تابع مسابقة في العقيدة 2( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز مح****) 2024.

الحمد لله وحده المتصف بصفات الكمال و نعوت الجلال، الإله الحق العلي المتعال، من لا تأخذه سنة و لا نوم الحي القيوم الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد، ليس كمثله شيء سبحانه و هو السميع البصير، ثم الصلاة و السلام على أشرف أنبيائه و خير رسله النبي الأمي الذي بعثه الله على حين فترة من الرسل، فبلغ الرسالة أوفى بلاغ و أدى الأمانة أحسن أداء و لم يتوفه ربه الا و قد تمت به النعمة وقامت الحجة وبانت المحجّة فتركنا على البيضاء عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى السلام لا يزيغ عنها الا هالك.

ثم أما بعد فقد كنت قد أسست لمسابقة علمية عقدية، كَنَا من خلالها تنافس مجموع طيب من الإخوة و الأخوات، أورثت عقدا طيبا من الفوائد في صيغة إجابات توضح المبهم و تفصل المجمل و تزيل المشكل في علم التوحيد أعني به توحيد الإله المنعم، و قد كان هذا كله بلا شك بفضل الله وتيسره، فولا فضل الله علينا ولولا تيسيره لنا سبحانه ما كان لهذا الموضوع وجود أصلا، فضلا أن يكتمل بعقد جديد فالحمد لله أولا و أخرا.

و كان مني العهد حينها تلقاء إخواني و أخواتي أن لا تقف هذه المسابقة عند حد حتى نأتي على منتهاها الذي يأذن فيه الله عز و على، فطردت عني الكسل ما استطعت و شمّرت عن ساعد الجد في انجاز هذا الوعد، فكانت هذه التتمة الجديدة بمجموع الأسئلة العشرين التالية، أنحو فيها على النحو الأول، من سرد السؤال و انتظار الجواب لمدة يوم أو يومين بحسب نشاط الإخوة و الأخوات، ثم بعد أن أضع الإجابة النموذجية أعلق على الإجابات و أضع تقييما لأصحابها.

حبذا أن تلقى هذه المرحلة إقبالا أحسن وأكثر مما كانت عليه سالفتها، وأن يبقى مجموع الإخوة على مقربة منا نافعين منتفعين، وان كانوا غير مشاركين فليكنوا على الأقل متابعين عسى الله أن ينفعهم بمتابعتهم تلك وتنالهم بركة هذا العلم الشريف، أنعم بها من بركة وأعظم بها من فائدة لو حازها الفرد.

في الأخير و إلى لقاء أخر في أقرب الآجال، على كل من يرد المشاركة معنا الالتحاق و الإعلان عن ذلك، حتى نبدأ سوية في اغتنام الفائدة المرجوة و الله من وراء القصد و هو وحده الهادي إلى الرشد.
أخوكم في الله أبوليث بن محمد الجزائري.

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخ أبو ليث ونفع الله بكم
في اِنتظار بدأ المسابقة واِلتحاق الإخوة والأخوات، وبدوري أدعو الجميع للاِهتمام بالمسابقة والمشاركة معنا بقوة، حتى يكون الجميع مُفيد ومستفيد.
وفق الله الجميع للعلم النّافع والعمل الصالح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي
في انتظلر المسابقة
وفقنا الله و اياكم

ما زلنا في الانتظار و غدا ن شاء الله نبدأ مع أول سؤال.
حي الله كل من مر هنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل متابعة ومشاركة باذن الله
جزاكم الله خيرا ونفع بكم

أسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا ويزيدنا علما ينفعنا

وفقكم الله

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد
فإنه من المناسب تخصيص هذا الجزء لأسئلة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى و ما يتعلق بها من تأصيل و تفصيل، فكان من الملائم بل الأنسب أن نعيد بعث سؤال المرحلة السابقة في الأسماء و الصفات و عرض مشاركات الأخوات اللائي تفضلن بها حينها جوابا على السؤال ثم نقل جوابه النموذجي لتجتمع الفائدة مكتملة هنا دون تشتيت للفائدة، و قد كان حينها السؤال كالأتي:

س : ما هو توحيد الأسماء والصفات وما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة، و ما يضاد هذا النوع من التوحيد؟

و كان من أجوبته ما يأتي:
أجبت الأخت(انسانة ما) فكان من جوابها:
هو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بما يختص به من أسماء وصفات من دون تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. فنُثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه وعلى لسان نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- من دون تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.
والدليل قوله تعالى: (ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها)، وقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). فتضمنت هذه الآية النفي والإثبات. نفي مشابهة الله لخلقه، وإثبات صفتي السمع والبصر لله -سبحانه وتعالى-
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعة وتسعون إسما من أحصاها دخل الجنة). وكذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الكرب: ( .. اللهم إنِّي أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عنده .. الحديث).
وفي هذا النوع من التوحيد ضلت الكثير من الفرق
أما الأخت(الغفران) أجبت بما مفاده:
وأمّا تَوحيدُ الأسماءِ والصّفاتِ فهُو:
اعتقادُ انفرادِ الربّ – جلّ جلالُه – بالكَمال المُطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجَلال ، والجمال التي لايشاركه فيها مُشارك بوَجه من الوُجوه .
وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم – من جميع الأسماء ، والصفات ، ومعانيها ، وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللاّئق بعَظمته وجَلاله، من غَير نَفي لشَيء منها، ولا تَعطيل، ولا تَحريف، ولا تَكييفٍ، ولا تَمثيل .
ونفي ما نَفاه عن نَفسه ، أو نَفاه عنه رسوله – صلى الله عليه وسلم – من النّقائص والعُيوب ومن كلّ ما يُنافي كَماله.
قال الله تعالى: ( ليسَ كمِثله شئ وهو السّميع العَليم ) (الشّورى:11).

وأمّا ضدّه: فهو الإلحاد في أسماء الله وصفاته،
وهو ثلاثةُ أنواعِ :
الأوّل: إلحاد المُشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عمّا هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فَزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .
الثّاني: إلحاد المُشبهة الذين يكُيّفون صفات الله تعالى ، ويُشبهونها بصِفات خَلقه وهو مُقابل لإلحاد المُشركين ،
فأولئك سوّوا المخلوق بربّ العالمين ، وهؤلاء جَعلوه بمنزلة الأجسام المَخلوقة وشَبّهوه بها تَعالى وتَقدّس.
الثّالثُ: إلحادُ النّفاة المُعطّلة ، وهم قِسمان :
قِسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونَفوا عنهُ ما تضمّنته من صفات الكَمال فقالوا :
رَحمن رَحيم بِلا رَحمة ، عَليم بلا عِلم ، سَميع بلا سَمع، بَصير بلا بَصر، قَدير بلا قُدرة، وأطردوا بقّيتها كذلك .
وقسم صرّحوا بنفي الأسماء ومُتضمّناتها بالكليّة ، ووصفوهُ بالعدَم المَحض الذي لا اسم له ُولا صِفة ،
سُبحان الله وتَعالى عمّا يقول الظّالمون الجاحِدون المُلحدون علوًّا كَبيرًا.
( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) ،
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ، ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا).

( إضافَةٌ ):

طريقةُ أهل السّنّة في أسماءِ اللهِ تَعالى وصِفاتهِ: وتتلخّصُ في ثَلاثةِ أمورٍ:

1. طَريقتهمُ في الإثباتِ:وهي إثباتُ ما أثبتهُ اللهُ تعالى لنفسهِ في كِتابهِ، أو عَلى لسان رسوله عليه الصّلاة والسّلامِ، مِن غَير تَعريفٍ ولا تَعطيلٍ ولا تَكييف ولا تَمثيلٍ؛ فيؤمنون بأن ما ثبت في النّصوص الشّرعيّة من صفات حقيقيّة تليقُ بجلالِ الله تعالى،
وأنّها لا تُماثِل صِفاتِ المَخلوقينَ.
2. طَريقتهمُ في النّفيِ: نفيُ ما نَفاهُ اللهُ تعالى عَن نفسهِ في كِتابهِ، أو عَلى لِسانِ رسولهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلامِ، من صِفاتِ النّقصِ، معَ اعتِقادهِم بثُبوتِ كَمال ضِدّ الصِفةِ المنفيّةِ عنهُ جلّ وَعلا. وكُلّ ما نفاهُ الله تعالى عن نفسهِ فهي صِفاتُ نقصٍ تُنافي كَمال الواجِبِ،
فجَميعُ صِفاتِ النّقصِ مُمتنعةٌ عن الله تعالى لوُجوبِ كَمالهِ. وما نفاهُ اللهُ تعالى عن نفسهِ المُرادُ بهِ انتِفاءُ تلك الصّفة المنفيّة، وإثباتُ كمال ضدّها.
3. طَريقتهمُ فيما لَم يرِد نَفيهُ ولا إثباتهُ مّا تَناوعَ النّاسُ فيهِ: كالجِسمِ، والحيّز والجِهةِ ونَحو ذلكَ؛ فطريقتهمُ فيهِ التوقّفُ في لفظهِ
فلا يُثبتونه ولايَنفونهُ، لعَدمِ وُُرودهِ، أمّا معناهُ فيستفصلون عنهُ، فإن أريدَ بهِ باطلٌ ينزّه الله عنهُ ردّوه، وإن أريدَ به حقٌّ لا يَمتنعُ على الله قبِلوهُ.


أما الاجابة النموذجية فهي لبعض أهل العلم النبلاء رحم الله ميتهم و حفظ لنا حيهم و هي كما يأتي:

س : ما هو توحيد الأسماء والصفات ؟

جـ : هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصف به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وإمرارها كما جاءت بلا كيف ، كما جمع الله تعالى بين إثباتها ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ، وقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، وقوله تعالى : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وغير ذلك ، وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه « أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم – يعنى لما ذكر آلهتهم – أنسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ }{ أَحَدٌ }{ اللَّهُ الصَّمَدُ }» والصمد الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } . قال : لم يكن له شبيه ولا عديل ، وليس كمثله شيء (1) .
س : ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله عز وجل : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } ، وقال سبحانه : { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ، وقال عز وجل : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } – وغيرها من الآيات ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة » (2) . وهو في الصحيح ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي » (3) . الحديث .

_________
(1) ( حسن ) ، رواه أحمد ( 5 / 134 ) ، والترمذي ( 3364 ) ، ورواه عن أبي العالية مرسلا ( 3365 ) ، والحاكم ( 2 / 540 ) ، والبيهقي ( في الأسماء والصفات / 354 ) ، وابن أبي عاصم ( 1 / 298 ) ، وفي سنده أبو بكر الرازي ، قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ ، وقد نوه الترمذي إلى أن المرسل أصح ، قال الحافظ في الفتح ( 8 / 739 ) : وصحح الموصول ابن خزيمة والحاكم ، وله شاهد من حديث جابر عن أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط ، ا هـ . وقد حسن إسناده السيوطي في الدر المنثور ( 6 / 410 ) من حديث جابر ، ا هـ . قال الهيثمي ( 7 / 146 ) : رواه الطبراني في الأوسط ، ا هـ .

(2) رواه البخاري ( 2736 ، 7392 ) .
(3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، وابن حبان ( 968 ) ، والحاكم ( 1 / 509 ) ، وأبو يعلى ( 5297 ) ، وقد عدد الشيخ الألباني طرقه في الصحيحة ( 199 ) وناقش ما دار حولها من خلاف ثم قال : وجملة القول أن الحديث صحيح من رواية .

س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟

جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ، وهو ثلاثة أنواع : الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .
الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين ، فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ، وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس .

الثالث : إلحاد النفاة المعطلة ، وهم قسمان : قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا : رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، قدير بلا قدرة ، وأطردوا بقيتها كذلك . وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .

أما عن السؤال الأول لهذه المرحلة، فهو كالأتي:

ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن و السنة، أذكر دليل ذلك من أي الكتاب و صحيح السنة؟

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله وبارك الله فيكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة

أما عن السؤال الأول لهذه المرحلة، فهو كالأتي:

ما مثال الأسماء الحسنى من القرآن و السنة، أذكر دليل ذلك من أي الكتاب و صحيح السنة؟

القعدة القعدة
الأمثلة كثيرة، سأحاول ذكر بعضها:
1- من القرآن:
قوله تعالى: (الله لا إلـه إلا هو الحي القيوم)، وقوله: (هو الله الذي لا إلـه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّا يُشركون * هو الله الخالق البارئ المصور لـه الأسماء الحسنى يُسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)، وقوله: (إنه هو التواب الرحيم) وقوله: (إن الله واسع عليم)، وقوله: (فإن الله شاكر عليم)، وقوله: (والله بصير بالعباد)، وقوله: (وكان الله عليما حكيما)، وقولهالقعدةإن الله لرؤوف بالعباد)، وقوله: (إني معكم رقيب)، وقوله: (وهو الولي الحميد). وقوله: (والله شكور عليم)، وقوله: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).

2- من السنة:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كلِّ شيء ومليكه .. الحديث)، وقوله: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا). وقوله: (اللهم أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أنت ربِّي لا إلـه إلا أنت). وقوله: (أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء .. الحديث).
وقوله: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .. الحديث).
وقوله: (إن الله وِتر يُحب الوتر)، وقوله: (إن الله جميل يُحب الجمال)، وقوله: (إن الله حيي ستير)، وقوله: (اِشف وأنتَ الشافي)، وقوله: (أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر).

وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث، هذا ما حضرني الآن، والله أعلم وأعلم بالصواب وهو الموفق والهادي سواء السبيل.
وفق الله الجميع للعلم النّافع والعمل الصالح.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد" 2024.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة الرابعة→

● الطواف على القبور والتمسح بها والتبرك بها، كل هذا من الشرك:

فالطواف: من أجل العبادات، ولم يشرع الطواف حول مكان غير بيت الله الحرام، فعبادة الطواف خاصة بالكعبة المشرفة، وكذلك التطوف بين الصفا والمروة، وما كان لغير الله فهو وضع للعبادة في غير موضعها، وتعظيم للقبور وتشبها بالبيت الحرام، وصرف لعبادة الطواف لغير الله.

وأما التمسح والتبرك بها: فهذا تأليه للقبور وتعظيم لها، نحو ما كان يفعله المشركون الجاهليون مع آلهتهم، فكل من أراد التبرك والتمسح فقد عظم ما لم يشرع الله تعظيمه.

والدليل على كونه شركا حديث أبي واقد الليثي قال: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : الله أكبر! إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون). [رواه أحمد، والترمذي، وهو صحيح].

وهؤلاء إنما أرادوا التبرك بالشجرة، فسمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلبهم ذلك طلبا لإله مع الله، وهذا هو عين الشرك، فلما بين لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمر رجعوا وأنابوا، والتبرك بالقبور أعظم مما طلبوا فعله.

انتهى.

📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

القعدة

كتب قيمة في العقيدة والدين الاسلامي 2024.

القعدة

القعدة
القعدة

نقدم لكم اليوم مجموعة من الكتب الدينية القيمة

والغرض من نشرها هو ان تعم الفائدة بين اوساط المجتمع الاسلامي
فلا تنسونا بصالح دعائكم

الكتاب الاول

أدعية جامعة من الكتاب والسنة
للأستاذ عبد بن ناصر بن عبد الله المدحان

للتحميل
القعدة


الكتاب الثاني


الطب النبوي
للامام ابن قيم الجوزية

للتحميل
القعدة


الكتاب الثالث

مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنَّة

للتحميل
القعدة

الكتاب الرابع
وهو كتاب جد مفيد للوالدين في تربية اولادهم وهو بعنوان

تعليم الصبيان التوحيد

للتحميل
القعدة

الكتاب الخامس والأخير

الشرك و مظاهره

للتحميل

القعدة

وفي الاخير لا تحرمونا من دعائكم

بارك الله فيك يا الحبيب

جاري الشفط على الجهاز

تسلم واااااااااااااااااااصل

سلامي

بارك الله فيك
جعله الله في ميزان حسناتك

مسائل العقيدة التوحيد 28 . 2024.

الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية
السؤال (59): فضيلة الشيخ ، ما هي الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية؟
الجواب : الشفاعة مأخوذة من الشفع ، وهو ضد الوتر ، وهو جعل الوتر شفعاً، مثل أن نجعل الواحد اثنين ، والثلاثة أربعة وما أشبهها ، هذا من حيث اشتقاقها في اللغة.
أما معناها فهي : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة ، يعني أن يقوم الشافع بين المشفوع إليه والمشفوع له واسطة ، ليجلب منفعة إلى المشفوع له ، أو يدفع عنه مضرة.
والشفاعة نوعان : شفاعة ثابتة وصحيحة ، وشفاعة باطلة لا تنفع أصحابها .
أما الشفاعة الثابتة الصحيحة : فهي التي أثبتها الله تعالى في كتابه ، وأثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص ، لأن أبا هريرة رضي الله عنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال :" من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه"(40)
وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة : الشرط الأول : رضا الله عن الشافع . والشرط الثاني : رضا الله عن المشفوع له . والشرط الثالث : إذن الله تعالى للشافع أن يشفع . وهذه الشروط مجموعة في قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) (لنجم:26)، ومفصلة في قوله تعالى : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(البقرة: من الآية255)، وفي قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) (طـه:109) ، وقوله : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى)(الأنبياء: 28)، فلابد من هذه الشروط حتى تتحقق الشفاعة.
وبناء على ذلك نعرف النوع الثاني، وهي الشفاعة الباطلة التي لا تنفع أصحابها، وهي ما يدعيه المشركون من شفاعة آلهتهم لهم عند الله عز وجل ، فإن هذه الشفاعة لا تنفعهم كما قال الله تعالى : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر:48)، وذلك لأن الله تعالى لا يرضي لهؤلاء المشركين شركهم ، ولا يمكن أن يأذن بالشفاعة لهم ، لأنه لا شفاعة إلا لمن ارتضاه الله عز وجل ، والله عز وجل لا يرضى لعباده الكفر ، ولا يحب الفساد، فتعلق المشركين بآلهتهم التي يعبدونها ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، تعلق باطل غير نافع ، بل هذا لا يزيدهم من الله تعالى إلا بعداً.
ثم إن الشفاعة الثابتة النافعة، ذكر العلماء رحمهم الله أنها تنقسم إلى قسمين: عامة وخاصة ، ومعنى العموم : أن الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن الله لهم بالشفاعة فيهم . والخاصة : التي تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمها : الشفاعة العظمى التي تكون يوم القيامة ، حين يلحق الناس من الغم والكرب مالا يطيقون، فيطلبون من يشفع لهم إلى الله عز وجل أن يريحهم من هذا الموقف العظيم، فيذهبون إلى آدم، ثم إلى نوح ، ثم إلى إبراهيم ، ثم إلى موسى ، ثم إلى عيسى، وكلهم لا يشفع ، حتى تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقوم ويشفع عند الله عز وجل أن يخلص عباده من هذا الموقف العظيم ، فيجيب الله دعاءه ويقبل شفاعته ، وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به في قوله : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الاسراء:79) .
ومن الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم : شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فتمحص قلوبهم بعضهم من بعض ، حتى يهذبوا وينقوا ، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة ، ولكن لا يدخلونها إلا بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل أن يدخلوا الجنة ، فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الشفاعة العامة له ولغيره من عباد الله الصالحين ، فهي أن يشفع في أهل النار من المؤمنين – أي من عصاة المؤمنين – الذين لا يستحقون الخلود في النار يشفع فيهم أن يخرجوا من النار ، وهذه الشفاعة ثابتة له ولغيره من النبيين والشهداء والصالحين . والله أعلم.

بـــارك الله فيـــك علــى طرحـــك لهـــذا الموضـــوع المميــز و الرائــع

واصــــل تميــزك و تالقـــكـ و ابداعـــكـ

في انتظـــار المزيــد من المواضيــع المتميـــــــزة

تقبلـ مروري ..

و فيك بارك الله.
نتمنى حسن متابعتك.
وفقك الله الى ما فيه رضاه.
لمن أراد أن يتابع كل الحلقات يمكنه طرق هذا الموضوع الجامع لها من خلال الأتي:
جامع مسائل العقيدة و التوحيد على منتدى الشريعة الاسلامية ‏(القعدة 1 2)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته

بارك الله فيك
ربي يسر

دورة أصول العقيدة المحاضرة الاولى 2024.

المحاضرة الأولي
(ماهية العقل ومدارك اليقين)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
من أهم الأمور التي تقرر العقيدة السليمة في نفوس المسلمين، وتسهم في إزالة الخلاف بين المتناظرين، وتقرب القلوب إلى التمسك بالقرآن والسنة على فهم سلف الأمة، حقيقة العلاقة بين العقل والنقل، فالعلاقة بين العقل والنقل تعتبر عاملا حاسما في تحديد هوية المسلم واعتقاده، لاسيما في باب الغيبيات وما يتعلق بالأسماء والصفات، ولأهمية ذلك نتعرف على موقف السلف الصالح من هذه العلاقة وما هو المنهج الصحيح الذي يسلكه الموحد في هذا الموضوع ؟
ما المقصود بالعقل؟
العقل في أصح الآراء : غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده تابعة للروح موضوعة في الجانب الغيببي من قلب الإنسان لا نعرف كيفيتها، ولكن نتعرف على وجودها ووجود أوصافها من أفعال الإنسان في ظاهر البدن، فيقال هذا عاقل إذا فعل أفعال العقلاء وهذا مجنون إذا لم يتصف بها.
قال تعالى: (أَفَلَمْ يسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلونَ بِهَا)، فالآية تدل على أن العقل موجود في القلب.
قال الثعالبي في الجواهر الحسان: (هذه الآية تقتضى أن العقل في القلب وذلك هو الحق، ولا ينكر أن للدماغ اتصالا بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ).
وقال القرطبى في الجامع لأحكام القرآن: (أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محل الأذن، وقد قيل: إن العقل محله الدماغ وروي ذلك عن أبي حنيفة وما أراها عنه صحيحة) .
والعقل يقوم بتحصيل المعلومات وجمعها من حواس الإنسان ثم يحللها ويصنف الحدث المرافق لها، ثم يخزنها في ذاكرة الإنسان الذي بدوره يقوم باستدعائها حسبما يشاء .
ما هي الغاية الرئيسية من وجود العقل؟ معرفة الإنسان بما ينفعه ويضره، وكيف يحصِّل الخير الأعلى ويدفع عن نفسه الشر الأدنى ويحقق لنفسه الأفضل دائما ؟
ما هي حدود المعرفة بالعقل ؟
العقل هو أساس الجهاز الإدراكى البشرى فهو في القلب يشبه المعالج في الكمبيوتر، والحواس تشبه وسائل إدخال المعلومات أو إخراجها والمخ فيه ذاكرة الإنسان أو ما يشبه القرص الصلب.
والله عز وجل قد خلق الإنسان بجهاز إداركى محدود، تحقيقا لعلة معينة، تمثلت في الابتلاء كما قال تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (الإنسان:2).
العتبات المطلقة للحواس الخمس :
وقد أجريت التجارب والدراسات الحديثة، لتقدير القيم التقريبية للحدود المعينة في المؤثرات الخارجية التي يستقبلها الجهاز الحسي والإدراكى في جسم الإنسان، والتي يطلقون عليها في علم النفس العتبات المطلقة للحواس الخمس فوجدوا الحقائق التالية:
1- أن البصر يدرك به العقل صورة شمعة مضاءة ترى على بعد 30 ميلا في ليل مظلم صاف 290 مليميكرون.
2- أن السمع يدرك به العقل صوت دقة ساعة في ظروف هادئة تماما على بعد 20 قدما.
3- والتذوق يدرك به العقل ملعقة صغيرة من السكر مذابة في جالونين من الماء.
4- الشم يدرك به العقل نقطة عطر منتشرة في غرفة مساحتها 6 أمتار مربعة.
5- وحاسة اللمس يدرك جناح ذبابة يسقط على الصدغ من مسافة 1 سم تقريبا .
فإذا كان الجهاز الإدراكى في الإنسان بهذه الصورة في الدنيا فمن الصعب أن يرى ما وراء ذلك، كالذي يحدث في القبر من عذاب أو نعيم أو يرى الملائكة أو الجن أو عالم الغيب، أو يرى ذات الله وصفاته من باب أولى، ومعلوم أن عدم رؤيته لهذه الأشياء لا يعنى عدم وجودها فالجن مثلا جهازه الإدراكى يختلف عن الإنسان من حيث القوة.
قال تعالى في وصفه: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) (الأعراف:27)، وموسى عليه السلام لما طلب رؤية الله لم يكن الجواب باستحالة الرؤية أو نفيها مطلقا، ولكن النفي معلق بانتهاء الحياة الدنيا، فإن الشيء لا يرى لسببين:

1 – خفاء المرئي وهو ممتنع في حق الله .
2- ضعف الجهاز الإدراكى للرائي .
وهذا هو شأن موسى عليه السلام، ولذلك تجلى الله للجبل الذي يتحمل أقصى درجة ممكنة من ضوء الشمس والذي لا يتحملة الإنسان أكثر من تسع دقائق تقريبا، قال تعالى:

(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَلَمَّا تَجَلى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) (الأعراف:143) .
فمن الخطأ طلب البحث عن كيفية الأمور الغيبية أو الذات الإلهية أو صفاتها في الدنيا، لأن النواميس التي أوجدها الله في الكون لا تسمح بذلك اللهم إلا إذا حدث خرق للعادة كأن يرى بعض الرسل الملائكة أو الجنة أو النار أو بعض أمور الغيب أو ما يعجز الإنسان العادي عن إدراكه، كما ورد في حديث عائشة الذي رواه البخاري (قَالَتْ عَائِشَةُ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنْ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ) .
أما في الآخرة فالأمر مختلف تماما، إذ أن مدركات الإنسان في الآخرة تختلف عن مدركاته في الدنيا كما صح الخبر عن رسول الله بذلك في الحديث المتفق عليه، حيث قال:
(خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).
فالإنسان يوم القيامة على صورة آدم طوله ستون زراعا ومن أجل ذلك فإن مداركه وحواسه تتغير بالكيفية التي تناسب أمور الآخرة.
فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم كما ورد في صحيح البخاري عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)،
علمنا أن إدرك العين المبصرة في الدنيا وقدرتها تختلف عن إدراك العين المبصرة في الآخرة وقدرتها على الرؤية .
من أجل ذلك وجب الإيمان بالرؤية في الآخرة والتسليم بذلك لموافقته للعقل الصريح والنقل الصحيح، وكذلك الحال في بقية الصفات فنؤمن بها ونثبتها لله دون طلب للكيفية.
أما العقل فأقصى حدوده أن يتعرف على الله ووجوده من خلال الأسباب، فهناك عدة أمور يدرك بها العقل حقائق الأشياء ،
مدارك اليقين العقلي :
أولها :البديهيات أو الأوليات .
وذلك كالحكم على أن البعرة تدل يقينا على البعير وأن الأثر يدل يقينا على المسير، ومن هنا كان المسلم على يقين بوجود الله من خلال إثبات وجود الخالق بدلالة المخلوقات، وقد ثبت ذلك بحكم الأوليات أو البديهيات، إن من أكبر المحرمات جريمة الزنى، والحكم فيها لا بد أن يقوم على مفردات يقينية ولا يبنى على أمور ظنية، وقد بين القرآن وسائل إدراك اليقين عند الحكم على المرتكبين لها، فمن ذلك البديهيات وارتباط العلل بالمعلولات، كما قالت مريم للملك عندما قال لها:
(إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالتْ أَنَّى يَكُونُ لي غُلامٌ وَلمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ – بزواج – وَلمْ أَكُنْ بَغِيًّا – بزنا – لأن البديهيات تجعل العاقل يحكم حكما يقينيا بأن الولد لا يأتي إلا من طريق مشروع أو طريق ممنوع ولذلك أكد لها الملك أن ذلك واضح صحيح، وأن حالتها استثناء وأن الله يخلق ما يشاء – قَال كَذَلكِ قَال رَبُّكِ هُوَ عَليَّ هَيِّنٌ وَلنَجْعَلهُ آيَةً للنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا – من أجل ذلك أثبت لها الخالق براءتها، بخرق العادات وظهور المعجزات، وأوحى إليها أنها إذا رأت من أنكر عليها، أن تلزم الصمت وتمتنع عن الكلام، وكل ما عليها أن تشير إلى الغلام وتقول:
(إِنِّي نَذَرْتُ للرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلنْ أُكَلمَ اليَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِليْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا قَال إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلنِي نَبِيًّا وَجَعَلنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالدَتِي وَلمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلي يَوْمَ وُلدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
سبحان الله أطفل صغير ينطق بهذه الكلمات ؟ ويعرف كل هذه المعلومات، ويفهم لوازم العبارات (إِنَّ مَثَل عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَل آدَمَ خَلقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَال لهُ كُنْ فَيَكُونُ)، (ذَلكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْل الحَقِّ الذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ للهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لهُ كُنْ فَيَكُونُ) .
فالله عز وجل قادر على أن يعلم الناس ما يشاء، فيدركون بأبصارهم ما هو تحت الأرض وفوق السماء، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ) البقرة،
ولكنه من حكمته جعل جهاز الإدراك في الإنسان محدودا، وجعل باب الإطلاع على الغيب بالعقل وحده مسدودا، لكي تكون الحياة نوعا من أنواع الابتلاءات، ويكون أهل العلم بين الناس درجات، فآيات القرآن أثبتت للإنسان جهازا للإدراك شاملا متكاملا أساسه في القلب، أول مهامه إدراك الأشياء ومعرفة الأسماء، وتمييز خصائصها والتعرف على أوصافها، يقول الله تعالى: (أَفَلمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ) وقال أيضاً: (وَلقَدْ ذَرَأْنَا لجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الجِنِّ وَالإِنسِ لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلئِكَ كَالأَنْعَامِ بَل هُمْ أَضَلُّ أُوْلئِكَ هُمْ الغَافِلُونَ)، فالبديهيات من أبرز الأمور العقلية في الدلالة على وجود الخالق .
ثانيا :من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء المحسوسات.
وقد جعلها الله وسيلة من وسائل الإثبات، في الحكم على الزانيات المومسات فقال: (وَالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلدَةً وَلا تَقْبَلُوا لهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلئِكَ هُمْ الفَاسِقُونَ إِلا الذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلكَ وَأَصْلحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
جاء في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود أنه قَال: (كنَّا ليْلةَ الجُمُعَةِ فِي المَسْجِدِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَال: لوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ، أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، وَاللهِ لأَسْأَلنَّ عَنْهُ رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ، فَلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَى رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ فَسَأَلهُ، فَقَال يا رسول الله: لوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ أَوْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، فنزل قول الله تعالى:
(وَالذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلمْ يَكُنْ لهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الصَّادِقِينَ وَالخَامِسَةُ أَنَّ لعْنَةَ اللهِ عَليْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا العَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الكَاذِبِينَ وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَليْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ) .
وقد أمر الله عبادة باستخدام المحسوسات التي هى من مكونات الجهاز الإدراكى في النظر إلى الإبداع الكونى، والتأمل في خلق السماوات والتفكر في سائر المخلوقات:
(إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْل وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولي الأَلبَابِ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) .
وقال تعالى: (أَفَلمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لكُل عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْل بَاسِقَاتٍ لهَا طَلعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا للعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذَلكَ الخُرُوجُ) ق/6: 11.
وقال أيضاً: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) الغاشية/171:21 .
والحق سبحانه وتعالى يدعوا عباده إلى النظر في آياتة الكونية، والمخلوقات المرئية، بما في ذلك النفس البشرية، فهى في حقيقتها صفحات كونية وأدلة عقلية في كتاب الله الكونى، ودور الإنسان الذي أمر الله به في القرآن هو التفكر والاعتبار والنظر في الآثار، فالأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير، سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير، فدور العقل هنا البحث في المخلوقات وما فيها من حكم وآيات، فإن المفعولات دالة على الأفعال، والأفعال دالة على الصفات، فالمفعول يدل على الفاعل، والمخلوق يدل على الخالق، وذلك يدل باللزوم على وجود الله وقدرته وعلمه ومشيئته .
ثم ما في المخلوقات من أنواع التغييرات، وما فيها من تنوع في الأشكال والجمال والحسن والكمال، يدل على وجود إرادة للحق في إدارة الملك، كما أن ما فيها من المصالح والغايات والحكم البينات الواضحات، يدل على حكمته وإتقان صنعته، وغير ذلك مما دعانا الله تعالى إلى النظر فيه فقال سبحانه تعالى: (إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْل وَالنَّهَارِ وَالفُلكِ التِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَل اللهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُل دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) البقرة/164 .
ثالثا : من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء أيضا المتواترات وخبر العدل الضابط الصادق كعلمنا بوجود مكة والمدينة، فإن العلم بوجودهما علم يقيني، وكذلك بعثة النبي العلم بها علم يقينى، لما ورد فيها من تواتر الأخبار وحملة الآثار، وقد اتفق علماء الحديث على أن الأحاديث المتواترة تدل على اليقين وهى التي رواها جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب عن جمع آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ .
رابعا :من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء التجريبيات.
وقد يعبر عنها باطراد العادات، وذلك مثل حكمك بأن النار محرقة وأن الشمس مشرقة، وأن الماء ينزل من السماء فيحي الأرض بعد موتها، فهي سنن وعادات وتجربة وممارسات، ولذلك حذرنا الله من العصيان، بما حدث لأعدائه في سالف الزمان، كان مصيرهم الخسف والمسخ والصيحة والنبران فقال تعالى:
(قَدْ خَلتْ مِنْ قَبْلكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) آل عمران وقال تعالى: (قُل للذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لهُمْ مَا قَدْ سَلفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلينَ) وقال سبحانه : (فَهَل يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأَوَّلينَ فَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا وَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلا)، وفي الحديث الصحيح : (لا يُلدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلى الجَنَّةِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الكَذِبَ فُجُورٌ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلى النَّارِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا)، فغاية ما للعقل النظر في الأسباب والتعرف على دلالتها، ولا يجوز للإنسان أن يتجاوز ذلك كما قال تعالى:
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) .
لكن لو أردنا أن نتعرف على عالم الغيب وما يحدث في القبر من عذاب أو نعيم أو الملائكة أو الجن أو نتعرف ذات الله أسمائه وصفاته، فهل يصلح العقل لذلك، كما حاولت الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتردية وغيرهم من أتباع الجهمية، سوف يقع في الضلال وسوف يقول على الله بالمحال، فلا بد من طريق آخر هو طريق النقل.
خامسا :من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء الاعتراف.
صحيح مسلم عن ُرَيْدَةَ قَالَ : (جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ الرَّابِعَةُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فِيمَ أُطَهِّرُكَ فَقَالَ مِنْ الزِّنَى فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِهِ جُنُونٌ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ فَقَالَ أَشَرِبَ خَمْرًا فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزَنَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ يَقُولُ لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ قَالَ فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَقَالُوا غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ قَالَ ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الْأَزْدِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ وَمَا ذَاكِ قَالَتْ إِنَّهَا حُبْلَى مِنْ الزِّنَى فَقَالَ آنْتِ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ قَالَ فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَدْ وَضَعَتْ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَرَجَمَهَا) .
ما المقصود بالنقل ؟ يقصد بالنقل عند علماء العقائد الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله S ويسمى أيضا بالشرع أو السمع أو الخبر، كقول أبى عمر بن عبد البر: (حديث النزول حديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته وهو منقول من طرق سوى هذه من أخبار العدول عن النبي S)، وكقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والحكم المرتب على النقل الباطل باطل بالإجماع)، وكقوله أيضا عن صفة الكلام ونسبة القول إلى الله تعالى: (فالقول قد ورد في السمع مضافا الى الله .. وقد بسطت الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وبينت أن ما جاء به الشرع الصحيح هو الذي يوافقه العقل الصريح) .
فالنقل أو الوحي أو الشرع أو السمع أو الخبر كلها عند علماء العقائد معان مترادفة تدل على كتاب الله وسنة رسوله S، فالنقل هو ما جاءنا من الله يعرفنا فيه عن نفسه وما في عالم الغيب، والعاقل لا بد أن يقر به ويقدمه وسلم له، فلا يوجد من هو أعلم بالله من الله ولا أعلم من رسول الله بالله، فما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات وجب علينا الإيمان به كما أخبر، وما أمرنا الله به كان صلاحنا في أتباعه.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
نقلاً عن موقع الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني

اخي الله يحفظك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده
القعدة القعدة

شكرا اخي كلمة ذي هدتني وكلما ارددها اهدي
تقشعر بدني اخشى الموت واسأل عنها يوم لا ينفع لا مال ولا بنون
ويقول لي يا عبدي امتحنتك في كذا وكذا ولم تهتدي اي ذنم احاسبك عنها
الله يجزيك في الدنيا قبل الاخر
ويرفعك في الدنيا قبل الاخرة
ويرضي عنك في الدنيا قبل الاخرة
ويهدينا الي الحق البين ورضا الوالدين وجنة عرضها السموات والارض
ويجمعنا مع المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في الفردوس الاعلي
ويكتبنا من الصديقين اللهم أمين يارب

اللهم أمين وبارك الله فيك ولك هذا أثر تعلم العقيدة وقد تعلمين أثر الابتعاد عنها نرجوا أن تتابعي المزيد فتعلمها فيه متعة وفائدة وقد يتغير في حياة الشخص الكثير بعد ذلك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السلفي المالكي القعدة
القعدة
القعدة

اللهم أمين وبارك الله فيك ولك هذا أثر تعلم العقيدة وقد تعلمين أثر الابتعاد عنها نرجوا أن تتابعي المزيد فتعلمها فيه متعة وفائدة وقد يتغير في حياة الشخص الكثير بعد ذلك

القعدة القعدة
بارك الله فيك يا اخوي راح اقراه كله
وان شاء الله استفيد أكثر وأكثر يارب
هاي المواضيع مفيدة والله رغم اني قرأته تقريبا كله راح اراجعه مرة ثانية
ان شاء الله تعجبك اقوي دوس هون بسم اللــــــــــــــــــــــه
الله يجعلها في ميزان حساناتنا

السلام عليكمـ ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اخي

شرح العقيدة السفارينية لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

الباب الأول : في معرفة الله تعالى

التوحيد : شرح العقيدة السفارينية
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله



الباب الأول

في معرفة الله تعالى

________________________
32- أول واجب على العبيد معرفة الإله بالتسديد
33- بأنه واحد لا نظير له ولا شبه ولا وزير
_________________

الشرح

قال المؤلف رحمه الله تعالى : ( الباب الأول ) والذي مضى من هذه العقيد ( المقدمة ) .
قال : ( الباب الأول : في معرفة الله عز وجل ) معرفة الله سبحانه وتعالى نوعان : معرفة ذاته بالوجود ، ومعرفة صفاته كذلك ، ومعرفة ذاته في الكنه والحقيقة ، ومعرفة صفاته كذلك ،يعني نقول : هي قسمان : معرفة وجود ومعاني ومعرفة كنه وحقيقة.
أما معرفة الوجود والمعاني فهذا هو المطلوب منا ، وأما معرفة الكنه والحقيقة فهذا غير مطلوب منا ، فلا أحد يعرف حقيقة ذات الله سبحانه وتعالى ولا حقيقة صفاته ، والوصول إلى ذلك مستحيل فمستحيل أن تعرف الله عز وجل في حقيقة ذاته .
فالإنسان تعرف حقيقة ذاته ، فهو لحم ودم وعظم وباقي مكونات الجسم ، لكن الرب عز وجل لا تعرف عنه هذا ، وصفات الإنسان كذلك تعرف حقيقتها وكنهها التي هي عليه ، فتعرف وجه الإنسان ؛ وتعرف العين ؛ وتعرف القدم ؛ وتعرف اليد ؛ وتعرف الأصابع لكن صفات الله عز وجل لا تصل إلى حقيقتها وكنهها والمطلوب إذا معرفة الذات بالوجود ومعرفة الصفات بالمعاني ، أما معرفة الكنه والحقيقة فهذا مما لا يعلمه إلا الله عز وجل
فصار قول المؤلف رحمه الله في معرفة الله لا بد فيه من هذا التسديد .
أول واجب على العبيد معرفة الإله بالتسديد
فأول واجب على الإنسان أن يعرف الله ، والمراد أول واجب لذاته ، وأما أول واجب لغيره فهو النظر والتدبر الموصل إلى معرفة الله . فالعلماء رحمهم الله قالوا : أول ما يجب على الإنسان أن ينظر ، فإذا نظر وصل إلى غاية وهي المعرفة ، فيكون النظر أول واجب لغيره ، والمعرفة أول واجب لذاته .
وقال بعض أهل العلم : إن النظر لا يجب لا لغيره ولا لذاته ؛ لان معرفة الله عز وجل معلومة بالفطرة والإنسان مجبول عليها ، ولا يجهل الله عز وجل إلا من اجتالته الشياطين ، ولو رجع الإنسان إلى فطرته لعرف الله دون أن ينظر ويفكر . قالوا ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة ) ، ولقول الله تعالى في الحديث القدسي : (( إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين ) ، فصار الصارف عن مقتضى الفطرة حادث وارد على فطرة سليمة .
فأول ما يولد الإنسان يولد على الفطرة ، ولو ترك ونفسه في أرض برية ما عبد غير الله ، ولو عاش في بيئة مسلمة ما عبد غير الله ، وحينئذ تكون عبادته لله ، وإذا عاش في بيئة مسلمة يكون المقوم لها شيئين هما الفطرة والبيئة ، لكن إذا عاش في بيئة كافرة فإنه حينئذ يحدث عليه هذا المانع لفطرته من الاستقامة ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .
إذا معرفة الله عز وجل لا تحتاج إلى نظر في الأصل ، ولهذا نجد عوام المسلمين الآن ما فكروا ونظروا وقرءوا في الآيات الكونية والآيات الشرعية حتى عرفوا الله ، بل عرفوه بمقتضى الفطرة ، ولا شك أن للبيئة تأثيرا لكنهم ما نظروا ، بل إن بعض الناس – نسأل الله العافية – إذا نظر وأمعن ودقق وتعمق وتنطع ربما يهلك ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ) .
فالصحيح إذاً ما قاله المؤلف رحمه الله أن أول واجب معرفة الله ، وأما النظر فلا نقول أنه واجب ، لكن لو فرض أن الإنسان احتاج إلى النظر فحينئذ يجب عليه النظر ، مثل لو كان إيمانه فيه شيء من الضعف ويحتاج إلى تقوية فحينئذ لابد أن ينظر ، ولهذا قال الله تعالى القعدةأَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)(الأعراف: الآية 185) ، وقال (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ )(المؤمنون: الآية 68) ، وقال : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )(صّ: الآية 29) .
فإذا وجد الإنسان في إيمانه ضعفا حينئذ يجب أن ينظر ولكن لا ينظر من زاوية الجدل والمعارضات والإيرادات ؛ لأنه إن نظر من هذه الزاوية يكون مآله الضياع والهلاك ، ويورد عليه الشيطان من الإشكالات والإيرادات ما يقف معها حيران لكن ينظر من زاوية الوصول إلى الحقيقة ، فمثلا إذا نظر إلى الشمس – هذا المخلوق العظيم الكبير الوهاج – فلا يقل : من الذي خلقه ؟ خلقه الله . فمن خلق الله ؟ فهذا لا ينبغي ، بل يقول : خلقه الله ويقف ؛ لان الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن ننتهي إذا قال لنا الشيطان من خلق الله ؟ لنقطع التسلسل ، لأنك لو قلت من خلق الله ؟ وقلت مثلا : خلقه شيء ما ، سيقول لك الشيطان : فمن خلق هذا الشيء ؟ ثم تتسلسل إلى ما لا نهاية له ، وتضيع في البحر الذي لا ساحل له .
فالحاصل أن النظر لا يحتاج إليه الإنسان إلا عند الضرورة كالدواء ، فإذا ضعف إيمانه أو رأى من نفسه ضعفا فلينظر ، وإلا فمعرفة الله مركزة في الفطر .
قال المؤلف رحمه الله : ( معرفة الإله بالتسديد ) أي بالصواب ، لكن ما هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل ؟ الطريق : قلنا بالفطرة قبل كل شيء ، فالإنسان مفطور على معرفة ربه وأن له خالقا ، وإن كان لا يهتدي إلى معرفة صفات الخالق عل التفصيل ، لكن يعرف أن له خالقا كاملا من كل وجه .
ومن الطرق التي توصل إلى معرفة الله عز وجل الأمور العقلية ، فإن العقل يهتدي إلى معرفة الله إذا كان القلب سليما من الشبهات ، فينظر إلى ما في الناس من نعمة فيستدل به على وجود المنعم ، وعلى رحمة المنعم ، لأنه لولا وجود المنعم ما وجدت النعم ، ولولا رحمته ما وجدت النعم .
وينظر إلى إمهال الله عز وجل للعاصين فيستدل به على حلم الله ؛ لأن الله يقول : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ )(فاطر: الآية 45) وصدق الله لو أن الله واخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة لأن أكثر الناس على الكفر فلو أراد الله أن يؤاخذهم بأعمالهم ما ترك ما على ظهرها من دابة .
وننظر في السموات والأرض فنستدل به على عظمة الله وقدرته ؛ لأن عظم المخلوق يدل على عظم الخالق ، وهكذا.
ونستدل أيضاً إلى معرفة الله تعالى بإجابة الدعاء ، فالإنسان يدعو فيستجيب الله دعاءه ، فنعرف بهذا وجود الله ،وقدرة الله ، ورحمة الله ، وصدق الله عز وجل ، قال تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر: الآية 60) إلى غير ذلك مما تستلزمه إجابة الدعاء .
ومن الطرق التي يستدل به الإنسان على معرفة الله الواقع ، فأخذ الله سبحانه وتعالى للكافرين بالنكبات والهزائم تدل على أن الله شديد العقاب وانه من المجرمين منتقم ، ونصر الله لأوليائه يدل على انه عز وجل ينصر من شاء من العباد ، وانه قادر على ذلك ولو كثر خصومهم .
ثم إن المراد بالمعرفة ما يترتب عليها من التصديق والقبول للأوامر والإذعان لها ، وأما مجرد المعرفة بدون أن يركن الإنسان إليها ويقول بمقتضاها فإنها لا فائدة منها ؛ لأنه حتى الكفار يعرفون الله.
ثم قال المؤلف رحمه الله : ( بأنه واحد ) بأنه : أي الله عز وجل واحد ، واحد في ذاته وصفاته وأحكامه الكونية والشرعية ، فهو واحد في ذاته لا نظير له ولا شبه ولا وزير ، وواحد أيضاً في ربوبيته فلا أحد يتصرف معه ، ولا أحد يملك معه ، ولا أحد يعينه ، بل لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه لكمال سلطانه.
وكذلك هو واحد في ألوهيته فلا يعبد إلا هو عز وجل ، ولا يتأله إلا إليه ، ويجب أن يصرف الإنسان حبه وتعظيمه كله لله عز وجل ، فلا يحب إلا ما يحبه الله ، ولا يرضى إلا بما يرضي الله ، ويكره ما كرهه الله ، ويبغض ما أبغضه الله، حتى يكون قلبه كله وإرادته لله عز وجل ، فيوحد الله في القصد والعبادة .
كذلك واحد واد في صفاته ، فليس له نظير في صفاته ، لا الصفات المعنوية لا الصفات الخبرية ، لا الذاتية اللازمة ولا الفعلية المتعلقة بمشيئته عز وجل .
قوله : ( بأنه واحد لا نظير له ولا شبه )النظير : يعني المماثل والمشابه ، وعليه فقوله : ( ولا شبه ) من باب عطف المتماثلين أو المترادفين ، كقول الشاعر :
فألفى قولها كذبا ومينا …………………..
فالكذب والمين معناهما واحد وإن اختلفا في اللفظ ، وكذلك النظير والشبه معناهما واحد وإن اختلفا في اللفظ ، وهذا من باب التوكيد اللفظي .
وقوله : ( ولا شبه ) سبق أن الأولى أن يعبر بقوله : ( لا مثل ) للوجوه الثلاثة السابقة . فالله تعالى لا نظير له في ذاته ولا شبه له في ذاته ، وكذلك لا شبيه ه في صفاته سبحانه وتعالى وفي أفعاله ، قال تعالى القعدة لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: الآية 11) .
وقوله : ( ولا وزير ) الوزير: أي المعين ، ومنه قوله تعالى عن موسى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (طـه:29)) ، وهي مأخوذة من المؤازرة وهي المعاونة . فالله سبحانه وتعالى ليس له أحد يعينه لأنه قادر على كل شيء ، قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82) ، وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله القعدة قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (سـبأ:22)(يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ )(طـه: الآية 109) ، فهم لا يملكون مثال ذرة في السموات ولا في الأرض على سبيل الاستقلال ، وما لهم فيهما من شرك على سبيل المشاركة ، والفرق بين الاستقلال والمشاركة واضح . فمثلا هذا لي أنا مستقل به ، وهذا بيني وبينك أنا شريك فيه . فهم لا يملكون شيئا على سبيل الاستقلال ولا على سبيل المشاركة مع الله عز وجل ، و (وَمَا لَهُ) أي ما لله (مِنْهُمْ) من هؤلاء المدعوين (مِنْ ظَهِيرٍ) أي معين ، فهم لا يعاونون الله بشيء .
ثم مع ذلك لا تستطيع هذه الآلهة أن تشفع (لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ) ، وبنفي هذه الأمور الأربعة تنقطع الأسباب التي يتعلق بها المشركون ، لأن غاية ما يتعلقون به أنهم يقولون : إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ، فقط الله كل سبب .
فإن قال قائل : أليس هناك ملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم ، وملائكة موكلون بالقطر ، وملائكة موكلون بالنبات ، والملائكة موكلون بالحفظ العام لبني آدم ؟
فالجواب : بلى هذا موجود ، لكن لم يوكلهم الله تعالى استعانة بهم ، بل وكلهم الله بذلك ليبين عظمته وكمال سلطانه ، كما أن الملك في الدنيا – ولله المثل الأعلى -له من يتولى شئون ملكته ، لكن الملوك في الدنيا يفعلون ذلك لقصورهم وعدم إحاطتهم ، أما الله عز وجل فلا ، إنما فعل ذلك سبحانه وتعالى ليظهر عظمة ملكه وسلطانه ، وأنه المدبر سبحانه وتعالى ، وان له جنودا لا يستعين بهم ولكن يمتثلون بأمره ويكلفهم عز وجل بما شاء ، قال تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ )(المدثر: الآية 31) ، ولكن ليسوا جنودا يعينونه كجنود الملوك في الدنيا ، بل جنود تظهر بهم عظمته وكمال سلطانه.

مسائل العقيدة و التوحيد 24 2024.

عقيدة المسلمين في عيسى
السؤال (51): فضيلة الشيخ، ما هي عقيدة المسلمين في عيسى ابن مريم عليه السلام؟ وما حكم القول بقتله وصلبه.
الجواب : عقيدة المسلمين في عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، أنه أحد الرسل الكرام، بل أحد الخمسة الذين هم أولو العزم ، وهم : محمد ، وإبراهيم ، وموسى، وعيسى ، ونوح عليهم الصلاة والسلام ، ذكرهم الله تعالى في موضعين من كتابه فقال في سورة الأحزاب : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (الأحزاب:7)، وقال في سورة الشورى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (الشورى:13).
وأن عيسى عليه الصلاة والسلام بشر من بني آدم مخلوق من أم بلا أب ، وأنه عبد الله ورسوله ، فهو عبد لا يعبد ، ورسول لا يكذب ، وأنه ليس له من خصائص الربوبية شيء، بل هو كما قال الله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ) (الزخرف:59).
وأنه عليه الصلاة والسلام لم يأمر قومه بأن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله ، وإنما قال لهم ما أمره الله به ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)(المائدة: 117)، وأنه أي عيسى عليه الصلاة والسلام خلق بكلمة الله عز وجل ، كما قال الله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران:59) ، وأنه ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم رسول ، كما قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف:6).
ولا يتم إيمان أحد حتى يؤمن بأن عيسى عبد الله ورسوله وأنه مبرأ ومنزه عما وصفه به اليهود ، الذين قالوا: إنه ابن بغي ، وأنه نشأ من زنا والعياذ بالله، وقد برأه الله تعالى من ذلك ، كما أنهم أي المسلمين يتبرؤون من طريق النصارى، الذين ضلوا في فهم الحقيقة بالنسبة إلى عيسى ابن مريم، حيث اتخذوه وأمه إلهين من دون الله ، وقال بعضهم: "إنه ابن الله"، وقال بعضهم : "إن الله ثالث ثلاثة".
أما فيما يتعلق بقتله وصلبه فإن الله سبحانه وتعالى قد نفى أن يكون قتل أو صلب نفياً صريحاً قاطعاً، فقال عز وجل : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (157) (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (158) (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (النساء:157-159).
فمن اعتقد أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قتل وصلب فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن فقد كفر ، فنحن نؤمن بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يقتل ولم يصلب، ولكننا نقول : إن اليهود باؤوا بإثم القتل والصلب ، حيث زعموا أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وهم لم يقتلوه حقيقة، بل قتلوا من شبه لهم ، حيث ألقى الله شبهه على واحد منهم فقتلوه وصلبوه، وقالوا: إنا قتلنا المسيح ابن مريم رسول الله ، فاليهود باؤوا بإثم القتل بإقرارهم على أنفسهم، وإثم الصلب، والمسيح عيسى ابن مريم برأه الله تعالى من ذلك وحفظه ورفعه سبحانه وتعالى عنده إلى السماء، وسوف ينزل في آخر الزمان إلى الأرض، فيحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يموت في الأرض ، ويدفن فيها ، ويخرج منها كما يخرج منها سائر بني آدم ، لقول الله تعالى : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طـه:55) وقوله: (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) (الأعراف:25) .

يرفع الموضوع لأهميته في هذا الوقت بالذات.
عقيدة المسلمين في عيسى موضوع ينبغي الاهتمام به، للرد على شبهات المنصرين و الثبات على عقيدة التوحيد، و ما هذا الموضوع الا مفتاح لمعرفة الحق في نبي الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
لمن أراد أن يتابع كل الحلقات يمكنه طرق هذا الموضوع الجامع لها من خلال الأتي:
جامع مسائل العقيدة و التوحيد على منتدى الشريعة الاسلامية ‏(القعدة 1 2)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته

بارك الله فيك
ربي يسر

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك

سلسلة فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين 9 2024.

السؤال: المستمع عبد الصمد عبد الرحيم يقول هل تطبيق البدعة يعاقب أم يثاب عليها، يثاب عليها مطبقها وخاصة الصلاة والسلام على النبي بعد الآذان؟
الجواب
الشيخ: البدعة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وإذا كان كذلك فإن البدعة سواء كانت ابتدائية أم استمرارية يأثم من تلبس بها، لأنه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في النار أعني أن الضلالة هذه تكون سبباً للتعذيب في النار، وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام حذر أمته من البدع فمعنى ذلك أنها مفسدة محضة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عمم ولم يخص قال كل بدعة ضلالة، ثم إن البدع في الحقيقة هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية لأن معناها أو مقتضاها أن الشريعة لم تتم وأن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم، وعليه فنقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، والواجب الحذر من البدع كلها وأن لا يتعبد الإنسان إلا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون إمامه حقيقة أي ليكون الرسول صلى الله عليه وسلم إمامه حقيقة، لأن من سلك سبيل بدعة فقد جعل المبتدع إماماً له في هذه البدعة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد" من ثلاث حلقات 9 2024.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة العاشرة→

● تعليق قطع من جلد الذئب على الصدور أو في البيوت، لاعتقاد أنها تدفع الجن – شرك:

تقدم دليله في المسألة "8". [أي: -الحلقة الثامنة-].

انتهى.

📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

………………..

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة التاسعة→

● سؤال العرافين والكهنة والسحرة مع تصديقهم – كفر:

وذلك لقول نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وسلم- : (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ). [رواه أحمد، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما].

وفي خبر ابن مسعود موقوفا: (من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ). [رواه البزار وأبو يعلى، وجود إسناده المنذري، والحافظ ابن حجر، والحديث صحيح لشواهده].

وهل الكفر في هذه الأحاديث كفر دون كفر، فلا ينقل عن الملة، أم يتوقف فيه فلا يقال يخرج عن الملة، ولا لا يخرج؟

الأول قوي، والثاني هو المشهور عن الإمام أحمد.

انتهى.

📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

………………..

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة العاشرة→

● تعليق قطع من جلد الذئب على الصدور أو في البيوت، لاعتقاد أنها تدفع الجن – شرك:

تقدم دليله في المسألة "8". [أي: -الحلقة الثامنة-].

انتهى.

📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

………………..

وجوب معرفة العقيدة الاسلامية 2024.

وجوب معرفة العقيدة الإسلامية
اعلموا -وفقني الله وإياكم- أنه يجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الإسلامية؛ ليعرف معناها وما تقوم عليه، ثم يعرف ما يضادها ويبطلها أو ينقصها من الشرك الأكبر والأصغر‏:‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‏}‏ ‏.‏
قال الإمام البخاري رحمه الله‏:‏ ‏"‏باب العلم قبل القول والعمل‏"‏، واستشهد بهذه الآية الكريمة‏.‏
قال الحافظ ابن حجر‏:‏ ‏"‏قال ابن المنير‏:‏ أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل؛ فلا يعتبران إلا به؛ فهو متقدم عليهما؛ لأنه مصحح للنية المصححة للعمل‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏اهـ‏.‏
ومن هنا اتجهت همم أهل العلم إلى تعلم أحكام العقيدة وتعليمها، واعتبروا ذلك من أوليات العلم، وألفوا فيها مؤلفات خاصة؛ فصلوا فيها أحكامها وما يجب فيها، وبينوا ما يفسدها أو ينقصها من الشركيات والخرافات والبدع‏.‏
وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فليست مجرد كلمة تقال باللسان، بل لها مدلول ومعنى ومقتضى تجب معرفتها كلها والعمل بها ظاهرا وباطنا، ولها مناقضات ومنقصات، ولا يتضح ذلك إلا بالتعلم‏.‏
ولهذا يجب أن يكون لعلم العقيدة الصدارة بين المقررات المدرسية في مختلف المراحل، وأن تعطى من الحصص اليومية العدد الكافي، ويختار لها المدرسون الأكفياء، وأن يركز عليها في النجاح والرسوب، خلاف ما عليه غالب واقع الدراسات المنهجية اليوم؛ فإن علم العقيدة في الغالب لا يحظى بالاهتمام في تلك الدراسات مما يخشى من ورائه أن ينشأ جيل يجهل العقيدة الصحيحة، فيستسيغ الشركيات والبدع والخرافات، ويعتبرها من العقيدة؛ لأنه وجد الناس عليها ولم يعرف بطلانها‏.‏
ومن هنا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏يوشك أن تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية‏"‏‏.‏
هذا؛ ويجب اختيار الكتب الصحيحة السليمة، التي ألفت على مذهب السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، والمطابقة للكتاب والسنة، فتقرر على الطلاب، وتستبعد الكتب المخالفة لمنهج السلف؛ ككتب الأشاعرة والمعتزلة والجهمية وسائر الفرق الضالة عن منهح السلف‏.‏
وإلى جانب الدراسة النظامية يجب أن يكون هناك دروس تعقد في المساجد، تدرس فيها العقيدة السلفية بالدرجة الأولى، وتقرأ فيها المتون والشروح؛ ليستفيد منها الطلاب وكل من حضر، ويكون هناك مختصرات مبسطة تلقى للعامة، وبذلك تنتشر العقيدة الإسلامية، إلى جانب ما يذاع في البرامح الدينية بواسطة الإذاعة، ويكون هناك برنامح مستمر تذاع من خلاله أحكام العقيدة الإسلامية‏.‏
ثم يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بالعقيدة من جانب الأفراد، فيكون للمسلم مطالعات في كتب العقيدة، والتعرف على ما ألف فيها على منهح السلف، وما ألف على منهج المخالفين لهم، حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره، وحتى يستطيع رد الشبه الموجهة إلى عقيدة أهل السنة‏.‏
أيها المسلم‏!‏
إنك حينما تتأمل القرآن الكريم؛ تجد فيه كثيرا من الآيات والسور تهتم بأمر العقيدة، بل إن السور المكية تكاد تكون مختصة ببيان العقيدة الإسلامية ورد الشبهات الموجهة إليها‏.‏
خذ مثلا سورة الفاتحة‏!‏
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏ ‏"‏اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال وتضمنتها أكمل تضمن‏:‏ فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدارها عليها، وهي الله والرب والرحمن‏.‏ وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة‏:‏ فـ ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ‏}‏ ‏:‏ مبني على الإلهية، ‏{‏وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏ ‏:‏ على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم يتعلق بصفة الرحمة، والحمد يتضمن الأمور الثلاثة؛ فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته، والثناء والحمد كمالان لجده‏.‏ وتضمنت إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها، وتفرد الرب تبارك وتعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق، وكون حكمه بالعدل، وكل هذا تحت قوله‏:‏ ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏ وتضمنت إثبات النبوات من جهات عديدة‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏
ثم بينها رحمه الله بكلام مطول مفيد إلى أن قال‏:‏ ‏"‏قالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم؛ فـ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏:‏ توحيد‏.‏ ‏{‏الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ‏:‏ توحيد‏.‏ ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏}‏ ‏:‏ توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد‏.‏ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ‏}‏ ‏:‏ الذين فارقوا التوحيد‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد؛ فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وتوحيده وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة وهو جزاء توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما فعل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى‏.‏
ومع اهتمام القرآن بشأن العقيدة الإسلامية؛ فإن أكثر الذين يقرءونه لا يفهمون العقيدة فهما صحيحا، فصاروا يخلطون ويغلطون فيها؛ لأنهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم، ولا يقرءون القرآن بتدبر؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏

بارك الله فيك…………
موضوع مهم جدا
بارك الله فيك
مواضيع العقيدة الإسلامية الصحيحة هي أولى المواضيع بالطرح
على منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن تبعهم من الأئمة الأربعة
عقيدة الإمام مالك
عقيدة الإمام أحمد
عقيدة الإمام الشافعي
عقيدة الإمام أبو حنيفة
كلها عقيدة واحدة صحيحة
جزاك الله خيرا