ابن القيم رحمه الله 2024.

(المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح وت**وه أسماء الذم )

فصل(المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح وت**وه أسماء الذم ): ومن عقوبتها :أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وت**وه أسماء الذم والصغار ,فتسلبه اسم المؤمن ,والبر,والمحسن ,والمتقي ,والمطيع ,والمنيب والولي ,
,والورع ,والصالح ,والعابد ,والخائف ,والأواب ,والطيب ,والمرضى ونحوها .
وت**وه اسم الفاجر ,والعاصي ,والمخالف ,والمسئ,والمفسد ,والخبيث ,والسخوط ,
والزاني ,والسارق ,والقاتل ,والكاذب ,والخائن ,واللوطي ,وقاطع الرحم ,والغادر وأمثالها .
فهذه أسماء الفسوق و(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)الحجرات _11

الذي يوجب غضب الديان ,ودخول النيران ,وعيش الخزي والهوان . وتلك أسماء توجب رضى الرحمن ,ودخول الجنان ,وتوجب شرف المسمى بها على سائر أنواع الإنسان ,فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ,ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل آمر بها ,ولكن لا مانع لما أعطى ,ولا معطي لما منع ,ولا مقرب لما بعد ,ولا مبعد لمن قرب (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)الحج 18.
(الداء والدواء لأبن القيم _ص127_128_تحقيق الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي _طبعة دار ابن الجوزي ).

اللهم باعد بيننا وبين معاصينا كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقنا منهاكما ينقى الثوب الابيض من الدنس
جزاك الله خيرا
بارك الله فيكم
بارك الله فيك يا اخي وجعل التبليغ في ميزان حسناتك

اللهم اغفر لنا يا الله
بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة 82 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك يا اخي وجعل التبليغ في ميزان حسناتك

القعدة القعدة

بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **العندليــب** القعدة
القعدة
القعدة
اللهم اغفر لنا يا الله
بارك الله فيك
القعدة القعدة

و فيك بارك الله

العلم النافع: حذار ايها المؤمن أن يحبط عملك من كتاب الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله تعالى 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

هذا مقتطف من كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب
المؤلف : أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن القيم الجوزية
رحمه الله تعالى.

يقول المؤلف… وليس الشان في العمل انما الشان في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه

فالرياء وان دق محبط للعمل وهو ابواب كثيرة لاتحصر وكون العمل غير مقيد باتباع السنة ايضا موجب لكونه باطلا والمن به على الله تعالى بقلبه مفسد له وكذلك المن بالصدقة والمعروف والبر والاحسان والصلة مفسد لها كما قال سبحانه وتعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ( واكثر الناس ما عندهم خبر من السيئات التي تحبط الحسنات وقد قال تعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ( فحذر المؤمنين من حبوط اعمالهم بالجهر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما يجهر بعضهم لبعض وليس هذا بردة بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها فما الظن بمن قدم على قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهديه وطريقه قول غيره وهديه وطريقه

اليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر ومن هذا قوله ( صلى الله عليه وسلم )
من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ومن هذا قول عائشة رضي الله تعالى عنها وعن ابيها لزيد بن ارقم رضي الله عنه لما باع بالعينة انه قد ابطل جهاده مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الا ان يتوب وليس التبايع بالعينة ردة و انما غايته انه معصية فمعرفة ما يفسد الاعمال في حال وقوعها ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من اهم ما ينبغي ان يفتش عليه العبد ويحرص على عمله ويحذره وقد جاء في اثر معروف ان العبد ليعمل العمل سرا لا يطلع عليه احدا الا الله تعالى فيتحدث به فينتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية
ثم يصير في ذلك الديوان على حسب العلانية فان تحدث به للسمعة وطلب الجاه والمنزلة عند غير الله تعالى ابطله كما لو فعله لذلك
فان قيل فإذا تاب هذا هل يعود اليه ثواب العمل قيل ان كان قد عمله لغير الله تعالى واوقعه بهذه النية فانه لا ينقلب صالحا بالتوبة بل حسب التوبة ان تمحو عنه عقابه فيصير لا له ولا عليه واما ان عمله لله تعالى خالصا ثم عرض له عجب ورياء أو تحدث به ثم تاب من ذلك وندم فهذا قد يعود له ثواب عمله ولا يحبط وقد يقال انه لا يعود اليه بل يستانف العمل.

إنتهى كلامه رحمه الله تعالى.

مقتطف من شبكة الأجري.

و الله كلام عظيم.
حقيقتا ان لم يعملنا الله بلطفه خسرنا خسرنا مبينا.
فعلا ابن القيم كلامه من ذهب وكله حكم
بارك الله فيك أخي الكريم

مقتطفات قيمة من كلام ابن القيم رحمه الله 1 2024.

القعدة

الفرق بين تنزيه الرسل وتنزيه المعطلة أن الرسل نزهوه سبحانه عن
النقائض والعيوب التي نزه نفسه عنها وهي المنافية لكماله وكمال ربوبيته وعظمته كالسنة والنوم والغفلة والموت
واللغوب والظلم وإرادته والتسمي به والشريك والصاحبة والظهير والولد والشفيع بدون إذنه وأن يترك عباده سدى هملا وأن يكون خلقهم عبثا وأن يكون خلق السموات والأرض وما بينهما باطلا لا لثواب ولا عقاب ولا أمر ولا نهى وأن يسوى بين أوليائه وأعدائه وبين الأبرار والفجار وبين الكفار والمؤمنين وأن يكون في ملكه مالا يشاء أن يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه وأن يكون لغيره معه من الأمر شيء وأن يعرض له غفلة أو سهو أو نسيان وأن يخلف وعده أو تبدل كلماته أو يضاف إليه الشر اسما أو وصفا أو فعلا بل أسماءه كلها حسنى وصفاته كلها كمال وأفعاله كلها خير وحكمة ومصلحة فهذا تنزيه الرسل لربهم وأما المعطلون فنزهوه عما وصف به نفسه من الكمال فنزهوه عن أن يتكلم أو يكلم أحدا ونزهوه عن استوائه على عرشه وأن ترفع إليه الأيدي وأن يصعد إليه الكلم الطيب وأن ينزل من عنده شيء أو تعرج إليه الملائكة والروح وأن يكون فوق عباده وفوق جميع مخلوقاته عاليا عليها ونزهوه أن يقبض السموات بيده والأرض باليد الأخرى وان يمسك السموات على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع ونزهوه أن يكون له وجه وأن يراه المؤمنون بأبصارهم في الجنة وأن يكلمهم ويسلم عليهم ويتجلى لهم ضاحكا وأن ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يستغفرني فأغفر له من يسألني فأعطيه فلا نزول عندهم ولا قول ونزهوه أن يفعل شيئا لشيء بل أفعاله لا لحكمة ولا لغرض مقصود ونزهوه أن يكون تام المشيئة نافذ الإرادة بل يشاء الشيء ويشاء عباده خلافه فيكون ما شاء العبد دون ما شاء الرب ولا يشاء الشىء فيكون مالا يشاء ويشاء مالا يكون وسموا هذا عدلا كما سموا ذلك النزيه توحيدا ونزهوه عن أن يحب أو يحب ونزهوه عن الرأفة والرحمة والغضب والرضا ونزهة آخرون عن السمع والبصر وآخرون عن العلم ونزهه آخرون عن الوجود فقالوا الذي فر إليه هؤلاء المنزهون من التشبيه والتمثيل يلزمنا في الوجود يلزمنا في الوجود فيجب علينا أن ننزهه عنه فهذا تنزيه الملحدين والأول تنزيه المرسلين

بارك الله فيكي على الموضوع القيم الذي أفنى علماؤنا الأبرار و الأطهار اعمارهم للدفاع عن عقيدتنا و نسف العقائد الباطلة
و آفة القوم( المعطلة ) كما ذكر أكثر العلماء هو المنطق و الفلسفة التي أدخلت العقل في النقل و جعلت من العقل ميزان للشرع فما يقبله العقل فذاك هو الشرع و ماخالفه فهو مردود و اما ماجاء في الشرع ما يخالف العقل فنؤوله و لا نرده
و ستكون لنا مواضيع إن شاء الله نتكلم فيها عن الفرق الضالة شرح و تبسيطا بحول الله تعالى

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد

فإن من الناس من هو مفتاح للخير مغلاق للشر، ومنهم من هو مفتاح للشر مغلاق للخير !!

وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ممن نحسبه من الصنف الأول، ولا نزكي على الله أحدا.

فقد جاء كتابه هذا ( درء تعارض العقل و النقل) أو ( موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ) شامة في جبين الزمن، لا يدانيه في بابه كتاب آخر، بل لا يكاد يوجد أصلا في بابه كتاب، كما قال ابن القيم:

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي …………. ما في الوجود له نظير ثان

لأن الكتب المعروفة في هذا الباب قبل شيخ الإسلام هي نحو:
– الحيدة لعبد العزيز الكناني
– الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد
– النقض على المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي

وكل هذه الكتب لم تستعمل قواعد المتكلمين في الرد عليهم.

فالمزية التي تميز بها هذا الكتاب أنه استعمل قوانين المتكلمين والفلاسفة نفسها في بيان بطلان مذاهبهم، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله:

ومن العجائب أنه بسلاحهم ……………. أرداهم تحت الحضيض الداني

والكتاب يقع في عشر مجلدات، إلا أنه جاء على طريقة شيخ الإسلام في الإسهاب والتكرار بطرق مختلفة؛ لأن هذا ينتفع به القارئ كما نص شيخ الإسلام نفسه في بعض المواضع.

فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا؛ وذلك كما يلي:
– ترتيب الأوجه واختصار المكرر منها
– تنقيح العبارات الغامضة وصوغها بطريقة أسهل فهما
– استكمال كلام شيخ الإسلام الذي أشار إليه بقوله (بسطناه في موضع آخر)

وأسأل الله أن يجزي عنا شيخ الإسلام خير الجزاء.
وأن يستعملنا وإياكم في طاعته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه

القانون الكلي للتوفيق عند المبتدعة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

قول القائل: إذا تعارضت الأدلة السمعية( الكتاب و السنة ) والعقلية( النظر و الإجتهاد) أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات

1- فإما أن يجمع بينهما وهو محال لأنه جمع بين النقيضين

2- وإما أن يردا جميعا

3- وإما أن يقدم السمع وهو محال لأن العقل أصل النقل فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحا في العقل الذي هو أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه فكان تقديم النقل قدحا في النقل والعقل جميعا فوجب تقديم العقل ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض

4- وأما إذا تعارضا تعارض الضدين امتنع الجمع بينهما ولم يمتنع ارتفاعهما

وهذا الكلام قد جعله الرازي وأتباعه قانونا كليا فيما يستدل به من كتب الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم السلام وما لا يستدل به ولهذا ردوا الاستدلال بما جاءت به الأنبياء والمرسلون في صفات الله تعالى وغير ذلك من الأمور التي أنبأوا بها وظن هؤلاء أن العقل يعارضها وقد يضم بعضهم إلى ذلك أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وقد بسطنا الكلام على قولهم هذا في الأدلة السمعية في غير هذا الموضع

وأما هذا القانون الذي وضعوه فقد سبقهم إليه طائفة منهم أبو حامد وجعله قانونا في جواب المسائل التي سئل عنها في نصوص أشكلت على السائل كالمسائل التي سأله عنها القاضي أبو بكر بن العربي وخالفه القاضي أبو بكر العربي في كثير من تلك الأجوبة وكان يقول: شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر وحكي هو عن أبي حامد نفيه أنه كان يقول: أنا مزجي البضاعة في الحديث. ووضع أبو بكر بن العربي هذا قانون آخر مبنيا على طريقة أبي المعالي ومن قبله كالقاضي أبي بكر الباقلاني

ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه

وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم وقد غلطوا في الرأي والعقل

فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء ولكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم بخلاف بدعة الجهمية والفلاسفة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء وأنه صحيح عندهم

اثار المعاصي لامام ابن القيم رحمه الله موضوع انصح كل مسلم بقراءته 2024.

وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله .

فمنها : حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور .

ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .

وقال الشافعي رحمه الله :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم فضل
وفضل الله لا يؤتاه عاصي

ومنها : حرمان الرزق ، وفي المسند : إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وقد تقدم ، وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر ، فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .

ومنها : وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلا ، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة ، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ، وما لجرح بميت إيلام ، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة ، لكان العاقل حريا بتركها .

وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه فقال له :

إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس

وليس على القلب أمر من وحشة الذنب على الذنب ، فالله المستعان .

ومنها : الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ، ولاسيما أهل الخير منهم ، فإنه يجد وحشة بينه وبينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم ، وحرم بركة الانتفاع بهم ، وقرب من حزب الشيطان ، بقدر ما بعد من حزب الرحمن ، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم ، فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه ، وبينه وبين نفسه ، فتراه مستوحشا من نفسه .

[ ص: 53 ] وذكر أيضا عن وكيع حدثنا زكريا عن عامر قال : كتبت عائشة إلى معاوية : أما بعد : فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عد حامده من الناس ذاما .

ذكر أبو نعيم عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال : ليحذر امرؤ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ، ثم قال : أتدري مم هذا ؟ قلت : لا ، قال : إن العبد يخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر .

وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن محمد بن سيرين : أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك ، فقال : إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة .

قد لا يؤثر الذنب في الحال

وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب ، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال ، وقد يتأخر تأثيره فينسى ، ويظن العبد أنه لا يغبر بعد ذلك ، وأن الأمر كما قال القائل :

إذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار

وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق ؟ وكم أزالت غبار نعمة ؟ وكم جلبت من نقمة ؟ وما أكثر المغترين بها العلماء والفضلاء ، فضلا عن الجهال ، ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين ، كما ينقض السم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل .

وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم من الموتى ، واعلموا أن قليلا يغنيكم ، خير من كثير يلهيكم ، واعلموا أن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى .

ونظر بعض العباد إلى صبي ، فتأمل محاسنه ، فأتي في منامه وقيل له : لتجدن غبها بعد أربعين سنة .

هذا مع أن للذنب نقدا معجلا لا يتأخر عنه ، قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته .

وقال يحيى بن معاذ الرازي عجبت من ذي عقل يقول في دعائه : اللهم لا تشمت بي الأعداء ، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال يعصي الله ويشمت به في القيامة كل عدو .

وقال ذو النون : من خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية .

[ ص: 54 ] وقال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي ، وامرأتي .

ومنها : تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه ، وهذا كما أن من تلقى الله جعل له من أمره يسرا ، فمن عطل التقوى جعل له من أمره عسرا ، ويا لله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه ، وهو لا يعلم من أين أتي ؟

ومنها : ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ، كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد .

قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإنللسيئة سوادا في الوجه ، وظلمة في القبر والقلب ، ووهنا في البدن ، ونقصا في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق .

ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن ، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر ، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية .

وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما الفاجر فإنه – وإن كان قوي البدن – فهو أضعف شيء عند الحاجة ، فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه فتأمل قوة أبدان فارس والروم ، كيف خانتهم ، أحوج ما كانوا إليها ، وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم ؟

ومنها : حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ، ثم رابعة ، وهلم جرا ، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها ، والله المستعان .

طول العمر وقصره

ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولا بد ، فإن البر كما يزيد في العمر ، فالفجور يقصر العمر .

وقد اختلف الناس في هذا الموضع .

[ ص: 55 ] فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه ، وهذا حق ، وهو بعض تأثير المعاصي .

وقالت طائفة : بل تنقصه حقيقة ، كما تنقص الرزق ، فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده ، وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده .

قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب ، فالأرزاق والآجال ، والسعادة والشقاوة ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، وإن كانت بقضاء الرب عز وجل ، فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها .

وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن حقيقة الحياة هي حياة القلب ، ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي ، كما قال تعالى ، أموات غير أحياء [ سورة النحل : 21 ] .

فالحياة في الحقيقة حياة القلب ، وعمر الإنسان مدة حياته فليس عمره إلا أوقات حياته بالله ، فتلك ساعات عمره ، فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ، ولا عمر له سواها .

وبالجملة ، فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول : ياليتني قدمت لحياتي [ سورة الفجر : 24 ] .

فلا يخلو إما أن يكون له مع ذلك تطلع إلى مصالحه الدنيوية والأخروية أو لا ، فإن لم يكن له تطلع إلى ذلك فقد ضاع عليه عمره كله ، وذهبت حياته باطلا ، وإن كان له تطلع إلى ذلك طالت عليه الطريق بسبب العوائق ، وتعسرت عليه أسباب الخير بحسب اشتغاله بأضدادها ، وذلك نقصان حقيقي من عمره .

وسر المسألة أن عمر الإنسان مدة حياته ولا حياة له إلا بإقباله على ربه ، والتنعم بحبه وذكره ، وإيثار مرضاته
منقول من كتاب الداء و الدواء

القعدة
بوركتي أختي ورحم الله امامنا وشيخنا وأسكنه فسيح جنانه

بارك الله فيك
جعل الله ماقدمت في ميزان
حسناتك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهديmido القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

شكرا لمرورك اخ مهدي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة foufa34 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة

وفيك الله بارك …..صح فطوركم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيــم القعدة
القعدة
القعدة

بوركتي أختي ورحم الله امامنا وشيخنا وأسكنه فسيح جنانه

القعدة القعدة

شكرا على تشجيعاتكم ….رحمة الله عليه

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الملاك القعدة
القعدة
القعدة

جعل الله ماقدمت في ميزان

حسناتك

القعدة القعدة

امين يا رب العالمين …بوركت

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك موضوع مفيد لا حرمك الله أجره

قال ابن القيم رحمه الله 2024.

قال ابن القيم رحمه الله

أربعة أشياء تُمرض الجسم

الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير

وأربعة تهدم البدن

الهم * والحزن * والجوع * والسهر

وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته

الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور

وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته

التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة

وأربعة تجلب الرزق

قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة

وأربعة تمنع الرزق

نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة

القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة الجزائرية القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

و اياااااااااااااااااكم

شكرا اخي الكريم

بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blida2017 القعدة
القعدة
القعدة

شكرا اخي الكريم

بارك الله فيك

القعدة القعدة

جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DAVID2017 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك

القعدة القعدة

وفيكم بارك الله

كرا لكم و جزاك الله خيرا احبتي في الله
بارك الله فيكم

فوائد غض البصر ، دررٌ من كلام ابن القيم – عليه رحمةُ الله – 2024.

القعدة
القعدة
القعدة

الحمدُ للهِ ، والصلاةُ والسلامُ عَلى رسولِ اللهِ ، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاهُ ، وبَعدُ :
فهذا كلامٌ غالٍ عَالٍ ، لِشيخِ الإِسلامِ ابن قيِّمِ الجوزيةِ – رحمه اللهُ – عَن فوائِدِ غضِّ البصرِ ، مِن كتابِه الرائعِ "الجوابُ الكافي" ، أَسألُ اللهَ أن ينفعنِي واخواني بِه ، اللهمَّ آمينُ .
قَالَ الشَّيخُ الإِمامُ – رَحمَه اللهُ – :
( … وَفِي غَضِّ البَصرَ عِدَّةُ مَنافِعَ :
أَحَدُها : أنَّه امتثَالٌ لأمرِ اللهِ الذِي هُو غَايَةُ سَعادةِ العبدِ فِي مَعاشِهِ وَمعادِهِ ، وَلَيسَ لِلعبدِ فِي دُنياهُ وَآخرَتِه أَنفعُ مِن امتِثالِ أَوَامِرِ ربِّه – تَبارَك وَتعالَى – ، وَمَا سَعِدَ مَن سَعدَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إلا بِامتِثَالِ أَوامِرِهِ ،وَما شَقِيَ مَن شَقيَ فِي الدُّنيا وَالآخِرةِ إلا بِتَضييعِ أَوامرِهِ .
الثاني : أَنه يَمنعُ مِن وُصولِ أَثرِ السُّمِّ المَسمومِ الذي لَعل فِيه هَلاكَهُ إلَى قَلبِهِ .

الثَّالِثُ : أنَّه يُورِثُ القَلبَ أُنسَاً بِاللهِ وَجَمعيَّةً عَلى اللهِ ؛ فإنَّ إِطلاقَ البَصرِ يٌفرَِقُ القلبَ وَيُشتِّتُه وَيُبعدُه مِن اللهِ ، وَليسَ عَلى العبدِ شَيءٌ أَضَرَّ مِن إِطلاقِ البَصرِ ؛ فَإنَّه يُوقِعُ الوَحشَةَ بَين العَبدِ وَبينَ ربِّه .

الرَّابِعُ : أنَّه يُقَوِّي القَلبَ وَيُفرِحُه ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَ البَصَرِ يُضعِفُه وَيُحزِنُه .

الخَامِسُ : أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛ ذَكَرَ – سُبحَانَه – آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فَقَالَ : ( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ، ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك : ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ ) أَيً : مَثَلُ نُورِهِ فِي قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ، وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ : فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ .

السَّاِدسُ : أَنَّه يُورِثُ الفِراسَةَ الصَّادِقَةَ التِي يُمَيَّزُ بِها بَينَ المُحِقِّ والمُبطِلِ ، والصَّادِقِ والكاذِبِ ، وَكانَ شُجاعٌ الكِرمَانيُّ يَقُولُ : " مَن عَمَّرَ ظَاهِرَه بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَه بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَه عَنِ المَحَارِِمِ ، وَكفَّ نَفسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَاعتَادَ أَكلَ الحَلالِ : لَم تُخطئ لَهُ فِرَاسَةٌ " .
وَكَانَ شُجَاعٌ هذا لا تُخطِئُ لَه فِرَاسَةٌ ، وَاللهُ – سُبحانَه – يَجزِي العَبدَ عَلى عَمَلِه بِمَا هُو مِن جِنسِ عَمَلِه ، وَ (مَن تَرَكَ شَيئاً للهِ عَوَّضَه اللهُ خَيرَاً مِنهُ .
فَإذَا غَضَّ بَصَرَه عَن مَحارِمِ اللهِ عَوَّضَه اللهُ بأن يُطلِقَ نُورَ بَصيرَتِه عوضَاً عَن حبسِهِ بَصَرَه للهِ ، وَيفتَحُ له بَابَ العِلمِ وَالإيمانِ وَالمَعرِفَةِ وَالفِرَاسَةِ الصَّادِقَةِ المُصِيبَةِ ، التي إنَّمَا تُنالُ بِبَصِيرةِ القَلبِ ، وَضِدُّ هذَا مَا وَصَفَ اللهُ بِه اللُّوطِيَّةَ مِنَ العَمَهِ الذِي هُوَ ضِدُّ البَصِيرَةِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (لَعَمرُكَ إِنَّهم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) .
فَوَصَفَهم بِالسَّكرَةِ ، التِي هِيَ فَسَادُ العَقلِ ، وَالعَمَهِ الذِي هُوَ فَسَادُ البَصَرِ ، فَالتَّعَلُّقُ بِالصُّوَرِ يُوجِبُ فَسَادَ العَقلِ ، وَعَمَهُ البَصِيرةِ يُسكِرُ القَلبَ ، كَمَا قَالَ القَائلُ :
سَكران سُكرَ هَوىً وَسُكرَ مَدامَةٍ * وَمَتَى إِفَاقَةُ مَن بِه سُكران
وَقَالَ الآخَرُ :
قَالُوا جُنِنتَ بِمَن تَهوَى فَقُلتُ لَهم : العِشقُ أَعظَمُ مِما بِالمَجَانِين * العِشقُ لا يَستَفِيقُ الدَّهرَ صَاحِبُه * وَإِنََّما يُصرَعُ المَجنونُ فِي الحِينِ .

السَّابِعُ : أَنَّه يُورِثُ القَلبَ ثَباتَاً وَشَجاعَةً وَقُوَّةً وَيجمَعُ اللهُ لَهُ بَينَ سُلطانِ البَصِيرَةِ وَالحُجَّةِ وَسُلطَانِ القُدرَةِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فِي الأَثَرِ : (الذِي يُخالِفُ هَوَاه يَفِرُّ الشَّيطانُ مِن ظِلِّهِ) ، وَمِثلُ هذَا تَجِدُه فِي المُتَّبِعِ هَواهُ مِن ذُلِّ النَّفسِ وَوَضَاعَتِهَا وََمَهَانَتِهَا وَخِسَّتِهَا وَحَقَارَتَِهَا وَمَا جَعَلَ اللهُ – سُبحانَه – فِيمَن عَصَاه ، كَمَا قَالَ الحَسَنُ : "إِنَّهُم – وَإن طَقطَقَت بِهِمُ البِغَالُ وَهَملَجَت بِهِمُ البَراذِينُ – : فَإنَّ ذُلَّ المَعصِيَةِ لا يُفَارِقُ رِقَابَهُم ، أَبَى اللهُ إِلا أَن يُذِلَّ مَن عَصَاهُ " .
وَقَد جَعَلَ اللهُ – سُبحانَه – العِزَّ قَرينَ طَاعَتِه ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعصِيَتِه ،فَقَالَ تَعالى : (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللمُؤمِنين ) ، وَقَال – تَعَالَى – : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأنتُمُ الأعلَونَ إن كُنتُم مؤمنين ) ، وَالإِيمانُ قَولٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ .
وَقَال – تَعَالى – : ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ، إليهِ َيصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُه ، أَي : مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَليَطلُبها بِطاعِةِ اللهِ وَذِكْرِهِ مِن الكَلِمِ الطِّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَفي دُعاءِ القُنوتِ :"إنه لا يَذِلُّ مَن وَالَيتَ ، وَلا يَعِزُّ مَن عَاديتَ " وَمَن أَطَاعَ اللهَ فَقَد وَالاه فِيما أَطَاعَه فِيه ، وَلَه مِن العِزِّ بِحَسَبِ طَاعَتِه ، وَمَن عَصَاه فَقَد عَادَاه فِيمَا عَصَاه فِيه ، وَلَه مِن الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعصِيَتِه .

الثَّامِنُ : أَنَّه يَسُدُّ عَلى الشَّيطانِ مَدخَلَه مِن القَلبِ ، فإنَّه يَدخُلُ مَعَ النَّظرَةِ ، وَينفُذُ مَعَهَا إلَى القَلبِ أَسرَعَ مِن نُفُوذِ الهَوى فِي المَكَانِ الخَالِي ، فَيُمَثِّلُ له صُورَةَ المَنظُورِ إلَيه وَيُزَيِّنُها وَيَجعَلُها صَنَمَاً يَعكُفُ عَلَيهِ القَلبُ ، ثُمَّ يَعِدُه وَيُمَنِّيهِ وَيُوقِدُ عَلى القلبِ نَارَ الشَّهوةِ وَيُلقِى عَلَيه حَطَبَ المَعَاصِي التِي لَم يَكُن يَتَوَصَّلُ إلَيها بِدُون تِلكَ الصُّورَةِ ، فَيَصِيرُ القَلبُ فِي اللهَبَ ، فَمِن ذلِك اللهَبِ تِلكَ الأنفَاسُ التِي يَجِدُ فِيهَا وَهَجَ النَّارِ وَتِلكَ الزَّفَرَاتُ وَالحَرَقَاتُ ، فَإنَّ القَلبَ قَد أَحاطَت بِهِ النِّيرانُ بِكُلِّ جَانِبٍ ، فَهُو فِي وَسطِهَا كَالشَّاةِ فِي وَسطِ التَّنُّورِ .
لِهذا ؛ كَانَت عُقُوبَةُ أَصحَابِ الشَّهَوَاتِ بِالصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ أَن جَعَلَ لَهم فِي البرزَخِ تَنَّورَاً مِن نَارٍ ، وَأُودِعَت أَروَاحُهم فِيه إلَى حَشرِ أَجسَادِهِم ، كَمَا أَرَاهَا اللهُ لِنَبِيِّه – صَلى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ – فِي المَنَامِ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِه .

التَّاسِعُ : أَنَّه يُفَرِّغُ القَلبَ لِلفِكرَةِ فِي مَصَالِحِه وَالاشتِغَالِ بِهَا ، وَإِطلاقُ البَصَرِ يُشَتِّتُ عَلَيهِ ذلِكَ ، وَيَحولُ بينه وبينها ، فَتنفَرِطُ عَليهِ أُمُورُهُ ، وَيَقَعُ فِي اتِّبَاعِ هَواهُ ، وَفِي الغَفلَةِ عَن ذِكرِ رَبِّه ، قَالَ تَعَالَى : (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَه عَن ذِكرِنَا ، وَاتَّبَعَ هَواهُ ، وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطَاً )
وَإطلاقُ النَّظَرِ يُوجِبُ هذه الأُمُورَ الثَّلاثَةَ بِحَسَبِهِ .

العَاشِرُ : أَنَّ بَينَ العينِ والقَلبِ مَنفَذَاً – أَو طَرِيقَاً – يُوجِبُ اشتِغَالَ أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ ، وأََن يَصلُحَ بِصَلاحِه ، وَيفسُدَ بِفَسَادِه ، فإذَا فَسَدَ القَلبُ فَسَدَ النَّظَرُ ، وَإذَا فَسَدَ النَّظَرُ فَسَدَ القَلبُ ، وَكذلِكِ فِي جَانِبِ الصَّلاحِ ، فإذَا خَرِبَتِ العَينُ وَفَسَدَت خَرِبَ القَلبُ وَفَسَدَ ، وَصَارَ كَالمَزبَلَةِ التِي هِي مَحَلُّ النَّجَاساتِ والقَاذُورَاتِ والأَوسَاخِ ، فَلا يَصلُحُ لِسُكنَى مَعرِفَةِ اللهِ وَمَحبَّتِه وِالإِنَابَةِ إِليهِ ، وَالأُنسِ بِه وَالسُّرُورِِ بِقُربِهِ فيه ؛ وَإِنَّمَا يَسكُنُ فِيه أَضدَادُ ذلِك ، فَهذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَعضِ فَوائدِ غَضِّ البَصَرِ ، تُطلِعُك عَلى مَا وَراءَهَا …)
القعدة
اللهم اجعل ماكتبناه خالصاً لوجهك الكريم..
نرجوا منه مغفرتاً ورحمتاً منك ياكريم يارحيم..
اللهم اغفر لي وارحمني ولوالداي والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات..اللهم تب على التائبين واقض دين المدينين
وأعز الإسلام والمسلمين..وأذل الشرك والمشركين..
وانصر المجاهدين في كل مكان..واستر عورات المسلمين..
وصلى اللهم وسلم على أشرف الأنبياء سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
القعدة


عثمــــان سليم
القعدة

رحمه الله وقدس روحه .. فعلا كلامة أحق أن يكتب بماء العيون ..

جزاكم الله خيرا على النقل الطيب وشكر الله سعيكم .

حكم لابن القيم الجوزية 2024.

القعدة

القعدة

كلام قيم بالفعل
جزاك الله عنا كل خير
اختي
كل الشكر لمرورك الكريم أختي
بارك الله فيك

كلام جميل جدا وحكيم…شكرا أختي على الموضوع القيم…
تقبلي مروري وتحياتي

كلام قيم لابن القيم : لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟ 2024.

القعدة

هذا الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث للفائدة منقول اسأل الله أن ينفع به

القعدة

سؤال قد يرد على الخاطر يسأله كثير من الناس اليوم في مجالسهم ومنتدياتهم، لماذا يمكِّن الله الكافرين من المسلمين؟! ولماذا ينصرهم عليهم؟! ولماذا ينتصر أعداء الله عز وجل على المسلمين؟! هذا سؤال قد يرد على خاطر كثير من الناس .

والإجابة أسوقها إليك من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان الجزء الثاني صفحة (273):
يقول رحمه الله:
(الأصل الثامن: أن ابتلاء الله بغلبة عدوهم لهم وقهرهم وكسرهم لهم أحياناً فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل،
فمنها: استخراج عبوديتهم وذلهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمين منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا، ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين منصوراً عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة، ولا كان للحق دولة، فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين، أن صرفهم بين غلبهم تارة، وكونهم مغلوبين تارة، فإذا غُلِبوا تضرعوا إلى ربهم، وأنابوا إليه وخضعوا له وانكسروا له وتابوا إليه، وإذا غَلَبوا أقاموا دينه وشعائره، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا عدوه، ونصروا أولياءه.
ومنها:-أي من الحكم- أنهم لو كانوا دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس قصده الدين، ومتابعة الرسول، فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزة، ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة تارة وعليهم تارة، فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله، ومن ليس له مراد إلا الدنيا والجاه.

إذاً: التمييز بين الصادق من غيره، من حكم ابتلاء الله المؤمنين، تمييز الخبيث من الطيب { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } [آل عمران:179] هذا هو الأصل { حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ } كيف نكتشف إسلام هذا الإنسان إلا بالابتلاءات والفتن والشدائد، هنا يتضح المؤمنون الصادقون، ويتضح المنافقون الذين أصابوا قلوبهم بالخوف، والهلع عند الشدائد والمحن.

ومنها: أنه سبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي حال العافية والبلاء، وفي حال إدالتهم والإدالة عليهم، فلله سبحانه على العباد في تلك الحالتين عبودية بمقتضى تلك الحال، لا تحصل إلا بها، ولا يستقيم قلب بدونها، كما لا تستقيم الأبدان إلا بالحر والبرد، والجوع والعطش، والتعب والنصب وأضدادها تلك المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني، والاستقامة المطلوبة منه، ووجوه الملزوم بدون لازمه ممتنع.

ومنها: أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم، يمحصهم ويخلصهم ويهذبهم، كما قال تعالى في حكمة إدالة الكفار على المؤمنين يوم أحد قال: { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ } [آل عمران:139-140] إذاً من الحكمة { وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [آل عمران:140-141] يخلصهم من ذنوبهم، من غفلتهم، مما تراكم عليهم من الغفلة والذنوب، فإن في هذه الابتلاءات تمحيص وتخليص وتهذيب لهم من الله عز وجل، وأيضاً اتخاذ للشهداء منهم في مثل هذه الأمور، ثم يقول سبحانه وتعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران:142-144].

فذكر سبحانه أنواعاً من الحكم التي لأجلها أديل عليهم الكفار بعد أن ثبتهم، وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما أعطوا من الإيمان، وسلاهم بأنهم وإن مسهم القرح بطاعته وطاعة رسوله، فقد مس أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله. انتهى.
القعدة
[IMG]https://i35.************/15zp11l.jpg[/IMG]
لاتبخلوا علينا بدعائكم
القعدة


أقسام عشق النساء . العلامة ابن القيم. 2024.

اقسام عشق النساء :
قال العلامة ابن القيم في (الداء والدواء) :
[عشق النساء ثلاثة أقسام:
قسم : هو قربة وطاعة، وهو عشق امرأته وجاريته، وهذا العشق نافع؛ فإنه أدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله، ولهذا يحمد هذا العاشق عند الله، وعند الناس.

وعشق: هو مقت عند الله وبعد من رحمته، وهو أضر شيء على العبد في دينه ودنياه، وهو عشق المردان، فما ابتلي به إلا من سقط من عين الله، وطرد عن بابه، وأبعد قلبه عنه، وهو من أعظم الحجب القاطعة عن الله، كما قال بعض السلف: إذا سقط العبد من عين الله، ابتلاه بمحبة المردان، وهذه المحبة هي التي جلبت على قوم لوط ما جلبت، فما أتوا إلا من هذا العشق، قال الله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}.
ودواء هذا الداء: الاستعانة بمقلب القلوب، وصدق اللجأ إليه، والاشتغال بذكره، والتعويض بحبه وقربه، والتفكر في الألم الذي يعقبه هذا العشق، واللذة التي تفوته به، فيترتب عليه فوات أعظم محبوب، وحصول أعظم مكروه، فإذا أقدمت نفسه على هذا وآثرته، فليكبر على نفسه تكبير الجنازة، وليعلم أن البلاء قد أحاط به.
والقسم الثالث:
العشق المباح، وهو الواقع من غير قصد، كعشق من وصفت له امرأة جميلة، أو رآها فجأة من غير قصد، فتعلق قلبه بها، ولم يحدث له ذلك العشق معصية، فهذا لا يملك ولا يعاقب، والأنفع له مدافعته، والاشتغال بما هو أنفع له منه، ويجب الكتم والعفة والصبر فيه على البلوى، فيثبته الله على ذلك، ويعوضه على صبره لله وعفته، وتركه طاعة هواه، وإيثار مرضاة الله وما عنده]اهـ.

المصدر …ملتقى اهل الحديث

.ابن القيم رحمه الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله

فصل(المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح وتكسوه أسماء الذم ):

ومن عقوبتها :أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار ,فتسلبه اسم المؤمن ,والبر,والمحسن ,والمتقي ,والمطيع ,والمنيب والولي ,
,والورع ,والصالح ,والعابد ,والخائف ,والأواب ,والطيب ,والمرضى ونحوها .

وتكسوه اسم الفاجر ,والعاصي ,والمخالف ,والمسئ,والمفسد ,والخبيث ,والسخوط ,
والزاني ,والسارق ,والقاتل ,والكاذب ,والخائن ,واللوطي ,وقاطع الرحم ,والغادر وأمثالها .

فهذه أسماء الفسوق و(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)الحجرات _11
الذي يوجب غضب الديان ,ودخول النيران ,وعيش الخزي والهوان .

وتلك أسماء توجب رضى الرحمن ,ودخول الجنان ,وتوجب شرف المسمى بها على سائر أنواع الإنسان ,فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ,ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل آمر بها ,ولكن لا مانع لما أعطى ,ولا معطي لما منع ,ولا مقرب لما بعد ,ولا مبعد لمن قرب (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)الحج 18.

(الداء والدواء لأبن القيم _ص127_128_تحقيق الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي _طبعة دار ابن الجوزي ).

منقول نسال الله العفو والعافية

بارك الله فيك وجوزيت الجنة أخي الطيب
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
اللهم أرزقنا البصيرة وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ولا تجعلنا من المتكبرين والمجاهرين بالذنب
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روز القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك وجوزيت الجنة أخي الطيب
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
اللهم أرزقنا البصيرة وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ولا تجعلنا من المتكبرين والمجاهرين بالذنب
القعدة القعدة

اللهم امين واياكم
وفقكم الله