نصيحةً لمن يتكاسل عن صلاة الجماعة ويؤخر العشاء إِلى قبيل الفجر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:
بارك الله فيكم وتقول في سؤالِها الثاني:
نودُّ منكم نصيحةً لمن تكاسل عن الصلاةِ في الجماعة وفي أوقاتها فيؤخِّر صلاة العشاء إِلَىٰ قُبيل الفجر؛ وهل هذا الفعل جائز؟

تحميل الفتوى
الجواب:

§أولًا: التحقيق أنَّ صلاة الجماعة واجبة على الرِّجال لقوله – صَلَّى الله عليه وسلَّم – : ((مَنْ سَمِعَالنِّدَاءَ فَلَمْيَأْتِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ))، هذا بعض الأدلة.
§ثانيًا: تأخيرُ صلاة العشاء إِلَىٰ نصفِ الليل هذا صائغٌ لسببٍ شرعي؛ كأن يكون جماعة هم الجماعة ولا يسمعون النداء من غيرهم هم الجماعة في قرية نائية أو في حي نائي عندهم مسجد فأراد الإِمام أَن يُؤخِّر الصلاة لمصلحة هذا جائز وهُوَ أفضل وقتها إِلَىٰ نصف الليل، لكن الأفراد إذا سمعوا النداء أجابوا ولا يسوغُ لهم التَّخلف عن صلاة الجماعة.
لكِن النِّساء صلاة الجماعة ليست واجبة عليْهِن فلهُنَّ أن يؤخِّرن صلاة العشاء إِلَىٰ ثلث اللَّيل أو نصف الليل أمَّا تأخيرُ العشاء إِلَىٰ قُبَيْل الفجر سواءً كانَ مِنَ الرِّجال أوِ النِّساء فلا يجوز بَلْ يَحرُم إِلَّا بعذر كنومٍ أطبَقَ عليه أو مريضٍ في حالةٍ خَطِرة فَهُو ينْشغِل به حتى ولا يجِد منْ يخلِفُه عليه فيخشى عليه إِنْ صلَّى ينتظر إِلَىٰ الوقت الضروري وهو بعد نصف الليل فيُصلِّيها.

الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

بارك الله فيك وجعله من ميزان حسناتك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مايا الجزائرية القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك وجعله من ميزان حسناتك
القعدة القعدة

وبارك الله فيك اختى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي

وجزاك الله خيراا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amira94 القعدة
القعدة
القعدة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي

وجزاك الله خيراا

القعدة القعدة

وجزاكم الله خيراا اختى

القعدة

اللّهم إجعل صلاتنا قرّة أعيننا
بارك الله فيك على النصيحة وجعلها في ميزان حسناتك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زائــــــــرة حلوة القعدة
القعدة
القعدة

اللّهم إجعل صلاتنا قرّة أعيننا
بارك الله فيك على النصيحة وجعلها في ميزان حسناتك

القعدة القعدة

امين
بارك الله فيك اختى

شكرا ،وجعله في ميزان حسناتكــــــــ خويا

جزاك الله خير

من هم أصحاب السنة والجماعة، وما هي صفاتهم، ومتى نكون منهم؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صفات أهل السنة والجماعة
للشيخ إبن باز رحمه الله تعالى

من هم أصحاب السنة والجماعة، وما هي صفاتهم، ومتى نكون منهم؟
جزاكم الله خيراً؟


أصحاب السنة والجماعة هم الذين يعملون بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- ويتمسكون بهما ، ويدعون إليهما
وهم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان هؤلاء هم أهل السنة، الصحابة – رضي الله عنهم وأرضاهم-
ومن سار في ركابهم، واتبع طريقهم قولاً وعملاً، وعظم الكتاب والسنة واحتج بهما ، واعتمد عليهما، هذا هو صاحب السنة

وهم أهل السنة الذين يأخذون بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- ويعتمدون عليهما ويتبعون من سلك هذا السبيل
من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، الصحابة من سلك سبيلهم

كمالك والشافعي وأحمد والثوري والأوزاعي ومن تبعهم بإحسان، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة الذين وحدوا الله سبحانه وتعالى
واعتقدوا أنه المستحق للعبادة وآمنوا بأسمائه وصفاته، ووصفوه بها جل وعلا من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تمثيل

هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وحدوا الله واستقاموا على دينه وآمنوا به وبصفاته، وخصوه بالعبادة وآمنوا بأنه رب العالمين
وخالقهم وبأنه – سبحانه وتعالى – له الأسماء الحسنى والصفات العلى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
[(11) سورة الشورى].

وخالفهم الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من أهل البدع، هؤلاء هم أهل السنة الذين تبعوا الصحابة واستقاموا على
طريق الصحابة قولاً وعملاً وعقيدةً

وعقيدة الصحابة هي توحيد الله وإخلاص العبادة لله – سبحانه وتعالى -، واتباع أوامر الله، وترك نواهيه والوقوف عند حدوده
والإيمان بأسمائه وصفاته ووصف الله بها، على الوجه اللائق به – سبحانه وتعالى -، وليس في ذلك تحريف ولا تعطيل ولا تكييف
ولا تمثيل، بل يؤمنون بذلك ويمرونها كما جاءت عملاً بقوله – سبحانه وتعالى -:
( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد).
وبقوله – سبحانه وتعالى -:
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
– سبحانه وتعالى -.
من الموقع الرسمي
للشيخ إبن باز رحمه الله تعالى

باارك الله فيك على التوضيح لهاذه الطائفة المنصورة بإذن الله الله

شكرا لك اخي


القعدة

هذه عقيدتنـــا ، عقيدة أهل السنة و الجماعة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

عقيدتنـــــا
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

عقيدتنا: الإِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنّه الرب الخالق الملك المدبِّر لجميع الأمور.

ونؤمن بأُلوهية الله تعالى، أي بأنّه الإِله الحق وكل معبود سواه باطل.

ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.

ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: {رَّبُّ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [مريم: 65].

ونؤمن بأنه {اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَـوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَاتِ وَالاَْرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255].

ونؤمن بأنّه {هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَـادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَـالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الحشر: 22ـ24].

ونؤمن بأنّ له ملك السموات والأرض {يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَـثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [الشورى: 49، 50].

ونؤمن بأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * لَهُ مقاليد السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ } [الشورى: 11، 12].

ونؤمن بأنه {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } [هود: 6].

ونؤمن بأنه {عِنـدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَـتِ الاَْرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَـبٍ مُّبِينٍ } [الأنعام: 59].

ونؤمن بأن الله {عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34].

ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً } [النساء: 164] {وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَـتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] {وَنَـدَيْنَـهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } [مريم: 52].

ونؤمن بأنّه {لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَـاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـتُ رَبِّى} [الكهف: 109] {وَلَوْ أَنَّمَا فِى الاَْرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَـاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [لقمان: 27].

ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام، وحسناً في الحديث، قال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [الأنعام: 115]. وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً } [النساء: 87].

ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلَّم به حقًّا وألقاه إلى جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: 102] {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ } [الشعراء: 192 ـ 195].

ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته لقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255] وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 18].

ونؤمن بأنه {خَلَقَ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الاَْمْرَ} [يونس: 3]. واستواؤه على العرش: علوه عليه بذاته علوًّا خاصاً يليق بجلاله وعظمته لايعلم كيفيته إلا هو.

ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبِّر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11].

ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض، ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.

ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟».(1)

ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد لقوله تعالى: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَـنُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } [الفجر: 21 ـ 23].

ونؤمن بأنه تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } [هود: 107].

ونؤمن بأن إرادته – تعالى- نوعان:

كونية يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } [البقرة: 253] {إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} [هود: 34].

وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27].

ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته؛ فكل ما قضاه كوناً أو تعبد به خلقه شرعاً فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَـكِمِينَ } [التين: 8] {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50].

ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] {فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّـبِرِينَ } [آل عمران: 146] {وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الحجرات: 9] {وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [البقرة: 195].

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال ويكره ما نهى عنه منها {إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {وَلَـكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَـعِدِينَ } [التوبة: 46].

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ } [البينة: 8].

ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم {الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 6] {وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النحل: 106].

ونؤمن بأن لله تعالى وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلْالِ وَالإِكْرَامِ } [الرحمن:27].

ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ} [المائدة: 64] {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّـاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَـنَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر: 67].

ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37] وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبَحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».(2)

وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلّم في الدجال: «إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور».(3)

ونؤمن بأن الله تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَـارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَـارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 103].

ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22، 23].

ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11].

ونؤمن بأنه {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] لكمال حياته وقيوميته.

ونؤمن بأنه لا يظلم أحداً لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.

ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [يس: 82].

وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَـاوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } [ق: 38] أي من تعب ولا إعياء.

ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلّم من الأسماء والصفات لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما:

التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.

والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.

ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.

ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لابد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبرٌ أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، والعباد لايحيطون به علماً.

وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبرٌ أخبر به عنه، وهو أعلم الناس بربِّه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.

ففي كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم كمال العلم والصدق والبيان؛ فلا عذر في ردِّه أو التردد في قبوله.

* * *
فصـــل
وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتاً أو نفياً؛ فإننا في ذلك على كتاب ربِّنا وسُنَّةِ نبينا معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأُمَّة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.

ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزّ وجل.

ونتبرَّأ من طريق المحرّفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله.

ومن طريق المعطّلين لها الذين عطَّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله.

ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.

ونعلم علم اليقين أنّ ما جاء في كتاب الله تعالى أو سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَـفاً كَثِيراً } [النساء: 82]، ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.

ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما تناقضاً فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيّه.

ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما، فذلك إمّا لقلّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه، وليكفَّ عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم {ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] وليعلم أن الكتاب والسُنَّة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف.

* * *

فصــــل

ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [الأنبياء: 26، 27].

خلقهم الله تعالى من نور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } [الأنبياء: 19، 20]. حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلّم جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سدّ الأفق (4) ، وتمثل جبريل لمريم بشراً سوياً فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يُعرف ولا يُرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلّم، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي صلى الله عليه وسلّم، وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلّم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابه أنّه جبريل.(5)

ونؤمن بأنّ للملائكة أعمالاً كلفوا بها، فمنهم جبريل الموكل بالوحي، ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله.

ومنهم ميكائيل: الموكل بالمطر والنبات.

ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور.

ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت.

ومنهم ملك الجبال: الموكل بها.

ومنهم مالك: خازن النار.

ومنهم ملائكة موكلون بالأجنّة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 17، 18]. وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّـلِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ } [إبراهيم: 27].

ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد: 23، 24].

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية يصلي فيه ـ كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.(6)

* * *

فصـــــل
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجّة على العالمين ومحجة للعاملين يعلِّمونهم بها الحكمةَ ويزكُّونهم.

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً لقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].

ونعلم من هذه الكتب :

أ ـ التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلّم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل {فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاَْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَـابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ} [المائدة: 44].

ب ـ الإِنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلّم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها {وَءَاتَيْنَـهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } [المائدة: 46] {وَلاُِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50].

جـ ـ الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود صلى الله عليه وسلّم.

د ـ صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.

هـ ـ القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] فكان {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة: 48] فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفّل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـفِظُونَ } [الحجر: 9] لأنه سيبقى حجّة على الناس أجمعين إلى يوم القيامة.

أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبيِّن ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص.

{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء: 46].

{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } [البقرة: 79].

{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَـابَ الَّذِى جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراَطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [الأنعام: 91].

{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَـابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ اللَّهُ الْكِتَـابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّى مِن دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 78، 79].

{يَـأَهْلَ الْكِتَـابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَـابِ} إلى قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 15، 17].

* * *

….يتبع بإذن الله

فصـــل
ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى الناس رسلاً {مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } [النساء: 165].

ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء: 163] {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].

وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظاً } [الأحزاب: 7].

ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلّم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} [الشورى: 13].

ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ} [هود: 31] وأمر الله تعالى محمداً وهو آخرهم أن يقول: {لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ} [الأنعام: 50] وأن يقول: {لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188] وأن يقول: {إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً * قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } [الجن: 21، 22].

ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال في أولهم نوح: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } [الإِسراء: 3] وقال في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلّم: {تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَـلَمِينَ نَذِيراً } [الفرقان: 1]، وقال في رسل آخرين: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَهِيمَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الاَْيْدِى وَالاَْبْصَـرِ } [ص: 45] {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص: 17] {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَـنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص: 30]، وقال في عيسى ابن مريم: {إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَـهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرَءِيلَ } [الزخرف: 59].

ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى: {قُلْ يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ فَـَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَـتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [الأعراف: 158].

ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلّم هي دين الإِسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه لقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلام} [آل عمران: 19]، وقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} [المائدة: 3] وقوله: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخرة مِنَ الخاسرين } [آل عمران: 85].

ونرى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولاً عند الله سوى دين الإِسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر، ثم إن كان أصله مسلماً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً لأنه مكذب للقرآن.

ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم إلى الناس جميعاً فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له، لقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ } [الشعراء: 105] فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحاً رسول. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَـفِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَـفِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } [النساء: 150، 151].

ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومن ادّعى النبوة بعده أو صدَّق من ادّعاها فهو كافر؛ لأنّه مكذب للكتاب والسنة وإجماع المسلمين.

ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلّم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علماً ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهكذا كانوا في الخلافة قدراً كما كانوا في الفضيلة شرعاً، وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلاً، وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.

ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على مَنْ فَضَلَه، لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.

ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].

ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنّه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله عز وجل.

ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيباً كان له أجران، ومن كان منهم مخطئاً فله أجر واحد وخطؤه مغفور له.

ونرى أنّه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهّر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم، لقوله تعالى فيهم: {لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَـاتَلَ أُوْلَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَـاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10]، وقول الله تعالى فينا: {وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمان وَلاَ تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحشر: 10].

* * *

فصـــــل
ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء إمّا في دار النعيم وإمّا في دار العذاب الأليم.

فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية {وَنُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّمَـوَتِ وَمَن في الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر: 68].

فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلاً بلا ختان {كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَـعِلِينَ } [الأنبياء: 104].

ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال {فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً } [الانشقاق: 7 ـ 12] {وَكُلَّ إِنْسَـانٍ أَلْزَمْنَـاهُ طَـائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ كِتَابًا يَلْقَـاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كَتَـابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإِسراء: 13، 14].

ونؤمن بالموازين تُوضع يوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئاً {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [الزلزلة: 7، 8]. {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَـلِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } [المؤمنون: 102 ـ 104] {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [الأنعام: 160].

ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده، حين يصيبهم من الهمِّ والكرب ما لا يُطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.(7)

ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته.(القعدة

ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسناً وكثرةً، يرده المؤمنون من أُمّته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.(9)

ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمرُّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمرِّ الريح ثم كمرِّ الطير وأشد الرجال، والنبي صلى الله عليه وسلّم قائم على الصراط يقول: يا رب سلّم سلّم. حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أُمِرَتْ بِهِ؛ فمخدوش ناجٍ ومكردس في النار.(10)

ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله ـ أعاننا الله عليها ويسرها علينا بمنه وكرمه.

ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلّم لأهل الجنة أن يدخلوها. وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم خاصة.

ونؤمن بالجنّة والنار، فالجنّة: دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِي لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17].

والنار: دار العذاب التي أعدَّها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا } [الكهف: 29].

وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَـلِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّـتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَـرُ خَـلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً } [الطلاق: 11].

{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَـفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَـلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ } [الأحزاب: 64 ـ 66].

ونشهد بالجنّة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.

فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ونحوهم ممن عيّنهم النبي صلى الله عليه وسلّم.

ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.

ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.

فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما.

ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافرٍ أو مشركٍ شركاً أكبر أو منافق.

ونؤمن بفتنة القبر: وهي سؤال الميت في قبره عن ربِّه ودينه ونبيه فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ} [إبراهيم: 27] فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإِسلام، ونبيِّي محمد، وأمّا الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين {الَّذِينَ تَتَوَفَّـاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل: 32].

ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَـتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأنعام: 93].

والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسُّنَّة من هذه الأمور الغيبيَّة، وألا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تُقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان.

* * *

فصـــــل

ونؤمن بالقدر: خيره وشرّه، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.

وللقدر أربع مراتب:

المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم.

المرتبة الثانية: الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَآءِ والأرض إِنَّ ذلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [الحج: 70].

المرتبة الثالثة: المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن.

المرتبة الرابعة: الخلق، فتؤمن بأن الله تعالى {خَـالِقُ كُـلِّ شيء وَهُوَ عَلَى كُل شيء وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ} [الزمر: 62، 63].

وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَـلَمِينَ } [التكوير: 28، 29] {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } [البقرة: 253] {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } [الأنعام: 137] {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات: 96].

ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل.

والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:

الأول: قوله تعالى: {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] وقوله: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46] فأثبت للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.

الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً، وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.

الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل {مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حجّته بإرسال الرسل.

الخامس: أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك، بل يفرّق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكرِه. وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقاً حكمياً، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.

ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره، من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً} [لقمان: 34] فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتجّ بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ أبَآؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شيء كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ } [الأنعام: 148].

ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تقدم على الطاعة مقدراً أنّ الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لمّا أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم الصحابة بأن كل واحد قد كُتِبَ مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: «لا، اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خُلِقَ له».(11)

ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر عليَّ؛ ولو فعلت لعدّك الناس في قسم المجانين.

ونقول له أيضاً: لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتجّ بالقدر؟

ونقول له أيضاً: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء. فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟

ونؤمن بأنّ الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «والشر ليس إليك» رواه مسلم (12). فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبداً، لأنّه صادر عن رحمة وحكمة، وإنّما يكون الشرُّ في مقضياته، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن: «وقني شر ما قضيت» (13). فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإنّ الشر في المقضيات ليس شراً خالصاً محضاً، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.

فالفساد في الأرض من: الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر. قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم: 41].

وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضاً خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب.

* * *

فصـــــل

هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة.

فالإِيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع {مَنْ عَمِلَ صَـالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].

ومن ثمرات الإِيمان بالملائكة:

أولاً: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.

ثانياً: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكلّ بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.

ثالثاً: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.

ومن ثمرات الإِيمان بالكتب:

أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.

ثانياً: ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها. وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسباً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.

ثالثاً: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.

ومن ثمرات الإِيمان بالرسل:

أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإِرشاد.

ثانياً: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.

ثالثاً: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.

ومن ثمرات الإِيمان باليوم الآخر:

أولاً: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفاً من عقاب ذلك اليوم.

ثانياً: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

ومن ثمرات الإِيمان بالقدر:

أولاً: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.

ثانياً: راحة النفس وطمأنينة القلب، لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشاً وأريح نفساً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.

ثالثاً: طرد الإِعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإِعجاب.

رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ في الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ في كِتَـابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [الحديد: 22، 23].

فنسأل الله تعالى أن يثبِّتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ وأن يهب لنا منه رحمة
إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

تمت بقلم مؤلفها
محمد الصالح العثيمين
في 30 شوال سنة 1404هـ
(1)- رواه البخاري كتاب التهجد (1145) ومسلم كتاب صلاة المسافرين (75القعدة
(2)-رواه مسلم كتاب الإيمان (179)
(3)- رواه البخاري كتاب الفتن (7131) ومسلم كتاب الفتن (2933)
(4)-صحيح البخاري كتاب بدء الخلق (3232) ومسلم كتاب الإيمان (174)
(5)- صحيح البخاري كتاب الإيمان (50) ومسلم كتاب الإيمان (القعدة
(6)- رواه البخاري كتاب بدء الخلق(3207) ومسلم كتاب الإيمان (164)
(7)- رواه البخاري من حديث أبي هريرة كتاب أحاديث الأنبياء (3361) ومسلم كتاب الإيمان (194)
(القعدة-رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري كتاب التوحيد (7439) ومسلم كتاب الإيمان(183)
(9)-رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو كتاب الرقاق ( 6579، 6580) ومسلم كتاب الفضائل (2300) ، (2301)
(10)-رواه البخاري كتاب التوحيد (7439) وكتاب الرقاق (7573) ومسلم كتاب الإيمان (183،195)
(11)-رواه البخاري كتاب الجنائز (1362) ومسلم كتاب القدر(2647)
(12)-رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين (771)
(13)-رواه أبو داوود كتاب الوتر (1425) والترمذي أبواب الوتر (464) والنسائي كتاب قيام الليل (1745) وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة (117القعدة
من الموقع الرسمي

للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى

الخوف الذي يعذر به الرجل عن حضور صلاة الجماعة 2024.

  • الخوف الذي يعذر به الرجل عن حضور صلاة الجماعة


السؤال:

هذا يسأل عن الخوف الذي يُعْذَر به الرجل عن حضور صلاة الجماعة.

الجواب:
إذا خافَ على نَفْسهِ الضَّرب، أو الحَبس، أو القَتْل، فالقتل مثل أيام الحروب لَو خرج قُتِل، أو هجم أهل الشَّر على بلدته لو خرج أُسِر، أو طُلِب بدَيْنٍ أرهقته الديون وهو ساعٍ في تخليص نفسه منها ويكاتب من يعينه على ذلك ويرسل إليهم بالرُّسل لعلهم يغيثونه-بإذن الله تبارك وتعالى- ويُنجدونه بالإقراض حتى يَتَخَلَّص من غُرمائه، فلا بأس- إذا خَشيَ أنه إذا خرج سُجِن لا بأس أن يتوارى حتى يأتيَ سداد ديْنِه وهكذا.

  • الشيخ: محمد بن هادي المدخلي

بارك الله فيك اخى
وجزاك الله الخير كله
بارك الله فيك

الجماعة عطوني رايكم 2024.

ليكم نحكي راني حاصلة الشعبة نتاع علوم تجريبية ما قبلونيش نقرا فيها رغم ان معدلي العام15.64وقاصوني هندسة كهربائية واش ندير رايحة نضيع

دير طعن ولا بدلي ما تقريش هندسة
غير الهندسة لي ما تقريهاش
بدلي
جامي تقراي حاجة انت ماتحبيهاش

ديري طعن و معدلك يسمح لك دخول واش تحبي

رديلي النتيجة

المشكلة قالولي طعني مرفوض ورانا غير2 بنات في القسم مع11ولد
المشكلة ماقبلوليش الطعن ورانا2بنات مع11ولد كرهت باغيا نطرطق
حاولي لميس معدلك الله يبارك ربي يوفقك

أهل السنة و الجماعة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له .
واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له .
و أشهد أن محمدا عبد الله و رسوله أما بعد:
فأهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف ؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة ، المجانبون لطرق أهل الضلال . كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له : ما الواحدة ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره .
وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . وسموا بالجماعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق : " هم الجماعة " . ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة . وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.

و أصول أهل السنة و الجماعة هي :

ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم
.

ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.

ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.

ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.

لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة .

كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
و منهج أهل السنة هو من أبعد المناهج عن التطرف و الارهاب و العنف .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

القعدةطرحك جميل جداا دمتا متميز ومتألق

جزاك الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه ، وأعلاه .. وأسأل الله أن يسعدك في الدارين

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله اعلى الجنان و بارك فيك الرحمن.
موضوع طيب بارك الله فيك ’ لاحرمك الله الاجر

فائدة :

أسماء [ الفرقة الناجية ] ومعناها
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : لما كانت هذه الفرقة هي الفرقة السالمة من الضلال ؛ تطلب الأمر معرفة أسمائها
وعلاماتها ليقتدى بها . فلها أسماء عظيمة تميزت بها من بين سائر الفرق ، ومن أهم هذه الأسماء والعلامات : أنها " الفرقة الناجية
" ، و " الطائفة المنصورة " ، " أهل السنة والجماعة " ، ومعانيها كما يلي :
أنها " الفرقة الناجية " : أي الناجية من النار حيث استثناها النبي – صلى الله عليه وسلم – لما ذكر الفرق وقال : ( كلها في
النار إلا واحدة ) . يعني : ليست في النار .
أنها تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، وما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
حيث قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .
أن أهلها هم " أهل السنة والجماعة " : فهم يتميزون بميزتين عظيمتين :
الميزة الأولى : تمسكهم بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى صاروا أهلها . بخلاف سائر الفرق فهي تتمسك بآرائها
وأهوائها وأقوال قادتها ؛ فهي لا تُنْسَبُ إلى السنَّة ، وإنما تُنْسَبُ إلى بدعها وضلالاتها كـ " القدرية " و " المرجئة " ، أو إلى
أئمتهم كـ " الجهمية " ، أو إلى أفعالهم القبيحة كـ " الرافضة " و " الخوارج " .
الميزة الثانية : أنهم أهل الجماعة لاجتماعهم على الحق وعدم تفرقهم . بخلاف الفرق الأخرى لا يجتمعون على حق ، وإنما
يتبعون أهواءهم فلا حق يجمعهم .
أنها " الطائفة المنصورة " إلى قيام الساعة : لأنها نصرت دين الله فنصرها الله ؛ كما قال تعالى : ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ .
[ محمد : 7 ] . ولهذا قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك
وتعالى وهم على ذلك ) .

بارك الله فيك على الافادة…………..
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل ونزة12 القعدة
القعدة
القعدة

القعدةطرحك جميل
جداا دمتا متميز ومتألق


القعدة القعدة

بارك الله فيكم أخي, وجزاكم خير الجزاء

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن تيمية القعدة
القعدة
القعدة

جزاك الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه ، وأعلاه .. وأسأل الله أن يسعدك في الدارين

القعدة القعدة

اللهم آمين واياكم, أعزكم الرحمن أخي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزائرية شكون كيفي القعدة
القعدة
القعدة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله اعلى الجنان و بارك فيك الرحمن.
القعدة القعدة

اللهم آمين واياكم أختنا, ربنا يكرمك ويبارك فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بريق الاسلام القعدة
القعدة
القعدة
موضوع طيب بارك الله فيك ’ لاحرمك الله الاجر

فائدة :

أسماء [ الفرقة الناجية ] ومعناها
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : لما كانت هذه الفرقة هي الفرقة السالمة من الضلال ؛ تطلب الأمر معرفة أسمائها
وعلاماتها ليقتدى بها . فلها أسماء عظيمة تميزت بها من بين سائر الفرق ، ومن أهم هذه الأسماء والعلامات : أنها " الفرقة الناجية
" ، و " الطائفة المنصورة " ، " أهل السنة والجماعة " ، ومعانيها كما يلي :
أنها " الفرقة الناجية " : أي الناجية من النار حيث استثناها النبي – صلى الله عليه وسلم – لما ذكر الفرق وقال : ( كلها في
النار إلا واحدة ) . يعني : ليست في النار .
أنها تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، وما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
حيث قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .
أن أهلها هم " أهل السنة والجماعة " : فهم يتميزون بميزتين عظيمتين :
الميزة الأولى : تمسكهم بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى صاروا أهلها . بخلاف سائر الفرق فهي تتمسك بآرائها
وأهوائها وأقوال قادتها ؛ فهي لا تُنْسَبُ إلى السنَّة ، وإنما تُنْسَبُ إلى بدعها وضلالاتها كـ " القدرية " و " المرجئة " ، أو إلى
أئمتهم كـ " الجهمية " ، أو إلى أفعالهم القبيحة كـ " الرافضة " و " الخوارج " .
الميزة الثانية : أنهم أهل الجماعة لاجتماعهم على الحق وعدم تفرقهم . بخلاف الفرق الأخرى لا يجتمعون على حق ، وإنما
يتبعون أهواءهم فلا حق يجمعهم .
أنها " الطائفة المنصورة " إلى قيام الساعة : لأنها نصرت دين الله فنصرها الله ؛ كما قال تعالى : ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ .
[ محمد : 7 ] . ولهذا قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك
وتعالى وهم على ذلك ) .

القعدة القعدة

وفيكم بارك الرحمن أختنا…جزاكم الله خيرا على الاضافة واثراء الموضوع المهم والقيم وجعله في ميزان حسناتك

نسأل الله الصدق في القول والعمل

الارجــــــــــــــــاء – مخالفة أهل السنة والجماعة . شبهات منقولة من موقعه فركوس 2024.

الفتوى رقم: 21

الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد
الدعاءُ بصفاتِ الله تعالى

السؤال: ذَكَرَ سماحةُ الشيخ ابنُ باز: «أنّ دعاءَ الصفة لا يجوز قولاً واحدًا لأهل السُّنَّة» كيف نجمع بين هذا الكلام وحديث النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ»(<a href="https://javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')” target=”_blank” rel=”nofollow”>١- أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة»: (46)، وكذا النسائي: (381/570)، والبزار في «مسنده»: (4/25/3107)، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لفاطمة رضي الله عنها: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تُقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيُث وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَدًا»، وحسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/449))؟

الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ الرحمةَ المضافةَ إلى الله تعالى على قسمين:
– إضافة المفعول إلى الفاعل، أو إضافة المخلوق إلى الخالق، فهي رحمةٌ مخلوقة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا﴾ [فصلت: 50]، وقولُه تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً﴾ [هود: 9]، ومنه تسميةُ المطرِ رحمة كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ [الأعراف: 57]، وفي الحديث: «احْتَجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الجَبَّارُونَ وَالمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ. فَقَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا: إِنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا»(<a href="https://javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')” target=”_blank” rel=”nofollow”>٢- أخرجه مسلم في «الجنة»: (2847)، وأحمد (12073)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، وقولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ»(<a href="https://javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')” target=”_blank” rel=”nofollow”>٣- أخرجه أبو داود في «الطب»: (4892) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وضعّفه الألباني في «ضعيف الجامع»: (5422)).
– وأمّا القسمُ الثاني فهو مضافٌ إليه إضافة صفة إلى موصوف، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنّ رَحمةَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ المحسْنِينَ﴾ [الأعراف: 56]، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».
هذا، والدعاء بصفةٍ من صفات الله تعالى المضافة إليه كالرحمة والقوَّة والعزّة والكلام لا يجوز ذلك شرعًا، والمتعبِّد بصفة من صفاته لم يكن متعبّدًا لله عزّ وجلّ الموصوفِ بجميع الصفات؛ لأنّ الصفةَ غيرُ الموصوف، فعزّة الله ليست هي الله عزّ وجلّ، والعبد مأمور بعبادة ربّ العالمين كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]. وإذا كان هذا غير جائز في الصفة المضافة إلى موصوف فإنّ الدعاء بالصفة المخلوقة من باب أولى في التحريم والمنع باعتبار كونه شِرْكًا.
وهنا ينبغي لفت النظر إلى أنّ الصفةَ إن أُتِيَ بها لوحدها في الدعاء أو كانت مضافةً إلى لفظ الجلالة، ويدعو العبدُ بتلك الصفة على أنّها هي الفاعلةُ دون الموصوفِ فلا يجوز، كقول القائل: «يا عزّةَ اللهِ أعزِّيني»، «يا قوَّةَ الله قويني»، «يا رحمة الله ارحميني»، فكانت الصفة هاهنا هي الفاعلة والمؤثِّرة دون الموصوف؛ لأنّ المتعبّد بصفة من صفاته لم يكن متعبّدًا لله تعالى؛ لأنّ الله تعالى موصوفٌ بجميع الصفات كما في حديث: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ»، فلا يُفهم منها أنّ الصفة هي الفاعلة دون الموصوف، وإنّما المؤثِّر هو اللهُ تعالى المُتَّصِف بصفات الكمال منها الحياة والقيُّومية وهي من أسمائه سبحانه وتعالى.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


١- أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة»: (46)، وكذا النسائي: (381/570)، والبزار في «مسنده»: (4/25/3107)، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لفاطمة رضي الله عنها: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تُقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيُث وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَدًا»، وحسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1/449).
٢-أخرجه مسلم في «الجنة»: (2847)، وأحمد (12073)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
٣- أخرجه أبو داود في «الطب»: (4892) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وضعّفه الألباني في «ضعيف الجامع»: (5422).

بارك الله فيك اخونا الكريم زكريا 21 ونفع بك ورحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة لقد أنرتنا بهذه الفتوى بورك فيك0آمين

تابع مسابقة في العقيدة 2( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز مح****) 2024.

الحمد لله وحده المتصف بصفات الكمال و نعوت الجلال، الإله الحق العلي المتعال، من لا تأخذه سنة و لا نوم الحي القيوم الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد، ليس كمثله شيء سبحانه و هو السميع البصير، ثم الصلاة و السلام على أشرف أنبيائه و خير رسله النبي الأمي الذي بعثه الله على حين فترة من الرسل، فبلغ الرسالة أوفى بلاغ و أدى الأمانة أحسن أداء و لم يتوفه ربه الا و قد تمت به النعمة وقامت الحجة وبانت المحجّة فتركنا على البيضاء عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى السلام لا يزيغ عنها الا هالك.

ثم أما بعد فقد كنت قد أسست لمسابقة علمية عقدية، كَنَا من خلالها تنافس مجموع طيب من الإخوة و الأخوات، أورثت عقدا طيبا من الفوائد في صيغة إجابات توضح المبهم و تفصل المجمل و تزيل المشكل في علم التوحيد أعني به توحيد الإله المنعم، و قد كان هذا كله بلا شك بفضل الله وتيسره، فولا فضل الله علينا ولولا تيسيره لنا سبحانه ما كان لهذا الموضوع وجود أصلا، فضلا أن يكتمل بعقد جديد فالحمد لله أولا و أخرا.

و كان مني العهد حينها تلقاء إخواني و أخواتي أن لا تقف هذه المسابقة عند حد حتى نأتي على منتهاها الذي يأذن فيه الله عز و على، فطردت عني الكسل ما استطعت و شمّرت عن ساعد الجد في انجاز هذا الوعد، فكانت هذه التتمة الجديدة بمجموع الأسئلة العشرين التالية، أنحو فيها على النحو الأول، من سرد السؤال و انتظار الجواب لمدة يوم أو يومين بحسب نشاط الإخوة و الأخوات، ثم بعد أن أضع الإجابة النموذجية أعلق على الإجابات و أضع تقييما لأصحابها.

حبذا أن تلقى هذه المرحلة إقبالا أحسن وأكثر مما كانت عليه سالفتها، وأن يبقى مجموع الإخوة على مقربة منا نافعين منتفعين، وان كانوا غير مشاركين فليكنوا على الأقل متابعين عسى الله أن ينفعهم بمتابعتهم تلك وتنالهم بركة هذا العلم الشريف، أنعم بها من بركة وأعظم بها من فائدة لو حازها الفرد.

في الأخير و إلى لقاء أخر في أقرب الآجال، على كل من يرد المشاركة معنا الالتحاق و الإعلان عن ذلك، حتى نبدأ سوية في اغتنام الفائدة المرجوة و الله من وراء القصد و هو وحده الهادي إلى الرشد.
أخوكم في الله أبوليث بن محمد الجزائري.

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخ أبو ليث ونفع الله بكم
في اِنتظار بدأ المسابقة واِلتحاق الإخوة والأخوات، وبدوري أدعو الجميع للاِهتمام بالمسابقة والمشاركة معنا بقوة، حتى يكون الجميع مُفيد ومستفيد.
وفق الله الجميع للعلم النّافع والعمل الصالح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي
في انتظلر المسابقة
وفقنا الله و اياكم

ما زلنا في الانتظار و غدا ن شاء الله نبدأ مع أول سؤال.
حي الله كل من مر هنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل متابعة ومشاركة باذن الله
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

أسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا ويزيدنا علما ينفعنا

وفقكم الله

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد
فإنه من المناسب تخصيص هذا الجزء لأسئلة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى و ما يتعلق بها من تأصيل و تفصيل، فكان من الملائم بل الأنسب أن نعيد بعث سؤال المرحلة السابقة في الأسماء و الصفات و عرض مشاركات الأخوات اللائي تفضلن بها حينها جوابا على السؤال ثم نقل جوابه النموذجي لتجتمع الفائدة مكتملة هنا دون تشتيت للفائدة، و قد كان حينها السؤال كالأتي:

س : ما هو توحيد الأسماء والصفات وما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة، و ما يضاد هذا النوع من التوحيد؟

و كان من أجوبته ما يأتي:
أجبت الأخت(انسانة ما) فكان من جوابها:
هو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بما يختص به من أسماء وصفات من دون تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. فنُثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه وعلى لسان نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- من دون تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.
والدليل قوله تعالى: (ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها)، وقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). فتضمنت هذه الآية النفي والإثبات. نفي مشابهة الله لخلقه، وإثبات صفتي السمع والبصر لله -سبحانه وتعالى-
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعة وتسعون إسما من أحصاها دخل الجنة). وكذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الكرب: ( .. اللهم إنِّي أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عنده .. الحديث).
وفي هذا النوع من التوحيد ضلت الكثير من الفرق
أما الأخت(الغفران) أجبت بما مفاده:
وأمّا تَوحيدُ الأسماءِ والصّفاتِ فهُو:
اعتقادُ انفرادِ الربّ – جلّ جلالُه – بالكَمال المُطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجَلال ، والجمال التي لايشاركه فيها مُشارك بوَجه من الوُجوه .
وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم – من جميع الأسماء ، والصفات ، ومعانيها ، وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللاّئق بعَظمته وجَلاله، من غَير نَفي لشَيء منها، ولا تَعطيل، ولا تَحريف، ولا تَكييفٍ، ولا تَمثيل .
ونفي ما نَفاه عن نَفسه ، أو نَفاه عنه رسوله – صلى الله عليه وسلم – من النّقائص والعُيوب ومن كلّ ما يُنافي كَماله.
قال الله تعالى: ( ليسَ كمِثله شئ وهو السّميع العَليم ) (الشّورى:11).

وأمّا ضدّه: فهو الإلحاد في أسماء الله وصفاته،
وهو ثلاثةُ أنواعِ :
الأوّل: إلحاد المُشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عمّا هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فَزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .
الثّاني: إلحاد المُشبهة الذين يكُيّفون صفات الله تعالى ، ويُشبهونها بصِفات خَلقه وهو مُقابل لإلحاد المُشركين ،
فأولئك سوّوا المخلوق بربّ العالمين ، وهؤلاء جَعلوه بمنزلة الأجسام المَخلوقة وشَبّهوه بها تَعالى وتَقدّس.
الثّالثُ: إلحادُ النّفاة المُعطّلة ، وهم قِسمان :
قِسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونَفوا عنهُ ما تضمّنته من صفات الكَمال فقالوا :
رَحمن رَحيم بِلا رَحمة ، عَليم بلا عِلم ، سَميع بلا سَمع، بَصير بلا بَصر، قَدير بلا قُدرة، وأطردوا بقّيتها كذلك .
وقسم صرّحوا بنفي الأسماء ومُتضمّناتها بالكليّة ، ووصفوهُ بالعدَم المَحض الذي لا اسم له ُولا صِفة ،
سُبحان الله وتَعالى عمّا يقول الظّالمون الجاحِدون المُلحدون علوًّا كَبيرًا.
( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) ،
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ، ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا).

( إضافَةٌ ):

طريقةُ أهل السّنّة في أسماءِ اللهِ تَعالى وصِفاتهِ: وتتلخّصُ في ثَلاثةِ أمورٍ:

1. طَريقتهمُ في الإثباتِ:وهي إثباتُ ما أثبتهُ اللهُ تعالى لنفسهِ في كِتابهِ، أو عَلى لسان رسوله عليه الصّلاة والسّلامِ، مِن غَير تَعريفٍ ولا تَعطيلٍ ولا تَكييف ولا تَمثيلٍ؛ فيؤمنون بأن ما ثبت في النّصوص الشّرعيّة من صفات حقيقيّة تليقُ بجلالِ الله تعالى،
وأنّها لا تُماثِل صِفاتِ المَخلوقينَ.
2. طَريقتهمُ في النّفيِ: نفيُ ما نَفاهُ اللهُ تعالى عَن نفسهِ في كِتابهِ، أو عَلى لِسانِ رسولهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامِ، من صِفاتِ النّقصِ، معَ اعتِقادهِم بثُبوتِ كَمال ضِدّ الصِفةِ المنفيّةِ عنهُ جلّ وَعلا. وكُلّ ما نفاهُ الله تعالى عن نفسهِ فهي صِفاتُ نقصٍ تُنافي كَمال الواجِبِ،
فجَميعُ صِفاتِ النّقصِ مُمتنعةٌ عن الله تعالى لوُجوبِ كَمالهِ. وما نفاهُ اللهُ تعالى عن نفسهِ المُرادُ بهِ انتِفاءُ تلك الصّفة المنفيّة، وإثباتُ كمال ضدّها.
3. طَريقتهمُ فيما لَم يرِد نَفيهُ ولا إثباتهُ مّا تَناوعَ النّاسُ فيهِ: كالجِسمِ، والحيّز والجِهةِ ونَحو ذلكَ؛ فطريقتهمُ فيهِ التوقّفُ في لفظهِ
فلا يُثبتونه ولايَنفونهُ، لعَدمِ وُُرودهِ، أمّا معناهُ فيستفصلون عنهُ، فإن أريدَ بهِ باطلٌ ينزّه الله عنهُ ردّوه، وإن أريدَ به حقٌّ لا يَمتنعُ على الله قبِلوهُ.


أما الاجابة النموذجية فهي لبعض أهل العلم النبلاء رحم الله ميتهم و حفظ لنا حيهم و هي كما يأتي:

س : ما هو توحيد الأسماء والصفات ؟

جـ : هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصف به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وإمرارها كما جاءت بلا كيف ، كما جمع الله تعالى بين إثباتها ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ، وقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، وقوله تعالى : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وغير ذلك ، وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه « أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم – يعنى لما ذكر آلهتهم – أنسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ }{ أَحَدٌ }{ اللَّهُ الصَّمَدُ }» والصمد الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } . قال : لم يكن له شبيه ولا عديل ، وليس كمثله شيء (1) .
س : ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله عز وجل : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } ، وقال سبحانه : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ، وقال عز وجل : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } – وغيرها من الآيات ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة » (2) . وهو في الصحيح ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي » (3) . الحديث .

_________
(1) ( حسن ) ، رواه أحمد ( 5 / 134 ) ، والترمذي ( 3364 ) ، ورواه عن أبي العالية مرسلا ( 3365 ) ، والحاكم ( 2 / 540 ) ، والبيهقي ( في الأسماء والصفات / 354 ) ، وابن أبي عاصم ( 1 / 298 ) ، وفي سنده أبو بكر الرازي ، قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ ، وقد نوه الترمذي إلى أن المرسل أصح ، قال الحافظ في الفتح ( 8 / 739 ) : وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم ، وله شاهد من حديث جابر عن أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط ، ا هـ . وقد حسن إسناده السيوطي في الدر المنثور ( 6 / 410 ) من حديث جابر ، ا هـ . قال الهيثمي ( 7 / 146 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، ا هـ .

(2) رواه البخاري ( 2736 ، 7392 ) .
(3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، وابن حبان ( 968 ) ، والحاكم ( 1 / 509 ) ، وأبو يعلى ( 5297 ) ، وقد عدد الشيخ الألباني طرقه في الصحيحة ( 199 ) وناقش ما دار حولها من خلاف ثم قال : وجملة القول أن الحديث صحيح من رواية .

س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟

جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ، وهو ثلاثة أنواع : الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .
الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين ، فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ، وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس .

الثالث : إلحاد النفاة المعطلة ، وهم قسمان : قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا : رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، قدير بلا قدرة ، وأطردوا بقيتها كذلك . وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .

أما عن السؤال الأول لهذه المرحلة، فهو كالأتي:

ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن و السنة، أذكر دليل ذلك من أي الكتاب و صحيح السنة؟

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله وبارك الله فيكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة

أما عن السؤال الأول لهذه المرحلة، فهو كالأتي:

ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن و السنة، أذكر دليل ذلك من أي الكتاب و صحيح السنة؟

القعدة القعدة
الأمثلة كثيرة، سأحاول ذكر بعضها:
1- من القرآن:
قوله تعالى: (الله لا إلـه إلا هو الحي القيوم)، وقوله: (هو الله الذي لا إلـه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّا يُشركون * هو الله الخالق البارئ المصور لـه الأسماء الحسنى يُسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)، وقوله: (إنه هو التواب الرحيم) وقوله: (إن الله واسع عليم)، وقوله: (فإن الله شاكر عليم)، وقوله: (والله بصير بالعباد)، وقوله: (وكان الله عليما حكيما)، وقولهالقعدةإن الله لرؤوف بالعباد)، وقوله: (إني معكم رقيب)، وقوله: (وهو الولي الحميد). وقوله: (والله شكور عليم)، وقوله: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).

2- من السنة:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كلِّ شيء ومليكه .. الحديث)، وقوله: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا). وقوله: (اللهم أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أنت ربِّي لا إلـه إلا أنت). وقوله: (أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء .. الحديث).
وقوله: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .. الحديث).
وقوله: (إن الله وِتر يُحب الوتر)، وقوله: (إن الله جميل يُحب الجمال)، وقوله: (إن الله حيي ستير)، وقوله: (اِشف وأنتَ الشافي)، وقوله: (أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر).

وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث، هذا ما حضرني الآن، والله أعلم وأعلم بالصواب وهو الموفق والهادي سواء السبيل.
وفق الله الجميع للعلم النّافع والعمل الصالح.

معا لتشكيل أكبر مكتبة أحاديث نبوية .لأهل السنة و الجماعة فقط 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

الموضوع واضح من العنوان أرجو أن يشرفنا كل عضو من اللمة الكريمة بحديث لنجمع مكتبة أحاديث نبوية و أرجو من الأعضاء أن يتاكدون من صحة الحديث قبل نشره
جازاكم الله من فضله

صلاة الجماعة ودورها في بناء المجتمع 2024.

القعدة

إنّ المتأمّل في القرآن الكريم ، والمتدبِّر لآياته، يجد أنّ اللّه تبارك وتعالى أمَرَ بالمحافظة على أداء الصّلاة في وقتها، قال اللّه تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا موْقُوتًا} النساء:103، وقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين} البقرة:43. فالله سبحانه وتعالى أمرنا ، في كتابه الكريم، بإقام الصّلاة في الجماعة.
لقد بيَّن سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ فضل صلاة الجماعة عظيم وثوابها كبير، وتزيد على صلاة المنفرد بدرجات، لأنّ صلاة الجماعة في المسجد هي القاعدة والأساس، أمّا صلاة الفرد وحده فهي عند الضّرورة والاستثناء. وقد ثبت في الصّحيح أنّ صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد سبعًا وعشرين درجة، فعن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”صلاة الجماعة تفضل صلاة الفَذّ بسبع وعشرين درجة”، أخرجه البخاري ومسلم.
ورُوِيَ أنّ صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرّجلين أزكى من صلاته مع رجل واحد، وكلّما كثـر عدد المصلّين مع بعضهم كان ذلك أحبّ إلى اللّه تعالى، سنن أبي داود.
ولا يجوز، شرعًا، التّراخي أو التّهاون بالصّلاة في الجماعة، أو الانشغال عن أخذ جميع الاحتياطات استعدادًا لحضورها. وإنّ صوت المؤذّن لا يعني فقط حلول وقت الصّلاة، وإنّما يعني، مع ذلك، دعوة حتمية لتجمّع المسلمين لإقامتها جماعة في المسجد.
وتأكيدًا لهذه الحتمية، نشير إلى قصة الصّحابي الجليل ابن أم مكتوم رضي اللّه عنه، الّذي طلب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأذن له في التّخلّف عن صلاة الصُّبح جماعة في المسجد، حيث إنّ بين بيته والمسجد أرضًا ذات نخل، فسأله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”أتسمع النِّداء؟” قال: نعم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”لا أجِد لك رُخصة”، رواه أبو داود وابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: أتَى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل أعمَى، فقال يا رسول اللّه: إنّه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، أفأُصلِّي في بيتي؟ فرخّص له، فلمّا ولّى دعاه فقال: ”هل تسمع النِّداء بالصّلاة؟” قال: نعم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”فأجِبْ”، رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
إنّ الصّلاة ، كما أمرنا اللّه تعالى، وأقامها سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصحابته رضوان اللّه عليهم، كانت دائمًا ، وأبدًا ، وراء تقويم سلوك المسلمين، حيث تعمَل، ليل نهار، في تصويب مسار حياتهم على منهج اللّه ، وضبط مسيرة بناء مجتمعهم على نور من كتاب اللّه تعالى وسُنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما إنّها تنهاهم عن الفحشاء والمنكر.
وبالإضافة إلى ما خصّ به اللّه تعالى الصّلاة في الجماعة في المسجد من مضاعفة الأجر والثواب ومحو السّيِّئات وعلو الدرجات، تقرّبًا إلى اللّه عزّ وجلّ بِذِكْرِه ومناجاته، استجابة لأمره وحُبًّا في عبادته، وشوْقًا إلى لقائه، ولِمَا لها من الفوائد الكثيرة والمصالح الاجتماعية الجمّة، الّتي عليها يرتكز بناء خير المجتمع، كالتّعارف والتّناصح ومبادلة الرأي وتدارس المشكلات وتضافر الجهود، للتّعاون على البرّ والتّقوى والتّساند لمقاومة الإثم والعدوان والتّواصي على الحقّ، والتّواصي بالصّبر بما يتطلّبه الوقوف بجانب الحق من إيمان وصبر ومصابرة وثبات وصمود، عملاً بقول اللّه تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْرٍ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالْصَّبْرِ}، للعمل بتنسيق جماعي عبر مسيرة الحياة، وفق ما تقتضيه الصّلاة، باعتبارها على رأس الأعمال الصّالحة تنهى عن الفحشاء والمُنكَر.



بارك الله فيك اخي وليدواثابك ربي الفردوس

وفيك بارك ربي اختي
شكرا على المرور

^^

=)

بارك الله فيك اخي .جزاك الله خيرا
جزاك الله خير
بارك الله فيك
بارك الله فيك
بارك الله فيك أخي وليد و جزاك خيرا
القعدة

وفيك بركة اختي اماني

^^

=)

السلآم عليــكـم ورحمــة الله وبركــآته
شآكرة لكـ أخي" وليد"
إنتقآءكـ الطيب المفيـد،
ولآ يخفى على ذوي الألبآب ،
دور صلآة الجمــآعة العظيم ،
في تقوية لحمـة المسلمــين وتمــآسكــهم ،
وإعلآء شعـلة الوحدة بينهــم ،
الله لآ يحــرم مؤمن من لذّة صلآة الجمــآعــة ،

ومــضــة:
الصلاة روضه . .
من رياض الجنان والعلم
لأنها روضه ..
والله روضه..
لمن أحيا الله قلبه
إبن عثيمين_رحمـه الله_

حيآكــم الله وبيآكم وفي الفردوس الأعلـى جمعنــآ وإيّـآكـم