ما حكم الجمع بين صلاة العصر والمغرب في السفر؟ 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:
هذا يسأل عن حكم الجمع بين صلاة العصر والمغرب في السفر.

الجواب:

العصر ما تُجْمَع إلى المغرب، إن كان قد أدَّاها هكذا فعليه التوبة وصلاته صحيحة، جمع العصر للمغرب – أخَّرها – تقع الصلاة إن شاء الله صحيحة مبرئةً لذمته، عليه التوبة من مثل هذا.

أمَّا العصر فلا تُجْمَع إلى صلاة المغرب.
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي


بارك الله فيك على الإفادة
دمت بخير

مسائل يكثر السؤال عنها في الجمع بين الصلاتين 2024.

مسائل يكثر السؤال عنها في الجمع بين الصلاتين (بسبب المطر) الأحكام المتعلقة بها


عيسى بن حسن الذياب

تمهيد : إن مسائل الجمع بين الصلاتين (بسبب المطر) من مسائل الخلاف بين العلماء ، فعليها لابد أن ، نعطي هذه المسائل حجماً مناسباً فلا نعطيها أعظم مما يليق ( فتختلف النفوس وتتفرق القلوب) ولا يمنع ذلك من المناقشة والبحث العلمي للوصول إلى الحق والصواب .
أما الفوضى الناشئة عن الجمع أو عدمه فهذا يقول أجمع وهذا يقول لا يجمع ، وهذا أمر لا ينبغي وخاصة في المسجد صيانة لهما مما يخل بآداب الإسلام الإمام هو سيد الموقف وهو يتحمل فعله بينه وبين الله كما قال صلى الله عليه وسلم ( الإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم وان أساء فعليه) أحرجه ابن ماجة حسنه الألباني السلسلة .
إن المساجد لها حرمة ومكانة لا يجوز اللغط فيها كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن هذه المساجد لا يصلح فيها شي من كلام الناس) ، فمن رضي بالجمع فليصل ومن لم يرضى ولم تطمئن نفسه به فله أن يصلي معهم و ينوها نفلا تطوعا ، أو أن ينصرف صامتاً هادئاً ، ولا يمنع هذا من المناقشة بعد الصلاة مناقشة علمية ودية .
وقبل الشروع في ذكر المسائل أود أن أذكر أن مسائل الجمع بين الصلاتين بسبب المطر كثيرة جداً ولكن سأقتصر فقط على المسائل التي يكثر السؤال عنها ، وأن جميع الأحكام التي سأذكرها هي من اختيارات الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله تعالى .

(السؤال1) حكم الجمع بين الصلاتين بسبب المطر.؟
الجمع سنة إذا وجد سببه لوجهين :
إنها رخصة والله يحب أن تؤتى رخصه .
اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، وقد ثبت عنه انه جمع في المدينة بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء كما عند مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه .

(السؤال2) أي الصلوات يجوز الجمع بينها.؟
بين العشاءين ( المغرب والعشاء) بالإجماع.
وبين الظهرين ( الظهر والعصر) على القول الراجح.
لوجود العلة وهي المشقة ولحديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( جمع في المدينة بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء ) أخرجه مسلم.

(السؤال3) هل من لازم الجمع القصر.؟
ليس من لازم الجمع القصر .
فقد يجوز الجمع ولا يجوز القصر (كالجمع بين الصلاتين بسبب المطر) .
وقد يجوز القصر ولا يجوز الجمع ( على رأي من يرى القصر للمسافر من غير الجمع إذا كان نازلاً) .

(السؤال4) في أي الوقتين يجمع بين الصلوات (جمع تقديم أو تأخير) .؟
فعل الأرفق به .
فإذا تساوى الأمران فجمع التقدم أفضل :
أ/ لأنه لا يضمن دوام المطر ب/خروجا من خلاف المالكية والشافعية ج/ولفعله صلى الله عليه وسلم .

(السؤال5) متى يجمع للمطر (أي المطر يُجمع له) .؟
إذا كان ( مطر) يبل الثياب لكثرته وغزارته ويشق على المكلف.
ومثله (الوحل والزلق والطين) وهو يشق على الناس إن مشوا عليه.
ومثله (الريح الشديد الباردة) ولا يشترط أن تكون في ليلة مظلمة (لكن لا بد من اجتماع الأمرين) "ريح شديد وباردة"
يجوز في هذه الأمور الجمع لوجود العلة وهي المشقة .

(السؤال6) هل يشترط للجمع النية قبل ( الصلاة الأولى) .؟
الراجح: أنه لا يشترط نية الجمع عند إحرام الأولى، فله أن ينوي الجمع ولو بعد سلامه من الأولى ولو عند إحرامه في الثانية (مادام السبب موجود).
ولا يشترط إخبار المأمومين بأنه سيجمع بين الصلاتين.

(السؤال7) هل يشترط الموالاة بين الصلاتين المجموع.؟
الراجح : أنه لا يشترط الموالاة بين المجموعتين فيجوز الفصل بين الصلاتين إما :
أ/ بصلاة راتبة.
ب/ لصلاة نافلة.
ج/ بأذكار.

د/ بكلام ولو لم يكن في صلب الصلاة.

(السؤال8) هل يشترط الترتيب بين الصلاتين المجموعة.؟
يشترط لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( صلوا كما رأيتموني أصلي) وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليها مرتبة .
ولا يسقط الترتيب بالنسيان أو الجهل فلا بد من الترتيب ، ويلزم من صلها غير مرتبة بإعادة الصلاة وليس عليه أثم لجهله ونسيانه .

(السؤال9) هل يجوز الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر.؟
– لا يصح الجمع لأمرين :
أ/لأن صلاة الجمعة صلاة مستقلة بشروطها وهيئتها وأركانها وثوابها ووقتها.
ب/ لأن السنة وردت في الجمع بين الظهر والعصر ولم يرد في الجمع بين الجمعة والعصر مع أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت عليه
أيام في الجمعة وكانت ممطرة ومع ذلك لم يجمع صلى الله عليه وسلم ( كما في حديث الأعرابي).
وبعض أهل العلم يقول بجواز الجمع بين الجمعة والعصر لعموم حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( جمع في المدينة بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء ) أخرجه مسلم ، ولوجود العلة وهي المشقة وهو اختيار الأمام النووي .

(السؤال10) الأذان والإقامة عند الجمع
ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه يؤذن أذان واحد ويقام لكل صلاة إقامة خاصة بها .
والدليل فعله صلى الله عليه وسلم في عرفة ومزدلفة وهو عام لكل جمع بين الصلاتين .
إذا كان المطر شديد يشق على الناس الخروج للصلاة فإن المؤذن يؤذن ويقول في أذانه بعد (أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله) "صلوا في رحالكم" .. بعض أهل العلم يقول يقال "صلوا في رحالكم" بعد الفراغ من الأذان أو بعد الفراغ من قول " حي على الصلاة حي على الفلاح".
ولكن كونه يجعلها مكان "حي على الصلاة" هو المناسب من حيث المعنى ، لأن قوله "صلوا في رحالكم" يخالف قوله "حي على الصلاة" ، فلا يحسن أن يقول المؤذن تعالوا ثم يقول لا تجيئوا "صلوا في رحالكم" ، وهو الذي يقتضيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، فقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. ( أنه قال لمؤذنه في يوم مطير : إذا قلت : أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة قل : صلوا في بيوتكم قال : فكان الناس استنكروا ذلك فقال : أتعجبون من ذا ؟ قد فعل ذا من هو خير مني) يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

(السؤال11) السنن الرواتب بعد الصلوات حال الجمع
إذا كان الإمام يترك فرصة قبل صلاة العشاء فإنها تصلى قبل صلاة العشاء.
وإذا كان الإمام لا يترك فرصة فهو يصلي العشاء مباشرة بعد صلاة المغرب ، فإنك تصلي سنة المغرب بعد صلاة العشاء ثم تصلي سنة صلاة العشاء ، ومثله سنة صلاة الظهر مع العصر .
وليس هناك إشكال لو صليت سنة الظهر بعد صلاة العصر ، فليس هذا بوقت نهي ولا يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) لأن الوقت الحقيقي للعصر لم يدخل ، فالوقت الموجود هو وقت صلاة الظهر، ووقت النهي يبدء في وقت صلاة العصر كما جاء في الحديث عن علي رضي الله عنه قال ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة ) رواه أبو داود والنسائي وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة ، وقبله الحافظ في الفتح ، وابن حزم في المحلى .
وبعض أهل العلم يقولون عند الجمع لا تصلى السنن الرواتب وحجتهم أنه لم بنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة السنن عند الجمع .
ونقول لم ينقل لأن الأصل في الصلاة أن يتبعها السنن الرواتب ولم يتغير شيئ من ذلك إلا تقديم الصلاة أو تأخيرها .

(السؤال12) الأذكار بعد الصلاة :
لا يخلوا من أمرين :
أ/ إذا كان الإمام يترك فرصة للأذكار بعد الصلاة الأولى فتقال بعد الصلاة الأولى.
ب/ إذا كان الإمام لا يترك فرصة للأذكار بعد الصلاة الأولى فتكون الأذكار بعد صلاة العشاء وتكون بنية واحدة لصلاة المغرب والعشاء.

(السؤال13) "صلاة الوتر" لمن جمع بين المغرب والعشاء ، هل يدخل وقت الوتر بالفراغ من صلاة العشاء فيكون تبعاً للصلاة أم له وقت خاص به .؟
الراجح هو قول الجمهور أن وقت الوتر يبداء بعد الفراغ من صلاة العشاء فهو تابع للعشاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله زادكم صلاة هي الوتر فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر ) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة والإمام احمد وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة والإرواء .
وبناء على ذلك من جمع جمع تقديم بين المغرب والعشاء فله أن يصلي الوتر بعد أداء صلاة العشاء.

(السؤال14) هل يجوز الجمع لمن لم يتأذ بالمطر كأن يكون المسجد في باب داره أو يمشي إليه في سقف.؟
الرخصة عامة إذا جمعوا فهي للقريب والبعيد ، فلا يصح أن ينفرد بعضهم لما في ذلك من تفريق الجماعة والدليل على ذلك :
أ/ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع وبيته ملاصق للمسجد.
ب/ لحديث ( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ) فلا بد أن يصلي في المسجد مع جماعة المسجد ، وهذا
الحديث رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة وهو حديث ضعيف.

(السؤال15) رجل عادته التخلف عن الجماعة في صلاة المغرب والعشاء فإذا نزل المطر ذهب إلى المسجد لينتهز فرصة الجمع هل له الجمع أم يعامل بنقيض قصده .؟
الجمع في المسألة صحيح ولا خلل فيها.

(السؤال16) اختلاف النية بين الإمام والمأموم إذا كان الإمام يصلي العشاء والمأموم يصلي المغرب .
إذا أتى المأموم وقد فاتته صلاة المغرب والإمام قد شرع في صلاة العشاء ، نقول ادخل مع الإمام وأنت بنية المغرب والإمام بنية وهي نية العشاء , ولا يضر اختلاف النية بين الإمام والمأموم على القول الراجح .

(السؤال17) من كان ماراً في مسجد في غير حية وجمع إمام ذلك المسجد هل يصح لهذا الشخص أن يجمع ، علماً أن الحي الذي هو فيه لم يجمع .؟
الراجح إن كان الإمام جمع على الوجه المشروع وهو قد جمع معه فان جمعه صحيح ولا يُلزم بإعادة الصلاة.

تنبيه:
– أطلب من الأخوة الزملاء القراء من يجد ملاحظة أو تصويب أو استدراك أو زيادة أن يراسلني على الأميل وله مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام.

كتبه/
عيسى بن حسن الذياب
إمام جامع الأندلس
المملكة العربية السعودية
الدمام 24/10/1424هـ

سر الجمع بين التين والزيتون 2024.

بسم الله رحمن الرحيم

من اروع ما سمعت عن الاعجاز العلمى لكتاب الله الكريم عن مادة : الميثالونيدز

هى مادة يفرزها مخ الانسان والحيوان بكميات قليلة . وهى مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور … وتعتبر هذه المادة هامة جدا لجسم الانسان … (خفض الكلسترول – التمثيل الغذائى – تقوية القلب – وضبط التنفس )

ويزداد افراز هذه المادة من مخ الانسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة
ثم يقل افرازها بعد ذلك حتى سن الستين . لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الانسان
اما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة . لذا اتجهت الانظار للبحث عنها فى النباتات
وقام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية والتى لها اكبر الاثر فى ازالة اعراض الشيخوخة …
فلم يعثروا عليها الا فى نوعين من النباتات
التين والزيتون . وصدق الله العظيم اذ يقول فى كتابة العظيم
والتين والزيتون (1) وطور سنين (2) وهذا البلد الامين (3) لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم (4) ثم رددناه اسفل سافلين

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

تفكر فى قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وارتباط هذا القسم بخلق الانسان فى احسن تقويم ثم ردوده الى اسفل سافلين
وبعد ان تم استخلاصها من التين والزيتون
وجد ان استخدامها من التين وحده او من الزيتون وحده
لم يعط الفائدة المنتظرة لصحة الانسان الا بعد خلط المادة المستخلصة من التين والزيتون معا …
قام بعد ذلك فريق العلماء اليابانى بالوقوف عند افضل نسبة من النباتين لاعطاء افضل تأثير
كانت افضل نسبة هى 1 تين 7 زيتون
قام الدكتور طه ابراهيم بالبحث فى القرأن الكريم فوجد انه ورد ذكر التين مرة واحدة اما الزيتون فقد ورد ذكره سته مرات ومرة واحدة بالاشارة ضمنيا فى سورة المؤمنون
( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين )
قام الدكتور / طه ابراهيم بارسال كل المعلومات التى جمعها من القرأن الكريم الى فريق البحث اليابانى
وبعد ان تأكدوا من اشارة ذكر كل ما توصلوا اليه فى القرأن الكريم منذ اكثر من 1445 عام
اعلن رئيس فريق البحث اليابانى اسلامه وقام فريق البحث بتسليم براءة الاختراع الى الدكتور / طه ابراهيم خليفة
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون (1) وطور سنين (2) وهذا البلد الامين (3) لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم (4) ثم رددناه اسفل سافلين (5) الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجرُ غير ممنون (6) فما يكذبك بعد بالدين (7) اليس الله بأحكم الحاكمين

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه 2024.

في الجمع بين أحاديث

صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه السـؤال:

ما الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان، وكيف يدفع التعارض مع ما جاء من النهي في صوم النصف الثاني من شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثرَ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»(1)، وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: «كَانَ لاَ يَصُوم فِي السَنَةِ شَهْرًا تامًّا إِلاَّ شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»(2).
ويُحمَل صيام الشهر كُلِّه على معظمه؛ لأنَّ «الأَكْثَرَ يَقُومُ مَقَامَ الكُلِّ»، وإن كان اللفظ مجازًا قليلَ الاستعمال والأصلُ الحقيقة، إلاَّ أنَّ الصارف عنها إلى المعنى المجازي هو ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»(3). وعنها رضي الله عنها قالت: «وَلاَ صَامَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ مُنْذُ قَدِمَ المدينَةَ غَيْرَ رَمَضَانَ»(4)، ويؤيِّده حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ»(5).
والحكمة في إكثاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان؛ لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وكان النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم يحب أن يُرفع عمله وهو صائم، كما ثبت من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(6).
ولا يُمنع أن تكون أيام التطوُّع التي اشتغل عن صيامها لسفرٍ أو لعارضٍ أو لمانعٍ اجتمعت عليه فيقضي صومَها في شعبان رجاءَ رفع عمله وهو صائم، وقد يجد الصائم في شعبان -بعد اعتياده- حلاوةَ الصيام ولذَّتَه فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وتكون النفس قد ارتاضت على طاعة الرحمن (7).
هذا، وينتفي التعارض بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعية صوم معظم شعبان واستحبابه وما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَى يَكُونَ رَمَضَان»(8)، وكذلك النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»(9).
فيُدفع التعارض بما ورد من الاستثناء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: «إِلاَّ أَنْ يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَه فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»، أي: إلاَّ أن يوافق صومًا معتادًا (10)، كمن اعتاد صوم التطوُّع: كصوم الاثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثة أيام من كلِّ شهر، وعليه فإنَّ النهي يحمل على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده (11)، أي: من صيام التطوع.
ويُلحق بهذا المعنى: القضاءُ والكفارة والنذر سواء كان مطلقًا أو مقيَّدًا إلحاقًا أولويًّا لوجوبها؛ ذلك لأنَّ الأدلة قطعية على وجوب القضاء والكفارة والوفاء بالنذر، وقد تقرَّر-أصوليًا- أنَّ القطعي لا يُبطِلُ الظني ولا يعارضه(12).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 20 رجب 1445هـ
الموافق ﻟ: 12 يوليو 2024م
منقول من موقع الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله.
………………………… ………………………… ………………………… ………………………… ……………………….
١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٢- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب فيمن يصل شعبان برمضان: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب وصال شعبان برمضان: (736)، وأحمد: (6/311)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «صحيح أبي داود»: (2336).

٣- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٤- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، والنسائي كتاب «الصيام»: (2349)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

٥- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1157)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

٦- أخرجه النسائي كتاب «الصيام»، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم: (2357)، وأحمد: (5/201)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «الإرواء»: (4/103).

٧- انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب: (135).

٨- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب في كراهية ذلك: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان: (738)، وابن ماجه كتاب «الصيام»، باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم إلا من صام صوما فوافقه: (1651)، وأحمد: (2/442)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (397).

٩- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين: (1/457)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/483)، رقم: (1082)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

١٠- انظر: «المجموع» للنووي: (6/400).

١١- انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (4/215)، و«سبل السلام» للصنعاني: (2/349).

١٢- انظر عدم تعارض القطعي مع الظني في: «شرح الممتع» للشيرازي: (2/950-951)، «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي: (1/215)، «المنهاج» للباجي: (120)، «شرح تنقيح الفصول» للقرافي: (421).

جزاك الله خيرا ونفع الله بك اخي الحبيب ابو ليث
شكرا لك على النقل الطيب
وجعلنا الله واياكم من الصائمين التائبين العاكفين الراكعين …
واصل لنواصل اخي الكريم
جزاك الله خيراً

بارككم الله

واصل

سلامي

اللهم بلغنا لصيام ما تيسر من اوله

مشكووور ابا ليث
.
.
.

سيفوووووووووووووووو*

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنابي 23 القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خيرا ونفع الله بك اخي الحبيب ابو ليث
شكرا لك على النقل الطيب
وجعلنا الله واياكم من الصائمين التائبين العاكفين الراكعين …
واصل لنواصل اخي الكريم
القعدة القعدة

سأواصل ما تواصلتم باذن الله، و ما أصابني أثر صالح دعائكم بالتوفيق للخير والهدى، بارك الله فيك أيها الحبيب.

بارك الله بك أخي وجعله في ميزان

حسناتك

اللهم أاامين، بارك الله فيكم.

ما جاء في صيام عشر ذي الحجة من أحاديث والجمع بينها/ ابن باز رحمه الله 2024.

ما جاء في صيام عشر ذي الحجة من أحاديث والجمع بينها/ ابن باز رحمه الله
س / روى النسائي في سننه عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدع ثلاثاً: ((صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة)). وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قولها: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط)). وفي رواية: ((لم يصم العشر قط)). وقد ذكر الشوكاني في الجزء الرابع ص 324 من نيل الأوطار قول بعض العلماء في الجمع بين الحديثين، حديث حفصة، وحديث عائشة، إلا أن الجمع غير مقنع، فلعل لدى سماحتكم جمعاً مقنعاً بين الحديثين؟

ج / قد تأملت الحديثين واتضح لي أن حديث حفصة فيه اضطراب، وحديث عائشة أصح منه. والجمع الذي ذكره الشوكاني فيه نظر، ويبعد جداً أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر ويخفي ذلك على عائشة، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين من كل تسعة أيام؛ لأن سودة وهبت يومها لعائشة، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع. ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم. وقد دلَّ على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح. فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه. وهذا يتأيد بحديث حفصة وإن كان فيه بعض الاضطراب، ويكون الجمع بينهما على تقدير صحة حديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته. والله ولي التوفيق.
من أسئلة مقدمة لسماحته من ع . س . م . وقد أجاب عنها سماحته بتاريخ 7/2/1414هـ – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر

بورك فيك على الافادة …
وفيكم بارك الله اخي الكريم
بارك الله

نسأل الله ان يتقبل طاعاتنا

بارك الله فيك على التوضيح
جزاك الله خيرا في ميزان حسناتك
في هده الايام يتقرب المسلم الى ربه بالطاعات
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال

بارك الله فيك.
لا تنسو التكبير في هذه الأيام فإن ذلك من السنن المهجورة.
ذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر و ابي هريرة رضي الله عنهما أنهما كانا يخرجان الى السوق فيكبران و يكبر الناس بتكبريهما.
الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله الله أكبر الله أكبر و لله الحمد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا
الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد اللله أكبر و أجل الله أكبر على ما هدانا.
وفق الله الجميع الى ما فيه رضاه.
بارك الله فيك و جزاك الله خير الجزاء
ونفع الله بك كما نفعتنا و جعل ما طرحت لنا في ميزان حسناتك

القعدة

وقت الجمع بين الصلاتين 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّا الله طلبة العلم

وقت الجمع بين الصلاتين

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :الجمع بين الصلاتين في أول الوقت أو آخره، الأمر في الجمع واسع، فقد دل الشرع المطهر على جوازه في وقت الأولى والثانية أو بينهما؛ لأن وقتهما صار وقتا واحدا في حق المعذور كالمسافر، والمريض، ويجوز الكلام بين الصلاتين المجموعتين بما تدعو له الحاجة، وأما الوتر فيدخل وقته من حين الفراغ من صلاة العشاء، ولو كانت مجموعة مع المغرب جمع تقديم، وينتهي بطلوع الفجر.


ونسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه وأن يثبتنا وإياكم عليه حتى نلقاه، إنه جواد كريم. والله الموفق.


مجموع فتاوى ابن باز(12/282)
بارك الله فيك

بارك الله فيك

هل يجوز الجمع بين صيام الست من شوال و القضاء بنفس النية ؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال: هل يجوز أن أصوم الستة أيام من شوال بنفس النية بقضاء الأيام التي أفطرت فيها في رمضان بسبب الحيض ؟

الإجابة: الحمد لله
لا يصح ذلك ، لأن صيام ستة أيام من شوال لا تكون إلا بعد صيام رمضان كاملاً.
قال الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الصيام " (438) :
"من صام يوم عرفة ، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح ، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة ، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء ، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان ، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر) ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتى يكمل القضاء"

المصدر موقع و ذكر

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

آهلا حبيبتي
مشكورة بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيني القعدة
القعدة
القعدة

آهلا حبيبتي
مشكورة بارك الله فيك

القعدة القعدة

و فيك تبارك الله
شكرا على مرورك

بارك الله فيك و جزاك الجنة

مشكورة اختي على الإفادة الموضوع جا في وقته البارح برك كنت نسقسي في صحبتي عليه

بارك الله فيك و جزاك الجنة

بآرك الله فيكي اختي وجزآكي كل خير

بآرك الله فيك

وعليكم السلام

بارك الله فيك أختي في ميزان حسناتك

شكرا على الفائدة

في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن صوم النصف الثاني منه. 2024.


السـؤال:
ما الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان، وكيف يدفع التعارض مع ما جاء من النهي في صوم النصف الثاني من شهر شعبان؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثرَ مِنْ شَعْبَانَ، وَكَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»(1)، وعن أُمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: «كَانَ لاَ يَصُوم فِي السَنَةِ شَهْرًا تامًّا إِلاَّ شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ»(2).
ويُحمَل صيام الشهر كُلِّه على معظمه؛ لأنَّ «الأَكْثَرَ يَقُومُ مَقَامَ الكُلِّ»، وإن كان اللفظ مجازًا قليلَ الاستعمال والأصلُ الحقيقة، إلاَّ أنَّ الصارف عنها إلى المعنى المجازي هو ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآله وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»(3). وعنها رضي الله عنها قالت: «وَلاَ صَامَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ مُنْذُ قَدِمَ المدينَةَ غَيْرَ رَمَضَانَ»(4)، ويؤيِّده حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ»(5).

والحكمة في إكثاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم من صوم شعبان؛ لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وكان النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم يحب أن يُرفع عمله وهو صائم، كما ثبت من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(6).
ولا يُمنع أن تكون أيام التطوُّع التي اشتغل عن صيامها لسفرٍ أو لعارضٍ أو لمانعٍ اجتمعت عليه فيقضي صومَها في شعبان رجاءَ رفع عمله وهو صائم، وقد يجد الصائم في شعبان -بعد اعتياده- حلاوةَ الصيام ولذَّتَه فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط وتكون النفس قد ارتاضت على طاعة الرحمن(7).
هذا، وينتفي التعارض بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعية صوم معظم شعبان واستحبابه وما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَى يَكُونَ رَمَضَان»(8)، وكذلك النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»(9).
فيُدفع التعارض بما ورد من الاستثناء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: «إِلاَّ أَنْ يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَه فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْم»، أي: إلاَّ أن يوافق صومًا معتادًا(10)، كمن اعتاد صوم التطوُّع: كصوم الاثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثة أيام من كلِّ شهر، وعليه فإنَّ النهي يحمل على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده(11)، أي: من صيام التطوع.
ويُلحق بهذا المعنى: القضاءُ والكفارة والنذر سواء كان مطلقًا أو مقيَّدًا إلحاقًا أولويًّا لوجوبها؛ ذلك لأنَّ الأدلة قطعية على وجوب القضاء والكفارة والوفاء بالنذر، وقد تقرَّر-أصوليًا- أنَّ القطعي لا يُبطِلُ الظني ولا يعارضه(12).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 20 رجب 1445هـ
الموافق ل: 12 يوليو 2024م.

1- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
2- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب فيمن يصل شعبان برمضان: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب وصال شعبان برمضان: (736)، وأحمد: (6/311)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «صحيح أبي داود»: (2336).
3- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صوم شعبان: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1156)، والنسائي كتاب «الصيام»: (2349)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
5- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره: (1/471)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/513) رقم: (1157)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
6- أخرجه النسائي كتاب «الصيام»، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم: (2357)، وأحمد: (5/201)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «الإرواء»: (4/103).
7- انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب: (135).
8- أخرجه أبو داود كتاب «الصوم»، باب في كراهية ذلك: (2/521)، والترمذي كتاب «الصوم»، باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان: (738)، وابن ماجه كتاب «الصيام»، باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم إلا من صام صوما فوافقه: (1651)، وأحمد: (2/442)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «صحيح الجامع»: (397).
9- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين: (1/457)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/483)، رقم: (1082)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
10- انظر: «المجموع» للنووي: (6/400).
11- انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (4/215)، و«سبل السلام» للصنعاني: (2/349).
12- انظر عدم تعارض القطعي مع الظني في: «شرح الممتع» للشيرازي: (2/950-951)، «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي: (1/215)، «المنهاج» للباجي: (120)، «شرح تنقيح الفصول» للقرافي: (421).

الفتوى السابقة مقتبسة من موقع العلامة الشيخ محمد علي فركروس
السلام عليكم ورحمة الله

مباركون على التذكرة القيمة

جعلها الله لكم من الصدقات الجارية والحسناات

دمتم بطيب

والسلام عليكم..

مسألة القصر والجمع للمسافر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

السؤال:
جزاكم الله خير يا شيخنا، وهذا السؤال الثَّامن من الإمارات؛

يقول السائل: أنا مُسَافرٌ مرافقٌ لأمِّي ولابنتي للعلاج بالخارج، وقد أكملتُ سنةً وشهرًا تقريبًا وأنا أجمع وأقصر في الصلاة طوال السَّنة، وقد اختلفَ عليَّ الأمرُ مع كثرةِ النقاشاتِ مع إخواني المسلمين في حقِّ الجمعِ والقصر، علمًا أَنِّي أملك إقامًة في هذا البلد الأجنبيّ تتجدَّد كلَّ ثلاثة أشهر، ولكن لم يتم تحديد انتهاء فترة العلاج بالتحديد، ولا يوجد إلَّا مسجد واحد في هذه المنطقة التي أقطن فيها، ويبعد عنِّي بالوقت ربع ساعةٍ وأحيانًا أكثر، أطلب منكم – فضلًا – إيضاح المسألة في موضوع الجمع والقصر في الصلاة.

الجواب:
· أولًا: أنتَ مسافر لأنَّك لا تدري متى ينتهي علاج مُرافِقَتَيْك، وهما: ابنتك وأمك، فأنتَ مُسافر.

· ثانيًا: إذا صَلَّيْتَ مع المسلمين فأَتِم، صلِّ بصلاتهم ولا تَقصر في هذه الحالة.

· الأمر الثّالث: إذا صَلَّيْتَ في مَسْكَنِك الذي تسكن فيه، فلكَ القصْر، قصْرُ الرُّباعيّة: الظُّهر والعصر والعشاء، لكَ قَصْر هذه الصلوات، ولكَ الجَمعُ عند الحاجة، مثل أن تعودَ من أشغالك خارج المنزل مُرهقًا وتخشى من أن تنامَ عن صلاة العصر مثلًا؛ فإنِّك تجمعُها جَمعَ تقديم، تُصَلِّي الظُّهر والعصر جَمعَ تقديم مقصورتين، هكذا المغرب والعشاء لو عدتَ وقت المغرب وتخشى أنَّك يَغْلِبُ عليك النَّوم فتفوتك صلاة العشاء، لكَ الجمعُ تقديمًا؛ تُصَلِّي المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين.

لكن ها هنا سؤال؛ هل تسمعُ النِّداء؟ هل تسمع الأذان المُجَرَّد دون مُكَبِّر صوت؟ فإن كنت تسمعه فأجِبْ الدَّاعي، أَجِب الأذان، وَصَلِّ مع المسلمين صلاةً تامَّة، وإن كنتَ لا تسمعه؛ فأنتَ في فُسحةٍ من أمرك، لكَ أن تُصَلِّي في دارك ولا تحضر الجماعة، وحضور الجماعةِ خير. نعم.

الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

ما جاء في صيام عشر ذي الحجة من أحاديث والجمع بينها/ ابن باز رحمه الله 2024.

ما جاء في صيام عشر ذي الحجة من أحاديث والجمع بينها/ ابن باز رحمه الله
س / روى النسائي في سننه عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدع ثلاثاً: ((صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة)). وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قولها: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط)). وفي رواية: ((لم يصم العشر قط)). وقد ذكر الشوكاني في الجزء الرابع ص 324 من نيل الأوطار قول بعض العلماء في الجمع بين الحديثين، حديث حفصة، وحديث عائشة، إلا أن الجمع غير مقنع، فلعل لدى سماحتكم جمعاً مقنعاً بين الحديثين؟

ج / قد تأملت الحديثين واتضح لي أن حديث حفصة فيه اضطراب، وحديث عائشة أصح منه. والجمع الذي ذكره الشوكاني فيه نظر، ويبعد جداً أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر ويخفي ذلك على عائشة، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين من كل تسعة أيام؛ لأن سودة وهبت يومها لعائشة، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع. ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم. وقد دلَّ على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح. فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه. وهذا يتأيد بحديث حفصة وإن كان فيه بعض الاضطراب، ويكون الجمع بينهما على تقدير صحة حديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته. والله ولي التوفيق.
من أسئلة مقدمة لسماحته من ع . س . م . وقد أجاب عنها سماحته بتاريخ 7/2/1414هـ – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
نقول لمن كتب هذه السطور
بعطر والورد والبخور
وعطرة في أرجائه يجول
كتبتي موضوع في قمة الروعـــــــة
جزيت خيرا إن شــــــــاء الله