اذان الفجر الشرعي مهم جدا 2024.

اذان الفجر الشرعي

السؤال:
إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وبعد: فالسلام عليكم ورحمة الله
أجيبونا -جزاكم الله خيرا- فيمن يؤذّن متأخرا عن الوقت المحدد في الرزنامة الرسمية بعشر دقائق(10)، وذلك في صلاة الفجر. كم يضيف إليها (20) دقيقة بين الأذان الثاني والإقامة للصلاة ؟ بارك الله فيكم.

الجواب:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم -وفقك الله- أنّ الفجر فجران، فجر صادق وصفته أن ينتشر ممتدا في الأفق الشرقي، والمراد بالأفق هو ما يرى من السماء متصلا بالأرض، والثاني: فجر كاذب وصفته أنّه يرتفع في السماء مثل العمود ولا يكون ممتدا في الأفق، وقد عبّر عنه الحديث بـ "ذنب السّرحان"(١) أي ذيل الذنب.
والفجر الحقيقي الذي تحلّ فيه الصلاة هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب هو الفجر الأول إنّما يكون بالليل، ومن افتتح الصلاة قبل طلوع الفجر الآخر يجب عليه الإعادة لحديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام"(٢).
والأذان الرسمي الحالي المبني على التوقيت الفلكي لم يراع حقيقة طلوع الفجر الصادق ولا صفته والمفارقة فيه ظاهرة للعيان، وإنّما يدخل الفجر الصادق بعد مضي الأذان الرسمي بحوالي عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، بحسب فصول السنة حرصا على أهمّ ركن في الدين وهو الصلاة، وحملا لأفعال المصلين على الصحة والسلامة، وتجاوبا مع ما يمليه الشرع ويأمر به. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اسْتَجِيْبُوا لِلَّهِ وَللِرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيْكُمْ﴾ [الأنفال 24]، وقال عزَّ وجل:﴿ومَا آتَاكُمُ الرَّسُوْلُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر 7]، وقد أمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات وفي وقتها المحدد لها شرعا قال تعالى ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِيْنَ كِتَاباً مَّوْقُوْتاً﴾ [النساء 103] أي أجلا محددا، وقال سبحانه:﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلوَاَت وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى﴾ [البقرة 238]، ويصف سبحانه وتعالى المؤمنين وعباد الرحمن بقوله: ﴿وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلواتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ ﴾ [المؤمنون 9] أي يحافظون على أدائها بالوجه الشرعي وفي الوقت الذي عيَّنه الله تعالى لأداء الصلاة. نسأله تعالى أن يعيننا على أدائها بالوجه الأكمل وأن يجعلنا من المحافظين عليها العاملين بما أمر الله تعالى المنتهيين عمّا نهى عنه المولى عزَّ وجل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في 24 شعبان 1445 ﻫ
الموافق 4 نوفمبر 2024 م.

١- أخرجه الحاكم(1/191)،وعنه البيهقي(1/377)، والديلمي(2/244) من حديث جابر رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2017). ٢- أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/52/2)،وعنه الحاكم(1/425)، والبيهقي(1/377 و457 و4 م216) من حديث ابن عباس رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة(693).

بارك الله فيك أخي صهيب ونفع بك 0 والتحقق من الأوقات بالعين المجردة من العارف هو المطلوب وهو الذي عليه المسلمون قبل التقويم المعروف الآن0ولا يهمل بل لوكان تقويما دقيقا موجودا يصح العمل به ولكن فعلا التقويم يختلف أحيانا عن الحقيقة بالعين 0ولا يكلف المؤذنين شيء النظر بالعين لمن هم في مكان مهيأ 0الحرص على دخول الأوقات والأذان معها واجب 0وفقك الله أخي 0

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعمرالفاروق القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك أخي صهيب ونفع بك 0 والتحقق من الأوقات بالعين المجردة من العارف هو المطلوب وهو الذي عليه المسلمون قبل التقويم المعروف الآن0ولا يهمل بل لوكان تقويما دقيقا موجودا يصح العمل به ولكن فعلا التقويم يختلف أحيانا عن الحقيقة بالعين 0ولا يكلف المؤذنين شيء النظر بالعين لمن هم في مكان مهيأ 0الحرص على دخول الأوقات والأذان معها واجب 0وفقك الله أخي 0

القعدة القعدة

بارك الله فيكم

الحجاب الشرعي للمرأة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد المبعوث رحمة للناس أجمعين و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين – وبعد
من شهدت أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله
قال تعالى في سورة آل عمران الآية 31 , بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , (( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم )) – وقال تعالى في سورة النور الآية 54 (( و إن تطيعوه تهتدوا ))
لقد أصبح الحجاب اليوم عند بعض البنات سراويل و بناطيل ضيقة , توصف الجسم , أبقين خمارا يغطين به شعر الرأس فقط , و تركن باقي الجسم باللباس الكاشف , هذه الظاهرة انتشرت بسرعة بين البنات اليوم , و بالتالي إن زاد انتشار هذه الظاهرة بين الناس في الغد تحجب تدريجيا عن بنات الجيل القادم صفة اللباس الشرعي الذي أراده الله للنساء و البنات المسلمات معا , و الذي أوصانا به أيضا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم .
أحكام الشريعة واضحة في الكتاب و السنة النبوية المطهرة فلا يجب كتمانها عن الناس أو طيها بعلة فساد الزمان , قال تعالى في سورة البقرة الآية 159 (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون )) و الآية 160 منها يقول فيها تبارك و تعالى ((إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم )) وقال تعالى في سورة الأحزاب الآية 59 (( يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤدين و كان الله غفورا رحيما )) وقال تعالى في سورة الأحزاب الآية 36
(( وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله و رسوله
فقد ضل ضلالا مبينا ))
أن منزلة المؤمن و المؤمنة تقاس بإتباع الرسول لا بمخالفته صلى الله عليه و سلم , فكلما طبقنا السنة أكثر في يومياتنا كنا عند الله من المحبوبين , بذليل قرآني عودوا اليه في أول هذا الخطاب ,إذن ساهمن بقدر ما تستطعن في إعادة غرس شريعة الله لعبادة في هذه الأرض بحجب لباس الموضة المكشوف , بلباس السنة المطهرة المستور و المحتشم , بأسلوب لين و بنية حب الخير للغير و توجهن بالسؤال لأهل العلم في البلاد , الحمد لله فهم لن يبخلوا عليكن بالعلم الشرعي لصفة اللباس الذي أمر به الله و رسوله صلى الله عليه و سلم النساء و البنات المؤمنات , أعطوا خطابا لكل بنت تلبس البنطال و التنور ( الضيق ) كذلك النوع الذي يسمى ( بودي اللاصق بالجسد و البذلة الرياضية الخاصة بالبنات كذلك ) على أنها حجاب جهلا منهن , هن يساهمن بشكل صريخ في دفن سنة المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم و لا يعلمن , عليكن أخوات الإيمان بإحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم بين الناس, بهذا الفعل إن شاء الله تساهمن في إشعال شموع السنة المطهرة في كل بيت مسلم , سوف يتغير وجه الشارع المسلم , بعد عملية الإحياء هذه , بطاعة الله و الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم , و تعم علينا إن شاء الله كل البركات بهذه الخيرات إن تحققت على أيديكن بإذن الله
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا جميعا إلى طريق الفلاح
و أن يتقبل منا و منكن الدعاء و يعجل للجميع
بأمره هو وحده الإجابة عن كل سؤال فيه الخير لكل المسلمين , آمين
انه ولي ذلك و القادر عليه
و صلى الله وسلم على محمد و على آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم
مشكورة اختي على طرحك لموضوع الحجاب
وجزاك الله خيرا
هذه الضاهرة اصبحت لمودة وارجو منك ان تشاهدي صور لحجاب اليهود
فترين الطريقة التي يعمل بها الخمار يهودية
شكرا ويرحم الي رباك
شكرا على هذا الموضع و جعله الله في ميزان حسناتك
مشكورة أختي على الكلمات المعبرة التي ارجو أن تسنعها فتيات اليوم فهن لا ينحرفن بوصايا الرسول بل ويفتن الشباب وهذا اعظم عند الله
والله المستعان
مشكورة الاخت

سؤال بسيط يخص الحجاب الشرعي ارجو المساعدة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
دون اطالة انا متحجبة حجاب شرعي بمعنى اني ارتدي حجاب عريض غير ضيق ولا يفصل شيئا من جسدي ولا يشف والحذاء لا البس الكعب العالي ولا الحذاء الذي يلفت الانظار يعني حذاء ساااااامبل يليق بالحجاب الشرعي لكن عندي استفسار على الخمار انا ندير خمار ونغطي كل شعري بحيث ماتبان حتى شعرة منو ومانهتمش اذا كان خمار موضى ام لا اللي يهمني ان لونو يتناسب مع الحجاب…سؤالي هو هل توجد شروط في وضع الخمار ام لا؟ نقصد اللون ونوع القماش ام يجوز وضع اي خمار اريد مادام لا يظهر شىء من شعري…ارجوكم جاوبوني في اسرع وقت

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

حياكي الله اختي الطاهرة
فصفة الخمار الذي عليكي وضعه يكون هو ايضا عريض على راسكي بحيث لا يظهر شكله ويمر على الكتيفين بحيث لا يظهر شكل كتفيكي يعني طويييل فياتي شكلك من الوراء وكانكي مرتدية جلباب يبدا من قمة الراس

اضافة بسيطة :

عند مسككي لشعركي لا ترفعينه فوق راسكي حتى لا يبين لا حجمه ولا شكله من الافضل طلقه حتى لا يظهر ذلك من خلال الخمار..

هذا والله اعلم و ان شاء الله تكوني قد فهمتي ما وصفته لكي

شكرا اختي بارك الله فيك على الافادة …جزاك الله خيرا صح فطورك
سلام عليكم
الله يبارك اختي
ربي يوفقك لما يحبه ويرضاه
اختي للاسف المعلومات لي عندي ماستمحليش باش نجاوبك
ان شاء الله الاخت تكون افادتك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة marouane19 القعدة
القعدة
القعدة
سلام عليكم
الله يبارك اختي
ربي يوفقك لما يحبه ويرضاه
اختي للاسف المعلومات لي عندي ماستمحليش باش نجاوبك
ان شاء الله الاخت تكون افادتك
القعدة القعدة

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته..
ويوفقك انت يا اخي معليش المهم فكرت في مساعدتي شكرا راهي فادتني الاخت …

القعدة

الله يبارك ………ان شاءالله يكونوا قاع البنات كيفك
السلام عليكم

الله يزيد من ايمانك يا أختاه ويثبتك على خطوات الهدى وينور دربك انشالله

وفيما يخص عن السؤال اللي طرحتيه .. فأنا ممكن نساعدك انشالله ونقولك بأنه
لم يكن الحجاب يوماً وسيلةً لإبراز المفاتن ولإغراء الشباب كما هو حاصل اليوم بما يسمى “حجاب الموضة”، إنما كان الحجاب ولم يزل خضوعاً لأمر الله عز وجل وصوناً لعفة وكرامة المرأة المسلمة.
فطالما أختي المسلمة أنك ارتضيت أن تكوني من المحجبات والحمد لله وممن تبحثُ عن رضى الله ورسوله، فالواجب عليك ارتداء الحجاب كما أمر صاحب الأمر جلَّ وعلا، لا كما تتطلب الموضة أو تشتهي النفس،فلا يجب أن يكون حجابك يا أختي الفاضلة زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار.. فإذا أردتي أن تنسبي حقا يا أختي إلى الحجاب الشرعي فعليك أن تراعي فيه أن يكون من لون داكن،وأفضل الألوان لذلك اللون الأسود لأنه أبعدها عن الزينة و الفتنة ،كما يجب أن يكون خاليا من الزخارف و الوشي مما يلفت النظر….. وهذا ينطبق على الخمار ايضا بحيث يكون بالمواصفات السابقة وان لا يكون ضيق على الرأس بحيث يفصل شكله …

وهذه الكلمات التي بين يديك إنما هي تذكرةٌ عما غفلت عنه وبيانٌ لصورة الحجاب الشرعي الذي يرضى عنه الله ورسوله. فكان لا بد من كتابة هذه النصيحة حتى نكون من الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، عسى أن ينفع الله بك وبنا ويرزقنا سواء السبيل.

صح فطوركم
تقبلي مروري

شكرا وبارك الله فيكم على الردود حشمتوني…اما يا اخي وحيد بما اني لبست حجاب شرعي لازم نتفادى كل حاجة تغضب ربي فيه مش انا شقيت ودرتو وفي الاخير يكون غير مقبول لذلك حبيت نتاكد من الخمار هذا ماكان
بارك الله فيكــ شيري
مدامك لبستي الحجاب الشرعي لازم يكون فضفاض و من الخمار للحجاب يعني متفصليش جسدك
و حتى الألوان عندها دور كبير لازم متكونش الألوان الفاتتحة و التى تجذب النظر مثل اللون الأحمر و البنفسجي و الألوان ألي راهم يلبسوهم اليو م
بالنسبة لي صح منلبسش الحجاب الشرعي و لكن لازم الطويل و حتى الألوان انا الألوان ألي نلبسهم الأسود و البني و لا الرمادي اما لوخرين منشقاش و نشريهم أصلا

تقبلي مرروي

الحجاب الشرعي: آية إدناء الجلابيب ومدى دلالتها 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم:

هذه هي الحلقة الثانية من موضوعنا عن الحجاب نسأل الله تعالى أن يتقبله منا ويغفر لنا خطأنا.

آية "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" ومدى دلالتها على الحجاب الشرعي:

معنى الإدناء لغة:
لسان العرب (1/662):
والإِقْرابُ الدُّنُوُّ وتَقارَبَ الزرعُ إِذا دَنا إِدراكُه ابن سيده وقارَبَ الشيءَ داناه وتَقَارَبَ الشيئانِ تَدانَيا وأَقْرَبَ المُهْرُ والفصيلُ وغيرُه إِذا دنا للإِثناءِ.

(14/271):
دَنا من الشيء دنُوّاً ودَناوَةً قَرُب. مادة (دنا)

القاموس المحيط ص 1656:
دَنا و دُنُوّاً ودَناوَةً : قَرُبَ كأَدْنَى . ودَنَّاه تَدْنِيَةً وأدْناهُ : قَرَّبَه . واسْتَدْناهُ : طَلَبَ منه الدُّنُوُّ . والدَّنَاوَةُ : القَرابَةُ والقُرْبَى .

قال الراغب الأصبهاني في "المفردات" : (دنا، الدنو : القرب ،…….. ويقال دانيت بين الأمرين وأدنيت أحدهما من الآخر…..) ثم ذكر الآية .

وانظر تاج العروس للزبيدي والنهاية في غريب الأثر لابن الأثير والعين للخليل الفراهيدي وغيرها.

معنى الجلباب لغة:
قال ابن الأثير في "النهاية" : (الجلباب : الإزار والرداء وقيل الملحفة وقيل كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها وجمعه جلابيب).

وقال الراغب الأصبهاني في "المفردات" : (الجلابيب : القمص والخمر).

وبوب البخاري في صحيحه لحديث أم عطية (لتلبسها أختها من جلبابها) بقوله (باب : وجوب الصلاة في الثياب).

حديث أم عطية رضي الله عنها :
(( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أمر النساء أن يخرجن لصلاة العيد، قالت أم عطية : إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : لِتُلْبِسَها أختُها من جلبابها )) . متفق عليه .

فيه دليل على أن النساء إنما كن يخرجن إلى العيد في جلابيبهن، وعليه فالمرأة السفعاء الخدين كانت متجلببة .

صفة الإدناء شرعا:
أولا: الرأي القائل أن صفة الإدناء لا يلزم منها تغطية الوجه:

1- أخرج أبو داود في سننه عن أم سلمة قالت
: لما نزلت { يدنين عليهن من جلابيبهن } خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من الأكسية.
وهو حديث صحيح صححه الألباني وغيره انظر سنن أبي داود (2/459) وغاية المرام ص 282.

قلت: فلو كان الإدناء على الوجه لقالت أم سلمة "كأن على وجوههن" وليس "رؤوسهن".

2- قال أبو داود في مسائله ص 100:
حدثنا أحمد -يعني ابن محمد بن حنبل- قال: حدثنا يحيى وروح عن ابن جريج قال: أخبرنا عطاء قال: أخبرنا أبو الشعثاء: أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:

" تدني الجلباب إلى وجهها ولا تضرب به".

قال الألباني: أخرجه أبو داود في " مسائله" (ص110) بسند صحيح جدّاَ .
وأورد ابن كثير هذا الأثر بقريب من هذا اللفظ في كتابه إرشاد الفقيه (1/324) ولفظه عنده:

((قال ابن عباس تدلي عليها جلبابها ، ولا تضرب به على ، وجهها))انتهى.
وقال عنه في تحقيقه له: إسناده جيد لا بأس به.

3- وأخرج ابن جرير في تفسيره بسند صحيح عن أبي نجيح عن مجاهد قال :يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة .

انظر الدر المنثور (6/661) حيث قال السيوطي: وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم .
وانظر تفسير مجاهد (2/521).
قلت: والتجلبب هذا هو ما يستر البدن مع الرأس فقط كما قال الشيخ الألباني.
إذا علمت هذا عملت مدى علم سليمان الخراشي حيث يقول تعليقا على قول الشيخ الألباني في تفسير الآية ((لا يشمل تغطية الوجه؛ لأن الجلباب هو ما يستر البدن مع الرأس فقط)):
((ولو كان الأمر كما قرر الشيخ لقال الله تعالى (يتجلببن) ولم يقل (يدنين عليهن من جلابيبهن))) انتهى كلامه ثم علل هذا بتعليلات عقلية!!
وهو ناقل عن أبي هشام الأنصاري ( كما في كتاب عودة الحجاب 3 / 213 ) أو ربما هو توارد أفكار!!
وما درى أن تفسير للآية قال به مجاهد إمام التابعين في التفسير ومتلقيه عن حبر الأمة عبد الله بن عباس.فتأمل!!

4-قال قتادة رحمه الله تعالى في تفسير (الإدناء) :
"أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يُقَنِّعن على الحواجب".

أخرجه ابن جرير (22/23) بسند صحيح عنه.

قال الألباني معلقا:
((فقوله:" يقنعن" أي: يلبسن القناع ويشددنه على الحواجب والرأس فإن القناع هو أوسع من المقنع والمقنعة ما تقنع به المرأة رأسها كما في "القاموس" وغيره وتقدم مثله (ص19- 20) عن الحافظ وغيره)).

ثانيا: الرأي القائل أن صفة الإدناء يستلزم منها تغطية الوجه:
في البداية نقول لم يصح أثر عن الصحابة يؤيد هذا الرأي في هذه الآية وما يردده البعض عن ابن عباس فلا يصح أبدا وليس هذا مجاله.
غاية ما صح مؤيدا لهذا الرأي:
ما رواه ابن جرير وغيره عن ابن سيرين قال : سألت عبيدة عن قوله { قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } قال : فقال بثوبه فغطى رأسه ووجه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.

قال الشيخ الألباني في رسالته الرد المفحم:
وبيان ضعفه من وجوه:

1- أنه مقطوع موقوف فلا حجة فيه لأن عبيدة السلماني تابعي اتفاقاً فلو أنه رفع حديثاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكان مرسلاً لا حجة فيه فكيف إذا كان موقوفاً عليه كهذا؟! فكيف وقد خالف تفسير ترجمان القرآن: ابن عباس ومن معه من الأصحاب؟!

2- أنهم اضطربوا في ضبط العين المكشوفة فيه فقيل: "اليسرى" –كما رأيت- وقيل:" اليمنى" وهو رواية الطبري (22/33) وقيل: "إحدى عينيه " وهي رواية أخرى له ومثلها في " أحكام القرآن " للحصاص (3/ 371) و " تفسير البغوي " ( 3 / 444 ) وغيرهما.

3- ذكره ابن تيمية في " الفتاوى" (15/ 371) بسياق آخر يختلف تماماً عن السياق المذكور فقال:

" وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره: إن نساء المؤمنين كنَّ يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق".

ونقله عنه التويجري (166) وابن عثيمين (ص13) وغيرهما وارتضوه.

وإذا عرفت هذا فاعلم أن الاضطراب عند علماء الحديث علة في الرواية تسقطها عن مرتبة الاحتجاج بها حتى ولو كان شكلياً كهذا لأنه يدل على أن الراوي لم يضبطها ولم يحفظها على أن سياق ابن تيمية المذكور ليس شكلياً كما هو ظاهر لأنه ليس في تفسير الآية وإنما هو إخبار عن واقع النساء في العصر الأول وهو بهذا المعنى صحيح ثابت في أخبار كثيرة كما سيأتي في الكتاب بعنوان:" مشروعية ستر الوجه" (ص104) ولكن ذلك لا يقتضي وجوب الستر لأنه مجرد فعل منهن ولا ينفي وجود من كانت لا تستر وجهها بل هذا ثابت أيضاً في عهده صلى الله عليه وسلم وبعده كما سيأتي وتقدم بعضها.

4-مخالفته لتفسير ابن عباس للآية كما تقدم بيانه فما خالفه مطرح بلا شك.
انتهى من ص 54-56 من رسالته المذكورة.

قلنا:
فلفظ الآية لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة، ولم يرد نص من كتاب، ولا سنّة، ولا إجماع على أنه يلزم منه ذلك بل قد ورد عن الصحابة والتابعين عكسه بل هو كذلك عن جمهورهم وقد قدمناه وإذا استدل علينا مستدل بأن أكثر المفسّرين قالوا: إنه يستلزمه فهذا معارض بقول بعض الصحابة والتابعين –بل جمهورهم- وغيرهم : إنه لا يستلزمه، وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه وثبت أن المقصود بها عكس ما ذهب إليه فريق الموجبين.
ولو قال لنا شخص ما إن جمهور المفسرين ذكروا أن الآية تدل على تغطية الوجه قلنا له:
أولا: قولهم إنه يلزمه لا يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة ولا فهم الصحابة له.
ثانيا:أن هؤلاء المفسرين أنفسهم قولهم في هذه الآية مجمل جدا جدا وهم أنفسهم قد فسروا آية الزينة بما سبق أن وضعناه من كلامهم وكلامهم هناك مفصل ولا شك ان المفصل يقدم على المجمل وهذا معروف.

بعض أقوال العلماء في تأييد ما قلنا:
1- قال ابن القطان في النظر في أحكام النظر ( فإن قيل هذا الذي ذهبت إليه من أن المرأة معفو لها عن بدو وجهها وكفيها ـ وإن كانت مأمورة بالستر جهدها ـ يظهر خلافه من قوله تعالى وساق آية الإدناء ؟ فالجواب أن يقال : يمكن أن يفسر هذا الإدناء تفسيرا لا يناقض ما قلناه وذلك بأن يكون معناه : يدنين عليهن من جلابيبهن مالا يظهر معه القلائد والقرطة مثل قوله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فإن الإدناء المأمور به مطلق بالنسبة إلى كل ما يطلق عليه إدناء فإذا حملناه على واحد مما يقال عليه إدناء يقضي به عن عهدة الخطاب إذ لم يطلب به كل إدناء فإنه إيجاب بخلاف النهي والنفي ).

2- قال ابن حزم في المحلى(3/218): ( وأما الفرق بين الحرة والأمة فدين الله واحد والخلقة والطبيعة واحدة كل ذلك في الحرائر والإماء سواء حتى يأتي نص في الفرق بينهما في شيء فيوقف عنده )
ثم قال : (وقد ذهب بعض من وهل في قول الله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}. إلى أنه إنما أمر الله تعالى بذلك؛ لأن الفساق كانوا يتعرضون للنساء للفسق فأمر الحرائر بأن يلبسن الجلابيب؛ ليعرف الفساق أنهن حرائر فلا يعترضونهن.
قال: ونحن نبرأ إلى الله من هذا التفسير الفاسد الذي هو إما زلة عالم ووهلة فاضل عاقل, أو افتراء كاذب فاسق؛ لأن فيه أن الله تعالى أطلق الفساق على أعراض إماء المسلمين وهذه مصيبة الأبد وما اختلف اثنان من أهل الإسلام في أن تحريم الزنا بالحرة كتحريمه بالأمة وأن الحد على الزاني بالحرة كالحد على الزاني بالأمة ولا فرق.. إلى آخر ما قال رحمه الله وكأنه بذلك ينتقد رأي كثير من المفسرين الذين قالوا بهذا الأمر).

3- قال الشيخ الألباني في جلباب المرأة المسلمة (ص 86-88):
(وهذا ولا دلالة في الآية على أن وجه المرأة عورة يجب عليها ستره بل غاية ما فيها الأمر بإدناء الجلباب عليها وهذا كما ترى أمر مطلق فيحتمل أن يكون الإدناء على الزينة ومواضعها التي لا يجوز لها إظهارها حسبما صرحت به الآية الأولى (آية الزينة) وحينئذ تنتفي الدلالة المذكورة ويحتمل أن يكون أعم من ذلك فعليه يشمل الوجه) إلى أن قال :
( ونحن نرى أن القول الأول أشبه بالصواب لأمور :
الأول : أن القرآن يفسر بعضه بعضا وقد تبين من آية النور المتقدمة أن الوجه لا يجب ستره فوجب تقييد الإدناء هنا بما عدا الوجه توفيقا بين الآيتين.
الآخر : أن السنة تبين القرآن فتخصص عمومه وتقيد مطلقه وقد دلت النصوص الكثيرة منها على أن الوجه لا يجب ستره فوجب تفسير هذه الآية على ضوئها وتقييدها بها).

والله تعالى أعلم.

بارك الله فيكم اخانا ابا الهيثم طرح موفق باذن الله

اجزل الله لكم الثواب و الاجر و اوفاه

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين مذنبة القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيكم اخانا ابا الهيثم طرح موفق باذن الله

اجزل الله لكم الثواب و الاجر و اوفاه

القعدة القعدة
و فيكم بارك الله جزاكم الله خير.

بارك الله فيك و جزاك الفردوس

كيف يعرف المتصدر بالعلم الشرعي من غيره ؟؟؟ الشيخ أبي بكر يوسف لعويسي 2024.

كيف يعرف المتصدر بالعلم الشرعي من غيره ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين على آلائه وهو أهل الحمد والنعم ، ذي الملك والملكوت الواحد الصمد، البر المهمين مبدي الخلق من عدم ، من علم الناس ما لا يعلمون وبالبيان أنطقهم والخط بالقلم ، ثم الصلاة على المختار أكرم مبعوث بخير هدى في أفضل الأمم ، والآل والأصحاب قاطبة والتابعين بإحسان لنهجهم ، ما لاح نجم وما شمس الضحى طلعت ، وعد أنفاس ما في الكون من نسم .وبعد من يرد الله العظيم به خيرا يفقه في دين القيم ، وحث ربي وحض المؤمنين على تفقه الدين مع إنذار قومهم . من مقدمة حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته الميمية .
أما بعد :
إن الكلام عن التصدر والتقدم في العلم الشرعي والفتوى موضوع مهم كثر فيه الكلام في الآونة الأخيرة واللغط من بعض الناس دون إنصاف ولا عدل ، بل أصبح يتكلم فيه بعض العوام ممن لا يحسن حتى تركيب جملة من حدادية ومميعة فهناك من أفرط في منعه ، وهناك من فرّط وقصر في جوازه ، والحق الوسط الذي عليه أهل العلم من محدثين وفقهاء من جوازه لمن علم من نفسه العلم ، ومنعه ممن ليس كذلك ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه ..
وقبل أن أدخل في الموضوع أحببت أن أعرف معنى التصدر في اللغة وفي الشرع ثم أذكر أنواعه ثم علامات وبعض أوصاف المتصدرين ..
التَّصدر والتصدير : جذره ( ص د ر) : قَالَ ابْن المظفّر: الصَّدْرُ: أعْلى مقدَّم كلّ شَيْء ، قَالَ: وصَدْرُ القَناة: أعْلاها. وصَدْرُ الْأَمر أوّله. قَالَ: والصُّدْرةُ من الْإِنْسَان: مَا أشرَفَ من أَعْلى صَدْرِه.والتّصدر أخذ الصدارة في المجلس والمقدمة في كل شيء.وَرَد في القاموس: «وصدور الوادي أعاليه ومقادمه .. جمع صَدَارة» وفي التاج: «الصَّدَارة بالفتح: التقدم» وقد استعملها النحاة في كتبهم كالصبان ومحمد الأمير وغيرهما خاصة في الحروف التي لها «الصدارة».
ودونتها المعاجم الحديثة، مما يدل على فصاحتها. معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي (1/485) الدكتور أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل.
وفي المعجم الوسيط(1/509)(الصدارة) التَّقَدُّم يُقَال فلَان لَهُ الصدارة فِي الْقَوْم و (عِنْد النُّحَاة) اخْتِصَاص الْكَلِمَة بوقوعها أول الْكَلَام كأسماء الِاسْتِفْهَام.
(الصَّدْر) مقدم كل شَيء يُقَال صدر الْكتاب وَصدر النَّهَار وَصدر الْأَمر والطائفة من الشَّيء وَصدر الْقَوْم رئيسهم وَصدر الْإِنْسَان الْجُزْء الممتد من أَسْفَل الْعُنُق إِلَى فضاء الْجوف وَسمي الْقلب صَدرا لحلوله بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قل إِن تخفوا مَا فِي صدوركم أَو تبدوه يُعلمهُ الله} وَذَات الصَّدْر عِلّة تحدث فِيهِ وَذَات الصُّدُور أسرار النُّفُوس وخباياها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالله عليم بِذَات الصُّدُور}.
والفِعْل التصدير. والتَصَدُّر : نَصْبُ الصَّدْر في الجلوس. العين (7/95)وفي لسان العرب(4/448) والتَّصْدِيرُ؛ حِزَامُ الرَّحْل والهَوْدَجِ.
وقال اللَّيْثُ:
التَّصْدِيرُ حَبْلٌ يُصَدَّرُ بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ أَنَّ التَّصدْيِر حَبْلٌ يُصَدَّر بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ.
هذا في اللغة ، أما في الشرع فالتّصدر والتصدير هو التقدم وأخذ الصدارة في المجلس أو التدريس أو الفتوى أو غير ذلك ، وهو على نوعين أو مرتبتين ، نوع مباح ومأذون فيه شرعا ، ونوع مذموم ومنهي عنه ..
أما المباح المأذون فيه بل ربما يستحب وربما يجب في حقه هو ما كان بحق وكان صاحبه مؤهل لذلك ، سواء في رئاسة الدين أو الدنيا بشهادة أهل الاختصاص له فيما تقدم فيه تصدر ..وسواء كان عالما أو طالب علم ، فالنّاس لابد لهم من يعلمهم ويرشدهم ويفتيهم ، وإلا اختل ميزان الحكمة والعدل ، فطالب العلم الذي درس العلم وأخذ بحظ منه ينبغي أن يكون كالغيث أينما وقع نفع في حدود علمه ، وزكاة العلم نفقته والعمل به ثمرته .
وإن منع طلاب العلم المتأهلين الذين عرفوا بأخذ بعض العلم عن أهله وتمكنوا فيه مع صحة العقيدة وسلامة المنهج بحجة التصدر والتقدم ، وبحجة أنه يوجد بيننا العلماء الكبار فيحصرون العلم في قلة منهم لا يسدون حاجة الأمة في مشرقها ومغربها ، فهذا يهدم صرحا كبيرا من الخير ويضيع العلم الذي تعلموه ، ويصد عن سبيل الله ويغلق باب الاجتهاد والتدرج فيه حتى يكون خلف للعلماء ، وهذا المسلك (منع التصدر مطلقا) مدعاة لإسقاط العلماء الكبار ، فإن المانع للتصدر ينبغي أن يكون من كبراء القوم وإلا فهو متصدر يسقط قوله كما أسقط طلاب العلم المعروفين والذين اشتهروا بعلمهم ودروسهم على منهاج النبوة والدفاع عن السنة وعن علمائها الربانيين .
وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – في شروط الفتوى عن بعض أهل العلم ورجحه أنه أجاز لمن حفظ خمس مسائل عن الإمام أحمد واستند إلى سارية في المسجد يفتي بها .. وسيأتي .
فكيف بمن تضلع في العلم وأخذ مبادئه وأصوله ، وعلوم آلاته وهو يرجع إلى العلماء وكتبهم في المعضلات والمشكلات ، فإذا أغلقنا هذا الباب فمتى ينفق الطالب علمه ويزكيه ،ويتدرب فيه على تحرير المسائل وعرضها على العلماء حتى يمكن أن يتكون العلماء ويخلفون الذين يموتون ممن قبضهم الله وقبض ما معهم من العلم كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .
وقد ذكر بعض العلماء أنه متى ما علم الطالب من نفسه أن لديه علما واحتاج الناس له فله أن يرويه وأن يدرسه .
قال السخاوي في فتح المغيث شرح ألفية الحديث (3/227-228): (ثُمَّ) بَعْدَ تَحَرِّيكَ فِي تَصْحِيحِ النِّيَّةِ وَاسْتِحْضَارِكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَدَمِ التَّقَيُّدِ فِي الطَّلَبِ بِسِنٍّ مَخْصُوصٍ، وَإِنَّمَا الْمُعْتَبَرُ الْفَهْمُ، فَلَا تَقَيُّدَ فِي الْأَدَاءِ أَيْضًا بِسِنٍّ، بَلْ (حَيْثُ احْتِيجَ لَكَ فِي شَيْءٍ) وَذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، فَلَعَلَّكَ تَكُونُ فِي بِلَادٍ مَشْهُورَةٍ كَثِيرَةِ الْعُلَمَاءِ لَا يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهَا إِلَى مَا عِنْدَكَ، وَلَوْ كُنْتَ فِي بِلَادٍ مَهْجُورَةٍ احْتِيجَ إِلَيْكَ فِيهِ ; فَحِينَئِذٍ (ارْوِهْ) وُجُوبًا حَسْبَمَا صَرَّحَ بِهِ الْخَطِيبُ فِي (جَامِعِهِ) فَقَالَ: فَإِنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَعْلُوَ سِنُّهُ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَ وَلَا يَمْتَنِعَ ; لِأَنَّ نَشْرَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ لَازِمٌ، وَالْمُمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ عَاصٍ آثِمٌ.
وَسَاقَ حَدِيثَ: ( «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ نَافِعٍ فَكَتَمَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» ) .
وَحَدِيثَ: ( «مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ عِلْمًا ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ بِهِ» ) . وَقَدْ مَضَى قَرِيبًا، وَقَوْلَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء: 37] .

قَالَ: هَذَا فِي الْعِلْمِ، لَيْسَ لِلدُّنْيَا مِنْهُ شَيْءٌ.وَقَوْلَ ابْنِ الْمُبَارَكِ: مَنْ بَخِلَ بِالْعِلْمِ ابْتُلِيَ بِإِحْدَى ثَلَاثٍ ، إِمَّا أَنْ يَمُوتَ فَيَذْهَبَ عِلْمُهُ، أَوْ يَنْسَاهُ، أَوْ يَتَّبِعَ سُلْطَانًا.
إذا متى ينفق طالب العلم الذي حفظ المتون ودرس بعضها على مشايخ واستمع لشرحها وغيرها من السلاسل العلمية في الأشرطة والأقراص والمحاضرات وما فيها من إرشادات وتوجيهات من العلم الكبار وقرأ ما تيسر له من كتب العلم ، وعُرف بالبحث كما عُرف بذكائه وفطنته ورجاحة عقله ورجوعه للعلماء ، فإن منع مثل هذا يفتح بابا كبيرا من الفساد والله المستعان .
وَهذا ربيعة شيخ مالك يقَوْلَ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: إِنَّمَا حَمَلَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَلَى التَّحْدِيثِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَفِيهَا كَرَاسِيُّ مَوْضُوعَةٌ، عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْهَا زَائِدَةُ، وَعَلَى آخَرَ فُضَيْلٌ، وَذَكَرَ رِجَالًا، وَكُرْسِيٌّ مِنْهَا لَيْسَ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَالَ: فَأَهَوَيْتُ نَحْوَهُ فَمُنِعْتُ، فَقُلْتُ: هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي أَجْلِسُ إِلَيْهِمْ. فَقِيلَ لِي: إِنَّ هَؤُلَاءِ بَذَلُوا مَا اسْتُودِعُوا، وَإِنَّكَ مَنَعْتَهُ. فَأَصْبَحَ يُحَدِّثُ.
وَلَكِنْ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: إِنَّ الَّذِي نَقُولُهُ: إِنَّهُ مَتَى احْتِيجَ إِلَى مَا عِنْدَهُ اسْتُحِبَّ لَهُ التَّصَدِّي لِرِوَايَتِهِ وَنَشْرِهِ فِي أَيِّ سِنٍّ كَانَ. فَإِمَّا أَنْ يَكُونُ يُخَالِفُ الْخَطِيبَ فِي الْوُجُوبِ، أَوْ يَكُونَ الِاسْتِحْبَابُ فِي التَّصَدِّي بِخُصُوصِهِ.انتهى كلامه .
وسئل الشيخ العباد هذا السؤال : جاء كثير من العبارات عن السلف في النهي عن أخذ العلم عن حدثاء الأسنان، مع أننا نرى أن كثيراً من الأئمة تصدر للفتوى في سن مبكرة، فما هو معنى حدثاء الأسنان؟
الجواب : لعل المقصود من ذلك الناس الذين يستعجلون في الفتوى قبل أن يتمكنوا من العلم الشرعي، أما من تمكن وصار يستفاد منه ولو كان في سن مبكرة فلا بأس بذلك، وإنما المقصود من ذلك الذين يستعجلون أن يبرزوا وأن يظهروا، فهؤلاء هم الذين يذمون، وأما من يوفقه الله عز وجل وكان في صغره أو في سن مبكرة ممن يستفاد منه فلا بأس بذلك، ولاسيما إذا كان لا يوجد غيره في البلد والناس يحتاجون إليه، فمثل هذا لا بأس به. شرح سنن أبي داود للشيخ العباد (14/64).
وقد ذكرت في مقالي الإحسان إلى كلمة ابن رمزان في قوله أن الإمام مالك لم يدرس حتى شهد له سبعين من شيوخه أنها ليست قاعدة مضطردة ؛ فهذا مالك ابن الحويرث وجماعة من الشباب معه جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلسوا عنده ما يقرب من شهر فلما رأى أنهم اشتاقوا إلى أهليهم أمرهم بالعودة وتبليغ ما تعلموه من العلم ، فماذا تعلم هؤلاء الشباب من العلم الكثير حتى أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في ظرف شهر ؟؟ والجواب إليكم .ومن أراد زيادة بيان فليرجع إلى المقال المذكور وهو منتشر في المنتديات السلفية .
أما التصدر المذموم فهو التصدر والتقدم بغير أهلية فيما تصدر وتقدم فيه ،فيحرف الأدلة ويتأولها على هواه ويفسرها بخلاف العلماء ، ولا يعرف لا ناسخ ولا منسوخ ، ولا يعرف الخلاف بين العلماء في المسائل ، وربما عرف شيئا من ذلك فتصرف فيه حسب جهله وهواه ، ينصر بدعته وهواه وحزبه ، ويعاند ويساند من على شاكلته دون خوف ولا ورع بجرأة عجيبة كالخوارج والروافض وممن ينتسب للسنة من الإخوان المسلمين والحدادية ..بين إفراط وتفريط .
فهذا هو المتفيهق صاحب الهوى والمبتدع المُضل ، والجاهل جهلا مركبا يتسرع ذلك المنصب في الصدارة لأغراض دنيوية دنيئة يعلو بها على الأقران وأهل زمانه ويبرز كبروز الصدر ولو كانوا فوقه شرفا وعلما وفضلا .أخرج البيهقي في شعب الإيمان (7894)قال أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ الْمُؤَدِّبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيَّ، وَكَانَ مُؤَدِّبَ الْأَمِيرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمِنْهَالِ، كَانَ يَقُولُ: (( لَا يَتَصَدَّرُ إِلَّا فَائِقٌ أَوْ مَائِقٌ )).(1). والفائق: هو المتفوق، فيكون له صدر في الأمة، وصدر في الناس، وعلم يشار إليه؛ لأنه طول عمره وهو رجل فاضل ومحترم، يحافظ على وقته، ويذاكر ويحفظ، ويستمع كلام أهل العلم، ويحاول أن يحصل العلم من مصادره؛ حتى يكتب له التفوق والتصدر في الناس، وإن لم يبغ هو التصدر لكن الناس يقدرونه.وهذا يلحق بالنوع الأول .
والمائق : هو من كانت فيه الأوصاف الآتية وهي تنطبق تماما على المتصدر بغير أهلية ويغلب عليه الأوصاف القبيحة ..كما سترى .
قال أبو بكر الأنباري :
وقولهم: فلانٌ مائِقٌ : فيه ثلاثة أقوال.
قال قوم: المائق : السيئ الخلق..
وقال قوم: المائق هو الأحمق، ليس له معنى غيره.
وقال قوم: المائق: السريع البكاء، القليل الحزم والثبات.الزاهر في معاني كلمات الناس (1/133) أبو بكر الأنباري تحقيق: حاتم صالح الضامن .
وفي لسان العرب (10/350) المائقُ: الْهَالِكُ حُمْقاً وغَباوةً. وهو الرجل الهرش أي مائقٌ جافٍ .
وتجتمع هذه الأوصاف في المتصدر بغير أهلية ، لحمقه وغباوته وسيء خلقه بتهارشه للعلماء وطلاب العلم الكبار ، لذلك يتسرع الأمور قبل أوانها ويتصدر المجالس مع جهله وصفاقة وجهه ، وباختصار هو من كان على قاعدة : خالف لِتُذْكر، وقيل الخوض باللجج والماء العَكِر .
والجاهل جهلا مركبا هو المائق الذي ينبغي أن يحذر ..
قال البيهقي في المدخل للسنن الكبرى (1/441) (
828) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ وأنا أَسْمَعُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الزُّبَيْرُ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: " الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي فَذَاكَ غَافِلٌ فَنَبِّهُوَهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلُ يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي فَذَاكَ عَاقِلٌ فَاتَّبِعُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي فَذَاكَ مَائِقٌ فَاحْذَرُوهُ " فهذا الرابع هو المائق الجاهل الأحمق ..
والذي يهمنا في هذا الكلام هو أن التصدر من هذا النوع وعلى وجه الخصوص التصدر في العلم الشرعي من غير أهلية منهي عنه مذموم شرعا وعقلا وعرفا .
قال ابن رجب -رحمه الله- في قواعد الفقه يقول: "من تعجَّل شيئاً قبل أوانه عُوقب بحرمانه". (القواعد لابن رجب : (ص262).
قال الشيخ العلامة السعدي – رحمه الله – في منظومة القواعد الفقهية.معاجل المحظور قبل آنه – – قد باء بالحرمان مع خسرانه .وقديما قيل : من تصدر قبل أوانه ، فقد تصدى لهوانه .
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- معلقاً:ذلك في شرحه لحلية طالب العلم ( ص294-295)." مما ينبغي الحذر منه: أن يتصدَّر الإنسان قبل أن يكون أهلًا للتصَّدُّر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلًا على أمور:
الأمر الأول : إعجابه بنفسه، فيرى نفسه عَلَمَ الأعلام.

الأمر الثاني:عدم فقهه ومعرفته للأمور، لأنه إذا تصدَّر، ربَّما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه، فتَرِدُ عليه من المسائل ما يُبيِّن عواره.
الأمر الثالث: التقوُّلُ على الله ما لا يعلم، لأن الغالب أن من كان قصده التصدُّر لا يُبالي، فيُجيب عن كل ما سُئل، ويخاطر بدينه وبقوله على الله عز وجل.
الأمر الرابع: أنه لا يَقبلُ الحقَّ في الغالب، فيظنُّ -بسفهه- أنه إذا خضع لغيره لو كان معه الحق كان دليلًا على أنه ليس بعالم.وأنظر مجموع ورسائل وفتاوى الشيخ (26/241)
فالتصدُّر فيه آفات عظيمة؛ ولهذا يُروى عن عمر -رضي الله عنه – أنه قال:" تفقَّهوا قبل أن تَسُودوا"،" أوت ُسَوَّدوا". وكلاهما صحيح.[والأثر أخرجه البخاري معلقا:كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة .
قال فضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم : إن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا العلم الشرعي – وما هم من العلم الشرعي في شيء – لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والانحراف (2)؛ ذلك بأن تصدر الجهال – في حين فقد العلماء الصادقين والمتمكنين – باب واسع للضلال والإضلال .وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – :<< إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العلماء ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا >> أخرجه البخاري ومسلم .
ولقد تنبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم ، وعدم الأخذ عنهم.انتهى كلامه .
وإن من نظر في سير أئمة وعلماء السلف الصالح ، وطلاب العلم على نهجهم من أهل السنة ممن بعدهم، ليعلم أنهم كانوا أبعد الناس عن حب التصدر والزعامة، وعن الحسد والتنافس، وغيرها من الصفات الرذيلة والقبيحة ، فقد كانت الفتوى تدور في المجلس الواحد عليهم ولا يجد المستفتي من يفتيه كلهم يود لو أن أخاه كفاه ذلك ، على خلاف اليوم فأنهم يتدافعون عليها تدافع الأكلة على قصعتهم حاشا العلماء الراسخين ليس أحد منهم من أهل الدنيا، أو صاحب هوى وتعصب ، أو صاحب طموح إلى منصب بل همهم وقصدهم مرضاة الرب تعالى . على خلاف هؤلاء المائقين أئمة الضلالة والجهلة المتصدرين الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، ويبتغون بذلك عرضا من الدنيا قليل .
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير(1/577) وَقَوْلُهُ تعالى :{ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا} هُوَ كَقَوْلِهِ:{ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا} [الْبَقَرَة: 41].وَالثَّمَنُ الْمَقْصُودُ هُنَا هُوَ إِرْضَاءُ الْعَامَّةِ بِأَنْ غَيَّرُوا لَهُمْ أَحْكَامَ الدِّينِ عَلَى مَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ أَوِ انْتِحَالُ الْعِلْمِ لِأَنْفُسِهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ جَاهِلُونَ فَوَضَعُوا كُتُبًا تَافِهَةً مِنَ الْقَصَصِ والمعلومات الْبَسِيطَةِ لِيَتَفَيْهَقُوا بِهَا فِي الْمَجَامِعِ لِأَنَّهُمْ لَمَّا لَمْ تَصِلْ عُقُولُهُمْ إِلَى الْعِلْمِ الصَّحِيحِ وَكَانُوا قَدْ طَمِعُوا فِي التَّصَدُّرِ وَالرِّئَاسَةِ الْكَاذِبَةِ لَفَّقُوا نُتَفًا سَطْحِيَّةً وَجَمَعُوا مَوْضُوعَاتٍ وَفَرَاغَاتٍ لَا تَثْبُتُ عَلَى مَحَكِّ الْعِلْمِ الصَّحِيحِ ثُمَّ أَشَاعُوهَا وَنَسَبُوهَا إِلَى اللَّهِ وَدِينِهِ وَهَذِهِ شَنْشَنَةُ الْجَهَلَةِ الْمُتَطَلِّعِينَ إِلَى الرِّئَاسَة عَن غَيْرِ أَهْلِيَّةٍ لِيَظْهَرُوا فِي صُوَرِ الْعُلَمَاءِ لَدَى أَنْظَارِ الْعَامَّةِ وَمَنْ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الشَّحْمِ وَالْوَرَمِ.
قال الراغب الأصبهاني رحمه الله : لا شيء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصدين (( المتصدرين )) للرياسة بالعلم ، فمن الإخلال بها ينتشر الشر ويكثر الأشرار ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر ..
وقال : ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق ، وأحدثوا بجهلهم بدعا استغنوا بها عامة ، واستجلبوا بها منفعة ورياسة ، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم ، وقرب جوهرهم منهم ، وفتحوا بذلك طرقا مُنْسدّة ، ورفعوا به ستورا مسبلة ، وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوا بالوقاحة ، وبما فيهم من الشّرة ، فبدعوا العلماء وجهلوهم اغتصابا لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم فأغروا بهم أتباعهم حتى وطئوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار ، والجور العام والعار .(3).
وقد عقب على هذا الكلام الشيخ الفاضل عبد السلام البرجس قائل : هل حل بالناس ما حل من انحراف بعض الشباب في معتقده وظهور بوادر الفتن ، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة ، و((علماء الدعوة )) وخروجهم عن طريقتهم – المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة – إلا لاختلال الميزان الذي يزو نبه العلماء ، وارتقاء من لا علم له إلى مصاف الكبار؟لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود وهو صادق عندما قال : إنكم في زمان كثير فقهاؤه ، قليل خطباؤه ، قليل سؤاله ، كثير معطوه ، العمل فيه قائد للهوى ، وسيأتي من بعدكم زمان قليل فقهاؤه ، كثير خطباؤه ، كثير سؤاله قليل معطوه ، الهوى فيه قائد للعمل ، اعلموا أن حسن الهدى في آخر الزمان خير من بعض العمل . أخرجه البخاري في الأدب المفرد .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في الفتح (10/510): سنده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي .اهـ
وقال ابن عبد البر – رحمه الله – في الاستذكار (6/345) هذا الحديث قد روي عن ابن مسعود من وجوه متصلة حسان متواترة .ثم قال : والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا الحديث كالبرهان .(4).
وقد وضع علماء الحديث بعض الضوابط للرواية والسنة الذي يستحب التصدر فيها للأداء والعطاء والتدريس ففي فتح المغيث شرح ألفية الحديث (3/227-228)[السِّنُّ الَّذِي يُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّصَدُّرِ لِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ] :
قَوْلُ الرَّامَهُرْمُزِيِّ فِي تَحْدِيدِ السِّنِّ وَالرَّدِّ عَلَيْهِ :(وَ) عَلَى كُلِّ حَالٍ فَأَبُو مُحَمَّدِ (ابْنُ خَلَّادٍ) الرَّامَهُرْمُزِيُّ قَدْ (سَلَكْ) فِي كِتِابِهِ (الْمُحَدِّثِ الْفَاصِلِ) التَّحْدِيدَ، حَيْثُ صَرَّحَ (بِأَنَّهُ يَحْسُنُ) أَنْ يُحَدِّثَ (لِلْخَمْسِينَا عَامًا) أَيْ بَعْدَ اسْتِكْمَالِهَا. وَقَالَ: إِنَّهُ الَّذِي يَصِحُّ عِنْدَهُ مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ وَالنَّظَرِ ; لِأَنَّهَا انْتِهَاءُ الْكُهُولَةِ، وَفِيهَا مُجْتَمَعُ الْأَشُدِّ، قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيُّ:أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي وَنَجَّذَنِي مُدَاوَرَةٌ الشُّئُونِيَعْنِي: أَحَنَكَتْنِي مُعَالَجَةُ الْأُمُورِ. قَالَ: (وَلَا بَأْسَ) بِهِ (لِأَرْبَعِينَا) عَامًا، أَيْ بَعْدَهَا، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُسْتَنْكَرٍ ; لِأَنَّهَا حَدُّ الِاسْتِوَاءِ، وَمُنْتَهَى الْكَمَالِ، نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَفِي الْأَرْبَعِينَ تَتَنَاهَى عَزِيمَةُ الْإِنْسَانِ وَقُوَّتُهُ، وَيَتَوَفَّرُ عَقْلُهُ وَيَجُودُ رَأْيُهُ. انْتَهَى.وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} [يوسف: 22] . قَالَ: ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ، وَاسْتَوَى. قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً. وَقِيلَ فِي الْأَشُدِّ غَيْرُ ذَلِكَ، (وَ) قَدْ (رُدَّ) هَذَا عَلَى ابْنِ خَلَّادٍ حَيْثُ لَمْ يَعْكِسْ صَنِيعَهُ، وَيَجْعَلِ الْأَرْبَعِينَ الَّتِي وَصَفَهَا مِمَّا ذُكِرَ حَدًّا لِمَا يُسْتَحْسَنُ، وَالْخَمْسِينَ الَّتِي يَأْخُذُ صَاحِبُهَا غَالِبًا فِي الِانْحِطَاطِ وَضَعْفِ الْقُوَى حَدًّا لِمَا لَا يُسْتَنْكَرُ، أَوْ يَجْعَلَ الْأَرْبَعِينَ الَّتِي لِلْجَوَازِ أَوَّلًا، ثُمَّ يُرْدِفَ بِالْخَمْسِينَ الَّتِي لِلِاسْتِحْسَانِ.وَالْأَمْرُ فِي ذَلِكَ سَهْلٌ، بَلْ رُدَّ عَلَيْهِ مُطْلَقُ التَّحْدِيدِ، فَقَالَ عِيَاضٌ فِي (إِلْمَاعِهِ) وَاسْتِحْسَانِهِ: هَذَا لَا يَقُومُ لَهُ حُجَّةٌ بِمَا قَالَ. قَالَ: وَكَمْ مِنَ السَّلَفِ الْمُتَقَدِّمِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ مَنْ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى هَذَا السِّنِّ وَلَا اسْتَوْفَى فِي هَذَا الْعُمْرِ، وَمَاتَ قَبْلَهُ.وَقَدْ نَشَرَ مِنَ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ مَا لَا يُحْصَى، هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ تُوُفِّيَ وَلَمْ يُكْمِلِ الْأَرْبَعِينَ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَمْ يَبْلُغِ الْخَمْسِينَ، وَكَذَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَهَذَا مَالِكٌ قَدْ جَلَسَ لِلنَّاسِ ابْنَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: ابْنَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَالنَّاسُ مُتَوَافِرُونَ، وَشُيُوخُهُ رَبِيعَةُ وَابْنُ شِهَابٍ وَابْنُ هُرْمُزَ وَنَافِعٌ وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَغَيْرُهُمْ أَحْيَاءٌ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ شِهَابٍ حَدِيثَ الْفُرَيْعَةِ أُخْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.ثُمَّ قَالَ: وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ قَدْ أُخِذَ عَنْهُ الْعِلْمُ فِي سِنِّ الْحَدَاثَةِ، وَانْتَصَبَ لِذَلِكَ فِي آخَرِينَ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ. انْتَهَى.وَرَوَى الْخَطِيبُ فِي (جَامِعِهِ) مِنْ طَرِيقِ بُنْدَارٍ قَالَ: كَتَبَ عَنِّي خَمْسَةُ قُرُونٍ، وَسَأَلُونِي التَّحْدِيثَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخْرَجْتُهُمْ إِلَى الْبُسْتَانِ فَأَطْعَمْتُهُمُ الرُّطَبَ وَحَدَّثْتُهُمْ.وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرٍ الْأَعْيَنِ قَالَ: كَتَبْنَا عَنِ الْبُخَارِيِّ عَلَى بَابِ الْفِرْيَابِيِّ وَمَا فِي وَجْهِهِ شَعْرَةٌ. فَقُلْتُ: ابْنُ كَمْ كَانَ؟ قَالَ: ابْنَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ حَدَّثْتُ أَنَا وَلِي عِشْرُونَ سَنَةً حِينَ قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، كَتَبَ عَنِّي شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ أَشْيَاءَ أَدْخَلَهَا فِي تَصَانِيفِهِ، وَسَأَلَنِي فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ (412 هـ) .قُلْتُ: وَلَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ اسْتَوْفَى عَشَرَ سِنِينَ مِنْ حِينَ طَلَبَهُ، فَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلَ مَا سَمِعْتُ الْحَدِيثَ وَلِي إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً ; لِأَنِّي وُلِدْتُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ (392) ، وَأَوَّلُ مَا سَمِعْتُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ (403) .وَكَذَا حَدَّثَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُظَفَّرٍ وَسِنُّهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ، سَمِعَ مِنْهُ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي السَّنَةِ الَّتِي ابْتَدَأَ الطَّلَبَ فِيهَا، وَهِيَ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ (693 هـ) ، وَحَدَّثَ عَنْهُ فِي (مُعْجَمِهِ) بِحَدِيثٍ مِنَ (الْأَفْرَادِ) لِلدَّارَقُطْنِيِّ، وَقَالَ عَقِبَهُ: أَمْلَاهُ عَلَيَّ ابْنُ مُظَفَّرٍ وَهُوَ أَمْرَدُ.وَحَدَّثَ أَبُو الثَّنَاءِ مَحْمُودُ بْنُ خَلِيفَةَ الْمَنْبَجِيُّ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً، سَمِعَ مِنْهُ التَّقِيُّ السُّبْكِيُّ أَحَادِيثَ مِنْ (فَضَائِلِ الْقُرْآنِ) لِأَبِي عُبَيْدٍ، وَحَدَّثَ الشَّيْخُ الْمُصَنِّفُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ (745) وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً، سَمِعَ مِنْهُ الشِّهَابُ أَبُو مَحْمُودٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ، وَكَذَا سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ شَيْخُهُ الْعِمَادُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي آخَرِينَ كَالْمُحِبِّ بْنِ الْهَائِمِ، حَيْثُ حَدَّثَ وَدَرَّسَ وَقَرَّظَ لِشَيْخِنَا بَعْضَ تَصَانِيفِهِ وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، وَذَلِكَ مِنْ بَابِ رِوَايَةِ الْأَكَابِرِ عَنِ الْأَصَاغِرِ.وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُعْتَزِّ: الْجَاهِلُ صَغِيرٌ وَإِنْ كَانَ شَيْخًا، وَالْعَالِمُ كَبِيرٌ وَإِنْ كَانَ حَدَثًا.
[تَأْوِيلُ كَلَامِ الرَّامَهُرْمُزِيِّ مِنَ ابْنِ الصَّلَاحِ] :(وَ) لَكِنِ (الشَّيْخُ) ابْنُ الصَّلَاحِ قَدْ حَمَلَ كَلَامَ ابْنِ خَلَّادٍ عَلَى مَحْمَلٍ صَحِيحٍ، حَيْثُ (بِغَيْرِ الْبَارِعِ) فِي الْعِلْمِ (خَصَّصَ) تَحْدِيدَهُ، فَإِنَّهُ قَالَ: وَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ خَلَّادٍ غَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ قَالَهُ فِيمَنْ يَتَصَدَّى لِلتَّحْدِيثِ ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ بَرَاعَةٍ فِي الْعِلْمِ تَعَجَّلَتْ لَهُ قَبْلَ السِّنِّ الَّذِي ذَكَرَهُ، فَهَذَا إِنَّمَا يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ اسْتِيفَاءِ السِّنِّ الْمَذْكُورِ، فَإِنَّهُ مَظِنَّةٌ لِلِاحْتِيَاجِ إِلَى مَا عِنْدَهُ، (لَا كَمَالِكٍ وَالشَّافِعِي) وَسَائِرِ مَنْ ذَكَرَهُمْ عِيَاضٌ مِمَّنْ حَدَّثَ قَبْلَ ذَلِكَ ; لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ ذَلِكَ لِبَرَاعَةٍ مِنْهُمْ فِي الْعِلْمِ تَقَدَّمَتْ ظَهَرَ لَهُمْ مَعَهَا الِاحْتِيَاجُ إِلَيْهِمْ، فَحَدَّثُوا قَبْلَ ذَلِكَ، أَوْ لِأَنَّهُمْ سُئِلُوا ذَلِكَ، إِمَّا بِصَرِيحِ السُّؤَالِ، وَإِمَّا بِقَرِينَةِ الْحَالِ. انْتَهَى كلامه.كما وضعوا ضوابط للفتوى وشروط في المفتي حتى يخرج بها الطالب عن حيز التصدر المذموم ، ولا يتجرأ في ذلك بين متشدد ومتساهل والحق هو الوسط .وهذه الشروط التي وضعوها فيمن له أهلية النظر وتحرير المسائل ، أما من ليست له الأهلية ويعتمد في نقل فتاوى أهل العلم ولا يفتي استقلالا فهذا له ذلك مع الأمانة والثبت في النقل . قال ابن القيم في إعلام الموقعين عند كلامه على شروط الفتوى بالتقليد عند العلماء وحكم فتوى المقلد (1/36- 37 ) : والقول الثالث أنه يجوز ذلك عند الحاجة وعدم العالم المجتهد، وهو أصح الأقوال وعليه العمل. قال القاضي: ذكر أبو حفص في تعاليقه قال سمعت أبا علي الحسن بن عبد الله النجاد يقول: سمعت أبا الحسين بن بشران يقول: ما أعيب على رجل يحفظ عن أحمد خمس مسائل استند إلى بعض سواري المسجد يفتي بها.انتهى كلامه .فهذا تساهل منه – رحمه الله – خمس مسائل يحفظها ولعله لا يفهمها على وجهها ومع ذلك لا يعيب عليه فعل ذلك ، أما الشافعي فشرطه أشد وكذلك أحمد .
قال ابن القيم – رحمه الله – [شَرْطُ الْإِفْتَاءِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ]:
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ وَالْمُتَفَقِّهِ لَهُ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُفْتِيَ فِي دِينِ اللَّهِ إلَّا رَجُلًا عَارِفًا بِكِتَابِ اللَّهِ بِنَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ، وَمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ، وَتَأْوِيلِهِ وَتَنْزِيلِهِ، وَمَكِّيِّهِ وَمَدَنِيِّهِ، وَمَا أُرِيدَ بِهِ، وَيَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ بَصِيرًا بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَبِالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ، وَيَعْرِفُ مِنْ الْحَدِيثِ مِثْلَ مَا عَرَفَ مِنْ الْقُرْآنِ، وَيَكُونُ بَصِيرًا بِاللُّغَةِ، بَصِيرًا بِالشِّعْرِ وَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ لِلسُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ، وَيَسْتَعْمِلُ هَذَا مَعَ الْإِنْصَافِ، وَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا مُشْرِفًا عَلَى اخْتِلَافِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ، وَتَكُونُ لَهُ قَرِيحَةٌ بَعْدَ هَذَا، فَإِذَا كَانَ هَكَذَا فَلَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَيُفْتِيَ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُفْتِيَ.وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْت لِأَبِي: مَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنْ الشَّيْءِ فَيُجِيبُ بِمَا فِي الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بِعَالِمٍ فِي الْفِقْهِ؟ فَقَالَ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إذَا حَمَلَ نَفْسَهُ عَلَى الْفُتْيَا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِالسُّنَنِ، عَالِمًا بِوُجُوهِ الْقُرْآنِ، عَالِمًا بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ، وَذَكَرَ الْكَلَامَ الْمُتَقَدِّمَ.
والوسط ما قاله ابن المبارك ويحي بن أكثم- رحمهما الله – وغيرهما ممن ذكرت آنفا .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: مَتَى يُفْتِي الرَّجُلُ؟ قَالَ: إذَا كَانَ عَالِمًا بِالْأَثَرِ، بَصِيرًا بِالرَّأْيِ.وَقِيلَ لِيَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ: مَتَى يَجِبُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُفْتِيَ؟ فَقَالَ: إذَا كَانَ بَصِيرًا بِالرَّأْيِ بَصِيرًا بِالْأَثَرِ.قُلْت (ابن القيم ): يُرِيدَانِ بِالرَّأْيِ الْقِيَاسَ الصَّحِيحَ وَالْمَعَانِيَ وَالْعِلَلَ الصَّحِيحَةَ الَّتِي عَلَّقَ الشَّارِعُ بِهَا الْأَحْكَامَ وَجَعَلَهَا مُؤَثِّرَةً فِيهَا طَرْدًا وَعَكْسًا.
وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) – رحمه الله تعالى – :"يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قلت: – أي الذهبي-:"الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن" اهـ. "سير أعلام النبلاء" (13/380) .وشرح حلية طالب العلم (ص132) .
علق الشيخ العثيمين – رحمه الله-على قوله : يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد ، ونعزي أنفسنا أن المجلدات عندهم قليلة ، قد يكون خمسين صفحة عندهم مجلد ، فإن كان هو المراد فلعل الله أن يعيننا عليه ، وإن كان المراد المجلد الستمائة صفحة فالواحد منا لو يبقى ليلا نهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد ، مائتي مجلد في ستين صفحة كم يساوي ؟ يساوي اثنى عشر ألفا .انتهى . هذا ليتصدر .
قال الشيخ – رحمه الله – :وقوله : يحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد ، أين الذي عنده مكتبة فيها خمسمائة مجلد ؟؟ على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ، ونحن نقول الله المستعان .انتهى كلامه .
لكن هذا متيسر اليوم – ولله الحمد – للطلاب المبتدئين فالكتب العلمية متوافرة كثيرا وبأسعار معقولة وخاصة في المعارض ، وأيضا الكثير منها يوزع مجانا ..فعلى الطالب أن يحرص على تكوين مكتبة قدر المستطاع ولكن ذلك لا يغني عن حفظ العلم ..
كيف يعرف المتصدر من غيره :
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- في شرح الحلية :مسألة: لو تصدَّر طالب علم بإقامة بعض الكلمات والوعظ والتذكير بغير توسُّع، فهل يدخل في التصدَّر المذموم؟
والجواب: التصدُّر له أشكال منها:1- يبادر الإنسان بإلقاء الدروس علناً، وهو لم ينضج.( أي لم يتأهل )
قلت : يعني قرأ كتاب أو كتابين أو حضر بعض الدروس لشيخ أو شيخين ؛ أو سمع بعض الأشرطة في الوعظ والفتاوى ثم يخرج يدرس ويفتي ويعظ ولا يكتف بذلك يعد نفسه مالكا أو أحمد لا يُفتى وهو في المدينة .
ومن هؤلاء ما قاله الشيخ ابن سمحان- رحمه الله- فيما قرأته عنه في بعض كتبه قال: والعجب كل والعجب من هؤلاء الجهال الذين يتكلمون في مسائل التكفير، وهم ما بلغوا في العلم والمعرفة معشار ما بلغه من أشار إليهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين في جوابه الذي ذكرناه قريبا من أن أحدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع ونحوهما لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء ويفتي بما قالوه، فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطرا على مجرد فهمه واستحسان عقله؟ فما أشبه الليلة بالبارحة في إقدام هؤلاء على الفتوى في مسائل التكفير بمجرد أفهامهم واستحسان عقولهم، ثم أخذ ذلك عنهم وأفتى به من لا يحسن قراءة الفاتحة، فالله المستعان.أقول : ومن إلقاء الدروس بدون تأهل وهو لا يحسن الفن الذي يدرسه فضلا عن غيره يتقدم في المسائل الكبيرة كتفكير الحكام والعلماء وطلبة العلم الكبار أو تفسيقهم وتبديعهم، ومن هؤلاء من قد يحسن مسألة أو مسألتين مما جعلوه همهم الوحيد التكفير والطعن على العلماء وتبديعهم ورميهم بما هم منه براء ظنا من أنفسهم أن بلغوا مبلغ الرجال حتى قال قائلهم ، هم رجال ونحن رجال .. 2 – إذا جلس في المجلس جعل الكلام له ، ولم يسمح لأحد أن يتكلم، وكان شيخُنا عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – يُدرِّسُ الطلبة كما حكي لي بعض كبار الطلبة أولما بدأ يُدَرِّس في زاوية بعيدة في المسجد عن النظر، فإذا أقبل أحد قال : تعالوا اجلسوا جانبي، ثم يتبادل أطراف الحديث، كأنهم جالسين يتحدثون أو يقرءون القرآن أو ما أشبه ذلك. خوفاً من التصدُّر؛ لأن التصدُّر – في الحقيقة – بلاء يحمل الإنسان على العُجب ، وعلى أن يقول : أنا ، أنا..انتهى كلام الشيخ رحمه الله .
وهو ربما لا يحسن غير تلك المسألة التي جلب بها على أهل المجلس ، وأقبح منه أن يتقصد الكذب في مجالسه على أهل العلم وطلبة العلم المعروفين المشهورين أنهم أفتوا بكذا …وكذا … والأمر ليس كذلك ..
3 – وإضافة لما ذكره الشيخ : الجرأة على العلماء يسفه هذا ، وينتقص ذاك ويحط من قيمته ، ويحتقر آخرا وينفي عنه العلم ، ليلتف الناس حوله ويصرف وجوههم إليه وهو لا يحسن أن يحرر مسألة خفيفة اختلف فيها أهل العلم ..
4- التكبر عن الأخذ عن العلماء وعدم حضور مجالسهم بحجة أنه اكتفى أو بلغ مبلغ الرجال الذين يحق لهم التصدر والفتوى ، وإذا ذُكِّر بدرس لعالم أو حلقة علم لآخر زهد فيه وفي علمه ، وليصد طلبة العلم عنه ، ولا يرضى لطلبته أن يحضروا دروس غيره من العلماء وطلاب العلم الكبار وأن يستفيدوا من علمهم لاعتقاده أنه موسعة علمية ..
5 – ومنها من يتتبع الشواذ من العلم والأغلوطات ويهارش عليها في المجالس ، ويؤخذ علمه عن كل أحد ، ويروي كل ما سمع لا ينقح ولا يحرر ، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله .1539 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: «لَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ أَخَذَ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى كُلَّ مَا سَمِعَ»
6 – ومنها أيضا ما ذكره ابن عبد البر في هذا الأثر عن مالك قال : وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: «لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةَ، سَفِيهٍ مُعْلِنِ السَّفَهِ وَصَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ، وَرَجُلٍ مَعْرُوفٍ بِالْكَذِبِ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ لَا يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ» وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْخَبَرَ عَنْ مَالِكٍ مِنْ طُرُقٍ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ فَأَغْنَى عَنْ ذِكْرِهِ هَا هُنَا وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَابِ؛ لِأَنَّهُ مِنْهُ. جامع بيان فضل العلم (1542).
7 – ومنها أن لا يؤخذ من عرف بحادثة السن وضعف العقل ، وهو لا يحسن العلم كالخوارج فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام .عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ»(3611 -5057) وفي المسند (6/381)(3831)<<سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، أَحْدَاثٌ – أَوْ قَالَ: حُدَثَاءُ – الْأَسْنَانِ..>>.
فالخوارج ومن شاكلهم من أهل البدع من صفاتهم أنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ومع ذلك تصدروا ليقلوا من خير قول البرية فهم على عكس أهل السنة الذين من صفاتهم الرسوخ في العلم ورد المحكم إلى المتشابه، إذ من صفات المبتدعة الزيغ، وقلة العلم، وابتاع المتشابه، فمن جهة الجهل بالشرع حصل لهم الزيغ، فتركوا الأدلة المحكمة واتبعوا المتشابه فقادهم ذلك إلى الابتداع.
قال الشيخ العباد – جفظه الله – في شرح لهذا الحديث من سنن أبي داود (13/542)وحدثاء الأسنان هم صغار الأعمار، أي أنهم شبان، ووصفهم بأنهم حدثاء الأسنان معناه أنهم ما تقدمت بهم السن حتى يجربوا الأمور كما جربها وعرفها من تقدم به العمر، فإن الشباب يحصل في بعضهم شيء من التسرع أو الإقدام على أشياء تكون عاقبتها غير محمودة؛ وذلك لأنه ما حصل عندهم الثبات في الرأي، والثبات في الحق.ووصفهم أيضاً بأنهم سفهاء الأحلام، وذلك مأخوذ من السفه، والأحلام هي العقول، قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الطور:32].قوله: [(يقولون من قول خير البرية)].
هذا يوضح معنى ما سبق فيما تقدم من الأحاديث: (يحسنون القيل ويسيئون الفعل)، فهم يتكلمون كلاماً حسناً أو كلاماً جميلاً, وهو أن عندهم اشتغالاً بالقرآن، وعناية بالقرآن، ولكن حصل لهم الانحراف عن فهم القرآن، فصاروا بلاء على أهل الإسلام وحرباً لأهل الإسلام؛ ولهذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم وبين فضل قتالهم، وأن قتلهم فيه أجر عظيم وثواب جزيل من الله سبحانه وتعالى.وخير البرية هو الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يقولون من قوله، وكذلك يقرءون القرآن، ويشتغلون بقراءته.انتهى كلامه .
وقوله – حفظه الله -: فإن الشباب يحصل في بعضهم شيء من التسرع أو الإقدام على أشياء تكون عاقبتها غير محمودة..إلخ .
هذا صحيح كما حصل من بعض شباب الأنصار لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم أموال ثقيف التي غنمها وقالوا: غفر الله لرسول الله؛ يعطي صناديد قريش ويتركنا! فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجتمعوا في خيمة ضربت لهم، وقال: لا يأت معهم غيرهم، فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (ما كلمة بلغتني عنكم أنكم قلتم كذا وكذا؟ فقال الأنصار رضي الله عنهم: يا رسول الله! أما العقلاء فلم يتكلم أحد، وأما شباب منا حدثاء الأنسان فقالوا: غفر الله لرسول الله يعطي صناديد قريش ويتركنا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:<< لقد كنتم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي>>. شرح ابن ماجة للشيخ الراجحي (10/12).
ومثل هذا ما وقع من عروة بن الزبير رضي الله عنه ؛ ثم اعتذر لنفسه بعدما بينت له أم المؤمنين عائشة الصديقة..قال الشيخ العباد حفظه الله – وحديث عائشة رضي الله عنها فيه أن عروة بن الزبير الذي هو ابن أختها فهم أنه لا حرج على من لم يطف بين الصفا والمروة، واستدل بقوله تعالى: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة:158].
واعتذر رحمه الله لنفسه بكونه كان حديث السن، وتبين في النهاية أنه مخطئ في فهمه للآية، وأن المقصود أن الإنسان لا يترك السعي بين الصفا والمروة، فقالت عائشة: كلا، لو كان كما تقول لكانت: (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما).
إذاً: عروة رحمه الله اعتذر عن نفسه بكونه حديث السن، وهذا يدل على أن حدثاء الأسنان يحصل منهم أمور وأخطاء لا تنبغي؛ بسبب سوء الفهم، ولكن الكبار هم الذين يرجع إليهم ويعول على كلامهم، كما حصل من عائشة رضي الله عنها وأرضاها حيث بينت له أن الأمر ليس كما يفهم ولو كان الأمر كذلك لكانت الآية: (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما)، ثم بينت له سبب نزول الآية،شرح سنن أبي داود للعباد(27/222)
وختاما أقول : فطالب العلم تواق للعلم معظم لأهله وبالصدق في الطلب والإخلاص فيه والحرص الشديد عليه ، والمواصلة في الطلب ،والتفرغ له، والتحرق للإطِّلَاعِ عَلَى حَقَائِقِ الْمَعَارِفِ وقواعد العلم وضوابطه تََكَتملُ أهليته ، وَالْفَاضِلُ الْكَامِلُ بِمَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ الْعُلُومِ يَتَفَوَّقُ وَيَتَفَضَّلُ لَا بِتَحْسِينِ هَيْئَةِ اللِّبَاسِ وَالْمُزَاحَمَةِ عَلَى التَّصَدُّرِ فِي مَجَالِسِ النَّاسِ.
قَالَ الْحَكِيمُ الْفَارَابِيُّ:
أَخِي خَلِّ بَاطِلَ ذِي حَيِّزٍ وَكُنْ وَالْحَقَائِقَ فِي حَيِّزِ
فَمَا الدَّارُ دَارُ مُقَامٍ لَنَا وَمَا الْمَرْءُ فِي الْأَرْضِ بِالْمُعْجِزِ
يُنَافَسُ هَذَا لِذَاكَ عَلَى أَقَلَّ مِنْ الْكَلِمِ الْمُوجَزِ
مُحِيطُ الْعَوَالِمِ أَوْلَى بِنَا فَلمَاذَا التَّنَافُسُ فِي الْمَرْكَزِ
وصل اللهم وسلم على عبد ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتب : أبو بكر يوسف لعويسي 14/1/1436هـ
—————–
الهوامش :
1 – 914 – وَقَالُوا: لَا يَجْتَرِئُ عَلَى الْكَلَامِ إِلَّا فَائِقٌ أَوْ مَائِقٌ " جامع بيان العلم وفضله (1/549).
(2)قلت : قد تخوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من هؤلاء في قوله :<< وَإِنَّ مِنْ أَخْوَفِ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ المُضلِّين>> صحيح ـ ((الصحيحة)) (4/ 252 و 1957).وقوله : من حديث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ فَيُصَلِّيَ فَيَزِيدَ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رجلٍ» . (حسن)رَوَاهُ ابْن مَاجَه ".
(3)فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (2/274)ومجموع مؤلفات الشيخ عبد السلام البرجس (مجلد2/92) الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم .
(4)مجموع مؤلفات الشيخ عبد السلام البرجس (مجلد 2/93-94)الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم .

أنصري نبيك برتداء حجابك الشرعي _ دعوة للمشاركة 2024.

القعدة

القعدة

القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة
القعدة

بورك فيك أوخية
ربي يهدينا ويثبتنا على دينو
أمين

القعدة

القعدة
شكرآ أختي بآرك الله في طرحك ,
الله يهدينآ ويقدرنآ ,
ان شآء الله ,
تقبلي مروري ونقلي لموضوعك ,
سلآمي ’

بآرك الله فيكِ أختي الغالية
نسأل الله الهدآية نحن و جميع المؤمنآت
شكرااا لكِ على الموضوع
تحيآآآآآآآآآتي…

القعدة

القعدة

القعدة

القعدةالقعدة

فرصة لطلب الشرعي عن بعد على يدي أكبر علماء الأمة 2024.

بشرى تزف لطلبة العلم، وباب من أبواب الخير فتح …
تم بحمد الله وفضله افتتاح جامعة المعرفة العالمية (kiu.com.sa)
وهي صرح علمي متميز يعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات لتقديم تعليم عالي ذي جودة متميزة تصل للجميع في كل مكان. تعتمد الجامعة أسلوب التعليم عن بعد باستخدام الوسائل الالكترونية (شبكة الانترنت بشكل رئيسي). وتمنح الجامعة درجة البكالوريوس في تخصصي العلوم الشرعية وعلوم القرآن. وقد استقطبت الجامعة في هيئة التدريس كبار العلماء والأساتذة المعروفين لضمان تقديم محتوى دراسي متميز. عملت الجامعة على بناء خطط أكاديمية حديثة ومتطورة، تلبي احتياجات طلبة العلم بمختلف تخصصاتهم. واعتمدت على أسس ومبادئ ترتكز على أحدث أساليب التعليم المطبقة في اعرق الجامعات العالمية،وتتلخص في ثلاثة مبادئ هي
الدراسة الذاتية المحفزة

و التعلم الذاتي عن بعد
والتعليم المبدع.
ولقد بدأت الدراسة في الجامعة مع بداية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي(2017م-2017م)(1428هـ-1429هـ) وترحب بجميع الطلبة الراغبين بالانضمام اليها في الفصل الدراسي الثاني ،ويمكن تقديم طلبات الالتحاق الكترونياً بتعبئة نموذج الالتحاق الالكتروني…

انشر واحتسب الأجر فالدال على الخير كفاعله
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى….

حياك الله و بياك غاليتي الداعيه

وبارك الله فيك

لكن كيف التواصل مع الجامعه؟

بارك الله فيك وجزاك الله ألف خير إن شاء الله.

يمكنكم مطالعة جميع المعلومات عن الجامعة من موقع جامعة المعرفة العالمية
لكن الذي يظهر لي أن التسجيل مجاني لكن الدراسة ماهي بالمجان!!! والله أعلم.
https://www.almaarifah.com/websitear/index.php

في حال كان الرابط لا يعمل يمكن تمرو على الموقع مباشرة
www.almaarifah.com
والله الموفق.

شروط الدفاع الشرعي 2024.

شروط الدفاع الشرعي
الفرع الأول : الأحكام العامة للدفاع الشرعي:تنص المادة 39 ف2 وبناء على هده المادة يكون الفاعل في حالة الدفاع الشرعي إتيان ارتكاب الفعل الإجرامي إدا توفرت في سلوك المعتدي شروط الاعتداء (العدوان)وفي سلوك المعتدي عليه شروط الدفاع (الرد)
شروط الاعتداء:ليبرز الدفاع الشرعي رد الاعتداء يجب فيه أن يكون فيه الاعتداء من حيث زمنه حالا ومن حيث مجاله أن يهدد بارتكاب جريمة صد النفس أو المال ومن حيث وصفه أن يشكل خطر غير مشروع.
1-الاعتداء أو الخطر به حالا: المادة 39 ف 2 ق .ع.ج تنص صراحة على أن يكون الاعتداء (الخطر به) حالا لأن المشرع لا يبرر الفعل الإجرامي للمدافع إلا آدا كان الاعتداء غير متسع من الزمن ليمكنه اللجوء للسلطات العامة لتوفيق الاعتداء أورده.
*ويكون الخطر بالاعتداء حالا آدا كان وشيك الوقوع وبدأ ولم ينتهي ومن ثم آدا لم يبدأ الخطر يصبح الخطر احتمالي وأدا انتهى يصبح انتقام.

*من جهة أخرى يجب أن يكون الخطر بالاعتداء حقيقي لأن ضرورة الحالة المنصوص عليها في المادة 39 ف2 تستلزم أن لا يكون الخطر وهمي أو تصوري (صوري) إن توهم الجاني الخطر فانه لا يشكل شروط الدفاع الشرعي بل يمكنه أن يؤثر على الركن المعنوي بتخفيف العقوبة داخل المقدار المقرر قانونا .
2-الاعتداء على النفس أو المال: تبين المادة 39 ق.ع ج ف2 الدفاع الشرعي ضد فعل يهدد بالاعتداء أو الخطر به على النفس أو نفس الغير (الضرب ،الجرح) أو على مال المدافع أو على مال غيره مثل السرقة حتى ولم تربط المدافع بالمعتدي عليه أية صلة .
المواقف الفقهية:
– في نطاق الجرائم التي تمثل اعتداء على النفس يرى الفقه أن الخطر بالاعتداء الجسماني يبرر فعل المدافع لأنه يتعلق بسلامة الجسم وسلامة الحياة مثل القتل أو الصرر
بينما الخطر بالاعتداء المعنوي مثل السب والشتم والقذف…
لا يمنع اللجوء للقانون والسلطات العامة وبتالي ينفي وجه الدفاع الشرعي.

– إلا بعض الفقهاء الآخرون يتصور الدفاع الشرعي بوضع اليد على فم المعتدي لمنعه من مواصلة اعتبارات السب والشتم أو المكتوب المحتوي على القذف بشرط أن يكون بالقدر اللازم والمناسب لرد الاعتداء وبهذا المفهوم جعلوا الفقهاء صدا فعل الاعتداء يتوفر بشروط رد الاعتداء وهي اللزوم والتناسب
الجرائم التي تشكل الاعتداء أو الخطر به على المال

-في رأي بعض الفقهاء هدا الجرائم لا تبرر فعل القتل أو الجروح الجسيمة مثل العاهة المستديمة لأنه في إمكان المعتدي عليه اللجوء للمحاكم للمطالبة بالتعويض عن الضرر الناجم عن الاعتداء
في التشريع الجزائري الدفاع الشرعي مقرر المدفع لرد الاعتداء الدي تقع عليه أو على غيره ضد نفسه أو غيره أيضا ماله ومال غيره انه لا تتجاوز هده الوضعية ضرورة الإباحة.
3-الاعتداء غير المشروع :آدا توفر الاعتداء أو خطر عليه المقررة بنص المادة39 ق.م ج لا ينشىء حق الدفاع الشرعي آدا كان الاعتداء غير مشروع أي أن يهدد حقوق يحميها القانون ومن ثم يجب أن يكون الاعتداء قطعي بالمساس محمية قانونية.
-أن لا يكون المعتدي في حالة الإباحة أداء الواجب استعمال حق (الشرطي في أداء واجبه)
-أن يدخل في نطاق الإباحة الاعتداء الصادر من الشخص المنعدم مسؤولية (المجنون الذي ترفع عنه العقوبة بعذر قانوني لأن وصف الاعتداء غير مشروع لا شرط توافر العناصر اللازمة لقيام المسؤولية الجزائية على المعتدي أو قيام العقوبة ضده
غير أن بعض الفقهاء يفترضون أن تلك العناصر ضرورية لوصف الاعتداء الغير مشروع وبانعدامهما لا يتصورون مواجهة الاعتداء باستعمال الدفاع المشروع
المشرع الجزائري يتجنب في مادة 39 وصف الاعتداء بأنه يشكل جريمة بل اكتفاء بوصفه اعتداء يهدد النفس أو المال للمدافع أو الغير موقف واسع.
-أن يكون الاعتداء ناتج عن سلوك أنساني ومن تما في حالة هجوم حيوان يجوز استعمال الدفاع الشرعي ضد الشخص الذي حرضت الحيوان
أما آدا كان الهجوم بدون تحريض فان هده الواقعة تخضع لحالة الضرورة وليس لدفاع الشرعي عمل بالمادة 433 ق.ع
شروط الدفاع الشرعي:
حتى يبيح الدفاع الشرعي فعلل الدفاع لا يجب أن يكون المدافع على علم بالاعتداء وأن تكون إرادته موجهة لرد الاعتداء
رد الاعتداء يشكل بفعل إيجابي أو بفعل سلبي ويشترط في فعل المدافع لأن يكون لازمًا متناسب مع جسامة الاعتداء
1)- لزم فعل الدفاع :
فعل الدفاع هو الفعل اللازم للمواجهة مصدر بالاعتداء ومن شأنه رد الاعتداء أو منه
يكون فعل الدفاع لازمًا إذا لم يكون في إمكان المدافع استعمال وسائل آخري مشروعة لتفادي الخطر بالاعتداء وحماية حقه (مثل اللجوء إلى السلطات القضائية)
– لا يمكن تجنب الخطر بالاعتداء عن طريق الهروب لأن الهروب لا يتماشى مع كرامة الإنسان
2)- تناسب فعل الدفاع مع جسامة الاعتداء :
إذا كان فعل الاعتداء لازمًا يجب أن يكون متناسب مع الاعتداء أو الخطر به في جسامته ويعني ذلك : أن يكون بالقدر الضروري لرد الاعتداء وأن لا يتجاوز مقدار دفع الاعتداء ( ولقاضي الموضوع السلطة التقديرية في تحديد التناسب بالرجوع إلى معيار الرجل العادي في نفس الظروف) .

الفرع الثاني : الحالات الخاصة للدفاع الشرعي :
نصت المادة 40 ق.ع على الحالات التي تعدمن قبيل ضرورة الحالة بالدفاع الشرعي بمجرد قيام عناصرها دون إثبات لزوم الدفاع مع الاعتداء وهذا ما يجعل الفقه يطلق عليها بحالات الدفاع الشرعي الممتاز وتتمثل في حالتين :

الحالة الأولى : نصت عليها المادة 40 فقرة الأولى ق.ع ما يلي :
وتتضمن هذه شروط قيام الدفاع الشرعي المتمثل قيما يلي:
أ – من حيث الاعتداء :
– أن يكون الخطر مهدد بالاعتداء على حياة المدافع نفسه أو سلامة جسمه
– أن يشمل الاعتداء تسلق الحواجز أو الحيطان أو مداخل للأماكن أو منازل مكونة أو تابعة لها أو كسر شيئ منها
( وتعرف المنازل وتوابعها في المادة 355 ق.ع – والكسر معرف في المادة 386 قع – التسلق 357 )
– أن يتم الاعتداء ليلاوبظرفالليل بترتيب اضطراب على الحالة النفسية للمدافع وعليه جعلها المُشرع صورة للدفاع الشرعي الممتاز.
ب – من حيث رد الاعتداء :
إذا توفرت شروط الاعتداء السالفة الذكر يجوز للمدافع رد الاعتداء لفعل القتل أو الضرب أو الجرح دون البحث عن توفير الشروط للزوم أو التناسب رد الاعتداء مع الاعتداء أو إثباتهما

الحالة الثانية: الدفاع الشرعي الممتاز للحالة الثانية مقرر قي الفقرة الثانية للمادة 40 ق.ع ويجب لقيامها الشروط التالية:
· من حيث الاعتداء:
– المهدد الخطر بالاعتداء على نفس المدافع أو على غيره
– أن يقع التهديد من مرتكب جرائم السرقة والنهب
– أن يتم التهديد بالقوة أي بالعنف
· من حيث رد الاعتداء:
لم يحدد المشرع في هذه الحالة نوعية رد الاعتداء وتركها للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع من حيث تحديد التناسب

+ المطلب الثاني : اثبات الدفاع الشرعي :
أ‌- الدفاع الشرعي العادي ::: القاعدة العامة في أن عبئ الإثبات في الدفاع الشرعي مبني على عاتق المدافع لأنه من واجبه أن يقدم للقاضي ضمن دفوعه ما يثبت توافر شروط فعل الاعتداء وشروط فعل الدفاع والتي تشكل العناصر القانونية للدفاع الشرعي وتمكن المدافع من الاستفادة من وصفة فعالة مباحة
غير أن الفقه يرى أنه على النيابة أيضا عبئ الإثبات جميع عناصر قيام الجريمة واثبات عدم توافر صور الإباحة أي إنها منعدمة حتي لا يُخرج المجرم من نطاق الإباحة، ويرى الفقه أنه على القاضي استخلاص حالة الإباحة من الظروف الموضوعية المطروحة للمناقشة أمامه وإذا تطلب الأمر يلجأ للتحقيق التكميلي للضبط اقتناعه بالنسبة للوقائع.

2- حالات الدفاع الشرعي الممتاز :

في حالة الدفاع الشرعي الممتاز المنصوص عليها قي الفقرة الأولى المادة 40 قرر لها المشرع إقامة قرينة قانونية قاطعة لا تقبل العكس، ويتبين على قاضي الموضوع أن يقضي بقيامها إذا توفرت كل عناصرها من حيث الاعتداء
أما في حالة الدفاع الشرعي المقرر في الفقرة الثانية في نفس المادة فإنها تحتوي على قرينة قطعية من حيث الاعتداء أما بالنسبة لرد الاعتداء فهي ترجع لقاضي الموضوع تحديد التناسب ومن ثم يشترط تناسب رد الاعتداء مع الاعتداء إثبات مثل ما هو معمول به في الدفاع الشرعي العادي.

اتمنى ان تستفيدوا و الله هو الموفق
تحياتي

شرح رائع لكن تنقصه الدقة…
عند الإجابة عن سؤال كهذا فيكفي ذكر شروط الدفاع الشرعي في كلمتين: التناسب و اللزوم…

المنهج الشرعي في مناصحة ولي الأمر 2024.

المنهج الشرعي في مناصحة ولي الأمر

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من معاليكم توجيه كلمة حول الطريقة الشرعية في مناصحة ولي الأمر وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن مع بيان المنهج الشرعي في كيفية المناصحة وبيان ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، وهل هناك مفاسد مترتبة في المناصحة العلنية لولي الأمر. وفقكم الله وبارك في علمكم ونفع به الإسلام والمسلمين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
نصيحة ولي أمر المسلمين واجبة لقوله صلى لله عليه وسلم: "الدين النصيحة"،
قلنا لمن يا رسول الله قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"،
ولكنها تكون سرًا بين الناصح وولي الأمر، بدليل حديث:
"من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سرا، فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه"،
أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وكان أسامة بن زيد ينصح عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنه سرًا ولا يظهر ذلك للناس هذا هو السنة في نصيحة ولي الأمر،

أما الإنكار عليه بالمظاهرات أو في الصحف أو في الأشرطة أو في وسائل الإعلام أو في الكتب والمنشورات فكل ذلك خلاف السنة وهو يفضي إلى مفاسد وفتن وشرور وتحريض على الخروج على ولي الأمر
ويفرق بين الراعي والرعية
ويحدث البغضاء بين ولي الأمر والرعية
وليس ذلك من هدي الإسلام الذي يحث على جمع الكلمة وطاعة ولي الأمر
فهو أمر منكر وليس من النصيحة في شيء
وإنما هو من الفضيحة حتى في حق أفراد الناس فكيف بولي الأمر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

طريقة طلب العلم الشرعي للعلامة الوالد عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله 2024.

فليعلم كل مسلم ومسلمة أن تحصيل العلم له طريقان ولا ثالث لهما حسب علمي:
الطريق الأول: (وهي الطريقة المثلى والطريقة العُليا) هي طريقة التلقي، مُشافهة عن أهل العلم، فهذه الطريقة إن لم يكن كُلها صوابا فجُلَّها، بمعنى أن الخطأ لدى أهلها قليل إلى جنبِ صوابهم، وهذه الطريق هي طريقة الصحابة – رضي الله عنهم – فإنهم أخذوا عن النبي- صلى الله عليه وسلم – المشافهة علم الشريعة وقد يأخذ بعضهم عن بعض عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، وعن الصحابة أخذ الأئمة من التابعين مثل سعيد بن جُبير وسعيد بن المسيب وعِكرمة مولى ابن عباس وأبي العالية الرياحي والشعبي وأبي سيرين محمد وأنس وعُروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وخالد بن زيد وأمثالهم من الأئمة، ثم أخذ عن الأئمة التابعين الأئمة الذين بعدهم كالأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين وليث بن سعد والبخاري ومسلم وغيرهم ممن هو من أهل العلم والإيمان والفضل وجلالة القدر وفي سبيلها كانت الرحلات الطويلة فيرحل عالم إلى قُطر وحين وفوده عليهم فإنه يأخذ من علمائهم ويأخذ عنه طلاب العلم، هذه أفضل طريقة وأصوب طريقة.

الطريقة الثانية: وسيذكر المُصنف في ثنايا هذا الكتاب ولا أدري نأتي عليه الليلة أو فيما بعد إن شاء الله تعالى، أثرا عن جابر – رضي الله عنه – أنه رحل من أجل حديث واحد ، وكان أهل هذه الطريق يطلبون الإسناد العالي فكُلما علا الإسناد عندهم فهو أفضل.
الطريق الثانية طريقة التحصيل الذاتي وهذه قسمان:
الأولى: طريقة أخذ أهلها ما يسر الله لهم من أصول العلم الشرعي من أهله، مُشافهة، ثم بعد حذقهم هذا العلم وقواعده وأصوله فإنهم يستقلون بأنفسهم لأن أشياخهم زكّوهم وأثنوا عليهم خيرا، ومن طريق ما يُروى قول الإمام مالك – رحمه الله -:"ما أفتيْتُ حتى أذن لي سبعون من مشايخي".
قالوا:"ولو لم يأذنوا لك؟".
قال: "ما أفتيت".
بل وكان من حرصهم ومن عظيم عنايتهم بهذا أن العالم يأخذ الإذن أولًا من شيخه.
وثانيًا يأخذ منه تحديد المكان الذي يُعطي العلم فيه فإن هذا الصنف لا بد لهم من تحصيل مُستقل، يستقلون به، يتلقوْنه بأنفسهم فهذا القسم ينبني على الطريق السابقة لأنه يندر أن يُلازم تلميذٌ شيخهُ حتى يموت هذه نادرة أو يموت التلميذ هذه نادرة.
القسم الثاني: وهم من استقلوا بالتحصيل بأنفسهم ولم يتتلمذوا على أشياخ فهذه الطريق الخطأ فيها أكثر من الصواب لأن سالك هذه الطريقة يعتمدُ على نفسه وعلى فهمه ولم يتلق أصول العلم الشرعي عن أهله، يُصيب ويُخطأ ولكن الخطأ في أهل هذا القسم أكثر من الصواب ولهذا قيل قديمًا :"من كان شيخهُ كتابه فخطأهُ أكثر من صوابه".

المصدر
شرح صحيح البخاري – الدرس السادس
للعلامة الوالد عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله

بارك الله فيك.
و فيك بارك الله.
يقول حفظه الله تعالى حسب علمي وهذا من تواضع الشيخ..

بارك الله فيك أبو ليث

بارك الله فيك و حفظ الشيخ عبيد الجابري .
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا .