وجوب‬ لزوم المنهج الوسطي في العبادة وهو المنهج النبوي 2024.

لابد من لزوم المنهج الوسطي الذي ليس فيه إفراط ولا تفريط في جانب التعبد.

وليعلم الإنسان أن خير العبادة عبادة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تلك العبادة متنوعة بتنوع الحال، وأنها مترتبة على الأوقات والأزمنة، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في الصباح حاول أن تقوله في الصباح، وما كان يقوله في المساء حاول أن تقوله في المساء، وما كان يفعله إذا أوى إلى فراشه فحاول أن تفعله، وما كان يفعله في قيام الليل فحاول أن تفعله، وما كان يفعله من الرواتب، وما كان يفعله في الحضر والسفر من العبادات فحاول أن تؤديه، وبذلك تكون قد لزمت سواء الطريق، ولا تجد ما يتعب بدنك ولا ما يتعب عقلك ولا ما يتعب روحك، ولا تكون مقصراً، بل تكون من المزادين في القرب، الذين يسيرون سيراً وئيداً يؤدي إلى المقصود دون استعجال، وبكل تأنٍ وتؤدة.

وهذا ما يحبه الله ورسوله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأشج عبد قيس : (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة).

فإذا كان الإنسان متأنياً في عبادته يؤديها بصدق وإخلاص وبحضور بال، ويكلف منها ما يستطيع وما يطيق، ولم يكن من الذين يريدون خرق المسافات وقطع الطريق في أسرع الأوقات، الذين لا يبقون ظهراً ولا يقطعون مسافة؛ فإنه بذلك سيصل إن شاء الله تعالى إلى المقام المرضي عند الله، ولا يزال في زيادة وترق طيلة حياته، فإذا عجز عن شيء كتب له كاملاً كما كان يفعله في صحته، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى لملائكته إذا مرض العبد أو سافر: انظروا ما كان يفعله عبدي في صحته وحضره فاكتبوه له).

فالله سبحانه وتعالى لا يمل حتى تملوا، وهو غني عنا وعن عبادتنا، ولا يمكن أن نتقرب إليه بما لم يشرع لنا، فالذي يمكن أن تضره ويمكن أن تنفعه يمكن أن تتقرب إليه بنفع لم يأمرك به، ويمكن أن ترفع عنه ضرراً لم يأمرك برفعه، لكن الذي لا يمكن أن تنفعه ولا أن تضره، لا يمكن أن تتقرب إليه إلا بما شرع لك وبين، ولا يمكن أن تتجاوز ذلك بحال من الأحوال.

القعدة


كلام صائب و فقه رشيد.
الوسطية دين الله الحق، هي سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و سبيل سلفنا الصالح.

حقيقة العبادة التي خلق من أجلها الثقلان للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله 2024.

القعدة

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطَّلع عليه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين، وأعاذني وإياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن أهم واجب على المكلف وأعظم فريضة عليه، أن يعبد ربه سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[1]، وأخبرنا سبحانه في موضع من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته، فقال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[2]، وهذه العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها هي توحيده بأنواع العبادة من الصلاة والصوم والزكاة والحج والسجودوالطواف والذبح والنذر والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة، وسائر أنواع الدعاء، ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسل الرسل جميعاً، وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها، والأمر بإخلاصها لله وحده، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[3]، وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[4]، ومعنى قضى ربك في هذه الآية أمر وأوصى، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[5]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[6]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.[7]
وقال عز وجل: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[8] الآية، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[9] الآية، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[10]، وقال تعالى:
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}[11].
فهذه الآيات المحكمات وما جاء في معناها من كتاب الله كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وأن ذلك هو أصل الدين وأساس الملة، كما تدل على أن ذلك هو الحكمة في خلق الجن والإنس وإرسال الرسل وإنزال الكتب، فالواجب على جميع المكلفين: العناية بهذا الأمر والفقه فيه، والحذر مما وقع فيه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام من الغلو في الأنبياء والصالحين والبناء على قبورهم واتخاذ المساجد والقباب عليها، وسؤالهم والاستغاثة بهم واللجوء إليهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب وشفاء المرضى والنصر على الأعداء إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما دل عليه كتاب الله عز وجل، ففي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟))فقال معاذ: قلت الله ورسوله أعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا))الحديث، وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار))، وخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهذه المسألة هي أهم المسائل وأعظمها، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك، فقام بتبليغ ما بعثه الله به عليه الصلاة والسلام أكمل قيام، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على تبليغ الدعوة حتى أزال الله من الجزيرة العربية جميع الأصنام والأوثان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وكسرت الأصنام التي حول الكعبة وفي داخلها، وهدمت اللات والعزى ومناة، وكسرت جميع الأصنام التي في قبائل العرب، وهدمت الأوثان التي لديهم، وعلت كلمة الله وظهر الإسلام في الجزيرة العربية، ثم توجه المسلمون بالدعوة والجهاد إلى خارج الجزيرة وهدى الله بهم من سبقت له السعادة من العباد، ونشر الله بهم الحق والعدل في غالب أرجاء المعمورة، وصاروا بذلك أئمة الهدى وقادة الحق ودعاة العدل والإصلاح، وسار على سبيلهم من التابعين لهم بإحسان أئمة الهدى ودعاة الحق ينشرون دين الله ويدعون الناس إلى توحيد الله ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم لا يخافون في الله لومة لائم، فأيدهم الله ونصرهم وأظهرهم على من ناوأهم ووفى لهم بما وعدهم في قوله سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[12]، وقوله عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[13]، ثم غيَّر الناس بعد ذلك وتفرقوا وتساهلوا بأمر الجهاد وآثروا الراحة واتباع الشهوات، وظهرت فيهم المنكرات إلا من عصم الله سبحانه. فغير الله عليهم وسلط عليهم عدوهم جزاء بما كسبوا، وما ربك بظلام للعبيد، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[14].
فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا: الرجوع إلى الله سبحانه وإخلاص العبادة له والتوبة إليه مما سلف من تقصيرهم وذنوبهم، والبدار بأداء ما أوجب الله عليهم من الفرائض والابتعاد عما حرم عليهم، والتواصي فيما بينهم بذلك والتعاون عليه.
ومن أهم ذلك: إقامة الحدود الشرعية وتحكيم الشريعة بين الناس في كل شيء، والتحاكم إليها، وتعطيل القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله، وعدم التحاكم إليها، وإلزام جميع الشعوب بحكم الشرع، كما يجب على العلماء: تفقيه الناس في دينهم ونشر التوعية الإسلامية بينهم، والتواصي بالحق والصبر عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع الحكام على ذلك، كما يجب محاربة المبادئ الهدامة من اشتراكية وبعثية وتعصب للقوميات وغيرها من المبادئ والمذاهب المخالفة للشريعة. وبذلك يُصلح الله للمسلمين ما كان فاسداً، ويرد لهم ما كان شارداً، ويعيد لهم مجدهم السالف، وينصرهم على أعدائهم،
ويمكن لهم في الأرض، كما قال تعالى وهو أصدق القائلين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[15]، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[16]، وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[17].

والله المسئول سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعامتهم، وأن يمنحهم الفقه في الدين، ويجمع كلمتهم على التقوى ويهديهم جميعا صراطه المستقيم وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم جميعا للتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

[1] سورة الأعراف الآيات: 54-56.

[2] سورة الذاريات: الآية 56.
[3] سورة البقرة: الآية 21.
[4] سورة الإسراء: الآية 23.
[5] سورة البينة: الآية 5.
[6] سورة الحشر: الآية 7.
[7] سورة النساء: الآية 59.
[8] سورة النساء: الآية 80.
[9] سورة النحل: الآية 36.
[10] سورة الأنبياء: الآية 25.
[11] سورة هود: الآيتان 1-2.
[12] سورة محمد: الآية 7.
[13] سورة الحج: الآية 41.
[14] سورة الرعد: الآية 11.
[15] سورة الروم: الآية 47.
[16] سورة النور: الآية 55.
[17] سورة غافر: الآية 51-52.

المصدر

بارك الله فيك أخي على هذا الطرح الرائع
في ميزان حسناتك ان شاء الله

أخوك فلسطيني من غـزة

وفيك بارك الله اخي ..جزاك الله خيرا

ثواب العبادة في زمن الفتن 2024.

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-فيما معنى الحديث "العبادة في الهرج كهجرة إلي"
(1) ما هو الهرج؟
(2) وهل القيام بأي عبادة سواء كانت فرضاً، أم نافلة، أو ذكراً من الأذكار، أو غير ذلك يكون كالهجرة ؟
(3) وهل ورد في الوحيين ذكر لأجر الهجرة ؟
(4) لماذا كانت العبادة في الهرج بهذا الأجر؟ أو لماذا حرص المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على الحث عليها في الهرج؟

الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:
هذا الحديث أخرجه مسلم ( 2948)، والإمام أحمد (20298)، والترمذي
(220) من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "العِبَادة في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إليَّ"، وعند الإمام أحمد: " العمل في الهَرْجِ…"
الهَرْج: أصل الهرج في اللغة الاختلاط، ومنه هرج الرجل في حديثه خلط، وهَرَّجَ الناس:

اختلطوا واختلفوا، والمراد به في الحديث: القتل والفتن. وقد شبَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- العبادة في الهرج- وهو زمن ظهور الفتن والقتل، واختلاط أمور الناس – بالهجرة إليه عليه الصلاة والسلام، ووجه الشبه:
أن المهاجر قد فرَّ بدينه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله، والمتعبد في الهرج قد اعتصم بعبادة ربه من الفتن، وتمسَّك بدينه، واتبع ما يحبه الله ويرضاه، وتجنب ما يسخطه، ونبذ ما يكون عليه الناس في زمن الفتن من اتباع الأهواء والآراء المنحرفة، التي تصد عن دين الله.
وهناك معنى آخر:

وهو ما يحصل في زمن الفتن، من انشغال الناس وغفلتهم عن العبادة؛ بحيث لا يتفرغ لها إلا القليل من الناس، فبذلك يعظم أجرها وثوابها، ثم ما يكون في لزوم العبادة من زيادة الإيمان، ورسوخ اليقين الذي يظهر أثره على المتعبد فتحصل له العصمة -بإذن الله- من الفتن، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً . يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا" أخرجه مسلم ح (118)، والعبادة – المنوه بفضلها في زمن الهرج – يدخل فيها جميع أنواع العبادة من الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، والعمرة، والذكر، وقراءة القرآن، وغير ذلك.
وأما عن فضل الهجرة، فقد ورد في القرآن والسنة ما يدل على فضلها ومنزلتها، وامتداح أهلها قال الله -عز وجل-: "وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً" [النساء:100] قال سبحانه: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة:100] وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [البقرة:218].
وورد في السنة أحاديث كثيرة تدل على فضل الهجرة وعظيم ثوابها ، وتكفيرها للذنوب ومن ذلك: ما أخرجه مسلم (121) من حديث عمرو بن العاص – رضي الله عنه- عندما جاء يبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأراد أن يشترط، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها…"، وكذلك ما أخرجه مسلم (116) من حديث الطفيل بن عمرو الدوسي –رضي الله عنه- عندما هاجر إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- ومعه رجل آخر من قومه فقتل هذا الرجل نفسه، فرآه الطفيل في المنام في هيئة حسنة ، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وما أخرجه النسائي (780) من حديث أبي مسعود – رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فإن كانوا في القراءة سواء فيؤمهم أقدمهم هجرة …"، وما جاء في الصحيحين البخاري (1296)، ومسلم (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم ….."، وهذا يدل على فضل الهجرة، وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه كي يفوزوا بفضلها، ولا يفوتهم ما ادخر الله لهم من أجلها من أجر عظيم وثواب جزيل. هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

بارك الله فيك يا ابن غرداية
وسعيد بزيارتك لموضوعي يا اخي كمال الجزائري

اللهم إعصمنا من كل الفتن وإرزقنا طاعتك في كل زمن ..

جزاك الله خير

مشكووووووووووور
جزاك الله خير مشكور اخـــــــــــــــــي
بارك الله فيك
وانا شاكر لكم هذا المرور الجميل

ما هي أسباب فقدان اللذة في العبادة، وكيف علاجها 2024.

ما هي أسباب فقدان اللذة في العبادة، وكيف علاجها عملياً؟
للشيخ ابن باز رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعــد:

فلا شك أن العبادة لله -عز وجل- لها لذة عظيمة في قلب المؤمن والمؤمنة، يقول النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام ( وجعلت قرة عيني في الصلاة). ويقول لبلال رضي الله عنه: (أرحنا بالصلاة) يعني أقمها حتى نستريح فيها.

فالصلاة وهي أعظم العبادات بعد الشهادتين راحة للقلوب وقرة عين ونعيم للروح لمن أقبل عليها، وحضر فيها بقلبه، وخشع فيها لله، واستحضر أنها عمود الإسلام، وأنها مناجاة للرب -عز وجل-، ووقوف بين يديه، فبذلك يرتاح فيها وتقر عينه،ويجد لذةً لها في نفسه، في قيامه وقراءته، وركوعه وسجوده، وسائر ما شرع الله فيها،

فنصيحتي لكل مؤمن، وكل مؤمنة الإقبال على العبادة من صلاة وغيرها، وإحضار القلب فيها، والشعور بأنه يفعلها لله وحده، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، وأن له في ذلك الخير العظيم عند الله -عز وجل- إذا أخلص له، وفعلها على وجه السنة لا على وجه البدعة،فالصلاة، والزكاة، والصدقات، والصيام والحج والعمرة والأذكار الشرعية، قراءة القرآن الكريم، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلها عبادات لها لذة عظيمة في القلوب، وراحة في القلوب، ونعيم للروح، يتذكر فيها المؤمن أنه يفعل شيئاً يرضي الله -عز وجل-، وأنه شيء أمر الله به، وأن شيء يؤجر عليه، فيرتاح لذلك، ويستلذ ذلك، وتقر عينه بذلك، لما فيه من الخير العظيم، ولما فيه من امتثال أمر الله، ولما فيه من الخير العظيم من جهة الثواب الجزيل من الله، وما يترتب عليه من تكفير السيئات، وحط الخطايا، والفوز بالجنة، والنجاة من النار،

وهكذا ما يترتب على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من مصلحة العبادة وتوجيههم إلى الخير،وإعانتهم على ما شرع الله وعلى ترك ما حرم الله، فكل هذا مما تستلذه النفوس الطيبة،وترتاح له القلوب، وتقر به العيون، أعني عيون المؤمنين والمؤمنات،

قال جل وعلا في كتابه العظيم، وهو أصدق القائلين: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (2-4) سورةالأنفال. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
الاول: إمام عادل: وإنما عدل يخاف الله ويرجوه،
الثاني: وشاب نشأ في عبادة الله إنما استلذها لما عرف فيها من الخير، ولما وقر في قلبه من تعظيم الله والإخلاص له، ومحبته سبحانه. والرغبة فيما عنده،
الثالث: ورجل قلبه معلق بالمساجد: إنما علق قلبه بالمساجد لما وجد في الصلاة من الخير، والراحة والطمأنينة، والنعيم،
الرابع:ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، لما وجدا في المحبة في الله من الخير العظيم، والراحة في القلوب،ونعيم الأرواح والألف العظيم؛ لأنهم يعلمون أن هذا يرضي الله، وأن الله شرع لهم ذلك، وأنه يحصل به من الخير العظيم ما الله به عليم من التعاون والتواصي بالحق والتناصح.
الخامس: رجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال إني أخاف الله؟ لماذا قال هذا ؟ لما وقر في قلبه من محبة الله وتعظيمه، وخوفه ومراقبته سبحانه وتعالى، حتى ترك هذه المرأة التي دعته إلى الفجور وهي ذات منصب وجمال فأبى عليها خوفاً من الله ورغبةً فيما عنده، وأنساً بطاعته، وتلذذاً بما يرضيه سبحانه وتعالى، وهكذا المرأة إذا دعاها ذو منصبٍ وجمال إلى الفاحشة، فقالت: إني أخاف الله، وابتعدت عن ذلك لما وقر في قلبها من المحبة لله، والنعيم الروحي واللذة لطاعة الله، واتباع شريعته.
السادس: رجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، لماذا؟ لما وقر في قلبه من محبة الله وتعظيمه، وأنه سبحانه يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية، وأنه يحب الإخلاص له، ويحب العمل من أجله سراً، فلهذا لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، من عظيم إخلاصه، وعظيم رغبته بما عند الله، ,عدم مبالاته برياء الناس وحمد الناس وثناءهم.
والسابع: رجل ذكر الله خالياً، رجل ذكر الله خالياً ما عنده أحد ففاضت عيناه؛ خوفاً من الله وتعظيماً له ومحبةً له سبحانه، أنساً به -عز وجل-، فصار من السبعة الذين يظلمهم الله في ظله،

والخلاصة أن الإقبال على الله في العبادة واستحضار عظمته، وأنك تريد وجهه الكريم، وأنك فعلت هذا ابتغاء مرضاته، وطاعةً لأمره، ومحبةً له سبحانه، وحرصاً على ما يرضيه ويقرب لديه، كل هذا مما يجعلك تستلذ بالعبادة وتقبل عليها، وترتاح لها وتتنعم بها، وفق الله الجميع.

السائل : من يشكو عكس ذلك سماحة الشيخ ؟ جزاكم الله خيرا ؟

الشيخ : من يشكو عكس ذلك من قسوة القلب عليه أن يعالج نفسه،بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم، والحذر من الذنوب والمعاصي، والتوبة إلى الله مما سلف مع الصدق في ذلك، فإذا صدق مع الله، في التوبة من المعاصي، وفي الإكثار من ذكر الله، وفي الإقبال على عبادته بقلبه واستحضار عظمة الله، وأنه سبحانه وتعالى يراقبه، إن الله كان على كل شيءٍ رقيبا سبحانه وتعالى. وأن معه ملكين: أحدهما يكتب الحسنات، والثاني يكتب السيئات. باستحضاره هذه الأمور يلين قلبه، ويخشع قلبه ويستلذ الطاعة، ويرتاح لها، ويأنس بها.

بارك الله فيك
يستحق التقييم
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك وجزاكي خيرا

أظن أنها ستأتي قريبا" فعمل لها ..

يقول النبي صلي الله عليه و سلم: يأتي زمان على أمتى يذهب فيه الخشوع، و يأتي زمان يكثر فيه موت الفجأة، و يأتي زمان تكثر فيه الزلازل، و يأتي زمان لا يسلم المسلم إلا على من يعرف، و يأتي زمان يكثر فيه الهرج (القتل)، و يأتي زمان على الناس كل يتباهى بمعصيته
قيل: متى يا رسول الله؟ قال: يحصل هذا في آخر الزمان فإذا حدث فانتظروا قيام الساعة

باارك الله فيك جزاك الله خيراااااااااااا
القعدة
و فيكم بارك الله
القعدة

منهج أهل السُّنة في الاعتقاد والعبادة 2024.

السلام عليكم

اقدم لكم اخواني الكرام منهج أهل السُّنة في الاعتقاد والعبادة
للشيخ الدكتور : محمد سعيد رسلان
هاد هو الربط

https://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=266

شكرا ليك اخي وجزاك الله كل خير

دمت متميز ومبدع

تقبل مروري

zehor

mchkour akhi
جزاكم الله خيرا

الدعاء مخ العبادة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: قال الله تعالى)يا ابن آدَمَ إِنَّكَ مَادَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِى.يَاابنَ آدَمَ لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّماءِ ثُمَّ استَغفَرتَنِى غَفَرتُلَكَ.
يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيتَنِى بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّلَقِيتَنِى لا تُشرِكُ بِى شَيئاً لأَتَيتُكَ بقُرَابِها مَغفِرَةً(. رواهالترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
هذا الحديث تفرد به الترمذى خرجه من طريق كثير بنفائدة: حدثنا سعيد بن عبيد سمعت بكر بن عبدالله المزنى يقول حدثنا أنسفذكره.
وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى.
وإسناده لا بأس به،وسعيد بن عبيد هو الهنائى. قال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان فى الثقات ومن زعم أنهغير الهنائى فقد وهم وقال الدارقطنى: تفرد به كثير بن فائد عن سعيد مرفوعا ورواهمسلم بن قتيبة عن سعيد عن عبيد فوقفه أنس.
قلت: قد روى عنه مرفوعا وموقوفاوتابعه على رفعه أبو سعيد أيضا مولى بنى هاشم فرواه عن سعيد بن عبيد مرفوعا أيضاوقد روى أيضا من حديث ثابت عن أنس مرفوعا ولكن قال أبو حاتم: لو منكر.

شواهد الحديث
وقد روى أيضا عن سعيد بن عبيد مرفوعا أيضا منحديث أبى ذر خرجه الإمام أحمد من رواية شهر بن حوشب عن معد يكرب عن أبى ذر عن النبىصلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى فذكره بمعناه.
ورواه بعضهم عن شهر عنعبدالرحمن بن غنم عن أبى ذر.
وقيل عن شهر عن أم الدرداء عن أبى الدرداء عن النبىصلى الله عليه وسلم. ولا يصح هذا القول.
وروى حديث ابن عباس. خرجه الطبرانى منرواية قيس بن الربيع عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى صلىالله عليه وسلم.
وروى بعضه من وجوه آخر: فخرج مسلم فى صحيحه من حديث معزوز بنسويد عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى) : مَن تَقَرَّبَ مِنّى شِبراً تقرَّبتُ منهُ ذِرَاعاً، وََمنتَقَرَّبَ مِنّى ذِرَاعاً تَقَرَّبتُ مِنهُ بَاعاً، وَمَن أَتَانِى يمشِى أَتَيتُهُهَروَلةً، وَمَن لقِيِنى بِقرابِ الأَرضِ خَطِيَئةً لاَ يُشرِكُ بِى شَيئاًلَقِيتُهً بِقُرَاِبهَا مَغفِرَةً)وخرج الإمام أحمد من رواية أخشنالسدوسى قال: دخلت على أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) : والذى نفسى بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثماستغفرتم الله لغفر لكم(.
وقد تضمن حديث أنس المبدوء بذكره أن هذهالأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة.
السبب الأول
الدعاء مع الرجاء
أحدهم: الدعاء معالرجاء فإن الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة كما قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِى أَستَجِب لَكُم)). سورة غافر: آية 60( وفى السنن الأربعة عن النعمان بن بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )إن الدعاء هو العبادة( ثم تلا هذه الآية.
وفى حديث آخرخرجه الطبرانى مرفوعا: من أعطى الدعاء أعطى الإجابة لأن الله تعالى يقول: (أُدعُونِى أَستَجِب لَكُم).)سورة غافر: آية 60( وفى حديث آخر: )ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة(.لكن الدعاء سببمقتض للاجابة مع استكمال شرائطه وانتقاء موانعه، وقد تتخلف الإجابة لانتقاء بعضشروطه أو وجود بعض موانعه وآدابه وقد سبق ذكر بعض شرائطه وموانعه وآدابه فى شرحالحديث العاشر.
من أعظم شرائطه
حضور القلب ورجاء الإجابة من الله تعالى


كما خرجه الترمذى من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال )ادعو الله و أنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه(.
وفى المسند عن عبدالله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال )إن هذه القلوب أوعية فبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء من ظهر قلب غافل(.
ولهذا نهى العبد أن يقول فى دعائه: )اللهم اغفر لى إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له(.
نهى أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعاءه.
الله يحب الملحين فى الدعاء
ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء وجاء فى الآثار )إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدى فإنى أحب أن اسمع صوته(.
قال تعالى (وَادعُوهُ خَوفَاً وَطَمَعَاً إِنَّ رَحمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ اٌلمُحسِنِينَ) سورة الأعراف: آية 56 فما دام العبد يلح فى الدعاء، ويطمع فى الإجابة غير قاطع الرجاء فهو قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وفى صحيح الحاكم عن أنس مرفوعا )لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد(
من أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه
ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم )حولها ندندن( يعنى حول سؤال الجنة والنجاة من النار.
وقال أبو مسلم الخولانى )ما عرضت لى دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الإستعاذة منها(
سبب صرف الإجابة عن العبد
ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه يعوضه خيرا منها: – إما أن يصرف عنه بذلك سوءا.
– أو يدخرها له فى الآخرة.
– أو يغفر له بها ذنبا.
كما فى المسند والترمذى من حديث جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال )ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم(.
وفى المسند وصحيح الحاكم عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال)ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: – إما أن يعجل له دعوته.
– وإما أن يدخرها له فى الآخرة.
– وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها.
قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر(.
وخرجه الطبرانى وعنده: أو يغفر له بها ذنبا قد سلف.
بدل قوله: أو يكشف عنه من السوء مثلها.
وخرج الترمذى من حديث عبادة مرفوعا نحو حديث أبى سعيد أيضا.
من أعظم أسباب المغفرة
أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرجح مغفرته ألا من الله
وبكل حال فالإلحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء الله تعالى موجب للمغفرة.
والله تعالى يقول: (أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِى بِى فَليَظُنَّ بِى مَا شَاءَ).
وفى رواية )فلا تظنوا بالله إلا خيرا(.
ويروى من حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا )يأتى الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول: لم أقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف؟ أتعرف؟ فيقول: نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول الله تعالى: )لا بأس عليك يا عبدى أنت فى سترى من جميع خلقى، ليس بينى وبينك أحد يطلع على ذنوبك غيرى غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتنى به.
قال: ما هو يا رب؟ قال: كنت لا ترجو العفو من أحد غيرى(.
فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرج مغفرته من غير ربه ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره.
وقد سبق ذكر ذلك فى شرح حديث أبى ذر (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى)
ذنوب العبد وإن عظمت
عفو الله أعظم منها
وقوله )إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالى(
يعنى على كثرة ذنوبك وخطاياك ولا يعاظمنى ذلك ولا استكثره.
وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال )إذا دعا أحد فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ)
فذنوب العبد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهى صغيرة فى جنب عفو الله ومغفرته.
وفى صحيح الحاكم عن جابر: )أن رجلا جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: واذنوباه، مرتين أو ثلاثا. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى، ورحمتك أرجى عندى من عملى، فقالها ثم قال له: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له: قم قد غفر الله لك(.
وفى هذا المعنى يقول بعضهم: يا كثير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ذنبك أعظم الأشياء فى جانب عفو الله تغفر وقال آخر:
يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً … فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِنٌ … فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الرَّجَا … وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسلمُ

القعدة
السبب الثانى
الاستغفار لو عظمت الذنوب
السبب الثانى للمغفرة: الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان وهو السحاب. وقيل ما انتهىإليه البصر منها.
وفى الرواية الأخرى )لو أخطأتم حتى بلغتخطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم(
بيان معنى الاستغفار
والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة هىوقاية شر الذنوب مع سرها وقد كثر فى القرآن ذكر الاستغفار.
فتارة يؤمربه.
كقوله تعالى(وَاستَغفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌرَّحِيمُ( سورة المزمل: آية 20 وقوله (وَأَنِاستَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ(سورة هود: آية 3 وتارة يمدحأهله كقوله تعالى (وَاٌلمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ(سورة آل عمران: آية 17 وقوله تعالى(وَاٌلَّذِينَ إِذَافَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللهَ فَاستَغفَرُوالِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوب إِلاَّ اللهُ( سورة آل عمران: آية 135 وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى(وَمَنيَعمَل سُوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراًرَّحِيماً) سورة النساء: آية 110
الاستغفار يقرنبالتوبة
وكثيرا ما يقرن الإستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذعبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة: عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوبوالجوارح وتارة يفرد الإستغفار ويرتب عليه المغفرة كما ذكر الحديث وماأشبهه.
فلو قيل إنه أريد به الإستغفار المقترن بالتوبة.
وقيل إن نصوصالإستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار.
فإنالله وعد فيها بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله فتحمل النصوص المطلقةفى الاستغفار كلها على هذا القيد.
ومجرد قول القائ اللهم اغفر لى طلب منهللمغفرة ودعائها فيكون حكمه حكم سائر الدعاء فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، ولاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبارالصلوات.
ويروى عن لقمان أنه قال لابنه (يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لى. فإنالله ساعات لا يرد فيها سائلا(.
وقال الحسن: )أكثروا من الاستغفار فى بيوتكم،وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرونمتى تنزل المغفرة(.
وخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب حسن الظن من حديث أبى هريرةمرفوعا (بينما رجل مستلق إذ نظر إلى السماء وإلى النجوم فقال: إنى لأعلم أن لك رباخالقا، اللهم اغفر لى فغفر له(.
وعن مورق قال (كان رجل يعمل السيئات فخرج إلىالبرية فجمع تراب فاضطجع مستلقيا عليه، فقال: رب اغفر لى ذنوبى، فقالإن هذاليعرف أن له رب يغفر ويعذب فغفر له(.
وعن مغيث بن سمى قال (بينما رجل خبيثفتذكر يوما اللهم غفرانك اللهم غفرانك ثم مات فغفر له(.
ويشهد لهذا ما فىالصحيحين عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم (إن عبدا أذنب ذنبا فقال: ربأذنبت ذنبا فاغفر لى، قال الله تعالى: علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به،غفرت لعبدى. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتينأخريين(.
وفى رواية لمسلم أنه قال فى الثالثة (قد غفرت لعبدى فليعمل ماشاء(.
والمعنى: ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر والظاهر أن مرادهالاستغفار المقرون بعدم الإصرار.
ولهذا فى حديث أبى بكر الصديق عن النبى صلىالله عليه وسلم قال )ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعينمرة(خرجه أبو داود والترمذى
قد يكون الاستغفار مانعامن الاجابة
والإستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجردإن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وقد يكون الإصرار مانعا من الإجابة.
وفى المسندمن حديث عبدالله بن عمر مرفوعا:
)ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهميعلمون(.
وخرج ابن أبى الدنيا من حديث ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا: )التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليهكالمستهزئ بربه(.
ورفعه منكر ولعله موقوف.
هو ما قارن عدم الاصرار
وقول القائل: أستغفر الله معناه: اطلب مغفرته فهو كقوله: اللهم اغفر لى.
فالإستغفار التام الموجب للمعجزه هو ماقارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة.
قال بعض العارفين )من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره(
وكان بعضهم يقول )استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير(
وفى ذلك يقول بعضهم:
استَغفِرُاللهَ مِن اَستَغفِرُ اللهَ … مِن لَفظَةٍ بَدَرَت خالَفتُ مَعناها
وَكَيفَأَرجُو إِجَابَاتِ الدُّعَاءِ وَقَد … سَدَدتُ بِالذَّنبِ عِندَ اللهِمَجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإنقال بلسانه استغفر الله وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول )اللهم اغفر لى) وهو حسن وقد يرجى له الاجابة.
وأما من تاب توبة الكذابين فمرادهأنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فإن التوبة لا تكون معالإصرار.

يتبع

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة king of the love القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

وفيك بارك الله اخي ارجو من الله ان تكون قد استفدت من الموضوع

الله ..موضوع يشرح الصدر ….بارك الله فيكم

فعن زيد رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه ثلاثا غفر له وان كان فر من الزحف
رواه ابو داود

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على الموضوع .

وفيك بارك الله ام انس وجزاك الله خيرا على الزيادة وارجو ان تواصلي معنا الموصوع مزال فيه بقية

وفيك بارك الله اخي محمد وجزاك خير الجزاء

خير ما أتحفتنا به أخي الغالي

وبارك الله فيك فقد ش رحت صدورنا

حقً موضوع قيمـ جداً

تقبل الله منا ومنكمـــــــ صالح الأعمال

ولك مني كل خير

وفيك بارك الله اخي الصافي نسال الله ان يوفقنا لننقل اليكم كل ماهو صالح وينفع العبد مع ربه
وارجو من الله ان يكون ضدرك دائم الانشراح مليئا بالسعادة
تقبل تحيات اخوك عبد الرحمن

جزاكم الله خير

حديث ((الدعاء هو العبادة))
الحديث جاء في السنن من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما وقد صححه الألباني كما في أحكام الجنائز وصحيح الجامع.
وأما حديث ((الدعاء مخ العبادة)) فهو ضعيف فيه ابن لهيعة قال الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز:
وفي الباب عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: (الدعاء مخ العبادة).
أخرجه الترمذي (2234) وقال: (حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة).
قلت [القائل الألباني]: وهو ضعيف لسوء حفظه، فيستشهد به إلا ما كان من رواية أحد العبادلة عنه فيحتج به حينئذ، وليس هذا منها، لكن معناه صحيح بدليل حديث النعمان.ا.هـ

الاخلاص في العبادة 2024.

الإخلاص في العبادة

قال الله تعالى :{ وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة } سورة البيّنة/5 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل: وما إتقانه يا رسول الله ؟ قال : يخلصه من الرياء والبدعة.

إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة. والإخلاص هو العمل بالطاعة لله وحده. والمُخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه.

فالمصلي يجب أن تكون نيته خالصة لله تعالى وحده فقط فلا يصلي ليقول عنه الناس " فلان مصل لا يقطع الفرائض " والصائم يجب أن يكون صيامه لله تعالى وحده فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمزكي والمتصدق وقارئ القرءان ولكل من أراد أن يعمل عمل برٍ وإحسان.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله بقوله :" يا رسولَ الله الرجلُ يبتغي الأجرَ والذكرَ مَا لَه؟" قال:" لا شيء له" فسأله الرجل مرة ثانية " الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟" قال :" لا شيء له" حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال :" إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتُغي به وجهه" رواه الحاكم. أي أنّ من نوى بعمل الطاعة الأجرَ من الله والذكرَ من الناس فليس له من الثواب شيء.

قال تعالى :" مَثَلُ الذين ينفقون أموالَهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبةٍ أنبتَتْ سبعَ سنابلَ في كلِّ سُنبلةٍ مائةُ حبةٍ واللهُ يضاعفُ لمن يشاءُ والله واسعٌ عليم}. سورة البقرة/261

فالدرهم الذي يدفعه المسلم في سبيل الله ووجوه الخير يضاعفه الله إلى سبعمائة ضعف ويزيد الله لمن يشاء. وهذا الحكم وهو مضاعفة الأجر عام للمصلي والصائم والمزكي والمتصدق وقارئ القرآن والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وغيرهم بشرط الإخلاص لله تعالى الذي هو أساس العمل.

أما الرياء فهو العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس. فمن عمِل عَمَل طاعةٍ وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا بل وعليه معصية كبيرة ألا وهي معصية الرياء.

وقد سمّى الرسول عليه الصلاة والسلام الرياءَ الشركَ الأصغر، شبهه بالشرك الأكبر لعظمه. فالرياء ليس شركاً يخرج فاعله من الإسلام بل هو ذنب من أكبر الكبائر.

أخي المسلم، بادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم بإخلاص في النية وثبات في العزيمة وإياك والرياء فإنه يبطل ثواب العمل ويستوجب صاحبه العذاب في النار. تزود من حياتك للمعاد وقم لله واجمع خير زاد ولا تركن إلى الدنيا طويلا فإن المال يجمع للنفاد. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين.

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى———كما قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه
000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000000
اللهم أحسن نياتنا وأعمالنا-آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روى مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعا: " أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فيؤتى به فيعرفه الله تعالى نعمه عليه فيعرفها فيقول الله تعالى له ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن فيك، فيقول له الحق تعالى كذبت ولكنك علمت ليقال عالم، وقرأت ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار".
وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا: " إن الله تعالى يقول للقارئ يوم القيامة ألم أعلمك القرآن الذي أنزلته على رسولي؟ فيقول بلى يا رب، فيقول الله تعالى له: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم لك به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله عز وجل له: كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول له الله عز وجل بل أردت أن يقال فلان قارئ، وقد قيل ذلك فهو من أول من تسعر بهم النار".
وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا: " من عمل من هذه الأمة عمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ".
وروى الطبراني وغيره مرفوعا: " من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرض".
وروى الترمذي وغيره مرفوعا: " يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل: أبى يغترون؟ وعلى عظمتي يجترئون فبي حلفت لأبعثن عليهم فتنة تدع الحليم حيرانا ".

وروى الطبراني مرفوعا: " من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس الله وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في ديوان أهل النار".
وروى ابن ماجه مرفوعا عن ابن عباس قال الحافظ المنذري ولعله موقوف: " إن في جهنم واديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم أربعمائة مرة، أُعِدّ ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد، كحامل كتاب الله، والمتصدق في غير ذات الله، والحاج إلى بيت الله، والخارج في سبيل الله ".
وروى الإمام أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي مرفوعا: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا؟ وما الشرك الأصغر قال: الرياء، يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ".
وروى الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا: " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك".
وروى الطبراني والبيهقي مرفوعا: " يؤمر بأناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون: ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال: ذلك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي اليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتم من الثواب" .

وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا: " إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك وشهوة خفية، قيل وتشرك أمتك من بعدك؟ قال: إنهم لا يعبدون شمسا ولا وثنا ولا حجرا ولكن يراءون الناس بأعمالهم، قيل يا رسول الله الرياء شرك هو؟ قال: نعم. قيل: فما الشهوة الخفية. قال: يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر".
وروى ابن خزيمة مرسلا: " لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء ".
وروى ابن خزيمة مرفوعا: " إياكم وشرك السرائر، قيل: يا رسول الله؟ وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلى فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر".
وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا: " أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقيل فكيف نتقيه يا رسول الله وهو أخفى من دبيب النمل؟ فقال قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه".

شكرا للافادة . . .
العفو أخي الكريم

نعم العبادة على الوسادة 2024.

بِسمِ الله وبِه نَسْتعــين ..

هِيَ سُويْعَاتٌ يَقْضِيهَا الوَاحِدُ مِنَّا نَائِمًا

يَسْتَرِدُّ فِيهَا قُوَّتَهُ وَيُجَدِّدُ بِهَا نَشَاطَهُ

لِتُعِينَهُ علَى مُبَاشَرة عَمَلِهِ الدُّنْيَوِي بِنَفَسٍ نَشيطٍ وطاقَة مُتَجَدِّدَة
،
وَقَدْ يَعْتَقِدُ كَثِيرٌ منَ النَّاس أنَّ فَتَرَات النَّوْمِ إنَّمَا هِي أوْقَاتٌ ضَائِعَة

لايُمْكِنُ للمَرْء أنْ يَحْصُدَ فِيهَا الأجْرَ ويَنَالَ مْن خِلالِهَا الثَّواب .

إلاّ أنَّ الحَبِيبَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم وَقَدْ رَفَعَ هَذَا النَّوم مِنْ مَعْنَاهِ الطَّبِيعِي إلى المَعْنَى العِبَادِي
بَـــــيَّنَ لَنَا فِي جُمْلَة مِنَ السُّنَنِ والآدَابِ كَيْفَ يُمْكِنُ أنْ نُحَوِّلَ سَاعَاتِ النومِ الَى سَاعَاتِ عِبَادَةٍ للهِ عَزَّ وَجَل

وهاهُنَا تُقَدِّمُ لَكُمْ مَجْمُوعَة فَاتَّبِعُوني سُنَنَ النَومِ

إقْتِفَاءً لِأثَرهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتِّبَاعًا لخُطَاه

القعدة

القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

والله بارك الله فيك
وجزاك الجنة يا رب
+تقييم
القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم غفران القعدة
القعدة
القعدة
والله بارك الله فيك
وجزاك الجنة يا رب
+تقييم
القعدة القعدة

وباك الله فيكم
شكرااا

bensaid saber
باك الله فيك
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roudi92 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
القعدة القعدة

وفيكم بركة
شكراا