الابتلاء بالصيد 2024.

الابتلاء بالصيد :
بين الله للمؤمنين أنه سيبلوهم أى سيختبرهم بشىء من الصيد تأخذه كل من الأيدى والرماح وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا ايها الذين أمنوا ليبلونكم الله بشىء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم"
تفصيت التحريم هو :
-المراد بالذين أمنوا هم المحرمين أى حجاج وعمار البيت الحرام

– الصيد المحرم هو:
صيد البر والمراد حيوانات اليابس وأما حيوانات وكائنات البحر التى تؤكل طعام أو لا تؤكل فصيدها حلال لهم وهم فى البحر وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"أحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا"

أسباب الابتلاء ، وأنواعه للشيخ/ صالح آل الشيخ 2024.

أسباب الابتلاء ، وأنواعه للشيخ/ صالح آل الشيخ

أسباب الابتلاء ، وأنواعه
القعدة

للشيخ/ صالح آل الشيخ
(1) يُصيبُ اللهُ – جل وعلا – أمةَ الإسلام بما يصيبُها بسببِ ذنوبها تارةً ، وابتلاءً واختبارًا تارةً أخرى .
(2) يُصيب اللهُ – جل وعلا – الأُممَ غيرَ المسلمةِ بما يصيبُها إما عقوبةً لما هي عليه من مخالفةٍ لأمرِ الله – جل وعلا – وإما لتكون عبرةً لمن اعْتَبَرَ ، وإما لتكونَ ابتلاءً للناس ، هل يَنْجَوْنَ أو لا يَنْجَوْنَ ؟ قال اللهُ – تعالى – : (فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
وهذا في العقوباتِ التي أُصِيبَتْ بها الأُممُ ، العقوباتِ الاستئصاليةِ العامةِ ، والعقوباتِ التي يكونُ فيها نكايةٌ ، أو يكونُ فيها إصابةٌ لهم .
(3) تُصاب الأمةُ بأن يبتليَها اللهُ بالتفرُّقِ فِرَقًا ، بأن تكونَ أحزابًا وشِيَعًا ؛ لأنها تركتْ أمرَ الله – جل وعلا – .
(4) تُصاب الأمةُ بالابتلاء بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ ، وعدمِ رجوعِهم إلى العلمِ العظيمِ الذي أنزله اللهُ – جل وعلا – . قال الله – تعالى – فيما قصَّه علينا من خبر الأُمَمِ الذين مَضَوْا قبلَنا : (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ). وقال – سبحانه – : (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ). عندَ أهلِ الكتابِ العلمُ النافعُ ، ولكن تَفَرَّقُوا بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ ، وعدمِ رجوعِهم إلى هذا العلمِ العظيمِ الذي أنزلَه اللهُ – جل وعلا – ، تَفَرَّقُوا في العملِ ، وتركُوا بعضَه .
(5) يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم ، فَيَتَّبِعُونَ المتشابِه . قال اللهُ – جل وعلا – في شأنهم : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ). فليس وجودُ المتشابه سببًا في الزيغ ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ. فاللهُ – سبحانَهُ – أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً ، ثم اتباعِ المتشابه ثانيًا ، وقد جاءت (الفاءُ) في قوله – جل وعلا – : (فَيَتَّبِعُونَ) لإفادةِ الترتيبِ والتعقيبِ. ففي النصوصِ ما يَشْتَبِهُ ، لكن مَنْ في قلبه زيغٌ يذهبُ إلى النصِّ فيستدلُ به على زَيْغِهِ ، وليس له فيه مُسْتَمْسَكٌ في الحقيقةِ ، لكن وَجَدَ الزيغَ فذهبَ يتلمَّسُ له . وهذا هو الذي ابْتُلِيَ به الناسُ – أي : الخوارجُ – في زمنِ الصحابةِ ، وحصلتْ في زمن التابعينَ فتنٌ كثيرةٌ تَسَـبَّبَ عنها القتالُ والملاحِمُ مما هو معلومٌ .

فوائد الابتلاء
الأمةُ الإسلاميةُ والمسلمون يُبْتَلَوْنَ .
وفائدةُ هذا الابتلاءِ معرفةُ مَنْ يَرْجِعُ فيه من الأمةِ إلى أمرِ اللهِ – جل وعلا – معتصِمًا بالله ، متجرِّدًا ، متابعًا لهدي السلفِ ممّن لا يرجعُ ، وقد أصابته الفتنةُ ، قلّتْ أو كَثُرَتْ .

الفرق بين البلاء والابتلاء 2024.

تناول فضيلة الشيخ عمر عبد الكافى فى هذا المقال الفرق بين البلاء والإبتلاء

ولماذا يمهل الله للظالم؟
كما تناول انواع الإبتلاء ، وكيف يرفع الله بها درجات العباد المؤمنين،
وكذلك تناول مفهوم الصبر الجميل نريد من فضيلتكم توضيح الفرق بين البلاء والإبتلاء؟

أولا :
البلاء يكون للكافر، يأتيه، فيمحقه محقاً. وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته .
ومن أسماء الله تعالى: الصبور

والإنسان عندما يصبر على امتحان معين، فهو صابر.
أما صبر الله سبحانه: أنه لا يعجل الفاسق أو الفاجر أو الظالم أو الكافر بالعقوبة.
فأنت كبشر قد تتعجب: كيف يمهل هذا الإنسان. وهو يعيث في الأرض فساداً.
-ولو حُكِّم إنسان في رقاب البشر، لطاح فيهم والله سبحانه وتعالى عندما قال
"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ (75) [الأنعام 75]

فعندما رأى، أراه الله الملكوت، وكشفه، كشف له الحجب. فرأى الخليل ما لا يراه في حياته البشرية.

رأى إنساناً ظالماً يضرب يتيماً، فقال له: يا ظالم، أما في قلبك رحمة،
أتضرب اليتيم الذي لا ناصر له إلا الله. اللهم أنزل عليه صاعقة من السماء.

فنزلت صاعقة على الرجل رأى لصاً يسرق مال أرملة، أم اليتامى.

فقال له: يا رجل أما تجد إلا هذا؟! اللهم أنزل عليه صاعقة وتكرر هذا

فقال له الله سبحانه: (يا إبراهيم، هل خلقتهم؟)
قال: لا يا رب قال: لو خلقتهم لرحمتهم، دعني وعبادي.

إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم وأنا أرحم بهم من الأم بأولادها.

فالله الصبور لا يعجل ولا يعاجل.

فمتى جاء عقاب فرعون؟! لقد جاء بعد سنوات طويلة

وكان قد أرسل له بنبيين عظيمين وقال لهما

" اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) [طه 43 – 44]

وهو الذي طغى وطغى وطغى..فلما وصل الأمر إلى ذروته: أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

فالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر، فيمحقه محقاً، لأنه لا خير فيه

عندما قال سيدنا موسى-الكليم-: يا رب، أنت الرحمن الرحيم، فكيف تعذب بعض عبادك في النار؟

قال تعالى: (يا كليمي، ازرع زرعاً) فزرع موسى زرعاً، فنبت الزرع.

فقال تعالى: (احصد) فحصد.ثم قال: أما تركت في الأرض شيئا يا موسى)

قال: (يا رب، ما تركت إلا ما لا فائدة به)

فقال تعالى: (وأنا أعذب في النار، ما لا فائدة فيه)

فهذا هو البلاء.

كما يقول تعالى
" وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) [البقرة 49]

ثانيا الإبتلاء
وهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع.

وبالتالي هناك: آداب الابتلاء

سؤال:

كيف يكون هناك إنسان مريض، ومصاب في ماله وجسده وأهله…فهل يكون هناك أدب مع كل هذا؟

نحن عباد الله سبحانه.

والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيده من مهام

وهو يعلم أن (سيده سبحانه وتعالى): رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً.

فإذا أمرضه، أو ابتلاه فلمصلحته. كيف؟

كان أبو ذر جالساً بين الصحابة، ويسألون بعضهم: ماذا تحب؟ فقال: أحب الجوع والمرض والموت.

قيل: هذه أشياء لا يحبها أحد

قال: أنا إن جعت: رق قلبي وإن مرضت: خف ذنبي وإن مت: لقيت ربي

فهو بذلك نظر إلى حقيقة الابتلاء.

وهذا من أدب أبي ذر.

ويقال في سيرته: أنه كان له صديق في المدينة.

وهذا الصديق يدعوه إلى بستانه ويقدم له عنقود عنب.

وكان عليه أن يأكله كله..فكان أبو ذر يأكل ويشكر، وهكذا لعدة أيام…

ففي يوم قال أبو ذر: بالله عليك، كُلْ معي.

فمد صاحب البستان ليأكل، فما تحمل الحبة الأولى، فإذا بها مرة حامضة

فقال: يا أبا ذر، أتأكل هذا من أول يوم؟

فقال: نعم. قال: لم لم تخبرني؟

قال: أردت أن أدخل عليك السرور.

فما رأيت منك سوءاً حتى أرد عليك بسوء.

هذا إنسان يعلمنا الأدب، إنه لا يريد أن يخون صاحبه، وهناك اليوم أناسٌ متخصصة في إدخال الحزن على أمم بأكملها.

وقد كان في أول عهده، تعثر به بلال، فقال له: يا ابن السوداء!

فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-:

((يا أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح)).

فإذا بأبي ذر يضع خده على الأرض ويقول:

(يا بلال، طأ خدي بقدمك حتى تكون قد عفوت عني).

فقال بلال: (عفا الله عنك يا أخي).

هذه هي الأخوة في الله.

فمع الابتلاء، لا بد أن يكون هناك أدب من العبد، لانه يعلم أن المبتلي هو الله سبحانه .

فإذا ابتلاه رب العباد فهو بعين الله ورعايته. فيتعلم الأدب مع الله فيما ابتلاه فيه.

اسف على الاطاله

وجزاكم الله خير الجزاء

لا تنسونا بصالح دعائكم أخوكم شنوى شكرا

بارك الله فيك

والله احب الشيخ عمر عبد الكافي كثيرا

خاصة سلسلة الوعد الحق

شنوى 2024

بارك الله فيك على هذا التوضيح والمقال الذى يحمل الخير الكثير

جزاك الله خيراً.

شكرا على الموضوع اخي واصل
السلام عليكم و رحمة الله اريد شكركم جميعا على ردودكم الطيبة التي تبعث في قلوبنا الأمل الف بارك الله فيكم اخواني في الله و اتمنى ان نلتقي في مواضيع مفيدة أخرى أستودعكم الله

أين اليقين في أوقات الابتلاء والضيق؟! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاعتبار بما في النَّفس وما تحويه منْ بَدَنْ وجسد مُركَّب من لحم ودم وعظم وعَصَب وشَعَر وظُفر، كُل هذا إنَّما يَعْرِفُهُ منْ وَفَّقَهُ اللهُ -جلَّ وعلا- منْ يُزَاوِل مِهْنَة الطِّب، ولِذا نَجِد عند الأطِبَّاء من خَصَائِص الأعضاء، ومعرفة فوائد هذهِ الأعضاء ما لا نَجِدْهُ عند غيرهم، وأَدْرَجَ بعضُ المُفسِّرين من المُعاصرين بعض هذه الأُمُور مُتلقَّاةً من علم الطِّب، فعلى الإنسان أنْ يهتم بهذا الموضُوع؛ لأنَّهُ يزيدُ في إيمانِهِ، ويُرسِّخُ يَقِينَهُ، قد يقول قائل: اليقين والإيمان الحمدُ لله موجُود؛ لكنْ تَجِدُهُ موجُود في وقت السَّعة؛ لكنْ ابحث عنهُ في وقت الضِّيق، خله يحصل لك حادث ولا مُصيبة ولا لولدك أقرب النَّاس إليك وأحبّ النَّاس إليك أدنى شيء، شوف اليقين وين يروح! كثيرٌ من المُسلمين كلامُهُ دعوى! فإذا جاءت المضايق، وجاءت أوقات الامتحان وجدتهُ صِفْراً، وحصل لنا ولغيرنا مثل هذا، فما وجدنا شيء في وقت الضِّيق…لماذا؟! لأنَّ الكلام في الغالب لا يتجاوز اللِّسان إلى القلب هذه مُشكلتنا، واللهُ المُستعان، تجد ما شاء الله بعض النَّاس نحن وجدنا، يعني واحد من المشايخ عندهُ مُحاضرة بعد صلاة العشاء وتنتهي في الحادية عشرة، وكُنت على موعدٍ معهُ الساعة الحادية عشرة بعد نهاية المُحاضرة، وجلسنا عندهُ إلى وقتٍ مُتأخِّر، ونرجو أنْ يكُون هذا السَّمر، وإنْ كُنا نتذرَّع بذلك، وهذا السَّهر فيما ينفع -إنْ شاء الله تعالى-، نعم هو بالنِّسبة لذلك الشَّخص السَّمر معهُ ينفع بلا شك، فلما خرجنا من عنده السَّاعة الواحِدَة، والرَّجل لم يتغيَّر من وضعِهِ شيء على عادَتِهِ، في جِدِّهِ، وفي أسئِلَتِهِ، وفي تَبَسُّطِهِ على عادَتِهِ، فبعد أنْ خرجنا معهُ بعد رُبع ساعة قال لنا واحد من الإخوان أتدرُون ما الذِّي حصل للشيخ؟! قلنا والله ما ندري عن شيء، قال: ابنُهُ الأكبر وقعَ بين يديهِ مُغماً عليهِ فذهب بِهِ للمُستشفى وأُدْخِل العِناية المُركَّزة ولا يشعُر بشيء، والأطباء يقولون ما ندري وش اللي فيه! يعني أمر لا يُطاق يعني في تقديرنا، وما تعوَّدْناه، وما تربَّينا عليه، يعني لو أنَّ الولد يُصاب بأدْنَى شيء قَلِقَ الإنسان، وأَلْغَى كثير من ارتِبَاطَاتِهِ، والله العظيم إنْ هذا الواقِع، وآخر ولدهُ بكره يُصْدَم ويمُوت بحادث ونَزُورُهُ ونُعزِّيهِ ونُواسِيه، والله إنَّهُ أثْبَتْ مِنَّا وأَصْبَر!، وثالث وهو من الأطبَّاء قبل أقل من شهر، ولَدُهُ حافظ للقرآن وإمام للمسجد يخرج من بيتِهِ فيحصل عليه حادث ويمُوت ونأتِي لِتعْزِيَتِهِ حقيقةً إنْ كانت أيَّامُهُ كُلُّها على هذا الوضْع فهو سعيد، يعني في اليوم الذِّي مات فيه ولدهُ أو من الغد إنْ كان هذا وَضْعُهُ في أيَّامِهِ العَاديَّة في أيَّام سُرُورِهِ فالرَّجُل سعيد، هذا اليقين؛ لكن أين هو إذا وُجِد مثل هذه المَضايق، كثير من النَّاس ينسَى اليقين، ويَنسَى الدِّين كُلُّهُ؛ ثُم تجدهُ من أبْلَغ النَّاس إذا وَعَظ وتَجِدُهُ في هذا المجال صِفر، يعني هذا جرَّبناهُ في أنْفُسنا قبل النَّاس، يعني طلبة علم تقول له وين يا فُلان أين ما تعلَّمت؟! لا يُحير جواب، واللهُ المُستعان.

الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله –

والله المستعان على كلِّ أمر

يعطيك ربى الف عاااافيه على الطرح المفيد
جعله الله فى ميزان حسناتك يوم القيامه
وشفيع لك يوم الحساب ………
شرفنى المرور فى متصفحك العطر
دمت بحفظ الرحمن

الابتلاء باب العطاء 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

كل العبادات تهدف إلى ذكر الله ولكن ذكر الله يكون حسب الحالة التي أوجدني عليها الله وحسب النعمة التي ساقها إلي الله حتى ولو نزل بي غم أو نزلت بي مصيبة وهي في نظري مصيبة لكنها في الحقيقة نعمة من الله وبعدها تمر علي أتحدث على أنها نعمة من الله

حتى هذه النعمة علمني رسول الله أن أشكر الله عليها ماذا علمني؟ {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إذَا أَتَاهُ الأَمْرُ يُعْجِبُهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ المُتَفَضِّلِ الَّذِي بِنِعْمَتِه تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإذَا أَتَاهُ الأَمْرُ مِمَّا يَكْرَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلىٰ كُلِّ حَالٍ}[1]

ساعة النعمة أقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وهذا يعني أن النعمة التي جاءت ليست بشطارتي أو بمهارتي أو بذكائي أو بمالي أو بقوتي لكنها تمت بنعمة الله ومعونة الله وتوفيق الله وإذا جاءت مصيبة في نظري فهي نعمة لكن لا أعلمها الآن لقوله عز وجل {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} البقرة216

فبنو إسرائيل لما اعتقدوا أن الموت نقمة وذهبوا إلى سيدنا موسى وألحوا عليه وقالوا له: يا كليم الله اطلب من ربك أن يرفع عنا الموت فلا يموت منا أحد وكانوا قوماً شداداً في المكابرة والعناد فلما ذهب موسى عليه السلام إلى ربه وطلب منه ذلك فرفع عنهم الموت وابتلاهم بالأوجاع والأسقام والفقر وقلة الأقوات

فالمريض يشكو مُرَ الشكوى من الألم ولا يجد من يريحه وليس هناك موت كما طلبوا واشتد القحط وقلت الأقوات حتى أكلوا القطط والكلاب من قلة الأقوات وبخلت السماء بالماء وبخلت الأرض بالنبات وكانوا يأكلون بعضهم من قلة الأقوات والأرزاق ولا يجدون مناصاً ولا مخلصاً لهم

وبعد خمس سنوات ذهبوا إلى موسى وقالوا له اطلب من الله أن يأتينا بالموت لقد اشتقنا إلى الموت قال يا قوم ألم تطلبوه؟ ألم أنهاكم عنه وأنتم أصررتم على ذلك؟ قالوا ما كنا نعلم بالحكمة العالية التي من أجلها بعثه الله فدعا الله فاستجاب الله له ووجدوا أن الموت هو المصيبة فيما بينهم ووصفه ربنا على قدرنا أنه مصيبة وقال {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} المائدة106

لأن الموت يريح من اشتكى من السَقم ولا يجد من يريحه من شدة الألم ويفتح للناس الأبواب لكي يأخذ كل واحد منهم دوره في الحياة فلا يتمتع الشيوخ الكبار على حساب الشباب بل لكل واحد منهم قسط معلوم ومصير من الأقوات والأرزاق ونعم الحي القيوم فعلينا أن نقول عند الموت: الحمد لله على نعمه

وحتى المرض فهو نقمة على الكافرين لكنه نعمة للمؤمنين كيف يكون المرض نعمة؟ لأن الله يطهر به المسلم من خطاياه ويغسله من ذنوبه وآثامه حتى ورد في الأثر أن { مرض يوم يكفر ذنوب سنة}

وهذا إنما هو للمريض الصابر الذي لا يجزع ولا يشكو الله ولا يقول: لم خصصتني يا ربَّ بهذا الهم؟ ولم ابتليتني بهذا الغم؟ وأنا أصلي وفلان لا يصلي لأن هذا اختياره بعلم وحكمة وهذا اختيار العليم الحكيم

فالمريض الصابر الذي لا يشكو من مثل هذا كل يوم من أيامه يكفر عنه ذنوب سنة ولذا قال صلى الله عليه وسلم : يقول الله في الحديث القدسي { أَبْتَلِـي عَبْدِي الـمُؤْمِنَ فإذَا لـم يَشْكُ إلـى عُوَّادِهِ ذلِكَ حَلَلْتُ عنهُ عِقْدِي وأَبْدَلْتُهُ دماً خيراً من دمِهِ وَلَـحْمَا خيراً من لَـحْمِهِ ثم قلتُ له: إيتَنِفِ العَمَلَ –استكمل العمل-}[2]

ومن فضل الله على هذه الأمة المحمدية أن يمرض الرجل منهم قبل موته لما ورد في الأثر إذا أحب الله عبداً أمرضه قبل موته لماذا؟ ليرحمه ويمحو الذنوب التي عليه ويبدلها بحسنات ومكان الحسنة بعشر حسنات ويزيد الله ويضاعف لمن يشاء على حسب قوة إيمانه وعلى حسب صبره وقدرته على تحمل المرض

حتى المرض نعمة من نعم الله لكن ليس معنى ذلك أن نرضى به ونسلم به ونترك التداوي وقد قال صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالى لَمْ يَخْلُقْ دَاءً إِلاَّ خَلَقَ لَهُ شِفَاءً}[3]

جزاك الله خيراً

القعدة

الحمد لله

بآرك الله فيك

شكرا لكم على الرد
جزاك الله خيرا

الابتلاء و الصبر . 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحكمة من الابتلاءات

أسمع كثيرا عن أن هناك حِكَماً عظيمة لوقوع الابتلاء على الناس ، فما هي هذه الحكم ؟.

الحمد لله

نعم للابتلاء حكم عظيمة منها :
1– تحقيق العبودية لله رب العالمين
فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، يعلن أنه عبد لله ، ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين , قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج/11 .



2– الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض
قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .



3– كفارة للذنوب
روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .



4– حصول الأجر ورفعة الدرجات
روى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .



5- الابتلاء فرصة للتفكير في العيوب ، عيوب النفس وأخطاء المرحلة الماضية
لأنه إن كان عقوبة فأين الخطأ ؟



6 البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
قال ابن القيم :
" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .



7– الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .
قال ابن حجر : " قَوْله : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."
قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) :
" واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته " انتهى .
وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 .
قال القاسمي (4/239) :
" أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم. ………ثم ذكر حكمة أخرى وهي ( ويمحق الكافرين ) أي يهلكهم ، فإنهم إذا ظفروا بَغَوا وبطروا ، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ، إذ جرت سنّة الله تعالى إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسليط عليهم … وقد محق الله الذي حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأصروا على الكفر جميعاً " انتهى .



8– إظهار حقائق الناس ومعادنهم . فهناك ناس لا يعرف فضلهم إلا في المحن .
قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه " .
ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ : اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير – يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء – فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق . فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟ قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء , قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق .


9 الابتلاء يربي الرجال ويعدهم
لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ، الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها .
نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً .
والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .
فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .



10– ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد : أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة
كما قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي



11– الابتلاء يذكرك بذنوبك لتتوب منها
والله عز وجل يقول : ( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ ) النساء/79 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ ) الشورى/30 .
فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول : ( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ) السجدة/21 ، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر .
وإذا استمرت الحياة هانئة ، فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .



12- الابتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور
وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .



13 الابتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية
فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تمتعت بهما سنين طويلة ، ولم تتذوق حلاوتهما ، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .
المصائب تذكرك بالمنعِم والنعم ، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه على نعمته وحمده .


14 الشوق إلى الجنة
لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا ؟
فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الابتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .
والله تعالى أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

القعدة

بارك الله فيك اختي في الله

جزاك الله كل خير
و جمعنا الله و اياك عند حوض الكوثر بخير الانام لنشرب من يديه صلى الله عليه و سلم

وعليكم السلام
اللهم اميييييييييييييييييييييييييييي يين
نسال من الله ان يجيب دعاءكم اللهم امين يا رب

بارك الله فيك وجزاك خيرا موضوع حقا رائع
شكرا لكي اختي
تفسير ولا اروع
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
السلام عليكم….بارك الله فيكم على مروركم وجزاكم الله خيرا
جزاك الله خيراً أختي ام انس السلفية ..و نسأل الله ان نكون واياكم من عباده الصابرين .. اللهم آمين .
وجزاكي الله بالمثل..بارك الله فيكي اختي *حضارة انثى* نسال من الله ان يجيب دعواتك..اللهم امين
اللهم اجعلنا من الصابرين…
…بوركتي اخيتي على الموضوع الهادف….في ميزان حسناتك ان شااء الله…

الابتلاء 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه على الخير و الفلاح نستعين

أما بعد :

إنَّ هذه الحياة الدنيا دارُ امتحان ومَيْدانُ ابتلاء ، وما من عبد في هذه الحياة إلا وهو مبتلى ثم إلى الله جل شأنه المرجع والمآب { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } [ النجم:31] ، يقول الله تبارك وتعالى :

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35] .

والابتلاء في هذه الحياةِ الدنيا تارة يكون بالرخاء والنعمة ، وتارة يكون بالشدة والمصيبة ، تارة يكون بالصحة وتارة يكون بالمرض ، تارة يكون بالغنى وتارة يكون بالفقر ، فالمؤمن عرضة للبلاء في هذين البابين :

باب الشدة وباب الرخاء . وهو من خيرٍ إلى خير في كل ابتلاءاته ، ولهذا ثبت في المسند من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

((عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ !! لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ شَيْئًا إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ ))؛

وقوله : ((شَيْئًا)) يتناول كل ابتلاء سواء كان شدة أو كان رخاء ، والمؤمن في كل ابتلاءاته من خير إلى خير ؛ وذلك أن المؤمن الموفق إذا ابتلاه الله جل وعلا بالشدة والعسر ، والمرض والفقر ، ونحو ذلك من الابتلاءات تلقاها بالصبر ؛ فيفوز في هذا النوع من الابتلاء بثواب الصابرين ، وإذا ابتلاه الله جل وعلا بالرخاء واليسر ، والصحة والعافية ، والغنى والسعة ؛ فإنه في هذا النوع من الابتلاء يكون شاكرا لله جل شأنه فيفوز بثواب الشاكرين ، يوضح ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب بن سنان -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ !! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) .

فهو في مقام الضراء يفوز بثواب الصابرين ، وفي مقام السَّعَة والرخاء يفوز بثواب الشاكرين ؛ متقلبًا في هذه الابتلاءات بين صبر وشكر ، وقد قال الله تعالى في أربعة مواضع من القرآن الكريم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } ؛ فذكر جل شأنه هذين المقامين العظيمين مقام الصبر على البلاء ، ومقام الشكر على النعماء .

وينبغي على عبد الله المؤمن أن يعلم أن توسيع الله جل شأنه على بعض الناس في مالٍ أو صحةٍ أو تجارةٍ أو ولدٍ أو غير ذلك من أنواع الإنعام ليس دليلاً ولا بد على رضا الله عنه وإكرامه له ، وكذلك ليس التضييق على العبد والتقتير عليه في ماله أو في صحته أو في سائر أحواله دليلا على عدم رضا الله عنه أو إهانته له ؛ فهذا ظن يظنه بعض الناس نفاه الله جل وعلا في قول الله سبحانه وتعالى:

{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } [الفجر:15-16] ،

قال الله تعالى نافياً هذا الظن { كَلَّا } : أي ليس الأمر كما يظنون ، وليس الشأن كما يزعمون ؛ فمن وسّع الله عليه في المال والصحة والولد وغير ذلك ، ليس ذلك دليلا على رضا الله عنه وإكرامه له ، وكذلك من ضيق عليه ليس دليلا على إهانة الله جل وعلا له ؛ بل كل منهما مبتلى ، هذا ابتلاه الله سبحانه وتعالى بالمال والصحة والعافية وأنواع الخيرات، وذاك ابتلاه الله سبحانه وتعالى بفقر أو مرض أو نحو ذلك من الشدات .

ولهذا اختلف أهل العلم في أي الشخصين أفضل عند الله جل وعلا : الغني الشاكر أو الفقير الصابر ؟

والتحقيق في ذلك : أن الأفضل منهما الأتقى لله جل وعلا ، وإذا كانوا في التقوى سواء فهم في الأجر سواء ، لأن الأول: امتحنه الله بالغنى فشكر ، والثاني: امتحنه الله بالفقر فصبر ، وكل منهما حقق العبودية المطلوبة منه في ابتلائه فكانا من الفائزين ؛ ذاك فاز بثواب الشاكرين ، وهذا فاز بثواب الصابرين .

والمآب إلى الله عز وجل ؛ ولذلك ختم الله عز وجل الآية بقوله { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } : أي أنكم تبتَلون في هذه الحياة ثم مرجعكم إلى الله عز وجل ؛ ليثيب المحسن بإحسانه ، وليعاقب المسيء على إساءته ، فلنتق الله عز وجل ولنجاهد أنفسنا في هذه الحياة لنكون من الفائزين في الابتلاء والامتحان ، سواء كان الامتحان نعمةً أو كان الامتحان شدة ، والله وحده الموفق لا شريك له.

الشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله –

(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ !! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) .
باركـ الله فيكـ على الموضوع
بارك الله فيك
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله

حلاوة الابتلاء 2024.

هل أنت مُبتلى ؟
من منا لم تدر عليه نوائب الدهر ؟
من منا لم يذق آلام الحسرة أو الفراق ؟
من منا لم يُصب بمرض أو أفقدته مصيبة الموت عزيزا لديه ؟
من منا لم يكن مُبتلىً في يوم من الأيام ؟

كُلنــا هذا الإنسان ….

نعم أحبتي في الله … كُلنا مُبتلون في حياتنا الدنيا ، ما بين مريض ومُصاب وحزين ، حتى هؤلاء الذين نظن لوهلة أنهم قد حازوا مُتع الدنيا ونعيمها فإنهم في كثير من الأحيان يكونون أشد الناس ابتلاءً وحُزنا ، فليس كل مُنعمٍ بسعيد وليس كل فقيرٍ بتعيس .
وليتضح الكلام أكثر فعلينا بداية أن نوضح معنى الابتلاء .

ما هو الابتلاء ؟

الابتلاء هو الاختبار والمحنة ، والشائع بيننا أن الابتلاء يكون دائما في صورة شر أو مصيبة تُصيب شخصا ما ، ولكن هذا نصف أنواع الابتلاء فقط !!!
فهناك النصف الآخر وهو الابتلاء بالنعم … نعم أحبتي النعمة في أحيانٍ كثيرة قد تكون ابتلاءً من الله ولكننا بتفكيرنا القاصر وأفقنا الضيق لا نُدرك هذا إلا متأخراً ، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ " … سورة الفجر (16،15) .
و قال أيضا : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " … سورة التغابن (14) .
أرأيتم أحبتي أن إكرام الله لنا وإسباغه نعمه علينا قد يكون ابتلاءً منه لنا كما هو الحال إذا ما قلّ رزقنا وضاقت بنا الأرض بما رحبت ؟!!!
قد يتبادر إلى أذهانكم الآن أن الابتلاء كله شر (خيره وشره) ، ولكن الله ليس بظلام للعبيد ، والأمر الذي يتراءى لنا خيرا دنيويا قد يكون شرا لنا ، والذي نراه شرا مُحدقا قد يأتي من ورائه الخير الكثير ، فكيف نعرف أن ما بين أيدينا من ابتلاء هو خير أم شر ؟!!!
وهذه الإجابة متروكة لكم أحبتي ، فأنتم وحدكم من تستطيعون توصيف علاقتكم بالله لتُحددوا ما إذا كان الابتلاء الواقع عليكم هو خير من الله أو عقاب لكم ، وصدقوني … في كلٍ خير .
إذن فلنُحسن الظن بالله تعالى ولنسبح معا في بحور رحمته لنتذوق معا حلاوة الابتلاء .
قد يبدو صدى الكلمة غريباً للوهلة الأولى فكيف يكون للابتلاء حلاوة ؟!!!
بمقاييس الدنيا الابتلاء لا يأتي إلا بكل حزن وحسرة ، ولكن هيا بنا أحبتي نترفع عن دُنيانا ونرتقي بأرواحنا لنرى الوجه الآخر للابتلاء ، الوجه الذي لم يره إلا من رحم ربي من البشر الذين أدركوا المعنى الحقيقي له ، الوجه الذي جعل من أسس اليقين والإيمان في عقيدتنا أن نقول دائما : الحمد لله على كل حال ، الوجه الذي يجعلنا نبتسم في أوقات شدتنا لنُشهد الله تعالى ثم خلقه أجميعن – إنساً وجناً وملائكةً – أننا راضون بقَدَرِ الله وقضائه فينا ، الوجه الآخر للابتلاء والذي رآه الأنبياء والرسل من قبل فبذلوا كل رخيص وغالٍ في سبيل الدعوة إلى الله .
آدم ابتلاه الله في ابنيه فقتل أحدهما الآخر
ورسول الله نوح ابتلاه الله في أهل قريته يدعوهم ألف عام ولا يستجيبون له وكان ابنه من المُغرقين
وخليل الرحمن إبراهيم ابتلاه الله في نفسه عندما ألقاه النمروذ في النار الحارقة ، ثم ابتلاه في ابنه إسماعيل عندما أمره بذبحه
ونبي الله يعقوب ابتلاه الله بفقدان أحب أبنائه إليه وبكى حتى ابيضت عيناه
أما ابنه يوسف فقد كانت حياته منذ الصغر سلسلة من الابتلاءات والمحن لا يعلمها إلا الله
وما نحن بغافلين عن رسل الله موسى وعيسى ونبينا الحبيب محمد وما مروا به في حياتهم من ابتلاءات
فما كان السبب الرئيسي وراء ابتسامهم في وجه الشدائد ؟
ولماذا تحملوا ما لا يُطيقه أي إنسان آخر مع التأكيد على أنهم بشر مثلنا ؟
ما الذي رأوه بأعينهم الربانية فأصبحوا غير مُبالين بالدنيا وما فيها ؟
لقد رأوا الوجه الآخر للابتلاء … لقد ذاقوا بقلوبهم حلاوة الابتلاء فصغر في أعينهم كل ألم وحزن ومُصاب ، وعلى نهجهم سار أتباعهم والصحابة والتابعين ، حتى ابتعدنا نحن وحاد بنا الطريق إلى حيث عميت أبصارنا وقلوبنا عن رؤية الخير ، وصدق الله حين قال : " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " … سورة الحج (46) .

حلاوة الابتلاء :
إذا أردتم أن تتذوقوا معنا حلاوة الابتلاء فلتُطبقوا هذه الأمثلة على أنفسكم وحتما قد مر كل منا بأكثر من مثال واحد من هذه الأمثلة :

1– أدعو الله ولا يُستجاب لي :
بداية فلتعلموا أحبتي أن الدعاء هو روح العبادة ، فقد قال تعالى في كتابه الكريم : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " … سورة غافر (60) ، فقد ربط الله في آية واحدة ما بين الدعاء وعبادته ، واعتبر أن من يرفضون الدعاء هم المُستكبرون عن عبادته جل وعلا ، فلا تتركوا الدعاء مهما تأخرت الإجابة وإلا كنتم من المُستكبرين الخاسرين ، واعلموا أن الدعاء الصالح يُجيبه الله ولكن بالصورة التي تُناسب الداعي وتُحقق له مصلحة كبيرة ، وبما أننا لا نعلم الغيب فإننا لا نعلم ما هو الخير لنا ، فقط رب العزة وحده يعلم ما إذا كان دعاؤنا خيرا لنا أم شرا ، ولأنه الرحمن الرحيم فقد جعل استجابة الدعاء على ثلاث صورٍ مختلفة في التطبيق ولكنها متفقة في الهدف ، ألا وهو الخير ولا شيء غير الخير للداعي ، وكما قال عُلماؤنا الأجلاء فإن لاستجابة الدعاء صور ثلاث :
الصورة الأولى : أن يُعطيك الله ما دعوت من أجله كما هو ويبارك لك فيه .
الصورة الثانية : ألاّ يُعطيك الله ما طلبت ولكنه برحمته يرفع عنك ابتلاءً قد خرج من اللوح المحفوظ إلى حيز التنفيذ ، فيلتقي الابتلاء الهابط إليك بدعوتك ويعتركان ما بين السماء والأرض حتى قيام الساعة كما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : الدعاء والقدر يحتجان … حديث صحيح ، فإذا كنت حزينا على دعوة لم تأتك كما تُريد فاعلم أن الله قد رفع بها ابتلاء عنك ، فاشكر الله واحمده حمدا طيبا كثيرا مُباركا فيه ، وكُن على يقينٍ تامٍ أن الله سيعوضك خيرا من دعوتك هذه ، ولربما كان وراء تحقيق هذه الدعوة باباً من أبواب الشر لا تراه أنت ولكن الله يراه فأراد أن يحميك بما يعلم مما لا تعلم أنت .
الصورة الثالثة : أن يدخر الله لك هذه الدعوة إلى يوم الحساب لأنه أعلم بك من نفسك ، ويعلم أنك ستحتاج إليها يوم القيامة حتى تزيد من رصيد حسناتك ، حتى أن المؤمنين يوم القيامة يتمنون أن الله لم يستجب لأي من دعواتهم في الدنيا من فرط تعويض الله لهم في الآخرة .
2- مشاكلي وأحزاني كثيرة :
أحبتي كُلنا لنا همومنا ومشاكلنا ، ويجب أن نواجه أنفسنا بأن الحياة الدنيا ليست للراحة بل هي للعمل والتعب والنصب كما قال تعالى : " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ " … سورة البلد (4) .
لكن من خلف هذه الهموم ومن قلب الحزن تولد الرحمة والمغفرة ، قد يتساءل البعض : ماذا يُريد الله من ابتلائنا ؟
ونقول لهم : إن الله غني عنا جميعا ، ولكنه يعلم مالا نعلم ، ويرى مالا نرى ، ويجب أن نحمد الله على نعمة الابتلاء ، نعم أحبتي الابتلاء في حد ذاته نعمة لمن يفهمها ويُقدرها ، ألم تسمعوا قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفّر الله بها من خطاياه … صحيح البخاري ؟
ألا تُحبون أن يُكَفّر الله عنكم خطاياكم وذنوبكم التي اقترفتموها بجهل ودون علم ؟!!!
قد تُخطيء وتعصى الله وأنت لا تُدرك حجم معصيتك ، فتسبق رحمة الله غضبه ويبتليك ليُكفر عنك هذا الذنب ، وعلى قدر ابتلائك تكون منزلتك عند الله حتى يتحقق فيك قول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة … حديث حسن صحيح ، وكأن الله من شدة حبه لك أراد أن يُطهرك من ذنوبك في الدنيا بالابتلاءات حتى تلقاه يوم القيامة بحسناتك فقط ، فيرحمك برحمته ويدخلك جنته دون حساب أو سابقة عذاب ، فيجب أن نتعلم أن نحمد الله في السراء والضراء لأن أمر الله كله خير ، وقضاء الله للمؤمن لا يأتي إلا بخير كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : عجبتُ لقضاء الله تعالى للمؤمن ، إن قضى له بالسراء رضي وكان خيرا له ، وإن قضى له بالضراء رضي وكان خيرا له … رواه مسلم ، فهل أنت مؤمن حقا أخي الكريم ؟
وليس تكفير الذنوب فقط هو الخير الآتي من وراء الابتلاءات ، فنحن مُطالبون بالصبر على الابتلاء ، والصبر من عزم الأمور كما قال لقمان لابنه : " وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " … سورة لقمان (17) ، وقد يقول قائل : أن الصبر ما هو إلا طبع يوجد لدى البعض ولا يوجد عند الآخرين ، فنقول له : إن الصبر طبعٌ فعلا ولكنه طبعٌ مُكتسب من الممكن تعلمه مثل العلم والحلم لقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه … صحيح الجامع ، فإذا توكلت على الله وقررت أن تكون من الصابرين على الابتلاء حقا فأبشر بقول الله تعالى فيك : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ " … سورة الزمر (10) ، والله ليس بكاذب أحبتي – تعالى الله عما يصفون – فقوله الحق ولا حق إلا قوله ، فإذا قال أن الصابرين يدخلون الجنة دون عقاب أو حساب ، فهذا ما يناله الصابرون يقينا بإذن الله تعالى .
3- ظُلمتُ ولم يأتنِ حقي :
أخي الكريم يا من ظُلمت وسُرق منك حقك أمام عينيك ولم تستطع فعل شيء … ألا يكفيك أن ينظر الله تعالى إلى دعوتك ويقول لها : وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين ؟
ألا تعلم أن سهام الليل لا تُخطيء أبدا وتصل إلى الله دون حجاب أو مَلك يرفعها له ؟
ألم يصلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب … صحيح البخاري ؟
كيف تجزع ولك رب لا ينام عن المظالم ويردها إلى أهلها ؟!!!
كيف تحزن لما وقع عليك من ظلم وقد فُزت بذنبٍ مغفور وحقٍ عائد وربٍ غير غضبان ؟!!!
وعلى الناحية الأخرى فاز ظالمك بذنب لن يغفره الله له حتى تعفو أنت عنه ، ومظلمة ستظل في عنقه حتى يوم الحساب ، وربّ غيرُ راضٍ عنه .
أيكما فاز وأيكما خسر ؟
لا تحكم بنظرة دنيوية بل احكم بحكم الله تعالى .
4- مريضٌ منذ فترة وتعبت :
أبشر يا من اُبتُليت بمرضٍ أتعبك وأنهك قواك فصبرت عليه
أبشر بسيل من الحسنات يُكفر عنك سيئاتك
أبشر بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة ، أي أن الله يحط عنه ذنوبه بهذا المرض .
ألا تكفيك هذه البشريات لتصبر على مرضك فتنال أعظم الأجر ؟
واعلم أن جسدك ما هو إلا أمانة عندك وليس ملكك ، وصاحب الأمانة له حرية التصرف فيها ، ولا نملك إلا أن نحافظ له عليها حتى يسترجعها وهو راضٍ عنا بإذن الله تعالى .
5- كبرتُ في السن ولم أتزوج بعد :
حبيبتي يا من كبر بك السن ولم تتزوجي بعد … هل سألتِ نفسك يوما عن الحكمة من تأخر زواجك حتى الآن ؟
فربما يكون بقائك دون زواج هو الخير لكِ وأنتِ لا تعلمين
ربنا يمرض أبوكِ أو أمكِ فلا يجدون من يعولهم سواكِ
ربما يستعملك الله لخدمة دينه بطريقة ما لا يصلح فيها أن يكون لكِ زوج أو أبناء
ولكن كوني على يقين تام بأن الزواج رزقٌ من عند الله قد يكون مكتوب لكِ وقد يكون غير مكتوب ، واعلمي أن الله عندما قسم الأرزاق على العباد ساوى بيننا في المجموع النهائي ، ولكن اختلفنا في نسب المضمون …
فهناك من تزوجت وحُرمت من نعمة الأبناء
وأخرى تزوجت وأنجبت ولكنها ابتُليت بزوج لا يتقِ الله فيها
وهناك من لم تتزوج ولكن الله أعطاها العلم الغزير لتنفع نفسها ومن حولها ، وغيرها جاهلة

وأخرى لم تتزوج أيضا ولكن الله وضع محبتها في قلوب من حولها وغيرها مكروه
وثالثة لم تتزوج وأنعم الله عليها بالصحة والعافية وغيرها مريضة لا تجد من يخدمها
ورابعة تزوجت وطُلقت … ولا يخفى عليكِ نظرة المجتمع للمرأة المطلقة
فاحمدي الله أختاه ولا تفكري في أن تأخر زواجك شرٌ ، بل هو خير لكِ ولكن لا تعلمين ، وتذكري دائما قول الله تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " … سورة الطلاق (3،2) .

أحبتي وبعد هذا العرض اليسير …
هل تذوقتكم حلاوة الابتلاء ؟
هل أحصيتم ما أنتم فيه من نعمة ؟
هل أدركتم أن الابتلاء قد يكون فيه الخير الكثير لكم ؟
الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا ما تأخر ابتلاء أحدهم وظل مُنعما لفترة طويلة ظن أن الله غاضب عليه ، وأنه يمهله ليأخذه أخذ عزيز مُقتدر ، فإذا ما ابتلاه حمد الله وارتاح أنه مازال من المُصابين بمكفرات الذنوب من الابتلاءات .

فلتصدح ألسنتنا دائما بحمد الله ….
فيا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
يا ربنا لك الحمد في الأولى والآخرة
يا ربنا لك الحمد على ما أعطيت وما منعت
يا ربنا لك الحمد في السراء والضراء
يا ربنا لك الحمد على كل حال
ونعوذ بك من حال أهل النار .

بوركت أيها الشامخ على الموضوع الرائع جدا
بالفعل للإبتلاء حلاوة لا يعلمها إلا المبتلى
نسأل الله أن يجعلنا من المبتلين الصابرين
جزاك الله عناخيرا
و دعوااااتي لك

الابتلاء ليس إهانة بل اختبار لصبر المؤمن وثقته بالله 2024.

بســــم الله الــــــرحمن الـــــــــــــرحيم

سُئل الإمام الشافعى رضى الله عنه أيهما خير للمؤمن أن يمكن أو يبتلى !
فقال لا يمكن المؤمن حتى يبتلى ؟

الصبر حالة من الحالات التى تظهر إيمان المؤمن وثقته فى الله سبحانه وتعالى ومن لا يعرفون دواء الصبر على البلايا والمحن التى تصيب الإنسان ولا يعرف حكمتها غالباً تفترسهم أوبئة الاكتئاب والحزن والسخط فهى فى نظره عندئذ عقاب ينزل على رأسه دون غيره من الناس .. ومن يتأمل قوله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " يدرك أن هذه الابتلاءات محن لا تخلو من منح وأنها لنا وليست علينا و ربما كانت سببا لرحمة نجهلها أو خير لا نراه وقد تكون سبباً فى أن يبلغ المبتلى مكانة فى الدنيا أو الآخرة لم يكن ليبلغها بعمله فيحمله الصبر إلى حيث يعجز عمله أن يحمله "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .

والله سبحانه وتعالى يخبر المؤمنين أنه سيبتليهم وفى عبارة مؤكدة بتأكيدين اثنين ( اللام والنون )

" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " البقرة 155

والبشرى ليست لكل من ابتلاه الله بل للصابرين على الابتلاء والصبر على الابتلاء يعين عليه أن يدرك الإنسان مغزاه أو يفوض الأمر فيه لله وهذا أحد أهم دروس قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح الذى يجمع المفسرون على أنه الخضر ، فموسى عليه السلام وهو نبى مرسل لم يستطع صبرا على ما لم يجد له تفسيرا فسأل العبد الصالح أكثر من مرة كما فى القرآن الكريم والعبرة لكل مؤمن إلى أن تقوم الساعة وهى أن يسلم بالفعل ـ لا بالقول وحده ـ أن فوق كل ذى علم عليم وإلا أصبح كل إنسان فى حاجة إلى مصاحبة هذا العبد الصالح فى رحلة تعلم ، وعندما يدرك الإنسان أن ما يمر به من ابتلاءات ليس إهانة بل اختبار لثقته فى الله التى تترجم فى سلوكه صبراً ،
يقول تعالى :

" وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "

الشورى (43) ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمنح كل من شرفه الله بشرف الابتلاء وساماً رفيعاً يقول صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل " والصبر مدرسة تربوية إسلامية فالرسول يربى أصحابه فى الحديث الشريف قائلا : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " .

وما أعطى أحد عطاء أوسع من الصبر وهو يكون على الطاعات والعبادات ويكون كذلك على الأحزان والمكاره والابتلاءات كافة، فى البيت والعمل والسوق والشارع ومع الأسرة والأصدقاء والجيران .. فاللهم اجعلنا من الصابرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني نقل بعض فوائد منتقاه من كلام الشيخ بن عثيمين في معرض شرحه لحديث نبينا صلى الله عليه وسلم : " الطُّهُورُ ‏‏ شَطْرُ ‏‏ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ ‏ ‏أَوْ تَمْلَأُ ‏ ‏مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ ‏ ‏يَغْدُو ‏ ‏فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ ‏ ‏مُوبِقُهَا " .

" وَالصَّلَاةُ نُورٌ " قال رحمه الله : الصلاة الفريضة والنفل نور ؛ نورٌ في القلب ونورٌ في الوجه ونورٌ في القبر ، ونورٌ في الحشر ، لأن الحديث مطلق .أ.هـ

وقال رحمه الله في معرض شرحه للحديث عن الصبر حيث بين تقسيم أهل العلم للصبر وتعليقه على ذلك :

" وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ " والصبر حبس النفس عما يجب الصبر عنه وعليه ، قال أهل العلم والصبر ثلاثة أنواع :


صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله وصبر على أقدار الله

إنتبه .. صبر عن محارم الله بمعنى أن تحبس نفسك عن فعل المحرم حتى مع وجود السبب . مثال : إنسان حدثته نفسه أن يزني والعياذ بالله فمنع نفسه .

الثاني الصبر على طاعة الله بأن يحبس الإنسان نفسه على الطاعة كإنسان أراد أن يصلي فدعته نفسه إلى الكسل ، إلى الفراش ، إلى الطعام الذي ليس بحاجة إليه ، إلى محادثة الإخوان ولكنه ألزم نفسه بالقيام بالصلاة فهذا صبر على طاعة الله .

الثالث صبر على أقدار الله فإن الله يقدر على العبد ما يلائم الطبيعة وما لا يلائم ، فما يلائم الطبيعة لا يحتاج إلى صبر لأنه ملائم ، والذي لا يلائم يحتاج إلى صبر يعني يحبس نفسه عن التسخط القلبي أو القولي أو الفعلي ، إذا نزلت المصيبة حبس قلبه عن التسخط ، باللسان ألا يدعو بالويل والثبور ، الفعلي ألا يشق الجيوب ولا يلطم الخدود وما أشبه ذلك .

هناك مرتبة فوق الصبر وهي الرضا بأقدار الله ، والرضا بأقدار الله أكمل حالا من الصبر على أقدار الله . والفرق أن الصابر قد تألم قلبه وحَزِن وانكسر لكن منع نفسه من الحرام ، والراضي لا ، الراضي قلبه تابع لقضاء الله وقدره ولهذا قال أهل العلم إن الرضا أعلى حالاً من الصبر وقالوا إن الصبر واجب والرضا مستحب .

الصبر ثلاثة أنواع .. أيها أفضل ؟
نقول من حيث هو صبر : فالأفضل الصبر على الطاعة لأن الطاعة فيها حبس للنفس وإفعال بدني ثم الصبر عن المعصية لأن فيها كف النفس عن المعصية ثم الصبر على الأقدار لأن الأقدار لا حيلة لك فيها فإما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلو سلو البهائم وتنسى المصيبة .
أما من حيث الصابر : فأحيانا تكون المعاناة في الصبر عن المعصية أشد من الصبر من المعانة في الصبر على الطاعة أليس كذلك ؛ لو أن إنسان هُيء له شرب الخمر مثلابل ودُعي إلى ذلك وهو يشتهيه ويجد معاناة من عدم الشرب فهو أشد عليه من أن يصلي ركعتين لا شك ، كذلك لو كان شابا ودعته امرأة إلى نفسها وهي جميلة والمكان خالي فأبى هذا فيه صعوبة أصعب من لو صلى عشرين ركعة فهنا قد نقول ثواب الصبر هنا أفضل من ثواب الصبر على الطاعة لما يجد الإنسان من المعاناة .

وصف صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء ولم يقل بأنه نور والصلاة بأنها نور وذلك لأن الصبر فيه حرارة كما قال عز وجل " جعل الشمس ضياءا " فيها حرارة والصبر فيه حرارة شاقة على الإنسان ولذلك قال الصبر ضياء لما يلابسه من المشقة والمعاناة .


رحم الله الشيخ الجليل صاحب الإسلوب السهل الممتنع

منقول عن الشيخ باختصار طفيف مني
الرجاء الرجوع إلى شرح الحديث في سلسلة شرح الأربعين النووية – الشريط الحادي عشر

شكرا على مرورك
بارك الله فيك
شكرااااااااعلى مروركم الجميل

حكم عظيمة لوقوع الابتلاء 2024.

السؤال:

أسمع كثيرا عن أن هناك حِكَماً عظيمة لوقوع الابتلاء على الناس ، فما هي هذه الحكم ؟.

الجواب:

الحمد لله

نعم للابتلاء حكم عظيمة منها :

1- تحقيق العبودية لله رب العالمين

فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، يعلن أنه عبد لله ، ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين , قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج/11 .

2- الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض

قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .

3- كفارة للذنوب

روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .

4- حصول الأجر ورفعة الدرجات

روى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .

5- الابتلاء فرصة للتفكير في العيوب ، عيوب النفس وأخطاء المرحلة الماضية

لأنه إن كان عقوبة فأين الخطأ ؟

6- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل

يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

قال ابن القيم :

" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .

" زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .

7- الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .

قال ابن حجر : " قَوْله : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."

قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) :

" واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته " انتهى .

وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 .

قال القاسمي (4/239) :

" أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم. ………ثم ذكر حكمة أخرى وهي ( ويمحق الكافرين ) أي يهلكهم ، فإنهم إذا ظفروا بَغَوا وبطروا ، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ، إذ جرت سنّة الله تعالى إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسليط عليهم … وقد محق الله الذي حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأصروا على الكفر جميعاً " انتهى .

8- إظهار حقائق الناس ومعادنهم . فهناك ناس لا يعرف فضلهم إلا في المحن .

قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه " .

ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ : اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير – يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء – فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق . فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟ قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء , قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق .

9- الابتلاء يربي الرجال ويعدهم

لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ، الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها .

نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً .

والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .

فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .

10- ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد : أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة

كما قال الشاعر:

جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي

11- الابتلاء يذكرك بذنوبك لتتوب منها

والله عز وجل يقول : ( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ ) النساء/79 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ ) الشورى/30 .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول : ( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ) السجدة/21 ، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر .

وإذا استمرت الحياة هانئة ، فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .

12- الابتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور

وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .

13- الابتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية

فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تمتعت بهما سنين طويلة ، ولم تتذوق حلاوتهما ، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .

المصائب تذكرك بالمنعِم والنعم ، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه على نعمته وحمده .

14- الشوق إلى الجنة

لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا ؟

فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الابتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .

والله تعالى أعلم .

شكراااااااا
جازاك الله خيرا

بارك الله فيك

شكرا وجعلك من اهل الاْخيار الأتقياء ان شاء الله يارب آمين …
كفاك الله من كل شر تلقاه في الدنيا .. و جزاك بكل حرف اجراً في الآخرة … بارك الله فيك .. وجعلك من اهل الجنة وبقرب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم …
عليه الصلاة والسلام…شكرا على ردك الرائع اختاه