الأمر والنهي ضرورة بشرية 2024.

الأمر والنهي فطرة في نفس كل إنسان، حتى لو كان يعيش منفردا معتزلا الناس فلا بد أن تأمره نفسه وتنهاه، فإما أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، أو على الضد من ذلك تأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف، أو تأمره بخليط من هذا وذاك، وتنهاه عن مثله. ولذلك قيل: نفسك إن لم تشغلها بالخير، شغلتك بالشر.
وما دام الإنسان الواحد المنفرد يتعرض للأمر والنهي، فأولى بالمجتمعين أن يكون بينهم أمر ونهي، سواء كانوا اثنين، أو أكثر من ذلك بقليل، أو مجتمعا كاملا، أو أمة. بيد أن هناك ثلاث حالات للمجتمعات في مجال الأمر والنهي:

الحالة الأولى:أن يتآمروا بالمعروف، ويتناهوا عن المنكر، وهذه هي الحالة التي وصف الله تعالى بها المؤمنين فقال (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) {سورة آل عمران، الآية:110}وقال سبحانه (والمؤمنون والمؤمنـات بعضهـم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر) {سورة التوبة،الآية:71}.
الحالة الثانية: أن يتآمروا بالمنكر، ويتناهوا عن المعروف، وهذه حال المنافقين (والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) {سورة التوبة، الآية:67}.
وهنا وقفة مع سر بلاغي في الآيتين السابقتين، حيث قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، وقال سبحانه: (والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض)، وقد يتبادر إلى الذهن أن يكون التعبير: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض"."والمنافقون والمنافقات بعضهم أولياء بعض"، لأن علاقة المؤمنين بعضهم ببعض أمتن وأقوى، فيعبر معها بـ"بعضهم من بعض"، ويعبر مع علاقة المنافقين بعضهم ببعض بـ "بعضهم أولياء بعض ".
والسر في هذا التعبير القرآنيّ – والله أعلم أن علاقة المؤمنين بعضهم ببعض علاقة اتفاق على الدين الذي يدينون به، ولذلك يتوالون فيه، وليست علاقة تناصر على الباطل.
أما المنافقون فهم لا يتوالون من أجل دين أو عقيدة، وإنما يتوالون ويتناصرون على الباطل، فكلما ذهب بعضهم إلى شيء وافقهم الآخرون وناصروهم، مهما كان ذلك الشيء.

الحالة الثالثة: أن يتآمروا ببعض المعروف، وببعض المنكر، ويتناهوا عن بعض المعروف، وعن بعض المنكر، فيقع منهم حق وباطل، ويلتبس هذا بذاك. وهذا هو حال المقصّرين والعصاة والمسرفين على أنفسهم.
وبناء على ما سبق نعلم أن المجتمع إما أن ينتشر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو ينتشر فيه الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، أو يكون خليطا من ذلك.
وانحسار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمع من المجتمعات ذو خطورة مضاعفة، على خلاف ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان، فإن بعض الناس إذا رأوا غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ضعفه في مجتمعات المسلمين اليوم ظنوا أن المشكلة هي فقط أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد زال أو ضعف.
والواقع أن المشكلة أبعد من ذلك وأكبر، فإنه إذا ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قوي الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، فالمصيبة مضاعفة.
وهذا أمر يشهد له الواقع. وإذا أردنا أن نمثّل لذلك فلنأخذ مثلا وضع الفتاة المتحجبة المتسترة في بعض مجتمعات المسلمين التي يشيع فيها التبرج والسفور، إننا نجد تلك الفتاة تعاني معاناة شديدة من الكلام والنظرات، سواء من الأبوين أو من الزميلات، أو من القريبات، أو من غيرهن
وذلك لأنها تسبح ضد التيار، إذ المنكر له قوة في ذلك المجتمع لأن المعروف فيه ضعف. فصار اتجاه المجتمع يضغط بشدة على كل من يخالف مألوفاته وعوائده مخالفة شرعية، ومن العجيب أن ذلك المجتمع يتفهم ويتقبل من يخالفه إلى تقاليد الأمم الكافرة وعوائدها ويعد هذا ضربا من التقدم و"التحضر" و "المعاصرة" وهكذا يصبح المعروف منكرا، ويصبح المنكر معروفا! إذن فوضع المجتمعات لا يقف عند حد، فإما أن يهيمن الخير والمعروف، فيستخذى المنكر، ويستسر ويستخفي لأن القوة الإجتماعية والسلطة السياسية تقاومه وتحاربه، وإما أن يسيطر وينتفش ويستعلي المنكر، فينحسر المعروف، ولذلك شرع في الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المصدر :موقع السنة

النهي عن سب القدر 2024.

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز

النهي عن سب القدر
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
فقد اطلعت على ما نشر في جريدة الرياض العدد 4887 الصادر في 17 9 1401 هـ تحت زاوية قصة اجتماعية بعنوان "قسوة القدر" بقلم قماشة الإبراهيم , وقد ورد في القصة المذكورة قول الكاتبة: (إننا في هذه الحياة ليس لنا حقوق, إننا أعمار يلهو بها القدر, حتى يملها, فيلقي بها إلى العالم الآخر, والقدر يلهو أحيانا بدموعنا وضحكاتنا) .
وهذا الكلام مناف لكمال التوحيد, وكمال الإيمان بالقدر, فإن القدر لا يلهو, والزمن لا يعبث, وإن كل ما يجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه, والله سبحانه هو الذي يصرف الليل والنهار, وهو الذي يقدر السعادة والشقاء, حسب ما تقتضيه حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس; لأن علمهم محدود, وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية, وكل ما في الوجود مخلوق لله, خلقه بمشيئته وقدرته, وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, وهو الذي يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويعز ويذل, ويغني ويفقر, ويضل ويهدي, ويسعد ويشقي, ويولي الملك من يشاء, وينزعه ممن يشاء, وقد أحسن كل شيء خلقه, وكل أفعال الخالق وأوامره ونواهيه, لها حكمة بالغة وغايات محمودة, يشكر عليها سبحانه, وإن لم يعرفها البشر لقصور إدراكهم.

وقد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى: « يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار » (1) وفي رواية « لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر » (2) وفي رواية « لا يقل ابن آدم: يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما » (3) وقد
__________
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4549),صحيح مسلم الألفاظ من الأدب وغيرها (2246),سنن أبو داود الأدب (5274),مسند أحمد بن حنبل (2/238),موطأ مالك الجامع (1846).
(2) صحيح مسلم الألفاظ من الأدب وغيرها (2246),مسند أحمد بن حنبل (2/496),موطأ مالك الجامع (1846).
(3) صحيح مسلم الألفاظ من الأدب وغيرها (2246),مسند أحمد بن حنبل (2/275),موطأ مالك الجامع (1846).

(1/146)
كان العرب في الجاهلية ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره, فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر, وأبادهم الدهر, فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد, سبوا فاعلها فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل, إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها, فنهوا عن سب الدهر وقد نقل هذا التفسير للحديث بهذا المعنى عن الشافعي , وأبي عبيد , وابن جرير , والبغوي وغيرهم.
وأما معنى قوله: أقلب الليل والنهار يعني أن ما يجري فيهما من خير وشر بإرادة الله وتدبيره وبعلم منه تعالى وحكمة, لا يشاركه في ذلك غيره, ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, فالواجب عند ذلك حمده في الحالتين, وحسن الظن به سبحانه وبحمده, والرجوع إليه بالتوبة والإنابة, قال تعالى: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } (1)
وقد أورد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, بابا في كتاب التوحيد سماه: (باب من سب الدهر فقد آذى الله ) أورد فيه هذا الحديث وبين أنه يشتمل على عدة مسائل:
1 – النهي عن سب الدهر.
2 – تسميته أذى لله.
3 – التأمل في قوله: فإن الله هو الدهر .
4 – أنه قد يكون سابا ولو لم يقصده بقلبه.
وعلى هذا فإن الكاتبة – سامحها الله – أخطأت عندما نسبت القسوة إلى الدهر في عنوان قصتها; لأن القدر – كما سبق – لا يتصرف, وإنما الله سبحانه هو المقدر للأشياء عن حكمة بالغة, والله جل وعلا لا يوصف بالقسوة, بل هو جل وعلا رحيم بعباده, وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها, كما ورد في الحديث الصحيح « الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها » (2) فيجب
__________
(1) سورة الأنبياء الآية 35
(2) سنن ابن ماجه الزهد (4297).

(1/147)
أن ننزه أقلامنا عن الوقوع في مثل هذه المزالق, امتثالا لأمر الله وأمر رسوله, وإكمالا للتوحيد, وابتعادا عما ينافيه أو ينافي كماله, ووسائل الإعلام – كما هو معروف – واسعة الانتشار وعظيمة التأثير على الناس, وكثرة ترديدها لمثل هذه الكلمات ينشرها بين الناس, ويجعلهم يتساهلون في استعمالها, وخاصة النشء مع ما في استعمالها من المحذور.
نسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم, ويجنبنا زلات القلم واللسان, إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

(1/148)

فاعلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

فاعلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

[CENTER]

القعدة فاعلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر … والجهر به بين الناس

القعدة

1 ـ هل يستطيع الطالب أن ينصح أستاذه في المدرسة ، وفي الجامعة … بل ومدير المدرسة والجامعة …. أن يدخل عليه في مكتبه وينصحه للمحافظة على الصلاة …. بإعطائه ورقة أو كتيب صغير أو كلمة حسنة …… هل يسخجل في ذلك ؟

2 ـ هل نستطيع أن نلصق ورقة للأذكار والحض على فعل العمل الصالح …والنهي عن []المنكر جهرا بين الناس وهم وقوف يشاهدونه في وسائل المواصلات … في المصالح الحكومية .. وفي المستشفيات …. وعلى أبواب المساجد …. في الطرقات…؟

ألا ترى أن أصحاب المعاصي يجاهرون بمنكرهم ولا يستحون من فعلهم … فلماذا لا نجاهر نحن بعملنا الصالح …(واجعلنا للمتقين إماما) …..
فاعلية الأمر ]بالمعروف ]والنهي عن ]المنكر ]… والجهر به بين الناس – منتديات الطريق إلى الله

هل تعلم أن في بلاد المسلمين أناسا مسلمين لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يصلون …. طائفة كبيرة من الناس …..
وهل تعلم أن في بلاد المسلمين أطفالا لا يحافظون على الصلاة وغير مؤسسين فيها ومهمشين لها….
وهل تعلم أن في بلاد المسلمين شبابا لا يعلمون أنه يجب عليهم الصلاة (فيصلي اليوم فرض واحد ، وغدا فرضان ، وغدا لا يصلي ….) لما تجيلو نفس يصلي …
وهذه نتيجة لعدم اهتمام الآباء والأمهاء في توعية أبنائهم للصلاة بل والأب والأم لا يهتمان أصلا بالصلاة ….
فإذا عرضنا هذا الموضوع لا حل له إلا بأن نتحرك نحن بالأمر []بالمعروف [/url]وانتشار الدعوة إلى أنه هناك

(خمس صلوات كتبهن الله على العباد)
وأن (صلاتي حياتي)
وأنها راحة (أرحنا بها يا بلال)……

بارك الله فيك

بارك الله فيكم فقد احسنتم انتقاء المواضيع التي تساعد عامة المشتركين والزوار

جعلها الله لك ذخرا في ميزان حسناتك

الضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

الملخص

لقد جعلت البحث في تمهيد وثلاثة فصول.

وقفت من خلال التمهيد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن خلال الولايات الإسلامية.
وفي الفصل الأول، تناولت تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يرتبط به من مصطلحات، ثم بينت حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الفصل الثاني، تناولت أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتعلق بها من شروط، وفي الفصل الثالث، تناولت ضوابط ومراحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فوضعت لذلك قواعد قبلية، ومن ثم تناولت مراتب تغيير المنكر وضوابطها، وختمت الفصل ببيان حكم التجاوز والتعدي في عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد خرجت من خلال بحثي هذا بالعديد من الضوابط الفقهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوصيت كل الدعاة والقائمين بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتزامها.
حمل الملف الكامل

بارك الله فيكم…مجهود طيب ان شاء الله يكون في ميزان حسناتكم

بارك الله فيك اخي و جعله الله في ميزان حسناتك

القعدة

في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه 2024.

في الجمع بين أحاديث

صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه السـؤال:

ما الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان، وكيف يدفع التعارض مع ما جاء من النهي في صوم النصف الثاني من شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثرَ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»(1)، وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: «كَانَ لاَ يَصُوم فِي السَنَةِ شَهْرًا تامًّا إِلاَّ شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»(2).
ويُحمَل صيام الشهر كُلِّه على معظمه؛ لأنَّ «الأَكْثَرَ يَقُومُ مَقَامَ الكُلِّ»، وإن كان اللفظ مجازًا قليلَ الاستعمال والأصلُ الحقيقة، إلاَّ أنَّ الصارف عنها إلى المعنى المجازي هو ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»(3). وعنها رضي الله عنها قالت: «وَلاَ صَامَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ مُنْذُ قَدِمَ المدينَةَ غَيْرَ رَمَضَانَ»(4)، ويؤيِّده حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ»(5).
والحكمة في إكثاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان؛ لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وكان النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم يحب أن يُرفع عمله وهو صائم، كما ثبت من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(6).
ولا يُمنع أن تكون أيام التطوُّع التي اشتغل عن صيامها لسفرٍ أو لعارضٍ أو لمانعٍ اجتمعت عليه فيقضي صومَها في شعبان رجاءَ رفع عمله وهو صائم، وقد يجد الصائم في شعبان -بعد اعتياده- حلاوةَ الصيام ولذَّتَه فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وتكون النفس قد ارتاضت على طاعة الرحمن (7).
هذا، وينتفي التعارض بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعية صوم معظم شعبان واستحبابه وما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَى يَكُونَ رَمَضَان»(8)، وكذلك النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»(9).
فيُدفع التعارض بما ورد من الاستثناء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: «إِلاَّ أَنْ يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَه فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»، أي: إلاَّ أن يوافق صومًا معتادًا (10)، كمن اعتاد صوم التطوُّع: كصوم الاثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثة أيام من كلِّ شهر، وعليه فإنَّ النهي يحمل على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده (11)، أي: من صيام التطوع.
ويُلحق بهذا المعنى: القضاءُ والكفارة والنذر سواء كان مطلقًا أو مقيَّدًا إلحاقًا أولويًّا لوجوبها؛ ذلك لأنَّ الأدلة قطعية على وجوب القضاء والكفارة والوفاء بالنذر، وقد تقرَّر-أصوليًا- أنَّ القطعي لا يُبطِلُ الظني ولا يعارضه(12).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 20 رجب 1445هـ
الموافق ﻟ: 12 يوليو 2024م
منقول من موقع الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله.
………………………… ………………………… ………………………… ………………………… ……………………….
١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٢- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب فيمن يصل شعبان برمضان: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب وصال شعبان برمضان: (736)، وأحمد: (6/311)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «صحيح أبي داود»: (2336).

٣- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٤- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، والنسائي كتاب «الصيام»: (2349)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٥- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1157)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

٦- أخرجه النسائي كتاب «الصيام»، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم: (2357)، وأحمد: (5/201)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «الإرواء»: (4/103).

٧- انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب: (135).

٨- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب في كراهية ذلك: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان: (738)، وابن ماجه كتاب «الصيام»، باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم إلا من صام صوما فوافقه: (1651)، وأحمد: (2/442)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (397).

٩- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين: (1/457)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/483)، رقم: (1082)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٠- انظر: «المجموع» للنووي: (6/400).

١١- انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (4/215)، و«سبل السلام» للصنعاني: (2/349).

١٢- انظر عدم تعارض القطعي مع الظني في: «شرح الممتع» للشيرازي: (2/950-951)، «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي: (1/215)، «المنهاج» للباجي: (120)، «شرح تنقيح الفصول» للقرافي: (421).

جزاك الله خيرا ونفع الله بك اخي الحبيب ابو ليث
شكرا لك على النقل الطيب
وجعلنا الله واياكم من الصائمين التائبين العاكفين الراكعين …
واصل لنواصل اخي الكريم
جزاك الله خيراً

بارككم الله

واصل

سلامي

اللهم بلغنا لصيام ما تيسر من اوله

مشكووور ابا ليث
.
.
.

سيفوووووووووووووووو*

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنابي 23 القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خيرا ونفع الله بك اخي الحبيب ابو ليث
شكرا لك على النقل الطيب
وجعلنا الله واياكم من الصائمين التائبين العاكفين الراكعين …
واصل لنواصل اخي الكريم
القعدة القعدة

سأواصل ما تواصلتم باذن الله، و ما أصابني أثر صالح دعائكم بالتوفيق للخير والهدى، بارك الله فيك أيها الحبيب.

بارك الله بك أخي وجعله في ميزان

حسناتك

اللهم أاامين، بارك الله فيكم.

الأمر بالاجتماع والائتلاف والنهي عن التفرق والإختلاف 2024.

عبد الله بن جار الله الجار الله


رابط القراءة القعدة << اضغط هنا >>

رابط التحميل القعدة << اضغط هنا >>

مشكوووووووووووووووووووووور
يعطيك الصحة اخي بارك الله فيك
بارك الله فيك على الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك
وفيكم بارك الله
القعدة
وفيكم بارك الله
يعطيك الصحة اخي بارك الله فيك
شكرا على المرور

معجزة الرسول في النهي عن النفح فيالطعام و الشراب 2024.

النفخ في الطعام والشراب

حركه تلقائية عند الكثير ..

وهي النفخ على الطعام الساخن لتبريده و هي تتكرر يومياً عند الكثير خاصة اطفالنا كل صباح

أتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الفعل وهو الذي لاينطق عن الهوى..

والحقيقه العلميه تقول.. انه توجد في اجسامنا بكتيريا صديقه..

بعكس تلك الضارة وهي تساعد الجسم على مقاومة بعض الامراض..

وهي توجد في الحلق..لكن حين يقوم الانسان بالنفخ..تخرج هذه البكتيريا مع الهواء الخارج من جوف الانسان ولكن بمجرد ملامستها لسطح ساخن تتحول الى بكتيريا ضارة مؤذية الى الاصابة بالسرطان

اجارنا الله واياكم ولأجل ما ذُكر ننصح بعدم النفخ على الطعام
أو الشراب الساخن بقصد التبريد….

فعن عبدالله بن عباس قال

"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه"

رواه أبو داواد وصلى الله عليه وسلم

بارك الله فيكي اختي معلومة و نصيحة قيمة.
جزاك الله خير
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة randa serine القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيكي اختي معلومة و نصيحة قيمة.
القعدة القعدة

وفيكي بركة منورة الموضوع خيتي

بارك الله فيك

النهي عن سب الريح . فوائد 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :

(لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ).رواه الترمذي وصححه الألباني.

الفائدة الأولى : أن سب الريح لا يجوز لأن بسبك للريح سب لمسخره …

الفائدة الثانية : قوله صلي الله علية وسلم : [ …..فإذا رأيتم ما تكرهون….] : ما يكره من الريح كشدة حرها أو شدة بردها.

الفائدة الثالثة : قوله صلي الله علية وسلم:[….. اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح ، وخير ما فيها ، وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح ……] هذا فيه دليل أن الريح فيها خير وفيها شر؛
وخير الريح : مثل إزالة الروائح أو دفع السفن.
" وخير ما فيها " : في للظرفية ، أي ما تحمل مثل ما تحمله من اللقاح قال تعالى {{ وأرسلنا الرياح لواقح }} .
" وخير ما أمرت به " : الأمر هنا هو الأمر القدري ، لأن الأمر قسمان : قدري وشرعي. " وخير ما أمرت به" مثل إثارة السحب.

الفائدة الرابعة: قوله صلي الله علية وسلم : [ ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها ، وشر ما أمرت به]
" شر ما فيها " : من الحر والبرد والميكروبات والحشرات وما تنقله من الأمراض والأتربة.
" وشر ما أمرت به ": فإنها تؤمر بإهلاك قوم كما حصل لقوم عاد فإن الله تعالى أرسل عليهم ريحا صرصرا عاتية.

الفائدة الخامسة : قوله صلي الله علية وسلم : [ ونعوذ بك من شر هذه الريح ]:
هنا النبي صلي الله علية وسلم استعاذ من شر الريح لا من الريح ، فما هو حكم لو استعاذ من الريح؟
مثلا لو قال : أعوذ بالله من هذه الريح ، أو أعوذ بالله من هذا الهواء ، فهذا لا يجوز فالاستعاذة من شرها لا منها ، لأن الاستعاذة منها مطلقا قدح في تقدير الله تعالى .

الفائدة السادسة : يقاس على تحريم سب الريح سب كل مخلوق مسير كسب السحاب وكسب الزلازل فإنه لا يجوز كذلك.

الفائدة السابعة ((وهي مهمة )) : ما حكم من سب الريح؟
أقول وبالله التوفيق … سب الريح هذه من الألفاظ التى تنافى كمال التوحيد لذلك أورد الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذا الباب في كتاب التوحيد، وهذا السب منهى عنه لأن الريح مدبرة ومسخرة ومأمورة بأمر الله تعالى فلا يجوز سبها لأن سبها فى الحقيقة يعود إلى مدبرها وخالقها وهو الله سبحانه وتعالى .
وأورد العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً لعن الريح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة ، و إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه.
والحمد لله رب العالمين.

شكرا جزيلا و بارك الله فيك
موضوع قيم جدا وبه فوائد جميلة

جزاك الله الفردوس الاعلى وبارك فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amauri القعدة
القعدة
القعدة
شكرا جزيلا و بارك الله فيك
القعدة القعدة
العفو وفيكم بارك الله أخي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس عبد الوهاب القعدة
القعدة
القعدة
موضوع قيم جدا وبه فوائد جميلة

جزاك الله الفردوس الاعلى وبارك فيك

القعدة القعدة
اللهم آميييين واياكم
جزاكم الله خيرا

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئا ت أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج: 1-2]، وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 33]،وقال الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281]، وقال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عليكم رَقِيباً) [النساء: 1]، وقال الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25] .
عباد الله، لا تغرنَّكم الحياة الدنيا فما أسرع زوالها، ولا يغرنَّكم زهرتها ونعيمها فما أقرب تلفها، (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان:33] .
لا تغرنَّكم الأموال وكثرتها ولا يغرنَّكم رغد العيش ونضارة الدنيا وزهرتها، لا يغرنَّكم ما أنعم الله به عليكم من العافية والأمان ولا يغرنَّكم إمهال الله لكم مع تقصيركم في الواجب وكثرة العصيان .
أيها المسلمون، إن اغتراركم واللهِ بهذا من الأماني الباطلة والآمال الكاذبة، إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
عباد الله، انظروا إلى مَنْ حولكم من الأمم والقرى، انظروا إليهم فقد انتشرت المعاصي في مجتمع الأمة الإسلامية وأصبح ما كان منكراً بالأمس معروفاً باليوم، من هؤلاء مَنْ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، تعاملوا بالربا ومنعوا الزكاة، تعاملوا بالربا صراحة أو بالربا خيانة وخديعة، قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9] .
منعوا الزكاة تعللاً واتباعاً لرخص بعض العلماء ولم يروا أن الحق ما قام عليه الدليل وأنه لا يجوز لأحد أن يتَّبع رخص العلماء؛ فإن مَن تتبع الرخص فقد قال بعض العلماء: مَن تتبع الرخص فقد تزندق، ابتعدوا عن الحياء وانتهكوا الحرمات وصاروا كالبهائم: يطلبون متاع الدنيا وإن أضاعوا الدين، صدوا عن سبيل الله واتبعوا سبلَ الكافرين، زُيِّن لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحرراً وتقدماً وتطوراً وما علموا أن ذلك هو الرق تحت قيود الهوى والتأخر عن طريق السلف الصالح إلى الوراء والتدهور إلى الهاوية والردى .
قال ابن القيم في مثل هؤلاء:

هربوا من الرِّق الذي خُلقوا له
فبُلُوا برقِّ النفس والشيطانِ

هكذا كثير من الناس في بعض البلاد الإسلامية وإننا نخشى أن يصيب بلادنا المحافظة التي أكثر أهلها – ولله الحمد – يريدون الحق ويعملون به، أخشى أن ينتشر هذا الوباء إلى بلادنا فنهلك أو نكاد نهلك .
أيها المسلمون المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، إن أسباب هذا التدهور ترجع إلى أمرين، أحدهما: ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل، والثاني: ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداهنة في دين الله – عزَّ وجل – وأن حماية الدين الإسلامي لا تكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر: بما أمر الله به ورسوله، والنهي: عما نهى الله عنه ورسوله لقصد النصيحة لله ولعباد الله .
أيها المسلمون، أيها الإخوة، إننا إذا لم نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر فإنه يوشك أن نضيع كما ضاع غيرنا؛ ولهذا قال الله عزَّ وجل: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]، أسأل الله – تعالى – في هذا المقام أن يجعلني وإياكم من هذه الأمة، اللهم اجعلنا من الأمة الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويفلحون في الدنيا والآخرة .
أتلو بقية الآية، قال الله عزَّ وجل: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105] .
نعم، إذا لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر تفرقنا ولابدَّ؛ لأن كل واحد يركب رأسه ويفعل ما شاء وما تمليه عليه نفسه وهواه وحينئذٍ يحصل التفرق بين الأمة الإسلامية .
أيها المسلمون، إنكم تقرؤون قول الله – عزَّ وجل – يخاطب هذه الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) [آل عمران: 110]، ونحن إن قمنا بهذه الأوصاف الثلاثة: الإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدَق علينا أننا خير أمة أخرجت للناس وإن تركنا ذلك لم نكن هكذا بل ربما نكون من شرار الأمم؛ لأنه لا نسبَ بين الله وبين العباد ولكن مَن اتقى الله فهو الكريم عنده، فأكرم الناس عند الله أتقاكم .

أيها الإخوة، إن بعض الناس يظن أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخصوص بمن عينتهم الدولة لذلك ولكن هذا ظنٌّ خاطئ؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على فئة معينة من الناس، إنه واجب على الناس جميعاً، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: مَن رأى منكم منكراً، و«مَن»هذه شرطية وهي من صيغ العموم فهي عامة لكل مَن رأى المنكر يجب عليه أن يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، يغيِّره بيده إن كان ذلك موكولاً إليه من قِبل الولي: من قبل ولاة الأمر وإلا فلينتقل إلى المرتبة الثانية فليغير بلسانه: بالكلام: بالنصح والإرشاد فإن لم يمكن ذلك ففي قلبه: ينكر المنكر ويبغضه ويتبرأ منه ومن فاعله ولكنه لا يتبرأ من فاعل المنكر براءة مطلقة؛ لأن فاعل المنكر المؤمن فيه جانب خير وفيه جانب شر فيتبرأ منه من جانب الشر ويواليه من جانب الخير، وإذا لم ينفع مع الإنسان الآتي للمنكر: إذا لم ينفع معه الكلام فإنه يمكن بل يجب عليه أن يرفع ذلك إلى المسؤولين الذين يتولون تأديب هذا الفاعل وهو إذا رفعه إليهم برأت ذمته وسلم من الإثم، وعلى هؤلاء المسؤولين إذا بلغهم عن فاعل منكر أنه مُصِرٌّ عليه، عليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من الإصلاح وأن يجتمعوا على ذلك لينالوا الفوز والفلاح .
إن عليهم، أي: على المسؤولين أن يتركوا الدعة والسكون وأن يقوموا لله – تعالى – مخلصين له الدين وسوف تكون العاقبة لهم، قال تعالى: (إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49] .
أيها المسلمون، إن الأمة لا يمكن أن تكون أمة قوية مرموقة حتى تتحد في أهدافها وأعمالها ولن يمكنها ذلك حتى تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتكون على دينٍ واحد في العقيدة وفي القول وفي العمل صراطاً مستقيماً: صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، أما إذا لم تقم بذلك فإنها تتفكك وتنفصم عراها: يكون لكل واحد هدف ولكل واحد طريق وعمل، يتفرقون أحزاباً: كل حزب بما لديهم فرحون وحينئذٍ يصدق عليهم قول الله عزَّ وجل: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159] .
أيها المسلمون، أنتم أمة واحدة، إذا لم تقوموا بأمر الله وتسعوا في إصلاح مجتمعكم بالالتزام بدين الله فمَن الذي يقوم ويسعى بذلك ؟ إذا لم تتكاتفوا على منع الشر والفساد فكلكم هالك .
فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعزيراً فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون جليسه أو يأكل معه فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داوود وعيسى بن مريم»(ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [المائدة: 78]، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «والذي نفس محمد بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرونه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم» .
و لما فتح المسلمون جزيرة قبرص فرق أهلها وبكى بعضهم إلى بعض فرأوا أبا الدرداء – رضي الله عنه – يبكي فقيل له: ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ فقال: ويحك، ما أهون الخلق على الله، ما أهون الخلق على الله، ما أهون الخلق على الله إذا هم أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى .
أيها المسلمون، إن من المؤسف المروع أن نرى مجتمع الأمة الإسلامية هكذا: شعوباً متفككة لا يغارون لديننا ولا يخافون من وبال إلا أن يشاء الله .
إن من المؤسف ألا يتفقد الرجل أهله وولده ولا ينظر في جيرانه بل تراه يرى المعاصي فيهم لا ينهاهم عنها ويرى التقصير في الواجب فلا يتداركه وهذا – أيها المسلمون – هذا من غرور الشيطان، يقول لك: إذا هممتَ أن تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر يقول لك: إن هذا لا يفيد، إنه سوف يُصِرُّ على ما هو عليه من ترك المعروف وانتهاك المنكر، هكذا يقول لك الشيطان يخذلك ولكن هذا بلا شك من غرور الشيطان، مُر بالمعروف وانهَ عن المنكر فربما كلمة صارت بمنزلة الصاعقة تفرق أهل الشر .
استمع إلى قول موسى – عليه الصلاة والسلام – لما اجتمع إليه السحرة حين قال لهم: «ويلكم، لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابه وقد خاب مَن افترى» فماذا كان من هذا الجمع العظيم الذي يرى أن العزة له قال الله تعالى: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) [طه: 62]، وتفرقوا واختلفوا وحينئذٍ صارت الغلبة لموسى عليه الصلاة والسلام .
أيها الإخوة، إن الواجب علينا أن نكون أمة واحدة يصلح بعضنا بعضاً؛ حتى لا نهلك لاسيما مع كثرة النعم والانغماس في الترف، يقول الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16]، (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) أي: أمرناهم أمراً كونيًّا قدريًّا أن يفسقوا فيفسقوا فيها فحينئذٍ حق عليها القول فدمرناها تدميراً، وقال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام: 44]، اللهم إنا نسألك أن تلهمنا رشدنا، اللهم ألهمنا رشدنا وهيئ لنا الخير واجمع كلمتنا على الحق وأبرم لأمتنا أمراً يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر يا رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن ولاه، وسلَّم تسليماً كثيراً .
أما بعد:
فيا عباد الله، استمعوا إلى قول الله تبارك وتعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31]، ونحن الآن – ولله الحمد – قد أنعم الله علينا بنعم كثيرة وافرة فعلينا أن نمتثل أمر الله – تعالى – بالتنعم بما أنعم الله به علينا: نأكل ونشرب ولكن لا نسرف، والإسراف: مجاوزة الحد؛ فإن الله لا يحب المسرفين، وأنتم تعلمون ما أنعم الله به علينا من الكهرباء التي فيها إضاءة بيوتنا وفيها تبريد غرفنا وحجرنا وفيها مصالح كثيرة لا تعدُّ ولا تحصى، و ما أنعم الله به علينا من الماء الذي هو مادة الحياة والتي لا يمكن أن يحيا الإنسان إلا به، هاتان النعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، كثير من الناس يسرف فيهما فتجده يضيء أنواراً كثيرة لا داعي لها: يجعل على حائط البيت وسورِهِ يجعل عليه لمبات كثيرة لا داعي لها؛ فالطريق مضاء لا يحتاج إلى إضاءتها والبيت لا ينتفع بها ولا يحتاجها وهذا من الإسراف بلا شك وفيه أيضاً ضرر على العموم؛ لأن هذه المولدات للكهرباء إذا تحملت كثيراً فربما لا تطيق ذلك وحينئذٍ يخسرها الشعب، وتجد بعض الناس يوَلِّع المكيفات بكثرة وافرة بل ربما يوَلِّعها وهو لا يحتاج إليها حتى سمعت أن بعض الموظفين يوَلِّع المكيف بعد انتهاء الدوام إلى أن يأتي الدوام من الغد وهذا مع كونه إسرافاً ففيه جناية على الدولة؛ لأن الدولة لا تسمح أن يضيع هذا هكذا بدون فائدة، أما في الماء فحدِّث ولا حرج؛ فإن من الناس مَن يغسل سطوح البيت ويغسل أحواش البيت في الأسبوع مرتين وربما أكثر مع أنه لا داعي لذلك وهذا يضر الآخرين لا سيما في شدة القيظ؛ فإن الناس يحتاجون إلى الماء، يحتاجون إلى الماء بكثرة؛ ولذلك ارحم إخوانك واقتصر في صرف الماء، اقتصر على ما تدعو الحاجة إليه فقط، ثم إن بعض الناس لما كان لا يأتي كل يوم صار يفتح البزابيز في الوقت الذي لا يأتي فيه الماء ثم يتركها فإذا جاء الماء فإذا هي مفتوحة فيضيع هكذا؛ ولذلك نحن نقول لإخواننا: إذا فتح الإنسان بزبوز الماء ثم وجده لا يأتي منه الماء فليغلقه؛ لأنه ربما يأتي الماء في حال غفلته: في حال خروجه من البيت أو منامه أو غير ذلك فإذا لم يجد الماء يعبر من هذا البزبوز فإنه يغلقه حتى إذا جاء الماء لم يضع هدراً .
أيها الإخوة، هذه مسائل قد يؤسفني أن أتكلم بها من على هذا المنبر؛ لأنها أمر لا تحتاج إلى تذكير ولكن (ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55] .
كل إنسان عنده قلب، كل إنسان عنده غَيره على إخوانه وبلده، يعرف أن مثل هذه الأمور ضياع وفساد، أسأل الله – تعالى- أن يوقظ قلوبنا لما فيه منفعتنا ومصلحتنا ومصلحة أمتنا .
أيها الإخوة، اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله، وشر الأمور محدثتها، وكل محدثة – يعني: في الدين – بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ في النار .
أيها الإخوة، أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد – صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لأمر الله ووفاءً بحق رسول الله وابتغاءً لثواب الله عزَّ وجل؛ فإن مَن صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي أفضل أتباع المرسلين، اللهم ارضَ عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم مَن أراد بالمسلمين كيداً فاجعل كيده في نحره، وشتِّت شمله، وفرِّق جمعه، واهزم جنده، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين .
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

بارك الله فيك ااخي

وفيك بارك الله اخي
ارجو ان تكون استفدت من الموضوع

اجزل الله لك الخير اخاناعبد الرحمن موضوع يرفع الهمة خاصة واني غفلت على الموضوع المهم الا وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكروهو واجب علينا في بدايات الالتزام الهمم تكون مشحونة والواحد يدخل بحماس لكن بعد اعوام تبدأ تفتر وقد حدثت لي مواقف عديدة كنت فيها ناصحة لبعض الاخوات خاصة في الجامعة لكن للاسف لايتقبلن النصح الا من رحم ربي البعض يشكر والاخر يسمع كلام جانبي .. وانشغلت بامور خاصة حتى اصبحت ارى المنكر ولااغيره الله المستعان مع اني دائما اتذكر قوله تعالى. لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .. نسأل الله أن يتجاوز عنا و يتوب علينا و يغفر لنا تقصيرنا
القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بريق الاسلام القعدة
القعدة
القعدة
اجزل الله لك الخير اخاناعبد الرحمن موضوع يرفع الهمة خاصة واني غفلت على الموضوع المهم الا وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكروهو واجب علينا في بدايات الالتزام الهمم تكون مشحونة والواحد يدخل بحماس لكن بعد اعوام تبدأ تفتر وقد حدثت لي مواقف عديدة كنت فيها ناصحة لبعض الاخوات خاصة في الجامعة لكن للاسف لايتقبلن النصح الا من رحم ربي البعض يشكر والاخر يسمع كلام جانبي .. وانشغلت بامور خاصة حتى اصبحت ارى المنكر ولااغيره الله المستعان مع اني دائما اتذكر قوله تعالى. لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .. نسأل الله أن يتجاوز عنا و يتوب علينا و يغفر لنا تقصيرنا
القعدة القعدة

اختي فقط اردت ان اذكرك بما جاء في رسلة الاصول الثلاثة لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولي: العلم.
وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة..
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الأذى فيه

اذا اختي عليك بالدوى الى الله والصبر على الاذى في ذلك لانه كل من يتبع طريق الله يلقى فيها عثرات حتى الانبياء منهم من اتبعه الرهط ومنهم اتبعه الرجلان ومنهم من اتبعه رجل واحد لكنهم
لم يتركو الرسالة التي حملوها وان تاسينا نتاسى بنبينا كم اوذبة وكم سب وشتم وقد وضع على ضهره وهو يصلي سلى الجزور وضرب حتى ادميت فكه ورمي بالحجار فقال لهم واله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالى ما تركت هذا الامر
انا اشاطرك ان امر الدعوة في زماننا اصبح صعبا لكن هذا لا يستلزم اننا نتركها لا بل يجب علينا الكد من اجل ذلك صحيح ان الايمان يزيد وينقص لكن لاينعدم
لايجب على الانسان المؤمن ان يفوت فرص الخير ………………………… ..

القعدة
وفقتم في اختيار الموضوع..حفظكم المولى ورعاكم
فوالله صحيح ما قالته اختي العفيفة بريق الاسلام حفظها الله ..فنحن ممن تعرض للاهانات من طرف بعض الاخوات هدانا الله واياهم واتهامات باطلة ووالله لم يكن امرنا للمعروف ونهينا للمنكر الا ابتغاء مرضاة الله

نسال من الله ان ينصر اهل السنة والجماعة واهل التوحيد
وان ينصر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أنس الموحّدة القعدة
القعدة
القعدة

وفقتم في اختيار الموضوع..حفظكم المولى ورعاكم
فوالله صحيح ما قالته اختي العفيفة بريق الاسلام حفظها الله ..فنحن ممن تعرض للاهانات من طرف بعض الاخوات هدانا الله واياهم واتهامات باطلة ووالله لم يكن امرنا للمعروف ونهينا للمنكر الا ابتغاء مرضاة الله

نسال من الله ان ينصر اهل السنة والجماعة واهل التوحيد
وان ينصر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

القعدة القعدة
بارك الله فيك ام انس على صبرك على هاته الاهانات لكن الانسان يحتسبها لله فيأجر عليها باذن الله تعالى ونسأل الله أن يلهمنا الصبر على نشر دينه وتأدية رسالة نبيه
فكلكم راع وكل راع مسؤل عن رعيته
انا اعرف انك تدركين ما أقول وتعلمين هذا جيدا لكن من باب التذكير
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : 55 )

اللين والرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

السؤال :
ذكرت يا فضيلة الشيخ في كلامك بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالرفق واللين ولكن هناك البعض من الناس لا ينفع معهم اللين والرفق؟

الجواب :
إذا كنت ذا سلطة فاعمل بسلطتك حسب ما تقتضيه القواعد الشرعية، أما الذي ليس له سلطة فيعمل بالرفق واللين وبذلك يؤدي ما عليه لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[1] الآية وقوله سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[2]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه))، أما إذا كان الآمر والناهي صاحب سلطة كأمير أو رئيس الهيئة أو عضو الهيئة فعليهم أن ينفذوا سلطتهم في المعاند لقول الله سبحانه: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[3] فالظالم يعامل بشدة، والمعاند يعامل بالشدة أيضا حسب الطاقة مع مراعاة القواعد الشرعية من الأمير أو غيره من أصحاب السلطة ولمن له الأمر. فالرجل مع أهل بيته يعمل حسب طاقته، وهكذا المدرس مع تلاميذه، وشيخ القبيلة مع جماعته- أما غيرهم ممن ليس له سلطة فعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحكمة والأسلوب الحسن والتوجيه إلى الخير والدعاء بالهداية، فإن لم يحصل المقصود رفع الأمر إلى ذوي السلطة.

——————————————————————————–

[1] سورة النحل الآية 125.
[2] سورة آل عمران الآية 159.
[3] سورة العنكبوت الآية 46.

………………

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله