هذه دعوتنا من راية الاصلاح. 2024.

هذه دعوتنا
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فإنَّ الدعوة إلى دين الإسلام وظيفة الرسل وأتباعهم، وإنَّ الرسل لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وإنَّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قاموا بتبليغ ما أمروا به لأممهم وبينوا الشرائع أتم البيان، واقتفى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم سبيلهم في ذلك فأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها ونهارها سواء، واتبعه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فبلغ الشاهد الغائب، حتى وصلنا هذا الدين غضًّا طريًّا.
فلزم حماة الدين وأتباع الرسل الدعوة إليه والعمل على نشره وتبليغه؛ إذ هو الميراث الذي ورثوه، ودعوتهم إلى الدين مبنية على أصول نطق بها الكتاب وجاءت بها السنة وعمل بها الصحابة الكرام ومَن جاء بعدهم من أئمة الهدى، وقد بُنيت على قواعد وأصول كفيلة بتحقيق الوصول إلى غاية المأمول، وهي:
أوَّلاً: الاِعتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالىَ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلَّم:
لأنَّهما سبيل الهدى، والعُروة الوثقى؛ من استمسك بها فقد اهتدى، ومن أعرض عنها فقد ضلَّ وغوى، وخاب وهوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأوِيلاً﴾ [النساء: 59]، قال عطاء في قوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ قال: "أولي الفِقه وأولي العِلم، وطاعةُ الرَّسول اتِّباعُ الكتاب والسُّنَّة". وقال مجاهد: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ قال: أهل العِلم وأهل الفِقه، ﴿فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ قال: كتابُ الله وسنَّة نبيِّه، ولا تردُّوا إلى أولي الأمر شيئًا"(1 ). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَركتُ فِيكُم شَيئَينِ، لَن تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَن يَتَفَرَّقَا حَتىَّ يَرِدَا عَلَيَّ الحَوضَ"(2).
ثانيًا: التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ، وَالاِقتِدَاءُ بِهِم وَاتِّبَاعُ سَبِيلِهِم.
وذلك لما خصَّهم اللهُ جلَّ وعلا به من فصاحة اللِّسان، وصفاء الأذهان، وقوَّة البيان، ومُعايَشة القرآن، ومُصاحبَة سيِّد ولَد عدنان صلى الله عليه وسلم، وحماية شرائِع الإيمان. فمنهجهم أَقوم، ورأيُهم أسلَم، وفهمُهم أَحكم، وهم بِمُراد اللهِ ورسولِه أَعلم. قال عزَّ وجلَّ: ﴿اِهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم﴾، قال عبد الرَّحمن بن زَيد: "النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ومن معه"(3). وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]. وروى ابنُ مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم …"(4)، وقال ابنُ مسعود رضي الله عنه: "مَن كان منكم مُستَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بمن قد مات؛ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَن عليه الفِتنةُ، أولئك أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضلَ هذه الأمَّة، وأبرَّها قلوبًا، وأعمَقَها عِلمًا، وأقلَّها تَكلُّفًا، قَومٌ اختارهم الله لصُحبة نبيِّه وإقامة دينِه، فاعرِفُوا لهم فضلَهم، واتَّبِعوهم في آثارهم، وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقِهم ودينِهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقِيم". وقال أيضًا: "إنَّ الله نظَر إلى قلوب العباد فوجَد قلب محمَّد صلى الله عليه وسلم خيرَ قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتَعثَهُ برسالة، ثمَّ نظر إلى قلوب العباد بعد محمَّد فوجد قلوب أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وُزَرَاء نبيِّه؛ يقاتِلون على دينِه، فما رَأَى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسنٌ، وما رَأَوه سيِّئًا فهو عند الله سيِّءٌ"(5).

ثالثًا: العَمَلُ عَلَى جمَعِ كَلِمَةِ المُسلِمِينِ وَتَوحِيدِ أَفكَارِهِم عَلَى هَذَا الهَديِ المُستَقِيمِ وَالمَنهَجِ القَوِيمِ.
قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]. وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ إِنَّ مَن قَبلَكُم مِن أَهلِ الكِتَابِ افتَرَقُوا عَلَى ثِنتَينِ وَسَبعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ المِلَّةَ سَتَفتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبعِينَ؛ ثِنتَانِ وَسَبعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ، وَهِيَ الجَمَاعَةُُ"(6).
رابعًا: تَبنِّي مَنهَجِ الإِصلاَحِ فِي الدَّعوَةِ إِلىَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ بَعِيدًا عَنِ المُستَهتَرَاتِ السِّياسيَّة ومَضايِقِ الحِزبِيَّةِ.
ـ إصلاح الدِّين وتصفيته ممَّا لابسه من البِدع والضَّلالات. ـ إصلاح التَّوحيد وتنقيته ممَّا شابه من الشِّرك والخرافات. ـ إصلاح النُّفوس وتزكيتها ممَّا شانها من الانحرافات والمهلِكات. ـ إصلاح العِلم وتطهيره ممَّا لبسه من الأوهام والخيالات، قال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا استَطَعتُ﴾ [هود: 88].
خامسًا: العِنَايَةُ بِالعِلمِ وَنَشرُهُ وَبَثُّهُ وَتَعظِيمُ حَمَلَتِهِ وَرِجَالِهِ، وَالحَثُّ عَلَى طَلَبِهِ وَتَحصِيلِهِ، وَتَيسِيرُ طُرُقِهِ، وَمُحَارَبَةُ الجَهلِ المُخَيِّمِ بِكَلاَكِلِهِ عَلَى البِلاَدِ، المُعَشِّشِ بخُيُوطِهِ عَلَى عُقُولِ العِبَادِ.
قال ابنُ القيِّم : في "إعلام الموقعين" (2/ 238): "… ولم يُوجِب الله سبحانه من ذلك على الأمَّة إلاَّ بما فيه حِفظ دينها ودُنياها وصلاحها في مَعاشها ومَعادها، وبإهمالها ذلك تَضِيع مصالحُها وتفسُد أمورُها، فما خَراب العالَـم إلاَّ بالجهل، ولا عمارته إلاَّ بالعلم، وإذا ظهر العلم في بَلد أو مَحَلَّة، قلَّ الشَّرُّ في أهلها، وإذا خَفي العلم هناك ظَهر الشَّرُّ والفساد، ومن لم يعرف هذا فهو ممَّن لم يجعل الله له نورًا، قال الإمام أحمد: "ولولا العلم كان النَّاس كالبهائم"، وقال: "النَّاس أَحوج إلى العلم منهم إلى الطَّعام والشَّراب، لأنَّ الطَّعام والشَّراب يُحتاج إليه في اليوم مرَّتين أو ثَلاثًا، والعِلم يُحتاج إليه في كلِّ وقت".اهـ
سادسًا: الدَّعوَةُ إِلَى إِبقَاءِ بَابِ الاِجتِهَادِ مَفتُوحً(7) فيِ مَسَائِلِ النَّوَازِلِ، بِشُرُوطِهِ وَضَوَابِطِهِ، وَنَبذِ التَّعَصُّبِ المذهَبِيِّ، وَالتَّقلِيدِ الأَعمَى لِلأئِمَّةِ، فِي ظِلِّ احتِرَامِهِم وَتَقدِيرِهِم وَمَعرِفَةِ فَضلِهِم وَحُقُوقِهِم وَمَرَاتِبِهم.
قال العلاَّمة البَشير الإبراهيميُّ رحمه الله: "…وقد استَحدث العِمران أنواعًا جديدة من المعاملات الدُّنيويَّة لا عَهدَ للإسلام الفِطريِّ بها، وصُوَرًا شتَّى من المعايِش ووُجوه الكَسب، لم تَكن معروفةً، فمِن سماحة التَّشريع الإسلاميِّ ومُرونَته أن تُتَناولَ هذه المستَحدَثات الجدِيدة بأنظار جدِيدةٍ، وتُستَنبَط مِن أُصولِه أحكامٌ لفُروعِها، وكلُّ هذِه لا حَرج فيه، وليس داخلاً فيما نَشكوه، بل نحن أوَّلُ من يَقدِرُ قَدرَ تِلك الأنظار الصَّائِبة والمدارِك الرَّقيَّة، ويُقيمها دليلاً على اتِّساع التَّشريع الإسلاميِّ لمصالح النَّاس، وصلاحيَّته لجميع الأزمنة، ويُنكر على من سَدَّ هذا الباب على الأُمَّة، فزَهَّدَها في استِجماع وسائِله، ونحن أوَّل من يَقدِرُ قَدرَ أُولِئك الأَئِمَّة العِظام الَّذين هم مفاخِر الإسلام. والمذاهِب الفِقهيَّة في حدِّ ذاتها ليست الَّتي فرَّقت المسلِمين، وليس أصحابُها هم الَّذين أَلزَموا النَّاس بها أو فَرَضوا على الأُمَّة تقلِيدَهم، فحَاشَاهُم من هذا، بل نَصحُوا وبَلَغُوا الجهد في الإبلاغ، وحَكَّمُوا الدَّليل ما وجدوا إلى ذلِك السَّبيلَ، وأَتَوا بِالغَرائِب في باب الاستِنباط والتَّعليل، والتَّفرِيع والتَّأصِيل، ولهم في باب استِخراج عِلَل الأَحكَام، وبناء الفُرُوع على الأصول، وجَمع الأَشباهِ بالأَشبَاهِ، والاِحتِياط ومُراعاة المصَالح ما فَاقُوا به المتَشَرِّعِين في جميع الأُمَم. وإنَّما الَّذي نَعُدُّه في أسباب تَفرُّق المسلِمين هُوَ هذِه العصبيَّة العَميَاء الَّتي حَدثَت بعدَهم لِلمذاهِب والَّتي نَعتقِد أنَّهم لو بُعِثوا من جديد إلى هذا العالمَ لأنكروها على أتباعهم ومُقَلِّدِيهم، وتبرَّأوا إلى الله منهم ومنها، لأنَّها ليست من الدِّين الَّذي ائتُمِنوا عليه، ولا من العِلم الَّذي وَسَّعوا دائِرَتَه. وكيف يَرضَون هذِه العصبيَّة الرَّعناء ويُقِرُّون عليها مُقلِّدِيهم، ومن آثارها فيهم جَعلُ كلام غيرِ المعصُوم أَصلاً وكلامِ اللهِ ورسولِهِ فَرعًا يُذكَر للتَّقوِية والتَّأيِيد إن وَافَق، فإِن خالَف أُرغِم بالتَّأويل حتَّى يُوافِق، وهذا شرُّ ما بَلَغته العصبيَّةُ بأهلِها. ومن آثارها فِيهم معرفَة الحقِّ بالرِّجال، ومن آثارها فيهم اعتِبَار المخالِف في المذهَب كالمخالِف في الدِّين يختلف في إمامَتِه ومُصاهرَتِه وذَكاتِه وشَهادتِه إلى غير ذلك ممَّا نَعُدُّ منه ولا نُعَدِّدُه. وقد طَغَت شُرور العصبيَّة للمذاهِب الفِقهيَّة في جميع الأقطار الإسلاميَّة، وكان لها أَسوأُ الأَثَر في تَفرِيق كلِمة المسلِمين، وأنَّ في وجه التَّاريخ منها. أمَّا آثارها في العلوم الإسلاميَّة فإنَّها لا تمدُّها إلاَّ بنَوع سخِيف من الجدل المكابِر، لا يُسمِن ولا يُغنِي مِن جُوع، ولا عَاصِم مِن شُرور هذه العصبيَّة إلاَّ صَرفُ النَّاشِئَة إلى تعلِيمٍ فِقهيٍّ بِسَنَدٍ على الاستِقلال في الاستِدلال، وإِعدادِها لبُلُوغ مراتِبِ الكَمال، وعَدم التَّحجِير علَيها في استِخدام مَواهِبِها إلى أَقصى حَدٍّ).اه(8)
سابعًا: البَدَاءَةُ بِالأَهَمِّ فَالأَهَمِّ وَمُرَاعَاةُ أُُصُولِ الشَّرعِ وَقَوَاعِدِهِ، وَمَصَالِحِهِ وَمَقَاصِدِهِ، عملاً بالقاعِدة العَظِيمة مِن قواعِد الإِسلام في بِناء الأَحكام وتحقِيق مصالح الأنام، وتَميِيز الحلال عن الحرام: (دَرءُ المفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلبِ المَصَالِحِ) و(تَحصِيلُ أَعلَى المصلَحَتَينِ وَإِن فَاتَت أَدنَاهُمَا، وَدَفعُ أَعلَى المفسَدَتَينِ وَإِن وَقَعَ أَدنَاهُمَ).
قال العَلاَّمة ابنُ القيم : في "مفتاح دار السَّعادة" (2/ 362 ـ 363 علي): "فإذا تأمَّلت شرائِع دينِه الَّتي وضعها بين عباده، وجدتها لا تخرج عن تحصيل المصالح الخالِصَة أو الرَّاجِحة بحسَب الإمكان، وإن تزاحمت قُدِّم أهمُّها وأجلُّها وإن فاتَت أدناهما، وتَعطِيل المفاسِد الخالِصَة أو الرَّاجِحة بحسَب الإِمكان، وإن تزاحمت عُطِّل أعظمُهُما فسادًا، باحتِمال أدناهما، وعلى هذا وَضَعَ أَحكَمُ الحاكِمِين شرائِعَ دِينِه دالَّةً علَيه، شاهِدَة له بكمال عِلمِه وحِكمَتِه، ولُطفِه لعباده، وإِحسانِه إِليهم، وهذِه الجُملة لا يستَرِيب فيها مَن له ذَوقٌ من الشَّريعَة، وارتَضَع من ثَديِها، ووَرَد من صَفوِ حَوضِها، وكلَّما كان تَضَلُّعه منها أعظمَ كان شُهُوده لمحاسنِها ومصالحِها أكملَ، ولا يُمَكِّن أحدًا من الفُقَهاء أن يتكلَّم في مأخذ الأحكام وعِلَلها والأوصاف المؤثِّرَة فيها حقًّا وفَرقًا إلاَّ على هذِه الطَّريقة" اهـ. عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لما بَعث مُعاذًا إلى اليَمن قال له: "إنَّكَ تَأتِي قَومًا مِن أَهلِ الكِتَابِ، فَليَكُن أَوَّلَ مَا تَدعُوهُم إِلَيه شَهَادَة أَن لاََّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فََأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم خَمسَ صَلَوَاتٍ فيِ كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم صَدَقَةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهِم فَتُرَدُّ إِلَى فُقَرَائِهِم، فَإِن هُم أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَموَالِهِم، وَاتَّقِ دَعوَةَ المَظلُومِ فَإِنَّهُ لَيسَ بَينَها وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ"(9) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "يَا عَائِشَةُ لَولاَ قَومُكِ حَدِيثٌ عَهدُهُم بِكُفرٍ لَنَقَضتُ الكَعبَةَ فَجَعَلتُ لَهَا بَابَينِ، بَابٌ يَدخُلُ النَّاسُ مِنهُ، وَبَابٌ يَخرُجُونَ"(10) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بيان ما يستفاد من هذا الحديث: "ومنه تركُ إنكار المنكر خَشيةَ الوُقُوع في أنكرَ مِنهُ"(11) وقال العلاَّمة ابنُ القيِّم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (3/ 15 ـ 16): "إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم شرع لأمَّته إيجابَ إنكار المنكر، ليحصُل بإنكاره مِن المعروف ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، فإذا كان إنكار المنكر يستلزِم ما هو أنكرَ منه وأبغضَ إلى الله ورسوله، فإنَّه لا يَسُوغ إنكاره، وكان الله يُبغِضُه ويَمقُتُ أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والوُلاة بالخروج عليهم؛ فإنَّه أساسُ كلِّ شرٍّ وفِتنة إلى آخر الدَّهر، وقد استأذن الصَّحابةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في قِتال الأُمَراء الَّذين يؤخِّرون الصَّلاة عن وقتها، وقالُوا: أفلا نُقاتِلهم؟ فقال: "لاَ مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ"، وقال: "مَن رَأَى مِن أَمِيرِهِ مَا يَكرَهُ فَلْيَصبِرْ وَلاَ يَنزِعَنَّ يَدًا مِن طَاعَتِهِ". ومن تأمَّل ما جرى على الإسلام في الفِتن الكِبار والصِّغار رآها مِن إِضاعة هذا الأَصل وعَدم الصَّبر على المنكر؛ فطلب إزالته فتولَّد منه ما هو أكبرُ منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكَّة أكبرَ المنكرَاتِ ولا يَستطِيع تغيِيرَها، بل لمَّا فتح اللهُ مكَّة وصارت دار إسلام عَزَم على تغيِير البَيت وردِّهُ على قواعِدِ إبراهيم، ومَنَعه من ذلك مَعَ قُدرته عليه خَشيَةُ وقوعِ ما هو أعظمُ منه من عدم احتِمال قُرَيش لذلك لِقُرب عَهدِهم بالإسلام وكونهم حَدِيثي عَهدٍ بكُفر، ولهذا لم يأذَن في الإنكار على الأُمَراء باليَد؛ لما يترتَّب عليه من وُقوع ما هو أعظمُ مِنه كما وُجد سواء". اهـ
ثامنًا: النُّهُوضُ بِالأُمَّةِ لاِستِردَادِ سِيَادَتِهَا وَاستِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلاَمِيَّةِ الرَّاشِدَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ.
عن حُذَيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُم مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ فََتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا اللهُ إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيًّا فََتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَن تَكُونَ، ثُمَّ يَرفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَن يَرفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ رَاشِدَةٌ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ"، ثُمَّ سَكَتَ.(12) هذه دعوتُنا الَّتي نَدعُو النَّاسَ إِلَيها، وهذَا مَنهجُنا الَّذِي نَسِير علَيه، والهدَف الَّذي نَرمي إِليه، مُتوسِّطين، لا غالِين ولا مُقصِّرين، ولا مُفْرِطِين ولا مُفَرِّطِين. فَهِي دعوةٌ نبويَّةٌ نقيَّةٌ، وطريقَةٌ سلَفِيَّةٌ سويَّةٌ، لا كلاميَّةٌ ولا صوفيَّةٌ، ولا حزبيَّةٌ ولا عصبيَّةٌ، زيتونةٌ لا شرقيَّةٌ ولا غربيَّةٌ. ونحن نَدعو المسلِمين إلى الرُّجوع إلى هذا المنهج المتِين، لأنَّنا نعتَقِد جازِمِين، ونقول مؤكِّدِين، إنَّه ما أصاب الأمَّةَ الإسلاميَّةَ من ذُلٍّ وهَوَانٍ، وحلَّ بها مِن ضَعَةٍ وخُذلانٍ، وتَقَهقُرٍ في كلِّ مَيدَان، حتَّى لَعِب بها الزَّمان، وصارَت لُقمَةً سائِغَة لأعدائِها في كلِّ مكان، إلاَّ بإعراضِها عن منهج السُّنَّة والقرآن، وهَديِ سلَفِها عليهم الرِّضوانُ، فلا سبيلَ لها لاستِرجاع سِيادَتها، واستِرداد قِيادتها إلاَّ بالرُّجوع إلى دينها الصَّحيح. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ وَأَخَذتُم أَذنَابَ البَقَرِ وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ وَتَرَكتُم الجِهَادَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيكُم ذُلاًّ لاَ يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم"(13) وهذه شَهادَةٌ مُهمَّة من مُصلِح الأمَّة، الَّذي عايَشَ البَلاءَ، وشَخَّص الدَّاء، ووصَف الدَّواء، مَفخَرَة الجزائِر، العَلاَّمة محمَّد البَشِير الإبراهِيميّ : حيث يقول: "إنَّ علَّة العِلَل في سُقُوط المسلِمين وتأخُّرِهم وَرَاء الأُمَم، وانحِطاطِهم عن تِلك المكانَة الَّتي كانت لهم في سالِف الزَّمن، هي بُعدُهم عن ذلك الهديِ الرُّوحانيِّ الأَعلَى، وأنَّه لا يُرجَى لهم فَلاحٌ في الدُّنيا ولا في الآخِرَة، ولا صلاحٌ حتَّى يستَتبع صلاح المآل، ولا عزَّةُ جانِب، تَرُدُّ عنهم عادِيَةَ الغاصِبِين مِن الأجانِب، إلاَّ إذا راجعوا بصائِرَهم، واستَرجَعوا ذلك الهديَ الَّذي لم يَغصِبه مِنهم غاصِبٌ، وإنَّما هَجَروه عن طَوعٍ أَشبَه بالكُره، واختِيارٍ أَشبَه بالاِضطِرار، فبَاءُوا بالمَهَانَة والصَّغَار، والضَّعَة والخَسَار"(14) ويقول في موضِع آخَر: "وما أخَّر المسلِمين إلاَّ هذا الشِّركُ الَّذي أَبعَدَ المسلِمين عن عِبادَة الله، لأنَّ الإنسان إذا تَلَفَّت إلى جِهاتٍ مُتعدِّدة فإنَّه يُصبِح بلا إرادة وما الإنسان إلاَّ إِرادةٌ وعزيمةٌ فإذا صَلَحت إِرادتُه صَلحَت عزيمتُه، وإذا أراد الإنسان إرادةً وسَعَى لها سَعيَها فإنَّ إِرادَتَه تُؤدِّي به إلى نَيل سَعادَة الآخِرَة، ومَن أَصبح بلا إِرادَة أَصبَح مُسَيَّرًا، ونحن الآن مُسَيَّرُون في كلِّ شَيءٍ، فانظُرُوا ذاتَ اليَمِين وذاتَ الشِّمال تَجِدُوا المسلِمِين مُسَيَّرِين مُتأخِّرِين في كلِّ شَيءٍ. فإن أَرادُوا أن يَكُونُوا كغَيرِهم مِن الأُمَم فعَلَيهم أن يكُونُوا كَمَا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَعَبِّرُوا بما شِئتُم مِن تَعَابِير، فَسَمُّوها بحرَكَةِ أُخُوَّة أَو حَرَكَةِ إِحيَاءٍ، لا إِحيَاء الإِسلام؛ لأنَّ الإسلام حَيٌّ، بَل إِحياء الإسلام في نُفُوسنا، وإنَّ الإسلام لا يَقُوم بالكَمِّ، بل بالكَيفِ، وتَدَبَّروا آياتِ سُورَة الأَنفَال، ولم يُرِدِ الله إِرهَاقَنَا بل أَرَاد أن يُثَبِّتَنا على القُوَّة الحَقَّة الَّتي هي قُوَّة النُّفوس الَّتي تَسكُنُ في الإِرادَات"(15) وقال أيضًا: "أمَّا الباحِثُون في أحوال المسلِمين مِن المسلِمين فَهُم ينقسِمون فرِيقَين بَعد اتِّفاقِهم على أنَّ الجِسمَ الإسلاميَّ مَريضٌ، وأنَّ مَرَضَه عُضالٌ: فَريقٌ مِنهم هُدِيَ إلى الحقِّ فَعرف أنَّ الجِسمَ الإسلاميَّ لا مَطمَعَ في شِفائِه إلاَّ إذا عُولِج بالأَشفِيَة القَديمَة الَّتي صحَّ بها جِسمُ سَلَفِه، وغُذِي بالأَغذِيَة الصَّالحة الَّتي قَوِيَ بها سَلَفُه، وذلِك أنَّه أقام الدِّين فاستَقَامَت له الدُّنيا، وانقَادَ إلى الله فانقَادَ له عِبادُ الله، وأَخذَ كتابَ الله بقُوَّةٍ، فمَشَى على نُورِهِ إلى السَّعادَة في الدَّارَين، وأَرشَده إلى أنَّ سَعادَة الدُّنيا عِزٌّ وسُلطانٌ، وعَدلٌ وإِحسانٌ، وأنَّ سعادَة الآخِرَة حَياةٌ لا نَصَبَ فِيها ولا نِهايَةَ، واطمِئنانٌ لا خَوفَ مَعَه ولا كَدَرَ في أَثنائِه، ورِضوانٌ مِن الله أَكبَرُ…"(16) ويقول أيضًا: "إنَّ شُيُوع ضَلالاَتِ العَقائِد وبِدَعِ العِباداتِ والخِلافِ في الدِّين هو الَّذي جرَّ علَى المسلِمين هذا التَّحَلُّل مِن الدِّين، وهذا البُعد عن أَصلِيَّة الأَصلَين، وهو الَّذي جرَّدهم مِن مزايَاه وأخلاقِه حتَّى وَصلُوا إِلى ما نَرَاه. وتِلك الخِلال مِن إِقرَار البِدَع والضَّلالاتِ هِي الَّتي مَهَّدَت السَّبِيلَ لدُخُول الإلحَادِ علَى النُّفُوس، وهَيَّأَت النُّفُوس لقَبُول الإِلحادِ، ومُحَال أَن يَنفُذَ الإلحَادُ إِلى النُّفُوس المؤمِنَة؛ فإنَّ الإيمانَ حِصنٌ حَصِين للنُّفوس الَّتي تحمِلُه، ولَكنَّ الضَّلالاَتِ والبِدَعَ تَرمِي الجِدَّ بالهُوَينَا، وتَرمِي الحَصَانَة بالوَهن، وتَرمِي الحقِيقَة بالوَهم، فإِذَا هذِه النُّفوس كالثُّغور المفتُوحَة لكُلِّ مُهاجِمٍ"(17)

بارك الله فيك على الموضوع

و فيك بارك الله.

روآد الاصلاح و التغييــر الموضوع الثاني : || ضعف الشخصية || 2024.

القعدة

القعدة

روآد الاصلاح و التغييــر يقدمون

الموضوع الثاني :

|| ضعف الشخصية ||

كثيرا ما نسمع عبارات :

فلان ضعيف الشخصية او فلان شخصيته مهزوزة
فلان مذبذب ,خجول الى حد كبير الخ الخ …….
كل هذه …………
أمراض نفسية من شأنها أن تهدم إرادة وعزيمة الشاب وتقضي على شخصيته , وتجعله إمعة لا يجيد سوى كلمة " نعم " أو ايتسامة تنم عن ضعف في كيانه
فلا بد لمن يريد النجاح في الوصول إلى أهدافه أن يكون من أولئك الذين يسارعون في الخيرات، و يبادرون منتهزين الفرص قبل أن تضيع، يتنافسون التنافس البناء في الإنجازات و الأعمال الصالحة وهذه المشاريع لا تتحقق الا اذا كان الشخص يتوفر على شخصية قوة وفذة
لا يمل عليه أحد ماذا يفعل أو ماذا يقول
و في سياق حديثنا
أعرج يحضرني
قول احد الحكماء في ترك الهمّه :

( من لم يكن همه في حياته إلا بطنه وفرجه أصبح من البهائم – أعاذكم الله – )

قال عمر رضي الله عنه :

( لا تصغرن همتك فإني لم أرى أقعد بالرجل من سقوط همته )

– فهناك عقد وهناك امراض وهناك حالات وكلاهما يحتاج إلى معامله فليس كل ضعف هو مرض نفسي بل كثيرا مايكون عقده سببها موقف ما ويمكن تجاوزها بالعلاج المكثف اما المرض فيتم علاجه باساليب اعمق واطول مدى
يبدأ الامر في مرحلة الطفولة ويتنامى اذا كان الطفل مقموع الذات لا يلقى تشجيعا من الوالدين ، و لا يأخد حقه من الاهتماماذا ما أبدى رايه في اتخاذ القرارات التي تهم العائلة، و يتم ردعه بتكميم فمه وتهميشه ‘(اصمت انت صغير )فتنعدم فيه روح المسؤولية جانب كبير من ضعف الشخصية يعود الى الطفولة الاولى وطريقة التربية
هذا الشبح الذي يسكن ويؤثر عليه سلبا في مرحلة العشرينات خاصة إلى بقية عمره إن لم يتم تدارك الأمر ومحاولة التخلص منه
فيصبح الشاب عاجزا عن فعل أبسط الأمور ولا يستطيع أن يكون مستقلا بذاته , ويعاني خجلا كبيرا في الوقوف أمام عدد من الأشخاص للتحدث أو إلقاء خطبة
فيحس نفسه مراقب من الجميع ويرى بأن ثيابه غير ملائمة وبأن شكله في حاجة إلى تعديل أكثر
وتظهر عليه علامات :
-الخوف والتردد والهروب من المواجهة
-لا يعي عواقب الامور فينجرف خلف عواطفه دون التحكم في زمامها
-الامعية وتقفي أثر الاقوى في آرائه وتفكيره
-التذمر والشكوى والاكتئاب والصاق التهمة في الحظ والاقدار
-التقليد في كل شيئ هيئة .فكر …..
قال الله تعالى في سورة ابراهيم :
وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (23).
أضعف النفوس التي تنعدم فيها الشخصية تماما تكون عند الذين
ينسلخون عن شخصياتهم ويتناسون العداء الأزلي بينهم وبين الشيطان اللعين
فتهون عليهم شخصياتهم ويتنازلون عن مبادئهم في الاعتقاد والاتجاه

وهذه هي اخطر انواع ضعف الشخصية !!!!!!!!!!!!

من السهل أن تجد حلا لمشكلة مادية ولكن الصعب هو إيجاد حل لمشكلة نفسية
فمشكلتنا اليوم لا تعني فئة معينة من المجتمع تحكمها ظروف مادية او ما شابه
بل قد يكون اي انسان مهما علت مراتبه يحمل بين جنبات شخصيته ضعفا
فحتى بعض ابطال التاريخ وعظماء الساسة والحروب يسيرون العالم بكلمة
ولكن يتصببون عرقا امام فتاة جميلة
أو
أنهم لا يجرؤون ان يرفعوا صوتهم في حضرة زوجاتهم

بعد موضوع الرقابة الذاتية اليوم سنطل بموضوع جديد وهو ضعف الشخصية والخجل , أسبابه وحلوله
وسؤال كبير يطرح نفسه وبالحاح

لماذا
أصبح ضعف الشخصية عنوانا لمعظم شباب العصر ؟؟؟؟؟؟؟

أهو قلة النخوة تخاذل الهمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و الآن نفتح المجال الى الأعضاء من أجل اثراء الموضوع


من اعداد:

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
جميع الحقوق محفوظة
القعدة
لمجموعة ناس فور الجيريا
اكتوبر 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

القعدة

بارك الله فيك أخي على طرح هذا المشكل الذي يعاني منه العديد وخاصة جيل الشباب الذي بدأ الانتقال من مرحلة التبعية الأبوية إلى الإستقلالية والإعتماد على النفس
كما ذكر في الموضوع للطفولة دور كبير في بناء واعطاء ملامح الشخصية لأي فرد
لذا نجد الطفل المدلل المعتمد كليا على والديه في تقرير كل ما يخص حياته حتى القرارات المصيرية نجده غير قادر على التعايش مع المجتمع الخارجي ويشعر بالخوف كلما دخل وسطا جديدا عليه مفضلا بذلك الإنطواء والإختباء على الظهور والمشاركة والتعبير عن أفكاره واراءه لأنه لم يتعود على ابداء الرأي
كما للدلال من مساوء توجد عينة اخرى من الاباء تتفنن في توبيخ ومعايرة أبناءهم دون ادراكهم للتأثير الكبير لرأيهم على الطفل الذي يكون همه في صغره إرضاء والديه ورؤية الابتسامة على وجههما حين ينجز عملا ما ولكن حين يقابل بالمعايرة والتقليل من قيمة مجهوده يغلب عليه الإحباط ويخيل له أنه لا ينفع لشيء ومع الوقت يفقد الثقة في نفسه وفي قراراته

وبعد الولدين يأتي الأستاد في المدرسة وخاصة في الأطوار الأولى للأسف هنالك أساتذة يتبعون منهجية التمييز والتحقير اتجاه أطفال أبرياء صغار يرفعون البعض ويقللون من شأن البعض
والطفل الصغير الذي خرج لأول مرة من منزله نحو عالم فيه التنافس والاختلاط الجدي بالغير يحبطه حكم أستاذه الذي يرى فيه العبرة والحكمة
وبهكذا معاملة خاطئة يساهم بعض الأساتذة في تحطيم تلاميذ جاؤوهم نواة صغيرة بدل المساهمة في بناءها

والأسباب عديدة ولي عودة بإذن الله

كثر خيركم
يا أعضاء مجموعتي الكرام

بارك الله جهدك أخي معتز واثقل بهذا الطرح ميزان حسناتك
ساركز قليلا على هذه النقطة في موضوعك

-الامعية وتقفي أثر الاقوى في آرائه وتفكيره
او ربما من يحسبه ضعيف الشخصية اقوى
مثلا الفقير(طبعا ضعيف الشخصية ) الذي لا يملك مالا يجد في الغني قوة ويرى كل ما يقوم به صواب
فيحس عقدة النقص ,ويتذمر من الاضاع التي يعيشها وربما يحقد على الاثرياء والميسورين ,ويرجو زوال النعمة عنهم وليس ذلك الا لمرض في نفسه وضعف في شخصيته وقلة ايمانه
لو وسعنا المثل الى الدول فهناك دول ضعيفة الشخصية وشعوبها ينظرون الى الامم المتطورة بذهول فيقلدون قشورهم ويصل الامر الى التنازل عن كثير من مبادئهم لاجل الظهور بمظهرهم والسير على خطاهم ولو كانت ضالة ,
يتباهون بافكارهم ويتنافسون في تقليد رموزهم ويتمنون لو كانوا مكانهم وو
ولهذا بقيت الكثير من الدول متخلفة عن الركب لان معالم الشخصية القوية تلاشت وزالت .
عقدة النقص ثمرة تنتج عن ضعف الشخصية
لي عودة
شكرا مجموعة فور الجيري

بارك الله فيكم شباب لي عدة للموضوع
السلام عليكم
يااااااااااه يا اخي و اي موضوع لامست به جرحا من جراحي المفتوحة
صدقني يا اخي ان هذه الفئة منتشرة بصورة فضيعة و حتى ان كنا احيانا ننكر ذلك فحتى ساعات في من هم اقرب منك تجد امثلة حية صارخة بضعف الشخصية
و كتعريف مبسط عندي عن هذه الخاصية اقول انها هي عدم القدرة على اعطاء الشخص لداته طابع مغاير خاص به يسير فيه وفق قناعات و مبادىء راسخة عنده
و قد تعود اسباب هذه الظاهرة الكارثة الى فترة الطفولة او حتى احيانا المراهقة فقد يتسبب المجتمع-المجتمع المحيط و العائلة بصورة اكبر- بخلق حالة من عدم الثقة و كذا استصغار كل ما يقوم به الفرد فيتولد عنده هذا الاحساس و يصبح يرى في كل تصرفاته انها ناقصة و غير ناضجة فيتولد عنده تذبذب مواقف فاحيانا يذهب الى ما يقوله فلان و احيانا يتقمص شخصية علان و بين هذا و ذاك يضيع هذا
الاسباب كثيرة حظرني الان هذه منها و لي عودة لاستكمال تشريح الموضوع ان كان في العمر بقية

مبارك جهدك معتز و اعذرنا نظرا لفترة المشاحنات هذه ضيعنا بوصلة المواضيع القيمة

في ميزان حسناتك

السلام عليكم:
سأضيف شيئاً لما قلتم
أنا أظن و ببساطة ان ضعف الشخصية يرتبط مباشرة بمجتمعاتنا
التي صارت صعبة و لا ترحم و بالتالي العائلة و بالأخص الوالدين يعلمان الاطفال عدم الاعتماد على نفسهم من منطلق الخوف عليهم لكنهم لا يعلمون من جانب آخر انهم يحطمون فيهم روح المسؤولية و لا يسمحون لهم ببناء شخصيتهم.

وقد يكون تجاهل موضوع مهم كهذا ضعف شخصية فينا
السللام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية أقدم اعتذاري الشديد لك معتز أطلت اغياب عن الموضوع بسبب غيابي
ثم أشكرك على هذا الطرح القيم موضوع في الصميم ولعله يتساوى في وزنه مع موضوع الرقابة الذاتية نظرا لأهمية كلاهما وأثرهما على الفرد والمجمتع
ذكر من قبلي أسباب عديد لضعف الشخصية وركزوا أكثر على الوالدين والأستاذ
أما انا فأرى المشكلة لا مسؤول عنها إلا صاحبها بالنسبة الأكبر أما بقية الأسباب فما هي إلا حجج قد لا تتجاوز نسبتها 10%
لأن كل إنسان وطبعه وكل انسان وسلوكه
قد يكون هذا الطبع والسلوك وراثي وقد يكون مكتسب من المجتمع والبيئة التي نشأ فيها
ضعف الشخصية هو مرض او عقدة نفسية تختلف نسبتها من شخص لآخر
وكذا حلولها تكون صعبة أو سهلة على حسب قابلية الفرد الذي يعاني منها
ربما لو خضعنا إلى فحص لو وجدنا انفسنا جميعا دون استثناء نعاني من ضعف في شخصيتنا ولكنها حتما ستختلف في النسبة فقط
تحضرني الآونة مقولة ( إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور )
فكم من شخص ضيع مستقبله بسبب ضعف شخصيته وكم من شخص فرط في حق له بسبب ضعف شخصيته
وأمثلة كثيرة تضرب نفسها في هذا الموضوع
من أبرز عوامل العلاج في هذه المشكلة مساعدة الفرد لنفسه ومحاولة التأقلم مع كل العقليات وتكوين علاقات اجتماعية من شانها ان تخفف حدة الخجل وتقوية الوازع الديني الذي هو أهم عامل
لي عودة أخرى معتز للمناقشة أكثر
وشكرااااااا مرة أخرى لك


السلااام عليكم و رحمــة الله وبركآته
::
موضوع قيــم و يحتآج الى الكثير من مشاركآت و وجهآت نظر الاعضآء ؛
لآ اود التفلسف كثيرآآ
و لكني اعتقــد ان شخصية الفرد هي عبارة عن معتقدآت ورآثيـة و اخرى مكتسبة من المجتمـع و المحيط الاسري ,, تكونــت لديه و هو مقتنـع ان هذه الطريقة في التصرفــ هي التي تنآسبه في حياته ,, و الآ فهو يتصرف بغير ذلك
المشكـل يأتي عنــد الغير : الاسرة , الاصحاب , المدرسـة و المجتمع ككل الذي ينظر اليه نظرة ضعف ,, و تهميش لارآئه ,, و نقد لسلوكآته ,, فان كآن الانسآن وآثقآ ممآ سلكوته و اقواله و حتى و ان كآنت خاطئـة فذك يجعله بمركز الشخصية القوية في نظر الغير ؟ امآ ان كآن الانسان قد مرهف الاحساس او تكونت لديه ادرآكآت قبلية انه هو المخطأ دومآ فيمآ يفعـل ,, فتتجلى عليه مظآهر الخجـل و الرهبــة الاجتمآعيــة ,, و الترردد ,, ممآ يجعله في نظر غيره بمثابة الشخص الضعيف ,, و حتى و ان كآن و رأي صواب و سلوك جيد ؟
هنآ فاني القي نصفــ التهمــة الى المجتمـع و الاسرة ,, و النصفــ الثاني الى الفرد نفسه ,, الذي يقلل من قيمة نفسه ,, و يسمـح للاخر ان يعبث بانسانيته و مشاعره ؟
الحــــــــــل :
كمآ ذكرت اخي معتز فهنآكــ من طآلت عليه الازمــة فاصبـح مرضآ نفسيآآ معقدآ يحتآج الى جلسآآت مع المختص
و هناك الاغلبيــة التي تحتآج الى طبيب الذي في دآخلـه و يرمي ثوب الوهن و الضعفــ امآم الاخرين بان يثبت يقينه بانه انسان و ان الله كرمه و لآ يحق له ان يهين نفسه و يظلمهآ !
:
ارجو انني وفقــت في مدآخلتي
و كــل الشكــر لكــــ اخي معتز على الطرح الهآدفـــ
بارك الله فيك
سلامي

الاصلاح بين الناس 2024.

الاصلاح بين الناس من عمل المرسلين

الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبَّبَ إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأصلي وأسلم على خاتم النبيين محمد الصادق الأمين.
وبعدُ:
فإنَّ الإصلاح بين النّاس موضوع له خطره وأثره، فالقائمُ بالإصلاح بين الناس يتعرضُ كثيرًا للاتهام من الطرفين؛ لأنه يمثلُ الحقيقة في وضوحها، ولا يمكن أن يحيد، وقد يحدث أن كلا الطرفين أو أحدهما لا يرضى بالحقيقة، فلا بد له من الصبر الواسع على هذا الأمر العظيم، وله أجر عند ربه سبحانه وتعالى، فإن إصلاح ذات البين يُذهب وغر الصدور ويجمعُ الشملَ ويضمُّ الجماعة ويزيل الفرقة، والإصلاحُ بين الناس في دين الله مبعثُ الأمن والاستقرار، ومنبع الألفة والمحبة، ومصدر الهدوء والطمأنينة، إنه آية الاتحاد والتكاتف، ودليل الأخوة وبرهان الإيمان.
قال الله تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ (الحجرات:10).
والصلح خيرٌ تهبُّ به على القلوب المتجافية رياحُ الأنس ونسماتُ النَّدى، صلحٌ تسكنُ به النفوسُ، ويتلاشى به النزاعُ، الصلحُ نهجٌ شرعيٌ يُصانُ به الناسُ وتُحفظُ به المجتمعات من الخصام والتفككِ.
بالصلح تُستجلب المودات، وتعمر البيوتات، ويبثُ الأمنُ في الجنبات.. ومن ثَمَّ يتفرغُ الرجالُ للأعمالِ الصالحةِ، يتفرغون للبناءِ والإعمار بدلاً من إفناءِ الشهورِ والسنواتِ في المنازعاتِ، والكيدِ في الخصومات، وإراقة الدماءِ، وتبديد الأموال، وإزعاج الأهلِ والسلطاتِ، وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين وجعله عنوانَ الإيمان.
فقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (الأنفال:1).
إصلاح في نطاق جماعة المؤمنين وطوائفهم:
قال الله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا (الحجرات:9).
وإصلاحٌ في نطاق الأسرة وبيتِ الزوجية:
قال الله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا (النساء:35).
وقال تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (النساء:128).
وإصلاح بين الأفراد:
قال الله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ (البقرة:224).
إصلاح يعدلُ بين اثنين، ويجمعُ بين متهاجرين، ويقرِّبُ بين مُتظالمين، يُقادان إلى صلح لا يحلُّ حرامًا، ولا يحرِّم حلالاً.
إصلاحٌ بين أصحاب الحقوق في الوصايا والأوقاف:
قال الله تعالى: فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة:182).
ووعد سبحانه وتعالى من أصلح بين الناس إيمانًا واحتسابًا أن يؤتيه أجرًا عظيمًا، فقال تعالى: لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء:114).
والإصلاح بين الناس وظيفة المرسلين لا يقوم بها إلا أولئك الذين أطاعوا ربهم، وشرفت نفوسهم وصفت أرواحهم يقومون به؛ لأنهم يحبون الخير والهدوء ويكرهون الشر حتى عند غيرهم من الناس، ويمقتون الخلاف حتى عند غيرهم، ويجدون في إحباط كيد الخائنين.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بنفسه بين المتخاصمين، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباءٍ اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم». (البخاري: 2693).
وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: سمعت عائشة تقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب، عالية أصوتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أين المتألي على الله لا يفعل المعروف». فقال: أنا يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحب». (متفق عليه).
معنى المتألي: الحالف. معنى «يستوضعه»: يسأله أن يضع عنه بعض دَيْنه.
«ويسترفقه»: يسأله الرفق.
فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستنكر عمله، عدل عن رأيه، واستجاب لفعل الخير، وقد قامت في نفسه داوفعه؛ إرضاءً لله ولرسوله.
والشاهد من ذلك خروجه صلى الله عليه وسلم للإصلاح بينهما.
وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في إصلاح ذات البين ويحث عليه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته، فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة». (متفق عليه).
وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصدقات الإصلاح بين الناس:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة». قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة». (صحيح الترغيب: 2814).
فبين صلى الله عليه وسلم أن درجة المصلح بين الناس أفضلُ من درجة الصائمين والمصلين والمتصدقين.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين». (صحيح الترغيب: 2817).
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب: «ألا أدلك على تجارة؟» قال: بلى. قال: «صِلْ بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا». (صحيح الترغيب: 2818).
عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا أيوب: ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا». (صحيح الترغيب: 2820).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما عُمِلَ شيءٌ أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخُلُق جائز بين المسلمين». (صحيح الترغيب: 2816).
والإمام الأوزاعي – رحمه الله – يقول: «ما خطوةٌ أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين».
ولقد بلغت العناية بالصلح بين المسلمين إلى أنه رُخِّص فيه بالكذب مع قباحته وشناعته وشدة تحريمه.
عن أُم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرًا، أو يقول خيرًا». (متفق عليه).
فينمي خيرًا: أي يبلغ خيرًا.
وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح».
بل ذهب التشريعُ إلى إباحة المسألة لمن تحمل غرامة، تقديرًا لعظم الفعل، واعترافًا بأهمية الدور.
عن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال: تحملت حمالةً (يعني: غرامة) فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: «أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها». ثم قال: «يا قبيصة، إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصاب فلانًا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش ثم يمسك، فما سواهن من المسألة فسحت يأكلها صاحبها سحتًا». (مختصر مسلم: 568).
فالدِّينُ الإسلامي الحنيف أوجب على العقلاء من الناس أن يتوسطوا بين المختاصمين، ويقوموا بإصلاح ذات بينهم، ويلزموا المعتدي أن يقف عند حده؛ درءًا للمفاسد المترتبة على الخلاف والنزاع، ومنعًا للفوضى والخصام، وأقوم الوسائل التي تصفو بها القلوب من أحقادها.
وللإصلاح فقهٌ ومسالكُ دلت عليها نصوص الشرع، وسار عليها المصلحون المخلصون.
إن من فقه الإصلاح: صلاح النية، وابتغاء مرضاة الله، وتجنب الأهواء الشخصية والمنافع الدنيوية، إذا تحقق الإخلاصُ حلَّ التوفيقُ، وجرى التوافق، وأُنزل الثباتُ في الأمر والعزيمةُ على الرشد.
أما من قصد بإصلاحه الترؤس والرياءَ وارتفاعَ الذِّكرِ والاستعلاءَ فبعيدٌ أن ينال ثوابَ الآخرة، وحريٌّ ألا يحالف التوفيق مسعاه.
قال الله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء:114).
ومن فقه الإصلاح: سلوكُ مسلك السرِّ والنجوى، فلئن كان كثيرٌ من النجوى مذمومًا، فإن ما كان من صدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين الناس فهو محمودٌ مستثنى.
قال الله تعالى: لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ (النساء:114).
فلعلَّ فشلَ كثيرٍ من مساعي الصلح ولجانه: فشوُّ الأحاديث، وتسرب الأخبار.
وعلى المصلح أن يخبر بما علمه من الخير، ويسكت عما علمه من الشرِّ.
وليعلم المصلح أن الشر لا يطفأ بالشر، كما أن النار لا تطفأ بالنار، ولكنه بالخير يُطفأ، فلا تسكن الإساءة إلا بالإحسان، ولهذا فقد يحتاجُ المتنازعان إلى أن يتنازلا عن بعض الحقِّ فيما بينهما.
وعلى المصلح أن يعلم أن النفوسَ مجبولةٌ على الشحِّ وصعوبةِ الشكائم، مما يستدعي بذلاً في طولِ صبرٍ وأناةٍ، امتثالاً لأمر الله تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء:128).
ولكن في مقابل هذه النفوس الشحيحة يترقى أصحابُ المروءات من المصلحين الأخيار ليبذلوا ويغرموا، نعم يبذلون الوقت والجهد، ويصرفون المال والجاه، ولقد قدَّر الإسلام مروءتهم، وحفظ لهم معروفهم، فجعل في حساب الزكاة ما يحملُ عنهم غرامتهم.
قال الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (سورة التوبة:60).

والغارمون قسمان

أحدهما: الغارمون لإصلاح ذات البين.
والثاني: من غرم لنفسه ثم أعسر، فإنه يُعطى ما يُوفِّى به دينه.
وعلى المصلح أن يذكِّر بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم من الترغيب في العفو والترهيب في القطيعة.
وأخيرًا فليكن شعار المصلح قول نبي الله شعيب عليه السلام: قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (هود:88).
وأن يجعل كل امرئ نفسه ميزانًا بينه وبين إخوانه المسلمين، فما يحبه لنفسه يحبه لهم، وما يكرهه لنفسه يكرهه لهم.
وحسب العبد ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه». (مسلم: 1844/1472 و1473/3).
وبذلك تستقيم الأمور بإذن الله.
وهذا الأمر يحتاج إلى صبر جميل.

وإذا أُهمل هذا الأمر – الصلح بين الناس – عمَّ الشر القريب والبعيد، وأهلك النفوس والأموال، وقضى على الأواصر، وقطع ما أمر الله به أن يوصل من وشائج الرحم والقرابة، وذهب بريح الجماعة.
قال الله تعالى: وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (الأنفال:46).
والحمد لله رب العالمين.

القعدة
الاصلاح بين الناس غاية نبيلة……شكرا على الموضوع القيم

طريقة الاصلاح بين اثنين متخاصمين 2024.

القعدة
القعدة

عجيب أنك صديق لشخصين لا يلتقيان، رفيق لطرفين لا يجتمعان، حبيب لقلبين يكرهان بعضهما البعض. ترى نفسك تنسجم مع الطرفين المتضادين، تتواصل مع أحدهما ساعات، ثم تتواصل مع الآخر ساعات أخرى. فتحتار بينهما، وأحياناً يتفطر قلبك لأجلهما، وتريد أن تفعل شيئاً لهما، أي شيء! لا تدري ما هو، لكنك تريد شيئاً يجعل العلاقة تنساب بينهما، إذ أن كليهما صديقك، ويحز في نفسك أن يأخذ أحدهما موقفاً معادياً من الآخر.

كيف تصلح بين اثنين

قبل أن تقدم على الإصلاح بين أطراف متخاصمة، لا بد لك من أن تمتلك مهارات تخوّلك هذه المهمة. وكونك رغبت نظرياً بالإصلاح، فلا بد أن شخصيتك تحمل في طبيعتها أصلاً ملكاتٍ تجعلها أهلاً له. إنك إن أردت أن تسير قدماً في خطوات الإصلاح عليك أن تكون شخصاً واسع الصدر، محبوباً وموثوقاً بين الأفراد، مستمعاً جيداً، يتّسم أسلوبك بالحكمة. وعليك أن تكون عادلاً أميناً تتحرى الإنصاف بين الأطراف، ولو كنت -ضمنياً- تميل لأحدهم دون الآخر

خطوات الإصلاح

عندما تدرك أن هناك تماساً ما بين صديقين من أصدقائك، وتكون مستعداً للإصلاح بالمهارات السابقة الذكر، سيكون عليك أن تتبع الخطوات التالية كي تسير في عملية الصلح:
  • الاستماع من كل فرد على حدة.
  • التوصل إلى نقاط تلاق بين الطرفين.
  • الاجتماع مع الأطراف المتخاصمة.

الخطوة الأولى:
الاستماع من كل فرد على حدة

المرحلة الأولى
وهي تعني أن تقوم بجلسات فردية مع كل طرف على حدة. وفي البداية عليك أن تستعمل ذكاءك. لأنك ستدخل برقة وبلطف وبأسلوب عفوي. وإلا قد يكون رفض التدخل احتمالاً وارداً جداً.
اختر الطرف الأكثر ميلاً للإصلاح، واختر اللحظة التي تبدو فيها الحاجة ملحة لتدخل طرف في الخلاف، ثم اختر الكلمة التي ستدخل فيها بذكاء. اجعلها كلمة تعبّر عن مشاعر صديقك الذي تتحدّث معه ليثق بك، وليدرك أنك تفهمه وتفهم الإشكال. كأن تبدأ بقولك: أفهم كم أنت متضايق من هذا الوضع!
إنك بمجرد أن تقول مثل هذا الكلام ستجد صديقك يعبّر عن مشكلته بدون توقف. وهنا يتوجب عليك الاستماع، ثم الاستماع، وبعد ذلك يتوجب عليك أيضاً الاستماع! وليس الاستماع فقط، وإنما عليك أن تبدي تعاطفاً معه وأن تستعمل كلمات تعبّر له عن تفهّمك كأن تقول: أوووووووووه! بالله عليك؟؟ كيف حدث هذا؟ هذا فعلاً صعب! معقول؟ لا بد أن هذه المشاكل قد أرهقتك جداً! وإضافة إلى هذه العبارات التعبيرية، عليك أن تشارك صديقك خياله في أن تتمنى معه ما يتمناه، ولو كان خيالياً. كأن تقول لموظف قد سئم معاملة مديره: ياريت لو كانت الوظائف بدون مدراء!
إنك بعد أن تصغي تمام الإصغاء للطرف الأول، ستجده سيبدأ بالتحدث، والتحدث، والتحدث. وأنت أثناء ذلك ستستعمل التقنيات السابقة الذكر، وبعد مضي دقائق، وربما ساعات على هذا النحو، ستجده قد هدأ، هدأ تماماً، كبركان انفجر ثم انتهى! وهنا خذ نفساً عميقاً واسأله:

"هل تتمنى أن تحل هذه المشكلة ؟"

سيجيبك: " إن المشكلة لا حلّ لها! "

وتقول له أنت: "طبعاً لا حلّ لها إلا إذا تم تقديم تنازلات ، فهل أنت مستعد لتقديم تنازلات لكل تحل المشكلة ؟ "

" لا مانع، بشرط أن يكف الطرف الآخر عن … وعن… وعن….. "

" هل تستطيع تضييق الأشياء التي تزعجك من الآخر إلى أضيق حد؟ "

"حسناً، يكفيني ألا يفعل كذا … وكذا … "

طبعاً إن هذا السيناريو افتراضي، ولكن مفاده هو أن الجلسة مع الطرف الأول يجب أن تنتهي إلى الخلاصة التالية:
  • إعلان الرغبة بإنهاء المشكلة.
  • قبول مبدأ تقديم التنازلات.
  • تحديد النقاط الغير محتملة من الطرف الآخر واختصارها قدر المستطاع، على ألا تتضمن طلبات مستحيلة كتغيير سمات شخصية لدى الطرف الآخر.

المرحلة الثانية
وهي تشبه الخطوة السابقة تماماً، ولكن الجلسات ستكون مع الطرف الآخر. ولابد أن خبرتك هذه المرة ستكون أفضل بكثير، وستحقق النتائج المرجوة ذاتها بشكل أسرع. وقد تحتار فيما تقول للطرف الثاني أن الطرف الأول قد شرح لك بعض تفاصيل الخلاف أم لا؟ والحقيقة أن هذا الموضوع يرجع لشخصية الطرف الثاني، وستكون معرفتك به وبشخصيته دليلاً لك في ذلك.
الخطوة الثانية:
التوصل إلى نقاط تلاق بين الطرفين

بعد أن أنهيت مرحلة الجلسات الفردية، سيصبح الوقت مناسباً للخطوة الثانية. وهنا سنستعمل أسلوباً إدارياً استخدم حديثاً في حل النزاع وهو أسلوب مربع اتفاق. ففي موقف الخلاف يتخذ الطرفان موقفين متضادين تماماً بعيدين عن أي حل:
القعدة
وفي العادة يكون الحل الذي سيرضاه كل طرف وسطاً بين ما يرغبه فعلياً وما يمكنه قبوله
القعدة

القعدة
وعندما يتداخل الموقفان نحصل على مربع الاتفاق
القعدة

وسيكون دورك هنا الحصول على مربع الاتفاق بالتراضي بين الطرفين. وإن أي اتفاق بين الطرفين في مربع الاتفاق هذا سوف يكون مقبولاً. علماً بأنك ستقوم بالحصول على مربع الاتفاق بالقيام بجلسات متعددة تعمل فيها عمل الوسيط الذي يقرّب ويسادد وجهات النظر قدر المستطاع.
الخطوة الثالثة:
الاجتماع مع الأطراف المتخاصمة

وبعد أن توصّلت – من خلال مربع الاتفاق – لتسويات ترضي الطرفين المتخاصمين، عليك أن تجتمع بهما لكي تحسم هذه التسوية. وهذه هي الخطوة الحساسة الدقيقة التي قد تهوي لسبب تافه، وهنا ليس عليك إلا أن تتوجه لله بإخلاص لكي يجعل هذه الخطوة تمرّ بسلام، مع ضرورة مراعاة الأمور التالية:
  • اعقد الاجتماع في مكان محايد، في بيتك أو في مكان عام.
  • ابدأ الجلسة بتقديم اعتبارات هامة هي:
    – إن هذه الجلسة معقودة لأجل الصلح، لأجل العيش بسلام ، لأجل أن نخزي إبليس اللعين الذي يريدنا تعساء متنازعين فيما بيننا.
    – التأكيد على مبدأ التنازل، وتعزيز مواقف التنازلات التي تمّت منذ بدء محاولات الصلح حتى هذه اللحظة.

  • حاول أن تكون عباراتك مختصرة ومنتقاة جداً.
  • صغ المشكلة الحاصلة بين الشخصين بأسلوبك من وجهة نظر كل طرف. وتأكد من أنها تعبّر عن رأي صاحبها.
  • احرص على تجنيب الطرفين الخوض في تفاصيل الخلافات التي سبق وسمعْتها كاملة في الجلسات الفردية. إن هذه التفاصيل إن طرحتْ في هذا اللقاء، ستفجّر المشاكل من جديد.
  • اطرح الحلول التي توصلتَ إليها مع الأطراف في مربع الاتفاق.
  • تأكد أن الحلول مرضية وأوصلت الطرفين لسلامة الصدر فيما بينهما وأن جلسة الصلح أثمرت.
  • اختم موضوع الصلح بأن الطرفين كانا أهلاً لذلك، و حاول أن تكون منصفاً وعادلاً في عبارات التعزيز والمديح للطرفين قدر المستطاع.
  • اعتبر موضوع الخلاف والصلح منتهياً وأكمل الجلسة كزيارة عادية بين أصدقاء يتحدثون فيها عن أمور عامة جداً بعيدة عن ظروف الاختلاف والنزاع التي كانت بينهما.

ماذا بعد الصلح

لن ينهأ للشيطان بال بعد إنجاز الصلح! ولذلك عليك تعزيز الصلح بإعلانه في يوم عاجل وقريب تدعو فيها الأصدقاء والمعارف لكي يُعلن لهم فيه فضُّ النزاع، وبالتالي تكون خطوة العودة إلى النزاع أصعب على الطرفين.

نصائح عابرة وهامة

  • أن تخلص النية لله فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله " ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " .

إن بعض مستويات الخلاف بين الناس تكون عميقة لدرجة يكون الصلح الكامل فيها وعودة المياه إلى مجاريها أمراً مستحيلاً. لا تضغط كثيرا في هذه الحالة، واعتبر أن مجرد سلامة الصدر بين الطرفين والكف عن الأذى هي حد ممتاز إن حصلت عليه!

  • احرص على حفظ الأسرار التي عرفْتَها أثناء الخلاف. وإياك أن يُغريك أيّ موقف بإفشائها يوماً ما.
  • تحلّ بالحكمة أثناء فض النزاع، وانتبه! فليست كل المعلومات التي عرفْتها من طرف يجب أن تُنقَل بحرفية تامة للطرف الآخر، وإلا لن تجدي محاولاتك نفعاً، وربما على العكس.
  • تذكر أن الشيطان ضد الصلح قطعاً، لذلك لن يفتأ يضع لك عوائق لمشروع إصلاحك.. لا تستسلم له!
  • وأخيراً .. قد تبذل جهوداً جادة وضخمة ولا يكتب لها النجاح!

لا تحزن! فلن يضيع الله لك محاولاتك، ويكفيك في ذلك شرف النية والمحاولة.


القعدة

القعدة

جزاك الله خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadil21 القعدة
القعدة
القعدة

جزاك الله خيرا

القعدة القعدة
وإياك اللهم أميــــــــــــــن

القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *فاطمة الزهرة* القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

القعدة

الرقابة الذاتية خلاصة رواد الاصلاح و التغيير 2024.

القعدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركآته

……..…………

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
مدخـل : الفرق الوحيد بين الانسان العادي و العظيم ,, هو ان العظيم قد شغل نفسه بمآ ينفعه,, و جمـح نفسه عن ملذات الحياة
. ويقرأ في اليوم الواحد ما يقارب مجلدا و الانسان العادي ,, يعجز حتى عن قراءة صفحـة وآحدة !
القعدة القعدة


روآد الاصلاح و التغييــر يقدمون
الموضوع الاول :
||الرقابــة الذاتية ||

القعدة

يقال غَيّرْ نَفْسَكْ قَبْلَ انْ تُغَيّرَكَ نَفْسُكْ
،
لطالما رأينا ان ما وراء نجآح مؤسسة ما أو شركـة هو رئيس عمل حازم يتصرف بجدية ’ قد تستاء وحدات من هيكلة مؤسسته من تصرفاته و لكنها تصب اولا و اخيرا في تطوير و تنمية المؤسسة ,, و اذا عدنا الى النفس ,, فهي أولى بالتطوير و تنميتهآ ,, فكآن لزآمآ ان يكون عليهآ ضميرآ صارمآ يعينها على التغيير,,
و لعل ضمير التغيير الاول هو الرقابـة الذاتية !
فهي إذن أكبر تحد للنفس و أعظم إنجاز يمكن ان يحققه الفرد لنفسه ولمجتمعه
فمن خلالها تجعل الفرد أكثر وعيا وإرادة و قيادة لنفسه و للحياة !
…………………………..
؛<>الرقابـة الذاتية <> ؛
اذا نظرنا الى الرقابة كمصطلح لغوي ,,فانها تعني الضبط و بمعنى اوسع وواضح الرقابة في أي مشروع تشتمل على الكشف عما إذا كان كل شيء يتم ، ويتم وفقاً للخطط الموضوعية والتعليمات الصادرة والمبادئ السارية وهي تهدف إلى الوقوف على نواحي الضعف والأخطاء ومن ثم العمل على علاجها ومنع تكرارها وهي تكون على كل شيء سواء أعمال أو أشياء أو أفراد أو مواقع كما بينها محيي الدين الأزهري و اما عن مفهوم الذات فهي خلاف الغير . وبعد هذان التعريفان نرجع لمفهوم الرقابة الذاتية فهي وسيلة فاعلة من الوسائل العديدة و المتنوعة لتقويم النفس و تصحيح أخطائها و هفواتها.

تختلفت وجهآت التعبير عن المفهوم الحقيقي لهذه الصفـة المتعلقة اساسا باخلاص الانسان و صدقه تجآه نفسه و عمله و كل مآ سخره الله سبحانه و تعالى له في الارض .
فمفهوم الراقبـة الذاتية ,, وآحـد و لكـن مظاهرهآ و تجليهآ على الفرد و في المجتمع الذي يعيش فيه تختلفـ باختلاف استيعابه للمعنى الذي ورد في الحديث الصحيح عن الرسول الله صلى الله عليه و سلم عندمآ سئل عن الاحسان فقال " أَنَكَ تَعْبُد الله كأنّكَ تَرآه فإنْ لَمْ تَكُنْ ترآه فهو يرآكْ "
و هذهقاعده اسلاميه عريضه و واجهه ذاتيه صريحه ,تدعو الإنسان ان يبدأ بمراقبة سلوكياته من عبادات ومعاملات وأقوال ونيات ,,لم يذكر الإسلام ان الدور الإسري او الإجتماعي هو المسؤول عن ذلك بل الإنسان هو مجتمع نفسه وهو اسرة ذاته ,هذه القاعده كدنا ننساها ونلغي دورها في التوجيه الحقيقي للنفس البشريه ,فهاهو الإسلام يثبت انه = الحضاره ,في اول قضيه لنا !
فما هو حالنا اليوم وهل نحن نتبع هذه القاعده ؟
طبعا لا فالكثير نشأ على ان هناك من يراقبه ويعاقبه ويعلمه ماذا يختار وماذا يقول وماذا يفعل وكيف ينام وكيف يأكل حتى ضاع الحس المسؤول عن أدراك ماذا يريد الذات وماذا نريد منه ,هذا الإسلوب المباشر في ربط الأباء رغباتهم بأوامرهم جعل الطفل عبدا صغيرا ,ومتمردا كبيرا ,لا يعرف كيف يتحمل مسؤلياته ولا يعترف بأخطائه ,,
وهذه القاعده الإسلاميه المدهشه هي نظام مجتمعي ونظام ذاتي يهذب النفس ويطبعها على حب الإخلاص ومراقبة رضى الله سرا وجهرا , وتقاس به المجتمعات وسلوكيات المجتمعات والعلاقات الإنسانيه الناجحه ,اذا هذا الركن الإيماني هو وقاء من الأنحراف والانجراف والثبات على الدين والاخلاق ,
فحين تكون الرقابه والمتابعه الذاتيه هي المحرك والموجه الداخلي لنا فلن نحتاج إلى من يرشدنا ويعلمنا إلى اين الطريق,.
و نستحضر القصة الماثورة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

أنه لما مر على بيوت المدينة سمع امرأة تقول لابنتها: اخلطي اللبن بالماء فقالت البنت: ألم تسمعي كلام أمير المؤمنين؟ إنه نهى أن يخلط اللبن بالماء ؟
فقالت الأم لها: إن عمر لا يرانا.
فردت البنت: إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا..

جميلة ، و بسيطة تلك الكلمة ، ولكنها تحتاج منا لجهد عظيم لتطبيقها ذلك التطبيق الفعلي لنجني منها الفائدة الكبيرة للمجتمع بأسره ،،
وعندما نتفحص ماحولنا ، نرى أمورا كثيرة نستغربها رغم أنها تكاد تكون عادية المشاهدة
ونتساءل في ذهول عجيب عندما نخلو بأنفسنا قليلا : لماذا نفعل هذا؟؟
إن الرقابة البشرية الذاتية قد تغفل وقد تغيب ولكن المفهوم الإسلامي يزرع معنى رقابة الله وإحساس المسلم بهذه الرقابة ليكون على نفسه شهيداً حفيظاً

اشراقـة: كم مرة يقآبــل الوآحــد منآ المرآة للتأكــد من رتابة شكله و تناسق الوآن لباسه و كم مرة في اليوم يقفهآ الفرد امآم مرآة نفسه ليقيم وضعــه الدآخلي و يرآقبــ صدقه
لعل أهم أسباب إنعدام الرقابة الذاتية عند الفرد هو
– الثقة الزائدة التي تمنح لهذا الفرد فتؤثرا سلبا على رقابته الذاتية .
هذه الثقة تتحول إلى مكابرة على الاعتراف بالخطأ فتجد الفرد حين يخطئ وينبهه الناس لخطئه يزداد تكبره وتمسكه بالخطأ ويحول الأمر إلى تحدي رغم أنه في قرارة نفسه مدرك لغلطه
وهذه العقلية أصبحت منتشرة كثيرا حيث أصبح الناس لا يرحبون بأي نقد لأفعالهم حتى ولو كان لصالحهم
-الإهمال الزائد من طرف الوالدين اللذان قد يساهمان بشكل كبير في عدم تعويد أبنائهم على رقابة أنفسهم .
وهذا سبب جد مهم فالأولياء هم المسؤولون عن بناء الشخصية الأولية للطفل حيث يكتسب سلوكياتهم وارائهم فإن اعطوا لأنفسهم الحق في عدم مراقبة أفعالهم سيصبح الطفل تدريجيا مثلهم ويأتي اليوم الذي يرد عليهم حين يوبخوه بلماذا أنت فعلت هذا؟
اذا فضبط الاباء لسلوكهم ومراقبتهم لتصرفاتهم ستنعكس ايجابا على الابناء والعكس صحيح
-الإهمال من الفرد نفسه فيهمل صوت الضمير بداخله ليواكب العصر ويتبع الموضة
-الفهم الخاطىء لبعض الآيات والأحاديث وتفسيرها حسب هواه
– واهم سبب يمكن ان نذكره هو نقص الإيمان بالله عز وجل وقلة الإستحياء منه
وهذا بسبب كثرة انتشار بعض الأفعال المسيئة مما أدى إلى استصغار عاقبتها وتهوينها وأصبح ينظر إليها بمنطلق إذا عمت خفت
– التعود على حياة الإستقلالية والحرية وعدم تحمل المسؤولية
وهذا ما يسمى بعقلية ومن بعدي الطوفان أي كأن نهتم بما يفيدنا ونحارب ما يضرنا ولا يهمنا التأثير على الغير وهذه العادة أصبحت طاغية في المجتمع
وهناك أنواع عدة لعدم الرقابة الذاتية:

ــ عدم الرقابة على الجسد 1

ومثالها:

كأن اسرق وأن أعاكس في الطرقات وان أسكر وأضرب وأشاحن وأوشم على جسدي ووو…

2ــ عدم الرقابة على العقل

ومثالها :

التفكير في التخطيط للسرقة أو الأساليب الذكية في نشر الرذيلة دون أن أشعر أحداً على الأقل في بداية خطواتي

أو التفكير في وضع منهجية للسيطرة على العقول ……

3ــ عدم الرقابة على القلب

ومثالها :

أن أكون في الصلاة شارد الذهن أُفكر باولادي أو ليلاي أو أكون في الصيام وقلبي مشغول في دنياي أو أن يكون القلب حاضراً في كل متاع الدنيا إلا مع الله

وقد قال سينا محمد صلى الله عليه وسلم :

إن الله لاينظر إلى صوركم وأجسادكم وإنما ينظر إلى قلوبكم

وقال صلى الله عليه وسلم :

إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب

وعليه يكون النوع الثالث أخطر الأنواع

لأنني قد أرائي في النوعين الأوليين

لكن الله مطّلع على القلب

وكذلك ما في القلب سيظهر على الجسد لا محالة عاجلاً أم آجلاً

اشراقــة :فلنحاسب أنفسنا قبل محاسبة غيرنا
فلنكن الحكم الأول على أخطائنا فكما نكافئ أنفسنا على نجاحاتنا
يجب أن نتعلم كيف نعاقبها حين تخطئ

رآقب:
راقب نظراتك وغض بصرك
راقب لسانك وكف اذاه عن الناس
راقب يداك ولا توضفهما لشرور الاعمال
راقب رجلاك فلا يسوقانك الى مواطن التهلكة والندامة
مراقبة الحواس والتحكم بسلطانها فوز عظيم
راقب أيضا عواطفك فلا تجعلها تسيرك فتصبح مع الوقت ظالما لنفسك انانيا مع غيرك
في أحيان نؤذي غيرنا دون أن نشعر بذلك ونجر ح ونتجاهل الغير لاننا لا نراقب ذواتنا

احذر :
ما ذا يمكن ان يحدث ان انعدمت الرقابـة الذاتية .؟
أهمها دمار الفرد ثم أسرته ثم الأسر التي ستتولد من أسرته وصولاً للمجتمع والدين ككل ,, و صور هذا الخراب الكل يراه ,, في طوابير الاماكن الادارية ,, و في ميزان العدالة الذي فقد احد كفاته,, و اخرتها ,, الصحيفـة التي ستنشر في يوم الحشر !

وعليه فلينطلق كل منا من باب حرصه على الجيل الذي سيخرج من صلبه إلى فسحة التعلم وصحبة الصالحين

أريـد حلآ !
والحل الأوجه والأنجع بقوله تعالى :

يَا أيُها الذين آمَنُوا اتّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادقينْ

صدق الله العظيم . التوبة ــ 119
قال: كونوا مع الصادقين ولم يقل : كونوا صادقين

فحتى أكون صادقاً أي صالحاً بعيداً عن العيوب ولاأقول منزهاً فلا أحد منزه ولا معصوم إلا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

علي أن أصحب الصالحين والصادقين الذين عرفوا الحق واتبعوا سبل الرشاد فأسمو بنفسي وأكون مراقباً لها ولتصرفاتها فإن أخطأت وجهني هؤلاء الصادقين

وإن أخطأت ونصحني إخواني تقبلت النصح لأنني بالبداية صحبت الصادقين وتعلمت منهم أن أتقبل النصح

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " رحم الله إمرئً اهدى إلي عيوبي "
و يقال : قلي من تصاحب اقول لكـ من انت
ركز معي !
~ الدين المعاملةْ~
فمعاملة الإنسان لغيره تعكس اخلاقه
واخلاقه تعكس مدى رقابته الذاتية لنفسه
كيف !
لن يكون ذلك إلا بغرس كل تلك المباديء والقيم المستمدة من ديننا الحنيف داخل نفوس الناشئة قبل الكبار

حتى يتكون لدينا جيل جديد قادر على مواجهة كل الأمور برقابة ذاتية غُرست في نفسه
ومن بعده ستتكون أجيال تمرست على التعامل الذاتي مع أنفسهم ومع ما يدور حولهم
تمرسوا واعتادوا أن يقفوا احتراما لأنفسهم قبل احترام غيرهم من خلال احترامهم لتلك القيم والمباديء
التي غُرست في نفوسهم
فمن احترام النفس ينبع كل احترام وإجلال

و ذَكّرْ !
فكان لزاما لمن أراد صحة السريرة، و سلامة الطوية، و التعامل الصحيح مع النفس عند البعد عن البرية، في ظلمات الليل وعند الخلوات، كان لزما لمن أراد النجاة من النزوات و الثورات النفسية المردية، كان لزما لمن أراد أن يلجم النفس بلجام الايمان و التقوى، كان لا بد لمن أراد أن يكون هذا شأنه، أن يصحح معتقده، و أن يربط الحاضر بالماضي في طلب أسباب الصلاح و الاصلاح النفسي و الذي هو أساس الاصلاح الاجتماعي، و هل الفرد الصالح الا لبنة متمسكة قائمة في صرح المجتمع الراقي بما يحمله أهله من الايمان وصلاح الجنان والأركان

وقفــة !
نحن قد أجرمنا في حق انفسنا كثيرآ ,وحان الوقت للخروج من قوقعة الجهل والتخلف
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم
و ان كانت المقولة تنحى في جانب الدين فقد نستطيع ان نطابقها على المعاملات الحياتية اليومية، و من هنا وجب علينا ان نضع اوردة لانفسنا نضبطها فيها!
حآن الوقت ان نساعـد ذواتنآ لتتغيـر ,, حآن الوقت لننستقي من بحور الصبر شرابا
لانعرف بعده مذاق الهوان و الضعف الذي نحن فيه ,,
و بإذن الله سنتحسـن و سنساعـد بعضنآ في ذلكـ

انجآزآتنــآ:

مشاكل و حلول مـع ام منضف

في هذه الحديقـة تجربـة واقعيــة لرواد الاصلاح مـع شابين في مقتبل العمـر

و الحمد لله النتآئـج تسر خاصة مـع الحالة الاولى و التي ,, تغيرت و ترك الشاب التدخين و و هو على هذه الحالة الجديدة منذ 15 .
,,
منشورات جآهزة للطبآعــة :

>>>>> الوجه
>>>>>>الظهر

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هذآ الموضوع ساهم فيه 21 فردا من رواد الاصلاح
اتمنى انني وفقت في نقل اهم النقاط التي عُلجَتْ في القضية
و أي صوآب فهو من عند الله ,, و أي تقصير او خطأ فقد صدر منآ
ركن اجتمآع رواد الاصلاح و التغيير
مسودة القضية الاولى
قائمــة المساهمين في اثرآء القضيـة
هدى
Alardo
حالمة بالجنة
راجية الجنة
Sharp1989
سالي الشاوية
ام منصف
منيني
Redpearl
Alexis sanchez
ياسمين عنابة
نيبراس الهدى
فاطمة الزهراء05
تسنيم الهناء
فتاة المملكة
محمد.م
Malaki_aya
The gnawie
Mony1
ابو ليث
Eureka

شكرآ للجميـع ,نرجو ان تعم الفائدة و نتظر مشاركـة اكثر في القضية الثانيـة

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
جميع الحقوق محفوظة للمة الجزائرية
ـــ اكتوبر 2024
برعاية مجموعة ناس فور الجيريا

اغلى سلام و احلى تقييم
تلخيص في القمة ايروكا
مبارك جهدك متقن عملك
و ربي يشغلنا بعيبنا عن الاخر و يصلح لنا سرائرنا ما خفي منها و ما علم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eureka القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركآته

……..…………

روآد الاصلاح و التغييــر يقدمون
الموضوع الاول :
||الرقابــة الذاتية ||

القعدة

وقفــة !
نحن قد أجرمنا في حق انفسنا كثيرآ ,وحان الوقت للخروج من قوقعة الجهل والتخلف
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم
و ان كانت المقولة تنحى في جانب الدين فقد نستطيع ان نطابقها على المعاملات الحياتية اليومية، و من هنا وجب علينا ان نضع اوردة لانفسنا نضبطها فيها!
حآن الوقت ان نساعـد ذواتنآ لتتغيـر ,, حآن الوقت لننستقي من بحور الصبر شرابا
لانعرف بعده مذاق الهوان و الضعف الذي نحن فيه ,,
و بإذن الله سنتحسـن و سنساعـد بعضنآ في ذلكـ

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
جميع الحقوق محفوظة للمة الجزائرية
ـــ اكتوبر 2024
برعاية مجموعة ناس فور الجيريا

القعدة القعدة
هنا…… يمكن للمرء ان يتغير
حين ينادي باعلى صوته انا مذنب و احب ان اتغير
حين تتوب الى الله توبة نصوحة و تتخلى و ترمي وراءك اخطائك و زلاتك

أنا قصرت في حق نفسي و تجاهلت اني رجل يستطيع ان يفع اشياء افظل
غير التدخين و الشرب و اللهو في المقاهي

مشروع رسمنا معالم له و الحمد لله نجني و لو ثمرة واحدة منه
اخي المسلم
لا يخدعك و يغرك الشيطان و تدعت يقول لك ان من كتب هذا و عمل على انجاح هذا المشروع هو شخص يقول ما لا يفعل
حتى وان كنا كذلك كن افظل منا و سر على المعلومة و الفائدة
واجعل نفسك في الافق طائرا يحلق بلا توقف….

كل الشكر للخوة المشاركين في انجاح الموضوع الاول
كل الشكر للخت ايروكا على تلخيصها الأكث من رائع
و كل الشكر للذين سيمرون من هنا و تأنهبهم ضمائرهم المخطئة و يعملون جاهدين على تغيير انفسهم

و الحمد لله رب العالمين

و شكرا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تلخيص رائع و مميز شكرا لكل من ساهم في انجاز هذا العمل الهادف جزاكم الله خيرا في الدنيا و الأخرة ننتظر تفاعلكم في القضية الثانية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا مبارك جهدك صفية يعطيك ألف صحة وعافية
نحمد الله ونشكره على توفيقه
نرجو ان يستفيد كل مار على موضوعنا
لأنه حقا في غاية الأهمية فالرقابة الذاتية هي انطلاقة نحة التحضر
ودوما نبقى نردد جملة واحدة
الحضارة = إسلام إسلام ولا إسلام من دون أخلاق
بالتوفيق للجميع وشكرا لكل من شارك معنا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم الهناء القعدة
القعدة
القعدة

اغلى سلام و احلى تقييم
تلخيص في القمة ايروكا
مبارك جهدك متقن عملك
و ربي يشغلنا بعيبنا عن الاخر و يصلح لنا سرائرنا ما خفي منها و ما علم

القعدة القعدة
الله يخليك يا اغاليــة
مبآرك عليكم كلكم هذا الانجآز
امين يا ربــ
شكرآآ لكــ على سباقتك في الرد
ربي يحفظك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alardo القعدة
القعدة
القعدة

هنا…… يمكن للمرء ان يتغير
حين ينادي باعلى صوته انا مذنب و احب ان اتغير
حين تتوب الى الله توبة نصوحة و تتخلى و ترمي وراءك اخطائك و زلاتك

أنا قصرت في حق نفسي و تجاهلت اني رجل يستطيع ان يفع اشياء افظل
غير التدخين و الشرب و اللهو في المقاهي

مشروع رسمنا معالم له و الحمد لله نجني و لو ثمرة واحدة منه
اخي المسلم
لا يخدعك و يغرك الشيطان و تدعت يقول لك ان من كتب هذا و عمل على انجاح هذا المشروع هو شخص يقول ما لا يفعل
حتى وان كنا كذلك كن افظل منا و سر على المعلومة و الفائدة
واجعل نفسك في الافق طائرا يحلق بلا توقف….

كل الشكر للخوة المشاركين في انجاح الموضوع الاول
كل الشكر للخت ايروكا على تلخيصها الأكث من رائع
و كل الشكر للذين سيمرون من هنا و تأنهبهم ضمائرهم المخطئة و يعملون جاهدين على تغيير انفسهم

و الحمد لله رب العالمين

و شكرا

القعدة القعدة
اهلآ اخي
نعــم وجب علينآ ان ندركــ اننا قد اجحفنآ في حق انفسنآ
بآركــ الله فيكــ
و شكرآآ لمساهمتكــ الفعالــة في القضيــة و دعمك
سلامي لك
[quote=منيني;3745183]السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تلخيص رائع و مميز شكرا لكل من ساهم في انجاز هذا العمل الهادف جزاكم الله خيرا في الدنيا و الأخرة ننتظر تفاعلكم في القضية الثانية [/quote]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركآته
اهلآ اختي منيني
الحمــد لله نتمنى المنفعــة لنآ كروااد الاصلاح و ان نوفق في تبليــغ الرسالــة لاكبر عدد ممكن
سلامي لك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا مبارك جهدك صفية يعطيك ألف صحة وعافية
نحمد الله ونشكره على توفيقه
نرجو ان يستفيد كل مار على موضوعنا
لأنه حقا في غاية الأهمية فالرقابة الذاتية هي انطلاقة نحة التحضر
ودوما نبقى نردد جملة واحدة
الحضارة = إسلام إسلام ولا إسلام من دون أخلاق
بالتوفيق للجميع وشكرا لكل من شارك معنا

القعدة القعدة
و عليكم السلام و رحمة الله وبركآته
اهلآآآآآآآآآآآ ب صاحبــة المشروع ,, و صاحبــة الرأي الصواب و العين الثاقبــة في الامور
الحمد لله و له المنة و الفضل
نعــم فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قرآنآ يمشي منه عرفنآ ان الاخلاق الرائعة في الاسلام
بارك الله فيك
و كل الشكر لكــ انتي الشجرة الطيبة و هذه ثمآركــ التي ننتفـــع بيها
بوركتي و بوركــ من ربآكي
سلامي

بارك الله فيكِ أختي على التلخيص الأكثر من رائع
وبارك الله في كل من ساهم في نجاح المشروع
سلامي

بارك الله فيك صفية وفقتي في تجميع مشاركات الاعضاء في تلخيص رائع ومؤثر
فلنتعلم مراقبة أنفسنا
عندها سنكتشف أفعال كثيرة كنا لا نعطيها قيمة
ولكن تاثيرها كبير على محيطنا

وفق الله كل من ساهم ونفع ,وكل من لخص وفكر واعطى حلول وافكار وتلخيصات ,,من بدايه الفكره امتداد ا الى ضيوفها غلى معالجيها إلى مناقشيها الى ملخيصها ومتابعينها ,,,
سلمتي صافي على هذه النتيجهوالتي اعطت صوره نهائيه لما تم عرضه ولازلنا نقول ان الرقابه محاسبه ومنافسه ذاتيه بين الخير والشر وبين الجيد والسيء ,,,الدين عنوان التقدم والصلاح والدين حضارة الماضي والحاضر والغد ونسأل الله التوفيق لكل من شارك وساهم وسعى لنجاحه وحتى من تابع وراقب عن بعد او عن قرب,,
وللرقابه في العباده نقول :
إما ان تصلي صلاه تليق بمعبودك او تتخذ لك معبودا يليق بصلاتك
كل التوفيق والمحبه
بارك الله فيكـ أختنا على هذا الملخص الشامل
الذي احتوى جل نقاط القضية الأولى
عموما هام جدا للفائدة والإطلاع
ألف شكر وألف تحية.

الاكيد لا يوجد جزائري واحد يتمنى الاصلاح في القطاع السياحي و الدليل عدم الاهتمام بمو 2024.

و الدليل هو عدم الاهتمام بالموضوع السابق
المعنون / جهود مسؤولينا… الرجاء المناقشة الجادة

الرجاء تصفح المواقع السياحية التالية و المصممة من طرف مسؤولين في وزارة السياحة الجزائرية..
https://www.algeriantourism.com/index.php
https://algeria-online.bravehost.com/tourism
و ارجوا منكم مقارنتها بهذا الموقع الخاص باحدى وكالات السفر الفرنسية :
https://www.couleurs-sables.com
في الحقيقة ستضع بكل بساطة الملاحظات التالية :
– الموقع الاول خاص بوزارة السياحة في الجزائر و اول ما يشد انتباهك عند الدخول اليه هو الاعلانات الغريبة الموضوعة فيه و كان الجزائر معروضة للبيع في معارضهم السياحية و في الوكالات العقارية…اخ اذ بغض النظر عن تواضع هذا الموقع و فقره الى الوان و حركات و صور جميلة تشد سياح العالم .. تجده بلغة واحدة و ليست فيه اي روح للسياحة الحقيقية في الجزائر.
-و في الموقع الثاني الخاص بالدليل السياحي للجزائر فهو فقير جدا و مقزز و مكتوب بلغة واحدة (لغة المسؤولين) اي الفرنسية و لا تشدك فيه اي مغامرة لاستكشاف الجزائر.
– اما الموقع الثالث فهو موقع لوكالة سياحية فرنسية و ليست جزائرية.. و لكم ان تستمتعوا باستكشاف بعض المناطق الجنوبية الساحرة التي لم تشاهدوها حتى في احلامكم.. صور في قمة الروعة و الجمال فشكرا لمن صمم هذا الموقع و لمن قام بتصوير هذه المناطق.
* هل اكتشفتم الفرق بين الموقعين الجزائريين و الموقع الفرنسي. اليس هناك من يضع النقاط فوق الحروف???:angry:

والله يا خويا انا اول مرة نسمع بموقع سياحي غير اللمة (مع احترامي للمواقع لي حطيتهم ما يشبهو لوالو) تحياتي ليك وتقبل مروري

فقط اردت ان اشد انتباه زوار موقع اللمة و خاصة المنتدى السياحي انه بدون انتقاد هذه المواقع الحكومية الرسمية فاننا ندعم تدهور الوضع السياحي في الوطن. و عندك حق فالمواقع "ما تشبه ال والو" لكن لماذا الموقع الفرنسي مميز و يشد انتباه اي زائر بالرغم من ان الجزائر دولة اجنبية بالنسبة لهم..;(

على كل حال عندي صور لمناطق تيبازة جد جميلة (من تصويري:movieالقعدة ساقوم بنشرها لاحقا.

merci…………..

العدد الحادي عشر من مجلة الاصلاح 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

اقدم لكم اعضاء اللمة الجزائري العدد الحادي عشر من مجلة

الاصلاح

من هنـــا

منقول

بارك الله فيك اخي صهيب
شكراااااااااااااااااااا
جزاكم الله خيرا