صلاة الجماعة ومافيها من مصالح و منافع للشيخ العثيمين 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ويُضافُ إلى ذلك: ما فيها مِن المصالحِ والمنافعِ التي تدلُّ على أنَّ الحِكمةَ تقتضي وجوبَها ومنها:
1 ـ التوادُّ بين النَّاسِ؛ لأنَّ ملاقاةَ النَّاسِ بعضهم بعضاً واجتماعهم على إمامٍ واحدٍ في عبادةٍ واحدةٍ ومكان واحدٍ يؤدِّي إلى الألفة والمحبة.
2 ـ التَّعارفُ، ولهذا نَجِدُ أنَّ النَّاسَ إذا صَلَّى عندَهم رَجُلٌ غريبٌ في المسجدِ، فإنَّهم يسألون عنه مَن هذا؟ مَن الذي صَلَّى معنا؟ فيحصُلُ التَّعارفُ، والتَّعارفُ فيه فائدةٌ وهي: أنَّه قد يكون قريباً لك فيلزمُك مِن صِلَتِهِ بِقَدْرِ قرابته، أو غريباً عن البلد، أو غير ذلك، فتقومُ بحقِّهِ.
3 ـ إظهارُ شعيرةٍ مِن شعائر الإسلام، بل مِن أعظمِ شعائرِ الإسلامِ وهي الصَّلاةُ، لأنَّ النَّاسَ لو بقوا يصلُّون في بيوتهم ما عَرَفَ أنَّ هنالك صَلاةً.
4 ـ إظهارُ عِزِّ المسلمين إذا دخلوا المساجدَ ثم خرجوا جميعاً بهذا الجَمْعِ.
5 ـ تعليمُ الجَاهلِ، فإنَّ كثيراً مِن النَّاسِ يستفيد ما يُشرع في الصَّلاةِ بواسطة صلاةِ الجماعة، حيث يقتدي بمَن على جانبه، ويقتدي بالإمام وما أشبه ذلك.
6 ـ تعويدُ الأمَّةِ الإسلاميةِ على الاجتماعِ وعدم التفرُّق؛ لأنَّ هذا الاجتماعَ يُشكِّلُ اجتماع الأمَّة عموماً؛ إذ إن الأمَّةَ عموماً مجتمعة على طاعةِ ولي أمرِها وقائدِ مسيرتها حتى لا يختلفوا ويتشتَّتوا، فهذه الصَّلاةُ في الجماعة وِلاية صُغرى؛ لأنهم يقتدون بإمامٍ واحدٍ يتابعونه تماماً، فهي تشكِّلُ النَّظرةَ العامةَ للإسلامِ.
7 ـ ضبطُ النَّفسِ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا اعتادَ على أن يتابعَ إماماً متابعةً دقيقةً، إذا كبَّرَ يكبِّرُ، لا يتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ كثيراً، ولا يوافق، بل يتابعُ، تعوَّدَ على ضَبْطِ النَّفسِ.
8 ـ استشعارُ النَّاسِ بهذا وقوفهم صفًّا في الجهاد، كما قال الله تعالى: {{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا}} [الصف: 4] ، وهؤلاء الذين صاروا صَفًّا في الجهاد؛ لا شَكَّ أنهم إذا تعوَّدوا ذلك في الصلواتِ الخمسِ سوف يكون وسيلةً إلى ائتمامِهم بقائِدهم في صَفِّ الجِهادِ حيث لا يتقدَّمون ولا يتأخَّرون عن أوامره.
9 ـ تذكرُ المصلين صفوف الملائكة عند الله تبارك وتعالى فيزدادون بذلك تعظيماً لله ومحبة لملائكة الله.
10 ـ شعورُ المسلمين بالمساواة في عبادة الله تعالى؛ لأنه في هذا المسجدِ يجتمعُ أغنى النَّاسِ إلى جَنْبِ أفقرِ النَّاسِ، والأميرُ إلى جَنْبِ المأمورِ، والحاكمُ إلى جَنْبِ المحكومِ، والصغيرُ إلى جَنْبِ الكبير، وهكذا فيشعرُ الناسُ بأنهم سواء في عبادة اللهِ، ولهذا أمَرَ بمساواةِ الصُّفوفِ حتى قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا تختلفوا فتختَلِفَ قلوبُكم» [(257)].
11 ـ ما يحصُلُ مِن تفقُّدِ الأحوالِ أحوال الفقراء، والمرضَى والمتهاونين بالصَّلاةِ، فإنَّ الإنسانَ إذا رُئيَ مع النَّاسِ وعليه ثيابٌ بالية ويبدو عليه علامة الجوعِ رحِمَهُ النَّاسُ، ورَقُّوا له، وتصدَّقوا عليه، وكذلك إذا تخلَّفَ عن الجماعة عَرَفَ النَّاسُ أنه كان مريضاً مثلاً أو غير ذلك فيسألون عنه، وكذلك إذا علموه متخلِّفاً عن الصَّلاة بلا عُذْرٍ اتَّصلُوا به ونصحوه.
12 ـ الأصلُ الأصيل وهو التعبُّد لله تعالى بهذا الاجتماع.
13 ـ استشعارُ آخِرِ هذه الأمة بما كان عليه أولُها، أي: بأحوال الصَّحابةِ، كأنما يستشعرُ الإمامُ أنَّه في مقامِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم في إمامةِ الجماعة فيتأسَّى به فيما ينبغي أن يكون عليه في الإمامة، ويستشعرُ المأمومون أنهم في مقام أصحابِ الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام، فلا يتخلَّفُون عن الجماعة إلا لعذر ولا يفرِّطون في متابعة الإمام، ولا شَكَّ أنّ ارتباطَ آخِرِ الأمةِ بأوّلِها يعطي الأمةَ الإسلاميَّةَ دُفعةً قويةً إلى اتِّباعِ السَّلفِ واتِّباعِ هديهم، وليتنا كُلَّما فعلنا فِعْلاً مشروعاً نستشعرُ أننا نقتدي برسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم وبأصحابِهِ الكرام، فإنَّ الإنسانَ لا شَكَّ سيجِدُ دُفعةً قويةً في قلبِهِ تجعلُه ينضمُّ إلى سِلْكِ السَّلفِ الصَّالحِ، فيكون سلفيًّا عقيدةً وعملاً، وسُلوكاً ومنهجاً.

الشرح الممتع على زاد المستقنع، المجلد الرابع ، باب صلاة الجماعة

م/ن

للرفع
جزاك الله خيرا على الافاده
بارك الله فيكم اخي الكريم ونسال الله ان يجعلنا من المحافيظين على الصلوات الخمسة في المساجد
امين

فيكم بارك الله

وجزاكم الفردوس الاعلى

وجوب التمسك بالتاريخ الهجري للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة وجاهدَ في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فإننا في هذا اليوم أو في اليوم الذي بعده ندخلُ عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا ابتداءُ عقدُ سنواتِهِ من أجلِّ مناسبة في الإسلام ألا وهي: هجرة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – التي ابتدأ بها تكوين هذه الأمة الإسلامية في بلد إسلاميّ مستقلٍّ يحكمُه المسلمون ألا وهو: المدينة النبويَّة التي استقرَّ فيها الإسلام واستقام فيها عودُه حتى فتح الله به بُلْدانًا كثيرة جدًّا، ولم يكن التاريخ السنوي معمولاً به في أوّل الإسلام «حتى كانت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته كتبَ إليه أبو موسى الأشعري: إنّه يأتينا منك كُتبٌ ليس لها تاريخ فجمعَ عمر الصحابة – رضي الله عنهم – فاستشارهم فقيل: إن بعضهم قال: أرِّخوا كما تؤرِّخ الفُرس بملوكِها، كلّما هلكَ ملكٌ أرِّخوا بولايةِ مَن بعده، فكَرِهَ الصحابة ذلك، فقالَ آخرون: أرِّخوا كما تؤرِّخ الرُّوم ولكنهم كرهوا ذلك أيضًا؛ لأن الفُرس والروم ليسوا من المسلمين؛ الفُرس عبّاد النيران والروم نصارى أصحابُ صليب، فكَرِهَ الصحابة – رضي الله عنهم – أن يوافقوا هؤلاء و هؤلاء، ثم قال بعضهم: أرِّخوا من مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال آخرون: أرِّخوا من مَبْعَثِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال قوم آخرون: أرِّخوا من مهاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل فأرِّخوا منها، فأرَّخوا من الهجرة واتَّفقوا على ذلك أن تكون أول السنوات الإسلامية هي السنة الأولى من الهجرة واتَّفقوا على ذلك ولكنهم تشاوروا من أيِّ شهر يكون ابتداء السنة ؟ فقال بعضهم: من رمضان؛ لأنَّه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وقال آخرون: مِن ربيع الأول؛ لأنَّه الشهر الذي قدمَ فيه النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – المدينة مهاجرًا ولكن عمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – وهم الخلفاء الثلاثة أفضل الأمة بعد أبي بكر رضي الله عنه – اتَّفقوا على أن يكون ابتداءُ السنة من المحرم؛ لأنَّه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدِّي المسلمون فيه حجّهم الذي به تمامُ أركان دينهم والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي – صلى الله عليه وسلم – والعزيمة على الهجرة، فكان ابتداءُ السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام»(م1).
أيها المسلمون، سمعتم ما عانى المسلمون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار في التحرِّي عن ابتداء التاريخ والتقويم الإسلامي العربي، ورأيتم اختلافهم واستقرارهم على هذا الرأي الحميد وهذا يدلُّ على أنه يجب على المسلمين أن يعتنوا بتاريخهم وأن يعتنوا بتقويمهم وألا يكونوا أذنابًا لغيرهم يؤرِّخون بتاريخ غيرهم؛ فإن هذا بلا شك من الذّل والخنوع .
وإن من المؤسف حقًّا أن يعدل أكثر المسلمين اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى تاريخ النصارى الميلادي الذي لا يمتُّ إلى دين الإسلام بصلة؛ ولئن كان لبعضهم – أي: لبعض هؤلاء المسلمين الذين كانوا يؤرِّخون بالتاريخ الميلادي – شبهةٌ من العذر حين استعمر بلادهم النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم الإسلامي الهجري فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تاريخ النصارى الميلادي؛ لأن الله تعالى بنعمته أزالَ عنهم كابوس المستعمرين وظلمهم وغشمهم، ولقد سمعتم ما قيل من أن الصحابة – رضي الله عنهم – كَرِهوا التاريخ بتاريخ الفُرس والروم .
أيها المسلمون، إن التاريخ وإن التقويم شعارُ الأمة، فإذا تناست الأمة هذا الشعار فهو تناسٍ لشخصياتها ومقوّماتها التاريخية .
أيها المسلمون، إنَّنا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا شهورُه الشهور الهلالية التي قال الله عنها في كتابِهِ المبين: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ[التوبة: 36]، هذه الشهور الاثنى عشر هي الشهور التي جعلها الله تعالى مواقيت للعالم كلهم، قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ[البقرة: 189] ﴿قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: 189]، أيُّ الناس ؟ إنها مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص، لا فرقَ بين عرب وعجم؛ وذلك لأنها علامات محسوسة ظاهرة كلّ أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه، فمتى رؤي الهلال من أول الليل دخلَ الشهرُ الجديد وخرج الشهر السابق، قال الله عزَّ وجل: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: 5] .
إن هذه الشهور المبنيَّة على أمر محسوسٍ ليست كالشهور الإفرنجية شهورًا وهميَّة غير مبنيَّة على مشروع ولا معقول ولا محسوس بل هي شهور اصطلاحية مختلفة بعضُها يبلغ واحدًا وثلاثين يومًا وبعضها لا يبلغ تسعة وعشرين يومًا وبعضها بين ذلك، ولا يُعلم لهذا الاختلاف سبب حقيقيّ معقول أو محسوس أو ديني؛ ولهذا طُرحت في الآونة الأخيرة مشروعات لتغيّير هذه الأشهر على وجه منضبط لكنّها عُورضت من قِبل الأحبار والرهبان، من قبل العلماء والعباد من النصارى .
فتأمَّل، تأمَّل – أيها المسلم – كيف يعارض رجالُ دين اليهود والنصارى العبّاد منهم والعلماء في تغيير أشهر وهميَّة مختلفة إلى اصطلاح أضبط؛ لأنهم يعلمون؛ لأنهم – أعني: الأحبار والرهبان – يعلمون ما لذلك من خطر ورجال دين الإسلام ساكتون بل مقرُّون لتغيّير التوقيت بالأشهر الإسلامية بل الأشهر العالمية التي جعلها الله مواقيت للعباد؛ حيث عدل عنها كثيرٌ من المسلمين إلى التوقيت بالشهور الإفرنجية، وقد سُئل الإمام أحمد – رحمه الله – فقِيل له: إن للفرسِ أيامًا وشهورًا يسمّونها بأسماء لا تُعرف، فكَرِهَ ذلك أشدّ الكراهة، ورُوي عن مجاهد أنه كان يكرَهُ أن يُقال: آذار ماه .
وإن من دواعي السرور والغبطة أن كانت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في هذه المملكة – التي نسأل الله أن يحرسها بدينه وأن يحرس دينه بها – كانت المادة الأولى أن دينها الإسلام ودستورها كتاب الله – عزَّ وجل – وسنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ولغتها هي اللغة العربية، أما المادة الثانية وكانت هي المادة الثانية للعناية بها أن عيدا الدولة هما: عيد الفطر والأضحى وتقويمها هو التقويم الهجري وهذا – وللهِ الحمدُ – دليلٌ ظاهر على تمسّك هذه الدولة بمادة عزّها وكرامتها وهي التمسك بدين الإسلام، وكون النظام مبنيًّا على كتاب الله وسنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحو جميع الأعياد الوثنيَّة إلا أنَّ عيد الأضحى وعيد الفطر وهما العيدان الإسلاميان هما عيدا الدولة وكذلك في التقويم تقويمها هو التقويم الهجري .
فنسأل الله تعالى أن يزيدَ وولاتها تمسُّكًا بدين الله، وأن يزيد رعيتها تمسُّكًا بدين الله .
أيها المسلمون، إننا في هذه الأيام نستقبل عامًا جديدًا إسلاميًّا هجريًّا ليس من السنَّة أن نُحدث عيدًا لدخوله وليس من السنَّة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة به إنما هي أمر عادي وليس أمرًا تعبّديًّا، وليست الغبطة – أيها المسلمون – بكثرة السنين، كم من إنسانٍ طالَ عمره وكثرت سنواته ولكنَّه لم يزدد بذلك إلا بعدًا من الله !
إن أسوأ الناس وشر الناس مَن طال عمره وساء عمله، ليست الغبطة واللهِ بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عزَّ وجل، فكثرة السنين خيرٌ لمن أمضاها في طاعة ربه شرٌّ لمن أمضاها في معصية الله والتمرّد على طاعته .
إن علينا – أيها المسلمون – أن نستقبل أيامنا وشهورنا وأعوامنا بطاعة الله ومحاسبة أنفسنا وإصلاح ما فسَدَ من أعمالنا ومراقبة مَن ولانا اللهُ عليه من الأهل: من زوجات وأولاد: بنين وبنات وأقارب .
فاتقوا الله – عباد الله – وقوموا بما أنتم به معنيُّون وعنه يوم القيامة تسألون﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، قوموا بذلك على الوجه الأتَمِّ الأكملِ أو على الأقل بالواجب، واعلموا – أيها المسلمون – أن أعضاءكم وأن جلودَكم ستكون عليكم يوم القيامة بمنزلة الخصوم يوم يُختم على الأفواه وتكلّم الأيدي والأرجل بما كسب الإنسان، قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[فصلت: 20-23]، وقال عزَّ وجل: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[النور: 24] .
عباد الله، اتقوا الله – عزَّ وجل – واعلموا أن كل عامٍ يجِدُّ يُعدُ المرء نفسه بالعزيمة الصادقة، بل كل عامٍ يجدُّ يَعدُ المرء نفسه بالعزيمة الصادقة والجد ولكن تمضي عليه الأيام وتنطوي الساعات وحالُه لَمْ تتغيّر إلى أصلح فيبوءُ بالخيبة والخسران ثم لا يفلح ولا ينجح، فاغتنموا الأوقات – عباد الله – بطاعة الله وكونوا كل عامٍ أصلح من العام الذي قبله؛ فإن كل عامٍ يَمُرُّ بكم يقرّبكم من القبور عامًا ويبعدكم عن القصور عامًا، يقرِّبكم من الانفراد بأعمالكم ويُبعدكم من التمتُّع بأهليكم وأولادكم وأموالكم .
عباد الله، واللهِ ما قامت الدنيا إلا بقيام الدِّين، ولا نالَ العزةَ والكرامةَ والرفعةَ إلا مَن خضع لرب العالمين، ولا دامَ الأمنُ والطمأنينةُ والرخاءُ إلا باتِّباع منهج المرسلين، ولئن استمرت زهرةُ الدنيا مع المعاصي والانحراف إنّ ذلك لاستدراج يُعقُبُه الإهلاك والإتلاف، فاعتصموا بطاعة الله عن عقوبته وتوبوا إلى الله جميعًا – أيها المؤمنون – لعلّكم تفلحون .
اللهم إنا نسألك بأنَّا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤًا أحد، يا منَّان، يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم، نسألك اللهم أن تجعل عامنا هذا وما بعده عام أمنٍ وطمأنينة، عام علم نافعٍ وعملٍ صالحٍ، عامًا تسبغُ به علينا النّعم وتدفع به عنّا النقم، عامًا ترزقنا فيه شكر نعمتك وحسن عبادتك، عامًا تُصلح به ولاة أمورنا ورعيتنا، عامًا تيسّرنا فيه للهدى وتيسّر الهدى لنا، عامًا تجتمع فيه القلوب على طاعتك، عامًا تجتمع فيه قوة الشباب وحكمة الشيوخ، إنك على كل شيءٍ قدير .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذَّن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيدُ البشر، الشافعُ المشفّع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا البدر وأنور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فقد استمعتم في الخطبة الأولى إلى أنه لا ينبغي لنا ونحن مسلمون لنا سلفٌ صالح من هذه الأمة أن نؤرِّخ بالتاريخ الميلادي؛ التاريخ الميلادي الذي أرَّخ به اليهود والنصارى؛ وذلك لأن للمسلمين شخصيتهم البارزة المتميزة عن غيرهم التي مضى عليها أسلافُهم من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والأئمة المهديين، وإلى وقت قريب فأهل الشام في كُتب الفقهاء وغير الفقهاء إلى عصر قريب لا يؤرِّخون إلا بالتاريخ الهجري وكذلك أهل العراق وكذلك أهل مِصر وكذلك أهل اليمن وكذلك أهل الجزيرة، كل هؤلاء لا يعرفون التاريخ الميلادي، ولكن التاريخ الميلادي عُرف حين استعمر النصارى جزءًا كبيرًا من بلاد المسلمين في المشرق والمغرب؛ فلهذا انصاع المسلمون لهذا الاستعمار العسكري الذي يتضمّن الاستعمار الفكري، فكانوا يؤرِّخون بالتاريخ الميلادي، ولكن كما قُلنا في الخطبة: إنه لا عذرَ للمسلمين اليوم حين استقلّوا – وللهِ الحمد – وانفصمت عُرى الاستعمار في بلادهم أن يبقوا على هذا التاريخ النصراني الميلادي؛ لأن التاريخ الإسلامي الهجري الذي سنَّه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أَولَى بالاتباع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ» .
ولئن ابتلي المسلمون بالتاريخ الميلادي النصراني الذي ليس مبنيًّا على مآثر إسلامية، فلقد ابتُلي بعضهم بالضعف الشخصي حين صاروا الآن يكتبون باللغة اللاتينية، اللغة الإنجليزية، فوصفُ الدواء لا يكون إلا باللغة الإنجليزية حتى إنه ربما يغلط المريض فيأكل من الدواء ما يضره أو يقصر في الدواء عما لا ينفعه .
ولقد بلغنا أنه توجد لافتات على بعض الدكاكين والمتاجر باللغة الإنجليزية ليس فيها حرفٌ واحد من اللغة العربية وسبحان الله ! هل كانت بلادنا الآن بلادًا أوربِّية ؟ هل هي قطعة من مدن البلاد الغربيّة ؟
إننا أمة إسلامية، أمة عربيّة يجبُ أن نفتخر بما مَنَّ الله به علينا من الإسلام، وأن نكون أمة ذاتَ شخصية منفردة متميّزة بما تتميَّز به في دينها وإسلامها، كيف نخنع حتى تكون لافتات متاجرنا ودكاكيننا باللغة الإنجليزية التي لا يعرفها أكثر مَن يشتري من هذه المتاجر !
نعم، لو أن الإنسان فتح متّجرًا في بلد غربي ليس فيه مَن يعرف العربية لَكَان معذورًا أن يجعل لافتات تجارته باللغة الإنجليزية، أما والبلاد أكثرهم لا يعرفون اللغة الإنجليزية؛ أكثر الذين يأخذون من هذه المتاجر لا يعرفون اللغة الإنجليزية، فيا سبحان الله كيف تكون اللافتات باللغة الإنجليزية !
أيها المسلمون، إنه ينبغي أن تكون لنا شخصية فريدة، شخصية قائمة بذاتها، ليست تبعًا لأحد ولسنا نحارب بذلك كل ما يأتي من غيرنا إذا كان صالِحًا، لكنّنا نحارب مَن يأتي من غيرنا ليمحو شخصيتنا .
أيها المسلمون، إن المسلمين أمة إسلاميّة تتميّز بدينها، تتميّز بلغتها، تتميّز بتاريخها، تتميّز بعاداتها، إنها أمة مستقلّة يجب ألا تكون ذنَبًا لغيرها كما مَن الله عليها بدِين قال الله عنه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33] .
إن الإسلام يعلو ولا يُعلى ويجب على أمة الإسلام أن تعلو ولا تُعلى، هذا هو واجبها لو كانت تريد العزة والكرامة .
نسأل الله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد تُعزّ فيه على غيرها وتنتصر بها على غيرها.
نسأل الله تعالى أن يهيئ لها أمر رشد يُعز فيه أهل طاعة الله ويُذل فيه أهل معصية الله.
أيها المسلمون، اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدِّين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فعليكم بالجماعة، عليكم بالجماعة وهي: الاجتماع على دينكم؛ أن لا تتفرقوا فيه، أن تكونوا أمة واحدة، قلبٌ واحدٌ وهدفٌ واحدٌ وعملٌ واحدٌ مبنيٌّ على الإخلاص لله والاتباع لرسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ في النار، واعلموا أن الله أمركم بأمر فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملَّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسْقِنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم ارضَ عنَّا معهم وأَصْلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين .

اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم أَصْلح رعيتهم يا رب العالمين .
اللهم أَصْلح شبابهم وشيوخهم وكهولهم وذكورهم وإناثهم يا أرحم الراحمين .
اللهم أَعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودَمِّر أعداء الدين .
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيوم، يا منّان، يا بديع السماوات والأرض، نسألك اللهم أن تُنزل بالصرب الظالمين بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم أَنْزل بهم بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم أَنْزل بهم بأسَكَ الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم، اللهم عليك بهم، اللهم عليك بهم، اللهم عليك بهم؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نسألك أن تجعلهم عبرة للناس في الذل والخزي والعار يا أرحم الراحمين .
اللهم إنا نسألك بأنَّا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، يا منّان، يا بديع السماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم، نسألك اللهم أن تنصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم امنحهم رقاب أعدائهم وأورثهم ديارهم ونساءهم وأموالهم وذرِّياتهم، إنك على كل شيءٍ قدير .
اللهم أَقِرَّ أعيننا، اللهم أَقِرَّ أعيننا بنصرهم وعزهم وأَقِرَّ أعيننا بذل أعدائهم يا رب العالمين.
اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم أذل كل عدو للمسلمين، اللهم اهدِ المسلمين لأقرب الطرق إليك يا رب العالمين .
اللهم انصرهم على عدوهم بمنِّك وكرمك يا حي يا قيوم، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] .
عباد الله،﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[العنكبوت: 45] .
ـــــــــــــــ
(1) انظر إلى هذا المبحث ذكره الحافظ بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى- في كتابه [فتح الباري] المجلد [7] صفحة [268-269] مطولاً، إذا أردت المزيد فارجع إليه بارك الله فيك، وانظر إليه في كتاب [فيض القدير] للمنياوي -رحمه الله تعالى- في المجلد رقم [1] صفحة [101] المسألة [88] .
المصدر

جيد جدا أبو تراب، لو قسمت الموضوع على قسمين كان يكون افضل.
بارك الله فيك على الفائدة القيّمة بإذن الله تعالى

بارك الله فيك يا أبا ليث مشكور على تنبيهك
وفيك بارك الله ياعلي وأدعوك للمشاركة في موضوع حملة المنتدى الديني لتغيير الأسماء & احياء سنة الكنية تلك السُنة المنسية – شارك تُأجر بإذن الله
احسنت اخى وبارك الله فيك *صدقت والله* الحق احق ان يتبع

حكم الاحتفال برأس السنة الهجريَّة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين 2024.

حكم الاحتفال برأس السنة الهجريَّة
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-



وسُئِلَ فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى-:
شاع في بعض البلاد الإسلاميِّة الاحتفال بأوّل يوم من شهر محرَّم مِن كلِّ عام، باعتباره أول أيام العام الهجري، ويجعله بعضهم إجازة له عن العمل، فلا يحضر إلى عمله، كما يتبادلون فيه الهدايا المكلفة ماديًا، وإذا قيل لهم في ذلك قالوا: مسألة الإعياد -هذه- مرجعها إلى أعراف النَّاس، فلا بأس باستحداث أعياد لهم للتَّهاني وتبادل الهدايا، ولاسيِّما في الوقت الحاضر حيث انشغل النَّاس بأعمالهم وتفرقوا، فهذا من البدع الحسنة، هذا قولهم، فما رأي فضيلتكم وفقكم الله؟ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فأجاب فضيلته بقوله:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تخصيص الأيَّام أو الشَّهور، أو السَّنوات بعيدٍ مرجعه إلى الشَّرع وليس إلى العادة؛ ولهذا لما قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا؛ فَقَالَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ»؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ»[1].
ولو أنَّ الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات لأحدَثَ النَّاس لكلِّ حدَثٍ عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعيَّة كبير فائدة.
ثمَّ إنَّه يُخشَى أنَّ هؤلاء اتخذوا رأس السَّنَةِ أو أوَّلها عيدًا متابعةً للنَّصارى ومضاهاةً لهم؛ حيث يتخذون عيدًا عند رأس السَّنة الميلاديَّة فيكون في اتخاذ شهر المحرَّم عيدًا محذور آخر.
كتبه: محمد الصالح العثيمين في 24/1/1418 هـ.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل العثيمين -رحمه الله- (16-126) بترقيم الشاملة.

———————————
[1]رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني -رحمهما الله- في صحيح أبي داود: 1039.

أحسنت أخي الكريم

بارك الله فيك على هذه النقول الطيبة


ما حكم تسمية ملك الموت بـ"عزرائيل" ؟ . جواب الشيخ الألباني والشيخ العثيمين رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
ما حكم تسمية ملك الموت بـ"عزرائيل" ؟
—————————–

قال الإمام الألباني رحمه الله في تعليقه على كتاب "العقيدة الطحاوية"
تحت قول المؤلف " ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين " . قال الألباني رحمه الله :

قلتُ: هذا هو اسمه في القرآن ، وأما تسميته بـ "عزرائيل" كما هو الشائع بين الناس فلا أصل له ، وإنما هو من الإسرائيليات اهـ .

—————————–
وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله:

(ملك الموت) : وقد اشتهر أن اسمه (عزرائيل) ، لكنه لم يصح ، إنما ورد هذا في آثار إسرائيلية لا توجب أن نؤمن بهذا الاسم ، فنسمي من وُكِّل بالموت بـ (ملك الموت) كما سماه الله عز وجل في قوله : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) اهـ .

"فتاوى ابن عثيمين" (3/161) .

بارك فيك عبد الحكيم.
وبارك الله فيك خويا امين

ما حكم العطور الكحولية /العلاّمة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

السؤال ما حكم العطور الكحولية

الجواب الحمد لله
الأطياب التي يقال إن فيها كولونيا أو أن فيها كحولاً لابد أن نفصل فيها فنقول : إذا كانت النسبة من الكحول قليلة فإنها لا تضر ، وليستعملها الإنسان بدون أن يكون في نفسه قلق ، مثل أن تكون النسبة خمسة في المائة أو أقل من ذلك ، فهذا لا يؤثر .
وأما إذا كانت النسبة كبيرة بحيث تؤثر فإن الأولى أن لا يستعملها الإنسان إلا لحاجة ، مثل تعقيم الجروح ما أشبه ذلك .
أما لغير حاجة فالأولى ألا يستعملها ، ولا نقول أنه حرام ، وذلك لأن هذه النسبة الكبيرة أعلى ما نقول فيها إنها مسكر ، والمسكر لا شك ان شربه حرام بالنص والإجماع ، لكن هل الاستعمال في غير الشرب حلال ؟ هذا محل نظر ، والاحتياط ألا يستعمل ، وإنما قلت : إنه محل نظر ، لأن الله تعالى قال : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) فإذا نظرنا إلى عموم قوله : ( فاجتنبوه ) أخذنا بالعموم وقلنا : إن الخمر يجتنب على كل حال ، سواء كان شرباً أو دهناً أو غير ذلك ، وإذا نظرنا إلى العلة : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) قلنا إن المحظور إنما هو شربه ، لأن مجرد الأدهان به لا يؤدي إلى هذا ، فالخلاصة الآن أن نقول : إذا كانت نسبة الكحول في هذا الطيب قليلة ، فإنه لا بأس به ولا إشكال فيه ولا قلق فيه ، وإن كانت كبيرة فالأولى تجنبه إلا من حاجة ، والحاجة مثل أن يحتاج الإنسان إلى تعقيم جرح وما أشبه ذلك .

ــــــــــــــــــــــــ

لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /240

السلام عليكم
ربي يحفظك مواضيعك كلها مهمة في الحياة اليومية للانسان يا جوهرة جعلها الله في ميزان حسناتك

ربى يحفظك فتح الاسلام ويبارك فيك يارب

يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها؟ للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

هل يجوز للمرأة البكر أن تزوج نفسها؟

فأجاب رحمه الله تعالى: لا يجوز للمرأة البكر ولا غير البكر أن تزوج نفسها بل لابد لها من ولي والولي هو الذكر من عصباتها فقط فإن لم يوجد فالسلطان ولي من لا ولي له، السلطان ذو السلطة العليا في الدولة أو من ينيبه السلطان في هذه الأمور فيقوم مقامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لانكاح إلا بولي) و مما يشهد لهذا الحديث قوله تعالى (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) فقال (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ) فجعل أمر الأيامى موكول إلينا ولو كانت الأيم وهي التي تأيمت من زوجها السابق يمكن أن تُزِوج نفسها ما وجُِه الخطاب إلى أوليائها فالمهم أنه لابد من ولي يتولى عقد النكاح للمرأة.

من فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

السلام عليكم نعم يا جوهرة والله هي افة كبيرة ان تزوج المراة نفسها في زمن الفتن و الله ناسف الى ما ال اليه الحال
و انا اتصفح جريدة هذا اليوم و اذا بي اقرأ التالي
(سوفيه) تطلب من وكيل الجمهورية تزويجها ممن تحب و فعلا زوجها
و قانون الاسرة الجديد يبيح للمرأة اختيار وليها و لكم ان تتخيلوا الموقف
لا حول ولا قوة الا بالله
والله ذهبت الحشمة و العفة
ذهب التفكير من عقول اشباه الرجال
حسبنا الله و نعم الوكيل

والله عندك حق فتح الاسلام وفيك بارك الله

صيام عاشوراء أربع مراتب .الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مراتب صوم عاشوراء
قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله :
صيام عاشوراء له أربع مراتب :
المرتبة الأولى :
أن نصوم التاسع والعاشر والحادي عشر :
وهذا أعلى المراتب لما رواه أحمد في المسند : «صوموا يوماً قبله ويوماً بعده خالفوا اليهود»
ولأن الإنسان إذا صام الثلاثة أيام حصل على فضيلة صيام ثلاثة أيام من الشهر
المرتبة الثانية :

التاسع والعاشر :
لقول النبي ﷺ : «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» لما قيل له : إن اليهود كانوا يصومون اليوم العاشر ، وكان يحب مخالفة اليهود بل مخالفة كل كافر
المرتبة الثالثة :
العاشر مع الحادي عشر
المرتبة الرابعة :
العاشر وحده :
فمن العلماء من قال : إنه مباح
ومنهم من قال : إنه يكره
فمن قال إنه مباح استدل بعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال :
«أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها» ، ولم يذكر التاسع
ومن قال إنه يكره قال : إن النبي ﷺ قال :*«خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده» ، وفي لفظ آخر : «صوموا يوماً بعده ويوماً قبله» وهذا يقتضي وجوب إضافة يوم إليه من أجل المخالفة، أو على الأقل : كراهة إفراده
والقول بالكراهة لإفراده قوي
ولهذا نرى أن الإنسان يخرج من هذا بأن يصوم التاسع قبله أو الحادي عشر
المصدر :
[سلسلة لقاءات الباب المفتوح ، لقاء الباب المفتوح (95)]
رابط المقطع الصوتي :
https://zadgroup.net/bnothemen/upload…/od_095_03.mp3
_منقول _

وعليكم السلام بارك الله فيك أخي
بارك الله فيك

حكم قول "زارتنا البركة" للشيح العثيمين 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القعدة
سئل فضيلة الشيخ: عن قول العامة (تباركت علينا؟) (زارتنا البركة؟) .

فأجاب قائلا: قول العامة (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى
الله – عز وجل – وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك، والبركة يصح إضافتها إلى
الإنسان، قال:

أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها
قال: " ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر ".

وطلب البركة لا يخلو من أمرين:

الأمر الأول:
أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله – تعالى -: {وَ
هَذَا كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ مُبَارَكاً}(الأنعام:٩٢) ، فمن بركته أن من أخذ به
وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف
الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت.

الأمر الثاني:
أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه
ودعوته إلى الخير، قال:

أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر) فإن الله قد
يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر.

وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يزعمه الدجالون أن فلاناً الميت الذي يزعمون
أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه بركة باطلة لا أثر لها، وقد
يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدو أن تكون آثاراً حسية بحيث أن
الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة.

أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة؟

فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة
المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل
لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى باطل فإن بركته موهومة،
وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله.

المصدر : كتاب المناهي اللفظية للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه
الله تعالى-، ج١/ ص٤٢

منقول: https://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=9266

*قال الفضيل بن عياض " اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق
الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين*

جزاكِ الله خيرا وأقر عينك

وتوقيعك في أسفل الموضوع يرفع الهمم

بوكتِ

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة؟

فيعرف ذلك بحال الشخص،

القعدة القعدة

بارك الله فيك

وااااصلي

سلامي

بارك الله فيك و جزيتي خير الجزاء

رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى

جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك

القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **أم البراء** القعدة
القعدة
القعدة

جزاكِ الله خيرا وأقر عينك
جزانا وإياكم أخيتي اللهم آميــــن وإياكم

وتوقيعك في أسفل الموضوع يرفع الهمم
نسأل الله ان يجعلنا مما يسمعون القول فيتبعون أحسنه

بوكتِ
وفيكم بارك الله ربي يحبك أخية

القعدة القعدة
ربي يرضى عليك ويبارك فيك تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أمير الخير* القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك

وااااصلي

سلامي

القعدة القعدة
وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حذيفة الجزائري القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك و جزيتي خير الجزاء

رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى

القعدة القعدة
وفيكم بارك الله
اللهم آميـــــــــن
جزاكم الله خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الوحدة القعدة
القعدة
القعدة

جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك

القعدة القعدة
جزانا وإياكم
بارك الله فيك

ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى 2024.

ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهذا كلام الإمام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً,وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة))رواه البخاري

فقال المعلقان في تعليقهما عليه:أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه,فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه,وأحسن إليه بالكثير,وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي,ولامشي,ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت,وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟

الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال((:يقول الله عزوجل:من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً,ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم,ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه,ولم يسألوا عنه,ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته,وتقربه إليهم لايشابه تقربهم,وليس قربه منهم كقربهم منه,وليس مشيه كمشيهم,ولاهرولته كهرولتهم(بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل(قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد)وقال عزوجل(فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون)وقال سبحانه(ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقولهالقعدةليس كمثله شيئ)وقوله(فلاتضربوا الامثال)ورد على (المعطلة)بقولهالقعدةوهو السميع البصير)وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد)( وإن الله عزيز حكيم)وقوله:}(إن الله سميع بصير)وقوله (إن الله غفور رحيم),(إن الله على كل شيئ قدير)إلى غير ذلك.
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل .
وأما ماقاله المعلقان في هذا(علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك,فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل,ولاتكييف, ولاتمثيل.وقولهم :ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس :هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد. انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (فتاوى نور على الدرب-العقيدة-1/76).
============================== =====
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

(‏92‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن صفة الهرولة‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏(‏يقول الله تعالى ‏:‏ أنا عند ظن عبدي بي‏)‏ فذكر الحديث وفيه‏:‏ ‏(‏وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏)‏، وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}.‏ ‏انتهى كلامه رحمه الله المرجع (فتاوى ابن عثيمين -العقيدة-1/380).
============================== ================
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
( لكن الهرولة، الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأساً إلى نفيها….)
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (756/1)

والله ولي التوفيق.

وفيك بارك الله
القعدة
آمين يارب
بارك الله فيك خويا
ربما كان هذا الموضوع قديم ومن شروط المنتدى عدم اثارة المواضيع التي مر عليها اكثر من 5شهور
لكنني اريد بعض الفهم والتفصيل في هذه المسألة لو سمحتم
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء05 القعدة
القعدة
القعدة
ربما كان هذا الموضوع قديم ومن شروط المنتدى عدم اثارة المواضيع التي مر عليها اكثر من 5شهور
لكنني اريد بعض الفهم والتفصيل في هذه المسألة لو سمحتم
القعدة القعدة
حياكِ الله أختي فاطمة
لعلَّ هذا الكلام للشيخ الفوزان -حفظه الله- يُزيل بعض اللبس:

قال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان :-

يقول الله عز وجل عن الحديث القدسي " من أتاني يمشي أتيته هرولة " بمعنى من أسرع إلى رضائي وطاعتي أسرعت في مغفرة ذنوبه وقضاء حوائجه وليس معناه الهرولة المعروفة عندنا أن الله يهرول وإنما يفسره آخر الحديث لئن سألني لأعطينه لئن استعاذني لأعيذنه ، فمعنى الهرولة هنا المبادرة بقضاء حوائج عبده ، كما أن العبد إذا بادر إلى طاعة الله ، هل العبد يهرول ؟! يعني الهرولة طاعة وعبادة ؟! لا. الهرولة والركض والمشي هذه مباحات ليست عبادة إنما معنى من أتاني يمشي يعني من سارع إلى طاعتي وبادر إليها فأنا أبادربإجابته وإثابته وليس المراد بالهرولة على ظاهرها هنا.
وفي هذا رد على بعض المتسرعين الذين يثبتون لله الهرولة ، المراد هنا المبادرة وهذا من باب المقابلة ، من باب أفعال المقابلة كما قال تعالى (فيسخرون منهم سخر الله منهم) ، (إنا كنا مستهزئين الله يستهزئ بهم)
(ومكروا ومكر الله ) فهذا من باب المقابلة والجزاء ويجب معرفة هذه القواعد العظيمة يكون الإنسان على بصيرة ليعرف مذهب السلف فيها الذين هم أثبت منه وأعلم منه ولا يستقل بفهمه وعقله ويثبت لله أشياءا لا يدري عنها بناءا على ظواهر أو متشابهات وهناك أدلة محكمة تبينها وتوضحها فيرد المتشابه إلى المحكم .[ حدوث خلل في التسجيل ] وأن يتوقف عنها وأن يتعلم كيف يتعامل معها على منهج السلف ، والجادة واضحة والسلف ما قصروا في بيان الحق ووضع القواعد والضوابط لكن هذا يحتاج إلى تعلم ويحتاج إلى فهم . الإنسان ما يعتمد على فهمه ويقول هذه أدلة تدل على كذا وتدل على كذا دون أن يرى هل هي متشابهة أو محكمة أو لا يظهر له معناها يتوقف. هذا هو الطريق الحق.
مرجع :شرح السنة للبربهاري.

وقال الإمام النووي -رحمه الله-: (هذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهرة ومعناه: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة أو إن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه) انتهى
_________
قال الإمام بن قيِّم الجوزية -رحمه الله- في كتاب مدارج السالكين:

أسرع المشي حينئذ إلى ربه فيذوق حلاوة إتيانه إليه هرولة. وههنا منتهى الحديث منبها على أنه إذا هرول عبده إليه كان قرب حبيبه منه فوق هرولة العبد إليه فإما أن يكون قد أمسك عن ذلك لعظيم شاهد الجزاء أو لأنه يدخل في الجزاء الذي لم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر أو إحالة له على المراتب المتقدمة فكأنه قيل له وقس على هذا فعلى قدر ما تبذل منك متقربا إلى ربك يتقرب إليك بأكثر منه وعلى هذا فلازم هذا التقرب المذكور في مراتبه أي من تقرب إلى حبيبه بروحه وجميع قواه وإرادته وأقواله وأعماله تقرب الرب منه سبحانه بنفسه في مقابلة تقرب عبده إليه.
وليس القرب في هذه المراتب كلها قرب مسافة حسية ولا مماسة بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته على عرشه والعبد في الأرض.
وهذا الموضع هو سر السلوك وحقيقة العبودية وهو معنى الوصول الذي يدندن حوله القوم.
وملاك هذا الأمر هو قصد التقرب أولا ثم التقرب ثانيا ثم حال القرب ثالثا وهو الانبعاث بالكلية إلى الحبيب .
وحقيقة هذا الانبعاث أن تفنى بمراده عن هواك وبما منه عن حظك بل يصير ذلك هو مجموع حظك ومرادك وقد عرفت أن من تقرب إلى حبيبه بشيء من الأشياء جوزي على ذلك بقرب هو أضعافه وعرفت أن أعلى أنواع التقرب تقرب العبد بجملته بظاهره وباطنه وبوجوده إلى حبيبه فمن فعل ذلك فقد تقرب بكله ولم تبق منه بقية لغير حبيبه كما قيل.
لا كان من لسواك فيه بقية يجد السبيل بها إليه العذل.
وإذا كان المتقرب إليه بالأعمال يعطي أضعاف أضعاف ما تقرب به فما الظن بمن أعطي حال التقرب وذوقه ووجده فما الظن بمن تقرب إليه بروحه وجميع إرادته وهمته وأقواله وأعماله. أهـ

وقل رب زدني علما.

بارك الله فيك ونفع بكـ

وهذا أيضًا كلام طيِّب للشيخ عبد العزيز الراجحي:

السؤال:
هل الهرولة صفة ثابتة لله وهل هي غير صفة المشي، أرجو الإيضاح، لأنني سمعت في إحدى الإذاعات من يثبت صفة المشي، ثم أوّل صفة الهرولة بالرحمة؟

الإجابة:

هذه الصفات التي أضيفت إلى الله عز وجل على لفظ الفعل تبقى على حالها: "من أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540).

يثبت لله كما يليق بجلال الله وعظمته، ولكن من أثرها أن الله تعالى أسرع بالخير من العبد، وأن العبد إذا زاد في العمل، زاد الله له في الثواب، وأن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العمل، والنووي رحمه الله وجماعة يقول: "من أتاني يمشي، أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540).

وقول رسول الله: "إن الله لا يمل حتى تملوا" رواه البخاري: الجمعة (1151)، ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (782،785) والصيام (782)، والنسائي: القبلة (762) وقيام الليل وتطوع النهار (1642) والإيمان وشرائعه (5035)، وابن ماجه: الزهد (4238)، وأحمد (6/199،6/212،6/231).

قال معناها: إن الله لا يقطع الثواب، حتى يقطع العبد العمل. هذا تأويل، هذا من أثر الصفة، والصواب أن الملل والهرولة وصف يليق بالله، لكن لا يلزمه النقص، ولا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته، لكن من أثره أن الله أسرع بالخير من العبد، وأن الله لا يقطع الثواب عن العبد، حتى يقطع العبد العمل، هذا من أثر الصفة. وهو شيء يليق بجلال الله وعظمته، لا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته.

المفتي: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي

أسأل الله أن أكون أفدتُ بما نقلتُ وأرجو من الإخوة والأخوات إن كان لهم كلام لأئمة السلف أن لا يبخلوا علينا بالفائدة.
والله أعلم والله الموفق

المناهي اللفظية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

المناهي اللفظية
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

1- سئل فضيلة الشيخ : عما يقول بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب ؟
فأجاب بقوله : إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم – من جهة سلامة العقيدة – أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية ما دام المعنى مفهوما وسليما .

أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر والشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم، ولا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك في قول كل شئ ما دامت النية صحيحة بل نقول الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية .
2- سئل فضيلة الشيخ : عن هذه الأسماء وهي : إبراز – ملاك – إيمان – جبريل – جنى ؟
فأجاب بقوله : لا يتسمى بأسماء أبرار ، وملاك ، وإيمان ، وجبريل أما جنى فلا أدري معناها .
3- سئل فضيلة الشيخ: عن صحة هذه العبارة القعدةأجعل بينك وبين الله صلة ، وأجعل بينك وبين الرسول صلة)؟
فأجاب قائلاً : لا الذي يقول أجعل بينك وبين الله صلة أي بالتعبد له وأجعل بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ، صلة أي باتباعه فهذا حق . أما إذا أراد بقوله أجعل بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم صلة أي اجعله هو ملجأك عند الشدائد ومستغاثك عند الكربات فإن هذا محرم بل هو شرك أكبر مخرج عن الملة .
4- سئل فضيلة الشيخ عن هذا القول (أحبائي في رسول الله ؟
فأجاب فضيلته قائلا: هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحا ، يعني : أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة ، فإن الحديث ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ) ، فالذي ينبغي أن يقول : أحبائي في الله – عز وجل – ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عدول عما كان يقول السلف ، ولأنه ربما يوجب الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغفلة عن الله، والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول : أحبك في الله .
5- سئل فضيلة الشيخ إذا كتب الإنسان رسالة وقال فيها (إلى والدي العزيز ) أو (إلى أخي الكريم) فهل في هذا شئ ؟
فأجاب بقوله : هذا ليس فيه شئ بل هو الجائز قال الله تعالى : )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ( (1) وقال – تعالى – : )ولها عرش عظيم ( (2) وقال النبي صلى الله عليه وسلم، (عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف). فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله – تعالى – ولغيره ولكن اتصاف الله بها لا يماثله شئ من اتصاف المخلوق بها ، فإن صفات الخالق تليق بها وصفات المخلوق تليق به .

وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه (العزيز) يعني أنك أبدا الصفة التي تكون لله وهي العزة التي لا يقهره بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز على وغال عندي وما أشبه ذلك .
6- وسئل : عن عبارة (أدام الله أيامك) ؟
فأجاب بقوله : قول (أدام الله أيامك ) من الاعتداء في الدعاء لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالي : )كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ( (1) وقوله تعالى ) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ( (2).
7- وسئل ما رأي فضيلتكم في هذه الألفاظ جلاله وصاحب الجلالة ، وصاحب السمو ؟ وأرجو وآمل ؟
فأجاب بقوله : لا بأس بها إذا كانت المقولة فيه أهلا لذلك ، ولم يخشى منه الترفع والإعجاب بالنفس ، وكذلك أرجو وأمل .
8- سئل فضيلة الشيخ عن هذه الألفاظ (أرجوك ) ، (تحياتي) ، و(أنعم صباحا) ، و(أنعم مساءً) ؟
فأجاب بقوله : لا بأس أن تقول لفلان (أرجوك ) في شئ يستطيع أن يحقق رجائك به .

وكذلك (تحياتي لك ) . و(لك منى التحية ) . وما أشبه ذلك لقوله تعالى ) وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ( (3) وكذلك (أنعم صباحا) و(أنعم مساء)لا بأس به ، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلا عن السلام الشرعي.
9- وسئل فضيلة الشيخ : عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في هذا لقول ؟
فأجاب قائلا : وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله – عز وجل – كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك ، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال ، أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك .
10- وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله : ما رأيكم فيمن يقول ( آمنت بالله ، وتوكلت على الله ، واعتصمت بالله ، واستجرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب بقوله : أما قول القائل ( أمنت بالله ، وتوكلت على الله ، واعتصمت بالله ) فهذا ليس فيه بأس وهذه حال كل مؤمن أن يكون متوكلا على الله ، مؤمنا به ، معتصما به .

وأما قوله (واستجرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ) فإنها كلمة منكرة والاستجارة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لا تجوز أما الاستجارة به في حياته في أمر بقدر عليه فهي جائزة قال الله – تعالى – : )وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ( (4).

فالاستجارة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، بعد موته شرك أكبر وعلى من سمع أحدا يقول مثل هذا الكلام أن ينصحه ، لأنه قد يكون سمعه من بعض الناس وهو لا يدري ما معناها وأنت (يا أخي ) إذا أخبرته وبينت له أن هذا شرك فلعل الله أن ينفعه على يدك . والله الموفق .
11- سئل فضيلة الشيخ: ما حكم قول (أطال الله بقاءك ) ( كال عمرك ) ؟
فأجاب قائلا : لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء ، لأن طول البقاء قد يكون خيراً وقد يكون شراً ، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله ، وعلى هذا فلو قال أطال بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك

يتبع٠٠٠٠٠٠

بارك الله فيك
بداية جميلة اختاه…….. ننتظر جديدك ان شاء الله………..
القعدة
ماشاء الله …بالرغم من ان الموضوع مكرر عدة مرات لكنه ينفع كلما قرأ …جزاكي الله خيرا يا اخية الاسلام وجعلكي الباري ذخرا للامة الاسلامية

ورحم الله الشيخ بن العثيمين والحقه بالانبياء والصالحين وسيد المرسلين

و فيكم بارك المولى