بركة المداومة على الطاعات 2024.

بركة المداومة على الطاعات
[frame="1 10"]
نحن نتقى الله ونعمل الصالحات لكن المشكلة عندنا المداومة على ذلك فمعظمنا موسميون حيث نعمل فى رمضان عقداً مع الرحمن على تلاوة القرآن وصلاة القيام والصيام والذكر والتسبيح والطاعات ، ومدة العقد إما تسع وعشرون أو ثلاثون يوماً حسب الرؤيا

وبعد رمضان نرجع إلى ما كنا عليه من قبل لكن الموضوع يحتاج إلى المداومة , السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها تقول عن الحَبيب صلى الله عليه وسلم: {كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً}{1}
أى يدوام عليه

والحَبيب صلى الله عليه وسلم قال لنا: {أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ}{2}

فلا تُحَمل نفسك عملاً كثيراً لا تستطيع أن تقوم به إلا وقتاً قليلاً وفى هذه الحالة تكون قد أخطأت فى متابعة البشير النذير فإذا أردت أن تتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن تمشى على الميزان وهو المداومة هل هذا واضح؟

اعمل لك عملاً يناسبك المهم أن تديم عليه لو كان هذا العمل حتى قليل لكن المهم المداومة عليه: {أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ} ولذلك كان يقول بعض الصالحين: {صلِّ ولو ركعتين فى جوف الليل تُكتب فى ديوان القائمين}

المهم أن تداوم عليها، لكن تصلى فى رمضان التراويح بعد العشاء ثم تصلى بالليل صلاة التهجد ثم يوم العيد لا تصلى تراويح ولا تهجد ولا حتى ركعتين نفل ، حتى أنه ثبت صحياً من طب القلوب والأبدان معاً أن الإنسان إذا دام على عمل ثم تركه مرة واحدة يمرض الجسم فلابد للإنسان أن يُعَود نفسه على المداومة

فصلِّ ركعتين فى جوف الليل تكتب فى ديوان القائمين وتصدق ولو بقروش كل يوم تُكتب من المتصدقين المهم المداومة

الذاكرين الله كثيراً والذاكرات هؤلاء فى أى وقت؟ فى كل الأوقات ، لكن لهم ذكر داوموا عليه وترفع الملائكة لهم هذا العمل إلى الله ، والله عز وجل يُقبل عليهم بهذا العمل الذى ينظر إليه ويطلع عليه ويراه لأنهم داوموا على هذه الحال

لكن الصالحين يقولون لنا: {دوام الحال من المحال} هذا لأهل النفوس ، علاج النفوس كيف؟ يحتاج من الإنسان أن يُرغم نفسه على دوام الطاعة للرحمن عز وجل ، فإذا داوم على هذا الحال سيكون من الرجال الذين يقول فيهم الله: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ} النور37

واظبوا على العمل الذى يُرفع منهم إلى الله فحتى يكون الإنسان فى رعاية الله على الدوام ويتنزل الله بأحوال الصادقين والصالحين على التمام ، لابد من الدوام على الطاعات والقربات التى يرفعها ويتقرب بها إلى الله

{1} الصحيحين البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها
{2} الصحيحين البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها

حكم المداومة على قول . 2024.

[IMG]https://l.*********/lo/api/res/1.2/ePcRFF9qIGUGrG4rQbN09w–/YXBwaWQ9bWti/https://im20.gulfup.com/pLco1.png[/IMG]
حكم المداومة على قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة … للشيخ العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله
————————————–

قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
" قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل صدق الله العظيم ثناءٌ على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليلٍ من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم فإن قال قائل أليس الله يقول قل صدق الله فالجواب بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله العظيم وقرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال النبي عليه الصلاة والسلام حسبك ولم يقل قل صدق الله ولا قاله ابن مسعود أيضاً وهذا دليل على أن قول القائل عند انتهاء القراءة صدق الله ليس بمشروع نعم لو فرض أن شيئاً وقع مما أخبر الله به ورسوله فقل صدق الله واستشهدت بآيةٍ من القرآن هذا لا بأس به لأن هذا من باب التصديق لكلام الله عز وجل كما لو رأيت شخصاً منشغلاً بأولاده عن طاعة ربه فقلت صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) وما أشبه ذلك مما يستشهد به فهذا لا بأس به ".
منقول

الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القعدةإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.القعدة

بسم الله والحمد لله وصلى الله على رسول الله

قال تعالى :‏ {‏قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا}‏ [ءال عمران :‏‏95 ]، وقال {‏ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله }‏ [الأحزاب :‏ ‏22 ]
وقال :{ ومن أصدق من الله قيلا} [ النساء: من الآية122 ]، وقال: { ومن أصدق من الله حديثا} [ النساء: من الآية87 ]
ففي الجامع لأحكام القرءان، – للقرطبي ، الجزء 1 ، باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرءان وحرمته:
قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: "فمن حرمة القرءان ألا يمسه إلا طاهرا…..ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات. اهـ
وفي الجامع لأحكام القرءان، – للقرطبي ، الجزء 16 سورة الأحقاف >> الآية: 35 {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}: وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" [النازعات: 46]. "كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون" صدق الله العظيم. اهـ
وفي روح البيان – لإسماعيل البروسوي:
وفي قوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي قدس سره وليجعل العبد مفتاح درسه أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله اللهم أنفعنا وبارك لنا فيه الحمد وفي أسئلة عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد ما ابتداء القرءان وما ختمه قال ابتداؤه بسم الله الرحمن الرحيم، وختمه صدق الله العظيم قال صدقت وفي خريدة العجائب يعني ينبغي أن يقول القارىء ذلك عند الختم وإلا فختم القرءان سورة الناس وفي الابتداء بالباء والاختتام بالسين إشارة إلى لفظ بس".اهـ
وقال الغزالي في الإحياء وهو يعدد ءاداب تلاوة القرءان في الجزء الأول: (الثامن: أن يقول في مبتدإ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة : صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم ) اهـ.
نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي:
عن أبي السائب القاضي، فقال: روينا عن ابن عباس في قوله تعالى : "بسم الله الرحمن الرحيم" فاصفح الصفح الجميل "صدق الله العظيم" قال: عفو بلا تقريع"اهـ
وفي البداية والنهاية، لإسماعيل بن كثير الدمشقي. المجلد الثالث عشر >> ثم دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة >> من الأعيان:
فمن ترك الشرع المحكم المنـزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى (الياسا) وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. [المائدة: 50 ] وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} صدق الله العظيم، [النساء: 65 ]. اهـ

حكم قول المصلي صدق الله العظيم
عند الشافعية

وفي حاشية الرملي على أسنى المطالب شرح روض الطالب : ( وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته ؟ فأجاب: بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لأنه ذكر ليس فيه خطاب ءادمي ) اهـ.
حاشيتا القليوبي وعميرة
(ولا تبطل بالذكر) وإن لم يقصده حيث خلا عن صارف أو قصده, ولو مع الصارف كما مر في القرءان, ومنه سبحان الله في التنبيه كما يأتي, وتكبيرات الانتقالات من مبلغ أو إمام جهرا. قال شيخنا, ولا بد من قصد الذكر في كل تكبيرة, واكتفى العلامة الخطيب بقصد ذلك, في جميع الصلاة عند أول تكبيرة, ومنه استعنت بالله أو توكلت على الله عند سماع آيتها, ومنه عند شيخنا الرملي, وشيخنا الزيادي كل ما لفظه الخبر نحو صدق الله العظيم ، أو ءامنت بالله عند سماع القراءة, بل قال شيخنا الزيادي لا يضر الإطلاق في هذا، كما في نحو سجدت لله في طاعة الله" اهـ ومثل ذلك في شرح البهجة .
نهاية المحتاج على شرح المنهاج
[ فرع لو قال صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرءان قال م ر ينبغي أن لا يضر, وكذا لو قال ءامنت بالله عند قراءة ما يناسبه. ا هـ سم على منهج."اهـ ومثل ذلك في حاشية الجمل على شرح المنهج وحاشية الشبراملسي على النهاية وتحفة الحبيب على شرح الخطيب وحاشية البيجرمي على الخطيب.

عند الحنفية

كنـز الدقائق
ولو قرأ الإمام ءاية الرحمة أو العذاب فقال المقتدي صدق الله لا تفسد وقد أساء"اهـ
المحيط البرهاني
الرجل إذا كان خلف الإمام، ففرغ الإمام من السورة لا يكره له أن يقول صدق الله، وبلغت رسله، ولكن الأفضل أن لا يقول ذلك. ذكره شيخ الإسلام في «شرحه»." اهـ
الدر المختار شرح تنوير الأبصار
فروع، سمع اسم اللـه تعالى فقال جل جلالـه، أو النبي فصلى عليه، أو قراءة الإمام فقال: صدق اللـه ورسولـه، تفسد إن قصد جوابه"اهـ
حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح
قولـه: (ويفسدها كل شيء من القرءان قصد به الجواب) إنما قيد بالقرءان ليعلم الحكم في غيره بالأولى، فلو ذكر الشهادتين عند ذكر المؤذن لـهما، أو سمع ذكر اللـه، فقال جل جلالـه، أو ذكر النبي فصلى عليه، أو قال عند ختم الإمام القراءة صدق اللـه العظيم، أو صدق رسولـه، أو سمع الشيطان فلعنه أو ناداه رجل بأن يجهر بالتكبير ففعل فسدت"اهـ
البحر الرائق شرح كنـز الدقائق
وفي القنية: مسجد كبير يجهر المؤذن فيه بالتكبيرات فدخل فيه رجل نادى المؤذن أن يجهر بالتكبير فرفع الإمام للحال وجهر المؤذن بالتكبير، فإن قصد جوابه فسدت صلاته، وكذا لو قال عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول، وكذا إذا ذكر في تشهده الشهادتين عند ذكر المؤذن الشهادتين تفسد إن قصد الإجابة اهـ..
وفي البحر الرائق
( في الخانية والظهيرية: ولو قرأ الإمام آية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته ا.هـ، وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول ) اهـ.
وفي مبسوط محمد ابن الحسن الشيباني
(قلت: أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله ؟ قال أحب إلي أن ينصت ويستمع. قلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته ؟ قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت ) اهـ
وفي كتاب الفقه على المذاهب الأربعة
الحنفية – قالوا: إذا تكلم المصلي بتسبيح أو تهليل، أو أثنى على الله تعالى عند ذكره كأن قال: جل جلاله؛ أو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، أو قال: صدق الله العظيم، عند فراغ القارئ من القراءة، أو قال مثل قول المؤذن، ونحو ذلك، فإن قصد به بالجواب عن أمر من الأمور بطلت صلاته؛ أما إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة، فإن صلاته لا تبطل"اهـ
الشافعية – قالوا: إذا قال: صدق الله العظيم عند سماع ءاية أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله عند سماع خبر سوء، فإن صلاته لا تبطل به مطلقا، إذ ليس فيه سوى الثناء على الله تعالى ولكنه يقطع موالاة القراءة فيستأنفها."اهـ

والله التعصب هو ترك آراء الفقهاء والمجتهين
والتعصب للفكر

الحث على المداومة على طاعة الله تعالى بعد رمضان 2024.

الحث على المداومة على طاعة الله تعالى بعد رمضان

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدِّين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أيها المؤمنون، عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله – تعالى – فإنّ العاقبة للمتقين، والتقوى – عباد الله – هي وصية الله للأولين والآخرين، وهي سبب كل فلاح وسعادة، وفوز وربح وغنيمة في الدنيا والآخرة.

وتقوى الله – جلّ وعلا – هي أن يعمل العبد بطاعة الله على نور من الله؛ يرجو ثواب الله، وأن يترك معصية الله على نور من الله؛ يخاف عقاب الله.
عباد الله:
لقد مرَّ بنا جميعًا موسم كريم من مواسم الطاعة، وأيامًا عظيمة من أيام العبادة، ألا هو موسم رمضان المبارك، وأيامه الكريمة، ولياليه الشريفة الفاضلة، وفي رمضان يقبل المؤمنون على عبادة الله ويشمّرون ويجدّون في طاعة الله، ويتنافسون في أبواب الخير، وأعمال الصلاح، وإن المؤمن ليُسَرَّ سرورًا عظيمًا بتزايد الطاعة، وتنافس الناس في العبادة، وقيامهم بأبواب البر والخير في هذا الشّهر العظيم.
عباد الله:
لكن المسلم يجب عليه أن يتنبه أن عبادة الله – تبارك وتعالى – والمنافسة في طاعة والجدَّ في القيام بما يرضيه لا يتوقف على شهر من الشهور أو أيام معدودة، فإن انقضى شهر رمضان الله المبارك، فإن عبادة الإنسان لا تنقضي، وإن انتهت أيامه المباركة ولياليه الفاضلة، فإن أعمال الخير لا تنتهي والله – تبارك وتعالى – يقول في كتابه العظيم: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
واليقين هو الموت، فالمسلم مطالب بالمداومة على طاعة الله، والاستمرار في عبادته – سبحانه وتعالى – إلى أن يتوفاه الله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أي: جدوا في عبادته، وتنافسوا في القيام بما يرضيه إلى أن تموتوا على ذلك.
ومن المعلوم لدى كل أحد أنه لا يعرف متى نهايته، ومتى يأتي أجله, ولهذا فإن المسلم مطالب بالاستعداد للموت في كل وقت وحين، فيكون دائمًا وأبدًا محافظًا على طاعة الله، مُجِدًّا في عبادة الله، قائمًا بكل ما أمره الله – تبارك وتعالى – به على قدر استطاعته، مُبْتعدًا عن كل ما نهاه الله عنه، وحرَّمه عليه من الأعمال المحرَّمة، والفسوق والآثام.
عباد الله:
إن أناسًا يجدون في العبادة في رمضان، فإذا انقضى رمضان، انقضت عندهم العبادة أو تكاسلوا فيها، أو تقاعسوا عنها أو فرطوا في كثير من أبوابها، وكأن العبادة إنما هي مطلوبة من الإنسان في رمضان، وقد سُئل قديمًا أحدُ السلف عن حال هؤلاء الذين لا ينشطون و لا يجدون في العبادة إلا في شهر رمضان فقط، فقال: "بئس القوم؛ لا يعرفون الله إلا في رمضان".
عباد الله:
إنَّ رب الشهور واحد، إن رب رمضان هو رب شوال، وهو رب الشهور كلها، وكما أنه ينبغي أن يحافظ المرء على طاعته وعبادته في شهر رمضان، فإن الواجب على كل مسلم أن يحافظ على طاعة الله، ويجد في عبادته في كل وقت وحين، في الشهور كلها، وفي الأعوام جميعها إلى أن يتوفاه الله – تبارك وتعالى – وهو على حالة رضية وسيرة مرضية، وهذا هو معنى قول الله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]؛ أي: استقاموا على طاعة الله، وداوموا على عبادة الله، ومضوا في أبواب الخير إلى أن يتوفاهم الله، فهؤلاء هم أهل الربح والسعادة، والفوز والغنيمة في الدنيا والآخرة؛ ولهذا ذكر الله – تبارك وتعالى – لمن كانت هذه حالهم، وتلك مآلهم – ذكر لهم – تبارك وتعالى – أرباحًا عظيمة، ومغانم كبيرة في الدنيا والآخرة؛ قال الله – جلّ وعلا -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]، وقال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 – 32].
كل ذلك – عباد الله – إنما يكون لمن آمن بالله – تبارك وتعالى – واستقام على طاعة الله إلى أن يتوفاه الله وعند الوفاة؛ كما أخبر الله – جلّ وعلا – تتنزل الملائكة ملائكة الرحمة التي تحمل أعظم بشارة وأعظم تهنئة، ومبارِكَة بالخير، تتنزل على من كانت هذه حاله عند وفاته مبشِّرة له بالنهاية السعيدة، والحال الرشيدة التي يؤول إليها بعد الوفاة؛ ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30].
لا تخافوا مما أنتم قادمون عليه، فإنكم قادمون على حالة هنيَّة، وثواب عظيم، وأجر جزيل، ورضا من الله – تبارك وتعالى – ولا تحزنوا أيضًا على ما أنتم مفارقوه؛ من الأهل، والأولاد، ورعايته وتسديده وتوفقيه، هكذا يبشَّرون عند الموت؛ ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ ﴾ [فصلت: 30]؛ أي: والله يُقال لهم عند وفاتهم أبشروا بالجنة؛ أي: أبشروا بجنة الله – تبارك وتعالى – التي شَمّرتم لنيلِها في الحياة واجتهدتم لتحصيلها مدة أيامكم، واستقمتم على طاعة الله؛ ولهذا عند الموت يبشرون، ولهذا كثير من أهل الطاعة والجدّ في الاستقامة والمحافظة على طاعة الله يبتسمون عند وفاتهم، ويظهر على وجوهم البِشْر والسرور والفرح والسعادة، يظهر عليهم ذلك بعد الوفاة، وهذه نتيجة حتمية لهذا البشارة العظيمة، والتهنئة الكريمة التي يهنَّؤون بها عند موتهم، أسأل الله – جلّ وعلابأسمائه الحُسْنى وصفاته أن يكتب لي ولكم تلك النهاية الحميدة، وذلك المآل الرشيد بمنِّه وتوفيقه وعونه وتسديده.
عباد الله:
وكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام، وفرض الله – تبارك وتعالى – على عباده فيه تلك الطاعة العظيمة، والفريضة الجليلة صيام الشهر كله، فإن الصيام لا ينقضي بانقضاء رمضان، نعم الصيام المفروض والصيام الواجب لا يكون إلا في رمضان، لكن إن انتهى الصيام في رمضان، فيبقى مع المسلم صيام النافلة، ومن أعظم ذلك صيام ستة أيام من شوال، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَن صام رمضان وأتبعه ست من شوال، فكأنَّما صام الدهر كله)).
عباد الله:
إن صيام ستة أيام من شوال فيه فوائد عظيمة وأرباح كبيرة، ومنافع جَمَّة؛ منها – عباد الله – أن في صيام الستة الأيام من شوال شكرًا لله – تبارك وتعالى – على التوفيق للتمام في أداء صيام شهر رمضان، وإن من شُكْر النعمة العظيمة النعمة بعدها، وإن من شكر الله – تبارك وتعالى – على التوفيق للطاعة، وعلى هذا فإن من شكرك لله – تبارك وتعالى – على توفيقه إياك لأداء صيام رمضان، أن تبادر إلى أداء صيام ستة من شوال شكرًا لله – تبارك وتعالى – على توفيقه.
ومن فوائد ذلك أن صيام ستة أيام من شوال هي بمثابة النافلة بعد الفريضة، وكما أن الصلاة المفروضة يشرع بعدها نوافل تجبر كسرها، وتسد نقصها، وتكمل ما وقع فيها من خطأ أو تقصير، فإن صيام ستة أيام من شوال هو بمثابة النافلة بعد الفريضة، ولا شكَّ أن كل واحد منَّا حصل عنده شيء من التقصير والنقص والخلل في صيامه لشهر رمضان المبارك، فتأتي هذه الأيام العظيمة الستة؛ لتجبر للإنسان نقصه وتقصيره في صيامه لشهر رمضان.

ومن فوائد صيام الست ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي مرَّ معنا وهو قوله: ((فكأنما صام الدهر كله))، فإن الحسنة بعشرة أمثالها، وصيام رمضان على هذا يعدل صيام عشرة أشهر، فإذا أتبعه ست من شوال، فهي تعدل صيام ستين يومًا، والسنة ثلاثمائة وستين يومًا، فكأنما صام السنة كلها، فإذا كان الإنسان هكذا طول حياته يصوم رمضان، ويتبعه ست من شوال، فكأنما صام الدهر كله.

عباد الله:
ثم إن الصيام الست من شوال فيه فائدة أخرى عظيمة، ألا وهي أن في صيامه أمارة من أمارة القبول وعلامة من علامات الرضا؛ لأن من علامة قبول الطاعة، ومن علامة قَبول العبادة – العبادة بعدها.

ولهذا – عباد الله – كل إنسان يرجو أن يكون الله – تبارك وتعالى – تقبل منه صيامه وقيامه، ومن أمارات القبول أن تكون حال الإنسان بعد الطاعة خير منها قبل الطاعة، فإذا كان مفرطًا مقصِّرًا قبل رمضان، فإنه بعد رمضان يكون مُجدًّا منافسًا في الخير، وإن كانت حاله قبل رمضان حسنة وطيبة، فإن حاله بعد رمضان تكون أحسن وأطيب، وهذا كله من علامات القَبول.

نسأل الله – جلّ وعلا – أن يتقبَّل منَّا ومنكم صيامنا وقيامنا، وأن يوفِّقنا وإياكم لكل خير، وأن يعيننا وإياكم على الاستقامة على طاعة الله، والمداومة على عبادته – سبحانه – وأن يهدينا جميعًا سواء السبيل، وأن يعذنا من الشرور كلها، والفتن جميعها.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

السلام عليكم
يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعك
شكرا لك اختي بارك الله فيكي وجعلها في ميزان حسناتك
تقبل الله منك ومنا صالح الاعمال
جزاك الله خيرا على التذكير الجميل

جزاك الله خيرا وبارك فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bouba24 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم
يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعك
شكرا لك اختي بارك الله فيكي وجعلها في ميزان حسناتك
تقبل الله منك ومنا صالح الاعمال
القعدة القعدة

وفيك بارك الله أيتها الفاضلة.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الشفاء القعدة
القعدة
القعدة

جزاك الله خيرا وبارك فيك

القعدة القعدة

وفيك بارك الله أختي أم الشفاء.

الأسباب المعينة على المداومة على الأعمال الصالحات 2024.

الأسباب المعينة على المداومة على الأعمال الصالحات القعدة

إن المداومة على الأعمال الصالحات من صفات عباد الله المؤمنين { الذين هم على صلاتهم دائمون} { والذين هم على صلواتهم يحافظون}. وعلى العكس فإن أبعد الناس عن المداومة على الأعمال الصالحات هم المنافقون، وذلك لأنهم لا يرجون بأعمالهم رحمة الله سبحانه وتعالى بل يؤدون الشعائر الظاهرة أو بعضها ذراً للرماد في عيون الناس خشية أن يطلعوا على سرائرهم، وكما أن المنافق لا يحتمل مجاهدة النفس والتلذذ بحلاوة العبادة ومن الأسباب المعينة على المداومة على الأعمال الصالحات:

• العزيمة الصادقة على لزوم العمل والمداومة عليه مهما كانت الظروف والأحول، وهذا يستلزم مجاهدة العجز والكسل وحب الراحة والخمول بعد الاستعانة بالله تعالى.

• القصد في الأعمال وعدم الإثقال على النفس فإن ذلك أدعى للمداومة وأضمن لها، إذ أن النفس البشرية تركن إلى الراحة والدعة فمتى أثقل عليها الإنسان بأعمال ملت وانقطعت. ( قليل دائم خير من كثير منقطع). ولذا قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) – متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا) – متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الدين يسر ولن يشاد أحدٌ إلى غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) – البخاري .

ومن هذا يتبين ضرورة التدرج بالأعمال من الأسهل إلى ما هو فوقه، وليسلك طريق من يعينه على ذلك من إخوانه في الله يعينونه على الخير إذا تثاقل عنه أدائه، ويذكرونه إذا نسي، أو يستعين بزوجة صالحة تعينه على الخير وتدله عليه، ولنعلم أن الخير كل الخير في المداومة على الأعمال الصالحات، ولنعلم أن المداومة على الأعمال الصالحات سبب في محو الذنوب والخطايا، فإذا ارتكب العبد ذنباً أو خطيئة وجب عليه أن يستغفر ويتوب وأن يتبعها حسنة حتى تمحا تلك الخطيئة، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) – الترمذي وقال حديث حسن. ففي هذا الحديث أمر بتقوى الله سبحانه وتعالى في كل حين، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أنه لا بد وأن يصدر من بني آدم أخطاء وذنوب فأرشده إلى ما يمحو هذه الذنوب والخطايا

أشكركي أختي الكريمةعلى الموضوع القيم
لا شكر على واجب.
تتعدد الأسباب و الطريق واحد نحو النعيم نسأل الله ان نكن السباقين اليه.
القعدة

حكم المداومة على قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة . 2024.

حكم المداومة على قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة …
للشيخ العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله

قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
" قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل صدق الله العظيم ثناءٌ على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليلٍ من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم فإن قال قائل أليس الله يقول قل صدق الله فالجواب بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله العظيم وقرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال النبي عليه الصلاة والسلام حسبك ولم يقل قل صدق الله ولا قاله ابن مسعود أيضاً وهذا دليل على أن قول القائل عند انتهاء القراءة صدق الله ليس بمشروع نعم لو فرض أن شيئاً وقع مما أخبر الله به ورسوله فقل صدق الله واستشهدت بآيةٍ من القرآن هذا لا بأس به لأن هذا من باب التصديق لكلام الله عز وجل كما لو رأيت شخصاً منشغلاً بأولاده عن طاعة ربه فقلت صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) وما أشبه ذلك مما يستشهد به فهذا لا بأس به

القعدة

منقول

جزاك الله كل خير

السلام عليكمـ ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اختي