أسنانك كالؤلؤ و فمك رائحته طيبة .حتى في ساعات الصيام. 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..،،

الأسنان المبقعة بالصفرة ورائحة الفم الكريهة أهم المشاكل التي تجعل بعض الفتيات يخجلن من إعطاء أنفسهن فرصة الابتسام الكاملة التي تتمتع بها الأخريات ذوات الأسنان الناصعة ورائحة الفم الطبيعية.

وفي شهر رمضان وخاصة في ساعات الصيام تزداد الشكوى من تغيير رائحة الفم نتيجة الامتناع عن الطعام ساعات طويلة، ولكننا حاولنا أن نأتي إليك بمجموعة من الحلول السهلة للتغلب على هذه المتاعب بطريقة آمنة وطبيعية.

أولاً: أطعمة لها أثر السحر على فمك وأسنانك:

1-الشاي الأخضر

يحتوي الشاي الأخضر على مواد تقتل جراثيم الفم التي تحول السكر إلى بلاك والتي تجعل رائحة الفم كريهة، لذلك اشربي في فترة الإفطار من فنجانين إلى خمسة فناجين.

2-الكيوي

تعتبر ثمرة الكيوي أغنى الثمار بفيتامين c فثمرة الكيوي الواحدة تحتوى على ما تحتاجين إليه من هذا الفيتامين في اليوم. والذي يؤدي نقصه إلى ضعف وتفكك طبقة الكولاجين في اللثة، ويعرضها للضعف فلا تقوى على القيام بدورها ويجعلها أكثر تأثراً بالجراثيم.

3-البقدونس والنعناع:

مضغ القليل من أوراق البقدونس أو النعناع بعد تناول وجبة تحتوي على عناصر ذات نكهات قوية يساعد على الحفاظ على رائحة فم منتعشة، فهذه الأوراق تحتوي " المونوتيربينز" وهي مادة طيارة تنتقل بسرعة من الأوعية الدموية إلى الرئتين حيث تنتشر رائحتها عن طريق التنفس.
إذا لم تستطعي مضغ البقدونس.. يمكن إضافة البقدونس إلى الأطباق المختلفة فيكون له المفعول نفسه خصوصا على الشوربة والسلطات والمشويات.

4-بذور السمسم

تتمتع بذور السمسم بقدرة فائقة على تنظيف الأسنان، فمضغ هذه البذور يزيل طبقة البلاك ويساعد على بناء مينا الأسنان فضلاً عن غناها بالكالسيوم الذي يحافظ على صحة العظام حول الأسنان واللثة.

5-الماء
شرب الماء بعد الصيام يحافظ على رطوبة اللثة وهو أفضل وسيلة لتعزيز إفراز اللعاب الذي يعتبر أقوى دفعاً للجسم ضد الجراثيم التي تسبب البلاك ونخر الأسنان.

المضمضة في الوضوء

مضمضة الفم أكثر من 15 مرة يومياً أثناء الوضوء تساعد على التخلص من بقايا الأطعمة العالقة في الفم وبين الأسنان والتي يمكن أن تتحلل وتسبب رائحة متغيرة للفم والأمثل شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً، فذلك يحافظ على رطوبة اللثة والجسم بأكمله.

شكرا على الموضوع.الله يعطيك العافية……..
شكرا
بارك الله فيك
شكرا على مروركما ريم و نوسة.

الصيام بعد نصف شعبان 2024.

السؤال: هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان ؟لأنني سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصيام بعد نصف شعبان ؟.

الجواب:الحمد لله روى أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي (590) . فهذا الحديث يدل على النهي عن الصيام بعد نصف شعبان ، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر.

غير أنه قد ورد ما يدل على جواز الصيام . فمن ذلك :

ما رواه البخاري (1914) ومسلم (1082) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) .

فهذا يدل على أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام ، كرجل اعتاد صوم يوم الاثنين والخميس ، أو كان يصوم يوماً ويفطر يوماً . . ونحو ذلك .

وروى البخاري (1970) مسلم (1156) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ) . واللفظ لمسلم .

قال النووي : قَوْلهَا : ( كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه , كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلا ) الثَّانِي تَفْسِيرٌ لِلأَوَّلِ , وَبَيَان أَنَّ قَوْلهَا "كُلّه" أَيْ غَالِبُهُ اهـ .

فهذا الحديث يدل على جواز الصيام بعد نصف شعبان ، ولكن لمن وصله بما قبل النصف . وقد عمل الشافعية بهذه الأحاديث كلها ، فقالوا : لا يجوز أن يصوم بعد النصف من شعبان إلا لمن كان له عادة ، أو وصله بما قبل النصف .

هذا هو الأصح عند أكثرهم أن النهي في الحديث للتحريم .

وذهب بعضهم –كالروياني- إلى أن النهي للكراهة لا التحريم . انظر : المجموع (6/399-400) . وفتح الباري (4/129) .

قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين (ص : 412) : ( باب النهي عن تقدم رمضان بصومٍ بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله أو وافق عادة له بأن كان عادته صوم الاثنين والخميس ) اهـ .

وذهب جمهور العلماء إلى تضعيف حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان ، وبناءً عليه قالوا : لا يكره الصيام بعد نصف شعبان .

قال الحافظ : وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ : يَجُوزُ الصَّوْمُ تَطَوُّعًا بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَضَعَّفُوا الْحَدِيثَ الْوَارِدَ فِيهِ, وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ إِنَّهُ مُنْكَرٌ اهـ من فتح الباري . وممن ضعفه كذلك البيهقي والطحاوي .

وذكر ابن قدامة في المغني أن الإمام أحمد قال عن هذا الحديث : ( لَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوظٍ . وَسَأَلْنَا عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ , فَلَمْ يُصَحِّحْهُ , وَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهِ , وَكَانَ يَتَوَقَّاهُ . قَالَ أَحْمَدُ : وَالْعَلاءُ ثِقَةٌ لا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ إلا هَذَا) اهـ

والعلاء هو العلاء بن عبد الرحمن يروي هذا الحديث عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

وقد أجاب ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" على من ضَعَّفَ الحديثَ ، فقال ما محصله :

إن هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ، وإنَّ تفرد العلاء بهذا الحديث لا يُعَدُّ قادحاً في الحديث لأن العلاء ثقة ، وقد أخرج له مسلم في صحيحه عدة أحاديث عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وكثير من السنن تفرد بها ثقاتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبلتها الأمة وعملت بها . . ثم قال :

وَأَمَّا ظَنُّ مُعَارَضَته بِالأَحَادِيثِ الدَّالَّة عَلَى صِيَام شَعْبَان , فَلا مُعَارَضَة بَيْنهمَا , وَإِنَّ تِلْكَ الأَحَادِيث تَدُلّ عَلَى صَوْم نِصْفه مَعَ مَا قَبْله , وَعَلَى الصَّوْم الْمُعْتَاد فِي النِّصْف الثَّانِي , وَحَدِيث الْعَلاء يَدُلّ عَلَى الْمَنْع مِنْ تَعَمُّد الصَّوْم بَعْد النِّصْف , لا لِعَادَةٍ , وَلا مُضَافًا إِلَى مَا قَبْله اهـ

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان فقال :

هو حديث صحيح كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة اهـ مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/385) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (3/394) :

وحتى لو صح الحديث فالنهي فيه ليس للتحريم وإ********ا هو للكراهة فقط ، كما أخذ بذلك بعض أهل العلم رحمهم الله ، إلا من له عادة بصوم ، فإنه يصوم ولو بعد نصف شعبان اهـ

وخلاصة الجواب :

أنه يُنهى عن الصيام في النصف الثاني من شعبان إما على سبيل الكراهة أو التحريم ، إلا لمن له عادة بالصيام ، أو وصل الصيام بما قبل النصف . والله تعالى أعلم .

والحكمة من هذا النهي أن تتابع الصيام قد يضعف عن صيام رمضان .

فإن قيل : وإذا صام من أول الشهر فهو أشد ضعفاً !

فالجواب : أن من صام من أول شعبان يكون قد اعتاد على الصيام ، فتقل عليه مشقة الصيام .

قَالَ الْقَارِي : وَالنَّهْيُ لِلتَّنْزِيهِ ، رَحْمَةً عَلَى الأُمَّةِ أَنْ يَضْعُفُوا عَنْ حَقِّ الْقِيَامِ بِصِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى وَجْهِ النَّشَاطِ . وَأَمَّا مَنْ صَامَ شَعْبَانَ كُلَّهُ فَيَتَعَوَّدُ بِالصَّوْمِ وَيَزُولُ عَنْهُ الْكُلْفَةُ اهـ

والله أعلم

بارك الله فيك اخي
السلام عليكم
مشكور اخي
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017

الصيام مع مشقة العمل 2024.

فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى

الصيام مع مشقة العمل

(10/227)
الفتوى رقم ( 2153 )
س: رجل صام رمضان وأفطر نصف الشهر 15 وعذره أنه يرعى غنما بأجرة وقد سأل رجلا يدعي أنه طالب علم وأفتاه قائلا تصدق عن كل يوم بربع دينار وقد استدل المفتي بالآية الكريمة: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } (1) وأنا حاضر السؤال عن الجواب المذكور.
ج: أولا: لا يجوز لمن يرعى غنما أن يفطر إلا في حالة الاضطرار فيتناول إذا اضطر ما يدفع الاضطرار ثم يمسك بقية يومه ثم يقضي الأيام التي أفطرها.
ثانيا: ما أجاب به المسئول من أنه يتصدق عن كل يوم بربع دينار ليس بصحيح بل الواجب عليه القضاء لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (2) { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (3) { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } (4)
__________
(1) سورة البقرة الآية 184
(2) سورة البقرة الآية 183

(3) سورة البقرة الآية 184
(4) سورة البقرة الآية 185

(10/228)
قال ابن جرير رحمه الله تعالى بعد ذكره لطائفة من الأقوال في تفسير قوله تعالى: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } (1) قال وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } (2) منسوخ بقول الله تعالى ذكره: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } (3) ؛ لأن الهاء التي في قوله: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } (4) من ذكر الصيام، ومعناه: وعلى الذين يطيقون الصيام فدية طعام مسكين، فإذا كان ذلك كذلك، وكان الجميع من أهل الإسلام مجمعين على أن من كان مطيقا من الرجال الأصحاء المقيمين غير المسافرين صوم شهر رمضان فغير جائز له الإفطار فيه والافتداء منه بطعام مسكين- كان معلوما أن الآية منسوخة.
هذا مع ما يؤيد هذا القول من الأخبار التي ذكرناها آنفا عن معاذ بن جبل وابن عمر وسلمة بن الأكوع من أنهم كانوا بعد نزول هذه الآية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم شهر رمضان بالخيار بين صومه وسقوط الفدية عنهم وبين الإفطار والافتداء من إفطاره بإطعام مسكين لكل يوم وأنهم كانوا يفعلون ذلك حتى نزلت: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } (5) فألزموا
__________
(1) سورة البقرة الآية 184
(2) سورة البقرة الآية 184
(3) سورة البقرة الآية 185
(4) سورة البقرة الآية 184
(5) سورة البقرة الآية 185

(10/229)
فرض صومه وبطل الخيار والفدية.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/230)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 2448 )
س1: إني كنت عسكريا في حرس الملك عبد العزيز رحمه الله واتجهنا من الطائف إلى الرياض مسافرين، وفي منتصف شهر رمضان المبارك عام 59هـ ونحن صائمون ونصبت لنا الخيام عند قصر المربع في السحر، وشبكت البنادق ووضعت حارسا عليها لمدة ساعتين قبل الظهر في حماة الصيف فعطشت عطشا نشف الريق من حلقي، في نهايته شربت وتممت الصيام وقضيت رغم أني والجميع لا نعلم هل يعد في اتجاهنا إلى السفر أو مقيمون، وسألت بعض رجال الدين عن الحكم في ذلك فقال: ما يقضي يوم من رمضان كيوم منه، أفيدونا ما الحكم في ذلك؟
ج1: إذا كان الواقع كما ذكرت فأنت معذور في فطرك، وقد أحسنت في إتمام صوم يومك، وعليك قضاء يوم عن اليوم الذي أفطرته لعذر، وقد ذكرت في سؤالك أنك صمت يوما عنه فيجزيك ذلك والله رحيم بعباده.

(10/230)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/231)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 3418 )
س1: ما حكم من زرع الأرض وصادف حصاد زراعتها شهر رمضان، أيعفى من صيام رمضان أو لا عن العمل؟ علما أنه لا يمكن أن يصوم ويباشر العمل.
ج1: صوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام وفرض على المكلفين من المسلمين بالإجماع، ولقوله تعالى: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (1) فتجب العناية بصوم رمضان وعدم التساهل في إفطار شيء منه بغير عذر مشروع، أما المزارع فهي ملك لأصحابها، وبإمكان أصحابها أن يتصرفوا في وقت عملهم في مزارعهم فيحصدونها في وقت البراد في الليل أو يستأجروا لحصدها من لا يضره الصوم في حدود أجرة المثل، أو يؤخروا حصدها إذا كان ذلك لا يضر، ومن يتق الله يجعل له مخرجا.
__________
(1) سورة البقرة الآية 185

(10/231)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/232)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 3924 )
س3: إني عسكري وصادف شهر رمضان فهل يجوز أن أفطر علما أن الظروف لا تساعدني على الصيام؟
ج3: لا يجوز لك الفطر في رمضان وأنت مكلف بالصيام إلا إذا كنت مسافرا أو كنت مريضا مرضا لا تقوى معه على الصيام لقوله تعالى: { وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (1) وقوله تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } (2) وقوله: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } (3) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (4)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 185
(2) سورة الحج الآية 78
(3) سورة البقرة الآية 286
(4) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6858),صحيح مسلم الحج (1337),سنن الترمذي العلم (2679),سنن النسائي مناسك الحج (2619),سنن ابن ماجه المقدمة (2),مسند أحمد بن حنبل (2/508).

(10/232)
الفتوى رقم ( 4157 )
س: سمع خطيبا من أئمة المساجد في ثاني جمعة في رمضان المبارك أجاز الإفطار للعامل الذي أجهده العمل وليس له مورد غير عمله هذا، أن يطعم مسكينا لكل يوم من أيام رمضان وحده ولو نقدا خمسة عشر درهما هذا مما دعاني لكتابة هذه الرسالة وهل لهذا دليل صحيح من الكتاب والسنة؟
ج: لا يجوز للمكلف أن يفطر في نهار رمضان لمجرد كونه عاملا، لكن إن لحق به مشقة عظيمة اضطرته إلى الإفطار في أثناء النهار فإنه يفطر بما يدفع المشقة ثم يمسك إلى الغروب ويفطر مع الناس ويقضي ذلك اليوم الذي أفطره والفتوى التي ذكرتها ليست بصحيحة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/233)
الفتوى رقم ( 4316 )
س: نحمد الله تعالى ونصلي ونسلم على نبيه الكريم ونسأله جل شأنه أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يحمي الدين من أعداء الله، والمركز الإسلامي كما تعلمون – واجهة للإسلام والمسلمين في هذه البلاد وقد وصلتنا من أحد المعاهد

(10/233)
العلمية التابعة لجامعة توينجن في ألمانيا الغربية (معهد دراسات طب العمل والطب الاجتماعي) رسالة فيها بعض الاستفسارات الفقهية بما يخص شهر رمضان والصيام فيه، ونحن لشعورنا بأهمية هذا الموضوع وبحساسية الأمر آثرنا استشارتكم وسؤالكم رغبة منا في الوصول إلى أكبر قدر من الصواب بتوفيق من الله سبحانه.
والأسئلة التي وصلتنا كالتالي:
ما حكم الشرع الإسلامي في حالة العمال الذين يعملون في أعمال مرهقة بدنيا خاصة في شهور الصيف، أعطي مثالا لمن يعملون أمام أفران صهر المعادن صيفا.
ما حكم الشرع في الصيام في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية حيث لا تغيب الشمس إلا غيابا قصيرا جدا قد لا يتعدى دقائق أو حيث لا تغيب الشمس مطلقا في البلاد الاسكندنافية؟ ونريد أن نلفت نظر فضيلتكم إلى أن الأمر قد يستغل من جانب السلطات هنا لاستخراج أو لاستصدار قوانين لتطبيقها على العمال الأجانب في ألمانيا والذين يتراوح عدد المسلمين منهم أكثر من مليون ونصف على أضعف التقديرات، ونحن نخشى أن إجابة هذه الأسئلة دون الالتفات إلى هذا الأمر قد يؤدي إلى فتنة المسلمين المقيمين في هذه البلاد وأغلبهم ممن يجهلون الأحكام الشرعية في دينهم.
ج: من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن صيام شهر رمضان فرض على كل مكلف وركن من أركان الإسلام، فعلى

(10/234)
كل مكلف أن يحرص على صيامه تحقيقا لما فرض الله عليه، رجاء ثوابه وخوفا من عقابه دون أن ينسى نصيبه من الدنيا، ودون أن يؤثر دنياه على أخراه، وإذا تعارض أداء ما فرضه الله عليه من العبادات مع عمله لدنياه وجب عليه أن ينسق بينهما حتى يتمكن من القيام بهما جميعا ففي المثال المذكور في السؤال يجعل الليل وقت عمله لدنياه، فإن لم يتيسر ذلك أخذ إجازة من عمله شهر رمضان ولو بدون مرتب فإن لم يتيسر ذلك بحث عن عمل آخر يمكنه فيه الجمع بين أداء الواجبين ولا يؤثر جانب دنياه على جانب آخرته، فالعمل كثير وطرق كسب المال ليست قاصرة على مثل ذلك النوع من الأعمال الشاقة ولن يعدم المسلم وجها من وجوه الكسب المباح الذي يمكنه معه القيام بما فرضه الله عليه من العبادة بإذن الله، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (1) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } (2)
وعلى تقدير أنه لم يجد عملا دون ما ذكر مما فيه حرج وخشي أن تأخذه قوانين جائرة وتفرض عليه ما لايتمكن معه من إقامة شعائر دينه أو بعض فرائضه فليفر بدينه من تلك الأرض إلى
__________
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 3

(10/235)
أرض يتيسر له فيها القيام بواجب دينه ودنياه ويتعاون فيه مع المسلمين على البر والتقوى فأرض الله واسعة، قال الله تعالى: { وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً } (1) الآية. وقال تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (2)
فإذا لم يتيسر له شيء من ذلك كله واضطر إلى مثل ما ذكر في السؤال من العمل الشاق صام حتى يحس بمبادئ الحرج فيتناول من الطعام والشراب ما يحول دون وقوعه في الحرج ثم يمسك وعليه القضاء في أيام يسهل عليه فيها الصيام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 100
(2) سورة الزمر الآية 10

(10/236)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 6355 )
س1: ما حكم الإفطار في رمضان لشخص يبلغ من العمر 15 سنة بحجة التعب الشديد وعدم القدرة على إتمام صيامه في هذا اليوم وإن كان يقضيه فهل يجوز أن يقضيه بعد مرور شهر رمضان آخر على ذلك الشهر؟

(10/236)
ج1: يحرم الإفطار في نهار رمضان على المكلف وهو المسلم العاقل البالغ المقيم الصحيح وإذا شق عليه الصيام واضطر للإفطار كما يضطر الإنسان لأكل الميتة جاز له أن يأكل قدر ما يدفع عنه الحرج، ثم يمسك بقية يومه ويقضي عنه يوما آخر بعد رمضان، فإن أخره إلى رمضان آخر بغير عذر فإنه يقضي ويطعم عن كل يوم مسكينا ومن كان سنه خمس عشرة سنة كاملة فهو بالغ، وهكذا من أنزل المني عن شهوة في الإحتلام أو غيره أو أنبت الشعر الخشن حول فرجه، وتزيد المرأة بأمر رابع وهو الحيض.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/237)
الفتوى رقم ( 13489 )
س: في قريتنا شخص يعمل في طابونة (فرن) للرغيف وهو رجل يصلي ويصوم رمضان والحمد لله ولكنه سألني هل يجوز له أن يفطر في رمضان؟ علما بأنه يواجه حر النار الشديد وهو يصنع الرغيف طوال ساعات النهار وهو صائم، لذلك

(10/237)
فهو يواجه عطشا شديدا وإرهاقا في العمل، فأرجو من سماحتكم التكرم بالإجابة الشافية على ذلك مأجورين إن شاء الله تعالى.
ج: لا يجوز لذلك الرجل أن يفطر بل الواجب عليه الصيام، وكونه يخبز في نهار رمضان ليس عذرا للفطر، وعليه أن يعمل حسب استطاعته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(10/238)

بارك الله فيك واصلي

بارك الله فيكم
وفقنا الله و اياكم لفعل الخير

فضل صيام التسعه ايام ذى الحجه فهلموا بالصيام احبتي في الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواتي اخوتي في الله جاءت ايام ليست كباقي الاياام ايام تغفر فيها الذنوب ويضاعف فيها الاجر

ويستحب فيها الصيام استحبابا شديدا فلنتوكل على الله ولنجتهد في الصيام وعمل الاعمال الصالحة والدعاء والسجود والذكر والتسبيح

من نفحات شهر ذي الحجة
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم

(والفجر وليال عشر) أقسم الله بعظم هذه الليالي العشر من ذي الحجة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام هذه الأيام أكرمه الله بعشرة أشياء :

1 – البركة في العمر .
2 – الزيادة في المال .
3 – الحفظ في العيال .
4 – التكفير للسيئات .
5 – مضاعفة الحسنات.
6 – التسهيل في سكرات الموت .
7 – الضياء لظلمة القبر .
8 – التثقيل في الميزان يوم القيامة .
9 – النجاة من دركات النار .
10- الصعود في درجات الجنة .

وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

اليوم الأول
هو الذي غفر الله فيه لآدم وهو أول يوم من ذي الحجة ، من صام ذلك اليوم غفر الله له كل ذنوبه

اليوم الثاني
وهو اليوم الذي استجاب الله فيه لدعاء سيدنا يونس عليه السلام فأخرجه من بطن الحوت ومن صام ذلك اليوم كان كمن عبد الله سنة ولم يعص له طرفه عين .

اليوم الثالث
استجاب الله فيه دعاء زكريا من صامه استجاب الله دعاؤه .

اليوم الرابع
هو اليوم الذي ولد فيه سيدنا عيسى عليه السلام ومن صامه نفى الله عنه البؤس والفقر .

اليوم الخامس
وهو الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام ومن صام ذلك اليوم نجّاه الله من عذاب القبر .

اليوم السادس
هو اليوم الذي فتح الله فيه لنبيه أبواب الخير من صامه نظر الله إليه برحمة .

اليوم السابع
هو اليوم الذي تغلق فيه أبواب جهنم فلا تفتح حتى تنتهي العشر ليالي ومن صامه أغلق الله عنه ثلاثين باباً من العسر وفتح الله عليه ثلاثين بابا من اليسر .

اليوم الثامن
وهو يوم التروية ومن صامه أعطاه الله من الأجر مالا يعلمه إلا الله .

اليوم التاسع
وهو يوم عرفة ومن صامه كان كفارة للسنة الماضية والمستقبلة وهو اليوم الذي نزلت فيه الآية الكريمة : (اليوم أكملت لكم دينكم)

أما اليوم العاشر
وهو يوم الأضحى من قرب فيه قرباناً غفر الله ذنوبه .

مع الإكثار من قراءة القرآن والصلاة والتصدق والتسبيح

غفر الله لي ولكم وتقبل مني ومنكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيكي اختي في الله
وجزاكي عنا كل خير
واساله تعالى عز وجل بان نصوم تسعة ايام من ذي الحجة على خير وبركة
اللهم يا رب

بوركتي حبيبتي، ربي يتقبل منا ومنك ان شاء الله
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lazem3110 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيكي اختي في الله
وجزاكي عنا كل خير
واساله تعالى عز وجل بان نصوم تسعة ايام من ذي الحجة على خير وبركة
اللهم يا رب

القعدة القعدة

وفيك بارك الله اختي
وياك ان شاءالله
آمين يارب العالمين
نورتي حنونة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oumniati القعدة
القعدة
القعدة
بوركتي حبيبتي، ربي يتقبل منا ومنك ان شاء الله
القعدة القعدة
الله يبارك فيك قلبي
آمين يارب العالمين
نورتي حنونة

جزاكي الله خيرا تقبل الله منا ومنك ان شاء الله
جزيت الفردوس الاعلى

اختي

مشكوورة على التدكيير

ربي يبارك فيك

حكيك , وهج

وياكم ان شاءالله اخواتي

العفو وفيكم بارك الله
نورتوني

موضوع رائع بارك الله فيك و الله عندي استفسار انا راني نصوم واليوم غلطت و كليت بلاما نعبا عل صيامي صحيح ام لا من فضلكم اريد اجابة في اقرب وقت
نورتي حنونة كاين لي يقول ربي كرمك والله اعلم والسموحة عالتاخير

صحة الصائم **********الإعجاز الطبي في الصيام 2024.

د.عبد الباسط محمد سيد أستاذ الفيزياء الحيوية الجزئية والطبية

يتعرض الجسم البشري لكثير من المواد الضارة والسموم التي قد تتراكم في أنسجته، وأغلب هذه المواد تأتي للجسم عبر الغذاء الذي يتناوله بكثرة، وخصوصًا في هذا العصر الذي عمت فيه الرفاهية مجتمعات كثيرة، وحدث وفر هائل في الأطعمة بأنواعها المختلفة، وتقدمت سوائل التقنية في تحسنيها وتهيئتها وإغراء الناس بها، فانكب الناس يلتهمونها بنهم؛ وهو ما كان له أكبر الأثر في إحداث الخلل لكثير من العمليات الحيوية داخل خلايا الجسم، وظهر نتيجة لذلك ما يُسمَّى بأمراض الحضارة؛ كالسمنة، وتصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموي، وجلطات القلب والمخ والرئة، ومرض السرطان، وأمراض الحساسية المناعة.
وتذكر المراجع الطبية أن جميع الأطعمة تقريبًا في هذا الزمان تحتوي على كميات قليلة من المواد السامة، وهذه المواد تضاف للطعام أثناء إعداده أو حفظه؛ كالنكهات، والألوان، ومضادات الأكسدة، والمواد الحافظة، أو الإضافات الكيميائية للنبات أو الحيوان كمنشطات النمو، والمضادات الحيوية، والمخصبات أو مشتقاتها.
وتحتوى بعض النباتات في تركيبها على بعض المواد الضارة، كما أن عددًا كبيرًا من الأطعمة يحتوي على نسبة من الكائنات الدقيقة التي تفرز سمومها فيه وتعرضه للتلوث.
هذا بالإضافة إلى السموم التي نستنشقها مع الهواء مع عوادم السيارات وغازات المصانع وسموم الأدوية التي يتناولها الناس بغير ضابط إلى غير ذلك من سموم الكائنات الدقيقة التي تقطن في أجسامنا بأعداد تفوق الوصف والحصر. وأخيرًا مخلفات الاحتراق الداخلي، والتي تسبح في الدم؛ كغاز ثاني أكسيد الكربون، واليوريا، والكرياتينين، والأمونيا، والكبريتات، وحمض اليوريك… إلخ. ومخلفات الغذاء المهضوم والغازات السامة التي تنتح من تخمره وتعفنه، مثل: الندول، والسكاتول، والفينول.
كل هذه السموم جعل الله (سبحانه وتعالى) للجسم منها فرجًا ومخرجًا؛ فيقوم الكبد -وهو الجهاز الرئيسي في تنظيف الجسم من السموم- بإبطال مفعول كثير من هذه المواد السامة، بل قد يحولها إلى مواد نافعة، مثل: اليرويا، والكرياتنين، وأملاح الأمونيا. غير أن للكبد جهدًا وطاقة محدودين، وقد يعتري خلاياه بعض الخلل لأسباب مرضية أو لأسباب طبيعية كتقدم السن، فيترسب جزء من هذه المواد السامة في أنسجة الجسم، خصوصًا في المخازن الدهنية.
فالكبد يقوم بتحويل مجموعة واسعة من الجزيئات السمية -والتي غالبًا ما تقبل الذوبان في الشحوم- إلى جزيئات غير سامة تذوب في الماء، يمكن أن يفرزها الكبد عن طريق الجهاز الهضمي أو تخرج عن طريق الكلى.
الصوم نعمة
في الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد وينتفع بها ويسترد منها السموم الذائبة فيها وتزال سميتها ويتخلص منها مع نفايات الجسد، كما أن هذه الدهون المتجمعة أثناء الصيام في الكبد والقادمة من مخزونها المختلفة يساعد ما فيها من الكوليسترول على التحكم وزيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، والتي بدورها تقوم بإذابة مثل هذه المواد السامة والتخلص منها مع البراز.
ويؤدي الصيام خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية فيخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا، وتقوم بدورها خير قيام فتعادل كثيرًا من المواد السامة بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكونيك حتى تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم.
كما يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة كدقائق الكربون التي تصل إلى الدم ببلع جزيئاتها بواسطة خلايا خاصة تسمى خلايا "كوبفر"، والتي تبطن الجيوب الكبدية، ويتم إفرازها مع الصفراء.
وفي أثناء الصيام يكون نشاط هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها؛ للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.

وبما أن عمليات الهدم في الكبد أثناء الصيام تغلب عمليات البناء في التمثيل الغذائي فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة، ويزداد نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة.
وهكذا يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة. انظر إلى الدكتور "ماك فادون" -وهو من الأطباء العاملين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره- وهو يقول: "إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضًا؛ لأن سموم الأغذية والأدوية تتجمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله، فيقل نشاطه، فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم، وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل".
ماذا عن الكسالى في رمضان الذين يفضلون النوم على العمل والسكون على الحركة؟
ذكرت المراجع الطبية أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء أثناء الصوم تؤكسد مجموعة خاصة من الأحماض الأمينية: ليوسين، وأيسوليوسين، والفالين، وتسمى "الأحماض ذات السليلة المتفرعة"، وبعد أن تحصل الخلايا العضلية على الطاقة المنبعثة من هذا التأكسد يتكون داخل هذه الخلايا حمضان أمينان في غاية الأهمية، وهما حمضا الألانين والجلوتامين، ويعتبر الأول وقودًا أساسيًّا في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويدخل الثاني في تصنيع الأحماض النووية، ويتحول جزء منه إلى الحمض الأول، كما يتكون أثناء النشاط والحركة حمضا البروفيت واللاكتيت من أكسدة الجلوكوز في الخلايا العضلية اللذان يُعتبران أيضًا الوقود الأول لتصنيع جلوكوز الكبد.
تتأكسد الأحماض الأمينية ذات السليلة المتفرعة في العضلات، ويعتبر حمض الألانين أهم الأحماض الأمينية المتكونة في العضلات أثناء الصيام؛ إذ يبلغ 30% من أكسدة بعض الأحماض الأمينية ومن البيروفيت، كما يتحول هو أيضًا إلى البيروفيت عبر دائرة تصنيع الجلوكوز في الكبد وأكسدته في العضلات.
ويستهلك الجهاز العضلي الجلوكوز القادم من الكبد للحصول منه على الطاقة، فإن زادت الحركة وأصبح الجلوكوز غير كافٍ لإمداد العضلات بالطاقة حصلت على حاجتها من أكسدة الأحماض الدهنية الحرة القادمة من تحلل الدهن في الأنسجة الشحمية، فإن قلت الأحماض الدهنية حصلت العضلات على الطاقة من الأجسام الكيتونية الناتجة من أكسدة الدهون في الكبد، والذي يؤكد أن النشاط والحركة تنشط جميع عمليات الأكسدة لكل المركبات التي تمد الجسم بالطاقة، وتنشط عملية تحلل الدهون، كما تنشط أيضًا عملية تصنيع الجلوكوز بالكبد من الجليسرول الناتج من تحلل الدهون في النسيج الشحمي ومن اللاكتيب الناتج من أكسدة الجلوكوز في العضلات.

الحركة والنشاط أثناء الصوم
الحركة والنشاط أثناء الصيام الإسلامي عمل إيجابي وحيوي يزيد من كفاءة عمل الكبد والعضلات، ويخلص الجسم من الشحوم ويحميه من أخطار زيادة الأجسام الكيتونية الضارة.
كما أن الحركة العضلية تثبط من تصنيع البروتين في الكبد والعضلات وتتناسب درجة التثبيط مع قوة الحركة ومدتها، وهذا بدوره يوفر طاقة هائلة تستخدم في تكوين البروتين؛ حيث تحتاج كل رابطة من الأحماض الأمينية إلى مخزون الطاقة في خمسة جزيئات للأدينوزين والجوانين ثلاثي الفوسفات، وإذا كان كل جزئ من هذين المركبين يحتوى على كمية من الطاقة تتراوح من 5-10 كيلو كالورى، وإذا علمنا أن أبسط أنواع البروتين لا يحتوي الجزيء منه على أقل من 100 حمض أميني؛ فكم تكون إذن الطاقة المتوافرة من تكوين مجموعة البروتينيات المختلفة بأنواعها المتعددة؟
وفي أثناء الحركة أيضًا يستخدم الجلوكوز والأحماض الأمينية في إنتاج الطاقة للخلايا العضلية، وهذا بدوره يؤدي إلى تنبيه مركز الأكل، وذلك لوجود علاقة عكسية بين هذه المواد في الدم ودرجة الشبع وتنبيه مركز الأكل في الدماغ؛ لذلك فالحركة العضلية تنبه مركز الأكل وتفتح الشهية للطعام، كما أن الحركة والنشاط العضلي الزائد يحللان الجليوكين إلى جلوكوز في عدم وجود الأكسجين، وينتج من جراء التمثيل الغذائي للسكر الناتج من حمض اللاكتيك الذي يمر إلى الدم ويتحول بدوره إلى جلوكوز وجليكوين بواسطة الكبد؛ ففي العضلات لا يتحلل الجليوكين إلى جلوكوز في حالة السكون، كما في الكبد؛ وذلك لغياب أنزيم فوسفاتكز الجلوكوز. فالحركة إذن عامل هام لتنشيط استقلاب المخزون الجليوكوين العضلي إلى جلوكوز وتقديمه للأنسجة التي تعتمد عليه: كالمخ، والجهاز العصبي، وخلايا الدم، ولب الكلى.
كما يمكن أن تكون للحركة العضلية علاقة بتجديد الخلايا المبطنة للأمعاء فتحسن بذلك الهضم والامتصاص للمواد الغذائية؛ إذ تحتاج هذه الخلايا لحمض الجلوتامين لتصنيع الأحماض النووية، والذي تنتجه العضلات بكثرة أثناء الحركة.
ويتجدد شباب الخلايا المبطنة للأمعاء كل يومين إلى 6 أيام، وتفقد يوميًّا 17 بليون خلية، فيمكن أن تكون الحركة العضلية علاجًا لاضطرابات الهضم وسوء الامتصاص.
فلسفة الصوم من منظور علمي
إن فلسفة الصيام مبنية على ترك الطعام والشراب، وتشجيع آليات الهدم والعمليات الكيميائية الحيوية أساس في عملية التمثيل الغذائي، والنهار هو الوقت الذي تزداد فيه عمليات التمثيل الغذائي، وخصوصًا عمليات الهدم؛ لأنه وقت النشاط والحركة واستهلاك الطاقات في أعمال المعاش، وقد هيَّأ الله -سبحانه وتعالى- للجسم البشري ساعة بيولوجية تنظم هرمونات الغدد الصماء.
لذلك فقد يكون هذا أحد الأسرار التي جعل الله من أجلها الصيام في النهار وقت النشاط والحركة والسعي في مناكب الأرض، ولم يجعله بالليل وقت السكون والراحة.
ومن أجل هذا يمكننا أن نقول -وبكل ثقة-: إن النشاط والحركة أثناء الصيام يوفران للجسم من الجلوكوز المصنع أو المخزون في الكبد، وهو الوقود المثالي لإمداد المخ وكرات الدم الحمراء ونقى العظام والجهاز العصبي بالطاقة اللازمة لتجعلها أكثر كفاءة لأداء وظائفها، كما توفر الحركة طاقة للجسم البشري تُستخدم في عملياته الحيوية؛ فهي تثبط تكون البروتين من الأحماض الأمينية، وتزيد من تنشيط آليات الهدم أثناء النهار، فتستهلك الطاقات المختزنة، وتنظف المخازن من السموم التي يمكن أن تكون متماسكة أو ذائبة في المركبات الدهنية أو الأمينية.
هناك من ينام أثناء النهار ويسهر ليلاً؛ فهل لهذا تأثير؟
النوم أثناء النهار والسهر طوال ليل رمضان يؤدي إلى اضطراب عمل الساعة البيولوجية في الجسم؛ وهو ما يكون له أثر سيئ على التمثيل الغذائي داخل الخلايا.
ولقد أجريت دراسة أثبتت هذا الاضطراب على هرمون الكورتيزول، قام بها الدكتور "محمد الحضرامي" في كلية الطب بجامعة الملك بن عبد العزيز، وقد أجرى الدراسة على عشرة أشخاص أصحاء مقيمين خارج المستشفي، وأظهرت الدراسة أن أربعة منهم حصل عندهم اضطراب في دورة الكورتيزول اليومية، وذلك خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان مع انقلاب النسب المعهودة في الصباح وفي منتصف الليل، فقد لوحظ أن المستوى الصباحي قد انخفض والمستوى المسائي قد ارتفع، وهذا على عكس الوضع الاعتيادي اليومي. وقد عزا الباحث هذا الاضطراب إلى تغير العادات السلوكية عند هؤلاء الصائمين الذين يقضون النهار في النوم والليل في السهر، وقد عاد الوضع الطبيعي للكورتيزول بعد 4 أسابيع من نهاية شهر الصيام، وبعد أن استقر نظام النوم ليلاً والنشاط نهارًا عند هؤلاء الأشخاص.
من أجل هذا كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحبه والمسلمون الأولون يفرقون في الأعمال بين أيام الصيام وغيرها، بل قد يعقدون ألوية الحرب ويخوضونها صائمين متعبدين؛ فهل يتحرر المسلمون من أوهام الخوف من الحركة والعمل أثناء الصيام؟ وهل يهبون قائمين لله عاملين ومنتجين ومجاهدين مقتدين بنبيهم (صلى الله عليه وسلم) وسلفهم الصالح (رضوان الله عليهم)؟
لماذا كان يفطر النبي (صلى الله عليه وسلم) على التمر؟
هذا إعجاز نبوي؛ فالتمر من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو أفضل غذاء يقدم للجسم حينئذ؛ إذ يحتوى على نسبة عالية من السكريات تتراوح ما بين 75- 87% يشكل الجلوكوز 55% منها، والفركتوز 45%، علاوة على نسبة من البروتينيات والدهون وبعض الفيتامينات أهمها: (أ)، و(ب2)، و(ب12)، وبعض المعادن الهامة، أهمها: الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم، والماغنسيوم، والكوبالت، والزنك، والفلورين، والنحاس، والمنجنيز، ونسبة من السليلوز، ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة، ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي ليروي ظمأ الجسم من الطاقة، خصوصًا تلك الأنسجة التي تعتمد عليه أساسًا؛ كخلايا المخ والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء، وخلايا نقى العظام، وللفركتوز مع السليلوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهم في تغذية حجرات الدماغ، ويدخل في تركيب المركبات الفوسفاتية، مثل: الأدينوزين، والجوانين ثلاثي الفوسفات، والتي تنقل الطاقة وترشد استخدامها في جميع خلايا الجسم، كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوى عليها التمر لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي (أ، ب1، ب2، والبيوتين، والريبوفلافين… إلخ)، ولها أيضا تأثير مهدئ للأعصاب، وللمعادن دور أساسي في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية ودور حيوي في عمل البعض الآخر، كما أن لها دورًا مهمًّا في انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي والقاعدي في الجسم؛ فيزول بذلك أي توتر عضلي أو عصبي، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر الجسم.
وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية فهي لا تُمتَصُّ إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة، فضلاً عن أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات أو حتى الذي يحتوى على كمية قليلة منه يؤدي إلى هبوط سكر الدم.
لهذه الأسباب يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإفطار على التمر، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): "إذا أفطر أحدكم فليفطر على التمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور". (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
وعن أنس (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء" (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن).
أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) الصائم بالهدوء والبعد عن الشجار؛ لماذا؟ لأنه إذا اعترى الصائم غضب وانفعل وتوتر ازداد إفراز الأدرينالين في دمه زيادة كبيرة، وقد يصل إلى 20 أو 30 ضعفًا من معدله العادي أثناء الغضب الشديد أو العراك، فإن حدث هذا في أول الصوم أثناء فترة الهضم والامتصاص اضطرب هضم الغذاء وامتصاصه زيادة على الاضطراب العام في جميع أجهزة الجسم؛ ذلك لأن الأدرينالين يعمل على ارتخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ويقلل من تقلص المرارة، ويعمل على تضييق الأوعية الدموية الطرفية، وتوسيع الأوعية التاجية، كما يرفع الضغط الدموي الشرياني، ويزيد كمية الدم الواردة إلى القلب وعدد دقاته.
وإن حدث الغضب والشجار في منتصف النهار أو آخره أثناء فترة ما بعد الامتصاص تحلل ما تبقَّى من مخزون الجليكوين في الكبد، وتحلل بروتين الجسم إلى أحماض أمينية، وتأكسد المزيد من الأحماض الدهنية، كل ذلك يرفع مستوى الجلوكوز في الدم، فيحترق ليمد الجسم بالطاقة اللازمة في الشجار والعراك، وبهذا تستهلك الطاقة بغير ترشيد، كما أن بعض الجلوكوز قد يفقد من البول إن زاد عن المعدل الطبيعي، وبالتالي يفقد الجسم كمية من الطاقة الحيوية الهامة في غير فائدة تعود عليه، ويضطر إلى استهلاك الطاقة من الأحماض الدهنية التي يؤكسد المزيد منها، وقد تؤدي إلى تولد الأجسام الكيتونية الضارة في الدم.
كما أن الازدياد الشديد للأدرينالين في الدم يعمل على خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم بواسطة الإدرار البولي. وارتفاع الأدرينالين قد يؤدي إلى نوبات قلبية أو موت الفجاءة عند بعض الأشخاص المهيئين لذلك نتيجة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع حاجة عضلة القلب للأكجسين من جراء ازدياد سرعته، وقد يتسبب الغضب أيضًا في النوبات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
كما أن ارتفاع الأدرينالين نتيجة للضغط النفسي في حالات الغضب يزيد من تكون الكوليسترول من الدهن البروتيني منخفض الكثافة، والذي قد يزداد أثناء الصيام، وثبتت علاقته بمرض تصلب الشرايين؛ لهذا ولغيره –مما عرف ومما لم يعرف بعد- وصَّى النبي (صلى الله عليه وسلم) الصائم بالسكينة وعدم الصخب والانفعال أو الدخول في عراك مع الآخرين.
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" (متفق عليه).

تسلموا ربي يخليكم لينا و مايحرمناش من مكعلوماتكم
يسلموا اخي وشكرا ورمضان وصوم له حكم وفوائد عديدة مثل التي ذكرتها دمت وفي للمة

كيف تتغلب على العطش اثناء الصيام في شهر رمضان ؟ 2024.

ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام يؤدي إلى العطش , ويلعب نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم دورا كبيرا في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام ولكي تتغلب على الإحساس بالعطش يمكن إتباع .
النصائح التالية :
1- تجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل بخاصة عند وجبة
السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها .
2- حاول أن تشرب كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل .
3- تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور فإن هذه الأغذية تحتوي على كميات

جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع
والعطش .
4- تجنب وضع الملح الكثير على السلطة والأفضل وضع الليمون عليها والذي يجعل الطعم مثيل
للملح في تعديل الطعم .
5- إبتعد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة مثل السمك المالح والطر شي والتي تدخل تحت اسم
المخللات, فإن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء .
6- يعتقد بعض الأشخاص إن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور
بالعطش أثناء الصيام , وهذا اعتقاد خاطئ لان معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم لذا تقوم
الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها .
إن الإكثار من السوائل في رمضان مثل العصيرات المختلفه والمياه الغازية يؤثر بشدة على المعدة وتقليل كفاءة الهضم وحدوث بعض الاضطرابات الهضمية , ويعمد بعض الأفراد إلى شرب الماء المثلج بخاصة عند بداية الإفطار وهذا لا يروي العطش بل يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم , ويجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة وأن يشربها الفرد متأنيا وليس دفعه واحدة , ودفع الطعام بالماء أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصه للهضم وأكثر عمليات الهضم هو مضغ الطعام للحصول على هضم جيد .
ننصح أيضا بعدم شرب العصائر المحتويه على مواد مصنعة وملونة اصطناعيا والتي تحتوي على
كميات كبيرة من السكر وقد ثبت عند أطباء التغذية انها تسبب أضرار صحية وحساسية لدى الأطفال , وينصح بإستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه .

نصيحة مفيدة احسنت صنعا أخي توفيق
انشاء الله الجميع يستفيد

الف شكر اخي توفيق على النصيحة المفيدة

بارك الله فيكم و ألف شكر لكم
السلام عليكم
شكرا اخي على الموضوع
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
العفو يا أخي العباسي
لا داعي للشكر

الصيام: صحة أم تخمة؟ 2024.

د. حسان شمسي باشا – استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة – جدة
القعدةها هو رمضان حل علينا ببركاته ونعمائه، والناس إزاءه أنواع: فمنهم من لا يرى فيه إلا جوعًا لا تتحمله أعصاب معدته، وعطش لا تقوى عليه مجاري عروقه، ومنهم من يرى في رمضان موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب، وفرصة جميلة للسهر واللهو والممتد إلى بزوغ الفجر والنوم العميق في النهار حتى غروب الشمس، فإذا كان ذا معاملة ساءت معاملته، وإن كان موظفًا ثقل عليه أداء واجبه.
ومنهم -وهم الفائزون- من يرون في رمضان شهرًا غير هذا كله، يرون فيه دورة تدريبية لتجديد معانٍ في نفوس الناس من الخلق النبيل، والإيثار الجميل، والصبر الكريم.
يحمل شهر الصيام الراحة الصحية لكثير من المرضى.. إلا أنه قد يبعث من جديد شكوى مرضية عند من لم يحسن الاستفادة من الصيام.
فقد قام بعض الباحثين من الدار البيضاء المغرب، بدراسة ميدانية لمن يعانون من سوء الهضم في رمضان فقاموا باختبار 1860 شخصًا من البالغين ( 15 سنة فما فوق) من الرجال والنساء، وبدأت الدراسة من آخر شعبان، وكان يشترط أن يكون هؤلاء أصحاء لا يشكون من أعراض سوء الهضم المذكورة أعلاه، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن 12.4% كانوا يعانون من سوء الهضم الأسبوع الأول من الشهر الكريم، وبحسان سكان الدار البيضاء وجد الباحثون أن 330.000 شخص قد عانوا من سوء الهضم في هذا الشهر الكريم.
فما السبب في ذلك، رغم ما نعرف أن الصيام هو خير علاج لسوء الهضم؟
والحقيقة أن مرد ذلك هو العادات الشائعة في بلاد المسلمين، حيث يأكلون في رمضان أضعاف ما يأكلونه في غير رمضان، وتعمل السيدات كما في البيوت ـ كما يقول الدكتور محمد علي البار ـ جاهدات طوال الشهر لإرضاء شهوات الطعام لدي أزواجهن وبقية أفراد الأسرة ويتفنن تفنينًا مذهلا في أنواع الأطعمة والحلويات، وتبدأ الحركة في البيوت من عبد صلاة الظهر، ويستمر الإعداد للطعام إلى قرب أذان المغرب… ثم تبد معركة الأكل على الطعام، والانتقام لساعات الصيام.. ثم سهرات متواصلة مع المسلسلات والتلفازية والمسابقات الرمضانية، مع تناول المكسرات والحلويات طوال الليل، حتى آذان الليل بالانصرام، جاءت الوقفة الأخيرة في وجبة السحور المتخمة.
ومن الناس من يفرط في طعامه وشرابه.. لا لسبب إلا لإخماد لهيب القلق، أو الهم الذي يعيشه وهؤلاء يسببون لأنفسهم عسرًا في الهضم، وتلبكًا في الأمعاء… وهم بذلك يصرفون اهتمام جهازهم العصبي عن مشاكل الحياة اليومية إلى ما يعيشونه من متاعب الأمعاء والقولون فيتعطل تفكيرهم وينشغل بالهم بعملية الهضم، وهذا مصداق الحكمة القائلة: (البطن تذهب الفطنة).
وإذا كانت البطنة تذهب الفطنة، فإن الصوم يقوي الفطنة ويحسن نشاطها، فلقد كان المفكر اليوناني سقراط يصف بالوحشية أو بالهمجية الذين كانوا يتناولون أكثر من وجبتين غذائتين في اليوم… ترى ما عساه أن يصف "متمدني العصر الحديث" الذين يأكلون لذائذ الطعام في وجبات ثلاث وما بين الوجبات، وما تشتهيه الأنفس من مقبلات ومشهيات، ثم يخلدون للنوم على ضجيج المعدة والأمعاء، تتقلب على بعضها البعض مثقلة بما فيها من مأكولات، وما أن يستيقظوا في الصباح حتى يعودوا لتناول الطعام من جديد.
الصوم وجهاز الهضم
وقد تبدو فائدة رمضان من الناحية الطبية لدى المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة، وفي طليعتها الالتهاب المعدي المزمن، وهو أول من يستفيد من هذا الفرض الديني… إذ أن الطعام يؤذي الالتهابات ويزيده في شتي الحالات، والصوم يحمل إلى هذه الشكوى راحة تمتد طيلة أيام الشهر… وتكون ذات أثر كبير في شفاء الالتهابات.
كما أن الالتهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن يستفيدان من الصوم كثيرًا… فإبعاد الغشاء المخاطي للأمعاء عن تمارس الطعام مدة طويلة يرمم الخلايا الملتهبة.. ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة، ويخفف سوائلها المخاطية ويقدم معونة أساسية في شفاء هذه الإصابات المعوية المزمنة.
وإذا كان الصوم يفيد في حالات الالتهابات فإنه ـ كما يقول الأستاذ الدكتور منذر الدقاق ـ قد يزيد في آلا المصابين بالقرحة المعدية أو الاثنا عشرية، فيثيرها إن كانت هاجعة، إذ إن بقاء المعدة فارغة لدى المصاب بالقرحة لساعات طويلة، يجعل الإفراز المعدي الحامض يتراكم في جوف المعدة الفارغة، والإفراز الحامضي يحتاج إلى معدل يبدد فعله وأذاه وقد اعتاد المريض أن يستخدم الأطعمة في فترات متعددة من اليوم لعديل الحموضة الزائدة لمعدته.
وإذا ما تتابع الإفراز المعدي الحامض في معدة فارغة.. ازدادت آلاما لبطن واشتدت وعادت نوبة القرحة الهضمية إلى أخذ شكلها المعروف.
وللأسف فإن جهاز الهضم عند كثير من المسلمين في بلادنا معرض لنوع من التعب الخاص.. حيث يختص الطعام الشرقي بصعوبة الهضم، لثقله وكثرة الدسم فيه، وتعقد أصول طبخه، وتعدد أجزائه المخلوطة وثقل هذا الطعام يحمل الجهاز الهضمي عبئًا شديدًا خلال فترة مديدة من السنة… حتى يأتي شهر رمضان فيقدم راحة ضرورية لجهاز متعب.
ولاشك إن الإكثار من خلط الطعام، وتعدد أنواعها المتنافرة من حامضه وحلوه، ومن الطعام الدسم والمقالي وأشباهها، ومن التوابل والبهارات ثم بما يتبع ذلك من الكنائف والحلويات.. كل هذا يجعل المعدة في وضع صعب جدًا لا تقوى عليه… فتجد نفسها تصرخ بالجشاء أو تطبل البطن، بالغازات.
الصوم رحلة استجمام للمعدة
فالصوم يجلب الراحة للمعدة ويتيح لها فرصة إصلاح ما أتلف منها، والمعدة التي طالما تمددت أثناء عملها المفرط تستعيد حجمها العادي، وتنكمش عندما تكون فارغة خلال فترة الصوم، ويسير ما أصاب المعدة من متابع والتهاب نحو الشفاء.
ولا شيء يمكن أن يرجع النشاط لجهاز هضمي متعب، ولأمعاء منهكة، وغدد مرهقة مثل الصوم الصحي، يقول الدكتور ديوي: " إن الصوم يعتبر بمثابة راحة استشفائية" ويقول: " إن الراحة لا تشفي من كسر في العظم، ولا جرح في من الجروح، ولكنها ـ أي الراحة ـ تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء".
ويقول الدكتور شلتون: " إن المعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم، فتحسن من مستوى وظيفتها، وترفع من نشاط الغدد في جدارها، وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر".
وصايا صحية
فغذاءنا في رمضان ينبغي ألا يختلف كثيرًا عما هو عليه الحال خارج رمضان، بل ربما ينبغي أن يكون أبسط في مكوناته، وعلى الصائم أن يحرص على ألا يزداد وزنه في رمضان، بل ربما وجد البدين في رمضان فرصة ذهبية للتخلص من بعض الكيلو جرامات.
وينصح الخبراء بمضغ الطعام مدة كافية، فهي الطريقة الوحيدة التي تمكن من الاستمتاع الحقيقي بالآكل وتذوق لذته، عملا بالنصيحة المشهورة: " أمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة أفضل من أن تبتلع ثلاثين لقمة".
ويوصي خبراء التغذية بأن يكون الطعام غنيًا بالأغذية بطيئة الهضم، وأن تتجنب الأغذية سريعة الاحتراق.
والأغذية المفيدة التي تهضم ببطء هي تلك التي تحتوى على الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس والطحين الأسمر والأرز الأسمر، وهذه الأغذية يطلق عليها اسم الكربوهيدرات المعقدة.
أما الأغذية سريعة الاحتراق فتلك الحاوية على السكر الأبيض والطحين الأبيض وغيرها والأغذية الغنية بالألياف تمثل الحبوب بقشورها، والبقول، والخضروات، كالبازلاء والفول والفوصوليا والسبانخ، والفواكه مثل التين والمشمش وغيرها.
وينبغي الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوى على الخضراوات واللحم " وخاصة الدجاج والسمك"، أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، وينبغي تحديد ناولها، فقد تسبب عسر الهضم والحرقة وحموضة المعدة وازدياد الوزن.
بعض النصائح السريعة:
1- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية على الكثير من السكر.
2- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار.

3- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة فالقهوة والشاي تجعلك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار.
4- حاول التوقف عن التدخين، فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين، فحاول التخفيف منه تدريجيًا، مبتدئًا قبل أسابيع من شهر رمضان.
5- كل من الكربوهيدرات المعقدة التي ذكرناها سابقًا.
6- حافظ على تناول بضع تمرات.. ما لم تكن مصابًا بالسكر ـ فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والمغنيزيوم.
7- أشرب عصائر الفواكه غير المحلاة في السحور.
8- أشرب اللبن الرائب وخاصة عند السحور.

ها هو رمضان حل علينا ببركاته ونعمائه، والناس إزاءه أنواع: فمنهم من لا يرى فيه إلا جوعًا لا تتحمله أعصاب معدته، وعطش لا تقوى عليه مجاري عروقه، ومنهم من يرى في رمضان موسمًا سنويًّا للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب، وفرصة جميلة للسهر واللهو والممتد إلى بزوغ الفجر والنوم العميق في النهار حتى غروب الشمس، فإذا كان ذا معاملة ساءت معاملته، وإن كان موظفًا ثقل عليه أداء واجبه.
ومنهم -وهم الفائزون- من يرون في رمضان شهرًا غير هذا كله، يرون فيه دورة تدريبية لتجديد معانٍ في نفوس الناس من الخلق النبيل، والإيثار الجميل، والصبر الكريم.
يحمل شهر الصيام الراحة الصحية لكثير من المرضى.. إلا أنه قد يبعث من جديد شكوى مرضية عند من لم يحسن الاستفادة من الصيام.
فقد قام بعض الباحثين من الدار البيضاء المغرب، بدراسة ميدانية لمن يعانون من سوء الهضم في رمضان فقاموا باختبار 1860 شخصًا من البالغين ( 15 سنة فما فوق) من الرجال والنساء، وبدأت الدراسة من آخر شعبان، وكان يشترط أن يكون هؤلاء أصحاء لا يشكون من أعراض سوء الهضم المذكورة أعلاه، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن 12.4% كانوا يعانون من سوء الهضم الأسبوع الأول من الشهر الكريم، وبحسان سكان الدار البيضاء وجد الباحثون أن 330.000 شخص قد عانوا من سوء الهضم في هذا الشهر الكريم.
فما السبب في ذلك، رغم ما نعرف أن الصيام هو خير علاج لسوء الهضم؟
والحقيقة أن مرد ذلك هو العادات الشائعة في بلاد المسلمين، حيث يأكلون في رمضان أضعاف ما يأكلونه في غير رمضان، وتعمل السيدات كما في البيوت ـ كما يقول الدكتور محمد علي البار ـ جاهدات طوال الشهر لإرضاء شهوات الطعام لدي أزواجهن وبقية أفراد الأسرة ويتفنن تفنينًا مذهلا في أنواع الأطعمة والحلويات، وتبدأ الحركة في البيوت من عبد صلاة الظهر، ويستمر الإعداد للطعام إلى قرب أذان المغرب… ثم تبد معركة الأكل على الطعام، والانتقام لساعات الصيام.. ثم سهرات متواصلة مع المسلسلات والتلفازية والمسابقات الرمضانية، مع تناول المكسرات والحلويات طوال الليل، حتى آذان الليل بالانصرام، جاءت الوقفة الأخيرة في وجبة السحور المتخمة.
ومن الناس من يفرط في طعامه وشرابه.. لا لسبب إلا لإخماد لهيب القلق، أو الهم الذي يعيشه وهؤلاء يسببون لأنفسهم عسرًا في الهضم، وتلبكًا في الأمعاء… وهم بذلك يصرفون اهتمام جهازهم العصبي عن مشاكل الحياة اليومية إلى ما يعيشونه من متاعب الأمعاء والقولون فيتعطل تفكيرهم وينشغل بالهم بعملية الهضم، وهذا مصداق الحكمة القائلة: (البطن تذهب الفطنة).
وإذا كانت البطنة تذهب الفطنة، فإن الصوم يقوي الفطنة ويحسن نشاطها، فلقد كان المفكر اليوناني سقراط يصف بالوحشية أو بالهمجية الذين كانوا يتناولون أكثر من وجبتين غذائتين في اليوم… ترى ما عساه أن يصف "متمدني العصر الحديث" الذين يأكلون لذائذ الطعام في وجبات ثلاث وما بين الوجبات، وما تشتهيه الأنفس من مقبلات ومشهيات، ثم يخلدون للنوم على ضجيج المعدة والأمعاء، تتقلب على بعضها البعض مثقلة بما فيها من مأكولات، وما أن يستيقظوا في الصباح حتى يعودوا لتناول الطعام من جديد.
الصوم وجهاز الهضم
وقد تبدو فائدة رمضان من الناحية الطبية لدى المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة، وفي طليعتها الالتهاب المعدي المزمن، وهو أول من يستفيد من هذا الفرض الديني… إذ أن الطعام يؤذي الالتهابات ويزيده في شتي الحالات، والصوم يحمل إلى هذه الشكوى راحة تمتد طيلة أيام الشهر… وتكون ذات أثر كبير في شفاء الالتهابات.
كما أن الالتهاب الأمعاء المزمن والتهاب القولون المزمن يستفيدان من الصوم كثيرًا… فإبعاد الغشاء المخاطي للأمعاء عن تمارس الطعام مدة طويلة يرمم الخلايا الملتهبة.. ويقلل من إفرازاتها المرضية الكثيرة، ويخفف سوائلها المخاطية ويقدم معونة أساسية في شفاء هذه الإصابات المعوية المزمنة.
وإذا كان الصوم يفيد في حالات الالتهابات فإنه ـ كما يقول الأستاذ الدكتور منذر الدقاق ـ قد يزيد في آلا المصابين بالقرحة المعدية أو الاثنا عشرية، فيثيرها إن كانت هاجعة، إذ إن بقاء المعدة فارغة لدى المصاب بالقرحة لساعات طويلة، يجعل الإفراز المعدي الحامض يتراكم في جوف المعدة الفارغة، والإفراز الحامضي يحتاج إلى معدل يبدد فعله وأذاه وقد اعتاد المريض أن يستخدم الأطعمة في فترات متعددة من اليوم لعديل الحموضة الزائدة لمعدته.
وإذا ما تتابع الإفراز المعدي الحامض في معدة فارغة.. ازدادت آلاما لبطن واشتدت وعادت نوبة القرحة الهضمية إلى أخذ شكلها المعروف.
وللأسف فإن جهاز الهضم عند كثير من المسلمين في بلادنا معرض لنوع من التعب الخاص.. حيث يختص الطعام الشرقي بصعوبة الهضم، لثقله وكثرة الدسم فيه، وتعقد أصول طبخه، وتعدد أجزائه المخلوطة وثقل هذا الطعام يحمل الجهاز الهضمي عبئًا شديدًا خلال فترة مديدة من السنة… حتى يأتي شهر رمضان فيقدم راحة ضرورية لجهاز متعب.
ولاشك إن الإكثار من خلط الطعام، وتعدد أنواعها المتنافرة من حامضه وحلوه، ومن الطعام الدسم والمقالي وأشباهها، ومن التوابل والبهارات ثم بما يتبع ذلك من الكنائف والحلويات.. كل هذا يجعل المعدة في وضع صعب جدًا لا تقوى عليه… فتجد نفسها تصرخ بالجشاء أو تطبل البطن، بالغازات.
الصوم رحلة استجمام للمعدة
فالصوم يجلب الراحة للمعدة ويتيح لها فرصة إصلاح ما أتلف منها، والمعدة التي طالما تمددت أثناء عملها المفرط تستعيد حجمها العادي، وتنكمش عندما تكون فارغة خلال فترة الصوم، ويسير ما أصاب المعدة من متابع والتهاب نحو الشفاء.
ولا شيء يمكن أن يرجع النشاط لجهاز هضمي متعب، ولأمعاء منهكة، وغدد مرهقة مثل الصوم الصحي، يقول الدكتور ديوي: " إن الصوم يعتبر بمثابة راحة استشفائية" ويقول: " إن الراحة لا تشفي من كسر في العظم، ولا جرح في من الجروح، ولكنها ـ أي الراحة ـ تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء".
ويقول الدكتور شلتون: " إن المعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم، فتحسن من مستوى وظيفتها، وترفع من نشاط الغدد في جدارها، وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر".
وصايا صحية
فغذاءنا في رمضان ينبغي ألا يختلف كثيرًا عما هو عليه الحال خارج رمضان، بل ربما ينبغي أن يكون أبسط في مكوناته، وعلى الصائم أن يحرص على ألا يزداد وزنه في رمضان، بل ربما وجد البدين في رمضان فرصة ذهبية للتخلص من بعض الكيلو جرامات.
وينصح الخبراء بمضغ الطعام مدة كافية، فهي الطريقة الوحيدة التي تمكن من الاستمتاع الحقيقي بالآكل وتذوق لذته، عملا بالنصيحة المشهورة: " أمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة أفضل من أن تبتلع ثلاثين لقمة".
ويوصي خبراء التغذية بأن يكون الطعام غنيًا بالأغذية بطيئة الهضم، وأن تتجنب الأغذية سريعة الاحتراق.
والأغذية المفيدة التي تهضم ببطء هي تلك التي تحتوى على الحبوب مثل القمح والشوفان والفول والعدس والطحين الأسمر والأرز الأسمر، وهذه الأغذية يطلق عليها اسم الكربوهيدرات المعقدة.
أما الأغذية سريعة الاحتراق فتلك الحاوية على السكر الأبيض والطحين الأبيض وغيرها والأغذية الغنية بالألياف تمثل الحبوب بقشورها، والبقول، والخضروات، كالبازلاء والفول والفوصوليا والسبانخ، والفواكه مثل التين والمشمش وغيرها.
وينبغي الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوى على الخضراوات واللحم " وخاصة الدجاج والسمك"، أما الأغذية المقلية فهي غير صحية، وينبغي تحديد ناولها، فقد تسبب عسر الهضم والحرقة وحموضة المعدة وازدياد الوزن.
بعض النصائح السريعة
1- تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية على الكثير من السكر.
2- احذر الإفراط في الطعام، وخاصة في وجبة الإفطار.
3- لا تفرط في شرب القهوة والشاي في وقت السهرة فالقهوة والشاي تجعلك تطرح كمية أكبر من البول مع الأملاح التي يحتاجها الجسم خلال وقت النهار.
4- حاول التوقف عن التدخين، فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين، فحاول التخفيف منه تدريجيًا، مبتدئًا قبل أسابيع من شهر رمضان.
5- كل من الكربوهيدرات المعقدة التي ذكرناها سابقًا.
6- حافظ على تناول بضع تمرات.. ما لم تكن مصابًا بالسكر ـ فالتمر مصدر عظيم للألياف والسكريات والبوتاسيوم والمغنيزيوم.
7- أشرب عصائر الفواكه غير المحلاة في السحور.
8- أشرب اللبن الرائب وخاصة عند السحور.

تأثير الصيام على أجزاء الجسم بالصور 2024.

تأثير الصيام على أجزاء الجسم بالصور

القعدة

تأثير الصيام على أجزاء الجسم بالصور
.
.
.

..تأثير الصيام على الدماغ..

القعدة

..تأثير الصيام على الجلد ..

القعدة

.. تأثير الصيام على القلب ..

القعدة

.. تأثير الصيام على الدم ..

القعدة

.. تأثير الصيام على الجهاز الهضمي ..

القعدة

..تأثير الصيام على البنكرياس ..

القعدة

.. تأثير الصيام على الكبد ..

القعدة

.. تأثير الصيام على الكلى ..

القعدة

.. تأثير الصيام على المفاصل ..

القعدة

اتمنى لكم الفائده

القعدة

شكرا على المعلومات

شكرا ل على هذه المعلومات الثمينة نرجو من الله أن يجعلها في ميزانك و و يغفر ل ماتقدم من ذنبك و ما تأخر
لكن أريد أن أسأل من أين لك بهذه الصور التي توضح جسم الإنسان فقد بحثت عنها كثير و لم أجدها
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة glambert القعدة
القعدة
القعدة

شكرا على المعلومات

القعدة القعدة
مشكور اخي الكريم علي مورور

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imane0511 القعدة
القعدة
القعدة
شكرا ل على هذه المعلومات الثمينة نرجو من الله أن يجعلها في ميزانك و و يغفر ل ماتقدم من ذنبك و ما تأخر
لكن أريد أن أسأل من أين لك بهذه الصور التي توضح جسم الإنسان فقد بحثت عنها كثير و لم أجدها
القعدة القعدة
و اياكي برك الله فيكي و مشكور علي المورور اطيب

أفطر لعدم قدرته على الصيام ثم توفي 2024.

أفطر لعدم قدرته على الصيام ثم توفي

السؤال: رجل مات يوم عيد الفطر، وفي أول يوم من رمضان أو الثاني أصابه المرض، ومر عليه رمضان كله وهو مفطر، فهل على ورثته الصيام عنه بعد وفاته، أو عليهم إطعام، أو ليس على الميت ولا على الورثة شيء من ذلك؟
الجواب: إذا كان هذا المريض أفطر لعدم قدرته على الصيام، ولم يتمكن من القضاء لأنه مات يوم عيد الفطر، فالصوم لم يجب عليه أداء لعدم القدرة لمرضه، ولا قضاء لعدم التمكن لموته يوم عيد الفطر، وليس على ورثته الصوم ولا الإطعام عنه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (820)
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن منيع … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي
ﺷﻜﺮﺁ ﺟﺰﻳﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻭ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ
ﻭﺍﺻﻞ ﺗﺎﻟﻘﻚ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﺍﺧﻲ .. .
ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻚ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ
ﻟﻚ ﻣﻨـــــــ ﺍﺟﻤﻞ ﺗﺤﻴﺔ ــــــــــﻲ

أحكام الصيام ( مفهومه، مفطراته،ما يجوز فيه، سننه المنسية ) للعلامة ابن عثيمين 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدُ لله الذي بَيَّنَ لعباده الحرام والحلال، وحدَّ لهم حدودًا بيّنة المعالم لا غموض فيها ولا إشكال، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الكبير المتعال، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله أهدى الخلق وأتقاهم لله في المقال والفعال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقب الأيام والليال، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
فيا عباد الله، اشكروا الله – تبارك وتعالى – على ما نوّع لكم من مواسم الخيرات التي تتكرّر عليكم لتزدادوا بها إيمانًا وإكثارًا من الأعمال الصالحات، ثم اشكروه على ما أبانَ لكم من معالم الدين، والتزموا طاعته وتقواه فإنها سيرة النبيين والمرسلين.
إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، ألا وإن مِمَّا حدَّه الله تعالى وأوضحه وأبانه وأظهره ذلكم الصوم الذي هو أحد أركان الإسلام، فقد بيَّن الله تعالى ابتداءه وانتهاءه شهريًّا، وابتداءه وانتهاءه يوميًّا، بيَّن الله ذلك في كتابه وفي سنَّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال الله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين»(1)، وقال الله تعالى في تحديده اليومي: ﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾[البقرة: 187] .
إن الخيط الأبيض: بياض النهار، والخيط الأسود: سواد الليل، وقال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لأصحابه: «كُلُوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم؛ فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»(2)، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا أقبلَ الليل من هاهنا – وأشار إلى المشرق – وأدبر النهار من هاهنا – وأشار إلى المغرب – فقد أفطر الصائم»(3)، فمتى شاهد الإنسان الفجر المعترض في الأفق أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر وجبَ عليه الإمساك، ومتى شاهد قرص الشمس غائبًا في الأفق ولو كان شعاعها باقيًا في السماء أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس حَلَّ له الفطر، ولو سمع المؤذن لأذان المغرب ولكنه يرى الشمس لم تغب فإنه لا يَحِل له أن يفطر؛ لأن العبرة بغروب الشمس، ولو شاهد الفجر ولم يسمع المؤذن وجَبَ عليه الإمساك؛ لأن العبرة بطلوع الفجر .
أيها المسلمون، إن الصوم الشرعي هو: التعبد لله – تبارك وتعالى – بالإمساك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن المفطّرات التي بيَّنها الله تعالى في كتابه وبيَّنها رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في سنَّته، وهي سبعة أنواع:
الأول: الجِماع وهو أعظم المفطّرات وأشدها وفيه الكفّارة المغلظة إذا حصل في نهار رمضان مِمَّن يجب عليه الصوم، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر فيهما يومًا واحدًا إلا من عذر، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، هكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، «فقد جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلَكْت، قال: ما أهلكك ؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم، فأمره صلى الله عليه وسلم بالعتق، فقال: إنه لا يجد، ثم أمره بالصيام فقال: إنه لا يستطيع، ثم أمره بالإطعام فقال: إنه لا يجد»(4) .
المفطّر الثاني: إنزال المني باختياره بتقبيلٍ، أو لمس، أو ضمٍّ، أو استمناء أو غير ذلك، فأما إنزال المني بالاحتلام فلا يفطّر؛ لأنه من نائم والنائم لا اختيار له، وأما المذي فلا يفطّر أيضًا؛ لأنه لا دليل على أنه يفطر، والأصل بقاء الصوم حتى يقوم الدليل على أنه فاسد .
المفطّر الثالث: الأكل والشرب وهو: إيصال الطعام أو الشراب إلى جوفه سواء كان الطعام أو الشراب حلالاً أم حرامًا، نافعًا أم غير نافع، وسواء كان عن طريق الفم أم عن طريق الأنف لقول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – للصحابي لقيط بن صبرة رضي الله عنه: «بالِغْ في الاستنشاق – يعني: في الوضوء – إلا أن تكون صائمًا»(5)، وفي هذا إشارة إلى أن الداخل من الأنف كالداخل من الفم، فأما شم الروائح فإنه لا يفطّر؛ يعني: لو أن الإنسان شم دهن عود، أو ماء ورد، أو غيرهما مِمَّا له رائحة قوية أو ضعيفة فإنه لا يفطّر ولو وصل ذلك إلى حلقه؛ لأنه ليس للرائحة جرمٌ يصل إلى الجوف، وأما دخان البخور فإنه لا يشمه الإنسان ولكن له أن يتبخر ولا حرج عليه، وله أن يضع المبخرة تحت غترته، وله أن يضعها تحت لحيته ولا حرج عليه لكن لا يشم الدخان؛ لأن الدخان له جرمٌ يصل إلى الجوف .
الرابع: ما كان بمعنى الأكل والشرب، مثل: الإبر المغذِّية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب؛ لأنها بمعنى الأكل والشرب، والشريعة الإسلامية لا تفرّق بين شيئين متماثلين كما أنها لا تجمع بين شيئين متفارقين، أما الإبر غير المغذّية فإنها لا تفطّر سواء أُخذت للتداوي، أم للتنشيط أم لغير ذلك، وسواء أُخذت مع العرق أم مع العضلات؛ لأنها ليست بمعنى الأكل والشرب .
وهنا قاعدة أحبُّ أن أزفّها إليكم معشر الإخوة من طلاب علْم وغيرهم وهي: أن الأصل صحة الصيام وبقاؤه صحيحًا حتى يثبت ما يفسده بالنص، أو الإجماع أو القياس الصحيح .

المفطر الخامس: إخراج الدم بالحجامة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم»(6)، فأما أَخْذُ الدم من البدن للتحليل فإنه لا يفطّر؛ لأنه يسيرٌ لا يؤثر على البدن تأثير الحجامة، ولا يفطّر خروج الدم بالرعاف ولو كثر؛ لأنه بغير اختيار الإنسان، ومثل ذلك: لو خرج الدم من جرح سكين، أو زجاجة، أو حادث ولو كثر؛ لأنه بغير اختياره، ولا يفطّر خروج الدم من قلع السن أو الضرس ولكن لا يبلع الدم؛ لأن بلع الدم حرام على الصائم وغيره؛ وعلى هذا فيجوز للصائم أن يقلع ضرسه وسنَّه ولا إثم عليه في ذلك، ولو وصل شيء من الدم إلى جوفه بغير اختياره في هذه الحال فإنه لا حرج عليه، ولا يفطر الصائم بشق الجرح لإخراج المادة منه ولو خرج معها دم، أما سحب الدم من شخص ليُحْقَنَ في شخص آخر فإنه يفطّر إذا كان كثيرًا يؤثر على البدن تأثير الحجامة؛ وعلى هذا فمَن كان صومه واجبًا فإنه لا يحلُّ له أن يتبرع بشيء من دمه إلا أن يكون لشخص مضطر لا يمكن صبره إلى الغروب فإنه يجوز للإنسان أن يتبرع بدم منه لهذا المضطر إذا قال الأطباء إنه تزول به الضرورة، وإذا سُحب منه الدم لهذا المضطر فإنه يكون مفطرًا بسبب مباح ويجوز له أن يأكل ويشرب بقية يومه ويقضي يومًا مكانه .
المفطر السادس: القيء وهو: إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب، فإن خرج ذلك بدون تعمّد فلا حرج، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن ذرعه القيء- أي: غَلَبَه – فليس عليه قضاء، ومَن استقاء عمدًا فلْيقْضِ»(7).
وهذه المفطّرات الستة لا تفطّر الصائم إلا بشروط وهي: أن يكون عالِمًا، ذاكرًا، مُختارًا، هذه شروط المفطّرات، فأما إذا فعلها جاهلاً فإنه لا يفطر سواء كان جاهلاً بالحكم أم جاهلاً بالوقت، فمَن أكل مثلاً يظن أن الفجر لم يطلع ثم تبيَّن له أنه طالع فصيامه صحيح، مثاله: رجل قام من النوم فأدنى سحوره وجعل يتسحّر وإذا بالناس يُقيمون الصلاة فإنه يجب عليه الإمساك حينئذٍ وليس عليه قضاء وصومه صحيح؛ لأنه جاهل، وكذلك لو أن أحدًا سمع مؤذِنًا للمغرب ثم أفطر وتبيَّن أن الشمس لم تغرب فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه .
إني أقول هذا بدلالة الكتاب والسنَّة على ذلك، أما الكتاب فاسمعوا قول الله عزَّ وجل: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾[الأحزاب: 5]، وهذا الرجل الذي أكل في النهار من أوله أو آخره وهو لا يدري لم يتعمّد الإثم ولا الفطر ولكنه أخطأ، وقد نفى ربنا – وهو أرحم الراحمين – الجناحَ علينا إذا كان ذلك عن خطإٍ .
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – قالت: «أفطرنا على عهد النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في يوم غيم ثم طلعت الشمس، فقد أفطروا في النهار لكنهم يظنّون أن الشمس قد غربت ولم يأمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالقضاء»(8)، ولو كان القضاء واجبًا لأمَرَهم به؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يجب عليه أن يبلّغ رسالة ربه لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾[المائدة: 67]،ولو أمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالقضاء لنُقِل إلينا نقلاً صحيحًا واضحًا؛ لأنه حينئذٍ يكون من شرع الله، وقد تكفَّل الله تعالى ببيانه وأوجب على رسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – تبليغه، ولكن متى علم أنه في نهار وجب عليه أن يُمسك، فإن استمر بعد علمه بطَلَ صومه، ومَن أتى شيئًا من المفطرات ناسيًا فصومه تامٌّ ولا قضاء عليه حتى لو أكل حتى شبع أو شرب حتى روي وهو ناسٍ فإن صومه تامٌّ لا نقص فيه ولا قضاء عليه، أسْتَدِلُ لذلك بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أما كلام الله فقد قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[البقرة: 286]، فقال الله تعالى: «قد فعلت»(9) أي: لا أؤاخذكم بالنسيان أو الخطأ، وأما كلام النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقد قال: «مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فلْيُتمّ صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»(10)، وتأمَّل – يا أخي – قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فلْيُتمّ صومه» ليتبيَّن لك أن الصوم تامٌّ لا نقص فيه، ولكن متى ذَكَرَ أو ذُكِّرَ وجب عليه أن يُمسك حتى الذي في فمه يجب أن يلفظه، فإن بلعه بعد أن ذَكَرَ أو ذُكِّرَ بطل صومه، ومَن رأى صائمًا يأكل أو يشرب ناسيًا فلْيذكِّره؛ فإنه من التعاون على البر والتقوى، ومَن حصل عليه شيء من المفطّرات بغير اختياره فصومه صحيح، فلو طار إلى جوفه غبار أو تسرّب إليه ماء من المضمضة أو الاستنشاق فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه .
النوع السابع من المفطرات: خروج دم الحيض والنفاس فهذا يختص بالنساء، فمتى خرج من المرأة حيض أو نفاس قبل الغروب ولو بلحظة بطلَ صومها، فإن خرج بعد الغروب ولو بلحظة فصومها صحيح ولا قضاء عليها حتى لو أن المرأة أحسّت بقرب خروج الحيض أو النفاس قبل الغروب ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس فإن صومها صحيح ولا قضاء عليها، وأما ما اشتهر عند النساء من أن المرأة إذا حاضت بعد غروب الشمس وقبل أن تصلي المغرب فصومها باطل فإن هذا لا أساس له من الصحة .
ويجوز للصائم أن يكتحل وأن يتداوى بأي كحل أو دواء شاء وأن يقطّر دواء في أذنه ولا يُفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه، ويجوز للصائم أن يداوي جروحه وأن يتطيَّب بالبخور وغيره ولكن لا يستنشق دخان البخور فيصلُ إلى جوفه .
ويجوز للصائم أن يستاك في أول النهار وآخر النهار بل السواك سنَّة للصائم وغير الصائم قبل الزوال وبعد الزوال ويتأكد عند الوضوء والصلاة والقيام من النوم ودخول البيت أول ما يدخل؛ فإن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان إذا دخل بيته أول ما يبدأ به السواك .
أيها الإخوة المسلمون، ماذا تظنون بفرض الصيام عليكم ؟ أَتَظُنُّون أنه للإمساك عن الأكل، والشرب، ومباشرة النساء، وغيرها من المفطّرات ؟
نعم، هذا هو الصيام الحسي ولكن الصيام المعنوي الذي هو روح الصيام هو أن تتقوا الله تعالى كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(11).
فاحفظوا – أيها المسلمون – صيامكم وحافظوا عليه والتزموا فيه حدود الله غير مُغالين ولا مفرّطين؛ فإن دين الله تعالى وسط بين الغالي فيه والجافي عنه «وتسحّروا فإن في السحور بركة»(12)كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فمِن بركته: أنه يُعين على الصيام، ومن بركته: أن فيه امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ومِن بركته: أن فيه تأسِّيًا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنه كان يتسحر، وأخِّروا السحور فإن تأخيره أفضل، وأفطروا إذا غربت الشمس وبادروا بالفطر «فلا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر»(13)، وأفطروا على رُطَب، فإن لم يكن فتمر، فإن لم يكن فماء فإنه طهور، فإن لم يكن فعَلَى أي طعام أو شراب حلال، فإذا غربت الشمس والإنسان في مكان ليس فيه ما يفطر به فإنه ينوي الفطر بقلبه، وما اشتهر عند العوام أنه يمصّ أصبعه أو يعلك ثوبه ثم يمصّ ريقه الذي ابتلَّ به ثوبه فإن هذا لا أساس له من الصحة .

أيها الإخوة المسلمون، قوموا بِما أوجب الله عليكم في أيام صيامكم وليالي شهركم وفي جميع عمركم ولا تهاونوا واعلموا أن كل واجب ضيّعتموه أو محرّم فعلتموه فإنه نقص في إيمانكم وصيامكم .
ابتعدوا – أيها الإخوة – عن استماع المعازف آلات اللهو من الراديو أو غيره؛ فإن الصوم جُنَّة يتقي بها الصائم من الآثام وينجو بها من النار .
اللهم إنَّا نسألك في مقامنا هذا أن تحفظ علينا ديننا، اللهم احفظ علينا ديننا، وثبّتنا عليه إلى الممات، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، اللهم هَبْ لنا من لدنك رحمة؛ إنك أنت الوهاب .
اللهم اجعلنا مِمَّن يصوم رمضان ويقومه إيمانًا بك واحتسابًا لثوابك يا رب العالمين .
والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تُنجي قائلها يوم يلاقيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فيا أيها الناس، إنكم في استقبال شهر مبارك كريم، إنكم في استقبال شهر رمضان الذي خصَّه الله تعالى بخصائص لم تكن في غيره؛ خصّه الله تعالى بفرض صيامه وجعل صيامه أحد أركان الإسلام ورتَّب على صيامه إيمانًا واحتسابًا مغفرة ما سبق من الذنوب والآثام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(14).
إن شهر رمضان اختصّه الله تعالى بمشروعية قيام لياليه؛ فإن «مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(15) .
إن شهر رمضان اختصّه الله تعالى بليلة القدر التي قال الله عنها منوِّهًا بفضلها؛ حيث أنزل فيها سورة كاملة: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾[القدر: 1-5]، ووصف الله هذه الليلة بأنها ليلة مباركة، فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة﴾[الدخان: 3]، ووقعت فيه انتصارات عظيمة للمسلمين في بدر، وفي فتح مكة، والانتصار لهذه الأمة في أولها هو انتصار لها إلى يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه في كل زمان ومكان .
أيها الإخوة، قوموا في رمضان، احرصوا على قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ فإن «مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(16)، واحرصوا على متابعة الإمام من أول الصلاة إلى آخرها؛ فإن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة»(17).
لا تضيّعوا هذه الليالي الكريمة بالتسكّع يمينًا وشمالاً، اغتنموا الفرصة فإن الإنسان الذي يدركه هذا العام لا يدري أَيُدركه بعد هذا العام أو لا يدركه ؟
اغتنموا – أيها الإخوة – مواسم الخيرات، لا تفرّطوا في هذه التراويح؛ إنها إذا تابع الإمام فيها حتى ينصرف فإنه يُكتب له قيام ليلة ولو كان نائمًا على فراشه، فلله الحمد رب العالمين .
وإني أوجّه نصيحة إلى إخواني الأئمة أن يتّقوا الله تعالى فيمَن وراءهم من المسلمين، وأن يصلّوا صلاة يطمئنون فيها حتى يتمكّن إخوانهم من الدعاء والتسبيح والقراءة على مهل، ولا يسرعوا؛ فإن البِرَّ ليس بالإسراع، إن البِرَّ في موافقة السنَّة، ولقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يُطيل القيام حتى ربما جاء السَّحَر وهو يصلي عليه الصلاة والسلام في أصحابه .
أيها الإخوة الأئمة، إنني أنصحكم نصيحة أرجو الله تعالى أن يُثيبنا عليها جميعًا، أن يُثيب الناصح والمنصوح إذا امتثل، لا تسرعوا في الصلاة، ليس البر في الإسراع، لا تغترّوا إذا كثر الناس وراءكم من أجل أنكم تسرعون ولا تطمئنون؛ إن هذا خطأ؛ إن الإمام مؤتمن، إنه تحمل أمانة أن يكون الناس وراءه يأتون بالعبادة على الوجه المطلوب، سبّحوا ثلاثًا أو أكثر وأكْثروا من الدعاء وأَتِمُّوا التشهد؛ فإن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: «إذا تشهَّد أحدكم التشهد الأخير فلْيستعيذْ بالله من أربع: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال»(18)، وكثير من الأئمة إذا كمّل التشهد الأول إلى قوله: «وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله» قال: اللهم صلِّ على محمد ثم سلّم، وهذا تفريط في الأمانة؛ لأن الذين وراءَه قد لا يصِلون إلى هذا، قد يُسَلِّمون قبل أن يُصَلّوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – في التشهد الأخير، والمعروف عند فقهاء الحنابلة أن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – في التشهد الأخير ركنٌ لا تصح الصلاة إلا به، فهل ترضى لنفسك – أيها الإمام – أن يخرج إخوانك من الصلاة وهم لم يتموّها ؟
أكْملوا التشهد الأول كله، ومع ذلك هؤلاء الذين يسرعون ويعجّلون إذا خرج الناس فإلى أين يخرجون ؟ أَيَخْرجون إلى عبادة أفضل ؟ !
إنهم يخرجون ليتسكَّعوا في الأسواق، أو يذهبوا إلى متاجرهم، أو يذهبوا إلى أهليهم، وربما يبقون في السهر إلى حدٍّ بالغ على غير فائدة، فما الذي يحدو بالأئمة أن يسرعوا هذا الإسراع الفاحش الذي قد يُخلُّ بالطمأنينة ؟ إن عليهم أن يتّقوا الله .
أما عدد القيام التي هي التراويح فإن الأمر فيها واسع: يجوز للإنسان أن يصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، أو تسع عشرة ركعة، أو ثلاثًا وعشرين ركعة، أو أكثر من ذلك أو أقل، ولكن العدد المفضّل الذي كان عليه النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – هو إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة كما سُئلت عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – وهي من أعلم الناس بصلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – في الليل، سئلت: كيف كانت – صلاة النبي صلى الله عليه وسلم – في رمضان ؟ فقالت: «كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهنّ وطولهن ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهنّ وطولهنّ ثم يصلي ثلاثًا»(19) هكذا قالت رضي الله عنها، وقد فهم بعض الناس أن معنى قولها: «يصلى أربعًا» أنه يصليها بسلام واحد وهذا فهم خاطئ؛ لأن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – التي قالت هذا هي التي صَحَّ عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي إحدى عشرة ركعة ويسلّم من كل ركعتين، وعليه فمجمل كلامها يُحمل على مفصّله، وهذا – أعني: كون بعض الناس يأخذ ببعض الأدلة دون أن يجمع أطرافها – هذا نقص عظيم في العلْم ونقص عظيم في هداية الخلق؛ ولذلك يجب على طالب العلم إذا أراد أن يحكم على شيء أن يجمع الأدلة من جميع أطرافها حتى لا يُضلّ عباد الله عن دين الله، لا يمكن أن يكون الرسول – عليه الصلاة والسلام – يجمع أربعًا في تسليم واحد وهو الذي قال: «صلاة الليل مثنى مثنى»(20) فكيف يخالف ما أرشد إليه أمته ؟ وإذا كان هذا الحديث المجمل قد فُصّل من راويه في موضع آخر فإنه يجب الرجوع إليه، أما الوتر فنعم، الوتر يجوز للإنسان أن يوتر بثلاث بتشهّد واحد وتسليم واحد، ويجوز أن يوتر بخمس ولا يسلّم إلا في آخرها وهو الأفضل، وأن يوتر بسبع ولا يسلّم إلا في آخرها وهو الأفضل، وأن يوتر بتسع ولا يسلّم إلا في آخرها لكنّه يتشهّد في الثانية التشهد الأول ولا يسلّم ثم يأتي بالتاسعة ويسلّم وهو الأفضل، ولكن هذا إذا كان الإنسان المصلي وحده فله أن يوتر بالخمس، والسبع، والتسع بتسليم واحد، أما إذا كان إمامًا فلا يفعل؛ لأنه إذا فعل ذلك شَقَّ على المأمومين مشقة عظيمة، وأرْبَكَ المؤمنين الذين يدخلون معه بعد انتهاء الفريضة لا يدرون أَيَنْوي الوتر أم ينوي التراويح فيُشكل عليهم بالنيَّة، وإذا قُدِّر أنه نَبَّهَ مَن حوله عند ابتداء التراويح وقال: إنّا سنجعلها وترًا خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا فإن الداخلين بعد ذلك لا يدرون ما نوى فيقعون في إشكال، ثم إنني لا أعلم إلى ساعتي هذه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قام بأصحابه بخمس، أو سبع، أو تسع، لكن بعض الناس، بعض الإخوة المجتهدين قالوا: إذا كان هذا ثابتًا عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فإنه ينبغي أن نفعله؛ حتى نُظهر السنَّة، ولكننا نقول: لم يثبت عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه أوتر بأصحابه بخمس، أو سبع، أو تسع، ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال كلمة عامة، قال: «أيّكم أَمَّ الناس فلْيوجز؛ فإن مَن ورائه الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة»(21)؛ لذلك أقول أيها الإخوة: اجمعوا أطراف الأدلة حتى يتبيَّن لكم الحق واضحًا بيِّنًا لا إشكال فيه؛ ولا تأخذوا ببعض منها على فهم خاطئ، فإذا قال قائل: إن في هذا إظهار للسنَّة، قلنا: إن إظهار السنَّة لا يتعيَّن بالفعل بل يمكن أن يُظهر السنَّة بالقول فيتكلم مع الناس ويعظهم ويقول: مَن أراد منكم أن يوتر بخمس فلا يسلّم إلا في آخرها، أو بسبع فلا يسلّم إلا في آخرها، أو بتسع فلا يسلّم إلا في آخرها ويتشهّد في الثامنة، وبذلك تتبيَّن السنَّة دون الإشفاق على الناس والعنت عليهم .
اللهم إنّا نسألك في مقامنا هذا أن تهدينا لِما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط المستقيم .
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
والخلاصة أنني أوجه النصيحة إلى الأئمة بأن يتأنوا في صلاة التراويح؛ حتى يتمكَّن المسلمون من التسبيح والدعاء، وألا يُطيلوا على الناس بالإيتار بخمس أو سبع أو تسع؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما أعلم أنه صلى بالناس بهذا العدد، ولِمَا فيه من المشقة المنافية لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «أيُّكم أَمَّ الناس فلْيوجز» .
ثم إننا نشكر وزارة الأوقاف على ما نشرته على الأئمة بألا يرفعوا الصلاة من على المناير؛ لأن في ذلك تشويش على الناس الذين حولهم من المساجد وعلى أهل البيوت الذين يصلّون في بيوتهم من المرضى والنساء؛ ولذلك كان هذا القرار موفّقًا .
نسأل الله أن يوفِّق هذه الوزارة وغيرها من وزارت حكومتنا لِما فيه صلاح البلاد والعباد .
وعلى هذا فإنني أنصح الأئمة بأن يُغلِقوا مكبِّر الصوت من المنارة وأن يجعلوا مكبِّر الصوت في داخل المسجد فقط .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
—————————–
(1)أخرجه البخاري برقم [1907]، ومسلم برقم [1080]، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما .
(2)أخرجه البخاري برقم [1918]، ومسلم برقم [1092]، من حديث عائشة رضي الله عنها .
(3)أخرجه البخاري برقم [1954]، ومسلم برقم [1100]، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .
(4)أخرجه البخاري في كتاب [الصوم] باب: إذا جامَعَ في رمضان ولم يكن له شيء، رقم [1936]، ومسلم كتاب [الصيام] باب: تغليظ تحريم الجِماع في نهار رمضان على الصائم، رقم [1111]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(5)أخرجه أبو داوود، رقم [2365]، والترمذي برقم [788]، والنسائي برقم [1/66]، وابن ماجة برقم [407]، من حديث لقيط بن صبرة رضي الله تعالى عنه .
(6)أخرجه الإمام أحمد، رقم [5/277]، وأبو داوود برقم [2367]، والنسائي في الكبرى برقم [3137]، وابن ماجة برقم [1680]، من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه .
(7)أخرجه الإمام أحمد، رقم [2/498]، وأبو داوود برقم [2380]، والترمذي برقم [720]، وابن ماجة برقم [1676]، وابن حبان برقم [3518]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(8)أخرجه البخاري برقم [1959]، من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما .
(9)أخرجه مسلم، كتاب [الإيمان] باب: بيان قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾[البقرة: 284]، رقم [126]، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .
(10)أخرجه البخاري برقم [1933]، ومسلم برقم [1155]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(11)أخرجه البخاري برقم [1903]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(12)أخرجه البخاري برقم [1923]، ومسلم برقم [1095]، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما .
(13)أخرجه البخاري برقم [1957]، ومسلم برقم [1098]، من حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه .
(14)أخرجه البخاري برقم [1901]، ومسلم برقم [760]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(15)أخرجه البخاري برقم [37]، ومسلم برقم [759]، وأخرجه البخاري في كتاب [الإيمان] رقم [36]، وأحمد في مسنده في المكثرين، رقم [9913]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(16)أخرجه البخاري برقم [37]، ومسلم برقم [759]، وأخرجه البخاري في كتاب [الإيمان] رقم [36]، وأحمد في مسنده في المكثرين، رقم [9913]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
(17)أخرجه الترمذي برقم [806]، والنسائي برقم [1605]، وابن ماجة برقم [1327]، من حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه .
(18)أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين من الصحابة، رقم [6939]، والبخاري في كتاب [الجنائز] رقم [1388]، ومسلم في كتاب [المساجد ومواضع السجود] رقم [924]، والنسائي في كتاب [سجود السهو] رقم [1292]، وأبو داوود في كتاب [الصلاة] رقم [833]، وابن ماجة في كتاب [إقامة الصلاة] رقم [899]، والدارمي في كتاب [الصلاة] رقم [1310]، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه [وكل الروايات بلفظ إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير] ت ط ع .
(19)أخرجه الإمام أحمد في مسند الأنصار، رقم [22944]، والبخاري في كتاب [الجمعة] رقم [1079]، ومسلم في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] رقم [1220-1221]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
(20)أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، رقم [6133]، والبخاري في كتاب [الصلاة] رقم [452]، ومسلم في كتاب [صلاة المسافرين] رقم [1239]، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، ت ط ع .
(21)أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، رقم [21312]، والبخاري في كتاب [الأحكام] رقم [6626]، ومسلم في كتاب [الصلاة] رقم [713]، من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .
بـــــــــــــــــــــــــــــ ـــاركــــ الله فيـــــــــــــــــــــــكــ أخيــــــ

وجـــزاكــ كل خير إن شاء الله

وشكرا ع المعلومات المفيدة جدا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zehor القعدة
القعدة
القعدة

بـــــــــــــــــــــــــــــ ـــاركــــ الله فيـــــــــــــــــــــــكــ أخيــــــ

وجـــزاكــ كل خير إن شاء الله

وشكرا ع المعلومات المفيدة جدا

القعدة القعدة
وفيك بارك الله، ولا شكر على واجب.

بارك الله فيك وصحا فطورك
شكرا على الموضوع المميز