اقر هذه القصة لكي تعلم بان الرزاق هو الله 2024.

اقر هذه القصة لكي تعلم بان الرزاق هو الله

ذكر أن نبي الله سليمان أراد أن يتولى رزق بعض المخلوقات، ولكن المولى سبحانه وتعالى أعلمه أنه لن يستطيع ذلك، فقال نبي الله سليمان: يا رب ولو رزق نملة؟ فقال المولى له: لك ما شئت، فأخذ نبي الله سليمان نملة، ووضعها في زجاجة، وقال لها: كم تأكلين في العام؟ قالت: آكل حبتين من القمح، فوضع لها نبي الله سليمان حبتين من القمح، ومضى عام كامل، فنظر إليها فوجدها قد أكلت حبة واحدة من القمح وأبقت على الأخرى، فقال لها: أيتها النملة ألم تخبريني أنك تأكلين في كل عام حبتين من القمح؟! فلماذا أكلت حبة واحدة؟ فقالت النملة: يا نبي الله سليمان، كنت آكل حبتين من القمح وأنا متيقنة وواثقة بإن الله الرازق سيبعث إليّ بغيرها، لكنني لما علمت أنك الذي توليت أمر رزقي خفت أن تنساني فأكلت حبة وادخرت الحبة الأخرى للعام القادم

القعدة

القعدة
شكرا لكما على التفاعل
القعدة
القعدة

كود PHP:
:islam_slat1::blushing::du_nno::mad::sadwalk

موضوع رائع نعم الله وحده هو الرازق الذي لا ينسى عباده
شكرا
شكر على المرور العطر

سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

۩العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس للشيخ عبد الرزاق البدر۩

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه أجمعين .

أما بعد :

أيّها الإخوة الكرام هذه ساعة مباركة و لحظات طيبة نجتمع فيها هذا الجمع الذي نسأل الذي يسره أن يبارك فيه و أن يجعله لوجهه خالصا و لنا جميعا نافعا و أن يُثَقل به موازيننا يوم نلقاه ، ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله.

و قبل الدخول في موضوع حديثنا، أُحب أيها الإخوة أن أذكر لكم ما بداخلي حقيقة من فرح و سرور بهذا اللقاء، لأنني بين إخوة كرام وأحبة أفاضل يسّر الله لنا بمنّه و كرمه هذا الجمع .

و لا أخفيكم كم كنت مشتاقا لمثل هذا اللقاء ، و لا أخفيكم أيضا أن شعب الجزائر شعب حبيب إلى القلب ، و يجمعني بكثير منهم حب في الله و تآخٍ فيه سبحانه و تعالى اجتمعنا بمنّ مولانا عزّ وجل على طاعته و ذكره سبحانه و هذا فضله و الفضل بيده عز و جل يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم .

و هو شعب عندي معروف بالنُـبل و الكرم و الشهامة و الحرص على الخير ، جازى الله الجميع خيرا و توفيقا و هداية و تسديدا و عونا على طاعته و ما يقرب إليه سبحانه و تعالى .
أيّها الجمع الكريم : يقول نبينا عليه الصلاة و السلام : ( لا يشكُر الله من لا يشكُر الناس ) و هذا الّلقاء الذي يسّره ربنا عزّ و جل ، قد جعل سبحانه و تعالى لتيسيره أسبابا ، و علمنا نبيه عليه الصلاة و السلام شُكر من أسدى إلينا معروفا ، و لهذا فإني أيضا أستهل لقائي هذا بشكري كل من كان له يد أو سببٌ في ترتيب هذا اللّقاء و أخصُ بالذكر والي ولاية– قسنطينة -بلد العلم و العلماء و جميع من كان لهم يد في الترتيب لهذا اللّقاء .

و أشكر الإخوة الأفاضل القائمين على جمعية – سبيل الرشاد الخيرية –على حرصهم و استضافتهم و متابعتهم، و أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثيب الجميع خيرا.

و أيضا أيّها الإخوة أشكركم جميعا على حضوركم هذا المجلس ، و أعلم أن عددا من الإخوة جاؤوا من مسافات بعيدة و تجسموا تعبًا و عناءً حرصا منهم على المشاركة و الحضور في لقاءنا هذا ، فأسأل الله عزّ و جل أن يثيب الجميع ، و أن يجزي الجميع خيرا ، و أن يتقبل منا ذلك بقبول حسن .

و نبدأ مستعينين بالله عزّ و جل ، متوكّلين عليه ، مستمّدين مده و توفيقه ، طالبين عونه و تسديده في موضوعنا الذي اجتمعنا لأجله و هو عن :

۩العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس۩

و العلم أيّها الإخوة نور و ضياء لصاحبه ، و قد قال الله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم )فالعلم نُور يضئ لصاحبه الطريق ، و تَستبين لصاحبه به الجَادّة ، فيكون في سيره على نور من ربّه ، يكون في سيره سائرا في طريق مُضِي و جادّة منيرة فلا تلتبس عليه السّبيل و الله يقول : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )و يقول : (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى )و يقول: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة ، و لهذا أيّها الإخوة الكرام كان التَوجه لطلب العلم من أمارات الخير و دلائل الفلاح ، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )، و في حديث أبي الدرداء في المسند و غيره أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال 🙁 من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة و إنَّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع و إنّ فضل العالم على العابد كفضل القَمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إنّ العلماء ليستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في الماء ، و إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، فإنّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارا و لا درهما و إنَّما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) و الأحاديث في فضل العلم و بيان شرفه و علو مكانته و رفيع منزلة أهله كثيرة جدا ، معلومة لدى طلاب العلم و عموم الناس .
و كلَّما كان العبد قريبا من العلم جادا في تحصيله ، مُبتغيا في ذلك وجه ربّه سبحانه و تعالى ، كان ذلك أمْكنَ له في تزكيتِه لنفسه لأنَّ النَّفس إنَّما تزكو بالعلم و لا سبيل إلى تَزَكِّـيها إلا به ، و قد قال الله سبحانه و تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ )أي أنّ التزكية التي تكون لهم إنّما تكون بتلاوة الآيات ، و معرفة و دراسة وحي الله جل و علا و تنزيله .

فالوحي هو الذي به تتزكى النُّفوس ، قال الله تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) و قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)و قال تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ) و قال تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )و قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) و قال تعالى : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد)و الآيات في هذا المعنى كثيرة .

و عندما يقف المسلم على موضوع التزكية و جوانبِ هذا الموضوع الفسيحَة المباركة في ضوء الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنّه يقف فيهما على قواعد متينة و تأصيلات جامعة و معالم بينة تُضيء للمرء طريقه في عمله على تزكِية نفسه .

و أعظم معدن و قاعدة في هذا الباب العظيم المبارك أنّ التزكية مِنّة إلاهية و هِبَة ربانية و الله عزّ و جل هو الذي بيده الأمر يزكِّي من يشاء ، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )و يقول الله تعالى : (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة .

و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم يقولون في رجَزِهم :
والله لولا الله ما اهتدينا … و لا صُمنا و لا صَلينا

أي أنّ المِنّة في ذلك كله لله وحده ، فهو المنَان و المتفضل ، و هو جلّ و علا الهادي من يشاء إلى صِراط مستقيم ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) .

و قد كان نبينا صلوات الله و سلامه عليه يغرسُ هذا الأمر في نفوسِ الصحابة و يؤكد عليه تأكيدا متكررا فكان يقول في خطبة الجمعة مُستهلا لها بحمد الله يقول : ( إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ( أي نطلب منه الهدية )و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أنّ لا اله إلّا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله )صلى الله و سلم عليه .

و هي تُعرف بخطبة الحاجة ، جمعت قواعد الدين و ثوابِت الشريعة ، و أُصول الشّرائع جـمعًا عديدا ، و لها تأثير بالغ في من يكرمه الله سبحانه و تعالى بفهم مضامينها و معرفة دلالاتها و لقد كانت هذه الخطبة سببًا بِمَنّ الله سبحانه و تعالى و فضله لهداية قوم بأكملهم لدين الإسلام .

في قصة عجيبة خرّجها الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه و هي قصة إسلام الإمام الأزدي رضي الله عنه ، و ذلك أنّ إماما كان في جاهليته راقيا يشتغل برقية الناس و من كان منهم مصابا بمس أو جنون أو نحو ذلك و كان مُشتهرا بالرّقية ، يقول قدمت مكة فكُـنت كلما مررت بطريق في مكة سمعت إنّ محمدا مجنون ، كلما سرت في الطريق سمعت إنّ محمدا مجنون فقلت : إنَّي رجل راقٍ و إنَّ الله شَفى على يدي من شاء من عباده لـئِن لقيت هذا الرجل لأرْقِينَه لعل الله يشفيه على يدي ، يقول ثم إنَّـني لقيت محمدا أي النبي عليه الصلاة و السلام فقلت له : إنَّـني رجل راقٍ و إنّ الله شفى على يدي من شاء فهل لك بذلك ؟ تحب أنْ أرقيك ؟ يخاطب بذلك النبي عليه الصلاة و السلام بسبب الدعاية الآثنة الكبيرة الواسعة التي تُحاك حوله ، فقال هل لك بذلك ؟ يقول فقال النبي عليه الصلاة و السلام : ( إنّ الحمد لله نحمده ، ونستعينه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله )، قال فقلت له : أعِـد علي كلامك هذا ،( أعجبني كلامك و أثّـر فِـي)، قال قلت له : أعد علي كلامك هذا فأعاده النبي عليه الصلاة و السلام .
قال الإمام فقلت له : لقد سمعت كلام السّحرة و الكهنة و ما هذا من كلامهم ، و سمعت كلام المجانين و ما هذا من كلامهم ، سمعت كلام الشعراء ما هذا من كلامهم ، و والله إنّ كلامك هذا قد بلغ – قاموس البحر –أعظم بحر، يعني كلمتك دخلت في الصميم ، أعطني يدك أبايعك على الإسلام .

فقال له النبي عليه الصلاة و السلام : عنك و عن قومك ؟ قال: عـنّي و عن قومي لأنّه كان رئيس و سيد قومه، قال: عني و عن قومي، فكانت هذه الخطبة سببا لدخوله رضي الله عنه و قومه في هذا الدين العظيم المبارك .

و هي قائمة على ذِكر أصُول عظيمة و قواعد متينة من تدبّرها و أحسن تأملها نفعه الله سبحانه و تعالى بها نفعا عظيما ، و لها في موضوعنا هذا دلالات و هدايات ، في جوانب عديدة منها ، جديرة بأن تُتأمل و تًـتَدبر ، كقوله مثلا في هذه الخطبة : ( و نستهديه )و قوله : (و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ) و قوله : ( من يهده الله فلا مضل له )و غيرها من ألفاظ هذه الخطبة العظيمة المباركة ، و الشّاهد أنّ الهداية و التزكية مِنّة إلاهية .

فالرّب العظيم هو الهادي وهو سبحانه و تعالى الّـذي يزكي من يشاء و هو الموفق لا شريك له جل و علا .

(مما سبق) يُعلم أنّ أعظم أصل في هذا الباب – باب التزكية –أنّها مِنّة إلاهية لا يُلجأ في طلبها إلّا إلى الله سبحانه و تعالى الذي بيده أجِمّة الأمور .

فيُحْسن العبد صلته بالله و يُحسن إقباله على الله ، و يَصْدق مع الله سبحانه و تعالى ، و يُحسن في سؤال ربه جلا و علا و طلبه طالبا منه الهداية و الصّلاح و الزّكاء و الله عز و جل لا يُخَيِبُ عبدا دعاه و لا يرُدّ مؤمنا ناداه و هو القائل سبحانه : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

ثم إنّ هذا أيّها الإخوة الكرام يبين لنا مكانة الدعاء في هذا الباب العظيم و في كل باب .

و قد قال أحد السلف :تأملتُ الخير فإذا هو أبواب عديدة و تأملت فإذا ذلك كله بيد الله عزّ و جل فعلمت أنّ الدعاء مفتاح كل خير .

و لهذا جدير بالعبد المؤمن أنْ يكثر الدُّعاء و السُّؤال و الطلب و المناجاة لله سبحانه و تعالى ، أنْ يهديه ، أنْ يصلح قلبه ، أنْ يزكي نفسه ، أنْ يثبته على صراطه المستقيم ، أنْ يعيذه من سبيل الزّيغ ، أنْ لا يكِله إلى نفسه طرفة عين … إلى غير ذلكم من الدعوات المأثورة عن نبينا عليه الصلاة و السلام . و كان من أكثر دعاءه صلى الله عليه و سلم : ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار )و كان مِن أكثر دعاءه أيضا : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك – قالت أم سلمة رضي الله عنها : للنبي عليه الصلاة و السلام ما أكثر دعاءك بهذه الدعوة ثم قالت له : أَوَإنّ القلوب لتتقـلب ؟ قال : ما من قلب إلّا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ، فإنْ شاء أقامه و إن شاء أزاغه ).
و في القرآن : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )

و في دعاء ابراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) اجْعلني ، لا يمكن أن تكون مصليا إلّا إذا جعلك الله من المصلين ، و لا يمكن أنْ يكون أبناءك مصلين إلّا إذا جعلهم الله كذلك قال : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) … إلى غير ذلكم من الدعوات العظيمة التي كان يدعوا بها صلوات الله و سلامه عليه .
و من ذلكم أيضا ما جاء في صحيح مسلم 🙁 اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و الموت راحة لي من كل شر )

و كذلك دعوة المكروب : ( اللّهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين و أصلح لي شأني كله لا إله إلّا أنت )

و في موضوع التزكية خصوصا جاء في هذا الباب دعاء عظيم في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم يقول فيه عليه الصلاة السلام : ( اللّهم آتِ نفسي تقواها و زكّها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها ) يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين العظيمين – الولي و المولى – و هما دالان على ولاية الله عزّ و جل الخاصة بعبده المؤمن و توليه له توفيقاً و تسديداً و عوناً و تثبيتاً و حفظاً ، يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين أنْ يؤتي نفسه تقواها و أنْ يُزكيها .

فإنّ النّفس لا تزكوا إلّا إذا زكاها الرّب جلا و علا ، و نسأل الله الكريم ، ربّ العرش العظيم أن يؤتي نفوسنا جميعا تقواها ، و أن يزكيها إنّه تبارك و تعالى خير من زكَّـاها إنّه هو وليها و مولاها .

اخترت أن أعرض التتمة في فصول مستقلة فترقبوها بإذن الله.

حري بالمرأة أن تحافظ على هذا الدعاء للشيخ : عبد الرزاق العباد حفظه الله 2024.

حري بالمرأة أن تحافظ على هذا الدعاء ،

للشيخ : عبد الرزاق العباد _حفظه الله_

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :
إن من الدعوات العظيمة التي كان يحافظ عليها النبي _صلى الله عليه وسلم_ كل صباح ومساء ، بل كان لا يدعها كل ما أصبح وأمسى ، ما ثبت في سنن أبي داود وسنن ابن ماجه وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
(لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح..
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي)
سنن أبي داود ( 5074 ) وسنن ابن ماجه ( 3871 ) وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى .

وقوله : (اللهم استر عوراتي)
أي عيوبي وخللي وتقصيري وكل مايسؤني كشفه ،
ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة ،
وهي في الرجل ما بين السرة إلى الركبة ،
وفي المرأة جميع بدنها ،
وحري بالمرأة أن تحافظ على هذاالدعاء ، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه في أنحاء العالم تهتك النساء ،
وعدم عنايتهن بالستر والحجاب ، فتلك تبدي ساعدها ، والاخرى تكشف ساقها ، وثالثة تبدي صدرها ونحرها ،
وأخريات يفعلن ما هو أشد وأقبح من ذلك ،
بينما المسلمة الصيَّنة العفيفة تتجنب ذلك كله ،
وهي تسأل الله دائما أن يحفظها من الفتن ، وأن يمن عليها بستر عورتها.

جزاك الله كل الخيرات،بوركت أخيتي.

الله أنر دروبنا
بارك الله فيك

بارك الله فيكن أخواتي

الله ينور قلبك بالعلم و الدين
و يشرح صدرك بالهدي و اليقين
و ييسر امرك و يرفع مقامك في عليين
و يحشرك جوار النبي الامين
بـــــــــــــــــــــــــوركت
بارك الله فيك أختي شهرة اسعدتي قلبي بدعائك الطيب

بآرك الله فيكِ أختي ,
نسأل الله الستر ,
جآري نقل الموضوع ,
إلى مكآنه المنآسب ,
سلآمي لكِ ’

وفيك بارك الله اخيتي وجزاك الله خير على نقل الموضوع

لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد :

إن أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان،
وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان،
ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.

ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).

وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه:

((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))،

وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي:

((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))،

وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك ?: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).

وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال:

((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.

وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.

ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).

وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.

وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.

ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.

قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].

فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى:
{ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.

وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.

والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.

فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]،

ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]،

فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.

* * *

————
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره: ((وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها)).

جزاك الله خيرا يا اخي على هذه التذكرة
اساله تعالى ان يجعل عملك هذا ذخرا للاسلام والمسلمين
الله ااااااااااااااامين

أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد حفظه الله 2024.

أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم
للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد حفظه الله

…….
……..
أما بعد

أولا أحي الإخوة الكرام بتحية الإسلام
فسلام الله عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أسال الله جلا وعلا بأسمائه الحسنى أن يكتب لنا جميعا في هذا اللقاء النفع والخير والفائدة وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم مطابقا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا وأن يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

أيها الأخوة موضوع هذا اللقاء عن أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم وكلكم يعلم أن الإنسان بين الحين والأخر قد يُلم به بعض الملمات وقد تصيبه بعض المصائب وقد يبتلى ببعض الآلام التي تكدره وتؤلم قلبه وتأكل فؤاده وربما جلبت له الكثير من الحزن أوالهم أوالغم وهذا الحزن أو الألم الذي يصيب القلب إما أن يكون متعلقا بأمور ماضية أو يكون متعلقا بأمور مستقبلة أو يكون متعلقا بحاضر الإنسان قد يتذكر الإنسان أمورا مضت وأشياء قد فاتت عليه فيتألم ويحزن لذلك وقد يكون الألم الذي أصاب قلبه يتعلق بأمور مستقبلة يتخوف من أشياء ويتوقع حصول أشياء يدخل قلبه شيئا من المخاوف وفد يكون الألم يتعلق بواقع الإنسان مصيبة حلت به أو نزلت به ولهذا يقول العلماء إذا كان الألم الذي يصيب القلب متعلقا بشيئا ماضي فهو حزن وإن كان متعلقا بشيئا مستقبل فهو هم وإن كان يتعلق بواقع الإنسان وحاضره فهو غم وهذه الثلاث الحزن والهم والغم كلها آلام تصل إلى القلب ثم إنها إذا وصلت إلى قلب الإنسان تتعبه وتؤرقه وتكدر خاطره ولا يكون وضعه مع وجودها سويا طبيعيا وحتى إنك لتقرأ ذلك في بعض الوجوه تقابل أحد زملائك وبدون أن يتحدث إليك تقول له : ما بالي أراك مهموما محزونا أو مغموما دون أن يتحدث لكنها تبدو آلامه على تقاسيم وجهه ولاسيما إذا اشتدت عليه فإنها أمور تصل إلى الإنسان لأسباب ولأحوال متنوعة تمر عليه في هذه الحياة وعند النظر في طريقة علاجها والسعي في إبعادها وإزالتها من القلب نجد أن الناس يتفاوتون في هذا الباب تفاوتا عظيما وينحون في العلاج مناح شتى ولكن لا علاج ولا دواء ولا شفاء ولا سلامة ذلك كله إلا بالعودة الصادقة إلى الله جلا وعلا فبالعودة إلى الله وذكره وتعظيمه وعمارة القلب بتوحيده والإيمان به واللجوء الصادق إلى الله والافتقار إليه والذل بين يديه والامتثال له سبحانه كل هذه تذهب ولا يبقى منها شيء والذكر هو طمأنينة القلوب وروح النفوس وذهاب الهموم والغموم كما قال جلا وعلا " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
فطمأنينة القلب وزوال همه وغمه وحزنه إنما يكون بذكر الله وتعظيمه وعمارة القلب بالإيمان به عز وجل وعليه أيها الإخوة فإن الذكر هو الشفاء وهو الدواء وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أذكار عديدة أرشد صلوات الله وسلامه عليه من أصابه كرب أوحل به هم أو نزل به غم أن يلجأ إليها وأن يحافظ عليها وأن يأتيا بها ليزول عنه ما يجدوليذهب عنه ألمه وهمه وغمه وقد ورد في هذا الباب أحاديث عديدة خرجها أهل العلم في كتب الحديث وسأقف بكم أيها الإخوة الكرام على طائفة العطرة ونخبة مباركة من هذه الدعوات والأذكار العظيمة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يشرع للمسلم أن يقولها عندما يصيبه الهم أو الكرب أو الحزن أو نحو ذلك

روي البخاري ومسلم في صححيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب :" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"

وروى عن أبو داود في سننه عن عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قال لها قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ " أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "

وروى أبو داود في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "

وروى الترمذي في سننه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَإِنَّهُ ما دعا بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ "

هذه الأحاديث وهي أربعة أحاديث عظيمة وصحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها علاج للكرب الذي يصيب الإنسان ودواء للغم والحزن والهم

و و الله الذي لا اله إلا هو إن أتى بها الإنسان متأملا معناها محققا لمقصودها ومقتضاها والله ما يبقى في قلبه من الهم مقدار ذرة ، فإنها دواء ناجح وعلاج مبارك وشفاء لما ما في الصدور ولكن يحتاج المسلم إذا قال هذه الأذكار المباركة أن يتأمل في معناها وأن يعرف مدلولها وأن يحقق مقصودها يقول العلماء : إن إذا الإتيان بالأذكار المأثورة والدعوات المشروعة بدون علم بالمعنى وتفقه في الدلالة ضعيف التأثير قليل الفائدة ولهذا نحتاج لهذا الشيء في ذكر الله عز وجل ، كثير منا يأتي بالأذكار الشرعية ويواظب عليها لكنه لا يقف متأملا في دلالتها
وعليه أيها الإخوة هذه الأذكار لعلاج الكرب وعلاج الهم والغم والحزن لابد أن نتأمل فيما تدل عليه ولو وقفتم أيها الإخوة الكرام متأملين في هذه الأذكار الأربعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها علاج للكرب ، لوجدتم أنها تشترك في شيء واحد هذا الشيء الذي تشترك فيه هذه الأذكار لابد منه لعلاج الكرب والهم والغم ، ولابد منه لسلامة الإنسان ولغنيمته في الدنيا والآخرة وتأمل في الأذكار الأربعة اجتمع تحقيق التوحيد الذي خُلق العبد لأجله ووجد لتحقيقه ، التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وإخلاص الطاعة له سبحانه وتعالى هو المبدأ للإنسان في كرباته وفي جميع همومه ولزوال الهموم والغموم إلا إذا حقق العبد التوحيد وفزِع إلى الله وأخلص دينه لله تبارك وتعالى وتأملوا معنى الأذكار الأربعة

الأول حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الكرب "لا اله إلا الله العظيم الحليم لا اله إلا الله رب العرش العظيم لا اله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " لما يقول المكروب هذا الذكر المبارك وهو يتأمل معناه ويقف عند دلالته لا إله إلا الله يتذكر توحيد الله وأنه إنما خلق إلا للتوحيد ووجد لي لا إله إلا الله ليشغل قلبه ووقته وحياته بلا إله إلا الله هو خلق لأجل ذلك ولهذا ينبغي أن تكون لا إله إلا الله هي أكبر هم الإنسان وأهم شغل الإنسان وأعظم اتجاه الإنسان وجل اهتمامه وهو لم يخلق إلا لأجلها ولم يوجد إلا لتحقيقها فهي مقصود الخليقة وأساس إيجاد الناس {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ما خلقهم الله إلا لأجل لا إله إلا الله ..لا إله إلا الله تعني إخلاص العبادة لله وإخلاص الدين له لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله فيها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل ما سوى الله وإثبات العبودية بجميع معانيها لله وحده فالذي يقول إلا إله إلا الله لا يسأل إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يلتجأ إلا لله ولا يعتمد إلا على الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يطلب شفاء غمومه وهمومه وأحزانه إلا من الله
فيقول لا إله إلا الله يتذكر عظمة الله وأن الله عز وجل هو الكبير المتعال وهو العلي العظيم ، فيتذكر عظمة الله وكمال قوته وكمال اقتداره وإحاطته بخلقه سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ويتذكر حُلم الله عز وجل ثم يقول لا إله إلا الله رب العرش العظيم فيتذكر خلق الله للعرش ذلك المخلوق الذي هو أكبر المخلوقات وأوسعها ولهذا وصف في هذا الذكر لأنه عظيم {العرش}ووصف بأنه كريم فالعرش عظيم فعرش الرحمن عظيم وعرش الرحمن كريم والكرم هو السعة والعرش هو أوسع المخلوقات وأكبرها فيتذكر عظمة الله بتذكر عظمة مخلوقاته التي أوجدها الرب عز وجل ثم يتذكر خلق السموات وخلق الله للأرض يتذكر هذه المعاني الجليلة وهو يردد فينشغل قلبه بها وينصدع فؤاده بها وتكون هي شغله , فأي باقية تبقى للهم أو الغم أو الحزن مادام القلب منشغلا بذلك ؟ ولهذا نستفيد من هذا الدعاء وغيره أن علاج الهم والغم توحيد الله , ذكر الله تعظيم الله , تنزيه الله , الالتجاء إلى الله هدا هو العلاج
ففي حديت أسماء بنت عمير قال ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب وهذا منه عليه الصلاة والسلام تشويق وترغيب لها ألا أعلمك كلمات فهذا فيه تشويق لما أشتاق قلبها رضي الله عنها إلى ذلك علما قال تقولين "الله الله ربي لا أشرك به شيئا" هذا علاج للهم
الله الأولى مبتدأ والثانية تأكيد لفظي للمبتدأ لعظم الأمر وكبر المقام وهو توحيد الله وإخلاص الدين له الله الله تكرر هذه الكلمة مرتين حتى تملأ القلب وهو يتأمل فيها الله ربي ومعنى الله أي ذو الألوهية ذو العبودية على خلقه أجمعين الذي تصرف له جميع أنواع الطاعات
من هو الله ؟ من هو المعبود بحق ؟ قال ربي الله ربي
ومعنى قوله الله ربي أي معنى معبودي بحق الذي لا معبود لي سواه هو ربي الذي خلقني ومعنى ربي الرب هو: الخالق الرازق النعم المدبر المتصرف بشؤون خلقه كلها فمعبودي الذي أصرف له العبادة بجميع أنواعها ربي وهذا هو معنى قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}
هنا يقول الله رب يعني عبادتي وتوجهي وقصدي والتجائي واعتمادي كله على ربي الذي خلقني فالرب هو الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر بشؤون الخلائق الذي بيده أزمة الأمور تبارك وتعالى
لا أشرك به شيئا وهذا فيه البراءة من الشرك فعلاج الهم إخلاص التوحيد والبراءة من الشرك بأن يعتمد العبد على ربه سبحانه وتعالى في كل ملماته في جميع أموره ومهماته
وقوله لا أشرك هذا فيه البراءة من الشرك والشرك هو تسوية غير الله به بأي شيء من خصائص الرب عز وجل سواء في الربوبية أو الإلوهية أو الأسماء أو الصفات لا أشرك به شيئا وشيئا هنا نكرة في سياق النفي فتعم أي لا أشرك به شيئا أي شيء كان لا صغير ولا كبير لا دقيق ولا جليل وهذا فيه براءة من الشرك كله , فإذا قال المسلم هذه الكلمة العظيمة ذهب عنه الكرب لأن قلبه انشغل بماذا ؟ انشغل بأعظم الأمور وأوجب الواجبات وأجل المقاصد وأعظم الغايات وهو توحيد الله فما بقي للغم فيه مكان لأنه منشغل بالتوحيد بالأيمان وبالإخلاص للرب العظيم سبحانه وتعالى
الله الله ربي لا أشرك به شيئا

وفي الحديث الثالث حديت أبي بكر رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام دعوات المكروب يعني دعوات من أصابه كرب أن يقول {اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت }
ما أعظمها من دعوات
"اللهم رحمتك أرجو" : هذا فيه إخلاص وفيه التوحيد
رحمتك أرجو : أصل الجملة أرجو رحمتك تقدم المعمول على العامل ليفيد الحصر قولك اللهم رحمتك أرجو أي رحمتك وحدك أنت , لا أرجو رحمة أحد سواك وإنما أرجو رحمتك أنت وحدك اللهم رحمتك أرجو وهذه صفة المؤمنين
قال الله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
فبدأ دعوته لطرد الكرب الذي أصابه بهذا التوحيد اللهم رحمتك أرجوا يعني أرجو الرحمة منك وأطلبها منك ولا أطلبها من أحد سواك

فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين : وهذا افتقار فيه العبد الكامل لله عز وجل في كل لحظة من لحظاتك وفي كل سكون من سكناته ، فأنت فقير إلى الله حتى في طرفة العين حتى في أقل من ذلك مفتقر إلى الله عز وجل في كل شؤونك لاغنى لك عن ربك وأن الله هو غني عنك بكل وجه وأنت فقير إليه من كل وجه ولهذا تقول لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، إن وكلك الله إلى نفسك ولو لحظة واحدة تضيع وتضل من وكل إلى نفسه ضاع ومن وكل إلى غير الله ضاع ولهذا من نعمة الله على عبده المؤمن أن لا يكله إلا إليه ، من نعمة الله عليك أن لا يكلك إلا إليه لأنه إذا وكلك إلى نفسه سبحانه وكلك إلى قوة وعزة وقهر وسلطان " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ " ، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " ، "قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ"
فأنت إذا كنت متوكلا على الله لن تخف من شيء وخافك كل شيء وإذا لم تكن متوكلا على الله أخافك الله من كل شيء حتى ما تتوكل عليه من المخلوقات توكل إليك وتكون سببا لضياعك وهلاكك كما جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال"مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ "
لأن الذي تعلق التميمة وتعلق الودعة علق قلبه بها فيضيع ، بينما المسلم لا يعلق قلبه إلا بالله سبحانه وتعالى ولا يلتجأ إلا إلى الله ولا يعتمد إلا على الله "فلا تكلني لنفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله وهذا فيه افتقارك إلى الله في إصلاح شأنك كله فشأنك في دينك وشأنك في د**** وشأنك في أخرتك لا يصلح إلا إذا أصلحه الله لك ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ"

وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت : ثم ذكر كلمة التوحيد لا إله إلا الله أما معبود بحق سواك لا يلتجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليك ولا يتوكل إلا عليك ولا تفوض الأمور إلا لك لا إله إلا أنت ، فهذا من الأمور التي يعالج بها الكرب

والأمر الرابع أو الحديث الرابع حديت سعد بن أبي وقاص أن النبي عليه الصلاة والسلام قال دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ انظر هذا الكرب الذي أصاب يونس عليه السلام التقمه الحوت ودخل به في أعماق البحر ، انظر هذا الكرب العظيم في بطن الحوت وفي أعماق البحر مصيبة عظيمة فما كان منه عليه السلام إلا أن أخد يردد هذه الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو في الظلمات ينادي في ظلمات بطن الحوت وظلمات البحر وظلمات الليل وهو في أعماق البحر هو يردد هده الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذه دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت فكان يكررها فأذن الله عز وجل للحوت وأمرها أن تلقيه وأنبت عنده شجرة من يقطين وأعاد عليه صحته وقوته بعد أن كان في أعماق البحر ولئن نظرت بنظرتك المجردة الضعيفة إنسان ابتلعه الحوت كيف يخرج ؟ انتهى الأمر لكن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فيها تفريج الهموم وكشف الغموم وإزالة الكربات وإزالة الشدائد مع الإخلاص لله لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يونس كان يقولوها وهو يثني في الله ويعتمد على الله ويلتجأ إلى الله ويعلم أن فرج همه بيد الله عز وجل وهذه الكلمة تضمنت أمورا أربعة :

بارك الله فيك علي الموضوع ذا مشكوووووووووووووورة أختي كثير
الأمر الأول : التوحيد لا إله إلا أنت توحيد الله والأمر الثاني تنزيه الله سبحانه وتنزيه سبحانك يعني أنزهك بكل مالا يليق بك أنزهك عن النقائص والعيوب،أنزهك عما يصفك به الواصفون من أعداء الرسل { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }

الأمر الثاني تنزيه الله

الأمر الثالث : الاعتراف بالظلم والتقصير إني كنت من الظالمين

والأمر الرابع العبودية لله سبحانه وتعالى واعترافك بأنك عبد لله عز وجل ولا غنى لك عن الله طرفة عين ، فهذا فيه علاج عظيم وشفاء مبارك ، انظر مرة ثانية للمصيبة التي نزلت بنبي الله يونس عليه السلام انظر الفرج من رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ورب المخلوقات كلها ولهذا يرجع الإنسان في كل ملماته وفي جميع أهواله وشداته إلى الله لا يلجأ إلا إلى الله في أي مصيبة تصيبك وأي نازلة تنزل بك لا تلجأ إلا إلى الله المخلوقات كلها والناس جميعهم والله ما يملكون لك شيء ، إن أرادك الله بضر ما يملكون دفعه وإذا أرادك برحمة ما يملكون إمساكه " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ " ، " قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ، " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا "
الضر الذي أراد الله نزوله لا يملكون كشفه ، الضر الذي أنزله الله بكم لا يملكون رفعه ، فالخافض الرافع فالقابض الباسط المعطي المانع المعز المذل الذي بيده أزمة الأمور هو الله سبحانه وتعالى فلا يلجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليه سبحانه وتعالى

فهذه أيها الإخوة دعوات أو أذكار أربعة تبثث في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب
وجاء في حديث أخر عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحَا وفي رواية وأبدله فرجا قَالَ الصحابة يا رسول الله أَولَا َتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ

نحن ربما أننا سمعناه مرات ذكرت لنا في بعض الخطب في بعض الدروس قرأناها في بعض الكتب لكن ربما بعضنا ما نشط لتعلمها لا من جهة الحفظ ولا من جهة المعنى جهة فهم المعنى ولا من جهة قولها عندما يصيبنا الهم فهذه ثلاث أنواع من التفريط إما أن يفرط الإنسان في حفظها أصلا وقراءتها ومذاكرتها أو أنه يحفظها ولكنه يفرط في فهم معناها والوقوف عند دلالتها أو أنه يفرط الإتيان بها ، يصيبه الهم والغم فينشغل بأمور كثيرة ولكنه لا يخطر بباله هذا الدعاء المبارك ، هذه مشكلة عندنا ينبغي أن نحاسب أنفسنا عليها وأن نجاهد أنفسنا على معالجتها فهذا دعاء مبارك أخبر صلواته وسلامه عليه أنه ما من عبد يصيبه هم أو غم فيقولوه إلا ويذهب الله غمه وهمه ويبدله مكانه فرحا وفي رواية فرجا بدل الغم الذي يغطي القلب ويؤلمه يتحول فرحا بعد الدعاء يتحول ومن بعد ذلك يأتي فرج من الله سبحانه وتعالى للأمر الذي ألم بالإنسان والذي دلنا على ذلك وأخبرنا به وأرشدنا إليه هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه ، ووالله إن هذا الكلام لحق وإن فيه لتفريج للهموم وشفاء للغموم وحصول للفرج وتحقيق للفرح كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام ونحن في هذا الدعاء نحتاج إلى أمورا ثلاثة أشرث إليها :

الأمر الأول أن تحفظه

والأمر الثاني أن تفهم معناه

والأمر الثالث أن تحافظ عليه عندما يصيب أحدنا هما أو غما ، وعندما تتأمل أخي الكريم المبارك هذا الدعاء تجد أنه يشتمل على أصول أربعة لابد منها لعلاج الهموم والغموم ولابد أن تتأملها وأن تحرص على فهمها وأنت تأتي بهذا الدعاء :

الأمر الأول أو الأصل الأول تحقيق العبودية لله إذا أردت لهمومك الذهاب فحقق العبودية لله وانظر تحقيق العبودية لله ونظر تحقيق العبودية في هذا الدعاء أول ما تبدأ تحقق العبودية تقول اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك فأنا عبد لك أنا عبد لك قد تكون أنا عبد لك أي بمعنى أنا عابد لك أعبدك أدعوك أرجوك أسألك أعتمد عليك التجأ إليك وتحتمل أنا عبد لك أي أنا معبد لك مذلل لك أنت خلقتني أنت أوجدتني أنت الذي تدبر أموري فأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، والدي ووالده إلى أدم كلهم عبيدك لك أنت الذي خلقتهم وأمي هي حواء كلهن إيماء لك أنت الذي أوجدتهن فأنا مخلوق لك أوجدتني من العدم وخلقتني بعد ما لم أكن فأنا عبدك وأنا عبد لك ألتجأ إليك وأدعوك وأعتمد عليك وأفوض أموري إليك فهذا الأصل الأول تحقيق العبودية لله .

الأصل الثاني : الإيمان بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ ما لم يكن ولهذا قال ناصيتي بيدك ماض فيا حكمك عدل فيا قضاؤك هذا إيمان بالقضاء والقدر وأن الأمور كلها بقضاء الله وقدره ، ناصيتي بيدك الناصية مقدمة الرأس وناصية كل إنسان بيد الله يدبرها كيف يشاء ويحكم فيها بما يريد { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
فنواصي العباد في يد الله يدبرهم كيف يشاء ويقضي بهم بما يريد يحي هذا ويميت هذا ويغني هذا ويفقر هذا ويعز هذا ويذل ذاك ويمرض هذا ويشفي هذا{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فالأمر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد وكل أمر إنما يقع بقضاء الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا من أعظم ما يكون في علاج الهم والغم الإيمان بالقضاء والقدر ولهذا قال الله تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
قال بعض السلف هو العبد المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم ولهذا الإيمان بالقدر له أثر مبارك على العبد في راحة قلبه وطمأنينة نفسه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ "
المؤمن في السراء يعلم أنها نعمة من الله فيحمد الله عليها وفي الضراء يعلم أن المصيبة بقضاء الله سبحانه وتعالى وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فيصبر عليها فهو في النعمة ينال ثواب الشاكرين وفي المصيبة ينال ثواب الصابرين وهذا لا يكون إلا المؤمن

الأمر الثالث أي الأصل الثالث الإيمان بأسماء الله وصفاته والتوسل إليه سبحانه وتعالى بها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام {أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك }فمعرفة أسماء الله ومعرفة صفاته الواردة في الكتاب والسنة والتوسل إلى الله بها من أعظم الأمور التي تكشف بها الهموم وتزال بها الغموم ولهذا قال الله تعالى{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }وقال تعالى{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }وقال " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فالتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته أعظم الوسائل وهو من معاني قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } يعني ابتغوا القربة إليه بما يرضيه ومما يرضي الله وطلب من عباده أن يتوسلوا إلى الله به أسمائه سبحانه وتعالى ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يتوسل إلى الله بأسمائه كان يقول في دعائه"اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق"توسل إلى الله بقدرته "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي"وفي القرآن {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} توسل إلى الله برحمته سبحانه وتعالى وفي دعاء الاستخارة "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" توسل إلى الله بالعلم وبالقدرة ولهذا يتوسل المسلم إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وهنا توسل عام شامل بأسماء الله كلها ما علمناه منها وما لم نعلم وهذا الحديث يدلنا على أن هناك أسماء وصفات لله أسثأثرث الله بها في علم الغيب عنده لم ينزلها في كتابه ولم يعلّمها أحد من خلقه وقد جاء في حديث الشفاعة العظيم عندما يشفع النبي عليه الصلاة والسلام للخلائق بأن يأذن الله بحسابهم ويبدأ قال"فأسجد لله سجدة وأحمده بمحامد يعلمني إياها في ذلك الوقت لا أعلمها الآن النبي عليه الصلاة والسلام يقول يعلمني محامد أحمده بها يعلمني يعني في ذلك الوقت فهناك أسماء لله أستأثر بها سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده وهذا الدعاء فيه توسل إلى الله بكل اسم هو له سمى به نفسه أنزله في كتابه علمه أحد من خلقه أستأثر به في علم الغيب عنده وفي هذا أيضا دلالة على أن معرفة الله ومعرفة أسمائه ومعرفة صفاته من أعظم الأمور أو أعظم الأمور التي تتحقق بها السعادة في الدنيا والآخرة ولهذا قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } كل ما ازداد الإنسان معرفة بالله وأسمائه وصفاته ازداد تعظيما له وإقبالا عليه وبعدا عن معاصيه كما قال بعض السلف : من كان بالله أعرف كأن منه أخوف ولعبادته أطلب وعن معاصيه أبعد ، فكلما زادت معرفتك بالله زاد الخير فيك إذا هذا الأصل الثالث في هذا الدعاء

الأصل الرابع العناية بالقرآن الكريم قراءة وتدبرا وتطبيقا ونحن ما تكاثرت علينا الهموم ولا انتشرت فينا الغموم والهموم إلا لبعدنا عن القرآن وإلا كنا متمسكين بالقرآن قريبين منه نتلوه حق تلاوته لكنا أسعد الناس والله عز وجل يقول { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }ويقول{وشفاء لما في الصدور}
فالقرآن شفاء ودواء وهداية وموعظة وذكرى للذاكرين وتجد الإنسان عندما يتألم من بعض الأمور فيمسك بكتاب الله ويقرأ متدبرا ما هي إلا لحظات ويجد الصدر منشرح والطمأنينة تكسو القلب والأنس يعمره حتى أنه يظن أن ما عنده أي مشكلة مع أنه عنده مشاكل كثيرة لكنه مع طمأنينة التي تغشى صاحب القرآن السكينة التي تنزل عليه ولا سيما إذا كان يتدبر القرآن يقول عليه الصلاة والسلام" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "
فالقرآن شفاء والاستشفاء بالقرآن ليس بأن يشتري الواحد منا مصحفا ويعلقه في الرف أو يضعه في مقدمة السيارة وفي الوقت نفسه يتخذ كتاب الله مهجورا لا يقرأه ولا يتدبره ولا يجاهد نفسه على تطبيقه ليس هذا هو الاستشفاء بالقرآن ،
الاستشفاء بالقرآن بأمور ثلاثة :

قراءة القرآن
وتدبر القرآن
والعمل بالقرآن

{ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }معنى يتلونه حق تلاوته أي يقرءونه ويفهمون معناه ويعملون بمقتضاه ومن التلاوة العمل به وتلاوة القرآن لا تكون مجرد قراءة بل لابد فيها من العمل به ولهذا يقولون تلا فلان فلان أي تبعه فلا بد من العمل بالقرآن ولهذا العناية بالقرآن قراءة وتدبرا وتطبيقا هو أساس السعادة والفلاح وزوال الهموم والغموم ولهذا ختم هدا الدعاء بقوله"أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" إذا كان القرآن هذا شأنه في قلبك وهذا شأنه في صدرك ، نور صدرك وربيع قلبك وجلاء حزنك وذهاب همك وغمك ، هل الغموم والهموم تجد طريق إلى قلبك ؟ هل لها مدخل إلى صدرك وفؤادك ؟ لا والله لأنه معمور والقلوب أوعية فالقلب وعاء إذا ملأته بالذكر والقرآن واستحضار عظمة الله ما بقي لهذه الأمور أي مكان لكنه إذا ضعف فيه الإيمان وضعف فيه الذكر وضعفت فيه الصلة بالله سبحانه وتعالى وجدت هذه الأمور إليه طريقا وسبيلا قال "أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري" لما ذكر القلب ذكر الربيع ولما ذكر الصدر ذكر النور لأن النور ينعكس على ما في داخله والربيع هو الماء الذي يصل إلى النبات فيغذيها ثم يشع فيها الخير فأنت إذا القرآن سرى إلى قلبك أصبح مثل الربيع ينبت أنواع الزهور وأنواع الحدائق وأنواع الثمار التي لا أطيب منها ولا أجمل ولا أحسن وإذا شع صدرك بالنور أصبحت حياتك كلها نورا وضياء ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني أي أن يجلو حزني ويذهب ولا يبقى منه شيء إلا القرآن بالاستشفاء بالقرآن ، إلا أبدل الله همه وغمه إلا أذهب الله غمه وهمه وأبدله فرحا .
فهذه أيها الأخوة تذكرة لي ولكم حول هده الدعوات العظيمة وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل وأن نتعاهد أذكار النبي عليه الصلاة والسلام ودعواته المأثورة عنه بتعلمها ومدارستها ومذاكرتها وتطبيقها وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج همومنا وهمومكم وأن ينفس كرباتنا وكرباتكم وأسأله سبحانه وتعالى أن يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة لنا زيادة في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا ونسأل الله جلا وعلا أن يصلح لنا ولكم شأننا كله وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدا وآله وأصحابه أجمعين

انتهى كلامه حفظه الله

جزى الله من قام بالتفريغ خيرا

وصايا متنوعة في خطبة حجة الوداع للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و به على كل خير نستعين

أما بعد :

وصايا متنوعة

وثمت أمور عديدة تناولها النبي صلى الله عليه وسلم بالبيان في خطبه ومواعظه في حجة الوداع تمس حاجة الناس إليها في صلاحهم مع ربهم وفي صلاحهم مع أنفسهم ومع مَن يعاشرون، يضيق المقام عن تفصيلها، لكن أشير إلى طائفة منها على سبيل الإجمال.

فمما بينه صلى الله عليه وسلم في خطبه ومواعظه وتذكيره في حجته تأكيدُه على لزوم سنته واتباع هديه، وسلوك نهجه، والحذرِ من البدع والأهواء، ومن القول عليه بلا علم، أو تعمد الكذب عليه، ومفارقة هديه.

روى الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء مخضرمة فقال:
((أتدرون أيُّ يوم يومكم هذا…وذكر الحديث وفيه:

((ألا وإني فرطُكُم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني، وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوّأ مقعده من النار، ألا وإني مستنقِذٌ رجالاً أو ناساً ومستنقَذٌ مني آخرون، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).

فهذا تحذير بالغ من البدع والأهواء والإحداث في الدين، وتحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم والقول عليه بلا علم فإنه من كبائر الذنوب، وعظائم الآثام الموجبة لدخول النار.

ومما بينه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الحث على برِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والتحذير من الاعتداء على حقوق الآخرين، أو النيل من أعراضهم واغتيابهم.

روى الطبراني في المعجم الكبير عن أسامة بن شَريك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: ((أمَّك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك)) قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قَتَلَنا بنو يربوع؟ فقال: ((لا تجني نفسٌ على أخرى)) ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار؟ قال: ((ارم ولا حرج)) ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله نسيت الطواف، فقال: ((طف ولا حرج)) ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: ((اذبح ولا حرج)) قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلاّ قال: (( لا حرج ولا حرج)) ثم قال: ((أذهب الله عز وجل الحرج إلاّ رجل اقترض مسلماً فذلك الذي حرج وهلك)) وقال: (( ما أنزل الله عز وجل داءً إلاّ أنزل له دواءً إلاّ الهرم)) (1).

ومما بينه كذلك التحذير من الجناية على الآخرين وأن من يجني لا يرجع وبال جنايته من الإثم أو القصاص إلاّ إليه، وحذر من الشيطان وكيده وأنه لما رأى قوة التوحيد والإيمان يئس من وجود الشرك في المصلين، ولا يعني هذا اليأس انتفاء وجود الشرك، وأخبر أنه سيكون له أتباع يطيعونه فيما يدعوهم إليه، وحذر من الربا ومن الظلم.

روى ابن ماجه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ((يا أيها الناس ألا أيُّ يوم أَحْرَمُ؟ ثلاث مرات، قالوا: يومَ الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلاّ على نفسه، ولا يجني والدٌ على ولده، ولا مولودٌ على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول ما أضع منها دمُ الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، ألا وإنَّ كلَّ رباً من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، ألا يا أمَّتاه، هل بلّغت؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات)).

ومما بينه كذلك أنَّ الله قسم المواريث في كتابه وأعطى كلَّ إنسان نصيبه من الميراث، وأخبر أنَّ الولد للفراش أي لصاحب الفراش وأن العاهر له الحجر، وحذر من أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه.

ففي المسند عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على راحلته وهي تقصع بجرَّتها، ولُعابُها يسيل بين كتفيَّ، فقال: ((إنَّ الله قسم لكلِّ إنسان نصيبه من الميراث، فلا تجوز لوارث وصيةٌ، الولد للفراش، وللعاهر الحجر، ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه رغبةً عنهم فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)).

وبيّن أيضاً فيما بيّن قصر الدنيا وسرعة زوالها، وحذّر من الاغترار بها حيث قال للناس قبل غروب الشمس وهو واقف بعرفة: ((أيها الناس إنه لم يبق من د****م فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). رواه أحمد.

وحثّ الناس على السكينة والرفق وعدم التدافع، فعند الانطلاق من عرفة قال: ((يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار)) رواه النسائي. ولما تزاحم الناس عند الجمرات قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف)) رواه أحمد.

وحذر الأمة من فتنة الدجال وذكر صفته، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نتحدث عن حجة الوداع، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجةُ الوداع، حتى حمد اللهَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، وقال: ((ما بعث الله من نبي إلاّ أنذره أمته؛ أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم، إن ربكم ليس بأعور، إنه أعور عين اليمنى كأنَّ عينه عنبة طافية)) الحديث(2).

إلى غير ذلك من الوصايا العظيمة، والعظات البالغة، والتوجيهات السديدة، نصحاً للأمة وبياناً للدين. فجزاه الله عن أمته خير الجزاء وأوفاه، وصلى الله عليه وملائكته والصالحون من عباده وسلم تسليماً كثيراً.

* * *

————-
(1) عجم الكبير (رقم:484).
(2) ينظر فتح الباري لابن حجر (8/107).

السلام عليكم أخي ..
كل الشكر و التقدير والثناء على دعوتك للخير
ونسأل الله جل في علاه ان يجعله في ميزان حسناتك .
أسئل الله ان يهدينا جميعا لكل ماهو خير
تقبل مروري وخالص دعائي لك بالتوفيق ان شاء لله

بالفيديو : وسائل الثبات على الدين – للشيخ د عبدالرزاق البدر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم و به على ما يرضى و يحب نستعين

أما بعد :

إليكم هذا الفيديو الرائع للشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله –

https://www.youtube.com/watch?v=UTatP1Vj2KE

بارك الله فيك

[مطوية دعوية] ’فضل العشر من ذي الحجة ‘ | لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر [PDF] 2024.

[مطوية دعوية] ’فضل العشر من ذي الحجة ‘ | لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر [PDF]
ويليه
’ تنبيهات على أحكام الأضحية والذكاة ‘ | لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر [PDF]

القعدة

فضل العشر من ذي الحجة
ويليه
تنبيهات على أحكام الأضحية والذكاة

لفضيلة الشيخن

عبد المحسن العباد
عبد الرزاق البدر

حفظهما الله تعالى

التحميل

نسخة مصورة [PDF]



القعدة

الحجم: 3.12 مب

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

تصفح المطوية

https://en.calameo.com/read/000131910f13e9248252f
نقلا عن شبكة الأجري
القعدة

السلام عليكم
مشكور اخى على الموضوع والله هذه المطويات مهمة فى تذكيرنا عما غفلنا عنه
ربي يجعلها فى ميزان حسانتك وحسنات اللى طبعهم
ربي اجزينا ثواب هذه الايام الفضلى

[كلمة] ألم في القلوب حول سماع الموسيقى في المساجد !! – للشيخ / عبدالرزاق العبّاد 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة – قيّمة – بعنوان :

|| ألم في القلوب حول سماع الموسيقى في المساجد !! ||
للشيخ / عبدالرزاق العبّاد البدر – حفظه الله تعالى – ،،،
للاستماع والتحميل :
4shared
Box
Plunder
MediaFire
سماعاً موفقاً أرجوه لكم …

شكراااااااااااا

نماذج لعلو الهمة للشيخ عبد الرزاق البدر. 2024.

نماذج لعلو الهمة

إنَّ من يقرأ سير السلف الصالح و العلماء الأخيار العالمين العاملين يجد فيها من علو الهمة وصدق العزيمة وحسن التمسك ما يعينه ـ بإذن الله ـ على ترسم خطاهم ولزوم سبيلهم، وفيما يلي أسوق بعض النماذج خلال فترات متباعدة من تاريخ الأمة تظهر قوة استمساكهم بالسنة وجمال ثباتهم على الخير في باب الرغائب والمستحبات، فكيف الشأن بهم في باب الفرائض والواجبات، وفي الناس الآن من يبلغه الحديث في بيان واجب أو أمر بفريضة فلا يكون منه حرص على المواظبة ولا مبالاة بالاستمساك ، وما أحوجنا لأن نقرأ سيرهم العطرة ، كي نجاهد أنفسنا على حسن التأسي بهم، فكلُّ من كان إلى ذلك أقرب وهو بهم أشبه كان إلى الكمال أقرب، قال ابن تيمية رحمه الله: «وأكمل هذه الأمة في ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان بهم أشبه». فلنتأمل هذه النماذج الجميلة:

عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثنى عنبسة بن أبى سفيان فى مرضه الذى مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « من صلى اثنتى عشرة ركعة فى يوم وليلة بنى له بهن بيت فى الجنة ». قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة. وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة. وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « ما حق امرئ مسلم له شىء يوصى فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة ». قال عبد الله بن عمر ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك إلا وعندى وصيتى.رواه مسلم.
وعن علي بن أبي طالب أن فاطمة – رضي الله عنهما – أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ألا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ، ثم قال سفيان إحداهن أربع وثلاثون – فما تركتها بعدُ، قيل ولا ليلة صفين قال ، ولا ليلة صفين.متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من القائل كلمة كذا وكذا ». قال رجل من القوم أنا يا رسول الله. قال « عجبت لها فتحت لها أبواب السماء ». قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك. رواه مسلم
وعن أبي أمامة- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي في دبر كلِّ صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»رواه النسائي. قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد :وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه أنَّه قال: ما تركتها عقيب كلِّ صلاة .
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه – أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : «غسل الجمعة واجب على كلِّ محتلم». رواه أحمد. قال ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لبلوغ المرام :الصواب عندي : أنَّ غسل الجمعة واجب على كلِّ إنسان ، وما تركته منذ علمت بهذا الحديث لا صيفاً ولا شتاء ، ولا حراً ولا برداً ، ولا إذا كان فيّ مرض أتحمل معه الاغتسال .
والأمثلة على هذا كثيرة ، والقصد ذكر نماذج من أحوالهم تدليلا على المقصود، ألحقنا الله أجمعين بالصالحين من عباده ووفقنا لكلِّ خير بمنَّه وكرمه.

بارك الله فيك
و فيك بارك الله.