[صوتية وتفريغها]كشف الرأس طريقة مأخوذة من الغرب للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله 2024.

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ والصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا محمد و عَلَى آله وصحبه وسلَّم
أمّا بعدُ

فهذا تفريغٌ لـــ " مسائل يجب أنْ يتنبّهَ لها السلفيونَ خاصةً" "خاص بشبكة الورقات السلفيّة ثبتَها اللهُ على السُنّة "
التفريغ :
العلامة الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخليّ – حفظه الله تعالى – :
مرحبًا بكم ، وقبلَ الحديثِ أقدِمُ نصيحةٍ لإخواني وأبْنائي أرى رؤوسًا كثيرةً مكشوفةً ، وهذه الطريقةُ مأخوذةً مِنَ الغربِ ، وعلى السلفيّ أنْ يُخَالِفَ أعداءَ اللهِ ، الذينَ قامَ الدينُ على مخالفتِهم ومنابذةِ عاداتِهم وتقاليدِهم الفاسِدَةِ ، فلا نُقلِدنّ أعداءَ اللهِ في هذهِ الظاهِرةِ ولا في غيرها ، كثير مِنَ المسلمِينَ يتشَبَهونَ تشبُهًا كاملًا […] للغرب ،لليهودِ والنصارى والعلمانيّين والشيوعيّينَ ، حتى إنكَ في بعضِ البلدانِ لا تفَرقُ بينَ المسلمِ واليهودِ والنصرانيّ – يعني – في اللباسِ (( ومَنْ تشَبَهَ بقومٍ فهو مِنْهم ))فلا نتشَبَّه بأعداءِ اللهِ – عزَّ وجلَّ – في شيءٍ مِنَ الأشياءِ لا في العقائدِ ولا في العباداتِ ولا في العاداتِ و لا في غيرها – باركَ اللهُ فيكَ – هذهِ مسألةٌ يجب أنْ يتنبّهَ لها السلفيونَ خاصةً ولا يجارونَ عوامَ النّاسِ وجهلةَ النّاسِ ، وعليهم أنْ يخالِفوا هؤلاءِ الجهلةِ ويعلِمونهم الطريقَةِ الإسلاميةِ في هذا البابِ وفي غيرهِ


المسألةِ الثانيةِ :
أظنُّ والله أعلم ، أرجو أنْ يكونَ ظنّي هذا خاطِئًا أنّ كثيرًا مِنَ الشبابِ السلفيّ يتساهلونَ في السُنَنِ ، في السُنَن في النوافلِ بعد المكتوباتِ ، فهل صليتم سُنّةَ المَغْرِبِ لمّا تسارعتم في المجيء لهذا المكانِ ،صليتم صلاة المغرب ؟أسألكم ، ها ؟ لا تتساهلون فيها ، لا تتساهلون فيها ،لا في سنّة المغرب ولا العشاء ولا تضيعونَ غيرها ،لا تتساهلونَ فيها فإنّ التساهلَ في السُننِ يؤدِّي إلى التساهلِ في الواجِباتِ ،فحافظوا على هذهِ السُنَنِ فإنّها سدٌّ منيعٌ في وجهِ الشيطانِ – باركَ اللهُ فيكم – وحاجزٌ منيعٌ يمنَعُهُ مِنْ أنْ يتَسَلّطَ عليكم لتتساهلوا بالفروضِ والواجِباتِ ، وفقكم اللهُ وسدّدَ خطاكم ، وعليكم بسُنّةِ النبيّ – صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ – فبدونها لا يتمّ الدِّين ،عضّوا عليها بالنَّواجِدِ ، وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور ، فإنّ كلّ محدثةٍ بدْعة وكلّ بدْعةٍ ضلالةٍ ، أنا أستَقْسِمُ(1) كلّ سلفيّ أنْ يتمسكَ بِسُنّةِ النبيّ – صلى اللهُ عليهِ وسَلّمَ – وهديهِ وأخْلاقهِ – عليهِ الصلاةِ والسلام – المسلمُ لا يشرعُ له بكشفِ الرأسِ إلا في الحجِّ أو العُمْرةِ أمّا بعدها لا – باركَ اللهُ فيكم – بعدها لا.

وفقكم الله وتبّثنا وإيّاكم على السُنّة. تفريغ بنت عمر
___________________________
(1) أستقْسِمُ كلّ سلفيّ أي: أطلبُ مِنه أنْ يقسمَ على كذا وكذا ، منَ القسم وهمزة أستَقْسِمُ همزة مضارعةوأحرف الزيادة " أ، ســ ، تــ " تبيّنُ قوة الطلبِ والإلحاحِ فيه وهذا يتضح بالمقارنة بين الفعل قبل هذا الأحرف ومعها ولكَ أنْ تلاحظ ذلك " اقسمه : استقْسمه "
المصدر
لتحميل المادة الصوتية

ترجمة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي 2024.

اسمه ونسبه

هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي . من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده

ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية

لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .

وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:

سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.

وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه

يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته

هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومؤلفاته هي:

بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية – مجلد.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
"تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
مكانة أهل الحديث .
منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
مذكرة في الحديث النبوي .
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
" الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد .
مجازفات الحداد .
المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
" جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
النصر العزيز على الرد الوجيز .
التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
دحض أباطيل موسى الدويش .
إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .

انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا . ( ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر ) .
حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . ( مقال نشر في جريدة القبس الكويتية ) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).

وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي" وتجده في صفحات مشرقة من موقع الشيخ ربيع.

نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

بارك الله فيك على الموضوع القيم
وفيك بركة اخي
ذاك الامام الهمام، حامل لواء الجرح و التعديل بشهادة الأئمة الأعلام، شوكة في حلق أعداء السنة اللئام، فكان حقا أن يدعى له بكل خير، ويدفع عن عرضه كل شر، مما ألصقة به الكذبة الغواة أهل الافك و الزيف و الباطل.
حفظك الله أخي، و أيدك و سددك.
حفظك الرحمان اخي ابوليث

السلام عليكم
يعطيك الصحة خويا على الترجمة

وعليكم السلام ..شكرا ..بارك الله فيك..واعاننا الله على اتباع الطريق المستقيم
جزاك الله خير اخي الكريم على هذه النبذه البسيطه للشيخ ربيع
الله ينفع بك
بارك الله فيكم
بوركت

وقفات مع سورة الزمر للشيخ ربيع المدخلي 2024.

وقفات مع سورة الزمر

للشيخ الدكتور/

ربيع بن هادي المدخلي

حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم :

في أحد مجالس رمضان لعام 1445 هـ
قال الشيخ ربيع حفظه الله لأحد الإخوة الحاضرين في المجلس:

اقرأ من قول الله تبارك تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) إلي آخر السورة(1).

فقرأ الأخ هذه الآيات:

( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، سورة الزمر.

وبعد قراءة الأخ لهذه الآيات شرع الشيخ/ ربيع – حفظه الله في الشرح والتعليق.

فقال:

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.

من فهم هذه الآيات،لم تدع مقالاً لقائل، وماذا سيكون كلامي حول هذه الآيات، إنه كلام الله.

في هذه الآيات تحذير الله تبارك وتعالى من الشرك فإنه أعظم الذنوب وأعظم الظلم، الله يتهدد عباده بأنهم إذا وقعوا في الشرك ليحبطن أعمالهم ، يقولها للأنبياء، إذا كان هذا الوعيد للأنبياء فكيف بالناس الاخرين.

( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ )، يا محمد ( وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ )، من الأنبياء، قيل لكل واحد منهم ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، هنا تظهر عظمة الله تبارك وتعالى وجلاله، ويتضاءل أمامه كل شيء سبحانه وتعالى، الأنبياء يهددهم الله ويهدد الملائكة ويهدد كل من يعصيه سبحانه وتعالى الجبار القاهر كل شيء يخضع لجلاله وعظمته ويذل أمامه سبحانه وتعالى، فلا يتعاظمه شيء سبحانه وتعالى ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، الشرك يبطل العمل ولو جئت بأعمال مثل الجبال وأشركت بالله عز وجل لذهبت هباءً، كل هذه الأعمال تذهب، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) الفرقان – آية 23، فلنحذر الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله، لنخلص الدين لله رب العالمين، نعرف التوحيد بتفاصيله، والشرك بتفاصيله، الشرك نعرف تفاصيله حتى لا نقع في شيء منه، والتوحيد نعرف تفاصيله حتى لا نقصر في شيء منه، قال تعالى: ( لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، ويا لها من خسارة، لأن عاقبة الشرك الخلود في النار ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء – الاية 47، ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان – الآية 13، والعياذ بالله كما في سورة لقمان إذ قال لقمان لابنه ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان – الآية 13 ، لا يتصوره العقل و لايدركه الخواطر عظيم، عظيم في غاية العظمة، ولذى يستحق صاحبه الخلود في النار أبد الآبدين، فنعوذ بالله من الشرك صغيره وكبيره، ودقيقه وجليله ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، أخلص الدين لله وحده سبحانه وتعالى ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ )، يعني هذا حصر العبادة لله، تقديم المعمول يقتضي الحصر مثل قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )، بل الله فاعبد، وحده سبحانه وتعالى، ولا تجعل له نداً لا من الملائكة ولا من الجن ولا من الإنس ولا من الأشجار بل أخلص له العبادة وحده، واعرف هذه العبادة، اعرف هذه العبادة حتى تعبد الله على علم، لا تعبده على جهل وضلال، ادرس هذه العبادة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، افهمها حق الفهم وتقرب بها الي الله لأنه ما خلقك إلا من أجلها، عبادة تقوم بها ما خلقك من أجل الدنيا فقط، خلق الدنيا للامتحان والابتلاء، يراك أتعبده وتشكره أو لا؟ ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) الملك – الآية 2، أحسن الناس عملاً : هو المخلص الموحد، هذا هو أحسن الناس عملاً الممتثل لأوامر الله والمنتهي عن نواهيه، ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، قرأت أمس في الشكر، الشكر إلتزام طاعة الله والثناء عليه، حمده والاعتراف بفضله ومنّه، وإدراك أنه لو أفنيت حياتك في عبادته ما جازيت أدنى نعمة من نعمه سبحانه وتعالى، فيجب أن تلهج بقلبك ولسانك وجوارحك بشكر الله تبارك وتعالى.

ثم قال عن الكفار الذين يعبدون غير الله ويتخذون معه أنداداً وللعصاة أيضاً ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الله العظيم الجليل، لو قدروه حق قدره ما عبدوا غير الله أبداً ولم يتخذوا معه أنداداً بل لما عصوه إطلاقاً، فما يعبد غير الله، أو يعصي أوامره إلا إنسان ما عظم الله، ولا قدره حق تقديره، وما عظمه حق تعظيمه، وما أجله حق إجلاله، سبحانه وتعالى، ثم برهن على عظمته، تصور ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )، هذا الذي يقبض الأرض والسموات بيمينه كيف يُعصى، الذي حاله بلغ من العظمة والقدرة والربوبية والإلوهية والجلال، إن السموات والأرض كحبة رمل في يد أحدنا وتعالى الله عن الأمثال، الكون كله في قبضته كل شيء يتضاءل أمام عظمته وجلاله، فكيف يُعصى من هذا شأنه، خلقك لعبادته وخلق هذا الكون وهذه قدرته وهذه عظمته وهذا جلاله كيف تعصيه، كيف تعصيه، يعني الإنسان يخاف من إنسان مثله يخاف من جندي ما يستطيع أن يخالف أوامره، جندي مثلك مخلوق ويبول ويتغوط ويمرض الي آخره وتخاف منه ولا تخاف الله عز وجل هذا العظيم الذي خلق هذا الكون ودبره والسموات مطويات بيمينه والأرض في قبضته كيف تعصيه سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى عما يشركون نزه نفسه كيف تتخذ معه أنداداً من الأصنام المنحوتة التي تصنعونها بأيديكم ومن الأحجار ومن الحيوانات، فيه ناس يعبدون القرود والخنازير إلي غير ذلك ( قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) عبس – الآية 17، ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) إبراهيم – الآية 34، إلي الله المشتكى، سبحانه تنـزه عما يشركون، شرك الربوبية وشرك الإلوهية، هناك أناس يقولون نحن مسلمون ويدّعون في مخلوقين ضعفاء مثلهم، أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ويكشفون الكروب، هؤلاء من المنتمين للإسلام فكيف بالنصارى واليهود والوثنيين وما قدر الله حق قدره وما قدر الله حق قدره.

قال تبارك وتعالى عن مآل هذا الكون ونهايته ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ )، مخلوق من مخلوقات الله يبلغ من القوة أن ينفخ نفخة واحدة فيهلك كل من في الكون إلا من شاء الله كلهم، ما أضعف الإنسان ما أضعف المخلوقات أمام عظمته سبحانه وتعالى، وهذا المخلوق إسرافيل ينفخ في آلة الصور، ينفخ فإذا بهم قد هلكوا، هذه نفخة الصعق وقبلها نفخة الفزع وتأتي بعدها نفخة البعث، نفخات ثلاث نفخة الفزع ونفخة الصور ( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ )، وهذه الصاعقة ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، يموتون كلهم الملائكة والإنس والجن إلا من شاء الله قالوا المستثنى هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الله فيكافئهم الله بهذه الحياة ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، وبعدها نفخة البعث ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )، يهلك الناس من الصعقة إلا من شاء الله ثم ينـزل الله مطراً كالطل أربعين سنة أو كذا ثم لما تتكامل الأجساد يأمر الله بالنفخ في الصور فتعود الأرواح إلي أجسادها بنفخة واحدة من مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.

( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا )، يأتي بعدها القضاء ، تتجلى الأرض بنوره وجلاله سبحانه وتعالى ويقضي بين العباد يأتي بالنبيين والشهداء، يأتي بالأنبياء فيشهدون على أممهم ويأتي بالشهداء من الملائكة يشهدون على الناس بما قدموا في هذه الحياة من أعمال صالحة أو طالحة، أعمال خير وأعمال شر لا يظلمون مثقال ذرة وتنصب الموازين وتدنوا الشمس من الناس وهم في الموقف حتى ما يكون بينها وبينهم إلا مقدار ميل، قال الراوي: لا أدري ميل المكحلة يعني الصغير أو ميل المسافة وينزل بالناس من الأهوال والكروب ما لا يعلمه إلا الله تبارك، وتعالى ويأتي الله لفصل القضاء فيحاسب عباده سبحانه وتعالى وتنصب الموازين ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة – الآية 7،8، وبعد ذلك يساق الكفار إلي النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، كل شكل مع شكله اليهودي مع اليهودي والنصراني مع النصراني والي آخر الملل والنحل، وتتبع كل أمة ما كانت تعبد إلي النار، ينظر الكفار إلي اليهود ماذا كنتم تعبدون قالوا، كنا نعبد عزير ابن الله قال كذبتم،كذبتم ما كنتم تعبدون، ثم يؤمر بهم إلي النار فيقولون ربنا عطشنا فاسقنا فيشار لهم إلي النار فإذا بها تحترق بعضها بعضاً فيتقاذفون فيها ويتواردون فيها، ويقال للنصارى ماذا كنتم تعبدون، فيقولون كنا نعبد عيسى ابن الله ،يقال لهم كذبتم ماذا تريدون قالوا عطشنا نريد أن تسقنا، فينظرون إلي النار فإذا هي كالسراب يحرق بعضها بعضاً فيتواردون فيها، هذا معنى الحديث، ويدخل الوثنيون وغيرهم من الملل الكافرة في النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا )،يسوقونهم كما تساق الحمير في غاية الذل في غاية الهوان إلي النار والعياذ بالله.

( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )، مغلقة إذا جاءوها فتحت أبوابها فجأة، يعني يلقون من الحر والهول ما لا يتصورنه، وكيف وتستقبلهم الملائكة؟ بالإهانات والتوبيخ والتبكّيت (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا )، هم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، اعترفوا ، في الأول في الحياة الدنيا كذبوا الرسل وسخروا بهم واستهزءوا بهم الأنبياء يتلون عليهم آيات الله والآيات والمعجزات الظاهرة تدل على عظمة الله وعلى إلوهيته وعلى صدق أنبيائه ورسله، استهزءوا وسخروا منهم وكذبوهم وقتلوا بعضهم و…. و…. إلي أخره (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ )، تبين إلوهيته وتوحيده وأنكم عباده يجب أن تعبدوه ويجب أن تؤمنوا بتشريعاته وتنقادوا لأوامره، ما جاءوكم حتى استحققتم هذا المصير؟ قالوا جاءوا ( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، هذا المصير: هذا المصير المهلك، قالوا الذين يعصي الله، ويكذب رسله مصيره النار ويصفون لهم هذه النار ويبينون لهم أهوالها، ويصفون لهم الجنة ويبينون لهم ما فيها من النعيم، من وحد الله فهذا جزاؤه ومن أشرك به وعصاه فهذا جزاؤه بينوا لهم كل شيء ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، يندم الآن لا ينفع الندم، ما ينفعهم إيمانهم والاعتراف والتصديق الآن ما ينفعهم، لان المؤمن: هو الذي يؤمن بالغيب ويتّبع الرسل ويصدقهم في كل ما يقولون، أما أن يكذب الرسل حتى إذا شاهدوا ما كانوا يكفرون به وتظهر لهم الحقائق كما هي قال آمنت هذا لا يقبل منه، (لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)، حتى في الدنيا، الذين كذبوا الرسل وجاءهم العذاب في الدنيا، فإذا شاهد العذاب قال آمنت لا ينفعهم إيمانهم فات الأوان يعني عندما شاهد الحقائق أمامه يصدق، أنت كنت تكذب الرسل عندهم الآيات والمعجزات والبراهين وأنت تكذبهم الآن تؤمن لا ينفعك إيمانك ( قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، هذه أظن يقولونها هم، ويمكن إن قالتها الملائكة لهم ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، كلمة العذاب كلمة الله عز وجل ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود – الآية 119، الله سبحانه وتعالى خلق الناس فريقين فريق في النار في السعير وفريق في الجنة فمن أراد الله به أن يكون شقياً ومن أهل النار عمل بأعمال أهل النار وصدقت فيه كلمة الله ووعده سبحانه وتعالى، ومن أراد له السعادة يسره لعمل أهل السعادة ودخول الجنة ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء – الآية 23، سبحانه وتعالى، الله خلق العباد وقسمهم قسمين أشقياء وسعداء، نطلب من الله بجد وإخلاص أن يجعلنا جميعاً من السعداء وأن يجنبنا طرق الضلالة والشقاء، ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ).
تقدم لكم بالأمس ان منشأ كل الضلالات والكبر والكذب- نسأل الله العافية- فبئس مثوى المتكبرين ما أقبح هذا المصير! هذا المتكبر هذا مصيره إنه أذل خلق الله وأحقرهم وأرذلهم مهما بلغ من المنـزلة في الدنيا وبلغ من الملك هذا مصيره بئس مثوى المتكبرين، لا أسوء ولا أبأس من هذا المصير المظلم المهلك السيئ جهنم أبد الآبدين ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا )، أبد الآبدين فبئس مثوى المتكبرين لا أسوء من هذا المثوى.

( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )، أفواجاً زمراً ، الأنبياء مع الأنبياء والصديقين مع الصديقين، الشهداء مع الشهداء، وهكذا كل شكل مع شكله مكرّمين معزّزين على نجائب حتى اذا جاءوها : جاءوا الجنة فتحت أبوابها، قال وفتحت أبوابها وجدوها مفتوحة، ما قال فتحت أبوابها لأنها فتحت فجأة، هنا وفتحت أبوابها والحال أنهم وجدوها مفتوحة لهم تكريماً لهم تنتظرهم ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ )، ما فيه توبيخ، سلام وإكرام وتبجيل وتبشير بالسلامة، ( طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، لأنهم عملوا الطيبات في الحياة الدنيا من الأعمال الصالحة كانت حياتهم طيبة بالتوحيد والإيمان والأعمال الصالحة وحب الله والتوكل عليه والشفقة على عباده وصلة الأرحام والبر وسائر الأعمال التي شرعها الله، فكانت حياتهم طيبة في الدنيا فجزاؤهم أن يحيوا الحياة الطيبة في الآخرة، وأولئك كانت أعمالهم سيئة فبئس مثوى المتكبرين.

(طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، الله أكبر ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، الله أعلم بأنهم آمنوا وعملوا الصالحات واتبعوا الرسل وقاموا بأوامره واجتنبوا نواهيه أن يدخلهم الجنة بعد أن رأوها وشاهدوها ودخلوها وتمتعوا بنعيمها ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ )، يعني أدناهم يمكن أن ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة، أدناهم وآخر من يخرج من النار ويدخل الجنة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ملك الله واسع سبحانه وتعالى وكرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، إيش العمل الذي عمله الإنسان! لكن الله كرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، احترم وأكرم الأنبياء وأكرم الحق يكرمك الله عز وجل، احترم الأنبياء واحترم ما جاءوا به وعظم الله حق تعظيمه وقدره حق قدره ترى جزاءً لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة – الآية 17، كم فيها من الحور كم فيها من القصور كم فيها من الجنان كم فيها من الأنهار من خمر من لبن من عسل ومن. . . ومن . . . ومن والخدم ( إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ) الإنسان – الآية 19، واللباس من الحرير ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) الإنسان – الآية 21، خمر لكن طهور ، في الدنيا نجس قذر أما ذاك فطهور، جزاء عظيم لا يخطر ببال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )، فاستعدوا أيها الإخوة وأعدوا لهذا اليوم ليكرمكم الله عز وجل بهذا الجزاء العظيم الذي وعدنا على ألسنة رسله، ونسأل الله ان يوفقنا لدخول الجنة والعمل لها ونقول ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، يسبحون بحمد ربهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا أن الله هو الغفور الرحيم هذا في الدنيا، وفي الآخرة يبقى الملائكة حافين بالعرش يسبحون بحمد ربهم، الله العظيم الجليل سبحانه له الدنيا وله الآخرة سيد هذا الكون وخالقه ومالكه ومدبره وكل من فيه خاضع لجلاله وعظمته ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) مريم – الآية 95.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لتعظيم ربنا وإجلاله، والقيام بما نستطيع من حقوقه، لأننا لا نستطيع أن نقوم بشكر أدنى نعمه فضلاً عن أن نقوم بشكر نعمه، ولكن عفوه أوسع ورحمته وسعت كل شيء.

نسأل الله أن يتغمدنا بواسع رحمته، وأن يتحفنا بنعمه وفضائله، إن ربنا لسميع الدعاء.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ترجمة موجزة لليخ ربيع بن هادي المدخلي 2024.

القعدة

السلامـ عليكمـ ورحمة الله
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ

اسمه ونسبه
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي . من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده
ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .

وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:
  • سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
  • صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
  • الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
  • الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.
وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه
يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته
هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومؤلفاته هي:
  1. بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
  2. النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
  3. تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
  4. تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية – مجلد.
  5. منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
  6. منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
  7. "تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
  8. كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
  9. صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
  10. مكانة أهل الحديث .
  11. منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
  12. أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
  13. مذكرة في الحديث النبوي .
  14. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
  15. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  16. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
  17. " الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد .
  18. مجازفات الحداد .
  19. المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
  20. " جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
  21. النصر العزيز على الرد الوجيز .
  22. التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
  23. بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
  24. التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
  25. دحض أباطيل موسى الدويش .
  26. إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
  27. انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
  28. النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
  29. الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا . ( ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر ) .
  30. حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . ( مقال نشر في جريدة القبس الكويتية ) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).
وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي" الترجمة من موقع الشيخ ربيع.
نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

منقول الامانة
من موقع الشيخ ربيع

القعدة
حفظ الله الشيخ ربيع السنة و أطال في عمره وجعله شوكة في حلوق المبتدعة

ولاننسى ربيع بن عمير *******إمام الجرح و التعديل فينا

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم .
السلام عليكم
حفظ الله اسد الاسود حامي السنة و مميت البدعة شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي
بارك الله فيك اخي

فتوى مقبل الوادعي وربيع المدخلي في محمد الغزالي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاوى إماما الجرح والتعديل
في العصراني العقلاني محمد الغزالي

بسم الله الرحمن الرحيم

أهم رموز تيار العصرانيين ومنظريه على اختلاف مستوياتهم . . .
ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .
. . . الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، الذي قرر فيه معتقده بقوله : (( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر )) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 : (( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! )) ، لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه " دستور الوحدة الثقافية .. " مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته : (( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ )) .(1)

* * *

فتاوى بعض العلماء في محمد الغزالي

1. فتوى الشيخ المحدث العلامة المحقق الأثري
أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله
محدث الديار اليمنية

(( قد يقول القائل محمد الغزالي من حُطّاب الليل ؟! ، محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لـحَكَمَ عليه بالزندقة ، الإمام أحمد قيل له كما في مقدمة " معرفة علوم الحديث " قيل له : إن أبي قتيلة يسخر من المحدثين ، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول : " هذا زنديق ، هذا زنديق ، هذا زنديق " ، ما ظنك بمن يسخر من حديث رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فهذا لو كان في زمان الإمام أحمد لـحُكِمَ عليه بالزندقة ، وإنني أحمَدُ الله سبحانه وتعالى فقد قام أهل السنة بِحَملة عليه وأصبح مسكين ، أصبح مسكين ماذا .. يدافع عن نفسه ويتقهقه .. ، ما قلت كذا وكذا .. أنا ما قلت .. ، وهكذا بعدما كان يضحك على الناس يأتي بالكلمة ويضحك بعدها على طلبة العلم المصريين الأفاضل الذين يتمسكون بالسنة ، فالحمد لله كُتبٌ قيِّمَة رُدَّت رأيت كتاباً لأخينا في الله سليمان العودة ، وآخر أيضا لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، وأُخبِرت أن الأخ ربيع بن هادي أخرج كتابا في الرد عليه2 ، احترق ، المهم احترق محمد الغزالي ، ما يهمني أنه ألف كتاب " السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، كنت وحدي أتصارع معه ، كنت وحدي أتصارع معه من أجل ماذا ؟! .. من أجل " هموم داعية " ، و" دستور الوحدة الثقافية " فلما أخرج هذا الكتاب قام من هو خير منّي وأقدر على دين الله منّي …
ثم بعد ذلك نسمع جهلة الإخوان المسلمين .. ، زارني بعضهم إلى هاهنا وقالوا لي ينبغي أن يُطعَن في الآراء المخالفة لا يُطعن في الرجل لأنه داعٍ إلى الله كبير ، قلت لهم ينبغي أن يُطعن في الرجل لأن كتبه قد أصبحت كالجرائد ، فنحن نطعن في كتاب ، ما ندري وقد أخرج كتاباً آخر(3) ، والله المستعان .
المهم يا إخوان .. ، الإخوان المسلمون لا نزكيهم في شيء ، إذا قالوا فلان بعثي ، أو شيوعي ، أو ناصري ، أو فاضل علامة يحفظ صحيح البخاري .. ، بعض الأوقات يُقّدِمُون رجلا يَمنيًا أمام الناس ما شاء الله هذا يحفظ صحيح البخاري ويحفظ الأمهات الستة .. ، يا إخواننا كلام فارغ ، كلام فارغ عند الإخوان المسلمين ، سقطتم .. سقطتم أيها الإخوان المسلمون ، سقطتم نعم .. ، وسقطت أفكاركم وسقط أيضا أتباعكم ، سقطتم ما دمتم تدافعون عن أصحاب الباطل ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أنتم دعاة إلى الله أم أنتم دعاة إلى الكراسي ؟!! ، إن كنتم دعاة إلى الله لا تجادلوا عن صاحب باطل ، إنكم إذا جادلتم عن صاحب باطل ستكنون شركاء ، والله المستعان )) .
* * *

2. فتاوى الشيخ المحدث العلامة المحقق الأثري الإمام
د. أبي محمد ربيع بن هادي عمير المدخلي – حفظه الله
إمام وحامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر ورئيس قسم الكتاب والسنة بالجامعة الإسلامية سابقا

الفتـوى الأولى :
س : (( هل يعتبر تخريج الشيخ الألباني لكتب الغزالي ، والقرضاوي ، وسيّد سابق وغيرهم تزكية لهم ؟ ، مع وجود كتب أفضل ؟! )) .
جـ : (( إنما الأعمال بالنيات ، الظاهر أن الرجل(4) – جزاه الله خيراً – وجد رواجاً لهذا الكتب ، والناس يلتهِمُونَهَا في مشارق الأرض ومغاربها بناءاً على دعايات طويلة عريضة لمثل هذه الأشخاص ، فأراد أن يخفف من الشّر ، فإن الشّر الأصل فيه إزالته ، فإن لم تستطع إزالته فخفّفه هذا الشّر ، _ فالله أعلم _ نيته تخفيف شّر ما في هذه الكتب ، فيها كتب موضوعة ، فيها كتب تحلل الحرام وتحرم الحلال ، وكذا ، وكذا ، فأراد أن يخفف من شّر هؤلاء ، فالظاهر أن هذا دافع هذا الرجل ، وليس المراد تزكيتهم ، فهذا هو حسن الظن بالعلماء الأفاضل ، لا الاتهامات الفارغة )) .(5)

الفتـوى الثانية :
س : (( لقد ذكرتم بدع سيّد قطب في المحاضرة ، فماذا بشأن الغزالي والقرضاوي ؟ ، حيث أنهم يُمَجَّدون من قِبل شبابنا ، فنرجوا توضيح أمرهم ؟ )) .
ج : (( الغزالي هو من زمان يطعن في أهل السنّة ، من سنوات طويلة يطعن فيهم ، ويطعن في أهل الحديث ، كنا ننتظر من الناس يردون عليه ، ما أحد رد عليه ، أخيرا طغى وبغى وغـلى وغلى ، طَلَّعَ كتاب كله طعن في الحديث وأهله ، حيث العلمانيين ما تحملوا راحوا يردون عليه ، رددت عليه ، وردّ عليه سلمان العودة ، وردّ عليه عائض القرني ، وردّ عليه -أحدٌ- علماني ، كل النّاس ردّوا عليه ، لأنه تجاوز الحدود ، نسأل الله .. ، فاسد .. ، والله ناس علمانيين ردّوا عليه ما تحملوا خبثه وعدوانه على الحديث وأهله ، فقيَّد الله المسلمين وغير المسلمين للرد على هذا المبتدع الضال ، والقرضاوي الآن يسلك مسلك الغزالي إلا أنه أمكر منه )) .(6)

الحواشي و التعليقات :

(1) نقلا من مقال بموقع " شبكة البرق السلفية " بعنوان : " أهم رموز تيار العصرانيين و منظريه على اختلاف مستوياتهم " بمشاركة الأخ " سيف الجزيرة " .
2 الكتاب بعنوان : " كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه " .
(3) قصد الشيخ – رحمه الله – أنه لما ينتقد أهل العلم كتاب من كتب الغزالي إلا وفي نفس الوقت قد ألف كتاباً آخَرَ أشد وأطَّمَ من الذي قبله .
(4) قصده الألباني _ رحمه الله _ .
(5) من شريط بعنوان " الفرقة الناجية أصولها وعقائدها " تسجيلات مجالس الهدى .
(6) نفس المصدر السابق .

وقفات مع سورة الزمر للشيخ الدكتور ربيع المدخلي حفظهالله 2024.

وقفات مع سورة الزمر للشيخ الدكتور ربيع المدخلي حفظهالله " "
وقفات مع سورةالزمرللشيخ الدكتور/
ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم :
في أحد مجالس رمضان لعام 1445 هـ
قال الشيخ ربيع حفظه الله لأحد الإخوة الحاضرين في المجلس:
اقرأ من قول الله تبارك تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) إلي آخر السورة(1).
فقرأ الأخ هذه الآيات:
( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْأَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًاقَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَفِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْشَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَالْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّوَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69)وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَاعَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ(70) وَسِيقَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْأَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُم ْهَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سلام عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَاالأر ضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُالْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْحَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، سورة الزمر.
وبعدقراءة الأخرهاذه الآيات شرع الشيخ/ ربيع – حفظه الله في الشرح والتعليق.
فقال:
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبعهداه.
من فهم هذه الآيات،لم تدع مقالاً لقائل، وماذا سيكون كلامي حول هذه الآيات، إنه كلام الله.
في هذه الآيات تحذير الله تبارك وتعالى من الشرك فإنه أعظم الذنوب وأعظم الظلم، الله يتهدد عباده بأنهم إذا وقعوا في الشرك ليحبطنأ عمالهم ، يقولها للأنبياء، إذا كان هذا الوعيد للأنبياء فكيف بالناس الاخرين.
( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ)، يا محمد (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ)، من الأنبياء، قيل لكل واحد منهم ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، هنا تظهر عظمة الله تبارك وتعالى وجلاله، ويتضاءل أمامه كلشيء سبحانه وتعالى، الأنبياء يهددهم الله ويهدد الملائكة ويهدد كل من يعصيه سبحانه وتعالى الجبار القاهر كل شيء يخضع لجلاله وعظمته ويذل أمامه سبحانه وتعالى، فلايتعاظمه شيء سبحانه وتعالى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّعَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، الشرك يبطل العمل ولو جئتب أعمال مثل الجبال وأشركت بالله عز وجل لذهبت هباءً، كل هذه الأعمال تذهب، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًمَنْثُورًا) الفرقان – آية 23، فلنحذر الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله،لنخلص الدين لله رب العالمين، نعرف التوحيد بتفاصيله، والشرك بتفاصيله، الشرك نعرف تفاصيله حتى لا نقع في شيء منه، والتوحيد نعرف تفاصيله حتى لا نقصر في شيء منه، قال تعالى: ( لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، ويا لها من خسارة، لأن عاقبة الشرك الخلود في النار ( إِنَّاللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء – الاية 47، (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13، والعياذ بالله كما في سورة لقمان إذ قال لقمان لابنه ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13 ، لا يتصوره العقل ولايدركه الخواطر عظيم، عظيم في غاية العظمة، ولذى يستحق صاحبه الخلود في النار أبدالآبدين، فنعوذ بالله من الشرك صغيره وكبيره، ودقيقه وجليله (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، أخلص الدين لله وحده سبحانه وتعالى ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ)، يعني هذا حصرالعبادة لله، تقديم المعمول يقتضي الحصر مثل قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، بل الله فاعبد، وحده سبحانه وتعالى، ولا تجعل له نداً لا من الملائكة ولا من الجن ولا من الإنس ولا من الأشجار بل أخلص له العبادة وحده، واعرف هذه العبادة، اعرف هذه العبادة حتى تعبد الله على علم، لا تعبده على جهل وضلال،ادرس هذه العبادة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، افهمها حق الفهم وتقرب بها الي الله لأنه ما خلقك إلا من أجلها، عبادة تقوم بها ما خلقك من أجلال دنيا فقط، خلق الدنيا للامتحان والابتلاء، يراك أتعبده وتشكره أو لا؟ (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك – الآية 2، أحسن الناس عملاً : هو المخلص الموحد،هذا هو أحسن الناس عملاً الممتثل لأوامر الله والمنتهي عن نواهيه، ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، قرأت أمس في الشكر، الشكر إلتزام طاعة الله والثناء عليه، حمده والاعتراف بفضله ومنّه، وإدراك أنه لو أفنيت حياتك فيعبادته ما جازيت أدنى نعمة من نعمه سبحانه وتعالى، فيجب أن تلهج بقلبك ولسانك وجوارحك بشكر الله تبارك وتعالى.
ثم قال عن الكفار الذين يعبدون غير الله ويتخذون معه أنداداً وللعصاة أيضاً ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) الله العظيم الجليل، لو قدروه حق قدره ما عبدوا غير الله أبداً ولم يتخذوا معه أنداداً بل لما عصوه إطلاقاً، فما يعبد غير الله، أو يعصي أ وامره إلا إنسان ما عظم الله، ولا قدره حق تقديره، وما عظمه حق تعظيمه، وما أجله حق إجلاله، سبحانه وتعالى، ثم برهن على عظمته، تصور (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)، هذا الذي يقبض الأرض والسموات بيمينه كيف يُعصى، الذي حاله بلغ من العظمة والقدرة والربوبية والإلوهية والجلال، إن السموات والأرض كحبة رمل في يد أحدناوتعالى الله عن الأمثال، الكون كله في قبضته كل شيء يتضاءل أمام عظمته وجلاله، فكيف يُعصى من هذا شأنه، خلقك لعبادته وخلق هذا الكون وهذه قدرته وهذه عظمته وهذا جلاله كيف تعصيه، كيف تعصيه، يعني الإنسان يخاف من إنسان مثله يخاف من جندي ما يستطيع أنيخالف أوامره، جندي مثلك مخلوق ويبول ويتغوط ويمرض الي آخره وتخاف منه ولا تخاف الله عز وجل هذا العظيم الذي خلق هذا الكون ودبره والسموات مطويات بيمينه والأرض فيقبضته كيف تعصيه سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى عما يشركون نزه نفسه كيف تتخذ معه أنداداً من الأصنام المنحوتة التي تصنعونها بأيديكم ومن الأحجار ومن الحيوانات، فيها من يعبدون القرود والخنازير إلي غير ذلك ( قُتِلَ الْإِنْسَان ُمَا أَكْفَرَهُ) عبس – الآية 17، ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم – الآية 34، إلي الله المشتكى، سبحانه تنـزهعما يشركون، شرك الربوبية وشرك الإلوهية، هناك أناس يقولون نحن مسلمون ويدّعون في مخلوقين ضعفاء مثلهم، أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ويكشفون الكروب، هؤلاءمن المنتمين للإسلام فكيف بالنصارى واليهود والوثنيين وما قدر الله حق قدره وما قدرالله حق قدره.
قال تبارك وتعالى عن مآل هذا الكون ونهايته (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)، مخلوق من مخلوقات الله يبلغ من القوة أن ينفخ نفخة واحدة فيهلك كل من في الكون إلا من شاء الله كلهم، ما أضعف الإنسان ما أضعف المخلوقات أمام عظمته سبحانه وتعالى، وهذا المخلوق إسرافيل ينفخ في آلة الصور، ينفخ فإذا بهم قد هلكوا، هذه نفخةالصعق وقبلها نفخة الفزع وتأتي بعدها نفخة البعث، نفخات ثلاث نفخة الفزع ونفخةالصور (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)، وهذه الصاعقة (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْفِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)،يموتون كلهم الملائكة والإنس والجن إلا من شاء الله قالوا المستثنى هم الشهداءلأنهم أحياء عند ربهم، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الله في كافئهم الله بهذه الحياة (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّامَنْ شَاءَ اللَّهُ)، وبعدها نفخة البعث ( ثُمَّ نُفِخَفِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، يهلك الناس من الصعقةإلا من شاء الله ثم ينـزل الله مطراً كالطل أربعين سنة أو كذا ثم لما تتكامل الأجساد يأمر الله بالنفخ في الصور فتعود الأرواح إلي أجسادها بنفخة واحدة من مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.
( وَأَشْرَقَتِالْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)، يأتي بعدها القضاء ، تتجلى الأرض بنورهوجلاله سبحانه وتعالى ويقضي بين العباد يأتي بالنبيين والشهداء، يأتي بالأنبياءفيشهدون على أممهم ويأتي بالشهداء من الملائكة يشهدون على الناس بما قدموا في هذها الحياة من أعمال صالحة أو طالحة، أعمال خير وأعمال شر لا يظلمون مثقال ذرة وتنصب الموازين وتدنوا الشمس من الناس وهم في الموقف حتى ما يكون بينها وبينهم إلا مقدارميل، قال الراوي: لا أدري ميل المكحلة يعني الصغير أو ميل المسافة وينزل بالناس من الأهوال والكروب ما لا يعلمه إلا الله تبارك، وتعالى ويأتي الله لفصل القضاء فيحاسب عباده سبحانه وتعالى وتنصب الموازين ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة – الآية 7،8، وبعد ذلك يساق الكفار إلي النار ( وَسِيقَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا)، كل شكل مع شكله اليهودي مع اليهودي والنصراني مع النصراني والي آخر الملل والنحل، وتتبع كل أمة ما كانت تعبدإلي النار، ينظر الكفار إلي اليهود ماذا كنتم تعبدون قالوا، كنا نعبد عزير ابن اللهقال كذبتم،كذبتم ما كنتم تعبدون، ثم يؤمر بهم إلي النار فيقولون ربنا عطشنا فاسقنا فيشار لهم إلي النار فإذا بها تحترق بعضها بعضاً فيتقاذفون فيها ويتواردون فيها،ويقال للنصارى ماذا كنتم تعبدون، فيقولون كنا نعبد عيسى ابن الله ،يقال لهم كذبتم ماذا تريدون قالوا عطشنا نريد أن تسقنا، فينظرون إلي النار فإذا هي كالسراب يحرق بعضها بعضاً فيتواردون فيها، هذا معنى الحديث، ويدخل الوثنيون وغيرهم من المللال كافرة في النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنّ َزمرا، ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)،يسوقونهم كما تساق الحمير في غاية الذل في غاية الهوان إلي النار والعياذ بالله.
( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)، مغلقة إذاجاءوها فتحت أبوابها فجأة، يعني يلقون من الحر والهول ما لا يتصورنه، تستقبلهم الملائكة؟ بالإهانات والتوبيخ والتبكّيت (حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا)، هم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( أَلَمْيَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْوَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، اعترفوا ، في الأول في الحياة الدنيا كذبوا الرسل وسخروا بهم واستهزءوا بهم الأنبياء يتلون عليهمآيات الله والآيات والمعجزات الظاهرة تدل على عظمة الله وعلى إلوهيته وعلى صدقأن بيائه ورسله، استهزءوا وسخروا منهم وكذبوهم وقتلوا بعضهم و…. و…. إلي أخره (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِرَبِّكُمْ)، تبين إلوهيته وتوحيده وأنكم عباده يجب أن تعبدوه ويجب أن تؤمنوا بتشريعاته وتنقادوا لأوامره، ما جاءوكم حتى استحققتم هذا المصير؟ قالواجاءوا ( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوابَلَى)، هذا المصير: هذا المصير المهلك، قالوا الذين يعصي الله، ويكذب رسله مصيره النار ويصفون لهم هذه النار ويبينون لهم أهوالها، ويصفون لهم الجنة ويبينون لهم ما فيها من النعيم، من وحد الله فهذا جزاؤه ومن أشرك به وعصاه فهذا جزاؤه بينوالهم كل شيء ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَعَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوابَلَى)، يندم الآن لا ينفع الندم، ما ينفعهم إيمانهم والاعتراف والتصديق الآن ما ينفعهم، لان المؤمن: هو الذي يؤمن بالغيب ويتّبع الرسل ويصدقهم في كل مايقولون، أما أن يكذب الرسل حتى إذا شاهدوا ما كانوا يكفرون به وتظهر لهم الحقائقكما هي قال آمنت هذا لا يقبل منه، (لاَ يَنفَعُ نَفْساًإِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)، حتى في الدنيا، الذين كذبواالرسل وجاءهم العذاب في الدنيا، فإذا شاهد العذاب قال آمنت لا ينفعهم إيمانهم فات الأوان يعني عندما شاهد الحقائق أمامه يصدق، أنت كنت تكذب الرسل عندهم الآياتوالمعجزات والبراهين وأنت تكذبهم الآن تؤمن لا ينفعك إيمانك ( قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، هذه أظن يقولونها هم، ويمكن إن قالتها الملائكة لهم ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، كلمة العذاب كلمة الله عز وجل ( لأَمْلأَن َّجَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هود – الآية 119، الله سبحانه وتعالى خلق الناس فريقين فريق في النار في السعير وفريق في الجنة فمن أرادالله به أن يكون شقياً ومن أهل النار عمل بأعمال أهل النار وصدقت فيه كلمة الله ووعده سبحانه وتعالى، ومن أراد له السعادة يسره لعمل أهل السعادة ودخول الجنة ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء – الآية 23، سبحانه وتعالى، الله خلق العباد وقسمهم قسمين أشقياء وسعداء،نطلب من الله بجد وإخلاص أن يجعلنا جميعاً من السعداء وأن يجنبنا طرق الضلالة والشقاء، ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ).
تقدم لكم بالأمس ان منشأكل الضلالات والكبر والكذب- نسأل الله العافية- فبئس مثوى المتكبرين ما أقبح هذاالمصير! هذا المتكبر هذا مصيره إنه أذل خلق الله وأحقرهم وأرذلهم مهما بلغ منا لمنـزلة في الدنيا وبلغ من الملك هذا مصيره بئس مثوى المتكبرين، لا أسوء ولا أبأسمن هذا المصير المظلم المهلك السيئ جهنم أبد الآبدين ( ادْخُلُواأَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا)، أبد الآبدين فبئس مثوى المتكبرين لا أسوء من هذا المثوى.
( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )، أفواجاً زمراً ، الأنبياء مع الأنبياء والصديقين مع الصديقين، الشهداء مع الشهداء، وهكذا كل شكل مع شكله مكرّمين معزّزين على نجائب حتى اذا جاءوها : جاءوا الجنة فتحت أبوابها، قال وفتحت أبوابها وجدوها مفتوحة، ما قال فتحت أبوابها لأنها فتحت فجأة، هنا وفتحت أبوابها والحالأنهم وجدوها مفتوحة لهم تكريماً لهم تنتظرهم ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ)، ما فيه توبيخ، سلام وإكرام وتبجيل وتبشيربالسلامة، ( طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، لأنهم عملوا الطيبات في الحياة الدنيا من الأعمال الصالحة كانت حياتهم طيبة بالتوحيدوالإيمان والأعمال الصالحة وحب الله والتوكل عليه والشفقة على عباده وصلة الأرحام والبر وسائر الأعمال التي شرعها الله، فكانت حياتهم طيبة في الدنيا فجزاؤهم أنيحيوا الحياة الطيبة في الآخرة، وأولئك كانت أعمالهم سيئة فبئس مثوى المتكبرين.
(طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، اللهأكبر (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيصَدَقَنَا وَعْدَهُ)، الله أعلم بأنهم آمنوا وعملوا الصالحات واتبعوا الرسل وقاموا بأوامره واجتنبوا نواهيه أن يدخلهم الجنة بعد أن رأوها وشاهدوها ودخلوها وتمتعوا بنعيمها ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)، يعني أدناهم يمكن أن ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة، أدناهم وآخر من يخرج منالنار ويدخل الجنة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ملك الله واسع سبحانه وتعالى وكرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، إيش العمل الذي عمله الإنسان! لكن الله كرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، احترم وأكرم الأنبياء وأكرم الحق يكرمك الله عز وجل،احترم الأنبياء واحترم ما جاءوا به وعظم الله حق تعظيمه وقدره حق قدره ترى جزاءً لايخطر بالبال ولا يدور بالخيال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاأُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة – الآية 17، كم فيها من الحور كم فيها من القصور كم فيها من الجنان كم فيها من الأنهار من خمر من لبن من عسل ومن. . . ومن . . . ومن والخدم ( إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان – الآية 19، واللباس من الحرير ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) الإنسان – الآية 21، خمر لكن طهور ، في الدنيا نجس قذر أما ذاك فطهور،جزاء عظيم لا يخطر ببال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَلَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )، فاستعدوا أيها الإخوة وأعدوا لهذا اليوم ليكرمكم الله عز وجل بهذا الجزاء العظيم الذي وعدنا على ألسنة رسله، ونسأل الله انيوفقنا لدخول الجنة والعمل لها ونقول ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُنَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْحَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّوَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، يسبحون بحمد ربهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا أن الله هوالغفور الرحيم هذا في الدنيا، وفي الآخرة يبقى الملائكة حافين بالعرش يسبحون بحمدربهم، الله العظيم الجليل سبحانه له الدنيا وله الآخرة سيد هذا الكون وخالقه ومالكه ومدبره وكل من فيه خاضع لجلاله وعظمته ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُ مْوَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) مريم – الآية 95.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لتعظيم ربنا وإجلاله، والقيام بمانستطيع من حقوقه، لأننا لا نستطيع أن نقوم بشكر أدنى نعمه فضلاً عن أن نقوم بشكرنعمه، ولكن عفوه أوسع ورحمته وسعت كل شيء.
نسأل الله أن يتغمدنا بواسع رحمته،وأن يتحفنا بنعمه وفضائله، إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قمت بتفريغ هذه الكلمة ثم أرسلتها لشيخنا ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله –
فتفضل الشيخ بمراجعتها ثم الأذن بنشرها بتاريخالأحد 10/2/1429هـ الموافق: 17/2/2017مفج زاه الله خيراً وبارك بعلمه وعمله
منقول اللآمانة

اجزل الله لك الخير اخانا على الموضوع القيم لم اقرأه كله بعد.. فضلا لاامرا لو تقوم بمراجعته وتصحح بعض الكلمات المتلاصقة وتغير نوع الكتابه حتى يسهل على القارئ المتابعه ولنا عودة لشرح الشيخ اسد السنة وربيعها حفظه الله
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بريق الاسلام القعدة
القعدة
القعدة
اجزل الله لك الخير اخانا على الموضوع القيم لم اقرأه كله بعد.. فضلا لاامرا لو تقوم بمراجعته وتصحح بعض الكلمات المتلاصقة وتغير نوع الكتابه حتى يسهل على القارئ المتابعه ولنا عودة لشرح الشيخ اسد السنة وربيعها حفظه الله
القعدة القعدة
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ

السلامـ عيلكمـ ورحمة الله

لقد رجعة وحسنة الموضوع من حيث نوع الكتابة وتصحيح الأخطاء

وبارك الله فيك على النصيحة ومن قامـ بتفريغ الشريط لم يعتني به

وكل وقع في نفس الخطء .. حتى انا لاني قؤاة موضوع بسرعة

وحين على ما أظن هذي هي الصفحة مصصحة للموضوع

لأني بحث قبل تصحيحه على النت فل أجد بكل كل وقع في نفس الخطء

بارك الله فيك على تنبيه

وكذالك الموضوع نافع جداً فننصح الشباب السلفي

وعامي بقراته أو استماع الى شريط

وفي ااخي تقبل الله منا ومنكــ صالح الاعمال

ولك مني كل خير

شرح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله جلّ وعزّ 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

شرح حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه
للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله جلّ وعزّ
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -سلمه الله-:
عن أبي نَجيح العًرباضِ بنِ سارية رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوعظةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رسولَ اللهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأوْصِنَا، قَالَ:«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ -هذا البَنْدُ الأوَّل- وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ»
يعني: السمع والطاعة لولاة الأمور ولو كان عبدًا حبشيًّا كأنَّ رأسه زبيبة كما جاء في حديث آخر([1])؛ لأهمية هذا الأمر وخطورته، فالبَنْدُ الأوَّل في كلِّ تصرفاتنا، ومواقفنا, وعلاقتنا بالله هو تقوى الله عَزَّوَجَلَّفعلينا أن نتقي الله، وأن نراقب الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وعلاقتنا بالأسرة، وعلاقتنا بالمجتمع، وعلاقتنا بالمسلمين، وعلاقتنا بغير المسلمين؛ على مستوى الأفراد والجماعات والدول،
على المسلم أن يراقب الله في كلِّ هذه الحالات، ويهتدي بهدي الله في كلِّ موقفٍ وفي كلِّ تصرُّف؛ في هذه المجالات التي أشرت إليها، والسَّمع والطاعة لولاة الأمور فيما يأمرون من طاعة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله كائنًا من كان، الطاعة إنَّما هي في أمر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى به, فإذا أمرك قريبٌ أو بعيدٌ أو وليُّ الأمر بأمر فيه طاعة الله بأمر فيه طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ فعليك السَّمع والطاعة؛ مهما كان مصدر هذا الأمر بطاعة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
«وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافًا كَثيرًا» ما المخرج؟ هذا جهمي، وهذا معتزلي، وهذا نقشبندي، وهذا سهروردي، وهذا تيجاني، وهذا مِيرْغني، طرقٌ بلغت مئات الطرق, وعلى كلِّ طريق منها شيطان؛ كما أخبر([2]) رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فما هو المخرج؟ «عَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ»، هذا اشتراكي وهذا شيوعي وهذا ديمقراطي وهذا علماني، ما المخرج من هذه الفتن؟ هذا في مجال السياسة«فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»([3])، هذا هو المخرج الذي فيه النجاة، فإنك لَّما ترى طوفانًا من الفتن وطوفانًا من البدع وطوفانًا من الطرق وما تدري أين الحق كيف المخرج؟ ما هو قاربُ النَّجاة أو سفينة النَّجاة؟ هي سفينة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سفينة النَّجاة هي سفينة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة المُبَشَّرين بالجنَّة والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ما هي سُنَّتُهم؟ هل لكلِّ واحد سُنَّة تتضارب مع نصوص الكتاب والسُنَّة، ويختلف رأي أبي بكر مع عمر، ومنهج عمر مع علي وعثمان أو كان منهجهم واحدًا وطريقتهم واحدة في ظلِّ الكتاب والسُنَّة؟ إذًا المراد بسُنَّة رسول الله والخلفاء الراشدين المنهجُ السَّديد الصحيح الذي رسمه الله في كتابه وفي سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، هنا المخرج، نبحث في قضية من القضايا وكلُّ واحد له رأي وكلُّ جماعة لها موقف، وأنت لا تدري؛ اختلاف كثيرٌ! في خضمِّ هذه الآراء لا تدري من المُحِقُّ ومن المبطل، ومن هو السُنِّي ومن هو البدعي؛ ما هو الفيصل في هذا؟ «فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ» فهل يفعل المسلمون هذا، هل فعلوا هذا؟ هل هناك دعوة من هذه الدَّعوات تُوَجِّه النَّاس إلى هذا المنهج أو لا يوجد؟ لا شكَّ أنَّك إذا بحثت تجدُ جماعة قائمين بالدعوة إلى الله، يوجهون النَّاس إلى الاحتكام إلى الله وإلى رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ امتثالًا لقوله تعالى:﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]، هذه الآية نزلت في قضية فرعية، في فرع من الفروع لا في أصل من أصول الدِّين؛ اختلف الزبير بن العوام ورجلٌ من الأنصار في شِرَاجٍ من شِرَاجِ الحَرَّة، يعني سِرْبٌ للماء صغير اختلفوا فيه، ورفعوا القضية إلى رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، واستسلم الزبير لحكم رسول الله، وغضب الأنصاري من حكم رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فأنزل الله: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65]([4]) أنا أنشد الله الشباب، وأنشد الدعاة، هل وقفوا فيما بينهم وبين الله يحاسبون أنفسهم: هل هم في هذه القضية وهذه القضية على الحق؟ وهل راودتهم أنفسهم ودفعتهم أنفسهم إلى الاحتكام إلى الله في قضية من القضايا أو قضايا كثيرة يختلف فيها النَّاس وتتصارع فيها أفكارُهم؟ أنا أعتقد أنَّ كثيرًا من النَّاس توجد أمامه عقبات كثيرة، وظلمات، وشبهات، وأهواء جامحة، تحول بينه وبين هذا التفكير وبين أن يُنَفَّذَ أمرُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى الاحتكام إليه، شُبهٌ ومغالطات كثيرةٌ جدًّا تحول بينه وبين أن يقف الموقف الصحيح؛ الذي يتطلَّبُه الإيمان ويتطلَّبُه الإسلام، فلا يستطيع أن يقف هذا الموقف ويرفض كلَّ تلك الشبهات، ويضرب بها عرض الحائط، ويسلِّم لله تسليمًا، يحتكم إلى رسول الله راضيًا مُسَلِّمًا لأمر الله ولأمر رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
مغالطات كثيرة، وتهاويل، وشبهات، وظلمات كثيفة تحول بين كثير المسلمين وبين أن يرتقوا إلى هذا المستوى الرفيع؛ الذي يجب أن يتَّصِف به وأن يتحلَّى به كلُّ مؤمنٍ صَدَق الله في إيمانه، الرِّضا بحكم الله والرِّضا بالاحتكام إلى الله تفقده كثيرٌ من الدَّعوات المنتمية للإسلام، لا تُرَبِّي الشباب على هذا الأصل الأصيل وعلى هذا المبدأ العظيم.
لعل كلًا منَّا يذكر قاعدة: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضُنا بعضًا فيما اختلفنا فيه) هذه القاعدة تهدم هذا الأصل، هدمت أصلًا عظيمًا، هذه وضعها محمد رشيد رضا -غفر الله له-، وسَمَّوْها القاعدة الذهبية! ثم رأى أنَّ هذه قاعدة فاسدة، فركلها بقدميه، وتبرَّأ إلى الله منها، والتفَّ على الشيعة الذين وضع هذه القاعدة من أجلهم، فشرع يضربهم بسياط الحق، ويردُّ عليهم في كتاب معروف منشور([5])، ردَّ عليهم أباطيلهم، ورَكَل تلك القاعدة الفاسدة الظالمة؛ التي أضلَّت كثيرًا من شباب الأُمَّة الإسلامية، وحالت بينهم وبين الاحتكام إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي نفس الوقت هم يطالبون بحاكمية الله وفي نفس الوقت هم يطالبون بحاكمية الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فأوَّل من يرفض حاكمية الله من يلتزم هذه القاعدة الفاسدة التي تتنافى مع هذا الأصل العظيم، ومع أصولٍ كثيرةٍ، ومع نصوص كثيرةٍ في كتاب الله وفي سُنَّة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فأنا أرجو من شبابنا المسلم الذي يريد وجه الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى والذي لا يعبد الأحبار والرهبان؛ وهذه فتنة أخرى في تربية الشباب على عبادة الأحبار والرهبان، وتقديم أقوالهم على نصوص القرآن والسُنَّة؛ وهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا! لا يدركه كثيرٌ من شبابنا.
المنهج الإسلامي الصحيح أنَّه: كلٌّ يُؤخذ من قوله ويُرَد إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كلٌّ يٌؤخذ من قوله ويُرد إلا رسول الله؛ ومن هذا المنطلق قال ابنُ عباس رضي الله عنه لمن راجعه في مشروعية العمرة أو فسخ الحج إلى العمرة، لمَّا قيل له: أبو بكر وعمر يقولان كذا؛ قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السَّماء؛ أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر! » ([6])، هذا الحَبْرُ العظيم ابنُ عَمِّ رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يستنكر من يعترض على سُنَّةَ رسول الله بقول أبي بكر وعمر، والآن يعترضون على أقوال الرسول بأقوال أناسٍ لا يَرْقَوْنَ إلى مستوى طُلاَّب العلم، فيتخذون منه مصدر تشريع؛ أقوالُه لا تُرَدُّ، ويُتَّخَذ منها القواعد، ويُتَّخَذ من شخصه فَلَكًا يُدَار عليه! وهذه هي عبادة الأحبار والرهبان التي حذَّر الله منها، وحذَّر منها رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وكثيرٌ منكم يذكر حديث عَدِيِّ بنِ حاتم رضي الله عنه حينما دخل على رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وهو يقرأ قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31]
قال: والله يا رسول الله، ما نعبدهم -يعني: ما نسجد، ما نركع لهم- قال: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ الحَلَالَ فَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ الحَرَامَ فَتُحِلُّونَهُ؟ قال: بلى! قال: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» وقال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 79 – 80].
فيا شباب الإسلام، سفينة النَّجاة هي الاحتكام إلى الله، سفينة النَّجاة هي الفَزَعُ إلى طاعة الله وإلى طاعة رسول الله؛ ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ [الذاريات: 50] اللُّجوء إلى الله وإلى حكمه في قضايا الخلاف؛ لنتبيَّنَ مَن على الحق، فنأخذ قوله، لا لأنَّه فلان، ولكن لأنَّ معه الحجَّة، ولأنَّ معه الحق، ولأنَّ معه قول الله وقول رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ونترك من يخالفه كائنًا من كان، مهما رسخت قدمه في العلم وفي العبادة وفي الدِّين وفي الورع([7])، وهناك كلام يقوله العلماء يمكن أن نسميه قاعدة وهو: «الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحقُّ بالرجال»، «الرجال يُعرفون بالحق» يعني: ما نقول أنَّهم على حق إلا إذا وجدنا الحقَّ يؤيدهم ونصوص القرآن والسُنَّة تؤيدهم، «ولا يعرف الحقُّ بالرجال» يعني: تجعل مِن الرجل هو قناتك الوحيدة، وتجعله ميزانًا ومقياسًا للحقِّ، فما يقوله هو الحقُّ، وما لا يقوله هو الباطل، وما يرفضه هو الباطل وقد يكون حقًّا، وما يقبله هو الحقُّ وقد يكون على خلاف الأمر باطلًا، إذًا نحن لا نعرف الحقَّ بالرجال، إنَّما نعرف الرجال بالحق، فالرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وضع المخرج حينما تحتدم الخلافات بين المسلمين، وتكثر بينهم النِّزاعات، ويَظلُّ كثيرٌ من النَّاس في حيرة.. أين الحق؟ لا أدري أين الحق؟
يرشدنا رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلى أن نبحث عن هديه وعن هدي خلفائه الراشدين المهديين، ونتمسَّك به، ونعضُّ عليه بالنواجذ؛ فإن العرب تقول في الشيء إذا كنت حريصًا عليه أمسكه بيدك، فإن عجزت فعُضَّ عليه بالنواجذ، الشيء الثمين هذا عادة الإنسان أن يُمسِك عليه بيده، فإذا خاف عليه ساعد كفيه بالعضِّ على ذلك الشيء الثمين بنواجذه؛ حتى لا يفلت منه، فسُنَّة رسول الله عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يجب أن تكون غاليةً ثمينةً عندنا، وهديه عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خيرٌ من الدنيا وما عليها، وأغلى شيءٍ في الوجود هو هديه عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ومنهجه، وطريقه البيضاء، ومحجته البيضاء التي تركنا عليها ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك([8])، لا يزيغ عنها إلا هالك في أيِّ مجالٍ من المجالات، في العقيدة تزيغ عن هدي رسول الله تهلك، وفي العبادة تزيغ عن هديه تهلك، وفي السياسة تزيغ عن هديه تهلك، لا يزيغ عنها إلا هالك، فديننا كاملٌ شاملٌ لا يترك شيئًا في الحياة إلا ولدين الله فيه حكم وله منه موقف، ومن يزِغْ عن شيءٍ منه بعد أن يتبيَّن له الحقُّ؛ فإنَّ مصيره إلى الهلاك، وإذا أعرض عن الحقِّ أيضًا وبإمكانه أن يُميِّز بين الحقِّ والباطل وإن رفض الانصياع للحقِّ أو البحث عن الحقِّ؛ فإنَّه واللهِ في طريقه إلى الهلاك، كثيرٌ من النَّاس يتعامى ويتجاهل وقد يكون الحقُّ في متناول يديه، ولكن تمنعه عَقَبات: منها الهوى، ومنها الكبر، ومنها التقليد، ومنها أشياءٌ كثيرةٌ وعوامل عديدة، يكون الحقُّ في متناول يديه وأمام عينيه، فيُكَتِّف يديه، ويُغْمِض عينيه، ويُعرض عن الحق، فهذا أيضًا زائغٌ عن الحق مصيره إلى الهلاك؛ والعياذ بالله، ما من فِرْقَةٍ من الفِرَق إلا وتدَّعي أنَّها على الحق، وقد تدرك بعمق أنَّها على الباطل، لكنَّها تغالط النَّاس وتقول: نحن على الحق، وتخترع شبهات تقدِّمها في ثوب الحجج القوية المقنعة دفاعًا عن الباطل وهي تعلم أنَّها على باطل!، وكثيرٌ منها قد لا تدرك الحق، كما هو شأن اليهود والنصارى؛ اليهود يحاربون الحقَّ عن علم، ويُصِرُّون على الباطل عن علم، والنصارى في كثيرٍ من قضاياهم ضالُّون، الضَّلال: هو عدم العلم، والغيُّ: هو محاربة الحق بعد معرفته، فاليهود عندهم غيٌّ وعندهم بغيٌ؛ لأنَّهم يحاربون الحقَّ عن عمد، والنصارى عن جهل وضلال؛ لهذا قال الله : ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6 – 7]، وفي الحديث أنَّ المغضوب عليه اليهود والضَّالون هم النصارى([9])، وقد قال العلماء: (من ضَلَّ من علمائنا ففيه شَبَهٌ من اليهود، ومن ضّلَّ من عُبَّادِنا ففيه شَبَهٌ من النصارى)([10])، كثيرٌ من العبَّاد يعبد الله على جهل وضلال، كثير من العُبَّاد يتعبَّد الله بالبدع والضَّلالات عن جهل، ولعلَّه لو تبيَّن له الحقُّ لرجع عن ضلاله، وكثيرٌ من العلماء يكون على باطل، ويدفعه البغي والظلم والعدوان على رفض الحقِّ؛ ففيه شَبَهٌ من اليهود، فهذه من القواعد والكلام الصحيح الذي قاله سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، الحق أن سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجه موجودان، إذا شئت أن تعرف الحق من الباطل في قضية من القضايا عندك القرآن وعندك السُنَّة، مثلًا بعض الفِرَق تقول: «إنَّ الله في كلِّ مكان» أو «إنَّ الله لا فوق، ولا تحت، ولا يمين، ولا يسار»، لكن تأتي بغاية السهولة تمسك المصحف تقرأ: ﴿الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾[طه:5]، ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]، ﴿ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16] الأمر واضح العامي يدرك من هذا أنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في السَّماء، جلَّ علاه فوق هذا الكون، وقبل ذلك العاميُّ يدرك هذا بفطرته، ومعظم العوام كذلك، حتى عوام اليهود والنصارى والهنادك والمجوس في قرارة أنفسهم شيء مغروسٌ غَرَسَه الله أنَّ الله في السَّماء، وأنا واللهِ سألت بوذيين وهندوك: أين الله؟ قالوا: في السَّماء. من خلق السَّماء؟ الله، من خلق الأرض؟ الله، إلى آخره! واللهِ سألت؛ وعندي شهود في هذا العام في مدينة من مدن الهند وعندي مجموعة من الأساتذة، قلت لهم: أنا يا إخوان قد سألت بوذيًّا عند معبد بوذا من خلقك؟ قال: الله. من خلق السَّماء؟ قال: الله. من خلق الأرض؟ قال: الله. من خلق الجبال؟ قال: الله. البحار، الشجر، الحجر..؟ قال: الله. من خلق بوذا؟ الله. أين الله؟ قال: في السَّماء. لماذا لا تعبده الآن؟! هو مقرٌّ بتوحيد الربوبية كالمشركين الذي يقول الله فيه: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [لقمان: 25]، ﴿أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ﴾ [يونس: 31]، فهم في  توحيد الربوبية موحِّدون كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فيهم:﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾([11]) [يوسف: 106]، لكن تعال وقل لهذا المشرك: قل لا إله إلا الله! ماذا يقول؟ ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الصافات: 35]، ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]، لكن من خلق السَّماء؟ الله! ومن خلق الأرض؟ الله! أنا سألت بوذيًّا هذا السؤال، فأجاب بالله في هذه الأشياء كلِّها، لما دعوته إلى توحيد العبادة وقع فيما وقعت فيه قريش: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ ﴾ [الزمر: 3]، يعني حرب على الأنبياء وعلى المصلحين في توحيد العبادة، كما هو حال كثيرٍ من المنتسبين إلى الإسلام! يؤمنون بالربوبية ويكتبون مجلدات في توحيد الربوبية، ولكنَّهم في توحيد العبادة ضالُّون؛ يطوفون بالقبور، ويستغيثون بأهلها، ويذبحون لها، ويشدُّون لها الرِّحال، ويصرفون لها الألوف المؤلَّفة من الأموال، ويستغيثون بهم، ويعتقدون أنَّهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون إلى آخره، وإذا جئت إلى توحيد الربوبية تجد عندهم مؤلَّفات حتى للنصارى! النصارى ردُّوا على الشيوعيين في مؤلفات يثبتون فيه توحيد الربوبية، لكنَّهم في توحيد العبادة ضالُّون، فالشاهد أنَّ الاحتكام إلى الله عَزَّوَجَلَّ قاعدةٌ أصيلة ذهبيَّة في الإسلام، ينجي الله من يريد له النَّجاة تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فيخضع لحكم الله ويحتكم إلى الله في مواطن الخلاف؛ فهذه قضية.
وقضية أخرى: تقول لكثير من النَّاس المعتزلة والجهمية والأشعرية والماتوردية تقول لهم: أين الله؟ يقول لك: (لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا داخل العالم ولا خارجه ولا.. إلى آخره)، ويقول: هذا أصل التوحيد، وهذا هو دين الله، وهذا هو تنزيه الله، إلى آخره, نقول له: تعال نحتكم إلى كتاب الله عَزَّوَجَلَّ، واللهِ كثيرٌ منهم أراد الله لهم الخير، فندموا واحتكموا إلى الله، وخرجوا من هذا المأزق – إن شاء الله – إلى سفينة النَّجاة([12])، وكثيرٌ منهم ماتوا على هذا الباطل، ما الذي منعهم من الاحتكام إلى الله وإلى رسوله وهم يقرؤون القرآن صباح مساء، ويقرؤون البخاري، والله أعلم الكثيرُ منهم كلَّ سنة في رجب أو في غيره يمرُّ على أحاديث وآيات الصفات وإثبات علوِّ الله، يمرُّ على كلام السَّلف ولكنهم لا يرضون بحاكمية الله في هذا الباب! والله يقول: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65] هذا مثالٌ واحد –من الأمور المتنازع فيها – من الأمثلة التي حلُّها موجودٌ في كتاب الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وإدراك الحق من كتاب الله وسُنَّة الرسول يتسنَّى لكلِّ من يطلب ذلك وهو أمرٌ واضح، فمثلًا هذه القضية – قضية العلوِّ – فيها ألفُ دليلٍ من كتاب الله ومن سُنَّة الرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لو جئت إلى صفة رحمة الله عَزَّوَجَلَّ تجد أناسًا يقولون: الرحمة بمعنى إرادة الإحسان. الرحمن الرحيم: معناه المريد للإحسان. كيف والإنسان يريد الإحسان!! ففررتم من التشبيه ووقعتم في بؤرة التشبيه مع الأسف الشديد، إضافةً إلى أنَّكم عطَّلتم خمسمائة نص في كتاب اللهتَبَارَكَ وَتَعَالَى كلها تَنُصُّ على أنَّ الله موصوفٌ بالرحمة([13])، تقرأ في صدر كلِّ سورة: بسم الله الرحمن الرحيم مُكرَّر مُؤكَّد، فالذي يريد لنفسه المخرج من هذه القضية؛ فعليه بكتاب الله، وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي الخلفاء الراشدين؛ فإنَّه ما كانت عقيدتهم في الله وبأسمائه وصفاته مُستمَدَّةً إلا من كتاب الله ومن سُنَّة رسول الله، وتلك سُنَّتُهم وذلك منهجهم، فأنت وجدت ناسًا يسموهم وهابية أو يسمونهم خوارج أو يسمونهم حشوية وإلا يطلقون عليهم أيَّ اسمٍ ظالم، هذه الطائفة تقول: واللهِ نحن نقول: إنَّ الله في السماء، واستوى على العرش، وآخرون يقولون: لا، في كلِّ مكان، أو ليس في مكان؛ لا داخل، ولا خارج…، طيِّب، تقول: واللهِ ما أدري مَن على الحق! ارجع إلى القرآن، إذا رجعت إلى القرآن فستجد فعلًا هدي الخلفاء الراشدين وهدي رسول الله متمثِّلًا في القرآن وفي سُنَّة رسول الله، إذا رجعت إلى البخاري وإلى مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؛ ستجد أنَّ الحق الواضح تمامًا إلى جانب من يُنبَزُون بأنَّهم حشوية وأنَّهم وهابية وأنَّهم كذا وكذا، وستجد الآخرين يتخبَّطون في ظلمات الباطل، وفي ظلمات التعطيل، وقد حَرَمُوا أنفسَهم من الاستضاءة بنور أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ هذا مثال – يا إخوتاه- من أمثلة كثيرة حصلت فيها الخلافات في مسائل الأصول وفي مسائل الفروع؛ التي يجب فيها المَفْزَع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الله سبحانه قال: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]، ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ﴾ [الشورى: 10]، والرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يقول بعد أن بيَّن لنا أنَّ هذه الأُمَّة ستختلف اختلافًا كبيرًا -ما المخرج؟-: «فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحْدَثَةٍ بدْعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة» وفي حديث آخر: «وَكُلَّ ضَلَالَةٍ في النَّار»([14])، أنصح شبابنا -وقد وضعت لهم مثالًا من مئات الأمثلة- أن يأخذوا بهذا المنهج، يعني: لا تقلِّد أحدًا، خصوصًا في قضايا العقيدة، والمنهج ابحث عن الحق، والحمد لله في هذا البلد الحقُّ واضح، والمناهج السلفية مُقرَّرَة في المدارس ولله الحمد، ويستطيع الصغير كما يستطيع الكبير ويستطيع المرء في بيته وفي مسجده أن يقف على كثير من حقائق الإسلام الناصعة، لا يجد التباسًا، ولا يجد غموضًا، ولكن في كثيرٍ من البلدان قد يعيش الإنسان في جوٍّ وفي بيئة يلتبس فيها الحقُّ بالباطل، فعليه أن يجعل مثل هذا الحديث نَصْبَ عينيه ويشرع في طريق الإنقاذ؛ في سبيل إنقاذ نفسه، فيبحث عن هدي رسول الله، وعن هدي الخلفاء الراشدين، وعن منهجهم، وعن سُنَّتِهم، لينجو بنفسه من الهلاك ومن الضَّلال.
«وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ»: هذا تحذير! والمحدثة هي كل ما لم يُعرَف في عهد الرسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ في عقيدة أو في عبادة، أو سنة فهو ليس من دين الله وهو بدعة، خذها قاعدة: (كلُّ ما لم يكن معلومًا معروفًا على عهد رسول الله، وعلى عهد أصحابه، ولم يكن في كتاب الله، وفي سُنَّة رسول الله، تتعلَّق بعقيدة، أو تتعلَّق بعبادة؛ فإنَّه بدعةٌ ضلالة)، وإذا درستم هذه البدع لا تجدون لها أصلًا، لا في كتاب الله، ولا في سُنَّة رسول الله، ولا في عُرْفِ الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان من القرون الخيِّرَة المُفَضَّلة؛ التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكتفي بهذا القدر من حديث العرباض بن سارية، لأُعَرِّجَ لكم على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ الذي رواه الإمام مسلم في "صحيحه" ([15])، لنستفيد منه زيادة على ما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه وإن كان فيه تأكيدٌ لما في حديث العرباض بن سارية إذا نحن أَمْعَنَّا النظر فيه وتفقهنا فيه حقَّ التفقه.
المصدر:
كتاب المجموع الرائق من الوصايا والزهديات والرقائق للعلامة ربيع بن هادي المدخلي طبعة دار الميراث النبوي.

([1]) أخرجه البخاري برقم (7142) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ولفظه: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ».

([2]) في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي أخرجه أحمد في "مسنده" (1/435، 465)، وابن ماجه برقم (11)، وسعيد بن منصور في "سننه" (5/112)، والطيالسي برقم (244)، والدارمي برقم (202)، والبزار برقم (1677 و1694 و1718 و1865)، وابن أبي عاصم في "السنة – ظلال الجنة" (1/8) برقم (17)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" – غراس (140 – 142) برقم (4، 5)، وابن حبان في "صحيحه" – الإحسان" (1/ 180 – 181) برقم (6، 7)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" في (2/ 261) برقم (2938) وأخرجه في (2/348) برقم (3241) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.

([3]) أخرجه أحمد في "المسند" (4/126)، وأبو داود في "السنن" برقم (4607)، والترمذي في "السنن" برقم (2676)، وابن ماجه في "السنن" برقم (44)، وابن حبان في "الصحيح" (1/178/5)، والحاكم في "المستدرك" (1/174 – 178)، وأخرجه أبو نعيم في "المسند المستخرج على صحيح مسلم" (1/35/1).
قال الترمذي: (هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

([4]) القصة في "صحيح البخاري" برقم (2359) وبرقم (4585) وغيرها من المواضع، و"صحيح مسلم" برقم (2357).

([5]) عنوانه: "السنة والشيعة".

([6]) هذا الأثر ذكره بهذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "المجموع" (20/215، 251) و(26/50، 281)، وابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (2/238) وفي "الطرق الحكمية" (ص 25) وفي غيرها من كتبه.
وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/337)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/378) برقم (1248)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" برقم (373)، وابن حزم في "حجة الوداع" (ص 268)، والضياء المقدسي في "المختارة" برقم (357) بلفظ: «أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ؛ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُون: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».
ورواه إسحاق بن راهوية كما في "المطالب العالية" (1/360)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" برقم (374)، وابن حزم في "حجة الوداع" (ص 269) بلفظ: «هذا الذي أهلككم، والله ما أرى إلا سيعذبكم، إني أحدثكم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتجيئوني بأبي بكر وعمر. ولفظ إسحاق: «من ههنا تردون، نجيئكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجيئون بأبي بكر وعمر». قال الحافظ ابن حجر: سنده صحيح.
وفي لفظ عند عبد الرزاق (2/378-) "جامع بيان العلم" لابن عبد البر، ومن طريقه ابن حزم في "حجة الوداع" (ص 269): «والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله؛ أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدثوننا عن أبي بكر وعمر».

([7]) من فتن هذا العصر أن أناسًا ممن لا خلاق لهم ولا وزن في الإسلام قد وضعوا قواعد لرد الحق مثل: لا يلزمني، ونصحح ولا نجرح، ولا يقنعني، وفلان مجتهد –أي: في رد الحق، وهو من أهل الأهواء ودعاة الفتن- إلى قواعد أخرى وضعها أهل الباطل لرد الحق فكم وكم أضلوا بهذه القواعد من الشباب وغيرهم فليت الناس يستيقظون لما يراد بهم من الفتن ومخالفة المنهج السلفي.

([8]) ورد هذا اللفظ في بعض روايات حديث العرباض رضي الله عنه عند أحمد (4/126)، وابن ماجه برقم (43) وغيرهما.

([9]) إشارة إلى ما رواه أحمد (5/32) وأبو يعلى (13/ 131 – 132)، والبيهقي في "الكبرى" (6/336) عن عبدالله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه، فسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: «هَؤُلاَءِ ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾» وَأَشَارَ إِلَى الْيَهُودِ، قَالَ: فَمَنْ هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: «هَؤُلاَءِ ﴿الضَّالِّينَ﴾» يعني: النصارى… الحديث، واللفظ لأحمد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/20): رواه كله أحمد، ورجال الجميع رجال الصحيح. وقال في (1/207/143): رواه أبو يعلى، وإسناده صحيح.

([10]) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/67-العقل)، و"الاستقامة" (1/100- محمد رشاد)، و"قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" (ص 163) لابن تيمية، و"إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/24- الفقي).

([11]) قال مجاهد رحمه الله في تفسير الآية: إيمانُهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيرَه. رواه الطبري في "تفسيره" (16/287)، وروى عنه نحوه من عدة طرق، وروى في معناه عن عكرمة والشعبي وعطاء وقتادة وابن زيد والضحاك. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (4/593).

([12]) منهم أبو محمد الجويني المتوفى سنة (438ه) رحمه الله والد إمام الحرمين؛ فإنه ألف رسالة في ذلك بعث بها إلى شيوخه نصيحة لهم؛ نقل طرفًا منها الشيخ الألباني في "مختصر العلوِّ" (ص 24).
ومنهم الفخر الرازي فيما نقله عنه شيخ الإسلام وغيره، نقل شيخ الإسلام رحمه الله عنه في "درء تعارض العقل والنقل" (1/89): لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن؛ أقرأ في الإثبات: ﴿ الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰالرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾ [طه: 5] و﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ، وأقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11]، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه: 110] و﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي! وقبله أبو الحسن الأشعري وابن عقيل الحنبلي وغيرهم. انظر: "النبوات" (ص 158)، و"المجموع" (4/72 – 74) وغيرها لشيخ الإسلام ابن تيمية.

([13]) انظر: "إيثار الحق على الخلق" للعلامة ابن الوزير اليماني (ص: 125 – 126).

([14]) في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في تشهّد الجمعة، رواه النسائي برقم (1487)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1785)، والفريابي في "القدر" (ص251) برقم (448)، وعنه الآجري في "الشريعة" (1/398 – 399) برقم (84)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص82) برقم (137) و"الاعتقاد" (ص300)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (2/85) برقم (1491)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 189).
وأصل الحديث عند مسلم برقم (867).

([15]) برقم (1844).

بارك الله فيك

ما حكم الإيجار المنتهي بالتمليك ؟ للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

وهذا سؤالٌ ثاني بخصوص الإيجار المنتهي بالتمليك؛ هل هو جائز أم حرام؟

الجواب:

أقول: الذي يترجح عندي أنه حرام، لأنه بيعتين في بيعة، فيه بيع وإجارة، فلا تشتري بهذا النحو أو بهذه الصورة، التأجير الذي يسمونه البيع بدون كفيل، يعني يأتون بالإعلانات المغرية، ليوقعوك في المحرَّم، تروح المدرسة، تروح العمل، تروح الإدارة، تداوم، وأنت متأخر عن القسط، وتأتي للسيارة ما في إلَّا الرصيف، قد سحبوها، أين التملُّك؟ لا تملُّك، صح ولا لا؟ أليس كذلك معشر الإخوان؟ هذا هو حال التأجير بالتمليك، تتأخر عن القسط، تذهب بها إلى الدوام، تذهب راكبًا، ترجع ماشيًا، قد سُحبت السيارة، ليس لك في الحقيقة عليها ملك، فهو بيع وإجارة، هذا غير صحيح.
ومن أول يوم ظهرت فيه هذه المعاملة ما شككت فيها، ولله الحمد جاء بعد ذلك فتوى هيئة كبار العلماء، وهي موجودة ومعروفة، فمن أراد أن يراجعها في فتاوى اللجنة الدائمة فليرجع إليها، هذا البيع لا يصلح، عليك أن تشتري الشراء الصحيح؛ بالكفيل أو براتبك الذي تودِعه عند هذا المصرف وتشتري بواسطته، تتَملَّك السيارة، إذا تأخرت عن القسط أخذوه من راتبك، وبهذا تكون السيارة مملوكة ملكًا صحيحًا، أمَّا بيع وإجارة هذا غير صحيح والبيع فاسد.

ما قولكم في رجل يقول للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي 2024.

ما قولكم في رجل يقول (توكلت على الله ثم عليك) للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:
فهذه مسألة من مسائل الإعتقاد التي يخطيء فيها كثير من العامة ويخطيء فيها بعض طلاب العلم وهي قول بعضهم توكلت على الله ثم عليك أو اعتمدت على الله ثم عليك.
وهذا من الخطأ الظاهر فإن التوكل لا يكون إلا على الله عز وجل وقد سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :كما في مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ(14/4

ما قولكم في رجل يقول لمخلوق: ( توكلت على الله ثم عليك ) و ( أعتمد على الله ثم عليك) ؟.

الجواب : لا يجوز هذا ؛التوكل يكون على الله (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )لا يكون التوكل إلاّ على الله سبحانه وتعالى ,وقول ( اعتمدت على الله ثم عليك ) الاعتماد هو التوكل ,يعني يضيق عليه الكلام وما يجد في اللغة العربية إلاّ هذا الكلام الفارغ !!!
هل كان الصحابة يقولون : توكلت على الله ثم عليك ؟! هذا من دسّ الشيطان .

منقول للفائدة

بارك الله فيكي أختي
وجزاكي الله خيراااااااا

بارك الله فيك

جزى الله الزوجة كل خير، وأرها موفقة في اختيارها للمواضيع، خاصة ما يتعلق بشأن العقيدة، التي زلت فيها فهوم كثير من الخلق.
الاتكال الا على الله سبحانه وتعالى
ولايتكل مخلوق على مخلوق مثله
بارك الله فيك
التوكل من العبادة و العبادة لا تصرف الا لله

ترجمة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله 2024.

القعدة اسمه ونسبه هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي . من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .

وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:

  • سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
  • صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
  • الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
  • الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.

وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومؤلفاته هي:

  1. بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
  2. النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
  3. تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
  4. تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية – مجلد.
  5. منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
  6. منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
  7. "تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
  8. كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
  9. صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
  10. مكانة أهل الحديث .
  11. منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
  12. أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
  13. مذكرة في الحديث النبوي .
  14. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
  15. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  16. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
  17. " الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد .
  18. مجازفات الحداد .
  19. المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
  20. " جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
  21. النصر العزيز على الرد الوجيز .
  22. التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
  23. بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
  24. التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
  25. دحض أباطيل موسى الدويش .
  26. إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
  27. انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
  28. النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
  29. الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا . ( ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر ) .
  30. حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . ( مقال نشر في جريدة القبس الكويتية ) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).

وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي" وتجده في صفحات مشرقة من موقع الشيخ ربيع.

نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

جزاك الله خيرا على اتحفانا بالسيرة العطرة لشيخنا السلفي ربيع السنة الذي جعله الله شوكة في حلق أعداء السنة

حفظه الله و رعاه

بارك الله فيك
شكرا على الردود