إنّ الحمد لله،نحمدُهُ ونستعينُه ونستغفرُهُ،ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا،ومن سيّئات أعمالنا،من يهده الله فلا مُضلّ له،ومن يضلل فلا هادي لهُ،وأشهدُ ان لا إله إلّ الله وحده لاشريك له وأشهدُ أن مُحمّدًا عبده ورسوله.
****************************** **************
إخوتي في الله،إنّ أصدقَ الحديث كتابُ الله،وأحسنُ الهدي هدي محمّد عليه الصلاة والسلام،وشرّ الأمور محدثاتها،وكلّ محدثة بِدعة،وكلّ بِدعة ضلالة،وكُلّ ضلالة في النّار.
إخوتي أعضاء ومُشرفين وزوار للمة الجزائرية موضوعنا هذا هو رِسالة لكم،لهذا الأسبوع نرجو أن تَطّلعوا عليها :
إخوتي في الله إن من نعمِ الله العظيمة علينا نعمة اللسان والبيان فبه نعبر عن كل ما نريد وهذه النعمة يتميز بها الإنسان على سائر المخلوقات .قال تعالى ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ*فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ ٍ﴾ (البلد11:8 ) فالحمد لله على نعمه كلها ظاهرة وباطنة لكن تعالوا معي إخوتي في الله في هذه السلسلة نتعرف على بعض آفات اللسان ونراجع أنفسنا قليلا رزقني الله وإياكم لسانا ذاكرا شاكرا وثاني موضوع نواصل به هذه السلسة هو النميمة
النميمة:
إخوتي في الله ماهي النميمة وماهو حكمها يجيبنا الشيخ بن عثيمين رحمه الله
الإجابة :
النميمةهي أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم ببعض من أجل الإفساد بينهم مثل أن يذهب إلى الشخص ويقول:قال فيك فلان كذا وقال فيك فلان كذا ؛ لأجل إلقاء العداوة بين المسلمين . وهيمنكبائر الذنوب ففي الصحيحين من الحديث عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي- صلى الله عليه و سلم- مر على قبرين فقال : أنهماليعذبان وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، و أماالأخرفكان يمشي بالنميمة))ثم أخذ جردية العطوة فشقها نصفيين و غرز في كل قبرواحدة ، فقالوا: لم فعلت هذا ؟ فقال عليه الصلاة و السلام ( لعله يخفف عنهما مالم ييبسا))و ثبت عن النبي -عليهالصلاة و السلام – أنه قال: لا يدخل الجنة قتات . أي:نمام
أخي في الله _ أختي في الله جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.
كلنا نحفظ هذا الحديث لكن هل نطبقه عمليا في حياتنا
هل حقاً سلم المسلمون من لسانكِ
قبل أن نجيب فل نفكر جيدا ولنراجع نفسنا
أختي في الله _ أخي في الله لنقرأ معا الآية الكريمة بقلوبنا وعقولنا حفظكم الله ورعاكم
قال تعالى : (وَلَاتُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍبِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
هل هذه الصفة فيك أم لا
إن كنت تبغي العلا للجنان
فعليك يا صاح بحفظ اللسان
وفي الحديث
عن حذيفة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة نمام)) متفق عليه، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس)) رواه مسلم.
في زماننا نلاحظ انتشار آفات اللسان بشكل كبير وسط الرجل و خاصة في وسط النساء نسأل الله الهداية والثبات والنميمة واحدة منها فلماذا النميمة ماهي أسبابها :
أسباب النميمة كثيرة منها إرادة السوء للمحكي عنه أو إظهار الحب للمحكي عليه أو الاستمتاع بالحديث والخوض في الفضول والباطل
أخي في الله _أختي في الله هو طريق واحد إما جنة أو نار فأي طريق تختار
لمن يريد أن يسعد بإيمانه فل يسمع كلام النبي صل الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبهحتى يستقيم لسانه»[حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2841)].
فلنشغل الستنا بذكره تعالى وشكر نعمه وليكن لساننا سببا لدخولنا الجنة إن شاء الله
وخير ما نختم به كلام الله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)
اسأل الله أن نكون من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
فالنحذر غضب الله إخوتي في الله ولنكن المسلم القدوة بأخلاقنا وتعاملاتنا في زمن الفتن والاهواء
سلسلة آفات اللسان _1
شعارنا "الدّين النّصيحة".
2016/2015
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهاي هي ذي الرّسالة الثانيّة تخرجُ إلى النّور
نسألُ الله تعالى نَفعًا بها لنا ولكم
*************
النّميمة هذه الكبيرة التي نتهاون بها في مُجتمعنا
وجعلناها جليستنا في جُلّ الأحاديث
اللهمّ اجعلنا ممن يتخلّون عنها
توبة العبد تبدأ من تخلّيهِ عن هذه العادة الذّميمة
خصوصا أنّ معشر النساء كثير منهن ابتلي بهذا الدّاء
حفظكِ الله وزادكِ من واسع علمه وفضله
جعل الله ما تنقلين شاهداً لك لا عليك
نسألُ الله المعافاة وأن يُطهّر ألستنا من كلّ مكروه وسوء
جُزيتِ خيْرا نتمنّى
– آراء الأعضاء الكرام –
بارك الله فيك حبيبتي على الموضوع القيم
إضافة فقط
قَالَ الْإِمَام أَبُو حَامِد الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فِي الْإِحْيَاء :
قَالَ : وَكُلُّ مَنْ حُملت إِلَيْهِ نَمِيمَة ، وَقِيلَ لَهُ : فُلَان يَقُول فِيك ، أَوْ يَفْعَل فِيك كَذَا ، فَعَلَيْهِ سِتَّة أُمُور :
الْأَوَّل : أَلَّا يُصَدِّقُهُ لِأَنَّ النَّمَّام فَاسِقٌ .
الثَّانِي : أَنْ يَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَيَنْصَحهُ وَيُقَبِّح لَهُ فِعْله .
الثَّالِث : أَنْ يُبْغِضهُ فِي اللَّه تَعَالَى فَإِنَّهُ بَغِيضٌ عِنْدَ اللَّه تَعَالَى ، وَيَجِب بُغْض مَنْ أَبْغَضه اللَّه تَعَالَى .
الرَّابِع : أَلَّا يَظُنَّ بِأَخِيهِ الْغَائِبِ السُّوءَ .
الْخَامِس : أَلَّا يَحْمِلهُ مَا حُكِيَ لَهُ عَلَى التَّجَسُّس وَالْبَحْث عَنْ ذَلِكَ .
السَّادِس : أَلَّا يَرْضَى لِنَفْسِهِ مَا نُهِيَ النَّمَّام عَنْهُ ؛ فَلَا يَحْكِي نَمِيمَته عَنْهُ ، فَيَقُول : فُلَان حَكَى كَذَا فَيَصِير بِهِ نَمَّامًا ، وَيَكُون آتِيًا مَا نُهِيَ عَنْهُ . هَذَا آخِر كَلَام الْغَزَالِيِّ رَحِمَهُ اللَّه .
