قال
فضيلة الشيخ الدكتور صالح سندي حفظه الله
:
"
ينبغي أن يدرك الناظر في هذا الموضوع أن
المسعى كان واضح المعالم لدى المسلمين منذ الصدر الأول،
وكلام العلماء في هذا مستفيض،
و
قد نقلت بعضا منه فيما مضى
.
وأشير هنا إلى نكتة لم أشر إليها سابقا؛
ألا وهي أن
@@#@@
في قول الشافعي رحمه الله (ت 204هـ) المنقول عنه بجواز الالتواء اليسير في السعي، أو في منع غيره من ذلك أو من السعي في السوق ونحوه –
دليلا على أن
المسعى كان واضح المعالم، مستوعبا لمحله عندهم؛
فلأجل هذا سهلوا في الالتواء اليسير أو منعوا من السعي في السوق ونحوه؛
ولو كان المسعى غير منضبط عندهم لم يكن لهذا الحكم معنى.
وعليه
@@#@@
فالأمر على ما قال أبو المعالي الجويني في نهاية المطلب 4/304:
(ومكان السعي معروف لا يُتعدى).
#@#
الأمر الثاني:
لاحظت أن كثيرا ممن تناولوا هذا الموضوع
لم يقفوا مليا عند المسعى الحالي
وسبب اقتصاره على وضعه الذي هو عليه؛
مع أن هذا من أهم ما يلزم التأمل فيه.
لقد كان الاهتمام ببيت الله الحرام والمشاعر المشرفة وخدمة الحجاج والمعتمرين
محط اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة،
وكان أن وفق الله الملك عبد العزيز
ومن ثم ابنه سعودا –رحمهما الله-
إلى العناية البالغة بالمسجد الحرام؛
فشمل ذلك رصف المسعى وإحكام تسقيفه وإزالة الأسواق المحدقة به،
إضافة إلى التوسعة الكبرى للمسجد.
ولأجل أن تكون هذه العناية والتوسعة موافقة للأحكام الشرعية
فقد تم تكليف مفتي البلاد
الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
بالنظر في التحديد الشرعي للمسعى والمصعد إلى الصفا والمروة وبعض المباني المجاورة لذلك؛
فقام رحمه الله بتشكيل لجان مكونة من أهل العلم الشرعي
ومن أهل المعرفة بمكة وجغرافيتها لتقلد هذه الوظيفة بالغة الأهمية،
فقاموا بما أوكل إليهم بعد معاينة للواقع، ومراجعة علمية وتاريخية،
والوقوف على الخرائط المتعلقة بهذا المشعر، مع السؤال والتحقيق،
ويتابع هذا سماحة المفتي رحمه الله.
والظن فيهم
أنهم
كانوا
يستحضرون عظم هذه المسئولية التي اضطلعوا بها،
وأن
ملايين المسلمين سيؤدون عبادة السعي في ضوء ما يقررونه من مساحة المسعى طولا وعرضا.
ثم إن
هذا كله
كان على مرأى من علماء مكة ووجهائها وبقية علماء البلاد وغيرها.
إن هذه الحقبة المهمة في تاريخ المسعى
وما يتعلق بها من خلفيات وملابسات
لا يناسب أن يُتعامل معها بغض الطرف،
ولا أن تُتناول بأطراف الأصابع؛
بل ينبغي أن تقدر قدرها،
وأن تُعطى أهميتها اللائقة بها.
إن أي رأي يُطرح هذه الأيام يدعو إلى توسعة المسعى
يجب أن يستحضر جيدا
وضع المسعى الحالي
و
لِم كان بهذه الحدود المعروفة،
وهل ما يخالف هذه الحدود يستند إلى ما هو أقوى؟
@ــــــــ@
أعتقد أن من أنعم النظر وأنصف سيجيب بالنفي،
ولعل في الصفحات الآتية تجلية الأمر.
ويحسن التنبيه ههنا إلى ما يشير إليه بعضهم من أن اقتصار اللجان العلمية إبان التوسعة السابقة على هذا القدر الحالي
إنما كان لأجل أنهم رأوا أن الاقتصار على هذا القدر كافٍ ومؤدٍ للغرض بالنظر إلى أعداد الحجاج والمعتمرين في ذاك الزمان؛
كلا؛
لم يكن الأمر كذلك؛
فإن من يتأمل ما قرره المشايخ –كما في فتاوى الشيخ ابن إبراهيم- يلحظ أنه كان ثمة رغبة جادة في معرفة جميع ما يمكن دخوله في حدود المسعى وإضافته إلى المشروع توسعةً على المسلمين وتخفيفاً لتزاحمهم.
"
انتهى المنقول
من بحث لفضيلة الشيخ صالح سندي حفظه الله
تحت عنوان
:
كلمة حق في توسعة المسعى لفضيلة الشيخ الدكتور صالح سندي حفظه الله
تجده قراءة وتحميلا تحت هذا الرابط
https://24sfa.blogspot.com
وقال في خاتمة بحثه
تمت كتابة مسودة هذا البحث في 2/4/1429هـ،
ثم راجعته وأضفت إليه وهذبته بعد
[][]##[][]
وفي رسالة
الحد الشرقي للمسعى
من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى توسعة الملك سعود
قال المؤلف
:
"
دار العباس بن عبد المطلب بقيت إلى التوسعة السعودية ،
وفي هذا يقول محمد طاهر الكردي في كتابه
" التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم" (2/77-78)
:
" دار العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
كانت بالمسعى بين باب علي وبين باب النبي ،
وهذه الدار أصبحت رباطاً يسكنه الفقراء من القرن العاشر الهجري .
ثم في عصرنا هذا في أواخر شهر جمادى الثانية سنة 1376هـ ست وسبعين وثلاثمائة وألف ،
هدمت هذه الدار لتوسعة المسجد الحرام والشوارع .
وكانت إلى هذه الدار ينتهي حد المسعى عرضاً من جهة الباب العباسي ،
أحد أبواب المسجد الحرام المقابل لهذه الدار ،
وهذا الباب كان واقعاً بين باب النبي وباب علي ،
وكان في هذه الدار من جهة المسعى أحد العلمين الأخضرين ،
اللذان وضعا علامة لانتهاء الهرولة في السعي لمن جاء من الصفا ،
فهدم هذا العلم تبعاً لهدم الدار ،
وإن شاء الله تعالى سيوضع علمان آخران في موضعهما تماماً للغرض المذكور ،
ولقد بني أمام هذه الدار مظلة المسعى ،
وهي مبنية بالإسمنت والحديد ،
ليستظل تحتها الساعي ، فلا يتأذى من الشمس " .
وبعد ذلك حصلت التوسعة المعروفة ،
وبُنِيَ الجدارُ الشرقيُّ
، فكان حداً للمسعى من الجهة الشرقية
.
"
وللمزيد حول الحد الشرقي للمسعى طالع هذا البحث الماتع
بعنوان
:
رسالة الحد الشرقي للمسعى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى توسعة الملك سعود
https://23sfa.blogspot.com/
[[]]
##
##
ومما يظهر دقة توسعة المسعى السعودية 1376 هـ
أنه في جلسة هيئة كبار العلماء 1393 هـ
التي كانت في الدورة الثالثة برئاسة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله
وعضوية الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
والشيخ عبد الله خياط والشيخ عبد الرزاق عفيفي وغيرهم رحمهم الله أجمعين
قالوا عن بناء الدور الثاني من المسعى
:
بشرط استيعاب ما بين الصفا والمروة ،
وأن لا يخرج عن مسامتة المسعى عرضا
أقول
لأن حدود المسعى الشرعي انتهت وبقيت حدود المسعى المحدثة …
أي أنهم أمروا بالوقوف عند التوسعة السعودية للمسعى 1376 هـ
[]
##[[]]##
ومما يحمد المسلمون ربهم عليه
أن تولى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله
الإشراف الشرعي عليها
ومن دقته وحرصه على مشعري الصفا والمروة أن تمس بتغيير
أن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
قد رفض اقتراحا من الشيخ محمد طاهر الكردي المكي
عضو في اللجنة التنفيذية لتوسعة المسجد الحرام
بكسر صخر الصفا والمروة بحيث لا يبقى درج مطلقًا،
بل يبقى جدارٌ سميكٌ فقط في آخر الصفا.
وجدارٌ آخر ينتهي في آخر المروة يبدأ السعي منه وينتهي إليه،
فرفض الشيخُ محمدُ بن إبراهيم كَسْرَ شيءٍ من ذلك
!!!!
جاء في مجموع فتاوى الإمام محمد بن إبراهيم رحمه الله
تحت عنوان
:
( ترك حجارة الصفا والمروة كما كانت وما يكفي العربات في استكمال السعي)
من محمد بن إبراهيم
إلى حضرة المكرم رئيس ديوان جلالة الملك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فقد أطلعنا على المعاملتين المحالتين إلينا بخطابكم
رقم 15/5/1466 وتاريخ 19/4/1377هـ ورقم 15/5/1617 وتاريخ 19/4/1377هـ
حول
اقتراح عضو اللجنة التنفيذية لتوسعة المسجد الحرام
محمد طاهر الكردي
تأليف لجنة من علماء المذاهب الأربعة
لبيان مبدأ السعي ومنتهاه في الصفا والمروة،
وذلك بأن يكسر صخر الصفا والمروة، ولا يبقى درج مطلقًا،
بل يبقى جدار سميك فقط في آخر الصفا.
وجدار آخر ينتهي في آخر المروة يبدأ السعي منه وينتهي إليه،
معللآً ذلك بتيسير حصول السعي في العربات على استكمال السعي بين الصفا والمروة.
وبعد تأمل الاقتراح المذكور ظهر لنا أنه يتعين ترك الصفا والمروة على ما هما عليه أولاً.
ويسعنا ما وسع من قبلنا في ذلك،
ولو فتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحًا للآراء،
وميدانًا للاجتهادات،
ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج،
فيحصل بذلك فساد كبير.
ويكفي في حصول وصول العربات التي تحمل المرضى والعاجزين إلى ما يحصل به الوصول إلى ما يكفي الوصول إليه في استكمال السعي،
يكفي في ذلك إعادة أرض المسعى إلى ما كانت عليه قبل هذا العمل الجديد،
أو يجمع بين هذه المصلحة ومصلحة انخفاض المسعى،
بأن يجعل ما يلي كلا من الصفا والمروة متصاعدًا شيئًا فشيئًا
حتى يكون ما يلي كلا منهما على حالته قبل هذا العمل الجديد،
ولا مشقة في ذلك،
مع المحافظة على ما ينبغي المحافظة عليه من بقاء المشاعر بحالها وعدم التعرض لها بشيء،
ولا ينبغي أن يلتفت إلى أماني بعض المستصعبين لبعض أعمال الحج واقتراحاتهم،
بل ينبغي أن يعمل حول ذلك البيانات الشرعية بالدلائل القطعية
المشتملة على مزيد البحث والترغيب في الطاعة
والتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في المعتقدات والأعمال،
وتعظيم شعائر الله ومزيد احترامها،
والله يحفظكم في 4/5/1377هـ. انتهى مجلد 5
####
الله أكبر
رحمة الله على الإمام محمد بن إبراهيم
ما أدق فهمه وما أكبر تعظيمه لمشعري الصفا والمروة
هذه بعض السطور مختصرة من كلامه السابق
:
العنوان
:
ترك حجارة الصفا والمروة كما كانت وما يكفي العربات في استكمال السعي
من محمد بن إبراهيم
إلى حضرة المكرم رئيس ديوان جلالة الملك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
وبعد تأمل الاقتراح المذكور ظهر لنا أنه يتعين ترك الصفا والمروة على ما هما عليه أولاً.
ويسعنا ما وسع من قبلنا في ذلك،
ولو فتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحًا للآراء،
وميدانًا للاجتهادات،
ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج،
فيحصل بذلك فساد كبير.
مع المحافظة على ما ينبغي المحافظة عليه من بقاء المشاعر بحالها وعدم التعرض لها بشيء،
ولا ينبغي أن يلتفت إلى أماني بعض المستصعبين لبعض أعمال الحج واقتراحاتهم،
بل ينبغي أن يعمل حول ذلك البيانات الشرعية بالدلائل القطعية
المشتملة على مزيد البحث والترغيب في الطاعة
والتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في المعتقدات والأعمال،
وتعظيم شعائر الله ومزيد احترامها، والله يحفظكم في 4/5/1377هـ. انتهى
طالع مجمع فتاوى الإمام م 5
[[]]