رومانسية الوداع 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
رومانسية الوداع
بعدما شاركت هبة زوجها فطوره بكل رقة وحنان ناظرة لحبيب قلبها نظرات حانية ، سائلة خالقها أن يحفظه لها من كل سوء وشر ، وعلى باب بيتها وقفت تودعه وتذكره بعهدٍ سارا عليه مذ أن بدأ حياتهما معاً ( اتق الله فينا ولا تطعمنا حراماً ، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار )

سمع حسام كلماتها متفهماً ما أرادته ، لقد تعاهدا على حياة زوجية سعيدة كل منها يعين الآخر على طاعة الخالق مهما كان الثمن ..

c"]لقد تعلمت هبة أن لحظات الوداع قاسية شديدة قصرت كانت أم طالت ، ولذا فلابد أن تكون مفعمة بالحب والشوق ، يقول د . فيصل بن سعود الحليبي عن هذه اللحظات
" إن لحظة التوديع هذه فاصل بهيج، من يجيد فن التعامل معه؛ سيطوي به كل كدر سابق، ليرسم بدله لوحة تذكارية جميلة بقلم التوديع السحري، تعدُ بعده بمشاهد حبٍ مرتقبة، يلتقي فيها الزوجان على أجمل مما افترقا عليه توهجًا وتشوقًا.. ليكونا كالشمس تترك في النفوس – قبل أن تغيب – ذكرى جميلة.. و تَعِدُ بإشراق جميل " .
ic"]رحم الله امرأة ..
إن هبه تعلمت جيداً أن لها دور كبير فى حياة زوجها ، فهى التى تأخذ بيده إلى الخير في الدين والدنيا ، وفي نفس الوقت تحثه على طاعة ربها تقدم مشورة في أمور دنياه ، وهي هي نفس اللحظة التي تقدم له كل ما فيه راحة وسكينة تقربه من ربه وتبعده عما يغضب خالقه ، وإليك صورة تحفظها لنا السنة النبوية لهذه الزوجة المأمولة " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل ، فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " رواه أحمد وأبو داود .

c"]صورة من وداع ..
ولقد نقلت لحضراتكم صورة لوداع كله شوق وحب وألم :-
" على باب عتمة الباب وقف الزوج المجاهد يودع زوجته, كان يستشعر أنه راحل إلى ربه إلى جنة عرضها السموات والأرض ..
قالت الزوجة الحنونة يا حبيبي متى الرجوع ؟! ، هل ستتركني وحيدة والأسى يفري الضلوع ؟! ..
قال والعبرات تجري والفؤاد بها لوعة اجعلي الصبر سلاحاً لا تخافي لن أضيع ، اجعلي في القلب يقيناً واحفظي الطفل الرضيع ، علميه العز دوماً كي يزود عن الربوع ، اقرئيه كتاب ربي كي يسير بلا خضوع ، أخبريه يا حبيبة أن والده اَثر الخير البديع ، باع للرحمن روحاً سار يدعو الناس يوماً في ثبات وخشوع "

[]ويكتب أحد المبدعين " بمثل هذا التوديع الآسر والمشاعر الريانة لن يكون صباح ذلك اليوم كأي صباح.. إنه يجدد في النفس النشاط، ويحملها على استقبال يومها كأفضل ما يكون الاستقبال: من الحيوية في البدن، والإشراق في الحياة، والصفاء في القلب، والعطاء الجاد في العمل. "

ic"]

فهيا أيتها الزوجة الطيبة قومي لتودعي زوجك على باب بيتكما ، وارفعي يدك للسماء أن يعيده لك سالماً غانماً وارسمي لوحة تذكارية جميلة

.. أسأل الله السعادة للجميع ..

• عضو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين .

]محمود القلعاوى *

صيد الفوائد

شكـــــــرا على هــــــــذه القصـة الرائـــــعة حقـا هي جد مؤثرة
الفراق أصعب مايوجد في هذه الحياة ، نحب كل من حولنا ولا نتقبل فكرة فراقهم الا أن الفراق لابد منه ،ولايدوم الا وجه الله )
بـارك الله فيـك سلالآمي وتحيـــــااتي:re_gards:

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاوية الحرة القعدة
القعدة
القعدة

شكـــــــرا على هــــــــذه القصـة الرائـــــعة حقـا هي جد مؤثرة
الفراق أصعب مايوجد في هذه الحياة ، نحب كل من حولنا ولا نتقبل فكرة فراقهم الا أن الفراق لابد منه ،ولايدوم الا وجه الله )
بـارك الله فيـك سلالآمي وتحيـــــااتي:re_gards:

القعدة القعدة

و فيك بارك الله
نعم
الفراق صعب
لكن فراق الدنيا اصعب من فراق الاخرة
فالدنيا فانية و اخرتها فراق
و لكن الاخرة خالدة و صعب ان نفارق احبابنا حتى و نحن في فيها
بارك الله فيك

خطبة النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع و مكانتها العظيمة 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرخيم و به على كل فلاح و خير نستعين

أما بعد :

إن أحسن الخطب وأوفاها بياناً وأتماها نصحاً خطبُ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد جمع الله له في خطبه المنيفة جمال البيان وحسن الإفهام وقلة ألفاظ الكلام، بل ما سمع قط كلامُ أحد من البشر أعمُّ نفعاً، ولا أفصح معنى، ولا أصدق لفظاً، ولا أحسن موقعاً ولا أسهل مخرجاً ولا أوفى نصحاً من كلامه الشريف صلى الله عليه وسلم ، وقد آتاه الله جوامع الكلم وخصه ببدائع الحكم، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((بعثت بجوامع الكلم)).

قال الزهري رحمه الله: ((جوامع الكلم ـ فيما بلغنا ـ أن الله يجمع له الأمورَ الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك)).

ومن يتأمل خطبه صلوات الله وسلامه عليه يجدُ فيها الوفاء والنصح والبيان، وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجةُ المخاطبين ومصلحتُهم، إلاّ أنها في الجملة كان مدارُها على حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله ومحامده وتعليمِ قواعد الإسلام وذكرِ الجنة والنار والمعاد والأمر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه.

والحج مناسبة كريمة وفرصة ثمينة للنصح والتوجيه والوعظ والتنبيه والتعليم والإرشاد، إذ القلوب فيه مقبلة والنفوس مطمئنة والرغبة في الخير شديدة، فحريٌ بالدعاة إلى الله تعالى أن تتضافر جهودهم وتتوافر هممهم في هذا الموسم المبارك نصحاً وتعليماً وإرشاداً وتوجيهاً مقتفين آثار نبيهم الكريم مهتدين بهديه القويم، وأن يكون مرتكزُ كلامهم ما دعا إليه ومحورُ نصحهم وبيانهم ما أرشد إليه، إذ هو عليه الصلاة والسلام أنصحُ الناس للناس، بل هو قدوة الناصحين وإمام المرشدين {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

وقد كان لخطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على وجه الخصوص شأنٌ عظيم إذ هي وصية مودع والمودع يستقصي ما لا يستقصي غيرُهُ في القول والفعل، وقد عرّض في خطبته في حجة الوداع بذلك فقال: ((فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا))، وطفق يودّع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في شأن هذه الخطبة: ((فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته صلى الله عليه وسلم إلى أمته)) رواه البخاري.

ويدل لأهمية هذه الخطبة وعظيم
شأنها أمورٌ عديدة منها:

أولاً:

أن النبي صلى الله عليه وسلم ودع الناس على إثرها فهي وصية مودع كما سبق إيضاح ذلك.

ثانياً:

أن النبي صلى الله عليه وسلم استنصت الناس أي طلب منهم أن ينصتوا، ففي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع: ((استنصت الناس)).

مما يدل على أهمية الأمر، حيث إن الخطبة لما كانت مشتملة على صلاح الناس وسعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة ناسب أن يأمرهم بالإنصات الذي يؤثر فيهم العلمَ والانتفاع ومن ثم العملَ والارتفاع. وقد نُقل عن سفيانَ الثوريِّ وغيرِه أنه قال: ((أولُ العلم الاستماع ثم الانصات ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر)).

ثالثاً:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خطبته تلك يتطاول من أجل إسماع الناس. ففي المسند عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في حجة الوداع وهو على الجدعاء واضع رجله في غَراز الرحل يتطاول يقول ألا تسمعون)).

رابعاً:

أن الله عز وجل فتح أسماع الناس في ذلك اليوم فكانوا يسمعون كلامه صلى الله عليه وسلم وهم في منازلهم. ففي سنن النسائي عن عبد الرحمن بن معاذ رضي الله عنه قال:

((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ففتح الله أسماعنا، حتى إنْ كنّا لنسمعُ ما يقول ونحن في منازلنا)).

خامساً:

أنه صلى الله عليه وسلم اتخذ من يبلغ عنه، ففي سنن أبي داود عن رافع بن عمرو المزني قال:

((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعليٌّ رضي الله عنه يعبّر عنه، والناس بين قاعد وقائم)).

وقوله: ((وعليٌّ رضي الله عنه يعبر عنه)) من التعبير، أي: يبلّغ حديثه مَنْ هو بعيدٌ من النبي صلى الله عليه وسلم.

سادساً:

قوله صلى الله عليه وسلم في الخطبة: ((ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد)) وتكراره لذلك.

سابعاً:

أمرُهم بأن يبلغ الشاهدُ منهم الغائب، ففي حديث أبي بكرة رضي الله عنه في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام:

((فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلَّغ أوعى من سامع)).

ثامناً:

استعماله صلى الله عليه وسلم في خطبته أسلوب الحض والتنبيه وشدِّ الانتباه ((ألا هل بلغت))،

((ألا ليبلغ الشاهد الغائب))،

((ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض))،

وتَكرّر مثلُ هذا في مواضع من خطبته. وكذلك أساليبُ التوكيد كقوله:

((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا))،

وفي هذا ما فيه من الاهتمامِ وتقويةِ الكلام وتثبيتهِ في أذهان سامعيه.

تاسعاً:

التأمل في مضامين هذه الخطبة العظيمة ودلالاتها المباركة حيث قرر فيها صلوات الله وسلامه عليه قواعد الملة الحنيفية، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها إلى غير ذلك من المضامين العظيمة التي اشتملت عليها خطبته، مما سنقف على جملته من خلال هذه الرسالة بإذن الله عز وجل.

فكل ذلك يدل دلالة واضحة على أهمية شأن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأهمية العناية بها، وأن الحاجة ماسة إلى معرفتها في حق كل مسلم صغير أو كبير ذكر أو أنثى. رزقنا الله البصيرة بسنته والاهتداء بهديه.


***

الشيخ عبد الرزاق البدر – نفع الله بعلمه-

اللهم ا جعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم

خطبة حجة الوداع 2024.

القعدةفي التاسع ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة توجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى عرفة ، وهناك خطب خطبته الشريفة التي جمعت خصال الخير ، وحذرت من بذور الشر ، و حددت الحقوق و الواجبات ، و أوضحت طرق المعاملات بين الناس ، و أعلنت مبادىء الحرية و المساواة و حقوق الانسان ، فكانت خطبة عظيمة الشأن تناقلها الأجيال و خلدها التاريخ . و بالنسبة لحجة الوداع فهي الحجة الوحيدة التي أداها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد البعثة و قد قال فيها خطبة شهيرة ( التي قمت بذكرها ) يجب ان يحفظها كل طالب علم .:wait:

جزاك الله واثابك خيرا على ما قدمت
بوركت

بارك الله فيك
بارك الله فيك يا آلاء

و فيكم بركة
القعدة
القعدة
جعله الله لك في ميزان حسناتك

جزاك الله كل خير الاء

barek alah feeky
بارك الله فيك:
إن خطبة الوداع كانت في حجة الوداع وفيها أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أمته على التمسك بهذا الدين
مها كانت الفتن و المغريات، وفي نفس الوقت أقام عليهم الحجة بالشهادة على تبليغ الرسالة" ألا هل بلغت اللهم فأشهد".
إننا نشهد أنك قد بلغت يا حبيب الله.
شكرا على المبادرة:clap:
القعدة

الدروس المستفادة من خطبة النبي في حجة الوداع 2024.

الدروس المستفادة من خطبة النبي – صلى الله عليه وسلم –

في حجة الوداع

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبِه وسلَّم.

ثم أما بعد:
فإن خطبة النبي – صلى الله عليه وسلم – في عرَفات في حَجَّة الوداع فيها مِن الدروس ما فيها، يشعُّ منها النور، فلو تدبَّرها المسلمون وعملوا بما فيها، لكانت سببًا لسعادتهم في الدنيا والآخِرة، وإن شاء الله – عز وجل – سأُحاول بيان بعض الدُّروس والفوائد مِن هذه الخطبة الجامِعة الشاملة، وأسأل الله – عز وجلَّ – أن يَرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

أولاً: نصُّ الخُطبة:
((إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحُرمة يومكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء مِن أمر الجاهليَّة تحت قدميَّ هاتَين موضوعٌ، ودماء الجاهليَّة موضوعة، وإن أول دمٍ أضَع مِن دمائنا دمُ ابن ربيعَة الحارث بن عبدالمطَّلب – كان مُسترضَعًا في بني سعد فقتلتْه هُذيل – ورِبا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ ربا العباس بن عبدالمطَّلب، فإنه موضوع كلُّه، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحلَلتُم فروجهنَّ بكلمة الله، وإن لكم عليهنَّ ألا يوطئْن فُرُشَكم أحدًا تَكرهونه، فإن فعلنَ ذلك، فاضْرِبوهنَّ ضَربًا غير مُبرِّح، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف، وإني قد تركتُ فيكم ما لن تَضلُّوا بعده إن اعتصمتم به: كتابَ الله، وأنتم تُسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟!))، قالوا: نشهَد أنك قد بلَّغت رسالات ربِّك، وأدَّيت، ونصَحتَ لأمَّتِك، وقضَيت الذي عليك، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويَنكُتها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد)).

ثانيًا: الدُّروس المُستفادَة مِن هذه الخُطبَة:
الدرس الأول: بيَّن النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – حُرمة الدماء والأموال، ووضَّح لنا أن هذه الحُرمة تُساوي حُرمة اليوم والشهر والبلد، ومعلومٌ أن حُرمة البلد الحرام – وهو مكة – حُرمةٌ عظيمة، وحُرمة الشهر الحرام – وهو شهر ذي الحجَّة – حرمة عظيمة؛ فالله – سبحانه وتعالى – جعَل عدَّة الشهور اثنَي عشر شهرًا، منها أربعة أشهر حرم، فالأَشهُر الحرُم هي: ذو القِعدة، وذو الحَجَّة، والمُحرَّم – ثلاثة أشهر مُتواليات – ورجب، فهذه أربعة أشهر حرُم لها حُرمَة عظيمة، فحُرمة الدِّماء والأموال حُرمة شديدة وعَظيمة، ولو تدبَّر الناس هذا الكلام، لَمَا تعدَّى أحد على أحد، ولَمَا سُفكَت الدماء، ولَمَا خُطفَت الأموال، ولما سُرقَت، ولَما اغتُصبَت، ولَعاش الناس عيشةً هنيئةً فيها سعادتهم الدُّنيوية قبل الأُخرويَّة، فهذا التحريم يجعل الإنسانَ يعمل ألف حِساب قبْل أن يتعدَّى على غَيره ليَسفك دمه أو ليأخُذ ماله دون وجْه حقٍّ، ولأمِن الناس على دمائهم وأموالهم، ولما عاشوا في رعْب وخَوف، ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح: ((لا يَحلُّ دم امرِئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنَّفس، والثيِّب الزاني، والتارك لدينه المُفارِق للجَماعة)).

فقتْل النفس بغير حقٍّ حرام، فقد جاء في كتاب الله – عز وجل – قولُه تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151]، فقتْل النفس حرام بالكتاب والسنَّة.

فكيف يتجرَّأ بعض الناس ويَسفِكون الدماء، ويَهدِمون بُنيان النفس، وقد حرَّم الله – عز وجل – ذلك وحرَّمه رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -؟! وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أرسل جيشًا أوصاهم ألا يَقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة ولا طفلاً صغيرًا، فحتى القتال في سبيل الله – عز وجل – فيه حقْن الدماء، فالذي لا يُحارِب لا يُقتَل، هذا مع الكفار، فما بالُنا بحُرمة دماء المسلمين؟

فاتقوا الله – أيها الناس – ﴿ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ [لقمان: 33]، اتقوا الله – سبحانه وتعالى – في دماء المسلمين؛ فسوف تُحاسَبون عن كل نفس قُتلتْ بغير حقٍّ، سوف تُسألون، واذكر – أيها القاتل – حالك عندما تَحمل رأسَ المقتول في يدك يوم القيامة، ويقول المقتول: سلْه يا رب فيمَ قتَلني؟ فماذا أنت قائل؟ وما هي إجابتك؟ يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم الحسرة والنَّدامة، ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2].

فيا أيها الناس، حرِّموا الدماء واتقوا الله في الدماء، وحرِّموا الأموال واتقوا الله في الأموال، ولا يأخذ أحد مالاً إلا بحقِّه؛ فالله – عز وجل – سوف يسأل كل صاحب مال مِن أين اكتسبَه؟ وفيمَ أنفقه؟ وليستعدَّ كلٌّ منا للسؤال عن المال مِن أين اكتسبه؟ (ما هي إجابته؟) وفيمَ أنفقَه؟ (ما هي إجابته)، وأيما جسْم نبَت مِن سحْت فالنار أولى به، فكيف يَعلم الناسُ هذا ويأخُذون الأموال بغير حقٍّ، وتَزيد الحرمة عندما يأخذ بعض الناس الأموال بغير حقٍّ، ليس من المال الخاص؛ بل من المال العام مِن أموال الدولة، التي هي حقٌّ لكل واحد في الدولة، فحُرمة المال الخاص وحُرمة المال العام تجعلنا نتقي الله – عز وجل – في كسْب الأموال وتحصيلها.

الدرس الثاني: وضَع النبي – صلى الله عليه وسلم – كلَّ شيء مِن أمر الجاهلية، فقال: ((ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين))، فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطل، فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛ فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر، ولا لوأْد البنات (دفنهنَّ أحياء)، ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.

ودماء الجاهلية موضوعة، ومِن عدل النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يَحكُم على الناس بما لم يحكُم به على نفسِه، ونتعلم مِن ذلك أننا لا بدَّ أن نُنفِّذ أوامر الله – عزَّ وجلَّ – وأوامر النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل أن نأمُر غيرَنا، لا بدَّ أن نلاحظ أنفسنا أولاً؛ حتى نكون مُنصفين، وحتى لا نكون مِن الذين قال الله – تعالى – فيهم: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].

فبيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن أول دمٍ يَضعه دم ابن ربيعة، وأيضًا بيَّن أن الربا موضوع وباطل، وأول ربًا يضعه – صلى الله عليه وسلم – رِبا العباس بن عبدالمطَّلب؛ فالرِّبا باطل وحرام، والله – عز وجل – قد حرّم الربا؛ يقول تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، ويقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278 – 279]، فهذا وعيد شديد لمَن لم يَنتهِ عن الرِّبا.

ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لعَن الله آكِل الربا، وموكِلَه، وكاتبه، وشاهديه – وقال: هم سواء)).

فآكِل الربا مَلعون، واللعنَةُ: هي الطرد مِن رحمة الله – عز وجل – فعلينا بتقوى الله – سبحانه وتعالى – وأكْل الحلال، والبُعد عن أكل الحَرام، والبُعد عن التعامل بالربا الذي يُطرَد آكِلُه من رحمة الله تعالى.

الدرس الثالث: المُعامَلة الحسَنة مع النساء:
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله))، فأمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بتقوى الله تعالى في النساء، وعلَّمنا أن نؤدي الحقوق التي علَينا قِبَل النساء، وبيَّن لنا – عليه الصلاة والسلام – أن أصل الفروج حرام بقوله: ((واستحللتُم))، فالأصل أن الفروج حرام، ولا يحلُّ منها إلا ما أحله الله – تعالى – وقد أمَرنا الله – تعالى – بغضِّ الأبصار؛ فقال – عزَّ وجل -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30 – 31].

فالأمر بغضِّ البصر الذي هو بَريد الزنا يدلُّ على تحريم الفروج؛ حيث منع ما يُتوصَّل به إليه، والله – عزَّ وجل – قال: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32]، وبيَّن – عز وجل – المحرَّمات من النساء في كتابه العزيز، وبيَّنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الأحاديث الصَّحيحة.

وإذا كان الله – سبحانه وتعالى – أحلَّ لنا الزواج مِن النساء، فقد أمَرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – بتقوى الله – تعالى – في النساء والإحسان إليهنَّ، فعلى الأزواج أن يُحسِنوا في إطعامهن، وكسوتهنَّ، وأن يُعاشِروهنَّ بالمعروف؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – خير الناس لأهلِه، وهو قُدوتنا – صلى الله عليه وسلم.

ونُلاحِظ مِن خلال الخُطبَة الجامِعة أن على النساء ألا يوطِئنَّ فرُش الرجال أحدًا يَكرهه الزوج، وبيَّن – عليه الصلاة والسلام – أن هذا حقٌّ للرجال على النساء، فإن خالَفتْ ذلك، فهي تستحقُّ الضرب غير المُبرِّح، فالضرب هنا ليس للتعذيب وليس للانتقام، ولكن للتقويم؛ حتى يفهم الناس السنَّة على حقيقتِها.

الدرس الرابع: الاعتصام بالقرآن والسنة:
فقد بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن اعتصامنا بالكتاب والسنَّة فيه النجاة مِن كل شرٍّ وسوء، فإذا أراد المسلمون الثبات على الهداية، فعليهم أن يتمسَّكوا بالقرآن والسنَّة، والقرآنُ الكريم والسنَّة المشرَّفة فيهما سعادة مَن تمسَّك بهما في الدارَين (الدنيا والآخِرة)؛ يقول الله – عز وجلَّ -: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

ويقول عزَّ وجل: ﴿ الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1].

والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد بيَّن لنا كل شيء؛ فما كان فيه خير لنا، فقد أمَرنا به، وما كان فيه شرٌّ لنا، فقد نهانا عنه.

وسبحانه الله العظيم! جعَل الدِّين يُسرًا، ففي أحكام الشريعة كل التيسير، ونُلاحظ أن الله – سبحانه وتعالى – ذكَر آيةً عظيمة في القرآن الكريم يجب علينا أن نتدبَّرها، وقد ذكرها – عز وجل – بعد الأمر بالصيام، فقال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، ففي أحكام الله – عزَّ وجل – اليُسر على الخَلق.

فعلينا أن نتمسَّك بكتاب الله – عز وجل – وبسنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى نَثبُت على الهداية، على الصِّراط المستقيم – إن شاء الله تعالى.

الدرس الخامس: ((اللهم اشهَد، اللهم اشهد)):
بعدما بيَّن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما بيَّن في خطبته، قال للصحابة: ((وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟!)) قالوا: "نشهد أنك قد بلَّغتَ رسالات ربك، وأدَّيت، ونصَحت لأمَّتك، وقضيتَ الذي عليك"، فقال بإصبعه السبابة، يَرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس: ((اللهم اشهَد، اللهم اشهَد)).

وفيه دليل على أن الله – عز وجلَّ – في السماء، هذه هي العقيدة الصحيحة والإيمان الموافق للكتاب والسنَّة، ولا نقول كما يقول بعضهم: الله في كل مكان، أو أن الله ليس له مكان، كلُّ هذه اعتقادات باطلة؛ لأن القرآن والسنَّة فيهما شفاء لما في الصدور، وقد جاء في القرآن قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]، وقد أقرَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – الجارية التي سألها: ((أين الله؟)) قالت: في السماء، فقال – عليه الصلاة والسلام -: ((أَعتِقها؛ فإنها مؤمنة))، فعلينا بالاتِّباع؛ ففيه النجاة، ولا داعي للتأويل، والتحريف، والتمثيل، ما دام أن النُّصوص واضِحة ولا لَبس فيها.

ويشهد الصحابة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أدَّى ما عليه، وما قصَّر في شيء، ونحن نشهد بذلك؛ فالنبي – عليه الصلاة والسلام- أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، فكشف الله به الغمَّة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبِه، ومَن اهتدى بهدْيه وعمل بسنَّتِه إلى يوم الدِّين، فلنأخُذ هذه الدروس التي يَنفعنا الله – تعالى – بها، وعلينا اتِّباع السنَّة، ولنبتعد عن كل بدعة؛ لأن كل بدعة ضلالة، وقد جاء في الصحيحَين عن أمِّ المؤمنين عائشةَ – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))، وفي رواية مسلم: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ))، فعلينا باتِّباع السنة المطهَّرة؛ حتى يُطهِّر الله قلوبنا وأعمالنا مِن البِدع والمُحدَثات.

وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على نبينا محمد – صلى الله عليه وآله وسلَّم – سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.




رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/45410/#ixzz3EvGiSPv5

وصايا متنوعة في خطبة حجة الوداع للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و به على كل خير نستعين

أما بعد :

وصايا متنوعة

وثمت أمور عديدة تناولها النبي صلى الله عليه وسلم بالبيان في خطبه ومواعظه في حجة الوداع تمس حاجة الناس إليها في صلاحهم مع ربهم وفي صلاحهم مع أنفسهم ومع مَن يعاشرون، يضيق المقام عن تفصيلها، لكن أشير إلى طائفة منها على سبيل الإجمال.

فمما بينه صلى الله عليه وسلم في خطبه ومواعظه وتذكيره في حجته تأكيدُه على لزوم سنته واتباع هديه، وسلوك نهجه، والحذرِ من البدع والأهواء، ومن القول عليه بلا علم، أو تعمد الكذب عليه، ومفارقة هديه.

روى الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء مخضرمة فقال:
((أتدرون أيُّ يوم يومكم هذا…وذكر الحديث وفيه:

((ألا وإني فرطُكُم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني، وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوّأ مقعده من النار، ألا وإني مستنقِذٌ رجالاً أو ناساً ومستنقَذٌ مني آخرون، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).

فهذا تحذير بالغ من البدع والأهواء والإحداث في الدين، وتحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم والقول عليه بلا علم فإنه من كبائر الذنوب، وعظائم الآثام الموجبة لدخول النار.

ومما بينه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الحث على برِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والتحذير من الاعتداء على حقوق الآخرين، أو النيل من أعراضهم واغتيابهم.

روى الطبراني في المعجم الكبير عن أسامة بن شَريك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: ((أمَّك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك)) قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قَتَلَنا بنو يربوع؟ فقال: ((لا تجني نفسٌ على أخرى)) ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار؟ قال: ((ارم ولا حرج)) ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله نسيت الطواف، فقال: ((طف ولا حرج)) ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: ((اذبح ولا حرج)) قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلاّ قال: (( لا حرج ولا حرج)) ثم قال: ((أذهب الله عز وجل الحرج إلاّ رجل اقترض مسلماً فذلك الذي حرج وهلك)) وقال: (( ما أنزل الله عز وجل داءً إلاّ أنزل له دواءً إلاّ الهرم)) (1).

ومما بينه كذلك التحذير من الجناية على الآخرين وأن من يجني لا يرجع وبال جنايته من الإثم أو القصاص إلاّ إليه، وحذر من الشيطان وكيده وأنه لما رأى قوة التوحيد والإيمان يئس من وجود الشرك في المصلين، ولا يعني هذا اليأس انتفاء وجود الشرك، وأخبر أنه سيكون له أتباع يطيعونه فيما يدعوهم إليه، وحذر من الربا ومن الظلم.

روى ابن ماجه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ((يا أيها الناس ألا أيُّ يوم أَحْرَمُ؟ ثلاث مرات، قالوا: يومَ الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلاّ على نفسه، ولا يجني والدٌ على ولده، ولا مولودٌ على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول ما أضع منها دمُ الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، ألا وإنَّ كلَّ رباً من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، ألا يا أمَّتاه، هل بلّغت؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات)).

ومما بينه كذلك أنَّ الله قسم المواريث في كتابه وأعطى كلَّ إنسان نصيبه من الميراث، وأخبر أنَّ الولد للفراش أي لصاحب الفراش وأن العاهر له الحجر، وحذر من أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه.

ففي المسند عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على راحلته وهي تقصع بجرَّتها، ولُعابُها يسيل بين كتفيَّ، فقال: ((إنَّ الله قسم لكلِّ إنسان نصيبه من الميراث، فلا تجوز لوارث وصيةٌ، الولد للفراش، وللعاهر الحجر، ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه رغبةً عنهم فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)).

وبيّن أيضاً فيما بيّن قصر الدنيا وسرعة زوالها، وحذّر من الاغترار بها حيث قال للناس قبل غروب الشمس وهو واقف بعرفة: ((أيها الناس إنه لم يبق من د****م فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). رواه أحمد.

وحثّ الناس على السكينة والرفق وعدم التدافع، فعند الانطلاق من عرفة قال: ((يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار)) رواه النسائي. ولما تزاحم الناس عند الجمرات قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف)) رواه أحمد.

وحذر الأمة من فتنة الدجال وذكر صفته، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نتحدث عن حجة الوداع، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجةُ الوداع، حتى حمد اللهَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، وقال: ((ما بعث الله من نبي إلاّ أنذره أمته؛ أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم، إن ربكم ليس بأعور، إنه أعور عين اليمنى كأنَّ عينه عنبة طافية)) الحديث(2).

إلى غير ذلك من الوصايا العظيمة، والعظات البالغة، والتوجيهات السديدة، نصحاً للأمة وبياناً للدين. فجزاه الله عن أمته خير الجزاء وأوفاه، وصلى الله عليه وملائكته والصالحون من عباده وسلم تسليماً كثيراً.

* * *

————-
(1) عجم الكبير (رقم:484).
(2) ينظر فتح الباري لابن حجر (8/107).

السلام عليكم أخي ..
كل الشكر و التقدير والثناء على دعوتك للخير
ونسأل الله جل في علاه ان يجعله في ميزان حسناتك .
أسئل الله ان يهدينا جميعا لكل ماهو خير
تقبل مروري وخالص دعائي لك بالتوفيق ان شاء لله

حجة الوداع 2024.

حجة الوداع

حجةالوداع حدثت في السنة العاشرة من الهجرة ، ولم يحج النبي بعد الهجرة غيرها ، وقد خرج معه زهاءمئة ألف وأربعة عشر ألف حاج عدا العدد العديد من القبائل ، ومن هدا العدد يفهم مقدار انتشار الاسلام في هذه السنين القليلة.
ومن اهم ماجاء في خطبتا حجة الوداع والتى كانت الأولى في نمرة من ضواحي مكة والثانية في منى ومما قال في الأولى :

* ان دماءكم وأموالكم حرام عليكم
* كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع
* اتقوا الله في النساء فانكم أخذتموهن بأمانة الله

* تركت فيكم ما ان تمسكنم به لا تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي

ومما قاله في الثانية :

* لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
* ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع

وفي هذه الحجة نولت الأية الكريمة المشيرة الى اكمال الدين وهي

*** اليوم اكملت لكم دينكم ، واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا ***

شكرااااااااااااااا ليك حمودة
الله يخليك لينا
جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك…………….
ننتطر كل جديدك
تقبل مروري من sarah29

بوش وحذاء الوداع .ما تعليقكم؟؟؟ 2024.

الصورة لا تحتاج لمرور عابر.كل أقلام العالم عبرت عن رأيها ..فماذا نقول نحن في اللمة؟؟؟

القعدة

هذا دليل انو مازال فما عرب في مزال فما ضمير عند برشا عباد

و المرة هاذي جاتو خفيفة بصباط

المرة الجاية يظربو بكرسي في راسو:thumbup:

مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو ووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو وووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو ووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو وورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو ورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو رة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووور ة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو ووورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو وورة
مشكووووووووووووووووووووووووووو رة
مشكوووووووووووووووووووووووووور ة
مشكووووووووووووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووووورة
مشكووووووووووووووورة
مشكوووووووووووووورة
مشكووووووووووووورة
مشكوووووووووووورة
مشكووووووووووورة
مشكوووووووووورة
مشكووووووووورة
مشكوووووووورة
مشكووووووورة
مشكوووووورة
مشكووووورة
مشكوووورة
مشكووورة
مشكوورة
مشكورة
مشكور
مشكو
مشك
مش
م
.