رقم 986 – الزهد في الدنيا وطلب الآخرة‏ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

رقم 986 – الزهد في الدنيا وطلب الآخرة‏

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).



قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": (هَمَّهُ) أَيْ قَصْدُهُ وَنِيَّتُهُ.


(جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ
(وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُتَفَرِّقَةَ بِأَنْ جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ

(وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا) أَيْ مَا قُدِّرَ وَقُسِمَ لَهُ مِنْهَا (وَهِيَ رَاغِمَةٌ) أَيْ ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا

(وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ) وَفِي الْمِشْكَاةِ: وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا

(جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ) الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُجْتَمَعَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اِجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ , فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ

(وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) أَيْ وَهُوَ رَاغِمٌ, فَلَا يَأْتِيهِ مَا يَطْلُبُ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ وَأَنْفِ أَصْحَابِهِ.

******

منقول

الزهد في الدنيا 2024.

السلام عليكم جميعا

سُئل الحسن البصري عن سر زهده في الدنيا فقال:

أربعة أشياء

علمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به.

وعلمت أن رزقي لا يذهب إلى غيري فاطمأن قلبي.

و علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية.

وعلمت أن الموت ينتظرني فاعددت الزاد للقاء ربي.

رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له:

أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث أتجيبني؟ قال الرجل: نعم.
* فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا
* قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال: كلا
* قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا
فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟!

:::: الشكوى إلى الله ::::

قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني

ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان :

صديق تسوؤه و عدو تسره.

يا ابن أخي:

لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه

ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك.

يا ابن أخي

إحدى عيني هاتين ما
أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.

::::

قال أحد الصالحين : – عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول:

{ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }

والله تعالى يقول بعدها:

{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر }

.(الأنبياء:84)

– وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول:

{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }

والله تعالى يقول بعدها:

{ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين }

(الأنبياء 88)

– وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول:

{ حسبنا الله ونعم الوكيل }

والله تعالى يقول بعدها:

{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }

(آل عمران:174).

– وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف
يذهل عنه أن يقول

{ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }

والله تعالى يقول بعدها:

{ فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).

– وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:

{ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله }

(الكهف:39)

منقووووول للفائدة ….. تالة

بارك الله فيك اختاه وجعله الله في ميزان حسناتك……. ننتظر جديدك….
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة re30me القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك اختاه وجعله الله في ميزان حسناتك……. ننتظر جديدك….
القعدة القعدة
وفيك بارك الله ريم …. وجعلك الله من الزاهدين في الدنيا المقبلين على الله والآخرة ..قولي آآآآميييين

موضوع جميييييل جدا
جزاك الله خيرا
وحفظك لوالديك

شكراااا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة خ القعدة
القعدة
القعدة

موضوع جميييييل جدا
جزاك الله خيرا
وحفظك لوالديك

شكراااا

القعدة القعدة
أنت أجمل غاليتي …. ويحفظك تاني للبابا ولماما ….مشكوووورة

بسم الله الرحمــن الرحيــم
/
و دآء الاسآن انهـ ابتلي بالنسيآن
ودوآء النسيآن عند الانسآن اخوة صادقة في الله تذكرهـ
جزاكي الله خيرا يا غالية يا تالة
بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالة القعدة
القعدة
القعدة

وفيك بارك الله ريم …. وجعلك الله من الزاهدين في الدنيا المقبلين على الله والآخرة ..قولي آآآآميييين

القعدة القعدة

اللهم آآآآآآآآآآآآآآآمين شكرااااااااااا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eureka القعدة
القعدة
القعدة
بسم الله الرحمــن الرحيــم
/
و دآء الاسآن انهـ ابتلي بالنسيآن
ودوآء النسيآن عند الانسآن اخوة صادقة في الله تذكرهـ
جزاكي الله خيرا يا غالية يا تالة
القعدة القعدة
وجزاك الله كل الخير حنونتي إيروكا … فعلا ..

أجمل ما للإنسان في الدنيا صداقة تذكره بالصواب إذا أخطأ وتشجعه إذا أفلح

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة re30me القعدة
القعدة
القعدة
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآمين شكرااااااااااا
القعدة القعدة
العفو ريم … محتاجين للدعاء لبعضنا صح ؟

كلام الإمام أحمد في الزهد والرقائق 2024.

كلام الإمام أحمد في الزهد والرقائق

يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: أخبرنا المبارك بن أحمد الأنصاري عن عبد الله بن أحمد السمرقندي قال سمعت إبراهيم بن سفيان يقول: سمعت أبا عصمة بن عاصم البيهقي يقول: بت ليلةً عند أحمد بن حنبل ، فجاء بالماء فوضعه -إذا رأى الإمام أحد طلبة العلم يأتي ينام عنده جاءه بالماء فوضعه عنده، حتى يقوم الليل؛ لأن قيام الليل عندهم أمر بديهي، ونحن عندنا صلاة الفجر صعبة وقد ننام عنها أو نؤخرها في بعض الأيام، ومع ذلك نلتمس الأعذار لأنفسنا- فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان، فقال: -سبحان الله- رجل يطلب العلم لا يكون له ورد من الليل، كيف تطلب العلم، وتطلب دراسة الشريعة والفقه ولا يكون لك ورد في الليل؟
ويقول ابن المديني رحمه الله تعالى: ودعت أحمد بن حنبل فقلت له: توصيني بشيء يا أبا عبد الله ؟

فقال: نعم، اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك. ولا يحتاج إلى كلام أكثر من العبارة هذه، سطر واحد فيه كل التقوى، والورع، والخوف، والزهد، وانقضاء الأمل، والدنيا.
وقال يحيى الجلاب : سمعت أحمد بن حنبل يقول: عزيز عليَّ أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت قلوبهم القرآن.
أناس حفظوا القرآن ثم يموتون، ما يخلفهم بعدهم أحد، وفعلاً كلنا يشعر بهذا، عندما أصبحت معارك الردة بين المسلمين والكفار ومات كثير من حفاظ القرآن، خاف المسلمون على القرآن فجمعوه، والآن كم واحد فينا في المسجد هنا يحفظ القرآن يا إخواني؟ قليل جداً، نحفظ قال فلان وحدثنا فلان، نحفظ مصطلح الحديث، وكلام الله سبحانه وتعالى نغفل عنه كثيراً، ويمكن أن الواحد فينا لا يحفظ في اليوم آية، كلنا يا إخواني كلنا مقصرين، لذلك قالوا: الذي يحفظ كل يوم ثلاثة آيات على مدار خمس سنوات يحفظ القرآن كله، والذي يحفظ ست آيات يومياً يحتاج إلى سنتين ونصف ليحفظ القرآن الكريم.
انظروا.. يا إخواني المسألة سهلة؛ لكن بهمة ومصابرة ومتابعة، وعلى حسب نفسيات الناس.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبي؟ فقال: يا بني انو الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير. انو إذا كان عندك ألف دينار أن تتبرع بها كلها للمسلمين وللفقراء وللمحتاجين، لكن اصدق النية لعلَّ الله عز وجل برحمته أن يكتبها لك ويحسبها لك، ماذا خاسر أنت؟
وقال أبو بكر المروزي : سمعت أحمد بن حنبل وسئل: بم بلغ القوم حتى مدحوا؟ أي: العلماء الذين نتكلم عنهم لماذا يمدحهم الناس؟ فقال: الصدق مع الله، ويعني بالصدق هنا: الإخلاص لله رب العالمين.
يقول: أبو بكر نفسه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن لكل شيء كرماً، وكرم القلب الرضا عن الله عز وجل.
وقال محمد بن إسماعيل بن العلاء : حدثني أبي قال: دعاني رزق الله الكلواني ، فقدم إلينا طعاماً كثيراً، وذكر نوع الطعام، فقال أحد الجالسين -معهم يحيى بن معين وأبو خيثمة وجماعة، فقدم لهم طعاماً ثميناً، وأحمد بن حنبل جالس- فقال رجل من الجالسين: والله لقد أسرفت في الطعام، فقال أحمد بن حنبل : لا. والله، لو أن الدنيا جمعت حتى تكون في بغداد لقمة ثم أخذها امرئ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفاً، فقال له يحيى : صدقت يا أبا عبد الله .
قوة العلاقة بالإخوة، لو أن الدنيا كلها جمعتها كأنها لقمة ووضعتها في فم أخيك المسلم ما أنت بمسرف، لأن حق المسلم على المسلم قوي، وللمسلم على المسلم حقوق وردت في أحاديث كثيرة جداً.
أحمد بن حنبل مربٍ كبير يعلم الناس، اسمع هذه القصة كيف يربي ويوجه الناس:
كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجل، وكان ممن يمارس المعاصي والقاذورات، جاء يوماً إلى مجلس أحمد بن حنبل فسلم عليه، فكأن أحمد لم يرد عليه رداً تاماً وانقبض منه، يعني: أحمد بن حنبل ما رد عليه رد كامل ليحسسه بعيبه من عمل المعاصي، إنما هو ليس راض عليه أن يعمل هذه المعاصي وهذه القاذورات، فكأن أحمد لم يرد عليه رداً تاماً وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله لم تنقبض مني؟ فإني قد انتقلت عما كنت تحذره مني برؤيا رأيتها -يقول: أنا تركت المعصية، وتركت الشيء الذي كنت تحسبني مداوماً عليه في المعاصي برؤيا رأيتها في المنام، والآن يقص الرؤيا التي رآها الرجل في المنام اسمع معي- فقال الإمام أحمد رضي الله عنه: وأي شيء رأيت؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي أو بصورتي ).
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علو من الأرض، وناس كثير أسفل جلوس، قال: فيقوم رجل منهم إليه فيقول له: ادع لي، فيدعو له حتى لم يبق من القوم غيري، فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه، استحييت من النبي من المعاصي التي كنت أفعلها، فقال: يا فلان! لم لا تقوم إلي تسألني أن أدعو لك؟ قلت: يا رسول الله! يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، قال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدعو لك، فإنك لا تسب أحداً من أصحابي، قال: فقمت فدعا لي، قال: فانتبهت وقد بغض الله إلي ما كنت عليه، قال: فقال الإمام أحمد بن حنبل : يا جعفر، يا فلان، يا فلان من طلبة العلم.. حدثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع. حادثة جميلة يستأنس بها وتثار بين الناس، لعل فيها عبرة

ماشاء الله ..جزاكم الله خيرا على الموضوع المفيد والنافع والله إن فيه لعبرة وموعظة .
مشكوووووووووووووووووووووووور

……..

رحم الله الإمام أحمد
كلمات تكتب بماء الذهب

"سبحان الله- رجل يطلب العلم لا يكون له ورد من الليل، كيف تطلب العلم، وتطلب دراسة الشريعة والفقه ولا يكون لك ورد في الليل؟ "


"اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك"

"عزيز عليَّ أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت قلوبهم القرآن"

"يا بني انو الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير"

"لا. والله، لو أن الدنيا جمعت حتى تكون في بغداد لقمة ثم أخذها امرئ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفاً، "

"الصدق مع الله، "

لا إله إلا الله محمد رسول الله

لا تتم الرغبة فى الآخرة الا بالزهد فى الدنيا 2024.

لا تتم الرغبة في الآخرة الا بالزهد في الدنيا

فائدة لا تتم الرغبة في الآخرة الا بالزهد في الدنيا،ولا يستقيم الزهد في الدنيا الا بعد نظرين صحيحين:
نظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها وألم المزاحمة عليها والحرص عليها وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم حال الظفر بها وغم وحزن بعد فواتها فهذا أحد النظرين.

النظر الثاني النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما هنا فهي كمال الله سبحانه، والآخرة خير وأبقى، فهي خيرات كاملة دائمة وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة،فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره وزهد فيما يقتضي الزهد فيه فكل أحد مطبوع على إن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة الا إذا تبين له فضل الأجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له وأما لعدم رغبته في الأفضل.
وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة فان الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها إما أن يصدق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى وإما أن لا يصدق بذلك، كان عادما للإيمان رأسا وان صدق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه، فإيثار الدنيا على الآخرة أما من فساد في الإيمان وإما من فساد في العقل، وما أكثر ما يكون منهما ولهذا نبذها رسول الله وراء ظهره هو وأصحابه وصرفوا عنها قلوبهم وطرحوها ولم يألفوها وهجروها ولم يميلوا إليها وعدوها سجنا لا جنة فزهدوا فيها حقيقة الزهد ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوصلوا منها إلى كل مرغوب فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردها وفاضت على أصحابه فآثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الآخرة بها وعلموا أنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر وأنها دار عبور لا دار سرور وإنها سحابة صيف تنقشع عن قليل وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى أذن بالرحيل قال النبي (مالى وللدنيا انما انا ****ب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها) وقال (ما الدنيا في الآخرة الا كما يدخل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما ترجع) وقال خالقها سبحانه (انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) فاخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها وأخبر عن دار السلام ودعا إليها وقال تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) وقال تعالى (اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) وقال تعالى
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله وعنده حسن المآب قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) وقال تعالى (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع)
وقد توعد سبحانه أعظم الوعيد لمن رضي بالحياة الدنيا وأطمأن بها وغفل عن آياته ولم يرج لقاءه فقال (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين فقال (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل) وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة ويكفي بالزهد في الدنيا قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) وقوله (ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم) وقوله (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون) وقوله تعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها) وقوله (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة) وقوله (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم الا قليلا لو إنكم كنتم تعلمون) وقوله (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم الا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم الا يوما) والله المستعان وعليه التكلان .

القعدة

بارك الله فيك اخيي
جعلها الرحمن في ميزان حسناتك
بارك الله فيك وجزاك الله
بارك الله فيكم.

سر الزهد في الدنيا 2024.

سر الزهد في الدنيا

سئل الحسن البصري فقيل له :

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»ما سر زهدك في الدنيا ؟؟«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

فقال : علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له ،

وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به ،

وعلمت بأن الله مطلع علي فاستحييت أن أقابله على معصية ‘

وعلمت بأن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله .

الزهد لكن في الاجر 2024.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمر علينا أحاديث من حين لآخر نجد فيها ما يجعلنا نشعر بالفعل بمقدار تقصيرنا

أحاديث نبوية صحيحة نجد فيها اجوراً عظيمة جداً
وهي لا تأخذ من وقتنا سوى نصف دقيقة ! أو عشرين ثانية !! أو حتى عشر ثوان !!!

بالفعل تقصير كبير من كثير من الناس وأنا منهم بهذه الأجور العظيمة التي لا تتطلب منـّا سوى تحريك اللسان ! وحضور القلب..

تعالوا مثلاً نرى ماهو الشيئ المشترك في كثير من آمال وأحلام الرجال والشباب
أليس هو إمتلاك الشقة أو العمارة أو الفـّيلا أو حتى القصر بالنسبة للأغنياء

حسنا بالله عليكم أليس الشاب يُـفـني حياته كلها من أجل أن يمتلك شقة أو حتى يستأجر شقة ويتزوج !!

حسنا لو جاء شخص وأخبرك أنك لو عملت له عملا منهكا متعبا مثلاً في البناء أو الحدادة أو النجارة لمدة 12 ساعة يومياً وبعد شهر سوف يسـّـلمك مفتاح شقة تـــمـــلـــيك

والله لا أظن يبقى شاب إلا وتقدم لهذه الوظيفة رغم أنها متعبة وشاقة وتستهلك جهداً بدنياً كبيراً ..

أرأيتم سنبذل الكثير والكثير وسنعمل بلذة لأن الحلم أمام أعيننا وميـقـنين أنه سيتحقق بعد شهر

حسنا لنرى العرض الذي قدمه الله لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم

و نرى الفرق في العطية وفي الجهد المبذول !

من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة


الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع –
خلاصة الدرجة: صحيح

—–

رواية اخرى
——–
من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة
الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة –
خلاصة الدرجة: حسن لغيره

——–

يعني لا أدري أبدأ من أين ..

قصر أو بيت والذي يبنيه هو الله
ولك أنت أيها العبد المقترف للذنوب الفقير إلى الله الظالم لنفسه

يبني لك الله قصراً والمطلوب منك تقرأ سورة الصمد عشر مرات

آآآآآآآآآآآآهــ كم نحن زاهــــــــــــــــدون ولكم ليس في الدنيا بل في الأجر

بالله عليكم وكل واحد يسال نفسه و يجيب نفسه لانريد أن نعرف نحن….. بينك وبين نفسك
متى آخر مرة قرأت قل هو الله أحد عشر مرات حتى تفوز ببيت في الجنة ؟؟؟؟ !!!!!

أترك الجواب لك ..

حتى لو قرأتها اليوم

فكم مرة قرأتها ..؟؟!!

تخيل لو واحد تاجر غني جداً طلب منك نـــــــــفـــــــــــس الطلب
وقال لك كل ماقرأت قل هو الله أحد عشر مرات ساعطيك شقة ! وليس بيتاً … شقة فقط

أنا أجزم أنّ لساننا لن يفتر عن قراءة السورة طوال اليوم …. ولكي تكسب شقق
وطوال يومك ستبقى هكذا ..

اذا نفس العرض من الله !!

بل وقال لك قــــصـــــــر !! وأترك لك أن تتخيل شكل القصر !!

ورغم ذلك ربما تقولها مرة واحدة فقط

المسألة مسألة إيمان ……..
أنت مؤمن بإذن الله لكن درجة الايمان قد تكون ضعيفة فتشعر بدون أن تشعر ! أن هذا الشيئ كأنه حلم … ومثال التاجر الغني الذي ضربته لكم يوضح كلامي !

هذا ما أستطيع ن أعلـّق به

والموضوع هذا موجه لي أولاً ثم تذكيراً لغيري

أمـا آن لنـا أن نترك الزهد في الاجور ونبني بيوتاً وقصور نجدها عند الله

شمروا على ساعديكم
لو نبني كل يوم ثلاثة قصور فقط
في اخر الشهر يكون لك 90 قصر !!
أغنى مـَـلـِكْ الآن لا أظنه يملك 90 قصراً ، وإن كان يملك ذلك فلن يتمتع بها كلها لصعوبة ذلك .. أمـّا في الجنة فلوضع يختلف ..
طبعاً القبول عند الله … والاخلاص والمتابعة شرط لقبول العمل

وليعـّلم الأب أبناءه الصغار بأن يقولوا ذلك والصغار ربما يتحمسون لذلك أكثر من الكبار ، ولتعـّلم الأم أبناءها وليحتسبوا الأجر وفي هذا ترغيب للأطفال بأن يعملوا للجنة ، وفيه زيادة في الإيمان .

على العموم من أحب أن يشارك بحديث يــكون فيه أجر عظيم بعمل قليل فليفيدنا جميعاً

لاتنسوني من دعاءكم

أدخلنا الله وإياكم الفردوس بغير حساب ولاعذاب

انشروا الموضوع
وتذكروا
الدال على الخير كفاعله
يعني إن شاء الله تكون لكم مثل قصور كل من يطبق الحديث..


مشكور جدا أخي
موضوع فيم و رائع
بارك الله فيك
و جعله في ميزان حسناتك
دعواتي لك
و رمضانك مبارك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الروح القعدة
القعدة
القعدة

مشكور جدا أخي

موضوع فيم و رائع
بارك الله فيك
و جعله في ميزان حسناتك
دعواتي لك

و رمضانك مبارك

القعدة القعدة

جزاك الرحمان كل خيرا غاليتي على الاطلالة الرائعة

دام لنا تواصلك

في حفظ المولى

من صور الورع والزهد 2024.

من صور الخشية والورع
ـ رحم الله أمير المؤمنين عمربن عبد العزيز، الخليفة التقي الورع العادل ، خامس الخلفاء الراشدين وأكرم بجده الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم أجمعين .
هذه صور نيِّرة من حياة ( أشَجَّ بني أمية) ، الخليفة الزاهد الذي أدار ظهره للدنيا وزخرفها وأقبل على الله في خشية وتضرع ورجاء.

* دخلت عليه زوجته فاطمة وهوفي مصلاه ، يده على خده سائلة دموعه ، فقالت : "يا أمير المؤمنين ، ألشيء حدث " ؟

قال : " يا فاطمة ! إني تقلدت أمرأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، العاري المجهود ، والمظلوم المقهور ، والغريب المأسور ، والكبير ، وذي العيال في أقطار الأرض ، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم وأن خصمَهم دونهم محمد ، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته ، فرحمت نفسي فبكيت".
* لما حضرته الوفاة ، دخل عليه (مسلمة بن عبد الملك). وقال: " إنك يا أمير المؤمنين قد فطمت أفواه أولادك عن هذا المال.. فحبذا لو أوصيت بهم إلي ، أو إلى من تفضله من أهل بيتك". فقال عمر": قد سمعتُ مقالتك يا مسلمة ، أمَا قولك أني فطمت أفواه أولادي عن هذا المال . فإني واللهِ ما منعتهم حقاً هو لهم ، ولم أكن لأعطيهم شيئاً ليس لهم . أما قولك لو أوصيت بهم إلي، أو إلى من تفضله من أهل بيتك . فإنما وصيي وولي فيهم الله الذي نزل الكتاب بالحق ، وهو يتولى الصالحين . واعلمْ يا مسلمة أن أبنائي أحدُ رجلين: إما رجل صالح متقن فسيغنيه الله من فضله ويجعل له من أمره مخرجا. وإما رجل طالح مُكِبٌّ على المعاصي، فلن أكون أول من يعينه بالمال على معصية الله تعالى" .
إن لنا في أصحاب هذه المواقف الجليلة أسوة حسنة ، وعبرة لمن أراد أن يعتبر.
اللهم يسر لنا ولولاة أمورنا التأسي بهم والسيرعلى نهجهم القويم .
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
القعدة

بارك الله فيك اخي
وكل ماقدمته رائع بالتوفيق لك
جزاك الله خيرا
جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير.
بارك الله فيك

و جزيت خير الجزاء يا رب

ربي ينورك

كيف يتم الزهد في الدنيا 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام ابن القيم رحمه الله

(لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا,

ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:

النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخسّتها, وألم المزاحمة عليها والحرص عليها, وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد,

وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف,

فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها, وهم في حال الظفر بها, وغم وحزن بعد فواتها.

فهذا أحد النظرين.

(النظر الثاني) في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد, ودوامها وبقائها, وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ها هنا

فهي كما قال سبحانه:** وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } الأعلى 17.

فهي خيرات كاملة دائمة, وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.

فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره, وزهد فيما يقتضي الزهد فيه.

فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة, إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له, وإما لعدم رغبته في الأفضل.

وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة.

فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها إما أن يصدّق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى, وإما أن لا يصدّق, فإن لم يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا, وإن صدّق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه.

وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه.

فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد الإيمان, وإما من فساد العقل.

وما أكثر ما يكون منهما.

ولهذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه وصرفوا عنها قلوبهم, وأطرحوها ولم يألفوها, وهجروها ولم يميلوا إليها, وعدّوها سجنا لا جنّة.

فزهدوا فيها حقيقة الزهد, ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوصلوا منها إلى كل مرغوب.

فقد عرضت عليه ****** كنوزها فردّها, وفاضت على أصحابه فآثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الآخرة بها, وعلموا أنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر, وأنها دار عبور لا دار سرور, وأنها سحابة صيف تنقشع عن قليل, وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مالي وللدنيا, إنما أنا ****ب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها"

أخرجه الترمذي في الزهد 4508(2377), وابن ماجه وأحمد.

وقال:" ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع".

أخرجه مسلم في الجنة 42193 رقم 55 [2858], والترمذي وابن ماجه.

وقال خالقها سبحانه:

** إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

يونس 24,25,


فأخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها, وأخبر عن دار السلام ودعا إليها.

وقال تعالى:

** وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف 45,46.

وقال تعالى:** اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } الحديد 20.

وقال تعالى:** زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } آل عمران 14,15.

وقال تعالى:** وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ } الرعد 26.

وقد توعّد سبحانه أعظم الوعيد لمن رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته ولم يرج لقاءه,

فقال:** إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } يونس 7,8.

وعيّر سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين,

فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } التوبة 38.

وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة,

ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى:** أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } الشعراء 205-207.

وقوله:** وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يونس 45.

وقوله: ** كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } الأحقاف 35.

وقوله تعالى:** يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا. إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } النازعات 42-46.

وقوله:** وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ } الروم 55.

وقوله: ** قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }المؤمنون 112-114.

وقوله:** يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً } طه 102-104.

والله المستعان وعليه التكلان.)

( الفوائد ص227)