أحكام نشوز الزوجة في الشريعة الإسلامية 2024.

الملخص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد تم التقديم لهذا الموضوع من خلال فصل تمهيدي، يتضمن الحديث عن الأسرة وأهميتها، ومكانتها في الإسلام، وبيان أهمية حسن العشرة بين الزوجين ومظاهره، وتوضيح مفهوم طاعة الزوجة، وحدودها الشرعية، وختم الفصل بعرض لآراء الفقهاء في مسألة خدمة الزوجة في بيت زوجها.
والفصل الأول جاء تحت عنوان: نشوز الزوجة، وتضمن الحديث حول معنى النشوز في اللغة والاصطلاح، ودوافع النشوز، ومظاهره (حالاته)، وقد تم استعراض الحالات المختلفة التي اعتبرها الفقهاء نشوزاً، وعصياناً للزوج، حيث ذكرت أقوال الفقهاء في كل حالة، واختلافَ آرائهم، وعرضت أدلتهم، وبينت الراجح منها بالدليل والبرهان.
وذكرت في هذا الفصل أنواع النشوز وحكمه، وحكم نفقة الزوجة الناشز.
أما الفصل الثاني فقد كان بعنوان: علاج النشوز (ولاية التأديب)، حيث وضحت فيه منهج الإسلام في علاج النشوز، وذكرت فيه أدلة حق الزوج في تأديب الزوجة، واستعرضت وسائل علاج النشوز، كما وردت في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وهي: الوعظ، والهجر في المضطجع، والضرب غير المبرِّح، وفصلتُ أقوال الفقهاء والمفسرين فيها ، وقارنت بين الأدلة، مع التعليق والتحليل، وبيان الراجح من تلك الأقوال.
وقد ركزت الحديث في موضوع الضرب؛ لأهميته وحساسيته، وبينت ضوابطه، وما فيه من أحكام تحفظ حق الزوجة، وترفع الظلم والعدوان عنها.
وختمت الفصل بموضوع: رجوع الزوجة عن النشوز، وأنه يرفع عنها أية وسيلة من وسائل التأديب، ويعيد إليها كامل حقوقها من نفقة وغيرها.
والفصل الثالث: كان آخر الفصول، وقد تضمن ذكر النظريات التربوية الحديثة وموقفها من تأديب الزوجة، حيث تناولت فيه مسألة العقاب، وأشكاله، وأغراضه، وإيجابياته، وسلبياته، كل ذلك من منظور أخصائيي التربية وعلم النفس.

وبعد ذلك طبقت هذه النظريات على وسائل التأديب في الشريعة الإسلامية، وبينت مطابقتها للمعايير الصحيحة في العقاب.
ثم عرضت موضوع العنف ضد المرأة، من منظور دعاة تحرير المرأة! وناقشت أقوالهم وفندتها بالحجة والدليل، وكذلك موضوعَ ضرب الزوجات، وموقفَ الشريعة الإسلامية من قضية العنف ضد المرأة.
ختمت هذا الفصل بذكر أهم الشبهات التي يثيرها بعض المغترّين بالثقافة الغربية، حول موضوع تأديب الزوجة، وقمت بالرد عليها في نقاطٍ بالحجة الدامغة والبرهان الصادق.
وجاءت خاتمة الرسالة بعرضِ أهم ما توصلت إليه من نتائج خلال هذا البحث، على شكلٍ نقاطٍ محددة، وكذلك أبرزِ التوصيات التي تسهم في تحقيق الفائدة المرجوة من هذا البحث، وهي: بناء أسرة مترابطة، يسودها الأمن والمحبة والاستقرار، تسهم في خدمة المجتمع، وبناء مستقبله الزاهر.
والحمد لله في البدء والمنتهى، وصلى الله وسلم على رسوله المجتبى.
حمل الملف الكامل

القعدة

احسنتم الاختيار …بارك الله فيكم

شكراااااااا

ضرب الدعوة الإسلامية 2024.

شاع في بعض وسائل الإعلام المختلفة اتهام شباب الصحوة بالتطرف وبالأصولية، ما رأي سماحتكم في هذا؟

هذا على كل حال غلط جاء من الغرب والشرق من النصارى، والشيوعيين، واليهود، وغيرهم ممن ينفر من الدعوة إلى الله عز وجل وأنصارها، أرادوا أن يظلموا الدعوة بمثل التطرف، أو الأصولية أو كذا أو كذا مما يلقبونهم به. ولا شك أن الدعوة إلى الله هي دين الرسل، وهي مذهبهم وطريقهم، وواجب على أهل العلم أن يدعوا إلى الله، وأن ينشطوا في ذلك، وعلى الشباب أن يتقوا الله، وأن يلتزموا بالحق، فلا يغلوا ولا يجفوا. وقد يقع من بعض الشباب جهل فيغلون في بعض الأشياء أو نقص في العلم فيجفون، لكن على جميع الشباب وعلى غيرهم من العلماء أن يتقوا الله، وأن يتحروا الحق بالدليل، قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحذروا من البدعة والغلو والإفراط، كما أن عليهم أن يحذروا من الجهل أو التقصير، وليس أحد منهم معصوماً، وقد يقع من بعض الناس شيء من التقصير بالزيادة أو النقص لكن ليس ذلك عيباً للجميع، إنما هو عيب لمن وقع منه. ولكن أعداء الله من النصارى وغيرهم، ومن سار في ركابهم جعلوا هذه وسيلة لضرب الدعوة والقضاء عليها باتهام أهلها بأنهم متطرفون أو بأنهم أصوليون.
وما معنى أصوليين؟
وإذا كانوا أصوليين بمعنى: أنهم يتمسكون بالأصول، وبما قال الله وقال الرسول فهذا مدح وليس ذماً، التمسك بالأصول من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مدح وليس بذم، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء، إما التطرف بالغلو، وإما التطرف بالجفاء والتقصير، وهذا هو الذم. أما الإنسان الملتزم بالأصول المعتبرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ليس بعيب، بل مدح وكمال، وهذا هو الواجب على طلبة العلم والداعين إلى الله أن يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما عرف في أصول الفقه، وأصول العقيدة، وأصول المصطلح فيما يستدل به وما يحتج به من الأدلة، لابد أن يكون عندهم أصول يعتمد عليها. فضرب الدعاة بأنهم أصوليون هذا كلام مجمل ليس له حقيقة إلا الذم والعيب والتنفير، فالأصولية ليست ذماً، ولكنها مدح في الحقيقة، إذا كان طالب العلم يتمسك بالأصول ويعتني بها ويسهر عليها من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما قرره أهل العلم فهذا ليس بعيب، أما التطرف بالبدعة والزيادة والغلو فهو العيب، أو التطرف بالجهل أو التقصير فهذا عيب أيضاً. فالواجب على الدعاة أن يلتزموا بالأصول الشرعية ويتمسكوا بالتوسط الذي جعلهم الله فيه، فالله جعلهم أمة وسطاً، فالواجب على الدعاة أن يكونوا وسطاً بين الغالي والجافي، بين الإفراط والتفريط، وعليهم أن يستقيموا على الحق، وأن يثبتوا عليه بأدلته الشرعية، فلا إفراط وغلو، ولا جفاء وتفريط، ولكنه الوسط الذي أمر الله به.

حوار أجراه مندوب مجلة الحرس الوطني مع سماحته، وقد نشر هذا الحوار في العدد (137) في شهر رمضان لعام 1413 هـ – مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.

القعدة المصدر …موقع الشيخ ابن باز رحمه الله

بارك الله فيك أخي الطيب.
دمت طيب الخلق مستقيما على دين الله غير مبدل و لا مغير.
وفقك الله و على طريق الحق سددك.
موضوع يستحق اللتقييم.
وفيك بارك الله اخي ابوليث جزاك الله خيرا …ثبتنا الله واياكم على منهج اهل السلف الصالح

السلسة الإسلامية الإرشاديّة الأسبوعيّة-من إعداد المجموعة الدّينيّة- 2024.

القعدة

الحمدُ للّهِ الذي أنزلَ على عبْدِهِ الكِتابَ ،ولمْ يجعَل لهُ عِوَجا سُبحانه لهُ دعوةُ الحقّ حَرَص عليها وأوْجَبَ التّبشير بها
ولْتَكُن منكم أُمّةٌ يدعون إلى الخيْرِ ويأْمُرونَ بالمَعْروفِ
وينهوْن عنِ المُنكر وأولئِكَ همُ المُفْلِحون.

مالمقصود بهذه السلسلة ؟

نضَعُ بين أيْديكُم هذه السلسة المُتكوّنة من مجموعة مواضيع تحمل بين طيّاتها مجموعة نصائح دينيّة هادفة تهمّ كُلّ مُسلِم ومُسلمة يُريدُ التّخلصّ من سُلوكات تُخالفُ الشّرع قد يكونُ غافلاً عنها أو مُتغافلًا لها رغم معْرِفَتهِ لحُكْمِها

كيفيّة سير السلسلة :

سنُحاول وضْع موضوع كلُ أسبوع

-أسبوع خاصّ برسالة للمرأة المُسلمة
-والأسبوع الذي يليه خاصّ برسالة للرّجل المُسلم
وهكذا نستمرّ في شكل سِلسلة لنُفيد ونستفيد
من نقاشاتكم وردودكم التي نتمنّى أن تكون ردودا قيّمة

هَدَفُها :

النصح والارشاد لما يحبّه الله ويرضاه
وكسْب الأجر والثّواب
فلعلّ هُناكَ من لايعْلم فنكون سببًا في هِدايتِهِ

وِفق ضوابط الشّرع وبطريقة سَلِسة مُمْتِعة.

عسى اللّه أن ينْفعنا وايّاكُم بهذا العمل الطّيب.

****************************** *********

فكرة واعداد:

ساندريلا زماني

تقديم المواضيع :ستكون من اعداد أعضاء المجموعة
ان شاء الله بطبعة حصريّة.

من نشاطات : :: المجموعة الدينية ::

شعارنا "الدّين النّصيحة".

2016/2015

وهذا أوّل نشاط ::

الرسالة الأولى:لكِ أُختاه(النّمص)-السلسة الإسلامية الإرشاديّة الأسبوعيّة

النشاط الثاني
الرسالة الثانية:لكِ و لكَ(النميمة)-السلسة الإسلامية الإرشاديّة الأسبوعيّة

النشاط الثالث
الرسالة الثالثة:لكِ أُخي(التدخيـــن)-السلسة الإسلامية الإرشاديّة الأسبوعيّة

النشاط الرابع
الرسالة الرابعة:العلاقات العاطفية في الشريعة الاسلامية-السلسة الإسلامية الإرشاديّة الأسبوعيّة

النشاط الخامس

القعدة

وعليكم السلاااااااااااااااااااااام

فكـــــــــرة رائعة شوشو بما فيها من فااااااائدة كبيرة جدااااااااااااااا

وفقك الله لما تسعين إليه من خير ونشر الفائدة العامة

دمت مميزة بأفكارك وإبداعاتك يا غليتي

ننتظر جديدك الباهر

فلا تبخلي علينا بما هو مفيد

بالتـــــــــــــــــــــــــو فيق

تقبلي مروري حبيبتي

zehor

القعدة

فكرة مميزة جدا وهادفة من جميع النواحي
بوركتي حبيبتي شوشو على الطرح
إن شاء الله نساهمو فيها كلنا

فكرة قيييمة وراائعه ,, تفتح عقل المسلم
وتنييره ,, وتبعده عن اخطاائه التي
ربما كان غافلا عنها ,, بارك الله فيك
على فكرتك الجمييلة وبالتوفييق =)

فكرة طيبة مباركة نسال الله ان يكتب لكم الاجر والمثوبة
بالتوفيق أختي لك ولجميع أعضاء المجموعة
بارك الله فيكم جميعا
شكرا لكلّ من اطّلع على الموضوع وشجّع الفكرة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله الى ما يحب ويرضى
ونفع بكم آمين
تسجيل متابعة باذن الله
الفكرة رائعة وجميلة الله ينفع بها
نَشكُر جميع الاعضاء والعضوات الذين تركوا بصماتهم في العدد الأوّل من السلسلة
جعله الله في ميزان حسناتكم
وكلّ الشّكر لطاقم المجموعة الدينية

سنواصل مع الموضوع الجديد
كونوا بالقرب

معتقد الآشاعرة وأثره السيء على المجتمعات الإسلامية 2024.

إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا، ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي لـه.
وأشهـدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد:

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
1-إن مصدر التلقي في قضايا الإلهيات (أي التوحيد)، والنبوات؛ هو العقل وحده، فهم يقسمون
أبواب العقيدة إلى ثلاثة أبواب:
إلهيات- نبوات- سمعيات.
ويقصدون بالسمعيات ما يتعلق بمسائل اليوم الآخر من البعث والحشر والجنة والنار وغير ذلك.
وسموها سمعيات لأن مصدرها عند القوم النصوص الشرعية، وما عداها؛ والمراد بذلك الإلهيات
والنبوات فمصدرهم في إثباتها عندهم العقل.
2- زعمهم الكاذب أن الإيمان هو مجرد التصديق، فأخرجوا العمل من مسمى الإيمان.
3-بناءً على تعريفهم للإيمان الخاطئ فقد أخرجوا توحيد الألوهية من تقسيمهم للتوحيد، فالتوحيد عند
الأشاعرة هو أن الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في صفاته لا
نظير له، وهذا التعريف لم يتضمن توحيد الألوهية، فلذلك أي مجتمع ينتشر فيه المعتقد الأشعري تجد
فيه توحيد الألوهية مختلا، وسوق الشرك والبدع رائجة، لأن السواد الذي يقطن أرضا يغلب عليها
المعتق الأشعري لم يعلم: أن الله واحد في عبادته لا شريك له، فتجده يأن من وطأة البدع والشركيات
وبناء القباب، وإقامة المواليد، و…
4-وبناء على ما سبق ذكره في تعريفهم للإيمان فقد أخرجوا الإتباع من تعريفهم للإيمان بالنبي صلى
الله عليه وسلم، فحصروا الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأمور التصديقية فقط، وبسبب هذا
الخلل انتشرت البدع في المجتمعات الأشعرية بشكل ملفت للنظر، بل ومقزز.
5- خالفوا أهل الأثر في أسماء الله وصفاته، ولهذا تجد نسبة الانتحار في المجتمع الذي يعتنق عقيدة
الأشعري بكثرة، لضعف توكلهم على الله، لأن التوكل ثمرت إثبات الصفات.
6- خالفوا أهل الأثر في باب القدر، فقول الأشاعرة موافق لقول الجبرية.
7-خالفوا أهل الأثر في مسألة رؤية الله، من جهة كونهم يقولون يُرى لا في مكان.
8- خالفوا أهل الأثر في مسألة الكلام، فهم لا يثبتون صفة الكلام على حقيقتها، بل يقولون بالكلام
النفسي.

وكتبه من مقدمة كتاب العرش للذهبي:

أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي

كتاب الوافي في العلوم الإسلامية 2024.

السلام عليكم ورحمة الله
كتاب الوافي في العلوم الإسلامية ثالثة ثانوي: شرح شامل لجميع الدروس جميع الشعب
https://www.restfile.com/6mznursfs2gk…e-3as.pdf.html

بارك الله فيك

حال بنات الأمة الإسلامية في هذا العصر، فكل قارئ مسؤوؤل 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

أخوتي لاأريد أن أطيل كلامي عليكم، فوالله كلما خرجت للعمل، ورأيت بنات ونساء أمهات على حال لايرضي الله ورسوله، ضننت أني في بلد غير مسلم وهذا شئ خطير.أين الأولياء الغيارى على دينهم وعرضهم. فهذا نداء لكل مسلم غيور على دينه أن لا يترك أخته تخرج الى الشارع أو العمل بدون حجاب فوالله انكم مسؤولون غدا أمام الله فبماذا ستجيبون رب العزة…….

جزاك الله كل الخير أسأل الله أن يرزق بنات المسلمين ونساء المسلمين الحجاب الستر والعفاف
في الدنيا والأخرة قال صلى الله عليه وسلم «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النّارِ لَمْ أَرَهُمَا. قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النّاسَ. وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ, مُمِيلاَتٌ مَائِلاتٌ, رُؤُوسُهُنّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ, لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنّةَ, وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا. وَإنّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» [صحيح مسلم]
أنا الخيمة التي تمشي وكلي فخر وعزه
أنا العفاف والشرف وعلى نهج أسيرالقعدة
بارك الله فيك اخى
الله يهدى جميع بنات المسلمين يارب
وشكرا على مروركم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخي العزيز جزاك الله خير والله اثلجت قلبي بهذه الالتفاته وجعلها الله لك بميزان اعمالك

جزاك الله كل الخير
شكرا لك اخي وبارك الله فيك
اصبحت الجزائر وكامل البلدان العربية بهاذا الداء المسمى بالحرية والديمقراطية العمياء
الله يهدي جميع النساء والبنات والشباب ان شاء الله

تنبيه الأحبة على عبارات خاطئة ولبعض البلدان الإسلامية 2024.

تنبيه الأحبة

على عبارات خاطئة

الشيخ عمر الحاج مسعود الجزائري -حفظه الله

هذه مجموعة أخرى من العبارات الشائعة بين الناس أقدمها لقراء ( مجلة الإصلاح ) الغراء ، مبينا ما تضمنه من أخطاء ، موضحا ما احتوته من معان عوجاء ، والله الموفق والمعين.

تَنْسَاك المُوت

تقال هذه العبارة تخفيفا على الناسي وتسلية للساهي ، فإذا نسي أحدهما شيئا- أو غفل عنه – ، وقد طُلب إحضارُه أو شراؤُه فقال: نسيته, أُونِس بقول: تَنْسَاك المَوت.

وكذا إذا كان يتحدث شخص عن شيء ، فيتتعتع في بعض حديثه ويقول: نسيت كذا وكذا, يقال له: تنساك الموت ، يعني تنساك كما نسيت ذلك الشيء ، وكأنهم يريدون نفي اللوم والتثريب عن الناسي .

و يلاحظ أن العبارة خاطئة ، لأن النسيان هنا كما هو واضح – خلاف الذكر والحفظ – ومحال أن يخطئ الموت أحدا وينساه ولا يذكره قال الله تعالى: {وما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يَنْقُصٌ مِنْ عُمُرِهِ إلا في كِتَابٍ إنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ}[المنافقون : 10] وقال: {نًحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُم الْمَوْتَ} [الواقعة : 60].

و الأجل محدد لا يخطأ أحدا ولا ينساه ، وكل إنسان يموت عند أجله الذي علمه وقدره مولاه , قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إلا بِإذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَّجَلا }[آل عمران: 145], وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لَنْ يَعْجَلَ اللهُ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَنْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ » (1).

ثم كيف ينسى الإنسان ولا يذكر في مثل ه ذا الأمر الذي وكل به ملك الموت- وهو الأمين الحفيظ – قال تعالى: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونْ }[السجدة: 11].

وقد يقال إن هذه العبارة من باب الدعاء ، فالجواب أن هذا اعتداء، قال الله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُعًا وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ}[الأعراف: 55] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا ومحذرا: « يَكٌونٌ فٍي هَذٍهٍ الأٌمَةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطُّهُورِ » (2).

فُلان مَلايكَتُه ثقَال

إ ذا كان الشخص ثقيل الضل لا يحتمل ، غليظ الطبع لا يؤلف ، شرس الخلق لا يعاشر قيل عنه: فلان ملايكته ثقال.

ولا شك أن هذه العبارة فيها سوء أدب مع الملائكة الذين خلقهم الله من نور ووفقهم للطاعة والخير، وعصمهم من المعصية والشر، فهم لا يفتُْرون عن عبادة ربهم ، ولا يسأمون من ذكر خالقهم، قال تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَهَارَ لا يَفْتُرُونَ } [الأنبياء: 20] ، وقال: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ! لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ !)} [الأنبياء: 26-27] ،وقال: { لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[التحريم: 6].

والعبد قد وُكِّلَ به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « وأَنَا إلا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنٍي إلا بِخَيْرٍ » (3).

فالواجب على العبد أن يحترمهم ويُجلهم ويستحيي منهم ، ويحذ ر من وصفهم بعبارات فيها سوء أدب وقلة احترام ، ولو من غير قصد، وهذا مما يؤذي الملائكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَى مِنْهُ ابْنُ آدَمَ» (4).

فلان ربِّي يْسَهَّلْ عَلِيه

تستعمل هذه العبارة دعاء في تسهيل الأمور وتيسيرها ، وهذا مشروع ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « اللَّهُمَ لا سَهْلَ إلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً وَأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً» (5 ) ، لكننا نسمع بعض الناس يستعملونها عند الغضب والمخاصمة ، فمنهم من يقول: «فلان لا يهُمُنِي أمرُه، ذلك شغله ربي يسهل عليه، المهم يتركني، ويبتعد عني »، وقد يكون في حالة معصية ومخالفة، وقد يقال لأحدهم: انصح فلانا فإنه ظالم معتد، فيقول: يا أخي دعني منه إنه شخص صعب، الله يسهل عليه، لا دخل لي فيه.

وقد يدخل بعضهم على عامل أو مسئول في إدارة معروف بالظلم وأخذ الرشوة فلا تُقضى حاجته فيقال له: إن ذلك المسئول يأخذ الرشوة فيقول: يا أخي لا دخل لي فيه لا يهمني أمره الله يسهل عليه، أريد حاجتي فقط .

يقول هذه العبارة تخلصا منه واجتنابا له، وكان المفروض أن يقال : هداه الله مادام في معصية مولاه والله تعالى يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِّرِ وَالتَقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

والمسلم يدعو ربه أن يسهل أمور إخوانه ما دامت خيرا وصلاحا ، أما أمور الشر والفساد فيستغفر ربه ويتوب إليه منها ويدعو لمن وقع فيها بالهداية.

فإن قيل: إنهم يريدون تلك العبارة: ربي يسهل عليه التوبة، فالجواب: هذا احتمال، لكنه بعيد جدا، لعله لم يَدُر في خَلَدهم ولم يخطر ببالهم.

ربِّي شافْ لَلْبَصْلَهْ ودارْ راسْها في الأرض

يريدون ب « شاف»: نظر، وهذا له وجه في اللغة (6) .

وهذه العبارة تقال في حق شخص شرير مؤذ ، يسعى لمال فلا يناله، أو يطلب منصبا ولا يصل إليه، ولو ناله ووصل إليه لازداد به شرًّا وإيذاء وظلما وعدوانا.

فيقال عنه: «ربي شاف للبصلة ودار راسها في الأرض ، فالبصلة في نظر هؤلاء ، لمَّا كانت خبيثة الرائحة ، غرست في التراب حتى لا تؤذي الناس برائحتها ، فكذلك هذا الشخص الشرير المؤذي ، لم ينل مطلوبه ، ولم يصل إلى مراده، حتى لا يؤذي ولا يظلم، وهذا المعنى صحيح، إلا أن في العبارة تقَوُّلاً على الله بغير علم ولا بينة، فأين الدليل على أن البصلة غرست في التراب لكونها خبيثة الرائحة، وهذه الكمأة ، والبطاطا والجزر، نباتات طيبة وليست لها رائحة خبيثَة ومع ذلك غرست في التراب وهذا الشوك ونحوه مؤذ ، قال الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ !} [الأعراف: 23] ، وقال: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ ِبهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلَّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُُولا } [الإسراء: 36

موضووع قيم

..

احنا الحمد لله لانستعمل هذه العبارات مطلقا
..
جزيت خيرا اختي
.
تحيتي:wub::wub:

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
شكــــــــرا على التنبيهات الخطيرة
وجزاك الله خيرا
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثابته على قيمي القعدة
القعدة
القعدة

موضووع قيم

..

احنا الحمد لله لانستعمل هذه العبارات مطلقا
..
جزيت خيرا اختي
.

تحيتي:wub::wub:

القعدة القعدة

شكرا اختي لمرورك وجزاك الله الف خير

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dirsir القعدة
القعدة
القعدة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
شكــــــــرا على التنبيهات الخطيرة
وجزاك الله خيرا
القعدة القعدة

شكرا اخي لمرورك وجزاك الله الف خير

الهوية الإسلامية ومؤامرة القضاء عليها 2024.

الأستاذ أنور الجندي رحمه الله

يزداد إيقاع الأحداث في العالم كله مع تنامي عقود القرن الخامس عشر الهجري الذي يتوقع أن تصل الصحوة الإسلامية فيه إلى مرحلة النضوج وامتلاك الإرادة واستعادة الحق.
ومن يطالع الأحداث منذ بزوغ هذا القرن يستطيع أن يثق بأن المسلمين قد خلّفوا فعلاً مرحلة البكاء على الأطلال وترنيمات التهافت على الماضي الذي انقضى والحزن عليه .

أعتقد أن الأحداث قد علّمت المسلمين أن يخرجوا من دائرة العاطفة الجوفاء إلى دائرة البحث عن خطة ، عن طريق ، عن منهج يمكن به تفادي الوقوع في الأخطاء مرة أخرى بعد أن تكشفت لهم حقائق كثيرة ربما كانوا يجهلونها، ووضحت لهم وجوه ربما كانوا حسني الظن بها، وهي تخفي في أعماقها الرغبة في تدميرهم والقضاء على كيانهم .

(هَا أنْتُمْ أوْلاَءِ تُحِبُّوْنَهُمْ وَلاَيُحِبُّوْنَكُمْ وَتُؤمِنُوْنَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإذَا لَقُوْكُمْ قَالُوْا آمَنَّا وَإذَا خَلَوا عَضُّوْا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) (آل عمران آية 119)

يجب أن يكون واضحًا لنا نحن المسلمين أن المؤامرة التي بدأت منذ نزول القرآن وظهور الإسلام لاتزال مستمرة ، وهي في كل عصر تأخذ طابعًا مختلفًا وقد نبأنا الله تبارك وتعالى من أخبارها وجاءت الأحداث متوالية ومتتابعة لتكشف لنا أبعاد المؤامرة التي تدبر للإسلام .
وقد وصلنا الآن إلى مرحلة توصف بأنها مرحلة اجتثاث الشجرة من جذورها ، هكذا تخطط القوى المتجمعة من غربية وماركسية وصهيونية ولكن هل نستطيع ؟ وهل الإسلام الذي جاء لينقذ البشرية ويخرجها من الظلمات إلى النور عرضة للأزمة ؟ . ومن الحق أن يقال : إن الأزمة موجهة إلى المسلمين وأنهم هم الذين سيتحملون عواقبها إذا ما عجزوا عن حماية الأمانة الموكولة إليهم والحفاظ على بيضة الدين .

فإذا تولوا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.

أما الإسلام فإنه باقٍ وهو ملاذ البشرية كلها وسوف ينصره الله إذا خذله أهله المتفرقون الآن والخاضعون للقوى المختلفة التي تصرب بعضهم ببعض .

إن أمامنا المثلاث والتجارب والأحداث ماتزال قائمة يجب أن نلتمس عبرتها ونحاول أن نستفيد منها للوصول إلى طريق العمل الذي يجب أن يكون قد بدأ فعلاً .

فهذا القرن الخامس عشر الهجري هو قرن بناء الخطط العملية لتحرير العقل المسلم والنفس المسلمة من التبعية للفكر الغربي الوافد الذي خضعنا له أكثر من مائة عام منذ فرض علينا قانون نابليون ومنهج دنلوب وخطط زويمر .

ومنذ فرضت علينا إرساليات التبشير مناهجها التربوية والتعليمية التي تحولت إلى وزارات التعليم العربية بكل ما تحمل من أخطار وآثام وازدواجية .

هذه المناهج التي ركزت على الإقليمية والعلمانية والقومية والماركسية بتنويع يختلف في كل قطر عن الآخر؛ ولكنها تجمع كلها على هدف واحد هو تمزيق الوحدة الإسلامية والحيلولة دون قيامها مرة أخرى. ولقد نشأت في ظل المخططات دعوات وتنظيمات كشف الزمن عجزها عن العطاء وعدم قدرتها على تلبية مطامح النفس المسلمة والعربية التي شكلها الدين الحق من إبراهيم ، وموسى ، وعيسى – ومحمد عليهم الصلاة والسلام – في ترابط جامع لأمة واحدة تؤمن بالله الواحد وتسلم وجهها إليه خالصًا ومنه تستمد منهج الحياة والعمل والمجتمع كما رسمته الكتب السماوية المنزلة وحيث جاء القرآن الكريم فمقدمه للناس في الصورة العالمية الخاتمة بحيث أصبح هو منهج الفكر لهذه الأمة كلها بكل ألوانها وعناصرها كما حدث عن ذلك كثير من المخططين والباحثين .

فقد استصفى الفكر الإسلامي خلاصة الوحي الرباني كله الذي أنزل على الرسل والأنبياء واستصفاه من مصدريه القرآن والسنة نورًا على طريق البشرية كلها إلى يوم القيامة فكان لابد أن يواجه من الدعوات والنحل والمناهج البشرية. وهي التي عجزت عن العطاء وأسقطتها المتغيرات. وكان آخر ذلك سقوط منهج الغرب الليبرالي وسقوط الماركسية. فأسقطت هذه المناهج في مسقط رأسها وفي بلادها التي صاغتها ، وأعلنت البشرية منذ سنوات طويلة أنها في حاجة إلى منهج جديد ينقذها من براثن النظام الربوي الذي اغتالها ، أما سقوط الماركسية على النحو الذي حدث فقد كشف عن عجز الايدلوجيات البشرية عن العطاء حتى انها بعد سبعين عامًا من سيطرتها على مجرى الأحداث ومن خلال فلسفة عريضة خالفت فيها مناهج الفطرة وعارضت حقائق الدين ومفاهيم العلم وحاولت أن تشق طريقها ضد التيار فعجزت وحاصرتها الأحداث وقصفتها الرياح وأسقطت منهجها وحطمت شراعها .

لابد أن نعي نحن المسلمين هذه الأحداث وأن نؤمن بأن قيام الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي وسيطرته على القدس قبلة المسلمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من نفس العمل الذي يحاول أن يفرض ما يعارض الفطرة ويخالف حقائق الدين والعلم جميعًا فلابد من سقوطه . ولقد أقامت من قبل القوى الصليبية كيانًا زائفًا في نفس الموقع لم يزل يقاومه المسلمون ويجتمعون له ويجاهدون في سبيل تدميره ويقدمون الأرواح رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى .

المسلمون اليوم في امتحان جديد هو أقسى من امتحان الحروب الصليبية؛ ولكن الصحوة الإسلامية التي أثبتت اليوم رسوخ أقدامها وعجز الأعداء عن إزالتها قادرة على الثبات في الموقع وحماية الثغور وإعداد قوى الردع الكفيلة برد العدوان واستخلاص الحق واستعادة بيت المقدس. ولن يكون ذلك إلا من خلال وحدة الإيمان والارتفاع فوق المطامع والأهواء والتحرر من الترف والانحلال .

وليعلم المسلمون أن سقوط هذه الايدلوجيات كلها هو لحساب الإسلام وأن الغرب لن يستطيع أن يسيطر على العالم ويقوده نحو الخضوع والتبعية بعد أن أثبتت مناهجه وايدلوجياته عجزها وفسادها وأعلن كبار العلماء والمفكرين الغربيين أنّه لا أمل إلا في الإسلام فهو وحده القادر على إنقاذ البشرية.

ولكن أصحاب المطامع من عباد العجل الذهبي وإمبراطورية الربا لايزالون يخططون من أجل السيطرة على الأمة الإسلامية وثرواتها ومقدراتها التي استنزفت منذ أكثر من قرنين من الزمان لحساب القوي العالمية في نفس الوقت الذي عاش أهل الوطو يواجهون المجاعات ، والنهب ، والاحتواء ، في محاولة لإخضاع المسلمين والعرب ، وضرب بعضهم ببعض ، ولقد استفاق العرب والمسلمون اليوم وعرفـوا أنهم قادرون على التعامل السمح الكريم بين طوائفهم كما أمرهم القرآن وكما رسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم وكما وضع عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وغيرهم ميثاق الترابط بين العناصر المختلفة في قلب المجتمع الإسلامي العربي .

ومن هنا فنحن في أشد الحاجة إلى الدخول في مرحلـة تحرير الهوية وتصحيح الوجهة. وذلك بإقامة معاملاتنا سواء في مجال التجارة أو الزراعة أو الاقتصاد على أساس تحري الحلال وتجاوز الحرام .

وإن علينا أن نحرر مناهجنا التعليمية من الزيوف التي فرضتها الحضارة الغربية من أجل هدم وحدتنا العامة ، وتحرير مناهجنا الاجتماعية والترفيهية من عوامل تدمير وحدة المجتمع وتكامله ولنحذر من أخطار التداخل الذي يرمي إلى تفريغ هذه الصحوة من مضمونها أو احتوائها أو تدميرها أو إجهاضها

جميع دروس العلوم الإسلامية 2024.

الوضعية1: وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة.
1) شرح الآيات صفحة 4 – 5 من الكتاب المدرسي:
الرعد/4: (اثارة الوجدان + التذكير بقدرة الله)

{ وفي الأرض قطع } بقاع مختلفة { متجاورات } متلاصقات فمنها طيب وسبخ وقليل الريع وكثيرهُ وهو من دلائل قدرته تعالى { وجنات } بساتين { من أعناب وزرع } بالرفع عطفا على جنات، والجر على أعناب وكذا قوله
{ ونخيل صنوان } جمع صنو، وهي النخلات يجمعها أصل واحد وتشعب فروعها { وغير صنوان } منفردة { تسقى } بالتاء، أي الجنات وما فيها والياء، أي المذكور { بماء واحد ونفضّل } بالنون والياء { بعضها على بعض في الأكُل } بضم الكاف وسكونها فمن حلو وحامض وهو من دلائل قدرته تعالى { إن في ذلك } المذكور { لآيات لقوم يعقلون } يتدبرون .
لقمان/10: (اثارة العقل ، التذكير بقدرة الله)
{ خلق السماوات بغير عمَدٍ ترونها } أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلا { وألقى في الأرض رواسي } جبالا مرتفعة لـ { أن } لا { تميد } تتحرك { بكم وبثَّ فيها من كل دابة وأنزلنا } فيه التفات عن الغيبة { من السماء ماءً فأنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ } صنف حسن.
النحل/78: (اثارة العقل و الوجدان و قدرة الله)
{ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } الجملة حال { وجعل لكم السمع } بمعنى الأسماع { والأبصار والأفئدة } القلوب { لعلكم تشكرونـ } ـه على ذلك فتؤمنون .
المؤمنون/86 – 91: (مناقشة الانحرافات التي وقعت في العقيدة)
{ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم } الكرسي .{ سيقولون الله قل أفلا تتقون } تحذرون عبادة غيره .{ قل من بيده ملكوت } ملك { كل شيء } والتاء للمبالغة { وهو يُجير ولا يُجار عليه } يَحمي ولا يُحمى عليه { إن كنتم تعلمون } .{ سيقولون لله } وفي قراءة بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر { قل فأنى تسحرون } تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل .{ بل آتيناهم بالحق } بالصدق { وإنهم لكذبون } في نفيه وهو .{ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً } أي لو كان معه إله { لذهب كل إله بما خلق } انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه { ولعلا بعضهم على بعض } مغالبة كفعل ملوك الدنيا { سبحان الله } تنزيهاً له { عما يصفونـ } ـه به مما ذكر .
فصلت/49 – 50: (مواجهة الانسان بحقيقة ما يدور في نفسه وقت الشدة)
{ لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } أي لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما { وإن مسه الشر } الفقر والشدة { فيؤس قنوط } من رحمة الله، وهذا وما بعده في الكافرين .{ ولئن } لام قسم { أذقناه } آتيناه { رحمة } غنى وصحة { منا من بعد ضراء } شدة وبلاء { مسته ليقولن هذا لي } أي بعلمي { وما أظن الساعة قائمة ولئن } لام قسم { رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } أي الجنة { فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ } شديد، واللام في الفعلين لام قسم .
آل عمران/133 – 134: (رسم الصور المحببة للمؤمنين وصفاتهم)
{ وسارعوا } بواو ودونها { إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } أي كعرضهما لو وصلت إحداهما للأخرى، والعرضُ السعة { أعدت للمتقين } الله يعمل الطاعات وترك المعاصي .{ الذين ينفقون } في طاعة الله { في السراء والضراء } اليُسر والعسر { والكاظمين الغيظ } الكافين عن إمضائه مع القدرة{ والعافين عن الناس} ممن ظلمهم أي التاركين عقوبتهم { والله يحب المحسنين } بهذه الأفعال، أي يثبهم .
يونس/61: (التذكير بأن الله مع الانسان)
{ وما تكون } يا محمد { في شأن } أمر { وما تتلو منه } أي من الشأن أو الله { من قرآن } أنزله عليك { ولا تعملون } خاطبهُ وأمته { من عمل إلا كنا عليكم شهودا } رقباء { إذ تُفيضون } تأخذون { فيه } أي العمل { وما يَعْزُبُ } يغيب { عن ربك من مثقال } وزن { ذرة } أصغر نملة { في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين } بيِّن هو اللوح المحفوظ .

2) وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الاسلامية:
1- اثارة الوجدان.
2- اثارة العقل.
3- مواجهة الانسان ومايدور في داخل نفسه وقت الشدة.
4- مناقشة الانحرافات كلها.
5- التذكير بأن الله مع الانسان.
6- رسم الصور المحببة للمؤمنين و صفاتهم.
7- التذكير الدائم بقدرة الله التي لا تحد.

3) الفوائد والارشادات:
1- يلفت القرآن الكريم نظر الانسان لتدبر آيات الله في الكون.
2- التذكير بأن الله مع الانسان يراقبه و يراه ثم يحاسبه يوم القيامة على ما عمل من خير أو شر.
3- تصحيح سلوك الانسان تجاه الله ، وأن يستقيم على العقيدة الاسلامية

الوضعية2:موقف القران الكريم من العقل
-تكريم الله الانسان بالعقل:كرم الله الانسان بالعقل و بين منزلته في القران الكريم و اهميته:
العقل ميزة الانسان لانه منشا الفكر و له القدرة على الادراك و التدبر و تصريف الحياة و ينحط و يطغى و يفسد باجتناب الحق و اتباع الهوى
العقل اداة وصل الدين بقضايا الواقع لانه يملك طاقات ادراكية اودعها الله فيه بدور مهم في الاجتهاد و التجديد الى يوم القيامة
العقل مناط التكليف و اساسه لان التكليف خطاب من الله و لا يتلقى دلك الخطاب الا من يعقل
2-منهجية التفكير كما يبرزها القران الكريم:

امرنا الله عز و جل بالتدبر في القران الكريم و فهم معانيه و التدبر في خلقه و كونه لقوله:”افلا يتدبرون القران"فربط الحالة الايمانية بالحالة الفكرية و يريد اله التفكر العقلي الخالص و التامل الدهني العميق الدي يفضي الى المعرفة الصحيحة
3-حث القران على استعمال العقل:
الغقل يصون الايمان و ليس خطرا عليه حيث نجد ان ابراهيم عليه السلام عندما اعمل عقله و طلب الدليل في خلق الله انما كان يتحسس نعمة العقل الدي هداه اصلا الى الله عز و جل
4-وجوب المحافظة على العقل:
احكام حفظ العقل من حيث الوجود هي الاحكام التي تقيم اركانه و تثبت قواعده بحيث تثمر منفعته فكرا مستقيما و علوما نافعة و معارف صالحة تمكن اىمة من تحقيق الاستخلاف و من هنا شرع طلب العلم و التفكر و النظر و التدبر و ليس هنالك دليل احسن من افتتاح الله كتابه الكريم و ابتدائه الوحي بهده الايات التي تامر مرتين بالقراءة على الاطلاق دون تقييد قال:"اقرا باسم ربك الدي خلق،خلق الانسان من علق ،اقرا و ربك الاكرم الديعلم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم"العلق1-5
اخطر انواع الانحراف هو انحراف الفكر و البعد به عن القصد افراطا و تفريطا فالانحراف الفكري ينتج عن خلل في البناء الفكري و هدا الخلل قد يعود الى الامرين الاتيين او لاحدهما:
ا-الجهل باصول التشريع
ب- الجهل بمناهج التعامل مع هده الاصول

الفوائد و الارشادات:
-على المسلم ان يحفظ عقله بالابتعاد عن المسكرات و اجتناب التطرف و الغلو
-تنوير العقل بالعلم و العرفة
-اعمال العقل بالتدبر في خلق الله

الوضعية3:الصحة الجسمية و النفسية في القران الكريم

مفهوم الصحة الجسمية:
بما أن البدن هو حامل الروح وقالبها الذي يحويها،لابد أن يكون سليما وصحيحا لبقاء الروح ولذلك أولاه الإسلام عناية كبرى،فأمر بتطهير المأكل والمشرب والملبس، و بتنظيف الثوب والبدن والمكان ،وترك مظاهر القذارة والنجاسة فقال: )يسألونك عن المحيض قل هو أذى…) ..البقرة222 ،وقالالقعدة إنما حَرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير….)النحل 115 ، وذلك لما ينجم عنه من مهالك وأمراض…
كما حث على العناية بالصحة العامة، قال صلى الله عليه وسلم: ( اجتنبوا الملاعـن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل)، كما رغب في الرياضة والصوم والوقاية من الأمراض، ونهى عن تعريض البدن للمخاطر.
مفهوم الصحة النفسية:
والنفس هي الذات التي بها تقترن الروح بالبدن، فيتشكل الكائن الحي ، و هي التي تحدد سلوكيات هذا المخلوق ، ولذلك قسم القرآن النفس إلى : النفس اللوامة، الأمارة ، المطمئنة ،وهي التي تكون عندما تعلو النفس اللوامة على الأمارة بالسوء و الإنسان يعيش دوما هذا الصراع النفسي ولذلك ربانا القرآن على غص البصر وضبط النفس وكبح جماح الشهوة فقال)قل للمؤمنين يغصوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى له) النور30.
وإنما تتحقق الصحة النفسية بما يلي:
1 . قوة الصلة بالله… 2.الثبات والتوازن الانفعالي.. 3.الصبر عند الشدائد.
4. المرونة في مواجهة الواقع. 5. التفاؤل وعدم اليأس.. 6. توافق المسلم مع نفسه ومع غيره.
7. التزكية وحسن الخلق……
1_الجانب الجسدي:
-الاهتمام بالصحة و رشاقة الجسم
-اتباع النظام الوقائي(طهارة الملبس،الماكل و البدن و المكان،تحريم شرب الخمر و الحشيش و الادوية المضرة بالعقل ،تحريم الزنا…)
-الاعفاء من بعض الفرائض او التخفيف منها:الحج عند الاستطاعة،ترخيص التيمم…)
-الابتعاد عن المعاصي لانها تورث الهم الدي ياكل الجسد(دعا للعفة كغض البصر)
_الجانب النفسي:

-تقوية الصلة بالله(الاطمئنان،الدكر،الطاعات. ..)
_الصبر عند الشدائد و الايمان بقضاء الله و الرضا بالله و اليقين بان هده الشدائد تزول
_الثبات و التوازن النفسي:زرع الايمان القوي في القلب الدي يبعث الاطمئنان و عدم الخوف الا من الله سبحانه و تعالى
_الحنكة في مواجهة الواقع و عدم الياس(الرضا و التفاؤل ،البحث عن الحلول عند الشدائد…)
_التحلي بفضائل الاخلاق(حسن التعامل مع الاخرين…)

الوضعية4:القيم في القران الكريم
القيم جمع لقيمة ومعناها الاقتصادي " الثمن " فنقول هذا الشيء ثمنه كذا أو سعره كذا فنعرف قيمته الاقتصادية ومن حيث الفلسفة فإن القيمة تتحقق في ثلاث محاور ، تتحقق في الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه ، فإذا كان هدفنا السعادة فالسعادة تعتبر قيمة ، وتتحقق القيمة أيضا في الفعل الذي تمارسه ، فإذا كان فعلنا خيرا ، كان الخير قيمة ، وأما المحور الثالث فيتحقق في الإحساس نحو ما يحيط من أشياء ، فإذا أحسسنا بالجمال في شيء ما ، كان الجمال قيمة
القيم الفردية:
أولا / الصدق:
و الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو مطلوب من الإنسان في قوله وعمله واعتقاده، وفى تحقيق مقامات الدين كلها.وقد أمر به الله، و يأتي على رأس هذه المنظومة المتكاملة لقوله تعالى( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين….) التوبة 119.فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بالصدق منذ صغره وكذلك الأنبياء و الرسل و الصالحون..
ثانيا/ الصبر:
والصبر لغة الحبس والكف،
واصطلاحاً:
حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله قال تعالى:
((والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم)).
وقد أشرنا في التعريف إلى أنواع الصبر الثلاثة والباعث عليه.
أما أنواعه فهي:
صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
ثالثا/ الإحسان:
لفظ "الإحسان" يدل على معان ثلاثة ورد بها القرآن ووردت بها السنة:
1. الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
2. الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين.

. إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء العمل العبادي أو العادي أو المعاملاتي.
رابعا / العفو:ومنشأه الرحمة لأنالرحمة في قلب العبد تجعله يعفو عمَّن أساء إليه أو ظلمه، ولا يوقع به العقوبة عند القدرة عليه، وإذا فعل العبد ذلك كان أهلاً لعفو الله عنه. يقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134].
القيم الأُسْرية:
أولا/ المعاشرة بالمعروف:
وتكون بين الزوجين الذين تنبثق عنهما الأسرة المسلمة لقوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف..)
ثانيا/ التكافل الأسري والرحمة والمودة:
ويكون ذلك بين أفرد الأسرة ابتداء من الأصول وانتهاء بالفروع مرورا بالعصبات و العلات والأخياف،في السراء والضراء،ولكن على الطاعة لا على المعصية..
القيم الاجتماعية:
أولا/ التعاون والمسؤولية(التكافل):
ليشمل هذا التعاون الغني والفقير ،الأمير والغفير،الكبير والصغير،المقيم وابن السبيل والقريب والبعيد لقوله تعالىالقعدة..بذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل .) النساء 36
القيم السياسية(على مستوى الدول):
أولا/العدل:
لأنه أساس الحكمقال الله تعالىالقعدةيأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ..) وقال سيدنا عمر : تدوم على الكفر ولا تدور على الظلم .
ثانيا/ الشورى:
وهي المبدأ الثاني من مبادئ الحكم، ومعناها عدم الاستئثار باتخاذ القرار بل لابد من إشراك أهل الرأي والخبرة (أهل الحل والعقد)في كل أمر ذي بال لقوله تعالى: (..وأمرهم شورى بينهم..الشورى38.)
ثالثا/ الطاعة:
أي وجوب طاعة الرعية لولي الأمر مادام على الحق، ومعاونته ، وسد خلاته،رد النافرين منه وتوحيد الكلمة حوله
الوضعية5:المساواة امام احكام الشريعة الاسلامية

الشريعة الاسلامية عادلة في احكامها الاجتماعية و القانونية فنصوصها القانونية لا تستثني الغني و لا الفقير ،القوي و لا الضعيف، الابيض و لا الاسود،فكل من اعتدى على حق غيره و ظلمه(اخد ماله بغير حق،قتل،قدف،سرقة…)تعاقبه الشريعة الاسلامية دون النظر الى اي اعتبار اخر(القوة،الحسب و النسب،الجاه و السلطان…)و هدا لاجل تعليم الناس ان الافات الاجتماعية ادا انتشرت في المجتمع فستعم الفوضى افراده و ينتشر اللا امن

الفوائد و الارشادات:
-لاتجوز الشفاعة في حدود الله
-السرقة محرمة وحدها قطع اليد عند الرسغ
-يحرم تعطيل الحدود لانها تؤدي الى الفوارق الاجتماعية و ظهور الجريمة و الانحراف
-الحث على اقامة حدود الله و تطبيقها

الوضعية6:العمل و الانتاج في الاسلام و مشكلة البطالة

العمل:هو كل جهد فكري او عضلي يقوم به الفرد و يعود عليه و على غيره بالخير و المنفعة و يعتبر عبادة اد حثنا الله على العمل للقضاء على البطالة
-العمل الصالح يرفع صاحبه و يعلي منزلته عند الله تعالى
-يبغض الاسلام التسول لانه يحقر الشخص و يهينه و الصل في المسلم انه عزيز لقوله صلى الله عليه و سلم:"و لا تزال المسالة باحدكم حتى يلقى الله عز و جل و ليس في وجهه مزعة لحم"و هدا كناية عن دهاب الحياء و الكرامة
التسول لا يحل الا في 3حالات:
-دي فقر مدقع
-دي عزم مقطع
-دي دم موجع

الفوائد و الارشادات:
-الحث على العمل لتحصيل الرزق و بيان فضل العمل باليد
-حث المسلم على العمل و ان يكون رزقه من كسب يده و ثمرة جهده
-ينبغي اجهاد النفس في تحصيل الرزق الحلال
-لا تحل المسالة مع القدرة على العمل و كسب الرزق
-مدح التعفف و التنزه عن سؤال الناس
-لا ينبغي احتقار العمل و الاستحياء منه و لو كان يسيرا

حقوق العمال وواجباتهم في الإسلام
1. نظرة الإسلام للعمل:
يقول الله تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا..) ..فصلت 33. والعمل هنا وفي آيات كثيرة جاء شاملا للعمل الديني أي تنفيذ أحكام الشريعة ولغيره وهو في عمومه يشمل العمل الصناعي كما يعرف ذلك من قواعد الاجتهاد في الشريعة ولغيره ، كما أن العمل نعمة ، والنعمة تقتضي الشكر الذي يقتضي المداومة عليها وحفظها.
2.الحقوق الأساسية للعمال:
1.حق العمل: وذلك على قدر الطاقة لقوله تعالىالقعدةلا نكلف نفسا إلا وسعها )، ثم يكون الأجر على قدر العمل لقوله تعالى: (ولكل درجات مما عملوا وليوفيَهم أعمالهم وهم لا يظلمون.)….الأحقاف 10.والأجر حق لا مِنَّة فيه.
2.حق الراحة:لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإن لنفسك عليك حقا وإن لجسدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقاوإن لعينك عليك حقا) أخرجه البخاري..
3.حق الضمان: وهو ما نعبر عنه بالمسؤولية المدنية أي تعويض الضرر الذي يلحق الغير من جهته أو يلحقه من جهة الغير..وقد قرر القرآن ذلك بقوله تعالى: (ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلاأن يصّدقوا)…النساء 92. وقوله صلى الله عليه وسلم ( طعام بطعام وإناء بإناء)..أخرجه الترمذي..
3.واجبات العمال:
إن لكل حق واجب يقابله وعليه فواجبات العامل كما يراها الإسلام:
i. أن يعرف العامل ما هو مطلوب منه عمله بالتحديد…
ii. الوفاء لعمله والإخلاص فيه وإتقانه وعدم غش رب العمل..
iii. عدم خيانة الأمانة كتضييع الوقت أو أكل الرشوة أو غير ذلك ،لأن صاحب العمل استأمنه على ذلك ،قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون..) الأنفال 27.
4.تصور الإسلام لطبيعة العلاقة بين العمال وأرباب العمل:
1. أن يبين للعامل ماهية العمل مع بيان الأجر والوقت اللازم لذلك..
2. أن لا يكلفه فوق طاقته..وفي الحديث ( ولا تكلفوهم ما لا يطيقون ). أخرجه النسائي.
3. وأن لا يجرده من إنسانيته..
4. أن لا يبخسه حقه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن لك من الأجر على قدر نصيبك ونفقتك)…الحاكم.
أن يعطيه حقه فور فراغه من عمله ..

النسب وأحكامه الشرعية

i. النسب:
1) تعريفه:
النسب هو الالتحاق والقرابة.
2) أسبابه :
1. الزواج الشرعي :وهو الزواج الصحيح بين الرجل والمرأة عند ابتداء حملها ،فإذا ولدت فالمولود يلحق تلقائيا بأبيه أي ينسب له ..
2. الإقرار:وهو الاعتراف بالبنوة المباشرة كأن يقر الرجل بأن هذا الولد(ذكرا كان أو أنثى) ولده..ونتصور ذلك عندما يكون فارق السن معقولا ومناسبا بين المقر له والمقر بالنسب….
3. البينة الشرعية: وهي شهادة رجلين عدلين ، أو رجلٍ وامرأتين، فلو قال رجل :إن أبي فلانا ثم شهد معه شاهدان على ذلك ألحق نسبه به ولا ينفع الأب المنكر إنكاره أمام القضاء..
3) التحقق من النسب بالبصمة الوراثية:
لقد تطور العلم الحديث وقطع أشواطا لم تكن البشرية تحلم بها في الأزمان الغابرة و في شتى المجالات، ومن ذلك إمكانية إثبات النسب بطريق البصمة الوراثية وذلك عن طريق الجينات (المورثات ) بشكل لا يدع مجالا للشك ، ليس على الأحياء فحسب بل حتى عند الأموات من خلال الفحوصات على بقايا العظام قال تعالى..
4) حق مجهول النسب:
لأصل أن ينسب الولد لأبيه ومن نسب لغير أبيه وهو يعلم فلا يقبل الله من فرضا ولا نفلا لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من انتسب لغير أبيه لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)، ومن زنى بامرأة متزوجة فحملت منه ، فالولد للفراش وللعاهر (الزاني ) الحجر ،وأما من جهل أبوه فإنه يلحق بأمه ، وتثبت لمجهول النسب جملة حقوق منها: أنه يظل بيد من تولى كفالته وعليه تربيته وتثقيفه بالعلم النافع ،في الحياة،أو الصنعة الكريمة المثمرة،حتى لا يكون عالة على المجتمع ولا مصدر شقاء له، قال تعالى : ( ادعوهملآبائهم ………………. فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم )…الأحزاب 05..

ii. التبني:

1. تعريفه:وله صورتان:
الصورة الأولى:
وهو أن يضم الرجل الطفل الذي يعرف انه ابن غيره إلى نفسه فيعامله معاملة الأبناء من جهة العطف والإنفاق عليه، ومن جهة التربية والعناية بشأنه كله، دون أن يلحق به نسبه، فلا يكون ابنا شرعيا ولا يثبت له شيء من أحكام البنوة،كالميراث..وهذا أمر يستحبه الشرع الحكيم..

الصورة الثانية:
وهي المقصودة بالتبني عند الإطلاق، كأن ينسب الشخص إلى نفسه طفلا وهو يعرف أنه ولد غيره،فينزله منزلة الابن الصحيح وتثبت له أحكام البنوة ومن استحقاق الميراث بعد موته وحرمة تزوج حليلته..
وقد تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيد ابن ثابت – على سنة العرب وقبل الإسلام — فكان الناس يقولون: زيد بن محمد؟؟ إلى أن نهى الله عن ذلك بقوله: (ادعوهم لآبائهم….) الآية..وهذا هو التبني المحظور أي المحرم ..

2.الحكمة من تحريمه وإبطاله:
وقد أبطله الله بقوله:
( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما).الأحزاب 40.
وذلك للأسباب التالية:
ü حرص الإسلام على حفظ الأنساب وحفظ الحقوق الأسرية التي ارتبطت بجهات القرابة في التشريع الإسلامي وليس بالادعاء الكاذب..
ü المحافظة على حقوق الورثة الشرعيين مما قد يلحقهم من هذا الابن (الزور)..
ü إن فلسفة الأسرة في نظر الإسلام تختلف عن غيرها من الأمم الأخرى، فهي مبنية على العدل والحياء والقيم..

iii. الكفالة:
1.تعريفها:
لغة: الالتزام والضم.
اصطلاحا: التزام حق ثابت في ذمة الغير، مضمونة.
2. حكمها:
مشروعة بالكتاب والسنة ومن ذلك قوله تعالى(…وكفلها زكريا..) آل عمران 37..وقوله صلى الله عليه وسلم:
(..الزعيم غارم.) أي الكفيل غارم..
3.الحكمة من مشروعيتها:
إذا وجد طفل في مكان ما (اللقيط)، أو مات أبواه، أو ولد بطريق غير شرعي، وجب على المجتمع رعايته وكفالته حتى لا يضيع أو يهلك، أو يكون مصدر شقاء للمجتمع بـرمته وهذا مفهوم من قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى..) المائدة02..وقول سيدنا عمر بن الخطاب لمن التقط طفلا:

( لك ولاؤه وعلينا نفقته ) وذلك حتى يبلغ أشده‘بالنسبة للذكر وأما البنت فحتى تتزوج

الجريمة
تعريف الجريمة:
لغة:مشتقة من الجرم اي التعدي جمعها اجرام و جروم و الفاعل مجرم
شرعا: محضوؤات شرعية زجر الله عنها بحد او تعزير
اقسام الجريمة من حيث مقدار العقوبة:
واجهة الشريعة مشكلات الحياة بمبدئين متكاملين هما ثبات الاصول و تغير الفروع.ففي الجوانب الثابتة تاتي بالاحكام و في الجوانب المتغيرة و التي تتاثر بتطور المجتمع تاتي الشريعة بمبادئ عامة و قواعد كلية قابلة لتعدد التطبيقات و اختلاف الصور و جرائم العقوبات الثابتة وردت فيها نصوص قطعية و غير تلك الجرائم و اجهتها الشريعة الى المبدا العام القاضي بالتجريم وتركت العقوبة للسلطة المتخصصة في المجتمع لثدافع عنه و عليه فان اقسام الجرائم من حيث مقدار العقوبة في الشريعة الاسلامية 3 انواع
اولا الحدود: محضورات شرعية زجر الله عنها بعقوبة مقدرة تجب حقا لله تعالى
خصائص عقوبات الاحدود:
لا يجوز النقص منها او الزيادة فيها
اذا رفعت الى السلطة فلا يجوز العفو ( لا القاضي و لا السلطة و لا المجني عليه
لقوله (ص):فهلا كان قبل ان ياتيني به
أ/ السرقة: اخد المال على وجه الاختفاء بنية تملكه و لاقامة حد السرقة لابد من توفر الشروط التالية
*السارق يكون مكلف عاقل بالغ
*الا يكون السارق والدا ولا ولدا ولا زوجا ولا زوجة للمسروق
*اخراج المال السروق من حرزه و من حيازة المجني عليه الى حيازة السارق
*كون المال المسروق منقولا
*كون المال المسروق متقوما و يشترط الا يكون حراما (كالخمر) و ان مماله قيمة و لا يتسامح فيه بين الناس
*الا يكون للسارق شبهة في المال كمن سرق رهنه من المرتهن عنده و بهذا يقام الحد
لقوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المائدة 38
ب/ الحرابة
خروج فرد او جماعة الى الطريق لمنع سلوكه او للسطو على سالكيه بالاعتداء و القتل و دليل عقوبتهم لقوله تعالى: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله و يسعون قي الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم و ارجلهم من خلاف او ينفو من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الاخرة عذاب عظيم) المائدة 33 فقد نصت الاية على عدة عقوبات و الساكة تختار لكل حال حكما مناسبا اما ان تاب المحارب قبل ان يقع في يدها فيسقط عنه الحد و يطالب بحقوق الاخرين من مال او نفس
ج- الزنى
وطا الرجل المراة التي لا تخل له و عقوبته تختلف باختلاف حال الجاني فان كان غير محصن فمائة جلدة في قوله تعالى( «الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة») (سورة النور( فاما المحصن فعقوبته الرجم حتى الموت (الاعدام)
لما ثبت عن النبي الكريم و لاقامة حد الزنى لابد من توفر الشروط التالية
*شهادة اربعة عدول متفقين على كل التفاصيل فان لم يتفقوا اعتبر الابلاغ كاذب
و يقام عليهم حد القذف
*ان يكون الزاني عاقلا مسلما بالغا مختارا غير مكروه
*عدم توفر شبهة يسقط الحد لقوله عليه الصلاة و السلام (اذ راو الحدود عن المسلمين ما استطعتم فان وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله فان الامام ان يخطئ في العفو خير له من ان يخطئ في العقوبة) رواه البيهقي
الحكمة من هذه العقوبات
يظهر على العقوبات امرين متلازمين
1 كثرة الاحتياطات لصالح المتهم و كثرة القيود على تطبيق العقوبة
2صرامة العقوبة و هذا يتضمن امرين
احدهما: حفظ الامن العام و تقليل معدل الاجرام فاذا نظر المجرم الى شدة العقيبة لا يقدم على جريمته اما لو كان المجرم قد حبس لما اقلع على الاجرام و ثانيهما: صيانة حياة المتهم باستنفاد كل الاعضاء لدرْا العقوبة فقد شدد لاثبات الزنى 4 عدول
د- القذف
هو الرمي بالفاحشة او نفي النسب دون بينة مقبولة شرعا و قد وردت عقوبة القذف قوله تعاللى («والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون» ) النور 4
فحددت عقوبتين للقاذفاحداهما ثمانين جلدة و ثانيهما عدم قبول شهادته الا بعد توبته بالاضافة الى عقاب الاخرة ان لم يتب.و قد شرع حكم القدف لحماية سمعة الافراد ان تدنس بالشائعات فتنهش اعراضهم و لحفطها جاء الاسلام بحلين متكاملين اولهما تحريف دوافع الايمان ووازع الضمير حيث حرم الغتبة و التجسس و اتباع و سوء الظن و ثانيهما تشريع عقوبة القدف ردعا لمن لم يردعه امانه و تقواه
م- شرب الخمر
و هو المسكر من كل شرابه ايا كان نوعه لقوله عليها الصلاة و السلام(كل مسكر خمر و كل خمر حرام) رواه مسلم و لما كان جلب مصالح الناس و دراْ المفاسد من اسمى مقاصد الشريعة لحفظ الكليات الخمس: النفس الدين العقلالعرض المال
قال الله تعالى (و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث) الاعراف 170
ذلك ان الخمر تهدم هذه الكليات و لا ينغمس شاربها الا في شهواته دون ان يحمل فكرا عاليا و لا رسالة سامية و تلحق بها المخدرات اما فيها من اضرار على جميع المستويات نبرز فيما يلي
اخلاقيا
1-انطفاء الوجدان و تواري الاحساس الديني
2- الابتعاد عن الله تعاللى
3- ارتكاب الفواحش (كالزنى و القذف
4- تجرد الانيان من تميزه بالعقل حيث يلتحق بالبهائم

اجتماعيا
1- نشر العداوة و البغضاء
2- اهمال المسؤولية و التكليف
3-الصراعات و الاعتداءات
4- حوادث السيارات
5- تضييع الابناء و انتشار الطلاق
اقتصاديا
1-استنزاف ثروات خاصة و عامة لمعالجة الامراض الناتجة
2- تضييع المال فيما هو محرم
3- اتلاف الممتلكات بالحوادث
4- ولقد شرع حد شارب الخمر باعترافه او بشهادة عدلين ان يجلد 80 جلدة ان كان حر و ان كان عبدا 40 جلدة

القصاص
هو النوع الثاني من العقوبات معناه ان يفعل بالجاني مثلما فعل بالمجني عليه فان قتله قتل و ان القطع منه عضوا او جرحه عومل بمثل ذلك
اهم قواعد القصاص
1- لا يجب الا في القتل او الجرح العمدي مون الخطاقال تعالى (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) و قوله تعالى(و الجروح قصاص)
2- في جرائم الاعتداءعلى الاشخاص احال الاسلام الامر الى المجني عليه و اولياءه في منع وقوع العقاب على الجاني و جوز عفوه و جعله من حق المجني عليه كان يعفوا عن الدية مطلقا من غير عوض دنيوي و اثابه الله على ذلك بقوله تعالى (فمن تصدق فهو كفارة له)
3- توقيع وتنفيذ العقاب يكون بيد السلطة لا لاولياء الدم و لا للافراد
الحكمة من القصاص
1- صرامة العقوبة للردع عن الجريمة
2- التشديد في وسائل ذات الجرائم للتقليل من نفاد العقوبات و الاعتماد على مبدا دراْ الجرائم بالشبوهات و فتح باب التوبة باعتبارها مسقطة للخد في بعض الحدود (الحرابة) و جو از العفو في القصاص و الندب اليه و يتكامل هذين العنصرين في مخاصرة الاجرام و حماية المجتمع منه و صيانة حق المتهم فلا يؤخد بالضن او التهمة عدالة في الحكم مقابل هذه الصرامة سيتحقق الردع فيامن المجتمع و تصان حرومات الافراد
التعزيزات
هو التاديب بالضرب او الشتم او المقاطعة او النفي واجب في كل جريمة لم يضع لها الشا رع حدا و لا كفارة (السرقة التي لم تبلغ النصاب ,لمس الاجنبية, سب المسلم,ضرب المسلم بغير كسر او جرح)و هو واسع العقوبات لان الجرائم التي حددت قليلة و ما عداها فهو داخل ضمن التعزيرات و هو ما ينقل الجانب المرن في العقوبة كونه يلائم الظروف المختلفة للمجتمع فيحقق مصلحته العامة و يكف شر المجرم و قد يتدرج التعزير من الوعض و التوبيخ الى الجلد مرورا بالعقوبات المالية و السجن على هدا النحو ليست مقدرة مثل الحدود و انما موكولة الى القاضي و متروكة للاجتهاد ضمن القواعد العامة للشريعة
الحكمة في التعزيزات :هي التربية و التاديب فقد ادب رسول الله (ص) ابا درج رحمه الله لقوله (انك امرئ بك جاهلية) رواه البخاري و كذا الموازنة بين حق المجتمع في الحماية و حق الفرد في تحصين حرياته و حرما ته
اثر الايمان في مكافحة الجريمة
الايمان ان نؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر و بالقضاء خيره و شره فهو ما وقر في القلب و صدقة العمل فمن كان بربه اعرف كان منه اخوف و يسعى طاعته فيما امر و يجتنب ما نهى عنه و ما زجر و لا تكون اعمال صاحب اليمان الا فيما يرضي ربه الانه يخشى عقابه فيبتعد عما يغضبه عن المحرمات و الجرائم تيقنا منه بيوم الحساب و الوقوف بين يجيه عز و جل فيرضى الله له و يكتفي به عن الحرام
اثر العبادة في مكافحة الجريمة
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الاقوال و الافعال الظاهرة و الباطلة التي تصدر من العدد استجابة لامر الله تعالى و هي ليست محصورة في مجال معين فالصلاة عبادة و الامر بالمعروف و التدبر بخلق الله و اجتناب الظلم و المحرمات كالخمر و القذف كلها عبادات مدارها على الاخلاص و الداعي اليها هو المتثال لامر الله عز و جل و عليه فان هذا الامتثال يقتضي شمول كل ما يتعلق بمناحي الحياة لتحقيق اسمى معاني العبودية في النفس البشؤية فتبتعد بذلك عن الفواحش و الاثام صغيرها و كبيرها ما ظهر منها و ما بطن دفعا للضرر و جلبا ليعيش الفرد و المجتمع في امان و سلام لان النص القراني بين لنا مشاهد الجريمة في صورة متعددة و نها عنها باساليب مختلفة نجدها مستفيضة في السنة النبوية اما جملة و اما تفصيلا

مصادر التشريع ( الاجماع . القياس . المصلحة المرسلة)
1- الاجماع:
1-تعريف
ا.لغة : هو العزم قال تعالى(( فاجمعوا امركم شركاؤكم)) ويطلق ويراد به الاتفاق. فقال اجمع القوم على كذا وكذا اي اتفقوا
ب. اصطلاحا : هو اتفاق جميع المجتهدين من المسلمين في عصر من العصور بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على حكم من الاحكام الشرعية العملية
من خلال هذا التعريف يتضح ان الركن الاساسي في تعريف الاجماع هو ركن الاتفاق بالقول وبذالك بان يصدر عن جميع العلماء فتوى في مسالة معينة ويتفقون على حكم واحد او الاتفاق بالعمل بان يصدر عن كل منهم العمل في المسالة على نهج واحد
وذهب بعض العلماء (الظاهرية ) ان الاجماع هو اجماع واتفاق الصحابة لا غير ولا عبرة باجماع غيرهم
وذهب بعض المعتزلة ان الاجماع لا يشترط فيه اتفاق الجميع بل يكفي اتفاق اكثر المجتهدين
2- انواع الاجماع
ا.. الاجماع الصريح : وهو اتفاق المجتهدين على قول او فعل بشكل صريح ولايخالف واحد منهم في ذالك وهو حجة باءتفاق الفقهاء
ب.. الاجماع السكوتي : وهو ان يضهر بعض العلماء المجتهدين رايا ويسكت الباقون
وهذا النوع اختلف العلماء في حجيته .
ذهب جمهور العلماء ( المالكية .الشافعية . وغيرهم ……. انه ليس حجة مطلقة ولا يعدو ان يكون رايا ولذالك فدلالة هذل الاجماع ضنية بخلاف الصريح فدلالته قطعية
وذهب الحنفية انه حجة لانه لو كان مخالفا لما وسعه السكوت
3- ادلة حجية الاجماع
من الكتاب قال تعال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصليه جهنم وساءت مصيرا)) صدق الله العظيم
وجه الاستدلال : ان الله تعالى بين مشاقة الرسول وبين اتباع غير سبيل المؤمنين . فدل على ان الاعراض عن سبيلهم محرما يستوجب العقاب ولاشك ان سبيل المؤمنين هو ما اتفقوا عليه من السنة وردت احاديث كثيرة تشير الى عصمة الامة من الظلال منها قوله عليه السلام ( لاتجتمع امتي على ظلالة) وايظا ( لاتجتمع امتي على خطا )
وقوله عليه السلام (( ما راه المسلمون حسنا فهو عند الله حسنا )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
4- شروط الاجماع
ا. انقراض عصر المجمعين : اي ان الاجماع لا يعتبر حجة الا اذا انقرض عصر المجمعين حتى نظمن استقرار الراي وعدم رجوع البعض عما اتفقوا عليه
وهذا راي الامام احمد ابن حنبل خلافا للجمهور من الاصوليين
ب. ان لاتكون المسالة مما جرى فيها خلاف بين الصحابة وهذا القول عند من يقول ان الاجماع لايكون الا في زمن الصحابة
ج. ان يستند الاجماع الى دليل شرعي كالنص من القراءن والسنة او القياس او غير ذالك لان الفتوى بدون مستند شرعي خطا
5-حكم الاجماع
الاجماع الصريح دلالته دلالة قطعية لذالك يجب العمل به لانه حجة عند جميع الفقهاء
اما الاجماع السكوتي فدلالته ضنية لانه لايعدو ان يكون رايا يسوغ العمل به
6-شروط من يقبل اجماعهم ( المجمعين)
العلم بالقراءن الكريم وبايات الاحكام فيه
العلم بالسنة النبوية وباحاديث الاحكام فيه
العلم بالناسخ والمنسوخ في القراءن والسنة
العلم باللغة العربية حتى يتمكن من فهم النصوص فهم صحيحا
العلم باصول الفقه وفي مباحثه المختلفة
ان لايكون المجتهد فاسقا او صاحب بدعة

2-القياس:
1- تعريفه:
لغة: اللغة مصدر قاس بمعنى التقدير والمساواة.
اصطلاحا هو: إلحاق مسألة لا نص على حكمها بمسألة ورد النص يحكمها لتساوي المسألتين في علة الحكم.
-إلحاق فرع بأصل في حكم لجامع بينهما- كإلحاق الأرز بالبر في تحريم الربا لجامع هو الكيل عند الحنابلة والاقتيات و الادخار عند المالكية والطعم عند الشافعية.
2- حجيته: القياس حجة شرعية وأصل من أصول الشريعة…وهو دليل ظني وليس قطعيا خلافا للقرآن والسنة والإجماع وهو يأتي في المرتبة الثالثة-القرآن والسنة- والإجماع- ولذلك تقدم جميعها على القياس في حال التعارض. والقياس حجة للأدلة التالية:
1-قوله تعالى: {فاعتبروا يا أولى الأبصار} . والاعتبار قياس الشيء بالشيء
والاعتبار من العبور وهو الانتقال من شيء إلى آخر والقياس فيه انتقال بالحكم من الأصل إلى الفرع فيكون مأموراً به.
2-تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي اللّه عنه حين قال: إنه يجتهد حيث لا كتاب ولا سنة فإن الاجتهاد حيث لا نص يكون بالإلحاق بالمنصوص.
3-قوله صلى الله عليه وسلم للخثعميه حين سألته عن الحج عن الوالدين "أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ينفعه " قالت: نعم. قال: "فدين اللّه أحق أن يقضى" فهو تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على قياس دين الخلق.
*- قوله تعالى: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}، حيث قاس إعادة الخلق على بدء الخلق
4-قوله صلى الله عليه وسلم لعمر حين سأله عن القبلة " للصائم " أرأيت لو تمضمضت فهو قياس للقبلة على المضمضة.
5-قصة الرجل الذي ولدت امرأته غلاماً أسود. فمثل له النبي صلى الله عليه وسلم بالإبل الحمر التي يكون الأورق من أولادها، ووجه الاستدلال من القصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاس ولد هذا الرجل المخالف للونه بولد الِإبل المخالف للونه لألوانها، وذكر العلة الجامعة وهي نزع العرق.

3- أركان القياس :
للقياس أربعة أركان وهي:
الأصل: ويسمى المقيس عليه وهو الذي ثبت الحكم فيه بنص من القرآن أو السنة أو الإجماع.
الفرع: ويسمى المقيس وهو الذي لانص فيه أصلا ويراد التعرف على حكمه.
الحكم: وهو الحكم الشرعي الذي ثبت في الأصل ويراد تعديته إلى الفرع.
العلة:وهي الوصف الذي شرع الحكم لأجله في الأصل وبناء على وجوده في الفرع يستوي بالأصل في حكمه.
4-شروط القياس:
وللقياس شروط يجب توفرها فيه لصحته منها:
أولاً: شروط الأصل:
1- يشترط في الأصل أن يكون الحكم فيه ثابتاً بنص أو إجماع لايصح الحكم الثابت بالقياس.
2- أن يكون حكم الأصل ثابتاً لا منسوخاً.
3-أن يكون حكم الأصل معقول المعنى بأن يكون مبنيا على علة يستطيع العقل ادراكها ولذلك لا يصح القياس على الأحكام التعبدية التي لا سبيل لإدراك عللها بالعقل.
4- أن لايكون حكم الأصل مختصا بذلك الأصل فلا يصح مثلا القياس المختصة بععض الأحكام المختصة برسول الله صلى الله عليه وسلم كابحة تزوجه بأكثر من أربع وتحريم الزواج بسائه من بعده.
ثانياً: شروط الفرع، ويشترط في الفرع شرطان:
1- وجود علة الأصل فيه لأنها مناط تعدية الحكم إليه.
2- أن لا يكون منصوصاً على حكمه، فإن كان لم يحتج إلى قياسه على غيره.
ثالثاً: شروط حكم الأصلِ ؛ ويشترط في حكم الأصل شرطان
1- أن يكون الفرع مساوياَ له في الأصل كقياس الأرز على البر في تحريم الربا فإن كان الحكم في الفرع أزيد منه في الأصل أو أنقص لم يصح القياس ؛ كأن يكون حكم الأصل الوجوب وحكم الفرع الندب أو العكس.
2- أن يكون شرعياً ؛ لا عقلياً فلا يثبت ذلك بالقياس لأنه يطلب فيه اليقين والقياس يفيد الظن. رابعاً: شروط العلة ؛ و يشترط في العلة :
أن تكون العلة وصفا ظاهرا فلا يصح التعليل بالأمور الخفية. لذلك لما كان الرضا القلبي خفيا أقيم مقامه الصيغ اللفظية الدالة عليه في العقود المختلفة.
*- أن كون العلة منضبطة، لذلك ربط جواز الفطر في رمضان بالسفر ولم يعلل بالمشقة التي تختلف من شخص إلى آخر ومن وسيلة نقل إلى أخرى….
*- أن تكون العلة وصفا مناسبا لتحقيق الحكمة من الحكم بحيث لو عرضت على العقول لتلقتها بالقبول..كالإسكار الذي يعتبر علة مناسبة لتحريم الخمر.
*- أن لا تصطدم العلة بنص شرعي أو إجماع. فتلغي النص الشرعي.

5-أمثلة عن القياس:
تحريم المخدرات قياسا على الخمر لأنها تساويه في العلة وهي الإسكار.
تحريم الربا في الأرز والذرة قياسا على تحريم الربا في القمح والشعير-كونها مطعومة ومدخرة-
قياس عقد الزواج على عقد البيع أثناء خطبة الجمعة لورود النهي عنه، ولإتحادهما في العلة ألا وهي الالتهاء عن أداء صلاة الجمعة.
من الامثلة أيضا حرمان قاتل وارثه من الميراث لقوله صلي الله عليه وسلم لا يرث القاتل لأنه قصد ان يعجل بحياة الموروث ليرثه وقياساً علي ذلك يحرم الموصي له من الوصية اذا قتل الموصي قياساً لاتفاق العلة..
وكذلك يحرم علي المسلم ان يستأجر علي اجارة أخيه قياسا علي تحريم البيع علي بيع الأخ لقوله صلي الله عليه وسلم لا يبيع أحدكم علي بيع أخيه ولا يخطب علي خطبة أخيه وهكذا.

المصالح المرسلة:
1- تعريف المصلحة:
لغة: هي الخير .اصطلاحا: هي المحافظة على مقصود الشرع .
2- أنواع المصالح : تنقسم المصالح باعتبار الشارع لها إلى ثلاثة أقسام:
1- مصالح معتبرة :وهى التي قام الدليل الشرعي على اعتبارها ..
ومن أمثلتها جميع المصالح التي حققتها الأحكام المشروعة ….
2- مصالح ملغاة : هي التي نص الشارع على عدم اعتبارها أو تعارضت مع نصوصه واتجاهاته…
3- مصلحة مرسلة :وهى المصالح المطلقة التي لم يقم دليل من الشارع على اعتبارها ولا على إلغائها ..
3- أمثلة عن المصالح المرسلة:
– جمع الخلفاء الراشدون القرآن الكريم عملاً بالمصلحة المرسلة.. قال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما:" إنه والله خير ومصلحة للإسلام"
– اتفاق الصحابة على استنساخ عدة نسخ من القرآن الكريم..
– سن عثمان الأذان الأول للجمعة..عندما كثر الناس وتوسعت المدينة .
– وضع قواعد خاصة للمرور في الطرقات..
– الإلزام بتوثيق عقد الزواج بوثيقة رسمية..
– منع اصطياد أو ذبح أنثى الحيوانات الصغيرة محافظة على الثروة الحيوانية.

4- حجية المصالح المرسلة:
لا خلاف بين العلماء على أنه لا اجتهاد في المسائل الثابتة بالنص –أمور توقيفية- أو الإجماع
أما في حجية المصالح المرسلة فاختلفوا في ذلك إلى مذهبين :
الرأي الأول: يقول بحجية المصالح المرسلة ويعتد بها في تشريع الأحكام وأدلتهم:
*-التشريع الإسلامي قائم على تحيق مصالح الناس لجلب الخير ودفع الشر
*- مصالح الناس متجددة والوقائع والبيانات متغيرة فما يصلح من الأحكام في زمن لا يصلح للآخر..
*-إجماع الصحابة على العمل بالمصالح المرسلة …
الرأي الثاني: يرى عدم حجية المصالح المرسلة ويرى انه لا يصح بناء الأحكام عليها وأدلتهم :
*- إن الشريعة الإسلامية قد راعت كل مصالح الناس
*-المصالح المرسلة مترددة بين ما اعتبره الشارع وما ألغاه..
*- إن العمل بالمصالح المرسلة يفتح الباب لغير المتخصص الذي يقلب الأمور ويجعل 5-5-5- المصلحة مفسدة والعكس:
*- العمل بالمصلحة المرسلة يؤدى إلى اختلاف الأحكام من زمن لآخر..
6- شروط العمل بالمصالح المرسلة :
1/تكون المصلحة ملائمة لمقاصد الشارع لا تنافي أصلا ولا تعارض نصا بل متفقة مع مقاصد الإسلام..
2/أن تكون المصلحة حقيقة وليست وهمًا أي تجلب نفعا أو تدفع ضررا..
3/أن تكون المصلحة عامة كلية لأن الشريعة جاءت للناس كافة وبناء عليه لا يصح الأخذ بحكم به رعاية مصلحة شخصية.
4/ألا تكون المصلحة المرسلة مصلحة ملغاة
الفرق بين المصلحة المرسلة وما يشابها :
7- أوجه الاتفاق فيما بينهم أوجه الاختلاف فيما بينهما:
العمل بكل منهما يكون في الوقائع التي سكت الشارع عن بيانها .
التعليل في كل منهما مبنى على رعاية المصلحة .
*- إن المصلحة التي تبنى عليها القياس مصلحة قام الدليل على اعتبارها أما المصلحة التي بني الحكم عليها على المصلحة المرسلة سكت الشارع عن اعتبارها.
*- الوقائع التي يحكم فيها بالقياس لها نظير في الكتاب أو السنة أو الإجماع أما في المصلحة المرسلة فليس لها نظير تقاس عليه.

الإسلام والرسالات السماوية السابقة

وحدة الرسالات السماوية في المصدر والغاية:
إن مصدر الرسالات السماوية كلها هو واحد وهو الله سبحانه وتعالى،والغاية واحدة أيضا وهي توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به كائنا من كان،وتحقيق الخلافة في الأرض وهي تعمير الأرض وإصلاحها ونشر العدل وتحقيق شروط العبادة لله تعالى……
أولا: الإسلام:
ومعناه الانقياد والتوجه إلى الله رب العالمين، أي طاعته في أمره ونهيه، وقد جاء به جميع الأنبياء والرسل كما نبينه – لاحقا – وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده لقوله تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا..)’ النساء 125 ‘ وقد أقام الله به الحجة على الخلق ببعثة محمدا صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى:
(إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أُتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب.. ) آل عمران19…
أي أن الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعبادة من لدن آدم عليه السلام مرورا بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم جميعا وعلى نبينا الصلاة والسلام، وانتهاء بخاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إنما هو دين واحد وهو الإسلام أي في شقه العقدي بيان معنى:
الإسلام عقيدة : والعقيدة كل ما تعلق بالغيبيات كالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر والملائكة والحساب والجنة والنار مما لم يره أحد أو اطلع عليه ،وهذه الحقيقة اشترك فيها كل الأنبياء والرسل فقد دعوا جميعا لعقيدة التوحيد،وهي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل لأنها تدخل ضمن ما نسميه بالأصول( ثوابت الدين ) ،فهذا نوح عليه السلام يقول لقومهالقعدةوأمرت أن أكون من المسلمين)…يونس72..ويوصي يعقوب أبناءه فيقولالقعدةيا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون..)البقرة132. فيقرونه على ذلكالقعدةقالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم و إسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون )…’ البقرة 133′
وقال موسى عليه السلام : (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)…’ يونس 84′ والحواريون يقولون للمسيح عيسى عليه السلام (آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون )… ‘ آل عمران 52’ فالاختلاف إذا في الشرائع وليس في العقائد وهذا ما قصدناه بقولنا :
الإسلام شريعة : والشريعة هي النظم والأحكام التي وضعها الشارع الحكيم لتنظيم حياة الناس وشؤونهم الدينية والدنيوية فعلى هذا تشمل العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق والسياسة والاقتصاد وكل ما يحتاجون إليه لقيام مصالحهم .
ولذلك جاء كل رسول بشريعة تتناسب والزمان الذي بعث فيه، وكذا المكان الذي انطلقت منه رسالته إضافة إلى طبيعة قومه وما يحتاجونه
من إقامة الدين الصحيح الذي أساسه التوحيد وتعمير الأرض و إصلاحها وإقامة العدل ونشر الخير.

وقد أجمع العلماء على أن الشرائع السماوية متفقة على أمرين:
القعدة 1- الأمور الاعتقادية، من حيث الإقرار بوجود إله خالق رازق محي مميت و موجد لهذا العالم ، وواضع لنواميسه ، ومرسل للرسل وما يحملون من شرائع.
القعدة 2- الدعوة إلى مكارم الأخلاق ، مثل الوفاء بالعهود والعقود، والإخلاص في الأقوال والأفعال ، وأداء الأمانات.. وغير ذلك مما تدعوا إليه هذه الشرائع.
لكنها تختلف من حيث الأحكام العملية في العبادات ، و المعاملات ، والأقضية والشهادات ، وجزاء الجنايات ، و نظم المواريث ؛ فلكل شريعة أحكامها الخاصة بها.

فشريعة نوح ليست كشريعة إبراهيم ولا كشريعة موسى ولا عيسى عليهم السلام جميعا باعتبار أن لكل مقام مقال ولكل قوم شريعة والدليل على ذلك قوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا) المائدة48.أما شريعة خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم فإنها استوعبت واحتوت كل الشرائع التي سبقتها باعتبارها أشمل وأكمل وأحسن لذلك هي صالحة لكل زمان ومكان.
وبذلك يتبين لك العلاقة بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى وهي علاقة احتواء وشمول وليس تناقض وتضاد لأن مصدرها واحد وهو الله سبحانه وتعالى ولها نفس الغاية .
أولا / خصائص الشريعة الإسلامية : العالمية /الشمولية والعموم /الصلاحية لكل زمان ومكان / الديمومة /اليسر ورفع الحرج /العدل والمساواة……
ثانيا: (المسيحية):
وهي النصرانية التي جاء بها عيسى عليه السلام امتدادا لشريعة موسى وكتاب النصارى هو الإنجيل وهو متمم لما جاء في التوراة وهي كتاب اليهود والديانتان موجهتان أصلا لبني إسرائيل فقط …
1. سبب التسمية :
النصرانية إما نسبة إلى النصارى وهم الذين نصروا المسيح عليه السلام، وإما نسبة إلى الناصرة وهي القرية التي بعث منها عيسى عليه السلام في فلسطين، وإما لقول عيسى عليه السلام: (من أنصاري إلى الله )..
2. أهم عقائد المسيحيين :
أ-عقيدة التثليث : وهو تصور يصعب على العقل استيعابه فهم يزعمون أن الله يتجسد على ثلاث هيئات(أقانيم) متساوية فتارة هو الله وتارة هو الابن وتارة هو الروح القدس ،وعيسى عندهم إله و إنما تجسد على هيئة بشر ليكون مخلصا للبشرية وفداء لها وإذا تجسد في روح القدس فإنه يعني المطهر من الذنوب ، ويسمى الإنجيل عندهم بالعهد الجديد لأن التوراة هي بالنسبة إليهم العهد القديم .
ب- الخطيئة والفداء:
ولذلك يقولون إن الإله أرسل لهذه الغاية أبنه الوحيد إلى العالم ليكون فداء لهم فيصلب ليكون هو الفداء والخلاص لهم.

3. أهم كتبهم :
**العهد القديم وهو التوراة ،أما العهد الجديد وهو الإنجيل ، والأناجيل المعتمدة من طرف الكنيسة أربعة (إنجيل متا، إنجيل مرقص، إنجيل لوقا ، وإنجيل يوحنا ….)
وهذه الأناجيل كلها من تأليف تلامذة المسيح بعد موته وهي عبارة عن شروحات وتوجيهات( … كانوا يلقونها على المؤمنين )..
أهم فرق النصارى:
Ø الأورثوذوكس : ويمثلون الكنيسة الشرقية المنفصلة عن الكنيسة الأوروبية في فرنسا مثلالقعدةأقباط مصر –مسيحيو لبنان ، سوريا وفلسطين …) ويترأس الكنيسة الشرقية البطارقة ولا يخضعون لسلطان كنيسة روما.
Ø الكاثـــــوليك: وهم الذين ينتمون إلى الكنيسة الأم في روما برئاسة البابا(الحبر الأعظم)..
Ø البروتيستــان: وقد نشأت هذه الفئة بطريق الاحتجاج ضد الكنيسة الكاثوليكية التي اضطهدت المسيحيين ، ويتزعمها مارتن لوثر في روما ،وزو نغلي في سويسرا ، وكالفن في فرنسا بحيث انفصلوا وأسسوا لجماعاتهم نظاما خاصا بهم .

ثالثا: اليهودية:
وهي ديانة العبريين وهم الأسباط من بني إسرائيل المنحدرون من إبراهيم عليه السلام (إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام جميعا).
وقد سكن بنو إسرائيل أرض مصر حيث كانوا عبيدا مستضعفين من قبل فرعون(ملك مصر) يذبح أبناءهم إلى أن جاءهم موسى فحررهم من سطوته وعذابه، ولما مات ترك لهم شريعة سمحة تقوم على توحيد الله تعالى في شكل وصايا سميت بالوصايا العشر..
ولكنهم انحرفوا عن العقيدة الصحيحة انحرافا خطيرا ونقضوا العهد، حتى غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منه القردة والخنازير…
قال تعالى:(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به…)..المائدة 13.

1) فساد عقائدهم :
– هم بعيدون كل البعد عن عقيدة التوحيد التي جاء بها موسى عليه السلام ، فهم أقرب إلى الوثنية، فقد عبدوا العجل وموسى بين ظهرانيهم ، كما عبدوا الحية ..
يعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه وأن هذا الإله اسمه (يهوه)وهو إله بني إسرائيل دون غيرهم ، بل هو يكره الأمم الأخرى ويتسلط عليها فيدمرها لأنه عدو الجميع إلا أمة بني إسرائيل….
نسبوا لله ولدا كما فعلت النصارى، قال تعالى: (..وقالت اليهود عُـزيـر ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله…)…التوبة30..

2) فرق اليهود:
1. الفريسيون: وهم متشددون لا يتزوجون ،يؤمنون بيوم البعث وبالملائكة والعالم الآخر،وكانوا من أشد خصوم المسح.
2. الصديقيون:وهي تسمية من باب الأضداء، فهم ينكرون البعث والحساب والملائكة والجنة والنار ولا يعترفون بالتلمود ..
3. القراؤون: وهم معلمون أكثر منكونهم متعبدون ،يعلمون تعليم اليهودية للناس، إلا أنهم يكفرون بالمشنا والتلمود…..
4. المتعصبون: فكرهم مشابه للفريسين ويزيدون عليهم بعدم التسامح والعدوانية …
5. الكتبة: ووظيفتهم كتابة الشريعة ووعظ الناس مما أتاح لهم جمع ثروة هائلة على حساب مدارسه ومريدهم.
كتبهم:
ü العهد القديم:وهو الذي ورثوه عن أنبيائه قبل عيسى عليه السلام…وينقسم إلى:
· التوراه/وتتالف من خمسة اسفار:سفر التكوين،سفر الخروج،سفر العدد،سفر التثنية وسفر اللاويين.
· التلمود: وهو تفسيرات وشروحا ت للتوراة ، وهو عندهم مقدم على التوراة ،ويتألف من قسمين:
– متن ويسمى (مشنا)بمعنى المعرفة أو الشريعة المكررة..
– شرح ويسمى (جمارا)ومعناه الإكمال..

رابعا / انحراف الديانات السماوية السابقة:
إنه لم يبق من الديانات السابقة شيء مما أنزل الله تعالى..ققد امتدت إليها يد التحريف والتبديل ونسبت إليها الأكاذيب والأباطيل والافتراء على الله تعالىوعلى أنبيائه ورسله….

خامسا /علاقة الإسلام بالأديان السماوية :
ومما سبق يتبين لنا العلاقة بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى وهي علاقة احتواء وشمول وليس تناقضا وتضادا لأن مصدرها واحد وهو الله سبحانه وتعالى ولها نفس الغاية والهدف.

ومن أهدافها:
القعدة حفظ الضروات الخمس ، وهى: الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل ، والمال إلى جانب مراعاتها رفع الحرج والمشقة في مجال الحاجيات كتشريع القراض ، والمساقاة، والسلم ، ونحو ذلك من التصرفات التى تشتد الحاجة إليها، مع الأخذ بما يليق في جانبه التحسينات كالطهارات، وستر العورات ، وأخذ أنواع الزينة، وآداب الأكل ، وهكذا جاءت شريعة كاملة وافية بكل حاجات البشر فى كل زمان ومكان .

الربا ومشكلة الفائدة
تعريف الربا: لغة : هو الفضل و الزيادة
اصطلاحا : " الزيادة في احد البدلين المتجانسين من غير أن تقابل الزيادة بعوض"
حكمه: الربا محرم بالكتاب و السنة و الاجماع فمن الكتاب قوله تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا)البقرة 275
ومن السنة مارواه جابر-رضي الله عنه قالالقعدةلعن رسول الله صلى الله عليه و سلم آكل الربا و موكله و كاتبه ) و شاهديه و قال : "هم سوا
ء" رواه مسلم. أما الإجماع فقد اتفق علماء الأمة الإسلامية على تحريمه.
مراحل تحريم الربا: نذكر هنا آيات تحريم الربا مرتبة حسب نزولها :
المرحلة الاولى
)(وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله..() الروم 39
المرحلة الثانية )(فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا و أخذهم الربا و قد نهوا عنه) (النساء 160-161
المرحلة الثالثة)(يا أيها الذين امنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة و اتقوا الله لعلكم تفلحون() ال عمران 130
المرحلة الرابعة وفيها التحريم القطعي قال تعالى)( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا و احل الله البيع و حرم الربا()البقرة275
رابعا حكمة تحريمه: * أنه يسبب العداوة و يقضي على روح التعاون.
* أنه يوجد طبقة مترفة تكسب المال بلا عمل، و طبقة فقيرة مستغلة.
* قطع الطريق عن الاستعمار باعتبار الربا أحد وسائله.
* تجنب العقاب الدنيوي و الأخروي.
* المحافظة على مال المسلم الذي قد يدفعه بدون مقابل.
انواع الربا: الربا نوعان
1ربا الفضل
) بيع مطعومين او نقدين من جنس واحد مع زيادة احد البدلين عن الآخر(.
أمثلة: *في المطعومات : بيع 10 كلغ من القمح الجيد بـ:12 كلغ من القمح الأقل جودة.
*في النقد : بيع 50 غرام من الذهب الجيد بـ:60غرام من الذهب الأقل جودة ملحوظة:اذ اختلف المطعومان ) قمح بشعير( أو النقدان )ذهب بفضة( جاز التفاضل بشرط الفورية.
ربا النسيئة )الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين مقابل التأجيل
مثال:أن يعطيه 10.000 دج على أن يرد له 12.000 دج بعد سنة.
القواعد العامة لمنع الربا:
القاعدة الأولى:إذا كان البديلان من نفس الصنف )ذهب بذهب( أو)تمر بتمر( فيشترط هنا شرطان هما: أ: المساواة في البدلين سواء بسواء ب: الفورية أي التسليم حالا. القاعدة الثانية :إذا كان البديلان من جنسين مختلفين )ذهب بفضة( أو)قمح بشعير(فيشترط هنا الفورية فقط.

القاعدة الثالثة :في حال تبادل معدن بطعام )ذهب أو فضة مثلا بقمح أو شعير.. (سقط الشرطان ويعمل بمبدأ الحرية،فيجوز التساوي والتفاضل، فورا أو نسيئة.
من المعاملات الجائزة. (المرابحة ، بيع التقسيط ، القِراض ، الصرف)
أولا: المرابحة: تعريفها: لغة: مصدر ربح وهو الزيادة. اصطلاحا:"بيع ما اشترى بثمنه، وزيادة"وصورتها:أن يقول: بعتك السيارة برأس مالي ولي ربح 20.000 دج. ملحوظة:بيع السلعة برأس المال يسمي بيعَ التولية،أما بيعها بأقل من رأس المال فيسمى المواضعة. مشروعيتها: المرابحة مشروعة بالصورة التي رأيناها ،فقد روي عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يشتري العير (القافلة) فيقول:من يربحني عقلها، من يضع في يدي دينارا..؟ الحكمة من مشروعيتها: لِما فيها من سد لحاجة الناس بشكل أوسع ،ولحل بعض المشكلات الاقتصادية العويصة الحديثة، فمثلا كيف يمكن لبنك لا يتعامل بالربا أن يمول شخصا يريد الاستثمار في مشروع شخصي ـ لا يوجد فيه ربح ولا خسارة، كشراء منزل أو سيارة ـ غير المرابحة؟؟.. ثانيا: بيع التقسيط: تعريفه هو عقد على مبيع حال، بثمن مؤجل،يؤدى مفرقا على أجزاء معلومة،في أوقات معلومة. حكمه بيع التقسيط مشروع، والصحيح أن الزيادة في الثمن مقابل التسهيل في الدفع أمر جائز شرعا ،بشرط أن يتفق الطرفان على مدة التأجيل والثمن الإجمالي وكيفية تسديده. الحكمة منه هي رفع التضييق والحرج عن الناس فيما فيه منفعة لهم ولا يجلب لهم ضررا،كما أن هذا العقد يتماشى مع ما تقرره العقول السليمة وتؤيده النظريات الاقتصادية المعاصرة من أن للزمن أثره على النقود . ثالثا:القراض (المضاربة): تعريفه: لغة: القطع. اصطلاحا:هو عقد شركة بين طرفين على أن يدفع أحدهما للآخر نقدا ليتاجر له فيه، ويكون الربح بينهما حسب ما يتفقان عليه. حكمه : القراض جائز شرعا،لأن الناس كانوا يتعاملون به في حياته صلى الله عليه وسلم دون أن ينكر عليهم، ولإجماع علماء الأمة على جوازه. الحكمة منه: لما فيه من تبادل للمنافع بين الناس، فقد يكون رب المال عديمَ الخبرة أو الرغبة في المتاجرة، وبالمقابل يكون العامل له رغبة وتجربة في التجارة ولا مال له، فأجاز الشرع تشاركهما لينتفع كل منهما من الآخر. رابعا:بيع الصرف: تعريفه: لغة:الزيادة ومنه سميت النافلة صرفا، قال صلى الله عليه وسلم: ( من انتسب لغير أبيه لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)..أي لا نفلا ولا فرضا.. اصطلاحا: هو بيع النقد جنسا بجنس أو بغير جنس، كبيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو أحدهما بالآخر.
حكمه:اتفق العلماء على جوازه إذا كان مثلا بمثل يدا بيد،أما اذا اختلف الجنسان (ذهب بفضة أو الأورو بالدينار) فتجوز المفاضلة ولا يشترط الا التسليم الفوري. الحكمة من تشريعه:لحاجة الناس إليه ، فمن الناس من عنده نقد فيريد تصريفه إلى عملة أخرى لغرض السفر من بلد إلى آخر للعلاج أو طلبا للعلم أو السياحة وما إلى ذلك..

الشركة في الفقه الإسلامي
التعريف
ا- لغة: يقال شركة بكسر الشين وسكون الراء أو بفتح الأول وكسر الثاني ومعناها الاختلاط، في الأموال وغيرها،بعقد وبدون عقد.
اصطلاحا :هي اتفاق بين طرفين أو أكثر في نشاط اقتصادي معين ابتغاء الربح.
مشروعيتها
الشركة مشروعة بالقرآن والسنة والإجماع
فمن الكتاب قوله تعالى:" فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث" النساء/12
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه " أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فادا خانه خرجت من بينهما " رواه أبو داود.والمعنى أن الله يبارك وينمي مال الشريكين، فإذا خان احدهما الآخر رفعت البركة.
واجمع علماء الأمة الإسلامية على جوازها في العموم وان اختلفوا في بعض أنواعها.
حكمة مشروعيتها
شرع الإسلام الشركة لحاجة الناس إليها وتحقيقا للتعاون بينهم، ولأنهم يكملون بعضهم بعضا، فكم من غني لا يحسن فن تنمية الأموال، وكم من خبير في ذلك لا يملك مالا.
اقسام الشركة
الشركة قسمان: شركة الملك وشركة العقد
أولا- شركة الملك
هي أن يملك اثنان أو أكثر عينا :إرثا أو شراء أو هبة أو وصية أو نحو دلك، و هذه الشركة منها ما يكون إجباريا وهو ما لا يكون بفعل الشريكين كالإرث، ومنها ما يكون اختياريا وهو ما يكون بفعل الشريكين كما في الشراء و قبول الهدية و الهبة و الوصية. وحكم هده الشركة بنوعيها. هو أن كل واحد من الشريكين أجنبي في نصيب و قسط صاحبه، فلا يجوز له أن يتصرف فيه إلا بإذنه كما في مال غيره من الأجانب إذ لا ولاية لأحدهما في نصيب الأخر.
ثانيا – شركة العقد:
وهي المقصودة بالبحث الفقهي، وهي أربعة أنواع: شركة العنان /شركة المفاوضة /شركة الأبدان /شركة الوجوه.
1/شركة العنان
تعريفها : ان يشترك شخصان في مال لهما على أن يتجرا به و الربح بينهما.
حكمها: جائزة عند جميع الفقهاء في عمومها.
2/شركة المفاوضة:
تعريفها: لغة: المفاوضة المساواة وقيل من التفويض أي ان يفوض كل شريك الآخر بالتصرف
اصطلاحا : ان يتعاقد اثنان فأكثر على ان يشتركا في مال على عمل بشروط معينة.
حكمها:شركة المفاوضة جائزة عند أكثر العلماء، لأنها عقد على تجارة بالتراضي والله تعالى يقول:" إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم.." النساء/29
3/ شركة الابدان ( شركة الصنائع):

تعريفها :أن يتعاقد اثنان فأكثر على أن يشتركا في عمل معين و يقتسمون الربح.
حكمها:
جائزة لقوله تعالى ((واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل)). الأنفال.41 فالغانمون شركاء بقتالهم وهو نوع من شركة الأبدان
4/شركة الوجوه ( الذمم ):
وهي ان يشترك وجيهان عند الناس او اكثر من غير ان يكون لهما رأس مال على ان يشتريا مالا بالنسيئة( المؤجل ) و يبيعاه ثم يوفون ثمنه لأصحابه و ما فضل عن دلك من ربح يكون مشاعا بينهما.
حكمها: باطلة لانعدام المال و العمل و فيها من الغرر لمفاوضة كل شريك للآخر بكسب غير محدود.

من الطرق المشروعة لانتقال المال ( الميراث- الهبة – الوصية – الوقف )
تمهيد الميراث
أعطى الإسلام الميراث اهتمامًا كبيرًا، وعمل على تحديد الورثة، ليبطل بذلك ما كان يفعله العرب في الجاهلية قبل الإسلام من توريث الرجال دون النساء، والكبار دون الصغار، لما فيه من ظلم وجور، وحدد لكل مستحق في التركة حقه، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث "رواه أبو داود والترمذي
التعريف:
لغة: مصدر ورث يرث إرثا وميراثا، ومعناه انتقال الشيء من شخص إلى شخص، وقد يكون ماديا كالمال أو معنويا كالعلم والمجد.وفي الحديث:" العلماء ورثة الأنبياء …" أي في العلم.
اصطلاحا:هو انتقال الملكية من الميت إلى ورثته الأحياء.
تعريف علم المواريث (علم الفرائض ): علم يعرف به كيفية قسمة التركة على مستحقيها.
أسباب الإرث :
1النسب الحقيقي: لقوله تعالي: " وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله " الأنفال: 75.
2الزواج الصحيح: ويدخل فيه المطلقة رجعيًا مادامت في عدتها، والمطلقة للمرة الثالثة إذا وجدت قرائن تؤكد أن الطلاق كان بهدف حرمانها من الميراث، وكانت في عدتها، ولم تكن قد رضيت بالطلاق.
موانع الإرث:
1القتل العمد: الذي يوجب القصاص أو الكفارة عند المالكية، وأيضًا شبه العمد والخطأ عند الجمهور.
2اختلاف الدين: فالمسلم لا يرث من غير المسلم، وغير المسلم لا يرث منه.
شروط الميراث:
1- موت المورث حقيقة أو حكمًا (كأن يحكم القاضي بموت المفقود) .
2- حياة الوارث حياة حقيقة( أن يكون بين الناس) أو تقديرية ( كالجنين في بطن أمه ).
3- ألا يوجد مانع للإرث.
الفرائض وأصحابها:
الفرائض: جمع فريضة، وهى النصيب الذي قدره الشارع عز وجل للوارث.
وأصحاب الفرائض: هم الأشخاص الذين جعل الشارع عز وجل لهم قدرًا معلومًا من التركة وعددهم اثنا عشر(12):
ثمان(08)من الإناث، وهن:
الزوجة – البنت – بنت الابن – الأخت الشقيقة – الأخت لأب – الأخت لأم- الأم – الجدة الصحيحة (أم الأب).
أربعة من( 04) الذكور هم: الأب – الجد الصحيح – الزوج – الأخ لأم.

العصبة:
عصبة الرجل – في اللغة – هم بنوه وآباؤه وقرابته الذكور من قبل آبائه. وسموا كذلك لأنهم يحمونه ويحوطونه.
اصطلاحا: بنو الرجل وقرابته لأبيه الذين يستحقون التركة كلها إذا لم يوجد من أصحاب الفروض أحد، أو يستحقون الباقي بعد أن يأخذ أصحاب الفروض أنصبتهم.
مثل:الابن وابنه مهما نزل – الأب والجد لأب مهما علا – الأخ (شقيق أو لأب)وأبناؤهما – العم (شقيق أو لأب) وأبناؤهما..
الهبة
تعريفها لغة: هي التبرع والتفضل على الغير بمال وغيره.
اصطلاحا:عقد يتصرف بمقتضاه الواهب في مال له دون عوض .
مشروعيتها :الهبة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع
*الكتاب:قوله تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى" آل عمران92.وقوله:" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" المائدة.02.
* السنة: قوله صلى الله عليه وسلم :" تهادوا تحابوا " رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم:" لو دعيت إلي ذراع أو كراع لأجبت لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " رواه البخاري.
* الإجماع: أتفق علماء الإسلام على مشروعيتها.
الحكمة من مشروعيتها: الإسلام يهدف إلى إيجاد المجتمع المتكامل الذي يقوم على أساس من المحبة والود والألفة، والهبة من الوسائل الناجحة التي تحقق هذه المعاني، حيث أن الإنسان مفطور على حب من أكرمه وأحسن إليه.
الوصية
تعريفها لغة:لها عدة معان، يقال أوصيته باليتيم أي استعطفته عليه، وأوصيته بالصلاة أمرته بها، ووصيت الشيء بالشيء أي وصلته به، لأن الموصي وصل ما كان في حياته بعد مماته.
اصطلاحا:عقد يوجب حقا في ثلث مال عاقده يلزم بموته. أو عقد يوجب حقا في ثلث مال عاقده يلزم بموته.
مشروعيتها:الوصية مشروعة بالقرآن والسنة والإجماع
*الكتاب: قوله تعالى:" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ والأقربين" البقرة : 180

*السنة: قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص حين أراد الوصية بجميع ماله: "… الثلث والثلث كثير،انك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس "متفق عليه.
*الإجماع: اجمع العلماء على مشروعيتها.
الحكمة من مشروعيتها:قد يقصر الإنسان في حق الله تعالى بتركه لأعمال الخير، والوصية وسيلة عظيمة لاستدراك ما فات،كما أنها طريق لتحقيق التكافل الاجتماعي وصلة الأقارب غير الوارثين والتخفيف عن البؤساء والمساكين.
الوقف
تعريفه لغة: الحبس والمنع، ومنه توقيف المتهم أي حبسه وسجنه.
اصطلاحا: توقف المالك عن التصرف في ماله والانتفاع به لصالح الموقوف عليه.
مشروعيته: الوقف مشروع بالكتاب والسنة والإجماع
1- الكتاب قوله تعالى " مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ " الحديد11.
وقوله تعالى: "لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيم " آل عمران92.ٌ
2- السنة قوله صلى الله عليه وسلم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم.
3- الإجماع اتفق الفقهاء على مشروعيته.

حكمة مشروعيته:الوقف نوع من أنواع الصدقات التي يقصد بها التقرب إلى الله تعالى، وطريق من طرق الخير، وللوقف وظيفة اجتماعية قد تبدو ضرورية في بعض والظروف التي تمر بها الأمم، فيكون للوقف الدور الكبير في تنمية المجتمع بشتى فروعه فهو يغطي احتياجات الفئات الفقيرة والأغراض الخيرية الشاملة مثل دور العبادة والعلم والمصحات الطبية.

merccccccccccccccccccccccccccc ci sid
القعدة
شكرا بارك الله فيك
القعدةشكككككككككككككرااااااااااااااا ااااااااااااااااااااا

حكم اعتماد مؤشر الليبور في المصارف الإسلامية 2024.

حكم اعتماد مؤشر الليبور في المصارف الإسلامية

السؤال:

هل يجوز شرعاً حساب الأرباح في البيوع الآجلة بربطها بمؤشر (الليبور)، فتكون الأرباح غير ثابتة، بل متغيرة مع تغير عدد الأشهر والأيام، وتتم تسويتها مع النسبة العالمية للأرباح مثلاً: (Libour + 2%) فما الحكم في ذلك؟

الإجابة:مؤشر الليبور كما عرفه الدكتور سامر قنطقجي: "نظام الليبور هو المؤشر الرئيسي الذي تستخدمه البنوك الربوية ومؤسسات الائتمان والمستثمرون لتثبيت تكلفة الاقتراض في أسواق المال في جميع أنحاء العالم، وكلمة Libor هي اختصار لمعدل الفائدة المعروض من قبل مصرف لندن، ويستخدم الليبور لحساب معدلات الفائدة الربوية المطبقة في قطاع كبير من العقود والقروض والتبادل التجاري على المدى القصير. ويتم وضع الليبور من قبل جمعية المصارف البريطانية BBA عند تثبيت معدل الليبور وتتبادل الـ BBA الرأي مع Libor Steering Group التي تقود نشاط ممارسي سوق المال في لندن" (كتاب معيار قياس أداء المعاملات المالية الإسلامية بديلاً عن مؤشر الفائدة ص 16 بتصرف).

ونظام الليبور نظام معتمد لدى البنوك الربوية في العالم العربي، ومع الأسف الشديد أن بعض البنوك الإسلامية قد انزلقت في هذا المنزلق الربوي الخطير، فصارت تربط أرباح بيع المرابحة للآمر بالشراء بنظام الليبور، فتكون الأرباح التي يحصل عليها البنك الإسلامي غير ثابتة، بل متغيرة مع تغير عدد الأشهر والأيام، ولا يتم البت بمقدار الربح عند توقيع عقد المرابحة، بل تُسجل مع نهاية كل شهر عند دفع القسط المستحق، بعد تسويتها مع نظام الليبور (Libour + 3%)أو أكثر أو أقل. ولا بد أن نقرر أن من شروط صحة بيع المرابحة أن يكون الثمن معلوماً وأن يكون الربح معلوماً، وهذا ما قررته المجامع الفقهية والمؤسسات التي تعنى بشؤون المصارف الإسلامية، فقد جاء في المعيار الشرعي رقم 8 من معايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية بالبحرين المتعلق بالمرابحة ما يلي: "يجب أن يكون كل من ثمن السلعة في بيع المرابحة للآمر بالشراء وربحها محدداً ومعلوماً للطرفين عند التوقيع على عقد البيع. ولا يجوز بأي حال أن يترك تحديد الثمن أو الربح لمتغيرات مجهولة أو قابلة للتحديد في المستقبل؛ وذلك مثل أن يعقد البيع ويجعل الربح معتمداً على مستوى الليبور الذي سيقع في المستقبل. ولا مانع من ذكر مؤشر من المؤشرات المعروفة في مرحلة الوعد للاستئناس به في تحديد نسبة الربح، على أن يتم تحديد الربح في عقد المرابحة للآمر بالشراء على أساس نسبة معلومة من التكلفة ولا يبقى الربح مرتبطاً بالليبور أو بالزمن. يجب أن يكون الربح في عقد المرابحة للآمر بالشراء معلوماً ولا يكفي الاقتصار على بيان الثمن الإجمالي، ويجوز أن يكون الربح محدداً بمبلغ مقطوع أو بنسبة مئوية من ثمن الشراء فقط أو من ثمن الشراء مضافاً إليه مبلغ المصروفات. ويتم هذا التحديد بالاتفاق والتراضي بين الطرفين".

وجاء في الضوابط الشرعية لهيئة الرقابة الشرعية لبنك البلاد السعودي (مصرف إسلامي) ما يلي: "للبنك أن يُفصح عن ثمن السلعة، وربحها في بيع المرابحة للآمر بالشراء على أن يكون الثمن الإجمالي للسلعة محدداً ومعلوماً للطرفين عند التوقيع على عقد البيع. ولا يجوز بأي حال أن يربط تحديد الثمن أو الربح بأمر مستقبلي مثل مؤشر الليبور (libor) أو السيبور (sibor). ولا مانع من ذكر مؤشر من المؤشرات المعروفة في مرحلة الوعد للاستئناس به في تحديد نسبة الربح، على أن يكون الربح محدداً، ولا يبقى الربح مرتبطاً بالمؤشر أو بالزمن". ولا بد من توضيح ما ورد في الضوابط السابقة بخصوص الاسترشاد بمؤشر الليبور في مرحلة المواعدة في عقد المرابحة، وليس في مرحلة العقد، فمن المعلوم أن المواعدة في المرابحة تكون قبل عقد بيع المرابحة، ولا تعتبر عقد بيع، وبالتالي لا مانع شرعاً من الاسترشاد بمؤشر الليبور في هذه المرحلة، كمؤشرٍ لتحديد نسبة الربح في البنوك الإسلامية في بيع المرابحة للآمر بالشراء وغيره من معاملاتها [فلا يوجد في الشريعة -بحسب ما نعلم- طريقة لحساب الربح، والمعول في المعاملات هو على صيغة العقد لا على طريقة الحساب، فإذا كان بيعاً وجب أن يكون مكتمل الأركان تام الشروط خالياً من الربا والغرر والغش والغبن… إلخ، فإذا توفر ذلك فلا أهمية للطريقة التي حسب بها الربح، وهذا يعني أن ربط هامش الربح بأسعار الفائدة مقبول إذا كانت صيغة البيع صحيحة] (مجلة مجمع الفقه الإسلامي عدد8، ج3/683-684). وانظر أيضاً (الربح في الفقه الإسلامي ضوابطه وتحديده في المؤسسات المالية المعاصرة ص 246).

وهنالك فرق واضح بين الحالتين السابقتين وهما: 1- الاسترشاد بمؤشر الليبور لتحديد نسبة الربح في مرحلة المواعدة في بيع المرابحة للآمر بالشراء. 2- ربط الأرباح بمؤشر الليبور فتكون الأرباح غير ثابتة، بل متغيرة مع تغير عدد الأشهر والأيام، وتتم تسويتها مع النسبة العالمية للمؤشر مثل: (Libour + 2%). ففي الحالة الأولى لا تعدو العملية عن استرشاد، فلا تؤثر في صحة العقد، بينما في الحالة الثانية يربط الربح بمؤشر الليبور، فيؤدي ذلك إلى جهالة الربح وعدم معلوميته، وهذا يؤدي إلى بطلان عقد المرابحة. لأن من شروط صحة عقد المرابحة أن يكون الربح معلوماً ومحدداً، وربطه بمؤشر الليبور ينافي ذلك حيث يجعله متذبذباً، فإذا ارتفع مؤشر الليبور ارتفع الربح وإذا انخفض مؤشر الليبور انخفض الربح. وهذا الربط بمؤشر الليبور يحول بيع المرابحة إلى معاملة باطلة، لاشتمالها على غرر فاحش مفسد للعقد.

إذا تقرر هذا فإن البنوك الإسلامية بحاجة ماسة لاعتماد مؤشرات لقياس الربح بخلاف ما هو معتمد في البنوك الربوية حتى تتميز البنوك الإسلامية في أعمالها عن البنوك الربوية وحتى تبتعد ابتعاداً تاماً عن الشبهات. وقد أوصى مجلس مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الثامن، بالإسراع بإيجاد المؤشر المقبول إسلامياً الذي يكون بديلاً عن مراعاة سعر الفائدة الربوية في تحديد هامش الربح في المعاملات. وقد بُحثت مسألة إيجاد المؤشر المقبول إسلامياً الذي يكون بديلاً عن مراعاة سعر الفائدة الربوية، في عدد من الندوات وكتبت بعض الأبحاث في ذلك، وخرجت بمقترحات جيدة لإيجاد مؤشر شرعي في المعاملات الإسلامية، منها ما قدمه الدكتور سامر قنطقجي [من طرق بديلة مقترحة عن مؤشر الليبور: 1- يمكن اللجوء إلى آخر أرباح موزعة (من الممكن اللجوء إلى التوزيعات الربع سنوية) لثمانية مصارف أو مؤسسات مالية إسلامية بأخذ وسطي أقرب رقمين، أو بأخذ وسطها الحسابي. 2- يمكن اللجوء إلى تقديرات ثمانية مصارف أو مؤسسات مالية إسلامية وأخذ وسطي أقرب رقمين. 3- البحث عن سعر التضحية المناسب لكل قطاع من قطاعات العمل واعتبار أقلها هو تكلفة الفرصة البديلة. ولما كان المؤشر هو شكل من أشكال التسعير فإن مؤشر سعر الفائدة هو عبارة عن دليل يسترشد به العاملون في السوق لتسعير أعمالهم من إقراض واقتراض أو في تقييم الاستثمارات و مقارنة ريعها وجدواها. لذلك فإن تحديد مؤشر الفائدة هو شكل من أشكال التسعير بغض النظر عن مضمونه الشرعي. ويرى ابن تيمية ضرورة التسعير عندما يخشى من الاحتكار بقوله: "إذا امتنع أرباب السلع من بيعها مع ضرورة الناس إليها إلا بزيادة على القيمة المعروفة فهنا يجب عليهم بيعها بقيمة المثل، ولا معنى للتسعير إلا إلزامها بقيمة المثل، فيجب أن يلتزموها بما ألزمهم الله به" (الحسبة في الإسلام ص 23). أما عن آلية تحقيق ذلك، فيقول ابن تيمية: "ينبغي للإمام أن يجمع وجوه أهل سوق ذلك الشيء، ويحضر غيرهم استظهاراً على صدقهم فيسألهم كيف يشترون وكيف يبيعون، فينازلهم إلى ما فيه لهم وللعامة سداد، حتى يرضوا ولا يجبرون على التسعير" (الحسبة في الإسلام ص 40). والرضا عامل مهم في زرع الثقة والطمأنينة بين أفراد السوق مما يعني ازدهار ونمو التبادل واستقرار في الأسعار مما يؤدي لحركة تجارية تنعش الدخول، أما العكس أي إكراه البائعين على البيع بسعر معين دون النظر لتكاليفهم فإنه يؤدي إلى [فساد الأسعار وإخفاء الأقوات وإتلاف أموال الناس] (الحسبة في الإسلام ص 41). وتلجأ أسواق البورصة حاليا لأمور مشابهة لتحديد أسعار الصرف، [أما أسعار الصرف الخاصة بالعملات الأجنبية فيتم تحديدها يومياً من قبل الوسطاء المقبولين أو المعتمدين من قبل البورصة المعنية، أي المصارف بما فيها المصرف المركزي] (البورصة وأسس الاستثمار والتوظيف ص 31). فابن تيمية جمع وجوه أهل السوق وفي البورصة الوسطاء المقبولين، والإمام عند ابن تيمية قابلها المصارف وزاد ابن تيمية عند تحديده للسعر بالمنازلة أي المساومة دون الإكراه. لذلك يمكن اللجوء إلى إحدى الطرق الثلاث السابقة بعد تكوين هيئة من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية مهمتها إعداد المعيار، إضافة إلى لجنة إشراف مؤلفة من هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية وأساتذة جامعيين وممارسين وخبراء من ذوي السمعة والشهرة في عالم الاستثمار، وهي التي ستكافئ الإمام عند ابن تيمية، حيث تستأنس اللجنة بالمعيار المحسوب بإحدى الطرق المذكورة سابقًا لمقابلة هيئة المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في المنازلة والمساومة وصولاً للرضا الذي يحقق مصلحة الطرفين دون إكراه] (كتاب معيار قياس أداء المعاملات المالية الإسلامية بديلاً عن مؤشر الفائدة ص 21-22).

وخلاصة الأمر أنه لا يجوز شرعاً ربط نسبة الربح في بيع المرابحة بمؤشر الليبور في مرحلة العقد، لأنه يؤدي إلى جهالة مفسدة للعقد، ولا بأس بالاستئناس بمؤشر الليبور في مرحلة المواعدة، حتى يوجد بديل لمؤشر إسلامي.

تاريخ الفتوى: 20-8-2017.