البدع وبعض المنهيات المتعلقة بأمور التوحيد 2024.

1- البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها وغرس الشجر عندها بدع ومنكرات :

ودليل ذلك ما روى مسلم في "صحيحه" عن جابر قال : [ نهى رسول الله القعدة أن يجصص القبر , وأن يقعد عليه , وأن يبنى عليه ] ورواه الترمذي وغيره بزيادة : [ وأن يكتب عليه ] وهي زيادة صحيحة .

وروي أيضا عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال : [ سمعت رسول الله القعدة يأمر بتسويتها ] يعني : القبور . وفي حديث أبي الهياج الأسدي قال : [ قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله القعدة : أن لا تدع تمثالا إلا طمسته , ولا قبرا مشرفا إلا سويته ] وفي رواية : [ ولا صورة إلا طمستها ] رواه مسلم

2- إقامة الاحتفالات المختلفة بقصد التقرب بذلك إلى الله :
وذلك من مثل الاحتفال بالمولد النبوي , وبالهجرة , ورأس السنة الهجرية , والاحتفال بالإسراء والمعراج , ونحوها .

فهذه الاحتفالات بدعة , لأنها اجتماع على أعمال يقصد بها التقرب إلى الله . والله لا يتقرب إليه إلا بما شرع , ولا يعبد إلا بما شرع , فكل محدثة في الدين بدعة , والبدع منهي عنها .

قال الله تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } وقال الرسول القعدة : [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] أخرجاه عن عائشة وفي لفظ لمسلم : [ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ] وقال القعدة : [ وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ] رواه مسلم

وفي حديث العرباض بن سارية قال : قال رسول الله القعدة : [ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ]
وغير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن الابتداع في دين الله , وعن تشريع الناس لأنفسهم عبادات وأعمالا يتقربون بها إلى الله , وهي لم يشرعها الله ولا رسوله القعدة .

السلام عليكم

جزاكي الله الجنة يا ام انس السلفية

جزاك الله ألف خير
https://www.shbab1.com/2minutes.htm
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيكم على مروركم العطر

بارك الله فيك
مشكووووووووور

وفيكم بارك الرحمن…جزاكم الله خيرا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا اختي الغالية

في ميزان حسناتك

اللهم اصلح احوالنا و احوال المسلمين

مشكورة اختي على الموضوع المميز
بارك الله فيك
مشكورة اختي على الموضوع المميز
بارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم على كلماتكم الطيبة..شكــــــــــــــراا

إمام يفعل البدع ويصر عليها؛ فهل تجوز الصلاة خلفه؟ 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:
قال السائلُ: إنه يوجد في مسجدنا في البلد إمامٌ يفعل البدع والموالد، ويعلمُ أنَّها من البدع والخرافات، ولقد نصحناه وقال إنه من طرف الشئون الدينية والأوقاف، وأيضًا يخاف أن ينزعوه من منصبه ذاك؛ هل تجوز الصلاة خلفه؟

الجواب:
الأَوْلى بعد أن نصحتموه إذا يوجد غيره يُنصَّب في هذا المكان على السُّنة نصِّبوه، تكتبون إلى الأوقاف أنَّكم ترغبون في إمامة زيدٍ أو عمرو من الناس بدلًا من هذا، فإذا كان وإلَّا انصرفوا إلى مسجدٍ آخر لا تُقام فيه البدع، الرجل يعني إمامه أعني بإمامه هو يعرف أنَّها بدع ويُصرُّ عليها نسأل الله العافية، هذا ضلالة وانحراف، أمَّا الصلاة خلفه إن اضطررتم فجائزة ما لم تكن البدع شركية، أمَّا إن كانت دون ذلك فالصلاة خلفه جائزة، والصلاة خلف غيرِه أَوْلى.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل الخير لما تقدموه لنا وفقكم الله يا اخي
وبارك الله فيك اختى

كيفية التعامل مع أهل البدع: 2024.

القعدة
السؤال:
رجل عاش مع الرافضة مدة من الزمن، وبعدها انتقل من عندهم إلى منطقة بعيدة ووعدهم أن يزورهم، فهل يجوز له أن يفي بوعده لهم أم لا؟ وهل يجوز له أن يسلِّم عليهم ويقبِّلهم؟ وهل يجوز له أكل طعامهم، وشرب مائهم؟

يتبع..

الجواب:
الواجب على الإنسان النصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعامة الناس، هؤلاء الرافضة الذين يسكن معهم
يجب عليه أولاً:
أن يناصحهم، ويبين لهم الحق، ويبين أن ما هم عليه ليس هو الحق.
ثانياً:
إذا عاندوا ولم يقبلوا الحق فإنه يتركهم، ولا يجلس معهم؛ لأنهم مخالفون معاندون.

يتبع..
وأما تركهم وما هم عليه من الضلال بدون النصيحة فهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخلاف ما أمر الله به، فإن الواجب النصيحة أولاً، فإن هداهم الله للحق فهذا هو المطلوب. وإن لم يهتدوا وأصروا على ما هم عليه من الضلال فإنه يتركهم، ولا يجلس إليهم، ولا يزورهم إذا أبعد عنهم أو أبعدوا عنه…….

الكتاب : سلسلة لقاءات الباب المفتوح
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
-إنتهى-


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الاختلاط بأهل البدع من الروافض والخوارج واهل الارجاء والتجهم والاعتزال يورث قسوة في القلب ، وميلا اليهم ويخشى على المرء في دينه منهم ولذلك فلقد اوجب اهل العلم هجرهم بشيئ فيه من الرفق والحكمة التي تردعهم عن غيهم وتبين امرهم للناس

والروافض من اكثر اهل البدع خطرا على الاسلام فلا ينبغي لمن لا يعرف حقيقتهم او لا يملك من الزاد العلمي ما يتوقى به من بدعهم وضلالهم ان يخالطهم او يجالسهم لانهم قوم بهت ، وقد افتتن كثير من العامة بما تبثه تلك الفضائيات الشيعية ، من سموم لغواية العامة والجهال من الناس ، ولقد افتى الشيخ محمد عبد الملك الزغبي والشيخ ابي اسحاق الحويني اطال الله في عمره بحرمة الاستماع الى تلك القنوات لمن لا يملك من العلم ما يتقي به شرهم

والله اعلم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رحم الله الشيخ ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته.
ونفعنا الله وعامة المسلمين بعلمه
وهدانا الله إلى أخلاقه الطيبة ..وآدابه..وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء

بارك الله بك
و جزاكم الله خيرا يا محمود و علي
على ما تقومون به من جهود و لبيان طريق الحق

وفيك بارك الله أخي ’اردن حب جزائر’
وجزاك خيرا ..على المرور
والكلام الطيب.
شرفني مرورك أخي
تابع للموضوع :
الكتاب : فتاوى مهمة لموظفي الأمة
جمع / محمد بن فنخور العبدلي
مدير المعهد العلمي بمحافظة القريات بالسعودية
فتوى من [سلسلة لقاءات الباب المفتوح] 31 /37 للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

يتبع…

س1:
في الأونة الأخيرة دخل معنا بعض الروافض في العمل ونتعامل معهم في الأكل والشرب والمجالسة والمحالطة ونعلم بنواياهم الخبيثة وكثير من إخواننا هناك يتعاملون معهم بضحك وأخذ وعطاء ومعاملة كثيرة ولا يبدون الكراهية لهم فما حكم هذا يا شيخ؟

يتبع…
ج:
الذي أرى أن تحرصوا على أن تتألفوهم للأخذ بالسنة وتقولوا لهم أنتم الآن مدركون أننا أهل السنة فهل أنتم تكرهون السنة أم لا؟ ونحن نوافقكم أن من آل البيت من ظُلم كالحسين بن علي رضي الله عنه ولكن هذا لا يمنعنا من أن نتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن تجادلوهم بهذه الأشياء لكن بدون عنف بإرادة الهداية ولعل الله أن يهديهم,
يتبع…

لماذا التحذير من أهل البدع والأمة تصارع العداوة مع اليهود والنصارى والعلمانيين ؟؟؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
لماذا التحذير من أهل البدع والأمة تصارع العداوة مع اليهود والنصارى والعلمانيين ؟!
الجواب:
(لا يمكن للمسلمين أن يقاوموا اليهود والنصارى إلا إذا قاوموا البدع التي بينهم، يعالجون أمراضهم بينهم، حتى ينتصروا على اليهود والنصارى، أما ما دام المسلمون مضيعين لدينهم، ومرتكبين للبدع والمحرمات، ومقصرين في امتثال شرع الله، فلن ينتصروا على اليهود ولا على النصارى، وإنما سُلطوا عليهم بسبب تقصيرهم فى دينهم، فيجب تطهير المجتمع من البدع، تطهيره من المنكرات، ويجب امتثال أوامر الله وأوامر الرسول – صلى الله عليه وسلم – قبل أن نحارب اليهود والنصارى، وإلا إذا حاربنا اليهود والنصارى ونحن على هذه الحالة فلن ننتصر عليهم أبدًا ! وسينتصرون علينا بذنوبنا) اهـ

ص 128من كتاب "الإجابات المهمة في المشاكل الملمة"
للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
جمع وإعداد: محمد بن فهد الحصين
الشيخ الفوزان
ط. 1445 هـ

شكرا اخي و صح صحورك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bnbnbilal القعدة
القعدة
القعدة
شكرا اخي و صح صحورك
القعدة القعدة

و اياااااااااااااك

اخي صهيب الرومي سلمت يمنك وجعل الله الجنة مثواك
أنني على علم أن موضوعك المطروح رسالة غاية في الحساسية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة،كما إنني على قناعة تامة بأن مثل هذا الموضوع يجب أن نتطرق لها مرارًا وتكرارًا، وبأساليب مختلفة رزينة، تفي بالغرض، وتُوضح مفهوم التحذير من اهل البدع والبدعة عموما و الأسباب والآثار المترتبة عليها، وطرق وسبل تجنبها لا سيما وأن كثيراً من الناس في غفلة عنها وقد يكمن هذا كله في اتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلاوات الله عليه

قال تعالى
القعدةوَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ القعدة وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌالقعدة
[النساء:13، 14]..

تقبل مروري ، ولك من اسمى عبارات الشكر والامتنان على الطرحك البناء
جعله الله في ميزان حسنتك ، اخوك وهج الصحاري

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الصحاري القعدة
القعدة
القعدة
اخي صهيب الرومي سلمت يمنك وجعل الله الجنة مثواك
أنني على علم أن موضوعك المطروح رسالة غاية في الحساسية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة،كما إنني على قناعة تامة بأن مثل هذا الموضوع يجب أن نتطرق لها مرارًا وتكرارًا، وبأساليب مختلفة رزينة، تفي بالغرض، وتُوضح مفهوم التحذير من اهل البدع والبدعة عموما و الأسباب والآثار المترتبة عليها، وطرق وسبل تجنبها لا سيما وأن كثيراً من الناس في غفلة عنها وقد يكمن هذا كله في اتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلاوات الله عليه

قال تعالى
القعدةوَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ القعدة وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌالقعدة
[النساء:13، 14]..

تقبل مروري ، ولك من اسمى عبارات الشكر والامتنان على الطرحك البناء
جعله الله في ميزان حسنتك ، اخوك وهج الصحاري

القعدة القعدة
بارك الله فيك اخي و الحمد لله على وجود امثالك هنا

أنظروا لتطور البدع رويدا رويدا لدرجة الإنغماس في الشرك 2024.

لا يأل الشيطان في إضلال بني الإنسان ومحاولة تضليلهم بشتى الطرق كيف لا!!

وقد أخذ العهد والميثاق بإغواء الإنسان
القعدة
القعدة
عندما درسنا في مادة التوحيد الشرك والبدعة وتدرجها وطرق دخولها في بلاد العرب استغربنا ذلك
وعندما نسمع تحريم تعليق الصور خشية التعلق بها وتعظيمها كنا نسخر من ذلك
ولكن مع مرور الأيام يبقى العلماء هم رأس المال ..
لم يمض على وفاة الشيخ زايد سنوات وإلا وأصبح قبره مزاراً
وأتركم مع الصور المؤلمة

الصورة الأولى وقت دفنه
القعدة

الصورة الثانية
عدد من القادة والمسؤلين عند قبره في زيارة تفقدية

القعدة

الصورة الثالثة
زيارة الرئيس الفرنسي لقبره
القعدة

الصورة الرابعة
رئيسة سريلانكا تزور قبره
القعدة
الصورة الخامسة
أصبح قبره مزاراً يقصده الناس وبل ومجهز للضيافة ليلاً ونهاراً

القعدة

الصورة السادسة
القعدة

عندما رأيت الصور استغربت وقلت لعل هذه الصور تكون في الأيام الأولى من وفاة الشيخ زايد ولكن هذه الصورة
والصلاة أمام القبر هل هي مرحلة وانتهت ـ وأتمنى لو كانت كذلك ـ أم الأمر مستمر ؟
نحن لا نحكم بالنيات ولكن أرجوا من الإخوة في الإمارات توضيح الصورة وإزالة اللبس !!
نسأل الله الهداية والرحمة والغفران للمسلمين والمسلمات ..

—————————————————————————————————————————————-منقول

هذا من البدع القبيحة المنكرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كيف تنتصر أمة تخدش في توحيدها لربها ؟

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس القعدة
القعدة
القعدة

هذا من البدع القبيحة المنكرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

كيف تنتصر أمة تخدش في توحيدها لربها ؟

القعدة القعدة
أخي أبو أنس هذا ليس خدشا كما قلت بل شرك خالص والعياذ بالله أسأله سبحانه أن يزيله من أرضه جل وعلا خصوصا ارض الجزيرة 0بارك الله فيك

الفرق بين طريقة أهل السنة وأصحاب البدع في تغير المنكر 2024.

نص السؤال: ما ردكم على من يقول: أهل السنة لو يمكثون العمر كله ما غيروا المنكر في الحكم؟ وما هي طريقة أهل السنة في تغير المنكر في الحكم؟
الذين قالوا هذا ما زادوا الطين إلا بللًا، ولا زادوا الخرق إلا اتساعًا، فإنهم لم يغيروا؛ بل ولم يقللوا من المنكر، حتى إنهم زادوا من الشر، فإنما وجد الحزبيون وجد الشر، مثل: تقليد الكافرين، والبعد عن السنن، وتزهيدهم عن العلم، وغير ذلك، وقولهم هذا من باب قول القائل: رمتني بدائها وانسلت، وكما يقول تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف:11]، وإلا فكم من الشرور التي أنكرها أهل السنة بتوفيق الله تعالى عليهم، منها: إنكارهم للحكم المخالف للكتاب والسنة، ونصيحتهم لهم بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وتحذيرهم من الديمقراطية ومن الانتخابات، ومن القوانين الوضعية، مع الحزبيين ما أنكروا من هذا شيئًا بل دافعوا عنه ولووا الأدلة إليها.وقد نقع الله بنصائح أهل السنة والجماعة وتغييرهم للمنكر، وبصّر الله الناس حكامًا ومحكومين لمعرفة المنكرات، واستفادوا من النصائح، بدون فتن وبدون خروج عليهم، وهؤلاء ما أفادوا ولا أنكروا، وأيضًا قد بلغوا ما يريدون ولكنهم ما غيروا لا في الحكم ولا في أنفسهم، ولا في بيوتهم ولا في مستشفياتهم، فقد رأينا بعض المستشفيات التي هي في ملكهم الخاص وهي مليئة بالمنكرات، بل قد تكون أكثر من غيرها، وكذا أموالهم في البنوك الربوية، بل إن بعض البنوك خاصة بهم وهي ربوية، وغيرها من المرفقات والمؤسسات الخاصة بهم تجدها مليئة بالمنكرات، فهم يغالطون ويكذبون على الناس، ونحن نطلب منهم أن بعقيدتهم وعبادتهم إلى السنة، ويرجعوا إلى الدليل، وهم يشبهون الشيعة والمعتزلة في مسألة تغير المنكر على الحكام فيرون أنه الخروج عليهم، فهم يعملون كل شيء حتى المستحيل من أجل أن يصلوا إلى الحكم، وهذا عين المنكر.

لفضيلة الشيخ يحيي بن علي الحجوري

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم .
القعدة

القعدة

كلام متين سديد في من يدافع عن أهل البدع للشيخ العلامة ربيع 2024.

كلام متين سديد في من يدافع عن أهل البدع للشيخ العلامة ربيع بن هادي-حفظه الله- في كتابه" المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء".
قال الشيخ-حفظه الله- بعد أن ساق كلام علماء السلف في أهل البدع ومن يذب عنهم: هذا هو المحك الصحيح .

فمن سلك مسلك هؤلاء في خدمة السنة، والذب عنها، وفي التعديل لمن يستحق التعديل والجرح والطعن لمن يستحق ذلك، وقمع أهل البدع، وفضحهم، وكشف عوارهم، ودمغ باطلهم بالحق والبراهين؛ فهو منهم .

ومن خالفهم في هذا المنهج، وناصب منهجهم، ومن تابعهم الخصومة والعداء، وتولى أهل الزيغ، والضلال، والبدع، والخداع، يستميت عنهم في الدفاع، ويتلاعب بعقول أهل الجهالة من الرعاع؛ يوهمهم كذباً، وزوراً، وغشاً، وفجوراً؛ أنه من أهل السنة والاتباع.

فإن هذا اللون قد فضحه الله، وكشف عواره، وهتك أستاره :

1 ـ بمخالفة هذا المنهج الفذ العظيم، الذي حمى الله به الدين، ونفى به وبأهله تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين .

2 ـ وبتولي أهل البدع، والدفاع عنهم بالزور والباطل، والدفاع عن بدعهم الكبرى، الهادمة للدين، والمنابذة لشرع سيد الأنبياء والمرسلين، وما عليه السلف الصالحون من دين قويم، ومنهج سليم مستقيم .

3 ـ ومناصبة العداء الوقح الظالم الفاجر لمن تمسك بهذا المنهج السلفي الصحيح، الذي عَرَفْتَ أصالته، وأحقيته، وآثاره العظيمة في حماية دين الله الحق .

فلينظر من تجمعت فيه هذه البوائق أين مكانه من الدين، والنصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، وأئمة المسلمين، وعامتهم ؟ .

القعدة

السلامـ عليكمـ ورحمة الله

المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء

من أحسن الرسأل التي قراتها حقيتً رسالة قيمة جداً

خصوصً للمبتدئين وما فيها من خير وفير

أنصح كل سلفي او من يوريد الإستقامة بقرئتها

وهاهي لمن يوريد التنزيل

إظغطــ هنا :

تحقير أهل البدع وعدم تعظيمهم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد:

قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-"من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام،ومن تبسم في وجه منتدع،فقد استخف بما أنزل الله" جل وعلا"على محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها،ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع"،

المصدر :السنة"39"البربهاري،طبقات الحنابلةالقعدة43/2(،المقصد الأرشد"344".

وقال أيضا:"آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع"،المصدر :السنة "39"البربهاري.
قال إبراهيم بن ميسرة-رحمه الله-:"من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام"،المصدر:اللالكائي:"273 " .

قال الإمام أحمد -رحمه الله -"كل
من حدث بأحاديث رسول الله"صلى الله عليه وسلم"وكان مبتدعا يجالس إليه؟!لا ولا كرامة ،ولا نعمة عين".المصدر:طبقات الحنابلة :"325"،المقصد الأرشد:"714".

قال فضيل بن عياض -رحمه الله-"إذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما رأيت رجلا من المنافقين"،المصدر"السنة "127"البربهاري.

هذا المقال باب في كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور في الاعتقاد والسنة
تقديم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ(وقرأه العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ،جمع جمال بن فريحان الحارثي" دار المنهاج

هل يجوز سبّ أهلِ البدع ونعتهم بغرض التحذير منهم؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • العنوان:هل يجوز سبّ أهلِ البدع ونعتهم بغرض التحذير منهم؟
  • الشيخ:زيد بن محمد بن هادي المدخلي

السؤال:
يقول السائل: هل سبُّ أهلِ البدع ونعتهم بأوصافٍ تفيدُ السَّب وما معناه في صدَدِ التحذير منهم جائز؟
الجواب:

لا حاجةَ إلى لعنهم ولا يحل مشكلة من مشكلاتهم، ولكن بيان ما هم عليه من خطأ، بيانه بالأسلوب العلمي
والتحذير والتنفير من بدعِهم حتى لا يقع الناس في بدعهم فيهلكون، ولا يسبُّهم ولا يشتُمهم، بل يبيِّن ما هم عليه من الخطأ والمخالفة.والبدع تختلف؛ بدع عظمى؛ كبرى، يعني يُشتم فاعلها ويُحذَّر منه، ودون ذلك يُبيَّن ما عليه المبتدع من الأخطاء ويُحذَّر منه إذا كان من الدعاة إلى بدعته. نعم.

– ميراث الأنبياء –

جزاك الله خير عالتوضيح
وجزاكم الله خيرااا

موقف أهل السنة والجماعة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم . 2024.

موقف أهل السنة والجماعة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم .

لفضيلة الشيخ : إبراهيم الرحيلي.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

سيكون حديثنا في هذا الموضوع إن شاء الله عن موقف أهل السنة والجماعة من مجادلة أهل البدع ومناظرتهم، ونسأل الله التوفيق:

المجادلة:

مصدر جادل: وهو مقابلة الحجة بالحجة، ذكره ابن الأثير [1].

وقال الراغب الأصفهاني: " الجدال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل: أي أحكمت فتله " [2].

والمجادلة، والمناظرة، والمخاصمة، تأتي بمعنى واحد في بعض كلام أهل العلم: يقول ابن الأثير: " والمجادلة: المناظرة والمخاصمة " [3].

وعند الفيروز أبادي الخصومة لا تجامع المجادلة في المعنى إلا إذا كانت المجادلة شديدة يقول: " الجَدلَ محركة اللد في الخصومة " [4]، فتكون الخصومة عنده أعم من المجادلة، فكل مجادلة يصح أن يطلق عليها مخاصمة، وليس العكس.

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الجدال: يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها.

وأما الخصومة:

فلجاج في الكلام ليستوفي به المقصود من مال أو غيره [5].

وقد ورد ذم الجدال في كتاب الله وفي سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعند سلف الأمة. يقول الله – تعالى -: ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد)) [غافر: 4]، ويقول الله – تعالى -: ((الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار)) [غافر: 35].

ويقول جل ذكره: ((إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه)) [غافر: 56]، والآيات في هذا المعنى من كتاب الله كثيرة.

وأما في السنة فقد جاء ذم الجدال وأهله، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في أكثر من حديث: ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " [6].

قال النووي – رحمه الله تعالى -في شرحه: " الألد شديد الخصومة مأخوذ من لَدِيدَي الوادي، وهما جانباه، لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر، وأما الخصم فهو الحاذق بالخصومة والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق أو إثبات باطل والله أعلم" [7].

وروى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ: ((ما ضربوه لك إلا جدلا)) [الزخرف: 58] " [8].

وقد حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من الجدل، والاختلاف في كتاب الله ففي الصحيحين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه " [9].

وفي صحيح مسلم عند عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " هجّرت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يوماً قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب " [10].

وفي رواية ابن ماجة وأحمد – رحمهما الله -: قال " خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربوا القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم " [11].

وأما سلف الأمة الصالح فقد جاء نهيهم عن الجدال في الدين في كثير من الآثار نقل بعضها الآجري في الشريعة في (باب ذم الجدال والخصومات في الدين) [12] وابن بطة في الإبانة الكبرى في (باب النهي عن المراء في القرآن) [13] واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة في (سياق ما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في النهي عن مناظرة أهل البدع، وجدالهم والمكالمة معهم والاستماع إلى أقوالهم المحادثة وأرائهم الخبيثة) [14] وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله في (باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء) [15] والحافظ إسماعيل الأصفهاني في الحجة في بيان المحجة في (فصل في النهي عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والاستماع إلى أقوالهم) [16].

فقد جمعت هذه المصادر المئات من الروايات عن السلف في ذم الجدال والمراء والخصومة في الدين، ونقل هذه الآثار قد يطول، وإنما أذكر منها ما جاء مصرحاً فيه باتفاق الأئمة على هذا الباب، ومن أراد مزيد الاطلاع فعليه بمراجعة تلك المصادر، وهي متوفر بحمد الله.

روى ابن بطة في الإبانة عن عبد الرحمن بن مهدي – رحمه الله تعالى -قال: " أدركنا الناس وهم على الجملة يعني لا يتكلمون لا يخاصمون " [17].

وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد – رحمه الله تعالى -قال: " أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أولية الناس يعيبون أهل الجدل والتنقيب والأخذ بالرأي أشد العيب، وينهوننا عن لقائهم ومجالستهم، وحذرونا مقاربتهم أشد التحذير " [18].

وعن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى -قال: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، والإقتداء بهم وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين" [19].

يقول ابن بطة بعد نقله للآثار عن السلف في النهي عن الجدال في الدين: " فاعلم يا أخي أني لم أر الجدال والمناقضة، والخلاف والمماحلة، والأهواء المختلفة، والآراء المخترعة من شرائع النبلاء، ولا من أخلاق الفضلاء ولا من مذاهب أهل المروءة، ولا ممن حكي لنا عن صالحي هذه الأمة، ولا من سير السلف، ولا من شيمة المرضيين من الخلف " [20].

يقول الإمام البغوي – رحمه الله تعالى -: " واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات، وعلى الزجر عن الخوص في علم الكلام وتعلمه " [21].

هذا ما جاء في الجدال والنهي عنه بوجه عام، وأما ما جاء في النهي عن مجادلة أهل البدع خاصة فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله – تعالى -عنها قال: تلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)) [آل عمران: 7] قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " [22].

فهذا تحذير من النبي – صلى الله عليه وسلم – عن مجادلة أهل البدع فإنهم هم أهل الزيغ، وهم الذين يجادلون بالمتشابه.

يقول أيوب السختياني: " لا أعلم أحداً من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابة " [23].

قال الإمام النووي في شرح الحديث: " وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع، ومن يتبع المشكلات للفتنة، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه، وجوابه واجب، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – صبيغ بن عَسْل حين كان يتبع المتشابه " [24].

وقد جاءت أقوال السلف كذلك محذرة من مجادلة أهل البدع وترك مخاصمتهم، والآثار المنقولة عنهم في هذا لا تكاد تحصر لكثرتها، ولكن أقتصر على ذكر نماذج منها:

فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه كان يقول: " إن التكذيب بالقدر شرك فتح على أهل الضلالة، فلا تجادلوهم فيجري شركهم على أيديكم " [25].

وعن أبي قلابة – رحمه الله تعالى -أنه قال: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم " [26].

وروى ابن بطة عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين – رحمهما الله – أنهما كانا يقولان: " لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم " [27].

وعن عون بن عبد الله – رحمه الله – أنه قال: " لا تجالسوا أهل القدر ولا تخاصموهم فإنهم يضربون القرآن بعضه ببعض " [28].

وعن الفضيل بن عياض – رحمه الله -: " لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله " [29].

وروى ابن بطة عن حنبل بن إسحاق – رحمه الله – قال: كتاب رجل إلى أبي عبد لله (يعني الإمام أحمد) – رحمه الله – كتاباً يستأذنه فيه أن يضع كتاباً يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم، ويحتج عليهم، فكتب إليه أبو عبد الله: " بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي كنا نسمع وأدركنا من أهل العلم: أنهم كانوا يكرهون الكلام، والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمور في التسليم، والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم، فإنهم يلبسون عليك ولا هم يرجعون فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم " [30].

ويقول الإمام اللالكائي مبيناً ما جنته مناظرة المبتدعة من جناية على المسلمين، مقارناً بين حال المبتدعة في عصر السلف الأول، وما كانوا عليه من ذل وهوان، وبين حالهم بعد فتح باب المناظرات معهم، عند بعض المتأخرين وما أصبح لهم بسبب ذلك من صيت وجاه حتى أصبحوا أقراناً لأهل السنة في نظر العامة.

" فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة، يموتون من الغيظ كمداً ودرداً ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقاً، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا، حتى كثرت بينهم المشاجرات، وظهرت دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقراناً وأخدانا، وعلى المداهنة خلاناً وإخوانا، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضداد وفي الهجرة في الله أعواناً يكفرونهم في وجوههم عيانا، ويلعنونهم جهارا، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين " [31].

فظهر من خلال هذه الآثار ذم السلف للمجادلة بوجه عام، ولمجادلة أهل البدع بوجه خاص، وإعراضهم عن مجادلتهم وتحذيرهم الناس منها، واعتبار أنها بدعة في الدين، كما ثبت قبل ذلك ذم الله للجدال وأهله، وذم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أيضاً بما تقدم نقله من النصوص آنفاً، التي هي عمدة السلف في تقرير ما ذهبوا إليه من ذم الجدال والمجادلين في الدين.

وإذا ما ثبت تقرير ذلك فليعلم أن ما ثبت في النصوص وكلام السلف من الذم للجدال وأهله والتحذير من مجادلة أهل البدع ليس على عمومه، بل جاء الأمر ببعض صور المجادلة والثناء عليها وعلى أهلها في بعض النصوص من الكتاب والسنة، كما في قوله – تعالى -: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125].

وقد أخبر الله – تعالى -في معرض امتنانه على بعض أنبيائه: أنه آتاهم الحجة على قومهم كما في قوله – تعالى -: ((وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء)) [الأنعام: 83].

وكما أخبر الله عن بعض صور محاجة إبراهيم ومناظرته لقومه على سبيل التقرير له، والثناء عليه بها، كما في قوله جل شأنه: ((ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر)) [البقرة: 258].

وقال – تعالى- مخبراً عن مناظرة أخرى لإبراهيم مع أبيه وقومه: ((قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)) [الأنبياء: 52-56] إلى قوله بعد ذكر قصة تحطيم إبراهيم – عليه السلام – لأصنامهم: ((قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)) [الأنبياء: 63-67].

كما أخبر – تعالى -عن محاجة موسى – عليه السلام – لفرعون ومقارعته الحجة بالحجة، في قوله: ((قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ)) [الشعراء: 23-30] وقال – تعالى -مخبراً عن قوم نوح: ((قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)) [هود: 32].

والآيات في قصص مناظرات أنبياء الله لأقوامهم ومحاجاتهم لهم من كتاب الله كثيرة.

ومن السنة أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عن تحاجِّ آدم وموسى – عليهما السلام -: ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم: أنت موسى. اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ثلاثاً)) [32].

وكذلك أقوال السلف وأفعالهم، دلت على جواز المناظرة، والمجادلة في بعض الأحيان. قال ابن رجب: " قال كثير من أئمة السلف ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوا فقد كفروا " [33].

ومن ثنائهم على المناظرة إن كانت للتعلم: قول عمر بن عبد العزيز: " رأيت ملاحاة الرجال تلقيحاً لألبابهم " [34].

وقال عمر بن عبد العزيز أيضاً ومالك بن أنس: " ما رأيت أحداً لاحى الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم " قال يحيى بن مزين: يريد بالملاحاة هنا: المخاوضة والمراجعة على وجه التعليم والتفهم والمدارسة والله أعلم. نقل ذلك عمر ومالك من رواية يحيى بن مزين ابن عبد البر في معرض استدلاله لإثبات المناظرة في باب مستقل من كتاب (جامع بين العلم) بعنوان (باب إثبات المناظرة والمجادلة) [35].

وقد وقع المناظرات بين السلف أنفسهم في كثير من المسائل والأحكام، مما يدل على جواز ذلك عندهم. قال ابن عبد البر: "وأما تناظر العلماء وتجادلهم في مسائل الأحكام من الصحابة والتابعين ومن بعدهم فأكثر من أن تحصى وسنذكر منها شيئاً يستدل به " [36] ثم ساق لذلك أمثلة منها: قال زيد بن ثابت لعلي في المكاتب: أكنت راجمه لو زنى؟ قال: لا، قال: فكنت تجيز شهادته؟ قال: لا، قال: فهو عبد ما بقي عليه درهم.

وناظر عبيد الله بن عمر أباه في المال الذي أعطاه أياه وأخاه أبو موسى، وقال عبيد الله: لو تلف المال ضمناه فلنا ربحه بالضمان.

وناظر أبو هريرة عبد الله بن سلام في الساعة التي في يوم الجمعة [37].

وهذا الذي ذكره ابن عبد البر أمثلة لبعض ما وقع بين السلف أنفسهم من مناظرات، وأما مناظرتهم لأهل البدع فيه أشهر من أن تذكر، وإنما أكتفي بالإشارة إلى بعضها فمنها: مناظرة علي وابن عباس – رضي الله عنهما – للخوارج، على ما هو مبسوط في كتب السنة والفرق [38].

وناظر عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى -غيلان الدمشقي القدري حتى انقطع، وأعلن التوبة، إلا أنه عاد بعد موت عمر، روى ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/714-716). وناظر عمر أيضاً الخوارج على ما نقل ذلك ابن عبد البر (جامع بيان العلم وفضله ص431-473).

وناظر الأوزاعي – رحمه الله – قدرياً طلب المناظرة، فحجه وقد روى ذلك اللالكائي (2/718-719) وكذا الإمام الشافعي ناظر حفص الفرد فغلبه نقل ذلك أبو نعيم في الحلية (9/115).

ومناظرات الإمام أحمد للجهمية بمحضر الخليفة مشهورة، ذكر بعضها الإمام نفسه في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية ص41-57 وغير ذلك من مناظرات السلف لأهل البدع.

فظهر بهذه النقول من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في الأمر بالمجادلة والمناظرة، والثناء عليها وعلى أهلها، ومباشرة السلف لها مع بعضهم، ومع أهل البدع، مع ما تقدم عرضه أولاً من النصوص والآثار عن السلف في ذم المجادلة والتحذير من مجادلة أهل البدع: أن المجادلة والمناظرة تنقسم من حيث ذمها ومدحها والأمر بها والنهي عنها في الكتاب والسنة وأقوال السلف إلى قسمين مجادلة مذمومة منهي عنها، ومجادلة محمودة مأمور بها.

وإذا كان الأمر كذلك فلابد من تمييز المجادلة المذمومة المنهي عنها، من المجادلة المحمودة المأمور بها، ليكون المسلم على بينة من هذا الأمر، وعلى بصيرة في هذا الباب فيحقق المشروع فيه ويبتعد عن المنهي عنه.

وقد ذكر بعض أهل العلم ضوابط تميز بين النوعين، وتجمع بين النصوص في مدح الجدال وذمه، يقول النووي – رحمه الله -: " واعلم أن الجدال قد يكون بحق، وقد يكون بباطل قال الله – تعالى -: ((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)) [العنكبوت: 46] وقال – تعالى -: ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125] وقال – تعالى -: ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا)) [غافر: 4] فإن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره كان محموداً، وإن كان في مدافعة الحق، أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً، وعلى هذا التفصيل تنزل النصوص الواردة في إباحته وذمه " [39].

ويقول الشوكاني – رحمه الله – في تفسير قوله – تعالى -: ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا)) [غافر: 4]..والمراد الجدال بالباطل والقصد إلى دحض الحق كما في قوله – تعالى -: ((وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق)) [غافر: 5] فأما الجدال لاستيضاح الحق، ورفع اللبس، والبحث عن الراجح والمرجوح، وعن المحكم والمتشابه، ودفع ما يتعلق به المبطلون من متشابهات القرآن، وردهم بالجدال إلى المحكم، فهو من أعظم ما يتقرب به المتقربون، وبذلك أخذ الله الميثاق على الذين أوتوا الكتاب، فقال: ((وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)) [آل عمران: 187] " [40].

ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح لمعة الاعتقاد:

وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:

الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل، وهذا مأمور به إما وجوباً أو استحباباً بحسب الحال لقوله – تعالى -: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125].

الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت أو الانتصار للنفس أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله – تعالى -: ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا)) [غافر: 4] وقوله: ((وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب)) [غافر: 5] " [41].

ويقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (الرد على المخالف): " ومجادلة من جنح به الرأي إلى قول شاذ، أو إحداث قول جديد في مسألة: باب عظيم من أبواب النصح والإرشاد، فالرد والمجادلة عن الحق بالحق رتب ومنازل، وقد جعل الله لكل شيء قدرا " [42] ذكر هذا ضمن حديثه عن الرد المحمود في الدين.

ويقول في معرض حديثه عن الرد المذموم {وعلى هذا النوع (الرد المذموم) تتنزل ردود المخالفين كأهل البدع والأهواء على أهل السنة والجماعة ومجادلتهم وإيذائهم وهضم ما هم عليه من الحق والهدى.

وقد بين الله – سبحانه – في القرآن الكريم أنواع مجادلتهم الآثمة وذمها، وهي ثلاثة أنواع: [43] 1- المجادلة بالباطل لدحض الحق: وقد ذمها لله – تعالى -بقوله: ((وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق)) [غافر: 5]. 2- المجادلة في الحق بعدما تبين: وقد ذمها الله – سبحانه – بقوله: ((يجادلونك في الحق بعدما تبين)) [الأنفال: 6]. 3- المجادلة فيما لا يعلم المحاج: وقد ذمها – سبحانه – بقوله: ((ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم)) [آل عمران: 66].

وعلى هذه الأنواع الآثمة من أنواع المجادلة بالباطل، وما جرى مجراها كالمجادلة بتمشابه القرآن، والمراء في القرآن، ومجادلات المنافقين، والجدل في بدعة والجدل لتحقيق العناد.. وهكذا من كل مجادلة تنصر الباطل، أو تفضي إلى نصرته وتهضم الحق، وتحقق العناد تتنزل النصوص من الكتاب والسنة التي تذم الجدل والمجادلة، كقوله – تعالى -: ((ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص)) [الشورى: 35].

وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث أبي أمامة مرفوعاً: " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: ((ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون)) [الزخرف: 58] ".

وعلى هذا النوع المذموم يتنزل أيضاً كلام السلف في ذم الجدل والمجادلة [44].

والمتحصل من كلام أهل العلم في المفارقة بين نوعي الجدال المحمود والمذموم: أن المجادلة المحمودة: هي ما كانت لإثبات الحق، أو دفع باطل، أو للتعليم والاستيضاح فيما يشكل على الإنسان من المسائل.

وأن المجادلة المذمومة:

هي ما كانت لرد الحق أو لنصرة الباطل، أو كانت في ما نهى الله ورسوله عن المجادلة فيه كالمجادلة في المتشابه، وفي الحق بعد ما تبين، أو كانت لحظ النفس كإظهار العلم، والفطنة والذكاء مراءاة للناس وطلباً لثنائهم، أو لغير ذلك من المقاصد المذمومة كالعناد والتعصب للرأي.

وفي الحقيقة إنه بعد تأمل النصوص وكلام السلف، وأقوال أهل العلم في المفارقات بين المجادلة المحمودة، والمجادلة المذمومة، نجد أنها لا تخرج عن ثلاثة أمور:

فهي إما متعلقة بأصل النية، وإما متعلقة بموضوع المجادلة، وإما متعلق بالمتجادلين: وفيما يلي تفصيل لذلك على حسب ما جاء في النصوص وأقوال أهل العلم

أولاً: ما يتعلق منها بأصل النية:

والفوارق المتعلقة بالنية من أعظم الفوارق لما لها من أثر عظيم في الأعمال، من حيث قبولها أو ردها ومدحها أو ذمها، ففي حديث عمر المشهور يرويه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " الأعمال بالنية، ولامرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرتها إلى ما هاجر إليه " [45].

والجدال هنا إن صلحت فيه النية لله، وكان مبعثه مقصداً حسناً، فهو محمود إن استوفى بقية شروط المجادلة التي سأذكرها فيما بعد -. وأما إن لم يرد به وجه الله وكان مبعثه مقصداً سيئاً، فإنه مذموم من أصله.

فمن المقاصد الحسنة للمجادلة:

أن يكون القصد منها الدعوة إلى الله والرد على المخالفين، وهذا مما أمر الله به نبيه في قوله: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125] فجعل المجادلة بالتي هي أحسن في المرتبة الثالثة من مراتب الدعوة، بعد مرتبتي الدعوة بالحكمة، وبالموعظة الحسنة.

ولهذا أثنى الله على أنبيائه في محاجاتهم لأقوامهم ومناظرتهم لهم، على ما تقدمت الآيات في ذلك لأنها من هذا الباب.

ومن المقاصد الحسنة للمجادلة أيضاً أن يكون المراد منها التعلم والتفقه، والتناصح في الدين كما كان على ذلك سلف الأمة الصالح.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: " وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله – تعالى -في قوله: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) [النساء: 59] وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة " [46].

وعلى هذا يحمل كلام السلف في مدح الجدال كما تقدم عن عمر بن عبد العزيز " رأيت ملاحاة الرجال تلقيحاً لألبابهم ".

وما يروى عن عمر أيضاً ومالك – رحمهما الله -: " ما رأيت أحداً لاحى الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم ".

وما يروى عن أسد بن الفرات – رحمه الله – أنه قال: " بلغني أن قوماً كانوا يتناظرون بالعراق في العلم، فقال قائل: من هؤلاء، فقيل: قوم يقتسمون ميراث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " [47].

وأما مقاصد الجدال السيئة فكثيرة، وقد ذكر الله – تعالى -بعضها في كتابه:

فمنها: المجادلة بقصد دحض الحق ورده: كما قال – تعالى -: ((وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق)) [غافر: 5].

ومنها: أن يكون القصد منها هو مجرد المجادلة والعناد، كما أخبر الله – تعالى -عن كفار قريش في قوله: ((ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوا لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون)) [الزخرف: 57-58].

ومن مقاصد الجدال المذمومة أيضاً: أن يكون المراد به إظهار العلم والفطنة والذكاء، وقوة الحجة مراءاةً للناس وطلباً للدنيا، فكل هذه المقاصد، تفسد ثواب المجادلة، وتبطل أجرها ولو كانت في حق لأنها لم يرد بها وجه الله – تعالى -، وإنما أريد بها حظ النفس.

فظهر بهذا الفرق بين المجادلة المحمودة والمذمومة عن طريق تلك المفارقات المتعلقة بالنية الباعثة عليها.

ثانياً: ذكر المفارقات المتعلقة بموضوع المجادلة:

فالمجادلة تكون محمودة أو مذمومة تبعاً لموضوع المجادلة. فإن كانت المجادلة والمناظرة في شيء من مسائل الأحكام الفقهية، كأحكام الطهارة والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج والنكاح، والطلاق، وغيرها من أبواب الفقه: فهي محمودة مع صلاح النية ومراعاة آداب وشروط المجادلة الصحيحة.

قال ابن بطة – رحمه الله تعالى -: بعد أن ذكر بعض الروايات عن السلف في التحذير من المجادلة المذمومة " فإن قال قائل فهذا النهي والتحذير عن الجدل في الأهواء والمماراة لأهل البدع قد فهمناه ونرجو أن تكون لنا فيه عظة ومنفعة، فما نصنع بالجدل والحجاج فيما يعرض من مسائل الأحكام في الفقه، فإنا نرى الفقهاء وأهل العلم يتناظرون على ذلك كثيراً في الجوامع والمساجد، ولهم بذلك حلق ومساجد، فإني أقول له: هذا لست أمنعك منه ولكني أذكر لك الأصل الذي بنى المسلمون أمرهم عليه في هذا المعنى كيف أسسوه ووضعوه " [48].

ثم ساق الآداب الواجب مراعاتها في المناظرة.

وكذلك إذا كانت المجادلة في أصل من أصول الدين يمكن أن يظهر الحق فيه بالمجادلة والمناظرة، فالمجادلة فيه أيضاً ممدوحة على ما جرى بذلك فعل السلف فإنهم كانوا يناظرون أهل البدع في كثير من المسائل المتعلقة بأصول الدين كمناظرتهم للقدرية والخوارج والجهمية وغيرهم، وقد تقدم ذكر نماذج من تلك المناظرات.

وأما إن كانت المجادلة في ما نهى الله عن المجادلة والمناظرة فيه: فإنها تكون مذمومة كالمجادلة في متشابه القرآن فإنها مذمومة لقول الله – تعالى -: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)) [آل عمران: 7] فأخبر الله أن الذين في قلوبهم زيغ هم الذين يأخذون بالمتشابة ليمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة [49] وأن الراسخين في العلم يؤمنون به لأنهم يعلمون أنه من عند ربهم.

ولهذا كان أهل الباطل من أهل البدع وغيرهم يجادلون بالمتشابه دون أهل الحق فإنهم لا يخوضون فيه بغير علم. قال أيوب السختياني في الأثر المتقدم عنه " لا أعلم من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابة ".

ومما نهى الله عن المجادلة فيه: المجادلة في الحق بعد ما تبين يقول – تعالى -: ((يجادلونك في الحق بعد ما تبين)) [الأنفال: 6] وذلك لأن المجادلة إنما تكون لاستظهار الحق وتقريره، فالمجادلة في الحق بعد ظهوره ووضوحه لا معنى لها، بل هي ضرب من العناد والمكابرة قال – تعالى -: ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)) [يونس: 32].

" واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه " [50].

وجملة القول في هذا الباب:

أن كل مسألة من مسائل العلم أمكن عن طريق المجادلة التوصل إلى الحق فيها وإلزام الخصم به فالمجادلة فيها محمودة، وكل مسألة نهى الله عن الجدال فيها أو لا يمكن التوصل إلى الحق فيها لقصور العلم البشري عن إدراكه فالمجادلة فيها مذمومة.

ثالثاً: ذكر المفارقات المتعلقة بالمجادلين:

فالمجادلة تتأثر من حيث مدحها وذمها بأحوال المجادلين وما يقوم بهم من صفات. فتكون محمودة في حق بعضهم ومذمومة في حق آخرين. فتحمد المجادلة إن كانت من عالم يعرف ما يجادل فيه، وتذم إن كانت من جاهل لا يعرف ما يجادل فيه. يقول الله – تعالى -ذاماً المجادلة فيما لا يعلم المجادل: ((ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم)) [آل عمران: 66] ويقول – تعالى -: ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)) [الحج: 3] ويقول: ((ومن الناس يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)) [الحج: 8].

فالعلم شرط أساس في المجادلة وإلا كانت مذمومة على ما دلت عليه الآيات. خصوصاً إن كانت مع أهل البدع فإنه يخشى إن كان المجادل لهم غير عالم أن يظهروا عليه بالحجة، فيظن العامة أن الحق معهم فيضل ذلك الشخص ويُضل غيره بإقدامه على المجادلة من غير علم.

نقل الشاطبي في الاعتصام أن رجلاً من أهل السنة كتب إلى مالك بن أنس: " إن بلدنا كثير البدع، وإنه ألف كتاباً في الرد عليهم: فكتب إليه مالك يقول له إن ظننت ذلك بنفسك خفت أن تزل فتهلك، لا يرد عليهم إلا من كان ضابطاً عارفاً بما يقول لهم، لا يقدرون أن يعرجوا عليه، فهذا لا بأس به، وأما غير ذلك فإني أخاف أن يكلمهم فيخطئ فيمضوا على خطئه، أو يظفروا منه بشيء فيطغوا ويزدادوا تمادياً على ذلك " [51].

كما يشترط في المجادلة لتكون محمودة أن يغلب على ظن المجادل قبول مجادله للحق لو تبين له، وإلا فالمجادلة مع من يغلب على الظن مكابرته ومعاندته وعدم قبوله للحق: مذمومة.

ولذا كان بعض السلف ينهى عن مجادلة أهل البدع لهذا السبب لما كان يغلب على ظنهم عدم رجوعهم وقبولهم للحق كما جاء في رسالة الإمام أحمد لمن سأله عن حكم الرد على بعض أهل البدع وفيها: " وإنما الأمور في التسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم، فإنهم يلبسون عليك ولا هم يرجعون، فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم، والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم… " [52].

وهذا ليعلم أن للمجادلة والمناظرة شروطاً وآداباً كثيرة يتأثر الحكم العام على كل مناظرة من حيث ذمها ومدحها بحسب ما يتحقق فيها تلك الآداب والشروط وأنا هنا إنما اقتصرت على المهم منها وذكر الأصول العامة المتفرعة عنها تلك الآداب وذلك خشية الإطالة، والخروج عن مقصود البحث. والتفصيل في ذلك لمن أراد الاستزادة مبسوط في كتب التخصص (كآداب البحث والمناظرة) للشيخ العلامة محمد آمين الشنقيطي – رحمه الله -، وكذا (كتاب الرد على المخالف) للشيخ المحقق بكر بن عبد الله أبو زيد. وبعد…

فإنه من خلال هذا العرض المفصل للنصوص الشرعية الآثار عن السلف وأقوال أهل العلم والتحقيق من أهل السنة، في (المجادلة وأحكامها) ومتى تكون محمودة مأموراً بها، ومتى تكون مذمومة منهياً عنها. يكون قد اتضح حكم مجادلة أهل البدع ومناظرتهم.

وهو: أن مجادلة أهل البدع لا يُنهى عنها ولا تُذم لذاتها، كما أنه لا يؤمر بها ولا تمدح لذاتها: بل متى ما كانت محققة لأهداف، وشروط وآداب، المجادلة المحمودة، فهي محمودة. ومتى كانت مخالفة لتلك الأهداف والشروط الآداب فهي مذمومة. على ضوء ما فُصِّل في الفرق بين المجادلة المحمودة والمجادلة المذمومة.

وأما ما جاء في بعض النصوص وعن سلف الأمة من النهي عن مجادلة أهل البدع خاصة: فهو نظير ما جاء في النهي عن المجادلة بوجه عام، وكذا ما جاء في بعض النصوص من الأمر بمجادلة أهل البدع، ومباشرة السلف لمناظرتهم فهو نظير ما جاء في الأمر بالمجادلة بوجه عام ومباشرة الأنبياء والصالحين للمجادلة والمناظرة.

وقد تقدم عن أهل العلم في الجمع بين النصوص التي تذم المجادلة والنصوص التي تمدحها أن النصوص الذم محمولة على ما إذا لم تستوف المجادلة الآداب والشروط للمجادلة الصحيحة في الشرع، وأن نصوص المدح محمولة على ما إذا استوفت المجادلة تلك الشروط والآداب.

وكذلك القول في مجادلة أهل البدع، وفيما جاء من النصوص والآثار فيها بمدحها تارة، وذمها أخرى محمولة على ذلك المحمل سواء بسواء.

فليس لأحد أن يعمم الحكم بمدحها أو ذمها مستنداً لأحد الدليلين دون الآخر، ومن قال بذلك فقد خالف نصوص الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة وورد عليه من التناقض ما لا يستطيع رده… والحق في مجادلة أهل البدع هو ما ذكرته من التفصيل السابق.

والله – تعالى -أعلم.

—————————————-

الحواشي:

1) انظر النهاية في غريب الحديث (1/247).

2) المفردات في غريب القرآن ص123.

3) النهاية (1/248).

4) القاموس المحيط (3/347).

5) انظر إحياء علوم الدين للغزالي (3/118) والأذكار للنووي ص330.

6) صحيح البخاري (كتاب التفسير باب وهو ألد الخصام) فتح الباري (8/188) ح: 4523، وفي (كتاب الأحكام باب ألد الخصام وهو الدائم في الخصومة) فتح الباري (13/180) ح: 7188، وصحيح مسلم (كتاب العلم باب في الألد الخصم) (4/2054) ح: 2668.

7) شرح صحيح مسلم (16/219).

8) رواه الترمذي وقال: (حسن صحيح) سنن الترمذي مع التحفة (9/130) وابن ماجه (1/19) ح: 14، والحاكم في المستدرك (2/448) وقال صحيح، ووافقه الذهبي، والحديث حسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/133) ح: 136، وفي صحيح ابن ماجه (1/15) ح: 45.

9) صحيح البخاري (كتاب فضائل القرآن، باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم) فتح الباري (9/101) ح: 5061، وصحيح مسلم (كتاب العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه) (4/2053) ح: 2667.

10) صحيح مسلم (كتاب العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (4/2053) ح: 2666.

11) رواه ابن ماجه (1/33) ح: 85، والإمام أحمد في المسند (2/195-196) قال أحمد شاكر: "إسناده صحيح" المسند بتحقيق أحمد شاكر (10/153) ح: 6668، والحديث صححه الألباني انظر حاشية شرح الطحاوية ص229 (ط: مكتبة الدعوة الإسلامية) وصحيح سنن ابن ماجه (1/21) ح: 69.

12) ص54.

13) (2/611).

14) (1/114)

15) ص411

16) (1/311).

17) الإبانة الكبرى (2/529).

18) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/532).

19) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/156).

20) الإبانة الكبرى (2/531).

21) شرح السنة (1/216).

22) رواه مسلم (كتاب العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن… ) (4/2053) ح: 2665.

23) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/501).

24) شرح صحيح مسلم (16/216).

25) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/524)، والآجري في الشريعة ص 215.

26) أخرجه الدارمي في سننه (1/120)، والآجري في الشريعة ص56، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/437)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/134).

27) أخرجه الدارمي في سننه (1/121) وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/444).

28) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/466).

29) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/129).

30) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (2/471-472).

31) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/19).

32) رواه البخاري في (كتاب القدر باب تحاج آدم وموسى عند الله) فتح الباري (11/505) ح: 6614، ومسلم (كتاب القدر باب حجاج آدم وموسى – عليهما السلام -) (4/2042) ح: 2652.

33) جامع العلوم والحكم ص 26.

34) رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ص 436.

35) انظر جامع بيان العلم ص 422 436، والأثر ص 436.

36) جامع بين العلم ص 434.

37) انظر جامع بيان العلم وفضله ص 431 373.

38) انظر جامع بيان العلم وفضله ص 428 430، والفرق بين الفرق للبغدادي ص 78-80.

39) الأذكار ص 330.

40) تفسير الشوكاني (4/481).

41) شرح لمعة الاعتقاد ص 112.

42) الرد على المخالف من أصول الإسلام ص 48.

43) ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (7/169-170)، وفي مجموع الفتاوى (3/309) وذكر في الأخير نوعاً رابعاً وهو الجدل في آيات الله لقوله – تعالى -: (وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا).

44) الرد على المخالف لبكر أبو زيد ص49-50.

45) رواه البخاري في (كتاب العتق باب الخطأ والنسيان في العتاقة) فتح الباري (5/160) ح: 2529، ومسلم (كتاب الإمارة باب قوله – صلى الله عليه وسلم – إنما الأعمال بالنية.. ) (3/151) ح: 1907.

46) مجموع الفتاوى (24/172).

47) أخرجه ابن عبد البر في جامع بين العلم وفضله ص 436.

48) الإبانة الكبرى (2/545-546)، وذكر قريباً مما ذكره ابن بطة هنا الآجري في الشريعة ص 65.

49) انظر تفسير ابن كثير (1/345)

50) شرح السنة (1/216).

51) الاعتصام (1/33).

52) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (1/471-472).

نقلاً من كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع [2/587-611]

——————————————————————————–

جزاك الله خير اخي علي الموضوع

المشكل مزال الاختلاف

يعطيك الصحة اخي بارك الله فيك

القعدة
القعدة