النصيحة الذهبية لإمام العربية العلامة " البشير الإبراهيمي " لشباب الجزائر خاصة وللشباب المسلم عامة" 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المقالة عبارة عن تأملات وخواطر للشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ينصح شباب الإسلام على شكل تأملات مستقبلية فهل يا ترى نحن على ما تمثلنا الشيخ …………….

الشّاب الجزائري كما تمثله لي الخواطر

الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

" أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح.

أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أو الفكر آخر العمل.

أتمثله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوة الدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له، أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.

أتمثله حلِفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغَ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.

أتمثله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا، مزورًّا عن الحضارة التي (رمتْه بقشورها)، فأرخت أعصابه، وأنَّثت شمائله، وخنَّثت طباعه، وقيَّدته بخيوط الوهم، ومجَّت في نبعه الطاهرِ السموم، وأذهبت منه ما يُذهِب القفص من الأسد من بأس وصولة.

أتمثَّله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتَفتَخر، ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرةً منجِحةً ومرة خائبة أحب منه ما يحب القائل:

أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ ** كَأنَّ بِهِ مِن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا

وأهوى منه ما يهوى المتنبي:

وَ أَهْـوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُـلَّ سَميذَع ** أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْـرِى الْمُقَوّم

خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَ خَالطَتْ بِهِ الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم

يا شباب الجزائر هكذا كونوا !…. أو لا تكونوا !

أتمثله محمدي الشمائل، غير صخاب و لا عياب، و لا مغتاب ولا سباب، عفا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أو صرخة في وجه الباطل، متجاوزا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولا ضغينة.

أتمثله متقلبا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيا، وزرت غلائله عليه يافعا، فنبتت في حجره، ونبتت قوادمه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوه، لم يمسسه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقله سحب الخرافات، بل وجد المنهج واضحا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة، فسار على هداها، واللواء معقودا، فأوى إلى ظله، والطريق معبدا، فخطا آمنا من العثار، فما بلغ مبلغ الرجال إلا وهو صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، مملوء القلب بالخوف منه، خاوى الجوانح من الخوف من المخلوق، قوي الإيمان بالحياة، صحيح النظر في حقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجة في الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظه منها الأخس الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضلل في الحياة كما أمن بهما أن يضلل في الدين.

" و في الحياة كما في الدين تضليل "(2)

يا شباب الجزائر!

ما قيمة الشباب ؟ وإن رقت أنداؤه، و تجاوبت أصداؤه، وقضيت أوطاره وغلا من بين أطوار العمر مقداره، و تناغت على أفنان الأيام و الليالي أطياره، و تنفست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطـاف المسرات أصائله وأسحاره.

بل ما قيمة الكهولة ؟ وإن استمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها، و وضعت على قواعد الحكمة و الأناة أركانها.

بل ما قيمة المشيب؟ وإن جلله الوقار بملاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأت من حكمة الدهور، وغرائب العصور، حقائبه، ووصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل البرس، جماته وذوائبه.

ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم، و نصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا… أو لا تكونوا… (3)

أتمثله كالغصن المروح، مطلولا بأنداء العروبة، مخضوضر اللحا والورق مما امتص منها، أخضر الجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها، كأنما أنبتته رمال الجزيرة، ولوحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقول إنه من سر هاشم أو سرة مخزوم، ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن، في السكن(4)، أو ذو رضاعة، في قضاعة(5) متقلبا في المنجبين والمنجبات، كأنما ولدته خندق(6)، أو نهضت عنه أم الكملة(7)، أو حضنته أخت بني سهم(8)، أو حنكته تُماضر(9) الخنساء لعوبا بأطراف الكلام المشقق، كأنما ولد في مكة، واسترضع في إياد، وربا في مسلنطح البطاح.

أتمثله مجتمع الأشد على طراوة العود، بعيد المستمر على ميعة الشباب، يحمل ما من خير لأنّ يد الإسلام طبعته على الخير، ولا يحمل ما حمل من شر لأن طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر- فتح عينيه على نور الدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذا الدين والكون دال ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك مغالق هذا، و فتح فكره على عظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكون، فإذا كل شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يد الله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سمو النفوس السامية وتعاليها، وتهيؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.

أتمثله مجتلى للخلال العربية التي هي بواكير ثمار الفطرة في سلاستها وسلامتها، كأنما هو منحدر لانصبابها وقرارة لانسكابها، وكأنما خيط على وفاء السموأل وحاجب(10)، وأشرج على إيثار كعب وحاتم(11)، وختم على حفاظ جساس والحارث(12)، وأغلق على عزة عوف وعروة(13).

أتمثله مترقرق البشر إذا حدث، متهلل الأسرة إذا حدث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذا امتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللص والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا، وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرنينه.

أتمثله شديد الغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقها الوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا! … أو لا تكونوا!(14)

أتمثله حنيفا فيه بقايا جاهلية… يدخرها لميقاتها، ويوزعها على أوقاتها، يرد بها جعل الجاهلين، في زمن تفتقت علومه عن جاهلية ثانية شر من الجاهلية الأولى – وتمخضت عقول أبنائه بوحشية مقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسا علميا ألبس الإنسان غير لبوسه، ونقله من قيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانية – وأسفرت مدنيته عن جفاف في العقول، وانتكاس في الأذواق، وقوانينه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحرمات، وانتهت الحال ببنيه إلى وثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.

أتمثله معتدل المزاج الخلقي بين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق، فيصبو، ولا يكبو، كما تتسع للحرم وناسكيه فيصفـو، ولا يهفو، وتهزه مفاخرات الفرزدق في المربد، كما تهزه مواعظ الحسن في المعبد.

أتمثله كالدينار يروق منظرا، وكالسيف يروع مخبرا، وكالرمح أمدح ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبول الاهتزاز، وهذا ذبول الاعتزاز- وكالماء يمرؤ فيكون هناء يروى، ويزعق فيكون عنـاء يردى- وكالراية بين الجيشين تتساقط حولها المهج وهي قائمة.

أتمثله عف السرائر، عف الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.

أتمثله جديدا على الدنيا، يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا، مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا.

أتمثله مقدما لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرا، والوطن صدفا، وهو غواص عليهما، يصطادهما معا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين. فإن أخطأ في التقدير خسر مرتين.

أتمثله واسع الآمال، إلى حد الخيال، ولكنه يزجيها بالأعمال، إلى حد الكمال، فإن شغف بحب وطنه، شغف المشرك بحب وثنه، عذره الناس في التخيل لإذكاء الحب، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.

أتمثله مصاولا لخصومه بالحجاج والإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مرهبا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.

أتمثله بانيا للوطنية على خمس، كما بني الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال، لا تدرك بغير الأعمال والخيال أوله لذة وآخره خبال، والأوطان، لا تخدم باتباع خطوات الشيطان.

يا شباب الجزائر… هكذا كونوا… أو لا تكونوا..

الهوامش :
1- نشرت في العدد 5 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
2- نشرت في العدد 6 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
3- نشرت في العدد 10 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
4- السكن قبيلة قحطانية.
5- قبيلة يتنازعها قحطان وعدنان، ويقول شاعرهم :
نحن بنُو مالك الشيخ الهجان الأزهر
قُضـاعة بن مـالك بن حمـيـر
في النسب المعروف غير المنكـر
في الحجر المنقوش تحت المنبـر
6- خندق هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان، وأم أولاده، مدركة وإخوانه.
7- أم الكملة هي فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، إحدى منجبات العرب، والكملة أبناؤها الأربعة، وقد سئلت أي بنيك أفضل فقالت : الربيع بل عمار بل قيس بل أنس، ثم قالت : ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل، هم كالحلقة المفرغة لا يردي أين طرفاها، وأبو الكملة هو زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب العنسي.
8- تلميح إلى قول ابن الزبعري : ألا لله قوم ولدت أخت بني سهم، وهي ريطة بنت سعيد ابن سهم وقد أنجبت ثمانية رجال أكبرهم هاشم بن المغيرة جد عمر بن الخطاب لأمه، وكانوا كلهم مزيدًا في مفاخر مخزوم.
9- تماضر بنت عمرو بن الشريد أخت صخر، الخساء الشاعرة المشهورة، وتحريضها لأولادها على الجهاد وحمدها لله حيث ماتوا كلهم في موقعة واحدة – كل ذلك مفصل في كتب السير والأدب.
10- السموأل بن عادياء المثل المضروب في الوفاء، وحاجب بن زرارة التميمي مثله وهو الذي رهن قوسه عند كسرى.
11- كعب بن مامة الإيادي، وحاتم الطائي جوادان مشهوران يضرب بهما المثل في الكرم.
12- جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان قاتل كليب والحارث بن عباد لهما ذكر تدور عليه حرب داحس والغبراء، وأخبار مفصلة في كتب الأدب.
13- عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان يعد في أولياء العرب وأعزهم، ولعزته قابل الملك عمرو بن هند: لا حر بوادي عوف، وعروة بن المنبه بن جعفر بن كلاب الرحال أو الوفاد كان يجير اللطائم المناذرة ويغير على الحيين بكر وتغلب حتى قتل، وكان قتله سببا في يوم الفجار بين كنانة وقيس.
14- نشرت في العدد 11 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
منقول
المصدر ..ملتقى اهل الحديث

جزاكم الله خيرا
بارك الله فيكم
جزاك الله كل خير
ورحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته
بارك الله فيك اخي
بارك الله فيكم

البشير الإبراهيمي يتكلم عن السلفية في الجزائر 2024.

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبيه الامين
و آله و صحبه أجمعين و بعد :
فهذه عبارات وردت في تقديم الشيخ محمد الصالح رمضان
و الشيخ البشير الإبراهيمي
لكتاب العقائد الإسلامية للعلامة ابن باديس
يدلك على إشادتهم بهذا المنهج و تمسكهم به
و القارئ للمقدمة يتعجب من ذكر السلفية مرات عديدة
ما بشير إشارة واضحة إلى أن الجمعية كانت على هذه
الطريقة من أول العهد .

أو لا :

الصفحة 5 من مقدمة الكتاب طبعة دار الفتح بالشارقة
يقول الشيخ محمد الصالح بعد أن أشاد بشيخه ابن باديس : …. و أنا واثق
من أن هذه الطريقة السلفية التي سار عليها أستاذنا الإمام في عرض العقيدة الإسلامية هي الطريقة المثلى…اهـ

ثانيا :

يقول في الصفحة 9 من المقدمة : … و كان صوت إمامنا ما يزال
يرّن في أذني حين أملاء هذه الدروس بالجامع الأخضر , و قد
حذا فيها حذو السلفية الرشيدة من اعتماد كتاب الله , و الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , قبل تفسيرات المذاهب المختلفة و تأويلات أصحابها في مرحلة
الإختلاط,و الاستشهاد بما عند الأقدمين من أصحاب الأديان
و الفلسفات و المذاهب الأخرى…اهـ

ثالثا :

يقول الشيخ محمد في نفس الصفحة 9 :
و كان ذلك مما دعا المصلحين إلى ضرورة العودة إلى إصلاح
العقائد الإسلامية , و شرحالمصطلحات , و حل القضايا على نمط سلفي واضح .
بصريح نص الكتاب و السنة الصحيحة و لا برأي الجبرية و
القدرية و غير ذلك من الآراء الفلسفية ..

الرابع :

يقول بعد نقدمة في الصفحة 12 عن سبب إعادة طبع كتاب العقائد :
.. لاختصارها و استيعابها لأصول العقائد الدينية بطريقة سلفية لا لبس فيها و لا غموض مستمدة كلها من الكتاب
و السنة
بخلاف كتب التوحيد و العقائد التي
تتشعب فيها البحث و النظر و اتخذ ألوانا من الفكر الفلسلفي
المستمدة من الثقافات الأجنبية و الديانات المختلفة . هذا
فضلا عن كتب العقائد و الطوائف و الفرق الدينية كالشيعة و الخوارج و المرجئة , و علم الكلام الذي توزعت
مذاهبه بين الأشاعرة و المعتزلة
, و عمّ
الجدل …… إلى آخر ماقال رحمه الله .

الخامس :

يقول الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ذفي الصفحة 14 :
بعدما تكلم عن إلقاء العلامة ابن باديس للدروس التي كانت :….. على الطريقة السلفية التي اتخذتها جمعية
العلماء الجزائريين منهاجا لها بعد ذلك
, و بنت عليها
جميع مبادئها في الإصلاح …إلى آخر كلامه رحمه الله.

السادس :

و يقول البشير أيضا عن شيخه :
و الإمام رضي الله عنه كان منذ طلبه للعلم بتنونس قبل
ذلك – و هو في مقتبلالشباب- ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في
العقائد الإسلامية
, و يتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلما , و قد بلغه الله امنيته : فأخرج
للأمة الجزائرية أجيلا على هذه الطريقة السلفية و قاموا بحمل الأمانة من بعده .

السابع :

و يقول أيضا الشيخ الإبراهيمي في الصفحة 17 :
و هذا درس من دروسه ينشره اليوم في أصل العقيدة الإسلامية بدلائلها
من الكتاب و السنة تلميذه الصالح كاسمه محمد الصالح رمضان : فجاءت
عقيدة مثلى يتعلمها الطالب فيأتي منه مسلم سلفي , موحد لربه بدلائل القرآن كأحسن ما يكون المسلم النقي و يستدل على ما يعتقده في ربه بآية من كلام ربه , لا
بقول السنوسي في عقيدته الصغرى : ( اما برهان وجوده
تعالى فحدوث العالم !)

الثامن :

يقول الإبراهيمي رحمه الله بعد تقديمه يتقديم بسيط حول أنتشار
المذاهب الكلامية في المغرب في الصفحة 18 يقول :
… حتى جاءت دروس الإمام ابن باديس فأحيا بها طريق السلف في دروسه – و منها هذه الدروس – و أكملتها جمعية العلماء.

ثم يقول في آخر المقدمة الصفحة20 :
وفقنا الله جميعا لاتباع كتابه ,. سنة

نبيه , الرجوع إليها , و إلى هدي السلف الصالح
في تبيين معانيهما .

هذه أيها الأحبة عبارات تدلك دلالة واضحة لا لبس فيها
على إشادة جمعية العلماء بالسلفية و حبهم لها و إلتزام طريقها
خاصة في أبواب العقائد خلافا لما كان سائدا من الأشعرية الإعتزال .

وقد كان رحمه الله تعالى في محاربتهِ للصُّوفيَّة وخرافاتها وتُرّهاتهم متأثِّراً بتعاليم حركة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الإصلاحيَّة ،ويتَّضحُ ذلك عندما نراه يُعَلّل هجوم المتاجرين بالدَّين على هذه الدَّعوةِ السُّنِّيَّة الإصلاحيَّـة في البلاد الحجازيَّة التي سَّماها خصومُها بِـ(ـالوهَّابيَّـة) –تنفيراً وتَشويهاً- لأنَّها قضت على بدعهم ، وحاربت خرافاتهم ، فيقول:
( إنَّهم موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم ،ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ سلطانهم من أرضِ الله ، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة ،فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابيَّة )

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حياكم الله وبياكم

الله اكبر ..الله اكبر

جوزيتم الفردوس استاد

جزاك الله خيرا يااخي في لله
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام انس السلفية القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حياكم الله وبياكم

الله اكبر ..الله اكبر

جوزيتم الفردوس استاد

القعدة القعدة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa_ess القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خيرا يااخي في لله
القعدة القعدة

بارك الله فيك أخي على مرورك

وفقنا الله جميعا لاتباع كتابه ,. سنة
نبيه , الرجوع إليها , و إلى هدي السلف الصالح
في تبيين معانيهما .

اللهم آمين

جزاك الله خيرا ً صهيب الرومي و وفقك لما يحبه ويرضاه

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حضارة أُنثى القعدة
القعدة
القعدة
وفقنا الله جميعا لاتباع كتابه ,. سنة
نبيه , الرجوع إليها , و إلى هدي السلف الصالح
في تبيين معانيهما .

اللهم آمين

جزاك الله خيرا ً صهيب الرومي و وفقك لما يحبه ويرضاه

القعدة القعدة

وفقنا الله وإياكم الى كل خير وجنبنا سبل الشر

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب الرومي القعدة
القعدة
القعدة

وقد كان رحمه الله تعالى في محاربتهِ للصُّوفيَّة وخرافاتها وتُرّهاتهم متأثِّراً بتعاليم حركة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الإصلاحيَّة ،ويتَّضحُ ذلك عندما نراه يُعَلّل هجوم المتاجرين بالدَّين على هذه الدَّعوةِ السُّنِّيَّة الإصلاحيَّـة في البلاد الحجازيَّة التي سَّماها خصومُها بِـ(ـالوهَّابيَّـة) –تنفيراً وتَشويهاً- لأنَّها قضت على بدعهم ، وحاربت خرافاتهم ، فيقول:

( إنَّهم موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم ،ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ سلطانهم من أرضِ الله ، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة ،فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابيَّة )

القعدة القعدة

أسموها بالوهابية حتى يربطوها بضلالة ودعوى عبدالوهاب رستم الباطني الخبيث في شمال إفريقيا ولينزلوا ردود علماء ذاك الزمان على عبد الوهاب رستم الخبيث لا سيما علماء المالكية رحمهم الله أقول لينزلوا تللك الردود على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والواجب أن يسموها المحمدية فاسمه محمد ولكنها النية الخبيثة لهم علما بين عبد الوهاب رستم والشيخ رحمه الله ألف عام فهل عرفتم إخواني لم أسموها بالوهابية 0اللهم ألهمنا رشدنا آمين وهيء لنا ناصرا من عندك آمين0

رحم الله أئمة الهدى ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي والشيخ عبد الحميد بن باديس ومن سار على طريق المصطفى صلى الله عليه سلم وخلفاءه الراشدين المهديين من بعده رضي الله عنهم وعن صحابته أجمعين آمين

خطبة الشيخ محمدالبشير الإبراهيمي بعد الاستقلال 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بمناسبة عيد الإستقلال

أردت أن أضع بين أيديكم

أول خطبة جمعة للشيخ:محمد البشير الإبراهيمي

بعد الإستقلال بجامع كتشاوا

الحمد لله ثم الحمد لله، تعالت أسماؤه وتمت كلماته صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته، جعل النصر يتنـزل من عنده على من يشاء من عباده حيث يبتليهم فيعلم المصلح من المفسد ويعلم صدق يقينهم وإخلاص نياتهم وصفاء سرائهم وطهارة ضمائرهم. سبحانه تعالى جعل السيف فرقانا بين الحق والباطل، وأنتج من المتضادات أضدادها، فأخرج القوة من الضعف وولد الحرية من العبودية وجعل الموت طريقا إلى الحياة، وما أعذب إذا كان للحياة طريقا، وبايعه عباده المؤمنون الصادقون على الموت، فباءوا بالصفقة الرابحة، واشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا

سجانه تعالى جده، تجلى على بعض عباده بالغضب والسخط فأحال مساجد التوحيد بين أيديهم إلى كنائس للتثليث، وتجلى برحمته ورضاه على آخرين فأحال فيهم كنائس التثليث إلى مساجد للتوحيد، وما ظلم الأولين ولا حابى الآخرين، ولكنها سنته في الكون وآياته في الآفاق يتبعها قوم فيفلحون، ويعرض عنها قوم فيخسرون.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرع الجهاد في سبيل الله، وقاتل لإعلاء كلمة الله حتى استقام دين الحق في نصابه وأدبر الباطل على كثرة أنصاره وأحزابه وجعل نصر الفئة القليلة على الفئةالكثيرة منوطا بالإيمان والصبر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وكل متبع لهداه داع بدعوته إلى يوم الدين.

ونستنزل من رحمات الله الصيبة، وصلواته الزاكية الطيبة لشهدائنا الأبرار ما يكون كفاء لبطولتهم في الدفاع عن شرف الحياة وحرمان الدين وعزة الإسلام وكرامة الإنسان وحقوق الوطن.

واستمد من الله اللطف والإعانة لبقايا الموت وآثار الفناء ممن ابتلوا في هذه الثورة المباركة بالتعذيب في أبدانهم والتخريب لديارهم والتحيف لأموالهم.

وأسأله تعالى للقائمين بشؤون هذه الأمة ألفة تجمع الشمل، ووحدة تبعث القوة ورحمة تضمد الجراح، وتعاونا يثمر المنفعة، وإخلاصا يهون العسير، وتوفيقا ينير السبيل، وتسديدا يقوم الرأي ويثبت الأقدام وحكمة مستمدة من تعاليم الإسلام وروحانية الشرق وأمجاد العرب، وعزيمة تقطع دابرالاستعمار من النفوس، بعد أن قطعت دابره من الأرض.

ونعوذ بالله ونبرأ إليه من كل داع يدعو إلى الفرقة والخلاف، وكل ساع يسعى إلى التفريق والتمزيق وكل ناعق ينعق بالفتنة والفساد
.

ونحيي بالعمار والثمار والغيث المدرار هذه القطعةالغالية من أرض الإسلام التي نسميها الجزائر، والتي فيها نبتنا، وعلى حبها ثبتنا،ومن نباتها غذينا وفي سبيلها أوذينا.

أحييك يا مغنى الكمال بواجب وأنفق في أوصافك الغر أوقاتي

يا اتباع محمد عليه السلام هذا هو اليوم الأزهر الأنور وهذا هو اليوم الأغر المحجل، وهذا هو اليوم المشهود في تاريخكم الإسلام بهذا الشمال، وهذا اليوم هو الغرة اللائحة في وجه ثورتكم المباركة، وهذا هوالتاج المتألق في مفرقها، والصحيفة المذهبة الحواشي والطرز من كتابها.

وهذا المسجد هو حصة الإسلام من مغانم جهادكم، بل هو وديعة التاريخ في ذممكم،أضعتموها بالأمس مقهورين غير معذورين واسترجعتموها اليوم مشكورين غير مكفورين، وهذه بضاعتكم ردت إليكم، أخذها الاستعمار منكم استلابا، وأخذتموها منه غلابا، بل هذا بيت التوحيد عاد إلى التوحيد وعاد التوحيد إليه فالتقيتم جميعا على قدر.

إن هذه المواكب الحاشدة بكم من رجال ونساء يغمرها الفرح ويطفح على وجوهها البِشرلتجسيمٌ لذلك المعنى الجليل، وتعبيرٌ فصيح عنه، وهو أنّ المسجد عاد للساجدين الرُكع من أمة محمد، وأن كلمة لا إله إلا الله عادت لمستقرها منه كأن معناها دام مستقرا في نفوس المؤمنين، فالإيمان الذي تترجم عنه كلمة لا إله إلا الله، هو الذي أعاد المسجد إلى أهله، وهو الذي أتى بالعجائب وخوارق العادات في هذه الثورة.

وأما والله لو أن الاستعمار الغاشم أعاده إليكم عفوا من غير تعب، وفيئة منه إلى الحق من دون نصب، لما كان لهذا اليوم ما تشهدونه من الروعة والجلال.

يا معشر الجزائريين: إذا عدت الأيام ذوات السمات، والغرر والشيمات في تاريخ الجزائر فسيكون هذا اليوم أوضحها سمة وأطولها غرة وأثبتها تمجيدا، فاعجبوا لتصاريف الأقدار، فلقد كنا نمر على هذه الساحة مطرقين، ونشهد هذا المشهد المحزن منطوين على مضض يصهر الجوانح ويسيل العبرات، كأنّ الأرض تلعننا بما فرطنا في جنب ديننا، وبما أضعنا بما كسبت أيدينا من ميراث أسلافنا، فلا نملك إلا الحوقلة والاسترجاع، ثم نرجع إلى مطالبات قولية هي كل مانملك في ذلك الوقت، ولكنها نبهت الأذهان، وسجلت الاغتصاب وبذرت بذور الثورة في النفوس حتى تكلمت البنادق.

أيها المؤمنون: قد يبغي الوحش على الوحش فلا يكون غريبا، لأن البغي مما ركب في غرائزه، وقد يبغي الإنسان على الإنسان فلا يكون ذلك عجيبا لأن في الإنسان عرقا نزاعا إلى الحيوانية وشيطانا نزاغا بالظلم وطبعا من الجبلة الأولى ميالا إلى الشر، ولكن العجيب الغريب معا،والمؤلم المحزن معا، أن يبغي دين عيسى روح الله وكلمته على دين محمد الذي بشر به عيسىروح الله وكلمته.

يا معشر المؤمنين: إنكم لم تسترجعوا من هذا المسجد سقوفه وأبوابه وحيطانه، ولا فرحتم باسترجاعه فرحة الصبيان ساعة ثم تنقضي، ولكنكم استرجعتم معانيه التي كان يدل عليها المسجد في الإسلام ووظائفه التي كان يؤديها من إقامة شعائر الصلوات والجمع والتلاوة ودروس العلم والنافعة على اختلاف أنواعها،من دينية ودنيوية فإنّ المسجد كان يؤدي وظيفة المعهد والمدرسة والجامعة.

أيها المسلمون: إنّ الله ذمّ قوما، فقال" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَفِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَاإِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌعَظِيمٌ " البقرة: ١١٤ ، ومدح قوما ،فقال (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) التوبة: ١٨

يا معشر الجزائريين: إن الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك))، فهو قد خرج من أرضكم، ولكنه لم يخرج من مصالح أرضكم، ولم يخرج من ألسنتكم، ولم يخرج من قلوب بعضكم، فلا تعاملوه إلا فيما اضطررتم إليه،وما أبيح للضرورة يقدر بقدرها

إنّ الثورة قد تركت في جسم أمتكم ندوبا لا تندمل إلا بعدعشرات السنين وتركت عشرات الآلاف من اليتامى والأيامى والمشوهين الذين فقدوا العائل والكافل وآلة العمل فاشملوهم بالرعاية حتى ينسى اليتيم مرارة اليتم، وتنسى الأيم حرارة الثكل، وينسى المشوه أنّه عالة عليكم، وامسحوا على أحزانهم بيد العطف والحنان فإنّهم أبناؤكم وإخوانكم وعشيرتكم. إليه،

يا معشر الجزائريين

يا إخواني: إنكم خارجون من ثورة التهمت الأخضر و اليابس، وإنكم اشتريتم حريتكم بالثمن الغالي، وقدمتم في سبيلها من الضحايا ما لم يقدمه شعب من شعوب الأرض قديما ولا حديثا، وحزتم من إعجاب العالم بكم ما لم يحزه شعب ثائر، فاحذروا أن يركبكم الغرور ويستزلكم الشيطان، فتشوهوا بسوء تدبيركم محاسن هذه الثورة أو تقضوا على هذه السمعة العاطرة.

إنّ حكومتكم الفتية منكم، تلقت تركة مثقلة بالتكاليف والتبعات في وقت ضيق لم يجاوز أسابيع، فأعينوها بقوّة،وانصحوها في ما يجب النصح فيه بالتي هي أحسن، ولا تقطعوا أوقاتكم في السفاسف والصغائر، وانصرفوا بجميع قواكم إلى الإصلاح والتجديد، والبناء والتشييد، ولا تجعلوا للشيطان بينكم وبينها منفذا يدخل منه، ولا لحظوظ النفس بينكم مدخلا.

وفقكم الله جميعا، وأجرى الخير على أيديكم جميعا، وجمع أيديكم على خدمة الوطن، وقلوبكم على المحبة لأبناء الوطن، وجعلكم متعاونين على البر والتقوى غير متعاونين على الإثم والعدوان.

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ النور: ٥٥

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وهو الغفور الرحيم.

رحم الله الشيخ الإبراهيمي

ورحم الله شهدائنا الأبرار

جزاك الله كل خير على هذا التذكير الطيب

ورحم الله شيخنا السلفي محمد االبشير الابراهيمي

الذي غمطه اهل بلده حقه فلا يكاد يذكر في مجالسهم الا لماما

رحم الله رب البيان الشيخ البشير الابراهيمي على حد تعبير الدكتور عادل نويهض

رحم الله ذلك الشيخ الذي وقف احد كبار من يوصف بالادب حافيا بين يديه فقال

لا ينبغي ان نقف بحضرة الشيخ الا حفاة

رحمة الله على

صاحب سجع الاكهان

ورسالة الضب التي يتهاوى كتاب الحيوان للجاحظ دونها

رحمة الله عليه ما افصحه في قوله :


سبحانه تعالى جعل السيف فرقانا بين الحق والباطل، وأنتج من المتضادات أضدادها، فأخرج القوة من الضعف

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم
موضوع فريد من نوعه ومميز
وكلمات ..تستحق الوقوف عندها وتأمل التاريخ والحاضر.

جزاك الله خيرا، ورحم الله علماء الجزائر الأحياء منهم والأموات

بارك الله فيك اختي نوال
الله يرحمو ورحم شهدانا الابرار.
مشكورة اختي نوال.
تقبل مروري اخوكي محمد سفيان

تأبين الشيخ البشير الإبراهي 2024.

السلام عليكم
وددت أن أشارككم كلمات تأبين الشيخ البشير الإبراهيمي

نعم لقد خطت الأقدار أيها العزيز أن تغمض عينيك في الجزائر و هي خرة مستقلة و لكن لما تكتب أن تحوز فيها قبرا و احدا بل إن لك في الجزائر قبرا في كل قلب يخفق بحبها و يحن في ذكرى شهدائها

القائل : الله أعلم
الآن أنا أريد أن أعرف من قال هذه الكلمات في وفاة الشيخ العلامه البشير الإبراهيمي

رجائي لكم بالنجاح

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاكر الجزائري القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم
وددت أن أشارككم كلمات تأبين الشيخ البشير الإبراهيمي

نعم لقد خطت الأقدار أيها العزيز أن تغمض عينيك في الجزائر و هي خرة مستقلة و لكن لما تكتب أن تحوز فيها قبرا و احدا بل إن لك في الجزائر قبرا في كل قلب يخفق بحبها و يحن في ذكرى شهدائها

القائل : الله أعلم
الآن أنا أريد أن أعرف من قال هذه الكلمات في وفاة الشيخ العلامه البشير الإبراهيمي

رجائي لكم بالنجاح

القعدة القعدة

آسفة
الله اعلـــــــــــــــــــــــــــ ـم
لكنه يستاهل أكثر من هذا

شكرا لك

أرجو المحاولة من الاخوة المتصفحين ومن يعرف الجواب يفيدنا مع أاف شكر إني فى الانتظار

الشاب الجزائري كما تمثّله لي الخواطر [ من آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ] 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ܓܨالشاب الجزائري كما تمثّله لي الخواطر ܓܨ
[ من آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ]

– 1 –
أتمثّله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح.
أتمثَّله مقدامًا على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدّرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلًا أو الفكر آخر العمل.
أتمثّله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوةَ الدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له، أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوّة حقّها فضلًا أو عدلًا.
أتمثّله حِلْفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.
أتمثّله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالًا، مزورًّا عن الحضارة التي (رمته بقشورها)، فأرخت أعصابه، وأنّثت شمائله، وخنّثت طباعه، وقيّدته بخيوط الوهم، ومجّت في نبعه الطاهر السموم، وأذهبت منه ما يُذهب القفص من الأسد من بأس وصولة.
أتمثّله مقبلًا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلًا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتفتخر، ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرة منجحة ومرة خائبة.
أحبّ منه ما يُحبُّ القائل:
أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ … كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرًا
وأهوى منه ما يهوى المتنبى:
وَأَهْوَى مِنَ الْفِتْيَانِ كُلَّ سَمِيذَعٍ … أَرِيبٍ كَصَدْرِ السَّمَهْرِيِّ الْمُقَوَّمِ
خَطَّتْ تَحْتَهُ الْعِيسُ الْفُلَاةَ وَخَالَطَتْ … بِهِ الْخَيْلُ كَبَاتَ الخَمِيسِ الْعَرْمَرِمِ
يا شباب الجزائر، هكذا كونوا! … أو لا تكونوا! …
__________
* نشرت في العدد 5 من جريدة «البصائر»، 5 سبتمبر سنة 1947.

– 2 –
أتمثّله محمديّ الشمائل، غير صخّاب ولا عيّاب، ولا مغتاب ولا سبّاب، عفًّا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أو صرخة في وجه الباطل، متجاوزًا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولا ضغينة.
أتمثّله متقلّبًا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيًا، وزُرَّتْ غلائلُه عليه يافعًا، فنبتَت في حجره، ونبتت قوادِمُه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوّه، لم يمسَسْه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقله سُحُب الخرافات، بل وجد المنهج واضحًا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة فسار على هداها، واللواء معقودًا، فأوى إلى ظله، والطريق معبّدًا فخطا آمنًا من العثار، فما بلغ مبلغَ الرجال إلا وهو صحيحُ العقد في الدين، متينُ الاتصال بالله، مملوءُ القلب بالخوف منه، خاوي الجوامح من الخوف من المخلوق، قويّ الإيمان بالحياة، صحيح النظر في حقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجّة في الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظُّه منها الأخسّ الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضلّل في الحياة كما أمن بهما أن يضلّل في الدين.
"وفي الحياة كما في الدين تضليل" (2)
يا شباب الجزائر!
ما قيمة الشباب؟ وإن رقَّت أنداؤه، وتجاوبت أصداؤه، وقُضِيَتْ أوطارُه وغلا من بين أطوار العمر مقدارُه، وتناغت على أفنان الأيام والليالي أطيارُه، وتنفَّست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطاف المسرّات أصائله وأسحاره.
بل ما قيمة الكهولة؟ وإن استمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفُرَّت عن التجربة والمراس أسنانها، ووُضعت على قواعد الحكمة والأناة أركانها.
بل ما قيمة المشيب؟ وإن جلّله الوقار بمُلاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأتْ من حكمة الدهور وغرائب العصور حقائبه، ووُصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل البُرْسِ جماته وذوائبه.
ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم، ونصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.
يا شباب الجزائر، هكذا كونوا … أو لا تكونوا …
__________
* نشرت في العدد 6 من جريدة «البصائر»، 12 سبتمبر سنة 1947.

– 3 –
أتمثّله كالغصن المَرُوح، مطلولًا بأنداء العروبة، مخضوضر اللّحا والورق مما امتصّ منها، أخضر الجلدة والآثار مما رشح له من أنسابها وأحسابها، كأنّما أنبتته رمال الجزيرة، ولوّحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذّاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقول إنه من سرّ هاشم أو سُرَّة مخزوم، ومخايلُ من قحطان تقول كأنه ذو سكَن، في السَّكن (1)، أو ذو رضاعة، في قضاعة (2) متقلّبًا في المنجبين والمنجبات، كأنّما ولدته خِندِق (3)، أو نهضت عنه أمّ الكملة (4)، أو حضنته أختُ بني سهم (5)، أو حنَّكته تُماضر (6) الخنساء لعوبًا بأطراف الكلام المشقّق، كأنما وُلد في مكّة، واسترضع في إياد، وربا في مسلنطح البِطاح.

أتمثّله مجتمع الأشدّ على طراوة العود، بعيد المستمرّ على ميعة الشباب، يحمل ما حمّل من خير لأن يد الإسلام طبعته على الخير، ولا يحمل ما حمّل من شر لأنّ طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر؛ فتح عينيْه على نور الدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيّرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذا الدين والكون دالٌّ ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك مغالق هذا، وفتح فكرَه على عظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكوّن، فإذا كلّ شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يد الله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سموّ النفوس السامية وتعاليها، وتهيُّؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.
أتمثّله مجتلًى للخِلال العربية التي هي بواكير ثمار الفطرة في سلاستها وسلامتها، كأنّما هو منحدر لانصبابها وقرارة لانسكابها، وكأنما خيط على وفاء السموأل وحاجب (7)، وأشرج على إيثار كعب وحاتم (8)، وخُتم على حفاظ جسّاس والحارث (9)، وأغلِق على عزة عوف وعروة (10).
أتمثّله مترقرق البشر إذا حدّث، متهلّل الأسِرَّة إذا حُدّث، مقصورَ اللسان عن اللغو، قصير الخُطى عن المحارم، حتى إذا امتدَّت الأيدي إلى وطنه بالتخوّن، واستطالت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللَّصّ والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالًا، وكان منه ما يكون من الليث إذا دِيس عَرينه، أو وُسم بالهون عِرْنِينُه.

أتمثّله شديدَ الغيرة، حديدَ الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور وهو يستطيع جعله فيّاضًا بالقوة دافقًا بالحياة: ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السِّلع الجليبة، والسحن السليبة، ويغار لعينيه أن تسترقهما الوجوه المطرّاة، والأجسام المعرّاة.
يا شباب الجزائر، هكذا كونوا! … أو لا تكونوا! …
__________

1) السكن قبيلة قحطانية.
2) قبيلة يتنازعها قحطان وعدنان، ويقول شاعرهم:
نحن بنو مالك الشيخ الهجان الأزهر
قضاعة بن مالك بن حمير
في النسب المعروف غير المنكر
في الحجر المنقوش تحت المنبر
3) خندق هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان، وأم أولاده، مدركة وإخوانه.
4) أم الكَمَلَة هي فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، إحدى منجبات العرب، والكملة أبناؤها الأربعة، وقد سئلت أي بنيك أفضل؟ فقالت: الربيع بل عمار بل قيس بل أنس، ثم قالت: ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل، هم كالحلقة المفرغة لا يُردي أين طرفاها، وأبو الكملة هو زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب العنسي.
5) تلميح إلى قول ابن الزبعري: ألا لله قوم ولدت أخت بني سهم، وهي ريطة بنت سعيد ابن سهم، وقد أنجبت ثمانية رجال أكبرهم هاشم بن المغيرة جد عمر بن الخطاب لأمه، وكانوا كلهم مزيدًا في مفاخر مخزوم.
6) تماضر بنت عمرو بن الشريد أخت صخر، الخنساء الشاعرة المشهورة، وتحريضها لأولادها على الجهاد وحمدها لله حيث ماتوا كلهم في موقعة واحدة، كل ذلك مفصّل في كتب السير والأدب.
7) السموأل بن عادياء المثل المضروب في الوفاء، وحاجب بن زرارة التميمي مثله وهو الذي رهن قوسه عند كسرى.
8) كعب بن مامة الإيادي، وحاتم الطائي جوادان مشهوران يًضرب بهما المثل في الكرَم.
9) جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان قاتل كليب والحارث بن عباد، لهما ذكر تدور عليه حرب داحس والغبراء، وأخبار مفصّلة في كتب الأدب.
10) عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان، يُعدّ في أولياء العرب وأعزّهم، ولعّزته قابل الملك عمرو بن هند: لاحر بوادي عوف، وعروة بن المنبه بن جعفر بن كلاب الرحّال أو الوفّاد، كان يجير اللطائم للمناذرة ويجير على الحيين بكر وتغلب حتى قتل، وكان قتله سببًا في يوم الفجار بين كنانة وقيس.

* نشرت في العدد 10 من جريدة «البصائر»، 12 أكتوبر سنة 1947.

– 4 –
أتمثّله حنيفًا فيه بقايا جاهلية … يدّخرها لميقاتها، ويوزّعها على أوقاتها، يردّ بها جهلَ الجاهلين، في زمن تفتّقت علومه عن جاهلية ثانية شرّ من الجاهلية الأولى – وتمخّضت عقولُ أبنائه بوحشية مقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسًا علميًّا ألبَس الإنسان غير لبوسه، ونقله من قيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانيّة، وأسفرت مدنيَّتُه عن جفاف في العقول، وانتكاس في الأذواق، وقوانينُه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحُرُمات، وانتهت الحال ببنيه إلى وثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.
أتمثّله معتدلَ المزاج الخُلُقي بين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتّسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق، فيصبو، ولا يكبُو، كما تتّسع للحرم وناسكيه فيصفو ولا يهفو، وتهزُّه مفاخرات الفرزدق في المربد، كما تهزّه مواعظ الحسن في المعبد.
أتمثّله كالدينار يروق منظرًا، وكالسيف يروع مخبرًا، وكالرمح أمدحُ ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبول الاهتزاز وهذا ذبول الاعتزاز، وكالماء يمرؤ فيكون هناءً يُروي، ويزعق فيكون عناء يُردي، وكالرّاية بين الجيشين تتساقط حولها المُهَج وهي قائمة.
أتمثّله عفّ السرائر، عفّ الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقًا على أن يتنسَّم أقذارَها.
أتمثّله جديدًا على الدنيا، يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئًا جديدًا، مستفادًا فيها، يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدًا.

أتمثّله مقدّمًا لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرًا، والوطن صدفًا، وهو غوّاص عليهما، يصطادهما معًا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين، فإن أخطأ في التقدير خسر مرّتين.
أتمثّله واسعَ الآمال، إلى حد الخيال، ولكنه يُزجيها بالأعمال إلى حد الكمال، فإن شُغِفَ بحب وطنه شَغَفَ المشرك بحبّ وثنه، عذره الناس في التخيّل لإذكاء الحبّ، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.
أتمثّله مصاولًا لخصومه بالحجاج والإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مُرْهبًا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.
أتمثله بانيًا للوطنية على خمس، كما بني الدين قبلها على خمس: السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال لا تدرك بغير الأعمال، والخيال أوّله لذة وآخره خبال، والأوطان لا تخدم باتّباع خطوات الشيطان.
يا شباب الجزائر، … هكذا كونوا … أو لا تكونوا.
__________
* نشرت في العدد 11 من جريدة «البصائر» 20 أكتوبر سنة 1947.

ܓܨالشاب الجزائري كما تمثّله لي الخواطر ܓܨ
[ من آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ]
المكتبة الشاملة
آثار الأمام محمد البشير الابراهيمي / الجزء الثالث / ثلاث كتب/الشاب الجزائري كما تمثّله لي الخواطر
( 3 / 509 – 516 )

كلام العلامة الابراهيمي (رحمه الله) نوادر برزت في شكل خواطر، فقد كان حقا اماما في اللغة و البيان كما كان مصلحا دينيا عقائديا بالحجة و البرهان.
هناك خاطرة لم أفهمها فهل لكم من شرح لها أخي الكريم فتحون.
الخاطرة.

أتمثّله معتدلَ المزاج الخُلُقي بين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتّسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق، فيصبو، ولا يكبُو، كما تتّسع للحرم وناسكيه فيصفو ولا يهفو، وتهزُّه مفاخرات الفرزدق في المربد، كما تهزّه مواعظ الحسن في المعبد.
هذا شرح المقطع الذي طلبت على حسب فهمي والله أعلم :
أما قولهأتمثّله معتدلَ المزاج الخُلُقي بين الميوعة والجمود،
فالمائع السّائل وهو عكس الصّلب ، ومراده والله أعلم التوسط بين الشّدة اللّين ، فلا هو بالسهل المائع ولا هو بالصّلب القاسي في معاملته وأخلاقه ، فلا إفراط ولا تفريط
وأمّا قوله :وبين النسك والفتك فالنّسك العبادة ، والمقصود هنا لتّفرغ للعبادة والرهبانية ، والفتك الجرأة في ركوب أهواء النّفس ، فهو بين هذا وذاك .
وأمّا قوله :تتّسع نفسه للعقيق، يعني أنّه واسع الصّدر تحتمل نفسه العقيق وهو الشاق من الأمور ، وعمر وابن أبي عتيق : يعنيلكلأحدمنالنّاس
وأمّا قوله :فيصبو، ولا يكبُو : فالصبوة : رغبات الفتوة ، ومطالبها ، فإن له من الرغبات ما لأترابه ، غير أنّه لا كبوة له ، والكبوة : السقطة ، فلا تحمله شهوات النفس على الوقوع في الحرام
وأمّا قوله :كما تتّسع للحرم وناسكيه ، أي أنّ نفسه من سعتها تتّسع للحرم وناسكيه ، والمقصود للمتعبّدين فيه
وأمّا قوله : فيصفو ولا يهفو : يصفوا عن التّضجّر والأحزان والقلق والاضطراب ، ولا يهفوا أي يسقط فيما لايرتضى
وأمّا قوله :وتهزُّه مفاخرات الفرزدق في المربد، أي أنه يعجبه الافتخار كالفرزدق بكلّ ماهو فيه من نعم الله كالاسلام والسنة ، والمربد الموضع ، وقوله : كما تهزّه مواعظ الحسن في المعبد ، أي تؤثر فيه مواعظ الحسن ( وأظنه البصري ) في المعبد ، وهو مكان العبادة ، فهو مفتخر ، بما منّ الله به عليه من النعم، مواظب على ما أمره الله به من التقوى
وهذا فهمي ولا أدّعي أنّ الشيخ أراده والله أعلم .

يا شباب الجزائر هكذا كونوا أو لا تكونوا نصيحة لكل شاب -لأمير البيان العلامة محمد البشير الإبراهيم 2024.

الشّاب الجزائري(1)
هي نصيحة أبوية صاغها درة عربية ورائعة لغوية وكلمات قل من ينسج نسجها ويسبك سبكها..

للشيخ العلامة أمير البيان محمد البشير الإبراهيمي الجزائري رحمه الله
ت (1385هـ= 1965م)

" أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح.
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أو الفكر آخر العمل.
أتمثله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوة الدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له، أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.

أتمثله حلِفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغَ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.
أتمثله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا، مزورًّا عن الحضارة التي (رمتْه بقشورها)، فأرخت أعصابه، وأنَّثت شمائله، وخنَّثت طباعه، وقيَّدته بخيوط الوهم، ومجَّت في نبعه الطاهرِ السموم، وأذهبت منه ما يُذهِب القفص من الأسد من بأس وصولة.
أتمثَّله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتَفتَخر، ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرةً منجِحةً ومرة خائبة أحب منه ما يحب القائل:

أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ كَأنَّ بِهِ مِن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا

وأهوى منه ما يهوى المتنبى:
وَ أَهْـوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُـلَّ سَميذَع أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْـرِى الْمُقَوّم
خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَ خَالطَتْ بِهِ الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم

يا شباب الجزائر هكذا كونوا !…. أو لا تكونوا !
أتمثله محمدي الشمائل، غير صخاب و لا عياب، و لا مغتاب ولا سباب، عفا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أو صرخة في وجه الباطل، متجاوزا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولا ضغينة.

أتمثله متقلبا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيا، وزرت غلائله عليه يافعا، فنبتت في حجره، ونبتت قوادمه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوه، لم يمسسه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقله سحب الخرافات، بل وجد المنهج واضحا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة، فسار على هداها، واللواء معقودا، فأوى إلى ظله، والطريق معبدا، فخطا آمنا من العثار، فما بلغ مبلغ الرجال إلا وهو صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، مملوء القلب بالخوف منه، خاوى الجوانح من الخوف من المخلوق، قوي الإيمان بالحياة، صحيح النظر في حقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجة في الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظه منها الأخس الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضلل في الحياة كما أمن بهما أن يضلل في الدين.

" و في الحياة كما في الدين تضليل "(2)

يا شباب الجزائر!
ما قيمة الشباب ؟ وإن رقت أنداؤه، و تجاوبت أصداؤه، وقضيت أوطاره وغلا من بين أطوار العمر مقداره، و تناغت على أفنان الأيام و الليالي أطياره، و تنفست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطـاف المسرات أصائله وأسحاره.
بل ما قيمة الكهولة ؟ وإن استمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها، و وضعت على قواعد الحكمة و الأناة أركانها.
بل ما قيمة المشيب؟ وإن جلله الوقار بملاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأت من حكمة الدهور، وغرائب العصور، حقائبه، ووصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل البرس، جماته وذوائبه.
ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم، و نصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا… أو لا تكونوا… (3)
أتمثله كالغصن المروح، مطلولا بأنداء العروبة، مخضوضر اللحا والورق مما امتص منها، أخضر الجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها، كأنما أنبتته رمال الجزيرة، ولوحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقول إنه من سر هاشم أو سرة مخزوم، ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن، في السكن(4)، أو ذو رضاعة، في قضاعة(5) متقلبا في المنجبين والمنجبات، كأنما ولدته خندق(6)، أو نهضت عنه أم الكملة(7)، أو حضنته أخت بني سهم(8)، أو حنكته تُماضر(9) الخنساء لعوبا بأطراف الكلام المشقق، كأنما ولد في مكة، واسترضع في إياد، وربا في مسلنطح البطاح.

أتمثله مجتمع الأشد على طراوة العود، بعيد المستمر على ميعة الشباب، يحمل ما من خير لأنّ يد الإسلام طبعته على الخير، ولا يحمل ما حمل من شر لأن طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر- فتح عينيه على نور الدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذا الدين والكون دال ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك مغالق هذا، و فتح فكره على عظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكون، فإذا كل شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يد الله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سمو النفوس السامية وتعاليها، وتهيؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.
أتمثله مجتلى للخلال العربية التي هي بواكير ثمار الفطرة في سلاستها وسلامتها، كأنما هو منحدر لانصبابها وقرارة لانسكابها، وكأنما خيط على وفاء السموأل وحاجب(10)، وأشرج على إيثار كعب وحاتم(11)، وختم على حفاظ جساس والحارث(12)، وأغلق على عزة عوف وعروة(13).
أتمثله مترقرق البشر إذا حدث، متهلل الأسرة إذا حدث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذا امتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللص والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا، وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرنينه.
أتمثله شديد الغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقها الوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا! … أو لا تكونوا!(14)
أتمثله حنيفا فيه بقايا جاهلية… يدخرها لميقاتها، ويوزعها على أوقاتها، يرد بها جعل الجاهلين، في زمن تفتقت علومه عن جاهلية ثانية شر من الجاهلية الأولى – وتمخضت عقول أبنائه بوحشية مقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسا علميا ألبس الإنسان غير لبوسه، ونقله من قيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانية – وأسفرت مدنيته عن جفاف في العقول، وانتكاس في الأذواق، وقوانينه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحرمات، وانتهت الحال ببنيه إلى وثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.

أتمثله معتدل المزاج الخلقي بين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق، فيصبو، ولا يكبو، كما تتسع للحرم وناسكيه فيصفـو، ولا يهفو، وتهزه مفاخرات الفرزدق في المربد، كما تهزه مواعظ الحسن في المعبد.
أتمثله كالدينار يروق منظرا، وكالسيف يروع مخبرا، وكالرمح أمدح ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبول الاهتزاز، وهذا ذبول الاعتزاز- وكالماء يمرؤ فيكون هناء يروى، ويزعق فيكون عنـاء يردى- وكالراية بين الجيشين تتساقط حولها المهج وهي قائمة.
أتمثله عف السرائر، عف الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.

أتمثله جديدا على الدنيا، يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا، مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا.
أتمثله مقدما لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرا، والوطن صدفا، وهو غواص عليهما، يصطادهما معا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين. فإن أخطأ في التقدير خسر مرتين.
أتمثله واسع الآمال، إلى حد الخيال، ولكنه يزجيها بالأعمال، إلى حد الكمال، فإن شغف بحب وطنه، شغف المشرك بحب وثنه، عذره الناس في التخيل لإذكاء الحب، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.
أتمثله مصاولا لخصومه بالحجاج والإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مرهبا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.
أتمثله بانيا للوطنية على خمس، كما بني الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال، لا تدرك بغير الأعمال والخيال أوله لذة وآخره خبال، والأوطان، لا تخدم باتباع خطوات الشيطان.
يا شباب الجزائر… هكذا كونوا… أو لا تكونوا."

الهوامش :
1- نشرت في العدد 5 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
2- نشرت في العدد 6 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
3- نشرت في العدد 10 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
4- السكن قبيلة قحطانية.
5- قبيلة يتنازعها قحطان وعدنان، ويقول شاعرهم :
نحن بنُو مالك الشيخ الهجان الأزهر
قُضـاعة بن مـالك بن حمـيـر
في النسب المعروف غير المنكـر
في الحجر المنقوش تحت المنبـر
6- خندق هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان، وأم أولاده، مدركة وإخوانه.

7- أم الكملة هي فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، إحدى منجبات العرب، والكملة أبناؤها الأربعة، وقد سئلت أي بنيك أفضل فقالت : الربيع بل عمار بل قيس بل أنس، ثم قالت : ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل، هم كالحلقة المفرغة لا يردي أين طرفاها، وأبو الكملة هو زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب العنسي.
8- تلميح إلى قول ابن الزبعري : ألا لله قوم ولدت أخت بني سهم، وهي ريطة بنت سعيد ابن سهم وقد أنجبت ثمانية رجال أكبرهم هاشم بن المغيرة جد عمر بن الخطاب لأمه، وكانوا كلهم مزيدًا في مفاخر مخزوم.
9- تماضر بنت عمرو بن الشريد أخت صخر، الخساء الشاعرة المشهورة، وتحريضها لأولادها على الجهاد وحمدها لله حيث ماتوا كلهم في موقعة واحدة – كل ذلك مفصل في كتب السير والأدب.
10- السموأل بن عادياء المثل المضروب في الوفاء، وحاجب بن زرارة التميمي مثله وهو الذي رهن قوسه عند كسرى.
11- كعب بن مامة الإيادي، وحاتم الطائي جوادان مشهوران يضرب بهما المثل في الكرم.

12- جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان قاتل كليب والحارث بن عباد لهما ذكر تدور عليه حرب داحس والغبراء، وأخبار مفصلة في كتب الأدب.
13- عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان يعد في أولياء العرب وأعزهم، ولعزته قابل الملك عمرو بن هند: لا حر بوادي عوف، وعروة بن المنبه بن جعفر بن كلاب الرحال أو الوفاد كان يجير اللطائم المناذرة ويغير على الحيين بكر وتغلب حتى قتل، وكان قتله سببا في يوم الفجار بين كنانة وقيس.
14- نشرت في العدد 11 من جريدة البصائر سنة 1947 م

يقولون عنَّا إنَّنا وهابيون، ؟ للشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله 2024.

يقول الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله – : «إلاَّ أنهم يقولون عنَّا بغير فهم: إنهم وهابيُّون وكذا وكذا، ولسنا نستغرب صدور ذلك عنهم، فإنَّ من لا يستحيي أن يقول على الله بغير علم لا يَعزُّ عليه أن يقول على المخلوق بغير فهم». [آثار البشير الإبراهيمي (1/121)].

وقال أيضاً: «ويقولون عنَّا إنَّنا وهابيون، كلمةٌ كثُر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أنست ما قبلها من كلمات: عبداويين وإباضيين وخوارج، فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحق، ولكن القوم يصبَغوننا في كلِّ يوم بصبغة ويَسِموننا في كلِّ لحظة بِسِمَة، وهم يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منَّا وإبعادها عنا، وأسلحة يُقاتلوننا بها، وكلَّما كلَّت أداة جاؤوا بأداة، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المفلولة التي عرَضوها في هذه الأيام كلمة (وهابي) ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها، وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعَها بلقب (مبدع كبير).

إنَّ العامة لا تعرف من مدلول كلمة (وهابي) إلاَّ ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرف منها هؤلاء إلاَّ الاسم، وأشهر خاصَّةٍ لهذا الاسم وهي أنَّه يذيبُ البدع كما تذيب النارُ الحديدَ، وإنَّ العاقلَ لا يدري مما يعجب: أمِن تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقتَه المخاطِبُ منهم ولا المخاطَب، أم من تعمُّدهم تكفيرَ المسلم الذي لا يعرفونه نكاية في المسلم الذي يعرفونه، فقد وُجِّهت أسئلةٌ من العامة إلى هؤلاء المفترين من علماء (السنة) عن معنى الوهابي، فقالوا: هو الكافر بالله وبرسوله، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾.

أمَّا نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العُقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عُقَدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإنَّنا لا نردُّ ما يصدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكننا نردُّه إلى ما يقصدون به وما يقصدون بهذه الكلمات إلاَّ تنفير الناس من دعاة الحقِّ، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلاَّ أنَّهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدَعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعةُ الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم، والبدعة رحمٌ ماسَّة، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة وهابي تقذف في وجه كلِّ داع إلى الحقِّ إلاَّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صَرعى هذه الوهابية، وتحرُّقاً على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا، وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم، ولكن ما أخفَّه على ألسنتهم حين يتوسَّلون به إلى التنفير من المصلحين، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم وهي أعزُّ عزيز لديهم، ولم ترحم النفوس الولهانة بحبِّها ولم تَرْثَ للعبرات المراقة من أجلها.

وإذا لم يفهم أصحابنا من معنى الوهابية إلاَّ أنَّه محو البدع، فقد استقام لهم هذا المنطق الغريب على هذا النحو الغريب، وهو أنَّه ما دامت الوهابية هي محو البدع، وما دامت وصفاً لا رجلاً، وما دام كلُّ وصف ككل كسوة عسكرية كلُّ مَن يلبسها فهو عسكري يُعرف بها ولا تُعرف به، وما دام المصلحون يُنكرون البدع فهم وهابيون، وإن لم يُؤمِّنوا للحُجَّاج سبيلاً، ولم يأتوا بابن سعود وقومه قبيلاً اهـ من كتاب ابن قشوط. ……..

إلى أن قال: يا قوم! إنَّ الحقَّ فوق الأشخاص، وإنَّ السنَّة لا تُسمى باسم من أحياها، وإنَّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام، ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة، وهي أنَّهم لا يُقرُّون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنَّة رسوله، وتيسَّر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟

أإذا وافقنا طائفةً من المسلمين في شيء معلوم من الدِّين بالضرورة وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندهم ـ والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان ـ تنسبوننا إليهم تحقيراً لنا ولهم، وازدراءً بنا وبهم، وإن فرَّقت بيننا وبينهم الاعتبارات، فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِلُ في طريق الإصلاح الأقلامَ وهم يُعملون فيها الأقدامَ، وهم يُعملون في الأضرحة المعاول، ونحن نُعمل في بانيها المَقاوِل.

وما رأيكم في أوروباوي لم يُفارق أورباه إلاَّ مرة واحدة طار فيها بطيارة فوقعت به في الهند، فرأى هنديًّا يُصلي، ثم طار بها أو طارت به فوقعتْ به في مراكش فرأى مراكشيًّا يُصلِّي، فقال له: أنت هندي لأنَّك تصلي، ألا تعدُّون هذا القياس منه سخيفاً؟ إلاَّ لا تعدُّوه كذلك فقد جئتم بأسخف منه في نسبتنا إلى الوهابية.

إنَّنا نجتمع مع الوهابيين في الطريق الجامعة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونُنكر عليهم غلوَّهم في الحقِّ، كما أنكرنا عليكم غلوَّكم في الباطل، فقعوا أو طيروا، فما ذلك بضائرنا، وما هو بنافعكم» اهـ [آثار البشير (1/123 ـ 125

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء على الموضوع الذي هو يدافع عن اهل الحق وتبيان منهجهم السليم والطريق القويم الا ان الاعضاء غفلو عنه لانعلم لما
فرحم الله شيخنا البشير الابراهيمي واسكنه فسيح جنانه
اما بالنسبه لكلمة الوهابية هي من صنيع الخليط اليهودي الشيعي اللذين يسعون الى قمع هذا الدين الذي جاء به خاتم النبيين محمد الامين عليه الصلاة وازكى التسليم
وقد صارت هاته الكلمة يستعملها اعداء الدين لشتم السنيين ضننا منهم انهم على السراط المستقيم
وقد صح فيهم قول العزيز الكريم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179 )
ونسال الله ان يثبتنا على طاعته وان يعيننا على محاربة اهل البدع الضالين المضلين
اللهم امين

السلامـ عليكمـ ورحمة الله

إذ يقصدون أننا وهابيون لأننا نصلي ونصومـ

ونلبس ونأكل وننهل من كتب السنة لتي نهلوا منها

وعلى نهج محمد بن عبد الوهاب

الذي كان ناصح مصلح موجديد

لا ياخف في الله لومت لإمـ

غير ونصحـ وقومـ وصححـ

وبان الخير على يده بفضل الله ثمـ بفضل

إخلاصه في العمل لدعوة والدين

كان ولا زال شعلة توضيء

دروب السلفية

ونار تحرق أوكاد ودبور الخلفية

المبتدعة لعنهمـ الله

إذا كان هذا قصدهمـ

من قول لهمـ أننا وهابين أو وهابيون

فنعمـ الأسمـ

ولا اعتبره شتيمة بل وسامـ

وبارك الله فيك

اجزل الله لكِ الخير اخيتي على النقل الطيب أسأل الله لي ولكِ أن نكون سلفيات على الجادة وللشيخ رحمه الله نصيحة غالية تكتب بماء الذهب آثار البشير الإبراهيمي 4/201حتى تصان دعوة أهل الحق ولا تضيع الدعوة إلى الله انقلها لكِ ان شاء الله حتى تطلعي عليها ويطلع عليها الاخوان .

ومما قال الشيخ البشير الإبراهيمي – رحمه الله- إن السلفية نشأة وارتباط ودراسة فالنشأة أن ينشأ في بيئة أو بيت كل ما فيها يجري على السنة عملا لا قولا ، والدراسة أن يدرس من القرآن والحديث والأصول الإعتقادية ، ومن السيرة النبوية الجوانب الأخلاقية والنفسية ، ثم يروض نفسه بعد ذلك على الهدي المعتصر من تلك السيرة وممن جرى على صراطها من السلف.
من مجلة الإصلاح العدد الحادي عشر قسم الفوائد والنوادر .ص -111-

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اجزل الله لك الخيراختنا الفاضلة على الموضوع المميز سلمت يداك
نسال الله جل في علاه ان يجعلني و اياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه نساله باسمائه الحسنى و صفاته العلى ان يجمعني و اياكم في جنات عليين مع الانبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولاءك رفيقا قال صلى الله عليه و سلم يحشر المرء مع من احب فنشهد الله ان نحبه و نحب الرسول صلى الله عليه و سلم و ازواجه و دريته و صحابته و التابعين و تابعيهم باحسان الى يوم الدين و نحبكم اخواتنا في الله
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
بارك الله فيكم

بارك الله فيكم على الاضافات الطيبة العطرة…نعم دعوتنا الكتاب والسنة على فهم سلف الامة

القعدة
وقد كان رحمه الله تعالى في محاربتهِ للصُّوفيَّة وخرافاتها وتُرّهاتهم متأثِّراً بتعاليم حركة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الإصلاحيَّة ،ويتَّضحُ ذلك عندما نراه يُعَلّل هجوم المتاجرين بالدَّين على هذه الدَّعوةِ السُّنِّيَّة الإصلاحيَّـة في البلاد الحجازيَّة التي سَّماها خصومُها بِـ(ـالوهَّابيَّـة) –تنفيراً وتَشويهاً- لأنَّها قضت على بدعهم ، وحاربت خرافاتهم ، فيقول:

"إنَّهم موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم ، ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ سلطانهم من أرضِ الله ، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة ، فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابيَّة" .
رحم الله الشيخ رحمة واسعة ..

أحسنت أحسن الله إليك أختي ام انس سأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من فتوى نور على الدرب
يوجد طائفة من الناس إذا دعوناهم إلى الله سبحانه وتعالى وإلى ترك الشرك بالله اتهمونا بالوهابية، كيف نواجههم لو تكرمتم؟

فليس له مذهب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة، بل هو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة فقط، فإذا دعوت أحداً إلى التوحيد ونهيته عن الشرك فقال: الوهابية! قل: نعم أنا وهابي وأنا محمدي، أدعوكم إلى طاعة الله وشرعه، أدعوكم إلى توحيد الله، فإذا كان من دعا إلى توحيد الله وهابي فأنا وهابي

بارك الله فيكم..جزاكم ربي الفردوس الاعلى

موقف الشيخ محمد البشير الابراهمي من الصوفية 2024.

إِنَّ التَّصنيفَ في الرَّدِّ على أهل الأهواء بابٌ عظيمٌ من أبواب النُّصحِ للأُمَّة، وصِيَانَتِهَا مِمَّا يَشُوبُها في دِينِهَا، وتَعَبُّدِها، وسُلُوكها، وتَوحِيدِها لِرَبِّها.

بَيْدَ أنَّه لا يَنْبَغِي أَن يَلِجَ هذا البَابَ الجِهادِيَّ؛ إِلاَّ مَنْ أَتْبَعَ في العِلْمِ سَبَبا، وطابَ مَسْلَكًا ومَشْرَبا.(1)

ومِمَّنْ اتَّصَفَ بهذا الوَصْفِ الأَنِيق، وتَحَقَّقَ فيه هذا الشَّرطُ الوَثِيق، فقام بهذا الواجب الشَّرعيِّ خَيرَ قِيَام: شيخُ علماء الجزائر الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله؛ إذِ انْبَرَى لأَهلِ الباطل ـ بكِتَاباته المُفِيدة ـ ورمَاهم بشِهَاب السُّنَّة الثَّاقِب، وأرشَدَ المسلمين إلى طريق الحَقِّ اللاَّحِب.

وإنَّ المتَأمِّل فيما رَقَمَهُ الشَّيخ رحمه الله، يَجِدُ أنَّ أَكثرَ الطَّوائف التي نالَتْهَا سِهَامُ نَقْدِه، هي طائفة الصُّوفيَّة التي كان لها ـ في عَهْدِه ـ انتشارٌ كبير في القُطرِ الجزائري، وكانت لشُيوخها حُظْوَةٌ عند سُلُطَات الاحتلالِ الفرنسي، وكُلُّ هذا لم يَمْنَعْهُ مِنْ بَيََان الأُمور التي يَعيبُها عليهم، فكان له في الردِّ عليهم مواقِفُ محمودة، وفي بيان مُخَالَفَاتِهِم مقالاتٌ بالهُدَى مَعقُودَة، ميَّزَ فيها الحقَّ من الباطل والحَالِيَ من العَاطِل.

ونستعرض فيما يلي جُمْلَةً من أقواله في الصُّوفية ومواقفه منها:

موقفه من هذه التَّسمية

لقد دَعَا الشيخ الإبراهيمي رحمه الله المسلمين بكُلِّ حَزمٍ وعَزمٍ إلى الخُلُوصِ من النِّسبَة إلى لَقَب «الصُّوفية» الذي لم يُسَمِّ اللهُ عز وجل بِهِ عِبَادَه، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم، والاستغنَاءِ بالأَلقاب الشَّرعية الوَارِدَة في الكتاب والسنَّة عن الألقاب المُحدَثَة الوَارِدَة من الكُفَّار، فيقول: «ثُمَّ ما هذا التصوُّف الذي لا عهدَ للإسلام الفِطْرِيِّ النَّقِيِّ به؟! إنَّنا لا نُقِرُّه مَظْهَرًا من مظاهر الدِّين، أو مَرتبةً عُليَا من مَرَاتِبِه، ولا نَعترفُ من أَسمَاء هذه المراتِبِ إِلاَّ بما في القاموس الدِّيني: النُّبوَّة والصِّدِّيقيَّة والصُّحبَة والاتِّبَاع، ثم التَّقوى التي يتفاضَلُ بِهَا المؤمنون، ثُمَّ الوَلاية التي هي أَثَرُ التَّقوى».

إلى أَنْ قال: «وهل ضَاقَتْ بِنَا الأَلفَاظُ الدِّينيَّة ذاتُ المفْهُوم الواضح، والدِّقَّة العجيبة في تحديد المعاني؛ حتَّى نَستَعِيرَ من جَرَامِقَة اليونان أو جَرَامِقَة الفُرس هذه اللَّفظةَ المُبْهَمَة الغَامِضَة، التي يتَّسِعُ معناها لِكُلِّ خَيرٍ ولِكُلِّ شَرٍّ؟!»(2).

ويَرَى الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّ الانتسابَ إلى إِحدَى الطُّرق الصوفية، والتَّسمِّي بِهَا؛ يَتَضمَّنُ ثلاثة مَحَاذير:

الأول: أنْ يَعتَقدَ صَاحِبُ هذه النِّسبَة أنَّها أَشرفُ من الانتساب إلى الاسم الذي سَمَّانا الله عز وجل به ورسولُه صلى الله عليه وسلم وهو «المسلمون»، كما جاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ[الحج:78]، أي أنَّ الله عز وجل هو الذي سمَّاكم بالمسلمين في هذا القرآن ومن قَبْلِ هذا القرآن(3).

وفي حديث الحَارِثِ الأَشْعَري رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «فَادْعُوا المُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ، بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ عز وجل: المُسْلِمِينَ، المُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللهِ عز وجل»(4).

وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله مُخاطِبًا أتباع الطَّريقة التِّيجانية: «إنَّ العاقل لا يَنتَحِلُ نِسبَةً أو وَصْفًا؛ إِلاَّ إذا اعتقَدَ أنَّه يَكتسِبُ بذلك شَرَفًا لم يَكُنْ له، وأنتُم قَبْلَ أنْ تكونوا تِيجانيِّين؛ كُنْتُم مسلمين، أَفَلْم يَكْفِكُمْ شَرفُ الإسلام حتَّى التَمَستُم ما يُكَمِّلُه من هذه النِّسَبِ المُفَرِّقَةِ؟! أمْ أنَّ الإسلامَ ـ في نَظَرِكُم ـ قَاصِرٌ عَنْ أَنْ يَصِلَ بِأَهلِه إلى درجات الشَّرَف الرَّفيعة، فجئتُم تَلتَمِسون الشَّرفَ والرِّفْعَةَ في غَيرِه؟!»(5).

المحذُور الثَّاني: أنَّ هذه النِّسَبَ المُخترَعَةَ عُنوانٌ للفُرقَة والتَّحَزُّب، وعبَّر الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله عن ذلك بقوله ـ في ما سبَقَ من كلامه ـ: «هذه النِّسَب المُفَرِّقَة».

المحذور الثالث: أنْ يَعتَقدَ أَصحابُ هذه النِّسبَة أنََّّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلين منها، ومن العاطلين منها سَادَاتُ أَولياءِ الله من الصحابة رضي الله عنهم، وفي هذا قال الشيخ رحمه الله تَتِمَّةً لكلامه الآنِفِ الذِّكْرِ: «فاحذَروا؛ فإنَّ من النَّتَائج اللاَّزمة لصَنِيعِكُم هذا نتيجةٌ قَبيحةٌ جدًّا في حُكْمِ الشَّرع، وفي حُكْمِ العَقل، وهي أنَّ أَصحابَ هذه النِّسَبِ يعتقدون أَنَّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلِين منها، ومن العاطلين منها: أبو بكر وعمر وجميعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم».

موقفه من الصَّالحين المنسوبين إلى التَّصوُّف

يُقِرُّ الشَّيخ رحمه الله بِوجُود رِجَالٍ صالحين وأئمَّةٍ مَرضِيِّين ـ عبر التَّاريخ الإسلامي ـ مَنْسُوبين إلى التصوُّف؛ إلاَّ أنَّه يُصِرُّ على تَسميَتِهِم باسمٍ شَرعِيٍّ قُرآني ألا وهو «صَالِحُو المؤمنين»؛ استنادًا إلى قَولِ الله عز وجل: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير[التحريم:4]، ويعتقد أنَّ صلاحَهم هذا كان نَتِيجةَ اتِّبَاعِهم للكتاب والسُّنَّة، والعَمَلِ بهما، ولم يَكُنْ نتيجةَ التَّربية الصُّوفيَّة، وانتهاجِ مَسْلَك التَّصوُّف، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله: «ونحن نعلمُ من طريق التاريخ ـ لا من طريق الشُّهرة العامَّة ـ أَنَّ بعض أَصحابِ هذه الأسماء الدَّائرة في عالَمِ التصوُّف والطُّرُق، كانوا على استِقَامةٍ شَرعيَّةٍ، وعَمَلٍ بالسُّنَّةٍ، ووقُوفٍ عند حُدود الله، فهم صالحون بالمعنى الشَّرعي، ولكنَّ الصَّلاحَ لم يَأْتِهِمْ من التَّصوُّف أو الطُّرق؛ وإنَّما هو نتيجة التَّديُّن، وفي مثل هؤلاء الصَّالحين الشَّرعيين إنَّما نختلف في الأسماء؛ فنحن نُسمِّيهم صالحي المؤمنين، وهم يُسَمُّونهم صوفيَّة وأصحاب طُرُق؛ فيا ويلهم! إنَّ طريقةَ الإسلام واحدةٌ، فما حاجةُ المسلمين إلى طُرُقٍ كثيرة؟!»(6).

عرضُ الشَّيخ رحمه الله
لنشأة التَّصوُّف وتطوُّره

لقد تحدَّث الشيخ الإبراهيمي رحمه الله بإِسهَاب عن نَشأةِ الفكر الصُّوفي، وتطوُّره، والمراحل التي مرَّ بِهَا، والأصول التي بُنِيَ عليها، ومدى اصطِبَاغه ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة، فإلى تفصيل ذلك:

أولا ـ نشأة التصوُّف

يرى الشيخ رحمه الله أنَّ الصُّوفيَّة نَزْعَةٌ مُستَحدَثَةٌ في الإسلام، وأنَّ زمنَ ابتداعها هو النِّصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، ومكان ظهورها هو بغداد عاصمة الخلافة العبَّاسية، وفي هذا يقول: «والصوفية، أو الطُّرُّقِيَّة ـ كما نُسمِّيها نحن في مَواقِفِنا معها ـ هي نَزْعَةٌ مُستَحدثَةٌ في الإسلام، لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة، بِمَا أنَّ نشأةَ هذه النَّزعة كانت ببغداد في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، واصطباغُ بغدادَ بالألوان الفارسيَّة في الدِّين والدُّنيا معروف، وتدسُّسُ بعض المتنطِّعين من الفُرس إلى مَكَامِنِ العقائد الإسلامية لإفسادها، لا يَقِلُّ عن تَدَسُّس بعضهم إلى مَجَامع السياسة، وبعضهم إلى فضائل المجتمع وآدابها لإِفسادها»(7).

أمَّا سبب ظهور التصوُّف ـ في نظر الشيخ رحمه الله ـ، فهو غُلُوُّ طائفة من المسلمين في التعبُّد؛ حيث قال: «وغَلَتْ طوائفُ منهم (أي: من المسلمين) في التَّعبُّد، فنجَمَتْ ناجِمَةُ التَّصوُّف والاستِغْرَاق»(8).

ثانيا: تأثُّر الصُّـوفيَّة ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة

يرى الشيخ رحمه الله أنَّ لبعض الحضارات القديمة ـ كالحضارة الفارسية ـ، والدِّيانات المحَرَّفَة ـ كالنَّصرانية ـ، والدِّيانات الوَثَنِيَّة ـ كالبَرهَمِيَّة ـ تأثيرًا بالِغًا في نشأة الفكر الصُّوفي، ويتجلَّى هذا مَلِيًّا في بعض المظاهر المشتركة بينها وبين التصوَّف، وقد مرَّ بنا قول الشيخ رحمه الله إِنَّ الصوفية «لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة».

وقال الشيخ ـ أيضا ـ في هذا الصَّدَد: «وأمَّا المذاهب الصُّوفيَّة فهي أَبْعَدُ أَثرًا في تَشْوِيه حقائق الدِّين، وأشدُّ مُنَافاةً لرُوحِه، وأَقوَى تأثيرًا في تَفْريقِ كلمة المسلمين؛ لأنَّها ترجع في أصلها إلى نَزْعَةٍ غامضة مُبْهَمَة، تستَّرت في أوَّل أمرها بالانقطاع للعبادة، والتجرُّد من الأسباب، والعُزُوف عن اللَّذَّات الجسديَّة، والتَّظاهُر بالخصوصيَّة، وكانت تأخُذُ مُنْتَحِلِيهَا بشيءٍ من مظاهر المسيحيَّة، وهو: التَّسليم المُطلَق، وشيءٍ من مظَاهِرِ البَرهَمِيَّة وهو: تعذيبُ الجسد وإرهاقُه؛ تَوَصُّلاً إلى كمال الرُّوح ـ زعموا ـ، وأين هذا كلُّه من رُوح الإسلام وهَديِ الإسلام؟!»(9).

ثالثا ـ أطوار التصوف ومراحله:

يرى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّ بدعة التصوُّف ـ مثل كلِّ بدعة أُحْدِثَتْ في هذه الأمَّة ـ كان أَوَّلُها صغيرا يُشْبِهُ الحقَّ، ثُمَّ عَظُمَت، وصارت دِينًا يُدانُ بِهَا، ويُستَنْتَجُ من كلام الشيخ رحمه الله أنَّ الصُّوفيَّة مرَّتْ بثلاث مراحل:

الأولى ـ مرحلة التَّأسيس:

وهي تتميَّز بالبَسَاطة، وتَنحَصِرُ في الاجتهاد في العبادة، وشيءٍ من الرَّهبانية والتبتُّل، وكفِّ النَّفس عن الشَّهوات، وتربية الأَتْبَاع على ذلك، ومرَّ بنا قول الشيخ رحمه الله: «تستَّرت [الصُّوفيَّة] في أوَّل أمرها بالانقطاع للعبادة، والتجرُّد من الأسباب، والعُزُوف عن اللَّذَّات الجسديَّة، والتَّظاهر بالخُصُوصيَّة».

ويقول الشيخ رحمه الله ـ أيضا ـ: «وكانت [أي: الصوفيَّة] في أوَّل ظهورها بسيطةً تنحصر في الخلْوَة للعِبَادة، أو الجلوسِ لإِرشَاد وتَربية مَن يَشْهَدُ مَجَالسهُم».

إلى أن قال: «ومَبْنَى هذه النِّحلَةِ ـ في ظاهر أَمْرِهَا ـ [على] التَّبَتُُّل والانقطاع للعبادات التي جاء بِهَا الإسلام، ومجاهدة النفس ـ من طريق الرِّيَاضَة ـ بفَطْمِها عن الشَّهوات، حتَّى تَصفُوَ الرُّوح، وتَشِفَّ وتَرِقَّ وتتأهَّلَ لمُشَارَفَة المَلإِ الأَعلى، وتكونَ بمَقْرُبَةٍ مِنْ أُفُقِ النُّبُوَّّة، وتتذَوََّقَ لَذَّةَ العِبَادَةِ الرُّوحِيَّة»(10).

ويرى الشَّيخ رحمه الله أنَّ الصوفيَّة مُذْ نَشأَتهِا كان المنتسبون إليها طَرَائِقَ قِدَدا، وذهبوا مذَاهِبَ عَدَدا؛ بَيْنَ غَالٍ ومُقتَصِد، وقَريبٍ من الحقِّ ومُبْتَعِد، وفي هذا يقول الشيخ عَقِبَ كَلامِه السَّابِق: «وقد افتَرقَ النَّازِعُون إلى هذه النَّزعَة ـ مِنْ أَوَّلِ خُطوَةٍ ـ فِرَقًا، وذهبوا فيها مَذَاهِبَ؛ من القَصْدِ الذي يُمَثِّلُه أبو القاسم الجُنَيْد، إلى الغُلُوِّ الذي يُمَثِّلُه أبو منصور الحَلاَّج، إلى ما بَيْن هَذَيْن الطَّرَفَيْن».

الثانية ـ مرحلة التَّأصيل: وفي هذه المرحلة صار التصوُّف عِلْمًا مُستَقِلاًّ، له أُصولهُ، ومُصطَلَحاتُه الخَاصَّة به، وصُنِّفَت فيه الكتب والدَّواوين، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله تتِمَّةً لكلامه السَّابق: «ثُمَّ استَفْحَلَ أمرُها [أي: الصوفية]، فاستَحَالت عِلمًا مُستَقِلاًّ يُشَكِّلُ مُعجَمًا كاملاً للاصطلاحات، ودُوِّنَتْ فيها الدواوين التي تُحَلّل وتَشرَح، وتَصِفُ الألوان البَاطِنَة للنَّفْسِ، وتُبَيِّنُ الطَّريق الموصِلَ إلى الله، والوسيلة المؤدِّيَةَ للسَّعَادة، وكَيفِيَّة الخَلاص من مَضَائِقِ هذه الطَّريق وأَوْعَارِهَا».

الثالثة ـ مرحلة التَّدجِيل:

وفي هذه المرحلة استحالت الصُّوفيَّة إلى نِسبَة مُجَرَّدة من جميع المعاني، ينتسب إليها كل من دبَّ ودرج، لا عن طريق التَّربية؛ ولكن عن طريق الدَّجَل والشَّعوَذَة، وخاضوا في شرح أُمور غيبيَّة، وأصبح مذهبُهم قائما على السِّرِّيَّة والتَّكتُّم، فتوافقت وتلاقَت مع الفِرَق الباطنية وغيرها من النِّحَل الفاسدة.

يقول الشيخ الإبراهيمي ـ تَتمِيمًا لكلامه السابق ـ في بيان هذه المرحلة: «ثم انتقلت[الصوفية] في القرون الوسطى من تلك الأعمال التي تستُرُ أصحابَها، إلى الأقوال التي تفضحُهُم، فخاضوا في شرح مُغَيِِّبات…».

وقال رحمه الله: «ثُمَّ أَمِرَ أَمْرُ هذه الصُّوفيَّة، وتَقَوَّتْ على الزَّمَن، والتَقَت مع الباطنية ـ وغيرها من الجمعيات ـ التي تَبنِي أَمْرَها على التَّستُّر على طَبيعَةٍ دسَّاسة، وعِرْقٍ نَزَّاعٍ، ومِزَاجٍ مُتَّحِدٍ، واختلطت تعاليمُ هذه بتعاليم تلك، وتشابهت الاصطلاحات، وابتُلِيَ المسلمون من هذه النِّحل بدَاءٍ عُضَال.

وقد اتَّسَعَ صدرُها بعد أن تعدَّدَتْ مذاهبُها، واختلفت مشاربُها في القرون الوسطى والأخيرة من تاريخ الإسلام، فانضَوى تحت لِوَائها كُلُّ ذي دِخلَة سَيِّئة، وعقيدة رَدِيئَة، حتَّى أصبح التَّصوُّف حِيلَةَ كُلِّ مُحتَال، وحِلْيَة كُلِّ دَجَّال»(11).

وقال ـ أيضا ـ: «وانتهى بِهَا الأمر في القرون الأخيرة إلى نِسبَةٍ مُجرَّدَةٍ من جميع المعاني، ينتسب إليها ـ تَقَحُّمًا ـ كُلُّ مَنْ هبّ ودبّ، لا يطلُبُها من طريق علمٍ ولا تربية، ولكن من طريق الشَّعوذة والحِيلَة»(12).

رابعا: صلة التصوُّف بالاستعمار:

وصَفَ الشيخ رحمه الله الحال التي آلَ إليها التصوُّف في الأعصار الأخيرة، وكيف أنَّه أصبح مطيَّةً للمُحتَلِّين الكافرين؛ إذ صُنِعَ على أَعيُنِهِم، وصار خَادِمًا لمآرِبِهم، فقال: «ثم تدلّت [الصُّوفية] دَرَكَةً أخرى، فأصبحت وَسِيلةَ مَعاشٍ، ومَصْيَدَةً لابتِزَاز أموال العامَّة، وانتهاكًا لأَعرَاضهم، وهناك التقَتْ مع الاستعمار في طريق واحد، فتَعَارَفَا، وتَعَاهَدَا على الوَلاَء…».

إلى أن قال: «إنَّ الاستعمار الفرنسي ما رسَتْ قواعدُه في الجزائر ـ وفي شمال أفريقيا على العموم ـ وفي أفريقيا الغربية وفي أفريقيا الوسطى؛ إلاَّ على الطُّرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائدٌ عسكري فرنسي معروف كلمةً أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه، قال: «إنَّ كَسْبَ شيخَ طريقةٍ صوفيَّةٍ أَنْفَعُ لنَا من تجهيز جيشٍ كامِلٍ، وقد يكونون ملايين، ولو اعتمدنا في إِخضاعهم على الأموال والجيوش لمَا أَفادَتْنَا ما تُفِيدُه تلك الكلمةُ الواحدة من الشيخ، على أنَّ الخُضُوع لقُوََّتِنَا لا تُؤْمَنُ عَوَاقِبُه؛ لأَنَّه ليس من القلب، أمَّا كلمةُ الشيخ، فإنَّها تَجْلِبُ لنا القلوبَ والأبدانَ والأَموالَ أيضًا»(13).

ووصف الطُّرُق الصُّوفيَّة قائلا: «هي مَطَايا الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ووسطها وغربها، ولَولاَها لم يَتِمَّ له تَمَامٌ»(14).

موقف الشيخ الإبراهيمي
من كتب الصوفية

قال الشيخ رحمه الله في بعض كتب الصوفية: «إنَّ انتشارَ هذه الدَّفَاتر في هذه الأُمَّة المسلمة يَفُوقَ انتشارَ الأَوْبِئَةِ والطَّوَاعين فيها، وإنَّ الواجب على علماء هذه الأمة أنْ يَحمُوها من تلك الكتب، كما يُحمَى المريضُ من بعض الأطعمة وبعض المياه التي تَمُدُّ المرضَ، وتَزيدُه إِعضَالاً، وإنَّ أَيْسَر ما تَستَحِقُّه تلك الكُتُب هو الإِحرَاق»(15).

ومن الكتب التي ذكرها الشيخ رحمه الله: كتاب «طبقات الصُّوفيَّة» لعبد الوهاب الشعراني، حيث أشار إلى بعض شيوخ الصوفية المُتَرجَمِين فيه، وحقيقة حالِهم، فقال: «أَصبحت هذه الكلمة ـ التي غَفَلُوا عنها ـ [أي: الصُّوفية] أُمًّا وَلُودًا تَلِدُ البَرَّ والفاجر، ثُمَّ تَمَادَى بِهَا الزَّمن، فأصبحت قَلعةً مُحَصَّنَةً تُؤْوِي كُلَّ فاسق، وكُلَّ زنديق، وكُلَّ مُمَخْرِق، وكُلَّ دَاعِر، وكُلَّ سَاحِر، وكُلَّ لِصٍّ، وكُلَّ أَفَّاكٍ أَثيم، وانظر: «طبقات الشَّعراني الكبرى»، وما طُبِعَ على غِرَارِهَا من الكُتُب؛ تَجِدْ أَصنافَ المُحْتَمِين بهذه القَلعة، وهم بِبَرَكة حِمَايَتِها طُلَقَاءُ مِنْ قُيُود الشَّريعة»(16).

بعض الأمور التي انتقدها الشيخ الإبراهيمي
على الصوفية

انتقد الشيخ الإبراهيمي رحمه الله جُملةً من الأُمور على الصُّوفيَّة، نستعرض بعضها فيما يلي:

أوَّلا : فُشُوُّ الشِّرك وعبادَةِ الأَضرِحَة فيهم.

وسبب ذلك غُلُوُّهم في مشايخهم، ورَفعُهُم إلى مستوى الألوهية، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله: «يجري كُلُّ هذا، والأشياخ أشياخٌ: يُقَدَّسُ ميِّتُهُم، وتُشَادُ عليه القِبَاب، وتُسَاقُ إليه النُّذُور، ويُتَمَرَّغُ بِأَعتَابِه، ويُكتَحَلُ بتُرابه، وتُلتَمَسُ منه الحاجات، وتَفِيضُ عند قبره التَّوسُّلات والتَضَرُّعات، ويكونُ قبرُه فتنةً بعد الممات كما كان شخصُه فتنةً في الحياة، ثم تتوالد الفتن: فيكون اسمُه فتنة، وأولادُه فتنة، ودارُه فتنة، وإذا هو مجموع فُتُون، تَربُو عَدًّا على ما في «مجموع المتُون»(17).

ويُنكِرُ الشَّيخ رحمه الله على هؤلاء الشُّيوخ إِقرَارَهم لمُريدِيهِم على هذا الغُلُوِّ المُهلِك، قائلا: «وأكبرُ جَرحَةٍ دينيَّة فيهم ـ عندي ـ، إِقرارُهم لتلك الأَماديح الشعرية الملحُونة، التي كان يقولها فيهم الشعراء المُتَزَلِّفُون، ويُنشِدُونَها بين أيديهم في محافلهم العامَّة، وفيها ما هو الكُفر ـ أو دُونَه الكُفر ـ مِنْ وَصفِهِم بالتصرُّف في السَّموات والأَرَضين، وقُدرَتِهم على الإِغْنَاء والإِفقار، وإدخالِ الجنَّة والإِنقاذِ من النَّار ـ دَعْ عنك المُبَالغَات التي قد تُغتَفَر ـ، كُلُّ ذلك وهم ساكتون؛ بل يُعجَبُون لذلك ويَطْرَبُون، ويُثِيبون المادِحَ؛ علمًا منهم أنَّ ذلك المديحَ دعايَةٌ مُثمِرةٌ تَجلِبُ الأَتباع، وتُدِرُّ المال.

ولو كانوا على شيء من الدِّين، لَمَا رَضُوا أنْ يَسمَعُوا تلك الأَمَادِيح، وهم يعلمون كذِبَها مِنْ أنفُسِهم، ويعلمون أنَّ فيها تضليلاً للعامَّة، وتَغريرًا بعقائدها، وأنَّ تلك الأَمَادِيح المنشورةَ بين النَّاس ـ في وطننا هذا ـ هي سرُّ انتشار الطُّرقيَّة، وتَغَوُّلِها فيه»(18).

وقد أَفصحَ الشيخ رحمه الله عن دعوته واصِفًا لها بقوله: «ونحن مَعشَرَ الدُّعاة إلى هِدَايَة الكتاب والسُّنَّة»،(19) وسمَّاها بالسَّلفيَّة التي هي الإسلام الخالص الذي لم تَشُبْهُ شَائِبَةٌ، فقال في رسالته إلى مفتي الدِّيار السعودية الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: «أُذَكِّرُكُم أنَّ لَكُم بالجانب الغَربيِّ من وطن العروبة، ومَنَابِتِ الإسلام الأُولى، ومَجْرَى سَوابِقِ المجاهدين الأَوَّلين لإِخْوَانًا في العُروبة وهي رَحِمٌ قَويَّة، وفي الإسلام وهو سَببٌ مَرعيٌّ، وفي ذلك المعنى الخَاصِّ من الإسلام وهو «السَّلفيَّة» التي جَاهدتُم، وجاهدَ أَسلافُكُم الأبرار في سبيل تَثْبِيتِها في أرض الله»(20) .

وذكر الشيخ رحمه الله ـ في كلامٍ جميلٍ ـ الفَرقَ بين دعوته هذه، وبين الصوفية، وأنَّه يتمثَّل في مَضمُون الدَّعوة التي يدعون إليها عامَّةَ المسلمين فيقول: «نريدُ لهذا العامِّي أن يؤمِنَ بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبالكَعبَة قِبْلَةً، وبالقرآن إمامًا، وبمحمَّد رسولا، وأَلاَّ يَرجُوَ النَّفعَ إِلاَّ من رَبِّه، ولا يَستدَفِعَ الضُّرَّ إلاَّ به، وأَنْ لا يستعينَ ـ بعدَ الأَسبَاب الكَسبِيَّة ـ إلاَّ بِقُوَّتِه.

وتريدون منه أَن يُؤمِنَ ـ مع ذلك، أو قبل ذلك، أو بعد ذلك ـ بأنَّكم أولياءُ الله وإنِ استَبَحتُمُ الحُرُمات، ورَكِبْتُمُ المحَرَّمَات، وأنْ يُشْرِكِكُم مع الله في الدُّعاء، أو يَدعُوَكُم من دونهِ، وأنْ يَلتَجِئَ إِلَيكُم حتَّى فيما هو من خَصَائِص الأُلوهيَّة، وأنْ يَشُدَّ الرِّحَال لبُيُوتِكم كما يَشُدُّها لبَيت الله»(21) .

ثانيا: دعواهم الوَلاية لأَنفسهم ولمشايخهم، وتلقيب أنفسهم «العارفين بالله»:

ومِنْ ثَمَّ يأمرون العوامَّ بالتَّسليم لهم، وعَدَمِ الاعتراض عليهم، ولو كانت أفعالُهم وأقوالهم مخالِفَةً للشَّريعة في ظاهرها، وقد مرَّ بنا قولُ الشيخ رحمه الله: «…وتريدون منه [أي: العامِّي] أنْ يُؤمِنَ مع ذلك ـ أو قبل ذلك، أو بعد ذلك ـ بأنَّكم أولياءُ الله، وإن استَبَحتُم الحُرُمات، وركبتم المحَرَّمَات».

وقال الشيخ ـ أيضا ـ: «فالقوم عَارفون بالله، وإنْ لم يَدخُلُوا كُتَّابًا، ولم يَقرَأُوا كِتَابًا، وكل من يَنتَسِبُ إليهم فهو عارِفٌ بالله بمجرَّد الانتساب، أو بمجرَّد اللَّحظَة من شيخه»(22).

وقال الشيخ رحمه الله مخاطبا للصُّوفية: «فَوَيْحَكُمْ! إنَّ التَّسليم من أُصُول طرائقكم فيما تزعمون؛ فهل يجب التَّسليمُ ـ عِنْدَكُمْ ـ للمُتَخَمِّر إذا تَخَمَّر، فَعَبِثَ بالمقامات العُليا من نَبَويَّة ومَلَكِيَّة وأُلُوهيَّة؟! ويجب التَّسليم عندكم للمُشعوذ إذا شعوذ، وللشَّيطان إذا استحوذ، وللمَجذوب إذا اختلّت أعصابُه، وضاع صوابُه، وسال لُعَابُه، ولا يجب التَّسليم لكتاب الله إذا قام دليلُه، ولِهَديِ نَبيِّه إذا اتَّضَحَ سبيلُه؟! وهل من مُحَادَّةٍ لله ورسوله أعظم من هذه؟!»(23).

ثالثا: تفضيلُ بعضِهم لأَورَادهم المُخترعة على تلاوة القرآن الكريم

وفي هذا الصَّدد يقول الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: «إذا كان هذا القرآن مُتَعَبَّدًا بتلاوته اللَّفظيَّة وهو ستون حزبًا، فإنَّ تلاوة إنجيل التِّيجَاني القصير وهو «صلاة الفاتح» مرَّةً واحدة تَعدِلُ سِتَّةَ آلاف خَتْمَةٍ من القرآن»(24).

رابعا: اعتمادهم على الخُرافَات والأحاديث الموضوعة

قال الشيخ الإبراهيمي رحمه الله: «هم لا يُذَكَّرون أُمَّّة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وإذا ذَكَّروها لا يُذَكِّرونها بالقرآن، كَمَا أمَرَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم(25)؛ بل يُذكِّرونها بمُرَغِّبَات ومُرَهِّبات لم تَأْتِ على لِسَان صاحب الشَّريعة، ولم تتَّفِقْ مع مقاصد شريعته، يُزَهِّدُونها في العمل للآخرة بما شَرَعُوه لها من أعمالٍ بِدعِيَّة، ويُزَهِّدونها في العمل للدُّنيا بما يفترون على رسول الله من أحاديثَ في ذَمِّ الدُّنيا، وبما أُثِرََ عن شَوَاذِّ الصُّوفية الهَادِمِين لحقائق الدِّين ببِدَعِ التَّبَتُّل البِِدعِيِّ، والانقطاع الكَاذِب عن الدُّنيا»(26).

خامسا: استعمالهم لمصطلحات خاصَّة بهم

وهي مصطلحاتٌ لَمْ يَرِدْ بِهَا كتابٌ ولا سُنَّةٌ، ولا تفوَّه بِهَا صاحِبٌ، وهي أَشبَهُ بالطَّلاسم والرُّموز والألغاز، مع اشتمالها على مَعانٍ فاسدة، وقد مرَّ بنا آنِفًا قولُ الشيخ رحمه الله: «ثُمَّ استَفْحَلَ أمرُها [أي: الصوفية]، فاستَحَالت عِلمًا مُستَقِلاًّ يُشَكِّلُ مُعجَمًا كاملاً للاصطلاحات».

ويقول الشيخ رحمه الله ـ أيضا ـ: «ولم يَتَبَيَّنِ النَّاسُ خَيرَها من شَرِّها [أي: الصُّوفيَّة] لِمَا كان يَسُودُها من التَّكَتُّم والاحتراس، حتَّى جَرَت على أَلسِنَة بعض مُنتَحِليها كلماتٌ كانت ترجمةً لبعض ما تحمِلُ من أَوزار، فَرَابَ أَئِمَّةَ الدِّين أَمرُها، وانفتَحَت أَعيُنُ حُرَّاس الشَّريعة، فوَقَفُوا لها بالمرصاد، فَلاذَ مُنْتَحِلُوها بِفُروقٍ مُبْتَدَعَةٍ يريدون أَنْ يُثْبِتُوا بِهَا خُصُوصِيَّتَهُم كالظَّاهر والباطن، والحقيقة والشريعة…إلى ألفاظٍ أخرى من هذا القَبِيل، لا تخرجُ في فَحوَاهَا عن جَعْلِ الدِّين الواحِدِ دِينَيْن»(27).

طريقة التَّعامل مع الصُّوفيَّة في نَظر الشَّيخ

يرى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّه يَتَعيَّن عرضُ عقائد وأفكار الصُّوفية على ميزان الشَّرع، وأن تَخْضعَ للتَّحليل الشَّرعي الدِّيني، وفي هذا يقول: «وإِنْ كُنَّا نُقِرُّه [أي: التَّصوُّف] فلسفةً روحانيَّةً جَاءتْنَا من غير طريق الدِّين، ونُرغِمُها على الخُضُوع للتَّحليل الدِّيني»(28).

ويقول رحمه الله: «والحقُّ في هذه النَّزعَة أنَّها صِبْغَةٌ روحيَّةٌ مَرجُوحةٌ في ميزان الشَّرع وأَحكَامِه، وإنَّما يُقبَلُ منها ما يُسَايِرُ المأْثُورَ، ولا يُجَافي المعروفَ من هَديِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، فإنَّ الدِّينَ قد تَكامَل بخِتَام الوحي، والزِّيادةُ فيه ـ بعد ذلك ـ كالنَّقصِ منه؛ كِلاهُما مُنكَرٌ، وكلاهما مرفوضٌ، وما لم يَكُنْ يَومَئِذٍ دِينًا، فليس بِدِينٍ بعد ذلك»(29).

والشيخ الإبراهيمي في موقفه هذا مُقْتَفٍ لآثَارِ مَنْ سَبَقَه من أئمَّة السُّنَّة وحُمَاتِها، ومُقْتَدٍ بهم، حيث قال قبل كلامه السَّابق: «وكان لأَئِمَّة السُّنَّة وحُمَاتِهَا ـ الواقِفِين عند حُدُودِها ومَقَاصدها ومَأثُورَاتِها ـ مَوَاقِفُ مع الحَامِلين لهذه النَّزعَة، ومَوَازينُ يَزِنُون بِهَا أعمالهم وآراءهم، وما يَبْدُر على أَلسنَتِهم من القَولِ فيها، ولسانُ هذه الموازين هو: صَريحُ الكتاب وصَحيحُ السُّنَّة».

الشيخ الإبراهيمي
يُبيِّن قَصدَه من هذه الرُّدُود

لقد وضعَ العلماءُ شرطين لنَقْض المقَالات المُخَالِفَة للكتاب والسُّنَّة، ونَقْد الدُّعاة إليها، وهما: العِلمُ وسَلامَةُ القَصْدِ:

فبالعِلْم يكونُ الرَّدُّ قائما على البَيِّنَات الشَّرعية، والأدلَّة اليقينيَّة.

بسَلامَة القَصدِ يكونُ مطلوبُ الرَّادِّ إظهارَ الحقِّ الذي بعث اللهُ عز وجل بِهِ رسولَه صلى الله عليه وسلم، وأَنْ يكونَ الدِّينُ كلُّهُ لله، وأنْ تكونَ كلمتُهُ هي العليا، فيكون بذلك هذا الردُّ مِنْ تَمَامِ النُّصح لله ولكِتَابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلمين وعامَّتِهِم(30).

وقد أبانَ الشيخ الإبراهيمي رحمه الله عن قَصده في رُدُوده على الصُّوفيَّة، فقال: «إنَّنا لا نَحمِلُ لهؤلاء المشايخ [أي مشايخ الصُّوفية] ولا لأولادهم ولا لأحفادهم حِقدًا، ولا نَضْطَغِنُ عليهم شَيئًا، ولا نُنْفِسُ عليهم مالاً من الأُمَّة ابْتَزُّوه، ولا جاهًا على حِسَابها أَحرَزُوه، وليس بَيْنَنا وبَيْنَهم تِرَاتٌ قديمة، ولا ذُحُولٌ مُتَوارَثَةٌ، ولا طَوَائِلُ مَغرومَة؛ وإِنَّما هو الغَضَبُ لله ولدِينِه وحُرُمَاتِه أَنطَقَنا»(31)

قاعدة عظيمة
للشيخ الإبراهيمي
في ميزان قبول العمل

ذكر الشيخ الإبراهيمي رحمه الله قاعدةً عامَّة في الميزان الذي تُقبَلُ به أَعمالُ العباد، فقال في فصل بعنوان ««دَفْعُ شُبهَةٍ ونَقْضُ فِرْيَةٍ في هذا المَقَام: »«ونحن إِذْ نُنْكِرُ؛ إِنَّما نُنْكِرُ الفاسِدَ من الأعمال، والباطلَ من العقائد؛ سواءٌ علينا أَصَدَرَتْ من سَابِق أم من لاحِق، ومن حيٍّ أم من مَيت؛ لأَنَّ الحُكْمَ على الأَعمال لا على العاملين، وليس صُدُورُ العمل الفاسد من سَابِقٍ بالذي يُحدِثُ له حُرمَةً، أو يُصَيِّرُه حُجَّةً على اللاَّحِقِين؛ بل الحُجَّةُ لكتاب الله ولسنّة رسوله، فلا حقَّ في الإسلام إلاَّ ما قام دَليلُه منهما، واتَّضَحَ سبيلُه من عمل الصحابة والتابعين بِهِمَا، أو إجماعِ العلماء ـ بِشَرطِه ـ على ما يُستَنَدُ عليهما، وبهذا الميزان فأعمالُ النَّاس إِمَّا حَقٌّ فَيُقْبَلُ، أو بَاطِلٌ فَيُرَدُّ»(32).

جَزَى اللهُ الشَّيخَ الإبراهيمي خيرَ الجزاء، وأسبغَ عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، وأسكنه فراديس الجِنَان.

آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


(1) من كلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في تقريظه لكتاب «كُتُبٌ حَذَّرَ منها العلماء» للشيخ مشهور سلمان مع تحوير طفيف.

(2) «آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي» (1/175).

(3) وهو القول الذي رجَّحه الإمام الطبري من أَحَد القَولَيْن في هذه الآية، وصَوَّبه الإمام ابن كثير في ذلك، انظر: «تفسير ابن كثير» (5/455).

(4) رواه أحمد (17170) واللفظ له، والترمذي (2863)، وصحَّحه العلاَّمة الألباني.

(5) «آثاره» (2/403).

(6) «آثاره» (1/174 ـ 175).

(7) «آثاره» (5/141 ـ 142).

(8) «آثاره» (4/227).

(9) «آثاره» (1/168).

(10) «آثاره» (5/142).

(11) «آثاره» (1/168).

(12)«آثاره» (5/142).

(13) «آثاره» (5/142 ـ 143).

(14) «آثاره» (5/141).

(15) «آثاره» (1/123).

(16) «آثاره» (1/175).

(17) «آثاره» (1/172).

(18) «آثاره» (1/176).

(19) «آثاره» (4/232).

(20) «آثاره» (5/221).

(21) «آثاره» (1/116 ـ 117).

(22) «آثاره» (1/170).

(23) «آثاره» (1/116).

(24) «آثاره» (1/171)، وانظر تصديق ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب «جواهر المعاني» (1/136) لعلي بن حرازم الفاسي وهو من شيوخ التِّيجانيَّة.

(25) في قوله عز وجل: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد[ق:45]

(26) «آثاره» (4/116).

(27) «آثاره» (1/168).

(28) «آثاره» (1/175).

(29) «آثاره» (5/142).

(30) انظر: «الفرق بين النَّصيحة والتَّعيير» لابن رجب (ص5).

(31) «آثاره» (1/177).

(32) «آثاره» (1/174).

والله لا أعرف اى السببين من هذه المواقف
لماذا ندرس هذه المذاهب
يجب ان تكون المواقف حقيقية لا وقفية فقط
لماذا هم لهم مواقف تجاهنا صريحة؟
انحرفوا كثيرا عن العقيدة
لا حول ولا قوة إلا بالله
بارك الله فيك

رحم الله شيخنا الجليل …. وجزاكما خيرًا…
القعدة

القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليـل القعدة
القعدة
القعدة

رحم الله شيخنا الجليل …. وجزاكما خيرًا…
القعدة

القعدة القعدة

اللهم أاامين.
بارك الله فيك.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boubou timothy القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

و اياك بارك الله فيك.

إنتبه!!! كلام من ذهب للعلامة محمد البشير الإبراهيمي حول رمضان 2024.

قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي إذ يقول: « إن رمضان يحرك النفوس إلى الخير، ويُسكنها عن الشر، فتكون أجود بالخير من الريح المرسلة، وأبعد عن الشر من الطفولة البلهاء، ويطلقخها من أسْر العادات، ويُحررها من رق الشهوات، ويجتثُّ منها فساد الطباع ورعونة الغرائز، ويطوف عليها في أيامه بمحكمات الصبر ومثبَّتات العزيمة، وفي لياليه بأسباب الاتصال بالله والقُرب منه ».الأثار 4/196

دُرر رحم الله الشيخ الابراهيمي ، كتب الله لكم الاجر

في ميزان حسناتك ان شاء الله..بارك الله فيك
بارك الله فيــــــــــــــــــك أخـــــــــــــــــي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين مذنبة القعدة
القعدة
القعدة

دُرر رحم الله الشيخ الابراهيمي ، كتب الله لكم الاجر

القعدة القعدة

بارك الله فيكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dandouna22 القعدة
القعدة
القعدة
في ميزان حسناتك ان شاء الله..بارك الله فيك
القعدة القعدة

و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed ali 1992 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيــــــــــــــــــك أخـــــــــــــــــي

القعدة القعدة

و فيكم بارك الله

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شكرا اخي الكريم على الموضوع القيم
بارك الله فيك
و رمضان كريم
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noussa 2024 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شكرا اخي الكريم على الموضوع القيم
بارك الله فيك
و رمضان كريم
القعدة القعدة

و فيكم بارك الله
وحبيت نبهك الى ان الاصح ان تقول رمضان مبارك

صح اخي
انا اعرف هذي المعلومة الااني في بعض الاحيان نصير نكتب رمضان كريم
حقا رمضان مبارك لان فيه البركة
وليس رمضان كريم لانه ليس يحمل صفة الكرم
مشكور اخي عالنصيحة
رمضااااااااان مبارك