ما حكم تسمية دولة يهود بإسرائيل؟ للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي 2024.

ما حكم تسمية دولة يهود بإسرائيل ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أمّا بعد : فهناك ظاهرة غريبة شائعة منتشرة في أوساط المسلمين، ألا هي تسمية الدولة اليهودية المغضوب عليها باسم إسرائيل!

ولم أر أحداً استنكر هذه الظاهرة الخطيرة! والتي تمس كرامة رسول كريم من سادة الرسل، ألا وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام الذي أثنى الله عليه مع أبويه الكريمين : إبراهيم وإسحاق، في كتابه العزيز؛ فقال تبارك وتعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار. إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} [سورة ص:45ـ47].

فهذه منزلة هذا الرسول الكريم في الإسلام فكيف يلصق باليهود، ويلصقون به؟

ويسوق كثير من المسلمين اسمه في سياق ذم هذه الدولة فيقول : فعلت إسرائيل كذا، وفعلت كذا وكذا، وستفعل كذا!

وهذا في نظري أمر منكر لا يجوز مجرّد وجوده في أوساط المسلمين فضلاً عن أن يصبح ظاهرة متفشية تسري بينهم دون نكير!

من هنا وضعنا هذا السؤال والإجابة عنه فقلنا:

هل يجوز تسمية الدولة اليهودية الكافرة الخبيثة بإسرائيل أو دولة إسرائيل ثم توجيه الذم والطعن لها باسم إسرائيل؟

الحق أن ذلك لا يجوز!

ولقد مكرت اليهود مكراً كباراً حيث جعلت حقها حقاً شرعياً في إقامة دولة في قلب بلاد المسلمين باسم ميراث إبراهيم وإسرائيل!

ومكرت مكراً كباراً في تسمية دولتها الصهيونية باسم دولة إسرائيل!

وانطلت حيلتها على المسلمين ولا أقول على العامة فحسب بل على كثير من المثقفين فاصبحوا يطلقون دولة إسرائيل بل اسم إسرائيل في أخبارهم وفي صحفهم ومجلاتهم وفي أحاديثهم، سواء في سياق الأخبار المجردة أو في سياق الطعن والذم بل واللعن كل ذلك يقع في أوساط المسلمين و لا نسمع نكيراً مع الأسف الشديد!

لقد ذم الله اليهود في القرآن كثيراً ولعنهم وحدثنا عن الغضب عليهم لكن باسم اليهود وباسم الذين كفروا من بني إسرائيل لا باسم اسرائيل النبي الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق نبي الله ابن الكريم إبراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام!
ليس لهؤلاء اليهود أي علاقة دينية بنبي الله إسرائيل (يعقوب عليه السلام) و لا بإبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام!

ولاحق لهم في وراثتهما الدينية إنما هي خاصة بالمؤمنين، قال تعالى{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران:68].

وقال تعالى مبرئاً خليله إبراهيم من اليهود والنصارى والمشركين: {ما كان إبراهيم يهودياً و لا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} [آل عمران:67].

المسلمون لا ينكرون أن اليهود من نسل إبراهيم وإسرائيل، ولكنهم يجزمون أن اليهود من أعداء الله وأعداء رسله ومنهم محمد وإبراهيم وإسرائيل ويقطعون أن لا توارث بين الأنبياء وبين أعدائهم من الكافرين؛ سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو من مشركي العرب وغيرهم ، وإن أولى الناس بإبراهيم وسائر الأنبياء هم المسلمون الذين آمنوا بهم وأحبوهم وأكرموهم وآمنوا بما أنزل عليهم من الكتب والصحف، واعتبروا ذلك من أصول دينهم؛ فهم ورثتهم وأولى الناس بهم!

وأرض الله إنما هي لعباده المؤمنين به، وبهؤلاء الرسل الكرام، قال تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء:15ـ17].

فليس لأعداء الأنبياء وراثة في الأرض ـ و لا سيما اليهود ـ في هذه الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار المؤبد!

وإنه ليتعجب من حال كثير من المسلمين الذين سلموا لليهود بدعاوى وراثة أرض فلسطين والبحث عن هيكل سليمان الذي يكفرونه ويرمونه بالقبائح، وهم ألد أعداء سليمان وغيره من أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}!

كيف يسلِّم لهم بعض المسلمين ـ على الأقل بلسان حالهم ـ بهذه الدعاوى الباطلة؟! ويسمونهم مع ذلك بإسرائيل وبدولة إسرائيل!

وإن لهم ـ والله ـ ليوماً من المؤمنين حقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالرسل ورسالاتهم أولياء الله وأولياء أنبيائه ورسله!

فليعد المسلمون أنفسهم عقائدياً ومنهجياً انطلاقاً من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما كان عليه اتباعه بإحسان من خيار التابعين وأئمة الهدى والدين؛ فإن هذا هو أعظم وسيلة لنصرهم على أعدائهم ولعزتهم وسعادتهم وكرامتهم في الدنيا والآخرة!

ولينفضوا أيديهم من الأهواء والبدع والتعصب للباطل وأهله، ثم ليسعوا جادين في الإعداد المادي من الأسلحة بمختلف أشكالها وما يلزم لذلك من وعي وتدريب عسكري، كما أمر الله بذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}

فالقوة في هذا النص تتناول كل قوة ترهب العدو من مختلف الأسلحة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" والرمي يتناول كل سلاح يرمى به، كل ذلك يجب تحصيله إمّا بالصناعة وإما بالشراء أو بغيرهما!

ولقد عجبت أشد العجب مرة أخرى من إطلاق هذا الاسم النبوي الشريف الكريم على دولة الخبث وأمة الغضب وأمة البهت ، فيقال عنها وفي الإخبار عنها وفي ذمها : إسرائيل ودولة إسرائيل كأن لغة الإسلام العربية الواسعة قد ضاقت بهم فلم يجدوا إلا هذا الاسم!

ثم هل فكروا في أنفسهم في هذا الأمر هل هو يرضي الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم؟

وهل هو يرضي نبي الله إسرائيل أو هو يسوؤه لو كان حياً؟

ألا يعلمون أن الذم والطعن الذي يوجهونه لليهود باسمه ينصرف إليه من حيث لا يشعرون؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد" رواه أحمد والبخاري في صحيحه برقم (3533)، والنسائي.

فكيف تصرفون ذمكم ولعنكم وطعنكم لإعداء الله إلى اسم نبي كريم من أنبياء الله ورسله وأصفيائه؟

فإن قال قائل: يوجد مثل هذا الاطلاق في التوراة !

قلنا: لا يبعد أن يكون هذا من تحريفات أهل الكتاب كما شهد الله عليهم بأنهم يحرفون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، بل في التوراة المحرفة رمي لأنبياء الله بالكفر، والقبائح فكيف يحتج بما في كتبهم وهذا حالها .

نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه من الأقوال ولأعمال إن ربنا لسميع الدعاء .

وكتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
المصدر

حفظ الله شيخنا ربيع السنة، و هذه لفتة لم أعلم من انتبه لها قبل هذا الامام الهمام، و الذي جعله الله شوكة في حلوق أهل البدع، فهو لهم كالعلقم الأمر، مع أنه ليس الا ناصح أاامين هاد الى سبيل الحق المبين، حفظه الله و متعه بالصحة و العافية، و أطال عمره و بارك لنا فيه و به.

الشيخ محمد بن هادي المدخلي : سألت والله يا أخي عن أمرٍ عظيم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما الدواء الذي يُخلّص من الرياء ؟
الشيخ :محمد بن هادي المدخلي

هذا يسأل يقول: أسأل عن الدواء الذي يُخلِّص من الرِّياء.

الجواب : سألت والله يا أخي عن أمرٍ عظيم،
أولًا:عليك بالإكثارِ من الدُّعاء؛ دعاء الله – سبحانه وتعالى- أن يرزقك الإخلاص، وأن يُخلِّصك من هذا البلاء
وكلُّ مسلمٍ عليه أن يَدْعُوَ ربَّه – سبحانه وتعالى- بأن يُخلِّصه من الشِّرك؛ قليله فضلًا عن كثيره، وصغيره فضلًا عن كبيره
لأنه كما قلنا في لقاءاتٍ سابقة؛ إمَّا أن يحبط العمل بالكُليَّة، وإمَّا أن يُنَقِّصَه، فعلى العبد أن يحرص على هذا
لأن الله – جلَّ وعلا – يقول: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾
وقد بَيَّن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – خطورة الشرك الأصغر؛ وهو الرِّياء، وأنَّه أَخْوف ما يخافه علينا
وأنه أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَّماء في الليلة الظلماء؛ فهو خَفِي
لذلك لا يتنَبَّه له كثير من الناس، فيَسْري إليهم.
وأعظمَ شيء تعالج به ذلك أن تُحاسِب نفسك، ماذا يملك لك الذي راءَيْته بعملك؟!
ماذا سيجازيك به؟
أنتَ تذكَّر هذا واستحضره، ماذا الذي سيجازيك به حينما ترائي هذا الإنسان بعملك الصالح؟
هل يملك لك من الله شيئا؟
وتذكَّر قول الله – تبارك وتعالى- لكَ يوم القيامة ((
فَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ)) نسأل الله العافية
فإذا أنتَ تدَبَّرت ذلك
أورثك – إن شاء الله- معالجة نفسك ومحاسبتها ومجاهدتها على التخلص من هذا الوباء العظيم
فاستحضار عظمة الرَّب – جلَّ وعلا – المعبود الذي تُصرف له العبادة
وتذكُّر أنَّ هذا الصنيع الذي تصنعه لأجل مراءاة ذلك الإنسان الذي يُفْسِد عليك
وأنَّك لن تجد إلَّا الوَيْلَ والثبور يوم القيامة
هذا الذي يُعينك – إن شاء الله تعالى- على إخلاص العبادة

*- ميراث الانبياء -*

للإستماع للصوتية من هنا :
https://ar.miraath.net/sites/default/…35-04-05_5.mp3

خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة!!!!الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله :هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي, أم لا ؟
فأجاب بقوله:الخوف من الجنّ إذا كان خوف السر ويعتقد في الجن أنّها تنفع وتضرّ فيدخل في الشرك (( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) .وغالبا الخوف من الجنّ يدخل – والله أعلم- في خوف العبادة؛ لأنه يعتقد فيها بأنّها تضرّ وتنفع, ولا يملك الضرّ والنفع إلاّ الله, لا الجنّ ولا الإنس "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" كما قال صلى الله عليه وسلم.والمؤمن الصادق لا يخاف إلاّ من الله عزّ وجلّ ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )), يعني الخوف السرّي في هذا؛ خوف العبادة, أمّا الخوف من حيّة, من أسد, من إنسان مفسد يعني يهجم عليك ولست تقدر على مقاومته فهذا خوف طبيعي لا يضرّ, هذا لا يضرّ إن شاء الله ولا يخل بالعقيدة, لكن خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة! الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاك أسلحة وعلمك, اقرأ آية الكرسي, اقرأ المعوّذات, تحصّن, ذكر الله عزّ وجلّ يحصنك منهم, استخدم الوسائل التي تحصّنك منهم ومن كلّ أنواع الأذى؛ من الحيّات, الأفاعي, العقارب ومن غيرها "أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق " إذا قلتها لا يأتيك لا جنّي ولا حيّة ولا غيرها ,لا يضرّك شيء, وهذا يكون بإخلاص وصدق – بارك الله فيكم -.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى ]
_من موقع الشيخ حفظه الله_

نقلا عن منتديات البيضاء العلمية.
بارك الله فيك على الافادة
هذه حقيقة فعلا الناس يخافون من الجن لدرجة انهم لا يحبون ذكرهم اطلاقا
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله لكل خير عمل مميز جعله الله في ميزان حسناتك
وموجبا لرحمته ومغفرته
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الورد القعدة
القعدة
القعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله لكل خير عمل مميز جعله الله في ميزان حسناتك
وموجبا لرحمته ومغفرته
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

القعدة القعدة

اللهم أاامين، و لكم بمثل.

شكرا بارك الله فيك
بارك الله فيك اخي ابو ليث وحفظ الله الشيخ ربيع المدخلي

بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد السميع القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة

و فيك بارك الله.

(( اجتنبو السبع الموبقات ))لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله 2024.

اجتنـاب الموبقـات

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

« اجتنبوا السبع الموبقات.

قالوا : يا رسول الله وما هن ؟.

قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؛ وأكل الربا وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات »

( رواه البخاري([1]) ومسلم([2]) وأبو داود([3]) والنسائي([4]) ).

راوي الحديث :

أبو هريرة وقد تقدمت ترجمته في شرح الحديث الحادي عشر.

المفــردات :

الاجتناب : الابتعاد.

الموبقات : المهلكات.

الشرك : تقدم بيانه في شرح الحديث السادس.

السحر: عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان ، فيمرض ويقتل ، ويفرق بين المرءِ وزوجه إذا أراد الله ذلك.

الربا في اللغة : الزيادة مطلقاً يقال : ربا يربو ربواً إذا زاد وفي الشرع : الزيادة على رأس المال من وجه خاص مُحَرَّمٍ ، والربا المعروف في الجاهلية أن يقول الدائن لمدينه إذا حل الأجل إما أن تعطي وإما أن تربي.

الـيتيـم : من الإنسان الذي فقد أباه ، ومن الحيوان ما فقد أمه.

والتولي يوم الزحف : الفرار الهرب حال قتال العدو.

قذف المحصنـات : رمي العفيفات بالزنى.

الغـافـلات : اللاتي لم تخطر الفاحشة على بالهن لطهارة قلوبهن ، فهن ساهيات عن المنكر.

المعنى الإجمالي :

يحذر الرسول عليه السلام – أمته من الوقوع في الذنوب الموبقة – وهي : المردية المهلكة وكل واحدة من هذه السبع توقع صاحبها في الهلكة.

أولها : وأعظمها شراً وأكبرها خطراً هو الشرك بالله الذي لا يغفر أبداً ولا يقبل معه من الصالحات شيء.

] إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون لمن يشاء [ (النساء 48).

فمن ذبح أو حلق أو قصر أو نذر أو ركع أو سجد لغير الله أو حلف بمخلوق يعظمه أو سأل حاجاته من الميت كأن يطلب منه الولد أو دعاهُ أو ناداه أو استغاث أو استعان به في أمر لا يقدر عليه إلا الله ، فقد أشرك وجعل لله نداً.

والشرك خفي وجلي : فمن الخفي أن تعمل رياء ، أو تترك العمل لأجل الناس ، ومن الجلي ما يقع عند قبور الأنبياء والصالحين من جهلة المسلمين وأشباه الجهلة من الطواف بالقبور ودعوة أصحابها في المهمات والشدائد ، والعكوف عليها ، والتمسك بها لطلب البركات.

وثانيها : السحر : وفي السحر جمع بين الكفر والإضرار بالناس لما يتوهم العامة والجهلة من قدرة الساحر على ما يريد واستطاعته أن يتصرف في ملك الله بغير إذنه ] وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله [ (البقرة 102).

وقد اتفق العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وتعاطيه وقالوا إن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كان كفراً ، وقال مالك وأحمد وجماعة من الصحابة والتابعين تعاطي السحر كفر يوجب القتل.

وقال آخرون يفسقه وأنه يحد بضرب عنقه ، ولا يحكم عليه بالخروج عن الإسلام كما هو مذهب الشافعي إلا إذا قال أو فعل شيئاً من هذا السحر يكفر به كمن يدعي القدرة على تغيير خلق الله أو مضاهاة خلقه أو يزعم أنه يضر وينفع بسحره كما هو شأن السحرة في كل زمان ومكان.

وأمر أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بقتل السحرة ([5]).

وقتلت أم المؤمنين حفصــة – رضي الله عنها – جاريةً لها ساحرة ([6]).

وقتل جندب بن عبد الله ساحراً كان يلعب عند الوليد بن عقبة بقطع رأس الرجل ثم يدعوه فيأتي حياً ([7]).

وثالثها : قتل النفس وإزهاق الروح البريئة وإراقة الدماء الطاهرة فتلك جريمة توقع الرعب في نفوس الناس وتزلزل أمنهم وتفتك بالأمة وتقطع روابط الإخاء وتنشر الأحقاد والعداوات بين الناس. فما أفظعها من جريمة وأخطرها ، وقال الله تعالى في شأنها : ] من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا [.

ورابعها : أكل الربا وهو استغلال للإنسانية وامتصاص لجهودها وأكل لأموالها بالباطل دون أن يبذل المرابون أي جهد في تلك الأموال المستباحة ، وفي التعامل بالربا محاربة لله ورسوله في الدنيا وهو من موجبات النار ، وكيف لا يكون كذلك والمرابون أشد الناس قسوة وأبعد الناس عن الرحمة بالبشر حيث ينتهزون فرصة إعسار المعسرين وشدة فقرهم وحاجتهم إلى المال فيعطي المائة بمائة وعشرة مثلاً إلى أجل ، فإذا حل الأجل ولم يقم المدين بأداء دينه ربما زاد في الربا وضاعفه عليه أضعافاً، فيلحق بالناس وباقتصادهم من الأضرار والدمار ما لا يعلمه إلا الله. يحيق بآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه لعائن الله وغضبه – أعاذنا الله من ذلك -.

وخامس الموبقات : أكل مال اليتيم : فمن حق اليتامى على الناس أن يكفلوهم ويقوموا بتربيتهم والعناية بشأنهم وينموا أموالهم ويساعدوهم حتى يبلغوا أشدهم ويدركوا رشدهم.

وقد زجر الله في محكم كتابه عن أكل مال اليتيم وتوعد على ذلك أشد أنواع الوحيد فقال : ] إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً [ (النساء 10).

وزجر عن قربانه إلا بالتي هي أحسن ، ومن التي هي أحسن فعل الأصلح له وتنمية ماله بالبيع والشراء والتصرف بما يعود عليهم بالربح والنماء المباح.

وسادسها : التولي يوم الزحف والفرار من لقاء العدو فإن ذلك من الجبن وفيه إضعاف لشوكة المسلمين وخذلان لهم وضياع الدين وتمكين الكافرين من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم. ولا يجوز لمسلم أن يفر من معركة هو الفائز فيها إما بالفتح والنصر وغنيمة ، وإما بالشهادة في سبيل الله.

وسابعة الموبقات : قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ورميهن بالزنا ونسبتهن إلى الفواحش. إنها لجريمة عظيمة أن تعمد إلى امرأة كريمة متمتعة بالحصانة والعفة بعيدة عن الريبة ولا تخطر بقلبها الفاحشة فتقذفها بالزنا وترميها الفاحشة.

إن من يفعل ذلك يجب أن يأتي أربعة شهداء وإلا فهو عند الله من الكاذبين الفاسقين ولا تقبل له شهادة أبداً ويجب أن يقام عليه الحد ثمانون جلدة ، هذا جزاؤه في الدنيا ، وجزاؤه في الآخر ما رتبه الله على هذا الإفك ] إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم @ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون[ (النور 23-24).

فاجتنب أيها المسلم هذه الموبقات ولا تدنس نفسك بشيء منها فتوجب لها مقت الله وغضبه إلى جانب مقت الناس وسخطهم عليك واحتقارهم لك.

واعلم أن الكبائر كثيرة فهي كما قال ابن عباس –رضي الله عنهما – إلى السبعين أقرب ، وقد ألفت فيها كتب مثل : الكبائر للذهبي وهو مطبوع ، ومثل كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي ، فاعرف الكبائر ثم اجتنبها يغفر الله لك الصغائر واللمم قال تعالى : ] إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما [ (النساء 31).

ما يستفاد من الحديث :

1- رأفة الرسول عليه السلام ورحمته بأمته حيث يدلهم على خير ما يعلمه لهم ، ويحذرهم شر ما يعلمه لهم.

2- وجوب اجتناب هذه الموبقات التي حذر منها رسول اللهr، واجتناب غيرها من الكبائر التي دل عليها الكتاب والسنة.

3- أعظم هذا الكبائر الشرك بالله فإنه الذنب الذي لا يغفر.

——————————————————————————–

([1]) 55-كتاب الوصايا حديث (2766) و86-كتاب الحدود حديث (6857).

([2]) 1-كتاب الإيمان38- باب بيان الكبائر حديث(145).

([3]) 12-كتاب الوصايا 10- باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم حديث (2874).

([4]) (6/215).

([5]) أحمد في المسند (1/190) وأبو داود 14-كتاب الخراج حديث(3043) ، (3/431) ، وعبد الرزاق في المصنف(10/179) ، والبيهقي في السنن (8/136) وإسناده صحيح.

([6]) أخرجه مالك في الموطأ بلاغاً –كتاب العقول حديث (14) ، (2/871) ، ووصله عبد الله بن أحمد في مسائل أبيه (1543) ، والبيهقي في السنن (8/136) عن عبد الله بن عمر وفي إسناده سعد بن نصر. لم أقف له على ترجمته.

([7]) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/222) ، والبيهقي في السنن (8/136) من طريق بعضها صحيح وبعضها فيه انقطاع.

المصدر : موقع الشيخ حفظه الله

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله الفردوس الاعلى بذلك
اللهم انا نسالك رحمتك وعفوك يا رب العالمين
شكراااااااااااااا