الفرقة أوالطلاق . الحضانة . الإيلاء . الظهار . اللعان .الخلع 2024.

الفرقة أوالطلاق . الحضانة . الإيلاء . الظهار . اللعان .الخلع .
****************************** ******************** *******************
الفرقة أو الطلاق
الطلاق : هو إسم لحل قيد النكاح ويطلق عليه .. الفراق .. والتسريح

ويقع الطلاق بكل ألفاظه الصريحة .. أما فى ألفاظ الكناية : مثل قول الزوج لزوجته :

أنتى محرمة .. حرمتك على .. أنتى حرام .. أنتى على حرام .. إلخ

فقد اختلف الفقه فى وقوعه .. فقيل : يقع .. وقيل : لايقع إلا بالنية

وقد يكون الطلاق بالكتابة ولكن لابد هنا : أن تكون الكتابة : واضحة .. ومستبينة ..

والنية مقصودة إليه وهذه الكتابة : موجهة ومعنونة عنوانا صحيحا للزوجة الغائبة

وإلا فلا يقع الطلاق .
*****
والطلاق ليس حقا مطلقا للزوج .. يستعمله كيفما شاء أويوقعه وقتما يريد
بل هو حق مقيد لا يجب استعماله والتعرض به للزوجات : إذا استقام أمرهن وصلح حالهن

لقول الله تبارك وتعالى : ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً )

فإذا استعمل الزوج هذا الحق دون سبب أو حاجة تدعو إليه فهو يعد : آثما ومقترفا لإثم عظيم
لأنه بإيقاعه الطلاق على زوجته دون سبب أو حاجة يكون قد خالف أمر الله فى كتابه .


ولكن :

إن استحالت العشرة … واتسعت الهوة . وتفرقت الأواصرالتى بينهم . وتقطعت السكنى التى جمعت فراشهم حتى لم يصبح
هناك بينهما فضل ولا نعمة . ولامودة ولارحمة فانعدم الوفاق . ولم يكن هناك اتفاق .. فلا سبيل لهما إلا بالفرقة والطلاق


*****

ويملك الزوج على الزوجة … ثلاث تطليقات …الأولى والثانية .. لقوله سبحانه وتعالى

( الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ )

والثالثة .. لقوله سبحانه وتعالى

( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ )
…….
وإذا طلق الرجل زوجته طلقة واحدة . أوطلقتين : له أن يراجعها ما لم تنقضى عدتها
فإذا ما انقضت عدتها : أصبح الطلاق : طلاقا بائنا بينونة صغرى

وحينئذ : لا يجوز للزوج نكاحها مرة أخرى إلا : بعقد ومهر جديدين

لأنه بانقضاء العدة : زال ملك الإستمتاع إلا أنه لا يزيل حلها له فلها أن تعود إليه فإذا عادت إليه بالعقد والمهرالجديدين :

فستكون معه : على ما بقى له من عدد الطلقات التى أوقعها .

……..

أما إن طلق الزوج زوجته ثلاث تطليقات .. فهنا :

الطلاق يعد : بائنا بينونة كبرى وحينئذ : لا يجوز للزوج نكاحها مرة أخرى إلا بعد أن :

تنكح زوجا غيره . ويطأها . ويفارقها وتنقضى عدتها لأن إيقاع الزوج لما يملك من تطليقات قد أزال ملك الإستمتاع وأزال

حل الزوجة له فلا يجوز له هنا أن يعقد عليها إلا بعد أن تتزوج رجلا آخر بعقد صحيح ويدخل بها هذا الآخر دخولا

صحيحا وحقيقيا ثم يطلقها ثم تنتهى عدتها .. لقول الله سبحانه وتعالى

( فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاغَيْرَهُ )

ولقد اختلف الفقه فيما إذا نطق الزوج بالطلقات الثلاث بكلمة واحدة فى مجلس واحد : هل تقع واحدة .. أم ثلاث

قيل : تقع واحدة لدلالة النص فى كتاب الله أنه ورد مفرقا مرة بعد مرة ولم يشرع جملة واحدة

وقيل : بل يقع ثلاثا فيعتد بوقوع الطلقات الثلاث بكلمة واحدة فى مجلس واحد .

وهناك اختلاف بين الفقه فى تفويض الطلاق إلى الزوجة : ما بين مجيز له وما بين مانع لجوازه

**************

الحضانة

الحضانة نوع من الولاية والسلطة على الإبن أو البنت وهى أليق بالإناث وأشفق وأهدى

إلى التربية وأصبر على القيام بها فهن أشد ملا زمة للأطفال من الرجال .. ولذا :

فإن الأولى بالحضانة هى : الأم .. ثم أم الأم … ثم الأب .. ثم الأخت الشقيقة …. ثم

الأخت لأم … ثم الخالة …. ثم العمة ومؤنة الحضانة على الأب لأنها كالنفقة وحضانة

الأم لوليدها أحقيتها .. وأولويتها فيها مشروطة بعدم الزواج

لما ورد فى الخبر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أحق بالولد مالم تتزوج

ويظل الولد فى حضانة الأم إلى سبع سنين ( سن التميز ) وهو الحد الأدنى

ثم يخير بين أبويه فأيهما اختار سلم إليه وسن التمييز : قد يزيد عن السبع فالسن التى يعلم فيها صحة اختياره : يعد هو

سن التمييز له

والحاضنة لابد أن يتوافر فيها :

العقل .. والحرية .. والإسلام .. والعفة .. والأمانة .. والخلو من زوج … والإقامة فإن اختل أى أمر من هذه الأمور سقطت الحضانة . ولا حضانة لفاسقة .. ولا حضانة لكافرة . ولا لمجنونة سواء كان الجنون مطبقا أو منقطعا . ولاحضانة لرقيقة حتى وإن أذن سيدها لأن الحضانة نوع ولاية ولا ولاية لمملوك أو رقيق .

*****

الإيلاء

الإيلاء : هو الحلف من الزوج بأن لا يطأ زوجته مطلقا أو أكثر من أربعة أشهر فالزوج هنا يعد موليا عنها فهنا :

يمهل الزوج أربعة أشهر من غيرسلطان أو قاض أو حاكم يحتكم إليه فإذا فاء ووافاها حقها : يرتفع الإيلاء

أما إذا انقضت الأربعة أشهر ولم يفىء الزوج ( لم يباشر زوجته ) طولب بالطلاق ..

لقول الله سبحانه وتعالى :

( للَذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ

عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

فالزوج مخير بين الفيئة وبين الطلاق فإن أبى الزوج أن يطلق قيل :

يجبر بما يليق بحاله : فإما أن يفىء و إما أن يطلق

لأنه ليس للقاضى أن يطلق لقوله سبحانه ( وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ) فالطلاق مضاف للأزواج وليس إلى القاضى

إلا أنه قيل :

للسلطان أو القاضى أو الحاكم أن يطلق الزوجة طلقة واحدة .. تكون طلقة رجعية

*****

الظهار
والظهار : هو أن يقول الرجل لزوجته : أنتى على كظهر أمى .. لقوله سبحانه وتعالى :
(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ)

فالظهار محرم لقوله عز وجل : ( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً )

ويترتب على قول الرجل لزوجته .. أنتى على كظهر أمى : تحريم وطئها إلى أن يكفر

والكفارة هى : عتق رقبة مؤمنة .. فإن لم يستطع .. فصيام شهرين متتابعين .. فإن لم يستطع .. فإطعام ستين مسكينا
يقول جل شأنه :
( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ

تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن

يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ )

*****

الخلع

الخلع : هو الفرقة من الزوجة على عوض معلوم يأخذه الزوج لقوله سبحانه وتعالى

( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )

ولا فرق فى جواز الخلع بين أن يخالع على الصداق أو على بعضه أو على أى مال آخر

قل أو كثر فإذا كان الخلع على مال : يقع به الطلاق رجعيا

أما لو لم يكن الخلع على مال ( كما لو خالعها على عين وما شابه ذلك ) : فيقع الطلاق

به بائنا : فإن تلفت العين أو كانت مستحقة للغير أو كانت معيبة

ولم يستطع الحصول على ما خالعها به :

قيل : يرجع عليها بمهر المثل لأن العوض فى الخلع يشترط فيه أن يكون معلوما ولا بد

من القدرة على تسليمه

وقيل : بل يرجع عليها بقيمة العين التى تم الخلع افتداء بها

وإذا كان الخلع غير معلوما .. يعتبر الخلع خلعا فاسدا

ولكن الفرقة تظل صحيحة .. وتبين منه الزوجة : بمهر المثل

ولا رجعة للزوج إذا خالعته زوجته

*****

اللعان
اللعان : هو أن يرمى الرجل زوجته بالزنا أو ينفى نسب الولد إليه

فعلى الزوج هنا : البينة … أو اللعان .. وإلا : حد : حد القذف .. لقوله سبحانه وتعالى

( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا

لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

فإن أتى الزوج بالبينة : سقط عنه الحد …. ووجب الحد على الزوجة وزال الفراش الصحيح .. وحصلت الفرقة ..

وتأبدت الحرمة

وإن لم يأتى بالبينة أوتعسر عليه إقامتها ولم يكن له من شاهد إلا نفسه .. فعليه بالملاعنة :

يقول عز وجل :
( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ

أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ .. وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ )

والملاعنة هى :

أن يأتى الزوجان أمام القاضى أو السلطان أو الحاكم : ليتلاعنان

فيشهد الزوج : أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين

( ثم يعظه القاضى بالتقوى وبأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة )

فإن أصر

يشهد فى الخامسة : أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين

ثم تشهد الزوجة : أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين

( ويعظها القاضى بالتقوى وبأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة )

فإن أصرت

تشهد فى الخامسة : أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ويتم التفريق بينهما تفريقا مؤبدا

فإن لم يأتى الزوج بالبينة .. وأبى الملاعنة حد : حد القذف : ثمانين جلدة وترد شهادته ويحكم عليه بالفسق إلا إذا تاب فيرتفع عنه الفسق .
وشهادته لاتقبل أبدا إلا أن يعترف ببهتانه وكذبه ورمى زوجته بالباطل
ولو كانت الملاعنة بين الزوجين بسبب نفى نسب الولد فإن اللعان يتم حتى ولومات الولد قبل إجراء اللعان وذلك لتدفع
المرأة عن نفسها ما رميت به ويقضى بنسب الولد إلى الزوج طالما كان التقاؤه بالزوجة ممكنا

وإلا فلا ينسب .. طالما لم يلتقى الزوج بزوجته

( كما لو كان الزوج غائبا فى حبس أو سجن أو سفر أو … أو … )
*****

والمولود الرضيع أو الصغير الذى لايعرف له أبا أو أماً فطرح فراراً من تهمة زنا . أو خوفا أوخشية من فقر . أو لأى

سبب آخر من الأسباب : عد : لقيطا .
ومن وجده فى مكان طرحه .. فالتقاطه فرض عين عليه حفاظا على حياته ويظل اللقيط على الإسلام . ويقوم القاضى أو الحاكم أو السلطان بتسميته تسمية كاملة ( تسمية يبدو فيها : كأن أبا له ) فيسميه بثلاثة أسماء أو أكثر
فالسلطان ولى من لاولى له .. ولو وجد مع اللقيط مالا فهو مملوكا له
وتكون نفقته من هذا المال .. وإلا فالنفقة واجبة على بيت المال فى كل ما يلزمه
وللسلطان أو الحاكم أو القاضى أن يترك اللقيط ذكرا كان أو أنثى مع من التقطه لإيوائه . إلا إذا كان غير أمينا عليه

بارك الله فيك

الخلافــــات الزوجيـــــة ظاهرة صحية لا تدعو إلى الطلاق 2024.

السلام عليكم و رؤمة الله و بركاته

الخلافات الزوجية ظاهرة صحية لا تدعو إلى الطلاق
نهاية الخلافات اليومية ليست بالضرورة أن تكون عند المأذون؛ فالحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات البسيطة التي تترك تراكمات لدى الأزواج. فالمشكلات اليومية تختلف وتتعدد مثل الاختلاف على إدارة بيت الزوجية، أو الأمور المالية، هذا الوضع عادي للغاية ومع أنه مثير للأعصاب ويؤدي إلى الشعور بالضيق إلا أنه عادي الحدوث وخصوصاً في السنين الأولى للزواج حيث أن الزوجين يقومان بالتعود على بعضهما في هذه المرحلة. كذلك فالزواج العادي يمر بأوقات من ضعف الاتصال أو عدمه. تكون هذه المرحلة بعد مشكلة كبيرة حيث يتوقف الزوجان عن الحديث مع بعضهما البعض.
يضيف الباحثون أن هذه الحالة أيضا تحدث باستمرار في الزيجات الحديثة وانه في اغلب الأحيان تمر هذه المرحلة ويعود الزوجان إلى الحديث مع بعضهما البعض. كذلك تتعرض الحياة الجنسية للزوجين إلى بعض التغير على امتداد العلاقة الزوجية، فعادة البشر لا يحتاجون إلى ممارسة الجنس كل الوقت. ستمر هناك أوقات خلال العلاقة الزوجية عندما تكون الحياة الجنسية ممتعة ونشطة بينما ستمر أوقات تكون الحياة الجنسية رتيبة وتمر بفترة كسل.
بحسب علماء الاجتماع هذه هي طبيعة الحياة الزوجية لذلك ليس على الأزواج القلق من انخفاض النشاط الجنسي في بعض المراحل من الحياة الزوجية. الأمر الذي توصل إليه الباحثون أن الزواج السعيد ليس بالضرورة أن يكون مثاليا، بل يجزم الباحثون أن الزواج المثالي ليس هو الزواج السعيد حيث انه من النادر وغير الطبيعي أن لا يمر الزوجان بأي مشكلات وصعوبات على امتداد عمر العلاقة الزوجية. هذا كما يؤكد علماء نفس أن الأزواج السعداء أيضا يخوضون مشاجرات من وقت لآخر. ويشير عالم النفس برلين فرانك نايمان أن حدوث شجار يرتبط بعلاقة صحية بين الشريكين مثل الضحك والحلم تماما.
ويحدد أخصائي العلاج النفسي الأميركي ‘’جون جراي’’ مسائل الأموال والجنس واتخاذ القرارات والمواعيد والقيم ورعاية الأطفال وغسيل الصحون على أنها النقاط الرئيسية المسببة للشجار. وتقول عالمة النفس مونيكا راهن في بون، إن الرجال أكثر من النساء ميلا للنأي بأنفسهم عن المواقف غير المريحة من خلال الاختفاء على سبيل المثال في قبو أو خلف جهاز كمبيوتر.
وتقول أستاذة علم النفس نينا هينريكس بجامعة براونشفيج: ‘’إن هذه الاستراتيجية من جانب الرجال لها ميزتها حيث أنها تجعلهم يشعرون أفضل من الناحية الجسمانية’’.
في حين انه يحدث العكس مع النساء، فكلما زادت المشكلات المعلقة والخلافات الخفية ساءت حالتهم الجسمانية والنفسية. لكن بالنسبة للشريكين تكون هناك مشكلة إذا لم يجر التحدث عن المشاعر السلبية. فإذا جرى التعامل مع مسألة مرهفة في أجواء مفعمة بالتوتر فهذا عادة ما يؤدي إلى تصعيد.
وترى عالمة النفس ‘’راهن’’ أنه إذا كان النقد مبررا فيتعين عليهن أن يتفهمن أن الشريك لا يمكن أن يكون مسؤولا عن سعادة الفرد الشخصية في الحياة بمفرده. ويحذر ‘’نايمان’’ من الشجارات النموذجية التي يتبارى فيها كل من الشريكين ضد الآخر بالحجج الأكثر براعة، حيث يمكن أن تؤدي الحجج الجيدة على سبيل المثال إلى انفعال أكثر.
والطريق الوحيد هو البحث عن حل يتماشى مع كل طرف، كما ورد بصحيفة البيان الإماراتية. وتنصح عالمة النفس هينريك الناس بإظهار حل يتماشى مع مشاعرهم في تلك اللحظة وأن يعبروا عن رغباتهم.

تحيــــاتي
و دعواتكــــم
ور الـــروح دة

الطلاق بين العيب والضرورة 2024.

كثيرة هي الصعاب والعثرات التي يواجهها البعض وتشكل منعطفاً أساسياً في حياتهم .. ومن أكثر تلك المشاكل حساسية "مشكلة الطلاق" .. مشكلة يزداد انتشارها ويكثر الحديث عن أسبابها ودوافعها

القعدة

فالطلاق يشكل للبعض بداية العذاب .. ويشكل للبعض الآخر نهاية هذا العذاب .. ولكنه أحياناً مهم عندما تستحيل العشرة أو تتنافر الطباع أو ينعدم التوافق النفسي ويتهدم الشعور العاطفي

ولو عرفنا ما هي الأسباب الرئيسية لحوادث الطلاق .. أمكننا أن نتجنب وقوعه ما أمكن .. وسأحاول أن أستعرضها دون استفاضة:

اختلاف المستوى التعليمي والثقافي: حيث نقاط الالتقاء الفكري مغيبة والاهتمامات متباعدة إلى حد كبير .. الأمر الذي قد يجعل من تفاهم الزوجين أمراً صعباً قابلاً للتفاقم ليصبح أزمة حقيقية.

إرغام الشاب أو الفتاة على الزواج: قد يكون الأمر نادر الوقوع بالنسبة للشاب لكنه موجود بكثرة لدى الفتيات .. حيث بعض الأسر التي تمنع على الفتاة حق الاختيار .. الأمر الذي قد يجعل من الشريك شبحاً وكابوساً مزعجاً لم يختره شريكه .. وبذا قد يستمر في رفضه الضمني له.

تدخلات الأهل في الحياة الزوجية: كثيراً ما يحدث أن يشكو أحد الزوجين أو كلاهما من بعض منغصات عيشه مع الشريك .. فتكون الآراء السلبية من الأهل التي تزيد من ثورة الشاكي وإثارة حنقه على شريكه .. وكذلك الحال في حالة بعض الأبناء والبنات الذي يسلمون دفة قيادة حياتهم لأهاليهم حتى بعد الزواج.

الإهمال للواجبات الزوجية: وهذا غالباً ما يحدث لدى الأسر التي لا يجمعها رابط الحب والاحترام والتقدير للآخر .. فيقرر أحد الشريكين أو كلاهما الاهتمام بما له دون أدنى اكتراث بما عليه .. فيكون الإهمال للشريك و/أو الأبناء عامل هدم حقيقي لكيان الأسرة .. وربما يكون من أهم تلك الحقوق والواجبات أمر قد يغيب عن بال أكثرنا .. إنه إضفاء روح الحب الذي يحتاجه الشريكان من بعضهما "كلاماً وليس عملاً فقط" من وقت لآخر.

– عدم تحمل المسؤولية: ونجد هذه الصفة أكثر الأحيان لدى الأشخاص العابثين الذي اعتادوا الدلال في أسرتهم الأولى حيث كانت طلباتهم مجابة دون عناء .. قطعاً التعميم خاطئ هنا ولكنه السبب الأساس لجعل الفرد غير مدرك لمسؤولية الزواج الملقاة على عاتقه.

عمل الزوجة واستقلالها مادياً: الأمر الذي يفتح باباً لجدالات ومناقشات حول الأمور المادية قد تتطور لتشكل عامل استقلال ذاتي مادي أولاً قد يأخذ بالتدريج إلى استقلال كلي .. المشكلة هنا لا تكمن في عمل الزوجة وحصولها على دخل مستقل .. بل في كيفية تفاهم الزوجين حول هذا الأمر.

– الإهانة والإيذاء: كبعض الأشخاص الذين عاشوا ظلماً وذلاً في طفولتهم فنشأت لديهم العقدة التي تجعل من صاحبها راغباً بإهانة من حوله حتى المقربين منهم سواء بإيذاء نفسي أو جسدي .. وإلى جانب أولئك نجد الأشخاص شديدي الانفعال والثورة وعدم القدرة على ضبط النفس عند الغضب.

الغيرة الزائدة والشك: وهذا ما يحيل حياة الشريكين معاً إلى جحيم أسود .. فالغيرة بدافع الحب تختلف عن تلك التي تنشأ عن عدم الثقة حيث يعذب الشخص نفسه أولاً بآلام غيرته الزائدة ثم ينتقل إلى تفريغ شحنات غضبه إثر غيرته على شريكه الآخر الذي قد يحتمل الوضع ويتقبله بضع مرات لكنه لا يلبث أن يشعر بقيود تكاد تخنقه وتقيد حياته .. ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما يتسلل الشك نتيجة الغيرة إلى داخل أحد الشريكين.

– إدمان الخمر وتعاطي المخدرات: وبغض النظر عن شرعيتها وآثارها الصحية المدمرة واستحساننا لها من عدمه .. إلا أنها ذات تأثير سلبي لما لها من مفعول قد يغيّب العقل وحسن التقدير والتصرف.

– العجز الجنسي: ومنه العجز المفاجئ نتيجة مرض ما أو حادث معين قد يحدث بعد الزواج .. الأمر الذي يجعل من فراش الزوجية بارداً .. إلى جانب الأثر الذي يتركه هذا الأمر في نفس الشريك العاجز ذاته من شعور بالضعف .. مما قد يدفع بأحد الزوجين أو كليهما إلى اختلاق مشاكل بعيدة كل البعد عن هذا السبب لما له من حساسية لكنه الدافع الرئيسي لمشاكلهم تلك.

عدم القدرة على الإنجاب: حيث يشعر الرجل الطبيعي تجاه زوجته العاقر "التي لا ذنب لها" بالغبن لأنها حرمته من خلف يحمل اسمه ويكون له معيناً ويحقق له وجوده ورجولته أمام الآخرين .. وفي الاتجاه الآخر حيث تشعر المرأة الطبيعية تجاه زوجها العقيم أنه حرمها من أجمل شعور ترجوه كل أنثى .. ومن رسالة تعيش صباها على حلم تحقيقها .. إنها الأمومة.

– علاقات الأزواج المشبوهة: وهذه تكون لدى الأزواج أكثر منها لدى الزوجات .. حيث يشعر الزوج أن حريته لا تكتمل إلا بوجود الأخرى في غرفته لتضيء لياليه الحمراء .. وهو في ذلك غير مكترث لوجود زوجته من عدمه .. فما تقدمه الزوجة له يمكن للأخريات أن يقمن به.

– تعدد الزوجات وغياب العدل: حيث قد توافق الزوجة أو لا على اقتران زوجها بأخرى .. إلا أن الزوج بات مشتتاً بين أسرتين .. موزع الاهتمامات .. فاقداً القدرة على التركيز .. عاجزاً عن تحقيق العدل بين الزوجتين سواء عاطفياً أو مادياً .. إلى جانب العامل المهم وهو الأثر النفسي الذي يخلفه هذا الفعل في حياة الزوجة.

ولابد هناك العديد والعديد من الأسباب الأخرى .. لكن إن أمكن تجنب بعض ما ذكرته أعلاه .. فمن المؤكد أن مؤشر نسبة الطلاق قد ينخفض بشكل كبير جداً .. ولربما تكون تلك الأسباب موجودة في بعض الأسر وأثرها السلبي لم يتضح بعد لكنه موجود لدى الطرف الذي يشكو من وطأته.

قد يخطر ببال أحدنا أن يسأل : لماذا تم الانتظار حتى استحالت الحياة بهذا الشكل بين الطرفين .. وهنا يكون الجواب البسيط .. إنها الموروثات الأخلاقية و الاجتماعية التي بات شأنها شأن الموروثات الأخرى .. فمن المتعارف عليه استهجان المرأة نفسها أو من يحيط بها لكلمة "مطلقة" فهذا في عرف المجتمع "عيب" .. وهو ما يسبب ازدياد وتفاقم التباعد بين الزوجين تحت قيد "العيب" .. ولذلك كثيراً ما نسمع من أهالي ومعارف وأقارب الزوجات "عليكِ بالصبر .. فهذا نصيبك .. وعليكِ أن ترضي به كما هو .. هذا ما قسمه الله لكِ"

لكن لا يخطر هنا ببال هؤلاء خطورة الاستمرار في حياة كهذه بوجود كل هذا التباين بين الزوجين خاصة في حال وجود أولاد بينهما .. فما ذنب أطفالٍ انتموا لعائلة لا يجمع بين أفرادها سوى دفتر العائلة .. دفتر صفحاته تقول هذا الأب .. وتلك الأم .. وأولئك هم الأبناء .. لكن دون أي أساس للعلاقة الزوجية الصحيحة "السكينة .. المودة .. الحب .. التفاهم .. الاحترام" .. لعل الاختلاف لا يشكل أمراً سيئاً .. لكنه بالغ السوء عندما يتفاقم ليطال كل شيء فيحيل الحياة إلى كابوس يرجو أصحابه التخلص منه.

عند هذا الحد .. لابد مما ليس منه بد .. إنه الطلاق .. الحل المر .. فالطلاق ليس حراماً ولا هو بعيب .. إنه الحل الأمثل لعلاقة كهذه .. وهو البداية الجديدة لكل من الزوجين .. وربما تكون بداية سعيدة تخلص أحدهما أو كليهما من ذكرى ما عانى .. ولو كان الطلاق حراماً لما حلله الله .. ولكن الغريب أن بعضنا يصر أن يدفن رأسه بالرمال ليقول "الطلاق عيب" .. وهنا .. كيف ستكون حال الأطفال في هذا الوضع المتفاقم من كره الأب أو الأم أحدهما للآخر؟؟ .. رويداً رويداً سيتحول هذا الإحساس لا شعورياً إلى انعكاس سلبي على حياة الأطفال .. هؤلاء الذين سيحملون نتيجته عقداً واضطراباتٍ نفسيةً في المستقبل.

لا يجب أن تبقى الأم مرغمة على حياة زوجية مع رجل لا يريدها في قلبه وحياته .. ولا أن يقبل الرجل بحياة كهذه مردداً "إنها ملكي ويجب أن تبقى كذلك" فكون العصمة في يد الرجل لا يبيح له استغلال خاصية منحه إياها الله لتكون معمرة لا مدمرة.

وهنا لابد أن أشير إلى أن إدراجي هذا حتماً ليس دعوة للطلاق .. بل لابد من اتباع كافة الدروب المؤدية إلى الإصلاح والتفاهم .. فالطلاق رغم إيجابياته له سلبياته أيضاً في تفتيت الأسرة التي هي اللبنة الأساس لبناء المجتمع .. ولذلك أرى أن أولى الخطوات الناجحة للحيلولة دون الوقوع في منحدر الحياة الزوجية البائسة والتي قد تؤدي بدورها إلى الطلاق تكمن في إفساح المجال أمام الشاب والشابة ليختار منهما شريك حياته بحريته "دون فهم خاطئ لهذه الحرية" .. وأن يتعرفا ببعضهما ويفهما سلوك وطبائع بعضهما البعض ما أمكن خلال فترة الخطوبة وبمكاشفة ومصارحة مع من يملك النظرة السديدة من ذويهما "دون إكراه من كبير .. أو استهتار من صغير" .. وأن يدرسا إمكانية نجاح زواجهما في المستقبل من عدمها بعيداً عن محاولة كل منهما إلى تجميل سلوكه وحقيقته "وهذا ما يحدث في أغلب فترات الخطوبة" .. فالزواج ليس نزهة نقوم بها وتنقضي بعد الاستمتاع بها .. بل حياة دائمة تتطلب الحب والتفاهم والانسجام في كل شيء .. إن انعدام تلك المقومات لن ينفع بعد عدة أشهر أو سنوات .. ولن يفيد عندها الندم على الإقدام على الخطوة من أساسها.

القعدة
القعدة