{ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وسارق الغاز } 2024.

{ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وسارق الغاز }

أعزائي الكرام إليكم هذه القصة الحقيقية عن عالم الأمة شيخنا ابن باز رحمه الله . حدثني صاحبي ابوعبدالله من مكه عندما زارني بالرياض وكنانتحدث عن الشيخ ومواقفة الرائعة تجاه أمته بهذه القصة قائلاً :

عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاةالفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وسأل احد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز رحمهما الله جميعا.وبينما كنت استمع للدرس فإذا رجل بجانبي في اواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجةحتى أحس به الطلاب .

وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وأنفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هوفي حال حزينة ومعه المصحف فأقتربت منه اكثر ودفعني فضولي فسألته بعد ان سلمت عليه كيف حالك أخي.مايبكيك؟

فأجاب بلغة مكسره نوعا ما:جزاك الله خيرا وعاودت سؤاله مرة أخرى ما يبكيك أخي فقال بنبرة حزينة لا لاشي انما تذكرت ابن باز فبكيت.واتضح لي من حديثه انه من دولة باكستان او افغانستان وكان يرتدي الزي السعودي

وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في احد مصانع البلك بمدينة الطائف وجاءتني رساله من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم اجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفةالعملية 7000 الاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 الف ريال ولم أجد يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفة ورفضوا .. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره واذا لم تجري العملية خلال اسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت ابكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي .

وامام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعةالثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم اشعر الا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني .

وفجأة وقبل صلاةالفجر اذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت انوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله.ولم أصدق ما أنا فيه.وعندما أذن الفجر قالو لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا اترقب.فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً :
هل أكلت قلت له نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي امسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!!

يا آآآآالله ماذا فعلت؟سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه بأسمه فقدكان مشهورا عندنا بباكستان.وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذنوني للمنزل مرةاخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الأفطار بحضور كثيرمن الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي لم سرقت فأخبرته بالقصة فقال حسنا سنعطيك 9000 الاف ريال قلت له المطلوب 7000 الاف قال الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة اخرى يا ولدي.فأخذت المال وشكرته ودعوت له.وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله.وعدت بعد خمسة اشهر للسعودية وتوجهت للرياض ابحث عن الشيخ وذهبت اليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟قلت الباقي فقال هولك وقلت للشيخ ياشيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي.قلت أريدك ان اعمل عندك خادما او اي شيء ارجوك ياشيخ لا ترد طلبي حفظك الله.فقال حسنا وبالفعل اصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله …

وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً:اتعرف انك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمة الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط.فأستيقضوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك.وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالو له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهوغاضب ( لا لا هاتوه الآن من الشرطة ؟ اكيد ما سرق الا هومحتاج )ثم حدث ما صار في القصة .قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه.

ماشاء الله ….. على روعة القصة وحلم الشيخ بن باز رحمه الله فإنا والله نتعلم من اخلاقهم اكثر من علمهم

بارك الله فيك اخي الفاضل على النقل الطيب وجعله في ميزان حسناتكم

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 2024.

أقدملكم إخواني موقع الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

رحمه الله

الموقع مفيد وإن شاء الله تستفادو منو إتفضلو الموقع
https://www.binbaz.org.sa/
السلام عليكم

السلام عليكم
شكرا اخي joe10 على الموقع
مشكور اخي بارك الله فيك

أسأل الله العظيم ..
الرحمن الرحيم ..
المنان الكريم ..
رب العرش العظيم ..
الملك العليم ..
أن يدخلك جنة النعيم ..
ويحفظك من الشيطان الرجيم ..
ويعتق رقبتك من عذاب النار الأليم ..
ويحفظ بدنك سليم ..
ويهديك صراطه المستقيم ..
ويسقيك من عين تسنيم ..
ولا يطعمك من طعام الأثيم ..
ولا يذوقك من عذاب الجحيم ..
*******

جزاك الله خير الجزاء رحمة الله شيخنا رحمة واسعة
بارك الله فيك أخي

هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

ا سطوانة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن بآز رحمه الله 2024.

القعدة

هذه مشاركة لأحد الإخوة ثبت الله الأجر له و لناقلها :oi-o:

القعدة

أحب آلصآلحين ولست مثلهم – لعلي أنال بمحبتهم شفآعة
وأكره من بضآعته آلمعآصي – ولو كنا سواء في آلبضآعة

القعدة

بفضل من الله ونعمة ،، تم إنجاز ا سطوانة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله
بن بآز رحمه الله رحمة وآسعة ..

القعدة

محتويآت الاسطوانة :-

1- اسمه ونسبه ومولده
2- كتاب شرح التوحيد – صوتي
3- فتاوى ومقالات متنوعة – صيغة PDF
4- بطاقآت – صيغة Image
5- عن البرنامج

القعدة

صور للاسطوانة :-


القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

حجم الاسطوانة :-
109.12 MB

القعدة

تحميل الاسطوانة :-

من موقع mediafire ،، وعذرا عن الصور الخارجة عن الارادة ،، لكنه أفضل موقع يضمن لي بقاء الأسطوانة
وأنصح بفتح الرابط من الفايرفوكس ، بوجود أداة adblock

القعدة

القعدة

ملآحظة :- أرجو آلمساهمة في نشر البرنامج لكي يعم النفع والأجر .

وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضآه .

ما الذي أخبره القبر لسيدنا عمر بن عبد العزيز 2024.

ما الذي أخبره القبر لسيدنا عمر بن عبد العزيز ؟
خرج عمر بن عبد العزيز .. في جنازة بعض أهله فلما أسلمه إلى الديدان .. و دسه في التراب .. التفت إلى الناس فقال : أيها الناس : إن القبر ناداني من خلفي .. أفلا أخبركم بما قال لي ؟

قالوا : بلى .. فقال : إن القبر قد ناداني فقال : يا عمر بن عبد العزيز .. ألا تسألني ما صنعت بالأحبة ؟ قلت : بلى . قال : خرقت الأكفان .. و مزقت الأبدان .. و مصصت الدم .. و أكلت اللحم .. ألا تسألني ما صنعت بالأوصال ؟ قلت : بلى . قال : نزعت الكفين من الذراعين .. و الذراعين من العضدين .. و العضدين من الكتفين .. و الوركين من الفخذين .. و الفخذين من الركبتين .. و الركبتين من الساقين .. و الساقين من القدمين .

ثم بكى عمر فقال : ألا إن الدنيا بقاؤها قليل .. و عزيزها ذليل .. و شبابها يهرم .. و حيها يموت .. فالمغرور من اغتر بها .. أين سكانها الذين بنوا مدائنها .. ما صنع التراب بأبدانهم ؟ و الديدان بعظامهم و أوصالهم ؟

كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة .. و فرش منضدة .. بين خدم يخدمون .. و أهل يكرمون .. فإذا مررت فنادهم .. و انظر إلى تقارب قبورهم من منازلهم .. و سل غنيهم ما بقي من غناه ؟ و سل فقيرهم ما بقي من فقره ؟

سلهم .. عن الألسن .. التي كانوا بها يتكلمون .. و عن الأعين التي كانوا إلى اللذات بها ينظرون .. و سلهم عن الجلود الرقيقة .. و الوجوه الحسنة .. و الأجساد الناعمة .. ما صنع بها الديدان ؟ محت الألوان .. و أكلت اللحمان .. و عفرت الوجوه .. و محت المحاسن .. و كسرت القفا .. و أبانت الأعضاء .. و مزقت الأشلاء .. أين خدمهم و عبيدهم .. أين جمعهم و مكنوزهم ؟ و الله ما زودوهم فرشا .. و لا وضعوا هناك متكئا .. أليسوا في منازل الخلوات .. و تحت أطباق الثرى في الفلوات ؟ أليس الليل و النهار عليهم سواء؟ قد حيل بينهم و بين العمل .. و فارقوا الأحبة و الأهل .. قد تزوجت نساؤهم .. و ترددت في الطرق أبناؤهم .. و توزعت القرابات ديارهم و تراثهم ..

و منهم و الله الموسع له في قبره .. الغض الناضر فيه .. المتنعم بلذته ..

ثم بكى عمر و قال : يا ساكن القبر غدا .. ما الذي غرك من الدنيا ! .. أين رقاق ثيابك .. أين طيبك .. أين بخورك .. كيف أنت على خشونة الثرى ..

ليت شعري بأي خديك يبدأ الدود البلى .. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا .. و ما يأتيني به من رسالة ربي .. ثم بكى بكاء ..

ثم انصرف فما بقي بعد ذلك إلا جمعة .. و مات .. رحمه الله ..

اللهم احسن خاتمتنا و تغمدنا برحمتك و لا تتوفانا الا و انت راض عنا اللهم امين
اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و اغفر لهم و نور قلوبهم ووسع مدخلهم
اللهم انس وحدتهم و انس وحشتهم و انس غربتهم ……
بارك الله فيك و جزاك خيرا

اللهم ارحمنا و ارحم موتى المسلمين و عافينا من عداب القبر و وحشته

اللهم احسن خاتمتنا و تغمدنا برحمتك و لا تتوفانا الا و انت راض عنا اللهم امين
اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و اغفر لهم و نور قلوبهم ووسع مدخلهم
اللهم انس وحدتهم و انس وحشتهم و انس غربتهم ……
بارك الله فيك و جزاك خيرا

اللهم نسألك حسن الخاتمة لنا ولوالدين ونسألك الرحمة والمغفرة يا أرحم الراحمين واغفر لموتانا وموتى المسلمين واجعل اخر كلامنا لا اله الا الله محمد رسول الله
بوركت وجزاك الله كل خير

اللهم احسن خاتمتنا و تغمدنا برحمتك و لا تتوفانا الا و انت راض عنا اللهم امين
اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين و اغفر لهم و نور قلوبهم ووسع مدخلهم
اللهم انس وحدتهم و انس وحشتهم و انس غربتهم ……
بارك الله فيك و جزاك خير

واجب الشباب للشيخ العلامة الكبير عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوة في الله وأبناء أعزاء ، وأسأله عز وجل أن يجعله لقاءً مباركا وأن ينفعنا به جميعا وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا إنه جل وعلا جواد كريم . ثم أشكر القائمين على هذا المركز على دعوتهم لي إلى هذا اللقاء وأسأل الله سبحانه أن يضاعف مثوبتهم وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين ، إنه خير مسئول .
وكلمتي أرجو أن تكون موجزة بعنوان : واجب الشباب .
فمن المعلوم أن الله عز وجل خلق الثقلين ليعبدوه وحده لا شريك له وأرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام لدعوة الناس إلى هذا الواجب وتوضيح هذا الأمر العظيم وتبصيرهم في ذلك وتوجيههم إلى الخير وتحذيرهم عما سواه ، قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[1] فأبان سبحانه وتعالى أنه خلق الثقلين ليعبدوه وحده لا شريك له وأن الرزق عليه سبحانه وتعالى وليس في حاجة إلى أحد من خلقه جل وعلا ، بل هو الرزاق سبحانه وتعالى وإنما خلقوا ليعبدوا ربهم ، وعبادته تعظيمه والخضوع له سبحانه وتعالى والذل له بفعل أوامره وترك نواهيه عن محبة خاصة وعن صدق وإخلاص وعن رغبة ورهبة ، هكذا تكون العبادة ، هي طاعة الرب عز وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بفعل الأوامر وترك النواهي عن ذل وخضوع ومحبة لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام وعن رغبة فيما عند الله من الثواب وعن حذر مما عنده من العقاب جل وعلا .
وهذه العبادة إنما تعرف بالتفصيل من طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم الذين يشرحونها للناس ويبينونها بما أنزل الله عليهم من الكتاب وبما يوحي إليهم سبحانه من أنواع الوحي فيما يأمرهم وينهاهم عنه سبحانه وتعالى كما قال عز وجل {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[2] الآية وقال تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[3] وقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[4] وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[5] فالواجب على جميع الثقلين من الجن والإنس رجالا ونساء شيبا وشبانا أن يعبدوه وحده بطاعته سبحانه فيما أمر به وترك ما نهى عنه على حسب ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام . ومعلوم أن نصيب هذه الأمة من الرسل عليهم الصلاة والسلام محمد عليه الصلاة السلام فإن الله أرسله إلى هذه الأمة عامة وجعله خاتم الأنبياء وكانت الرسل قبله كثيرين وكان كل واحد منهم يرسل إلى قومه خاصة ، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى الناس عامة كما قال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[6] وقال سبحانه وتعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[7] وقال تعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[8] وتواتر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي وأجمع أهل العلم على أنه خاتم الأنبياء والرسل وأنه ليس بعده نبي ولا رسول . ولهذا جعل الله رسالته عامة لجميع الأمة عربها وعجمها وجنها وإنسها ذكورها وإناثها أسودها وأبيضها وأحمرها لا فرق في ذلك كما تقدم في قوله عز وجل {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[9] وفي قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[10] وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[11] وقال سبحانه : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[12] نذير للعالمين كلهم . فالواجب على جميع الثقلين طاعة هذا الرسول عليه السلام والسير على منهاجه والاستقامة على طريقه قولا وعملا وعقيدة ومحبته محبة خاصة صادقة فوق محبة النفس والأهل والأولاد والناس أجمعين ، فبذلك يفلح العبد غاية الفلاح وينجو في الدنيا والآخرة ، وتكون له السعادة والعاقبة الحميدة الأبدية كما قال تعالى : {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[13] فمن آمن به واتبع طريقه وانقاد لشرعه فهو المفلح وهو السعيد في الدنيا والآخرة وهو الصادق حقا في محبته لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[14] الآية . وقال تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}[15] وقال عليه السلام : ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال ((من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) خرجه الإمام البخاري في صحيحه . فالواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء والذكور والإناث والشباب والشيب والجن والإنس والعرب والعجم أن يعبدوا الله وحده ويخصوه بأنواع العبادة وأن يطيعوه سبحانه وتعالى ، ويتبعوا شريعته وذلك بإخلاص العبادة له وحده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك . والعبادة حق الله وحده ليس لأحد فيها شركة كما قال تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[16] وقال سبحانه {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ}[17] وقال عز وجل : {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[18] الآية وهذه العبادة هي طاعته واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه وترك ما نهى عنه عن ذل وخضوع وعن محبة وانقياد وصدق ورهبة ورغبة . ومن عبد غيره معه فقد أشرك به سبحانه كمن يعبد الشمس أو القمر أو النجوم أو الأصنام أو الجن أو الرسل أو الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم من المخلوقين يدعوهم أو يستغيث بهم أو يطلب المدد منهم أو يذبح لهم أو يعتقد فيهم أنهم يتصرفون في الخلق بالنفع أو الضر أو شفاء المرض أو جلب الرزق أو النصر على الأعداء أو نحو ذلك ، أو أنهم شركاء لله في ذلك وهذا كله من الشرك الأكبر والكفر البواح الذي يفسد العمل ويحبطه ويوجب دخول النار وتحريم الجنة والمغفرة ، كما قال الله تعالى : {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}[19] وقال تعالى {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[20] وقال تعالى {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[21] وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[22] فالشرك هو صرف بعض العبادة لغير الله عز وجل؛ جعل بعضها لله وبعضها لغيره سبحانه وتعالى من الجن أو الإنس أو الملائكة أو الأصنام أو الأشجار أو الكواكب أو الأحجار أو غير ذلك من الخلق يستغيث بهم أو ينذر لهم أو يذبح لهم أو يطلب منهم المدد أو نحو ذلك . فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله وعبد معه سواه وأبطل بذلك شهادته أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ لأن لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد وهي أساس الدين قال تعالى : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[23] وقال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[24] الآية . فمن أشرك مع الله غيره نقض هذه الكلمة؛ لأن معناها : لا معبود حق إلا الله ، كما قال تعالى في سورة الحج {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَالْبَاطِلُ}[25] ومن زعم أنه يجوز أن يدعى مع الله غيره ويعبد مع الله سواه من صنم أو شجر أو حجر أو نبي أو ملك أو جني أو غير ذلك فقد أشرك بالله وكفر وأعظم على الله الفرية وإن لم يفعله ما دام يعتقد جواز هذا وأنه لا بأس به ، وصار بهذا مشركا كافرا ولو لم يفعله فكيف إذا فعل . وهكذا من جحد ما أوجب الله عليه من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة يكون كافرا مشركا؛ كمن جحد وجوب الصلاة أو الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة أو جحد تحريم الزنا أو قال إن الخمر ليس بحرام أو أحل اللواط أو الربا أو عقوق الوالدين أو ما أشبه ذلك مما هو معروف من الدين بالضرورة وجوبه أو تحريمه فإنه يصير بذلك مشركا كافرا مبطلا بذلك قوله لا إله إلا الله؛ لأن دين الله يتضمن إخلاص العبادة لله وحده والإيمان بما شرع الله من واجبات ومحرمات ، فعلى المسلم أن ينقاد لذلك ويؤمن به ويستقيم عليه . والشباب لهم شأن ؛ لأنهم عصب الأمة وقوتها بعد الله ، ويرجى فيهم الخير العظيم والنصر لدين الله في مستقبل الزمان إذا استقاموا وتثقفوا في الدين كما يرجى فيهم النفع للأمة والرفع من شأنها وإعلاء دين الله وجهاد أعدائه . وعلى الشباب واجب كبير في نصر الحق وأهله ومكافحة الباطل والدعاة إليه . فالواجب على كل شاب مكلف أنه يهتم بدينه وأن يعتني به وأن يتفقه فيه من طريق الكتاب والسنة بواسطة العلماء المعروفين بالعلم والفضل وحسن العقيدة حتى يستقيم على دينه على بصيرة ويدعو إليه على بصيرة وحتى يدع ما حرم الله عليه على بصيرة . وطريق ذلك العناية بالقرآن الكريم حفظا وتدبرا وتعقلا والإكثار من تلاوته؛ لأنه صراط الله المستقيم وحبله المتين وذكره الحكيم ولأنه الهادي إلى كل الخير كما قال سبحانه {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[26] وقال تعالى {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى}[27] وَشِفَاءٌ وقال جل وعلا : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[28] وعلى الشباب أيضا وغيرهم من المسلمين أن يعتنوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أحاديثه وسيرته ويتفقهوا فيها ويحفظوا ما تيسر منها ويدعوا الناس إلى ذلك؛ لأنها الوحي الثاني والأصل الثاني من أصول الشريعة بإجماع أهل العلم كما قال تعالى {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى}[29] وقال سبحانه {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}[30] وقال عز وجل معظما شأن الكتاب والسنة في آخر سورة الشورى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[31] فأخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة أن القرآن والسنة روح تحصل به الحياة للعباد ونور تحصل به الهداية لمن شاء الله منهم .

فجدير بأهل العلم من الشباب وغيرهم أن يعضوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالنواجذ وأن يتفقهوا فيهما وأن يهتدوا بهما إلى صراط الله المستقيم الموصل إليه وإلى دار كرامته وجنته وأن يسيروا على ذلك في المدارس والجامعات وفي الحلقات العلمية وغير ذلك من مجالس العلم مع سؤال علماء الحق عما أشكل عليهم في الأحكام ، كما قال تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[32] وعلى الشباب أن يعتنوا بالكتب التي يوكل إليهم حفظها ودراستها مع عرضها على الكتاب والسنة حتى يكونوا في ذلك على بينة وبصيرة مما يدل عليه كتاب ربهم عز وجل وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ومما يوضح لهم أهل العلم في المدرسة والجامعة وحلقات العلم ولا يتم هذا إلا بالله سبحانه وتعالى والاستعانة به والتوجه إليه وسؤاله التوفيق والهداية ثم حفظ الوقت والعناية به حتى لا يصرف إلا فيما ينفع ويفيد ويلتحق بذلك العناية بالدروس والإقبال عليها وسؤال الأساتذة عما يشكل فيها والمذاكرة مع الزملاء في ذلك حتى يكون الطالب قد حفظ وقته واستعد لما يقوله الأستاذ ويشرح له ولا يجوز له أن يتكبر عن المذاكرة مع زميله والسؤال لأستاذه كما لا ينبغي أن يستحي في طلب العلم والسؤال عن المشكلات ، قال الله تعالى في سورة الأحزاب {وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}[33] وقالت أم سليم الأنصارية رضي الله عنها : يا رسول الله : إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعم إذا هي رأت الماء)) متفق عليه . والمراد بالماء المني ، وقال مجاهد بن جبر التابعي الجليل : (لا يتعلم العلم مستح ولا مستكبر) رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به . ومن الواجب على الشباب وغيرهم العمل بالعلم وذلك بأداء الواجبات والحذر من المحرمات؛ لأن هذا هو المقصود من العلم ومن أسباب رسوخه وثباته في القلوب ومن أسباب رضاء الله عن العبد وتوفيقه له . ومن المصائب العظيمة أن بعض الناس يتعلم ولكنه لا يعمل ، ولا شك أن ذلك مصيبة كبيرة وتشبه بأعداء الله اليهود وأمثالهم من علماء السوء الذين غضب الله عليهم بسبب عدم عملهم بعلمهم .
يقول بعض السلف رضي الله عنهم : ( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ) ويدل على هذا قوله سبحانه {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[34] وقوله عز وجل {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}[35] فمن اهتدى زاده الله هدى وزاده علما وتوفيقا .
قال تعالى في أعظم سورة وهي سورة الفاتحة : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[36] وهم أهل العلم والعمل من الرسل وأتباعهم بإحسان . فالمنعم عليهم هم الذين عرفوا الله وعملوا بطاعته وشرعه وتفقهوا في الدين واستقاموا عليه كما قال الله جل وعلا : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[37] هؤلاء هم المنعم عليهم وهم أهل الصراط المستقيم وهم أهل العلم والعمل وأهل البصيرة . ثم حذر سبحانه من المغضوب عليهم والضالين ، فقال سبحانه {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فالمغضوب عليهم هم الذين يعلمون ولا يعملون كاليهود وأشباههم والضالين هم النصارى وأشباههم من الجهلة يتعبدون على الجهالة . فالمؤمن يسأل ربه أن يهديه صراط المنعم عليهم من أهل العلم والعمل وأن يجنبه طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين .
فالواجب على الشباب بصفة خاصة وعلى كل مسلم بصفة عامة أن يعتني بهذا الأمر ويكون في دراسته حريصا على العلم والفقه في الدين والعمل بذلك حافظا لوقته معتنيا بالمذاكرة والدراسة والسؤال عما أشكل عليه ناصحا لله ولعباده ، يقول صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) متفق على صحته .

فالشاب الناشئ في العبادة له شأن عظيم في فقهه وعلمه ونصحه لكونه قد تربى على العلم والفضل والعمل والعبادة والخير فيكون بذلك نافعا لنفسه نافعا لعباد الله من أساس شبابه حتى يلقى ربه .
ومن أهم الأمور بل أهم الأمور بعد الشهادتين : الصلوات الخمس والمحافظة عليها ، وهي عماد الدين ( من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ) . ووصيتي لكم أيها الأخوة المستمعون ولنفسي ولجميع الشباب ولكل مسلم تقوى الله في كل شيء والعناية بوجه خاص بالصلاة والمحافظة عليها في وقتها في الجماعة في المساجد مع المسلمين ، وهذا من أهم واجبات الشباب وواجب كل مسلم ومسلمة ، فالصلاة هي عمود الإسلام ( من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ) كما تقدم ، وهي أول شيء يسأل عنه العبد يوم القيامة ، فإن صحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر .
يقول صلى الله عليه وسلم ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت)) وهي الركن الثاني من أركان الإسلام ، ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)) وهكذا تجب العناية بأداء الزكاة لمن عنده مال يبلغ النصاب . وهكذا تجب العناية بصوم رمضان في وقته والحفاظ على ذلك . وكذلك يجب حج بيت الله الحرام مع الاستطاعة مرة في العمر . ومن الواجبات العظيمة بر الوالدين والإحسان إليهما وصلة الرحم وإكرام الضيف وصدق الحديث والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء الأمانة والنصح لكل مسلم مع الحذر من جميع ما حرم الله مثل الزنا والسرقة وشرب المسكر وأكل الربا وسائر ما حرم الله من الغيبة وشهادة الزور والكذب وغير هذا مما حرم الله . فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك .
ومن واجب الشباب بصفة خاصة أن ينشئوا على ذلك وأن يوطنوا أنفسهم على الخير وأن يجاهدوها في هذا المقام حتى يؤدوا ما أوجب الله وحتى يبتعدوا عما حرم الله عليهم ، ومن ذلك الحذر من المخدرات وسائر المسكرات فإن شرها عظيم وفسادها كبير . فيجب البعد عنها والحذر من مجالسة أهلها؛ لأن المجالسة تجر إلى أخلاق الجليس .
فالواجب صحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار . وهكذا العناية ببر الوالدين والإحسان إليهما وعدم عقوقهما فإن حقهما عظيم . ومن الأخلاق الكريمة العناية بالزميل والإخوان وعدم التكبر عليهم والعناية بالجار والإحسان إليه؛ لأن الله سبحانه وتعالى أوصى بذلك ، وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الله عز وجل {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}[38] الآية ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) إلى غير ذلك من أخلاق المؤمنين . قال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) ومن الأخلاق الكريمة العظيمة العناية بطاعة الله ورسوله في جميع الأوقات والمحافظة على ذلك والحفاظ على الوقت وأن يأمر بطاعة الله وترك ما نهى عنه والعناية بالأخلاق الكريمة من بر للوالدين وصلة الرحم وإيثار للمسلم وعدم الغيبة والنميمة والحرص على حفظ اللسان عما لا ينبغي والإكثار من ذكر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والتحذير من الشر .
وهكذا المؤمن وهكذا الشاب المتعلم يجب أن يعود نفسه هذه الأخلاق الكريمة ويجب أن يتعود البعد عما حرمه الله والحذر عما حرم الله ، فإن العبد متى نشأ على شيء في الغالب يشيب عليه ويموت عليه . في سنة الله على عباده أنه سبحانه إذا وفق العبد في شبابه على الخير والاستقامة فإن الله سبحانه يوفقه للثبات عليه والوفاة عليه . فليحرص المؤمن والشاب الصالح على الثبات على الحق والسير عليه ومصاحبة الأخيار الذين يعينونه على الخير والحذر من صحبة الأشرار والزملاء الذين يعينونه على الشر . وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وأن يسلك بنا جميعا صراطه المستقيم وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه والدعوة إليه على بصيرة إنه جل وعلا جواد كريم كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا إلى كل خير وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته وأن ييسر لهم البطانة الصالحة وأن يجعلهم هداة مهتدين .
كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وأن يعينهم على تنفيذ الحق والحكم به والحذر ممن يخالفه وأن يصلح الله لهم البطانة وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يولي عليهم خيارهم وأن يفقههم في الدين وأن يكثر بينهم دعاة الهدى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .

——————————————————————————–

[1] – سورة الذاريات الآيات 56-58.
[2] – سورة الحديد الآية 25.
[3] – سورة النحل الآية 89.
[4] – سورة النحل الآية 36.
[5] – سورة الأنبياء الآية 25.
[6] – سورة سبأ الآية 28.
[7] – سورة الأعراف الآية 158.
[8] – سورة الأحزاب الآية 40.
[9] – سورة الأعراف الآية 158.
[10] – سورة سبأ الآية 28.
[11] – سورة الأنبياء الآية 107.
[12] – سورة الفرقان الآية 1.
[13] – سورة الأعراف من الآية 157.
[14] – سورة آل عمران من الآية 31.
[15] – سورة النساء الآيتان 13-14.
[16] – سورة الفاتحة الآية 5.
[17] – سورة الإسراء الآية 23.
[18] – سورة البينة الآية 5.
[19] – سورة المائدة الآية 72.
[20] – سورة الأنعام الآية 88.
[21] – سورة الزمر الآية 65.
[22] – سورة النساء الآية 48.
[23] – سورة البقرة الآية 163.
[24] – سورة محمد من الآية 19.
[25] – سورة الحج من الآية 62.
[26] – سورة الإسراء من الآية 9.
[27] – سورة فصلت من الآية 133.
[28] – سورة ص من الآية 29.
[29] – سورة النجم الآيات 1-4.
[30] – سورة النور الآية 54.
[31] – سورة الشورى الآيتان 52-53.
[32] – سورة النحل الآية 43.
[33] – سورة الأحزاب الآية 53.
[34] – سورة محمد الآية 17.
[35] – سورة مريم الآية 76.
[36] – سورة الفاتحة الآيتان 6-7.
[37] – سورة النساء الآية 69.
[38] – سورة النساء الآية 36.

القعدة
القعدة

☼☼ نصيحة بمناسبة قدوم شهر رمضان . الشيخ عبدالعزيز بن باز ☼☼ 2024.

القعدة
القعدة

هذه كلمة للشيخ عبد العزيز بن باز بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك

نحن في بداية شهر رمضان الكريم، هل من نصيحة أو كلمة تتفضلون بها للمسلمين في هذا الشهر المبارك؟

نعم، شهر رمضان المبارك الواجب على المسلمين أن يعزموا العزم الصادق على صومه، وأن يصونوا صومهم عما حرم الله من الغيبة والنميمة وسائر المعاصي، فهو شهر كريم جعل الله صيامه فريضة وجعل قيام ليله تطوعاً، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه و سلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)، وسوف ننشر إن شاء الله نصيحة في أول الشهر في هذا المعنى، نسأل الله أن ينفع بها الناس. –

الواقع أن للمستمعين حقاً في هذا البرنامج -سماحة الشيخ- فهل تتفضلون باستيفاء هذا المعنى للمستمعين الذين قد لا يقرؤون؟

ج/ مثلما تقدم، الواجب عليهم أن يصوموه متى ثبت، أن يصوموه وأن يتقوا الله وأن يصونوا صومهم عما حرم الله، ويشرع لهم الاجتهاد في أنواع الذكر والعبادة والصدقات حتى يكملوه، وأن يعزموا عزما صادقا أن يستقيموا على طاعة الله بعد رمضان كما استقاموا في رمضان، وأن يحذروا ما نهى الله عنه في كل وقت؛ لأن الله أوجب عليهم أن يوأدوا حقه في جميع الأوقات، وأن يحذروا ما نهى عنه في جميع الأوقات، ولكن وقت رمضان يكون أخص بمزيد من العناية، فإن رمضان شهر عظيم، وهو أفضل الشهور، فالواجب أن يخص بمزيد عناية في أداء ما أوجب الله وترك ما حرم الله، وصيانة الصوم عما يجرحه من سائر المعاصي، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يعينهم على كل خير، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله.
بالصوت من هنا
القعدة

شكرا لك أختي على النصيحة

بارك الله فيك اخ سامر على مواضيعك القيمة حفظك الله ورعاك

ينقل الى قسم المرئيات وصوتيات

طير الجنة
محمد ابو الوليد
بارك الله فيكم وفي نشاطكم القيم
ويسعدني دوما ان ارى طلتكم المميزة وتفرد قلمكم
ودمتم في حفظ الله
اخوكم في الله سامر


السلام عليكم
مشكور اخي الكريم على النصائح والله يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي على النصيحة لكن
هل لك ان تعطيني لمحة موجزة عن الشيخ بن باز انا دائما اسمع عنه لكني لا اعرفه حقا
شكرا

اللهم بلغنا رمظان
بارك الله فيك اخي سمر
ayadzadam
rafika32
العمدة العراقي
espoirs
أشكر لكم كما هي عاداتكم معي بتشريفي بهذا المرور الكريم
فبارك الله خطاكم و تواجدكم الطيب فوق متصفحي
وننتظر بشوقاً كبير عودة رائعة لمشاركاتكم الآخاذة
وأودعتكم عناية الباري اخـوكم في الله سامر


بارك الله فيك جزاك الله خير أخي على النقل الطيب جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله.

تغريدات عبد العزيز عرب " حول بعض حقوق المرأة التي كفلها الإسلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
من حق المرأة (١) : عبادة ربها بما افترضه عليها ، ولايحل لأحد منعها من ذلك .. أما النوافل فهي مقيدة بعدم التعدي على حق الزوج .

من حق المرأة (٢) : أن تكون لها حضانة أبناءها في حالة طلاقها إذا كان أبناؤها دون ٧ سنوات مالم تتزوج .

من حق المرأة (٣) : أن ترفض أو توافق على من تقدم لخطبتها بدون إجبار أو إكراه .

من حق المرأة (٤) : أن يكون لها ذِمّة مالية مستقلة .. لايجوز أن يتسلط عليها زوج أو أب فضلا عن أخ أو قريب .

من حق المرأة (٥) : أن يوفّر لها ( ولي الأمر ) بيئة العمل الخاصة بها بعيدا عن مخالطة الرجال .

من حق المرأة (٦) : أن تطالب زوجها بما يحقق غريزتها .

من حق المرأة (٧) : أن تتعلم ما يحقق الهدف من وظيفتها في الحياة .

من حق المرأة (٨) : العمل في خدمة بنات جنسها وبِناء أمتها في دائرة خصوصيتها .

من حق المرأة (٩) : أن تلبس ما تشاء وتتزين بما تشاء في حدود ما أباحه الله لها .

من حق المرأة (١٠) : كامل مهرها ( صداقها ) ولايحل لوليها أن يأخذ منه شيئا إلا برضاها وطيب نفسها .

من حق المرأة (١١) : ألا تخدم إلّا والديها وزوجها ، وغير ذلك فهو تفضل منها وإحسان .

من حق المرأة (١٢) : كامل نصيبها الشرعي من الميراث مهما كان نوعه وقدره .

من حق المرأة (١٣) : أن تشترط على زوجها في عقد النكاح ما تشاء ( مالم يكن محرما ) ويجب على الزوج الوفاء بذلك .

من حق المرأة (١٤) : أن يُنفق عليها وليُّها بما يكفيها ، فإن لم يكن لها وليّ فعصبتها ، فإن لم يكن لها عصبة فالدولة تنفق عليها بمايكفيها .

من حق المرأة (١٥) : أن يكون لها مسكن مستقل و مناسب لمثلها لا يشاركها فيه ضرّة ولا أهل زوج .

من حق المرأة (١٦) : إذا كان بقاؤها مع زوجها فيه ضرر عليها أن تخالع نفسها منه ، أو يفسخ القاضي نكاحها إذا رأى ما يوجب الفسخ .

من حق المرأة (١٧) : أن تتصرف في راتبها أومالها بما تشاء


تغريدات عبد العزيز عرب " حول بعض حقوق المرأة التي كفلها الإسلام
بارك الله فيك
بارك الله فيك

حقيقة العبادة التي خلق من أجلها الثقلان للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله 2024.

حقيقة العبادة التي خلق من أجلها الثقلان

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطَّلع عليه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين، وأعاذني وإياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن أهم واجب على المكلف وأعظم فريضة عليه، أن يعبد ربه سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[1]، وأخبرنا سبحانه في موضع من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته، فقال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[2]، وهذه العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها هي توحيده بأنواع العبادة من الصلاة والصوم والزكاة والحج والسجودوالطواف والذبح والنذر والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة، وسائر أنواع الدعاء، ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسل الرسل جميعاً، وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها، والأمر بإخلاصها لله وحده، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[3]، وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[4]، ومعنى قضى ربك في هذه الآية أمر وأوصى، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[5]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[6]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.[7]
وقال عز وجل: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[8] الآية، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[9] الآية، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[10]، وقال تعالى:
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}[11].
فهذه الآيات المحكمات وما جاء في معناها من كتاب الله كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وأن ذلك هو أصل الدين وأساس الملة، كما تدل على أن ذلك هو الحكمة في خلق الجن والإنس وإرسال الرسل وإنزال الكتب، فالواجب على جميع المكلفين: العناية بهذا الأمر والفقه فيه، والحذر مما وقع فيه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام من الغلو في الأنبياء والصالحين والبناء على قبورهم واتخاذ المساجد والقباب عليها، وسؤالهم والاستغاثة بهم واللجوء إليهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب وشفاء المرضى والنصر على الأعداء إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما دل عليه كتاب الله عز وجل، ففي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟))فقال معاذ: قلت الله ورسوله أعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا))الحديث، وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار))، وخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهذه المسألة هي أهم المسائل وأعظمها، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك، فقام بتبليغ ما بعثه الله به عليه الصلاة والسلام أكمل قيام، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على تبليغ الدعوة حتى أزال الله من الجزيرة العربية جميع الأصنام والأوثان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وكسرت الأصنام التي حول الكعبة وفي داخلها، وهدمت اللات والعزى ومناة، وكسرت جميع الأصنام التي في قبائل العرب، وهدمت الأوثان التي لديهم، وعلت كلمة الله وظهر الإسلام في الجزيرة العربية، ثم توجه المسلمون بالدعوة والجهاد إلى خارج الجزيرة وهدى الله بهم من سبقت له السعادة من العباد، ونشر الله بهم الحق والعدل في غالب أرجاء المعمورة، وصاروا بذلك أئمة الهدى وقادة الحق ودعاة العدل والإصلاح، وسار على سبيلهم من التابعين لهم بإحسان أئمة الهدى ودعاة الحق ينشرون دين الله ويدعون الناس إلى توحيد الله ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم لا يخافون في الله لومة لائم، فأيدهم الله ونصرهم وأظهرهم على من ناوأهم ووفى لهم بما وعدهم في قوله سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[12]، وقوله عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[13]، ثم غيَّر الناس بعد ذلك وتفرقوا وتساهلوا بأمر الجهاد وآثروا الراحة واتباع الشهوات، وظهرت فيهم المنكرات إلا من عصم الله سبحانه. فغير الله عليهم وسلط عليهم عدوهم جزاء بما كسبوا، وما ربك بظلام للعبيد، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[14].
فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا: الرجوع إلى الله سبحانه وإخلاص العبادة له والتوبة إليه مما سلف من تقصيرهم وذنوبهم، والبدار بأداء ما أوجب الله عليهم من الفرائض والابتعاد عما حرم عليهم، والتواصي فيما بينهم بذلك والتعاون عليه.
ومن أهم ذلك: إقامة الحدود الشرعية وتحكيم الشريعة بين الناس في كل شيء، والتحاكم إليها، وتعطيل القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله، وعدم التحاكم إليها، وإلزام جميع الشعوب بحكم الشرع، كما يجب على العلماء: تفقيه الناس في دينهم ونشر التوعية الإسلامية بينهم، والتواصي بالحق والصبر عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع الحكام على ذلك، كما يجب محاربة المبادئ الهدامة من اشتراكية وبعثية وتعصب للقوميات وغيرها من المبادئ والمذاهب المخالفة للشريعة. وبذلك يُصلح الله للمسلمين ما كان فاسداً، ويرد لهم ما كان شارداً، ويعيد لهم مجدهم السالف، وينصرهم على أعدائهم،
ويمكن لهم في الأرض، كما قال تعالى وهو أصدق القائلين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[15]، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[16]، وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[17].

والله المسئول سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعامتهم، وأن يمنحهم الفقه في الدين، ويجمع كلمتهم على التقوى ويهديهم جميعا صراطه المستقيم وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم جميعا للتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

[1] سورة الأعراف الآيات: 54-56.

[2] سورة الذاريات: الآية 56.
[3] سورة البقرة: الآية 21.
[4] سورة الإسراء: الآية 23.

[5] سورة البينة: الآية 5.
[6] سورة الحشر: الآية 7.
[7] سورة النساء: الآية 59.
[8] سورة النساء: الآية 80.
[9] سورة النحل: الآية 36.
[10] سورة الأنبياء: الآية 25.
[11] سورة هود: الآيتان 1-2.
[12] سورة محمد: الآية 7.
[13] سورة الحج: الآية 41.
[14] سورة الرعد: الآية 11.
[15] سورة الروم: الآية 47.
[16] سورة النور: الآية 55.
[17] سورة غافر: الآية 51-52.

المصدر

يوسف وامراة العزيز .درس في العفة للشباب 2024.

شبابنا هم أبناؤنا وإخواننا وأحبابنا، كلنا يعلم ما يعانونه في شبابهم من مشكلات تواجههم في حياتهم.. ولعل مشكلةَ تأجج الشهوة في تلك الحقبة من العمر وانتشار دواعيها مع قلة مصارفها الحلال هي واحدة من أكبر هذه المشكلات، بل وأهمها لدى إخواننا الشباب..

وإذا كانت العفة مطلبًا شرعيًا واجتماعيًا ـ صيانة للدين وحفاظًا على المجتمع بحفظ أهم طبقة فيه ـ فلا يخفى صعوبة هذا المطلب في مثل زماننا، زمان الفضائيات والدشوش والكليبات والشبكات العنكبوتية والتي تتكاتف جميعًا لعولمة النمط الثقافي والاجتماعي الأمريكي خاصة والغربي عامة بما فيه من إباحية جنسية، وهدم للمنظومة الأخلاقية، ومغايرة للمفاهيم الإسلامية والشرقية.

وكل هذا يجب أن لا يحملنا على اليأس والاستسلام والرضا بالواقع، بل على العكس ينبغي أن يحث الهمم ويهيج على العمل لدرء الفتن وصيانة الشباب.
ويبقى الأمل في نفوسنا وحسن ظننا بشبابنا بابًا ندخل منه لدعوتهم لمجابهة الشهوات وعدم الرضوخ لها والوقوع في أسرها.

قصة يوسف
إننا حين نتحدث عن مواجهة الشهوة لا نتحدث عن أمر معجز يستحيل الحصول عليه، وإنما مطلب واقعي ممكن، وإن كان صعبًا. وقد قص علينا القرآن قصة من قصص الشباب مع الشهوة ليتخذ شبابنا منها قدوة وأسوة ودرسًا عمليًا في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص من ورطاتها.

إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة أشد من أي واقع يقابله شاب منا، فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها :

فالشباب والقوة والشهوة متوفرة؛ فقد كان في عنفوان شبابه، وهو يحتاج لتصريف شهوته وهو عزب، ولا مصرف له حلال، وقد بذلت له ولم يسع إليها..

والمرأة جميلة؛ فهي زوجة العزيز ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النساء.

ولا خوف من العقوبة؛ فالمرأة هي الطالبة والراغبة، وقد طلبت وأرادت بل وراودت، فكفته مؤنة التلميح أو التصريح بالرغبة.
وقد أغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن، ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة.
ثم هو غريب في بلد لا يعرفه أحد؛ فلا خوف من أن يفتضح، وهو خادم وهي سيدته، فهو تحت سلطانها وقهرها، فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها.

وقد عانى عظم الفتنة وشدة الإغراء.. فالمرأة لا شك قد أعدت للأمر عدته وبيتته بليل وخططت له، فدخلت وأغلقت الأبواب كل الأبواب، وبدأت في المراودة، ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة، فما ملك إلا الهرب، وأنقذه هذه المرة وجود سيده لدى الباب رغم أن ردة فعله كانت مخيبة للآمال.

تكرر الإغراء
لقد تكرر الموقف لا شك مرات، وقد هددته وتوعدته وخوفته بالسجن، ورأى جرأتها على زوجها وقدرتها على تنفيذ أمرها، وإصرارها على تحصيل مبتغاها في قضاء وطرها، والإعلان بذلك أمام النسوة في وقاحة وعدم حياء أو خوف، مع أمنها مكر زوجها؛ فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير قيمة لديهم وهذا ظاهر من موقفه: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين}[يوسف:29].

لقد أعلنتها صريحة: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمروه ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين}[يوسف:32]. فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا أن يعتصم بالله، وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس، بل ويرضى بالسجن (وأرجو أن نلاحظ ذلك) ترك اللذة والشهوة، وآثر عليها السجن بما فيه، وهو لا يدري متى سيخرج منه، ولعله لا يخرج أبدًا، لكنه كان أحب إليه من رغبة الشباب ولذة الحرام، فأطلقها صريحة: {رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين}[يوسف:33].

إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه لنتخذه أنموذجًا يحتذى، ومثلاً يقتدى، ونتشبث بما تشبث به يوسف لننجو من أغلال الشهوة وذل المعصية.

قوارب النجاة:
لقد تمسك الصادق العفيف "يوسف" بأمور كانت سببًا بعد توفيق الله وحفظه في عصمته وصيانته، ولو تمسك بها كل واحد منا لبلغ بأمر الله بر الأمان كما بلغه يوسف:

أولها: خوف الله ومراقبته
لقد كان في خلوة لا يراه من البشر أحد، والضغوط كلها عليه، ومداخل الشيطان كثيره، فما بحث عن تبريرات، ولا استسلم لوخز الشهوات واستحضر في ذلك الموقف العظيم خوفه من الله تعالى ومراقبته له، وتعظيمه لحق الله تعالى فقال لما راودته بملء فيه: {معاذ الله}، {إنه لا يفلح الظالمون}.

وما أجمل هذا الخوف وما أجل عاقبته التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم: "…ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله…".

ثانيها: توفيق الله وحفظه لعبده:
فلما رأى الله تعالى منه صدقه وصبره صرف عنه السوء وصرفه هو عن السوء صيانة له وتكريما وجزاء على عفته: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}[يوسف:24].

ثالثها: فراره عن أسباب المعصية:
فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج، وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له وشدة هربه منها.

وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الأسواق المختلطة، والفرار من المتنزهات، والفرار من الخلوة بالأجنبيات، وصيانة النظر عن رؤية المحرمات والعورات، والبعد عن مواقع الشهوة والعري في النت والفضائيات، كلها من أسباب الفرار بالدين من الفتن .. وخلاصتها غض الأبصار عن الوقوع في حمى الأخطار.

كل الحوادث مبدأهـــا من النظــر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها *** كمبلغ السهم بين القــــــوس والوتر
يســــر مقلته ما ضــــــر مهجته *** لا مرحـــــبا بسرور جاء بالضرر

ومن صدق الفرار أن يفر الواحد منا من قرناء السوء الذين يذكرونه بالمعاصي، ويحدثونه عنها وعن سبلها ووسائلها وكيفية الوصول إليها، بل ويمدونه بها وييسرونها عليه،، فهؤلاء معرفتهم في الدنيا عار وفي الآخرة خزي وبوار .

ومن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال العالم لقاتل المائة نفس: "ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".

رابعها: الدعاء والالتجاء إلى الله:
فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، فهو سبحانه القادر أن يثبت قلبك ويصرف همم أهل السوء عنك، والتوفيق كله بيده، والخذلان أن يكلك إلى نفسك. وقد علم يوسف ذلك؛ فالتجأ إلى الحصن الحصين والركن الركين: {وإلا تصرف عني كيدهم أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنَّ إنه هو السميع العليم}[يوسف:33، 34]. فإذا أردت العصمة فاعتصم بربك: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}[آل عمران:101].

خامسها: تهويل خطر المعصية:
فقد رأى الكريم أن الفاحشة أمر عظيم وخطب جليل، وتجرؤ على حدود الله خطير، وتفكر في عقوبة الآخرة، فهانت عليه عقوبة الدنيا، فاختار السجن ومرارته على أن يلغ في عرض لا يحل له، أو أن يقضي وطرًا في غير محله: {قال رب السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه}[يوسف:33].

سادسها: الاعتصام بالإيمان:
فالإيمان يصون أهله ويحمي أصحابه، ومن حفظ الله تعالى حفظه الله في دينه ودنياه وأهله وأخراه، وما عصم يوسف عليه السلام إلا الإيمان بربه وصدقه معه وإخلاصه له، وقد سجل الله له ذلك فقال: {إنه من عبادنا المخلصين}[يوسف:24].

الزواج أو الصوم:
لقد عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم مشكلة الشهوة عمليًا بدعوة القادرين على سرعة إعفاف النفس، وكذلك الآباء على سرعة تزويج أبنائهم لرفع الحرج عنهم ودفع القلق وجلب الاستقرار النفسي والاجتماعي، فإن دعت الظروف وامتنعت القدرة فاللجوء إلى الصوم، فإنه يقطع الشهوة ويحطم جموح النفس: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

تذكر عاقبة العفة:
وهو معين للشاب على هجر الفاحشة ومقاومة الشهوة الجامحة أن يتذكر عاقبة العفة الدنيوية والأخروية. فأهل العفة هم أهل ثناء الله وفلاح الآخرة: {قد أفلح من تزكى}[الأعلى:14]. {والذين هم لفروجهم حافظون…. أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}[المؤمنون:5].

وأهل العفة هم أهل المغفرة والأجر العظيم: {والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}[الأحزاب:35].

وأهل العفة هم أهل الجنة: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
ثم تذكر الإحساس بلذة الانتصار على النفس والشيطان، والتخلص من رقة المعصية ومذلة الذنب وكسرة النفس والقلب، وخوف عقوبة الآخرة.

وللأسرة دور أيضًا:
إننا ونحن ندعو شبابنا للعفة ومقاومة الشهوة لا ينبغي أن نغفل دورنا كآباء وولاة أمور، بل الواجب على الوالدين تيسير أسباب العفة للأبناء، ودفع غوائل الشهوة عنهم. فغرس الإيمان في القلوب بحسن التربية والتنشئة، وسد ذرائع الشهوة بإخراج آلات اللهو والإغراء من البيوت، والعلاقة الأخوية ورابطة الصداقة مع أبنائنا التي تحمي من قرناء السوء، وحسن الاستماع والإنصات لمشكلات الأبناء، مع البحث عن العلاج السليم دون التأنيب والاندفاع، مع فتح باب المصارحة لإيجاد أيسر الحلول من أقرب الطرق.. كلها معينات للأبناء، ولا تنسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

نسأل الله أن يصرف عن شباب المسلمين كل مكروه وسوء. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين…للامانة منقول

بارك الله فيك
اروع قصة من وجهة نظري في القران الكريم
مشكورة ربي يجعل كل حرف منها في ميزان حسناتك

وفيك بركة اخي….اسعدني ردك

وليدي العزيز 2024.

القعدة

هادي اخر صورة وصلت لي

هاد الصباح

بعثهالي وليدي العزيز لي راه في الخدمة الوطنية

حبيت نوريها لكم

بصح ماتنساوش تقولو الله يبارك

و خموس وخمسة في عيون الحساد

القعدة

*

*

*

*

*

*

*

*

*
القعدة

القعدة

القعدة

:yahoo::yahoo::yahoo:

:yahoo::yahoo:

:yahoo:

انتضر ردودكم

القعدة

الله يبارك خمسة وخموس عليه
الله يخليهولك ويحفظو ملعين هههههههه
مرسي
الله يبارك فيك اختي

هههههههههههههه

ويسلمك

و يحفظك على المرور الطيب

ميرسي

هههههههههه والله هايلة شكرا لكي اختي ههههههههههههههه بارك الله فيكي وحدل القط وعليه لكلام هههههههههه

شحال شباب يشبه للقط
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
هههههههههه والله هايلة شكرا لكي اختي ههههههههههههههه بارك الله فيكي وحدل القط وعليه لكلام هههههههههه
القعدة القعدة
ياك مانسيتش تقول الله يبارك

هههههههههههه

ميرسي على المرور الطيب اخي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
شحال شباب يشبه للقط
القعدة القعدة


هههههههههههههههههههههههه

على هادى هو شباب

ميرسي على المرور

ههههههههههههههه
الله يبارك
يبارك فيك اختي

هههههه

ميرسي على المرور