حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف 2024.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي
يقول السائل: بالنسبة للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من كل عام، أنا أعرف أنه بدعة، ولكنني سمعت من يقول بأن هناك بدعة حسنة أو بدعة مستحبة، وهناك من يعملونه في كل عام هجري في شهر ربيع الأول، فأرجو إيضاح ذلك، بارك الله فيكم؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم أمر قد كثر فيه الكلام، وكتبنا فيه كتابات متعددة، ونشرت في الصحف مرات كثيرة، ووزعت مرات كثيرة، وكتب فيه غيري من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم، وبيَّن أولئك العلماء أنه بدعة، وأن وجوده من بعض الناس لا يبرر كونه سنة، ولا يدل على جوازه ومشروعيته.

وقد نص على ذلك أيضا الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام، وكتب في هذا أيضا شيخنا العلامة الكبير محمد بن إبراهيم رحمه الله كتابة وافية، وليس في هذا والحمد لله شك عند من عرف الأصول وعرف القاعدة الشرعية في كمال الشريعة والتحذير من البدع، وإنما يُشكل هذا على بعض الناس الذين لم يحققوا الأصول ولم يدرسوا طريقة السلف الصالح دراسة وافية كافية، بل اغتروا بمن فعل المولد من بعض الناس فقلدوه، أو اغتروا بمن قالت إن في الإسلام بدعة حسنة.

والصواب في هذا المقام أن الاحتفال بالموالد كله بدعة، بمولده عليه الصلاة والسلام وبمولد غيره، كمولد البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهما، لم يفعله السلف الصالح، ولم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم احتفالا بمولده، وهو المعلم المرشد عليه الصلاة والسلام، وقد بلغ البلاغ المبين، ونصح الأمة وما ترك سبيلا يقرب من الله ويدني من رحمته إلا بيَّنه للأمة وأرشدهم إليه، وما ترك سبيلا يباعد من رحمة الله ويدني من النار إلا بيَّنه للأمة وحذرهم منه، فقد قال الله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا [المائدة: 3].

وقد أقام عليه الصلاة والسلام في مكة ثلاث عشرة سنة وفي المدينة عشر سنين ولم يحتفل بهذا المولد، ولم يقل للأمة افعلوا ذلك، ثم صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم لم يفعلوا ذلك، لا الخلفاء الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة، ثم التابعون لهم بإحسان من التابعين وأتباع التابعين من القرون المفضلة كلهم على هذا السبيل، لم يفعلوا شيئا من هذا؛ لا قولا ولا عملا.
ثم أتى بعض الناس في القرن الرابع ممن ينسب إلى البدعة من الشيعة الفاطميين المعروفين، حكام مصر والمغرب فأحدثوا هذه البدعة، ثم تابعهم غيرهم من بعض أهل السنة جهلا بالحق، وتقليدا لمن سار في هذا الطريق، أو أخذا بشبهات لا توصل إلى الحق.
فالواجب على المؤمن أن يأخذ الحق بدليله، وأن يتحرى ما جاءت به السنة والكتاب حتى يكون حكمه على بينة وعلى بصيرة، وحتى يكون سيره على منهج قويم.

والله يقول: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى: 10]، ويقول عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

وإذا نظرنا فيما يفعله الناس من الاحتفالات ورددناها إلى القرآن العظيم لم نجد فيه ما يدل عليها، وإذا رددناه إلى السنة لم نجد فيها ما يدل على ذلك لا فعلا ولا قولا ولا تقريرا، فعلم بذلك أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بلا شك يجب تركها ولا يجوز فعلها، ومن فعل ذلك من الناس فهو بين أمرين: إما جاهل لم يعرف الحق فيعلم ويرشد، وإما متعصب لهوى وغرض، فيدعى للصواب ويدعى له بالهداية والتوفيق، وليس واحد منهما حجة؛ لا الجاهل ولا المتعصب، وإنما الحجة فيما قاله الله ورسوله لا في قول غيرهما.

ثم القول بأن البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة وإلى محرمة وواجبة؛ قول بلا دليل، وقد رد ذلك أهل العلم واليقين وبينوا خطأ هذا التقسيم، واحتجوا على هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني: فهو مردود (متفق على صحته)، وروى مسلم رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: فهو مردود.

وفي الصحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ولم يقل البدعة فيها كذا وكذا؛ بل قال: كل بدعة ضلالة. وقد وعظ أصحابه فقال: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
والبدعة شرعا إنما تكون في أمور الدين والتقرب إلى الله سبحانه، لا في أمور الدنيا، أما أمور الدنيا مثل المآكل والمشارب فللناس أن يحدثوا بمآكلهم وطعامهم وشرابهم صناعات خاصة، يصنعون الخبز على طريقة والأرز على طريقة، وأنواعا أخرى على طريقة، لهم أن يتنوعوا في طعامهم، وليس في هذا حرج.

وإنما الكلام في القربات والعبادات التي يتقرب بها إلى الله، هذا هو محل التبديع، وكذلك الصناعات، وآلات الحرب للناس أن يحدثوا أشياء يستعينون بها في الحرب، من القنابل والمدافع وغير ذلك، وللناس أن يحدثوا المراكب والطائرات والسفن الفضائية والقطارات، ليس في هذا شيء، إنما الكلام فيما يتقرب به إلى الله، ويعده الناس قربة وطاعة يرجون ثوابها عند الله.

هذا هو محل النظر، فما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو ولا أصحابه، ولم يدل عليه صلى الله عليه وسلم، ولم يرشد إليه، بل أحدثه الناس وأدخلوه في دين الله فهو بدعة؛ شاء فلان أم غضب فلان، فالحق أحق بالاتباع.

ومن هذا الباب ما أحدثه الناس من بناء المساجد على القبور واتخاذ القباب عليها، فهذه من البدع التي وقع بها شر كثير، حتى وقع الشرك الأكبر وعبدت القبور من دون الله؛ بأسباب هذه البدع، فيجب على المؤمن أن ينتبه لما شرعه الله فيأخذ به، وعليه أن ينتبه لما ابتدعه الناس فيحذره؛ وإن عظَّمه المشار إليهم من أهل الجهل، أو التقليد الأعمى، والتعصب.

فلا عبرة عند الله بأهل التقليد الأعمى، ولا بأهل التعصب، ولا بأهل الجهل، وإنما الميزان عند الله لمن أخذ بالدليل واحتج بالدليل وأراد الحق بدليله، هذا هو الذي يعتبر في الميزان، ويرجع إلى قوله، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

بدعة المولد

محمد ناصر الدين الألباني

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ}.
{يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.
{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثير المسلمين بالمولد النبوي، وليس ذلك مني كل قيام بواجب التذكير وتقديم النصح لعامة المسلمين، فإنه واجب من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع، جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة، وليس يهمني في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات، قديمها وحديثها؛ فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر، ومن البدهي أنني لا أريد الدندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين، لأبين أن هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين؛ لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيداً شرعياً مطلقا، وإنما هي عواطف جانحة.
فنحن نعلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – جاء بالدين كاملاً وافياً تاماً، والدين هو كل شيء يتدين به المسلم وأن يتقرب به إلى الله – عز وجل – ليس ثمة دين إلا هذا الدين، هو كل ما يتدين به ويتقرب به المسلم إلى الله – عز وجل -، ولا يمكن أن يكون شيء ما من الدين في شيء ما، إلا إذا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه، أما ما أحدثه الناس بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم -، فلا سيما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، فهي لاشك ولا ريب من محدثات الأمور.

وقد علمتم جميعاً حكم هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها حيث نقول فيها كما سمعتم آنفاً "خير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ونحن وإياهم مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن ليس فقط في عهده – صلى الله عليه وسلم -، بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفاً.

ومن البدهي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقاً في القرون المذكورة آنفاً، فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدّعون إتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته، مع أنها ولادة خارقة للعادة، وإنما الاحتفال بولادة عيسى – عليه السلام – هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم، وهي كما قال ربنا – عز وجل – {ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}، هذه البدع التي اتخذها النصارى -ومنها الاحتفال بميلاد عيسى- ما شرعها الله – عز وجل -، وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم. فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد – صلى الله عليه وسلم – أيضاً كذلك لم يحتفل بميلاده، والله – عز وجل – يقول {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، فهذا من جملة الإقتداء بنبينا وبعيسى – عليه الصلاة والسلام -، وهو نبينا أيضاً، ولكن نبوّته نسخت ورفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهما. ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان -كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة- إنما يحكم بشريعة محمد – صلى الله عليه وسلم -.

فإذاً محمد – صلى الله عليه وسلم – لم يحتفل بميلاده، وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع -الذي نحن في صدد الكلام عليه-، يقولون محمد – صلى الله عليه وسلم – ما راح يحتفل بولادته، طيب سنقول: لم يحتفل بولادته – عليه السلام – بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه، وأحب الخلق من النساء إليه، ذلكما أبو بكر وابنته عائشة – رضي الله عنهما -، ما احتفلا بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، كذلك الصحابة جميعاً، كذلك التابعون، كذلك أتباعهم، وهكذا. إذاً لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتعظ بقول الله – عز وجل -: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، فلا يقولن أحد الناس الرسول ما احتفل لأنه هذا يتعلق بشخصه لأنه يأتي بالجواب؛ لا أحد من أصحابه جميعاً أحتفل به – عليه السلام -، فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال، ولا أفضل من بعدهم أبداً، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقاً.

من هؤلاء الذين يستطيعون -بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة يمضون- لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك، وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفاً -فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله – عز وجل – ومن ذلك {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، فرسول الله ما احتفل، إذاً نحن لا نحتفل، إن قالوا ما احتفل لشخصه، نقول ما احتفل أصحابه أيضاً بشخصه من بعده، فأين تذهبون؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البينة الواضحة التي لا تفسح مجالاً مطلقاً للقول بحسن هذه البدعة، وإن مما يبشر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدأوا يضطرون ليعترفوا بهذه الحقيقة، وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة، ولكن يعودهم ويحتاجون إلى شيء من الشجاعة العلمية، التي تتطلب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون، فهؤلاء كأنهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحق الذي اقتنعوا به، ولذلك لا تجد يروق -ولا أريد أن أقول يسدد ويقارب- فيقول صحيح أن هذا الاحتفال ليس من السنة ما احتفل الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح، ولكن الناس اعتادوا أن يحتفلوا ويبدو أن الخلاف فقري، هكذا يبرر القضية ويقول الخلاف شكلي.

لكن الحقيقة أنهم انتبهوا أخيراً إلى أن هذا المولد خرج عن موضوع الاحتفال بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -في كثير من الأحيان-، حيث يتطرف الخطباء أموراً ليس لها علاقة بالاحتفال بولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، أريد ألا أطيل في هذا، ولكني أذكّر لأمر هام جداً طالما غفل عنه جماهير المسلمين، حتى بعض إخواننا الذين يمشون معنا على الصراط المستقيم وعلى الابتعاد من التعبد إلى الله – عز وجل – بأي بدعة، قد يخفى عليهم أن أي بدعة يتعبد المسلم بها ربه – عز وجل -، هي ليست من صغائر الأمور ومن هنا نعتقد أن تقسيم البدعة إلى محرمة وإلى مكروهة يعني كراهه تنزيهيه، هذا التقسيم لا أصل له في الشريعة الإسلامية، كيف وهو مصادم مصادمة جلية للحديث الذي تسمعونه دائما وأبداً « كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».

فليس هناك بدعة لا يستحق صاحبها النار، ولو صح ذلك التقسيم لكان الجواب ليس كل بدعة يستحق صاحبها دخول النار، لم؟ لأن ذاك التقسيم يجعل بدعة محرمة، فهي التي تؤهل صاحبها النار، وبدعة مكروهة، تنزيهاً لا تؤهل صاحبها للنار، وإنما الأولى تركها والإعراض عنها والسر.

وهنا الشاهد من إشارتي السابقة التي لا ينتبه لها الكثير، والسر في أن كل بدعة كما قال – عليه الصلاة والسلام – بحق ضلالة، هو أنه من باب التشريع في الشرع الذي ليس له حق التشريع إلا رب العالمين تبارك وتعالى، فإذا انتبهتم لهذه النقطة عرفتم حينذاك لماذا أطلق – عليه الصلاة والسلام – على كل بدعة أنها في النار -أي صاحبها ذلك-، لأن المبتدع حينما يشرّع شيئاً من نفسه فكأنه جعل نفسه شريكاً مع ربه تبارك وتعالى، والله – عز وجل – يأمرنا أن نوحده في عبادته وفي تشريعه فيقول -مثلاً- في كتابه: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنداداً في كل شيء، من ذلك في التشريع. ومن هنا يظهر معشر الشباب المسلم الواعي المثقف الذي انفتح له الطريق إلى التعرف على الإسلام الصحيح، من المفتاح "لا إله إلا الله" وهذا التوحيد الذي يستلزم -كما بين ذلك بعض العلماء قديما وشرحوا ذلك شرحا بينا ثم تبعهم بعض الكتاب المعاصرين- أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله – عز وجل – بالتشريع، يستلزم ألا يشرع أحد مع الله – عز وجل – أمراً ما، سواء كان صغيراً أم كبيراً، جليلاً أم حقيراً، لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع فإن كان هذا التشريع صدر من الله، تقربنا به إلى الله، وإن كان صدر من غير الله – عز وجل – نبذناه، وشرعته نبذ النواة.

ولم يجز للمسلم أن يتقرب إلى الله – عز وجل – بشيء من ذلك، وأولى ألا يجوز للذي شرّع ذلك أن يشرعه وأن يستمر على ذلك وأن يستحسنه، هذا النوع من إفراد الله – عز وجل – بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعض الكتّاب الإسلاميين، بتسمية بأن الحاكمية لله – عز وجل – وحده. لكن مع الأسف الشديد، أخذ شبابنا هذه الكلمة -كلمة ليست مبيّنة مفصّلة لا تشتمل كل شرعة أو كل أمر أدخل في الإسلام وليس من الإسلام في شيء- أن هذا الذي أدخل قد شارك الله – عز وجل – في هذه الخصوصية، ولم يوحّد الله – عز وجل – في تشريعه، ذلك لأن السبب -فيما أعتقد- في عدم وضوح هذا المعنى الواسع لجملة أن الحاكمية لله – عز وجل – هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولهم -مع الأسف الشديد- ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نبّهوا بالضغوط الكافرة التي ترد بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال، ولذلك فهم حينما دعوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائماً وأبداً حول هذه الكلمة الحقة -وهي أن الحاكمية لله – عز وجل – وحده- كان كلامهم دائماً ينصبّ ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي ترد إلينا من بلاد الكفر -كما قلنا- لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرعه الله – عز وجل -. هذا كلام حق لاشك ولا ريب، ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة -وهي أن الحاكمية لله – عز وجل – لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي ترد إلينا من بلاد الكفر، بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كل شيء دخل في الإسلام، سواء كان وافداً إلينا أو نابعاً منا، مادام أنه ليس من الإسلام في شيء.

هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبه لها، وأن لا نتحمس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط -وكفرها واضح جداً- نتنبه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جداً، والناس في غفلة من هذه الحقيقة، فضلاً عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة. لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه محدث ليس من الإسلام في شيء ولكن يجب أن تتذكروا مع ذلك أن الإصرار على استحسان هذه البدعة مع إجمال جميل كما ذكرت آنفا أنها محدثة فالإصرار على ذلك أخشى ما أخشاه أن يدخل المصر على ذلك في جملة {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، وأنتم تعلمون أن هذه الآية لما نزلت وتلاها النبي – صلى الله عليه وسلم -، كان في المجلس عدي بن حاتم الطائي، وكان من العرب القليلين الذين قرأوا وكتبوا، وبالتالي تنصّروا فكان نصرانياً، فلما نزلت هذه الآية لم يتبين له المقصد منها، فقال يا رسول الله كيف ربنا يقول عنا نحن النصارى سابقاً {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، ما اتخذناهم أحبارنا أرباباً من دون الله – عز وجل -كأنه فَهِمَ أنهم اعتقدوا بأحبارهم ورهبانهم أنهم يخلقون مع الله يرزقون مع الله وإلى غير ذلك من الصفات التي تفرد الله بها – عز وجل – دون سائر الخلق- فبيّن له الرسول – عليه السلام – بأن هذا المعنى الذي خطر في بالك ليس هو المقصود بهذه الآية، وإن كان هو معنى حق، لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن إنساناً ما يخلق ويرزق، لكن المعنى هنا أدق من ذلك، فقال له: « أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ » قال أما هذا فقد كان فقال – عليه السلام -، فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله ". لذلك فالأمر خطير جداً؛ استحسان بدعة المستحسن، وهو يعلم أنه لم يكن من عمل السلف الصالح -ولو كان خيرا لسبقونا إليه-، قد حشر نفسه في زمرة الأحبار والرهبان الذين اتُخذوا أرباباً من دون الله – عز وجل -، والذين أيضاً يقلّدونهم، فهم الذين نزل في صددهم هذه الآية أو في أمثالهم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ}، غرضي من هذا أنه لا يجوز للمسلم -كما نسمع دائماً وكما سمعنا قريباً- الخلاف شكلي؛ الخلاف جذري وعميق جداً لأننا نحن ننظر إلى أن هذه البدعة وغيرها داخلة أولاً في عموم الحديث السابق « كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار » وثانياً، ننظر إلى أن موضوع البدعة مربوط بالتشريع الذي لم يأذن به الله – عز وجل -، كما قال – تعالى -: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} وهذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال بولادته – عليه السلام -، بمعنى قراءة قصة المولد، أما إذا انضم إلى هذه القراءة أشياء وأشياء كثيرة جداً، منها أنهم يقرءون من قصته – عليه الصلاة والسلام – قصة المولد، أولاً مالا يصح نسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وثانياً يذكرون من صفاته – عليه السلام – فيما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر، بينما لو كان هناك يجب الاحتفال -أو يجوز على الأقل- بالرسول – صلى الله عليه وسلم – كان الواجب أن تذكر مناقبه – عليه الصلاة والسلام -، وأخلاقه وجهاده في سبيل الله، وقلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله – عز وجل – إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية، الطالحة الفاسدة، إلى الأخلاق الإسلامية. كان هذا هو الواجب أن يفعله لكنهم جروا على نمط من قراءة الموارد -لا سيما إلى عهد قريب- عبارة عن أناشيد وعبارة عن كلمات مسجعة ويقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقى في ذاكرتي والعهد القديم "حملت به أمة تسعة أشهر قمرية" ما الفائدة من ذكر هذا الخبر؟

وكل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية، القصد هل أفضل البشر وسيد البشر – عليه الصلاة والسلام – يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر؟ إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي، بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختوناً، مشروع وهذا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فهكذا يمدح الرسول – عليه السلام -؟

يعني نقول أن الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوباً الابتعاد عنه للأمرين السابقين، لأنه محدث ولأنه تشريع والله عز رجل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء، فكيف وقد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء وأشياء -مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو استعرضنا الكلام على ذلك-، فحسب المسلم إذاً التذكير هنا والنصيحة أن يعلم أن أي شيء لم يكن في عهد الرسول – عليه السلام – وفي عهد السلف الصالح، فمهما زخرفه الناس ومهما زيّنوه ومهما قالوا هذا في حب الرسول -وأكثرهم كاذبون فلا يحبون الرسول إلا باللفظ وإلا بالغناء والتطريب ونحو ذلك-، مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما عليه سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – أجمعين.

وتذكروا معنا بأن من طبيعة الإنسان المغالاة في تقدير الشخص الذي يحبه لاسيما إذا كان هذا الشخص لا مثل له في الدنيا كلها، ألا وهو رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فمن طبيعة الناس الغلو في تعظيم هذا الإنسان، إلا الناس الذين يأتمرون بأوامر الله – عز وجل – ولا يعتدون؛ فهم يتذكرون دائماً وأبداً مثل قوله- تبارك وتعالى -: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}، فإذا كان الله – عز وجل – قد اتخذ محمداً – صلى الله عليه وسلم – نبياً، فهو قبل ذلك جعله بشراً سوياً، لم يجعله ملكاً خلق من نور مثلاً -كما يزعمون- وإنما هو بشر، تأكيداً للقرآن الكريم: {قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}، هو نفسه أكد ذلك في غير ما مناسبة فقال: « إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكّروني »، وقال لهم مرة « لا ترفعوني فوق قدري، فإن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ».

لذلك في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ».

هذا الحديث تفسير للحديث السابق « لا ترفعوني فوق قدري، فإن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا »، فهو يقول لا تمدحوني كما فعلت النصارى في عيسى بن مريم، كأن قائلاً يقول كيف نقول يا رسول الله كيف نمدحك؟ قال « أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله » ونحن حينما نقول في رسولنا – صلى الله عليه وسلم – عبد الله ورسوله فقد رفعناه ووضعناه في المرتبة التي وضعه الله – عز وجل – فيها، لن ننزل به عنها ولم نصعد به فوقها. هذا الذي يريده رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منا. ثم نجد النبي صلوات الله وسلامه عليه يطبق هذه القواعد ويجعلها حياة يمشي عليها أصحابه صلوات الله وسلامه عليه معه، فقد ذكرت لكم غير ما مرة قصة معاوية بن جبل – رضي الله عنه – حينما جاء إلى الشام -وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان- بقي في الشام ما بقي لتجارة فيما يبدو، ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي – صلى الله عليه وسلم -، همّ ليسجد لمن؟ لسيد الناس، فقال له – عليه الصلاة والسلام – « مه يا معاذ، قال يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم، فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم »، فقال – عليه الصلاة والسلام – « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها » وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة -لا أريد أن أستطرد إليها-، وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي – صلى الله عليه وسلم -، ما الذي دفعه على هذا السجود؟ هل هو بغضه للرسول – عليه السلام -؟ بطبيعة الحال لا، إنما هو العكس تماماً هو حبه للنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي أنقذه من النار. لولا الرسول – عليه السلام – أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم، لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها، فلذلك ليس غريباً أبداً، لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم. ليس غريباً أبداً أن يهمّ معاذ بن جبل بالسجود للنبي – صلى الله عليه وسلم – كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه، لكن النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك، يريد أن يثبت عملياً بأنه بشر وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر، ويقول « لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ». في بعض روايات الحديث "ولكن لا يصلح السجود إلا لله – عز وجل – ".

إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا – صلى الله عليه وسلم -، سواء كان حياً أو ميتاً لماذا؟ تعظيماً له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته – عليه السلام -، ولكن إذا كنا صادقين في حبه – عليه الصلاة والسلام – فيجب أن نأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه وألا نضرب بالأمر والنهي عرض الحائط -بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني ثم عكس للمنطق العقلي السليم. ربنا – عز وجل – يقول {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. فإذاً اتباع الرسول – عليه السلام – هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول – عليه السلام – هو المحب لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم -.

ومن هنا قال الشاعر قوله المشهور:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمرك في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لاطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع

هناك مثال دون هذا، ومع ذلك فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ربّى أصحابه على ذلك، أن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون على عادات جاهلية -وزيادة أخرى- عادات فارسية أعجمية، ومن ذلك أنه يقوم بعضهم لبعض، كما نحن نفعل اليوم تماماً لأننا لا نتبع الرسول – عليه السلام – ولا نصدق أنفسنا بأعمالنا أننا نحبه – عليه الصلاة والسلام -، وإنما بأقوالنا فقط؛ ذلك أن الناس كان يقوم بعضهم لبعض، أما الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقد كان أصحابه معه كما لو كان فرداً منهم، لا أحد يظهر له من ذلك التبجيل الوثني الفارسي الأعجمي شيئاً إطلاقاً وهذا نفهمه صراحة من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه -، قال: "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك" أنظروا هذا الصحابي الجليل الذي تفضل الله عليه فأولاه خدمة نبيه عشرة سنين، أنس بن مالك، كيف يجمع في هذا الحديث بين الحقيقة الواقعة بينه – عليه السلام – وبين أصحابه من حبهم إياه، وبين هذا الذي يدندن حوله أن هذا الحب يجب أن يقيّد بالإتباع وأن لا ينصاع، وأن لا يخضع صاحبه لمن هوى " وحبك الشيء يعمي ويصم" فهو يقول حقاً ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، هذه حقيقة لا جدال فيها، لكنه يعطف على ذلك فيقول: "وكانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك". إذاً لماذا كان أصحاب الرسول – عليه السلام – لا يقومون له؟ إتباعاً له، تحقيقاً للآية السابقة {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}، فاتباع الرسول هو دليل حب الله حباً صحيحاً، ما استسلموا لعواطفهم -كما وقع من الخلف الطالح-، نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد -الذي نحن في صدد بيانه- أنه محدث جرت مناقشات كثيرة -مع الأسف والأمر كالصبح أبلج واضح جداً- فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة، وناس تحمّسوا واستسلموا لعواطفهم، وأخذوا يتكلمون كلاماً لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله – عز وجل – إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب، لماذا؟ لأن في المولد حتى الطريقة القديمة -ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول – عليه السلام – ووضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالساً فجرت مناقشات حول هذا الموضوع- فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق، قال لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول – عليه السلام – على رأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول الحق ما قال الشاعر:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق، وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم -ليس الصحابة حتى لا نظلمهم- ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول – عليه السلام – أكثر، أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول – عليه السلام – لا يقوم له، أم هذا الخلف الأحمق، يقول لو تمكنت لقمت على رأسي؟

هذا كلام إنسان – مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه- وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول – عليه السلام – وأخلاقه وتواضعه، وأمره للناس بأنه ما يرفعوه -إلى آخر ما ذكرنا آنفاً – لما تجرأ أن يقول هذه الكلمة -لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته – عليه السلام – حيث الشيطان يتخذ طريقاً واسعاً جداً لإضلال الناس وإشكال الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته – عليه السلام – لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو حي يرى فينصح ويذكر ويمعلم – وهو سيد المعلمين – فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك، أما بعد وفاته – عليه السلام – فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه.

فإذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً، فنحن نعلم من هذا الحديث -حديث أنس- أن الصحابة كانوا يحبون الرسول – عليه السلام – حباً حقيقياً وأنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائماً وأبداً ولكنهم هم المجاهدون حقاً، تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول – عليه السلام -، ورجاء مغفرة الله – عز وجل – ليحفظوا بحب الله – عز وجل – لهم، فيغفر الله لهم.

هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام، هذه الحقيقة هي التي يجب دائماً نستحضرها وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفق الناس كثيراً وكثيراً جداً، فتخرجهم عن سواء السبيل.
لم يبق الآن من تعظيم الرسول – عليه السلام – في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية، أما التعظيم من حق كما ذكرنا وهو إتباعه، فهذا أصبح محصوراً و محدوداً في أشخاص قليلين جداً. وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم؟ رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول – صلى الله عليه وسلم – لكان ذلك -لا أقول هل هو الكفر- وإنما هو إهانة للرسول – عليه السلام – وليس تعظيماً له وليس حباً له لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في أساليب موسيقية – ما أعرفها – وهو يقول يفعل ذلك حباً في رسول الله، أنه كذاب ليس هذا هو الحب، الحب في اتباعه.
ولذلك الآن تجد الناس فريقين فريق يقنعون لا ثبات أنهم محبون للرسول – عليه السلام – على النص على الصمت، وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغاً في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلمونهم السنة ولا يربونهم عليها، كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر، إلا الاحتفال بولادة الرسول – عليه السلام -، ثم جاء الظغث على إبالة -كما يقال- فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة، كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى، كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً، على طريقة النصارى.

وإن تعجب فعجب من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة، يقولون النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبيهم نحن ما نحتفل بميلاد نبينا – عليه الصلاة والسلام -؟ أقول هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة حنخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا كلمة بريئة جداً ولكنها في مشابهة لفظية قالوا "يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال – عليه السلام – الله أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى أجعل لنا إلها لما لهم آلهة" قد يستغرب الإنسان كيف الرسول – عليه السلام – يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نعلق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة فقال له هذه السنن، بدأتهم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة- قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا – عليه السلام -؟
الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين قال « لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه » قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى هم قال« فمن الناس »؟

أخيراً أقول إن الشيطان قاعد للإنسان بالمرصاد، فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلناً.

بارك الله فيك اللهم اهدنا واهد بنا
تقليد النصارى في أعيادهم ليس فيه خير بل كله ضرر للمسلمين ولاخير في أمة كثرت أعيادها ، لكن يجوز التذكير بسيرة الرسول وليس بالضرورة يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم.

¤ô¦¦§¦¦ô¤~ مات وهو ساجد في المسجد النبوي ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ الهم أرزقنا حسن الخاتمه 2024.

السلام عليكم
~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ مات وهو ساجد في المسجد النبوي (صوره) ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ الهم أرزقنا حسن الخاتمه

الصوره أبلغ من التعليق

القعدة

القعدة
الهم أرزقنا حسن الخاتمه

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
بارك الله فيك اختي
انما الاعمال بخواتمها
يبعث المرء على ما مات عليه يا ربي ارزقنا حسن الخاتمة
القعدة
ياربي
القعدة

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

واش نقولك اختي ياسمين شكرا لكي

سبحانك ربي لا اله الا انت

يا ربي ارزقنا حسن الخاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الموضوع

" قُلَ خَيََر أَوَ فَصَمُتَ "
" أَنَ كَانَ الكَلاَمَ مَنَ فَضَةَ فَالسَكُوَتَ مَنَ ذََهَب َ "
" خَيَرُ الكَلاَمُ مَا قَلّ وَ دَل َ "

الاعجاز النبوي في فوائد نخالة القمح 2024.

لاعجاز النبوي في فوائد نخالة القمح
لا يغرنك الطحين الأبيض… فنخالة القمح التي تُنزع منه تحوي القدر الأكبر من الفوائد الطبية، ولذلك كان النبي يأكل القمح كاملاً وفي ذلك إعجاز نبوي … لنقرأ….

عندما قام الناس بنزع نخالة القمح كثُرت الأمراض وبعد زمن طويل تبين أن لهذه النخالة عدداً من الفوائد الطبية! وبعد تجارب ودراسات تبين أيضاً أن هذه القشور تحوي عدداً من الفيتامينات والأملاح والمعادن الضرورية للإنسان، وعندما تُنزع القشور نخسر هذه المواد، ولذلك ينصح الأطباء اليوم وبخاصة مرضى السكري والقلب وضغط الدم، ينصحونهم بأكل القمح كاملاً مع قشوره، وهذه الفوائد لم تتضح إلا في القرن العشرين.
فالنخالة تحوي المعادن الضرورية لإفراز الأنسولين، وهذا يفيد مرضى السكري. وهناك دراسات حديثة تؤكد أهمية النخالة في الوقاية من السرطان. وقد بينت دراسات أخرى أن القمح الكامل يعتبر غذاء جيداً للأطفال، ويقيهم من الربو.
هناك كميات من مضادات الأكسدة موجودة في نخالة القمح، وهذه المواد مفيدة في تنشيط الخلايا ووقايتها من السرطان. وفي دراسات جديدة تبين أن تناول القمح الكامل مفيد لأمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض أخرى.

العجيب يا أحبتي أن نبيّ الرحمة صلى الله عليه وسلم كان يأكل القمح كاملاً ولم ينزع قشوره أبداً كما روى البخاري في الحديث الصحيح: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ، من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله)، ولم يكن ينزع قشوره، مع العلم أن هذه العملية كانت معروفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وهنا ندرك أن الإعجاز لا يقتصر على أقوال النبي بل في كل ما يفعله إعجاز واضح… فسبحان

بارك الله فيك
و جزاك الله خيرا
على هدا العمل
الجبار و جعله الله
في موازين حسناتك
*
*
*
اجمل تحية

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة anis23 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك
و جزاك الله خيرا
على هدا العمل
الجبار و جعله الله
في موازين حسناتك
*
*
*
اجمل تحية

القعدة القعدة

وفيك بارك الله لقد سرني مرورك و ردك العطر

موضوع جميل جدا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
دمتي متألقة

نخالة القمح ايضا لها فوائد بالنسبة لمرضى القولون
فاذا اكل على الريق مع كاس ماء كانت له نتائج جد ايجابية لطرد الغازات منه
وايضا خلطه مع علبة ياؤورت ويا ريت تكون طبيعي

بارك الله فيك على الموضوع القيم
لا تحرمونا تواجدكم هنا معنا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rabah kabyle القعدة
القعدة
القعدة

موضوع جميل جدا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
دمتي متألقة

القعدة القعدة

شكرا على مرورك العطر دمتم بود و سلام

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منصف القعدة
القعدة
القعدة

نخالة النخيل ايضا لها فوائد بالنسبة لمرضى القولون
فاذا اكل على الريق مع كاس ماء كانت له نتائج جد ايجابية لطرد الغازات منه
وايضا خلطه مع علبة ياؤورت ويا ريت تكون طبيعي

بارك الله فيك على الموضوع القيم
لا تحرمونا تواجدكم هنا معنا

القعدة القعدة

شكرا على الاضافة ماكنت أعلم أن لنخيل نخالة
دمتي بود و سلام باك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملتزمة القعدة
القعدة
القعدة
شكرا على الاضافة ماكنت أعلم أن لنخيل نخالة
دمتي بود و سلام باك الله فيك
القعدة القعدة
هو خطا مطبعي اختي فقط
كنت اقصد كتابة نخالة القمح
قد تم التصحيح

مشكورا على الموضوع
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadin86 القعدة
القعدة
القعدة
مشكورا على الموضوع
القعدة القعدة

الشكر موصول لكي على التصفح

أسرار الطب النبوي عدم الغسل من الجنابة يؤدي الى . 2024.

السلام عليكم ورحمة الله
أسرار الطب النبوي عدم الغسل من الجنابة يؤدي الى …

القعدة

اكتشف الطب الحديث اكتشافا خطيرا مذهلا أذهل الأطباء ، الاكتشاف الذي اكتشفه طبيب مسلم عمل بمستشفيات الغرب وبالسعودية وتخصصه طبيب عظام اكتشف هذا الطبيب أن سبب الآم الظهر هو تأخرهم بالغسل من الجنابة وعدم

وضوئهم بعد الانتهاء من الجنابة وعند الرغبة بتأخير الغسل وقال موضحا اكتشافه الطبي المذهل أن فقرات الظهر العظمية بينها سائل المح المغلف بغضروف

وهذا السائل يحتاج لتدفق الدم إليه وإذا أجنب الإنسان ولم يغتسل ولم يتوضأ فورا وجلس فترة طويلة بدون غسل أو وضوء أن ذلك يؤدي لجفاف السائل وبالتالي تآكل وتفطر الغضروف المحيط بالسائل وبالتالي الضغط على فقرات الظهر العظمية ضغطا متواصلا مسببا الألم بأسفل الظهر وإن الحل لذلك هو الغسل الفوري من الجنابة أو الوضوء حيث أن الماء والغسل يؤدي إلى تتجدد الدورة الدموية وتدفق الدم للمخ وبالتالي المحافظة على الغضروف سليما ولا يتسبب بذلك بالضغط على الفقرات و يظهر سر الطب النبوي جليا في ذلك حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أجنب قط ونام بدون غسل أو وضوء حيث أنه غالبا يتوضأ قبل النوم وبعد الجنابة إن أراد تأخير الغسل إلى الفجر كما ورد ذلك بالحديث الصحيح

عافاكم الله وعافانا
والسلام عليكم ورحمة الله

شكرا همسة

بارك الله فيك

شكرا على فائدة الموضوع

تقبلي شكري وتقديري

العفو اخي القناص الرومانسي
مرورك اسعدني
شكرا
مشكور أختي على الموضوع المهم و المفيد….
بارك الله فيك …تحياتي

أخـتــي همسة مشاعــر….

شكــــرا لكـ على الافادة والموضوع القيـم

باركـ الله فيـــــكـ

حفظكـ الله ورعاكـ

مشكوووووووورة أختي على الافادة…………….جازاك الله كل خير

جزاك الله خيرا على ما تقدميه من مواضيع مفيده

بارك الله فيـــــــــــك وادام الله تميزك

شكرا على التذكير و الافادة
بارك الله فيك و جعله +في ميزان حسناتك
عيدك مبارك

حبيبتي همسة مشاعر مشكورة
موضوعك قيم ومفيد
عافانا الله وعافاكم
اين انتي توحشناك
مشكورين جميعا على ردودكم الجميلة
ونوركم زاد الموضوع قيمة
الله يخليكم
شكرا لكم

حكم الإحتفال بالمولد النبوي للشيخ ابن باز رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الإحتفال بالمولد النبوي

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الداعي إلى طاعة ربه، المحذر عن الغلو والبدع والمعاصي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين وأما بعد:
فقد اطلعت على المقال الذي نشر بجريدة (إدارة) الأردوية الأسبوعية، الصادرة في مدينة كانفور الصناعية بولاية أترابراديش، في صفحتها الأولى، والمتضمن: حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية وتمسكها بعقيدتها الإسلامية، ومحاربتها للبدع، واتهام عقيدة السلف التي تسير عليها الحكومة، بأنها ليست سنية، مما يهدف به كاتبه إلى التفرقة بين أهل السنة، وتشجيع البدع والخرافات.
وهذا لا شك تدبير سيئ، وتصرف خطير، يراد به الإساءة إلى الدين الإسلامي، وبث البدع والضلالات، ثم إن هذا المقال يركز بشكل واضح على موضوع إقامة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله منطلقا للحديث عن عقيدة المملكة وقيادتها. لذا رأيت التنبيه على ذلك، فأقول مستعينا بالله تعالى:
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره، بل يجب منعه؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولم يأمر به لنفسه، أو لأحد ممن توفي قبله من الأنبياء، أو من بناته أو زوجاته، أو أحد أقاربه أو صحابته. ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ولا التابعون له بإحسان، ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة. وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وقد أمرنا بالاتباع ونهينا عن الابتداع، وذلك لكمال الدين الإسلامي، والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته. وفي رواية أخرى لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وقال عز وجل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا وهذه الآية تدل دلالة صريحة، على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده.
وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها.
وإحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يفهم منه: أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار، إلا بينه لأمته، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه، ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه
لعباده، لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذلك في الأحاديث السابقة.

وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، ومعلوم من القاعدة الشرعية أن المرجع في التحليل والتحريم، ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
وإذا رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وإذا رددناه أيضا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم نجد أنه فعله ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فبذلك نعلم أنه ليس من الدين، بل من البدع المحدثة، ومن التشبه الأعمى بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم. وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه، أن الاحتفال بجميع الموالد ليس من دين الإسلام في شيء، بل هو من البدع المحدثات، التي أمرنا الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام بتركها والحذر منها.

ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وقال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية.
ثم إن غالب هذه الاحتفالات – مع كونها بدعة – لا تخلو في أغلب الأحيان، وفي بعض الأقطار من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور. وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد منه، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور التي تكفر فاعلها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه، ومما يدعو إلى العجب والاستغراب، أن الكثير من الناس ينشغل ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه، من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسا، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما. ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان، وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
وأغرب من ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة. ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع فهذه الآية والحديث الشريف، وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين، ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم: التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم، من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند الكثير من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها ما بعد الأذان، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. هذا ما أردت التنبيه عليه نحو هذه المسألة، وفيه كفاية إن شاء الله لمن فتح الله عليه وأنار بصيرته.
وإنه ليؤسفنا جدا أن تصدر مثل هذه الاحتفالات البدعية، من مسلمين متمسكين بعقيدتهم، وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول لمن يقول بذلك: إذا كنت سنيا ومتبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل فعل ذلك هو أو أحد من صحابته الكرام،
أو التابعين لهم بإحسان، أم هو التقليد الأعمى لأعداء الإسلام، من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.

وليس حب الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يقام من احتفالات بمولده، بل بطاعته فيما أمر به، وتصديقه فيما أخبر به، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع. وكذا بالصلاة عليه عند ذكره، وفي الصلوات وفي كل وقت ومناسبة. وليست الوهابية حسب تعبير الكاتب بدعا في إنكار مثل هذه الأمور البدعية، بل عقيدة الوهابية: هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على هديه، وهدي خلفائه الراشدين، والتابعين لهم بإحسان، وما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، أهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله، وإثبات صفات كماله ونعوت جلاله، التي نطق بها الكتاب العزيز، وصحت بها الأخبار النبوية، وتلقتها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم. يثبتونها ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويتمسكون بما درج عليه التابعون، وتابعوهم من أهل العلم والإيمان والتقوى، وسلف الأمة وأئمتها، ويؤمنون بأن أصل الإيمان وقاعدته هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهي أصل الإيمان بالله وحده، وهي أفضل شعب الإيمان، ويعلمون بأن هذا الأصل لابد فيه من العلم والعمل والإقرار بإجماع المسلمين، ومدلوله وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من عبادة ما سواه، كائنا من كان، وأن هذا هو الحكمة التي خلقت لها الجن والإنس، وأرسلت لها الرسل وأنزلت بها الكتب، وهي تتضمن كمال الذل والحب لله وحده، وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم، وأن هذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، فإن الأنبياء على دين الإسلام، وبعثوا بالدعوة إليه، وما يتضمن من الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره، أو دعاه ودعا غيره كان مشركا، ومن لم يستسلم له كان
مستكبرا عن عبادته قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

وعقيدتهم مبنية أيضا على تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، ونبذ البدع والخرافات، وكل ما يخالف الشرع الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الذي يعتقده الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ويدين الله به، ويدعو إليه، ومن نسب إليه خلاف هذا فقد كذب وافترى إثما مبينا، وقال ما ليس له به علم. وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المفترين، وأبدى رحمه الله تعالى من التقارير المفيدة، والأبحاث الفريدة، والمؤلفات الجليلة، على كلمة الإخلاص والتوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله، وإثبات ذلك لله سبحانه وتعالى، على وجه الكمال المنافي للشرك دقيقه وجليله، ومن عرف مصنفاته وما ثبت عنه، وعرف واشتهر من دعوته وأمره وما عليه الفضلاء النبلاء من أصحابه وتلامذته، تبين له أنه على ما كان عليه السلف الصالح، وأئمة الدين والهدى، من إخلاص العبادة لله وحده، ونبذ البدع والخرافات، وهذا هو الذي قام عليه حكم السعودية، وعلماؤها يسيرون عليه والحمد لله، وليست الحكومة السعودية متصلبة إلا ضد البدع، والخرافات للدين الإسلامي، والغلو المفرط الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء والمسلمون بالسعودية وحكامهم يحترمون كل مسلم احتراما شديدا، ويكنون لهم الولاء والمحبة والتقدير، من أي قطر أو جهة كان، وإنما ينكرون على أصحاب العقائد الضالة ما يقيمونه من بدع وخرافات وأعياد مبتدعة، وإقامتها والاحتفال بها، مما لم يأذن به الله ولا رسوله، ويمنعون ذلك؛ لأنه من محدثات الأمور وكل محدثة بدعة، والمسلمون مأمورون بالاتباع لا بالابتداع، لكمال الدين الإسلامي واستغنائه بما شرعه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ومن نهج نهجهم.

وليس منع الاحتفال البدعي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يكون فيه من غلو أو شرك ونحو ذلك عملا غير إسلامي، أو إهانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو طاعة له وامتثال لأمره، حيث قال: إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
هذا ما أردت التنبيه عليه في المقال المشار إليه. والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

بارك الله فيك
حتى ولو اقتصر الاحتفال باحياء الذكرى بعشاء وسهرة عائلية في البيت والتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله الحميدة والاستماع الى مدائح دينية؟
القعدة
شكرا للجميع على الطلعة والتعليق زادكم الله حرصا ووفقكم لكل خير

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم منيــــــر القعدة
القعدة
القعدة
حتى ولو اقتصر الاحتفال باحياء الذكرى بعشاء وسهرة عائلية في البيت والتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله الحميدة والاستماع الى مدائح دينية؟
القعدة القعدة

الاحتفال هو الاحتفال وإن قل ، بارك الله فيك وجزاك بكل خير وألهمك كل رشد

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قراازة مرااد القعدة
القعدة
القعدة
شكرا للجميع على الطلعة والتعليق زادكم الله حرصا ووفقكم لكل خير

الاحتفال هو الاحتفال وإن قل ، بارك الله فيك وجزاك بكل خير وألهمك كل رشد

القعدة القعدة

امين يا رب العالمين
بارك الله فيك وشكرا لك على الافادة

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخينا
فتوى في مكانها وكدالك العالم الفقيه ابن باز رحمه الله

التميمة بين الحديث النبوي والموروث الشعبي 2024.

  • حسن بوقليل

قد كَثُرَ في زَمنِنا تَعليقُ التَّمائِم والخَرَزاتِ، واختَلَفَت عَقِيدةُ النَّاسِ فِيها؛ فمِن مُعتَقِدٍ أنَّها تَدفَعُ العَينَ وسائرَ الآفاتِ، ومِن مُعتَقِدٍ أَنّها تجلِبُ الخَيرَ، وتُتَمِّمُ الأُمُورَ، وتَحفَظُ الأَولادَ، وَالأَموَالَ، وَالمَنَازِلَ، وَالسَّيَّارَاتِ … إلخ.
وبَينَ يَدَيكَ – أَخِي القَارِئَ – إِطلالَةٌ سَريعَةٌ عَلَى مَفهُومِ التَّمِيمَةِ، وحُكمِهَا فيِ الدِّينِ، والدَّليل عَلَى ذَلك؛ مِن الكِتَابِ العَزيزِ وصَحيحِ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ، وبَعضِ صُوَرِهَا الشَّائِعَةِ فيِ مُجتَمَعِنَا.
مَفهُومُ التَّمِيمَةِ:
فَالتَّمِيمَة هيَ خَرَزَاتٌ كَانتِ العَربُ تُعَلِّقُها عَلَى أَولاَدِهِم، يَتَّقُونَ بها العَينَ فيِ زَعمِهِم، فَأَبطَلَها الإِسلامُ (1)، ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهَا فَسَمَّوا بها كُلَّ مَا يُتَعَوَّذُ بِهِ.
وَسُمِّيَت «تَمِيمَةً»: لأنَّهُم كَانُوا يَعتَقِدُونَ أَنَّ بها يَتِمُّ لهَم الأَمرُ، وَلَيسَ هَذَا مِنَ الحَقِيقَةِ فيِ شَيءٍ؛ لاَ شَرعًا، وَلاَ قَدَرًا، وَإِنَّما هِيَ وَسَاوِسُ الشَّيطَان، تَقُودُهُم إِلَى غَضَبِ الرَّحمَنِ.
وَعَليه فإنَّ التَّميمَةَ هيَ: «كُلُّ مَا يُعَلَّقُ، أَو يُتَّخَذُ مِمَّا يُرَادُ مِنهُ تَتمِيمُ أَمرِ الخَيرِ لِلعَبدِ، أَو دَفعِ الضَّرَرِ عَنهُ، ويَعتَقِدُ فِيه أَنَّهُ سَبَبٌ، وَلَم يَجعَلهُ اللهُ – عزَّ وجلَّ – سَبَبًا؛ لاَ شَرعًا وَلاَ قَدَرًا»(2).
حُكمُ اتِّخَاذِ التَّمائِم:
– الأَصلُ في تَعلِيقِ التَّمائِمِ أَنَّهُ مِنَ الشِّركِ الأَصغَرِ، مَا لم يَعتَقِد مُعَلِّقُها بأنَّها تَدفَعُ عَنهُ الضَّرَرَ بِذَاتِها دُونَ اللهِ، فَإذَا اعتَقَدَ هذَا الاعتِقَادَ صَارَ تَعلِيقُها شِركًا أَكبَرَ(3)، والضَّابطُ فيِ هَذَا أَنَّ: «كُلَّ مَن جَعَلَ سَبَبًا لَم يَجعَلْهُ اللهُ سَبَبًا؛ لاَ شَرعًا وَلاَ قَدَرًا فَقَدْ أَشرَكَ شِركًا أَصغَرَ»(4).
ويُعرَفُ السَّببُ شَرعًا: بالنَّصِّ عَليه؛ كَالاستِشفَاءِ بالرُّقيَةِ الشَّرعِيَّةِ، والحِجَامَةِ، والعَسَلِ، والحَبَّةِ السَّودَاءِ، فَقَد وَرَدَ أنَّها سَببٌ للشِّفَاءِ مِن أَمرَاضٍ عِدَّة.
وَيُعرَفُ قَدَرًا: بِالتَّجرِبَةِ – عَلَى أَن يَكونَ سَبَبًا مُبَاشِرًا ظَاهِرًا -، كَالأَدوِيَةِ الَّتي ثَبَتَ نَفعُها طِبِّيًّا.
وَاشتِرَاطُ أَن يَكَونَ السَّببُ ظَاهِرًا مُبَاشِرًا مُهِمٌّ جِدًّا؛ لأَنَّ كَثِيرًا ممَّن تَعَلَّقَ قَلبُهُ بِهَذِهِ التَّمائِمِ يَدَّعِي أَنَّهُ جَرَّبَهَا، وَشُفِيَ مِن مَرَضِهِ، أَو أَنَّهُ حُفِظَ مِن مَكرُوهٍ؛ فَقَد يَتَّخِذُهَا وَهُوَ يَعتَقِدُ أنَّها نَافِعَةٌ فَيَرتَاحُ نَفسِيًّا – لاَ حَقِيقَةً – بِخِفَّةِ الأَلمِ – مَثَلاً -، أَو عَدَمِ الإِصَابَةِ بِمَكرُوهٍ، وَالشُّعُورُ النَّفسِيُّ لَيسَ طَريقًا شَرعِيًّا لإِثبَاتِ الأَسبَابِ، كَمَا أَنَّ الإِلهامَ لَيسَ طَريقًا لِلتَّشرِيعِ(5).
وَعَلَى أَيٍّ كَانَ حُكمُهَا؛ فَإِنَّهُ يَنبَغِي لِلعَاقِلِ الَّذِي عَرَفَ قَدْرَ رَبِّهِ أَن يَخَافَ مِنَ الشِّركِ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ.
– فَإِنِ اتَّخَذَها لِلزِّينَةِ فَقَط، وَلم يَعتَقِد فِيهَا مَا سَبَقَ – وَهَذَا قَلِيلٌ -؛ فَهَذَا مُحَرَّمٌ؛ لأَنَّهُ تَشَبَّهَ بمَن أَشرَكَ بِاللهِ الشِّركَ الأَصغَرَ، وفي الحديث: «مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنهُم»(6).
وَقَد جَاءَتِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ صَرِيحَةً بِالنَّهيِ عَن تَعلِيقِ التَّمَائِمِ؛ فَعَن عُقبَةَ بنِ عَامِر الجُهَنِيّ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أَقبَلَ إِلَيهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسعَةً، وَأَمسَكَ عَن وَاحِدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! بَايَعْتَ تِسعَةً وتَرَكتَ هَذَا؟ قَالَ: «إِنَّ عَلَيهِ تَمِيمَةً»، فَأَدخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا، فَبَايَعَهُ وَقَالَ: «مَن عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَد أَشرَكَ»(7).
«وَإِنَّمَا جَعَلهَا – صلى الله عليه وسلم – شِركًا؛ لأَنَّهُ أَرَادَ رَفْعَ القَدَرِ المكتُوبِ، وَطَلَبَ دَفعَ الأَذَى مِن غَير اللهِ تَعَالى الذِي هُوَ النَّافِعُ الضَّارُّ»(8).
قَالَ الشَّيخُ عبدُ العَزيز بنُ بَازٍ – رحمه الله -: «وَالعِلَّةُ في كَونِ تَعلِيقِ التَّمَائِمِ مِنَ الشِّركِ هِيَ – وَاللهُ أَعلَمُ -: أَنَّ مَن عَلَّقَهَا سَيَعتَقِدُ فِيهَا النَّفْعَ، وَيَمِيلُ إِلَيهَا، وَتَنصَرِفُ رَغْبَتُهُ عَنِ اللهِ إِلَيهَا، وَيَضعُفُ تَوَكُّلُهُ عَلَى اللهِ وَحدَهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ كَافٍ في إِنكَارِهَا وَالتَّحذِيرِ مِنهَا، وَفيِ الأَسبَابِ المشرُوعَةِ وَالمبَاحَةِ مَا يُغنِي عَنِ التَّمَائِمِ، وَانصِرَافُ الرَّغبَةِ عَنِ اللهِ إِلَى غَيرِهِ شِركٌ بِهِ، أَعَاذَنَا اللهُ وِإِيَّاكُم مِن ذَلِكَ»(9).
«فَكَمَالُ التَّوحِيدِ – أَي الوَاجِب -؛ لاَ يَحصُلُ إلاَّ بِتَركِ ذَلكَ – وَإِنْ كَانَ مِنَ الشِّركِ الأصغَرِ -؛ فَهُوَ عَظِيمٌ، فَإذَا كَانَ هَذَا قَد خَفِيَ عَلَى بَعضِ الصَّحَابَة – رضي الله عنهم – فيِ عَهدِ النُّبُوَّةِ فَكَيفَ لا يَخفَى عَلَى مَن هُوَ دُونَهُم فِي العِلمِ والإِيمَانِ بِمَرَاتِبَ، بَعدَمَا حَدَثَ مِنَ البِدَعِ والشِّركِ؟!!»(10).
وعَن عِيسَى بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبي لَيلَى قَالَ: دَخَلتُ عَلَى عَبدِ اللهِ بنِ عُكَيمٍ – أَبِي مَعبَدٍ الجُهَنيّ – – رضي الله عنه – نَعُودُهُ، وَبِهِ حُمْرَةٌ، فَقُلتُ: أَلاَ تُعَلِّقُ شَيئًا؟ فَقَالَ: المَوتُ أَقرَبُ مِن ذَلِكَ، قَالَ رَسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَن تَعَلَّقَ شَيئًا وُكِلَ إِلَيهِ»(11)، والتَّعَلُّقُ يَكُونُ بِالقَلبِ، ويَكُونُ بِالفِعلِ، وَيَكُونُ بهِمَا جميعًا، أَي: «مَن تَعَلَّقَ شَيئًا» بِقَلبِهِ، أَو تَعَلَّقَهُ بِقَلبِهِ وَفِعلِهِ «وُكِلَ إِلَيهِ» أَي: وَكَلَه اللهُ إلى ذَلِكَ الشَّيءِ الَّذِي تَعَلَّقَهُ؛ فَمَن تَعَلَّقَت نَفسُهُ بِاللهِ، وَأنزَلَ حَوَائِجَهُ بِاللهِ، والتجأ إليه، وَفَوَّضَ أَمرَهُ كُلَّهُ إِلَيهِ: كَفَاهُ كلَّ مُؤْنَةٍ، وَقَرَّبَ إِلَيهِ كُلَّ بَعِيدٍ، وَمَن تَعَلَّقَ بِغَيرِهِ، أَو سَكَنَ إِلى عِلمِهِ وَعَقلِهِ وَدَوَائِهِ وَتمائِمِهِ، واعتَمَدَ عَلَى حَولِهِ وَقُوَّتِهِ، وَكَلَهُ اللهُ إِلى ذَلكَ وَخَذَلَهُ، وَهَذَا مَعرُوفٌ بِالنُّصُوصِ والتَّجَارِبِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾(12)، وَلِهذَا كَانَ مِن دُعَاءِ الرُّسُلِ وَأتبَاعِهِم – عِندَ المصَائِبِ وَالشَّدَائِدِ -: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، قَالها إبرَاهيمُ – عليه السلام – حِينَ أُلقِيَ فيِ النَّارِ، وَقَالها محمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم – وأَصحَابُهُ – رضي الله عنهم – حِينَ قِيلَ لَهُم: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾(13).
وَهذَا – أَخِي القَارِئَ – تَهدِيدٌ وَوَعِيدٌ لِمَن أَشرَكَ بِاللهِ شَيئًا مِنْ هَذِهِ الْمُعَلَّقَاتِ، مُعتَقِدًا فِيهَا.
وعَن رُوَيفِعِ بنِ ثابتٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ لِي رَسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «يَا رُوَيفِعُ! لَعَلَّ الحيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ، فَأَخبِرِ النَّاسَ أَنَّ مَنْ عَقَدَ لِحيَتَهُ، أَو تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوِ اسْتَنجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَو عَظْمٍ فَإِنَّ محمَّدًا بَرِيءٌ مِنهُ»(14)، والشَّاهد: «أَو تَقَلَّدَ وَتَرًا»، وفي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بنِ الرَّبِيعِ: «أَو تَقَلَّدَ وَتَرًا يُرِيدُ تَمِيمَةً»، فَهذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّهم كَانُوا يَتَقَلَّدُونَ الأَوتَارَ مِن أَجلِ العَينِ، إِذ فُسِّرَت بِالتَّمِيمَةِ، وَهِي تُجعَلُ لِذَلكَ(15)، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنهُ» أي: مِنَ الفَاعِلِ وَفِعلِهِ، وَكَفَاهُ إِثمًا أَن يَتَبَرَّأَ مِنهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مِن كَبَائِرِ الذُّنُوبِ(16).
وعَن أَبِي بَشِيرٍ الأَنصَارِيِّ – رضي الله عنه – أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي بَعضِ أَسفَارِهِ، فَأَرسَلَ رَسُولاً أَنْ: «لاَ يَبقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِن وَتَرٍ – أَو قِلاَدَةٌ – إِلاَّ قُطِعَت»(17)، قَالَ الإمَامُ مَالِكٌ – رحمه الله -: «أُرَى ذَلكَ مِنَ العَينِ»(18).
قَالَ أَبُو الوَلِيدِ البَاجِي المَالِكِي – رحمه الله -: «وَمَعنَى قَولِ مَالِكٍ: أَنَّهُ نَهَى عَن ذَلكَ لأَنَّ صَاحِبَهَا يَظُنُّ أَنَّ تِلكَ القَلاَئِدَ تَمنَعُ أَن تُصِيبَ الإِبِلَ العَينُ، أَو تَرُدُّ القَدَرَ»(19).
وَكُلُّ دَلِيلٍ يَصلُحُ فِي الأَوتَارِ يَصلُحُ أَن يَكُونَ دَلِيلاً فِي التَّمَائِمِ، وَبِالعَكسِ(20)؛ لأَنَّ العِلَّةَ لَيسَت فيِ الشَّيءِ المعَلَّقِ، وَإِنَّما فيِ سَبَبِ التَّعلِيقِ وَهُوَ تَعَلُّقُ القَلبِ.
فَدَلَّ الحدِيثُ عَلَى تحرِيمِ تَعلِيقِ التَّمائِمِ عَلَى الإِبِلِ أَو غَيرِهَا، وَيُقَاسُ عَلَيهِ كُلُّ التَّمائِمِ، بل هو شِركٌ، وَأَخطَأَ مَن قَالَ بِكَرَاهِيَّةِ ذَلِكَ كَرَاهَةَ تَنزِيهٍ.
قَالَ الشّيخُ مُحَمَّد بنُ صَالِح العُثَيمِين – رحمه الله -: «لاَ يَجُوزُ أَن تُعَلَّقَ عَلَى الإِبِلِ أَشيَاء تُجعَلُ سَبَبًا فِي جَلبِ مَنفَعَةٍ أَو دَفعِ مَضَرَّةٍ، وَهِيَ لَيسَت كَذَلِكَ شَرعًا وَلاَ قَدَرًا؛ لأَنَّهُ شِركٌ، وَلاَ يَلزَمُ أَن تَكُونَ القِلاَدَةُ فِي الرَّقَبَةِ، بَل لَو جُعِلَت فِي اليَدِ أَو الرِّجلِ فَلَهَا حُكمُ الرَّقَبَةِ؛ لأَنّ العِلَّةَ هِيَ القَلاَئِدُ وَلَيسَ مَكانَ وَضعِهَا، فَالمَكانُ لاَ يُؤَثِّرُ»(21).
فَهَذِهِ – أَخِي القَارِئَ – بَعضُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِي التَّمَائِم، ِ وَدِلاَلَتُهَا عَلَى بُطلاَنِ تَعلِيقِ التَّمَائِمِ وَالتَّعَلُّقِ بِهَا وَاضِحَةٌ جَلِيّةٌ لِكُلِّ عَاقِلٍ سَلِيمِ الفِطرَةِ.
وَقَد يَقُولُ بَعضُ ضِعافِ الإيمان – مِمَّنِ اتَّخَذَ تَعلِيقَ الخَرَزَاتِ وَالتَّمَائِمِ وَالقَلاَئِدِ وَالحُجُبِ سَبِيلاً لِتَتمِيمِ أُمُورِهِ -: قَد جَرَّبتُ هَذِهِ التَّمِيمَةَ وَنَفَعَتنِي!! فَيُقَالُ لَهُ: «حُصُولُ الغَرَضِ بِبَعضِ الأُمُورِ لاَ يَدُلُّ عَلَى إِبَاحَتِهِ، وَإِن كَانَ الغَرَضُ مُبَاحًا، فَإِنَّ ذَلِكَ الفِعلَ قَد يَكُونُ فِيهِ مَفسَدَةٌ رَاجِحَةٌ عَلَى مَصلَحَتِهِ، وَالشَّرِيعَةُ جَاءَت بِتَحصِيلِ المَصَالِحِ وَتَكمِيلِهَا، وَتَعطِيلِ المَفَاسِدِ وَتَقلِيلِهَا، وَإِلاّ؛ فَجَميعُ المُحَرَّمَاتِ؛ مِنَ الشِّركِ، وَالخَمرِ، وَالمَيسِرِ، وَالفَوَاحِشِ، وَالظُّلمِ قَد يَحصُلُ لِصَاحِبِهِ بِهِ مَنَافِعُ وَمَقَاصِدُ، لَكِن لَمَّا كَانَت مَفَاسِدُهَا رَاجِحَةً عَلَى مَصَالِحِهَا نَهَى اللهُ وَرَسُولُهُ عَنهَا، كَمَا أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الأُمُورِ؛ كَالعِبَادَاتِ، وَالجِهَادِ، وَإنفَاقِ الأَموَالِ قَد تَكُونُ مُضِرَّةً، لَكِن لَمَا كَانَت مَصلَحَتُهُ رَاجِحَةً عَلَى مَفسَدَتِهِ أَمَرَ بِهِ الشَّارِعُ»(22).
بَعضُ التَّمَائِمِ الشِّركِيَّةِ المُنتَشِرَةِ فِي وَقتِنَا:
قَد أَصبَحنَا لا نُعدَمُ مِن رُؤيَةِ أَشكَالٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِنَ التَّمَائِمِ وَالحُجُبِ وَالتَّعوِيذَاتِ؛ عَلَى الصِّبيَانِ وَالسَّيَارَاتِ وَالبُيُوتِ وَحَتَّى عَلَى الدَّوَابِّ؛ مِن ذَلِكَ:
1- الكَفُّ: وَهِيَ مِن أَقدَمِ التَّمَائِمِ، وَتُسَمَّى عِندَنَا بِ «الخَامْسَة»، وَفِي مِصرَ «خَمسَة وَخَمِيسَة»-(23)، وَفِي أُورُبَّا « la main de Marie»، وَعِندَ الرَّوَافِضِ «كَفُّ فَاطِمَة»، وأَصلُهَا خَمسُ آيَاتِ سُورَةِ الفَلَقِ(24)، فَكَأَنَّ الَّذِي يُشِيرُ بِكَفِّهِ قَد تَعَوَّذَ بِهَذِهِ الآيَاتِ، وَعِندَ الرَّوَافِضِ: «مُحَمَّدٌ، عَلِيٌّ، فَاطِمَةُ، الحَسَنُ، وَالحُسَينُ»، فَكَأَنَّ الْمُشِيرَ بِهَا يَتَعَوَذُ بِهَؤَلاءِ الخَمسَةِ(25).
وَيُعَلِّقُونَهَا عَلَى الصِّبيَان – خَاصَّةً – فِي شَكلِ سِلسِلَةِ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ، وَعَلَى السَّيَّارَاتِ مُحِيطَةً بِآيَةِ الكُرسِيِّ!!(26)، وَمِن أَعجَبِ مَا رَأَى الإِنسَانُ فِي عَصرِ الحَضَارَةِ! وَالتَّمَدُّنِ! أَنَّهَا كُتِبَت فِي إِحدَى لَوحَاتِ الإِشهَارِ رَمزًا لِشَرِكَةٍ مَا!!(27)
2- حَدوَةُ الحِصَانِ: وَيكثُرُ تَعلِيقُهَا عَلَى أَبوَابِ البُيُوتِ وَعَلَى السَّيَّارَاتِ – الفَاخرةِ! مِنهَا -، وَذُكِرَ أَنَّ أَصلَهَا إِغرِيقِيٌّ، ثُمَّ صَارَ النَّصَارَى يَستَعمِلُونَهَا عَلَى أَبوَابِ بُيُوتِهِم دَفعًا لِضَرَرِ الشَّيطَانِ وَالأَروَاحِ الشِّرِّيرَةِ – فِي زَعمِهِم -، ثُمَّ استَعمَلُوهَا عَلَى شَكلِ دَقَّاقَةِ البَابِ، وَانتَقَلَت إِلَى المُسلِمِينَ تقليدًا لأَهلِ الكِتَابِ – كَعَادَةِ أَكثَرِهِم – لِدَفعِ العَينِ وَالسِّحرِ – بِزَعمِهِم -.
3- الصُّدَفُ وَالوُدَعُ: وَهِيَ أَحجَارٌ تُستَخرَجُ مِنَ البِحَارِ، وَصَارَت تُخَاطُ مَعَ جِلدٍ وَتُعَلَّقُ عَلَى الرِّقَابِ لِدَفعِ العَينِ، وَبَعضُهُم يَدَّعِي أَنَّهَا لِلزِّينَةِ، رُغمَ أَنَّ مَظهَرَهَا بَعِيدٌ عَنِ الجَمَالِ!!
4- الشَّوكُ: – نَبَاتِيًّا كَانَ أَو حَيَوَانِيًّا -، وَيَضَعُونَهُ عِندَ مَدخَلِ البَيتِ عَلَى شَكلِ نَبَاتَاتٍ صَغِيرَةٍ، وَفِي مُقَدَّمَةِ السَّيَّارَاتِ وَمُؤَخَّرَتِهَا، وَمَا عَلِمَ مَن عَلَّقَهُ أَنَّهُ لا يَنفَعُ وَلا يَضُرُّ!، بَل قَد يَضُرُّ؛ فَقَد يَنقَلِبُ عَلَى أَحَدِهِم فَيَفقَأُ عَينَهُ!
5- الخُيُوطُ وَالأَسوِرَةُ: فَبَعضُهُم يُعَلِّقُ خَيطًا عَلَى عَضُدِهِ، أَو مِعصَمِهِ، وَبَعضُهُم يُعَلِّقُ سِوَارًا نُحَاسِيًّا فِي مِعصَمِهِ، كُلُّ هَذَا دَفعًا لِلعَينِ – بِزَعمِهِم -، وَادَّعَى بَعضُهُم أَنَّ هَذَا السِّوَارَ لِعِلاجِ الرُّومَاتِيزم!! وَلا دَلِيلَ طِبِّيَّ عَلَى مَا قَالَ، وَإِنَّمَا هِيَ شبهةٌ شَيطَانِيَّةٌ-(28).
6- عَجَلَةُ السَّيَّارَةِ: وَتُعَلَّقُ عَلَى أَسطُحِ البُيُوتِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ التَّمِيمَةَ خَاصَّةٌ بِبَلَدِنَا، وَالمَقصُودُ مِن تَعلِيقِهَا دَفعُ العَينِ!
7- رُءُوسُ بَعضِ الحَيوَانَاتِ(29): وَمِن ذَلِكَ تَعلِيقُ رَأسِ الغَزَالِ المُحَنَّطِ فِي البَيتِ، وَرَأسِ الحِمَارِ المُحَنَّطِ! عِندَ مَدخَلِ المَزرَعَةِ، دَفعًا لِلعَينِ!!
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرتُ لَكَ – عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لا الحَصرِ – بَاطِلٌ لا تَأثِيرَ لَهُ، وَهُوَ شِركٌ، وَلَم تَتَوَقَّف هَذِهِ الظَّاهِرَةُ السَّيِّئَةُ عِندَ العَوَامِ فَحَسْبُ، بَلِ انتَشَرتْ حَتَّى عِندَ مَن لَهُ صِلَة بِالعِلمِ؛ فَإِنَّكَ تَجِدُ فِي بَعضِ المَخطُوطَاتِ كَلِمَةَ «يا كبيكج» حِفظًا مِنَ الأَرَضَةِ – زَعموا -(30)، وَبَعضُهُم يَكتُبُ فِي كُتُبِ المُرَاسَلاتِ «بدوح»(31)!
هَذَا مَا يَسَّرَ اللهُ جَمعَهُ، وَالحَمدُ للهِ أَوَّلاً وَآخِرًا.
(1) «النِّهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (1/ 354 – الجامع)، وانظر: «التَّمهيد» لابن عبد البَرِّ (7/ 7).

(2) «التَّمهيد» للشَّيخ صالح آل الشَّيخ (109)، وانظر: «القول المفيد» للشَّيخ ابن عثيمين (1/ 154).

(3) «التَّمهيد»: للشَّيخ صالح آل الشَّيخ (94)، وانظر: «مجموع فتاوى الشَّيخ عبد العزيز بن باز» (8/ 304).

(4) «القول المفيد» للشيخ ابن عثيمين (1/ 154)، «التَّمهيد» للشَّيخ صالح آل الشَّيخ (94).

(5) «القول المفيد» للشيخ ابن عثيمين (1/ 154).

(6) «التَّمهيد» للشَّيخ صالح آل الشَّيخ (110).

(7) رواه الإمام أحمد في «المسند» (17558)، وانظر: «السِّلسلة الصَّحيحة» للشَّيخ الألباني (492).

(8) «حاشية كتاب التَّوحيد» للشيخ عبد الرَّحمن بن قاسم النَّجدي (79).

(9) «مجموع فتاوى الشَّيخ ابن باز» (8/ 304).

(10) «قُرَّة عُيُون الموَحِّدِين»: للشَّيخ عبد الرَّحمن بن حسن آل الشَّيخ (53).

(11) «سنن التِّرمذي» (2072 – ط. مشهور). انظر «صحيح التَّرغيب والتَّرهيب» للشيخ الألباني (3456).

(12) «تيسير العزيز الحميد» للشَّيخ سُليمان بن عبد الله آل الشَّيخ (135).

(13) «صحيح البخاري» (4563)، وانظر: «القول المفيد» (1/ 173).

(14) «مسند أحمد» (17120، 17121)، «سنن أبي داود» (36 – ط. مشهور)، «سنن النَّسائي» (5067 – ط. مشهور). وانظر: «صحيح سنن أبي داود» للشيخ الألباني (27).

(15) «تيسير العزيز الحميد» (138).

(16) وَهَذَا ضَابِطٌ مُهِمٌّ فِي مَعرِفَةِ الكَبَائِرِ، فَكُن عَلَى ذُكرٍ.

(17) «صحيح البخاري» (2843)، «صحيح مسلم» (2115).

(18) «الموطَّأ» (1700 – كتاب الجامع)، وقوله: «أُرَى»، هُوَ بِضَمّ الهَمزَة، أَي: أَظُنّ. «تحقيق التَّجريد في شرح كتاب التَّوحيد» للشَّيخ عبد الهادي بن محمد البكري العجيلي (1/ 126)، وانظر: «القول المفيد» (1/ 169).

(19) «المنتقى» لأبي الوليد الباجي (9/ 372)، وانظر: «شرح صحيح مسلم» للإمام النووي (14/ 95).

(20) «حاشية كتاب التَّوحيد» (88).

(21) «القول المفيد» (1/ 169).

(22) «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام ابن تيميَّة (1/ 264، 265).

(23) «السِّلسلة الصَّحيحة» (1/ 648)، وَمِنَ التَّمَدُّنِ المَزعُومِ!! أَنَّهَا صَارَت حِليَةً لِلنِّسَاءِ!

(24) ذكره ابنُ عَطِيَّة: في «الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» عند سورة الفلق.

(25) ذكره عبد الإله بوحمالة في مجلة «الحوار المتمدن» (العدد: 1602/ 05 – 07 – 2024م).

(26) فمتى اجتمع الشِّرك مع أعظم آية في القرآن الكريم تدلُّ على التَّوحيد!! فالله المستعان.

(27) فصَار الشِّرك رمزًا لها! – والعِياذُ بالله -.

(28) انظر – في الكلام على هذه الأسورة -: «القول المفيد» (1/ 183)، وللشَّيخ ابن باز فتوى في «مجموع فتاويه».

(29) وبعضهم يُحنِّط بعضَ الحيوانات ويضعُها في البيت دفعًا للعين، وزينةً للبيت، وأقلُّ أحوالها أنَّها تبذير مال.

(30) ذكر هذا الشَّيخ الألباني في «السِّلسلة الصَّحيحة» (1/ 649).

(31) ذكره الشَّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في «معجم المناهي اللَّفظيَّة».

المصدر ..موقع راية الاصلاح

غِلاف للمصحف النبوي الشّريف شُغل يدوي 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قُلت نوريلكم شغل يدوي تغلفي بيه المصحف النبوي الشريف خدمتو الخيّاطة لماما
يمكن يعجبكم وتخدمو كيفو
أترككم مع الصّور:
****************************** ***********
هادي من الداخل
عجبني الشّرشف لي دارتو على الجناب بهاه
القعدة

وهنا من الخارج

القعدة

دارتلها خيوط على الجيهتين باه تنجمي تربطي المصحف
القعدة

والوردة لي زينت بيها هاديك تاني خدمتها بيدها

القعدة

وهنا كي تغلف بيها المصحف
وهكا تحميه اذا وقع وباه ميخسروش وراقيه
وكل ماتقراي فيه اغلقيه بالغلافة هادي

****************************** ***
نتمنى تكون عجبتكم
سلامي

شباب بزاف ماشاء الله يعطيها الصحة
ميرسي يعطيك الصحة
شباب
مرسي

جميل ماعملته
بارك الله فيك
ربي يحفظك ويرعاك
سلامي لك
شباب بزاف

مرسي ليك خيتو

اتمنى لك المزيد من التالق

swwwwwweeeeeeeeeeeeeeeeeeetttt tttttttttttt
thank you
يعطيك الصحة
شكرااااا
تحيآتي..

هايل شكراااااا على الصور

شكرا على المرور الطيب

نورتووووووو

علاج فعال و مهم لأصحاب السكر . الخبير بالطب النبوي أبوسراقة البحريني 2024.

السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه

علاج فعال و مهم لأصحاب السكر …

الوصفه من الشيخ والخبير بالطب النبوي أبوسراقة البحريني نفع الله بعلمه

بسم الله و الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا و يرضاه و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم أما بعد :

هذه تركيبة مهمة لمرضى السكر من النوع الأول و النوع الثاني ليس لها أضرار جانبية و هي معروفة و الكل يستخدم مكوناتها و هي لييست أعشاب مجهولة و نستخدمها يوميا هذا ما من الله على أبوسراقة :

100 غرام من مطحون القسط الهندي

50 غرام من حب الرشاد

50 غرام من بذر الكتان

10 غرام من الحبة السوداء

تطحن مع بعض و يؤخذ ملعقة صغيرة من مطحون التركيبة في فنجان ماء بعد كل فرض صلاة و تستمر عليها إلى أن تتحسن الحالة و لا يترك أي علاج طبي إلا بأمر الطبيب المختص فهذه أمانة لكم .

سوف تقوم التركيبة و بمكوناتها بعمل توازن للغدد و الهرمونات في البدن و بالذات الكبد و البنكرياس و بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد العزيز الحكيم القدوس المتكبر سبحانه و تعالي الحي القيوم بإعادة الحياة للبنكرياس و فتح سدد الكبد و البنكرياس و دخول دم جديد و أكسجين جديد و بهذا سيتم عمل البنكرياس بشكل جديد و قوي و أيضا تقوية الجهاز المناعي.

و سيستفيد منه الأعصاب و العضلات كافة و المفاصل و القضاء الكسل و الخمول و سيرى كل من سيطبق البرنامج أنه في تحسن مستمر و أن هناك تغير إيجابي سواء في الناحية العضوية و النفسية .

و أرجو من سيطبق هذا البرنامج أن يكتب لنا التطورات الإجابية و السلبية …. …. . كيف و لا و أن هذه التركيبة تحتوي على أعشاب قد جاء ذكرها في الطب النبوي و فيها من الشفاء كالقسط و الحبة السوداء و الثفاء ( حب الرشاد).

أصحاب المس و العين و السحر قد يتأثرون من هذه التركيبة سلبيا !!!! فلا داعي للقلق فالعارض لا يتحمل القسط و الحبة السوداء و حب الرشاد ففيها الشفاء بإذن الرحمن الرحيم القدوس العزيز الحكيم

علاج فعال و مهم لأصحاب السكر

‫علاج مرض السكر بإذن الله‬‎ – YouTube

بقية الحلقه

‫ط§ظ„ط·ط¨ ط§ظ„ظ†ط¨ظˆظٹ ظ…ط¹ ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ط¨ظˆ ط³ط±ط§ظ‚ط© – ظ„ظ‚ط§ط، ظ…ظپطھظˆط*‬â€ژ – YouTube

بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع القيم
مزيد من العطاء
شكرا
+++++++
تقييييم

سلسلة من بدائع القصص النبوي الصحيح 2024.

أبرص وأقرع وأعمى :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل (أبرص وأقرع وأعمى) أراد الله أن يبتليهم (يختبرهم) فبعث إليهم ملكاً .

(يأتي الملك الرجل الأبرص) .

الملك : أي شئ أحب إليك ؟.

الأبرص : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عن الذي قد قذرني الناس .
( يمسحه الملك ، فيذهب عنه قذره ، ويعطي لوناً حسناً ، وجلداً حسناً) .
الملك : فأي المال أحب إليك ؟ .
الأبرص : الإبل .
( يعطي ناقة عشراء ( حاملاً)
الملك : بارك الله لك فيها .
(يأتي الملك الرجل الأقرع) .
الملك : أي شئ أحب إليك ؟ .
الأقرع : شعر حسن ويذهب عن الذي قذرني الناس .
(يمسحه الملك فيذهب عنه داؤه ويعطي شعراً حسناً) .
الملك : فأي المال أحب إليك ؟ .
الأقرع : البقر .
( يعطى بقرة حاملاً) .
الملك : بارك الله لك فيها .
(يأتي الملك الرجل الأعمى) .
الملك : أي شئ أحب إليك ؟ .
الأعمى : أن يرد الله إلى بصري ، فأبصر به الناس .
(يمسحه الملك ، فيرد الله إليه بصره )
الملك : فأي المال أحب إليك .
الأعمى : الغنم .
(يعطى شاة والداً حاملاً)
كان لهذا وادٍ من الإبل ، ولهذا وادٍ من البقر ، ولهذا وادٍ من الغنم) .
(يأتي الملك الرجل الأبرص في صورة أبرص)
الملك : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري (أصل به إلى أهلي) .
الأبرص (في ضيق) : الحقوق كثيرة .
الملك (في استغراب) : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس . فقيراً فأعطاك الله .
الأبرص ( في إنكار) : إنما ورثت هذا المال كابر عن كابر . (أباً عن جد) .
الملك : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت .
(ثم يأتي الملك الرجل الأقرع في صورة أقرع )
الملك : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبار في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك الشعر الحسن والمنظر الحسن والمال ، بقرة أتبلغ بها في سفري .
الأقرع (في ضجر) : الحقوق كثيرة .
الملك (متعجباً) : كأني أعرفك ، ألم تكن أقرع يقذرك الناس ؟ .
الأقرع (في استكبار) : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر ( أباً عن جد) .
الملك : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت .
(يأتي الملك الرجل الأعمى في صورة أعمى) .
الملك : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبار في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ـ شاة أتبلغ بها في سفري .
الأعمى ( شاكراً معترفاً) : قد كنت أعمى فرد الله إلىّ بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم ( لا أعارضك) بشئ أخذته لله عز وجل .
الملك : أمسك مالك ، فإنما أبتليتم ( اختبرتم) فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك .

من عبرة القصة وفوائدها :
1- اختبار الله لعباده ، سنة الله في أرضه ، كما أخبر الله به في كتابه .
2- الابتلاء يكون في الجسم والمال والأولاد وغيرها .
3- الملائكة تتصور أحياناً على هيئة البشر ، وتتكلم ، وتمسح على المريض فيبرأ بإذن الله .
4- لا شئ أحب للمبتلى بالمرض من ذهاب مرضه ومعافاته .
5- الله هو الذي يعطي ويمنع ، ويغني ويفقر ، بتقديره وحكمته .
6- من التوحيد والأدب أن تنسب الشفاء والغنى إلى الله وحده ( قد كنت أعمى فرد الله بصري) .
7- الإنسان الجاهل يبخل وقت الغنى ، والعاقل يعطى بسخاء متذكراً قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً .
8- بعض الأغنياء ينسون ماضيهم الفقير ويغضبون ممن يذكرهم به .
9- من شكر النعمة ، وأعطى الفقراء زاده الله غنى ، وبارك له ، ومن بخل فقد عرض نفسه لزوال النعمة وسخط الرب القائل : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) .
10- إنكار النعمة يجلب النقمة ، ويسبب الشقاء .
11- الكرم يجلب النعمة ويذهب بالنقمة ، ويرضي الرب ، والبخل يجلب السوء ويسخط الرب .
12- المؤمن يفي بما وعد ولا يبخل ، والمنافق يعاهد ويعد ، ولكن لا يفي بعهده ووعده ، كما قال الله تعالى عن المنافقين : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أئتمن خان) .

<b><u>

القعدة
و فيك بارك الله.
أحسن الله اليك.
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي
حقا موعظة ثلاثية الأبعاد
نسال الله أن لا يحملنا مالا طاقة لنا به

تقبلوا تحياتي

المراء في القرآن والحديث النبوي 2024.

المراء في لغة القرآن أمر مذموم في كل المواضع التي ورد فيها، حيث ورد نهي صريح للنبي r بالابتعاد عن المراء في كل الأحوال، ومنه ] الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [ (البقرة: 147).

والمرية والمراء في بعض المواضع يقرب من معنى الشك والتكذيب، وفي بعض يقرب من معنى الحوار والمجادلة كما في ] فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً [ (الكهف:22) قال الزمخشري:" فلا تمار فيهم: فلا تجادل أهل الكتاب في شأن أصحاب الكهف إلا جدالاً ظاهراً غير متعمق فيه، وهو أن تقص عليهم ما أوحى الله إليك فحسب ولا تزيد، من غير تجهيل لهم ولا تعنيف بهم في الردّ عليهم " ([1]).

والمراء كذلك مذموم في الحديث النبوي، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:" الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " ([2]).

وبمراجعة مادة " مرى " في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي نجد أن مفهوم المراء في السنة وأقوال الصحابة يعني حواراً يتحول إلى ما يشبه الخصومة بسبب الخلاف حول قضية ما، ومن ذلك بإيجاز " إنه تمارى هو والحرّ بن قيس.. امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عذرة.. إني تماريت أنا وصاحبي.. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما.. تمارينا في سورة من القرآن.." ([3]).

………………………… ………………………… ………………………… ………………………… ..

[1]- الزمخشري: الكشاف: 2/714.

[2]- رواه أبو داود (4603) وهو في صحيح الجامع الصغير(6687) للسيوطي، بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط3 المكتب الإسلامي، بيروت 1408هـ -1988م، وذكر من رواته الحاكم كذلك.

[3] – راجع: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: 6/205، مادة (مرى)

موضوع جميل
جزاك الله الف خير ان شاء الله

بارك الله فيك

جزاكم الله خيراااا