منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة 2024.

يحكي ان طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة ..فصار الناس كلما شرب منهم احد من النهر يصاب بالجنون …وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..واجه الملك الطاعون وحارب الجنون ..
حتى اذا ما اتي صباح يوم استيقظ الملك واذا الملكة قد جنت ..وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنونالملك
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس .الوزير : قد جن الحرس يا مولاي الملك : اذن اطلب الطبيب فورا الوزير : قد جنالطبيب يا مولاي الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوىأنت وأنا .الملك : يااللهأأحكم مدينة منالمجانين!! الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجدفي هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهروبالتالي هم من أصابهم الجنون
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهرلكي يتجنبوا الجنون
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب. ما نحن يا مولاي إلا حبتارمل الآن .. هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة … هم الآن منيضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهرالجنون إن الجنون أن تظل عاقلا في دنياالمجانين
بالتأكيد الخيار صعب ..عندماتنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين ..عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عنالواقع المحيط ..هل ستسلم للآخرين .. وتخضع للواقع .. وتشرب الكأس؟
هل قال لك احدهم : معقولة فلان وفلانوفلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح !اذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليكلتشرب من الكأس ؟
عندما تدخل مجال العمل بكل طموحوطاقة وانجاز وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وانت فيمحلك .. هل يتوقف طموحك .. وتقلل انجازك .. وتشربالكأس؟
أحيانا يجري الله الحق على لسانشخص غير متوقع
مرت طفله صغيره مع أمها علىشاحنه محشورة في نفق … ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها منالنفق ..قالت الطفلة لأمها .. أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !استنكرت الأموردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة ! ولم تعط أي اهتمام ولمتكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..تقدمت الطفلة لضابط المطافئ : سيدي افرغوا بعضالهواء من عجلات الشاحنة وستمر !وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدةالمدينة البنت لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريموالتصوير
وأحيانا لا يكتشف الناس الحقإلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد
غاليلوا الذي اثبت أن الأرضكروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات !وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم انه الأرضكروية بالفعل وان غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلكالوقت
ولكن هل بالضرورة الانفرادبالرأي أو العناد هو التصرف الأسلم باستمرار
نادية مثلا تحدت أهلها وكل منحولها لتتزوج مشعل لتكتشف بعد سنوات إن مشعل أسوء زوج منالرجال
* كم تمنت نادية أنها شربت من الكأس عندماعرض عليها حتى ارتوت
كاتب مغمور اكثر على الناسبكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس ليكتشف بعد سنوات انه كل كتاباته كانت ضربا منالهراء! كم تمنى هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حتى ابتلتعروقه
اذن ما هو الحل في هذه الجدليةهل نشرب من الكأس او لا نشرب ؟
دعونا نحلل الموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة
رأي فردي مقابل رأيجماعي
منطقيا الرأي الجماعي يعطيناالرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة
قد تقول اذن لا اشرب الكأسلحظه
في نفس الوقت نسبة الخطأ فيالرأي الجماعي أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأيالفردي
اذن تقول نشرب الكأس .. تمهلقليلا
من يضمن انه في هذه اللحظة وفيهذه القضية كانت نسبة الصواب في صالحك
اعرف أن الأمرمحير
شخصيا عرض علي الكأس مراتعديدة اشربه احيانا وارفض شربه احيانا كثيرةالامر كله يعتمد على ايماني بالقضيةوثقتي في نفسي وثقتي في الاخرين من حولي هذا بالنسبة الى خبرتي .. والان السؤالموجه لك انت يامن تقرأ كلماتي
اذا عرض عليك الكأس ..هل تفضل انتكون مجنونا مع الناس
او تكون عاقلا وحدك
جزاكم الله خيرا أخي على الموضوع المتميز ولكن ماذا عساني أقول شخصيا وقد أوتيت فصل الجواب ومجامع الكلم بقولك :
]شخصيا عرض علي الكأس مرات
عديدة اشربه احيانا

وارفض شربه احيانا كثيرةالامر كله يعتمد على ايماني بالقضيةوثقتي في نفسي وثقتي في الاخرين من حولي هذا بالنسبة الى خبرتي ..

ولإن أضفت كليمات لأقولنك بكلامك والسلام عليكم

جزاك الله كل خير وبارك الله فيك اخى
وما عسانا نقول الا ماقلت
نشرب الكأس مرة ونرفض شربه مرات
حسب قناعتنا بالقضيه وحسب نظرتنا اليها ايضا
مشكور على طرحك هذا
ريم

باركة الله فيك خويا موضوع مميز :clap:

رد: إستخدام الفتاة ل إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين الضرورة و ومخالفات الشرع 2024.

إستخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي بين الضرورة و ومخالفات الشرع :: منتدى الاسرة :: الاسرة والمجتمع وال

القعدة إالقعدة من طرف الكلمة الطيبة في الأربعاء 29 أكتوبر 2024, 12:08

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ريب أن هذا العصر عصر الثورة المعلوماتية ، مدّ حبال الصلة بين الناس ، وقطع ما بينهم من مسافات ، وسهّل نشر العلوم والثقافات ، فوجدت الفتاة فيه مجالاً خصباً للمشاركة في البحث والتعليم عن بعد ، ونشر المعرفة من خلال نشر المقالات ، وإدارة الحوارات ونحو ذلك .

فهي الآن تشارك في الطرح والكتابة عبر المواقع الاجتماعية (الفيسبوك) ، و(التويتر) وغيرها ، ولا بد من الإشادة هنا بالأقلام النسائية الراقية التي انتفع منها الكثير ، مغدقة القراء بالعلم النمير ، والفكر المستنير ، ومع ذلك كله إلا أنه يوجد في صفو تلك المشاركات ما يعكره ، فكان من الواجب الإشارة لبعض الأمور وبيان المكدرات فيها ، ومن ذلك :

1- الأحاديث بين الجنسين :

إن الأصل في محادثة المرأة للرجل والعكس أن لا يكون ذلك إلا لحاجة ، فإن لم يكن ثمّ حاجة منعت .
ويدل على ذلك قوله تعالى : " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ".
قال ابن العربي في تفسيره : ( وهذا يدل على أن الله أذن في مساءلتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض ، أو مسألة يستفتى فيها )
وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، ما لم تكن هناك ضرورة أو حاجة ، فقال صاحب بريقة محمودية: ( التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة) .
كما نصوا على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام ، وكذا ردها عليه ، قال صاحب كشاف القناع: ( وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة ). وعللوا ذلك بأن ردها عليه أو ابتداءها له يجعل له فيها مطمعاً .
ونصوا أيضاً على أنه لا يشرع لها تشميت العاطس من الرجال الأجانب ، ولا يشمتها هو ، فقد ذكر ابن الجوزي في أحكام النساء أن رجلاً كان عند الإمام أحمد ، فعطست امرأة الإمام أحمد ، فقال لها العابد : يرحمك الله ، فقال الإمام أحمد : عابد جاهل .
بل وأكثر من ذلك كره الفقهاء للرجل أن يعزي المرأة الشابة عند موت قريب لها مالم تكن من محارمه ، سداً لباب الفتنة ، ودفعاً للمفسدة ، فتعزية الرجل للمرأة أو العكس قد يكون فيه مدخل للشيطان ، ولهذا نص العلماء على أن الرجل لا يعزي المرأة الشابة إلا أن تكون من محارمه . وأما المرأة كبيرة السن ، فقد رخص في تعزيتها بعض العلماء ، لأنها ليست كالشابة في خشية حصول الفتنة بها ، ومع ذلك : فالأفضل ترك تعزيتها أيضاً . جاء في "الغرر البهية" : "لا يعزي الشابة من الرجال إلا محارمها وزوجها".
وفي "حاشية ابن عابدين" رحمه الله : قال في شرح المنية : " وتستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن.." .
وقال سحنون رحمه الله في مواهب الجليل : " ولا تعزى المرأة الشابة وتعزى المتجالة [أي : كبيرة السن] , وتركه أحسن".
وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني : " لا يعزي الرجلُ الأجنبي شواب النساء مخافة الفتنة " .
ولا يخفى أن التعزية تكون في حالٍ من تألُّم النفس وانقباضها ، وذلك كفيل بأن يشغل المرء عن التفكير في الشهوات التافهة ، فكيف بغير تلك الحال ؟!
فهذا بيان بأن الحديث بين الطرفين إنما يشرع للحاجة ، ومتى شُرع فإنه لا بد أن يكون قولاً فصلاً لا خضوع فيه كما قال تعالى : " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً " . قال الطبري في تفســـــيره : ( خضوع القول ؛ ما يكره من قول النســـاء للرجال مما يدخل قلوب الرجال ) . وقال القرطبي في تفســــــيره : (أَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُنَّ جَزْلًا وَكَلَامُهُنَّ فَصْلًا، وَلَا يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُظْهِرُ فِي الْقَلْبِ عَلَاقَةً بِمَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ مِنَ اللِّينِ ) ؛ أي يكون كلامهن مختصراً قدر ما يفي بالحاجة ، بيناً واضحاً يفصل بين الحق والريبة ، ولا يكون على وجه يحدث في قلب الرجل شيئاً ، فيطمع فيها .
فلابد أن تعلم الفتاة أن حديثها له أثر على الرجال ، لا يقل خطراً عن النظر المحرم إليها ، ومصداق ذلك ما جاء من تغزل بعض الشعراء بقوله :

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة — والأذن تعشق قبل العين أحياناً
قالوا لمن لا ترى تهوى فقلت لهم — الأذن كالعين توفي القلب ما كانا

وقديماً كان يقال : الحب أوله السماع ثم النظر ؛ كما أن أول الحريق الدخان ثم الشرر ، فحديثها مع الرجل وإن كان كتابة فهو محفوف بالمخاطر، ويخشى عليه وعليها الفتنة ، لأن النفوس البشرية قد جبلت على حب من كثرت محادثته ومباسطته ، كما أن كثرة المساس تذيب الإحساس ، يضاف إلى ذلك أن الإنسان عندما يتعامل مع الشخص الذي يراه فإن الحواس تستحي ، أما إذا كان لا يراه فإن ذلك مظنة جرأة أكثر ، فيخشى أن يكون ما يحدث بين الشباب والفتيات من محادثة عبر الإنترنت تحت غطاء الدعوة إلى الله أو التذكير بالله أو المناقشات العلمية بريداً إلى ما لا يرضي الله تعالى ؛ ذلك أن للحديث انعكاسات خطيرة تتسلل إلى النفس مع نزعات إبليس ، وخطواته الخفية التي حذر الله تعالى منها بقوله : " لا تتبعوا خطوات الشيطان " فيجب تجنبها .
فيتلخص مما تقدم ضرورة انضباط حديث الأجنبية مع الأجنبي ، أو العكس بالحاجة ، وفي حدود ضيقة ، وفي دائرة القول المعروف ، فإن في ذلك قياماً بالمأمور ، ودرءاً للمحظور ، وصيانة للمجتمع ، وسداً لباب الفتنة .

2- حديث الفتاة عن يومياتها ، وتصوير حياتها لمن يقرأ ، ووضع صورٍ لبعض متاعها كسريرها أو هدية قدمت لها ونحو ذلك :

إن الخيال قد يكون أحياناً أقوى في إثارة الشــهوات من العيان ، والقرآن يغلق الطريــق إلى ذلك كله بقوله تعالى : " ليعلم ما يخفين من زينتهن " . قال ابن عاشور عند تفسير هذه الآية : ( وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يذكر الرجل بلهو النساء ، ويثير منه إليهن من كل ما يرى أو يسمع ) .
وقد تحتقر الفتاة مثل هذه الأمور ، وتستبعد إثارتها شيء في نفس الرجل ، وقد ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَدْ ظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي ظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ: رَأَيْت خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، قَالَ: فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ » رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ . فلو تأملت الفتاة الحديث لوجدت الزوج فتن بزوجته لا بامرأة أجنبية ، وما الذي فتنه وحمله على الوقوع عليها وقد ظاهرها قبل التكفير ؟ " خلخالها في ضوء القمر " . وأين موضع الخلخال من امرأته ؟ موضعه القدم !
إن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطراً وضرراً ، كما ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
وروى مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" .

3- إضافة حساب المنشدين والممثلين ومتابعة تغريداتهم :
إضافة الفتاة لحساب منشد أو ممثل لا يخلو من أمرين : إما أن تتابع ما يكتب دون أن تتحدث معه ، أو تتابع وتتحدث معه ، فإن كان الأول فإن النفس ضعيفة ؛ كما قال تعالى بعد أن بيّن ما أحل لعباده من الزوجات والإماء وما حرم عليهم : " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً " نعم ضعيف ! لا يصبر تجاه العاطفة ، فعلام تعرض الفتاة نفسها للتعلق برجل والافتتان به ؟ قال ابن الجوزي : ( وقد يتعرض الإنسان بأسباب العشق ، فيعشق ؛ فإنه قد يرى الشخص ، فلا توجب رؤيته محبته ، فيديم النظر والمخالطة ، فيقع فيما لم يكن بحسابه ) . وهكذا الفتاة قد ترى المنشد أو الممثل فلا توجب رؤيته شيئاً في نفسها ، فتديم متابعة ما يكتب ، فتقع فيما لم يكن بحسابها .
فإن لم يحدث التعلق به فأي فائدة ترجى من ذلك غير اتباع هوى النفس ؟ وقد شبه سبحانه من اتبع الهوى بأردأ الحيوانات صورة ومعنى ، فقال تعالى : " ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " ، فعلى الفتاة العاقلة أن تتفكر في أنها لم تخلق لاتباع الهوى ، بل لأمر عظيم لا تناله إلا بمعصية هواها ؛ كما قيل :
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .
وإن كان الثاني وتحدثت معه ، فقد مدت يدها لفتح باب من الفتنة قد يصعب عليها إيصاده .

4- إضافة معرف لإحدى الزميلات ، والثناء عليها ووصفها بصفات شخصية أو خلقية :
ورد في الحديث الصحيح " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا " . وإنما نهي عن ذلك ؛ لئلا َيتَعَلَّق قلب الرجل بهَا فيَقَع الافتتان بالموصوفة .
ولا يخفى أن الحديث في المواقع الاجتماعية "التويتر" و"الفيسبوك" عن مثل هذه الأمور داخل في هذا النهي متى ما كان في القائمة المضافة رجال أجانب يطلعون على ما ينشر .

5- الصور الرمزية :
لكل من يكتب في المواقع الاجتماعية صورة رمزية ، وصورة الفتاة الرمزية ما هي إلا دليل على شخصيتها ، والفكر الذي تنتمي إليه ؛ فغالباً ما تكون الصورة الرمزية تعبير عما في نفس الفتاة ؛ فهي حقيقة همسات القلوب ، وإليك هذه المعادلة :

اسمك + صورتك الرمزية + خانة التعريف بالنفس = شخصيتك

ولن يكون الحديث هنا عن صور النساء المتبرجات أو شبه العاريات ؛ لأني على يقين من أن فتياتنا الواعيات بعيدات كل البعد عن ذلك ، ولكن الحديث سيكون عن بعض الصور الرمزية التي تتهاون في وضعها بعض الفتيات كقلوب الحب ، وصور فتيات مرسومة ، ولو كانت من شخصيات الرسوم المتحركة ، فما سبب وضع مثل هذه الصور ؟ حقيقة لن يتجاوز السبب أحد أمرين : جمال الصورة ، أو جذب القراء لها .
فإن كان السبب جمالها ، ففي الصور الجميلة التي لا تحرك ساكن نفس الرجل ما يغني عن ذلك ، وإن كان لجذب القراء لها وفيهم الرجال ، فقد جمعت بين سوء القصد وسوء الفعل ؛ فإن الرجل يقيّم المتحدثة من خلال هذه الصورة ، وقد صرح بعض الرجال بأن رده على الفتاة يكون على حسب الصورة ؛ فإن كانت الصورة جذابة فرده سيكون إيجابياً ، والعكس صحيح .

6- نقل ما قيل وقال دون تثبت :
والحديث عن هذا على فروع ثلاثة :
( الأول ) : نقل الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة ، وفي الحديث الصحيح «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
( والثاني ) نقل الفتوى دون مصدر صحيح ، وقد قال تعالى : "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام " .
( والثالث ) نقل الأخبار التي تثير الفتن ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " . حديث صحيح ، وأثنى _ صلى الله عليه وسلم _ في الحديث الصحيح على من يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ ، كما أن ذلك مخالف لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" حديث صحيح .
فعلى الفتاة أن تتحرى في كلامها وتتقي الله عز وجل فيما تنقل ، وتترك سياسة الإمعة ، وسياسة النسخ واللصق دون تحري .

7- الحديث في الحلال والحرام دون علم :
قد تدخل الفتاة في نقاشات علمية في المواقع الاجتماعية ، والجميع فيها يدلي بدلوه ، فتتجرأ على التحريم أو التحليل من وجهة نظرها أثناء النقاش ، فلتعلم الفتاة أن من أطلق لنفسه العنان في الحديث بالحلال والحرام مثله كمثل الذي أفتى ، ولتتأمل قوله تعالى : "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر كل أولئك كان عنه مسئولاً " ، وقوله تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون "

وختاماً أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

منقول لكم للإفادة

جزى الله العضوين خيرأً على الموضوع المهم …
القعدة

الحمد لله انك لم تنتفض على مساهمتي مثل البعض ….. لآسف استاذ خليل لااملك عصى فقط القلم ……هو قلمي…

فإذ ا غابت العصى فلا نترك القلم يغيب …. كثر الباطل وكثر الفساد وكثر السكوت عليهم….

جزيتي كل خير أختي على الموضوع

شكرا على المرور الطيب أختاه
بـآركـ الله فيكـ ع نقل الفتوى لنـآ
سلامي

المكتبــــة المنزليــــة بين الضرورة و الأناقـــة ؟؟ 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القعدةللمكتبه المنزليه دورا مهما واساسيا …. بما تضفيه من جمال على ديكور الغرفة التي توجد فيها.

القعدة

وتتعدد أنواع وأشكال المكتبات المنزلية فهناك مكتبة الكتب، كما أن
هناك مكتبة أشرطة، الـ CD، و تكون ملحقة في الغالب بوحدة لجهاز التلفزيون .

القعدة

ومن أحدث أشكال تلك النوعية التي تحتوى على ركن لوضع تلفزيون بشاشة بلازما، وركن آخر للكومبيوتر بكل مستلزماته.

القعدة

و إذا كان كلاسيكياً يكون لون وتصميم المكتبة من الطراز الكلاسيكي أيضاً ويفضل في هذا التصميم اللون البني الداكن

القعدة

يفضل وضع المكتبة في غرفة المكتب بحيث تكون ذات مقاسات ثابتة مع مقاس الجدران بالغرفة لتعكس حالة من الهدوء والتركيز والرغبة في الاطلاع والقراءة بعيداً عن باقي أجزاء المنزل.

القعدة

وفي حالة عدم وجود غرفة للمكتب يصبح من المناسب وضع المكتبة في غرفة المعيشة بحيث تتناسب مساحتها مع مساحة الغرفة نفسها.

القعدة

يراعى عند اختيار تصميمها ألا تكون عاكسة للإضاءة أو مدهونة بدهانات لامعة أو ذات ألوان فاقعة

القعدة

القعدة

القعدة

و في غرف الأطفال، يفضل أن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطفل، فتتضمن مكانا لوضع كتب الرسم والتلوين والقصص ومكانا للألعاب.

القعدة

القعدة

القعدة

المهم هنا أن تأتي ألوان المكتب لتشيع جواً من الراحة والبهجة والتناسق مع ألوان الغرفة وتصميمها.

ور الـــــــــروح دة
دعواتي و تحياتي للجميع

شكراااااااااا على الموضوع الرائع
يعيشك

الوردة

شكرا لك ع التقرير و الصور

ودي ووردي :001_wub:

و أنا بدوري أشكركما على مروركما الجميل
و على تفضلكما بالرد العطر
تحياااتي لكما

شكرا على الموضوع المميز
شكرا على الموضوع الرائع ، أن من محبي الديكور المنزلي ، أحب كل ما هو جديد و رومانسي:thumbup:
القعدة
وفيكم بارك
شكرا لكن للمرور الجميل
و للرد الطيب
تحيااااتي يا غاليات

القعدة

القعدة

هل كل ما ورد في القرآن يقتضي أن يكون معلوما من الدين بالضرورة 2024.

السؤال
هل كل ما ذكر في القرآن يعتبر معلوما من الدين بالضرورة؟ وهل إذا قلت على شخص في شيء ما إنه يعذر فيه بالجهل ثم اتضح أنه لا يعذر فيه بالجهل وأنه شيء معلوم. هل يعتبر هذا شكا في كفر الكافر فأكون كافرا حيث إني قرأت في فتوى لكم أن الحجاب لم يعد من المعلوم من الدين بالضرورة هل يعني ذلك أن من استحل كشف الشعر قد يعذر بجهل وكيف ذلك والأمر مذكور في القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعلوم من الدين بالضرورة هو ما استفاض علمه وانتشر في الناس حتى استوى فيه العالم والجاهل والخاص والعام، ولا شك في أن ذكر أمر ما في القرآن لا يقتضي كونه معلوما من الدين بالضرورة، فكثير من الناس لا يقرأ القرآن، وكثير منهم لا يفهم كثيرا من آياته، وقد تعرض الشبهة في الفهم والتأويل لبعض الآيات فيكون المتأول الجاهل بمعنى الآية معذورا بما عرض له من التأويل، وقد نص الفقهاء على أن من أنكر وجوب الصلاة -وناهيك بالعلم بها شهرة واستفاضة في الناس وقد ذكرت في عشرات المواضع في القرآن- لا يكفر بمجرد ذلك إن كان جاهلا بالوجوب وكان ممن يعذر بالجهل كمن نشأ في بادية بعيدة أو كان حديث عهد بإسلام. قال النووي عليه الرحمة: إذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا، أَوْ جَحَدَ وُجُوبَهَا وَلَمْ يَتْرُكْ فِعْلَهَا فِي الصُّورَةِ فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ قَتْلُهُ بِالرِّدَّةِ إلَّا أَنْ يُسْلِمَ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ جَمِيعُ أَحْكَامِ الْمُرْتَدِّينَ وَسَوَاءٌ كَانَ هَذَا الْجَاحِدُ رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً هَذَا إذَا كَانَ قَدْ نَشَأَ بَيْنَ المسلين، فَأَمَّا مَنْ كَانَ قَرِيبَ الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِحَيْثُ يَجُوزُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ وُجُوبُهَا فَلَا يُكَفَّرُ بِمُجَرَّدِ الْجَحْدِ، بَلْ نُعَرِّفُهُ وُجُوبَهَا فَإِنْ جَحَدَ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ مُرْتَدًّا. انتهى.
وقال ابن قدامة رحمه الله: تارك الصلاة لا يخلو إما أن يَكُونَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا، أَوْ غَيْرَ جَاحِدٍ، فَإِنْ كَانَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا نُظِرَ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ جَاهِلًا بِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ، كَالْحَدِيثِ الْإِسْلَامِ، وَالنَّاشِئِ بِبَادِيَةٍ، عُرِّفَ وُجُوبَهَا، وَعُلِّمَ ذَلِكَ، وَلَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ؛ لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ، كَالنَّاشِئِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي الْأَمْصَارِ وَالْقُرَى، لَمْ يُعْذَرْ، وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ادِّعَاءُ الْجَهْلِ، وَحُكِمَ بِكُفْرِهِ؛ لِأَنَّ أَدِلَّةَ الْوُجُوبِ ظَاهِرَةٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَفْعَلُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، فَلَا يَخْفَى وُجُوبُهَا عَلَى مَنْ هَذَا حَالُهُ، فَلَا يَجْحَدُهَا إلَّا تَكْذِيبًا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ وإجماع الأمة وهذا يصير مرتدا عن الإسلام. انتهى.
فإذا كان هذا الشأن في الصلاة فما دونها من باب أولى، فلو وجد من يجهل وجوب ستر المرأة رأسها وكان مثله يجهل ذلك كان معذورا مع كون هذا الحكم مذكورا في القرآن لما عرفناك.
واعلم أن تكفير الشخص المعين من الأمور الخطيرة التي ينبغي ألا يتصدى لها إلا أهل العلم، والخطأ في الحكم على شخص بالكفر أو عدمه لا يعد شكا في كفر الكافر، لأن الشك في كفر الكافر إنما يكون كفرا إذا كان هذا الشخص مقطوعا بكفره كمن يشك في كفر فرعون وأبي لهب مثلا.
وننصحك ألا تشتغل بالحكم على الشخص المعين هل هو كافر أو لا وهل يعذر بالجهل أو لا يعذر، ولا تخض في هذه المسالك الوعرة إذا كانت بضاعتك من العلم مزجاة، ولا يكون ذلك شكا في كفر الكافر حاشا وكلا، بل هو رد للأمر إلى أهله الذين أمر الله بالرد إليهم، وهم العلماء، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه ألا ينازعوا الأمر أهله. فدخل في هذا منازعة أهل العلم فيما هو من شأنهم. قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ {النساء:83}.
والله أعلم.

الطلاق بين العيب والضرورة 2024.

كثيرة هي الصعاب والعثرات التي يواجهها البعض وتشكل منعطفاً أساسياً في حياتهم .. ومن أكثر تلك المشاكل حساسية "مشكلة الطلاق" .. مشكلة يزداد انتشارها ويكثر الحديث عن أسبابها ودوافعها

القعدة

فالطلاق يشكل للبعض بداية العذاب .. ويشكل للبعض الآخر نهاية هذا العذاب .. ولكنه أحياناً مهم عندما تستحيل العشرة أو تتنافر الطباع أو ينعدم التوافق النفسي ويتهدم الشعور العاطفي

ولو عرفنا ما هي الأسباب الرئيسية لحوادث الطلاق .. أمكننا أن نتجنب وقوعه ما أمكن .. وسأحاول أن أستعرضها دون استفاضة:

اختلاف المستوى التعليمي والثقافي: حيث نقاط الالتقاء الفكري مغيبة والاهتمامات متباعدة إلى حد كبير .. الأمر الذي قد يجعل من تفاهم الزوجين أمراً صعباً قابلاً للتفاقم ليصبح أزمة حقيقية.

إرغام الشاب أو الفتاة على الزواج: قد يكون الأمر نادر الوقوع بالنسبة للشاب لكنه موجود بكثرة لدى الفتيات .. حيث بعض الأسر التي تمنع على الفتاة حق الاختيار .. الأمر الذي قد يجعل من الشريك شبحاً وكابوساً مزعجاً لم يختره شريكه .. وبذا قد يستمر في رفضه الضمني له.

تدخلات الأهل في الحياة الزوجية: كثيراً ما يحدث أن يشكو أحد الزوجين أو كلاهما من بعض منغصات عيشه مع الشريك .. فتكون الآراء السلبية من الأهل التي تزيد من ثورة الشاكي وإثارة حنقه على شريكه .. وكذلك الحال في حالة بعض الأبناء والبنات الذي يسلمون دفة قيادة حياتهم لأهاليهم حتى بعد الزواج.

الإهمال للواجبات الزوجية: وهذا غالباً ما يحدث لدى الأسر التي لا يجمعها رابط الحب والاحترام والتقدير للآخر .. فيقرر أحد الشريكين أو كلاهما الاهتمام بما له دون أدنى اكتراث بما عليه .. فيكون الإهمال للشريك و/أو الأبناء عامل هدم حقيقي لكيان الأسرة .. وربما يكون من أهم تلك الحقوق والواجبات أمر قد يغيب عن بال أكثرنا .. إنه إضفاء روح الحب الذي يحتاجه الشريكان من بعضهما "كلاماً وليس عملاً فقط" من وقت لآخر.

– عدم تحمل المسؤولية: ونجد هذه الصفة أكثر الأحيان لدى الأشخاص العابثين الذي اعتادوا الدلال في أسرتهم الأولى حيث كانت طلباتهم مجابة دون عناء .. قطعاً التعميم خاطئ هنا ولكنه السبب الأساس لجعل الفرد غير مدرك لمسؤولية الزواج الملقاة على عاتقه.

عمل الزوجة واستقلالها مادياً: الأمر الذي يفتح باباً لجدالات ومناقشات حول الأمور المادية قد تتطور لتشكل عامل استقلال ذاتي مادي أولاً قد يأخذ بالتدريج إلى استقلال كلي .. المشكلة هنا لا تكمن في عمل الزوجة وحصولها على دخل مستقل .. بل في كيفية تفاهم الزوجين حول هذا الأمر.

– الإهانة والإيذاء: كبعض الأشخاص الذين عاشوا ظلماً وذلاً في طفولتهم فنشأت لديهم العقدة التي تجعل من صاحبها راغباً بإهانة من حوله حتى المقربين منهم سواء بإيذاء نفسي أو جسدي .. وإلى جانب أولئك نجد الأشخاص شديدي الانفعال والثورة وعدم القدرة على ضبط النفس عند الغضب.

الغيرة الزائدة والشك: وهذا ما يحيل حياة الشريكين معاً إلى جحيم أسود .. فالغيرة بدافع الحب تختلف عن تلك التي تنشأ عن عدم الثقة حيث يعذب الشخص نفسه أولاً بآلام غيرته الزائدة ثم ينتقل إلى تفريغ شحنات غضبه إثر غيرته على شريكه الآخر الذي قد يحتمل الوضع ويتقبله بضع مرات لكنه لا يلبث أن يشعر بقيود تكاد تخنقه وتقيد حياته .. ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما يتسلل الشك نتيجة الغيرة إلى داخل أحد الشريكين.

– إدمان الخمر وتعاطي المخدرات: وبغض النظر عن شرعيتها وآثارها الصحية المدمرة واستحساننا لها من عدمه .. إلا أنها ذات تأثير سلبي لما لها من مفعول قد يغيّب العقل وحسن التقدير والتصرف.

– العجز الجنسي: ومنه العجز المفاجئ نتيجة مرض ما أو حادث معين قد يحدث بعد الزواج .. الأمر الذي يجعل من فراش الزوجية بارداً .. إلى جانب الأثر الذي يتركه هذا الأمر في نفس الشريك العاجز ذاته من شعور بالضعف .. مما قد يدفع بأحد الزوجين أو كليهما إلى اختلاق مشاكل بعيدة كل البعد عن هذا السبب لما له من حساسية لكنه الدافع الرئيسي لمشاكلهم تلك.

عدم القدرة على الإنجاب: حيث يشعر الرجل الطبيعي تجاه زوجته العاقر "التي لا ذنب لها" بالغبن لأنها حرمته من خلف يحمل اسمه ويكون له معيناً ويحقق له وجوده ورجولته أمام الآخرين .. وفي الاتجاه الآخر حيث تشعر المرأة الطبيعية تجاه زوجها العقيم أنه حرمها من أجمل شعور ترجوه كل أنثى .. ومن رسالة تعيش صباها على حلم تحقيقها .. إنها الأمومة.

– علاقات الأزواج المشبوهة: وهذه تكون لدى الأزواج أكثر منها لدى الزوجات .. حيث يشعر الزوج أن حريته لا تكتمل إلا بوجود الأخرى في غرفته لتضيء لياليه الحمراء .. وهو في ذلك غير مكترث لوجود زوجته من عدمه .. فما تقدمه الزوجة له يمكن للأخريات أن يقمن به.

– تعدد الزوجات وغياب العدل: حيث قد توافق الزوجة أو لا على اقتران زوجها بأخرى .. إلا أن الزوج بات مشتتاً بين أسرتين .. موزع الاهتمامات .. فاقداً القدرة على التركيز .. عاجزاً عن تحقيق العدل بين الزوجتين سواء عاطفياً أو مادياً .. إلى جانب العامل المهم وهو الأثر النفسي الذي يخلفه هذا الفعل في حياة الزوجة.

ولابد هناك العديد والعديد من الأسباب الأخرى .. لكن إن أمكن تجنب بعض ما ذكرته أعلاه .. فمن المؤكد أن مؤشر نسبة الطلاق قد ينخفض بشكل كبير جداً .. ولربما تكون تلك الأسباب موجودة في بعض الأسر وأثرها السلبي لم يتضح بعد لكنه موجود لدى الطرف الذي يشكو من وطأته.

قد يخطر ببال أحدنا أن يسأل : لماذا تم الانتظار حتى استحالت الحياة بهذا الشكل بين الطرفين .. وهنا يكون الجواب البسيط .. إنها الموروثات الأخلاقية و الاجتماعية التي بات شأنها شأن الموروثات الأخرى .. فمن المتعارف عليه استهجان المرأة نفسها أو من يحيط بها لكلمة "مطلقة" فهذا في عرف المجتمع "عيب" .. وهو ما يسبب ازدياد وتفاقم التباعد بين الزوجين تحت قيد "العيب" .. ولذلك كثيراً ما نسمع من أهالي ومعارف وأقارب الزوجات "عليكِ بالصبر .. فهذا نصيبك .. وعليكِ أن ترضي به كما هو .. هذا ما قسمه الله لكِ"

لكن لا يخطر هنا ببال هؤلاء خطورة الاستمرار في حياة كهذه بوجود كل هذا التباين بين الزوجين خاصة في حال وجود أولاد بينهما .. فما ذنب أطفالٍ انتموا لعائلة لا يجمع بين أفرادها سوى دفتر العائلة .. دفتر صفحاته تقول هذا الأب .. وتلك الأم .. وأولئك هم الأبناء .. لكن دون أي أساس للعلاقة الزوجية الصحيحة "السكينة .. المودة .. الحب .. التفاهم .. الاحترام" .. لعل الاختلاف لا يشكل أمراً سيئاً .. لكنه بالغ السوء عندما يتفاقم ليطال كل شيء فيحيل الحياة إلى كابوس يرجو أصحابه التخلص منه.

عند هذا الحد .. لابد مما ليس منه بد .. إنه الطلاق .. الحل المر .. فالطلاق ليس حراماً ولا هو بعيب .. إنه الحل الأمثل لعلاقة كهذه .. وهو البداية الجديدة لكل من الزوجين .. وربما تكون بداية سعيدة تخلص أحدهما أو كليهما من ذكرى ما عانى .. ولو كان الطلاق حراماً لما حلله الله .. ولكن الغريب أن بعضنا يصر أن يدفن رأسه بالرمال ليقول "الطلاق عيب" .. وهنا .. كيف ستكون حال الأطفال في هذا الوضع المتفاقم من كره الأب أو الأم أحدهما للآخر؟؟ .. رويداً رويداً سيتحول هذا الإحساس لا شعورياً إلى انعكاس سلبي على حياة الأطفال .. هؤلاء الذين سيحملون نتيجته عقداً واضطراباتٍ نفسيةً في المستقبل.

لا يجب أن تبقى الأم مرغمة على حياة زوجية مع رجل لا يريدها في قلبه وحياته .. ولا أن يقبل الرجل بحياة كهذه مردداً "إنها ملكي ويجب أن تبقى كذلك" فكون العصمة في يد الرجل لا يبيح له استغلال خاصية منحه إياها الله لتكون معمرة لا مدمرة.

وهنا لابد أن أشير إلى أن إدراجي هذا حتماً ليس دعوة للطلاق .. بل لابد من اتباع كافة الدروب المؤدية إلى الإصلاح والتفاهم .. فالطلاق رغم إيجابياته له سلبياته أيضاً في تفتيت الأسرة التي هي اللبنة الأساس لبناء المجتمع .. ولذلك أرى أن أولى الخطوات الناجحة للحيلولة دون الوقوع في منحدر الحياة الزوجية البائسة والتي قد تؤدي بدورها إلى الطلاق تكمن في إفساح المجال أمام الشاب والشابة ليختار منهما شريك حياته بحريته "دون فهم خاطئ لهذه الحرية" .. وأن يتعرفا ببعضهما ويفهما سلوك وطبائع بعضهما البعض ما أمكن خلال فترة الخطوبة وبمكاشفة ومصارحة مع من يملك النظرة السديدة من ذويهما "دون إكراه من كبير .. أو استهتار من صغير" .. وأن يدرسا إمكانية نجاح زواجهما في المستقبل من عدمها بعيداً عن محاولة كل منهما إلى تجميل سلوكه وحقيقته "وهذا ما يحدث في أغلب فترات الخطوبة" .. فالزواج ليس نزهة نقوم بها وتنقضي بعد الاستمتاع بها .. بل حياة دائمة تتطلب الحب والتفاهم والانسجام في كل شيء .. إن انعدام تلك المقومات لن ينفع بعد عدة أشهر أو سنوات .. ولن يفيد عندها الندم على الإقدام على الخطوة من أساسها.

القعدة
القعدة