الغيرة بين الشرع والواقع 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.



أما بعد:



فإن من أخلاق العرب السامية : خلق الغيرة : هذا الخلق كان العرب في جاهليتهم يعرفون به , وقد أفرطوا فيه وغالوا وتشددوا ، وتجاوزوا حده المشروع، حتى وصل بهم إلى وأد بناتهم خشية العار.



جاء الإسلام فأقر أصل الغيرة ، لكنه هذبها وعَدَّلَها؛ لتكون بين الإفراط والتفريط ، وبين الغلو والتقصير.



وقلةُ الغيرة من قلة الإيمان ؛ لأن المؤمنَ يَغَارُ ؛ يَغَارُ لنفسه إذا شورك في شيء يختص به ، ويغار لله تعالى إذا انتهكت محارم الله تعالى ، أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه». [رواه البخاري: 5223، ومسلم 2761] ، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «ليس أحد أحبَّ إليه المدح من الله عز وجل، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حَرَّمَ الفواحش، وليس أحدٌ أحبَّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل». [رواه البخاري: 5220 ومسلم: 2760].



*المؤمن غيور: من صفات المؤمنين أنهم غيورون؛ يغارون على حرمات الله تعالى أن تنتهك، ويغارون على محارمهم وما يخصهم، ورسول الله r أشد الناس غيرة، ثم صحابته من بعده رضي الله عنهم وأرضاهم.



وعند مسلم (1498) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سعد بن عبادة: «يا رسول الله ، لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء». قال رسول الله r: «نعم». قال: «كلا ، والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك». قال رسول الله r: «اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وإني لأغير منه ، والله أغير مني».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وبَيَّنَ النبيُّ r أنه أغير من غيرة المؤمن ، وأن المؤمن يغار، والله يحب الغيرة، وذلك في الريبة، ومن لا يغار فهو ديوث». وقد جاء في الحديث: «لا يدخل الجنة ديوث». [رواه أحمد: 2/128]؛ فالغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى ، وهذه الغيرة هي أن تنتهك محارم الله ، وهي أن تؤتى الفواحش الباطنةُ والظاهرة .



لكن غيرة العبد الخاصة هي من أن يشركه الغير في أهله؛ فغيرته عن فاحشة أهله ليست كغيرته من زنا الغير؛ لأن هذا ما يتعلق به، وذاك لا يتعلق إلا من جهة بغضه لمبغضة الله، ولهذا كانت الغيرة الواجبة عليه هي من غيرته على أهله، وأعظم ذلك امرأته ثم أقاربه، ومن هو تحت طاعته، ولهذا كان له إذا زنت أن يلاعنها؛ لما عليه في ذلك من الضرر؛ بخلاف ما إذا زنا غير امرأته ». [الاستقامة 2/7].



*أقسام الناس في الغيرة: قَسَّمَ شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بني آدم في الغيرة إلى أربعة أقسام:



1- قومٌ لا يغارون على حرمات الله بحال ولا عن حُرُمِها ، مثل الديوث ، ومثل أهل الإباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، ومنهم من يجعل ذلك ديناً وطريقاً: }وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{. [الاعراف: 28].



2- وقوم يغارون على ما حَرَّمَه الله وعلى ما أمر به مما هو من نوع الحب والكره ، يجعلون ذلك غيرة ؛ فيكره أحدهم من غيره أموراً يحبها الله ورسوله، ومنهم من جعل ذلك طريقاً وديناً، ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة.



3- وقوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه، فنراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها؛ بل يبغضون الصلوات والعبادات؛ كما قال تعالى: }فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا{. [مريم: 59].



4- وقوم يغارون مما يكرهه الله، ويحبون ما يحبه الله، هؤلاء هم أهل الإيمان. ا هـ كلامه رحمه الله تعالى. [الاستقامة 2/9 -10].



*ما ينقص الغيرة: الذنوب والمعاصي سبب لنقص الغيرة واضمحلالها وذهابها؛ ولذا فإن أكثر الناس غيرة أتقاهم لله تعالى، وتنقص الغيرة من قلب العبد بقدر نقص تقواه.



قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: «ومن عقوبات الذنوب: أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه؛ كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن؛ فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد.


وأشرف الناس وأجدهم وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصّته وعموم الناس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة، والله سبحانه أشد غيرة منه …



إلى أن قال: فإن كثيراً ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدةُ الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار، ومن غير قبول العذر ممن اعتذر إليه؛ بل يكون له في نفس الأمر عذر، ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره.


وكثير ممن يقبل المعاذير، ويرى عذراً ما ليس بعذر، حتى يعتذر كثير منهم – يعني على معاصيهم – بالقَدَرِ، وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق.. وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر؛ فيغار في محل الغيرة، ويعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقاً». [الداء والدواء: 108].



وقال أيضاً: «والمقصود أنه كلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب جداً حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح؛ لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك، وكثير من هؤلاء، ولا يقتصر على عدم الاستقباح؛ بل يُحَسِّنُ الفواحش والظلم لغيره ، ويزينه له ، ويدعوه إليه ، ويحثه عليه ، ويسعى له في تحصيله ، ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله ، والجنة حرام عليه ، وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزيِّنه له ؛ فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة ، وهذا يدلك على أن أصل الدين الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ؛ فالغيرة تحمي القلب ؛ فتحمي له الجوارح ؛ فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة يميت القلب فتموت الجوارح ، فلا يبقى عندها دفع البتة. ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وَجَدَ الداءُ المحلَّ قابلًا ، ولم يجد دافعًا ، فتمكن فكان الهلاك». [الداء والدواء: 110].



*منافع الغيرة وأهميتها: الغيرة الموزونة بميزان الشرع سبب للخير ، وهي تدفع الشر، وتقمع أهل الريب والفساد ؛ غضب أبو بكر رضي الله عنه لما ارتد المرتدون، ومنع الزكاة المانعون .. غضب رضي الله تعالى عنه وقال لعمر لما حاول تهدئته : «يا عمر: أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام؟!» وانطلقت قولته المشهورة التي أصبحت نبراسًا يستضاء به: «والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله r لقاتلتهم عليه». [رواه البخاري: 7284 ، ومسلم: 2]، قال ذلك غيرة لله تعالى، وقاتل أهل الردة، فأعز الله به الإسلام.



وهكذا يكون أبو بكر رضي الله عنه أنموذجاً صالحاً وأسوة حسنة لكل عبد غيور على دين الله تعالى ، قوي في الحق ، آمر بالمعروف ، ناه عن المنكر ، لا كحال كثير من الناس الذين يرون حرمات الله تعالى تنتهك جهاراً نهاراً فلا يغارون لله تعالى ، ولكن كيف يغارون إذا كان في الناس من تنتهك حرماته ولا يغار!! نعوذ بالله من ذلك .



إن حدود الرجم والجلد والتغريب في الزنا ما شرعت إلا محافظة على الأعراض أن تنتهك، وإن آداب الاستئذان ، وكيفية الدخول على البيوت والمحارم ، ومنع النظر إلى الأجنبيات ما جاء إلا حفاظاً على الأعراض ، وإن جلد القاذف ما شرِّع إلا حفظاً للنساء الطاهرات العفيفات من أن تقع فيهن الألسن الجارحة العاصية، واللعان بين الزوجين ما شُرِّعَ إلا ليضبط غيرة الرجل على أهله؛ فلا تتعدى حدود غير الريبة.



ما شُرِّعَ ذلك كله إلا لمكانة الأعراض وأهميتها في دين الله تعالى، ولكن ما حال الناس أمام هذه الحرمة العظيمة؟ وما مقدار الغيرة في ظل بث الفضائيات الخبيثة التي تنشر الفساد والإباحية ، وفي ظل المجلات الخليعة التي تسهل طرق الفاحشة؟ ما حال مراهق أو مراهقة يخلو كل واحد منهما في غرفته ، تنتقل عينه من فضائية إلى أخرى! فبالله العظيم وبعيداً عن المزايدة في الكلام ، والتسويغات السامجة ، والأعذار الواهية ، ماذا سيكون جواب صاحب البيت الآمن حينما جلب النار والعار ووضعهما في أيدي أبنائه وبناته؟



ليس حديثي هذا للمنافقين ؛ فالمنافقون أخبر الله عنهم بأنهم }إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا{، [النور: 19]؛ لذا لا غرابة أن يقلبوا الموازين ، ويخلطوا المفاهيم ، ويجعلوا الفاحشة رقياً وتقدماً ، وحضارة ومجداً ويصفوا الغيرة وحفظ الأعراض بالجمود والقيود والأغلال ، وإنما الحديث لأهل الإيمان والفطر السوية ، التي ترفض الفاحشة ، وتأبى الانحلال ، لكن فعلها إلى استقبال خبيث الفضاء تقليد على غير هدى في غفلة مع الغافلين.



كانوا يظنون أن الأمر سهل ويسير ، وفيه متعة وتسلية للأولاد ، أما وقد بان لهم أمرها ، وظهر أمامهم خبثها ونتنها ، فهل من عودة إلى الحق، ورجعة إلى الله تعالى ، وتوبة وإنابة تقود إلى تنظيف البيوت الآمنة من أسلحة غزاة الفساد والفاحشة ، حماية للأعراض ، وغيرة على المحارم؟ هذا هو الظن بهم؛ أن يستجيبوا لله ولرسوله ، ويقطعوا طرق الشيطان والفاحشة ، والله تعالى يناديهم فيقول عز مِن قائل: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{، [النور: 21].



فما أقوى نفوسهم إن تغلبت على الهوى والشيطان، وما أضعفها وأعجزها وأجبنها إن استمرت في غَيِّها، «والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».



أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بيوتنا من الفساد والانحلال، وقلوبنا من الزيغ والضلال ، وأن يمن علينا بهداه ، ويجعل عملنا في رضاه ، ويهدينا صراطه المستقيم ، ويجنبنا طريق الشيطان وأعوانه؛ إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شكرا على الموضوع المفيد ارجوا ان تواصل

القعدة

امين
بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hafousa القعدة
القعدة
القعدة

شكرا على الموضوع المفيد ارجوا ان تواصل

القعدة القعدة

العفو شرفت

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازهار الربيع القعدة
القعدة
القعدة
امين
بارك الله فيك
القعدة القعدة

وفيك بركة

بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمينة16 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك

القعدة القعدة

وفيك بركة

"بين " الفقه " و " الشرع " : 2024.

نريد أن نفرق تفرقة ، ولو إجرائية ، بين الشرع والفقه : فالشرع هو ما يؤخذ ، مباشرةً ، من الله تعالى ، من خلال آيات القرآن الكريم ، أو من الرسول صلى الله عليه وسلم ، من خلال السنة النبوية المطهرة ، أما الفقه فهو ما يضعه الفقهاء ، وما يصوغه الشراح ، ويفسره المفسرون . ومن هنا يمكن القول بأنه بينما الشرع – باعتباره منزلاً من عند الله تعالى ، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة – مصونٌ لايمكن أن يخطيء ، فإن الفقه – باعتباره منتَجاً / عملاً من أعمال البشر – غير مصون ، ولا محصن ضد الخطأ ، ولامقدس ، ولا معصوم ، لأنه رأي بشرٍ قال ، أو عمل ، به ، تبعاً لفهمه هو ، ونتيجة لازمة لظروف بيئية معينة لابسته وعايشته . لهذا نستطيع القول بأن الشريعة – في الجوهر – منهاج يسعى إلى الكمال ، ولذا فلا تعارض بينها وبين العقل . والشريعة – بمعنى أدق – تجمع العوائد ، ولهذا فقد صدق من قال إن الفقه ليس هو الشرع بالضرورة ، تأسيساً على أن كل ما تأتي به الشريعة يكون تابعاً للعوائد ، وهو – لهذا – يتغير حكمه إذا ما تغيرت عادة قديمة إلى عادة جديدة ، لأن الفقه – في مجمله – اجتهاد لاستنباط الأحكام يقوم على أساس العقل والرأي ، وهو – بهذا الوصف – غير ملزم إلا حين يُفضي إلى مصالح ملموسة واقعاً في أرض الناس . وهذا معناه – أيضاً – أن الفقه ليس الكتاب ولا السنة ، لأنهما – وحدهما – المصدران الإلهيان ، أما هو – الفقه – فعمل من أعمال هذا الفقيه أو ذاك . ومن هنا فقد جاء " إن الشريعة الإسلامية – إذاً – ثابتةٌ لا تتغير ، لأنها ترسم إطاراً واسعاً شاملاً يتسع لكل تطور . أما الفقه الإسلامي فمتغير ، لأنه يتعلق بتطبيقات قانونية لتلك المباديء العامة في القضايا والأوضاع المتجددة التي تنشأ من تطور الحياة وتغير العلاقات وتجدد الحاجات " . ونزيد – سعياً وراء ثقافة معرفية فقهية – أنه لما كانت الأصول الشرعية الدالة تنحصر – في المقام الأول – في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، فإن استنباط الأحكام منها استلزم توليد الإجماع والقياس ، وهذا استلزم – بدوره – اختلافاً أدّى – أخيراً – إلى ظهور مذاهب فقهية عديدة أشهرها المذاهب الفقهية الأربعة المعروفة والمعتمدة … وهي : المذهب الحنفي … نسبةً إلى أبي حنيفة النعمان ( 80 : 150هـ ) ، وهذا المذهب يعد أول المذاهب الفقهية الأربعة وأكثرها أخذاً بمبدأ القياس . ثم المالكي … نسبةً إلى مالك بن أنس ( 95 : 179هـ) الذي يمكن اعتباره أول من فتح باباً فقهياً جديداً هو عمل أهل المدينة . ثم الشافعي … نسبةً إلى محمد بن إدريس الشافعي ( 150 : 204 هـ ) الذي يمكن القول بأنه يعد أول واضع لعلم أصول الفقه . ثم الحنبلي … نسبة إلى أحمد بن حنبل ( 164 : 241 هـ ) الذي – ربما – تكون مشكلة خلق القرآن قد جعلت منه أسطورة في نظر جمهور عريض من المسلمين … خاصة العوام ، بحسب استخدام السلطة الحاكمة الدين سلاحاً ضد مخالفيها وزوداً ، في المقام الأول ، عن مصالحها !!! . علاوةً على مذاهب فقهية أخرى أقل اشتهاراً عن تلك الأربعة … وهي : مذهب الشيعة … الذي أقيم – في الأساس – على تناول بعض الصحابة رضي الله عنهم بالقدح ، وعلى القول بعصمة الأولياء الشيعة ورفع الخلاف عن أقوالهم . ومذهب الظاهرية … صاحب التشدد المعروف في ضرورة الأخذ بحرفية النص الدال ، ورفض – بل وتبديع – الرأي . ومذهب كلٍّ من الأوزاعي وسفيان الثوري والليث بن سعد وسفيان بن عيينة والطبري .
ويشدد كبار كمحمد سعاد جلال وأبي زهرة أن من العيب النظر إلى الفقه باعتباره مقدساً ، لأنه يجري عليه التغير الزماني والمكاني ( = الزمكاني ) .
يقول ابن القيم في " الإعلام " : من أفتى الناس بمجرد النقل من الكتب على اختلاف أعرافهم وأزمنتهم فقد ضلّ وأضلّ ، وكانت جنايته على الدين .
ويقول القرافي في " الإحكام " : ينبغي على المفتي ، إذا ورد عليه مستفتٍ ، ألا يفتيه بما عادته أن يُفتي به حتى يسأله عن بلده ، وهل حدث لهم عُرْفٌ في ذلك البلد أم لا .
ويقول محمد عبده في " التاريخ " : لا ينبغي للإنسان أن يُذلَّ فكره لشئٍ سوى الحق. والذليل للحق عزيز . ويجب على كل طالبٍ أن يسترشد بمن تقدمه سواءً كانوا أحياءً أم أمواتاً ، لكن عليه أن يستعملَ فكرَه فيما يؤثَر عنهم ، فإن وجده صحيحاً أخذ به ، وإنْ وجده فاسداً تركه .
والقارئ لتاريخ الفقه القديم يلاحظ أن فقهاءنا القدامى كانوا كثيراً ما يضعون شرحاً … وربما شروحاً وافية / تفصيلية لما يفتون به للناس ، حتى يكون السائل / المستفتي على علم / بينة بالإجابة ، حيث هناك علاقة " لزوم " بين الواقعة المسؤول عنها ، وبين الفتوى المعالِجة لها .
وبما أننا نكره " كراهة العمى " العملَ… بل وحتى التفكيرَ ، فقد ارتحنا للفقه القديم ، ومات عندنا الاجتهاد ، ما جعلنا أمام ركام هائل من الفتاوى القديمة ، قبالة كم هائل من مستجدات الحياة ووقائعها ، فكانت النتيجة المتوَقَّعة أن يسعف المسؤول نفسه ، كي لا يُحرج أمام السائل ، بأن يحرّم ما ليس بحرام !!! .
وهنا دخل المجال من ليس أهلاً له ، ودخلت الفضائيات – لا سامحها الله – الملعب بمفتييها ومفتياتها ، فأفتى في السياسة من لا يعرف الفارق بين مجلس الشعب والمجلس المحلي !!! ولا بين الحكم الرئاسي والحكم البرلماني !!! وأصبح يناقش مسائل التعليم ، حتى الجامعي ، من كل مؤهله ما بعد الابتدائية ، حتى طالب أحدهم بإعدام كتاب الفتوحات المكية لابن عربي ، ما جعل الراحل الدكتور أبا الوفا الغنيمي التفتازاني يكتب ليؤكد انه ، وهو أستاذ التصوف ، لا يقدر على الحكم على كتاب ابن عربي ، بينما تجرأ على ذلك واحد لم يقرأ شيئاً عن التصوف ، ناهيك عن التصوف عند ابن عربي !!!!!!!!! .

صحيح
الفقه يحتمل الخطا بشكل بصيص
اما الشرع فلا لانه حد من حدود الله او قياس او تعزيز فحتى النبي شارحاً لهذا الفقه
وكما هو معلوم نبيبنا ما ينطق عن الهوى.
لكن اليوم يا استاذى بعض الناس يظهرون فقهاء ويشكلون جماعات جماعات كما يحدث في مصر مثلاً
الازهر على سبيل المثال
رئيسها يجتمع مع فئة محبة للمال ويدعون انفسهم شيوخ ويحلون شيئاً ويفسرون شيئا
مثلاً : منشور ممنوع وضع في السيارة صلى على النبي !!
وكذلك قاموا بتحليل تعري المرأة في البحر لو كان زوجها معها !!
وكذلك قال ايضا القرآن ليس كلام الله بل هو كلام نفسي ووجدانى !!؟
الصراحت هذه الاخيرة سببت لى مشكلة والله عقلى توقف هنا
لا اريد الكثير …
سوف أمرض
كيف يسمح لمثل هذا الذى اكل الشريعة أكلاً ان يتواجد في مركز حساس وطليق حر؟

الحياء المحمود و الحياء المدموم في الشرع 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياء خلق الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم، وقال أيضاً: الحياء خير كله. رواه مسلم.

ولا منافاة بين الحياء وقوة القلب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ومع ذلك كان أشد حياء من العذراء في خدرها!!

هذا وقد فرق العلماء بين نوعين من الحياء، النوع الأول ممدوح وهو المراد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المادحة له، وهو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق ذي الحق، وهذا النوع من الحياء من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي مما لا يليق فلا يكون كالبهيمة.

وأما النوع الثاني من الحياء، فهو الحياء المذموم وليس هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع من الحياء مذموم شرعاً لأنه يحول بين المرء وبين قول الحق وفعل الخير، فقد يصده عن طلب العلم الواجب ويجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجر إلى ترك الواجبات والفرائض، فهو تلبيس من الشيطان وليس بحياء في الحقيقة.

هذا وإن الحياء المذموم حالة مرضية وهو ناشئ عن أسباب منها سوء التربية في الصغر، ولدفع هذا الحياء المذموم عن النفس أسباب علاجية يعرفها المختصون، فاعرض نفسك على اختصاصي في الصحة النفسية من أهل الدين، أو تواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا (الشبكة الإسلامية)، وننصحك بأن تستمع لمحاضرة بعنوان (الخجل) للشيخ محمد إسماعيل المقدم

والله أعلم.

"الحياء خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق".

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم والافداة

بارك الله فيك


جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك
بـــارك الله فــيك

المنتديات والنقاش في مسائل الشرع //عشاق اللمة// 2024.

السلام عليكم ورحمة الله
وأنا أتصفح المنتدى لاحظت وجود كثير من المواضيع التي يناقش فيها مسائل الشرع ..

تؤيد أو تعارض ؟!
مع أو ضد ؟!
مارأيك بتعدد الزوجات ؟
المسألــة فيها خلاف ونا رأيي كذا وكذا !
النقاش في المنتديات في مسائل الشرع ، والتصويت عليها
مسألة عمّت وطمّت في المنتديات بل وفي بعض القنوات الفضائية
اذا كــان في أمورنا العــاديه قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بيت بربض الجنــه لمن تركـ المــراء ولو كان محـقا )
فكيف ان نــجادل ونناقش في أمور دينــنا .. ونحن لسنــا اهلا لذلكـ ..

أردت أن أطرح هذا الموضوع حتى تتوضح الأمور ونعرف حرمة الدين الحنيف وهذه الفتوى لتقرير المسائل المتعلقة بشأن هذا الموضوع وأسأل الله أن ينفعني بها وينفعكم بها والله ولي التوفيق ..

السؤال

ينتشر في الآونة الأخيرة في كثير من المنتديات قيام بعض المحسوبين على الالتزام الديني بمناقشة القضايا الشرعية المختلفة ، مثل لون الحجاب ، وصفته ، وإغلاق المحلات أوقات الصلوات ، وفتح دور السينما ، وقيادة المرأة للسيارة بشكل مفتوح بين عوام الناس . ويبدأ كل واحد يدلي بدلوه بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ، وكأنها مسابقة مثلاً ، بل تصل أن بعضهم يصف ارتداء أخت مسلمة في كندا للعباءة السوداء ، وتجمع أهل البلد عليها مستغربين بالمنظر المقزز !! وعندما يرد عليهم أحد يتهمونه بالتشدد ، والانغلاق ، وعدم تقبل الرأي الآخر ، ورغم أن أصحاب هذه النقاشات محسوبون على أهل الدين : غالباً ما تخلو هذه النقاشات من الأدلة الشرعية ، أو الاستدلال برأي العلماء ، وعندما يناقَشون في الأمر يقولون : إن هذه مجرد آراء شخصية ، لا علاقة لها بالفتوى ، وما شابه ، وأصبحت هذه النقاشات مصدراً للتناحر ، والبغضاء بين الشباب الملتزم . فما هو حكم مناقشة القضايا الشرعية في المجالس المفتوحة بين الناس ؟ وماذا تقول للقائمين على هذه المنتديات التي يتم بها مثل هذه الأمور ؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً:
ما جاء في السؤال هو من القضايا المهمة التي ينبغي التنبيه عليها ، ويمكن أن نقسِّم الأمر إلى مسائل :

المسألة الأولى : النقاش في مسائل شرعية ثابتة بالنص أو الإجماع .
المسألة الثانية : نقاش في مسائل اجتهادية ، أدلتها محتملة ، وفيها خلاف بين العلماء .
المسألة الثالثة : عرض شيء من قضايا الشرع على التصويت .

أما المسألة الأولى
فيجب أن يُعلم أن ما ثبت فيه نص من القرآن ، أو صحَّ فيه دليل من السنَّة ، أو أجمع العلماء على القول به ، سواء من مسائل الاعتقاد ، أو من الفقه : فإنه لا يجوز لأحدٍ أن يشكك فيها ، ولا أن يجعلها عرضة للنقاش ، لا بين العلماء وطلبة العلم ، ولا – من باب أولى – بين عامة النّاس ، وإنما يُدعى الناس للعمل بتلك المسائل ، وتبني ما فيها من اعتقاد .

وأما المسألة الثانية
فكثير من المسائل الشرعية وقع فيها خلاف بين العلماء ، من حيث أدلتها ، أو الاستدلال بها ، ومثل هذه المسائل لا بأس بعرضها في المنتديات ليتم النقاش فيها ، والتحاور حولها ، على أن يكون ذلك وفق ضوابط ، وشروط ، منها :

1. أن يكون النقاش والتحاور فيها مبنياً على الأدلة وأقوال العلماء ، لا بمجرد الهوى أو الرأي الشخصي ، فإنه لا يجوز الكلام في الشرع إلا إذا كان الكلام مبنياً على الأدلة الشرعية.
2. أن يكون الحوار والنقاش بأدب ، وأن يُبتعد عن فحش القول ، وعن التعصب.
3. أن لا تُعطى المسائل أكبر من حجمها ، وأن تعطى المسائل المهمة الأولوية في البحث ، والنقاش .

وأما التصويت على شيء من مسائل الشرع – وهي المسألة الثالثة – وفتح المجال لكل إنسان ليقول رأيه فيها : فهو أمر مرفوض ، والناس فيهم المسلم والكافر ، والطائع والعاصي ، والعالم والجاهل ، والكبير والصغير ، فكيف تُعرض أحكام الله تعالى على هؤلاء جميعاً ليصوتوا على ما يرونه مناسباً أن يكون هو شرع الله ؟!
والأحكام الشرعية لا تثبت بهذا الأسلوب ، وليس بعدد الأصوات يُعرف الصواب من الخطأ ، أو الراجح من المرجوح فيها ، بل يُعرف ذلك بنقاش علمي حول الأدلة التي في المسألة ، وكيفية الاستدلال بها للتوصل إلى معرفة حكم الله تعالى .
وقد قرأنا في بعض المنتديات : " شارك معنا بصوتك : هل توافق على التعدد " ! ومثل : " ما رأيك بالنقاب ، وهل تؤيده " !
وإذا نظرنا إلى اختيارات المشاركين وآراءهم ، تبين لنا خطورة مثل هذا الأسلوب ، فموضوع النقاب – مثلاً – كان من ضمن اختيارات المشاركين فيه : " تخلف ورجعية " ! " إرهاب وتطرف " ! " استمرار لظلم المرأة " ! " أؤيده لأن النساء منحرفات " !
وهذا الكلام سب وتنقص لأحكام شرعية شرعها الله تعالى ، وذلك أمر خطير على إيمان من فعل ذلك .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم
المصدر
الاسلام سؤال وجواب

اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد ..

من اليوم فصاعدا أي موضوع أرى فيه أنا أؤيد حكم أو فتوى بخلاف الأخرى سيتم حذف الموضوع أو المشاركة .. فليس لأحد منا الحق في اختيار الراجح أو تفضيل فتوى شيخ عن شيخ ..
فكما يجب علينا احترام الشريعة يجب علينا أيضا أن نحترم علمائها ..

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي ان انكار فكرة النقاش معناه الحكم على جمود الفكر البشري ، و الانسان من اكثر الامور التي ينبغي عليه الاكثار من البحث فيها هي ما تعلق بامور دينه لانه لا يعذر الجاهل بجهله لدينه
و ربما من اكثر الافكار التي تدعو الى تجميد الفكر هي الرافضة و الطرقية باعتبارهما طرق ضاله تعمد الى تجنب النقاش الذي يؤدي حتما الى فضح افكارهم و مع الاسف ان هناك حتى بعض الافكار المحسوبة على الصحوة الاسلامية تحذو نفس الحذو
لكن يجب التنويه الى ضرورة التعقل و التادب في البحث بالرجوع الى المصادر الاسلامية الصحيحة و الاعتماد على الفتاوي الاكثر تدليلا و عدم التطرف و الانحياز الى اي فكر ما لم يكن اكثر دليلا بغض النظر على اسماء و توجهات العلماء المفتيين

و الله المستعان

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة issam64 القعدة
القعدة
القعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي ان انكار فكرة النقاش معناه الحكم على جمود الفكر البشري ، و الانسان من اكثر الامور التي ينبغي عليه الاكثار من البحث فيها هي ما تعلق بامور دينه لانه لا يعذر الجاهل بجهله لدينه
و ربما من اكثر الافكار التي تدعو الى تجميد الفكر هي الرافضة و الطرقية باعتبارهما طرق ضاله تعمد الى تجنب النقاش الذي يؤدي حتما الى فضح افكارهم و مع الاسف ان هناك حتى بعض الافكار المحسوبة على الصحوة الاسلامية تحذو نفس الحذو
لكن يجب التنويه الى ضرورة التعقل و التادب في البحث بالرجوع الى المصادر الاسلامية الصحيحة و الاعتماد على الفتاوي الاكثر تدليلا و عدم التطرف و الانحياز الى اي فكر ما لم يكن اكثر دليلا بغض النظر على اسماء و توجهات العلماء المفتيين

و الله المستعان

القعدة القعدة

أنا لم أنكر فكرة النقاش .. بل حددتها بناء على الفتوى الموثوق بها .. فمن أنا و من أنت كي نبدي رأينا في امور شرعية .. قد أفتى العلماء بها من قبل .. كيف أكون ضد موضوع و هو مباح شرعا مثلا .. و كيف أؤيد شئ هو مكروه في الشرع .. ألا ترى أن في ذلك تعديا على الشرع غير مسموح به ..

كلما ذكرنا شئ فيه تحديد أو تضييق .. ذكرتم الرافضة والباطنية ووو .. لماذا لأن فيه نوع من التشدد ..
أتريدون أن يكون الدين مثل شرب الماء ..
أخي ..
أنا لم آتي بالفتوى من عقلي أو من عقل إنسان جاهل .. بل من مفتي معتبر .. و هو الشيخ محمد صالح المنجد .. أتعرف عند من تتلمذ .. عند مشايخنا العظام .. تلقى العلم ممن هم قدوتنا و فخرنا بعد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. لقد تتلمذ عند سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ـ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ـ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ـ فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ـ وقرأ على بعض تلاميذ العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي .

بعد كل هذا تقول
لكن يجب التنويه الى ضرورة التعقل و التادب في البحث بالرجوع الى المصادر الاسلامية الصحيحة

و تقول أيضا ..
و الاعتماد على الفتاوي الاكثر تدليلا و عدم التطرف و الانحياز الى اي فكر ما لم يكن اكثر دليلا بغض النظر على اسماء و توجهات العلماء المفتيين
لا أدري كيف أتتك الجرأة أن تقول مثل هذا الكلام ..

أخي مثل هؤلاء العلماء إن أفتوا فعليك السمع و الطاعة فهم لا يفتون من أهوائهم بل يستدلون من كتاب الله وسنة نبينا محمد .. صحيح من رحمة الإسلام الإختلاف بين الفتاوي .. لكن ليس لدرجة أن أقول ما قلته ..
اسمحلي أخي .. أنا أخالفك الرأي .. فالحمد لله مشايخنا المعروفين وقد ذكرت اسمهم فوق إذا أفتوا في مسألة فيستحيل للحظة أن أشك في مدى صحتها .. فأنا على يقين أنهم قد افتوا استنادا للكتاب والسنة ..

ولتعلم أخي ..
أنه لا يجوز الكلام في الشرع إلا إذا كان الكلام مبنياً على الأدلة الشرعية..
وليس على هواك الشخصي ..

امور الدين لا احبذ النقاش فيها لاني قادرة نغلط الناس…. ممكن اني نمد راي بسيط ماشي مشكل ونقول الله أعلم
قضايا الدين نفضل نتبعها على التلفاز رؤية العلماء يحسسني بالراحة ويحفز في حب الدين

بارك الله فيك

أنا لم أنكر فكرة النقاش .. بل حددتها بناء على الفتوى الموثوق بها .. فمن أنا و من أنت كي نبدي رأينا في امور شرعية .. قد أفتى العلماء بها من قبل .. انت لا تنكر النقاش و تنكر النقاش مادمت قد سلمت بما افتو به اذا اين محلك من النقاش فمن اين انت فهذا شأنك فانا لا الزمك بما ترلاى فيه نفسك اما ان تقيم غيرك بما لا تعرف فهذا ليس حقك
فمجرد ان تضع هذه المعادلة ( كيف أكون ضد موضوع و هو مباح شرعا مثلا .. و كيف أؤيد شئ هو مكروه في الشرع .. ألا ترى أن في ذلك تعديا على الشرع غير مسموح به ..)هو تعصب و تطرف غير مقبول لانك نسبت من حيث لا تدري العصمة لبشر و كل الناس يؤخذ من كلامها و يرد الا الرسول صلى الله عليه وسلم و بالتالي كل الفتاوي الصادرة عن العلماء يؤخذ منها ما يوافق الكتاب و السنة و لا يؤخذ غيرها فسيدنا مالك افتى باعادة اليوم للصائم الساهي و العلماء قالوا لا لان الرسول يقول من اكل و شرب في رمضان ساهيا فقد اطعمه الله و سقاه و افتى سيدنا احمد بن حنبل بجواز زواج البكر بدون ولي و قالوا اصحابه انه لم يسمح بحديث الرسول القائل لا زواج الا بولي فاذا كان من اصحاب المذاهب فكيف بمن اقل منهم علما و فكرا وورعا.
كلما ذكرنا شئ فيه تحديد أو تضييق .. ذكرتم الرافضة والباطنية ووو .. لماذا لأن فيه نوع من التشدد ..
قولك ان كلامك فيه تضييق فهو مردود عليك و احسب ان الاسلام لم و لن يكون كذلك و انما الاسلام جاء بالحكمة و الموعضة الحسنة
أتريدون أن يكون الدين مثل شرب الماء ..
نعم نريده كالماء مصداقا لقوله تعالى و جعلنا من الماء كل شيء حي
أنا لم آتي بالفتوى من عقلي أو من عقل إنسان جاهل .. بل من مفتي معتبر .. و هو الشيخ محمد صالح المنجد .. أتعرف عند من تتلمذ .. عند مشايخنا العظام .. تلقى العلم ممن هم قدوتنا و فخرنا بعد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. لقد تتلمذ عند سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ـ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ـ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ـ فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ـ وقرأ على بعض تلاميذ العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي .
ان ما ذكرت من العلماء اكن لهم والله كل المودة و الاحترام و ادعوالله لهم بالمغفرة و الرحمة و لا نزكي على الله احد و لكن نبقى دائما ننظر لهم انهم دعاة علماء مجتهدون يخطؤون و يصيبون والله هو الوحيد حسيبهم

بعد كل هذا تقول

لا أدري كيف أتتك الجرأة أن تقول مثل هذا الكلام ..
ياسيدي الجرأة اعطاه اياها ديني الذي علمني ان لا اخاف في الله لومة لائم و ان لا ازكي على الله احد
أخي مثل هؤلاء العلماء إن أفتوا فعليك السمع و الطاعة فهم لا يفتون من أهوائهم بل يستدلون من كتاب الله وسنة نبينا محمد .. صحيح من رحمة الإسلام الإختلاف بين الفتاوي .. لكن ليس لدرجة أن أقول ما قلته ..
السمع و الطاعة لله و الرسول و اولي الامر من العلماء و الولاه فيما يرضي الله و رسوله و فيما يوافق الكتاب و السنة و ليس لمجرد انه داعية فان اصاب فله الاجران و ان اخطأ فله اجر واحد فقد الرسول لمعاذا اذا توليت بماذا تحكم قال بكتاب الله فقال له الرسول فان لم تجد فقال بسنة الرسول فقال ان لم تجد فقال اشتشير العقل فدعا له الرسول و لم يقل له لا عليك بالرجوع الي و الرسول حي
اسمحلي أخي .. أنا أخالفك الرأي .. فالحمد لله مشايخنا المعروفين وقد ذكرت اسمهم فوق إذا أفتوا في مسألة فيستحيل للحظة أن أشك في مدى صحتها .. فأنا على يقين أنهم قد افتوا استنادا للكتاب والسنة ..
من حقك ان تخالفني و هذا عين العقل و ما ذكرت من اسيماء العلماء فوق راسي من فوق و لكن بالتسليم و انما بالعقل و بالعلم و بالمناسبة فالعلماء ليسوا فقط من ذكرت بل الامة تعج بالعلماء الكبار غفر الله لهم و لنا اجمعين
ولتعلم أخي ..
أنه لا يجوز الكلام في الشرع إلا إذا كان الكلام مبنياً على الأدلة الشرعية..
كلام سليم 100/100و انا لم اقل غير ذلك
وليس على هواك الشخصي ..[/quote]
هذا افتراء علي غفر الله لك يا اخي و الله المستعان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فإن العلماء قديما وحديثا يقولون في الأمر المُحرّم الذي ثبت تحريمه في الكتاب والسنة أو في أحدهما : حرام
ويَكرهون أن يُقال ذلك في المسائل الاجتهادية ، وكثيرا ما كان الإمام أحمد يقول : أكره كذا ، لا يُعجبني ، ونحو هذه العبارات في المسائل الاجتهادية .
وإن كانت الكراهة في عُرف المتقدّمين تُطلَق على التحريم .

ثم إن إصدار الأحكام الشرعية لا يَكون بناء على تصويت عامة الناس ، فهذا تشريع ( الديموقراطية ) زعموا !
وليس هو سبيل أهل الإسلام والإيمان .

وقد أمر الله أهل الإيمان بالرّد إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وأولو الأمر هنا هم العلماء .

وأمر بسؤال أهل العِلم ، فقال : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

ولذا فإن مسائل العلم ليست كلأ مُباحاً لكل أحد .

ولا يَجوز طرح قضايا الأمة بهذه الصورة ، ولا يجوز أن يتكلّم فيها كل أحد .

قال الإمام الشاطبي :
" فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة " .

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ابو الوليد القعدة
القعدة
القعدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فإن العلماء قديما وحديثا يقولون في الأمر المُحرّم الذي ثبت تحريمه في الكتاب والسنة أو في أحدهما : حرام
ويَكرهون أن يُقال ذلك في المسائل الاجتهادية ، وكثيرا ما كان الإمام أحمد يقول : أكره كذا ، لا يُعجبني ، ونحو هذه العبارات في المسائل الاجتهادية .
وإن كانت الكراهة في عُرف المتقدّمين تُطلَق على التحريم .

ثم إن إصدار الأحكام الشرعية لا يَكون بناء على تصويت عامة الناس ، فهذا تشريع ( الديموقراطية ) زعموا !
وليس هو سبيل أهل الإسلام والإيمان .

وقد أمر الله أهل الإيمان بالرّد إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وأولو الأمر هنا هم العلماء .

وأمر بسؤال أهل العِلم ، فقال : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

ولذا فإن مسائل العلم ليست كلأ مُباحاً لكل أحد .

ولا يَجوز طرح قضايا الأمة بهذه الصورة ، ولا يجوز أن يتكلّم فيها كل أحد .

قال الإمام الشاطبي :
" فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة " .

القعدة القعدة

أشكرك أخي على تأييدك لما قد ذكره العلماء سابقا ..
فمن واجبنا طاعتهم فهي من طاعة الله ..
وفقك الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين

في البداية أقول للاخ محمد لقد انصفت و لكن لي تعقيب فقط
فالامور الصادرة في حقها نصوص شرعية و التي تسمى بالوقفية لاينبغي لاي كان الخوض فيها لا انا و لا انت و لا اي احد من العالمين لانها صدر في حقها تشريع واضح لرب العالمين او تشريع موحي الى خير العالمين
و اما الامور التي لم تصدر فيها نصوص صريحة من الكتاب و السنه و التي خاض فيها العلماء باعتبارها امور مستحدثة و ينبغي تكيفها مع الشرع فاستحدث العلماء علم القياس
و لقد حبا الله فئة من عباده فضلهم على بقية عباده فاعطاهم بسطة من العلم و العقل تمكنهم من تكييف الامور على النحو الذي تجعل الامور تتكيف مع الشرع و لاتخرج على نصوصه الفقهية

و لكن

ينبغي ان نؤمن قطعا ان هؤلاء بشر يخطئون و يصيبون فيحرم نسب العصمة لهم لا قولا و لا فعلا
اما قولك مادامت هذه الامور صادرة عن علماء لا يجوز التشكيك فيها فهذا ما اردت الوصول اليه و هو اننا ناخذ بفتاوي الجمهور من العلماء و ممن دلل اكثر ، فليس العالم الفاتي هو المرجع لكن الاساس فمن افتى بتدليل اقرب الى المرجع الاساســـي (الكتاب و السنة )بغض النظر عن مرجع الفتوى فلان ا وعلان
فالتعصب لفكر معين او مذهب معين او عالم معين هو الضلال في حد ذاته بل يجب على المسلم ان يكون هدفه الكتاب و السنه و حسب .
و بالمناسبة هذا ما لاحظته يا سيدتي في معظم اشتراكاتك فانت متعصبة جدا لفكر معين و طائفة خاصة من العلماء بل الى دولة معينة اين تعتبرينهم المراجع الاساسية و الوحيدة في التشريع الاسلامي و هو مانصح اختي و كل المسلمين ان يبتعدوا عنه ماستطاعوا و ان يكون تعصبهم لله و الرسول فقط و ما دونه فيؤخذ منه ما وافق الشرع و يرد ما خالفه و الله المستعان على ما تصفون

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة issam64 القعدة
القعدة
القعدة

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

في البداية أقول للاخ محمد لقد انصفت و لكن لي تعقيب فقط
فالامور الصادرة في حقها نصوص شرعية و التي تسمى بالوقفية لاينبغي لاي كان الخوض فيها لا انا و لا انت و لا اي احد من العالمين لانها صدر في حقها تشريع واضح لرب العالمين او تشريع موحي الى خير العالمين
و اما الامور التي لم تصدر فيها نصوص صريحة من الكتاب و السنه و التي خاض فيها العلماء باعتبارها امور مستحدثة و ينبغي تكيفها مع الشرع فاستحدث العلماء علم القياس
و لقد حبا الله فئة من عباده فضلهم على بقية عباده فاعطاهم بسطة من العلم و العقل تمكنهم من تكييف الامور على النحو الذي تجعل الامور تتكيف مع الشرع و لاتخرج على نصوصه الفقهية

و لكن

ينبغي ان نؤمن قطعا ان هؤلاء بشر يخطئون و يصيبون فيحرم نسب العصمة لهم لا قولا و لا فعلا
اما قولك مادامت هذه الامور صادرة عن علماء لا يجوز التشكيك فيها فهذا ما اردت الوصول اليه و هو اننا ناخذ بفتاوي الجمهور من العلماء و ممن دلل اكثر ، فليس العالم الفاتي هو المرجع لكن الاساس فمن افتى بتدليل اقرب الى المرجع الاساســـي (الكتاب و السنة )بغض النظر عن مرجع الفتوى فلان ا وعلان
فالتعصب لفكر معين او مذهب معين او عالم معين هو الضلال في حد ذاته بل يجب على المسلم ان يكون هدفه الكتاب و السنه و حسب .
و بالمناسبة هذا ما لاحظته يا سيدتي في معظم اشتراكاتك فانت متعصبة جدا لفكر معين و طائفة خاصة من العلماء بل الى دولة معينة اين تعتبرينهم المراجع الاساسية و الوحيدة في التشريع الاسلامي و هو مانصح اختي و كل المسلمين ان يبتعدوا عنه ماستطاعوا و ان يكون تعصبهم لله و الرسول فقط و ما دونه فيؤخذ منه ما وافق الشرع و يرد ما خالفه و الله المستعان على ما تصفون

القعدة القعدة

في أي موضوع أدخله أجدك أنت المخالف الوحيد عن الكل و غير متقبل لرأيي ولرأي بعض الأعضاء ..
في هذا الموضوع وفي موضوع مما تعانيه الهيئة ..
وكأن أي شئ خص السعودية رفضته ..
أخي إن لم تكن تحبها فأنت حر . لكن لا تقنع غيرك بأمور قبل كل شئ أن مخطئ فيها ..
أنا لم أقل أنني لست مخطئة أيضا ..
لكن كلامك كله فيه طعن للعلماء ..
وسأقولها وبصريح العبارة و إن لم يعجبك كلامي لا يهمني ..
أنا أعتبر الشيخ بن باز و ابن عثيمين .. هم الأساس من بين جميع العلماء .. و هم مرجعي الأول و الأخير عندما أريد معرفة أي حكم ..
هم ليسوا معصومين .و لم يقل أحد هكذا الكلام لكن هم الأصح ..
قل عني متعصبة لا يهمني ..

وما قلته من كلام عنها لا يهمني .. ستبقى بنظري الدولة الإسلامية المتدينة الوحيدة التي تستحق كل التقدير ..
نحن لا نتكلم هنا عن الشعب .. فالشعب منه الحسن والسئ ولكن أنا أتكلم كدولة .. فهي أطهر بقعة في الأرض .. رغم أنف الجميع .. ألا يكفي أن فيها الحرمين ..

أشكرك أخي .. لكني وللأسف لم أقتنع بكلامك لا في هذا الموضوع ولا في غيره .. لا نتفق في وجهات النظر أبدا .. لذا في حال رأيت موضوعا باسمي أنصحك بعدم الدخول لأنك ستجد نفسك رافضا و غير مقتنعا لما في داخله ..

في أي موضوع أدخله أجدك أنت المخالف الوحيد عن الكل و غير متقبل لرأيي ولرأي بعض الأعضاء .. في هذا الموضوع وفي موضوع مما تعانيه الهيئة ..
على كل حال الظاهر إني محضوض كون مواضيعي تلقى اهتمام خاص من جنابك الكريم و ربما هذه طفرة في هذا القسم الذي في العادة لا تجد الرد فيه سوى على طائفة من المشتركين دون غيرهم .
وكأن أي شئ خص السعودية رفضته ..
السعودية يا اخت تمثل لي الدولة و حسب و لها ما عليها و لا ارى فيها شيء اخر فان احسنت قلت و ان اساءت قلت اما و ان الحرمين عليها فهذا على راسي من فوق و لكني انتقدت نظام و بشر و هم حسب تقديري ليسوا ملائكة و معصومين حتى يصبحوا في منأى عن الانتقاد فانا لا اتعصب و حسب الا لله و للرسول و ليس لغيرهم فعمر رضي الله عنه قال مخاطبا الحجر الاسود "اعرف انك لا تنفع و لا تضر فوالله لم اكن لاقبلك لولا اني رايت رسول الله يقبلك "
أخي إن لم تكن تحبها فأنت حر . لكن لا تقنع غيرك بأمور قبل كل شئ أن مخطئ فيها ..
انا ما احب في السعودية و اتعصب لحبه هو الاماكن المقدسة على اراضيها و ما سواها فهي دولة ككل دولة في العالم العربي فانا احب الجزائر و حسب و احسبه من الايمان و اما قولك انا مخطيء فكل امرء خطأ و لا ازكي نفسي و لم اقل غير ذلك اما و اني احاول اقناع غيري فهذا حقي لا يمكن لاي احد مصادرته و لكن من حقه مناقشتي و له الاجر في اقناعي و لست متعصبا لفكري لكني لست ممن يسلموا لاي فكر و حسب .
أنا لم أقل أنني لست مخطئة أيضا ..
لكن كلامك كله فيه طعن للعلماء ..
ما دليلك على ماتقولين ، هذا افتراء علي افوض فيه امر محاسبتك فيه الى الله و الله حسيبك.و انتظر دليلك
وسأقولها وبصريح العبارة و إن لم يعجبك كلامي لا يهمني ..
محزن ماتقولين فانت مشرفة يفترض منك سعة الصدر فلكي الله
أنا أعتبر الشيخ بن باز و ابن عثيمين .. هم الأساس من بين جميع العلماء .. و هم مرجعي الأول و الأخير عندما أريد معرفة أي حكم ..
فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"
هم ليسوا معصومين .و لم يقل أحد هكذا الكلام لكن هم الأصح ..
قل عني متعصبة لا يهمني ( حسيب الله و نعم الوكيل)

حكم تحديد النسل فى ضوء الشرع 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الشريعة الاسلامية ترغب فى كثرة النسل

قال الله تعالى {المال والبنون زينة الحياة الدنيا }

وذكر فى السنة النبويه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم)
رواه ابو داودو انسائي

وعليه لا يجوز تحديد النسل مطلقا وبلا اسباب
لا يجوز منع الحمل اذا خاف من الرزق لان الرزق بيد الله تعالى وان فعله فهو سؤء ظنا بالله سبحانة وتعالى وهذا لا يجوز بحقه سبحانه. قال الله تعالى { ما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها }
وان من خاف التربيه فلا يجوز لانه لا بد ان تعتمد علي الله سبحانه وتعالي في أدب أولادك وهدايتهم فإن الله تعالى هو الهادي سبحانه وبحمده من يهدي الله فهو المهتدي وعلي هذا فالذي ينظم نسله أو يحدده خوفاً من عدم القدرة علي تأديبهم هو أيضاً مسيء للظن بربه تبارك وتعالي .

ويجوز منع الحمل ان كانت المراة كثيره الانجاب ولا تتحمل الانجاب كل سنة او لضعف بها اولمرض ما ( وليس الخوف من الرزق والسكن والتربيه لانها اومور بيد الله تعالى) جاز لهم العزل باي طريقه ليس بها ضرر على المراة
فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعزلون ولم ينه عنه الله ولا رسوله.
هذا ما قرره العلماء ومنهم هيئه كبار العلماء برئاسة الشيخ بن باز و لشيخ بن العثيمن رحمهما الله تعالى وجزاهم الله خير

هذا والله اعلم


القعدة

سلمت يمناكي أختي أم أنس

دائما معكي الجديد ,,,

جزاكـــــــــي الله كل الخيـــــــــر
القعدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكي الله خيرا اختي الفاضلة و نسال الله العافية اناس يحلمون بالاطفال و لكنهم لا يستطيعون و اخرون يرفضون نعمة الله؟؟؟؟؟؟ عجيب حالك يا ابن ادم…………….

بارك الله فيك اختي
لكن هل يجوز المباعدة بينهم بفترة زمنية محددة مثلا 3 سنوات
مع العلم المراة ليست مريضة او اي شي اخر
تقبلي مروري

العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع 2024.

السلام عليكم ورحمة الله

العبادات مبناها على الشرع والاتباع

ص -80- فصل:
العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع

فإن الإسلام مبنى على أصلين‏:‏
أحدهما‏:
‏ أن نعبد الله وحده لا شريك له‏.‏
والثانى‏:‏
أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نعبده بالأهواء والبدع.
قال الله تعالى‏:‏ ‏{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}‏ الآية ‏[‏الجاثية‏:‏18، 19‏]‏،وقال تعالى‏:‏‏{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}‏ ‏[‏الشورى‏:‏21‏]‏‏.‏
فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، من واجب ومستحب، لا نعبده بالأمور المبتدعة، كما ثبت فى السنن من حديث الْعِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ‏.‏ قال الترمذى‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ وفى مسلم أنه كان يقول فى خطبته‏:‏ ‏"‏خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة‏"‏‏.‏
وليس لأحد أن يعبد إلا الله وحده، فلا يصلى إلا لله، ولا يصوم إلا لله،

الجزء الأول
مجموع فتاوي ابن تيميه – رحمه الله – ص 80

منقول

بارـــــــــــــك الله فيـــــــــــك أخـــــــــــــي

جزاك الله خيـــــــــــــرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed ali 1992 القعدة
القعدة
القعدة

بارـــــــــــــك الله فيـــــــــــك أخـــــــــــــي

جزاك الله خيـــــــــــــرا

القعدة القعدة

و فيكم بارك الله

تعدد الزوجات ما بين العرف و الشرع 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أريد أن أفتح باب النقاش في مسألة هامة تخص المجتمع

و هي تعدد الزوجات

ترى بعض الدراسات أن تعدد الزوجات أصبح ضرورة حتمية في معضم المجتمعات سواء كانت مسلمة أم غير مسلمة

كما أننا نلاحظ أن نسبة زيادة الإناث أصبحت أكبر من نسبة الذكور ، وهذا ما يقلل حظ النساء في الزواج .

سؤالي هو ، هل يمكن أن نغير الفكر السائد في معضم المجتمعات و خاصة مجتمعنا الجزائري بضرورة تعدد الزوجات بطريقة علمية تتماشى مع هذا الفكر ؟

أم نترك هذا الفكر لا يجيز ما أجازه الشرع بتعدد الزوجات ؟

أرجوا منكم التفاعل و المناقشة

بارك الله فيكم

الركن خاص بالرجال لا ادري ان كان بامكاني الرد والمشاكرة لكن سارد
مشكور على الطرح
تعدد الزوجات امر مفروغ فيه في الدين محلل ومسموح ولكن الدي يجعل الكثيرين لا يقدمون عليه او يخافونه هو عدم المقدرة على التعدد خصوصا من الناحية المادية اضافة لرفض الكثيرات من النساء للفكرة بالاصل فقليلات هن من تقبلن أن يتزوج عليها زوجها مرة اخرى
رأي الشريعة واضح لا يحتاج الى نقاش
اما الواقع فزوجة واحدة لمن استطاع
ان شاء الله تكون بنت فاميلية برك

الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع 2024.

الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ بيّن فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه‏:‏ ‏(‏ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً‏)‏‏.‏ وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه‏:‏ علمكم نبيكم حتى الخراة – آداب قضاء الحاجة – قال‏:‏ ‏(‏نعم، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم‏)‏‏.‏

* وإنك لترى هذا القرآن العظيم قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين فبين التوحيد بجيمع أنواعه، وبين حتى آداب المجالس والاستئذان، قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‏}‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏ حتى آداب اللباس قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا‏}‏‏.‏ ‏{‏وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من الايات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص، ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصّاً أو إيماء وإما منطوقاً وإما مفهوماً‏.‏

* أيها الأخوة‏:‏ إن بعض الناس يفسر قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏‏.‏ يفسر قوله‏:‏ ‏{‏مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏ على أن الكتاب القرآن، والصواب أن المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ‏.‏ وأما القرآن فإن الله تعالى وصفه بأبلغ من النفي وهو قوله‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏ فهذا أبلغ وأبين من قوله‏:‏ ‏{‏مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏‏.‏ ولعل قائلاً يقول أين نجد أعداد الصلوات الخمس في القرآن‏؟‏ وعدد كل صلاة في القرآن‏؟‏ وكيف يستقيم أننا لا نجد في القرآن بيان أعداد ركعات كل صلاة والله يقول‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏‏؟‏

والجواب على ذلك أن الله تعالى بين لنا في كتابه أنه من الواجب علينا أن نأخذ بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلّم وبما دلنا عليه ‏{‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا‏}‏، ‏{‏وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏، فما بينته السنة فإن القرآن قد دل عليه لأن السنة أحد قسمي الوحي الذي أنزله الله على رسوله وعلمه إياه كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا‏}‏، وعلى هذا فما جاء في السنة فقد جاء في كتاب الله عز وجل‏.‏

* أيها الأخوة‏:‏ إذا تقرر ذلك عندكم فهل النبي صلى الله عليه وسلّم توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم يبينه‏؟‏

أبداً فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدين إما بقوله، وإما بفعله، وإما بإقراره إما ابتداءاً أو جواباً عن سؤال، وأحياناً يبعث الله أعرابياً من أقصى البادية ليأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسأله عن شيء من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولهذاكانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن بعض المسائل‏.‏ ويدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما ترك شيئاً مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا بينه يدلك على ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏.‏

* إذا تقرر ذلك عندك أيها المسلم فاعلم أن كل من ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعناً في دين الله عز وجل، تعتبر تكذيباً لله تعالى في قوله‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ لأن هذا المبتدع الذي ابتدع شريعة في دين الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول بلسان الحال إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عز وجل‏.‏ ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه، إنه في ذلك منزه لربه، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلف الأمة ولا أئمتها ثم يقول إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنه هو الممتثل لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء‏.‏

كما أنك لتعجب من قوم يبتدعون في دين الله ما ليس منه فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ويدعون بذلك أنهم هم المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنهم المعظمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأن من لم يوافقهم في بدعتهم هذه فإنه مبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى غير ذلك من ألقاب السوء التي يلقبون بها من لم يوافقهم على بدعتهم فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم‏.‏

ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلّم ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏

* أيها الأخوة‏:‏ إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم‏.‏ ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله‏؟‏ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه‏.‏ أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله‏؟‏ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم‏.‏

لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه في العقيدة أو القول او العمل، وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار‏)‏‏.‏ ويعلمون أن قوله ‏(‏كل بدعة‏)‏ كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم ‏"‏كل‏"‏ والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق، وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه‏.‏ إذن فالنبي صلى الله عليه وسلّم حينما قال‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ كان يدري ما يقول، وكان يدري معنى ما يقول، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة‏.‏

وإذا تم في الكلام هذه الأمور الثلاثة – كمال النصح، والإرادة، وكمال البيان والفصاحة وكمال العلم والمعرفة، دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل عليه من المعنى أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم البدعة إلى أقسام ثلاثة، أو إلى أقسام خمسة‏؟‏ أبداً هذا لا يصح، وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة حسنة‏.‏ فلا تخلوا من حالين‏:‏

1 – أن لا تكون بدعة لكن يظنها بدعة‏.‏

2 – أن تكون بدعة فهي سيئة لكن لا يعلم عن سوئها‏.‏

فكل ما ادُعي أنه بدعة حسنة فالجواب عنه بهذا‏.‏ وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏ إن هذا السيف الصارم إنما صنع في مصانع النبوة والرسالة، إنه لم يصنع في مصانع مضطربة، لكنه صنع في مصانع النبوة وصاغه النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏

وكأني أحس أن في نفوسكم دبيباً يقول ما تقول في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب حينما أمر أبي ابن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم مجتمعون فقال‏:‏ ‏"‏نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون‏"‏‏.‏

* فالجواب عن ذلك من وجهين‏:‏

الوجه الأول‏:‏ أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم بأي كلام لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام أحد غيرهم لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏، قال الإمام أحمد رحمه الله ‏"‏أتدري ما الفتنة‏؟‏ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك‏"‏‏.‏ اهـ‏.‏

وقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ‏"‏يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتقولون قال أبو بكر وعمر‏"‏‏.‏

الوجه الثاني‏:‏ إننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس تعظيماً لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وكان مشهوراً بالوقوف على حدود الله تعالى حتى كان يوصف بأنه كان وقافاً عند كلام الله تعالى‏.‏ وما قصة المرأة التي عارضته – إن صحت القصة – في تحديد المهور بمجهولة عند الكثير حيث عارضته بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا‏}‏ فانتهى عمر عما أراد من تحديد المهور‏.‏ لكن هذه القصة في صحتها نظر‏.‏ لكن المراد بيان أن عمر كان وقافاً عند حدود الله تعالى لا يتعداها، فلا يليق بعمر رضي الله عنه وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلّم وأن يقول عن بدعة ‏"‏نعمة البدعة‏"‏‏.‏ وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقوله‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ بل لابد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر إنها ‏"‏نعمت البدعة‏"‏ على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ فعمر رضي الله عنه يشير بقوله ‏"‏نعمت البدعة هذه‏"‏ إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال‏:‏ ‏(‏إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها‏)‏‏.‏ فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وسماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه ويقوم الرجل ومعه الرجل والرجل ومعه الرجلان والرهط والنفر في المسجد فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه؛ لأن هذه السنة كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم فهي سنة لكنها تركت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عمر رضي الله عنه، وبهذا التقعيد لا يمكن أبداً أن يجد أهل البدع من قول عمر هذا منفذاً لما استحسنوه من بدعهم‏.‏

* وقد يقول قائل‏:‏ هناك أشياء مبتدعة قبلها المسلمون وعملوا بها وهي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم كالمدارس وتصنيف الكتب، وما أشبه ذلك وهذه البدعة استحسنها المسلمون وعملوا بها ورأوا أنها من خيار العمل فكيف تجمع بين هذا الذي يكاد أن يكون مجمعاً عليه بين المسلمين وبين قول قائد المسلمين ونبي المسلمين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏

فالجواب‏:‏ أن نقول هذا في الواقع ليس ببدعة بل هذا وسيلة إلى مشروع، والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، ومن القواعد المقررة أن الوسائل لها أحكام المقاصد فوسائل المشروع مشروعة، ووسائل غير المشروع غير مشروعة، بل وسائل المحرم حرام‏.‏ والخير إذا كان وسيلة للشر كان شرّاً ممنوعاً واستمع إلى الله عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏، وسب آلهة المشركين ليس عدواً بل حق وفي محله لكن سب رب العالمين عدو وفي غير محله وعدوان وظلم، ولهذا لما كان سب آلهة المشركين المحمود سبباً مفضياً إلى سب الله كان محرماً ممنوعاً، سقت هذا دليلاً على أن الوسائل لها أحكام المقاصد فالمدارس وتصنيف العلم وتأليف الكتب وإن كان بدعة لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم على هذا الوجه إلا أنه ليس مقصداً بل هو وسيلة والوسائل لها أحكام المقاصد‏.‏ ولهذا لو بنى شخص مدرسة لتعليم علم محرم كان البناء حراماً ولو بنى مدرسة لتعليم علم شرعي كان البناء مشروعاً‏.‏

* فإن قال قائل‏:‏ كيف تجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‏)‏‏.‏ وسن بمعنى ‏"‏شرع‏"‏‏.‏

* فالجواب‏:‏ أن من قال ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ هو القائل‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداً، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير‏.‏ ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم تناقض أبداً‏.‏

وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ لحديث ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ أن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام‏)‏ والبدع ليست من الإسلام، ويقول ‏"‏حسنة‏"‏ والبدعة ليست بحسنة، وفرق بين السن والتبديع‏.‏

* وهناك جواب لا بأس به‏:‏ أن معنى ‏(‏من سن‏)‏ من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها، وعلى هذا فيكون ‏"‏السن‏"‏ إضافياً نسبيّاً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت‏.‏

* وهناك جواب ثالث يدل له سبب الحديث وهو قصة النفر الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وكانوا في حالة شديدة من الضيق، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بيده صرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلّم فجعل وجه النبي عليه الصلاة والسلام يتهلل من الفرح والسرور وقال‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‏)‏ فهنا يكون معنى ‏"‏السن‏"‏ سن العمل تنفيذاً وليس سن العمل تشريعاً، فصار معنى ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ من عمل بها تنفيذاً لا تشريعاً لأن التشريع ممنوع ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏

* وليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة‏:‏

* الأول‏:‏ السبب فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً‏.‏ وهذا الوصف – موافقة العبادة للشريعة في السبب – أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة‏.‏

* الثاني‏:‏ الجنس فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم‏.‏

* الثالث‏:‏ القدر فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول‏:‏ هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق‏.‏

* الرابع‏:‏ الكيفية فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول‏:‏ وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية‏.‏

* الخامس‏:‏ الزمان فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان‏.‏ وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة‏.‏ وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز‏.‏

* السادس‏:‏ المكان فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت‏.‏ فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان‏.‏ ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطون فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل‏:‏ ‏{‏وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ‏}‏‏.‏

فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان‏:‏

الأول‏:‏ الإخلاص – الثاني‏:‏ المتابعة، والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الانفة الذكر‏.‏

* وإنني أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع الذين قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير إذا أردتم الخير فلا والله نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم‏.‏

* أيها الأخوة عضوا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا عليه وانظروا هل يضيركم ذلك شيئاً‏؟‏

وإني أقول – وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم – أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب، فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة فماابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف‏.‏

لكن الإنسان إذا شعر أنه تابع لا مشرع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لرب العالمين، وكمال الاتباع لإمام المتقين، وسيد المرسلين، ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلّم‏.‏

إنني أوجه نصيحة إلى كل إخواني المسلمين الذين استحسنوا شيئاً من البدع سواءً فيما يتعلق بذات الله، أو أسماء الله، أو صفات الله أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم وتعظيمه أن يتقوا الله ويعدلوا عن ذلك، وأن يجعلوا أمرهم مبنيّاً على الاتباع لا على الابتداع، على الإخلاص لا على الإشراك، على السنة لا على البدعة، على ما يحبه الرحمن لا على ما يحبه الشيطان، ولينظروا ماذا يحصل لقلوبهم من السلامة، والحياة، والطمأنينة، وراحة البال والنور العظيم‏.‏

وأسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم، وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا، وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين، وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين‏.‏ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‏

المصادر
الرحيق المختوم ورياض الصالحين

.‏

بارك الله فيك لي عودة للموضوع
تحياتي
لا عدمت مرورك الطيب ومشاركتك المميزة

شكرا .

بارك الله فيك اخي

وفيك شكرا لمرورك الكريم

موضوع ممتاز…حفظكم الله ورعاكم وطيب ثراكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أنس الموحّدة القعدة
القعدة
القعدة

موضوع ممتاز…حفظكم الله ورعاكم وطيب ثراكم

القعدة القعدة

حفظنا واياكي اختى شكرا لمرورك الكريم

رأي الشرع في تولي النساء مناصب قيادية؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

صدر مرسوم ملكي بتعيين نورة الفايز وكيلة وزارة .. وهذا القرار مخالف للشرع من عدة أوجه ..
ذكرها الشيخ الفاضل : عبد الرحمن بن سعد الشثري في كتابة ( المرأة والولاية السيادية )

الذي قدم له : فضيلة الشيخ العلامة : عبد الرحمن بن ناصر البراك
والشيخ الدكتور : محمد بن رزق طرهوني
وأذن بفسحة سماحة عام مفتي المملكة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
وأثنى عليه وزير العدل السابق رئيس مجلس الشورى حالياً .. عبد الله آل الشيخ

أذكر منها على سبيل الاختصار بعض النقاط .. ومن رغب في الاستزادة
الرجوع إلى أصل الكتاب المنشور في موقع شبكة نور الإسلام

// // //

ـ قال الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك : (( هي خطوة مسبوقة لخطوات تغريب المرأة المسلمة , وهو تحقيق لِما تقضي به وثيقة هيئة الأمم المتحدة من تحريم التمييز ضد المرأة – أي تمييز الرجل على المرأة – وذلك يعني التسوية بينهما في جميع المجالات , وهي وثيقةٌ باطلةٌ , لأنها مناقضةٌ لجميع أحكام الإسلام التي فيها تمييزٌ بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))
ـ قال الشيخ الدكتور : محمد طرهوني : (( ولا شك أن تولية المرأة أيَّ ولاية هو انتكاس لفطرتها وتعريض لها لأن تَفتن وتُفتن , ولا يرضى رجل لأهله مثل ذلك إلاَّ وهو ناقص في رجولته مضيع للأمانة التي استرعاه الله إياها , وإذا كان الله تعالى قد حرَّم تمكين النساء والأطفال من التصرف في الأموال إلاَّ تحت الوصاية والرعاية من الرجال فقال : (( وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً )) (النساء:5) كيف بما هو أعظم من ذلك من ولايات أهل الإسلام ))
حكم تولِّي المرأة للولاية والوزارة من القرآن الكريم
1 ـ قول الله تعالى : (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ )) (النساء:34)
قال محمد بن أحمد القرطبي ت671هـ رحمه الله تعالى : ( أي يقومون بالنفقة عليهنَّ والذبِّ عنهنَّ , وأيضاً : فإنَّ فيهم الحكام والأمراء ومن يغزو , وليس ذلك من النساء )
وقال أبو الأعلى المودودي : ( هذا النصُّ يقطعُ بأنَّ المناصب الرئيسية في الدولة : رئاسة كانت أو وزارةلا تُفَوَّضُ إلى النساء … )
2 ـ قول الله تعالى : (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت597هـ : ( قال المفسرون : ومعنى الآية : الأمر لهن بالتوقر والسكون في بيوتهن وأن لا يخرجن )
وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي : ( أي : اقررن فيها ، لأنه أسلمُ وأحفظُ لَكُنَّ )
3 ـ قول الله تعالى : ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ)) (الأحزاب:53)
قال الإمام القرطبي رحمه الله : ( التاسعةُ : في هذه الآية دليلٌ على أنَّ الله تعالى أذنَ في مسألتهنَّ من وراء حجابٍ في حاجةٍ تَعرضُ , أو مسألةٍ يُستفتينَ فيها , ويدخلُ في ذلكَ جميعُ النساء بالمعنى , وبما تضمَّنته أصولُ الشريعة مِنْ أنَّ المرأة كلُّها عورةٌ بَدَنُها وصوتُها كما تقدَّم , فلا يجوزُ كشف ذلك إلاَّ لحاجةٍ كالشهادة عليها , أو داءٍ يكونُ ببدنها , أو سؤالها عما يعرضُ وتعيَّن عندها )
وقال الدكتور إسماعيل البدوي : ( يُقرِّر القلقشندي أنَّ الإمام لا يَستغني كلٌّ منهم عن الاختلاط بالرجال والمشاورة معهم في الأمور , والمرأةُ ممنوعةٌ من ذلك , ولأنَّ المرأة ناقصةٌ في أمر نفسها حتَّى لا تملك النكاح , فلا تُجعل إليها الولاية على غيرها )
حكم تولِّي المرأة للولاية والوزارة من السنة
ـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لن يُفلحَ قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة )) رواه البخاري
ـ قال الماوردي والفرَّاء عن وزارة التنفيذ : ( لا يجوزُ أن تقوم بذلك امرأةٌ وإنْ كان خبَرُها مقبولاً لِمَا تضمنه معنى الولايات المصروفة عن النساء , لقول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ما أفلح قومٌ أسندوا أمرهم امرأةٌ )) ولأنَّ فيها من طلب الرأي وثبات العزم ما تضعف عنه النساء , ومن الظهور في مباشرة الأمور ما هو عليهنَّ محظور )
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ت1420هـ رحمه الله : ( وقد حرصَ الإسلام على أن يُبعد المرأة عن جميع ما يُخالف طبيعتها ، فمنَعَها من تولي الولاية العامة كرئاسة الدولة والقضاء وجميع ما فيه مسؤوليات عامة ، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لن يُفلحَ قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة ))
فتبيَّنَ لنا من هذا الحديث : أنَّ مناطَ عدم الفلاح هو الأُنوثة , وهو نصٌ في منع المرأة من تولِّي أيٍّ من الولايات العامة , وكونها وزيرة إنما هو من الولايات العامة
ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( المرأةُ عورةٌ ، فإذا خَرَجَت اسْتَشْرَفَهَا الشيطانُ ، وأقربُ ما تكونُ مِن ربِّها إذا هيَ في قَعْرِ بيتها ))
(( اسْتَشْرَفَهَا )) : ( أي رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها .. أو المراد شيطان الإنس .. بمعنى أنَّ أهل الفسق إذا رأوها بارزةً طمحوا بأبصارهم نحوها .. أَسندَ إلى الشيطان لِما أَشربَ في قلوبهم من الفجور ، والأصلُ في الاستشراف : رفعُ البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب )

ـ عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : (( لَعَنَ رسولُ اللهِ r المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجالِ بالنِّساءِ ، والمُتَشَبِّهاتِ مِنَ النِّساءِ بالرِّجالِ )) ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لعنَ رسولُ الله r الرَّجُلَةَ مِنَ النساءِ )) ( الرَّجُلة ) : ( بمعنى : الْمُتَرَجِّلة ، ويقال امرأة رجُلة إذا تشبَّهت بالرجال .. )
والولاية والوزارة والسفارة ثبتت في الشريعة الإسلامية للرجال , فتولِّي النساء لها تشبُّهٌ بالرجال , وترجُّلٌ , فمن فعلت ذلك دخلت في الوعيد , والله تعالى أعلم .

الإجماع على حُرمة تولِّي المرأة للولاية والوزارة والسفارة
ـ وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله : ( ولا تصلحُ للإمامة العظمى ولا لتولية البلدان , ولهذا لَمْ يُولِّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا أحدٌ من خلفائه ولا مَن بعدهم امرأة قضاء ولا ولاية بلد فيما بلَغنا , ولو جازَ ذلك لَمْ يَخلُ منه الزمانُ غالباً ) .
ـ وقال البغوي رحمه الله : ( اتفقوا على أنَّ المرأةَ لا تصلحُ أنْ تكونَ إماماً , ولا قاضياً .. )
ـ وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( تولية المرأة واختيارها للرياسة العامة لا يجوز , وقد دلَّ الكتاب والسنة والإجماع على ذلك )
ختاما

حُرمة تولِّي المرأة للولاية العظمى , أو لرئاسة الوزراء , أو لوزارة التفويض , أو التنفيذ , أو فيما دونها مما فيه ولاية على الرجال .
أسأل الله سبحانه أنْ يهديَ ضالَّ المسلمين , وأنْ يُذهب عنَّا وعنهم البأس , وأنْ يصرفَ عنَّا وعنهم كيدَ الكائدين , وأنْ يحفظنا بالإسلامِ قائمينَ , وقاعدينَ , وراقدينَ , وأنْ لا يُشْمِتَ بنا الأعداءَ ولا الحاسدينَ , إنَّ الله لسميعُ الدعاء (( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) (هود:88) .

وصلى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلَّم

جزاكم الله خيرا على الموضوع…حقا اصبحت المراة في هدا الزمان تتساوى بل و تضاهي الرجل في الحقوق..زمان غريب جداااا
اللهم اهدنا واهدي جميع المسلمين الى صراطك المستقيم…اللهم امين
الفطرة إذا إنقلبت يحدث العجب ؟
بارك الله فيك ام انس المجاهدة
بارك الله فيك ابو عمر

حدث ولا حرج في زماننا

بارك الله فيك
شكرا جزيلا

خطر تحكيم العقل في الشرع 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطر تحكيم العقل في الشرع
للشيخ الالباني رحمه الله تعالى

السؤال: يقول [بعضهم] يقولون: يجب معرفة الله بالعقل أولاً
وجعل علم الكلام طريقة لدراسة العقيدة؟

الشيخ: أي نعم، أيضاً نحن نقول: قولكم هذا لا بد له من دليل من كتاب الله ومن حديث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولا سبيل لهم إلى ذلك البتة.
ثانياً: لا شك أنه لا يمكن أن يخالفوا في أن العقول مختلفة كل الاختلاف، أي: عقول اليهود غير عقول النصارى
وعقول اليهود والنصارى غير عقول المسلمين، وعقول المسلمين الصالحين غير عقول المسلمين الطالحين، وعقول
المسلمين الصالحين العلماء منهم غير عقول المسلمين الجاهلين منهم .. وهكذا، فهناك نسب كبيرة كثيرة جداً متفاوتة
فأي عقل ينبغي أن يفهم به وأن يعرف به ربنا تبارك وتعالى، هذا كلام نستطيع أن نقول ما يخرج من إنسان عاقل على أي
نوع قيل في هذا العقل .. ..
مثلاً جاء مسلم كافر جاهل .. إلى آخره.
ثالثاً: ولعله يكون أخيراً-: لو كان يكفي العقل في معرفة الله عز وجل ما هذا الاختلاف الشديد، كان إرسال الرسل من رب
العالمين الحكيم العليم وإنزال الكتب عبثاً وسبحانه تعالى عما يشركون، ثم لم يكن هناك حاجة إلى مثل قوله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:15)، فإذا كان
العقل هو الذي ينبغي أن يحكم في معرفة الخالق، ونحن نرى العقول مختلفة أشد الاختلاف في معرفة الخالق، وفي ما
يليق به وما ينبغي أن ينزه عنه، العقول مختلفة، فيا ترى: ما هو الدليل على إصابة عقل دون عقل إن لم نرجع في ذلك إلى
كتاب الله وإلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -.
والآن بدا لي شيء رابع، وأنا أقول أيضاً لعله أخيراً: الشيء الرابع هذا هو: إذا كانت العقول مختلفة، فلا مجال لترجيح عقل على
عقل، أو رأي على رأي، لكن الله عز وجل حينما أنزل الكتاب عصمة للناس وصفه بقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء:82)، فنحن إذاً نجد هذا الاختلاف الكثير فيما إذا رجعنا إلى العقول، هذا الاختلاف الكثير
لن يجمع المسلمين إلا على الخطأ الذي يزعم أنه الخطأ المجمع عليه خير من الصواب المختلف فيه، فسوف لا يجمعهم على
خطأ ولا على صواب؛ لأنه ليس فيه برهان من الله تبارك وتعالى؛ لأن المرجع هو العقل، والعقل هذا مضطرب ومختلف، لكن الله
عز وجل حينما أحالنا حين تنازعنا واختلفنا إلى مثل قوله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء:59)
أحالنا إلى مرجع لا اضطراب فيه كما سمعنا آنفاً من قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء:82)
فالرجوع إلى العقل رجوع إلى أمر مضطرب لا ضابط له، والواقع يؤكد ذلك؛ لأن هذه الفرق الإسلامية ما ضلت إلا بسبب
تحكيمها لعقولها وإعراضها عن كتاب ربها وسنة نبيها – صلى الله عليه وآله وسلم -.
"الهدى والنور" (310/ 00:41:47)
موسوعة الالباني في العقيدة
( 1/ 444 – 445 )

بيان ضلال من حَكَّم العقل في الشرع
للشيخ الالباني رحمه الله تعالى
[قال الإمام]:
ليضم المسلم الناصح لنفسه في عقيدته أنه يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى سبيل المؤمنين بدلالة الآية وحديث الفرق
وحديث العرباض بن سارية.
هذه حقيقة مع الأسف الشديد يغفل عنها كل الأحزاب الإسلامية وبخاصة منها حزب التحرير الذي يتميز عن أي حزب إسلامي
آخر أنه يقيم للعقل البشري وزناً أكثر مما أقامه الإسلام له، نحن نعلم يقيناً أن الله عز وجل حينما يكلم الناس بكلامه إنما
يخاطب العقلاء، ويخاطب العلماء، ويخاطب الذين يتفكرون، ولكننا نعلم أن العقل البشري مختلف، فالعقل عقلان: عقل مسلم
وعقل كافر.

هذا العقل الكافر ليس عقلاً، فقد يكون ذكاء ولكن لا يكون عقلاً، لأن العقل في أصل اللغة العربية هو الذي يعقل صاحبه، ويربطه
ويقيده أن ينفلت يمينا وشمالا، ولا يمكن العقل ألا ينفلت يمينا وشمالا إلا إذا اتبع كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه
وآله وسلم -؛ ولذلك حكى الله عز وجل عن الكفار والمشركين حينما يعترفون بحقيقة أمرهم: أنهم حينما كانوا كما قال الله
عز وجل في القرآن الكريم: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم:7).

يعترفون أنهم حينما كانوا عارفين بأمور الدنيا أنهم لم يكونوا عقلاء، ذلك هو قولهم فيما حكاه ربنا عنهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا
نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك:10).
إذن هناك عقلان: عقل حقيقي وعقل مجازي.
العقل الحقيقي: هو العقل المسلم الذي آمن بالله ورسوله
أما العقل المجازي: فهو عقل الكفار؛ لذلك قال تعالى في القرآن كما سمعتم آنفا عنهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في
أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك:10).
وقال بصورة عامة عن الكفار: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:179).

فإذن هم لهم قلوب، ولكنهم لا يعقلون بها، لا يفهمون بها الحق.
إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي حقيقة ما أظن أنه يختلف فيها اثنان، وينتطح فيها عنزان؛ لأنها صريحة في القرآن وفي أحاديث
الرسول عليه السلام لكني أريد أن أتوصل من هذه الحقيقة إلى حقيقة أخرى التي هي نقطة البحث في هذه اللحظة مني.
إذا كان عقل الكافر ليس عقلا، فعقل المسلم ينقسم أيضا إلى قسمين: عقل عالم وعقل جاهل.
فالعقل المسلم الجاهل لا يمكن أن يكون مساوياً في عقله وفي فهمه لعقل العالم، لا يستويان مثلا أبداً.
لذلك قال تعالى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت:43).
إذن لا يجوز للمسلم الحق المؤمن بالله ورسوله حقاً أن يحكم عقله، وإنما يخضع عقله لما قال الله وقال رسول الله – صلى الله عليه
وآله وسلم -.

من هنا نضع نقطة في دعوة حزب التحرير: أنهم تأثروا بالمعتزلة في منطلقهم في طريق الإيمان، وطريق الإيمان هو عنوان لهم
في بعض كتبهم التي ألفها رئيسهم: تقى الدين النبهاني رحمه الله وأنا لقيته أكثر من مرة وأنا عارف به تماماً، وعارف بما عليه
حزب التحرير كأحسن ما تكون المعرفة؛ ولذلك فأنا أتكلم إن شاء الله عن علم بما عليه تقوم دعوتهم، فهذا أول نقطة تؤخذ
عليهم: أنهم جعلوا للعقل مزية أكثر مما ينبغي.

أُكرر على مسامعكن ما قلته آنفاً؛ أنا لا أنفى أن العقل له قيمته لما سبق ذكره، لكن ليس للعقل أن يحكم على الكتاب والسنة
وإنما العقل يخضع لحكم الكتاب والسنة وما عليه إلا أن يفهم ما جاء في الكتاب وفي السنة.
من هنا انحرف المعتزلة قديما؛ فأنكروا حقائق شرعية كثيرة، وكثيرة جدا؛ بسبب أنهم سلطوا عقولهم على نصوص الكتاب
السنة فحرفوها، وبدلوا فيها وغيروا، وبتعبير علماء السلف: عطلوا نصوص الكتاب والسنة.

هذه النقطة أريد أن ألفت نظركن إليها وهي: أنه ينبغي إخضاع العقل المسلم لنص الكتاب والسنة بعد فهم الكتاب والسنة.
من هنا انحرف المعتزلة قديما، فأنكروا حقائق شرعية كثيرة، وكثيرة جدا؛ بسبب أنهم سلطوا عقولهم على نصوص
الكتاب والسنة فحرفوها، وبدلوا فيها وغيروا، وبتعبير علماء السلف: عطلوا نصوص الكتاب السنة.
هذه نقطة أريد أن ألفت نظركن إليها وهي: أنه ينبغي إخضاع العقل المسلم لنص الكتاب والسنة بعد فهم الكتاب السنة. فالحكم هو
الله ورسول الله، وليس الحاكم عقل البشر لما ذكرنا: أن عقل البشر يختلف من عقل مسلم وعقل كافر، ثم عقل المسلم يختلف من
عقل مسلم جاهل ومن عقل مسلم عاقل، فليس فهم المسلم العالم كفهم المسلم الجاهل، لذلك قال تعالى، ولا بأس من التكرار

لأنني أعلم أن هذا الموضوع قليلا ما يطرق مسامع الملايين المملينة من المسلمين، من الرجال فضلاً عن المخدرات من
النساء، ولذلك فأنا مضطر إلى أن أكرر هذه النقاط وهذه الأدلة {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ} (العنكبوت:43).

هنا نحن نقف قليلاً: من هم العالمون؟ أهم العلماء الكفار؟ لا. لا نقيم لهم وزناً؛ لما ذكرناه آنفاً أنهم ليسوا عقلاء، والحقيقة أنهم
أذكياء لأنهم اخترعوا وابتدعوا وو .. إلخ.، وارتقوا في الحضارة المادية المعروفة لدى الجميع.
كذلك عقل المسلمين، هذا العقل في كل أفرادهم ليس سواء، فلا يستوي عقل العالم مع عقل الجاهل، وسأقول شيئاً آخر:
لا يستوي عقل العالم العامل بعلمه مع عقل العالم اللا عامل بعلمه، لا يستوون مثلا إطلاقاً.
لذلك فانحرفت المعتزلة في كثير من الأصول التي وضعوها مخالفين فيها طريقة الشرع: كتابا وسنة ومنهج السلف الصالح ….
"الهدى والنور" (740/ 06: 01: 00)
موسوعة الالباني في العقيدة
( 1/ 448 – 451)

بارك الله فيك اخي
هدا ماتعلمناه من السلف الصالح العلم قبل العمل

جزاك الله خيراً ، وجعل حهدك في ميزان حسناتك ….

القعدة

لكي نتعلم أن نحمد الله من أعماق قلوبنا

كسوة الكعبة المشرفة

المصحف الجامع عمل يستحق الاطلاع عليه



تفسير شيخنا الشعراوي كاملا


القعدة