الفرق بين العصمة النبوية والجبلة البشرية 2024.

فائدة

القعدة

مستفاد من: شرح معارج القبول – الدرس 01 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي

أن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما بُعث به من الشرع والوحي قد عُصم من أن يقول على الله غير الحق.
ولكن في أمور الدُّنيا من الأشياء والتي لم يفضل بسببها النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما فُضل بالوحي بهذا النور الذى أتاه الله جَلَّ وَعَلاَ واختصه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى به ﴿ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ الآية.

فالله جَلَّ وَعَلاَ فضل رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن اصطفاه واجتباه ومن بين الخلق جميعاً ارتضاه لحمل رسالته ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ (الزخرف31:32) فالله تعالى اصطفاه ومن بين الخلق ارتضاه في حمل رسالته فهو في هذا الجانب معصوم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمّا ما يتعلق بجانبه البشري وجِبلته التي خُلق عليها ولم يكن تفضيله لأجلها أي لم يفضل لكونه بشراً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما فُضل لكونه نبيّاً ، فالأمور التي تجري على البشر تجري عليه يتعب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينصَب ويجهد ويفرح صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويغضب ومع ذلك إذا جاء إلى الشرع لا يقول إلا حقّاً وهذا يرده قول عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حينما كان يكتب عن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنهته قُريش فقالت له أنّك تكتب عن هذا الرجل كل ما يقول، وإنّما هو كأحدنا يغضب أو قالوا بشر يغضب فيقول في الغضب ما لا يقول في الرضا فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُكتب فوالذي نفسي بيده ثم أمسك لسانه، ثم قال ما قال إلاّ حقّاً، يعني في الغضب والرضا لا يقول إلا حقّاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تبليغه عن الله وإبلاغه لنا لشرع الله فلو غضب يعتريه الغضب كما يحصل لبني آدم، لكنه فيما يقوله عن الله لا يقول إلّا حقاًّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..

المصدر

صلى الله عليه وسلم

موضوع مهم بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى

القعدة
آمين .. وإيَّاكَ أخي..
وجزاكم الله أطيب الجزاء..
وأحسنَ إليكم ..

كيفية العصمة من المسيح الدجال 2024.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الساعة آتية لا ريب فيها، وإن أشراطها متحققة لا محالة…ومن أشد أشراط
الساعة خطرا وأعظمها فتنة خروج المسيح الدجال، وقد نبه النبي صلى الله
عليه وسلم على ذلك، وحذر منه إخوانه من الأنبياء السابقين.

ففي مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما
كانت فتنة ولن تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا
وقد حذر أمته، وسأحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله عز
وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن.

والمسلم إذا كان يخاف من الفتن وأشراط الساعة… فينبغي أن يكون ذلك حافزا
له على فعل الخيرات وترك المنهيات، ولا يجوز أن يكون ذلك سببا للإحباط
والقنوط والقلق واليأس.

فاليأس والقنوط.. من صفات الكافرين والضالين، فقد قال الله تعالى:
وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ
اللهِ إِلَّا القَوْمُ الكَافِرُونَ {يوسف:87}، وقال تعالى: وَمَنْ
يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}

فعلى المسلم أن يعتمد على الله تعالى ويرضى بقضائه، ويعلم أن الله تعالى
أرحم به من أمه وأبيه، ولذلك فنحن ننصحك بالاعتماد على الله تعالى والثقة
به، ففي الحديث القدسي يقول تعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع على عبد خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة.. الحديث رواه ابن حبان وغيره.

واحذري وساوس الشيطان فإن من مداخله التخويف والتقنيط، ولذلك ننصحك بصحبة
الصالحات وحضور مجالس العلم. فبذلك يزداد إيمانك ويطمئن قلبك وينشرح صدرك
وتجدين حلاوة الإيمان.. فضلا عما تجدينه بعد ذلك من الثواب عند الله تعالى.

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نستعيذ بالله تعالى من فتنة المسيح الدجال فقال:
إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن
عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. رواه مسلم وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: فمن أدركه منكم يعني الدجال فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. رواه مسلم وغيره.

لا تفوتوا فضل سورة الكهف في العصمة من فتن الدجال 2024.

روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ" وفي رواية أخرى لمسلم "مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ".
عن النواس بن سمعان في حديثه في ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- خروج الدجال، وفيه: "فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ" رواه مسلم، زاد أبو داود: "فإنها جواركم من فتنته".
ومجموع الروايات فيها أن "من حفظ" أو "من قرأ" عشر آيات، وفي بعض الروايات خمس، وفي بعضها ثلاث, وفي بعضها قراءة كامل السورة كما أنزلت، وفي بعضها أن العشر من أولها، وفي أخرى أنها من آخرها، وفي بعضها أن من رآى الدجال فليقرأ عليه فواتح السورة، وفي بعضها أن من لقيه فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف.

والجمع بين هذه الروايات لا يتأتى إلا بحفظ سورة الكهف كاملة، فالأكمل أن يحفظ المسلم سورة الكهف كاملة؛ ليصدق عليه أنه قرأ عشر آيات من أولها ومن آخرها وقوارعها كما أنزلت.
ما العلاقة بين سورة الكهف والعصمة من فتنة الدجال؟.
تحدث جمع من أهل العلم عن هذه المناسبة بين سورة الكهف وبين فتنة الدجال، وخلاصة ما قاله عياض والقرطبي والمناوي وغيرهم: ما في سورة الكهف من العجائب والآيات المانعة لمن تأملها وتدبرها حق التدبر من متابعة الدجال والاغترار بتلبيسه، وقيل: إن هذا من خصائص الله تعالى لمن قرأ أو حفظ ما ذكر من سورة الكهف.
وقيل: ما في أول السورة من قوله تعالى: (قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ) [الكهف:2] فالبأس والشدة واللَّدُنِيَة مناسب لذكر فتنة الدجال العظيمة، وأن ما عند الله أعظم، وهو مما يهون بأس الدجال, ثم قال: (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) [الكهف:2] فإنه يهون الصبر على فتن الدجال وما يظهر من جنته وناره.
ثم ذمه تعالى لمن اعتقد الولد، فمن ادعى الإلوهية كالدجال أولى بالذم, ثم قصة أصحاب الكهف الذين ثبتوا على دينهم وصبروا على الفتنة.
وقيل: ما في آخر السورة من قوله تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا) [الكهف:100] فإن فيه ما يهون ما يظهره الدجال من النار.
ثم قوله تعالى: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي) [الكهف:101] من التنبيه إلى أحوال تابعي الدجال، الذين عموا عن علامات كذبه, ثم قوله: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) [الكهف:102] ومنهم الدجال، والتنبيه على المفتونين والأخسرين أعمالاً، وختام السورة بتقرير التوحيد، وأن لا يشرك بالله أحدًا.
ومن اللطائف والحكم أن الفتن الأربع المذكورة في السورة اجتمعت في الدجال: فهو فتنة في الدين، إذ يفتن الناس في دينهم، ويدعوهم إلى الشرك، ويقهرهم عليه, وهو فتنة في المال إذ يمر بالخربة فتتبعه كنوزها ويأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت, وهو فتنة في العلم إذ يخبر الرجل عن أبيه وأمه، ويقطع الرجل بسيفه حتى يمشي بين نصفيه ثم يدعوه فيأتي بأمر الله تعالى, وهو في فتنة في السلطان؛ إذ تدين له الممالك، ويعيث في الأرض فسادا، وما من بلد إلا يبلغها سلطانه إلا مكة والمدينة.
فقراءة سورة الكهف تكون سببًا للنجاة من جميع فتن الدجال.
عباد الله: ما أجمل أن نحفظ هذه السورة العظيمة، وأن نحافظ على قراءتها كل جمعة، فتكون هذه القراءة الأسبوعية مراجعة للحفظ وسببًا لعدم النسيان، زيادة على الأجر والنجاة من الفتن.
وما أجمل كذلك أن نربي أهلنا وأسرنا على قراءة لهذه السورة فتجتمع الأسرة على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وقد يستحسن أن يقف من عنده علم من الأسرة على شيء من تفسيرها وقصصها من كتب التفسير الموثوقة، في جلسة إيمانية وجو عائلي هادي، نربي فيه أزواجنا وأولادنا على ذكر الرحمن والتمسك بالقرآن.
اللهم صل على محمد صلى الله عليه و سلم .

السلام عليكمـ ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اختي

التمسك بالكتاب والسنة هو العصمة من الفتن وديننا يأبى المظاهرات والغوغائيات 2024.

التمسك بالكتاب والسنة هو العصمة من الفتن وديننا يأبى المظاهرات والغوغائيات

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد
في هذه الأيام تعصف بالعالم الإسلامي والعربي فتن تهدد أمنهم واستقرارهم وتفرق جماعتهم وتزعزع دولهم بتخطيط من الأعداء وتنفيذ من الغوغائيين والأغرار من أبناء تلك الدول المستهدفة دون تفكير في العواقب ومآلات الأمور تأثراً بالوعود الكاذبة وجرياً وراء السراب الخادع حتى أصبحت لا تسمع ولا تقرأ في وسائل الإعلام إلا ما يزعجك من تقتيل وتشريد وسقوط حكومات وتغير أحوال وقد تحقق في هؤلاء الذين يوقدون تلك الفتن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم "دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها"، وقد رسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم الخطة التي نسير عليها للسلامة من شر هؤلاء الدعاة لما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لقوله: "فما تأمرني إن أدركني ذلك" قال صلى الله عليه وسلم: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال حذيفة رضي الله عنه: "فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام" قال صلى الله عليه وسلم: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" هذا بالنسبة للفرد وأما بالنسبة للأمة فقد أمرها صلى الله عليه وسلم عند حدوث الاختلاف والفتن بالتمسك بالكتاب والسنة حيث قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"، وهذا تفسير لقول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، [آل عمران: 103]، وقد وجدنا ثمرة هذه الوصايا الربانية والنبوية عندما عصفت تلك الأحداث الأخيرة التي سببت الهيجان والمطالبة بتغيير أنظمة الحكم في البلاد العربية والإسلامية وتضرر بها من تضرر من الشعوب والحكام وقد بقيت هذه البلاد السعودية آمنة مطمئنة لأن دستورها القرآن الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42]، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50]، أما الدساتير البشرية فإنها لا تثبت أمام الهزات لأنها لم تبن على الوحي المنزل الصالح لكل زمان ومكان والذي لا يستطيع أحد أن يأتي بآية من مثله ولن يستطيع أحد أن يستدرك عليه (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41]، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله، أما الدساتير البشرية والقوانين الوضعية فهي عرضة للانتقاد ولا تصلح لكل زمان ومكان فهي تنهار عند أول حادثة فهي كبيت العنكبوت لا يقي من الحر ولا البرد ولا المطر ولا يصمد أمام الرياح، ولذلك أول ما رد به أهل هذه البلاد على الدعوة إلى الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات ردوا بأن ديننا يمنع من ذلك كله ولا يجيزه ويأمر بالهدوء والسكينة والتلاحم بين الراعي والرعية وينهى عن الفوضى ويأمر بالقضاء على الفتن وأهلها فهو ينهى عن البغي والعدوان والخروج على ولي الأمر ويأمر بالإصلاح بين البغاة والمبغي عليهم إن أمكن الإصلاح وإلا فإنها تقاتل الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 9-10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتاكم وأمركم جميع على واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاقتلوه"، هذا هو موقف الإسلام من الفتن وعلاجها عند حدوثها وهو موقف هذه البلاد حكامها وعلمائها ولله الحمد عندما حدثت هذه الفتنة وهو الموقف الذي ألجم كل عدو وعلم كل جاهل ونبه كل غافل ومن تمسك بهذا المنهج فلن تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض بإذن الله والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

8 / 5 / 1445هـ

بارك الله فيك أخي
بارك الله فيك، جرى بعض التعديل في الشكل.

لا تفوتوا فضل سورة الكهف في العصمة من فتن الدجال 2024.

روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ" وفي رواية أخرى لمسلم "مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ".
عن النواس بن سمعان في حديثه في ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- خروج الدجال، وفيه: "فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ" رواه مسلم، زاد أبو داود: "فإنها جواركم من فتنته".
ومجموع الروايات فيها أن "من حفظ" أو "من قرأ" عشر آيات، وفي بعض الروايات خمس، وفي بعضها ثلاث, وفي بعضها قراءة كامل السورة كما أنزلت، وفي بعضها أن العشر من أولها، وفي أخرى أنها من آخرها، وفي بعضها أن من رآى الدجال فليقرأ عليه فواتح السورة، وفي بعضها أن من لقيه فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف.
والجمع بين هذه الروايات لا يتأتى إلا بحفظ سورة الكهف كاملة، فالأكمل أن يحفظ المسلم سورة الكهف كاملة؛ ليصدق عليه أنه قرأ عشر آيات من أولها ومن آخرها وقوارعها كما أنزلت.
ما العلاقة بين سورة الكهف والعصمة من فتنة الدجال؟.
تحدث جمع من أهل العلم عن هذه المناسبة بين سورة الكهف وبين فتنة الدجال، وخلاصة ما قاله عياض والقرطبي والمناوي وغيرهم: ما في سورة الكهف من العجائب والآيات المانعة لمن تأملها وتدبرها حق التدبر من متابعة الدجال والاغترار بتلبيسه، وقيل: إن هذا من خصائص الله تعالى لمن قرأ أو حفظ ما ذكر من سورة الكهف.
وقيل: ما في أول السورة من قوله تعالى: (قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ) [الكهف:2] فالبأس والشدة واللَّدُنِيَة مناسب لذكر فتنة الدجال العظيمة، وأن ما عند الله أعظم، وهو مما يهون بأس الدجال, ثم قال: (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) [الكهف:2] فإنه يهون الصبر على فتن الدجال وما يظهر من جنته وناره.
ثم ذمه تعالى لمن اعتقد الولد، فمن ادعى الإلوهية كالدجال أولى بالذم, ثم قصة أصحاب الكهف الذين ثبتوا على دينهم وصبروا على الفتنة.
وقيل: ما في آخر السورة من قوله تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا) [الكهف:100] فإن فيه ما يهون ما يظهره الدجال من النار.
ثم قوله تعالى: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي) [الكهف:101] من التنبيه إلى أحوال تابعي الدجال، الذين عموا عن علامات كذبه, ثم قوله: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) [الكهف:102] ومنهم الدجال، والتنبيه على المفتونين والأخسرين أعمالاً، وختام السورة بتقرير التوحيد، وأن لا يشرك بالله أحدًا.
ومن اللطائف والحكم أن الفتن الأربع المذكورة في السورة اجتمعت في الدجال: فهو فتنة في الدين، إذ يفتن الناس في دينهم، ويدعوهم إلى الشرك، ويقهرهم عليه, وهو فتنة في المال إذ يمر بالخربة فتتبعه كنوزها ويأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت, وهو فتنة في العلم إذ يخبر الرجل عن أبيه وأمه، ويقطع الرجل بسيفه حتى يمشي بين نصفيه ثم يدعوه فيأتي بأمر الله تعالى, وهو في فتنة في السلطان؛ إذ تدين له الممالك، ويعيث في الأرض فسادا، وما من بلد إلا يبلغها سلطانه إلا مكة والمدينة.
فقراءة سورة الكهف تكون سببًا للنجاة من جميع فتن الدجال.
عباد الله: ما أجمل أن نحفظ هذه السورة العظيمة، وأن نحافظ على قراءتها كل جمعة، فتكون هذه القراءة الأسبوعية مراجعة للحفظ وسببًا لعدم النسيان، زيادة على الأجر والنجاة من الفتن.
وما أجمل كذلك أن نربي أهلنا وأسرنا على قراءة لهذه السورة فتجتمع الأسرة على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وقد يستحسن أن يقف من عنده علم من الأسرة على شيء من تفسيرها وقصصها من كتب التفسير الموثوقة، في جلسة إيمانية وجو عائلي هادي، نربي فيه أزواجنا وأولادنا على ذكر الرحمن والتمسك بالقرآن.

اللهم صل على محمد صلى الله عليه و سلم .

حكم قول العصمة لله 2024.

قول: ( العصمة لله )


ومنها -أيها الإخوة- قولهم " العصمة لله " فمثلاً: تسأله مسألة فيقول لك: أخطأت والعصمة لله، وهذه المسألة خطأ، وقد نبه عليها الكثير من العلماء؛ لأن الله لا عاصم له، والمعصوم يحتاج إلى عاصم، والعصمة أمر نسبي يدخل فيها الاشتقاق، والله لا يعصمة أحد من الناس؛ فلا نقول: (العصمة لله)؛ لكن نقول: (الكمال لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، والجلال والعظمة له) أما قول: (العصمة لله) فليس بصحيح هذا اللفظ، ويصح لك أن تقول: المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما الله؛ فلا تقل: العصمة لله؛ لأن المعصوم يحتاج إلى عاصم، والله لا يعصمه أحد سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.