اسهل وصفة ليصبح وجهك مثل البدر 2024.

وجه مثل البدر بأسهل وصفة …


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدي طريقة تبيض الوجه في 20 دقيقة ويكون مثل القمر

جيبي ملعقة كبير نشا وعليها 3 ملاعق ماء واخلطيهم
ضعيهم علي النار ثواني حتي تتماسك قليلا فقط لا تتدعيها تتصلب (لاحظي انها تتماسك بسرعة جدا)
ضعي الماسك علي الوجه بطبقه رقيقة حتي يجف
اغسليه بالماء الدافء برفق
ثم ضعي طبقة من العسل 5 دقائق فقط
ستري بنفسك كم اصبح وجهك ابيض ونقي من الاسمرار والحبوب والنمش حتي انك لن تجدي الحبوب السوداء

جربوا واخبروني…………………. …
سلام

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله 2024.

هذا العلامة المحدث الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد أطال الله في عمره على خير

هو الشيخ المحدث الفقيه العلامة السلفي الزاهد الورع ولا نزكي على الله أحدا.

عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله ، ولد بالزلفي ،ولد الشيخ في رمضان من عام 1353هـ.
ودرس ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية،ثم انتقل الشيخ إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي،وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد،ثم إلتحق شيخنا عبدالمحسن بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض،ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبدالرحمن الأفريقي والشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمهم الله أجمعين.
عُين مُدرساً بالمعهد العلمي ببريدة عام 1379هـ.
عُين مدرساً بالمعهد العلمي بالرياض عام 1380هـ.
ثم عُين مدرساً بالجامعة الإسلامية في عام إنشائها 1381هـ،وكان أول من ألقى فيها درساً-حفظه الله-.
وقد سمعتُ الشيخ يذكر بأنه درس على يد الشيخ عبدالرحمن الأفريقي في الرياض عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف والعام الذي تلاه درسَ عليه في الحديث والمصطلح،ويقول عنه:كان مدرساً ناصحاً وعالماً كبيراً،وموجّهاً ومرشداً وقدوة في الخير رحمه الله تعالى.

له علاقة خاصة مع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكان أول لقاء له مع الشيخ عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف للهجرة،ودرسه نظامياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة،وكان الشيخ عبدالمحسن يذكر أنه كان كثيراً ما يكون اتصالي به في الفسح بين الدّروس وفي المسجد وأزورهُ في المنزل.

لما جاء عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف رُشِحَ الشيخ للتدريس في الجامعة الإسلامية،وقد كان الشيخ في آخر عام تسعةٍ وسبعين وألف قد طلبَ من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أن يجعله في سلك التدريس فوافق على شرط أن يُدرسَ في الجامعة الإسلامية عند افتتاحها،فأجاب شيخنا:أنهُ على أتم الاستعداد.

ثم بدأ بالتدريس في هذه الجامعة الغراء منذُ أول عام واحدٍ وثمانين وثلاثمائة وألف،وقد كانت له صحبة مع شيخه عبدالعزيز بن باز رحمه الله خمسة عشر عاماً،وكان الشيخ مع تدريسه في الجامعة وكذلك الحرم-ولا يزال- عضو في مجلس الجامعة منذُ إنشائها وحتى عام ثلاثةٍ وتسعين عُيّنتُ نائباً للرئيس-وهو الشيخ عبدالعزيز رحمه الله-بترشيخ من الشيخ وموافقة من الملك فيصل رحمهما الله.

يقول الشيخ: كنت أتي إليه-يعني الشيخ بن باز رحمه الله-قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً،وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله،وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
وفي يوم من الأيام قال لي:رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها،وقال:أوّلتُها بالجامعة الإسلامية،وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام.

وكنت له صلات كثيرة مع أهل العلم وخاصة المدرسون في الجامعة أو من يسمع عنهم من أهل الفضل ومنهم الشيخ عمر فلاته رحمه الله.-ولنا وقفة من فيّ الشيخ عن صلته به-

للشيخ مؤلفات عديدة منها:
1- عشرون حديثاً من حديث البخاري.
2- عشرون حديثا من صحيح الأمام مسلم.
3- من أخلاق الرسول الكريم.
4- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام.
5- فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة.
6- عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر.
7- الرد على الرفاعي والبوطي.
8- الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي.
9- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
10-الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
11-الإخلاص والإحسان والإلتزام بالشريعة.
12- فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها.
13- من أقوال المنصفين في معاوية.
14- فضل آل البيت.
15- اجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر.
16- عالمٌ جهبذ وملكٌ فذ.
17- قبسٌ من هدي الإسلام.
18- دراسة حديث "نضّر الله إمراً سمع مقالتي" روايةً ودراية.

وكما ذكرنا أنهُ مدرس بالحرم المدني فالعام الماضي كانت دروسه يومياً عدا الخميس بعد كل صلاة مغرب بالحرم النبوي في شرح سنن أبي داود،وله دروس أخرى في مسجده.
أتم شرح عدة كتب من كتب السنة النبوية،وشرح مقدمة ابي زيد القيرواني في العقيدة،وشرح في المصطلح ألفية السيوطي،وشرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان،وكتاب آداب المشي إلى الصلاة وكلها في الحرم.
من دروسه بالحرم النبوي والتي تجدها في تسجيلات الحرم النبوي:
1- شرح مُختصر ألفية السيوطي ………….(57 شريط).
2- القيروانية……………….. …………….(14 شريط).
3- صحيح البخاري[لم يكتمل]…………….(623 شريط).
4- سنن النسائي ………………………… (414 شريط).
5- سنن أبي داود[ومازال]………………..(272 شريط).
6-اللؤلؤ والمرجان[كتاب الصيام]………….(7 شريط).
7-آداب المشي إلى الصلاة………………..(14 شريط).

أما طريقة الاستفادة من تسجلات الحرم فهي نفس الطريقة التي شرحنها من قبل في ترجمتنا للشيخنا عبدالله الغنيمان حفظه الله ، وهي(أن تأتي بأشرطة جيدة كسوني مثلاً وجديدة وتسلمها لهم على عدد الأشرطة المشروحة وتقيد طلبك لديهم،ومن الغد تأتي لتأخذها بالمجان مسجلة،والتسجيلات داخل الحرم).

ورقم هاتف الشيخ بالمدينة النبوية 8475207/04

وسمعت أنه حصل على الماجستير من مصر.

وللشيخ ولدٌ صالح وأحد طلبة العلم الجيدين وهو الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظه الله وهو دكتور في الجامعة الإسلامية.

للشيخ محاضرات عديدة ؛ ولكن وللأسف لا توجد إلا في تسجيلات محددة نظراً لأن الطالبين لها قلة، والجوهر غالي ويحتاج إلى تنقيبٍ وبحث.
منها:
1- معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بين أهل الإنصاف وأهل الإجحاف.
2- الإيمان بالغيب.
3- أربع وصايا للشباب.
4- أثر علم الحديث.
5- تقييد النعم بالشكر.
6- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم (2 شريط).
7- توقير العلماء والاستفادة من كتبهم.
8- أثر العبادات في حياة المسلمين.
9- الشيخ بن عثيمين رحمه الله وشيءٌ من سيرته ودعوته.
10-الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
11- الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
12- خطر البدع.
13-النصيحة .
14-أثر دراسة الحديث 2 شريط .

وغيرها…وتجدها في تسجيلات الإبانة بجدة،وما وجدته أنا في تسجيلات المجتمع ببريدة وسبيل المؤمنين بالدمام ومنهاج السنة بالرياض.

ولقد قرأت من جمع أحد الإخوة في أحد المنتديات هذه الصور من ورعه فيقول:
حدثني أحد خريجي الجامعة الإسلامية قصتين عن ورع الشيخ تذكرك بورع السلف الأولين !!
الأولى: قال الخريج: سمعت سائق الشيخ الذي يذهب به إلى الجامعة ويعود به أن الشيخ ما كان يرضى أن يوقف سيارة الجامعة على الطريق من أجل شراء حاجة للبيت . سبحان الله !!
وقال : سمعته أيضا يقول: لما انتهت رئاسة الشيخ للجامعة الإسلامية(والتي تولى رئاستها بعد سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله) رأيت الشيخ واقفا أسفل ينتظر فمررت عليه بالسيارة كالعادة لأوصله للمنزل فأبى الركوب وقال: ما دريت أنا قد انتهت مدة رئاستي وقد أرسلت لإبني يأتي ليأخذني !!! الله أكبر , ورع السلف وربي !!

والشيخ دائماً ما يذكر أخوته من أهل العلم ويدعوا لهم،وله صلة بهم،منها صلته بالشيخ عمر فلاته رحمه الله من العلماء المعروفين والذي كان ناظراً على دار الحديث بالمدينة ومن ثم مدرس بالجامعة الإسلامية وبالحرم المدني وبحلقة مجاورة للشيخ عبدالمحسن،يقول الشيخ عن صلته بالشيخ عمر وهو من أخص أصحابه:
((فأول ما عرفته عندما قدمت إلى المدينة عند افتتاح الجامعة الإسلامية في عام 1381هـ،كنتُ أسمع ويتردّد على سمعي الشيخ عمر مدير دار الحديث،فذهبتُ إليه ودخلتُ مع باب الدار الذي هو من إلى جهة الجنوب،وبعدما يدخل الإنسان مع هذه الباب يجد أمامه ساحة واسعة وعلى يساره غرفة هي مكان مدير الدّار وإذا الشيخ عمر رحمه الله تعالى،في زاوية من زوايا هذه الغرفة على مكتبه،فسلّمتُ عليه ورأيتُ من أوّل وهلةٍ منه السماحة والّلطف والبُشر والدّعاء ومحبّة الخير للناس.

فكان هذا أول لقاء حصل لي معه وأوّل تعرّف عليه في تلك الجلسة التي دخل حبُّه في قلبي،وبعد ذلك توطدت العلاقة بيني وبينه ولا سيّما بعدما انتقل إلى الجامعة الإسلامية،فكنتُ لا يمرّ يومٌ غالباً إلا وألتقي به وأجلس معه وأستأنس به كثيراً رحمه الله تعالى،ثمّ في عام 1389هـ وكذلك في العام الذي يليه ذهبتُ أنا وإياه للتعاقد مع مدرّسين للجامعة ا"لإسلامية إلى الأردن وسوريا ولبنان ومصر،وبلغت تلك المدّة التي اصطحبنا فيها ما يقرب من شهرين في كلّ من هاذين العامين،وقد رأيتُ أخلاقه الكريمة وتواضعه الجمّ.

وأذكر أنه كنّا في فندق من الفنادق،وكنّا نسكن في غرفة وفي داخلها حمّام،وكان في الحمام يقضي حاجته رحمه الله،فدخل شخص فقال:أين رئيس اللّجنة؟فقلتُ له:اجلس يأتي الآن،وكان يسمع وهو في داخل الحمّام،ولّما خرج قال:هذا رئيس اللجنة يشير إليّ:لستُ أنا رئيس اللجنة،فقلتُ:لا أبداً لستُ رئيس اللجنة أنت رئيسُها،فصار الأمر يدور بيني وبينه كلٌّ يقول للآخر أنا لست الرئيس وإنما الرئيس أنت،فتعجّب هذا الشّخصُ الذي دخل وكان يسأل عن رئيس اللجنة،وهذا من لطافته وتواضعه وسماحته رحمه الله تعالى.

ثم كانت العلاقة بيني وبينه وطيدةً جداً بحيث لا ينقطع أحدُنا عن الآخر،وكان يزورني وأزوره،ويّتصل بي وأتّصل به،إذا تأخر أحدُنا عن الآخر فترة وجيزة اتصل بالهاتف يسألُ عنّي واتّصلتُ به أيضاً أسألُ عنه،وكانت المودة بيننا قائمة،وكان ذلك كله في الله عز وجل،وأرجوا أن أكون وإياه في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه الذين ورد ذكرهم في الحديث الصحيح وفيهم: "ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه".)) .

صور من مداعبات الشيخ:
يقول الشيخ في محاضرته عمر فلاته كما عرفته:
(ومن الطرائف العجيبة أنّني أداعب الشيخ عمر حول سنّه وأنّه كبير، ولا يظهر عليه الكِبَر، وفي سنة من السنوات كنّا في الحج ، ودخلنا مخيم التوعية في عرفات، وإذا فيه رجل قد ابيضّ منه كلُّ شيء حتّى حاجباه، فقلتُ للشيخ عمر:هذا من أمثالك أي: كبار السنّ، وبعد أن جلسنا قال ذلك الرجل يخاطبني: أنا تلميذ لك درّستني في مدرسة ليلية ابتدائية في الرياض- وكان ذلك في سنة 1374هـ تقريباً-،وكنت في زمن دراستي في الرياض أدرس مساءً متبرعاً في تلك المدرسة التي غالبُ طلابها موظفون، فوجد ذلك الشيخ عمر رحمه الله مناسبة ليقلب الموضوع عليّ، فكان يكرّر مخاطباً ذلك الرّجل: أنت تلميذ الشيخ عبدالمحسن ؟).

ومن صور مداعبته يقول:
(كنتُ معه-الشيخ عمر فلاته رحمه الله-في مجلس وفيه أحدُ المشايخ وقد حج فرضه بعد ولادتي بسنة، وكنتُ أعرف ذلك فسألته قائلاً : متى حججتَ فرضَك؟ فقال له الشيخ عمر: انتبه لا يجرّ لك لسانك، يعني بذلك التوصل إلى مقدار عمر ذلك الشيخ).

وصور مداعبت الشيخ كثيرة اكتفيت بما سمعتها منه حفظه الله..

يقول الشيخ حامد العلي من الكويت:
((ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد المحسن العباد ، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي ، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة ، وعرفته بنفسي وذكرت له اسمي ، وهو ضعيف النظر ، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في المسجد النبوي صحيح مسلم ، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط ، وكان الشيخ العباد قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان ( ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات ) قبل أن أجعل هذا عنوانها ، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان آخر ، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها ، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في المجلة المذكورة ، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية بزيادات مهمة . )).

هذا وفي الخاطر الشيء الكثير عن هذا العلم،وحسبنا أن نلمح عن جانب من سيرة شيخنا الفاضل.

للمزيد من هذه السيرة العطرة

قام بإعداد هذه الترجمة اليسيرة أخوكم وليد العلي.
المصدر …صيد الفوائد

أَرْبَعُ رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

بســـــم اللــه الـــــرحمن الــــــــــرحيم

و بــــــــــه عـــلـــى كـــــل خـــيـــر و فــــــــــــلاح نــســتـــعيــــن

أما بعد :

روى الإمام أحمد في «مسنده» من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال:

((أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ))؛

هذا حديث عظيم جدير بكلِّ تاجر مسلم أن يتأمله وأن يكون نصب عينه، بل ينبغي أن يُشاع بين التجار وفي المحلات التجارية وبين الشركات حتى يُصَحِّحَ لمن اشتغل بالتجارة مساره وطريقته في البيع والشراء والتعامل، وذلك بأن تكون هذه الأمور الأربعة أسسًا ثابتةً عنده لا يساوم فيها مهما كان الربح، ففي الحديث معالجة حكيمة وعظيمة جداً للفساد الكبير الذي يحصل لأخلاق الناس عند الإقبال على الدنيا وحطامها والتجارة واكتساب المال وطلب الأرباح؛ وأنَّه لا سلامة من ذلك إلا بأن يحافظ التاجر على هذه الأسس الأربعة المذكورة في الحديث، ويحرص على أن لا يخرم منها شيئا، ويجعلها بمثابة الركائز التي لا يقبل أن تضيع، ثم هو لا يبالي إن فاته شيء من الدنيا في سبيل محافظته على هذه الركائز، حتى وإن كان بين يديه مكاسب كبيرة وأرباح كثيرة، فإنها لا تحطّم شيئا من هذه الأسس؛ مستحضرًا دومًا قول النبي صلى الله عليه وسلم:

((فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا))،

فهو غير مبال بما يفوته من الدنيا في سبيل محافظته وتمسكه بهذه الخلال الجليلة والخصال العظيمة المذكورة في الحديث.

والإنسان يُمتَحن امتحانا شديدا في هذه الأمور الأربعة عندما يدخل مجال التجارة؛ فأحيانًا تعرض له أرباح كثيرة مغرية جداً لكنها تحتاج منه إلى أن يكذب أو أن يغش ونحو ذلك، فيدخل في مساومة مع نفسه، هل يُحصِّل هذا الربح بمثل هذه المسالك ؟ أم يقول كما دلَّ الحديث: لا عليَّ ما فاتني من الدنيا، ولْتبقَ لي هذه الأسس؟ حتى لو كان في ظاهر الأمر أنه لن يربح، وأنه يخسر الصفقة أو التجارة أو يفوته شيء من الأرباح والمكاسب،
فإنَّ الله سبحانه تعالى يعوِّضه خيراً؛ لأن الرزق والفضل بيده سبحانه وتعالى.

فقول النبي عليه الصلاة والسلام ((فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا))

يعدُّ ضمانًا للتاجر؛ أي فلا تأسَ على ما فات من الربح وإن كبر ولا تأسف، فإنك في خير وغنيمة حتى وإن فاتك هذا المال. ولك العوض المبارك من الله، ولهذا ينبغي على كل مَنْ يُقدِم على تجارة أن يتنبه لهذه الأسس الأربعة العظيمة، وأن تكون ثابتة عنده:

الأول ((حِفْظُ أَمَانَةٍ))؛

أي هو أمين في تعاملاته؛ لا يغش، ولا يخدع، ولا يمكر، أمينٌ في حفظ حقوق الناس، وفي إعادة أموالهم، فلا يضيع حقوق الناس بل يرعى للأمانة حقّها . وقد يبتلى الإنسان عندما يدخل باب التجارة ويمتحن؛ هل يحافظ على الأمانة ؟ أو يضيِّعها في سبيل أن يُحصّل مالاً أو يُحصّل شيئًا من حطام الدنيا ؟ فكثير من الناس يسقط في هذا الامتحان ويضيِّع الأمانة في سبيل أن يكسب مالًا أو عرضاً من عرض الدنيا ومتاعها الزائل. ومن الناس من يتعامل بالأمانة في حدودٍ ضيقةٍ وفي مصالحَ محدودةٍ، فهو يتعامل بالأمانة في حدود من يعاملُه بها جزاءً له من جنسِ عملهِ، فإذا وجد أمينا عامَلَه بالأمانة، وإذا وجد خائِناً عاملَه بالخيانَة، وليس هذا شأنُ المؤمن، ففي «المسند» وغيره بإسناد صحيح من حديث أنس بن مالك ? أن النبي ? قال :

((أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )) ،

فالأمانة مطلوبة في كل وقتٍ وحين وفي جميع الأحوال وهي ممدوحة في جميع أحوالها، والخيانةُ مذمومة وقبيحةٌ في جميع أحوالها، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (( وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )) ؛

نعم طالِبْهُ بحقِّك لكن لا تعامِلْه بالخيانة فإن الخيانة مذمومةٌ في كل وقت وحين.

الثاني ((صِدْقُ حَدِيثٍ))؛

أي أنه لا يكذب بل يحافظ على الصدق، وعندما يُحدِّث الناس في بيعه وشرائه دائماً يكون صادقاً، إذا قال لهم "هذه البضاعة جديدة" فهو صادق في كلامه، إذا قال "هذا النوع أصيل " يكون صادقاً في كلامه، إذا قال "هذا من اليوم ليس من الأمس" يكون صادقا في كلامه، وهو في نفسه يقول: "ماذا يغنيني إذا كسبت من هذا ريـالا ومن ذاك ريالين أو عشرة أو ألفا أو أكثر وضاع مني خُلق الصدق وأصبحتُ كذّاباً ؟! "، وقد قال عليه الصلاة والسلام:

((إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار )) ؛ مؤمنًا بأن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، وليست الريالات أو الدراهم بالتي تضيِّع خُلق الصدق عنده، لأن الصدق أصل ثابت وأساس لا يساوم فيه ولا يضيِّعه.

بينما بعض الناس أخلاقياته تَفسُد مع ممارسة البيع والحرص على الدنيا والمكاسب فيُبتَلى بصفقات معيّنة يجد نفسه منساقاً إلى الكذب فيها، بل ربما يحلف أيمانا مغلّظة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) وذكر منهم:

(( المنفق سلعته بالحلف الكاذب ))

فيبيع الصدقَ ويصبح كذابًا من أجل اكتساب شيء من الدنيا ومتاعها الزائل – والعياذ بالله-.

الثالث ((حُسْنُ خَلِيقَةٍ))

أي يعامل الناس بالأخلاق الحسنة وبالآداب الكريمة، والمشتغل بالتجارة والبيع والشراء يشاهد من أصناف أخلاقيات الناس واختلاف طبائعهم بل سيئي المعاملة منهم شيئاً كثيراً، ودوام الاحتكاك بالناس في البيع والشراء والمعاملات تؤثر على الأخلاق تأثيراً سلبياً إن لم يُحافظ على هذه الركيزة المبيَّنة في هذا الحديث «حُسْنُ الخَلِيقَة»؛ فيصبح التاجر حينئذ في صراع مع نفسه للمحافظة على حُسن خلقه، لا أن يبيع أخلاقه في السوق باحتكاكه بسيئي الأخلاق من الناس، إذ إنّ بعض الناس بسبب معايشته لأصنافٍ من الناس وحاجته للبيع والتجارة أصبح لعّاناً طعّاناً بذيئاً سيء الخلق، اكتسب هذا في تجارته وفي معاملته للناس، فضيّع هذه الخصلة بسبب اقتحامه التجارة ودخوله فيها دون محافظةٍ على هذه الركيزة العظيمة.

والتاجر المسلم الناصح لنفسه لا يجعل التجارة واحتكاكه بالناس سببًا لضياع الأخلاق، وماذا يربح الإنسان إذا حصَّل مالاً وفسدت أخلاقه ؟! وماذا تغني عنه أمواله وماذا تنفعه إذا فسدت الأخلاق ؟!

الرابع قال: ((عِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ))؛

أي أن يتعفف في طعامه وذلك بالحرص على اكتساب الحلال والبُعد عن الحرام والمتشابه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ)).

فهو حريص على عفّة مطعمه؛ أي الطعام العفيف الذي ليس فيه حرام وليس فيه شائبة حرام، فإذا كان البيع فيه ربا، أو غش، أو تدليس، أو صورة من صور البيوع المحرمة في الشريعة ابتعد عنه تمامًا ؟ لأن من الأصول الثابتة عنده عفّة المطعم، لا يفرط فيه، ويبحث عن الربح بحثًا لا ينخرم فيه هذا الأمر.

بينما بعض الناس يدخل التجارة وميدان اكتساب الربح ولا يبالي في قضية عفة المطعم، ولا يبالي بالمال الذي اكتسبه هل هو من حلال أو من حرام ؟ بل بعضهم قاعدته في هذا الباب: « الحلال ما حلَّ بيدك، والحرام ما حُرِمتَ منه»، فالذي حلّ بيده وصار في حيازته من أي طريق كان هو الحلال، والحرام ما لم تَطَله يده ولم ينله، فلا يبالي بحلال أو حرام، وقد قال عليه الصلاة والسلام:

((كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ)) ،

وذكر عليه الصلاة والسلام (( الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ))

أي: كيف يستجاب لمن كانت هذه حاله ؟! ولهذا قال بعض السلف: «من سرَّه أنْ يستجيب الله دعوته، فليُطِب طُعمته».فهذا باب حري بالتاجر المسلم أن يعنى به تفقهًا وفهمًا فلا يُدخل على نفسه من الطعام والشراب شيئًا إلا بعد تفقه فإذا كان طيِّباً طَعِمَهُ وشَرِبَه، وإذا كان حراماً أو مشتبهًا تركه وابتعد عنه، لأن من الأصول الثابتة عنده: طيب المطعم، لا يُساوَم في هذا الأمر بل هو من الأمور الثابتة الراسخة عنده.

فلتحافظ أخي التاجر المسلم على هذه الركائز الأربعة ولا تُضيِّع منها شيئاً ولتحذر من الشيطان و النفس الأمّارة بالسوء كأن يقال " دخلت السوق بالصدق وبضاعتي كسدت، ولا تنفق إلا بضاعةُ الكذّابين أو الغشاشين من حولي، الذين يكذبون على الناس ويقولون والله هذا جديد ويحلفون "، فهو ميدان تمحيص للأخلاق ، ولا يضرُّك ما فاتك من الدنيا،

نصيحةً لك من نبيك عليه الصلاة والسلام، وسترى ذلك عند صبرك على السُّنة ومحافظتك على وصايا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. والعاقبة الحميدة لك في الدنيا والآخرة.

أعاذك الله ـ أخي الكريم ـ من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء، ورزقك المال الحلال والعيش الهنيء إنه سميع مجيب، والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الشيخ عبد الرزاق البدر – نفع الله بعلمه –

بارك الله فيك

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

۩العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس للشيخ عبد الرزاق البدر۩

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه أجمعين .

أما بعد :

أيّها الإخوة الكرام هذه ساعة مباركة و لحظات طيبة نجتمع فيها هذا الجمع الذي نسأل الذي يسره أن يبارك فيه و أن يجعله لوجهه خالصا و لنا جميعا نافعا و أن يُثَقل به موازيننا يوم نلقاه ، ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله.

و قبل الدخول في موضوع حديثنا، أُحب أيها الإخوة أن أذكر لكم ما بداخلي حقيقة من فرح و سرور بهذا اللقاء، لأنني بين إخوة كرام وأحبة أفاضل يسّر الله لنا بمنّه و كرمه هذا الجمع .

و لا أخفيكم كم كنت مشتاقا لمثل هذا اللقاء ، و لا أخفيكم أيضا أن شعب الجزائر شعب حبيب إلى القلب ، و يجمعني بكثير منهم حب في الله و تآخٍ فيه سبحانه و تعالى اجتمعنا بمنّ مولانا عزّ وجل على طاعته و ذكره سبحانه و هذا فضله و الفضل بيده عز و جل يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم .

و هو شعب عندي معروف بالنُـبل و الكرم و الشهامة و الحرص على الخير ، جازى الله الجميع خيرا و توفيقا و هداية و تسديدا و عونا على طاعته و ما يقرب إليه سبحانه و تعالى .
أيّها الجمع الكريم : يقول نبينا عليه الصلاة و السلام : ( لا يشكُر الله من لا يشكُر الناس ) و هذا الّلقاء الذي يسّره ربنا عزّ و جل ، قد جعل سبحانه و تعالى لتيسيره أسبابا ، و علمنا نبيه عليه الصلاة و السلام شُكر من أسدى إلينا معروفا ، و لهذا فإني أيضا أستهل لقائي هذا بشكري كل من كان له يد أو سببٌ في ترتيب هذا اللّقاء و أخصُ بالذكر والي ولاية– قسنطينة -بلد العلم و العلماء و جميع من كان لهم يد في الترتيب لهذا اللّقاء .

و أشكر الإخوة الأفاضل القائمين على جمعية – سبيل الرشاد الخيرية –على حرصهم و استضافتهم و متابعتهم، و أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثيب الجميع خيرا.

و أيضا أيّها الإخوة أشكركم جميعا على حضوركم هذا المجلس ، و أعلم أن عددا من الإخوة جاؤوا من مسافات بعيدة و تجسموا تعبًا و عناءً حرصا منهم على المشاركة و الحضور في لقاءنا هذا ، فأسأل الله عزّ و جل أن يثيب الجميع ، و أن يجزي الجميع خيرا ، و أن يتقبل منا ذلك بقبول حسن .

و نبدأ مستعينين بالله عزّ و جل ، متوكّلين عليه ، مستمّدين مده و توفيقه ، طالبين عونه و تسديده في موضوعنا الذي اجتمعنا لأجله و هو عن :

۩العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس۩

و العلم أيّها الإخوة نور و ضياء لصاحبه ، و قد قال الله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم )فالعلم نُور يضئ لصاحبه الطريق ، و تَستبين لصاحبه به الجَادّة ، فيكون في سيره على نور من ربّه ، يكون في سيره سائرا في طريق مُضِي و جادّة منيرة فلا تلتبس عليه السّبيل و الله يقول : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )و يقول : (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى )و يقول: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة ، و لهذا أيّها الإخوة الكرام كان التَوجه لطلب العلم من أمارات الخير و دلائل الفلاح ، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )، و في حديث أبي الدرداء في المسند و غيره أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال 🙁 من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة و إنَّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع و إنّ فضل العالم على العابد كفضل القَمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إنّ العلماء ليستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في الماء ، و إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، فإنّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارا و لا درهما و إنَّما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) و الأحاديث في فضل العلم و بيان شرفه و علو مكانته و رفيع منزلة أهله كثيرة جدا ، معلومة لدى طلاب العلم و عموم الناس .
و كلَّما كان العبد قريبا من العلم جادا في تحصيله ، مُبتغيا في ذلك وجه ربّه سبحانه و تعالى ، كان ذلك أمْكنَ له في تزكيتِه لنفسه لأنَّ النَّفس إنَّما تزكو بالعلم و لا سبيل إلى تَزَكِّـيها إلا به ، و قد قال الله سبحانه و تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ )أي أنّ التزكية التي تكون لهم إنّما تكون بتلاوة الآيات ، و معرفة و دراسة وحي الله جل و علا و تنزيله .

فالوحي هو الذي به تتزكى النُّفوس ، قال الله تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) و قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)و قال تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ) و قال تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )و قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) و قال تعالى : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد)و الآيات في هذا المعنى كثيرة .

و عندما يقف المسلم على موضوع التزكية و جوانبِ هذا الموضوع الفسيحَة المباركة في ضوء الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنّه يقف فيهما على قواعد متينة و تأصيلات جامعة و معالم بينة تُضيء للمرء طريقه في عمله على تزكِية نفسه .

و أعظم معدن و قاعدة في هذا الباب العظيم المبارك أنّ التزكية مِنّة إلاهية و هِبَة ربانية و الله عزّ و جل هو الذي بيده الأمر يزكِّي من يشاء ، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) و قال الله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )و يقول الله تعالى : (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )و الآيات في هذا المعنى كثيرة .

و لقد كان الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم يقولون في رجَزِهم :
والله لولا الله ما اهتدينا … و لا صُمنا و لا صَلينا

أي أنّ المِنّة في ذلك كله لله وحده ، فهو المنَان و المتفضل ، و هو جلّ و علا الهادي من يشاء إلى صِراط مستقيم ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) .

و قد كان نبينا صلوات الله و سلامه عليه يغرسُ هذا الأمر في نفوسِ الصحابة و يؤكد عليه تأكيدا متكررا فكان يقول في خطبة الجمعة مُستهلا لها بحمد الله يقول : ( إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ( أي نطلب منه الهدية )و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أنّ لا اله إلّا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله )صلى الله و سلم عليه .

و هي تُعرف بخطبة الحاجة ، جمعت قواعد الدين و ثوابِت الشريعة ، و أُصول الشّرائع جـمعًا عديدا ، و لها تأثير بالغ في من يكرمه الله سبحانه و تعالى بفهم مضامينها و معرفة دلالاتها و لقد كانت هذه الخطبة سببًا بِمَنّ الله سبحانه و تعالى و فضله لهداية قوم بأكملهم لدين الإسلام .

في قصة عجيبة خرّجها الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه و هي قصة إسلام الإمام الأزدي رضي الله عنه ، و ذلك أنّ إماما كان في جاهليته راقيا يشتغل برقية الناس و من كان منهم مصابا بمس أو جنون أو نحو ذلك و كان مُشتهرا بالرّقية ، يقول قدمت مكة فكُـنت كلما مررت بطريق في مكة سمعت إنّ محمدا مجنون ، كلما سرت في الطريق سمعت إنّ محمدا مجنون فقلت : إنَّي رجل راقٍ و إنَّ الله شَفى على يدي من شاء من عباده لـئِن لقيت هذا الرجل لأرْقِينَه لعل الله يشفيه على يدي ، يقول ثم إنَّـني لقيت محمدا أي النبي عليه الصلاة و السلام فقلت له : إنَّـني رجل راقٍ و إنّ الله شفى على يدي من شاء فهل لك بذلك ؟ تحب أنْ أرقيك ؟ يخاطب بذلك النبي عليه الصلاة و السلام بسبب الدعاية الآثنة الكبيرة الواسعة التي تُحاك حوله ، فقال هل لك بذلك ؟ يقول فقال النبي عليه الصلاة و السلام : ( إنّ الحمد لله نحمده ، ونستعينه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله )، قال فقلت له : أعِـد علي كلامك هذا ،( أعجبني كلامك و أثّـر فِـي)، قال قلت له : أعد علي كلامك هذا فأعاده النبي عليه الصلاة و السلام .
قال الإمام فقلت له : لقد سمعت كلام السّحرة و الكهنة و ما هذا من كلامهم ، و سمعت كلام المجانين و ما هذا من كلامهم ، سمعت كلام الشعراء ما هذا من كلامهم ، و والله إنّ كلامك هذا قد بلغ – قاموس البحر –أعظم بحر، يعني كلمتك دخلت في الصميم ، أعطني يدك أبايعك على الإسلام .

فقال له النبي عليه الصلاة و السلام : عنك و عن قومك ؟ قال: عـنّي و عن قومي لأنّه كان رئيس و سيد قومه، قال: عني و عن قومي، فكانت هذه الخطبة سببا لدخوله رضي الله عنه و قومه في هذا الدين العظيم المبارك .

و هي قائمة على ذِكر أصُول عظيمة و قواعد متينة من تدبّرها و أحسن تأملها نفعه الله سبحانه و تعالى بها نفعا عظيما ، و لها في موضوعنا هذا دلالات و هدايات ، في جوانب عديدة منها ، جديرة بأن تُتأمل و تًـتَدبر ، كقوله مثلا في هذه الخطبة : ( و نستهديه )و قوله : (و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ) و قوله : ( من يهده الله فلا مضل له )و غيرها من ألفاظ هذه الخطبة العظيمة المباركة ، و الشّاهد أنّ الهداية و التزكية مِنّة إلاهية .

فالرّب العظيم هو الهادي وهو سبحانه و تعالى الّـذي يزكي من يشاء و هو الموفق لا شريك له جل و علا .

(مما سبق) يُعلم أنّ أعظم أصل في هذا الباب – باب التزكية –أنّها مِنّة إلاهية لا يُلجأ في طلبها إلّا إلى الله سبحانه و تعالى الذي بيده أجِمّة الأمور .

فيُحْسن العبد صلته بالله و يُحسن إقباله على الله ، و يَصْدق مع الله سبحانه و تعالى ، و يُحسن في سؤال ربه جلا و علا و طلبه طالبا منه الهداية و الصّلاح و الزّكاء و الله عز و جل لا يُخَيِبُ عبدا دعاه و لا يرُدّ مؤمنا ناداه و هو القائل سبحانه : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

ثم إنّ هذا أيّها الإخوة الكرام يبين لنا مكانة الدعاء في هذا الباب العظيم و في كل باب .

و قد قال أحد السلف :تأملتُ الخير فإذا هو أبواب عديدة و تأملت فإذا ذلك كله بيد الله عزّ و جل فعلمت أنّ الدعاء مفتاح كل خير .

و لهذا جدير بالعبد المؤمن أنْ يكثر الدُّعاء و السُّؤال و الطلب و المناجاة لله سبحانه و تعالى ، أنْ يهديه ، أنْ يصلح قلبه ، أنْ يزكي نفسه ، أنْ يثبته على صراطه المستقيم ، أنْ يعيذه من سبيل الزّيغ ، أنْ لا يكِله إلى نفسه طرفة عين … إلى غير ذلكم من الدعوات المأثورة عن نبينا عليه الصلاة و السلام . و كان من أكثر دعاءه صلى الله عليه و سلم : ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار )و كان مِن أكثر دعاءه أيضا : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك – قالت أم سلمة رضي الله عنها : للنبي عليه الصلاة و السلام ما أكثر دعاءك بهذه الدعوة ثم قالت له : أَوَإنّ القلوب لتتقـلب ؟ قال : ما من قلب إلّا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ، فإنْ شاء أقامه و إن شاء أزاغه ).
و في القرآن : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )

و في دعاء ابراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) اجْعلني ، لا يمكن أن تكون مصليا إلّا إذا جعلك الله من المصلين ، و لا يمكن أنْ يكون أبناءك مصلين إلّا إذا جعلهم الله كذلك قال : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) … إلى غير ذلكم من الدعوات العظيمة التي كان يدعوا بها صلوات الله و سلامه عليه .
و من ذلكم أيضا ما جاء في صحيح مسلم 🙁 اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و الموت راحة لي من كل شر )

و كذلك دعوة المكروب : ( اللّهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين و أصلح لي شأني كله لا إله إلّا أنت )

و في موضوع التزكية خصوصا جاء في هذا الباب دعاء عظيم في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم يقول فيه عليه الصلاة السلام : ( اللّهم آتِ نفسي تقواها و زكّها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها ) يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين العظيمين – الولي و المولى – و هما دالان على ولاية الله عزّ و جل الخاصة بعبده المؤمن و توليه له توفيقاً و تسديداً و عوناً و تثبيتاً و حفظاً ، يتوسل إلى الله جل و علا بهذين الاسمين أنْ يؤتي نفسه تقواها و أنْ يُزكيها .

فإنّ النّفس لا تزكوا إلّا إذا زكاها الرّب جلا و علا ، و نسأل الله الكريم ، ربّ العرش العظيم أن يؤتي نفوسنا جميعا تقواها ، و أن يزكيها إنّه تبارك و تعالى خير من زكَّـاها إنّه هو وليها و مولاها .

اخترت أن أعرض التتمة في فصول مستقلة فترقبوها بإذن الله.

لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد :

إن أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان،
وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان،
ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.

ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).

وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه:

((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))،

وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي:

((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))،

وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك ?: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).

وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال:

((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.

وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.

ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).

وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.

وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.

ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.

قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].

فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى:
{ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.

وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.

والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.

فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]،

ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]،

فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.

* * *

————
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره: ((وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها)).

جزاك الله خيرا يا اخي على هذه التذكرة
اساله تعالى ان يجعل عملك هذا ذخرا للاسلام والمسلمين
الله ااااااااااااااامين

وصايا متنوعة في خطبة حجة الوداع للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و به على كل خير نستعين

أما بعد :

وصايا متنوعة

وثمت أمور عديدة تناولها النبي صلى الله عليه وسلم بالبيان في خطبه ومواعظه في حجة الوداع تمس حاجة الناس إليها في صلاحهم مع ربهم وفي صلاحهم مع أنفسهم ومع مَن يعاشرون، يضيق المقام عن تفصيلها، لكن أشير إلى طائفة منها على سبيل الإجمال.

فمما بينه صلى الله عليه وسلم في خطبه ومواعظه وتذكيره في حجته تأكيدُه على لزوم سنته واتباع هديه، وسلوك نهجه، والحذرِ من البدع والأهواء، ومن القول عليه بلا علم، أو تعمد الكذب عليه، ومفارقة هديه.

روى الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن مرة قال: سمعت مرة قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء مخضرمة فقال:
((أتدرون أيُّ يوم يومكم هذا…وذكر الحديث وفيه:

((ألا وإني فرطُكُم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني، وستسألون عنّي، فمن كذب عليَّ فليتبوّأ مقعده من النار، ألا وإني مستنقِذٌ رجالاً أو ناساً ومستنقَذٌ مني آخرون، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).

فهذا تحذير بالغ من البدع والأهواء والإحداث في الدين، وتحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم والقول عليه بلا علم فإنه من كبائر الذنوب، وعظائم الآثام الموجبة لدخول النار.

ومما بينه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الحث على برِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والتحذير من الاعتداء على حقوق الآخرين، أو النيل من أعراضهم واغتيابهم.

روى الطبراني في المعجم الكبير عن أسامة بن شَريك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: ((أمَّك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك)) قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قَتَلَنا بنو يربوع؟ فقال: ((لا تجني نفسٌ على أخرى)) ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار؟ قال: ((ارم ولا حرج)) ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله نسيت الطواف، فقال: ((طف ولا حرج)) ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: ((اذبح ولا حرج)) قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلاّ قال: (( لا حرج ولا حرج)) ثم قال: ((أذهب الله عز وجل الحرج إلاّ رجل اقترض مسلماً فذلك الذي حرج وهلك)) وقال: (( ما أنزل الله عز وجل داءً إلاّ أنزل له دواءً إلاّ الهرم)) (1).

ومما بينه كذلك التحذير من الجناية على الآخرين وأن من يجني لا يرجع وبال جنايته من الإثم أو القصاص إلاّ إليه، وحذر من الشيطان وكيده وأنه لما رأى قوة التوحيد والإيمان يئس من وجود الشرك في المصلين، ولا يعني هذا اليأس انتفاء وجود الشرك، وأخبر أنه سيكون له أتباع يطيعونه فيما يدعوهم إليه، وحذر من الربا ومن الظلم.

روى ابن ماجه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ((يا أيها الناس ألا أيُّ يوم أَحْرَمُ؟ ثلاث مرات، قالوا: يومَ الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلاّ على نفسه، ولا يجني والدٌ على ولده، ولا مولودٌ على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول ما أضع منها دمُ الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، ألا وإنَّ كلَّ رباً من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، ألا يا أمَّتاه، هل بلّغت؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات)).

ومما بينه كذلك أنَّ الله قسم المواريث في كتابه وأعطى كلَّ إنسان نصيبه من الميراث، وأخبر أنَّ الولد للفراش أي لصاحب الفراش وأن العاهر له الحجر، وحذر من أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه.

ففي المسند عن عمرو بن خارجة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على راحلته وهي تقصع بجرَّتها، ولُعابُها يسيل بين كتفيَّ، فقال: ((إنَّ الله قسم لكلِّ إنسان نصيبه من الميراث، فلا تجوز لوارث وصيةٌ، الولد للفراش، وللعاهر الحجر، ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه رغبةً عنهم فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)).

وبيّن أيضاً فيما بيّن قصر الدنيا وسرعة زوالها، وحذّر من الاغترار بها حيث قال للناس قبل غروب الشمس وهو واقف بعرفة: ((أيها الناس إنه لم يبق من د****م فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). رواه أحمد.

وحثّ الناس على السكينة والرفق وعدم التدافع، فعند الانطلاق من عرفة قال: ((يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار)) رواه النسائي. ولما تزاحم الناس عند الجمرات قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضاً، وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف)) رواه أحمد.

وحذر الأمة من فتنة الدجال وذكر صفته، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نتحدث عن حجة الوداع، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجةُ الوداع، حتى حمد اللهَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، وقال: ((ما بعث الله من نبي إلاّ أنذره أمته؛ أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم، إن ربكم ليس بأعور، إنه أعور عين اليمنى كأنَّ عينه عنبة طافية)) الحديث(2).

إلى غير ذلك من الوصايا العظيمة، والعظات البالغة، والتوجيهات السديدة، نصحاً للأمة وبياناً للدين. فجزاه الله عن أمته خير الجزاء وأوفاه، وصلى الله عليه وملائكته والصالحون من عباده وسلم تسليماً كثيراً.

* * *

————-
(1) عجم الكبير (رقم:484).
(2) ينظر فتح الباري لابن حجر (8/107).

السلام عليكم أخي ..
كل الشكر و التقدير والثناء على دعوتك للخير
ونسأل الله جل في علاه ان يجعله في ميزان حسناتك .
أسئل الله ان يهدينا جميعا لكل ماهو خير
تقبل مروري وخالص دعائي لك بالتوفيق ان شاء لله

بالفيديو : وسائل الثبات على الدين – للشيخ د عبدالرزاق البدر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم و به على ما يرضى و يحب نستعين

أما بعد :

إليكم هذا الفيديو الرائع للشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله –

https://www.youtube.com/watch?v=UTatP1Vj2KE

بارك الله فيك

[مطوية دعوية] ’فضل العشر من ذي الحجة ‘ | لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر [PDF] 2024.

[مطوية دعوية] ’فضل العشر من ذي الحجة ‘ | لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر [PDF]
ويليه
’ تنبيهات على أحكام الأضحية والذكاة ‘ | لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر [PDF]

القعدة

فضل العشر من ذي الحجة
ويليه
تنبيهات على أحكام الأضحية والذكاة

لفضيلة الشيخن

عبد المحسن العباد
عبد الرزاق البدر

حفظهما الله تعالى

التحميل

نسخة مصورة [PDF]



القعدة

الحجم: 3.12 مب

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

تصفح المطوية

https://en.calameo.com/read/000131910f13e9248252f
نقلا عن شبكة الأجري
القعدة

السلام عليكم
مشكور اخى على الموضوع والله هذه المطويات مهمة فى تذكيرنا عما غفلنا عنه
ربي يجعلها فى ميزان حسانتك وحسنات اللى طبعهم
ربي اجزينا ثواب هذه الايام الفضلى

نماذج لعلو الهمة للشيخ عبد الرزاق البدر. 2024.

نماذج لعلو الهمة

إنَّ من يقرأ سير السلف الصالح و العلماء الأخيار العالمين العاملين يجد فيها من علو الهمة وصدق العزيمة وحسن التمسك ما يعينه ـ بإذن الله ـ على ترسم خطاهم ولزوم سبيلهم، وفيما يلي أسوق بعض النماذج خلال فترات متباعدة من تاريخ الأمة تظهر قوة استمساكهم بالسنة وجمال ثباتهم على الخير في باب الرغائب والمستحبات، فكيف الشأن بهم في باب الفرائض والواجبات، وفي الناس الآن من يبلغه الحديث في بيان واجب أو أمر بفريضة فلا يكون منه حرص على المواظبة ولا مبالاة بالاستمساك ، وما أحوجنا لأن نقرأ سيرهم العطرة ، كي نجاهد أنفسنا على حسن التأسي بهم، فكلُّ من كان إلى ذلك أقرب وهو بهم أشبه كان إلى الكمال أقرب، قال ابن تيمية رحمه الله: «وأكمل هذه الأمة في ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان بهم أشبه». فلنتأمل هذه النماذج الجميلة:

عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثنى عنبسة بن أبى سفيان فى مرضه الذى مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « من صلى اثنتى عشرة ركعة فى يوم وليلة بنى له بهن بيت فى الجنة ». قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة. وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة. وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « ما حق امرئ مسلم له شىء يوصى فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة ». قال عبد الله بن عمر ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك إلا وعندى وصيتى.رواه مسلم.
وعن علي بن أبي طالب أن فاطمة – رضي الله عنهما – أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ألا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ، ثم قال سفيان إحداهن أربع وثلاثون – فما تركتها بعدُ، قيل ولا ليلة صفين قال ، ولا ليلة صفين.متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من القائل كلمة كذا وكذا ». قال رجل من القوم أنا يا رسول الله. قال « عجبت لها فتحت لها أبواب السماء ». قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك. رواه مسلم
وعن أبي أمامة- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي في دبر كلِّ صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»رواه النسائي. قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد :وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه أنَّه قال: ما تركتها عقيب كلِّ صلاة .
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه – أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : «غسل الجمعة واجب على كلِّ محتلم». رواه أحمد. قال ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لبلوغ المرام :الصواب عندي : أنَّ غسل الجمعة واجب على كلِّ إنسان ، وما تركته منذ علمت بهذا الحديث لا صيفاً ولا شتاء ، ولا حراً ولا برداً ، ولا إذا كان فيّ مرض أتحمل معه الاغتسال .
والأمثلة على هذا كثيرة ، والقصد ذكر نماذج من أحوالهم تدليلا على المقصود، ألحقنا الله أجمعين بالصالحين من عباده ووفقنا لكلِّ خير بمنَّه وكرمه.

بارك الله فيك
و فيك بارك الله.

الشفاء التام للشيخ عبد الرزاق البدر (من روائع الكَلٍم ) 2024.

الشفاء التام

عندما يفشو في الناس الجهل وتقلّ البصيرة في الدين تكثر المعاصي ، وعندما تكثر المعاصي تكثر الأمراض، لأنَّ للمعاصي تأثيرًا خطيرًا على الأبدان والقلوب والأموال والمجتمعات {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41] ، وإذا وجدت الأمراض وُجد التطبُّب وكثُر ، وإذا وجد التطبب وكثر انتشر السحر ، وراج أمر السحرة فكثيرًا ما يخترق السحرة المجتمعات بزعمٍ منهم أنهم يعالجون الأمراض والأسقام ويحلون المشاكل والمصائب والصعاب، وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه ، فمن قال عنه رب العالمين لا يفلح { وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } كيف يرتجى من ناحيته صحةً أو عافيةً أو غنى أو صلاح أمرٍ أو زوال مشكلة أو غير ذلك من الأمور !! ، ألا ما أحوجنا أجمعين إلى التوحيد والإيمان الراسخ ، وحُسن الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام ، والبعد عما يسخط الله تبارك وتعالى من المعاصي والذنوب ، وما أحوجنا إلى العلم النافع ، والعمل الصالح ، من صلاة وصيام وبر للوالدين وصلة للأرحام إلى غير ذلك من الطاعات، هذا خلاصة الأمر لنيل الشفاء التام.

بارك الله فيك و جزاك خيرا على هذا الموضوع القيم
و فيك بارك الله.