إجابة عن أسئلة في العقيدة للشيخ ابن باز 2024.

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم د/ م أ ح سلمه الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشير إلى كتابكم الذي جاء فيه: نرجو من فضيلتكم توضيح معاني الآيات الكريمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}
[1]، والآية: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[2] والآية {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}[3]، والآية {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[4].
وحديث الجارية الذي رواه مسلم حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
((أين الله؟)) فقالت: في السماء، وقال لها: ((من أنا؟)) قالت: رسول الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) نرجو توضيح معاني هذه الآيات الكريمة، وتوضيح معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية؟.

وأفيدك بأن المعنى العام للآيات الكريمات والحديث النبوي الشريف هو الدلالة على عظمة الله سبحانه وتعالى وعلوه على خلقه وألوهيته لجميع الخلائق كلها، وإحاطة علمه وشموله لكل شيء كبيراً كان أو صغيراً سراً أو علناً، وبيان قدرته على كل شيء، ونفي العجز عنه سبحانه وتعالى.
وأما المعنى الخاص لها فقوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ففيها الدلالة على عظمة الكرسي وسعته، كما يدل ذلك على عظمة خالقه سبحانه وكمال قدرته، وقوله: {وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} أي : لا يثقله ولا يكرثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه سبحانه، محتاجة وفقيرة إليه، وهو الغني الحميد الفعال لما يريد الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه، وقوله سبحانه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} فيها الدلالة على أن المدعو الله في السماوات وفي الأرض، ويعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن والإنس، وفيها الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده وإحاطته بما يعملونه سواء كان سراً أو جهراً، فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى، فهو يحصي على العباد جميع أعمالهم خيرها وشرها.
وقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده سبحانه.
وقوله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} معناها: أنه مطلع سبحانه على جميع عباده أينما كانوا يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ويعلم أعمالهم، ورسله من الملائكة الكرام والكاتبين الحفظة أيضا مع ذلك يكتبون ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه كله. والمراد بالمعية المذكورة في هذه الآية عند أهل السنة والجماعة: معية علمه سبحانه وتعالى، فهو معهم بعلمه محيط بهم، وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء مع أنه سبحانه فوق جميع الخلق قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
[5]، ثم ينبئهم يوم القيامة بجميع الأعمال التي عملوها في الدنيا؛ لأنه سبحانه بكل شيء عليم، وبكل شيء محيط، عالم الغيب لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
أما حديث الجارية التي أراد سيدها إعتاقها كفارة لما حصل منه من ضربها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ((أين الله))؟ قالت في السماء قال ((من أنا))؟ قالت رسول الله قال ((أعتقها فإنها مؤمنة)) فإن فيه الدلالة على علو الله على خلقه، وأن الاعتراف بذلك وبرسالته صلى الله عليه وسلم دليل على الإيمان. هذا هو المعنى الموجز لما سألت عنه، والواجب على المسلم أن يسلك في هذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحيحة الدالة على أسماء الله وصفاته مسلك أهل السنة والجماعة وهو الإيمان بها، واعتقاد صحة ما دلت عليه وإثباته له سبحانه على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهذا هو المسلك الصحيح الذي سلكه السلف الصالح واتفقوا عليه، كما يجب على المسلم الذي يريد السلامة لنفسه تجنيبها الوقوع فيما يغضب الله والعدول عن طريق أهل الضلال الذين يؤولون صفات الله أو ينفونها عنه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاهلون علواً كبيراً. ونرفق لك نسخة من (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية وشرحها الشيخ محمد خليل الهراس ؛ لأن فيها بحثاً موسعاً في الموضوع الذي سألت عنه. ونسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل به، وأن يوفق الجميع لما يرضيه إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] الأنعام الآية 3.
[2] البقرة الآية 255.
[3] الزخرف الآية 84.
[4] المجادلة الآية 7.
[5] الشورى الآية 11.

بارك الله فيكم…حفظكم المولى ورعاكم

بارك الله فيك أخى عبد الرحمن ووفقك ربى دائما مشكور على النقل الطيب وجعله الله فى ميزان حسناتك أمين يارب العالمين

وفيكم بارك الله وجزاكم الله خير الجزاء
ورحم الله شيخنا وابانا عبد العزيز ابن باز واسكنه فسيح جنانه
ونسال الله ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل

اهمية غرس العقيدة في اطفالنا 2024.

غرس العقيدة في الطفل ………..؟

لاشك أن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغالأهمية في منهج التربية الإسلامية ، وأمر بالغ السهولة كذلك .

ولذلك اهتمالإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم ، ومن هنا جاء استحبابالتأذين في أذن الـمـولود ، وسر التأذين -والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمعالإنسان كلماته المتضمنة لكبريـاء الـرب وعـظـمـتـه ، والـشهادة التي أول ما يدخلبها في الإسلام ، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند مـجـيـئـه إلـى الدنيا ،كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها .

ومن ثم يتولى المربي رعاية هذهالنبتة الغضة ، لئلا يفسد فطرتها خبـيـث الـمؤثرات ، ولا يهـمـل تعليمه العقيدةالصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن العقيدة غـــذاء ضـروري للـروح كضرورة الطعامللأجسام ، والقلب وعاء تنساب إليه العقائد من غير شعور صاحبه، فإذا ترك الطفل وشأنهكان عرضة لاعتناق العقائد الباطلة والأوهام الضارة ، وهذا يقتضينا أن نخـتـار له منالعقائد الصحيحة ما يلائم عقله ويسهل عليه إدراكه وتقبله ، وكلما نما عقله وقــويإدراكـــه غذيناه بما يلائمه بالأدلة السهلة المناسبة وبذلك يشب على العقائدالصحيحة، ويكون لـه مـنهـا عـنــد بلوغه ذخر يحول بينه وبين جموح الفكر والتردي فيمهاوي الضلال

جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم :

أ- الإيمان بالله – جل وعلا– :

إن أهم واجبات المربي ، حماية الفطرة من الانحراف ، وصيانة العقيدةمن الشرك ، لذا نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن تعليق التمائم تعويداًللصغير الاعتماد على الله وحده : « من علق تميمة فلا أتم الله له » .

وإذا عرفنا أن وضع التميمة والاعتقاد فيها شرك ، جنبنا أطفالنا هذاالشرك ، وبعد ذلك يوجه المربي جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير فهذهأم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ورضي اللهعنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً ، لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً قل : لا إلهإلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا الله ، ففعل ، فيقول لها أبوه : لا تفسدي علىابني فتقول : إني لا أفسده .

كان أبوه ما يزال مشركاً ، يعتبر أنالتلفظ بعقيدة التوحيد، والنطـق بالـشـهـادتين إفساداً لطفله ، تماماً كما يرى كثيرمن الملاحدة ، أصحاب المذاهب الهدامة ، والطــواغـيـت في الأرض ، في هذا العصر يرونأن غرس الإيمان وعقيدة التوحيد ، إفساد للناشئة ، وإبعاد لهم عن التقدمية كمايزعمون .

ب- تعويد الأطفال حب رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- وتوقيره :

عـلـى الـوالـديـن وموجهي الأطفال أنيغرسوا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الناشئة، فـحـب رسـول الله مـنحـب الله – جـل وعلا – ولا يكون المرء مؤمناً إلا بحب الله ورسوله.
عن أنس – رضيالله عنه – قال ، قال رسول الله -صلـى الله عـلـيـه وسـلـم- : »لا يؤمن أحدكم حتىأكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين« .

وعلينا أن نُفهم الطفل بعضالشمائل الطيبة، نقتبسها من السيرة النبوية ، مـن صـفـاته -صلى الله عليه وسلم- مثل : الرحمة بالصغار، وبالحيوان وبالخدم… وأن نحكي له بعض القصص المحببة في هذاالشأن من سيرته – عليه الصلاة والسلام – ، ومن سيرة أصحابه الـكـرام ، وذلك حـتـىيـتـخـلق بخلق رسول الله ، فيرحم الصغار والضعاف ، ولا يؤذي الحيوان .

ج- الإيمان بالملائكة :

الملائكةجند الله ، يأتمرون بأمره ولا يعصونه.. إن في العالم مخلوقات كـثـيـرة لا نعرفها،يعلمها خالقها – جل وعلا – ومن بينها الملائكة… بهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذاالركن الإيماني الغيبي أمام الأطفال ، ونضيف لهم : إن أعمال الملائكة كثيرة نستشفهامن بعض الآيات الكريمة،ومن ذلك حفظ الإنسان { إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَاحَافِظٌ} [الطارق:4]. وكتابة ما يعمله في حياته {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّلَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ ق:18

وكم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم، لتحدثهم عن الجنة ونعـيـمـهـا، والملائكة فيها ، إذ تبشر المؤمنين كقوله – تعالى -:{إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُـوا تَتَنَزَّلُعَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاوفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيهَا مَاتَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَـفُـورٍ رَّحِـيـمٍ (32) ومـَـنْ أَحْـسَـنُقَـوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّـنِـي مِـنَالمُسْلِمِينَ}[ فصلت:30-33] .
فالأم بذلك تستفيد من صفات طفولةأبنائها، في خدمة عقيدتها، ويجددون مرضاة الله (تعالى) .

د- عدم التركيز على الخوف الشديد من النار :

إن الطفلذو نفس مرهفة شفافة، فلا ينبغي تـخـويـفـه ولا ترويعه ، لأن نفسه تتأثر تأثراًعكسياً .. يمكن للمربي أن يمر على قـضـيـة جـهـنـم مراً خفيفاً رفيقاً أمام الأطفال، دون التركيز المستمر على التخويف من النار، ظناً منه أن هذه وسيلة تربوية ناجحة ..

أخـرج الحـاكـم والـبـيـهـقـي عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – : أن فتىمن الأنصار دخلته خشية الله، فكان يبـكـي عـند ذكر النار، حتى حبسه ذلك في البيت ،فذُكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فـجـاءه فـي الـبـيت ، فلما دخل عليهاعتنقه النبي ، وخر ميتاً فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : »جهِّزوا صاحبكم فإنالفَرَق فَلَذَ كبده! .

هـ – الإيمان بالقدر :

وعلينا أن نزرع في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالقدر منذ صغره ،فيفهم أن عمره محدود، وأن الرزق مقدر ولذلك فلا يسأل إلا الله ، ولا يستعين إلا به، وأن الناس لا يستطيعون أن يغيروا ما قدره الله – سبحانه وتعالى – ضراً ولا نفعاً، قال – تعالى – : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُلَنَا}[التوبة:51] .

أما كيف يتم ذلك؟ فمن خلال انتهاز الفرص المناسبة،ولعل أبرز الظواهر التي تلفت نظر الأطفال في هذا المجال : ظاهرة الموت ، فهم قديتقبلونه تقبلاً معتدلاً، وذلك في ظل أسرة لا تبدي جزعها من الموت ، وتُشعر الأطفالوببساطة – أن من ينتهي عمره يموت. أما إن شعر الأطفال – بطريقة ما – أن الموتعقوبة وذلك من خلال التعليق على موت أحد الناس: "والله إنه لا يستأهل هذا الموت"! كما تقول بعضهن في لحظة انفعال، نسأل الله المغفرة والهداية، وكذا إن هددت الأمطفلها بالضرب والتمويت ؛ فيزرع في ذهنه أن الموت عقوبة وليس نهاية طبيعية ومنتظرةللجميع مما يجعلهم يجزعون منه مستقبلاً، وهذا ما يتنافى مع عقيدة الإيمانبالقدر

القعدة

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد" من ثلاث حلقات6 2024.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة الخامسة→

● مناداة الغائبين من الأحياء والاستغاثة بهم مع اعتقاد قدرتهم على النفع أو الغوث – شرك أكبر.

قال الله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ….). [سورة النمل : 62].

وتقدمت أدلة أخرى في المسألة "1". [أي في: الحلقة الأولى].
انتهى.
📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

………………..

بارك الله فيك
وجزاك خيرا
جزاك الله خير اخي الفاضل
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمـو القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
وجزاك خيرا
القعدة القعدة

و فيك بارك الله.
أحسن الله اليك.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آهات القلب القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خير اخي الفاضل
القعدة القعدة

و اياك بارك الله فيك.

في التوقيع عظة و عبرة فاستمري على منوال هذه التواقيع أحسن الله اليك.

وفقك الله الى الخير و الهدى و سلك بك في سبيل التقى.

هناك مثل يقول.
الدنيا ساعة فجعلها طاعة.
و يؤثر عن الحسن البصري رحمه الله قوله:
يا ابن أدم انما أنت أيام كلما ذهب يومك ذهب بعضك.

←الحلقة السادسة→

● الغلو في الصالحين أو الأنبياء -بحيث يجعل فيهم نوعا من خصائص الألوهية، أو لهم شيئاً من التأله والتعبد- شرك مخرج من الملة:

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ). الآية. [سورة المائدة : 116].

وقال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ). الآية. [سورة النساء : 171].

وقال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله). [رواه البخاري في صحيحه].

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"



←الحلقة السابعة→



● الخوف من الأولياء أو من الجن (خوف السر) ، كأن يخاف أن يصيبه الولي سرا أو الجني بسوء إن لم يفعل كذا وكذا – فهذا شرك أكبر:

ويدل عليه قوله تعالى: (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ○ مِنْ دُونِهِ…..). [سورة هود : 54-55].

والخوف من العبادات القلبية العظيمة التي يجب إخلاصها لله، فمتى خاف من أحد كخوفه من الله فهو مشرك، وأما الخوف الطبيعي فلا حرج منه، والخوف الذي يجعل المرء مقصرا في الواجبات أو مرتكبا لمحرم لا يجوز، كأن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتعين عليه خشية كلام الخلق أو إيذائهم.



انتهى.



📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].



📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.

………………..

وهذا منصور النمر ي :
إذا رفعتَ امرءاً فالله رافــــــعُه ،،، ،،، ومَن وضعتَ من الأقوام متضــــــعُ
مَن لم يكن بأمين الله معتصماً ،،، ،،، فليس بالصلوات الخمس ينتفـــــعُ
وهذا ابن هانيء :
ما شئتَ لا ما شاءتْ الأقــدارُ ،،، ،،، فاحكمْ فأنت الواحدُ القهّارُ
أنت الذي كانت تبشّرنا بـــــه ،،، ،،، في كُتبها الأحبارُ والأخـبارُ

(200 سؤال وجواب في العقيدة ( أروع ما قرأت و أروع ما ستقرأ ( أعلام السنة المنشورة ( 2024.



القعدة


() 200 سؤال وجواب في العقيدة ()
() أروع ما قرأت و أروع ما ستقرأ ()
() أعلام السنة المنشورة ()

أعــلام

السنة المنشورة

لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة

الشيخ العلامة: حافظ بن أحمد الحكمي


القعدة
القعدة
() متجــــدد ()

القعدة

القعدة
س: ما أول ما يجب على العباد؟

القعدة

ج : أول ما يجب على العباد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له, وأخذ عليهم الميثاق به وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم, ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار وبه حقت الحاقة ووقعت والواقعة وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف وفيه تكون الشقاوة والسعادة وعلى حسبه تقسم الأنوار (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
القعدة
القعدة

القعدة
الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله
؟

القعدة

س: ما هو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله ؟
ج: قال الله تعالى( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون)
وقال تعالى( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا )
وقال تعالى( وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون )
وقال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الآيات.

القعدة

القعدة
القعدة
معنى العبد
؟

القعدة
س: ما معنى العبد ؟

ج: العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ,ولكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة ( ذلك تقدير العزيز العليم ) تدبير العدل الحكيم, وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين هم عباده المكرمون, وأولياؤه المتقون, الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
القعدة

القعدة
القعدة
تعريف العبادة

القعدة

س: ماهي العبادة ؟

ج: العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.
القعدة

القعدة
القعدة
متى يكون العمل عبادة
القعدة

س: متى يكون العمل عبادة ؟
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل
قال الله تعالى( والذين آمنوا أشد حبا لله )
وقال تعالى( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )
وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ).
القعدة
القعدة

متميز كعادتك.
سلسلة طيبة، و موضوع عقدي نافع ماتع.
أرجوا الا تنقطع عنه حتى تتمه.
وفقك الله فتحون.
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ليث القعدة
القعدة
القعدة
متميز كعادتك.
سلسلة طيبة، و موضوع عقدي نافع ماتع.
أرجوا الا تنقطع عنه حتى تتمه.
وفقك الله فتحون.
القعدة القعدة
جزاك الله خيرا أخي ابو ليث
بإذن الله سأكمله
ما دمت حيا

السلام عليكم
موضوع مميز شكرا لك

بارك الله فيكم
و جزاكم خيرا
و رزقنا الله واياكم
الاخلاص في الاقوال والاعمال

مسائل العقيدة و التوحيد 22 2024.

حقيقة الإلحاد
السؤال (44): فضيلة الشيخ ، ما هو الإلحاد في أسماء الله وصفاته؟
الجواب : الإلحاد في الأصل أي في اللغة العربية : هو الميل ، ومنه قوله تعالى : ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)(النحل: 103)، ومنه اللحد في القبر ، فإنه سمي لحداً لميله إلى جانب منه . ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة، لأنه كما قيل : بضدها تتبين الأشياء، فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته: أن نجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما مر علينا في القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب ، فإذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد، وقد ذكر أهل العلم للإلحاد في أسماء الله تعالى أنواعاً يجمعها أن نقول : هو الميل بها عما يجب اعتقاده فيها.
فالنوع الأول : أن ينكر شيء منها أو مما دلت عليه من الصفات ، مثل أن ينكر اسم الرحمن من أسماء الله كما فعل أهل الجاهلية ، أو تثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات ، كما يقول بعض المبتدعة: " إن الله تعالى رحيم بلا رحمة ، وسميع بلا سمع ، وبصير بلا بصر" وهكذا.
النوع الثاني : أن يسمي الله تعالى بما لم يسم به نفسه ، ووجه كونه إلحاداً أن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية، فلا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى باسم لم يسم به نفسه ، لأن هذا من القول على الله بلا علم ، ومن العدوان على الله عز وجل أيضاً ، ومن العدوان في حق الله عز وجل ، وذلك كما صنع الفلاسفة فسموا الإله بالعلة الفاعلة ، وكما صنع النصارى فسموا الله تعالى باسم الأب ونحو ذلك .
النوع الثالث: أن يعتقد أن هذه الأسماء دالة على أوصاف تماثل أوصاف المخلوقين ، فيجعلها دالة على التمثيل. ووجه كونه إلحاداً : أن من اعتقد بأن أسماء الله سبحانه وتعالى دالة على تمثيل الله بخلقه فقد جعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر ، لأن تمثيل الله بخلقه كفر، لكونه تكذيباً لقوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: 11)، ولقوله : ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)(مريم: 65) ، قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري – رحمهم الله " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما سمى الله ووصف به نفسه تشبيه".

النوع الرابع: أن يشتق من أسماء الله تعالى أسماء للأصنام ، كاشتقاق اللات من الإله، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان ، ووجه كونه إلحاداً أن أسماء الله عز وجل خاصة به ، فلا يجوز أن تنقل المعاني الدالة عليها هذه الأسماء إلى أحد المخلوقين ، ليعطى من العبادة ما لا يستحقه إلا الله عز وجل ، هذه سبحانه وتعالى .

لمن أراد أن يتابع كل الحلقات يمكنه طرق هذا الموضوع الجامع لها من خلال الأتي:
جامع مسائل العقيدة و التوحيد على منتدى الشريعة الاسلامية ‏(القعدة 1 2)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته

بارك الله فيك
ربي يسر

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد" 2024.

سلسلة: "أخطاء في العقيدة والتوحيد"

←الحلقة الثانية→

● سؤال الموتى الشفاعة (شرك أكبر) :

وذلك لقول الله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ○ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا). [سورة الزمر : 43-44].

وقوله تقدست أسماؤه: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [سورة اﻷنعام : 51].

وغير ذلك من الآيات.

فلما كانت الشفاعة لله وحده، وليس لأحد شفيع من دون الله ممن مات وانقطع عمله، تقرر أن طلب الشفاعة وسؤالها من غير الله من الميتين شرك.

وأسعد الناس يوم القيامة بشفاعة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أهل التوحيد المتنزهون عن أنواع الشرك، المخلصون في قولهم: "لا إله إلا الله".

انتهى.

📚 المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة – لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ].

📇 طبعة دار الوسطية – الطبعة الأولى.
نقلا عن منتديات البيضاء العلمية
………………..

جزاك الله خير الجزاء
أخي ليث شوا واش كتبت في التوقيع
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آهات القلب القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله خير الجزاء
أخي ليث شوا واش كتبت في التوقيع
القعدة القعدة

و اياك بارك الله فيك.
أما عن التوقيع فهو في المستوى.
بارك الله فيك و نفع بك.

للرفع.

دورة أصول العقيدة المحاضرة4 2024.

القعدة

المحاضرة الرابعة
طريقة الصحابة في فهم العقيدة
منهج الصحابة والتابعين في فهم القرآن والسنة .
حقيقة الإسلام في القرون الفاضلة قبل قيام الفرق والمذاهب كانت ممثلة في تصديق الصحابة لخبر الله وتنفيذ أمره، فتصديق الخبر هو معنى الإيمان، وتنفيذ الأمر هو معنى الإسلام، وهذا المنهج يعتبر منهجا إيمانيا فطريا مبنيا على الفهم الدقيق لحقيقة الإسلام والإيمان، فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله e تصديقا جازما ينفي الوهم والشك والظن، وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الطاعة والإخلاص والحب بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنية والنبوية .
ذلك المبدأ ـ أعني مبدأ تصديق الخبر وتنفيذ الأمر بعيدا عن الفلسفات العقلية والآراء الكلامية التي أحدثتها مختلف الفرق الإسلامية ـ هو غاية من جاء بعدهم وسلك دربهم في مختلف العصور، مهما تنوعت كلماته أو بدت اعتقاداته في توحيد الله U والعمل بأحكامه، فالمسلم الصادق في عصر خير القرون عندما يشهد ألا إله إلا الله فإنه يكون قد عقد في نفسه عقدا أن الله U هو المعبود الحق الذي يصدق في خبره دون تكذيب، والذي يطاع في أمره دون عصيان، وتلك حقيقة الإيمان التي نزل بها القرآن وفهمها أصحاب اللسان .
وقد بين ابن القيم رحمه الله أن أساس التوحيد والهداية التي منَّ الله U بها على عباده يقوم على تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة، وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة، ثم يقول: (وعلى هذين الأصلين مدار الإيمان، وهما تصديق الخبر وطاعة الأمر) ([1]) .
ولما كان الصحابة y هم أهل الفصاحة واللسان، وقد خاطبهم الله U بنوعي الكلام في القرآن فإن منهجهم في مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، فلو أخبرهم الله عن شيء صدقوه تصديقا جازما يبلغ حد اليقين ن، وهذا ما عرف لاحقا عند المتمسكين بمنهج السلف الصالح بتوحيد العلم والخبر، أو توحيد المعرفة والإثبات، أو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، أو غير ذلك من مسميات واصطلاحات .
والصحابة y لو أمرهم الله بشيء نفذوه تنفيذا كاملا بالقلب واللسان والجوارح وهو ما عرف لاحقا بتوحيد العبادة، أو توحيد الإلوهية، أو توحيد القصد والطلب لأن غاية التوحيد العظمى وطريقة السلف المثلى التي جاهدوا المخالفين لإلزامهم بها أن يثبتوا ما أثبته الله U لنفسه بتصديق خبره، وأن يطيعوا الله فيما أمر به على لسان نبيه e، وقد أجمع الصحابة y إجماعا سكوتيا دون مخالف أن يصدقوا خبر ربهم وبلاغ نبيهم، وأن ينفذوا أمر معبودهم عن خضوع وتسليم ومحبة وتعظيم، ولم يكن بينهم من دان بغير ذلك، ومن شك في ذلك فما قدرهم حق قدرهم، وما أدرك حقيقة إيمانهم وإسلامهم رضي الله عنهم أجمعين.
· الإيمان عند الصحابة في أبسط صوره هو تصديق الخبر وتنفيذ الطلب
الخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب ويتطلب التصديق:
الوهم . الشك . الظن . علم اليقين . عين اليقين . حق اليقين .
قال تعالى:} وَقَوْلهِمْ إِنَّا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُول اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلفُوا فِيهِ لفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{ (النساء:157) .
وقال:} وَإِذَا قِيل إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ{ (الجاثية:32).
وقال:} وَلوْ تَرَى إِذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالحاً إِنَّا مُوقِنُونَ{ (السجدة:12).
وقال تعالى:}وَاسْتَبَقَا البَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلفَيَا سَيِّدَهَا لدَى البَابِ قَالتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَليمٌ قَال هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَال إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئِينَ{ (يوسف:26).
وقال تعالى:}فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُل شَيْءٍ وَلهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيل فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلا يَسْجُدُوا للهِ الذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلنُونَ اللهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ قَال سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الكَاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلقِهِ إِليْهِمْ ثُمَّ تَوَل عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ{ (النمل:27) .
· موقف الصحابة من خبر الله ورسوله e:
روى الإمام البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَال: (لمَّا نَزَلتْ:}وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ{, صَعِدَ النَّبِيُّ e عَلى الصَّفَا ف، َجَعَل يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَل الرَّجُلُ إِذَا لمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَل رَسُولا ليَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَال: أَرَأَيْتَكُمْ لوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَليْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا: نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَليْكَ إِلا صِدْقًا، قَال فَإِنِّي نَذِيرٌ لكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَال أَبُو لهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَوْمِ أَلهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ فَنَزَلتْ: }تَبَّتْ يَدَا أَبِي لهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ { 15/357 .
وروى مسلم في صحيحه من حديث أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلةَ الأُسَيِّدِيِّ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُول اللهِ e أنه قَال: (لقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَال: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلةُ ؟ قَال: قُلتُ نَافَقَ حَنْظَلةُ، قَال: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ ؟ قَال قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُول اللهِ eيُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُول اللهِ eعَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَال أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لنَلقَى مِثْل هَذَا، فَانْطَلقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلنَا عَلى رَسُول اللهِ eقُلتُ: نافَقَ حَنْظَلةُ يَا رَسُول اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ e: وَمَا ذَاكَ ؟ قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَال رَسُولُ اللهِ e: وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لوْ تَدُومُونَ عَلى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لصَافَحَتْكُمْ المَلائِكَةُ عَلى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلكِنْ يَا حَنْظَلةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلاثَ مَرَّاتٍ) 13/303 .
وروى البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ e فَقَال: (أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ ؟ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالثَةَ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَال: قَدْ فَعَلتُ، فَقَال: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلا، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ) . وفي رواية عند ابن ماجة جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ e فَقَال: (إِنَّ أَخِي اسْتَطْلقَ بَطْنُهُ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، فَسَقَاهُ، فَقَال: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلمْ يَزِدْهُ إِلا اسْتِطْلاقًا، فَقَال: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ) . والرسول eيعني قوله تعالى: } يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلفٌ أَلوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ للنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَةً لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { (النحل:69)
بل كان رسول الله يذكر في فضل تصديق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما يؤمنان بكل ما أخبر به النبي ثقة منه فيهما كما ورد في الصحيحين من حديث َأبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالالقعدةصَلى رَسُولُ اللهِ e صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَل عَلى النَّاسِ فَقَال: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالتْ: إِنَّا لمْ نُخْلقْ لهَذَا إِنَّمَا خُلقْنَا للحَرْثِ، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ بَقَرَةٌ تَكَلمُ ؟ فَقَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ ؟ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَال لهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لا رَاعِيَ لهَا غَيْرِي، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ذِئْبٌ يَتَكَلمُ ؟ قَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ) .
وعند ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ e قَال: (إِنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إِلى القَبْرِ، فَيُجْلسُ الرَّجُلُ الصَّالحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الإِسْلامِ فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ e، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُقَالُ لهُ: هَل رَأَيْتَ اللهَ ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ، فَيُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لهُ عَلى اليَقِينِ كُنْتَ، وَعَليْهِ مُتَّ، وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيُجْلسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ لا أَدْرِي، فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلتُهُ، فَيُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ عَلى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَليْهِ مُتَّ وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى) 12/339 .

– موقفهم الصحابة في باب الأمر والطلب:

– الطلب هو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب ويتطلب التنفيذ
قال تعالى:}فَليَحْذَرِ الذِينَ يُخَالفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ{(النور:63).
روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قَال: (بَايَعْنَا رَسُول اللهِ e عَلى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلى أَثَرَةٍ عَليْنَا، وَعَلى أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلهُ، وَعَلى أَنْ نَقُول بِالحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللهِ لوْمَةَ لائِمٍ) 9/373 .
وعنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي e قال: (عَلى المَرْءِ المُسْلمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ) .
روى البخاري 20/87 من حديث أبي هُرَيْرَةَ t أنه كَانَ يَقُولُ: (أَاللهِ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلى الأَرْضِ مِنْ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلى بَطْنِي مِنْ الجُوعِ، وَلقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلى طَرِيقِهِمْ الذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو القَاسِمِ e ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَل فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لي، فَدَخَل فَوَجَدَ لبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَال: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللبَنُ ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لكَ فُلانٌ أَوْ فُلانَةُ، قَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ إِلى أَهْل الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي .
قَال: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلامِ، لا يَأْوُونَ إِلى أَهْلٍ وَلا مَالٍ، وَلا عَلى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِليْهِمْ وَلمْ يَتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَل إِليْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلكَ فَقُلتُ: وَمَا هَذَا اللبَنُ فِي أَهْل الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللبَنِ، وَلمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولهِ e بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالسَهُمْ مِنْ البَيْتِ، قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: خُذْ فَأَعْطِهِمْ، قَال: فَأَخَذْتُ القَدَحَ، فَجَعَلتُ أُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى النَّبِيِّ e وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ القَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ، قُلتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: اقْعُدْ فَاشْرَبْ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَال: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَمَا زَال يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلتُ: لا وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَجِدُ لهُ مَسْلكًا، قَال:فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الفَضْلةَ) .
روى الإمام مالك في موطأه من حديث ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالبَيْتِ فَقَال لهَا: يَا أَمَةَ اللهِ لا تُؤْذِي النَّاسَ لوْ جَلسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلسَتْ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلكَ فَقَال لهَا: إِنَّ الذِي كَانَ قَدْ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي، فَقَالتْ:مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا 3/302 .
– ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
وقد كان إرشاد النبي e لأصحابه يهدف إلى التسليم للوحي والإيمان به دون نزاع وأن صلاحهم يكمن في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله e، روى مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي t أنه قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِى فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ ؟ ـ وَفِى حَدِيثِ أَبِى أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ) ([2]) .
وأصل الاستقامة الاعتدال على الطريق الذي رسمه النبي e لأصحابه في خط مستقيم، ولا يكون الاعتدال إلا بشمولية الإيمان بكل ما ورد عن الله ورسوله من أخبار والتسليم لكل ما جاء عنهما من تشريعات وأوامر ؛ فإن التقصير في جانب سيؤدي إلى المبالغة أو الانحراف في جانب آخر.
روى أحمد وصححه الألباني من حديث ابن مسعود t أنه قال: (خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e خَطًّا ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: } وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ { [الأنعام:153]) ([3]) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا، والانسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى ان الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسمون للكلام من اهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان خبر وانشاء والخبر دائر بين النفى والاثبات والأنشاء أمر أو نهى أو اباحة، وإذا كان كذلك فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب اثباته له من صفات الكمال وينفى عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له فى أحكامه) .
وقد ظل أمر السلف الصالح في القرون الفاضلة على نهج الوسطية والاعتدال والشمولية، يسيرون بفضل الله على درب نبيهم، يلتزمون بالسنة لا يقصرون فيها ولا يهونون منها، ويحذرون من البدعة وينبهون على خطورتها .
وظلت أمور العقيدة على هذا الحال صافية نقية والأمة الإسلامية تؤدي حقيقة العبودية التي أرادها الله U من استخلاف البشرية، حتى ظهر أثر الحاقدين في التشويش على عقيدة المؤمنين، وبرز فكر الجاهلين الذين يقدمون آراءهم وأهواءهم على كل نص قرآني أو حديث نبوي، فكان من أبرزهم في التاريخ الإسلامي عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أسهم في تفرق الأمة الإسلامية، وكان سببا مباشرا في ظهور الشيعة والخوارج كأبرز فرقتين ضالتين بين الطوائف الإسلامية .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك

نقلاً عن موقع الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني

(1) مفتاح دار السعادة 1/40 .

(1) مسلم في الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام 1/65 (38) .

(1) مسند الإمام أحمد 1/435 (4142)، وانظر تصحيح الألباني في شرح العقيدة الطحاوية 587


جزيت كل خيرا

السلام عليكمـ ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك

ربي يسر

ألفاظ وعبارات خاطئة بعضها يخالف العقيدة 2024.

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

__________________

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله الف خير و جعلها الله في ميزان حسناتك
اللهم علمناما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
اللهم يا معلم ابراهيم علمنا و يا مفهم سليمان فهمنا
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم مبج القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله الف خير و جعلها الله في ميزان حسناتك
اللهم علمناما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
اللهم يا معلم ابراهيم علمنا و يا مفهم سليمان فهمنا
القعدة القعدة

وعليكم السلام ورحو الله وبركاته شكرا على الدعاااء نسأل الله القبول.

بارك الله فيكم ونفع بكم.

للتثبيت
+
شكرا لك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا ان شاء الله على هذا الموضوع القيم

بارك الله فيك اخى
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسير الحب القعدة
القعدة
القعدة

للتثبيت
+
شكرا لك

القعدة القعدة

واش خويا….افكرت يامات اللي كنت مشرف؟؟إن شاء الله يفتحونا المنتدى تاعنا ومنولوا ليه ماكاش كيما هو.

أنتظر ان يأتي المشرف ***** بحجة ليغلق الموضوع…..

شكرا لكم على الصور و المعلومات و النصائح التي كانت مخفية

أتمنى الإستفادة من الأعضاء و جميع الأعضاء

بالتوفيق للجميع

بارك الله فيكم و جعلها الله في ميزان حسناتكم

بالتوفيق …

merciiinnnnnnnnnnnnnnnn
بارك الله فيك و احسن اليك

كتاب العقيدة 2024.

كتاب في العقيدة صنفه الامام البخاري بعنوان:خلق افعال العباد:

رابط التحميل:4shared.com – free file sharing and storage

بارك الله فيك و جزاك خيرا على المجهودات الطيبة