عبرات و خطرات من شذرات الفكر و من صميم النفس . 2024.

الحمد لله وحده معز عباده المؤمنين و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، الدال اليه بيقين، قائد الغر المحجلين، بأبي هو أمي الرسول النبي الأمين، و بعد…
فقد كان لي بعض الردود جائت في شكل خطرات في مشاركات شتى و مواضيع عدة، تعبر عن جهد المقل في التعبير عن ما في النفس من رفض لبعض الظواهر الاجتماعية التي لا تمت للشرعة المحمدية بصلة، بل هي من نسج العلمنية المدّعية للوطنية، و من دعم الطوائف المعادية من اليهودية و النصرنية، فأحببت أن تكون هنا مجتمعة، تنتظر دعمكم و نصرتكم، بمشاركاتكم التي لا أظن أن تعدم فائدة أو حجة أو نصرة.
و هذه اليكم أول الخواطر في جهاد النفس، أسأل الله أن ينفعني بها يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.

………عن جهاد النفس – مشاركة كانت في موضوع حتى نتغير بصدق-.
جهاد النفس و ما أدراك ما جهاد
النفس، انه الجهاد الأكبر الذي لا يقوم جهاد العدو و لا يستقيم إلا بإقامته و استقامة النفس على إثره، فلا بد منه لاستقرار الحال على الأعمال الصالحة و الأحوال المرضية، لتترقى النفس بعدها إلى عدوها الخارجي بعد أن تمكنت من هزم عدوها الباطني الملازم لها و الذي لا يتركها و لن يتركها إلا إذا لاقت ربها.
ثم لتعلم هذه
النفس أن الأعداء من حولها كثر، إذ كل عدو للإسلام و للشرعة المحمدية و للمنهج الرباني و الأخلاق الإيمانية عدو لها، و هي النفس المؤمنة المطمئنة التي سلكت في السبيل إلى ربها وسارعت في طلب رضوانه سبحانه.
فهل من مبصر لم تغشاه الغواش ثم هل من عاقل لم
تصرفه الأهواء و لم تؤثر فيه الدعوات الباطلة و الشبهات المضللة و الشهوات المغرضة المعروضة بأبخس الأثمان، بدعم من الشيطان و حزبه و أوليائه من بني الإنسان؟؟؟
و ما المخرج من هذا و الانتصار عليه إلا بصدق اللجوء إلى المولى الأجل عز شأنه و تقدست
أسماؤه في أن يعصم عباده المؤمنين من هذه القواسم و من تلكم الأراجيف التي يسعى بها أهل الباطل و قد وجدوا عليها معينا و نصيرا، و داعما و مشجعا، ومدافعا و مؤيدا.
و
إذ وجد بعدها وبحق، صدق الصادقين و إخلاص المخلصين و اجتهاد المجتهدين في نصرة دين رب العالمين سرعان ما سينهار جهد المبطلين ، فكما بدئ الإسلام غريبا ثم انتشر و انتصر كذلك يعود غريبا ثم ينتشر و ينتصر بنصر الله الذي لا يخلف الميعاد، بعز عزيز أو بذُل ذَليل، نصرا ينصر الله به التوحيد و أهله و يذل به الشرك و الالحاد والتمرد و الاستكبار و أهله، كيف لا وهو القائل سبحانه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، و القائل (و لتكن منكم أمة يدعون الى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون).

ثم على اثر هذه العداوة و المباينة القائمة ليرى كل سبيله، اما جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين، و قد حفت الجنة بالمكاره، أو الى نار تلظى قعرها بعيد و عذابها شديد قد حذر منها رب العبيد، و قد حفت النار بالشهوات.

دعائك سلاحك.

و صدقك عماد نصرك.

وجهدك وصبرك ثمن ظفرك.

و الجنة ثمرة معركتك.

دعائك سلاحك.

و صدقك عماد نصرك.

وجهدك وصبرك ثمن ظفرك.

و الجنة ثمرة معركتك.
للأمانة….
ما سبق من العبارات مقتبسة من موضوع حتى نتغير بصدق.

و هذه اليكم خاطرة في بيان كيد الكائدين في نشر التبرج و السفور من خلال اضفاء الشرعية على التصاميم المسماة بالحجاب العصري، و الذي ليس في حقيقته الا صورة من صور التبرج المغلف أو قل الحجاب المتبرج الذي غرروا به على كثير من النساء المسلمات.
أترككم من دون اطالة مع المقال، ثم نلتقي مع خاطرة أخرى …
قال العبد الضعيف أبو ليث:
أما فيما يخص هذه الموديلات المغريات التي ليست الا خطة ابلسية لاستدراج السذج من النساء و هن كثير للاسف، اذ ما دخل علينا الشر بحذفريه كامنا في التبرج بأشكاله إلا من خلال هذه التصاميم المسماة إسلامية زورا و بهتانا و إفكا و إثما مبينا.
فما هو الا زمن يسير من التخطيط و التدبير، للافساد و التدمير حتى أخرجوا به الحرائر من خدرهن بعد أن كنّ يتزين بثوب الحياء و الحشمة، قارات مصونات في بيوتهن بين محارمهن في حدود الشرع و الدين، اذ ما كان للابن البالغ أو للأخ المميز أو للزوج العاقل الكامل الفحولة، ليرى أمه أو أخته أو زوجته ترتدي ثياب التبرج و السفور، حتى أضحى الأمر عاديا و تحررا و حضارة و مسايرة للمستجدات و الواقع و تألقا أن تخرج المرأة و نصف بدنها أو أكثر من ذلك بارز واضح للعيان بل لقمة صائغة لأعين الذئاب البشرية، لتستشري قلوبهم و نفوسهم نار و هيجانا، بغية النيل منهن و من أعرضهن بأمكر الحيل و بأبخس الأثمان.
ومما زاد بهجة الذين لا يألون في مؤمن إلا و لا ذمة و الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا و يسعون في الأرض فسادا، الوقاحة و الجرأة و الكبر عن الحق و أهله بل حتى الاستهزاء و السخرية التي صارت تحملها و تتسم بها أخلاق كثير من نسائنا و بناتنا ، نساء و بنات الإسلام للأسف و الأسف الشديد، فلو اقتصر الأمر على التبرج مع شيء من الحياء و الذي لا ننكر وجوده عند البقية المتبقية ممن هنّ حديثات العهد به لأمكننا خوض المعركة بكل سهولة و بأقل التكاليف، لكن كيف الحل مع تلكم المولعات بما هن عليه من المعصية، بل المتعجرفات المتباهيات، مما يدلك أن الأمر أعظم من قضية السفور و التبرج الظاهر، بل هو خلل عقدي و فساد فكري غشى القلوب و عشعش على العقول مما يلزم معه ابتداءا تصحيح المفاهيم و تصويب الأفكار و تعديل المنهج المتبع في الاختيار و الاقتداء.
و يكون ذلك بإعادة غرز القيم السامية وترسيخ المبادئ الشرعية الصحيحة، و ذلك بنهج طريق الموعظة و النصيحة في صراحة تامة و شفافية كاملة مع حكمة و هين و لين وشفقة و رحمة لمن كنَّ أهلا لذلك و هذا هو المقدم ، و جرأة في قوة وإنكار منكر مع إظهار حجة و دحض شبهة و مقارعة الباطل بالحق لمن استحقت ذلك، وفي كل هذا لا بد من العلم بالدليل الشرعي و المنهج الرباني و الطريق النبوي في علاج مثل هذه الأمور، مما يأتي تأصيل و تفصيل القول فيه من خلال كلام أئمة أهل العلم.
نسأل الله لنا و لكل أخوتنا الهداية و التوفيق الى كل خير وهدى.

عبرات و خطرات من شذرات الفكر و من صميم النفس ينتظر دعمكم بشذرات من شذراتكم.
شكرا ع المجهود الطيب..!

صور ونماذج من الفكر الحضاري الأمثل 2024.

ن الإسلام نظام شامل لجميع مناحي الحياة والشريعة صالحة لكل زمان ومكان هذا ما يجتره الكسالى والقاصرين من المسلمين والواقع أنها كلمة حق أريد بها الباطل المتمثل في المجازفة والزج بالإسلام في معارك ضارية متنوعة الوسائل دون التحضير الجيد لذلك بل مجرد الإكتفاء بالشعارات الجذابة وتجارب السلف القديمة التي دخلت المتحف وعفا عنها الزمن وأدخل في الموضوع مباشرة حتى لا أطيل إن الإسلام سبق الغرب في تحديد معالم ومراحل البحث العلمي بدقة فأرشدنا إلى وجوب التأمل في الكون والنظر في الظواهر الطبيعية والإنسانية وفي أنفسكم أفلا تبصرون مع وجوب السير والتنقل في أرجاء المعمورة من أجل إستقراء الأشياء ومن ثمة استنباط النتائج الكلية الجامعة كما أن الإسلام وضع قوانين ثابتة وأحكام عادلة لتحقيق المقاصد الكبرى التي بها يستقر الدين وتنهض الدنيا حفظ الدين والمال والنفس والنسل والعرض ولو عاش ذلك النوع من الفقهاء المنظرين كالشاطبي والقرافي لأضافوا لمقاصد الشريعة عنصر حفظ البيئة والسماء رفعها ووضع الميزان أن لا تطغوا في الميزان لكن أريد أن أنبه إلى شيء هام يهمله الكثير من الباحثين في هذا الموضوع وهو أن التطور العلمي أو التشريعي لا يأتي نتيجة البحوث الأكادمية النظرية فحسب بل هو فعل تراكمي تدرجي يأتي نتيجة تطور إجتماعي من جهة ونتيجة التطبيقات الواقعية التي تظهر معها النقائص والثغرات وحتى الأخطاء وهنا يظهر دور المجتهدين والخبراء المختصين في إيجاد الحلول لهذه النوازل (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (ولا ينبئك مثل خبير ) كما أن الحضارة الغربية عرفت عدة أنظمة سياسية حتى وصلت إلى النظام الديمقراطي الليبرالي وحتى فكرة الديمقراطية عرفت عدة تطورات من الديمقراطية الإصلاحية إلى الديمقراطية الإشتراكية ثم الماركسيىة وأخيرا الديمقراطية الليبرالية وحاليا ظهر مفهوم جديد للديمقراطية يقوم على فكرة تحقيق التوافق بين الطوائف الدينية والإيديولوجيات الحزبية والمشاريع المجتمعية التي تطرحها التيارات المختلفة لاسيما في المجتمعات المتعددة الثقافة أو الديانة أو العرق كما أن الرجوع إلى بدايات النهضة الحضارية الإسلامية الأولى سيفيدنا كثيرا في إستخلاص العبر واستلهام الدروس وصدق الإمام مالك بن أنس عندما قال (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) وللنظر كيف إنطلقت هذه الحضارة من بيئة صحراوية معدومة تحمل المصحف أي العلم والسيف من جهة أخرى أي الجهاد واستطاعت في زمن يسير السيطرة على أعتى وأعرق الحضارات الفارسية واليونانية والرومانية وهنا سننبهر لاشك بقيم الإخلاص والتجرد والترابط والتضحية في سبيل تلك الفكرة التي سكنت عقولهم وأرواحهم ودماءهم ولم يكن الدافع لهم في كل ماقاموا به سوى مرضاة الله عز وجل وليس التعطش للسلطة أو الرغبة في جمع المال أو البحث عن الشهرة وانظر على سبيل المثال القائد العظيم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عندما أقاله سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من قيادة الجيش وصار جنديا بسيطا هنا سجل التاريخ موقفا عظيما مؤثرا لهذا الرجل الرمز الذي راح من موقعه كجندي يقاتل بحماسة ويرفع من معنويات إخوانه أكثر من ذي قبل وكأن شيأ ما لم يحدث لأن همه كان منصبا على خدمة الإسلام وإعلاء كلمة الله ولم يكن طموحه نحو دنيا فانية ولا مناصب زائلة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

… : " أيّها الناس ، أين المفر ؟ ، البحر من ورائكم ، والعدوُّ أمامَكم ، وليس لكم ، والله ، إلا الصدقُ والصبر … وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ، ولا أقوات إلاَّ ما تستخلصونه من أيدي عدوّكم … واعلموا أنّكم إن صَبرتم على الأشق قليلاً ، استمعتم بالأرْفَه الألذّ طويلاً … وقد بلغكم ما أنشأتْ هذه الجزيرةُ من الحُور الحسان ، من بنات اليونان ، الرّافلات في الدّر والمرجان ، والحُلَل المنسوجة بالعِقْيان ، المقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان … ليكون مَغْنَمُها خالصًا لكم " .
السلام عليكم ورحمة الله
احسنت اخي سراج الذهب

فالاسلام صالح لكل زمان ومكان

قالى الله تعالى
لاَ تَبْدِيـلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ

اذا شاء ربي مني الفكر مشيئة فهل انا عاص فاتباع المشيئة// شرح تائية بن تيمية 2024.

هذا شرح لتائية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بعد سؤال من ذمي في 11 بيتا رد عليه الشيخ بقصيدة 124 بيتا كتبها من الظهر الى العصر

سُؤَالٌ عَنْ القَدَرِ من أَحَدُ عُلمَاءِ الذِّمِّة لابن تيمية؟

أَيَا عُلمَاءَ الدِّينِ، ذِمِّيُّ دِينِكُمْ … تَحَيَّرَ دُلُّوهُ بِأَوْضَحِ حُجَّةٍ
إذَا مَا قَضَى رَبِّي بِكُفْرِي بِزَعْمِكُمْ … وَلمْ يَرْضَهُ مِنِّي، فَمَا وَجْهُ حِيلتِي؟
القضاء هنا كوني ، فهو كذب على ربه أنه علم ما في اللوح المحفوظ وأنه قضى بكفره ، والله عز وجل لم يقضه شرعا ولم يرضه شرعا قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " وقال " ولا يرضى لعباده الكفر "
وقوله : قضى بكفري ولم يرضه مني : أي يريد أن القضاء الكوني شيء ، والإرادة تعارضه ، وهذا كذب لأن اله عز وجل لم يرد منك شرعا الكفر ، وأنت لا تعلم ما في اللوح المحفوظ ، حتى تقول أن الله عز وجل قدر علي إلزاما الكفر .
دَعَانِي، وَسَدَّ البَابَ عَنِّي، فَهَل إلى … دُخُولي سَبِيلٌ؟ بَيِّنُوا لي قَضِيَّتِي
قَضَى بِضَلالي، ثُمَّ قَال: ارْضَ بالقضا … فَمَا أَنَا رَاضٍ بِاَلذِي فِيهِ شِقْوَتِي
دعاني : أي بالأمر الشرعي ، وسد الباب عني : أي أن القضاء الكوني جعلني أخالف الأمر الشرعي ، وهذا كذب لأنه لا يعلم ما في اللوح المحفوظإلا بعد أن يقع ، والرضا بالقدر يكون عند الابتلاء ، وعند المصيبة ، وعند الذنب الذي تاب منه العبد لآ على الذنب الذي هو قائم عليه .
فَإِنْ كُنْتُ بِالمَقْضِيِّ يَا قَوْمُ رَاضِيَا … فَرَبِّي لا يَرْضَى بِشُؤْمِ بَليَّتِي
فَهَل لي رِضَا، مَا ليْسَ يَرْضَاهُ سَيِّدِي … فَقَدْ حِرْتُ دُلُّونِي عَلى كَشْفِ حِيرَتِي
أي أنه سيرضى بالمقضى ، وأنه مسير ، لا حيلة له ، وهذا ما قاله المشركون من قبل " لو شاء الله ما أشركنا "
وقوله : والله لا يرضى بشؤم بليتي : أي أنه لا إرادة له على الكفر فكيف يعذبه الله عليه ، وهذه هي شبهة المعتزلة في مسألة خلق أفعال العباد ، وهذا كله تلبيس ، وخلط بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية .
إذَا شَاءَ رَبِّي الكُفْرَ مِنِّي مَشِيئَةً … فَهَل أَنَا عَاصٍ فِي اتِّبَاعِ المَشِيئَةِ؟
وَهَل لي اخْتِيَارٌ أَنْ أُخَالفَ حُكْمَهُ؟ … فَبِاَللهِ فَاشْفُوا بِالبَرَاهِينِ عِلتِي
يقول : لو أن الله شاء كفري ، وأنا اتبعت مشيئة الله فهل أنا عاصٍ ، وهل لي اختيار أن أخالف حكمه الذي حكم لي به
نقول : إن الله عز وجل أراد منك الإيمان شرعا ، فإن التزمت بالشرع دخلت الجنة إن شاء الله ، بفضل الله ، وإن خالفت فمشيئة الله عز وجل واقعة عليك ، وستدخل النار
وقوله : وهل لي اختيار أن أخالف حكمه ، يريد أن يجعل الحكم الشرعي حكم كوني ، نقول : نهم لك اختيار في مخالفة حكم الله الشرعي ، وإن خالفته أبغضك الله وأبعدك وعذبك على ذلك .

استفدت من شرح الشيخ د/ محمود عبد الرزاق الرضواني في كتابه منة القدير 2/ 11 – 80 في هذا الشرح

فَأَجَابَ شَيْخُ الإِسْلامِ أَحْمَد ابْنُ تيمية الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ: 1.
1. سُؤَالُكَ يَا هَذَا، سُؤَالُ مُعَانِدٍ … مُخَاصِمِ رَبِّ العَرْشِ، بَارِي البَرِيَّةِ
هذا سؤال معاند يريد أن يبقى على كفره حتى ولو دفع الجزية
2. فَهَذَا سُؤَالٌ، خَاصَمَ المَلأَ العُلا … قَدِيمًا بِهِ إبْليسُ، أَصْلُ البَليَّةِ
في القديم إبليس أمره الله عز وجل فعصى أمره الشرعي ونسب الإغواء إلى الله عز وجل في الأمر الكوني ، قال ( رب بما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم)
واحتج بالإرادة الكونية على المعصية .
3. وَمَنْ يَكُ خَصْمًا للمُهَيْمِنِ يَرْجِعَنْ … عَلى أُمِّ رَأْسٍ هَاوِيًا فِي الحَفِيرَةِ
من خاصم ربه وقال أنا مسير واحتج على معصيته بأن المكتوب في اللوح المحفوظ سوف ينفذ ، ولا يأخذ بالأسباب للوصول إلى النتائج التي خلقها الله ، فقدر الله سينفد ووهذا الشخص هو الخاسر
4. وَيُدْعَى خُصُومُ اللهِ يَوْمَ مِعَادِهِمْ … إلى النَّارِ طُرًّا، مَعْشَرَ القَدَرِيَّةِ (1)
5. سَوَاءٌ نَفَوهُ، أَوْ سَعَوْا ليُخَاصِمُوا … بِهِ اللهَ، أَوْ مَارَوْا بِهِ للشَّرِيعَةِ
الذين خاصموا الله عز وجل في القدر ، واحتجوا بالإرادة الكونية على معصيتهم ، وتركوا الإمتثال للإرادة الشرعية إلى النار طرأ : أي جميعا
سوآء نفوا التقدير السابق ، وأنكروا العلم السابق ، وقالوا بأنا الإنسان يخلق فعل نفسه(2)، أو نسبوا ذنوبهم ومعاصيهم إلى القدر الكوني ، أو ماروا : أي عارضوا به الشريعة ، وذهبوا إلى أن الإنسان مسير (3).
. 6. وَأَصْلُ ضَلال الخَلقِ مِنْ كُل فِرْقَةٍ … هُوَ الخَوْضُ فِي فِعْل الإِلهِ بِعِلةِ
أي أن أصل الضلال أنهم يريدون أن يسألوا الله عز وجل عن أفعاله ، وقد قال تعالى : " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " .
7. فإنهمو لمْ يَفْهَمُوا حِكْمَةً لهُ … فَصَارُوا عَلى نَوْعٍ مِنْ الجَاهِليَّةِ
أي أنهم نظروا إلى جانب القدرة ، وتناسوا جانب الحكمة ، ويريدون أن يقيسوا حكمة الخالق بحكمة المخلوق ، فالحكمة فيما يتعلق بالمخلوق أن يفعل ما يعود عليه بالنفع ، أما حكمة الخالق فهي عن غنى يفعل الشيء بحكمة تعود على الأمور لا على الخال سبحانه .
8. فَإِنَّ جَمِيعَ الكَوْنِ أَوْجَبَ فِعْلهُ … مَشِيئَةُ رَبِّ الخَلقِ بَارِي الخَليقَةِ
9. وَذَاتُ إلهِ الخَلقِ وَاجِبَةٌ بِمَا … لهَا مِنْ صِفَاتٍ وَاجِبَاتٍ قَدِيمَةِ
فهذه المخلوقات جميعها جاءت بناءً عن مشيئة الله عز وجل ، وعن قدرته ، وعن حكمته ، فهو الغني بذاته ، بما له من صفات الكمال الأزلية ، الأبدية ، فهو الذي يعين الخلق ، ويوفقهم ، ويرزقهم .
10. مَشِيئَتُهُ مَع عِلمِهِ، ثُمَّ قُدْرَةٌ … لوَازِمُ ذَاتِ اللهِ قَاضِي(4) القَضِيَّةِ
11. وَإِبْدَاعُهُ مَا شَاءَ مِنْ مُبْدِعَاتِهِ … بِهَا حِكْمَةٌ فِيهِ وَأَنْوَاعُ رَحْمَةِ
يشير إلى مراتب القدر، فلا بد من لخلق المخلوقات من مشيئة مع علم سابق ، ثم لا بد من القدرة التي سينفذ بها ، وكل ذلك لازم لمن يقضي بخلق الأشياء ووجودها .
وكما وجب الإيمان بقدرته سبحانه في خلق الأشياء بالقضاء والقدر ، وجب الإيمان بحكمته التي أبدعت جميع مبدعاته في هذا الكون .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) والقدرية هنا لفظ مشترك يطلق على الجبرية ، وعلى المعتزلة
(2) وهم القدرية المعتزلة
(3) ( وهم الجبرية )
(4) القاضي ليس اسما من أسماء الله ، ولكن هذا من باب الإخبار والصحيح أن يقال ( في قضاء القضية)

. 11. وَلسْنَا إذَا قُلنَا جَرَتْ بِمَشِيئَةِ … مِنْ المُنْكِرِي آيَاتِهِ المُسْتَقِيمَةِ
وإن قلنا أن كل شيء بقضاء وقدر ، فلا ننكر حكمته ، وشريعته ، ولا ننفي مسئولية الإنسان عن فعله ، وأنه مكلف بالشرائع ، وطالب بمراعاة احلال والحرام
13. بَل الحَقُّ أَنَّ الحُكْمَ للهِ وَحْدَهُ … لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ الذِي فِي الشَّرِيعَةِ(5)
إن أردت الحق ، فلا بد إن ترد الحكم الكوني المظهر للقدرة ، والحكم الشرعي
المظهر للحكمة إلى الله وحده ، فبالحكم الكوني خلق وقضى وقدر ، وبالحكم الشرعي أمر وكلف واختبر قال تعالى" ألا له الخلق والأمر تبرك الله رب العالمين"
14. هُوَ المَلكُ المَحْمُودُ فِي كُل حَالةٍ … لهُ المُلكُ مِنْ غَيْرِ انْتِقَاصٍ بِشِرْكَةِ
خلق الأشياء ، وجعل الاختيار في الإنس والجن لا يعني وجود أكثر من خالق ، فلو كان الإنسان يخلق الشر ، لكانوا أربابا مع الله ، ولهم نصيب من الملك يشاركون الله عز وجل فيه قال تعالى " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا"
15. فَمَا شَاءَ مَوْلانَا الإِلهُ، فَإِنَّهُ … يَكُونُ. وَمَا لا لا يَكُونُ بِحِيلةِ
أي أن مشيئة الله عز وجل عامة ، لأفعال العباد وغيرها ، والعباد ليس لهم مشيئة مستقلة ، بل أن مشيئتهم في الاختيار متوقفة على مشيئة الله سبحانه وتعالى .
16. وَقُدْرَتُهُ لا نَقْصَ فِيهَا، وَحُكْمُهُ … يَعُمُّ. فَلا تَخْصِيصَ فِي ذِي القَضِيَّةِ
قدرة الله عز وجل مطلقة ، وليست كقدرة المخلوق الذي قد يقدر الأمر ولا يقدر على تنفيذه ، والذي يعنيه أن الله سبحانه وتعالى هو خالق العباد وأفعالهم بقدرته سواء كانت أفعالهم خير أو شر ، كذلك حكمه صادر عن حكمة ، وحكمة الله عامة شاملة في كل الخلائق ، ليس فيها تخصيص ، إن عذب الكافر فبعدله وحكمته ، وإن أنعم على المؤمن فبفضله ورحمته .
17. أُرِيدَ بِذَا أَنَّ الحَوَادِثَ كُلهَا … بِقُدْرَتِهِ كَانَتْ، وَمَحْضِ المَشِيئَةِ
أي أن جميع المخلوقات (الحوادث) إنما خلقت بقدرة الله ومشيئته المحضة ( بمراتب القدر) التي لا دخل لغيره فيها
18. وَمَالكُنَا فِي كُل مَا قَدْ أَرَادَهُ … لهُ الحَمْدُ حَمْدًا يَعْتَلي كُل مدحة
فالله عز وجل مالكنا ، وكل ما أراده كونا أو شرعا فله الحمد كله والثناء ، فهو سبحانه الحميد المجيد ، الذي يفعل الخير ، ويأمر به لا لممصلحة تعود عليه ، ولكن لمصلحة تعود على المأمور .
19. فَإِنَّ لهُ فِي الخَلقِ رَحْمَتَهُ سَرَتْ … وَمَنْ حِكَمٍ فَوْقَ العُقُول الحَكِيمَةِ
أي أن رحمة الله عامة في الخلق أجمعين ، وهنا رحمة خاصة بالمؤمنين ،وقوله : وَمَنْ حِكَمٍ فَوْقَ العُقُول الحَكِيمَةِ ، أي أنك إذا نظرت في الأشياء ستجد أمورا تحار فيها العقول ، أبدعها سبحانه بمنتهى الإتقان ، والعلم والحكمة مما يدل على وجود إرادة لله عز وجل في سائر الأشياء ، سواء كانت إرادة كونية ، أو شرعية .
20. أُمُورًا يَحَارُ العَقْلُ فِيهَا إذَا رَأَى … مِنْ الحِكَمِ العُليَا وَكُل عَجِيبَةِ
لله عز وجل أمور إذا تأملتها تحار وهي جارية على أسبابها ، والكل يأخذ بها ، ويعمل بحكم الله الكوني في الأخذ بالأسباب للوصول إلى النتائج ، كذلك اقتضت حكمت الله تعالى أن من أراد الجنة فلا بد أن يأخذ بأسبابها .
21. فَنُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ عَزَّ بِقُدْرَةِ … وَخَلقٍ وَإِبْرَامٍ لحُكْمِ المَشِيئَةِ
22. فَنُثْبِتُ هَذَا كُلهُ لإِلهِنَا … وَنُثْبِتُ مَا فِي ذَاكَ مِنْ كُل حِكْمَةِ
نؤمن بأن كل شيء بقضاء وقدر ، خلق الأشياء بقدرته ، ووقضاها قضاء مبرما موافقا لحكم المشيئة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، له القدرة المطلقة في تنفيد ما قد قضاه وقدره ن وجميع أفعاله لا تخرج عن حكمته ،
فبالقدرة خلق الأشياء واوجدها ، وهذا توحيد الربوبية ، وبالحكمة رتب الأسباب ونتائجها وانتلانا واستخلفنا وكلفنا لنأخذ بها تحقيقا لتوحيد الألوهية .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(5) أي الامر الذي في سورة الشريعة ( الشورى) حمله على الأمر الشرعي ، وهو يحتمل الأمرين معا .
23. وَهَذَا مَقَامٌ طَالمَا عَجَزَ الأُولى … نَفَوْهُ وَكَرُّوا رَاجِعِينَ بِحِيرَةِ
العبد في إيمانه بالقدر لابد أن يجمع بين الإيمان بالقدرة ، والحكمة ، وعدم الجمع بينهما هو منشأ ضلال الأُوَل في القضاء والقدر ، إن عجزوا عن فهمه نَفَوه .
24. وَتَحْقِيقُ مَا فِيهِ بِتَبْيِينِ غَوْرِهِ … وَتَحْرِيرِ حَقِّ الحَقِّ فِي ذِي الحَقِيقَةِ
25. هُوَ المَطْلبُ الأَقْصَى لُرُوَّادِ بَحْرِهِ … وَذَا عُسْرٍ فِي نَظْمِ هذي القَصِيدَةِ
26. لحَاجَتِهِ إلى بَيَانٍ مُحَقِّقٍ … لأَوْصَافِ مَوْلانَا الإِلهِ الكَرِيمَةِ
27. وَأَسْمَائِهِ الحُسْنَى، وَأَحْكَامِ دِينِهِ … وَأَفْعَالهِ فِي كُل هذي الخَليقَةِ
تبيين غوره ، وهو التفريق بين الإرادة الكونية ، والشرعية ، والمشيئة والإرادة ، وتؤمن بأن الله له مطلق القدرة ، وله مطلق الحكمة ، لابد من مراعاة ذلك وإلا فستقع في الضلالات .
وتحرير الحق أن تؤصل المسألة أولا في باب الأسماء والصفات فتثبت للله عز وجل ما أثبته لنفسه من أنواع الكمالات في توحيد الاسماء والصفات والأفعال .
وهذا المطلوب الأقصى لمن أراد أن يدخل في هذا البحر العميق ، وهذا عسر بيانه في هذا النظم ، لأنه يحتاج إلى بيان تفصيلي لأسماء وأوصاف وأفعال الإله ،وما ينبغي علينا أن نؤمن به في هذا الجانب من شمولية إفعاله في كل هذه الخليقة ، وما تقتضيه من العمل بأحكام دينه ، وتوحيد العبودية له وحده .
28. وَهَذَا بِحَمْدِ اللهِ قَدْ بَانَ ظَاهِرًا … وَإِلهَامُهُ للخَلقِ أَفْضَلُ نِعْمَةِ
أي أن الأسماء والصفات بينها الله تبارك وتعالى بيانا واضحا شافيا في القرآن والسنة ، ولم يُترك هذا الباب لعقولنا ، وألهمنا في فطرنا أن نتلقى خبره بالتصديق ، فالفطرة مستعدة لتصديق الأخبار في الأسماء والصفات والأفعال .
29. وقد قِيل فِي هَذَا وَخَطُّ كِتَابِهِ … بَيَانُ شِفَاءٍ للنُّفُوسِ السَّقِيمَةِ
يشير إلى ضلالات المتكلمين في كلام رب العالمين ، وقوله : وخط كتابه : يشير إلى عدم تقديم العقل على النقل ، وأنه ينبغي الرجوع إلى كتاب رب العالمين في باب الأسماء والصفات والأفعال ، فمن رجع إليه وجد فيه بيان شفاء .
30. قَوْلُكَ: لمَ قَدْ شَاءَ؟ مِثْلُ سُؤَال مَنْ … يَقُولُ: فَلمَ قَدْ كَانَ فِي الأَزَليَّةِ
أي سؤالك هذا مثل قول من يقول :لماذا هو رب وأنا عبد ؟لما كان رب العالمي إلها
31. وَذَاكَ سُؤَالٌ يُبْطِلُ العَقْلُ وَجْهَهُ … وَتَحْرِيمُهُ قَدْ جَاءَ فِي كُل شِرْعَةِ
فكل الشرائع السابقة تحرم سؤال السائل لم قد شاء؟ لأن هذا اعتراض على وجود الخالق ، وهذا الكلام أيضا يبطله العقل .
. وَفِي الكَوْنِ تَخْصِيصٌ كَثِيرٌ يَدُلُّ مَنْ … لهُ نَوْعُ عَقْلٍ: أَنَّهُ بِإِرَادَةِ
33. وَإِصْدَارُهُ عَنْ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ … أَوْ القَوْلُ بِالتَّجْوِيزِ رَمْيَةُ حِيرَةِ
تخصيصا : أي اختلاف الناس في خلقتهم ، هذا التنوع يدل على وجود إرادة لمن أوجده، في أن يعطي هذا ويمنع هذا .
ولم نجد المخلوقات تخرج كنموذج واحد ، أو أنها صدرت دفعة واحدة جوَّزها من نظر إلى المخلوقات بمثل هذا الكلام المحير ، بل هناك مشيئة للخالق بها خلق وخصص لكل مخلوق نصيبه تحقيقا لبتلائه بحكمته .
34. وَلا رَيْبَ فِي تَعْليقِ كُل مُسَبَّبٍ … بِمَا قَبْلهُ مِنْ عِلةٍ موجبية
35بَل الشَّأْنُ فِي الأَسْبَابِ، أَسْبَابُ مَا تَرَى … وَإِصْدَارُهَا عَنْ الحُكْمِ مَحْضُ المَشِيئَةِ
أي أن العلل والأسباب سواء ترابطت أو انفصلت لا يوثر ذلك في تعلقها بمشيئة الله وخلقه ، ولكن العلل ، والاسباب ترابطها ، وانفصالها ظاهر عن كمال حكمته ، ولا ريب في تعلق كل مسبب بما قبله فالله عز وجل جعل الحياة مبنية على ترابط الأسباب بحيث لا يخلق النتيجة إلا إذا خلق السبب أولا ،
وأهل اليقين ينظرون إلى الأسباب ويعلمون أن الله عز وجل خلقها بمراتب القدر ، ولا ريب أن الله عز وجل قدر مقادير الخلائق قبل خلقهم ، وشاء أنها ستقع في أوقاتها المعلومة عنده ، فهي تقع على حسب ما قدرها ، وفي المقابل لابد للعبد أن يؤمن بأن المقادير مقدرة بأسبابها فالسبب ، والمسبب واقع بقدر الله تعالى .
36. وَقَوْلُكَ: لمَ شَاءَ الإِلهُ؟ هُوَ الذِي … أَزَل عُقُول الخَلقِ فِي قَعْرِ حُفْرَةِ
أي أن هذا الذمي وقع في قعر حفرة من الضلال لأنه أراد أن يحاكم الرب جل وعلى ، ويحاسبه على أفعاله .
37. فَإِنَّ المَجُوسَ القَائِلينَ بِخَالقِ … لنَفْعِ، وَرَبٍّ مُبْدِعٍ للمَضَرَّةِ
38. سُؤَالُهُمْ عَنْ عِلةِ السِّرِّ، أَوْقَعَتْ … أَوَائِلهُمْ فِي شُبْهَةِ الثنوية
المعتزلة الذين قالوا بأن الله لا يخلق إلا الخير ، وأن الإنسان هو الذي خلق الشر وأوجده ،أطلق عليهم أهل السنة مجوس هذه الأمة ، لأن عقيدة المجوس أنهم جعلوا إلها لخير ، وإلها للشر .
وسؤال السائل على وجه الاعتراض لم شاء كذا ؟ ما العلة في أن يفعل كذا ؟ هذا الذي أوقع المجوس في شبهة الثانوية أي الثنائية في وجود الإله .
39. وَإِنّ َ ملاحيد الفَلاسِفَةِ الأُولى … يَقُولُونَ بِالفِعْل القَدِيمِ لعِلةِ
40. بَغَوْا عِلةً للكَوْنِ بَعْدَ انْعِدَامِهِ … فَلمْ يَجِدُوا ذَاكُمْ، فَضَلُّوا بِضَلةِ
أي أن الفلاسفة يقيسوا أفعال الخالق على نظام الأسباب التي نعرفها فجعلوا ذات الله علة يصدر عنها معلول كسائر الأسباب في تولدها عن بعضها ، جعلوا ذات الإله والدة للكون بما فيه .
وفرق بين وجود الشيء ، وفعل الله الذي أوجده ، ففعل الله صفة من صفاته ، وليست الذات علة لمفعولات ، والفرق واضح بين ذات الله وصفاته من ناحية ، وبين مفعولاته ومخلوقاته من ناحية أخرى
41. وَإِنَّ مبادي الشَّرِّ فِي كُل أُمَّةٍ … ذَوِي مِلةٍ مَيْمُونَةٍ نَبَوِيَّةِ
42. بخوضهم فِي ذَاكُمو، صَارَ شِرْكُهُمْ … وَجَاءَ دُرُوسُ البَيِّنَاتِ بِفَتْرَةِ
أي أن بداية الشر الذي يظهر في أي أمة لها وحي وشرائع ، تقديم عقولهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم . ، فيبتدعون في العقائد والعبادات ، وب فترة من انتشار البدع وقيام الناس عليها يدرس الحق ويختفي
32
43. وَيَكْفِيكَ نَقْضًا أَنَّ مَا قَدْ سَأَلتَهُ … مِنْ العُذْرِ مَرْدُودٌ لدَى كُل فِطْرَةِ
44. فَأَنْتَ تَعِيبُ الطَّاعِنِينَ جَمِيعَهُمْ … عَليْكَ، وَتَرْمِيهِمْ بِكُل مَذَمَّةِ
أي يكفي لنقض كلامك وزعمك أنك مسير على الكفر ، وأن ليس لك حيلة ، أنك تدفع الجزية من أجل البقاء على يهوديتك أو نصرانيتك ، وتحارب من أجل بقائك على الكفر وتعيب الذين يطعنون في دينك ، وتشتكي وتطالب الآخرين بحقوقك ، فلم لا تعتبر الطاعنين عليك المحاربين لك مسيرين أيضا بقضاء الله وقدره .
45. وَتَنْحَلُ مَنْ وَالاكَ صَفْوَ مَوَدَّةٍ … وَتُبْغِضُ مَنْ ناواك مِنْ كُل فِرْقَةِ
46. وَحَالُهُمْ فِي كُل قَوْلٍ وَفِعْلةٍ … كَحَالكَ يَا هَذَا بِأَرْجَحِ حُجَّةِ
أي : وتتقرب بالمودة لمن هو على مثل ملتك ، وتبغض وتعادي من خالفك من كل ملة ، وحالهم في محاربتك كحالك في محاربتهم والسعي للقضاء عليهم ، فهذه حجة عليك فلا داعي لعصيان الله عز وجل ، والتعليل بأنك مسير مجبر
47. وَهَبْكَ كَفَفْتَ اللوْمَ عَنْ كُل كَافِرٍ … وَكُل غَوِيٍّ خَارِجٍ عَنْ مَحَبَّةِ
48. فَيَلزَمُكَ الإِعْرَاضُ عَنْ كُل ظَالمٍ … عَلى النَّاسِ فِي نَفْسٍ، وَمَالٍ، وَحُرْمَةِ
لو فرضنا جدلا أن جميع الكافرين ، والضالين الخارجين عن الشريعة مسيرون كما زعمت وغير ملامين على أفعالهم ، فيلزمك أن تعرض عن كل ظالم للناس في قتل النفس التي حرم الله ، وأخذ المال بالسرقة ، وانتهاك الأعراض ، ولا تطالب بمحاكمة هؤلاء ومعاقبتهم إذا أساءوا إليك بشئ من ذلك ، فكما أنك تزعم أنك مسير فهم أيضا مسيرون مثلك .
49. وَلا تَغْضَبَنْ يَوْمًا عَلى سَافِكٍ دَمًا … وَلا سَارِقٍ مَالا لصَاحِبِ فَاقَةِ
50. وَلا شَاتِمٍ عِرْضًا مَصُونًا، وَإِنْ عَلا … وَلا نَاكِحٍ فَرْجًا عَلى وَجْهِ غِيَّةِ
51. وَلا قَاطِعٍ للنَّاسِ نَهْجَ سَبِيلهِمْ … وَلا مُفْسِدٍ فِي الأَرْضِ فِي كُل وجهة
52. وَلا شَاهِدٍ بِالزُّورِ إفْكًا وَفِرْيَةً … وَلا قَاذِفٍ للمُحْصَنَاتِ بِزَنْيَةِ
53. وَلا مُهْلكٍ للحَرْثِ وَالنَّسْل عَامِدًا … وَلا حَاكِمٍ للعَالمِينَ بِرِشْوَةِ
54. وَكُفَّ لسَانَ اللوْمِ عَنْ كُل مُفْسِدٍ … وَلا تَأْخُذَنْ ذَا جرمة بِعُقُوبَةِ
أي فعلى مذهبك أنك مسير في فعل المعاصي ، لأنك تحتج بأن الله عز وجل قدرها عليك ، فلا تغضب على من سفك دم أحد من أهلك ، أو سرق مالك أو مال الفقراء ذوي الفاقة ،
تغضب ممن قذفك و شتمك وانتهك عرضك وزنى بأهلك أو قطع طريقك وطريق غيرك ، وأفسد في الأرض ،
ولا تغضب ممن شهد عليك زورا افتراء وكذبا، أو قذف المحصنات بالزنى ، أومهلك للحرث والنسل ، أو العمل لدى الحكام برشوة ، ولا تلومنَّ كل مفسد ، ولا تعاقب من أجرم ، ولا تقاضيه .
55. وَسَهِّل سَبِيل الكَاذِبِينَ تَعَمُّدًا … عَلى رَبِّهِمْ، مِنْ كُل جَاءٍ بِفِرْيَةِ
56. وَإِنْ قَصَدُوا إضْلال مَنْ يَسْتَجِيبُهُمْ … بِرَوْمِ فَسَادِ النَّوْعِ ثُمَّ الرِّيَاسَةِ
أي : لو أن أحدا استخف قومه فأطاعوه فلا تنصح هؤلاء ، واتركهم ، وإن كان هدفهم الإفساد ، والرياسة .
57. وَجَادِل عَنْ المَلعُونِ، فِرْعَوْنَ، إذْ طَغَى … فَأُغْرِقَ فِي اليَمِّ انْتِقَامًا بِغَضْبَةِ على زعمك أن العاصي مسير في عصيانه ، ولا يُلام على فعله لأنه واقع بقضاء الله وقدره ، فجادل عن فرعون الملعون في التوراة ، والإنجيل ، والقرآن وازعم ببهتانك أن الله ما كان له أن يغضب عليه ويغرقه في اليم ،لأن كفره بربه كان واقعل بقضاء الله وقدره .
58. وَكُلِ كَفُورٍ مُشْرِكٍ بِإِلهِهِ … وَآخَرَ طَاغٍ كَافِرٍ بِنُبُوَّةِ
59. َعَادٍ، ونمروذ، وَقَوْمٍ لصَالحِ … وَقَوْمٍ لنُوحِ، ثُمَّ أَصْحَابِ أَيْكَةِ
ودافع بجدالك الباطل ، واحتجاجك بالقضاء والقدر على الكفر والعصيان دافع عن الطغاة ، والمكذبين للرسل والأنبياء كقوم عاد ، وثمود ، وقوم صالح ، وقوم نوح ، وأصحاب الأيكة .
وازعم كذبا وزورا أن اله أهلكهم وكانوا مظلومين لأن كفرهم كان بغير إرادتهم، وكان بقضاء الله وقدره ، وهذا كلام باطل يتصادم مع الحقيقة ، والفطرة ، والعقل ، والنقل .
60. وَخَاصِمْ لمُوسَى، ثُمَّ سَائِرِ مَنْ أَتَى … مِنْ الأَنْبِيَاءِ مُحْيِيًا للشَّرِيعَةِ
61. عَلى كَوْنِهِمْ قَدْ جَاهَدُوا النَّاسَ إذْ بَغَوْا … وَنَالُوا مِنْ المَعَاصِي بَليغَ العُقُوبَةِ
وعليك يا ذمي باحتجاجك بالقضاء والقدر على جواز فعل المعاصي أن تخاصم موسى ، وتهدم ما أنت عليه من اليهودية أو النصرانية ، وسائر ما كانت عليه كتب الأنبياء لأنهم جاءوا بمجاهدة الناس ورد كفرهم ، وبغيهم ، وتوقيع العقوبة على عصيانهم ، لأن أقوامهم ما أساءوا لأن كل ما حدث منهم كان بقضاء الله وقدره ، ومعلوم أن هذا زندقة تنافي ما كان عليه موسى عليه السلام ، وتهدم ما كان عليه عيسى عليه السلام .
62. وَإِلا فَكُلُّ الخَلقِ فِي كُل لفْظَةٍ … وَلحْظَةِ عَيْنٍ، أَوْ تَحَرُّكِ شَعْرَةِ


63. وَبَطْشَةِ كَفٍّ، أَوْ تَخَطِّي قُدِيمَةٍ … وَكُل حَرَاكٍ، بَل وَكُل سَكِينَةِ


64. همو تَحْتَ أَقْدَارِ الإِلهِ وَحُكْمِهِ … كَمَا أَنْتَ فِيمَا قَدْ أَتَيْتَ بِحُجَّةِ


وإلا فكل الخلق في كل لحظة ، في كل حركة جفن أو حركة شعرة ، أو بطسشة كفٍ أو خطوة قدم ، وكل حركة أو سكنة هم تحت مشيئة الله عز وجل وحكمه، سواء كانت طاعة أو معصية ، وهي حجة لهم كما هي حجة لك ، والحجة في الإجرام إن كانت القضاء والقدر ، فهي الحجة في المعاقبة عليه ، فمن سرق بقدر الله قطعت يده بقدر الله ،


وأتباع الرسل يعملون بالأمر الشرعي ، ويؤمنون بالقضاء الكوني ، أما أعداء الله عز وجل فيعصون أمر الله ، ويحتجون بقضائه وقدره على معصيته


65. وَهَبْكَ رَفَعْتَ اللوْمَ عَنْ كُل فَاعِلٍ … فِعَالا رَدًى، طَرْدًا لهذي المَقِيسَةِ


66. فَهَل يُمْكِنُ رَفْعُ المَلامِ جَمِيعِهِ … عَنْ النَّاسِ طَرًّا عِنْدَ كُل قَبِيحَةِ؟


لو فرضنا أننا لا نلوم أحداً في الدنيا على عصيانه ،وأفعاله الردية قياسا على احتجاجك بالقدر على معصيتك فهل يمكن أن نرفع الملام عن الناس جميعا في عصيانهم ، وإجرامهم ؟! .


67. وَتَرْكُ عُقُوبَاتِ الذِينَ قَدْ اعْتَدَوْا … وَتَرْكُ الوَرَى الإِنْصَافَ بَيْنَ الرَّعِيَّةِ


68. فَلا تُضْمَنَنْ نَفْسٌ وَمَالٌ بِمِثْلهِ … وَلا يُعْقَبَنْ عَادٌ بِمِثْل الجَرِيمَةِ


وأن لا يُعاقَب المعتدي ، وترك الحُكام ، والأُمراء العدل بين الرعية ، فلا يلزم القصاص في قتل النفس عمدا ، ولا يضمن المال التالف بمثله إذا فرط من كان بيده هذا المال ، ولا يعاقب المجرم على جريمته .


69. وَهَل فِي عُقُول النَّاسِ، أَوْ فِي طِبَاعِهِمْ … قَبُولٌ لقَوْل النَّذْل: مَا وَجْهُ حِيلتِي؟


ولو قال قائل بقول هذا الذمي في مطالبته بعدم محاسبته على جُرمه محتجا بأنه مجبور ولا حيلة له في نذالته ، هل عقول الناس وطباعهم تقبل هذا ؟!


70. وَيَكْفِيكَ نَقْضًا مَا بِجِسْمِ ابْنِ آدَمَ … صَبِيٍّ، وَمَجْنُونٍ، وَكُل بَهِيمَةِ


71. مِنْ الأَلمِ المَقْضِيِّ فِي غَيْرِ حِيلةٍ … وَفِيمَا يَشَاءُ اللهُ أَكْمَلُ حِكْمَةِ


ويكفي لنقض سؤالك في تبرير الكفر بالقضاء والقدر، أن حكمة الله عز وجل ومشيئته اقتضت أن الصبي أو المجنون أو البهيمة إذا أصابها وجع وألم تَوَ جَّعت وتألمت ، ولو أردت أن تضرب الطفل الصغير أو المجنون سعى مباشرة لضربك ، وسعت البهيمة لنطحك، ودفع الشر عن نفسها ، فكيف تريد أن تكف اللَّوم عن المجرمين ، والكافرين ، والمشركين ، وتطاب برفع العقوبات وتحتج بالمشيئة .
72. إذَا كَانَ فِي هَذَا لهُ حِكْمَةٌ … فَمَا يُظَنُّ بِخَلقِ الفِعْل، ثُمَّ العُقُوبَةِ؟


إن كانت حكمت الدفع بمعاقبة المعتدي ، ورد الأذى ، ودفع الشر هي في أفعال غير المكلفين ألا يكون ذلك في أفعال الإنسان أولى ، أليس الكمال في وجود الشرائع والأحكام ، وتمييز الحلال والحرام ، ووجود الثواب والعقاب .


73. وَكَيْفَ، وَمِنْ هَذَا عَذَابٌ مُوَلَّدٌ … عَنْ الفِعْل، فِعْل العَبْدِ عِنْدَ الطَّبِيعَةِ؟


74. كَآكِل سُمٍّ، أَوْجَبَ المَوْتَ أَكْلُهُ … وَكُلٌّ بِتَقْدِيرِ لرَبِّ البَرِيَّةِ


اقتضت حكمة الله عز وجل أن الأسباب الطبيعية نفسها يتولد عنها نتائج سوآء كانت مؤلمة أو مُبهجة فلكل فعل رد فعل فمن أكل سما كانت النتيجة الحتمية الموت ، فمن أكل السم أكله بقدر الله ، ومات أيضا بقدر الله ، لكنه مات مخالفا لشرع الله وأمره ، واحتجاجه بالقدر لا يعافيه من العقوبة لأنه خالف شرع اللع ، وكما أن مخالفة شرع الله يؤدي إلى النار فإن موافقة شرع الله يؤدي إلى الجنة ، وجميع الأسباب بتقدير الله عز وجل


75. فَكُفْرُكَ يَا هَذَا؛ كَسُمِّ أَكَلتَهُ … وَتَعْذِيبُ نَارٍ. مِثْلُ جَرْعَةِ غُصَّةِ


أي أن العقوبات مبنية على أسباب يباشرها الإنسان ويأخذ بها ، شأنها شأن من مات بأكله السم ، وكمن وقف الماء في حلقه حال شربه ، فعذاب النار ناشئ ايضا عن سبب أخذ به الإنسان ، وهذا السبب هو كفره برب العزة والجلال ، وممخالفة الإرادة الشرعية .


76. أَلسْتَ تَرَى فِي هَذِهِ الدَّارِ مَنْ جَنَى … يُعَاقَبُ. إمَّا بالقضا. أَوْ بِشِرْعَةِ؟


77. وَلا عُذْرَ للجَانِي بِتَقْدِيرِ خَالقٍ … كَذَلكَ فِي الأُخْرَى بِلا مَثْنَوِيَّةِ


أي أننا نرى في دار الدنيا أن الجاني يُعاقب عند القاضي بالقوانين الوضعية أو الشرعية ، ولا يقبل القاضي عذراً من الجاني أنه فعل الجرم بقضاء الله وقدره ،فإن كان هذا في الدنيا ففي الآخرة من باب أولى ، ولا نقول بوجود إلهين إله يحاسب على الخير ، وإله يحاسب على الشر بلأ هو سبحانه إله واحد .


78. وَتَقْدِيرُ رَبِّ الخَلقِ للذَّنْبِ مُوجِبٌ … لتَقْدِيرِ عُقْبَى الذَّنْبِ إلا بِتَوْبَةِ


أي أن الله عز وجل قدَّر الذنب ، فهو واقع بخلق الله وتقديره ، وقدر الله عز وجل عقبى الذنب النار فكما قدر السبب ، قدر النتيجة إلا أن يتوب هذا الذي أساء .


79. وَمَا كَانَ مِنْ جِنْسِ المَتَابِ لرَفْعِهِ … عَوَاقِبَ أَفْعَال العِبَادِ الخَبِيثَةِ


التوبة ترفع الذنب ، والتوبة من تقدير الله عز وجل قال تعالى " ثم تاب عليهم ليتوبوا " وأيضا ما كان من جنس التوبة يمح عواقب أعمال العباد السيئة .


80. كَخَيْرِ بِهِ تُمْحَى الذُّنُوبُ. وَدَعْوَةٍ … تُجَابُ مِنْ الجَانِي. وَرَبِّ شَفَاعَةِ


يضرب أمثلة لما تمح به الذنوب : كفعل الخير ، دعاء الله عز وجل أن يغفر ذنوبه ، أو بالشفاعة .


81. وَقَوْلُ حَليفِ الشَّرِّ: إنِّي مُقَدَّرٌ … عَليَّ. كَقَوْل الذِّئْبِ: هذي طَبِيعَتِي


وقول حليف الشر أي هذا الذمي السائل ( سماه كذلك لزعمه أن الشر مقدر عليه ) يشبه قول الذئب هذه طبيعتي ، أي الافتراس ، وأكل حقوق الآخرين بالباطل ، وفي المقابل يطالب الآخرين بأن يكونوا حملا وديعا ولا يكونوا ذئابا ليفترسهم هو .


82. وَتَقْدِيرُهُ للفِعْل يَجْلبُ نِقْمَةً … كَتَقْدِيرِهِ الأَشْيَاءَ طُرًّا بِعِلةِ


وتقدير الله لأفعال الإنسان سبب في تقدير الله عز وجل لنتائج فعله كما هو الحال في سائر الأسباب والنتائج ، فتقدير الله عز وجل للأفعال وما يترتب عليها من النعم والنقم ، لا ينافي الحكمة في معاقبة الجاني ، وإكرام الطائع ، وذلك شأنه شأن الأسباب والنتائج التي يخلقها على الدوام ، ولم يمنع تقديره لها أن تكون أسبابا نأخذ بها في حياتنا ونحقق الحكمة من وجودنا .


83. فَهَل يَنْفَعَنْ عُذْرُ المَلُومِ. بِأَنَّهُ … كَذَا طَبْعُهُ. أَمْ هَل يُقَالُ لعَثْرَةِ؟


84. أَمْ الذَّمُّ وَالتَّعْذِيبُ أَوْكَدُ للذِي … طَبِيعَتُهُ فِعْلُ الشُّرُورِ الشَّنِيعَةِ؟


فهل ينفع الظالم أن يبرر ظلمه بأن الظلم طبع فيه ويجب عذره على جُرمه،أم أن هذا يحتم علينا ذمَّه ، وتعذيره ، وتعذيبه حتى يرجع عن أفعاله هذه ؟!


85. فَإِنْ كُنْتَ تَرْجُو أَنْ تُجَابَ بِمَا عَسَى … يُنْجِيكَ مِنْ نَارِ الإِلهِ العَظِيمَةِ


إن كنت ترجو يستجيب الله لك وينجيك من ناره العظيمة .


86. فَدُونَكَ رَبُّ الخَلقِ، فَاقْصِدْهُ ضَارِعًا … مُرِيدًا لأَنْ يَهْدِيَكَ نَحْو الحَقِيقَةِ


فاقصد الله عز وجل بالتضرع إليه ، بإرادة صادقة أن يهديك إلى الحق


87. وَذَلل قِيَادَ النَّفْسِ للحَقِّ، وَاسْمَعَنْ … وَلا تُعْرِضَنْ عَنْ فِكْرَةٍ مُسْتَقِيمَةِ


واجعل نفسك ذيلة لربك مستجيبة له ، ولا تعرضن عن خواطر الخير، والأفكار المستقيمة الداعية إلى العمل بشرع الله عز وجل ، والإيمان بقضائه وقدره .


88. وَمَا بَانَ مِنْ حَقٍّ فَلا تَتْرُكَنَّهُ … وَلا تَعْصِ مَنْ يَدْعُو لأَقْوَمِ شِرْعَةِ


89. وَدَعْ دِينَ ذَا العَادَاتِ، لا تَتْبَعَنَّهُ … وَعُجْ عَنْ سَبِيل الأُمَّةِ الغَضَبِيَّةِ


وإذا بان لك الحق فاتبعه ، ولا تتركه ومن دعال إلى الإسلام الذي هو أقوم شريعة فلا تعصي الداعي ، واترك دين العادات والموروثات الباطلة ، وابتعد عن الأمة الغضبية ، أي : اليهودية التي غضب الله عز وجل على أبنائها وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت .


90. وَمَنْ ضَل عَنْ حَقٍّ فَلا تَقْفُوَنَّهُ … وَزِنْ مَا عَليْهِ النَّاسُ بالمَعْدلية


ومن ضل عن الحق فلا تخطو ، ولا تقف خلفه ، واجعل ميزان العدل والحق الذي ورد به النقل هو الحاكم على أقوال الناس وأفعالهم
91. هُنَالكَ تَبْدُو طَالعَاتٌ مِنْ الهُدَى … تُبَشِّرُ مَنْ قَدْ جَاءَ بِالحَنِيفِيَّةِ


92. بِمِلةِ إبْرَاهِيمَ. ذَاكَ إمَامُنَا … وَدِينِ رَسُول اللهِ خَيْرِ البَرِيَّةِ


93. فَلا يَقْبَلُ الرَّحْمَنُ دِينًا سِوَى الذِي … بِهِ جَاءَتْ الرسل الكِرَامُ السَّجِيَّةِ


أي إذا التزمت أيها الذمي بالنصيحة التي قُدِّمت لك فسوف تجد نور الهدى ، والحق يقذفه الله في قلبك ، وتجد البشرى عند نجاتك من النار لأنك تلقى الله بالحنفية السمحة ، دين إبراهيم عليه السلام إمام الحُنفاء ، ودين محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ، ذلك الدين الذي لن يقبل الله عز وجل سواه ، وهو دين الفطرة الذي دعا إليه جميع ارسل .


94. وَقَدْ جَاءَ هَذَا الحَاشِرُ الخَاتَمُ الذِي … حَوَى كُل خَيْرٍ فِي عُمُومِ الرِّسَالةِ


95. وَأَخْبَرَ عَنْ رَبِّ العِبَادِ بِأَنَّ مَنْ … غَدَا عَنْهُ فِي الأُخْرَى بِأَقْبَحِ خَيْبَةِ


والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء في رسالته بكل أنواع الخيرات ، والطاعات ، وحذر من كل أنواع الشرور والمعاصي ، وأخبر عن ربه أنه من لم يدخل في دينه ، أو اتبع دين غيره فسينال الخيبة والخُسران في الآخرة كما قال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )(آل عمران 85)


وقال صلى الله عليه وسلم { والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار } رواه مسلم


96. فهذي دِلالاتُ العِبَادِ لحَائِرِ … وَأَمَّا هُدَاهُ فَهُوَ فِعْلُ الرُّبُوبِيَّةِ


أي أن ما ذُكر من الدعوة إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، هي هداية الدلالة والإرشاد ، وهي بيان الصراط المستقيم الذي يؤدي اتباعه إلى الجنة ، ويؤدي مخالفته إلى النار ، أما هُداه ، أي الهداية الكونية فهي فعل الربوبية ، فالله عز وجل يختص برحمته وهدايته الكونية من يشاء


وقوله : للعباد الحائر: هذا رداً على قول الذمي : فقد حِرت دلوني بأوضح حجة .


97. وَفَقْدُ الهُدَى عِنْدَ الوَرَى لا يُفِيدُ مَنْ … غَدَا عَنْهُ، بَل يَجْرِي بِلا وَجْهِ حُجَّةِ


أي أن الله عز وجل لو لم يهد العباد كونا فيما قدره في اللوح المحفوظ ، فليس ذلك بحجة على عصيانه ، لأننا لا نعلم شيئاً عما في اللوح المحفوظ ، فهو سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل


ومن ثم بالاحتجاج بالقدر وعدم حصول الهداية الكونية لا يفيد من ابتعد عن شرع الله عز وجل ، عن هداية الدينية التكليفية ، ولا تكون له حجة .


98. وَحُجَّةُ مُحْتَجٍّ بِتَقْدِيرِ رَبِّهِ … تَزِيدُ عَذَابًا، كَاحْتِجَاجِ مَرِيضَةِ


أي أن من يفعل المعصية ، ويحتج بالقضاء والقدر ، فهذا يزيد عذابه ، كاحتجاج المريض بأن المرض أصابه بقدر الله عز وجل ولا يبحث عن أسباب الدواء ، لأن الله لو شاء شفاه كما جرى به التقدير في سابق القضاء .


99. وَأَمَّا رِضَانَا بِالقَضَاءِ فَإِنَّمَا … أُمِرْنَا بِأَنْ نَرْضَى بِمِثْل المُصِيبَةِ


100. كَسَقَمِ، وَفَقْرٍ، ثُمَّ ذُلٍّ، وَغُرْبَةِ … وَمَا كَانَ مِنْ مُؤْذٍ، بِدُونِ جَرِيمَةِ


وما أمرنا به من الرضا بالقضا ، فهو ما وقع علينا من المصائب والإبتلاءات ، فيحتج يالقضاء والقدر عند المصائب لا عند المعائب


ومثَّل بذلك كالمرض ، والفقر والذل والغربة ، وغيرها من الأشياء المؤذية التي ليست هي ليس للعبد فيها اختيار
101. فَأَمَّا الأَفَاعِيلُ التِي كُرِهَتْ لنَا … فَلا تُرْتَضَى، مَسْخُوطَةً لمَشِيئَةِ


أي أن أفعال العباد التي كُرهت لنا شرعا كالمعاصي ، والذنوب ، والكفر، والشرك لا أحد يرضى بها ويقول هذا قضاء وقدر بل هي مسخوطة عند لله عز وجل ، ونحن نسخطها ، ونغضب من فاعلها ولا نرضاها .


102. وَقَدْ قَال قَوْمٌ مِنْ أُولي العِلمِ لا رِضًا … بِفِعْل المَعَاصِي وَالذُّنُوبِ الكَبِيرَةِ


103. وَقَال فَرِيقٌ: نَرْتَضِي بِقَضَائِهِ … وَلا نَرْتَضِي المَقْضِيَّ أَقْبَحَ خَصْلةِ


أي وقال قوم من علماء المسلمين ، أنه لا أحد يرضى بفعل المعصية ، ويحتج بقدر الله ، وهم يفرقون بين الفعل والمفعول ، فمن جانب فعل الله عز وجل ، فنحن نرضى بما في اللوح المحفوظ ، وإن كنا لا نعلم عنه شيئاً ، أما الذي وقع منا فحيث ما يكون قبيحا فلا نرضاه ، والذي يحدد لنا القُبح والحسن هو الشرع .


104. وَقَال فَرِيقٌ نَرْتَضِي بِإِضَافَةِ … إليْهِ. وَمَا فِينَا فَنُلقِي بِسَخْطَةِ


أي تضاف إلى الله تعالى خلق الأسباب ، والنتائج ، ولكن اكتساب السبب الذي يؤدي إلى أن يخلق الله عز وجل نتيجته هو دور العبد وكسبه ولا نرضاه إن كان مخالفا للشرع بل نسخطه .


وهذه الأقوال ليست آراء مختلفة في فهم العلاقة بين فعل العبد ، وفعل الرب ، ولكنها تعبير عن العلاقة بين فدرة الله وحكمتهفي ضرورة الإيمان بهما جميعا


105. كَمَا أَنَّهَا للرَّبِّ خَلقٌ، وَأَنَّهَا … لمَخْلُوقِهِ، ليْسَتْ كَفِعْل الغَرِيزَةِ


أي أن الله عز وجل خلق الدنيا بأسباب تؤدي إلى نتائج ، والسبب والنتيجة مخلوقان بمراتب القدر ، سواء ارتبط السبب بالنتيجة أو انفصل عنها ، فلا يؤثر ذلك في تعلقها بالقضاء والقدر ، ولكن الأسباب والنتائج في ترابطها أوانفصالها تُظهر كمال الحكمة فلا يخلق النتيجة إلا إذا خلق السبب أولا


والأمر في الأخذ بالأسباب مرتبط بالحساب والمسئولية ، ولا يجوز الاحتجاج بالغزيزة والطبع في استمرار الشخص على الظلم بل هي أسباب اكتسبها ويتحمل المسئولية عليها.


106. فَنَرْضَى مِنْ الوَجْهِ الذِي هُوَ خَلقُهُ … وَنَسْخَطُ مِنْ وَجْهِ اكْتِسَابِ الخَطِيئَةِ


أي أن الوجه الذي هوخلق وتقدير نرضى به لأن الله عز وجل هو خالق كل شئ وهو الذي قدر كل شئ لكن من جهة اكتساب الفعل فالإنسان مسئول عن أفعاله .


107. وَمَعْصِيَةُ العَبْدِ المُكَلفِ تَرْكُهُ … لمَا أَمَرَ المَوْلى، وَإِنْ بِمَشِيئَةِ


أي أن العصان سببه مخالفة الأمر الشرعي ، وليس مخالفة الأمر الكوني ، وإن كان معصيته وقعة بمشيئة الله عز وجل قال تعالى "وما تشاءون إلا أن يشاء الله" ، والإنسان إذا أراد الاستقامة ، فعليه أن يأخذ بأسبابها .


108. فَإِنَّ إلهَ الخَلقِ حَقٌّ مَقَالُهُ … بِأَنَّ العِبَادَ فِي جَحِيمٍ وَجَنَّةِ


أي أن أفعال العباد التي اكتسبوها عن طريق الأسباب لابد أن تٌؤدي إلى جنة ، أو إلى نار .


109. كَمَا أَنَّهُمْ فِي هَذِهِ الدَّارِ هَكَذَا … بَل البُهْمُ فِي الآلامِ أَيْضًا وَنِعْمَةِ


أي أن مسألة الثواب والعقاب هي واقعة في الدنيا بين الناس ، بل أن البهائم عندما تصاب بالتعب نتيجة العمل فإن صاحبها يحضر لها الطعام والشراب وكل وسائل الراحة ، ، وعندما تنفر ولا يستطيع السيطرة عليها يقوم بضربها .


110. وَحِكْمَتُهُ العُليَا اقْتَضَتْ مَا اقْتَضَتْ مِنْ ال … فُرُوقِ بِعِلمِ ثُمَّ أَيْدٍ وَرَحْمَةِ


أي أن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يكون هناك فروق بين الناس ، لابتلاء العباد ، حتى تكون النتيجة في هذا الابتلاء النجاح أو الخيبة


فالقضية ليست قضية فقير ، وغني ، ولكن ولكن قضية نجاح في الكسب ، وهو أن الفقير يصبر ، والغني يشكر ، فهذه كلها أسباب يُحدث الله بها الفوارق بين الطبقات ، والهدف طاعة اله عز وجل في السراء والضراء ، قال تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
.111. يَسُوقُ أُولي التَّعْذِيبِ بِالسَّبَبِ الذِي … يُقَدِّرُهُ نَحْوَ العَذَابِ بِعِزَّةِ


112. وَيَهْدِي أُولي التَّنْعِيمِ نَحْوَ نَعِيمِهِمْ … بِأَعْمَال صِدْقٍ، فِي رَجَاءٍ وَخَشْيَةِ


أي أن هناك أسباب خلقها الله عز وجل من أخذ بها ستؤدي به إلي التعذيب ، وهناك أسباب قدرها الله عز وجل من أخذ بها ستؤدي يهديه الله عز وجل بها نحو النعيم بتوفيقه ، وهدايته الكونية وييسر لهم أعمال البر .


113. وَأَمْرُ إلهِ الخَلقِ بَين مَا بِهِ … يَسُوقُ أُولي التَّنْعِيمِ نَحْوَ السَّعَادَةِ


114. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل السَّعَادَةِ أَثَّرَتْ … أَوَامِرُهُ فِيهِ بِتَيْسِيرِ صَنْعَةِ


115. وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الشَّقَاوَةِ لمْ يَنَل … بِأَمْرِ وَلا نَهْيٍ بِتَقْدِيرِ شِقْوَةِ


أي أن الله عز وجل بَيَّن من خلال أوامره الشرعية التكليفية الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى السعادة ، فمن كان من أهل السعادة أثرت أوامر الله عز وجل فيه ، واستجاب لها بتيسير الله عز وجل للاسباب التي صنهعا ، ومن كان من أهل الشقاوة عاند ربه ، ولم يستجب لأنبيائه ورسله ، ولم يمتثل لأوامر الله .


116. وَلا مَخْرَجٌ للعَبْدِ عَمَّا بِهِ قُضِي … وَلكِنَّهُ مُخْتَارُ حُسْنٍ وَسَوْأَةِ


أي أنه مع ذلك لا مخرج له عما قدره الله في ملكه من خلقه لأهل الجنة والنار ،


لكن الإنسان تتمثل إرادته في اختياره العمل الحسن ، أو السيئ .


117. فَليْسَ بِمَجْبُورِ عَدِيمِ الإِرَادَةِ … وَلكِنَّهُ شَاءَ بِخَلقِ الإِرَادَةِ


أي أن الإنسان ليس بمجبور ولا عديم ال إرادة ، ولكن الله عز وج خلق له إرادة يختار بها بين طريقين طريق الخير ، وطريق الشر ، واختياره بينهما هو كسبه .


118. وَمِنْ أَعْجَبِ الأَشْيَاءِ خَلقُ مَشِيئَةٍ … بِهَا صَارَ مُخْتَارَ الهُدَى بِالضَّلالةِ


أي أن الله عز وجل خلق للإنسان إرادة يكون بها مختار بين الهدى والضلال .


119. فَقَوْلُكَ: هَل اخْتَارُ تَرْكًا لحِكْمَةِ؟ … كَقَوْلكَ: هَل اخْتَارُ تَرْكَ المَشِيئَةِ؟


أي قولك أيها السائل : هل لي اختيار أن أُخالف حكمه ، كقوللك هل لي اختيار ألاَّ يكون لي مشيئة ؟! فالشرع للإنسان فيه اختيار ، وإن قلت ليس لي اختيار كأنك تنفي الشرائع والأحكام .


120. وَأَخْتَارُ أَنْ لا اخْتَارُ فِعْلَ ضَلالةٍ … وَلوْ نِلت هَذَا التَّرْكَ فُزْتُ بِتَوْبَةِ


أي أن اختيار إسقاط الإرادة بادعاء أنك مجبر على العصيان ، لو تركت هذا الادعاء الباطل ، وتركت الضلالة نلت بذلك الفوز بالتوبة .


121. وَذَا مُمْكِنٌ، لكِنَّهُ مُتَوَقِّفٌ … عَلى مَا يَشَاءُ اللهُ مِنْ ذِي المَشِيئَةِ


وهذا ممكن لكن يتطلب استعانة بالله ، لأن التوفيق بيده وحده يؤتيه من يشاء من عباده .


122. فَدُونَك فَافْهَمْ مَا بِهِ قَدْ أُجَبْتَ مِنْ … مَعَانٍ إذَا انْحَلتْ بِفَهْمِ غَرِيزَةٍ


أي أن هذا الجواب حمل من المعاني ما لو أدركته انحلت العقد الشيطانية، والشبهات الإبليسية التي ربط بها الشيطان على قلبك ، وجعلك تخالف الفطرة ، والواقع ، والعقل ، والغريزة ، وجميع الشرائع التي نزلت على جميع الإنبياء حين زعمت أنك مجبور على معصيتك ، ولا تريد من أحد مؤاخذتك على العصيان .


123. أَشَارَتْ إلى أَصْلٍ يُشِيرُ إلى الهُدَى … وَللهِ رَبُّ الخَلقِ أَكْمَلُ مِدْحَةٍ


أشارت إلى أصل الهدى ، وهو العمل بشرع الله عز وجل ، والإيمان بقضائه وقدره ، وهذه نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده .


124. وَصَلى إلهُ الخَلقِ جَل جَلالُهُ … عَلى المُصْطَفَى المُخْتَارِ خَيْرِ البَرِيَّةِ


قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (الأحزاب 56)

تمت بحمد الله

اللغة والفكر مقالة جدلية حول العلاقة بين الإنسان على التفكير 2024.

المقدمة :
طرح الإشكالية
يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف في الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغة بالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟
التحليل:
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة(الاتجاه الثنائي) أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أي أنه لايوجد توازن بين لا يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار هذه الأطروحة أبو حيان التوحيدي الذي قال << ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني >> ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير من المرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحة الفرنسي بركسون الذي قال << الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية >>وبهذه المقارنة أن اللغة لايستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما . النقد
هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت على العصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة .

عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة (الاتجاه الو احدي ) إن هناك علاقة اتصال بين اللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ماتملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظ وعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصار هذه الأطروحة هاملتون الذي قال << الألفاظ حصون المعاني وقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه في ذلك شرارات النار ولايمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطة اللغة
النقد
هذه الأطروحة ربطت بين اللغة والفكر لاكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير .

التركيب : الفصل في المشكلة

تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلة بحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاط في الأدب العربي مثلا شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومن المقولات الفلسفية التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا << نحن لانفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة >>

الخاتمة: حل الإشكالية
وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أن الحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بين العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تفاعل وتكامل .

si tré important merci mon fréres
mr6 khoya bzeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeef 3la lma9ala
شكرا اخي باارك الله فيك
مشكووور بارك الله فيك

هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟ 2024.

المقدمة: يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عنباقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شكإلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرففي الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغةبالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغةوالفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟

عرض الأطروحة الأولى:يرى أنصار الاتجاه الثنائي أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أيأنه لا يوجد توازن بين ما يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلماتفالفكر أوسع من اللغة ومن مناصري هذا الٍرأي أبو حيانالتوحيدي الذي يقول:"ليس في قوة اللغة أن تملكالمعاني"،ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير منالمرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أنالأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكريةوالشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحةالفرنسيبرغسونالذي قال:"الفكرذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية" وبهذه المقارنة أن اللغةلا يستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما .
النقد: هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت علىالعصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة.
عرض الأطروحة الثانية:ترى أصحاب الاتجاه الواحديأن هناك علاقة اتصال بيناللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ما تملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظوعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بينالنمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصارهذه الأطروحةهاملتونالذي قال:"الألفاظ حصون المعاني"، وقصد بذلك أن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه فيذلك شرارات النار ولا يمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطةاللغة.
النقد:هذه الأطروحةربطت بين اللغة والفكر لكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بينقدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير.
التركيب :تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحدالمشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلةبحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاطفي الأدب العربي مثلا شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومنالمقولات الفلسفية التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا:"نحن لا نفكربصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة".
حل الإشكالية:
وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية وإنها الحلالذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عنالفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية فإن إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أنالحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بينالعلاقة بين اللغة والفكر علاقةت فاعل وتكامل .

__________________

بارك الله فيك اخي
شكرا جزيلا لك

الرد على مصدر الفكر المهاريشي – 2024.

السلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله و الصلاة على رسول الله وبعد

هذا رد على ما في كتب التنمية البوذية و البرمجة المهاريشية من باطنية و ضلالات مخلة بالعقيدة الاسلامية . و هذا العلم الذي انخدع به الدعاة قبل العوام تحت شعار تطوير الذات .

يقول الفقي في كتابه سيطر على حياتك –
عندما يكون للمرء برنامج منظم ومتكامل ومتزن لتحقيق
أهدافه فى جوانب حياته المختلفة .. سيشعر أنه متحكم
أكثر فى
حياته ومصيره ويكون لديه القوة كى يقوم بالمبادر
فى كافة شئون حياته .. ان القوة التى يستمدها
الشخص الذى خطط لمستقبله عظيمة جدا .. كما أنها
تساعده على التغلب على العقبات المختلفة .. حيث
أنه قادر أكثر من غيره على رؤية ما خفى من الأمور
فرؤيته لهدفه تتيح له مقدرة اضافية من الثبات والصلابة
فى مواجهة مشكلات وعقبات الحياة .
وتجعل من صعوبات الحياة متعة .. فما أجمل الحياة أن
تنجز ما اتفق الناس على كونه مستحيل كما قال أرسطو.

————————————————————————————-
يدخل قوله هذا العبد في صراع مع ربه بما أنه ذكر العقبات أولو كانت العقبات هاته عقوبة من الله أو ابتلاء ان دأب البرمجة البوذية الاخلال بمعنى الابتلاء و أن الله خلق الاختيار في الانسان ولا سبيل لدرأ قدر الله مهما طور الانسان ثقافته وعلمه وان حصل فبضل الله لا بفضل الذات التي عملت على تطويرها
وقد جعل هذا العلم الانسان يرجع الى ذاته عند العقبات عوض الرجوع الى خالقه متضرعا .

انا لست من المتابعات الجيدات للفقي ولكن اعتقد اننا الدين يسر وان ما ورد في كلامه هو اشارة على التشجيع للذات والاستماع لنقاط القوة فينا وليس له علاقة بتأويل حضرتك في جعل كلامه يشير الى تخطي عظمة الله وقدرته في تسيير حياتنا ولا تنسى ان الله ترك لنا الحرية في تسيير امورنا فنحن نحاسب على اساس اختياراتنا وليس على اساس ما قدر الله لنا وتطوير الذات اظنه يدخل في هدا الامر والله اعلم
السلام عليكم أماه

الحمد لله وبعد

حتى لا نلصق علم ابتدعه كفران أمريكان بالاسلام دعينا لا نقول ان الاسلام يدعو لمثل هذه الضلالات أولا لنفرض أن الانسان سعى لتطوير ذاته كل السعي فهل سينجح العاقل سيقول باذن الله لكن ماذا لو لم يشأ الله هنا علم البرمجة العصبية يقول بلى سينجح قلت علم البرمجة ولم أقل الفقي لأنه مسلم وحاول الباس هدا العلم عباءة الاسلام .

أما عن قولك اعطانا الله الحرية لنفعل ما نريد فقد تعلمين تخبط الانسان في موضوع الحرية هل الانسان مخير أو مسير .وقد أطلقت الحرية للانسان وهدا خطأ .

ثم ماذا نعني بتطوير الذات يقول القائل السعي للنجاحات و هدا مشروع لكن كيف بمن حكم الله على فشله ابتلاء ماذا يفعل طبعا بالنسبة لعلم البرمجة سيعود الا نفسه ليطورها دون الرجوع للدعاء و التضرع فتصبح الذات معبودا من دون الله .

أخيرا بورك فيكم وجزاكم الله خيرا

حقيقة البرمجة اللغوية العصبية وأفكارها الوثنية
ماهي حقيقة البرمجة اللغوية العصبية وأفكارها الوثنية؟
(البرمجة اللغوية العصبية هي اعادة تفكيك المعتقدات الموجودة عند الإنسان وإزالتها شيئا فشيئاً لكي يضع معتقدات أخرى جديدة , سواء كانت معتقدات دينية او غيرها , والبرمجة في أصلها عبارة عن مدرسة نفسية أنشأها أمريكيان هما ريتشارد باندلر , وجون جندر سنة 1973م , أنشئوا الإتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية سنة 1993م ثم انتقلت إلى العالم العربي , وأنشئ الإتحاد العربي للبرمجة اللغوية العصبية سنة 2024م.
وحقيقة البرمجة هي عملية تفكيك للمعتقدات وإزلتها , فالشخص الذي يعتقد أنه ضعيف يعاد تفكيك اعتقاداته ويبرمج من جديد ليعتقد أنه قوي ، ولو وجد من يعتقد أنه فاشل , يفك هذا المعتقد ويوضع مكانه معتقد إيجابي بأنه ناجح وهكذا , تفكيك المعتقدات القديمة ليعاد برمجتها على معتقدات جديدة من وضع غير المسلمين .
وكلمة البرمجة توحي بأن الانسان يعامل كآلة أو جهاز كمبيوتر يعاد تهيئته لكل من البرامج الوافدة , فننزع المواد التي بداخله ونضع مواد جديدة بغض النظر عن المشاعر الانسانية او المعتقدات الايمانية , أو حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم او الايمان بالغاية من وجود الانسان وعبادته لله , فيتعاملون مع الانسان كجهاز كمبيوتر , ويسقطون الجانب الوهبي الذي منحه الله لمن شاء من عباده . وأصحاب البرمجة يزعمون ان سعيهم إنما هو برمجة الانسان ليستطيع تحقيق النجاح مثل إسحاق نيوتن , او إديسون أو عالم من العلماء . وننظر كيف نجح هذا الشخص فنحاكي طريقته في النجاح وهذا منطلق لا يراعي الحكم العليا في تحقيق معاني الابتلاء التي خلق الانسان من أجلها , كما ان مفهوم النجاح والفشل ضابط التقوى والإتباع , وليس كثرة المال أو الغنى أو الشهرة أو المكانة كما يصورها أصحاب البرمجة اللغوية العصبية , لأن النجاح عند المصدرين لهذه البرمجة هو نجاح دنيوي زائف.
والخطر في البرمجة اللغوية العصبية ليس فقط أنها وافدة من مشبوهين فقط , بل لأنها تحمل فلسفاتهم وعقائدهم , كما أنها ليست مجرد نتائج لأبحاث علمية أو دراسات نفسية محايدة حتى نعتبرها حكمة مشتركة يسوغ لنا أن ننتقي منها مايوافق ثوابتنا , بل هي فكرة فلسفي عقدي ملحد يلبس ثوب الحكمة والعلم ليتسلل في صفوفنا .
وقد انتقلت بدعة البرمجة اللغوية العصبية من الغرب عن طريق مجموعة من المسلمين الذين خدعوا بها كان أبرزهم إبراهيم الفقي وهو رجل مصري هاجر إلى كندا لدراسة الإدارة,وفتن بالبرمجة العصبية وعاد ودرب أكثر من ستمائة شخص , ونشر بينهم هذا الفكر الوثني الخبيث الذي يعتمد في فلسفة البرمجة على تعظيم قدرات الإنسان التي يحققها عقله الباطن وأصبحت سلوكيات وفلسفات البوذيين والعقائد الطاوية الوثنية والفلسفة المهاريشية في تعظيم الذات ومايسمى بقوى النفس الخارقة أصبحت هذه الفلسفة عبودية للعقل الباطن حتى جعلوا النفس إلها يعبد من دون الله). انتهى(1)
وكذلك سئل معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال التالي:
ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبية, علماً بأنه علماً غربي المنشأ, ولكن فيه جوانب إيجابية مثل الدعوة إلى التفاهم وغيرها من الجوانب الإيجابية في الحياة,
وهل يعامل هذا العلم معاملة العلوم الأخرى فيُأخذ منه ما يوافق الشرع ويُترك ما يُخالف الشرع؟
فأجاب الشيخ حفظه الله قائلاً:
أنا في الحقيقة لا أعرف حقيقة هذه البرمجة, ولكن حسب ما قرأته أنه لا خير فيها, وأن فيها ما يُخل بالعقيدة,
فمادام الأمر كذلك فلا يجوز التعامل بها, حتى ولو فيها مصلحه جزئية فأنه يُنَظر إلى المضار ولا يُنَظر إلى ما فيها من مصلحه جزئية, بل يُنَظر إلى المضار التي فيها وتقارن بالمصالح, فإذا كانت المضرة أكثر, مضرة راجحة فإنه لا عبرة بالمصلحة المرجوحة.[محاضره مسجلة عنوانها أسباب عزة الأمة]
ــــــــــــــــــــــــــ
1-((من كتاب سهل في التوحيد والعقيدة للدكتور محمود الرضواني))

مقالة جدلية : اللغة والفكر لشعبة اللغات 2024.

مقالة جدلية : اللغة والفكر
طرح الإشكال : تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و بمانها لا تملك اداة تواصل استعارتها من الطبيعة ومن الحيوان بإنتقال الفرد الى مرحلة حيوان مفكر ظهرت اللفة فإعتقد ان هناك ترابط بين اللغة و الفكرة .إلاّ ان الفكر يعرف بأنه قدرات ابداعية عقلية في حلركة ديناميكية مستمرت الانتاج على خلاف اللغة هي مجموعة رموز و اشارات و اصوات وضعة بهدف اللتواصل الاّ ان لالاند اضاف لها قدرة العقل على انشائها فإرتبط بالعقل .هذا الارتباط جعل مدارس الفلسفية تتناقض في طرحها وفي تفسيرها لطبعة العلاقة بين الفكر و اللغة ترى المدرسة العقلية الاتجاه الثنائية ان العلاقة بين الفكر واللغة تتجاوز اللغو فالفكر أوسع منها بينما ترى الاتجاه الاحادية أنهما يتطابقن واللغة تحتوي الفكر.فهل فعلا حقيقة الالفاظ قبور المعاني ركما تعتقد المدرسة العقلية وانه لا يوجد توحد بنهما ؟ ام ان اللفاظ حصون المعني كما يعتقد الاتجاه الاحادي ؟
محاولة حل الإشكال : عرض الأطروحة (الألفاظ قبور المعاني) يمثل الطروحة الاتجاه الاحادي لـ ديكارت و بروغسون اذ يرى ان الفكر اوسع من اللغة وهي الذي انشأه و اذا كان الفكر باللفظ يقيد الابداع الذي يتميز به الفكر على اعتبار ال اللغة و اللفظ محدودة فكل لغة لها ابجدياتها محدودة ذا احتوة الفكر تغيره م تحد من دينامكيته
ضبط الحجة : J كثير ما يحدث معنا ان نعجز على التعبير عن افكارنا ونفول ان الفكربأذهاننا لكن لا نملك العباراة المناسبة التي توضح.
Jاذا سألنا الادباء كم استهلكوا من الاوراق لكتابة قصصهم و مؤلفاتهم سنجا ان الاوراق التي رمو بها اكثر من الاوراق التي كتبوا عليها معنى اننا كنتب يتضح لنا ان العبارة تضيق حدود المعنى وتجعل الفكرة التي في اذهاننا اوسع وجمل مما نكتب فنمزق ما كتبناه

j اللفظ يفقد ذوقه و جمالياتها ويجعاها تصل الى الغر بطريقة لا نريدها ةقد يسيء فهمنا عندما يحد اللفظ المعنى و الفكر
نفد الحجة : الكتاباة و التمزيق الفكرة التي تدور في اذهاننا و لا نجد العبارات اللازمة او المناسبة لها ذلك ليس دليلا على ان الفكرة اوسع انما يدل على قلة وفقرنا للثروة اللغوية كلما اتسعت الثروة اللغوية اتسع التعبير عن افكارنا وكلما قلة عجزنا على ذلك .
عرض نقيض الاطروحة : (الالفاظ حصون المعاني) يمثل الاطروحة التجاه الاحادي و هي المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ذي سوسير و جولياكريستيفا ارنست كاسير تعتبر ان اللغة ابسق من الفكر في الوجود و عندما بدأ الفكر في النشاط احتوته اللغة وصبحة هي المعبر الوحيد عنه يضيق بضيقه ويتسع باتساعه ونفس الشيئ يقال عن اللغة.
ضبط الحجة : J يقول جوليا كريستيفا (اللغة جسم الفكر .فإذا كانالفكر هو الروح فالروح بلا جسد مجلرد شبع مختفي رغم وجوده كذلك الفكر بل لغة مجرد تصورات ذهنية قد تكون اوهام ورغم وجود لا يعرف الغير)
j يقول ذي سوسير (اللغة و الفكر وجهان لعمة واحدة فاذا مزقنا وجه من الاوجه للعملة يتمزق الوجه الاخر بالضرور)
j ميرلو برنتي(الفكرة تأخذ من العبارة و العبارة ماهي الا وجود الخاري للفكر فإذا قران العبارؤة لا نقرا الابجدية و إنما نقرأ الفكرة)
وقد أكذ جون بياجيه أن اللغة تساعد نمو الذكاء عند الطفل و بها يتعلم و يبتكر.
نقد الحجة : الانسان الاول استخدم الرسم كبديل للغة و رغم وجود اللغة بقي الرسم يلأدي الدور الذي تعجز عنه اللغة و هذا ما ياكد أن اللغة عاجزة على احتواء الفكر.
التركيب : (التوفيق) نستنتج ان اللغة استخدمت قبل الفكر كوسيلة بيولوجية ضيقة قلد فيها الانسان الطبيعة مساوية للغة الحيوان كتعبير مجازي ثنائية اللغة و الفكر او أحاديتهما تتحكم في ما نملكه من ثروة لغوية فإذا كانت لغتنا غنية سهل علينا وضع معالم للفكرة وأوصلنا الى الغير بسهولة اما إذا فتقرنا الى الثورة اللغوية عجزنا على اصال الفكرة الى الغير نجد في المقابل اللغة الرسم المسرح النحت الايماء ما يسمى بالمنولوغ وكل الوسائل تغيرية تعوض اللغة بالضافة للرموز و الشارات و تغير ملامح الوجه عجز اللغة على احتواى الفكر.
حل الاشكال : يقول المفل الصيني (إن اروع الاشعار التي لم تكتب بعد) كما أن الرسم و المسرح و كل الأدوات التعبيرية الاخرى التي تتواجد الآن مع اللغة و كل النغمات الموسيقية التي تعوع في ألبوم مقابل اللغة تدل على ما يملكه الانسان من افكار و مشاعر و رغبات تتجاوز حدود اللغة لهذا نقول الرمز التي تكون احيانا اكثر تعبيرا و إيحاء من الرمز رغمن ذلك يبقى اللفظ هو الجسم الذي يحتوي الفكر و لا يوجد لفكر خارج اللفظ و الموسيقى و الرسم و كل الفنون هي ابداع عقلي احتاجه في نهاية لفظ فالرسا يشرح معاني لوحته بلفظ و الموسيقي احتاج إلى مغني و إلى ملحن إي إلى اللفظ .

بارك الله فيك اختي

بالتوفيق…….

مشكورة اختي
شكراااااا
و المتوقعين في اللغات اين هم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مقالة حول اللغة والفكر تفضلوا يا طلاب 2024.

مقالة حول اللغة والفكر

مقدمة

اللغة هي مجموعة من الاشارات والرموز والمعاني والافكار والحركات التي تستعمل كا وسيلة لتواصل ويكون استعملها استعمالا له دلالة معاني من اجل التفاهم مع عيره ولكن نحن كا طلبة نطرح هده التساؤلات
هل هناك ارتباط بين اللغة والفكر ؟
وهل علاقة اللغة با الفكر علاقة اتصال ام انفصال؟

موقف الاول

يرى الاتجاه الثنائي ان الفكر منفصل عن اللغة والفكر اسبق واوسع من اللغة الان اللغة محدودة وتتجلى محدودية اللغة في مستوين ( التعبير عن الاشياء الخارجية) ومعني هدا ان اللغة وسط بين الاشياء والانسان
فعندما نريد ان نتحدث عن شيء ما يكفيك ان تنطق بكلمة ستقصر على السامع معناه دون ان تاتي بها وهذا لا يعني انها تعبر عن شيء واحد وانما عن عدة اشياء اما ( التعبير عن الذات)
الان مشاعر الانسان نابضة با الحيوية واللغة عاجزة عن التعبير عما يجول بداخلنا كما يقولون
" الالفاظ قبور المعاني" يعني تجمد حيويتنا وحركتنا بينما الفكر يتطور اكثر من اللفضة الان الالفاظ معدودة ومحدودة.

نقد الموقف الاول

لقد بالغوا انصار الاتجاه الثنائي في تجميد الفكر وتقليل من شان اللغة الذي جعل الفكر نشاطا اخرص وهذه النتيجة لم تذكرها معطيات علم النفس الان الطفل يتعلم اللغة والفكر في ان واحد لذا يقول هيقل
"نفكر داخل كلمات" ويقولون ايضا
" تفكير ضاج با الكلمات"

موقف الثاني

يرى اصحاب الاتجاه الاحادي ان الالفاظ توضح المعاني وبتالي اللغة تساوي الفكر الان بدون لغة لا ندرك المعاني ولا نعرفها ولا نستطيع التميز
اما عن اتهام اللغة با العجز فااننا نعرف ان الالفاظ تحفظ المعاني
لذا قالو " الالفاظ حصون المعاني"
واللغة تثري الفكر كما ثبت عن علم النفس ان كلما ازدات اللغة الفكرية كلما زادت القدرة على التفكير الان اللغة تصبغ الفكر بصبغة موضوعية واجتماعية لهذا قالوا
" عندما نفكر يعنياننا نتكلم بصوت خافت وعندما نتحدث يعني اننا نتكلم بصوت مرتفع"

نقد الموقف الثاني

لكن قدرتنا على الفهم لا تتساوى مع
قدرتنا على التبليغ

التركيب

لا يمكن الفصل بين اللغة والفكر كما ذكر الاتجاه الثنائي ولا يمكن اتهام اللغة با القصور والعجر
الان الفكر اسبق من اللغة وهذا منطقي ولكن كذلك اللغة في بعض المجلات تكون اسبق من الفكر مثل االصور…

الخاتمة

ان اللغة والفكر لا يمكنها ان ينفصلا الان في حالة غياب الاول يكون غياب الثاني
مثال الفكر هو وجه الورقة النقدية والظهر هو الصوت في حالة تقطيع الوجه في نفس الوقت تقطيع الظهر لهذا ان الصوت هو الفكر والفكر هو الصوت

بتوفيق الى طلاب شهادة البكالوريا
اتمنى ان تستفيدو من هده المقالة

mesccciiiiiiiiiiiiii bcp
bayyyyyyyyyy
بلا مزية حنونة

شكرا جزيـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــلا
عفواااااااااا نورتي

مقالة استقصائية بالوضع حول اللغة و الفكر 2024.

مقالة استقصائية بالوضع حول اللغة و الفكر

أثبت بالبرهان صدق القول :" إن اللغة جسم الفكر."

1/ المقدمة:إذا كانت اللغة هي الميزة الجلية التي يمتاز بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى فمعنى ذلك أنه هو الكائن الوحيد القادر على التواصل و التبليغ بين أفراد جنسه،حيث يستطيع أن يفهم و يفهم الآخرين، و يعبر عن أفكاره و انشغالاته، و لما كانت نفسه مزدحمة بما لا حصر له من المشاعر، و الواقع مثقل بالأشياء وجب تمييز هاته عن تلك و أضحت اللغة و الحالة هذه الوسيلة المثلى لتحقيق هذه الغاية. غير أن بعض الاتجاهات الفلسفية وجدت أن هذه الآلية(اللغة)قاصرة على استيعاب هذا الزخم الهائل من الأفكار و الأشياء. و في المقابل رأت تيارات أخرى إمكانية حصول ذلك اعتقادا منها أن اللغة و الفكر شيء واحد حتى قيل:" إن اللغة هي جسم الفكر"مما يعني أن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة تكامل و تجانس.
– طرح المشكلة: فما هي حقيقة هذا الموقف؟ و ماهي الأدلة التي يمكنها أن تبرهن على صحته؟ و إلى أي مدى يصمد هذا الطرح أمام النزعات الموالية الأخرى؟
2/ عرض منطق الأطروحة:
إن المتتبع و الدارس لموضوع اللغة، يجد نفسه أمام موقف يرى بأن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة تكاملية لا انفصام فيها. حيث أنه لا يمكن أن يوجد أحدهم بغياب الأخر، و قد دافع عن هذا الرأي نخبة من الفلاسفة و علماء اللغة من بينهم زكي نجيب محمود، و ميرلوبونتي، و هيجل، و غيرهم كثير.
أ- عرض مسلماتهم:

و يستأنس هذا الموقف على مجموعة من الحجج الدامغة التي أقرها كل من العلم و الواقع و من بينها : أنه لا توجد كلمات من دون معان، فكل كلمة أو لفظة إلا و يقابلها في الذهن معنى محدد، ضف إلى ذلك أنه بواسطة الكلمات تتمايز الأشياء و المعاني في الذهن بعضها عن بعض، فنستطيع أن نفرق بينهما و نخرجها من الغموض و عندئذ يصبح المعنى محصنا حتى لا يأخذ شكل معنى آخر و قد قيل في هذا الصدد:" إن الألفاظ حصون المعاني". كذلك نلاحظ بأن اللغة تثري الفكر فبقدر ما نملك من أفكار بقدر ما نملك من ألفاظ قال هيجل:" نحن نفكر داخل الكلمات" و قال غوسدروف :" إن التفكير ضاج بالكلمات". ومن الأدلة التي يقدمها العلم فقد أثبت علم نفس الطفل أن الأطفال يتعلمون التفكير في الوقت الذي يتعلمون فيه اللغة. فالطفل عند حداثة ولادته يرى العالم كله، و لكنه لا يرى شيأ و عند اكتسابه للكلمات يبدأ هذا العالم في التمايز و أخذ معناه. و حتى في التفكير الصامت عندما ينطوي المرء على نفسه متأملا إياها فإنه يتكلم، غير أن هذا الكلام هو كلام هادئ عبارة عن حوار داخلي " فنحن عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت و عندما نتحدث فإننا نفكر بصوت عال " على حد تعبير أحمد معتوق.
ب-الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية جديدة:
1/ من حيث الشكل: يظهر من خلال ما تقدم أن هذا الموقف مؤسس على حجج غير قابلة للرد و الدحض بل بالعكس من ذلك هي التي يمكنها أن ترد و أن تدحض، فالادعاء باستقلالية الفكر عن اللغة ادعاء لا مبرر له فكيف يمكنني أن أفكر دون أن أتكلم؟
2/ من حيث المضمون: لذلك إذا اعتبرنا أن الفكر هو مجموعة من المعاني المتمايزة فإن سر هذا التمايز هو الذي تحدثه اللغة و بالتالي لا وجود لفكر داخلي معزول، إنه لا يوجد خارج عالم الكلمات ، هذا من جهة و من جهة ثانية فقد دلت الدراسات على أن اللغة ليست مجرد كلمات نرددها و إلا كانت الكلمات التي ينطق بها الببغاء لغة أيضا.
و من جهة ثالثة، إذا ما نحن رجعنا إلى الرمز و تمعنا فيه نجد أن قيمته متضمنة فيما يحمله من الوعي الذي يعطيه معناه. فاللغة إذن هي جسم الرمز و المعنى هو روحه و لا يمكن الفصل بين جسم و روحه.
ج- نقد منطق الخصوم:
1/ عرض منطقهم: لكن هذا الطرح لم يلق ترحيبا من طرف فلاسفة آخرين في مقدمتهم الفيلسوف الحدسي الفرنسي" برغسون" إذ اعتقد هذا الأخير أن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة انفصال و تمايز و أن الفكر أسبق من الناحية الزمنية عن اللغة، فأنا أفكر ثم أتكلم. و دليله و من سار على دربه هو أنه لا يوجد تناسب بين ما نملكه من أفكار و ما لدينا من ألفاظ و الذي يوحي بذلك هو توقف المتكلم أو الكاتب طويلا باحثا عن اللفظ المناسب الذي يؤدي المعنى، بالإضافة إلى أن الألفاظ ثابتة و محدودة و منفصلة بعضها عن بعض في حين أن الأفكار متصلة و دائمة فهي ديمومة مستمرة لا تعرف الانقطاع فيمكنني أن أتوقف عن الكلام في حين لا أستطيع التوقف عن التفكير. قال برغسون :" نحن نفشل عن التعبير بصفة كاملة عما تشعر به روحنا لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة" و قيل في هذا الصدد أيضا :" إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف يطفئ ما بداخلي من نار". و يرون أيضا أن المعنى أوسع بكثير من اللفظ الذي يحمله لذلك الألفاظ عندهم قبور المعاني.
2/ نقد موقفهم:
أ-من حيث الشكل : إن التبريرات التي قدمها برغسون و من نحا نحوه غير مؤكدة علميا و تبدو ظاهرية فقط و تستند إلى منطق بعيد عن الواقع و يمكن الرد علها بما يلي:

ب- من حيث المضمون:لا يوجد فاصل زمني بين عملية التفكير و عملية التعبير، فالتفكير الخالص بدون لغة كالشعور الفارغ لا وجو له، فكل فكرة تتكون في قالب من الرموز التي تحتويها و تعطي لها وجودها و بالتالي فإن الفكر لا ينفصل عن اللغة إذ ليست هذه الأخيرة كما إعتق برغسون ثوب الفكرة بل جسمها الحقيقي. و حتى عندما يتردد المرء باحثا عن الكلمات المناسبة فهو في الواقع يبحث عن أفكاره و حتى لو سلمنا بوجود أفكار خارج الكلمات فإنها ستكون أفكارا غامضة لا ندركها، لن ما ندركه جيدا نعبر عنه تعبيرا جيدا. فالكلام ليس صورة ثانية أو نسخة أخرى من شيء وراءه اسمه فكر، بل الفكر هو الكلام نفسه و طريقة تركيبه لذا قال هيجل:" إن التفكير بدون كلمات لمحاولة عديمة المعنى فالكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى و الأصح".
3/ الفصل النهائي للمشكلة:
يتبين إذن مما سبق ذكره أن العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة وطيدة لا يمكن فصل أحدها عن الأخر و يحق لنا القول أنه فعلا تعد اللغة جسم الفكر التي بدونها لا يمكنه الظهور و لقد صدق سقراط عندما بين ذلك قائلا لمحاوره:" تكلم معي حتى أراك

:thumbup::thumbup::thumbup::th umbup::thumbup::thumbup::thumb up:
شو ريكم

ادعي الى بنجاح في باك 2024
امين امين 10000000000000000000000000000ا مين
يارب نجاح كل من في BAC 2024
امــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــيــــــــــــــــــن
خاص sajod انشاء الله
شكرا يا sajod
يارب نجاح كل من في BAC 2024
لان اختي طلبت من ان ابحث على مقالات شكرا
يارب نجاح كل من في BAC 2024
بارك الله فيك…………….
ياربى ننجحو كامل …باربى باربى باربى …….
يارب نجاح كل من في باك 2024

عملاق الفكر الإسلامي 2024.

القعدة

ولد مالك بن نبي في عام 1323ه الموافق 1905م في تلك الفترة التي شهدت أحداثاً كبيرة في تاريخ الجزائر وتاريخ الدول العربية، فقد سقطت الخلافة العثمانية واحتلت فرنسا الجزائر وبسطت هيمنتها على تونس والمغرب وكانت معظم الدول العربية تحت الاستعمار وما ترتب على ذلك من ردود الأفعال سواء في شكل حركات جهادية للتحرر أو دعوات إصلاحية..
حفظ القرآن في الكتّاب في المرحلة الابتدائية وواصل تعليمه إلى المرحلة الثانوية حيث اشتد شغفه بالاطلاع والثقافة .. وإلى جانب تعلمه في المرحلة الثانوية كان يتلقى دروساً في اللغة العربية على يد الشيخ عبدالمجيد الذي أثر في تكوينه الفكري وغرس فيه حاسة النقد الاجتماعي كما تأثر أيضاً – كما يذكر في مؤلفاته – في المدرسة الثانوية بالسيد مارتن الذي أسهم في إثراء حصيلة تلامذته ومنهم مالك بالمفردات اللغوية وغرس فيهم ملكة التعبير وتذوقه وحبب إليهم المطالعة، وفي هذه المرحلة أيضاً بدأت تتبلور أفكاره وتتحدد رؤيته السياسية والاجتماعية فقد تأثر بالمناخ الثقافي الذي كان يسود منطقة الشرق الجزائري في القسنطينة حيث شاعت فيها روح الإصلاح والثقافة العربية والاتصال بالمشرق العربي، وحيث كان الشيخ عبدالحميد بن باديس يقوم بمهمته الإصلاحية بالاضافة إلى ما اكتسبه من قراءته للصحف بمختلف اتجاهاتها كالشهاب والإقدام والإنسانية.
وفي عام 1350ه – 1930م وكانت فرنسا تحتفل بعيدها المئوي لاحتلال الجزائر اضطر مالك بن نبي للسفر إلى فرنسا وحاول الالتحاق (بمعهد الدراسات الشرقية) ولم يوفق بسبب الموقف السائد في المعهد الذي لا يخضع لمقياس علمي ولكن لمقياس سياسي – كما يقول مالك – وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه نتيجة امتحان الدخول لهذا المعهد، زار متحفاً للفنون والصناعات كان سبباً في تفكيره لأول مرة في مشكلة الحضارة عندما شاهد عينات التقنية من القاطرة البخارية الأولى والطائرة، وكما كان للوقائع المفاجئة أثرها في تأكيد مسار مالك الفكري، فإنها أيضاً قادته وهو طالب يتلقى مساعدة مالية من والده تعينه على الدراسة في باريس إلى أن يبحث عن مطعم يقدم وجبات غذائية بسعر مناسب يتفق ومقدرته المالية، وكان ذلك سبباً في انتسابه (للوحدة المسيحية للشباب الباريسيين) الذي أتاح له التعرف من قرب على الجانب الروحي للحضارة الغربية، كما أسهمت هذه الوحدة في تعرف مالك على الحياة الأوروبية بشكل تفصيلي عن طريق صديقه الأوروبي الذي كان يأخذه معه إلى منزله ويكتشف مالك من خلال تلك الزيارات واقع الحياة الأسرية العائلية الأوروبية.
وبما أنه لم يتمكن من الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية فقد تحول للدراسة في (مدرسة اللاسلكي) وهناك كان مطلوباً منه أن يكون مُلماً بالرياضيات ليتمكن من الالتحاق بهذه المدرسة ودخل مالك عالم الرياضيات الذي أحدث له تغييراً عميقاً في النظر وفي التفكير لديه فكانت فترة دراسته للرياضيات نقطة تغيير جذري في اتجاهه الفكري – كما يقول ذلك في مذكراته – ودخل من خلالها إلى مناخ الكم والكيف حيث يخضع كل شيء إلى المقياس الدقيق ويتسم فيه الفرد أول ما يتسم بميزات الضبط والملاحظة..
ورغم جده واجتهاده إلا أنه لم يتمكن من اجراء الامتحان التطبيقي الضروري لتخرجه مهندساً بعد أن أنهى دراسته في الكهرباء والميكانيك بسبب اعتذار المؤسسات والمصانع التي يمكن التطبيق فيها لنشاطه في مقاومة الاستعمار.
وفي عام 1351ه – 1931م تزوج مالك اثناء دراسته في فرنسا من شابة فرنسية أسلمت وسمت نفسها (خديجة) حيث هيأت له أسباب الراحة وساعدته على مواصلة دراسته ومواصلة تكوينه الفكري وقد أفرد لها صفحات مهمة في مذكراته لدورها القوي في حياته وكيف كانت جانباً مضيئاً له في غربته في فرنسا.. كما انه في تلك الفترة التقى بصديقه (حمودة بن الساعي) الذي كان للقائه به تأثير كبير عليه..
حاول مالك في الفترة التي تلت عام 1355ه – 1935م السفر إلى عدد من الدول بحثاً عن عمل ومنها المملكة العربية السعودية ومصر وأفغانستان وإيطاليا ولكن لم يوفق في أي منها..
حاول ايضاً مزاولة بعض الأعمال في فرنسا خلال إقامته فيها ولم يوفق لمحاربة الاستعمار في تلك الفترة ابناء المستعمرات بشكل عام ومالك بشكل خاص..
?? بعد الحرب العالمية الثانية هاجر مرة أخرى إلى فرنسا وبقي فيها إلى عام 1376ه – 1956م حيث سافر منها إلى مصر..
?? ومن مصر كانت مرحلة أخرى له مع التأليف وإتقان اللغة العربية وعقد الحلقات العلمية المفتوحة لجميع الطلبة في منزله بالقاهرة، حيث تتم مناقشة مؤلفاته وشرح أفكاره حيث تأثر بها عدد كبير من الطلبة العرب والمسلمين الذين كانوا يتلقون تعليمهم في القاهرة، إذ ان المناقشات والتحليلات الدقيقة لمشكلات العالم الإسلامي كانت توقظ أذهان العديد من الطلبة وتوضح لهم الحقائق وكانت معظم الموضوعات التي تناقش حول مشكلات الحضارة.
وتعتبر فترة وجود مالك بن نبي في مصر من أغنى مراحل عطائه الفكري الذي ألف فيها العديد من الكتب بالاضافة إلى ترجمة البعض الآخر من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية..
كما أن محاضراته ومناقشاته مع العديد من المفكرين والمثقفين المصريين والعرب ساعدت على ظهوره في الحياة الفكرية ليس فقط في مصر بل في العالم العربي واثناء اقامته في مصر قام بزيارة سوريا ولبنان وألقى فيهما عدداً من المحاضرات وفي جولة أخرى زار المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا.. وبقي في مصر يحاضر ويناقش ويؤلف إلى عام 1383ه – 1963م حيث عاد إلى الجزائر وقد تم تعيينه مديراً عاماً للتعليم العالي..
وكان مالك قد تزوج اثناء إقامته في القاهرة بسيدة جزائرية.. أنجبت له ثلاث بنات هن: نعمة وإيمان ورحمة..

شكرا أخى ..

ولمزيد من المعلومات عن مالك بن نبى .. اذهب الى ..
7
7
مالك بن نبى .. شاهد القرن

لسلام عليكم
شكرا اخي على الموضوع جزاك الله خيرا
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
مشكور الاخ MK

وكذلك الاخ العبااسي – **** داير –

لقد اهتم مالك بن نبي بدراسة التاريخ واضاف بمؤلفاته ومحاضراته الى فكرنا آفاقا صافيةلايشوبها ضباب الثقافةالغربية ونماذجها المستوردة جزاك الله خيرا وبارك الله في امثالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخى على موضوع
الف شكرا