الإسلام دين الأخلاق الحميدة 2024.

أخلاق المسلم

الأخلاق
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
[القلم: 4].
وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134].
وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي].
فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة.
وهذا الكتاب يتناول جملة من الأخلاق الرفيعة التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، وأن يجعلها صفة لازمة له على الدوام.


الإسلام دين الأخلاق الحميدة

أمثال في مكارم الأخلاق 2024.

القعدةإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
كفى المرء فضلا أن تُعَدَّ معايبه
إذا حضر الماء بطل التيمم
اذالم تستحي فأفعل ما تشاء
أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً
أعرف الناس بالله أرضاهم بما قسم الله له
اعف عما أغضبك لما أرضاك
أفضل الجود العطاء قبل الموعد
الأقربون أولى بالمعروف (حديث)
الْبِشْرَ دال على الكرم
التكبر على المتكبر تواضع
التواضع من مصائد الشرف
الجودة من الموجودة
الحر تكفيه الإشارة
الحِلْمُ سيد الأخلاق
الدال على الخير كفاعله
الرفق بالجاني عتاب
السر أمانة
الشريف إذا تَقَوَّى تواضع والوضيع إذا تَقَوَّى تكبر
الصدق دليل التقوى
الصدق يحسن بالفتى والكذب يحسب من عيوبه
الضحك بلا سبب من قلة الأدب

العتاب خير من الحقد
العتاب صابون القلب
العفة جيش لايهزم
العفو عند المقدرة
العفو يصلح الكريم ويفسد اللئيم
الغنى في يد اللئيم قبيح قدر قبح الكريم في الإملاق
الفضل ما شهدت به الأعداء
القدوة الحسنة خير من النصيحة
القدوة الحسنة خير من الوصية
القناعة كنز لا يفنى
الكذب داء والصدق دواء
الكريم من أكرم الأحرار
الكريم يظلم من فوقه واللئيم يظلم من تحته
المؤمن كالنحلة تأكل طيبا وتضع طيبا
المرء بالأخلاق يسمو ذكره
النظافة من الإيمان
النعمة عروس مهرها الشكر
الوعد سحاب والإنجاز مطره
أملك الناس لنفسه من كتم سره
إن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفاسفها
إن المقْدِرة تُذْهِبَ الحفيظة
المرء بأصغريه : قلبه ولسانه
إنما سُمِّيتَ هانئاً لتهنأ
إنه نسيج وحده
أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة
إياك وما يعتذر منه
بالأرض ولدتك أمك
بِشْرُ الكريم في وجهه يلوح
بيت المحسن عمار
تاج المروءة التواضع
ترك الذنب أيسر من الاعتذار
تمام الصدق الإخبار بما تحمله العقول
تناس مساوئ الإخوان يدم لك وُدُّهُمْ
حُسْنُ الخلق خير قرين
حُسْنُ الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد
حُسْنُ الخلق يوجب المودة
حق من كتب بمسك أن يختم بعنبر
خلقت مُبَرَّأً من كل عيب كأنك قد خُلقْتَ كما تشاء
خير الناس للناس خيرهم لنفسه
خير الناس من فرح للناس بالخير
خير صِلاتِ الكريم أَعْوَدُها
خيركم خيركم لأهله (حديث)
ذكر الفتى عمره الثاني
ساقي القوم آخرهم شراباً
سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام
سيد القوم خادمهم
شكرت جميل صنعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه فَقَوِّم النفس بالأخلاق تستقم
عامل الناس برأي رفيق والق من تلقى بوجه طليق
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به
عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة
عندما تكون في روما تصرف كما يتصرف الرومان
فرط الأنس مكسبة لقرناء السوء
فلان دُرَّةُ التاج وواسطة العقد
فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ (قرآن كريم الزلزلة 7)
في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق
قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (قرآن كريم الإسراء 84)
قلب المؤمن دليله
قليل في الجيب خير من كثير في الغيب
قَولٌ مَّعرُوفٌ وَمَغفِرَةُ خَيرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتبَعُهَا أَذًى (قرآن كريم البقرة 263)
كل امرئ بما يحسنه
كما أن السؤال يُذِلُّ قوما كذاك يعز قوم بالعطاء
لا تشن وجه العفو بالتأنيب
لا تكن حلواً فتؤكل ولا مراً فترمى
لا تمازح الشريف فيحنق عليك ولا الدنيء فيتجرأ عليك
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لا خير فيمن لا يَأْلَفُ ولا يؤلف
لكل مقام مقال ولكل زمان رجال
للشدائد تُدَّخَرُ الرجال
لو كان الكذب ينجي فالصدق أنجى
ما كل من قال قولا وفى
ما هو إلا بستان
معاتبة الإخوان خير من فقدهم
من تواضع لله رفعه
من حسن خُلُقُه استراح وأراح
من حسن خُلقُه وجب حقُّه
من شابه أباه فما ظلم
من شَبَّ على شيء شاب عليه
من عرف نفسه عرف ربه
من لم يقنع باليسير لم يكتف بالكثير
نعم الثوب العافية إذا انسدل على الكفاف
نعم العون على المروءة المال
نعم المؤَدِّبُ الدهر
نعم حاجب الشهوات غض البصر
هذا الشبل من ذاك الأسد
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
هيهات تكتم في الظلام مشاعل
وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
وأي الناس ليس به عيوب
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لاَنفَضُّواْ مِن حَولِكَ (قرآن كريم آل عمران 159)
ومهما يكن عند امرئ من خَليقَةٍ وإن خالها تَخْفَى على الناس تُعْلَمِ
يد الحر ميزان
يَغْرِفُ من بحر

من مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك 2024.


بسم الله الرحمن الرحيم
من مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك
: من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك, إذا قطعوك, فصلهم ولا تقل: من وصلني وصلته ! فإن هذا ليس بصلة, كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قطعت رحمها وصلها)1 فالواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها .

وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله, إن لي أقارب أصلهم ويقطعوني, وأحسن إليهم ويسيئون إلي, وأحلم عنهم ويجهلون علي ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)2.
وقوله: (تسفهم المل) أي: كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم .
وإذا كان وصل من قطعك يعد من مكارم الأخلاق فكذلك وصل من وصلك هو أيضاً من هذا الباب, لأن من وصلك وهو قريب, صار له حقان: حق القرابة, وحق المكافأة, لقول النبي عليه الصلاة والسلام
(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه)3.

وكذلك عليك أن تعطي من حرمك. أي: من منعك ولا تقل: منعني, فلا أعطيه .
وتعفو عمن ظلمك, أي من انتقصك حقك: إما بالعدوان وإما بعدم القيام بالواجب .
والظلم يدور على أمرين: اعتداء وجحود: إما أن يعتدي عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض وإما أن يجحدك فيمنعك حقك .


وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه, ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام, فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام

من رسالة مكارم الأخلاق لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1 أخرجه البخاري5991 كتاب الأدب.


2 أخرجه مسلم رقم22 كتاب البر والصلة.

3 أخرجه أبو داود رقم 1672 كتاب الزكاة ورقم 5109 كتاب الأدب. والنسائي 2566 كتاب الزكاة باب 72 وهو في صحيح الجامع 6021 .

مشكور على الموضوع
اختيار الموضوع رائع و موفق
بانتظار جديدك
تحياتي و تقديري

جزاك الله خير
لا شكر على واجب جزاكم الله خيرا على المرور

جزاكم الله خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديني حياتي القعدة
القعدة
القعدة

جزاكم الله خيرا

القعدة القعدة
جزاكم الله بالمثل

"]كيف نكتسب الأخلاق الحميدة ؟ 2024.

كيف نكتسب الأخلاق الحميدة ؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور إبراهيم صالح عبد الله – الأستاذ بقسم القرآن بجامعة القصيم – فيقول: هناك عدد من الوسائل التى تعين على اكتساب الأخلاق الحسنة، وبالتالى تحقيق السعادة والنجاح، وأولها:

– الإيمان الحق، والقرب من الله تعالى؛ فهذا منبع الأخلاق الحميدة، فبه تزكو النفوس ويتهذب السلوك.

– مجالسة ومصاحبة أصحاب الخُلق الحسن؛ فإن للأصحاب أثرًا كبيرًا فى سلوك الإنسان، ولذلك قيل:

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكـل قريـن بالمقـارن يقتـدى

– محاسبة النفس: فقد خُلقت أمارة بالسوء، نزاعة للشر، فعاتِب نفسك وحاسبها، وقُدها ولا تنقَد لها، والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمه ينفطم.

– قراءة سير السلف الصالح: فإنها من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة، فالحديث عن العلماء ومحاسنهم فيه آدابهم وأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربية على أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية.

– الدعاء، وهو من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق.

فإذا لم يكـن عون مـن الله للفتى فـأول ما يجنى عليـه اجتهـاده

وقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يسأل الله تعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق.

إن الإنسان يستطيع اكتساب ما يريده من الأخلاق الفاضلة المحمودة، فاختر منها ما تحب، واستعن بالله، وجاهد نفسك لتحقق ما تريد.

ويوضح الأستاذ طارق درويش – مدير مركز إشراقات للتنمية البشرية – أن الأخلاق تمثل سلوك ما اعتاد الشخص عليه، سواء كانت أخلاقًا حميدة، أم ذميمة، ومن ناحية أخرى يمكننا القول: إنها العادات السلوكية التى يواظب عليها الشخص.

ولو تأملنا فى الآليات التى تكون العادات؛ نجد أن الأمر يبدأ بفكرة ما يفكر فيها الشخص، وعندما يكثر التفكير يتحول الأمر إلى إحساس، فيترجم إلى سلوك ما، وعندما يتكرر هذا السلوك فإنه يصبح عادة. ويعتبر مجموع عادات الشخص هو شخصيته التى تحقق نتائج ما، فى حين أن تلك النتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية هى المرآة التى تعكس مصير الشخص من نجاح أو فشل، ومما يؤكد ذلك هو سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع الصحابة (رضوان الله عليهم)، فبمجرد تغيير أفكارهم ومعتقداتهم وجه كل طاقاتهم إلى البناء والإبداع فى إطار الخير فى ضوء وضوح الهدف، وبذلك حولهم من عشائر متفرقة سلبية هدامة، إلى فريق عمل فعال قاد الدنيا فى أقل من عشرين عامًا بسبب هذا التغيير فى الإدراك الذى خلق سلوكًا وعادات جديدة، وبالتالى نتائج مختلفة.

ويضيف أ. طارق أن تكوُّن العادات لدى الإنسان يحدث نتيجة ارتباط سلوكه وعاداته بالسعادة أو الألم، فلو ارتبط سلوك ما فى ذهن الشخص بالسعادة، فإنه يعتاد عليه حتى لو كان فى غير مصلحته كالذين يدخنون مثلاً ظنًا منهم أن ذلك يحقق التركيز أو النشوة، رغم أن الحقيقة عكس ذلك.

ومن ناحية أخرى؛ فإن الإنسان عندما يرتبط شيء ما فى ذهنه بالألم، فإنه يبتعد عنه حتى لو كان فى مصلحته – مثل الشخص الذى ترتبط فى ذهنه صلاة الفجر بالألم والحرمان من متعة النوم، فإنه هنا لا يستطيع المداومة عليها لأيام كثيرة، لكنه لو مارس ما نسميه فى علوم التنمية البشرية (التخيل الابتكارى)، فإنه يستطيع تحويل إدراكه من الألم إلى السعادة، وبذلك يمكنه المداومة على صلاة الفجر.

ولتوضيح ذلك أكثر؛ فإن الفرد مثلاً يستطيع أن يقتطع جزءًا من يومه ويجلس منفردًا متأملاً فى رضا الله، وما يمكن أن يجلبه إليه من سعادة دنيوية تنعكس على مظاهر التوفيق فى المواقف المختلفة، كما أنه يمكنه أن يتخيل نعيم الجنة ومظاهره التى ذكرت فى القرآن الكريم، وبذلك فهو يصنع فى خياله صورة ذهنية لنفسه، وهو ينعم بمظاهر رضوان الله، هنا يتحول ربطه لصلاة الفجر بالألم إلى ربط آخر بالسعادة، وهنا ينجح فى الحفاظ عليها.

قس على ذلك كافة العادات السلبية، حيث تجدها إما مرتبطة فى ذهن الفرد بجلب منفعة ما، أو بدفع ألم ما محتمل فيعتاد الفرد على ذلك.

مثلاً: قد يرتبط بالذهن أن السلبية وعدم المبادرة أو عدم إبداء الرأى يحقق نجاة من الألم الناشئ عن انتقاد الآخرين له فيلتزم السلبية.

مثال آخر: قد يرتبط (عدم تقدير الآخرين) فى ذهنه بمنعكس، وهو التفوق أو الانتصار فى حالة التقليل من شأن الآخرين.

ولعلاج ذلك لا بد أن يتم التغيير داخليًا، أى داخل الفرد نفسه، أى تغيير ارتباط تلك العادات السيئة بجلب السعادة، أو دفع الألم إلى العكس.

مثال: ربط السلبية ذهنيًا بعدم تحقيق الأهداف، وبالتالى الفشل، ومن ثم مظاهر الإحساس بالفشل من اكتئاب وحزن… إلخ، مع ربط الإيجابية بمظاهر السعادة المختلفة مثل تحقيق الأهداف ونهوض الأمة، وبالتالى مظاهر الانتصار والشعور بالتوفيق والعزة، وكذلك الرخاء المادى الدنيوى، وأيضًا تخيل كيف يذكرنا التاريخ مع الناجحين بالإضافة إلى نعيم الله فى الجنة.

ومن هنا تنمو الرغبة داخليًا للتغيير فيظهر ذلك على السلوك، وعندما يتكرر السلوك يتحول إلى عادات جديدة بناءة تؤتى نتائج إيجابية، وهنا يحدث التغيير المنشود داخل الفرد فينعكس على المجتمع المحيط.

ثمار الأخلاق

– حين يصاب مجتمع بالشلل الأخلاقى؛ فإنه يفقد فاعليته العقلية والاجتماعية، مع أن إمكاناته الحضارية قد تكون فى نمو وتوسع.

– تضبط سلوك الفرد من الداخل؛ فالخلق الكريم يمنع صاحبه من الإضرار بنفسه أو بمجتمعه.

– إن أعظم المعارك يتم خوضها وحسمها داخل النفس، ففيها تصنع الانتصارات والهزائم الكبرى، وأساس النجاحات الشخصية نجاح خلقى فى المقام الأول.

– الأخلاق سبب للسعادة فى الدنيا، فصاحب الخُلق الحسن يحب الناس ويحبونه، ويتمكن من إرضاء الناس فتلين له المصاعب وينجح فى أعماله ووظائفه ويترقى بسببها لأعلى الدرجات.

– حُسن الخُلق سبب لأعلى الدرجات فى الآخرة، ففى حديث النبى (صلى الله عليه وسلم): «أقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون»، وما من شيء أثقل فى ميزان العبد من حُسن الخُلق.

– حُسن الخُلُق سبب لصلاح المجتمع وسعادته، بل هو من أهم عوامل قوة الأمة ورفعتها، كما أن انتشار الأخلاق الذميمة فى مجتمع ما سبب لفساده وانهياره، والباحثون يعدون العامل الأخلاقى عامل نمو وحفاظ على الحضارات.

ويكفي شرفا ان المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )_ رواه أبو داود صححه الألباني _
بارك الله فيكم على الموضوع الطيب
جزاك الله كل الخير مشكورة على الموضوع

الأخلاق الحميدة لفضيلة الشيخ الدكتور/ مُحَمد بن هادي الْمَدخلي 2024.

الأخلاق الحميدة

لفضيلة الشيخ الدكتور/

مُحَمد بن هادي الْمَدخلي

-حفظه الله-

خطبة ألقاها – حفظه الله – في محافظة الطائف –

بجامع العذل بتاريخ : 18/11/1430هـ

تفريغ وتنسيق

أبو عبدالله شريف حمد.

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه و أله و سلم).

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾[آل عمران: 102].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء: 1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[الأحزاب: 70-71].

أما بعد: فإن خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار .

أما بعد:

فيا أيها المسلمون اعلموا رحمني الله وإياكم أن هذا الدين المتين قام على أسس قويمة متينة ومن هذه الأسس العظيمة التي أوجبت الترابط بين أهله والتآخي والتلاحم بينهم بعد التوحيد والقيام بأركان الإسلام، الأخلاق الفاضلة الحسنة.

فإن الأخلاق يا عباد الله تألف بين الناس وتباعد بينهم، فالأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة، تحبب الناس بعضهم لبعض.

والأفعال السيئة، والأخلاق الذميمة تكره الناس بعضهم في بعض، ولقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مضرب المثل في ذلك وكفانا مدح ربه له بقوله جل وعلا: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

أيها المؤمنون:

لقد كان رسولكم-صلى الله عليه وسلم- يضرب بأخلاقه الحسنة، وأفعاله الجميلة، وسجاياه الشريفة، يضرب لكم أروع الأمثلة، ولهذا قال الله جل وعز: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْفِيرَسُولِ اللَّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنكَانَيَرْجُواللَّهَوَالْيَوْمَ الْآخِرَوَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) كان معروفا بالصدق في الجاهلية، ومعروفا بالأمانة أيضا، حتى إن قريشا تلقبه بالأمين ، أو تلقبه بالصادق الأمين، كان محط أنظارهم يودعونه أموالهم ، ومحط استشارتهم، لما علموه من صدقه ونصحه لهم، صلوات الله وسلامه عليه.

ولقد اهتم عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر غاية الاهتمام فثبت عنه في الحديث أنه قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا).

وجاء في الترمذي وغيره من حديث عبد الله سلام -رضي الله عنه- ، وقد كان من أحبار اليهود بالمدينة قبل إسلامه وقدوم النبي-صلى الله عليه وسلم-عليها، قال رضي الله تعالى عنه: لما قدم النبي المدينة انجفل الناس عليه وكنت فيمن انجفل فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته يقول (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).

انظروا إلى هذه الوصايا العظيمة إن هذه الوصايا كل واحدة منها بحاجة إلى أن تفرد بحديث مستقل.

فإطعام الطعام من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وبذل السلامكذلك وصلة الأرحام كذلك، وصى بها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فإطعام الطعام يحصل به التكافل بين المسلمين، فلا يبقى بينهم فقير ولا معوز ولا جائع.

وبث السلام: تحصل به الألفة بين القلوب، قال عليه الصلاة والسلام: أفلا أدلّكم على شيءإذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.

فإفشاء السلام من الشعائر الظاهرة بين أمة الإسلام، وهو سبب للألفة بين المسلمين.

وصلة الأرحام: به تتوثق أواصر القربى بين المسلمين، فلا يقطع رحم إلا من ران على قلبه عصيان الله ورسوله، عياذا بالله من ذلك.

أما من عمر قلبه الإيمان بالله، والمحبة والإتباع لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فإنه لا يمكن بحال أن يقطع رحمه، وهو يعلم ما في القطيعة من الإثم العظيم، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).

انظروا عباد الله إلى هذه الوصية التي بثها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أوّل قدومه مدينته عليه الصلاة والسلام.

أيها المسلمون:

لقد أجمع النبي-صلى الله عليه وسلم-مكارم الأخلاق وعظم مكانتها في حديثين:

فجاء في الحديث الأول الذي يعرفه أكثر المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام: (إن أقربكم منيمجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً).

وجاء عنه عليه الصلاة و السلام في السنن وغيرها أنه قال : (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسُنَ خلقُه أو حسّن خلقه).

فانظروا عباد الله منزلة الخلق الحسن، أن يقع صاحبها في أعلى الجنة فلهذا احتل المسلمون بين الأمم أعظم المنازل حينما كانوا متمسكين بالأخلاق الحميدة، والسجايا الجميلة، التي جاء بها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، بل بعض بلدان الإسلام اليوم ما فتحت بسيف ولا خيل وإنما فتحت قلوب أهلها بحسن تعامل المسلمين معهم.

أيها المسلمون:

الله الله في تحقيق الأخلاق الحسنة والتحلي بها، فإن ذلك من ركائز الدين، التي يقوم عليها وتُأثر في المسلمين، وتنتج مجتمعا صالحا، يأمن بعضهم بعضا ويعطف بعضهم على بعض، ويصل بعضهما بعضا، هذه الأخلاق الجميلة التي حث الله سبحانه وتعالى عليها في كتابه، وحث عليها رسوله-صلى الله عليه وسلم-في صحيح سنته، حري بكل مسلم أن يتخلق بها، وحري بكل بيت مسلم أن يعلم بعضهم بعضا، وأن يوصي بعضهم بعضا، بحسن الأخلاق لما لها من الأثر الجميل في الدنيا عليه، ولما لها من الأدب الجميل في الآخرة عند ربه تبارك وتعالى.

أيها المؤمنون:

إن الأخلاق والحديث عنها ليس هو من باب الطرب، وليس هو من باب تحصيل الحاصل، وليس هو من باب التكميل، وإنما الحديث عنها من باب إفشاء ما يلزم إفشاؤه، والحث على ما يلزم التخلق به.

فالله الله في ذلك، فلنتخلق بأخلاق الإسلام، فإنه ما نهضت الأمة في صدرها الأول، إلا بتمسكها في ذلك، وما تنكبت الأمة في آخر عصرها إلا بسبب تركها لذلك.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم الدين، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد:
فيا أيها المسلمون:
انظروا عاقبة سوء الأخلاق، وسوء مصير صاحبها عند الله يوم القيامة تدركوا أيضا منزلة الأخلاق الحميدة، في الدنيا والآخرة، فإن الضد يظهر حسن ضده، وقديما قيل (الضد يظهر حسنه الضد، وبضدها تتميز الأشياء).
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- هَلْ تَدْرُونَ مَنْ ‏الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا ‏: الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ ‏: ‏إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ‏، ‏فَيَقْتَصُّ ‏‏هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ….
فانظروا عباد الله إلى هذا المطيع الذي أتعب نفسه وأجهدها في العبادة، صلاة في صلاة، وصيام وصدقة، وتجشم عناء السفر في الحج، ثم بعد ذلك يقدم على ربه، فيصبح مفلسا، بسبب ماذا؟ بسبب سوء خلقه، يشتم هذا ويسب هذا، ويضرب هذا ويأخذ مال هذا ونحو ذلك.
فيا عباد الله: كم من جار آذى جاره؟ كم من جار اليوم شتوم؟ وكم من سيد لخادمه ظلوم؟ ولماله أكول غشوم.

أيها المسلمون:
إن مثل هذا، إن مثل هذا عليه أن يتقي الله، ويعلم أنه قادم على الله تبارك وتعالى، وأن رصيده من الحسنات إن لم تدركه رحمة الله سيكون هباءا بسبب سوء خلقه، ولقد ذكر لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-امرأة وأُثْني عليها بكثرة صلاتها وعبادتها ثم قيل له: لكنها تؤذي جيرانها، قال: هي في النار.
وذكر له أخرى ولم يذكر له من عبادتها وصلاتها وكثرة صلاتها ما ذكر له من الأولى، لكنه قيل له: إنها تحسن إلى جيرانها ، فقال: هي من أهل الجنة.
ولقد ضرب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أروع المثل في مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، والقارئ لسيرته العطرة يرى ذلك واضحا جليا، جاءه أعرابيا فجبذه جبذة شديدة حتى قطعت صنفة البرد، وطارت حاشيته في صفحة عنقه عليه الصلاة والسلام، ثم قال له يا محمد مر لي بعطاء فإنك لا تأمر لي بشيئ من مالك، ولا من مال أبيك، فقال عليه الصلاة والسلام: لا وأستغفر الله لا وأستغفر الله ، لا وأستغفر الله، ثم قال له: حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني، فقال : والله لا أقيدكها والصحابة قيام ينظرون، هموا به ، فقال عليه الصلاة والسلام: عزمت عليكم لما لي من حق عليكم أن لا تفعلوا شيئا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام: يا فلان، احمل له على بعيريه هذين ، على أحدهما تمرا، وعلى الآخر شعيرا، ثم قال لأصحابه انصرفوا على بركة الله.
إن هذا الخلق العظيم، ومثله هو الذي به تؤسر القلوب وتفتح، تؤسر القلوب أولا ، ثم تفتح بالمحبة ثانيا.
الله الله معشر الإخوان في التأسي بهذا النبي الكريم، والصبر على أذى من آذى، والصفح عنه، وبسط الوجه له، والإحسان إليه، ودفع السيئة بالحسنة، فإن ذلك من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّاذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن الله قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال عز من قائل عليما (إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) .
وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى علي مرة صلى الله به عليها عشرا)


اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن أصحابه الحنفاء والأربعة الخلفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ،و عن سائر الصحب أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاءا سخاءا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك، يا أرحم الراحمين.
اللهم وفق جميع حكام المسلمين، للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد-صلى الله عليه وسلم- اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صار إليه الأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
أيها المؤمنون:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ماتصنعون.

آمين يا رب العالمين
شكرا بشرا -_*
القعدة

قمة الأخلاق 2024.

قمة الأخلاق
أن ترشد ضالاً إلي طريق الحق
قمة الأخلاق
أن تساعـــد كل من يحتاج إليك
قمة الأخلاق
أن تعفوا عن كل من أساء إليك
قمة الأخلاق
أن تحب من يكرهك
قمة الأخلاق
أن تبتسم في وجه كل من يقابلك
قمة الأخلاق
أن لا تصدر حكما على احد قبل أن تتأكـد منه
قمة الأخلاق
أن تقطع وعـــداً وتصدق به
قمة الأخلاق
أن لا تتمرد على عادات وتقاليد المجتمع
قمة الأخلاق
أن تصل من هجرك
قمة الأخلاق
أن تسيطر على نـفـسك وقـت الغضب
قمة الأخلاق
أن تعرض خدماتك قبل أن تطلب منك
بارك الله فيك اخي

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعث لأتمم مكارم الاخلاق

جزاك الله خيرا

جزاكم الله خير هذه من خصال المومن
جزاك الله خيرا
شكرا لكم

بارك الله في مجهوداتكم

من مكارم الأخلاق 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

من مكارم الأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم و به على كل فلاح نستعين

عن ثابت بن عبيد رحمه الله قال :

«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجَلَّ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ ، وَلاَ أَفْكَهَ فِي بَيْتِهِ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ» الأدب المفرد للبخاري (286).

هذا من مكارم الأخلاق ؛ أن يكون الإنسان ذا لطف في البيت وتودد ودعابة ومؤانسة للأهل والأولاد .

لأن البيت غالباً يدخله صاحبه وهو مكدود ومتعب من العمل و الاختلاطِ بالناس و الاحتكاكِ بهم ،

والأغلب في حال كثير من الناس أنه إذا دخل بيته فإنه يبحث عن الراحة والسكون ، ولا يريد أن يسمع صوتاً أو أن يتحدث مع أحد ، فضلا أن يكون عنده نشاط ليُريح مَنْ حوله و يلاطفهم، فإذا اتّسع صدر المرء وعَظُمَت أخلاقه وحَسُنت عند دخوله للبيت فإنه يستوعب أولاده وأهل بيته بملاطفته ومؤانسته لهم وجميل خلقه.

الشيخ عبد الرزاق البدر

بارك الله فيك
مشكور اخي
بارك الله فيك

للأسف العلم والأخلاق 2024.

أين أخلاق أهل العلم وطلابه اليوم ؟!!
إنّ الغاية الحقيقة من العلم – سواء ديناً أو دنيوياً – هي الخشية والأدب ..
إذ إن رفعة العالم والمتعلم لا تكون إلا بالآداب الجملية .. والخصال الجليلة .. والتي بها يبلغ المتأدبُ والمؤدب بها وبأمثالها أسمى المراتب .. وأعلى المنازل .. وأشرف المقامات .. ويصل بها إلى ما يرجو من فلاح وصلاح وحسن مآب ..
فالأمم لا تتقدَّم بحشو المعلومات .. إنما تتقدَّم بتربية تعمل على غرس القيم وبناء المبادئ .. لتجعل منها واقعاً عملياً .. لا بمحفوظات تلوكها الأفواه ثم تفرّغ في قاعات الامتحان .. دون أن يكون لها رصيد من الواقع .. وأثر يُتحلَّى بها في السلوك …
ما قيمة العلم إذا كان صاحبه كذوبا خؤونًا .. يتمرّغ في الرذيلة .. وينقض مبادئَ التربية عروةً عروة بسلوكه وأخلاقه؟! ما قيمة التعليم إذا لم يظهر أثره على طالب العلم في أدبه مع العلم .. وفي أدبه مع أساتذته .. وفي أدبه مع إخوانه وكتبه ؟! وفوق ذلك نشره للأخلاق والعلم في مجتمعه ..
ولأهمية هذا الجانب في العلم .. فقد نص عليه القرآن .. يقول تعالى : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" .
وتأمل في قوله تعالى : " ويزكيهم " .. إذ أن الزكاة في الأخلاق والحياء من الله ونشر الخير ومحاربة الشر هي من أهم آثار العلم ّ!!
تقول أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا: "يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة" !!
إذاً هذه الغاية الحقيقة من العلم .. وهي الأخلاق .. والتربية على الخوف من الله ..
ولهذا فلما خلى العلم في عصرنا من هذا التزكية صار التعليم ضررُه أكثر من نفعِه .. فالتقدّم التقنيّ في الأطباق الفضائيّة مثلاً سُخِّر للعُريِ الماجن والمُجون الفاضح وقتلِ الحياء ووأدِ الفضيلة وتلويثِ العقول بالأفكار المنحرِفة ؟!!وكذا التقدّم العلميّ في الحضارةِ المادّية المعاصرة ولّدَ قوى عُظمى .. لكنّها قوى همجيّة .. لا أخلاقَ تردَعُها .. ولا قيَم تهذِّبها .. قوَى سيطرةٍ واستبدادٍ وامتصاصِ ثرواتِ الضعفاء وسَحق الأبرياء .. هذه الحضارة المادّيّة ولّد عِلمُها الذي لم يهذِّبه دينٌ .. ولم يقوِّمه خُلقٌ .. جيوشًا جرّارة .. ترتكِب المذابح .. وتنحَر السلام .. ..

و العلم اليوم والحضارة المتولدة عنه .. وهذه الثّورةُ العلميّة المادّية .. بسبب بعدها عن الدين أبحت وبالاً على الناس .. لم توفِّر للناس طمأنينةَ القلب .. وسكينةَ النفس .. وهدوءَ الأعصاب ..والأمنَ الشّامِل .. والسلامَ العادل ..
فالعالم – مع علمه وحضارته – إلا أنه عالم ينزِف من ويلاتِ القتل الجماعيّ .. والتدمير الإباديّ .. والتفجير الذي ينشُر الأشلاء .. العالَم اليوم يئنّ من موتِ الضمير .. وفقدانِ الأخلاق .. فالسّرقة والاختلاس والغشّ والرّشوة وغير ذلك من الأخلاق الباطلة ..
كل ذلك بسبب فقد العلم للتربية والأخلاق ؟!!

عفوية الأخلاق 2024.

عفوية الأخلاق
د.سلمان بن فهد العودة

عفوية الأخلاق حين يكون الإنسان سهل الأخلاق, سلس الطباع, خافض الجناح, سمح المقادة, بعيداً عن التكلف ومآخذه, وفي البخاري « إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقاً »
وعند الطبراني وغيره بسند حسن: « إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون »
وعند الترمذي « وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَىَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّى مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ « الْمُتَكَبِّرُونَ »
والثرثار هو كثير الكلام , والمتفيهقون فسره النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث نفسه بأنهم " المتكبرون " .
وفي اللغة أن المتفيهق هو الذي يملأ فمه بالكلام, ويتوسع فيه تكبراً وتكثراً, وارتفاعاً على الناس و وإظهاراً لفضله .

فالاعتدال العفوي مطلب لضبط أخلاق الناس العامة, وإجرائها على سنن الفطرة الأخلاقية, ففي خلق الكرم والضيافة على سبيل المثال؛ تكلف الكرم والسخاء والعطاء والمبالغة في ذلك يثقل على النفس, كما أن الشح والبخل وقلة المبالاة توغر الصدر, وتوحي بقلة الاهتمام والتقدير .
وقد بوب البخاري في صحيحه باب : صنع الطعام والتكلف للضيف, وساق أحاديث عن ضيافة الصحابة بعضهم لبعض, وساق قصة سلمان وأبي الدرداء –رضي الله عنه-، مما يدل على أن إكرام الضيف مرغوب فيه, شريطة عدم المشقة على المضيف, أو حصول الضرر والإسراف, وإلا فقد جاء في القرآن الكريم في قصة إبراهيم عليه السلام : (فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)(هود: من الآية69) ، وكانوا عدداً قليلاً يكفيهم أقل من هذا.

خلق الكرم يختلف أيضاً من شخص لآخر, ومن عصر لعصر وما قد يعد كرما في مجتمع قد يكون بخلا وشحا في غيره.
ومن التكلف في الخلق وعدم العفوية؛ إظهار بعض الناس الوقار وصرامة القسمات, وتجهم المحيّا وعدم الالتفات, وتكلف الترسم في الأشكال والمظاهر .
والعفوية أن يصدر الإنسان عن طبعه, ولا ينجرّ معه إلى نهايته, وإنما يهذّب خفته بشيء من وقار, ويهذّب وقاره بشيء من خفه .
قال الشافعي : إن الانبساط مع الناس مجلبة لقرناء السوء, والانقباض عنهم سبب للعداوة, فكن بين ذلك .

ولذلك قال ابن الأعرابي : المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى فالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف.

الأخلاق العفوية .. أن تجري على قدر المعتاد والمقدور .. وكل زيادة تبعث الوحشة بين الناس وتخلق التكلف والتصنع ، والتشبع بالأكاذيب الاجتماعية والتنافس على طلب المظهر الخادع .. الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى ما يسمى بالنفاق الاجتماعي .. وهذا النوع هو أكبر ما يقتل عفوية الأخلاق .

انها الفطرة السليمة التي لاتكدرها مظاهر التخصر الغربي
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youba115 القعدة
القعدة
القعدة
انها الفطرة السليمة التي لاتكدرها مظاهر التخصر الغربي
القعدة القعدة

صدقت
بارك الله فيك أخي الكريم
تسلم

نسال من المولى ان يهدينا لما فيه الخير والصلاح للامة وان يحسن خلقنا

حماكم المولى ورعاكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أنس الموحّدة القعدة
القعدة
القعدة

نسال من المولى ان يهدينا لما فيه الخير والصلاح للامة وان يحسن خلقنا

حماكم المولى ورعاكم

القعدة القعدة


آمينَ آمينَ آمينْ
بوركتِ أختي الفاضلة

بارك الله فيكم وجزيتم كل الخيرعلى طرحكم القيم وزينكم الكريم بأحسن الأخلاق ورفع مقامكم في عليين

جزاك الله خيراا

وفقك الرحمن

يعطيك الصحة ختي
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة دوت كوم القعدة
القعدة
القعدة
يعطيك الصحة ختي
القعدة القعدة

بارك الله فيك على المرور
ولكن انا أخ ولست أخت

جزاكم الله خيرا
وفقنا واياكم لما يحبه و يرضاه
اللهم و اصرف عنا شر الاهواء والشهوات

الأخلاق الحميدة لفضيلة الشيخ الدكتور/ مُحَمد بن هادي الْمَدخلي 2024.

الأخلاق الحميدة
لفضيلة الشيخ الدكتور/
مُحَمد بن هادي الْمَدخلي
-حفظه الله-
خطبة ألقاها – حفظه الله – في محافظة الطائف –
بجامع العذل بتاريخ : 18/11/1430هـ
تفريغ وتنسيق
أبو عبدالله شريف حمد.

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه و أله و سلم).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾[آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء: 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار .

أما بعد:
فيا أيها المسلمون اعلموا رحمني الله وإياكم أن هذا الدين المتين قام على أسس قويمة متينة ومن هذه الأسس العظيمة التي أوجبت الترابط بين أهله والتآخي والتلاحم بينهم بعد التوحيد والقيام بأركان الإسلام، الأخلاق الفاضلة الحسنة.
فإن الأخلاق يا عباد الله تألف بين الناس وتباعد بينهم، فالأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة، تحبب الناس بعضهم لبعض.
والأفعال السيئة، والأخلاق الذميمة تكره الناس بعضهم في بعض، ولقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مضرب المثل في ذلك وكفانا مدح ربه له بقوله جل وعلا: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
أيها المؤمنون:
لقد كان رسولكم-صلى الله عليه وسلم- يضرب بأخلاقه الحسنة، وأفعاله الجميلة، وسجاياه الشريفة، يضرب لكم أروع الأمثلة، ولهذا قال الله جل وعز: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْفِيرَسُولِ اللَّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنكَانَيَرْجُواللَّهَوَالْيَوْمَ الْآخِرَوَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) كان معروفا بالصدق في الجاهلية، ومعروفا بالأمانة أيضا، حتى إن قريشا تلقبه بالأمين ، أو تلقبه بالصادق الأمين، كان محط أنظارهم يودعونه أموالهم ، ومحط استشارتهم، لما علموه من صدقه ونصحه لهم، صلوات الله وسلامه عليه.
ولقد اهتم عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر غاية الاهتمام فثبت عنه في الحديث أنه قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا).
وجاء في الترمذي وغيره من حديث عبد الله سلام -رضي الله عنه- ، وقد كان من أحبار اليهود بالمدينة قبل إسلامه وقدوم النبي-صلى الله عليه وسلم-عليها، قال رضي الله تعالى عنه: لما قدم النبي المدينة انجفل الناس عليه وكنت فيمن انجفل فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته يقول (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
انظروا إلى هذه الوصايا العظيمة إن هذه الوصايا كل واحدة منها بحاجة إلى أن تفرد بحديث مستقل.
فإطعام الطعام من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وبذل السلامكذلك وصلة الأرحام كذلك، وصى بها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فإطعام الطعام يحصل به التكافل بين المسلمين، فلا يبقى بينهم فقير ولا معوز ولا جائع.
وبث السلام: تحصل به الألفة بين القلوب، قال عليه الصلاة والسلام: أفلا أدلّكم على شيءإذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
فإفشاء السلام من الشعائر الظاهرة بين أمة الإسلام، وهو سبب للألفة بين المسلمين.
وصلة الأرحام: به تتوثق أواصر القربى بين المسلمين، فلا يقطع رحم إلا من ران على قلبه عصيان الله ورسوله، عياذا بالله من ذلك.
أما من عمر قلبه الإيمان بالله، والمحبة والإتباع لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فإنه لا يمكن بحال أن يقطع رحمه، وهو يعلم ما في القطيعة من الإثم العظيم، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
انظروا عباد الله إلى هذه الوصية التي بثها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أوّل قدومه مدينته عليه الصلاة والسلام.
أيها المسلمون:
لقد أجمع النبي-صلى الله عليه وسلم-مكارم الأخلاق وعظم مكانتها في حديثين:
فجاء في الحديث الأول الذي يعرفه أكثر المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام: (إن أقربكم منيمجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً).
وجاء عنه عليه الصلاة و السلام في السنن وغيرها أنه قال : (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسُنَ خلقُه أو حسّن خلقه).
فانظروا عباد الله منزلة الخلق الحسن، أن يقع صاحبها في أعلى الجنة فلهذا احتل المسلمون بين الأمم أعظم المنازل حينما كانوا متمسكين بالأخلاق الحميدة، والسجايا الجميلة، التي جاء بها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، بل بعض بلدان الإسلام اليوم ما فتحت بسيف ولا خيل وإنما فتحت قلوب أهلها بحسن تعامل المسلمين معهم.
أيها المسلمون:
الله الله في تحقيق الأخلاق الحسنة والتحلي بها، فإن ذلك من ركائز الدين، التي يقوم عليها وتُأثر في المسلمين، وتنتج مجتمعا صالحا، يأمن بعضهم بعضا ويعطف بعضهم على بعض، ويصل بعضهما بعضا، هذه الأخلاق الجميلة التي حث الله سبحانه وتعالى عليها في كتابه، وحث عليها رسوله-صلى الله عليه وسلم-في صحيح سنته، حري بكل مسلم أن يتخلق بها، وحري بكل بيت مسلم أن يعلم بعضهم بعضا، وأن يوصي بعضهم بعضا، بحسن الأخلاق لما لها من الأثر الجميل في الدنيا عليه، ولما لها من الأدب الجميل في الآخرة عند ربه تبارك وتعالى.
أيها المؤمنون:
إن الأخلاق والحديث عنها ليس هو من باب الطرب، وليس هو من باب تحصيل الحاصل، وليس هو من باب التكميل، وإنما الحديث عنها من باب إفشاء ما يلزم إفشاؤه، والحث على ما يلزم التخلق به.
فالله الله في ذلك، فلنتخلق بأخلاق الإسلام، فإنه ما نهضت الأمة في صدرها الأول، إلا بتمسكها في ذلك، وما تنكبت الأمة في آخر عصرها إلا بسبب تركها لذلك.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم الدين، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد:
فيا أيها المسلمون:
انظروا عاقبة سوء الأخلاق، وسوء مصير صاحبها عند الله يوم القيامة تدركوا أيضا منزلة الأخلاق الحميدة، في الدنيا والآخرة، فإن الضد يظهر حسن ضده، وقديما قيل (الضد يظهر حسنه الضد، وبضدها تتميز الأشياء).
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- هَلْ تَدْرُونَ مَنْ ‏الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا ‏: الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ ‏: ‏إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ‏، ‏فَيَقْتَصُّ ‏‏هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ….
فانظروا عباد الله إلى هذا المطيع الذي أتعب نفسه وأجهدها في العبادة، صلاة في صلاة، وصيام وصدقة، وتجشم عناء السفر في الحج، ثم بعد ذلك يقدم على ربه، فيصبح مفلسا، بسبب ماذا؟ بسبب سوء خلقه، يشتم هذا ويسب هذا، ويضرب هذا ويأخذ مال هذا ونحو ذلك.
فيا عباد الله: كم من جار آذى جاره؟ كم من جار اليوم شتوم؟ وكم من سيد لخادمه ظلوم؟ ولماله أكول غشوم.
أيها المسلمون:
إن مثل هذا، إن مثل هذا عليه أن يتقي الله، ويعلم أنه قادم على الله تبارك وتعالى، وأن رصيده من الحسنات إن لم تدركه رحمة الله سيكون هباءا بسبب سوء خلقه، ولقد ذكر لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-امرأة وأُثْني عليها بكثرة صلاتها وعبادتها ثم قيل له: لكنها تؤذي جيرانها، قال: هي في النار.
وذكر له أخرى ولم يذكر له من عبادتها وصلاتها وكثرة صلاتها ما ذكر له من الأولى، لكنه قيل له: إنها تحسن إلى جيرانها ، فقال: هي من أهل الجنة.
ولقد ضرب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أروع المثل في مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، والقارئ لسيرته العطرة يرى ذلك واضحا جليا، جاءه أعرابيا فجبذه جبذة شديدة حتى قطعت صنفة البرد، وطارت حاشيته في صفحة عنقه عليه الصلاة والسلام، ثم قال له يا محمد مر لي بعطاء فإنك لا تأمر لي بشيئ من مالك، ولا من مال أبيك، فقال عليه الصلاة والسلام: لا وأستغفر الله لا وأستغفر الله ، لا وأستغفر الله، ثم قال له: حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني، فقال : والله لا أقيدكها والصحابة قيام ينظرون، هموا به ، فقال عليه الصلاة والسلام: عزمت عليكم لما لي من حق عليكم أن لا تفعلوا شيئا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام: يا فلان، احمل له على بعيريه هذين ، على أحدهما تمرا، وعلى الآخر شعيرا، ثم قال لأصحابه انصرفوا على بركة الله.
إن هذا الخلق العظيم، ومثله هو الذي به تؤسر القلوب وتفتح، تؤسر القلوب أولا ، ثم تفتح بالمحبة ثانيا.
الله الله معشر الإخوان في التأسي بهذا النبي الكريم، والصبر على أذى من آذى، والصفح عنه، وبسط الوجه له، والإحسان إليه، ودفع السيئة بالحسنة، فإن ذلك من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، (وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّاذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن الله قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال عز من قائل عليما (إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) .
وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى علي مرة صلى الله به عليها عشرا)

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن أصحابه الحنفاء والأربعة الخلفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ،و عن سائر الصحب أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاءا سخاءا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك، يا أرحم الراحمين.
اللهم وفق جميع حكام المسلمين، للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد-صلى الله عليه وسلم- اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم ورعاياهم يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صار إليه الأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
أيها المؤمنون:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ماتصنعون.

********************

**********

لتحميل الخطبة:
الصيغة: MP3، الحجم: 18.37 ميجا
من هنـــــــا