الورع لطالب العلم إلى الممات 2024.

فصل [ الورع لطالب العلم إلى الممات]

رأيت نفراً ممن أفنى أوائل عمره و ريعان شبابه في طلب العلم يصبر على أنواع الأذى ، و هجر فنون الراحات ، أنفة من الجهل ، و رذيلته ، و طلباً للعلم و فضيلته ، فما نال منه طرفاً رفعه عن مراتب أرباب الدنيا .
و من لا علم له إلا بالعاجل ضاق به معاشه أو قل ما ينشده لنفسه من حظوظ ، فسافر في البلاد يطلب من الأرذال ، و يتواضع للسفلة و أهل الدناءة و المكاس و غيرهم .
فخاطبت بعضهم و قلت :ويحك أين تلك الأنفة من الجهل التي سهرت لأجلها ، و أظمأت نهارك بسببها ، فلما ارتفعت و انتفعت عدت إلى أسفل سافلين .
أفما بقي عندك ذرة من الأنفة تنبو بها عن مقامات الأرذال ؟
و لا معك يسير من العلم يسير بك عن مناخ الهوى ؟
و لا حصلت بالعلم قوة تجذب بها زمام النفس عن مراعي السوء ؟ على أنه يبين لي أن سهرك و تعبك كأنهما كانا لنيل الدنيا .
ثم إني أراك تزعم أنك تريد شيئاً من الدنيا تستعين به على طلب العلم ، فاعلم أن التفاتك إلى نوع كسب تستغني به عن الأرذال أفضل من التزيد في علمك .
فلو عرفت ما ينقص به دينك لم تر فيما قد عزمت عليه زيادة ، بل لعله كله مخاطرة بالنفس ، و بذل الوجه طالما صين لمن لا يصلح إلتفات مثلك إلى مثله .
و بعيد أن تقنع بعد شروعك في هذا الأمر بقدر الكفاف ، و قد علمت ما في السؤال بعد الكفاف من الإثم .
و أبعد منه أن تقدر على الورع في المأخوذ .

و من لك بالسلامة و الرجوع إلى الوطن ؟ و كم رمى قفر في بواديه من هالك !
ثم ما تحصله يفني و يبقى منه ما أعطى ، و عيب المتقين إياك ، و اقتداء الجاهلين بك .
و يكفيك أنك عدت على ما علمت من ذم الدنيا بشينه إذ فعلت ما يناقضه ، خصوصاً و قد مر أكثر العمر .
و من أحسن فيما مضى يحسن فيما بقي . صيد الخاطر

الورع 2024.

الورع

قال أبو بكر رضي الله عنه:
كنا ندع سبعين بابا من الحلال،مخافة أن نقع في باب من الحرام.
(الرسالة القشيرية ص110 والعدد "سبعين" المراد به التعبير عن الكثرة) .

من صور الورع والزهد 2024.

من صور الخشية والورع
ـ رحم الله أمير المؤمنين عمربن عبد العزيز، الخليفة التقي الورع العادل ، خامس الخلفاء الراشدين وأكرم بجده الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم أجمعين .
هذه صور نيِّرة من حياة ( أشَجَّ بني أمية) ، الخليفة الزاهد الذي أدار ظهره للدنيا وزخرفها وأقبل على الله في خشية وتضرع ورجاء.

* دخلت عليه زوجته فاطمة وهوفي مصلاه ، يده على خده سائلة دموعه ، فقالت : "يا أمير المؤمنين ، ألشيء حدث " ؟

قال : " يا فاطمة ! إني تقلدت أمرأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، العاري المجهود ، والمظلوم المقهور ، والغريب المأسور ، والكبير ، وذي العيال في أقطار الأرض ، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم وأن خصمَهم دونهم محمد ، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته ، فرحمت نفسي فبكيت".
* لما حضرته الوفاة ، دخل عليه (مسلمة بن عبد الملك). وقال: " إنك يا أمير المؤمنين قد فطمت أفواه أولادك عن هذا المال.. فحبذا لو أوصيت بهم إلي ، أو إلى من تفضله من أهل بيتك". فقال عمر": قد سمعتُ مقالتك يا مسلمة ، أمَا قولك أني فطمت أفواه أولادي عن هذا المال . فإني واللهِ ما منعتهم حقاً هو لهم ، ولم أكن لأعطيهم شيئاً ليس لهم . أما قولك لو أوصيت بهم إلي، أو إلى من تفضله من أهل بيتك . فإنما وصيي وولي فيهم الله الذي نزل الكتاب بالحق ، وهو يتولى الصالحين . واعلمْ يا مسلمة أن أبنائي أحدُ رجلين: إما رجل صالح متقن فسيغنيه الله من فضله ويجعل له من أمره مخرجا. وإما رجل طالح مُكِبٌّ على المعاصي، فلن أكون أول من يعينه بالمال على معصية الله تعالى" .
إن لنا في أصحاب هذه المواقف الجليلة أسوة حسنة ، وعبرة لمن أراد أن يعتبر.
اللهم يسر لنا ولولاة أمورنا التأسي بهم والسيرعلى نهجهم القويم .
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
القعدة

بارك الله فيك اخي
وكل ماقدمته رائع بالتوفيق لك
جزاك الله خيرا
جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير.
بارك الله فيك

و جزيت خير الجزاء يا رب

ربي ينورك