حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف 2024.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي
يقول السائل: بالنسبة للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من كل عام، أنا أعرف أنه بدعة، ولكنني سمعت من يقول بأن هناك بدعة حسنة أو بدعة مستحبة، وهناك من يعملونه في كل عام هجري في شهر ربيع الأول، فأرجو إيضاح ذلك، بارك الله فيكم؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم أمر قد كثر فيه الكلام، وكتبنا فيه كتابات متعددة، ونشرت في الصحف مرات كثيرة، ووزعت مرات كثيرة، وكتب فيه غيري من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم، وبيَّن أولئك العلماء أنه بدعة، وأن وجوده من بعض الناس لا يبرر كونه سنة، ولا يدل على جوازه ومشروعيته.

وقد نص على ذلك أيضا الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام، وكتب في هذا أيضا شيخنا العلامة الكبير محمد بن إبراهيم رحمه الله كتابة وافية، وليس في هذا والحمد لله شك عند من عرف الأصول وعرف القاعدة الشرعية في كمال الشريعة والتحذير من البدع، وإنما يُشكل هذا على بعض الناس الذين لم يحققوا الأصول ولم يدرسوا طريقة السلف الصالح دراسة وافية كافية، بل اغتروا بمن فعل المولد من بعض الناس فقلدوه، أو اغتروا بمن قالت إن في الإسلام بدعة حسنة.

والصواب في هذا المقام أن الاحتفال بالموالد كله بدعة، بمولده عليه الصلاة والسلام وبمولد غيره، كمولد البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهما، لم يفعله السلف الصالح، ولم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم احتفالا بمولده، وهو المعلم المرشد عليه الصلاة والسلام، وقد بلغ البلاغ المبين، ونصح الأمة وما ترك سبيلا يقرب من الله ويدني من رحمته إلا بيَّنه للأمة وأرشدهم إليه، وما ترك سبيلا يباعد من رحمة الله ويدني من النار إلا بيَّنه للأمة وحذرهم منه، فقد قال الله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا [المائدة: 3].

وقد أقام عليه الصلاة والسلام في مكة ثلاث عشرة سنة وفي المدينة عشر سنين ولم يحتفل بهذا المولد، ولم يقل للأمة افعلوا ذلك، ثم صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم لم يفعلوا ذلك، لا الخلفاء الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة، ثم التابعون لهم بإحسان من التابعين وأتباع التابعين من القرون المفضلة كلهم على هذا السبيل، لم يفعلوا شيئا من هذا؛ لا قولا ولا عملا.
ثم أتى بعض الناس في القرن الرابع ممن ينسب إلى البدعة من الشيعة الفاطميين المعروفين، حكام مصر والمغرب فأحدثوا هذه البدعة، ثم تابعهم غيرهم من بعض أهل السنة جهلا بالحق، وتقليدا لمن سار في هذا الطريق، أو أخذا بشبهات لا توصل إلى الحق.
فالواجب على المؤمن أن يأخذ الحق بدليله، وأن يتحرى ما جاءت به السنة والكتاب حتى يكون حكمه على بينة وعلى بصيرة، وحتى يكون سيره على منهج قويم.

والله يقول: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى: 10]، ويقول عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

وإذا نظرنا فيما يفعله الناس من الاحتفالات ورددناها إلى القرآن العظيم لم نجد فيه ما يدل عليها، وإذا رددناه إلى السنة لم نجد فيها ما يدل على ذلك لا فعلا ولا قولا ولا تقريرا، فعلم بذلك أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بلا شك يجب تركها ولا يجوز فعلها، ومن فعل ذلك من الناس فهو بين أمرين: إما جاهل لم يعرف الحق فيعلم ويرشد، وإما متعصب لهوى وغرض، فيدعى للصواب ويدعى له بالهداية والتوفيق، وليس واحد منهما حجة؛ لا الجاهل ولا المتعصب، وإنما الحجة فيما قاله الله ورسوله لا في قول غيرهما.

ثم القول بأن البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة وإلى محرمة وواجبة؛ قول بلا دليل، وقد رد ذلك أهل العلم واليقين وبينوا خطأ هذا التقسيم، واحتجوا على هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني: فهو مردود (متفق على صحته)، وروى مسلم رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: فهو مردود.

وفي الصحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ولم يقل البدعة فيها كذا وكذا؛ بل قال: كل بدعة ضلالة. وقد وعظ أصحابه فقال: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
والبدعة شرعا إنما تكون في أمور الدين والتقرب إلى الله سبحانه، لا في أمور الدنيا، أما أمور الدنيا مثل المآكل والمشارب فللناس أن يحدثوا بمآكلهم وطعامهم وشرابهم صناعات خاصة، يصنعون الخبز على طريقة والأرز على طريقة، وأنواعا أخرى على طريقة، لهم أن يتنوعوا في طعامهم، وليس في هذا حرج.

وإنما الكلام في القربات والعبادات التي يتقرب بها إلى الله، هذا هو محل التبديع، وكذلك الصناعات، وآلات الحرب للناس أن يحدثوا أشياء يستعينون بها في الحرب، من القنابل والمدافع وغير ذلك، وللناس أن يحدثوا المراكب والطائرات والسفن الفضائية والقطارات، ليس في هذا شيء، إنما الكلام فيما يتقرب به إلى الله، ويعده الناس قربة وطاعة يرجون ثوابها عند الله.

هذا هو محل النظر، فما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو ولا أصحابه، ولم يدل عليه صلى الله عليه وسلم، ولم يرشد إليه، بل أحدثه الناس وأدخلوه في دين الله فهو بدعة؛ شاء فلان أم غضب فلان، فالحق أحق بالاتباع.

ومن هذا الباب ما أحدثه الناس من بناء المساجد على القبور واتخاذ القباب عليها، فهذه من البدع التي وقع بها شر كثير، حتى وقع الشرك الأكبر وعبدت القبور من دون الله؛ بأسباب هذه البدع، فيجب على المؤمن أن ينتبه لما شرعه الله فيأخذ به، وعليه أن ينتبه لما ابتدعه الناس فيحذره؛ وإن عظَّمه المشار إليهم من أهل الجهل، أو التقليد الأعمى، والتعصب.

فلا عبرة عند الله بأهل التقليد الأعمى، ولا بأهل التعصب، ولا بأهل الجهل، وإنما الميزان عند الله لمن أخذ بالدليل واحتج بالدليل وأراد الحق بدليله، هذا هو الذي يعتبر في الميزان، ويرجع إلى قوله، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

بدعة المولد

محمد ناصر الدين الألباني

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ}.
{يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثير المسلمين بالمولد النبوي، وليس ذلك مني كل قيام بواجب التذكير وتقديم النصح لعامة المسلمين، فإنه واجب من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع، جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة، وليس يهمني في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات، قديمها وحديثها؛ فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر، ومن البدهي أنني لا أريد الدندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين، لأبين أن هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين؛ لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيداً شرعياً مطلقا، وإنما هي عواطف جانحة.
فنحن نعلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – جاء بالدين كاملاً وافياً تاماً، والدين هو كل شيء يتدين به المسلم وأن يتقرب به إلى الله – عز وجل – ليس ثمة دين إلا هذا الدين، هو كل ما يتدين به ويتقرب به المسلم إلى الله – عز وجل -، ولا يمكن أن يكون شيء ما من الدين في شيء ما، إلا إذا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه، أما ما أحدثه الناس بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم -، فلا سيما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، فهي لاشك ولا ريب من محدثات الأمور.

وقد علمتم جميعاً حكم هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها حيث نقول فيها كما سمعتم آنفاً "خير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ونحن وإياهم مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن ليس فقط في عهده – صلى الله عليه وسلم -، بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفاً.

ومن البدهي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقاً في القرون المذكورة آنفاً، فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدّعون إتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته، مع أنها ولادة خارقة للعادة، وإنما الاحتفال بولادة عيسى – عليه السلام – هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم، وهي كما قال ربنا – عز وجل – {ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}، هذه البدع التي اتخذها النصارى -ومنها الاحتفال بميلاد عيسى- ما شرعها الله – عز وجل -، وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم. فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد – صلى الله عليه وسلم – أيضاً كذلك لم يحتفل بميلاده، والله – عز وجل – يقول {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، فهذا من جملة الإقتداء بنبينا وبعيسى – عليه الصلاة والسلام -، وهو نبينا أيضاً، ولكن نبوّته نسخت ورفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهما. ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان -كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة- إنما يحكم بشريعة محمد – صلى الله عليه وسلم -.

فإذاً محمد – صلى الله عليه وسلم – لم يحتفل بميلاده، وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع -الذي نحن في صدد الكلام عليه-، يقولون محمد – صلى الله عليه وسلم – ما راح يحتفل بولادته، طيب سنقول: لم يحتفل بولادته – عليه السلام – بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه، وأحب الخلق من النساء إليه، ذلكما أبو بكر وابنته عائشة – رضي الله عنهما -، ما احتفلا بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، كذلك الصحابة جميعاً، كذلك التابعون، كذلك أتباعهم، وهكذا. إذاً لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتعظ بقول الله – عز وجل -: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، فلا يقولن أحد الناس الرسول ما احتفل لأنه هذا يتعلق بشخصه لأنه يأتي بالجواب؛ لا أحد من أصحابه جميعاً أحتفل به – عليه السلام -، فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال، ولا أفضل من بعدهم أبداً، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقاً.

من هؤلاء الذين يستطيعون -بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة يمضون- لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك، وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفاً -فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله – عز وجل – ومن ذلك {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، فرسول الله ما احتفل، إذاً نحن لا نحتفل، إن قالوا ما احتفل لشخصه، نقول ما احتفل أصحابه أيضاً بشخصه من بعده، فأين تذهبون؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البينة الواضحة التي لا تفسح مجالاً مطلقاً للقول بحسن هذه البدعة، وإن مما يبشر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدأوا يضطرون ليعترفوا بهذه الحقيقة، وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة، ولكن يعودهم ويحتاجون إلى شيء من الشجاعة العلمية، التي تتطلب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون، فهؤلاء كأنهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحق الذي اقتنعوا به، ولذلك لا تجد يروق -ولا أريد أن أقول يسدد ويقارب- فيقول صحيح أن هذا الاحتفال ليس من السنة ما احتفل الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح، ولكن الناس اعتادوا أن يحتفلوا ويبدو أن الخلاف فقري، هكذا يبرر القضية ويقول الخلاف شكلي.

لكن الحقيقة أنهم انتبهوا أخيراً إلى أن هذا المولد خرج عن موضوع الاحتفال بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -في كثير من الأحيان-، حيث يتطرف الخطباء أموراً ليس لها علاقة بالاحتفال بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، أريد ألا أطيل في هذا، ولكني أذكّر لأمر هام جداً طالما غفل عنه جماهير المسلمين، حتى بعض إخواننا الذين يمشون معنا على الصراط المستقيم وعلى الابتعاد من التعبد إلى الله – عز وجل – بأي بدعة، قد يخفى عليهم أن أي بدعة يتعبد المسلم بها ربه – عز وجل -، هي ليست من صغائر الأمور ومن هنا نعتقد أن تقسيم البدعة إلى محرمة وإلى مكروهة يعني كراهه تنزيهيه، هذا التقسيم لا أصل له في الشريعة الإسلامية، كيف وهو مصادم مصادمة جلية للحديث الذي تسمعونه دائما وأبداً « كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».

فليس هناك بدعة لا يستحق صاحبها النار، ولو صح ذلك التقسيم لكان الجواب ليس كل بدعة يستحق صاحبها دخول النار، لم؟ لأن ذاك التقسيم يجعل بدعة محرمة، فهي التي تؤهل صاحبها النار، وبدعة مكروهة، تنزيهاً لا تؤهل صاحبها للنار، وإنما الأولى تركها والإعراض عنها والسر.

وهنا الشاهد من إشارتي السابقة التي لا ينتبه لها الكثير، والسر في أن كل بدعة كما قال – عليه الصلاة والسلام – بحق ضلالة، هو أنه من باب التشريع في الشرع الذي ليس له حق التشريع إلا رب العالمين تبارك وتعالى، فإذا انتبهتم لهذه النقطة عرفتم حينذاك لماذا أطلق – عليه الصلاة والسلام – على كل بدعة أنها في النار -أي صاحبها ذلك-، لأن المبتدع حينما يشرّع شيئاً من نفسه فكأنه جعل نفسه شريكاً مع ربه تبارك وتعالى، والله – عز وجل – يأمرنا أن نوحده في عبادته وفي تشريعه فيقول -مثلاً- في كتابه: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنداداً في كل شيء، من ذلك في التشريع. ومن هنا يظهر معشر الشباب المسلم الواعي المثقف الذي انفتح له الطريق إلى التعرف على الإسلام الصحيح، من المفتاح "لا إله إلا الله" وهذا التوحيد الذي يستلزم -كما بين ذلك بعض العلماء قديما وشرحوا ذلك شرحا بينا ثم تبعهم بعض الكتاب المعاصرين- أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله – عز وجل – بالتشريع، يستلزم ألا يشرع أحد مع الله – عز وجل – أمراً ما، سواء كان صغيراً أم كبيراً، جليلاً أم حقيراً، لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع فإن كان هذا التشريع صدر من الله، تقربنا به إلى الله، وإن كان صدر من غير الله – عز وجل – نبذناه، وشرعته نبذ النواة.

ولم يجز للمسلم أن يتقرب إلى الله – عز وجل – بشيء من ذلك، وأولى ألا يجوز للذي شرّع ذلك أن يشرعه وأن يستمر على ذلك وأن يستحسنه، هذا النوع من إفراد الله – عز وجل – بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعض الكتّاب الإسلاميين، بتسمية بأن الحاكمية لله – عز وجل – وحده. لكن مع الأسف الشديد، أخذ شبابنا هذه الكلمة -كلمة ليست مبيّنة مفصّلة لا تشتمل كل شرعة أو كل أمر أدخل في الإسلام وليس من الإسلام في شيء- أن هذا الذي أدخل قد شارك الله – عز وجل – في هذه الخصوصية، ولم يوحّد الله – عز وجل – في تشريعه، ذلك لأن السبب -فيما أعتقد- في عدم وضوح هذا المعنى الواسع لجملة أن الحاكمية لله – عز وجل – هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولهم -مع الأسف الشديد- ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نبّهوا بالضغوط الكافرة التي ترد بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال، ولذلك فهم حينما دعوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائماً وأبداً حول هذه الكلمة الحقة -وهي أن الحاكمية لله – عز وجل – وحده- كان كلامهم دائماً ينصبّ ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي ترد إلينا من بلاد الكفر -كما قلنا- لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرعه الله – عز وجل -. هذا كلام حق لاشك ولا ريب، ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة -وهي أن الحاكمية لله – عز وجل – لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي ترد إلينا من بلاد الكفر، بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كل شيء دخل في الإسلام، سواء كان وافداً إلينا أو نابعاً منا، مادام أنه ليس من الإسلام في شيء.

هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبه لها، وأن لا نتحمس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط -وكفرها واضح جداً- نتنبه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جداً، والناس في غفلة من هذه الحقيقة، فضلاً عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة. لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه محدث ليس من الإسلام في شيء ولكن يجب أن تتذكروا مع ذلك أن الإصرار على استحسان هذه البدعة مع إجمال جميل كما ذكرت آنفا أنها محدثة فالإصرار على ذلك أخشى ما أخشاه أن يدخل المصر على ذلك في جملة {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، وأنتم تعلمون أن هذه الآية لما نزلت وتلاها النبي – صلى الله عليه وسلم -، كان في المجلس عدي بن حاتم الطائي، وكان من العرب القليلين الذين قرأوا وكتبوا، وبالتالي تنصّروا فكان نصرانياً، فلما نزلت هذه الآية لم يتبين له المقصد منها، فقال يا رسول الله كيف ربنا يقول عنا نحن النصارى سابقاً {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، ما اتخذناهم أحبارنا أرباباً من دون الله – عز وجل -كأنه فَهِمَ أنهم اعتقدوا بأحبارهم ورهبانهم أنهم يخلقون مع الله يرزقون مع الله وإلى غير ذلك من الصفات التي تفرد الله بها – عز وجل – دون سائر الخلق- فبيّن له الرسول – عليه السلام – بأن هذا المعنى الذي خطر في بالك ليس هو المقصود بهذه الآية، وإن كان هو معنى حق، لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن إنساناً ما يخلق ويرزق، لكن المعنى هنا أدق من ذلك، فقال له: « أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ » قال أما هذا فقد كان فقال – عليه السلام -، فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله ". لذلك فالأمر خطير جداً؛ استحسان بدعة المستحسن، وهو يعلم أنه لم يكن من عمل السلف الصالح -ولو كان خيرا لسبقونا إليه-، قد حشر نفسه في زمرة الأحبار والرهبان الذين اتُخذوا أرباباً من دون الله – عز وجل -، والذين أيضاً يقلّدونهم، فهم الذين نزل في صددهم هذه الآية أو في أمثالهم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، غرضي من هذا أنه لا يجوز للمسلم -كما نسمع دائماً وكما سمعنا قريباً- الخلاف شكلي؛ الخلاف جذري وعميق جداً لأننا نحن ننظر إلى أن هذه البدعة وغيرها داخلة أولاً في عموم الحديث السابق « كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار » وثانياً، ننظر إلى أن موضوع البدعة مربوط بالتشريع الذي لم يأذن به الله – عز وجل -، كما قال – تعالى -: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} وهذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال بولادته – عليه السلام -، بمعنى قراءة قصة المولد، أما إذا انضم إلى هذه القراءة أشياء وأشياء كثيرة جداً، منها أنهم يقرءون من قصته – عليه الصلاة والسلام – قصة المولد، أولاً مالا يصح نسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وثانياً يذكرون من صفاته – عليه السلام – فيما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر، بينما لو كان هناك يجب الاحتفال -أو يجوز على الأقل- بالرسول – صلى الله عليه وسلم – كان الواجب أن تذكر مناقبه – عليه الصلاة والسلام -، وأخلاقه وجهاده في سبيل الله، وقلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله – عز وجل – إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية، الطالحة الفاسدة، إلى الأخلاق الإسلامية. كان هذا هو الواجب أن يفعله لكنهم جروا على نمط من قراءة الموارد -لا سيما إلى عهد قريب- عبارة عن أناشيد وعبارة عن كلمات مسجعة ويقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقى في ذاكرتي والعهد القديم "حملت به أمة تسعة أشهر قمرية" ما الفائدة من ذكر هذا الخبر؟

وكل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية، القصد هل أفضل البشر وسيد البشر – عليه الصلاة والسلام – يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر؟ إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي، بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختوناً، مشروع وهذا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فهكذا يمدح الرسول – عليه السلام -؟

يعني نقول أن الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوباً الابتعاد عنه للأمرين السابقين، لأنه محدث ولأنه تشريع والله عز رجل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء، فكيف وقد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء وأشياء -مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو استعرضنا الكلام على ذلك-، فحسب المسلم إذاً التذكير هنا والنصيحة أن يعلم أن أي شيء لم يكن في عهد الرسول – عليه السلام – وفي عهد السلف الصالح، فمهما زخرفه الناس ومهما زيّنوه ومهما قالوا هذا في حب الرسول -وأكثرهم كاذبون فلا يحبون الرسول إلا باللفظ وإلا بالغناء والتطريب ونحو ذلك-، مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما عليه سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – أجمعين.

وتذكروا معنا بأن من طبيعة الإنسان المغالاة في تقدير الشخص الذي يحبه لاسيما إذا كان هذا الشخص لا مثل له في الدنيا كلها، ألا وهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فمن طبيعة الناس الغلو في تعظيم هذا الإنسان، إلا الناس الذين يأتمرون بأوامر الله – عز وجل – ولا يعتدون؛ فهم يتذكرون دائماً وأبداً مثل قوله- تبارك وتعالى -: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}، فإذا كان الله – عز وجل – قد اتخذ محمداً – صلى الله عليه وسلم – نبياً، فهو قبل ذلك جعله بشراً سوياً، لم يجعله ملكاً خلق من نور مثلاً -كما يزعمون- وإنما هو بشر، تأكيداً للقرآن الكريم: {قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}، هو نفسه أكد ذلك في غير ما مناسبة فقال: « إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكّروني »، وقال لهم مرة « لا ترفعوني فوق قدري، فإن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ».

لذلك في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ».

هذا الحديث تفسير للحديث السابق « لا ترفعوني فوق قدري، فإن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا »، فهو يقول لا تمدحوني كما فعلت النصارى في عيسى بن مريم، كأن قائلاً يقول كيف نقول يا رسول الله كيف نمدحك؟ قال « أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله » ونحن حينما نقول في رسولنا – صلى الله عليه وسلم – عبد الله ورسوله فقد رفعناه ووضعناه في المرتبة التي وضعه الله – عز وجل – فيها، لن ننزل به عنها ولم نصعد به فوقها. هذا الذي يريده رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منا. ثم نجد النبي صلوات الله وسلامه عليه يطبق هذه القواعد ويجعلها حياة يمشي عليها أصحابه صلوات الله وسلامه عليه معه، فقد ذكرت لكم غير ما مرة قصة معاوية بن جبل – رضي الله عنه – حينما جاء إلى الشام -وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان- بقي في الشام ما بقي لتجارة فيما يبدو، ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي – صلى الله عليه وسلم -، همّ ليسجد لمن؟ لسيد الناس، فقال له – عليه الصلاة والسلام – « مه يا معاذ، قال يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم، فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم »، فقال – عليه الصلاة والسلام – « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها » وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة -لا أريد أن أستطرد إليها-، وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي – صلى الله عليه وسلم -، ما الذي دفعه على هذا السجود؟ هل هو بغضه للرسول – عليه السلام -؟ بطبيعة الحال لا، إنما هو العكس تماماً هو حبه للنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي أنقذه من النار. لولا الرسول – عليه السلام – أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم، لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها، فلذلك ليس غريباً أبداً، لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم. ليس غريباً أبداً أن يهمّ معاذ بن جبل بالسجود للنبي – صلى الله عليه وسلم – كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه، لكن النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك، يريد أن يثبت عملياً بأنه بشر وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر، ويقول « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ». في بعض روايات الحديث "ولكن لا يصلح السجود إلا لله – عز وجل – ".

إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا – صلى الله عليه وسلم -، سواء كان حياً أو ميتاً لماذا؟ تعظيماً له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته – عليه السلام -، ولكن إذا كنا صادقين في حبه – عليه الصلاة والسلام – فيجب أن نأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه وألا نضرب بالأمر والنهي عرض الحائط -بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني ثم عكس للمنطق العقلي السليم. ربنا – عز وجل – يقول {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. فإذاً اتباع الرسول – عليه السلام – هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول – عليه السلام – هو المحب لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم -.

ومن هنا قال الشاعر قوله المشهور:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمرك في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لاطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع

هناك مثال دون هذا، ومع ذلك فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ربّى أصحابه على ذلك، أن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون على عادات جاهلية -وزيادة أخرى- عادات فارسية أعجمية، ومن ذلك أنه يقوم بعضهم لبعض، كما نحن نفعل اليوم تماماً لأننا لا نتبع الرسول – عليه السلام – ولا نصدق أنفسنا بأعمالنا أننا نحبه – عليه الصلاة والسلام -، وإنما بأقوالنا فقط؛ ذلك أن الناس كان يقوم بعضهم لبعض، أما الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقد كان أصحابه معه كما لو كان فرداً منهم، لا أحد يظهر له من ذلك التبجيل الوثني الفارسي الأعجمي شيئاً إطلاقاً وهذا نفهمه صراحة من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه -، قال: "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك" أنظروا هذا الصحابي الجليل الذي تفضل الله عليه فأولاه خدمة نبيه عشرة سنين، أنس بن مالك، كيف يجمع في هذا الحديث بين الحقيقة الواقعة بينه – عليه السلام – وبين أصحابه من حبهم إياه، وبين هذا الذي يدندن حوله أن هذا الحب يجب أن يقيّد بالإتباع وأن لا ينصاع، وأن لا يخضع صاحبه لمن هوى " وحبك الشيء يعمي ويصم" فهو يقول حقاً ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، هذه حقيقة لا جدال فيها، لكنه يعطف على ذلك فيقول: "وكانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك". إذاً لماذا كان أصحاب الرسول – عليه السلام – لا يقومون له؟ إتباعاً له، تحقيقاً للآية السابقة {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}، فاتباع الرسول هو دليل حب الله حباً صحيحاً، ما استسلموا لعواطفهم -كما وقع من الخلف الطالح-، نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد -الذي نحن في صدد بيانه- أنه محدث جرت مناقشات كثيرة -مع الأسف والأمر كالصبح أبلج واضح جداً- فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة، وناس تحمّسوا واستسلموا لعواطفهم، وأخذوا يتكلمون كلاماً لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله – عز وجل – إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب، لماذا؟ لأن في المولد حتى الطريقة القديمة -ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول – عليه السلام – ووضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالساً فجرت مناقشات حول هذا الموضوع- فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق، قال لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول – عليه السلام – على رأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول الحق ما قال الشاعر:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق، وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم -ليس الصحابة حتى لا نظلمهم- ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول – عليه السلام – أكثر، أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول – عليه السلام – لا يقوم له، أم هذا الخلف الأحمق، يقول لو تمكنت لقمت على رأسي؟

هذا كلام إنسان – مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه- وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول – عليه السلام – وأخلاقه وتواضعه، وأمره للناس بأنه ما يرفعوه -إلى آخر ما ذكرنا آنفاً – لما تجرأ أن يقول هذه الكلمة -لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته – عليه السلام – حيث الشيطان يتخذ طريقاً واسعاً جداً لإضلال الناس وإشكال الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته – عليه السلام – لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو حي يرى فينصح ويذكر ويمعلم – وهو سيد المعلمين – فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك، أما بعد وفاته – عليه السلام – فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه.

فإذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً، فنحن نعلم من هذا الحديث -حديث أنس- أن الصحابة كانوا يحبون الرسول – عليه السلام – حباً حقيقياً وأنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائماً وأبداً ولكنهم هم المجاهدون حقاً، تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول – عليه السلام -، ورجاء مغفرة الله – عز وجل – ليحفظوا بحب الله – عز وجل – لهم، فيغفر الله لهم.

هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام، هذه الحقيقة هي التي يجب دائماً نستحضرها وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفق الناس كثيراً وكثيراً جداً، فتخرجهم عن سواء السبيل.
لم يبق الآن من تعظيم الرسول – عليه السلام – في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية، أما التعظيم من حق كما ذكرنا وهو إتباعه، فهذا أصبح محصوراً و محدوداً في أشخاص قليلين جداً. وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم؟ رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول – صلى الله عليه وسلم – لكان ذلك -لا أقول هل هو الكفر- وإنما هو إهانة للرسول – عليه السلام – وليس تعظيماً له وليس حباً له لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في أساليب موسيقية – ما أعرفها – وهو يقول يفعل ذلك حباً في رسول الله، أنه كذاب ليس هذا هو الحب، الحب في اتباعه.
ولذلك الآن تجد الناس فريقين فريق يقنعون لا ثبات أنهم محبون للرسول – عليه السلام – على النص على الصمت، وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغاً في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلمونهم السنة ولا يربونهم عليها، كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر، إلا الاحتفال بولادة الرسول – عليه السلام -، ثم جاء الظغث على إبالة -كما يقال- فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة، كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى، كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً، على طريقة النصارى.

وإن تعجب فعجب من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة، يقولون النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبيهم نحن ما نحتفل بميلاد نبينا – عليه الصلاة والسلام -؟ أقول هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة حنخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا كلمة بريئة جداً ولكنها في مشابهة لفظية قالوا "يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال – عليه السلام – الله أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى أجعل لنا إلها لما لهم آلهة" قد يستغرب الإنسان كيف الرسول – عليه السلام – يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نعلق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة فقال له هذه السنن، بدأتهم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة- قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا – عليه السلام -؟
الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين قال « لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه » قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى هم قال« فمن الناس »؟

أخيراً أقول إن الشيطان قاعد للإنسان بالمرصاد، فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلناً.

بارك الله فيك اللهم اهدنا واهد بنا
تقليد النصارى في أعيادهم ليس فيه خير بل كله ضرر للمسلمين ولاخير في أمة كثرت أعيادها ، لكن يجوز التذكير بسيرة الرسول وليس بالضرورة يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم.

حكم الإحتفال بالمولد النبوي للشيخ ابن باز رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الإحتفال بالمولد النبوي

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الداعي إلى طاعة ربه، المحذر عن الغلو والبدع والمعاصي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين وأما بعد:
فقد اطلعت على المقال الذي نشر بجريدة (إدارة) الأردوية الأسبوعية، الصادرة في مدينة كانفور الصناعية بولاية أترابراديش، في صفحتها الأولى، والمتضمن: حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية وتمسكها بعقيدتها الإسلامية، ومحاربتها للبدع، واتهام عقيدة السلف التي تسير عليها الحكومة، بأنها ليست سنية، مما يهدف به كاتبه إلى التفرقة بين أهل السنة، وتشجيع البدع والخرافات.
وهذا لا شك تدبير سيئ، وتصرف خطير، يراد به الإساءة إلى الدين الإسلامي، وبث البدع والضلالات، ثم إن هذا المقال يركز بشكل واضح على موضوع إقامة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله منطلقا للحديث عن عقيدة المملكة وقيادتها. لذا رأيت التنبيه على ذلك، فأقول مستعينا بالله تعالى:
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره، بل يجب منعه؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولم يأمر به لنفسه، أو لأحد ممن توفي قبله من الأنبياء، أو من بناته أو زوجاته، أو أحد أقاربه أو صحابته. ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ولا التابعون له بإحسان، ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة. وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وقد أمرنا بالاتباع ونهينا عن الابتداع، وذلك لكمال الدين الإسلامي، والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته. وفي رواية أخرى لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وقال عز وجل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا وهذه الآية تدل دلالة صريحة، على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده.
وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها.
وإحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يفهم منه: أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار، إلا بينه لأمته، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه، ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه
لعباده، لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذلك في الأحاديث السابقة.

وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، ومعلوم من القاعدة الشرعية أن المرجع في التحليل والتحريم، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
وإذا رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وإذا رددناه أيضا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم نجد أنه فعله ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فبذلك نعلم أنه ليس من الدين، بل من البدع المحدثة، ومن التشبه الأعمى بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم. وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه، أن الاحتفال بجميع الموالد ليس من دين الإسلام في شيء، بل هو من البدع المحدثات، التي أمرنا الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام بتركها والحذر منها.

ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وقال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية.
ثم إن غالب هذه الاحتفالات – مع كونها بدعة – لا تخلو في أغلب الأحيان، وفي بعض الأقطار من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور. وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد منه، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور التي تكفر فاعلها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه، ومما يدعو إلى العجب والاستغراب، أن الكثير من الناس ينشغل ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه، من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسا، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما. ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان، وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
وأغرب من ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة. ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع فهذه الآية والحديث الشريف، وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين، ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم: التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم، من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند الكثير من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها ما بعد الأذان، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. هذا ما أردت التنبيه عليه نحو هذه المسألة، وفيه كفاية إن شاء الله لمن فتح الله عليه وأنار بصيرته.
وإنه ليؤسفنا جدا أن تصدر مثل هذه الاحتفالات البدعية، من مسلمين متمسكين بعقيدتهم، وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول لمن يقول بذلك: إذا كنت سنيا ومتبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل فعل ذلك هو أو أحد من صحابته الكرام،
أو التابعين لهم بإحسان، أم هو التقليد الأعمى لأعداء الإسلام، من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.

وليس حب الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يقام من احتفالات بمولده، بل بطاعته فيما أمر به، وتصديقه فيما أخبر به، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع. وكذا بالصلاة عليه عند ذكره، وفي الصلوات وفي كل وقت ومناسبة. وليست الوهابية حسب تعبير الكاتب بدعا في إنكار مثل هذه الأمور البدعية، بل عقيدة الوهابية: هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على هديه، وهدي خلفائه الراشدين، والتابعين لهم بإحسان، وما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، أهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله، وإثبات صفات كماله ونعوت جلاله، التي نطق بها الكتاب العزيز، وصحت بها الأخبار النبوية، وتلقتها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم. يثبتونها ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويتمسكون بما درج عليه التابعون، وتابعوهم من أهل العلم والإيمان والتقوى، وسلف الأمة وأئمتها، ويؤمنون بأن أصل الإيمان وقاعدته هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهي أصل الإيمان بالله وحده، وهي أفضل شعب الإيمان، ويعلمون بأن هذا الأصل لابد فيه من العلم والعمل والإقرار بإجماع المسلمين، ومدلوله وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من عبادة ما سواه، كائنا من كان، وأن هذا هو الحكمة التي خلقت لها الجن والإنس، وأرسلت لها الرسل وأنزلت بها الكتب، وهي تتضمن كمال الذل والحب لله وحده، وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم، وأن هذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، فإن الأنبياء على دين الإسلام، وبعثوا بالدعوة إليه، وما يتضمن من الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره، أو دعاه ودعا غيره كان مشركا، ومن لم يستسلم له كان
مستكبرا عن عبادته قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

وعقيدتهم مبنية أيضا على تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، ونبذ البدع والخرافات، وكل ما يخالف الشرع الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي يعتقده الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ويدين الله به، ويدعو إليه، ومن نسب إليه خلاف هذا فقد كذب وافترى إثما مبينا، وقال ما ليس له به علم. وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين، وأبدى رحمه الله تعالى من التقارير المفيدة، والأبحاث الفريدة، والمؤلفات الجليلة، على كلمة الإخلاص والتوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله، وإثبات ذلك لله سبحانه وتعالى، على وجه الكمال المنافي للشرك دقيقه وجليله، ومن عرف مصنفاته وما ثبت عنه، وعرف واشتهر من دعوته وأمره وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته، تبين له أنه على ما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، من إخلاص العبادة لله وحده، ونبذ البدع والخرافات، وهذا هو الذي قام عليه حكم السعودية، وعلماؤها يسيرون عليه والحمد لله، وليست الحكومة السعودية متصلبة إلا ضد البدع، والخرافات للدين الإسلامي، والغلو المفرط الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء والمسلمون بالسعودية وحكامهم يحترمون كل مسلم احتراما شديدا، ويكنون لهم الولاء والمحبة والتقدير، من أي قطر أو جهة كان، وإنما ينكرون على أصحاب العقائد الضالة ما يقيمونه من بدع وخرافات وأعياد مبتدعة، وإقامتها والاحتفال بها، مما لم يأذن به الله ولا رسوله، ويمنعون ذلك؛ لأنه من محدثات الأمور وكل محدثة بدعة، والمسلمون مأمورون بالاتباع لا بالابتداع، لكمال الدين الإسلامي واستغنائه بما شرعه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ومن نهج نهجهم.

وليس منع الاحتفال البدعي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يكون فيه من غلو أو شرك ونحو ذلك عملا غير إسلامي، أو إهانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو طاعة له وامتثال لأمره، حيث قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
هذا ما أردت التنبيه عليه في المقال المشار إليه. والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

بارك الله فيك
حتى ولو اقتصر الاحتفال باحياء الذكرى بعشاء وسهرة عائلية في البيت والتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله الحميدة والاستماع الى مدائح دينية؟
القعدة
شكرا للجميع على الطلعة والتعليق زادكم الله حرصا ووفقكم لكل خير

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم منيــــــر القعدة
القعدة
القعدة
حتى ولو اقتصر الاحتفال باحياء الذكرى بعشاء وسهرة عائلية في البيت والتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله الحميدة والاستماع الى مدائح دينية؟
القعدة القعدة

الاحتفال هو الاحتفال وإن قل ، بارك الله فيك وجزاك بكل خير وألهمك كل رشد

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قراازة مرااد القعدة
القعدة
القعدة
شكرا للجميع على الطلعة والتعليق زادكم الله حرصا ووفقكم لكل خير

الاحتفال هو الاحتفال وإن قل ، بارك الله فيك وجزاك بكل خير وألهمك كل رشد

القعدة القعدة

امين يا رب العالمين
بارك الله فيك وشكرا لك على الافادة

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخينا
فتوى في مكانها وكدالك العالم الفقيه ابن باز رحمه الله

حكم الاحتفال بالمولد النبوي 2024.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

يقول السائل: ما حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟

المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعَلَّمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك، كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[1]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.
ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.
وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الأفراط.

فالحاصل: أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار – والعياذ بالله -، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، وليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي؛ لقول الله سبحانه في سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء[2].
وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيداً لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم. وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم، كله بدعة يجب تركه والحذر منه.
وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.
وقد أحدثوا موالد للرسول صلى الله عليه وسلم، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفالات بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.
فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك. فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون.
فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد دليلاً على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[3].
فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق، بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان.
أما الاحتفال بالموالد للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان فكله بدعة، وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.
[1] آل عمران: 31.

[2] النساء: 48.

[3] آل عمران: 31.



فتاوى نور على الدرب الجزء الأول

القعدة


بارك الله فيك

المولد النبوي حكمه و تاريخه و نشأته و ما يتعلق به

من هنا.

المولد بدعة كما قالها العلامة ابن باز رحمه الله و غيره من أئمة أهل العلم سلفا و خلفا، وكما قال هو أيضا: هذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
السلام عليكم
بااارك الله فيك

و فيك بارك الله.
بارك الله فيك اخي
بارك الله فيك

فتوى لابن عثيمين رحمه الله فى حكم الاحتفال بالمولد النبوى 2024.

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ) :
ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟

فأجاب فضيلته :
( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى :  قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ النبي الأمي الذين يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون  ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :  كل بدعة ضلالة  قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث :  وكل ضلالة في النار  ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .
وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم الموديء إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به**** سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي**** صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها **** ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة :  قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي  ( الأنعام : 50 ) ،
وما أمره الله به في قوله :  قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك :  قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً  ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد ) .

انتهت فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في حكم الاحتفال بالمولد

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اخى

جزااااك الله خيرااااااا
بارك الله فيك اخي
و كل خير في اتباع من سلف
و كل شر في ابتداع من خلف
بارك الله فيك يا أخي وجعله في ميزان حسناتك
جزاكم الله خير رحمة الله شيوخنا رحمة واسعة
القعدة
جزاك الله الف خير ويعطيك العافية انشاء الله

الاحتفال بالمولد النبوي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاته بعض المواد جمعتها لكم حول بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وردا على من أجاز الاحتفال به

1- مقلات وفتاوى لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

حكم المولد النبوي، وحكم الاحتفال به

حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المولد

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي

حكم المولد النبوي وحكم حضور احتفالات من يقومون به

حكم حضور وسماع المولد مجبرا أو إحتراماً

الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم والبدعة الحسنة

هل هناك بدعة حسنة ؟ وحكم الاحتفال بالمولد

الإمام ابن تيمية لم يستحسن الاحتفال بالمولد النبوي

2- فتاوى ومواد صوتية لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

إذا كان الحتفال بالمولد عبارة عن ذكر للرسول وبدون غناء هل هو بدعة

هل الاحتفال بالمولد يعبر عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم

التحذير من بدعة الاحتفال بالمولد ( خطبة جمعة )

ما حكم من يقول بأن الاحتفال بالمولد النبوي تأليف لقلوب الأمة بعد ما تفرقت ؟

حكم الاحتفال بالمولد النبوي وهل الاحتفال بدعة ؟

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
3 – مقلات لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

الاحتفال بالمولد النبوي

الاحتفال بمناسبة المولد النبوي بدعة لا يجوز إقرارها ولا التهنئة بها

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي

الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ من الإيمان به


4 – مواد للشيخمحمد ناصر الدين ا لالباني رحمه الله

حكم الاحتفال بالمولد

مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

5مقلات من موقع راية الاصلاح الجزائرية

حقيقة الاحتفال بالنَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)

المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع ( كمال قالمي )

الموْرِدُ الرَّويّ في حُكْمِ الاحْتِفَالِ بالمولدِ النبويّ للشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة

مواد متفرقة

تاريخ نشأة بدعة الاحتفال بالمولد النَّبوي الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-:

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي- خطبة لسماحة المفتي

هل الاحتفال بالمولد وليلة النصف من شعبان من السنة أم أنه بدعة مع الدليل؟ للشيخ مقبل رحمه الله

الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ سعيد رسلان حفظه الله

في المتابعة

المولد النبوي على الابواب 2024.

بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف بنات وسيدات اللمة ماذا بيكم تحكيولنا واش راح اديرو للعشاء واش راح تشرو للولادكم ووووو. في اشياء بزاف أكيد راح اديروها ياريت كل وحدة تقلنا واش راح توجد
انا على نفسي شريت الشموع والحنة وندير شخشوخة للعشاء ان شاء الله
وندير الحنة ليا ولبنتي
وولادي قالولي لازم المفرقعاتالقعدة
يالله لبنات تفاعلو

مولد مبارك للجميعالقعدة

السلآم عليكم
يعطيك الصحة خآلتو
نتمنآو يلقى هذا الموضوع تفآعل من قبل العضوات ويحطولنا صور الإحتفال بالمولد النبوي الشريف
ما تنسآوش الإكثار من الصلاة على النبي، اللهم صلّ وسلّم وبآرك على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلآة وأزكى التسليم

حالياً الأعضاء النشيطين الذين يشاهدون هذا الموضوع : 31 (1 عضو و 30 ضيف)
‏هدوء المطر
مولد نبوي شريف مبارك على كل المسلمين.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدوء المطر القعدة
القعدة
القعدة

السلآم عليكم

يعطيك الصحة خآلتو
نتمنآو يلقى هذا الموضوع تفآعل من قبل العضوات ويحطولنا صور الإحتفال بالمولد النبوي الشريف

ما تنسآوش الإكثار من الصلاة على النبي، اللهم صلّ وسلّم وبآرك على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلآة وأزكى التسليم

القعدة القعدة

شكرا حبيبتي هدوء المطر على مرورك العطر
مولد نبوي شريف واللهم صلي على سيدنا محمد الحبيب

وينكم يالمويات ادخلو خبرونا واش درتو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أختي حنا كي كنا صغار كنا نشرو الشموع النوالات والحنة والمفرقعات بالتخبية عاداتنا البليديين نديرو رشتة على العشاء مع سلطة وماتحلاش القعدة بلا كوكا كولا وبابا كي سطايفي لازم شخشوخة على الميدة وفاليل نديرو الطمينة وندربكو ونغنو الأناشيد ونحنو لبعضانا
بصح ذرك نقضوها في ذكر الله والدعاء والماكلة ماتتبدلش

وصح مولودكم ياغاليين مشكورة أختي

وصح مولودك انتي
اسعدني مرورك ختي لعزيزة

BLEU PEARL

هذه أقوال فحول المالكية في الإحتفال بالمولد النبوي [للنشر والطباعة] 2024.

القعدة

[مطوية]
من أقوال المالكية في الاحتفال بالمولد النبوي

مجموعة فتاوى وأقوال لبعض علماء المذهب المالكي وهم :
أبو حفص تاج الدين الفاكهاني…………. محمد البشير الإبراهيمي
أبو اسحاق الشاطبي……………….. أبو الوليد الباجي
ابن الحاج المالكي ………………أبو عبد الله الحفار المالكي
ابن العربي المالكي ………………… تقي الدين الهلالي

القعدة

الوجه الأول

القعدة

الوجه الثاني

القعدة

لتحميل المطوية
من هنا

◄ ملف [بدعة الاحتفال بالمولد النبوي] على بوابة طالب العلم : https://wp.me/p3WznQ-wi

– منقول للتذكير و للفائدة –

السلام عليكم

إنك لاتستحق الإعجاب فقط على مواضيعك
بل تستحق تسمية * سيد فحول المنتدى *
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا مبارك فيه
قد تم التحميل *الله أسأل لك ألايحملك مالا طاقة لك به

تقبلوا تحياتي
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابح66 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم

إنك لاتستحق الإعجاب فقط على مواضيعك
بل تستحق تسمية * سيد فحول المنتدى *
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا مبارك فيه
قد تم التحميل *الله أسأل لك ألايحملك مالا طاقة لك به

تقبلوا تحياتي

القعدة القعدة

و عليكم الاسلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي الكبير رابح
يعلم الله أني أقوم فقط بنقل ما يبو لي فيه فائدة
طمعا في أن أنال ثواب الدال على الخير
و أن ينفع الله بما أنقل الكثير من الناس
أحسن الله اليك أخي رابح مرة ثانية
وشكرا لك

السلام عليكم

عفوا سيدي نحن تعلمن منك كثيرا كن في غفلة عنه
فالمنفعة لا يهم مصدرها منقولة أو من بنيات أفكارك
دام عطاؤك ونفعنا الله مما أنتفعت أو جادت به أفكارك

تقبلوا تحياتي
أحسن الله اليك أخي فتحون العزيز.
أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركا حيثما كنت و أينما حللت، و يشهد الله أني أحبك فيه.
لا حرمك الله أجر ما تنقل لنا من خير، فقط فليستمر عطائك و اجتهادك و لا تبخل علينا من توجيه أو نصيحة.
أخوك و محبك فيك أبو ليث كان الله له و لإخوانه بمنه و كرمه.
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة
أحسن الله اليك أخي فتحون العزيز.
أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركا حيثما كنت و أينما حللت، و يشهد الله أني أحبك فيه.
لا حرمك الله أجر ما تنقل لنا من خير، فقط فليستمر عطائك و اجتهادك و لا تبخل علينا من توجيه أو نصيحة.
أخوك و محبك فيك أبو ليث كان الله له و لإخوانه بمنه و كرمه.
القعدة القعدة
أحبك الله الذي أحببتني لأجله
و جزاك خيرا وأحسن اليك و أسعدك في الدنيا والآخرة
أخي الطيب أبو ليث
و نفع بك البلاد والعباد
و وفقك لما يحب ويرضى
وتقبل منك

ترك الاحتفال بالمولد اقتداء بالسلف
لابن الحاج المالكي

« فانظر ـ رحمنا الله وإيَّاك ـ إلى مخالفة السنَّة ما أشنعها وما أقبحها وكيف تجرُّ إلى المحرَّمات، ألا ترى أنهم خالفوا السنَّةَ
المطهَّرة وفعلوا المولد؟ لم يقتصروا على فعله بل زادوا عليه ما تقدَّم ذكرُه من الأباطيل المتعدِّدة، فالسعيد السعيد مَن شدَّ يدَه
على امتثال الكتاب والسنَّة والطريق الموصِلة إلى ذلك وهي اتِّباع السلف الماضين رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم أعلم بالسنَّة
منَّا إذ هم أعرف بالمقال وأفقهُ بالحال، وكذلك الاقتداء بمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولْيحذرْ من عوائد أهل الوقت وممَّن
يفعل العوائدَ الرديئة، وهذه المفاسد مركَّبةٌ على فعل المولد إذا عُمل بالسماع، فإن خلا منه وعمل طعامًا فقط ونوى به المولدَ ودعا
إليه الإخوانَ وسَلِم مِن كلِّ ما تقدَّم ذكرُه فهو بدعةٌ بنفس نيَّته فقط، إذ إنَّ ذلك زيادةٌ في الدين وليس مِن عمل السلف الماضين
واتِّباع السلف أَوْلى بل أوجب مِن أن يزيد نيَّةً مخالِفةً لِما كانوا عليه لأنهم أشدُّ الناس اتِّباعًا لسنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
وتعظيمًا له ولسنَّته صلَّى الله عليه وسلَّم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه نوى المولدَ ونحن
لهم تبعٌ فيسعنا ما وَسِعَهم ».

[«المدخل» لابن الحاج المالكي (٢/ ١٠)]
السلام عليكم

اللهم أغفر لنا مافات وأهدنا في ماهو آت
حقا إنها بدعة لايطمح لها إلا المشككون
لكن صراحة السبب الرئيسي لهذه البدعة
هم أهل الفتوى وخطباء المساجد في كل بلد
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مفتي أو عالم كتم الحق إرضاء للحاكم

تقبلوا تحياتي
جزاك الله خيرا فتحون ،،،،، فتح الله عليك أبواب الخيرات والجنان ….
طوبى لك يا طائر

القعدة
ترِد النهر
وتسكن الشجر
وتأكل الثمر
ولا تتوقع الخطر
ولا تمر على سقر
فأنت أسعد حالاً من البشر
د. عائض القرني
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك اخينا وجزاك الله خير وبالتوفيق

القعدة

مناظرة مع من يدعي جواز الاحتفال بالمولد النبوي 2024.

مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني : الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ : خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ : لا .
الشيخ الألباني : أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ : إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني : هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ : التوحيد .
الشيخ الألباني : أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماش معي تماماً ؟
محاور الشيخ : معك تماماً .
الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد : هذا المولد خيرٌ – في زعمكم – ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ : من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني : عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ : لا .
الشيخ الألباني : إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ : هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني : هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ : بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني : إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً : الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ : طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني : هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ : لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني : فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم – باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ – وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد – فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ : (( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود . " غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ : الحمد لله .
الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون – كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال : " من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)) فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسان عربي مبين : "فمالم يكن يومئذ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث : (( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .

والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ : قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني : نعم
محاور الشيخ : فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني : كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ : لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني : قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: [color="rgb(46, 139, 87)"]( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)[/color] ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1

رحمه الله شيخنا محمد ناصر الدين الألباني جبل السنة

منقول

ماشاالله على هذا الكلام المدعم بالدليل العقلي والدليل الشرعي من شيخنا الشيخ الالباني رحمة الله عليه وهذا ما اعتدنا منه رحمه الله لا اقدر ان اصف لكم كم استفدت من هذا الكلام جزاكم الله كل خير على هذا النقل

خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول بدعة المولد النبوي 2024.

الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس بالحق المبين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والأخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمةً للعالمين وقدوةً للعاملين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

فيا أيها الناس أتقوا الله تعالى وأشكروه على ما أنعم به على عباده حيث أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب لنشر الحق بين الخلق فإن العقل البشري لا يمكن أن يهتدي إلى معرفة الخالق تفصيلا ولا يمكنه أن يتعبد لله بما لا يدركه علماً وتحصيلا ولا يمكنه أن يعامل عباد الله بالعدل التام إلا بطريق الوحي الذي بيّن الله تعالى فيه عن نفسه أسماءاً وصفاتٍ وأحكاماً يهتدي بها العباد إلى عبادة الله ويهتدون بها إلى طريق المعاملة بينهم فكانت الرسل عليهم الصلاة والسلام مبيّنين لعبادة الخلاّق داعين إلى مكارم الأخلاق وكانت حاجة الخلق إلى ما جاءوا به أشد من حاجتهم إلى الهواء واللباس والأمن والطعام والشراب وكانت منّة الله على عباده بإرسال الرسل أعظم منّة )لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) ولم تزل الرسالة في الناس منذ بعث أول رسول إليهم إلى أن ختمت بآخرهم محمدٍ صلى الله عليه وسلم كان الناس على ملةٍ واحدة على دين أبيهم آدم فلما كثروا تفرقت كلمتهم وأختلفت أهوائهم فبعث الله إليهم رسله ليحكموا بينهم فيما أختلفوا فيه )كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)(البقرة: من الآية213) فكان أول الرسل نوحاً عليه الصلاة والسلام ثم ختم الله الرسالة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى على حين فترة من الرسل حين أنقطعت الرسالة منذ عهد عيسى عليه الصلاة والسلام فمقت الله أهل الأرض عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فكان الناس حينئذ في أمسّ الضرورة إلى الرسالة التي تستقيم بها الملة وتتم بها الأخلاق فكان صاحبها الجدير بها والله أعلم حيث يجعل رسالته محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أنشاءه الله تعالى من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فكان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس نسبا وأطيبهم مولدا ولد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين في أفضل بقاع الأرض في أم القرى مكة في شهر ربيع الأول قيل في الثامن منه وقيل في التاسع وقيل في العاشر وقيل في الثاني عشر وقيل في السابع عشر وقيل في الثاني والعشرين فهذه ستة أقوال للمؤرخين في تعين اليوم الذي ولد فيه من الشهر وإنما كان هذا الإختلاف لأنه ليس للعرب حينئذ سجل تسجل فيه الأحداث وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت في اليوم التاسع من شهر ربيعٍ الأول على خلاف ما هو مشهور بين الناس اليوم من أنها في اليوم الثاني عشر أيها الأخوة أنه لا يهمنا أن نعرف عين ذلك اليوم الذي ولد فيه من الشهر لأن ذلك اليوم الذي ولد فيه من الشهر ليس له خصائص شرعية يتعبّد الناس بها حتى يحتاجوا لمعرفة ذلك اليوم المعين ولد صلى الله عليه وسلم في عام الفيل وهو العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل الذين جاءوا ليهدموا بيت الله عز وجل ولدته أمه آمنة من أبيه عبد الله بن عبد المطلب فتوفي أبوه قبل أن يولد صلى الله عليه وسلم وتوفيت أمه في الأبواء في طريق المدينة وهو في السابعة من عمره فكفله جده عبد المطلب ثم مات عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره فنشأ رسول صلى الله عليه وسلم يتيما من الأب والأم فاقد الجد قال الله تعالى )أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى:6)آواه الله عز وجل فقيّض له عمه أباطالب شقيق أبيه فضمه إلى عياله وأحسن كفالته وأحبه حباً شديداً وبارك الله له بسبب كفالته النبي صلى الله عليه وسلم في ماله وحاله قال أبن كثير رحمه الله وشبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلأه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد من كرامته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءه وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من الفحش والأذى ما روي صلى الله عليه وسلم ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكانت ذات شرف ومال وعقل وكمال حازمة لبيبة لما علمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمت من مكارم الأخلاق عرضت نفسها عليه فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة إلى خويلد بن أسد والد خديجة فخطبها إلى رسول صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان له خمس وعشرون سنة وكان لها رضي الله عنها أربعون سنة وقد تزوجت قبله برجلين فولدت للنبي صلى الله عليه وسلم إبنين وأربع بنات فكان أولاده الذكور والإناث كلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه كان من ذريته ماريا ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة فهي أول زوجة له لم يتزوج عليها حتى ماتت في السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين ولقد كان صلى الله عليه وسلم معظما في قومه محترما بينهم يحضر معهم مهمات الأمور حضر معهم حلف الفضول الذي تعاقدت فيه قريش تعاقدت فيه قريشٌ أن لا يجدوا في مكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم إلا كانوا معه على من ظلمه حتى يرد إليه مظلمته ولما تنازعت قريش أيهم يضع الحجر الأسود في مكانه حين بنووا الكعبة بعد تهدمها قيّض الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم فكان الحكم بينهم فسبط ردائه ووضع الحجر فيه ثم قال لأربعة من رؤساء قريش ليأخذ كل واحد منكم بجانب من هذا الرداء فحملوه حتى إذا أدنوه من موضعه أخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده فوضعه في مكانه فكان له بهذا الحكم العادل شرف كبير ونبأ عظيم ولما بلغ الأربعين من عمره لما بلغ الأربعين من عمره جاءه الوحي من الله عز وجل فكان أول ما بُديا من الوحي الرؤية الصادقة كان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُدد إليه الإنفراد عن ذلك المجتمع الجاهلي في عقيدته وعبادته فكان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء وهو الجبل عن يمين الداخل إلى مكة من طريق الطائف الشرائع فيتعبد فيه صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه الوحي هنالك فجاءه جبريل فقال له إقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا بقاري يعني لا أحسن القراءة لأن الله عز وجل يقول )وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِك)(العنكبوت: من الآية48) وفي المرة الثالثة قال له جبريل )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) )خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق:2) )الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق:4) )عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده لما رأى من الأمر الذي لم يكن معهودا له من قبل فقال لخديجة لقد خشيت على نفسي قالت رضي الله عنها كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق ، وبنزول هذه الآيات صار محمد بن عبد الله نبياً ثم فتر الوحي مدة ثم أنزل الله عليه )يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) )قُمْ فَأَنْذِرْ) (المدثر:2) )وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (المدثر:3) )وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4) )وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5)وبذلك صار محمد بن عبد الله نبياً رسولا فدعى إلى الله وبشّر وأنذر خصوصا ثم عموما أنذر عشيرته الأقربين ثم بقية الناس أجمعين فأستجاب له من هداه الله وأستكبر عن دعوته من أتبع هواءه )قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف:158) اللهم إنا نسألك الإيمان برسولك والإتباع لشريعتك نسألك اللهم ذلك وأن تثبيتا عليه إلى الممات اللهم أرزقنا شفاعة هذا النبي الكريم اللهم أرزقنا أن نشرب من حوضه اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد
أيها الناس فإن كثيراً من المسلمين في هذا الشهر في ليلة اليوم الثاني عشر منه يقيمون إحتفالًا يسمونه عيد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يقيمون هذا الإحتفال حيث يجتمعون في أماكن خاصة في بيوت أحدهم أو يقيمون في موضعٍ مبنيٍ معدٍّ لذلك الإحتفال يفعلون ذلك زاعمين أنهم يريدون بذلك إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الحامل لهم على ذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيمون في هذا الإحتفال من المدائح لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو الزائد والإشراك بالله عز وجل حيث كانوا يترنمون بالقصائد التي من جملتها ما يقول فيها قائلها يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم يقول للرسول صلى الله عليه وسلم يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم ، أتدرون ما معنى هذا البيت؟ إنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم ليس لي أحد ألوذ به إذا حدثت الحوادث العامة إلا أنت يا رسول الله نسي الله عز وجل ونسي أن الله يقول لنبيه )قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (الجـن:21) )قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجـن:22)ويقول في ما يقول فيها فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم أتدرون ما معنى هذا البيت يقول مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من جودك يا رسول الله الدنيا وضرتها أي الآخرة وإن من علومك علم اللوح والقلم ، إذن ما الذي بقي لرب العالمين. إذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم فما بقي لرب العالمين الذي أرسله وخلقه وخلق الدنيا والآخرة ويقول إن علومك علم اللوح والقلم ومن هنا تبعيضيه أي إن بعض علومك علم اللوح والقلم ولك علوم أخرى زائدة عما في اللوح والقلم نسي هذا القائل أن الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم )قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى)(الأنعام: من الآية50) أيها المسلمون يقيمون مثل هذه الإحتفالات يشترك فيها أحيانا رجالٌ ونساء من الشباب والشابات والشيوخ والعجائز يقيمونها على غير هدىً من الله عز وجل يقيمونها لأنهم كما يقولون يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويريدون إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقول لهم مرحباً بكم إذا أحببتم النبي صلى الله عليه وسلم ومرحباً بكم إذا أردتم إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هناك ميزان وضعه أحكم الحاكمين وإله العالمين هناك ميزان للمحبة ألا وهو قول الله تعالى )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران: من الآية31) فإذا كان الإنسان صادقاً في دعوى محبة الله ورسوله فليكن متبعاً لشريعة الله متبعاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن متبعاً له فإنه كاذب في دعواه لأن هذا الميزان ميزان صدق وعدل إذن فلننظر هل إحداث إحتفال بليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم هل هو من شريعة الله. هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم هل فعله الخلفاء الراشدون هل فعله الصحابة هل فعله التابعون لهم بإحسان هل فعله أتباع التابعين؟ إن الجواب على كل هذه التساؤولات بالنفي المحط القاطع ومن إدعى خلاف ذلك فليأتي به ) هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة: من الآية111) إذا لم يكن ذلك معهودا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم و لم يكن معهودا في زمن الخلفاء ولم يكن معهودا في زمن الصحابة ولم يكن معهودا في زمن التابعين ولم يكن معهودا في زمن أتباع التابعين خلت القرون الثلاث المفضلة منه خلت القرون التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) إذن فكيف يمكن أن نقول إنها مشروعة أهؤلاء جهلوا أنها مشروعة أم هؤلاء تعمدوا أن يتركوها مع أنها مشروعة أم هولاء تعمدوا أن يكتموا الحق مع علمهم به كل ذلك الجواب فيه بالنفي قطعا لا يمكن لمؤمن أن يجيب فيه بالإثبات وإذا لم تكن مشروعة إذا لم تكن معهودة في زمن هؤلاء فإنها قطعاً ليست مشروعة إذن فهي بدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعةٍ ضلالة) وإذا كانت ضلالةً فإن من فعلها ليس متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وحينئذ يكون دعواه المحبة دعوى إما مفقودة وإما ناقصة بحسب ما عنده من البدعة والإيمان أيها المؤمنون يقولون إننا نفعلها إحياءً لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقول مرحبا لما يكون فيه إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن بشرط أن يكون على حسب ما رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أولى الناس أو لأن من أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم من يتبعون شريعته وكلما كان الإنسان لشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع كان به أولى ألم تسمعوا قول الله عز وجل )مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:67))إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا )(آل عمران: من الآية68) فأولى الناس بالرسل هم الذين أتبعوهم إذن فكل ما كان الإنسان أتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان به أولى وكان له أشد محبة وكان له أشد تعظيماً بلا شك ونقول لهم إن الله تعالى قد شرع من الذكرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم وأكثر من الذكرى في هذه الليلة المبتورة التي لا يعرفها أصحابها إلا مرةً واحدةً في السنة إن الله تعالى قد شرع أن يذكر رسوله صلى الله عليه وسلم في كل يوم وليلة خمس مرات في أعلى مكان من البلد كل الناس يقولون في آذانهم يقولون في أذانهم أشهد أن محمداً رسول الله إن الله قد فرض على عباده أن يصلوا على النبي أن يذكروا النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد فرض عليهم أن يسلموا عليه في كل صلاة إما مرةً وإما مرتين السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وشرع الله لعباده أن يذكروا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في مواضع أخرى ليس هذا موضع إستقصائها أفلا يجدر بنا ونحن الذين نقول إننا مؤمنون برسول الله متبعون له أفلا يجدر بنا أن نقتصر على ما رسمه لنا من الأمور التي فيها ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ثم والله إن ذلك لجدير بنا وإنه لأولى بنا وإنه لأقرب بنا إلى الله عز وجل أيها الأخوة المؤمنون إنني لا أقول ذلك لأن هذه البدعة ظاهرة معلنة في بلادنا ؟ بلادنا ولله الحمد طاهرة من إظهار هذه البدعة وإعلانها قد طهّرها الله عز وجل وإني لأرجو الله عز وجل أن يحفظها في مستقبل زمنها أن يحفظها من كل بدعة قولية أو فعليه حتى تكون أمة سلفية أثرية تابعة لما جاءت به شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنني أذكرها وأقولها لأن كثيراً من المسلمين يحتفلون بهذا الميلاد يحتفلون على المستوى الشعبي بل على المستوى الرسمي حتى يحدثوا عطلاً رسمية لهذه البدعة فالله الله أيها المسلمون والله لن يقربكم إلى الله إلا ما شرعه الله لكم يقول الله تعالى )وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام: من الآية153) إنني أقول لهؤلاء الأخوة أقول لهم أيها الأخوة إن بدعتكم هذه لا تغني عنكم من الله شيئا بل لا تزيدكم إلا بعدا من الله عز وجل بل إنها إن وصلت إلى حد الشرك بالرسول صلى الله عليه وسلم ودعاءه والإستغاثة به كانت مخرجة لكم من دين الإسلام بتاتا وكنتم ممن يصدق عليهم قول الله عز وجل) إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)(المائدة: من الآية72) إنني أقول لهولاء الأخوة رويدكم لا تسرفوا لا تغالوا لا تخرجوا عما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم ببدعة حتى وإن زيّنت في نفوسكم وإن أحببتموها في قلوبكم إن هذا يدل على أنه يجب على المرء أن يكون دائماً نصب عينيه شيئان أن يكون دائماً نصب عينيه شيئان لا ثالث لهما أحدهما الأخلاص لله عز وجل بأن يكون قاصدا بعبادته التقرب إلى الله عز وجل والثاني شريعة النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يخرج عنها قيد أنمله فإنه إن خرج عنها ضل إنني أعلم أن الناس في هذه البدعة ما بين منكر ومؤيد مؤيد عن إجتهاد ومؤيد عن عناد ولكن ما هو الحكم بين الناس إذا تنازعوا في شريعة الله؟ أو فيما يقال إنه من شريعة الله؟ إن الحكم بينهم عدلان لا ثالث لهما قال الله عز وجل ) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء: من الآية59) ويقول جل ذكره )وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (الشورى:10)ونحن إذا رددنا هذا إذا رددنا هذا الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم نجده في كتاب الله ولم نجده في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نجده في هدي الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بإتباهم إذن فمن أين تأتي مشروعية هذه البدعة وإنني أقسم بالله عز وجل مشهداً لله ومشهدكم أيضا أنني لو وجدتها في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في هدي الخلفاء الراشدين لكنت ممن يعمل بها وممن يدعو الناس إليها ولكنني لم أجدها ومن وجدها في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في هدي الصحابة رضي الله عنهم فليتحفنا بها فإننا لها مناقضون وبها آخذون إذا صحت في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في عمل الخلفاء الراشدين أيها الأخوة إن الحق لا يؤخذ بكثرة العاملين وإن الحق لا يؤخذ بالسواد الأعظم وإنما الحق يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين أسال الله تعالى أن يجعلني وإياكم من المتبعين لكتاب الله المحكّمين لشريعة الله النابذين لما أبتدع في دين الله الداعين إلى الله على بصيرة القائمين بحقه وحق عباده أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه الغفور الرحيم..

شكرا لك يارك الله فيك

بارك الله فيكي *-* العفو *-*

كل واحد يحط عاداتهم ليلة المولد النبوي الشريف 2024.

كل واحد يدخل يحط عاداتهم ليلة المولد النبوي الشريف

فمثلا نحن في ولاية المسيلة قبل المولد نشريو الشموع
القعدة
ونديرو الطمينة القعدة
ونديرو العشاء شخشوخة ولا رشتة وبعد العشا تبدا حرب القنابل بين حينا والحي الاخر وحنا في الدار نديرو اناشيد ونشعلو الشموع ونديرو البخور ويتلمو الجيران كل عام عند وحدة واومبعد في الليل نديرو الحنة وصلو على الحبيب وسلمو تسليما
القعدة

صلى الله عليه وسلم
نحن كذلك في مدية

شوشو ادخلي للملتقى
أهلين خدوجتي واش هاذي عندنا فالحومة ولا من نهار رحلتي لتم ديتيلهم عاداتنل؟؟؟
هههههه
حنا ذرك نقصنا ولينا نعرفو
بصح كي كنت صغيرة
كنا نشرو الشموع والمحارق وأكديلي على لي بومب وبالطبع النوالات والزربوط
وماتبدا السهرة غير بالدربوكة والطمينة وفالعشاء نديرو كل عام الرشتة
وبعدما نكملو نشعلو الشموع في كامل الدار ونعمرو البالكونات بيهم وكل دار تزين البالكون كيما تحب ونفتاخرو بيهم
نخرجو اللدربوكة ونغنو طلع البدر و هاو جا مولودنا يفرح بينا….وبزاااف أناشيد وناكلو الطمينة
أمبعد نخرجو مع الجيران نطرطقو المحارق الألوان لافيزي فيميجان و…………….
ونتيريو على بعضانا
والله كانو أجمل أيام طفولتي
كنا نفوتو 12.00 نتاع اليل
تفكرتي خديجة كي كنا نخرجو مع فايزة وسلمى ودنيا؟؟؟
ههههه
أيام روووووووووووووووووووووووعة

العادات والتقاليد متشابهة وواحدة ولكن الطرائق و الكيفية مختلفة .
تمنينا في هذه المناسبة الطيبة ان تحيا في كل بيت من جديد سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
سيرة حياته ولو باختصار و يكون الاحتفال احتفالا للمنفعة و العبرة
ليس عيبا ان ندخل السرور على اهل البيت مما لذ وطاب من المأكولات ومن اصناف الحلويات و نشعل حتى الشموع
ولكن العبرة الاسمى هي قراءة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة حياته في طفولته الى ان بلغ اشده ونزل عليه الوحي من السماء وهو في غراء حراء يتعبد و يتأمل هذا الوجود العظيم.
وللأسف أصبحت المفرقعات بكل اصنافها تؤذي في هذا اليوم القريب و البعيد.
زد على ذلك الشماريخ و احراق العجلات في الطرقات
و كأننا في هذه المناسبة و هذا اليوم السعيد المبارك نكتب رسائلا للعالم عنوانها هذه سيرة نبينا ومفادها بأن الاحتفال يكون بالمفرقعات و الشماريخ و حرق الطرقات ونعطي نظرة سيئة وصورة مشوهة على نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
فليقوم الآباء بتوعية ابناءهم و كذلك المعلمين و الاستاذة اتجاه طلابهم و لتقم وسائل الاعلام بنبذ هذه الظاهرة التي تشوه نبينا في مولده ولنحارب ونتصدى لكل من يجلب هذه المفرقعات بكل اصنافها ليبيعها في مثل هذه المناسبة الشريفة
و الله المستعان وهو يهدي سبيل الحق و الرشاد.

افضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
نفس العادات يااختى
حنا درنا الرشتة مع الدجاج فى الليل
غنينا اغانى تاع المولود بالدربوكة مع بنات وولاد خاوتى شعلنا الشمع درنا الحنة
وصباح درنا الطمينة مع القهوة
إليكم مائدتنا في المولد النبوي الشريف

القعدة