ، أن : اخترْ منهن أربعاً .
– وهذا ابن أبي الزياد ، وكان عنده خمس نسوة ، يأمره النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أن : اخترْ منهن أربعاً أيتهن شئتَ ، وفارق الأخرى .
إذا ، نحن أمام " دين جديد " يؤسس لقيم جديدة ، في مجتمع ذي " قيم " و " عادات " راسخة في ناسه أشد من رسوخ الجبال . وما مضى كان مجرد صورة مما واجهه هذا الدين الجديد ! : هناك رجال تحتهم من النساء عشر نسوة ، وربما أكثر ، وربما أقل ! ما يعني أن المسألة أمرٌ متوقفٌ على " مِزاج " الرجل ، بلا ضابط ولا رابط ! فجاء هذا الدين ، وعبْر وحيٍ من الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ، ليُعْلم الكافّة أن هناك " حداً " ، وأن هناك " شرطاً " :
أما الحد ، فألا يتجاوز الرجل حوْز أكثر من أربع من النساء ،
وأما الشرط ، فأن يعدل بينهن .
إذاً ، فالإسلام جاء لا ليطلق زواج الرجل كما شاء ، بل جاء ليحدد ويقيد ، وإلا فقد انتفت الرخصة بحق من أخل بهذين الأمرين ، أو بأحدهما .
نحن نعتقد أن الإسلام دينُ الفطرة ، فارقَ اليهوديةَ بأنه لم يحصر الإنسان ، وهو المخاطَب بالتكليف ، في كونه ، فقط ، " مادة " !!! ، وفارقَ المسيحية بأنه لم يحصر الإنسان ، وهو المخاطَب بالتكليف ، في كونه ، فقط ، " رُوحاً " !!! بل الإنسان ، في التصور الإسلامي ، مادة / جسم وروح ! فراح يبين له ما به تسمو الروح ، ويمنحه ما به يقر الجسم من حاجات المأكل والمشرب والمتعة . ذلك كله إثبات أن التشريع الذي رافق الإسلامَ هو متوافقٌ ، أشد ما يكون التوافق ، مع فطرة الإنسان ، ومع تكوينه ، ومع واقعه ، ومع متطلباته ، ومع ضرورات حياته ، فلا لنكران لفطرة مفطور عليها الإنسان ، ولا تغافل عن واقع يعيشه هذا الإنسان ، ولا غض بصر عن متطلبات هذا الإنسان … هذا كله بلا أية صورة من صور القهر ، وبلا أية صورة من صور العنف !!! فالتشريع الإسلامي ، لما تماهى مع هذا كله ، تمت الاستجابة له معنوياً وحسياً من ذوي الفِطر السليمة … : " فطرة الله التي فطر الناس عليها " .
ليس في الإسلام نكران للجانب الروحاني من الإنسان ، لكن بلا إغراق في الروحانية / المثالية !!! . وبنفس القدر ، فليس في الإسلام نكران للجانب المادي / الحسي من الإنسان ، لكن بلا إغراق في الحسية / المادية .
التاريخ يبين لنا :
– هناك حالات يكثر فيها عدد الصالحات لـ ، والراغبات في ، الزواج عن المقابل لها من عدد الرجال الصالحين لـ ، والراغبين في ، الزواج ! .
والمثير للدهش ، أن غير دراسة / عيّنة مجتمعية انتهت إلى أن هذه النسبة تدور حول الـ 4 إلى 1 زيادة ونقصاناً !!! .
وحال يسعى الإصلاحيون الاجتماعيون لإصلاح هكذا وضع ، فلن يكون أمامهم إلا ثلاثة خيارات :
يُتْبع …
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.سيد آدم القعدة
القعدة
القعدة
ثلاثة خيارات :
القعدة القعدة

(4) :
الأول ، أن يقوم " أمرٌ " ( كقانون قائم في بعض دولنا الـ إسلامية !!! !!! !!! ) فيقصر الزواج على واحدة ، وقد يؤثّم الزواج بالثانية ( هناك تأثيم للزواج بالثانية ، وسماح لـ المخادنة !!! !!! !!! ) . وحال يتم هذا الأمر ، فسيعني وجود امرأة ، أو أكثر بحسب درجة الخلل ، دون زواج ، فلا ، ولن تعرف الزواج .
الثاني ، أن يتزوج الرجل امرأة ، ويقيم علاقة غير شرعية بأخرى ، أو أخريات .
الثالث ، أن يسمح بالزواج بأخرى . وهنا ستكون الزوجة ، بعد الأولى ، قد عرفت الزواج ، والرجل ، في " ضوء الشمس " بلا خطأ ، ولا خطيئة .
وبرأينا ، فإن الخيار الأول صادم للفطرة ، صادم لاحتمال / التحمّل / للطاقة ؛ هو صادم للفطرة من حيث إن الإنسان ذو فطرة نظيفة ، فلا يجب " إحداث " الظرف المجتمعي الذي من شأنه " تقذير " هكذا فطرة . وهو صادم للاحتمال / التحمل / الطاقة من حيث اعتبار " طاقة " المرأة على عدم الاقتران بالرجل .
ونحن في غنى عن مجادلة المنادين أن " تستغني " المرأةُ عن الرجل بالعمل إزجاء لما قد يساورها من " طلب " أو " تمنٍ " !!! … فهذه لا تغني المرأةَ عن نداء فطرتها التي فطرها الله ، عز وجل ، عليها ، والتي تتمثل ، ضمن ما تتمثل ، في مطالب الغريزة / الجسد .
والاحتمال الثاني لن نناقشه ، لأنه يقف بوجه ألفاباء الإسلام عقيدةً وشريعة .
ويبقى الاحتمال الثالث هو ما نقف بصفه ، ولا شأن لنا بمسميات العلمانيين الكارهين لأي تشريع إسلامي .
هذا الاحتمال نرفعه مشفوعاً بالتقييد الذي قيده به الإسلام .
هذا عامل اجتماعي إنساني ، وإلى جانبه هناك العامل الطبي فسيولوجياً وبيولوجياً .
نحن إذا وقفنا بصف الاحتمال الثالث ، فليس هذا بدافع الزواج بأخرى في حد ذاته ، ولا طلباً له بلا ضرورة فطرية أن اجتماعية ، ولا أخذاً به بدافع " الحيوانية " ، أو لمجرد الاقتران بأخرى ليس إلا ، بل الأمر له " قيوده " كما أن له " شروطه " وإلا فإنه سيفقد " حليته " .
انتهى .

دستور المهن فى الإسلام 2024.

دستور المهن فى الإسلام

العمل عبادة
إن غرض الإسلام و هدفه فى الحقيقة ينصب على إصلاح هذه الحياة التى نحياها, وتوفير الأمن والإستقرار وحسن العلاقات فيما بيننا ومقدار نجاحنا فيها فى تحقيق هذا الهدف تكون جائزتنا.
وأهم شئ تقوم عليه هذه الحياة هو العمل… عمل كل إنسان فى مجال من مجالات الحياة ولا يمكن أن تقوم حياة بغير عمل .. كما لا يمكن أن تنتظم بدون عمل طيب متقن, ومن أجل ذلك خلق الله الإنسان وفى طبيعته حب العمل والسعى.. لكى يعيش ويعمر الأرض ويستغل خبراتها ويستخرج كنوزها ومكوناتها, ومع حب الإنسان للعمل والسعى بطبيعته الا أن هناك أيضا فيه حب الخلود للراحة والبعد عن عناء العمل, وإلقاء ثقله وتبعة عيشه على غيره, كما أن فيه إستنكافا لبعض الأعمال واحتقارا لشأنها ولو أطلق العنان للناس لوجدناهم يهملون كثيرا من الحرف والصناعات والأعمال إستنكافا لها … لأن مجتمعهم ينظر إليها نظرة غير كريمة.
إن الاسلام لا يفرق بين عبادة خالصة كالصلاة وبين عمل للحياة وكسب العيش من حيث تقرير ثواب عليه فكل عمل طيب متقن يقوم به إنسان سواء كان خاصا بالعبادة الخالصة أم كان عبادة عن طريق كسب العيش وإثراء الحياة بالإنتاج .. يضع الله النتائج الطبيعية له فى الدنيا ويضع أمامنا الجزاء عليه فى الآخرة كحافز يحمل الإنسان على إجادة عمله وإتقانه مهما يكن نوع هذا العمل.
يقول الله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" (الكهف 30) ويقول الله تعالى فى الجزاء عليه فى الآخرة:"خزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار" (البينة 8) وقال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" (النحل 97) وتشمل الأعمال الصالحة كل عمل طيب وكل سعى حلال يؤديه الإنسان ويشارك به نهضة أمته وتقدمها وتوفير الحياة المنظمة السعيدة لها من بدء تنظيف الشارع إلى القمة .. هذا فى مصتع, وهذا فى مزرعته أو تجارته, هذا فى ديوانه أو فى ميدانه.
وفى السنة النبويه الكريمة نصوصا متعددة تمجد العمل الطيب وترفع درجته وتكرم صاحبه. يقول صلى الله عليه وسلم:
(من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له) عن ابن عباس
(أن الله يحب العبد المؤمن المحترف) عن ابن عمر.
(ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده) عن المقداد.
(لأن يحتطب أحدكم خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) عن أبى هريرة.

ونظر الرسول إلى يد إنسان تورمت من العمل وقبلها وقالالقعدةهذه يد يحبها الله ورسوله). ويقول صلى الله عليه وسلمالقعدة إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا السعى على الرزق) ابن ماجه. وسأل الرسول عن أحد أصحابه وقد غاب عنه فقال له إخوته: هو يصوم النهار ويقوم الليل فقال الرسول: فمن يطعمه ويكسوه؟ قالوا:كلنا يا رسول الله … قال (كلكم خير منه).
ولا يعرف الإسلام ما شاع بين الناس فى وقت من الأوقات من إحتقار بعض الأعمال فكل عمل له قيمته فى نظر الإسلام .. هذا أعطى أجرا والآخر أعطى جهدا .. وقد أوصى الإسلام كلا منهما بأن يتقى الله فيما يبذله للآخر هذا بإعطاء المال دون إجحاف للعامل وذلك بإعطاء الجهد كاملا والعمل متقنا حتى يكون كسبه حلالا طيبا ويصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلمالقعدة رحم الله امراء إكتسب طيبا).

أولا مشكور على الموضوع وبارك الله فيك
وثانيا زلت يدك أثناء كتابة الآية في سورة البينة في حرف الخاء أبدلها جيما أرجو منك أخي في الله أن تصلحها.
حفظك الله.
بارك الله فيك

شاهد كيف يدخل الناس في الإسلام عند معرفتهم الحق 2024.

القعدة

القعدة

شاهد كيف دخل الشيخ يوسف أستس في الإسلام
عندما عرف الحق بعدما كان مبشراً مسيحياً

القعدة

القعدة

بارك الله فيك الاخ…
من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

القعدةالقعدة

بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء.

اللهم ثبت قلبي على طاعتك و حسن عبادتك

صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في جزيرة سَرْدانِيَة 2024.

صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في جزيرة سَرْدانِيَة

جزيرة سَرْدانِيَة[1]:
جزيرة سَرْدانِيَة أو سَرْدِينيَة؛ فهي ثانى أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط من حيث الحجم بعد جزيرة صِقِلِّيَّة، وتُشكل أحد الأقاليم العشرين في إيطاليا، وهي واحدة من خمسة أقاليم منها تتمتع بالحكم الذاتي، وتقع بين إيطاليا، وإسبانيا،وتونس، وجنوب جزيرة كورسيكا، وقد غزاها المسلمون عِدَّة غزوات، وسكنوها على فترات مُتَقَطِّعة؛ حيث لم يَكَد المسلمون يستقرون بها في وقت من الأوقات إلا ويُسْرِع النصارى في استرجاعها.

فقد غزاها ولاة بني أمية على إفريقية المرة بعد المرة، وذكر الذهبي في العبر[2] أنها فُتِحت سنة سبع وثمانين، ونَصَّ ياقوتُ على تَمَلُّك المسلمين لها في سنة اثنتين وتسعين، على يد جيش أرسله موسى بن نصير[3]، وحاول الأغالبة فتحها عقب فتح صقلية[4]؛ حيث غزاها أسد بن الفرات رحمه الله تعالى، وكاد أن يفتحها، فلما كانت سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة أخرج إليها المنصور بن القائم العُبَيْدِي، صاحب إفريقية، أسطولًا من المَهْدِيَّة، عُدَّتُه ثلاثون حربيًّا[5]، بقيادة يعقوب بن إسحاق، فمَرُّوا بجَنَوَة، ففتحوا المدينة، ثم أوقعوا بأهل سَرْدانِيَّة، وسَبَوا فيها، وأَحْرَقوا مراكب كثيرة، وأَخْرَبوا جَنَوة، وغَنِموا ما فيها[6].

وكان قد اسْتَقَرَّ بها ولاة من قِبَل العُبَيْدِيِّين لبعض الفترات، لكن الظاهر أن سيطرتهم عليها ـ أو على قواعد مُحَصَّنة فيها ـ في تلك الفترات كانت مُحْكَمة، حتى أن المُعِزَّ العُبَيْدِي المُلَقَّب بالخلافة قد نزل بها حوالي أربعة أشهر، وذلك في أثناء انتقاله إلى مَقَرِّ الحُكم الجديد للدولة العُبَيْدِيَّة بمصر، عقب توطئة جَوْهَر الصِّقِلِّي الأمور هناك، وبنائه مدينة القاهرة، فانتقل المُعِزُّ إلى سَرْدانِيَة، وأقام بها؛ ليجتمع رجالُه، وأتباعه، ومن يَسْتَصْحِبُه معه، واسْتَخْلَف على إفريقية بلكين ابن زيري بن مناد الصِّنْهاجِي[7].

وقد اتخذ حفيد بلكين المذكور: باديس بن المنصور بن بلكين الصِّنْهاجِي، صاحب إفريقية، الذي حكم بعد وفاة أبيه من سنة ست وثمانين وثلاثمائة إلى سنة ست وأربعمائة من الجزيرة سَكنًا له[8]. وهذا إن دَلَّ على شيء، فإنما يدل على شدة سيطرتهم عليها.

ثم غزا الجزيرة مُجاهِد العامري[9]، صاحب دَانِيَة[10]، وجُزُر البليار، مُنْطَلِقًا من تلك الجزر في سنة ست ـ أو سبع ـ وأربعمائة[11]، فغَلَب على أكثرها، وافتتح مَعاقِلها[12]، ثم اختلفت عليه أهواء الجُنْد، وجاءت أَمْداد الروم، وقد عزم مجاهد على الخروج منها؛ طَمَعًا في تَفَرُّق من يُشَغِّب عليه من جُنْده، فعاجَلَته الروم، وغَلَبَت على أكثر مَراكبه؛ إذ عَصَفَت الرِّيْح بها، وكسرتها على جزيرة سُمِّيَت فيما بعد بجزيرة الشهداء، وقتل العدو من المسلمين خلقًا كثيرًا، وأسروا آخرين، منهم: أخو مُجاهِد، وابنه علي[13]، وكان ذلك في نهاية العام الذي غزا مجاهد فيه الجزيرة[14].

وذكر الحِمْيَري في الرَّوْض المِعْطار[15] أن مُجاهدًا العامِري قد دخلها مرة أخرى سنة تسع وأربعمائة، وافتتح أكثرها، وجَدَّد إحدى مدنها، فأصاب المسلمين فيها جوع ووباء، فخرج عنها بمن معه من المسلمين في سنة عشر وأربعمائة، فهَدَم الروم بعد ذلك مدينته، قال: فهي اليوم خِرابَة.[16]

والمشهور أن سَرْدانِيَة لم تُغْزَ بعد مُجاهِد العامري رحمه الله تعالى، ولكن يحيى بن تميم بن المُعِزِّ بن باديس، الصنهاجي، صاحب إفريقية، الذي اتَّسَم بالعقل، والشجاعة، ومَحَبَّة الفَتْح، كان قد بنى أُسطولًا ضَخْمًا، وغزا به جنوة، وسَرْدانِيَة، وضَرَب على أهليهما الجِزْيَة.[17]

ويذهب الدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله تعالى[18] إلى أن إبراهيم بن الأغلب قد فتحها سنة 809 م، وظَلَّت في يد الأغالبة، إلى أن وَرِثها عنهم العُبَيْدِيِّون سنة 909 م، فبقيت في أيديهم إلى سنة 1003 م حين استولى عليها الأمويون – يقصد من أهل الأندلس – ثم سيطر عليها النصارى، ثم حاول مُجاهِد العامِري استرجاعها سنة 1015 م، ولكن محاولته باءت بالفشل، وهُزم جيشُه من الحِلْف النصراني المُكَوَّن من عدة دول.[19]

ويرى أرشيبالد لويس[20] أن جزيرة سَرْدانِيَة لم تحتلها قوات إسلامية بالمعنى الصحيح، وأنها التزمت ـ وفقًا لتعبيره ـ جانب الحِياد في الصراعات الدائرة للسيطرة على مياه البحر المتوسط آنذاك، ويرى أيضًا أن ما يُقال في شأن سَرْدانِيَة يُقال في شأن جَزيرتي قبرص، وكورسيكا.

وقال الأمير شكيب أرسلان رحمه الله تعالى[21]: قيل لي: إنه يوجد في ولاية غالياري (كالياري) من سَرْدانِيَة قُرى أصل سكانها من العرب.

ــــــــــــــــ
[1] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (3/209).

[2] العبر (1/76).

[3] قال ياقوت: غزاها المسلمون وملكوها في سنة 92 هـ في عسكر موسى بن نصير. انظر: معجم البلدان (3/209). والحقيقة أن تلك الغزوات كانت سريعة، وكانت بقصد الغنائم، والنِّكاية، وليس الاستقرار، ولكن مجاهدًا العامري كان يرمي إلى فتحها تمامًا، وجَعْلها مَوْطِنًا للإسلام. انظر: أطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص295،294) مع التَّحَفُّظ على بعض عباراته.
وقد تحدث أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص166) عن إنشاء شارلمان لأسطول بحري ضخم، بلغ تعداده ألف سفينة، مما أدى إلى ازدهار قوة مملكته في البحر المتوسط، ووفر لقادته من القوات البحرية المتميزة ما جعلها أهلًا لمصارعة القوات البحرية الأندلسية في سبيل السيطرة على المياه الإيطالية ـ وكان ابنه بيبين نائبًا له على إيطاليا ـ واستطاع أسطول شارلمان أن يُحْرِز نصرًا كبيرًا تحت قيادة الكونت أمبورياس قرب جزيرة ميورقة عام 813 م، ولم يقم الأسطول الأندلسي بعده ـ وفقا لما ذكره المؤلف المذكور ـ بغارات على تلك الجزر حتى عام 838 م.
ولكن إطلاق أرشيبالد للقول بعدم وجود غارات في الفترة المذكورة في تلك المنطقة البحرية يَرُدُّه ما سننقله عن المسيو رينو قريبًا من وجود غارة على سردانية في عام820م.
وذكر رينو أيضًا أن في سنة 820م ـ وهو العام الذي توفي فيه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل وتولى ابنه عبد الرحمن الثاني ويوافق في التاريخ الهجري سنة 206هـ ـ سار أسطول إسلامي من تركونة ـ بالأندلس ـ وغزا جزيرة سردانية، فجاء أسطول نصراني لأجل الدفاع عنها، فتغلب الأسطول الإسلامي، وأغرق المسلمون ثمانية مراكب للنصارى، وأحرقوا أيضا مراكب كثيرة. انظر: تاريخ غزوات العرب (ص144ـ146).
وذكر أيضًا أن المسلمين غزوا الجزيرة في عهد محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الذي تولى سنة 858م بعد وفاة أبيه. انظر: تاريخ غزوات العرب (ص158).

[4] قال ابن الأثير في الكامل (4/272): وفي سنة خمس وثلاثين ومائة غزاها عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري، فقتل من بها قتلاً ذريعًا، ثم صالحوه على الجزية، فأُخِذت منهم، وبقيت، ولم يَغْزُها بعده أحد، فعمرها الروم، ثم ذكر ابن الأثير غَزْوَها من قِبَل المنصور إسماعيل العُبَيْدي.
وقوله: إنه لم يغزها أحد بعده قبل أن يذكر غَزْو المنصور العبيدي لها يُفيد أنها لم تُغْزَ بين هاتين الغَزْوَتين، وليس هذا بصحيح؛ فقد غزاها الأغالبة في ولاية زيادة الله الأغلبي بقيادة محمد بن عبد الله التميمي سنة ست ومائتين، أي قبل فتح صقلية، وقد ذكر ابن الأثير نفسه ذلك عند الحديث عن ولايته في حوادث سنة إحدى ومائتين (5/432)، وذكره أيضًا في حوادث سنة ست ومائتين (5/467)، ويضاف إلى ذلك: غزوة أسد بن الفرات رحمه الله تعالى لها عقب فتح صقلية، كما في ترجمة أسد من ترتيب المدارك؛ حيث قال بعد ذكره فتح صقلية: وكان أيضًا قد غزا سَرْدانِيَة، فأشرف على فتحها، وحَسَده بعض من كان معه، فانهزم،انتهى. وانظر أيضًا: تاريخ غزوات العرب لشكيب أرسلان (ص297) نقلًا عن عبد العزيز الثعالبي رحمه الله تعالى.

[5] هذا لفظ الذهبي في تاريخ الإسلام، والظاهر أن المراد به ثلاثون سفينة حربية، والله أعلم.

[6] انظر: العبر (2/18)، وتاريخ الإسلام للذهبي (24/30)، وتاريخ ابن الوردي (1/259)، والبداية والنهاية لابن كثير (11/206)، والقوى البحرية والتجارية لأرشيبالد لويس (ص235،234).

[7] انظر: وفيات الأعيان (5/227).

[8] انظر: الكامل في التاريخ (7/485)، وأعلام الزركلي (2/41)، وهو الذي صَرَّح باتخاذ باديس سردانية سَكنًا، والذي في الكامل أنه لما استقر في الأمر سار إلى سردانية، وأتاه الناس من كل ناحية للتعزية، والتهنئة.
ولعل العُبَيْدِيِّين قد اتخذوا قواعد مَنيعة في سَرْدانية، دون محاولة السيطرة الكاملة على الجزيرة؛ فقد كانت لهم قواعد في كثير من الجُزُر والموانئ، ومنها: قواعد في سواحل سَرْدانِيَة، وكورسيكا. انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص290ـ292).

[9] هو أبو الجيش، مجاهد بن عبد الله، أو ابن يوسف، العامِري بالولاء، مؤسس الدولة العامرية في دانية، وجزر البليار، كان مولى لعبد الرحمن الناصر رُومي الأصل، ولد ونشأ بقرطبة، ورَبَّاه المنصور بن أبي عامر مع مَواليه، فنُِسب إليه ، وكان من أهل الأدب، والشجاعة، والمحبة للعلوم وأهلها، وكانت له هِمَّة، وجَلادة، وجُرأة، فلما جاءت أيام الفتنة، وتغلبت العساكر على النواحي بذهاب دولة بني أبي عامر، قصد هو فيمن تبعه الجزائر التي في شرق الأندلس، وهي جزائر خصب وسعة، فغلب عليها، وحماها، ولما استولت النصارى على سَرْدانية عاد مجاهد إلى الجزائر الأندلسية التي كانت في طاعته، واختلفت به الأحوال، حتى غلب على دَانِيَة، وما يليها، واستقرت إقامته فيها، وكان من الكرماء على العلماء، باذلًا للرغائب في استمالة الأدباء،وقد أَلَّف في العَروض كتابًا يدل على قوته فيه، ومن أعظم فضائله: تقديمه للوزير الكاتب أبي العباس أحمد بن رشيق، وتعويله عليه، وبسطه يده في العدل، وحُسْن السياسة، وكان موته بدانية في سنة ست وثلاثين وأربع مائة. انظر: جذوة المُقْتَبِس للحُميدي (ص352ـ354)، وبُغْيَة المُلْتَمِس للضبي (ص473،472)، والذَّخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام (5/22ـ24)، ومعجم الأدباء لياقوت (1/81،80)، والأعلام للزركلي (5/278)، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص295،294).

[10] دانِيَة ميناء هام في شرق الأندلس يقوم في رأس مثلث بارز في البحر، وركناه الآخران هما لقنت، ومرسية، وقد استغل مجاهد العامري رحمه الله تعالى هذا الموقع الجغرافي الحيوي الذي سيطر عليه في جزر شرق الأندلس، فقام بغارات بحرية واسعة على كل شواطئ فرنسا وإيطاليا، مُنْطَلِقًا من جزر البليار، وسردانية إبَّان سيطرته عليها، ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، حتى ذاع صِيْتُه، وصار اسمه رعبًا لكل بلاد سواحل أوروبا، وصارت له اليد الطُّولى في الحوض الغربي للبحر المتوسط. انظر: معجم البلدان (2/434)، والروض المعطار (1/232)، وأطلس تاريخ الإسلام (ص295،294).

[11] وقع في تاريخ ابن خلدون (1/254) أن ذلك كان في سنة خمس وأربعمائة.

[12] ليس في المصادر التاريخية ذكر لوجود الصنهاجيين في الجزيرة حين دخول مجاهد لها، مع أنه قد مَرَّ معنا أن باديس بن المنصور بن بلكين الصنهاجي، صاحب إفريقية، المتوفى سنة ست وأربعمائة، قد اتخذها قاعدة لحُكْمه، والملاحظ أن عام وفاته هو نفس العام الذي دخل فيه مجاهد الجزيرة، فلعل الروم قد استولوا على الجزيرة عقب وفاته، فجاء مجاهد لانتزاعها منهم، أو أن باديس المذكور كان قد رحل عنها قبيل وفاته، والمعروف في ترجمته أنه قد تُوفي فجأة، ودُفِن بالقيروان، فالله أعلم.

[13] انظر: فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم (ص226،225)، والكامل لابن الأثير (4/272)، والمغرب في حلى المغرب لابن سعيد المغربي (2/401)، والروض المعطار للحميري (1/315،314)، وأعلام الزركلي (5/278).

[14] استغرق فَتْحُ مُجاهد للجزيرة نحو ثلاثة أشهر، حتى تَمَّ له فَتْح جميع الجزيرة، فأفزع ذلك الجمهوريات الإيطالية، ودعا البابا إلى حملة صليبية لإخراج المسلمين من الجزيرة، وتطوع الكثيرون في الحملة التي انطلقت في سنة ثمان وأربعمائة من الهجرة، وهذا يُفيد ـ بحسب هذه الرواية التي ذكرها الدكتور حسين مؤنس ـ أن سيطرة مجاهد على الجزيرة قد دامت ما يزيد على العام. انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص295).
والمعروف أن النصارى استرجعوها في نفس العام كما مَرَّ، وعَبَّر عن ذلك ابن خلدون في تاريخه (1/254) بقوله: وارْتَجَعها النصارى لوقتها.

[15] (1/314).

[16] قال الدكتور حسين مؤنس في أطلسه (ص295): يقال: إنه عاد إلى غزو سردانية سنة 410، ولكن ذلك غير ثابت،انتهى. ويذهب أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص314،313) إلى أن أسطول مجاهد العامري هاجم سردانية سنة 1015 م، وحاول احتلالها، وعاد بعد استيلائه على غنائم عظيمة، وأنه سار إلى سواحل إيطاليا، وأغار على مدينة لوني، وما حولها من المناطق الساحلية، وأن أهل جنوة وبيزا تعاونوا ضده، فهزموه قرب سردانية، وأخذوا في العام التالي يعملون على طرده من الجزيرة.

[17] انظر: الأعلام للزركلي (8/139). وليس في المصادر المتوفرة بين أيدينا ما يُعَضِّد كلام الزركلي المذكور أعلاه، ولكن وقع في المُغْرِب لابن عذاري أن يحيى بن تميم جَرَّد في سنة 503هـ من أُسْطوله خمسة عشر غُرابًا للغزو في بلاد الروم، فأُصيب منها ستة، وعادة البَقِيَّة إلى المَهْدِيَّة، وأن أسطول المهدية قد وصل في سنة 507هـ بسَبْي كثير من بلاد الروم، فسُرَّ بذلك يحيى بن تميم، والمسلمون، فالله أعلم.

[18] في كتابه المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص155)، وعنه: الأقليات الإسلامية في أوروبا لسيد عبد المجيد بكر (ص105). وقد نقل المصدر الأخير عن الأول أن الحكم الإسلامي في الجزيرة قد دام أكثر من قرنين، وأن الإسلام انتشر خلالها في الجزيرة، وأن في نهاية الحكم الإسلامي لسَرْدانِيَة قد حَكَمَها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التَّحالُف النَّصْراني المُكَوَّن من دولتي: بيزا[18]، وجنوة ـ والذي سيطر في النهاية على الجزيرة ـ قد قام باضطهاد المسلمين فيها، وشَنَّ حَرْب إبادة عليهم، فكَثُرت الهجرات الإسلامية منها، وخَلَت الجزيرة من المسلمين،انتهى مضمون المنقول، ولا يوجد في المصدر المنقول عنه بعض ما نَقَل، فلزم التنبيه.

[19] ذكر أرشيبالد لويس في كتابه القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص371) أن تحالف من جنوة، وبيزا قد استولى بتشجيع من البابا لاون التاسع على جزيرة سردينيا سنة 1050 م. وكان قد ذكر (ص322) أن أساطيل جنوة والبندقية هي التي أخرجت مجاهدًا من الجزيرة، ولعل هذا سبق قلم، فالمشهور بيزة، لا البندقية.

[20] القوى البحرية والتجارية في البحر المتوسط (ص237).

[21] تاريخ غزوات العرب (هامش ص141).

شكرا لك و جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد و القيم
بارك الله فيك

القعدة

موضوع للمتابعة مشكور اخي وائل على المجهود
لك التحية

ههههههه omar/b

القعدة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووور
القعدة

شكرآآ وبـــــــــــــــ الله فيك ـــــــــرك

القعدة
وجزاك كل الخير
القعدة
على المعلومات

بانتظــار الجديد والمزيد من مواضيعكـ الرآئعة
القعدة
تحيـــآتيـ

القعدة
القعدة

المرأة بين عز الإسلام وذلّ الجاهلية المعاصرة 2024.

المرأة بين عز الإسلام وذلّ الجاهلية المعاصرة

ايها الاخوة والاخوات
واخص بالذكر نساء المنتدى
فهاهي مسلمة من المسلمات تكتب موضوعا انقله هنا للفائدة لتكون قدوة لنسائنا فهكذا يجب ان تكون المسلمة تفكر علىاساس الاسلام وساترك لكم الحكم على موضوعها ولتعلموا ان الامة لن تخلوا من مبدعين رجالا كانوا ام نساء.


الحمد لله رب العالمين، نحمده حمداً طيباً مباركاً أن جعلنا من المسلمين، القائل في محكم التنـزيل ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء 1]، والصلاة والسلام على خير البشر وسيد البدو والحضر القائل: «تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي».

إن الباعث الحقيقي لأن ننظر إلى واقع المرأة المسلمة، في الأمس القريب زمن وجود الدولة الإسلامية وفي ظل مجتمع يحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله، هو مقارنته بالواقع الذي تعيشه المرأة المسلمة حالياً في مجتمعات غير إسلامية تحكم بغير كتاب الله وسنة رسوله، وتطبق قوانين الكافر المستعمر صاحب السيادة والريادة حيث يصول ويجول دون رقيب ولا حسيب.
فماذا قدم الإسلام للمرأة؟ وماذا قدمت المرأة للإسلام؟ وما هي حالها بعد زوال دولة الإسلام؟ وماذا يكيد لها أهل الكفر في كل بقاع الأرض؟
لقد رفع الإسلام من مكانة المرأة منذ أن أشرق فجر الإسلام فأكرمها حين أذلها أهل الكفر، وصان عرضها حين داسه أهل الكفر والجاهلية قديماً، فأعطاها حقوقها كاملةً حين لم تكن إلا سلعةً ومتعةً لأهل الكفر، وحافظ على تلك المكانة التي أعظم بها المرأة ورفع من شأنها من خلال الدولة الإسلامية التي كانت تصون أعراض المسلمين وتذود عنها، وكان خليفة المسلمين يجيِّشُ الجيوش من أجل شرف امرأة وعرضها. وفي ظل هذه الكرامة والمجد العظيم شاركت المرأة في الحياة، وكان لها دور كبير لا يمكن أن ينسى أو يهمل على مر العصور.
لقد كُرِّمت المرأة في ظل الإسلام وفي كنف سلطانه فقدّمت من أجل إعزاز دين الله الكثير الكثير… ابتداءً بأم المؤمنين خديجة الكبرى كيف صحبت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودافعت عنه وصدقته حين كذَّبه الناس وكانت له عوناً وسنداً في دعوته إلى الله، ومن بعدها عائشة وزيرة صدق لرسول الله، وسمية أول شهيدة في الإسلام، ونسيبة بنت كعب التي قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة» عندما دافعت عن رسول الله وثبتت أمام الكفار في أحد، نِعمَ المجاهدة المطبِّبة المؤمنة التقية النقية هي، وخولة بنت الأزور، وهند بنت عتبة، وصفية بنت عبد المطلب، والخنساء رضي الله عنها التي عرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان الجاهلية، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، حتى وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: «إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابن أب واحد وأم واحدة، ما خَبث آباؤكم، ولا فُضِحَت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته» هؤلاء المجاهدات الصابرات الحافظات القانتات وغيرهن الكثيرات سُطِّرت سيرتهن بماء الذهب في تاريخ الإسلام العظيم. هكذا كانت أمهاتنا، وهكذا كان الإسلام عظيماً، فعظمت معه المرأة، فأنعم بهن من نساء أكرمهن الإسلام، ورفع من شأنهن، وحمى أعراضهن، ودافع عن شرفهن، فحافَظنَ على دينهن وتمسَّكنَ به أكثر فأكثر، واعتصَمنَ بحبل الله جميعاً وهنَّ على ثقة بأنَّهنَّ بالإسلام العظيم وصَلنَ لهذه الدرجة العليا.
وبقيت المرأة شامخةً كريمةً عزيزةً مصونةً بعزِّ الإسلام وحامية بيضة الإسلام دولة الخلافة على مدار أربعة عشر قرناً من الزمان.
ولكن عندما أصيب الإسلام في المقتل، كانت الرصاصة مباشرة إلى قلب الإسلام، فسقطت حامية بيضة الإسلام العظيم دولة الخلافة سنة 1342هـ – 1924م.
فماذا خسرت المرأة المسلمة من سقوط دولة الخلافة وانتهاء الحكم بما أنزل الله، وتنحية الشرع جانباً ووضعه في سجون الاتهام بالرجعية والتخلف؟؟
إن حالها توافق حال امرأة كانت تعيش في بيتها تحيط بها جدرانه من كل ناحية قوية ثابتة لا يستطيع أحد أن يقتحمه عليها عنوة تعيش بهدوء وسلام وأمن وطمأنينة مع زوجها وأبنائها، وبينما هي كذلك يتسلل العدو الكاره الحاقد متخفياً في ثياب الصديق المحب الودود، فيشرَعُ في نقض عرى البيت عروةً عروةً، وهدمه حجراً حجراً، إلى أن هدم البيت بأكمله، وقتل الزوج الذي يصونها ويحميها، وصارت تلك المرأة في العراء لا تعرف كيف تستر نفسها، ولا كيف تحمي أولادها، ولا يوجد من يرعاها ويدافع عنها، وصار كل من حولها يريد الحصول عليها بأي ثمن، ويريد أن يرى تلك المرأة التي كانت كاللؤلؤة في المحارة لا ينظر إليها أحد، ولا يستطيع أن يبطش بها أحد، كل منهم يريدها لنفسه، يريدها سافرةً ظاهرةً للعيان، يتهافت إليها القاصي والداني من كلاب البشرية، فما أصعبها من حال آلت إليه تلك المرأة.
هذا ما حصل لك أيتها المسلمة عندما سقط البنيان العظيم، وهدم على يد أهل الكفر، وأبعدوا راعيَ البيت وربَّ الأسرة عن صون عرضك وكرامتك، من لو استصرَختِهِ واخليفتاه لقالها مدويةً مجلجلةً تهز عروش الطغاة: لبيك أمَةَ الله.
قالوا مراوغين: إن الإسلام حبسها بأحكامه وقيَّدها بشروطه وضيَّق عليها الخناق، ولم يعطها حريتها فتفعل ما تشاء وتقوم بما تحب ولا تقوم بما لا تحب… قالوا لماذا تفرضون عليها أحكاماً وحراماً وحلالاً؟ دعوها تعيش دعوها بحريتها، قالوا لمَ هذا الحجاب؟ إنه يضايقها ويقيدها، شعرها جميل لمَ تخفيه؟، فخلعوا عنها حجابها، خلعوا عنها إسلامها، خلعوا عنها حكم الله في حقها: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور 31] واعتَبَروا كل من ترتدي الحجاب هي متهمة بالتخلف والرجعية، وأضافوا كذبتهم الجديدة "إرهابية" وما حدث في دول الاتحاد الأوروبي ليس عنكم ببعيد. ثم لماذا هذا الجلباب؟ فلتخلعه عنها، أجسدها منظره منفر لدرجة أن تخجل منه؟ لا بل هي الجميلة، فبكلمات مزخرفة أزالوا عنها ثوب العفاف والطهر وأمْرَ ربِّها ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب 59] فاستباحوا جسدها واستعملوه سلعة لترويج البضائع وإشباع الشهوات، فصارت تعيش لا تأمَنُ على نفسها في بيتها، في الطرقات، في كل شؤون حياتها. هذا ما آلت إليه حالها.
والمصيبة الطامة وجود نساء ساذجات تعبد الله على حرف، تتنازل ببساطة ويسر عن دينها، وتقبل بأن تَذِلَّ وتهان، سبحانك اللهم تستر النساء ويهتِكْنَ سترك لهنَّ بأيديهن، عفوك ربي إن قومي لا يعلمون.
وهناك أخوات أُجبرنَ على حياة الذل والمهانة وتلويث الشرف والعِرض، ولا حامي لهن ولا يوجد من يذود عنهن أو يدافع عن كرامتهن التي انتهكت، وهنَّ كثر فانظروا إليهنَّ في العراق، وأفغانستان، والشيشان، وفي كل مكان لا يطبَّق فيه شرع الله، إنهن مسلمات قابضات على الجمر، قابضات على دين الله، ويتحملن المشاق والتضييق عليهن ولكنهن يصبِرنَ ويتحمَّلنَ في سبيل الله.
كل هذا يحدث للمسلمة، لماذا المسلمة بالذات؟ لماذا هذه الحرب الشرسة عليها باسم الحرية؟ لماذا هذه الهجمة الدنيئة على المسلمة باسم المساواة؟ أتعلمين أختي المسلمة لماذا أنت فقط؟ لأنك تقولين ربِّيَ الله، وليس ربي ما تفترون، فقط لأنك تقولين لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقط لأنك تسجُدين لله ولا تسجدين لشهواتهم وأفكارهم العفنة، فقط لأنك تنتهين عمّا حرم الله في زمنٍ فيه نساء أهل الكفر عارياتٌ وضيعاتٌ يبِعْنَ أنفسهن بثمن بخس على قارعة الطريق.
ومما يزيد الطين بِلة حال من احتسبوهم على المسلمين حكاماً، ووَلَّوهم أمر المسلمين، وجعلوهم رعاة بل هم الرعاع والله، فها هم الحكام المرتمون بأحضان الغرب، الموالون لسياسته، والخاضعون لإرادته، والمنفذون لأهدافه، يفعلون ما يطلبه منهم، ويقدِّمون له الولاء والسمع والطاعة.
إن الغرب الكافر الذي عمرانه على دمار الآخرين، الذي يغذي جسمه من دماء المقهورين، والذي لم يَبْنِ جنته المزعومة، التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، إلا من استعباد الناس واستغلالهم واستعمارهم، ومص دمائهم، ونهب خيراتهم… فكيف يكون الدواء وهو الداء بعينه؟!
ثم إن الغرب نفسه، وعلى أرضه، يدَّعي أنه يحيا برفاهية وغنًى وكفاية وحرية مزعومة… يعيش تفككاً أسرياً، وانحلالاً خلقياً، وانحطاطاً في القيم، وغرقاً في الشهوات، واختلاطاً في الأنساب سببه زنا المحارم، ووفرةً في الجرائم تدل على شذوذ خلقي وفراغ روحي وقلق نفسي… فلننظر على سبيل المثال إلى روسيا فيما أوردته قناة Bbc العربية: «تشير بعض التقارير المستقلة إلى أن الكثير من الرجال القادرين على العمل في روسيا حالياً إما يعانون من البطالة، أو يتواجدون في السجون، أو يدمنون على الكحول. فمن بين 20 مليون رجل قادر على العمل نجد مليون رجل في السجون، و4 ملايين يخدمون في القوات المسلحة، و5 ملايين يعانون البطالة، و4 ملايين من المدمنين على الخمر، ومليون يدمنون تعاطي المخدرات. كما أن حوالى 60% من إجمالي السكان في روسيا هم من المسنين والأطفال المعاقين».
هذه هي حال بلد حضاري، وما خفي كان أعظم. كما أنه يعيش في بهيمية واضحة بحق نفسه، وبحيوانية شرسة بحق غيره، والدليل على ذلك ما أوردته قناة العربية بخصوص الشُوَّاذ جنسياً حين قالت: «وضعت دول غربية مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا قضية الشوّاذ جنسياً في العالم العربي على أجندة المحادثات مع المسؤولين العرب في السنوات الأخيرة، لدرجة أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تدخل شخصياً لصالحهم في مصر، فيما تَفِدُ إلى العراق جمعيات أميركية لدعمهم هناك – كما ذكرت تقارير صحفية نشرتها صحف ومواقع إخبارية أجنبية».

وتقول وكالة أسوشيتد برس إن «مشاعر المواطنين في المنطقة العربية إزاء الشذوذ الجنسي مؤكد أن الناس ينظرون إليه باعتباره انحرافاً خطيراً تقف وراءه مؤامرات أميركية إسرائيلية لتحطيم الإيمان وتشويه معالم الدين لديهم» وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنهم يريدون أن ينقلوا عفن حضارتهم إلى المسلمين بأي وسيلة ممكنة.
هذا بالإضافة إلى حال بريطانيا الدولة العظمى حيث أوردت قناة العربية عن صحيفة التايمز اللندنية في 25/7/2017م: (كنيسة بريطانية تبارك زواج رجال الدين الشوّاذ: «تمنح كنيسة بريطانية مباركتها للزواج بين رجال الدين الشوّاذ جنسياً الراغبين في دخول عقد شراكة مدني». إلا أن الكنيسة البريطانية ترفض منح هذه الشراكة الزوجية المدنية صفة "العلاقة الزوجية الرسمية" كما أنها ستطالب رجال الدين الشوّاذ الراغبين بالزواج الحفاظ على طهارتهم أي علاقة زوجية "بلا ممارسة جنسية". وكان أسقف "نوريتش" قد أشرف على إعداد هذا الحل بالنسبة لرجال الدين الشوّاذ. كما يذكر أن المجمع الإنجيلي العالمي منقسم حول فكرة زواج رجال الدين الشوّاذ، ووصل إلى حافة الانشقاق بعد انتخاب أول أسقف شاذ جنسياً، ريف روبنسون في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يجري احتفال رسمي بأول زواج لرجال دين شوّاذ في ديسمبر/ كانون أول القادم. وكان جاك سبونغ، أسقف أبرشية تابعة للكنيسة الأسقفية البروتستانتية وهي أبرشية "نيووراك" في أميركا، قد أعلن مؤخراً بعد تقاعده أن "نصف الأساقفة الكاثوليك شاذون جنسياً"). هذا نتاج فساد حضارتهم الغربية وهذه حالهم، فأي دول عظمى تلك التي تعيش في وحل الشواذ ومستنقع الانحطاط الخلقي.
فكان حقاً على المسلمين أن يختاروا الإسلام، ويلفظوا حضارة الغرب التي ابتلعوها ولكن لم يهضموها في يوم من الأيام. وإذا ما تذكروا أيامهم الخوالي يوم كانوا متمسكين بالإسلام، كانوا خير أمة أخرجت للناس، وإن المسلمين لم يتأخروا عن مقدمة الركب إلا يوم تخلوا عن الانقياد لأوامر الله في شؤون حياتهم كافة. ووالله الذي لا إله إلا هو، لو قارنا بين أحكام الإسلام وما تحمله من رحمة وهداية، وبين تعاليم الغرب وما تفرضه من شقاء وغواية، لوجدنا البون شاسعاً، وأننا نترك عزنا للذل والصغار.
كما أن العالم كله، وأوله الغرب، بحاجة ماسة إلى الإسلام لينقذ نفسه مما يتردى فيه، بل قل مما أرداه به الفكر الغربي والحضارة الغربية. هذا ما يدركه الغرب ويجن جنونه له، ويكيد للمسلمين كيداً عظيماً، ويمكر مكراً تزول منه الجبال، ولعله يتمخَّض عن كيدهم هذا وعي المسلمين على إسلامهم بشكل يجعلهم أهلاً لحمل الإسلام إلى العالم كله.
أما أولئك المغرضين من دعاة تحرير المرأة كفاهم كذباً ونفاقاً، أي تحرير يريدون للمرأة المسملة، تحرير من إسلامها ومن شرفها ومن كرامتها، أهذا ما يبتغون؟ فلا والله فإن نساء المسلمين كريمات بإسلامهن، عزيزات بعقيدتهن، ويعلمن المخطط جيداً وما يُرمى إليه. فلا وألف لا، لسن ممن يبِعْنَ الشرف بالرذيلة، والعزة بالمهانة، والكرامة بالذل. لسن كما تريدون، ولسن كما ترغبون، بل هن كما يريد من خلق وهو العليم الخبير. إنهن بإذن الله صابرات ثابتات على دينهن، عاملات لإقامة شرع الله في الأرض من جديد، لتعود العزة والكرامة ولا يكون لأمثالكم عليهن سلطان. وإن فجر الخلافة لناظره قريب، فمهلاً يا دعاة التخريب، سيأتي اليوم الذي تندمون فيه على ما قدمتم، فإمام المسلمين وخليفتهم نسمعه من بعيد يثبتهنَّ ويشد من أزرهن: «أيا نساء المسلمين صبراً، فإن كرامتكن وأعراضكن معلقة في عنقي، وإني بإذن الله لموفٍّ، وإن الله ناصر عباده المخلصين، فاصبرن واحتسبن».
فيا خليفة المسلمين ويا إمامنا، هن الصابرات بإذن الله لم ولن يحِدْنَ عن طريق رسول الله وأمهات المؤمنين اللواتي سبقتهن إلى الإسلام، وهن على ثقة بنصر من الله عظيم ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم 4].
أيا خير أمة أخرجت للناس هل من معتصم؟ أيا راعيَ الرعية ويا حاميَ الحمى، أيا خليفةَ المسلمين، أزمانك عنا ببعيد؟ واخليفتاه، واغوثاه.
اللهم إنا مغلوبون فانتصر، اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
اللهم إنا نسألك ما وعدتنا: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور 55].

مشكووووووووور
خويآآآآآآآآآآ
موسى
المراة عطاها الاسلام و ربي من قبل حقهااآآآآآآآ
و اعزها و رجعلاها كرامتها
و الحمد الله اننا مسلمون
تقبل مروري

مشكووووووووور
خويآآآآآآآآآآ
موسى

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
مشكووووووووور
خويآآآآآآآآآآ
موسى
المراة عطاها الاسلام و ربي من قبل حقهااآآآآآآآ
و اعزها و رجع لها كرامتها
و الحمد الله اننا مسلمون
تقبل مروري
القعدة القعدة

الحمد الله مشكور يااختي Smily girl على مرورك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
مشكووووووووور
خويآآآآآآآآآآ
موسى
القعدة القعدة

وانا اشكرك على مرورك الطيب

فعلا لقد كرم الاسلام المراة

القعدة
تقبل مروري

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
فعلا لقد كرم الاسلام المراة

القعدة
تقبل مروري

القعدة القعدة

اشكرك على مرورك

من صور عناية الإسلام بالمرأة 2024.

العناية بالمرأة في العرض والكرامة:
جعل الشرع للحفاظ على ذلك أحكامًا كثيرة، منها:
1 ـ القرار في البيوت:
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33].
قال القرطبي: "معنى هذه الآية: الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخصُّ جميعَ النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة"[1].
2 ـ الأمر بالحجاب:
قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب:59].
قال ابن عطية: "لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكنّ يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن؛ أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأمرهن بإدلاء الجلابيب ليقع سترهن، ويبين الفرق بين الحرائر والإماء فيعرف الحرائر بسترهن"[2].
قال: "وقوله: {ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59] أي: على الجملة؛ بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء، فإذا عُرفن لم يقابلن بأذًى من المعارَضَة[3] مراقبةً لرتبة الحرية، وليس المعنى أن تُعرف المرأة حتى يعلم من هي"[4].
3 ـ النهي عن التبرج:
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33].
قال الشيخ ابن باز: "ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة، لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذِّر أمهاتِ المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة"[5].
4 ـ الأمر بغض الأبصار وحفظ الفروج:
قال تعالى: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:31].
قال ابن كثير: "هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرةً منه لأزواجهن عبادِه المؤمنين، وتمييزٌ لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات"[6].
قال الشيخ ابن باز: "فأمر المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج كما أمر المؤمنين بذلك صيانةً لهن من أسباب الفتنة وتحريضًا لهن على أسباب العفة والسلامة"[7].
5 ـ النهي عن إظهار الزينة لغير المحارم:
قال تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31].
قال ابن كثير: "أي: لا يظهرن شيئًا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: (كالرداء والثياب) يعني: على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلِّل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه"[8].
قال الأستاذ سيد قطب: "والزينة حلالٌ للمرأة تلبيةً لفطرتها، فكلُّ أنثى مولعةٌ بأن تكون جميلةً وأن تبدوَ جميلة، والزينة تختلف من عصر إلى عصر، ولكن أساسها في الفطرة واحدٌ هو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله وتجليته للرجال، والإسلام لا يقاوم هذه الرغبةَ الفطرية، ولكنه ينظِّمها ويضبطها ويجعلها تتبلور في الاتجاه بها إلى رجل واحد هو شريك الحياةِ، يطَّلع منها على ما لا يطَّلع أحد سواه، ويشترك معه في الاطلاع على بعضها المحارمُ المذكورون في الآية بعد، ممن لا يثير شهواتهم ذلك الاطلاعُ"[9].
6- النهي عن الخضوع بالقول:
قال تعالى: {يٰنِسَاء ٱلنَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ٱلنّسَاء إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32].
قال ابن كثير: "ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانبَ كما تخاطب زوجها"[10].
قال الشوكاني: "أي: لا تلنَّ القول عند مخاطبة الناس كما تفعله المرِيبَات من النساء فإنه يتسبَّب عن ذلك مفسدة عظيمة، وهي قوله: {فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32] أي: فجور وشكّ ونفاق"[11].
7- تحريم الخلوة بالأجانب وتحريم سفرها بلا محرم:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: ((لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم))، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجةً، وإني اكتُتِبتُ في غزوة كذا وكذا، قال: ((انطلق فحج مع امرأتك))[12].
قال الحافظ: "فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع"[13].
قال القاضي عياض: "والمرأة فتنةٌ ممنوعٌ الانفراد بها لما جُبِلت عليه نفوسُ البشر من الشهوة فيهن، وسُلِّط عليهم من الشيطانُ بواسطتهن، ولأنهن لحم على وَضَم[14] إلا ما ذُبّ عنه، وعورةٌ مضطرة إلى صيانة وحفظٍ وذِي غيرة يحميها ويصونها، وطبع الله في ذوي المحارم من الغيرة على محارمهم والذبِّ عنهن ما يؤمَن عليهن في السفر معهم ما يُخشى"[15].
8- التحذير من الدخول على النساء لغير المحارم:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: ((الحمو الموت))[16].
قال القرطبي: "قوله: ((الحمو الموت)) أي: دخوله على زوجة أخيه يشبه الموتَ في الاستقباح والمفسدة، أي: فهو محرَّم معلوم التحريم، وإنما بالغ في الزجر عن ذلك وشبَّهه بالموت لتسامح الناس في ذلك من جهة الزوج والزوجة لإلفِهم ذلك، حتى كأنه ليس بأجنبيٍّ من المرأة عادة، وخرج هذا مخرج قول العرب: الأسد الموت، والحرب الموت، أي: لقاؤه يفضي إلى الموت، وكذلك دخول الحمو على المرأة يفضي إلى موت الدين، أو إلى موتها بطلاقها عند غيرة الزوج، أو برجمها إن زنت معه"[17].
9- الابتعاد عن مخالطة الرجال حتى في العبادات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها))[18].
قال القرطبي: "فأما الصفُّ الأول من صفوف النساء فإنما كان شراً من آخرها لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء، فقد يخاف أن تشويش المرأة على الرجل والرجل على المرأة"[19].
قال النووي: "وإنما فضَّل آخرَ صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذمَّ أوَّل صفوفهن لعكس ذلك"[20].
قال الشيخ ابن باز: "وكان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق الاختلاط الذي ينهى عنه المصلحون اليوم ويرشد القرآن والسنة علماءَ الأمة إلى التحذير منه حذراً من فتنته، بل كان النساء في مسجده صلى الله عليه وسلم يصلين خلف الرجال في صفوف متأخرة عن الرجال، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرُّها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) حذراً من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف النساء، وكان الرجال في عهده صلى الله عليه وسلم يؤمرون بالتريُّث في الانصراف حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد لئلا يختلط بهنَّ الرجال في أبواب المساجد مع ما هم عليه جميعاً رجالاً ونساء من الإيمان والتقوى، فكيف بحال من بعدهم؟! وكانت النساء يُنهين أن يتحقَّقن الطريقَ ويُؤمرن بلزوم حافات الطريق حذراً من الاحتكاك بالرجال والفتنة بمماسَّة بعضهم بعضاً عند السير في الطريق"[21].
10- التشديد في خروج المرأة متعطِّرة:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة استعطرت فمرَّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية))[22].
قال المباركفوري: "لأنها هيَّجت شهوةَ الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه، فهي سبب زنى العين فهي آثمة"[23].
11- الغيرة على النساء:
قال الشيخ محمد أحمد المقدم: "إن من آثار تكريم الإسلام للمرأة ما غرسه في نفوس المسلمين من الغيرة، ويقصد بالغيرة تلك العاطفة التي تدفع الرجل لصيانة المرأة عن كل محرَّم وشين وعار، ويعدُّ الإسلام الدفاعَ عن العرض والغيرةَ على الحريم جهاداً يبذل من أجله الدم، ويضحَّى في سبيله بالنفس، ويجازي فاعلَه بدرجة الشهيد في الجنة، فعن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد))[24]، بل يعدُّ الإسلام الغيرةَ من صميم أخلاق الإيمان، فمن لا غيرة له لا إيمان له، ولهذا كان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أغيرَ الخلق على الأمة، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غيرَ مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تعجبون من غيرة سعد؟! واللهِ، لأنا أغير منه، واللهُ أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن..)) الحديث [25]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه))[26].
وإن من ضروب الغيرة المحمودة أنَفَةَ المحب وحميَّته أن يشاركه في محبوبه غيرُه، ومن هنا كانت الغيرة نوعاً من أنواع الأثرة لا بد منه لحياطة الشرف وصيانة العرض، وكانت أيضاً مثارَ الحمية والحفيظة فيمن لا حميةَ له ولا حفيظة. وضدُّ الغيور الديُّوث، وهو الذي يقرُّ الخبثَ في أهله أو يشتغل بالقيادة، قال العلماء: الديوث الذي لا غيرةَ له على أهل بيته، وقد ورد الوعيد الشديد في حقه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث)) الحديث [27].
إن الغيرةَ على حرمة العفَّة ركنُ العروبة وقوام أخلاقها في الجاهلية والإسلام؛ لأنها طبيعة الفطرة البشرية الصافية النقية، ولأنها طبيعة النفس الحرة الأبية"[28].
لا تنسونا من صالح دعائكم يرحمكم الله.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
1 ـ القرار في البيوت:
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33].
القعدة القعدة

بارك الرحمن فيكم أخي
كلها نقاط مهمة جدا
يا ريت الكل يتعظ
كله اختلاط في اختلاط في البيوت في المدارس في الشوارع….
البنات راكضه و راء الماديات و الموضه التي تمتص كيانهن
يمشين وراء شعار التحرر و نسين أن المرأة عزها في و قارها
نسين أنهن درر مكنونات
كل شيء صار بالعكس المراة تعمل و الرجل في البيت؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المرأة تتسوق و الرجل لا أدري أين؟؟؟؟

يا رب العرش العظيم اهدنا و عافنا و اعف عنا و ارحمنا و ارفعنا
يا رب اغفر لنا ما تقدم من دنوبنا و ما تأخر

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفقيرة الى الله القعدة
القعدة
القعدة

بارك الرحمن فيكم أخي
كلها نقاط مهمة جدا
يا ريت الكل يتعظ
كله اختلاط في اختلاط في البيوت في المدارس في الشوارع….
البنات راكضه و راء الماديات و الموضه التي تمتص كيانهن
يمشين وراء شعار التحرر و نسين أن المرأة عزها في و قارها
نسين أنهن درر مكنونات
كل شيء صار بالعكس المراة تعمل و الرجل في البيت؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المرأة تتسوق و الرجل لا أدري أين؟؟؟؟

يا رب العرش العظيم اهدنا و عافنا و اعف عنا و ارحمنا و ارفعنا
يا رب اغفر لنا ما تقدم من دنوبنا و ما تأخر

القعدة القعدة

بارك الله فيكي على هذا المرور الكريم
جزاك الله خير

السلام عليكم
مشكور على الموضوع المهم والمفيد
والاسلام جعل للنساء سورة-سورة النساء
مشكور أخي على هذه الإضافة منك و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع إستوصوا بالنساء خيرا إنهن خلقن من ضلع أعوج إن أنت قمت تقيمه أكسرته.
بارك الله فيكم أحبة الإيمان

شكرا أخي

ربي يهدينا للصلاح والفلاح

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحMIMID القعدة
القعدة
القعدة
شكرا أخي

ربي يهدينا للصلاح والفلاح

القعدة القعدة

بارك الله فيكي أختي فرح على هذا المرور الرائع منكي و من كل الأعضاء