لماذا لا نشعر بحلاوة الإيمان ؟! 2024.

لماذا لا نشعر بحلاوة الإيمان ؟!

هذا سؤال طالما كرره بعض القراء: لماذا نحس بأننا لا نعبد الله كما يجب؟ ولماذا لا نشعر بأن إيماننا يزداد؟ ولماذا لم نعد نحسّ بلذة العبادة … هذه أسئلة نحاول الإجابة عنها….
أسئلة كثيرة تصلني من خلال البريد الإلكتروني حول هذه الظاهرة: ظاهرة عدم الإحساس بالتقوى وحلاوة الإيمان والشعور بالبعد عن الله عز وجل. ومع أن كل مؤمن يتمنى أن يكون قريباً من ربه سبحانه وتعالى، ولكن يجد نفسه وسط مجتمع وكأن الأمواج تتقاذفه فلا يعرف كيف يتوجه، بل يحس نفسه وكأنه منقاد إلى المجهول.

والحقيقة أنني عندما فكرت بهذه المشكلة وبحثت عن جذورها وجدت أشياء أساسية هي سبب هذا الشعور. أهم شيء هو أننا بعيدون عن القرآن، والقرآن ببساطة هو الكتاب الذي يتحدث عن الله، فنحن لن ندرك الله بأبصارنا ولا عقولنا ولا بأي وسيلة، لأنه سبحانه ليس كمثله شيء. ولكن من رحمة الله بنا أنه جعل كتابه بيننا، فإذا أردنا أن نكون قريبين من الله فعلينا أن نقترب أكثر من كتابه.

ولكن كيف نقترب من القرآن؟ العلاج بسيط: أن نفهم القرآن، وهنا نجد صدى للنداء الإلهي الرائع للبشر جميعاً: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. ولو رجعنا لسيرة الأنبياء عليهم السلام وجدنا أنهم يطلبون من ربهم أن يريهم آياته ومعجزاته ليزدادوا يقيناً وإيماناً.

فهذا هو سيدنا إبراهيم يخاطب ربه بقوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة: 260]، إذن يطلب المزيد من الاطمئنان والإيمان. وفي مناسبة أخرى نجد أن الله يوحي لإبراهيم أن يتأمل في السماء والأرض، لماذا؟ ليزداد يقيناً بالله تعالى، يقول تبارك وتعالى:(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام: 75].

ولذلك يا أحبتي: هل تشعرون بالحاجة لتأمل خلق الله؟ هل تحسّون دائماً بأنه يجب عليكم أن تحفظوا كتاب الله وتتدبّروا آياته؟ وهل تعتقدون في داخلكم أن القرآن هو أهم شيء في حياتكم؟

أظن بأن الإجابة لا! لأن الإجابة لو كانت بنعم فليس هناك مشكلة، المشكلة أن ظروف الحياة وهموم المجتمع والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد شغلت بالكم وأخذت حيزاً كبيراً من تفكيركم، ولم يعد هناك خلية واحدة في دماغكم تتسع لعلوم القرآن أو علوم الكون.

لذلك إخوتي وأخواتي! أقول لكم ينبغي قبل كل شيء أن تغيروا نظرتكم إلى هذا القرآن، ينبغي أن تعيشوا في كل لحظة مع القرآن، فأنا درَّبتُ نفسي على ذلك حتى أصبحت أحس بسعادة لا توصف. تخيلوا أن إنساناً عندما يرى أحلاماً تكون حول القرآن، وعندما يستيقظ من نومه يفكر في كلام الله، وعندما يجلس في أي مكان يرى من حوله أشياء تذكره بالله تعالى، هل تتصورون أن مثل هذا الإنسان يمكن أن تصيبه الهموم أو المشاكل، والله تعالى ينادي ويقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].

اعلم أيها الأخ الحبيب، وأيتها الأخت الفاضلة، أن مجرد الاستماع إلى القرآن هو جهاد في سبيل الله!! وأن مجرد التأمل في خلق الله هو جهاد أيضاً، وأن تدبر القرآن هو جهاد، واعلم أن أكبر أنواع الجهاد على الإطلاق الجهاد بالقرآن، كيف؟ أن تتعلم آية من القرآن مع تفسيرها وإعجازها ثم توصلها إلى من يحتاجها من المؤمنين أو غيرهم! هذا هو الجهاد الذي أمر الله نبيه بتطبيقه في بداية دعوته إلى الله فقال له: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) [الفرقان: 52]، قال ابن عباس: أي بالقرآن.

وكيف يكون الجهاد بالقرآن؟ من خلال تعلم معجزاته وعجائبه وإيصالها للآخرين، حاول أن تتعلم كل يوم آية واحدة فقط مع تفسيرها العلمي، بما أننا نعيش في عصر العلم، ثم فكر بطريقة إيصالها لأكبر عدد ممكن من الناس، وانظر ماذا ستكون النتيجة!

إن الإحساس بأنك كنت سبباً في هداية إنسان هو أهم إحساس تمر به، فهو يعطيك نوعاً من القوة والثقة بالنفس، بل ويعطيك قدرة خفية على النجاح في الحياة، وهذا الكلام عن تجربة طويلة.

إن علماء النفس اليوم يعترفون بأن معظم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها كثير من الناس إنما سببها "عدم الرضا" عدم الرضا عن الواقع، عدم الرضا عن المجتمع، عدم الرضا عن الزوجة أو الزوج أو الرزق أو الحالة الصحية …. ويؤكد العلماء "علماء البرمجة اللغوية العصبية" أن الأفراد الأكثر رضاً عن أنفسهم وواقعهم هم الأكثر نجاحاً في الحياة.

والعجيب أخي القارئ أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نرضى ونقنع أنفسنا بالرضا كل يوم! فقد كان النبي يقول:

(رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)

من قالها حين يمسي وحين يصبح كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!! سبحان الله!

فإذا كان الله سيرضي قائل هذه الكلمات يوم القيامة وهو في أصعب المواقف، ألا يرضيه في الدنيا؟ وتأملوا معي كيف يركز النبي عليه الصلاة والسلام على فترة المساء والصباح(حين يمسي وحين يصبح)، لماذا؟

لقد كشف علماء النفس أن العقل الباطن يكون في أقصى درجات الاتصال مع العقل الظاهر قبيل النوم وبعيد الاستيقاظ، ولذلك فإن هاتين الفترتين مهمتين جداً في إعادة برمجة الدماغ والعقل الباطن، وعندما نردد هذه العبارة: (رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)، إنما نعطي رسالة لدماغنا بضرورة الرضا عن النفس وعما قسمه الله لنا، فالرضا بالله يعني الرضا بكل ما قدره الله من رزق وقضاء وقدر وغير ذلك من أحداث تتم معنا في حياتنا اليومية.

والرضا عن الدين الذي اختاره الله لنا وهو الإسلام يعني الشيء الكثير، فهو يعني أننا سنكون من الفائزين يوم القيامة إن شاء الله، وأن مشاكل الدنيا مهما كانت كبيرة فإنها تصبح صغيرة بأعيننا إذا تذكرنا نعمة الإسلام علينا وإذا تذكرنا أن الإسلام لا يأمرنا إلا بما يحقق لنا السعادة، وهذا يعني أننا ينبغي أن نلتزم بتعاليم هذا الدين الحنيف.

إن الرضا عن كتاب الله تعالى يعني أن نقتنع بكل ما جاء فيه، وأن تصبح آيات القرآن جزءاً من حياتنا وأن نرضى به شفاء لنا، يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]. ويعني أن نفرح برحمة الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

والرضا عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يعني أن نرضى به نبياً ورسولاً ورحمة وشفاء لنا، ويعني كذلك أن نطبق كل ما أمرنا به عن قناعة ومحبة وأن ننتهي عن كل ما نهانا عنه.

بالنتيجة أحبتي إذا أردتم أن تشعروا بالسعادة في كل لحظة من حياتكم، فما عليكم إلا أن تتوجهوا إلى الله بإخلاص، أن تتوكلوا على الله في كل أعمالكم، أن تسلموا الأمر كله لله، وأن تضعوا همومكم ومشاكلكم بين يدي الله تعالى فهو القادر على حلها… أن تحسوا بأن الله قريب منكم بل أقرب من أنفسكم إليكم، أن تغيروا نظرتكم إلى الله تعالى وتقدّروا هذا الخالق العظيم حقّ التقدير، أن تستيقنوا بأن الله يرى كل حركة تقومون بها ويسمع كل همسة أو كلمة تتحدثون بها ويعلم كل فكرة تدور في رأسكم…

هذا هو بنظري الطريق نحو الرضا عن النفس والرضا عن الله والسعادة الحقيقية، وسوف تصبح كل عبادة تقومون بها هي مصدر للسعادة، وسوف تصبح كل آية تقرؤونها مصدراً لحلاوة الإيمان، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا ونور صدورنا وذهاب همومنا ومشاكلنا.

بقلم عبد الدائم الكحيل

إن علماء النفس اليوم يعترفون بأن معظم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها كثير من الناس إنما سببها "عدم الرضا" عدم الرضا عن الواقع، عدم الرضا عن المجتمع، عدم الرضا عن الزوجة أو الزوج أو الرزق أو الحالة الصحية …. ويؤكد العلماء "علماء البرمجة اللغوية العصبية" أن الأفراد الأكثر رضاً عن أنفسهم وواقعهم هم الأكثر نجاحاً في الحياة.

والعجيب أخي القارئ أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نرضى ونقنع أنفسنا بالرضا كل يوم! فقد كان النبي يقول:

(رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)

موقع عبد الدائم كحيل موقع لا يفوت

وفيه الخير الكثير

من أشد ما أعجبني معرفتك بالاختيار لما هو مناسب لواقعنا المرير

بارك الله فيك
وحفظك

وجعلك علمآ من أعلام الاسلام
ونفعنا بما كتبتي

وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

جزاك المولى كل خير وهذا تقييم كأقل مايمكن يانهر الاحزان

ماشاء الله عليك

طرح رااائع لموضوع مهم

أثابك الله

وأكثر من أمثالك

وزادك من فضله

دمتي بووود

بارك الله فيك اختنا الكريمة على الموضوع القيم
جزاك الله عنا كل خير

شكرا لكم على الردود الطيبة
جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك اختي على الموضوع الرائع….جزاك الله خيرا

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفروالفسوق والعصيان وإجعلنا من عبادك المتقين.بارك الله فيكِ أخية وجزيتِ كل الخير على طرحك القيم

السلآمــ عليكم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
جزآك الله خيرآ و أثآبكمـــ
القعدة القعدة

تحيآت أختك

بارك فيك اخى على الموضوع الرائع

بارك الله فيك و شكراا لك

عبارة الإيمان في القلب التي يرددها الكثير من الناس .للشيخ بازمول 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
قول بعضهم : "الإيمان في القلب مثل السكر في فنجان الشاي نحتاج إلى تحريكه ليتحلى جميع الفنجان".
هذه العبارة يوردها بعض من يُسمى بـ (الأحباب)، للتدليل على أهمية الخروج معهم، والقيام بمثل ما يقومون به. والحقيقة إن هذه العبارة باطلة من وجوه، أذكر منها:


1) الإيمان إذا وجد في القلب لا بد أن يظهر أثره وموجبه بالممكن من العمل على جوارح ابن آدم، وهذا التلازم بين الظاهر والباطن دلّ عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "… أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
فإذا وجد الإيمان في القلب انفعلت الجوارح الظاهرة بمقتضاه و لا بد مع القدرة وعدم المانع، فدعوى وجود إيمان في القلب كالسكر في الفنجان و لا يظهر أثره وموجبه في الظاهر تتنافى مع هذا التقرير.
2) الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، فهو قول اللسان بالشهادة وسائر الأقوال التي تعبدنا بها شرعاً، وقول القلب بالمعرفة والتصديق، وعمل القلب بالمحبة لله ولرسوله والتسليم بالطاعة، والتعظيم لله عز وجل، وسائر عمل القلب من الخوف والرجاء والتوكل والخشية وغيرها، وعمل الجوارح بالطاعات وترك المعاصي، فالإيمان يقتضي العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، والعمل بمقتضى ذلك، فإذا وجد الإيمان بهذا المعنى فالقيام بالدعوة لصاحبه من أفضل الأعمال، أمّا من لم يحصل الإيمان على هذا الوصف فعليه أن يشتغل بتحصيل ذلك في نفسه قبل أن يذهب يدعو الناس إلى شيء ليس عنده، فإن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن زعم أن الإيمان يوجد في القلب دون أن يوجد أثره في الظاهر ودون أن يحصل مقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، كيف يسوغ له أن يخرج للدعوة والتعليم؟

3) ثم نقول ما نفع حركة السكر في الفنجان إذا كان السكر قليلاً؟ فمهما حركته فإنه لا يؤثر؛ فلا بد من السعي لتحقيق الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ومقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته، والعلم بأمره ونهيه والعمل بذلك.
وإذا كان السكر كثيراً فإن حركته تزيد من حلى الشاي فلا يستفاد منه، إذ لا يكون مستساغاً، فهنا حركته مضرة له ولغيره، وهذا خلاف حقيقي في هذه العبارة مع حقيقة الإيمان إذ الإيمان يزيد بالطاعات حتى يصير أمثال الجبال وينفع صاحبه و لا يضره، وينقص بالمعاصي حتى يكون مثل الهباء.

من كتاب عبارات موهمة للشيخ الفاضل محمد عمر بازمول /صفحة3

بارك الله فيك اخي في ميزان حسناتك ان شاء الله

وفيكم بارك الله شكرا لكم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك على موضوعك
والله يجزيك كل خير ويجعل لك في كل حرف بميزان حسناتك

وفيكم بارك الله جزاكم الله خيرا
حفظكم الله اخوتي

جميلة جدا هذه الكلمات،،

بوركتم اخي على النقل الطيب والمفيد والقيّم جدا،،

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
ثم نقول ما نفع حركة السكر في الفنجان إذا كان السكر قليلاً؟ فمهما حركته فإنه لا يؤثر؛ فلا بد من السعي لتحقيق الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ومقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته، والعلم بأمره ونهيه والعمل بذلك.
القعدة القعدة

رائعة جدا ،، حقا رائع..

في موازين حسناتكم..

بارككم الرحمن
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

بارك الله فيكم على الموضوع القيِّم
الذي ندين الله به أن الإيمان إعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
هذا ما عليه أهل السنة والجماعة، والدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها
أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان) متفق عليه.
وهنا يتضح تعريف الإيمان؛ فقوله: (أعلاها قول لا إله إلا الله) يشمل الإعتقاد بالقلب والقول باللسان.
وقوله: (وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق) يشمل العمل بالجوارح.
الحياء أمر مطلوب وواجب.
لهذا فليعد الجميع للفهم الصحيح للنصوص وعدم التأويل والسير على ما سار عليه السلف قبلنا.

موقع رائع للصور الدينية إدا أردت أن تعمر البيت بالإيمان هنا 2024.

السلام عليكم
وجدت موقعا للصور و هي عبارة هن صور لــ ‘أسماء الله الحسنى’
اترككم مع الموقع

https://www.uv9.co.uk/A/index.htm

بارك الله فيك اخي
شكرا جزيلا
شكرا وبارك الله فيك على الموضوع الجميل…
بارك الله فيك فعلا موقع رائع

أهمية مسائل الإيمان 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهمية مسائل الإيمان

تكمن أهمية معرفة مسائل الأيمان و الكفر في تعلق الاحكام الشرعية المترتبة عليها في الدنيا و الآخرة .

قال إبن تيمية رحمه الله : ( وليس في القول أسم علق به السعادة و الشقاء أو المدح و الذم و الثواب و العقاب أعظم من اسم الأيمان و الكفر و لهذا سمي هذا الآصل " مسائل الأسماء والاحكام" ) [المجموع ج 13 /58].

قال ايضا رحمه الله : ( فان الخطا في اسم الايمان ليس كالخطأ في اسم محدث ، ولا كالخطأ في غيره في الأسماء ، اذا كانت أحكام الدنيا و الاخرة متعلقة باسم الأيمان و الاسلام و الكفر و النفاق ) [المجموع 7/ 395].

قال تعالى : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } [الجاثية: 21].
قال تعالى : { ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون } [الأنفال :37].

أما اهمية هذا الموضوع في الآخرة فأن مصائر الخلق متوفقة على الايمان و الكفر ، فإما الى جنة واما الى نار ، و أما في الدنيا فمترتب على مسائل الايمان و الكفر احكام عديدة .

قال ابن رجب الحنبلى رحمه الله : ( وهذه المسائل اعني مسائل الاسلام و الايمان و الكفر و النفاق مسائل عظيمة جدا ، فإن الله عز وجل علق بهذه الاسماء السعادة و الشقاوة و استحقاق الجنة و النار ، والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الامة ) [جامع العلوم والحكم /27] يريد بذلك خلاف الخوارج للصحابة .

" وان الخلط او الجهل بهذه المسائل قد ضل بسببه أقوام نسبوا من يتمسك بعقيدة السلف وأهل السنة والجماعة الى البدعة بل اتهموهم بالخروج و عادوهم ، وادخلوا في هذا الدين من حرصت الشريعة بتكفير واجمع العلماء على كفرهم ، بل وبايعهم هؤلاء و نصروهم بالاقوال وألافعال ، كل ذلك بسبب جهلهم او اعراضهم عن تعلم هذه المسائل ، واضلالهم بسبب اعراضهم جزاء وفاقا و لا يظلم ربك أحدا " [التبيان/ 44].

وانه كما يجب ان نحكم بالاسلام لمن ثبت اسلامه بيقين ولا نكفره في غير بينه شرعية ، فانه ينبغى الحذر في عدم تكفير من فعل الكفر و ليس له عذر شرعي ، بل الواجب تكفيره ان لم يكن له عذر شرعي دون الرجوع الى قصده

يقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله : ( واما ان كان المكفر لأحد في هذه الامة يستند في تكفيره الى نص و برهان من كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى كفرا بواحا ، كالشرك بالله و عبادة ما سواه ، و الأستهزاء به تعالى أو بآياته أو برسله ، او تكذيبهم أو كراهة ماأنزل الله من الهدى و دين الحق ، أو جحد صفات الله تعالى و نعوت جلاله و نحو ذلك ، فالمكفر بهذا و امثاله مصيب مأجور مطيع لله و لرسوله صلى الله عليه وسلم ) [الرسائل المفيد /388].

الاحكام المترتبة على مسائل الايمان و الكفر في الدنيا :
و منها :

1) في السياسه الشرعية : وجوب طاعة الحاكم المسلم ، و تحريم طاعة الحاكم الكافر و وجوب الخروج عليه و خلعه ، وانه لايجوز التحاكم الى الاحكام الوضعية و لا العمل بها و من فعل ذلك راضيا بها فهو كافر ، و يحرم مبايعة الحكام العلمانين المرتدين و عدم الانخراط في جيوشهم او اجهزتهم التى تعينهم على كفرهم و ظلمهم ، وان ديارهم ديار كفر وردة .

2) في أحكام الولاية : فلا ولاية لكافر على مسلم وفي ذلك لايكون الكافر حاكما ولا قاضيا للمسلمين ، ولا تصح امامة الكافر في الصلاة ، ولا تصح ولاية الكافر لمسلمة في النكاح بل لايكون محرما لها ولا يكون وصيا على مسلم ولا يل ماله ، و غير ذالك من صور الولاية .

3) في احكام النكاح : يحرم نكاح الكافر لمسلمة و المسلم لكافرة .

4) في احكام المواريث : فان أختلاف الدين يمنع التوارث ، فلا يرث الكافر المسلم ولا يرث المسلم الكافر على الصحيح .

5) في أحكام العصمة : فان المسلم معصوم الدم و المال و العرض بخلاف الكافر الذي لاعصمة له في الاصل الا ان يكون له عهد او امان او ذمة.

6) وفي احكام الجنائز : فان الكافر و منه المرتد لايغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يستغفر له و لا يترحم عليه إذا مات ، قال تعالى { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله } ، و قال تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى } [التوبة :113].

7) في أحكام الولاء و البراء : يوالى المؤمن على حسب ايمانه و تحرم موالاة الكفار و تجب البراءة منهم و بغضهم و اظهار العداوة لهم على حسب الأمكان ولا يجوز إعانة الكفار على شيء يضر المسلمين .

8) في احكام الهجرة : فيجب على المؤمن أن لايقيم بين الكافرين ما امكنه ذلك إلالمصلحة شرعية و يجب عليه الهجرة من دارهم الى دار المسلمين حتى لا يكثر سوادهم .

9) في احكام الجهاد : فاءن المسلم يجاهد مع الائمة المسلمين سواء كانوا ابرارا او فجارا ولا يجوز القتال خلف امام كافر أو مرتد وأن تكون راية الجهاد شرعية فيكون الجهاد فىسبيل الله و إعلاء كلمته و تحكيم شرعه وأن يكون الدين كله لله ومن اجل ازالة الباطل و محق كل رايات الكفر و الشر و الالحاد ، وكذلك ما يترتب من الأحكام في معاملة الاسرى و الغنائم و الفيىء و الجزية .

10) في أحكام الديار : فاءن هذه الأحكام مبنية على مسائل الكفر و الايمان من تحريم السفر للمسلم إلى دار الكفر إلى لحاجة و عدم الاقامة بها إلا لضرورة أو مصلحة شرعية و بالشروط التي وضعها العلماء و منها وجوب اظهار دينه كما لايجوز لكافر أن يدخل دار الأسلام إلا بعهد أو امان ولا يقيم بها إلا بجزية و هناك أماكن لايجوز للكافر أن يقيم بها على الاطلاق وهي جزيرة العرب و أماكن اخرى لايجوز لهم دخولها وهي مناطق الحرام .

11) وفي أحكام القضاء :لاتقبل شهادة الكافر على المسلم في الأصل كما يحرم أن يكون الكافر قاضيا على المسلمين كما ذكرنا في أحكام الولاية .

و الخلاصة في هذه المسألة :

أن ثمرة هذا الموضوع – الكلام في الايمان و الكفر – هي تميز الؤمن من الكافر لمعاملة كل منها بما يستحقه في شرع الله تعالى و هذا واجب على كل مسلم ثم إن من مصلحة الكافر أو المرتد ، أن يعلم أنه كافر فقد يبادر بالتوبة أو بتجديد اسلامه فيكون هذا خيرا له في الدنيا و ألأخرة – الى أن قال – فكثير من الكفار هم من { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [الكهف 104] ، [كتاب الجامع ج2 -480].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]



[1] أمن : جمع أمين وهو الحافظ

تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "1"

لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :

الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].

ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].

الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .

قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .

و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .

الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :

قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].

اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :

قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].

قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .

و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].

و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر – منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري – ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].

قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].

قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد – يعني التصديق – و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام – يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله – ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].

قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كُردستان]

تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "2"

التعريف المختار : ( الايمان ؛ هو اعتقاد القلب و قول اللسان و عمل الجوارح ) .

اعتقاد القلب : و يشمل عمل القلب و قول القلب .

و يتضمن قول القلب :

معرفة الله سبحانه وتعالى ونبيه والتصديق بهما و بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرائع وما يتضمنه الاسلام من العبادات والاحكام وكذلك التصديق بالملائكة واليوم الاخر والكتب والرسل والجن والبعث والجنة والنار وسائر الامور الغيبيه .

عمل القلب:

و يتضمن اعماله مثل : الاخلاص ، الخشوع ، الخوف ، الرجاء ، المحبة ، الإعتقاد ، الإذعان ، التوكل ، والانابة … الخ .

قال تعالى : { . . . ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم } [الحجرات : 7] ، وقوله تعالى : { كتب في قلوبهم الايمان } [المجادلة : 22] ، و قوله تعالى : { إلا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان } [النحل : 106] .

ومن السنة ؛ قوله صلى الله عليه وسلم : ( والحياء شعبة من الايمان ) [متفق عليه].

ويدخل فيه جميع اعمال القلوب :

التوكل : قوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [].

الانقياد : قوله تعالى : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. . . } [النساء : 65] ، نفى الايمان عمن لم يحكم الله ولم نيقاد له ، و وجه الدلالة هو في قوله تعالى في آخر الآية نفسها { و يسلموا تسليما } .

اليقين : قال تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا في سبيل الله } [الحجرات : 15] .

ملاحظة : شروط لا إله الا الله داخلة في اعمال القلوب ، و هي:
1- العلم.
2- اليقين.
3- ألاخلاص.
4- الصدق.
5- المحبة.
6- ألانقياد.
7- القبول.

قال ابن القيم رحمه الله : ( فاهل السنة مجتمعون على زوال الايمان وانه لاينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب و هو محبته و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 26].

قول اللسان :
و يتضمن الشهادتين اتبداءً و من ثم كل قول يلفظ و كذا سائر العبادات القولية مثل : الذكر ، الدعاء ، قراءة القرءان و الكلمة الطيبة. . . الخ .

ملاحظة : من العلماء من استعمل في التعريف إقرار اللسان بدل قول اللسان فإن كان يقصد بالاقرار الشهادتين فقط فهذا خطأ – او ناقص – لأن قول اللسان يتضمن أكثر من الشهادتين كما ذكرنا .

قال تعالى : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [ البقرة : 136] ، و قال تعالى في الاية التي تليها : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } [ البقرة : 137] ، فسمى قول الايمان ايماناً .

ومن الادلة كذلك ما كان عليه ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان مصدقا بقلبه ، بدليل انه قال في الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :

ولقد علمت بأن دين محمد القعدة من خير أديان البرية دينا
و الله لن يصلوا اليك حتى القعدة أو سد في التراب د فينا
لولا الملامة او حذار مسبة القعدة لو جدتني سمحاً بذاك مبينا

ومع ذلك لم يقر بلسانه مخافة معرة و مات مشركا و كافرا .

وفي الحديث عن ابي هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه : ( قل لاإله الا الله اشهد لك بها يوم القيامة ) ، قال : لولا ان تعيرني قريش , يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم إلا بحق الاسلام و حسابهم على الله ) [متفق عليه ، رقم 25 البخاري] ، وجه الدلالة : " حتى يشهدوا . . . " .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله. . . ) ، قال في شرحه : ( منه ان الايمان شرطه الاقرار بالشهادتين مع اعتقادهما و اعتقاد جميع ما اتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) [شرح صحيح مسلم للنووي : 1-212].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر بإتفاق المسلمين و هو كافر باطنا و ظاهراً عند سلف الامة وائمتها و جماهير علمائها ) [مجموع الفتاوى 7-609].

قال الحافظ البغوي : ( الكافر كان وثنياً او ثنوياً لايقر بالوحدانية فإذا قال لا إله الا الله حكم بأسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الاسلام و يبراًمن كل دين خالف دين ألاسلام , وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لايحكم باسلامه حتى يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان يعتقد بان الرسالة المحمدية الى العرب خاصة فلا بد ان يقول الى جميع الخلائق فإن كفر بجحد واجب او استباحة محرم فيحتاج ان يرجع عما اعتقده ) [فتح البارى 12-219].

{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}

تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "3"


عمل الجوارح: ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة … الخ [للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي : جزء 2 ص20].

قال تعالى : { وما كان الله ليضيع ايمانكم .. } ، فسمى الصلاة ايمانا .

و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة { ياايها الذين ءامنوا . . . } ، مثل قوله تعالى في :

{ كتب عليكم القتال } ، { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام} ، { ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء } .

{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ، اي صادقون في قولهم ءامنا .

{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. . . } .

{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .

و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر: ( فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) [الفتاوى :7-17].

{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} ، " يتولى " من اعمال الجوارح .

{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } ، " الطاغوت " ؛ كل معبود عبد من دون الله من متبوع او مطاع.

ومن السنة :

حديث شعب الايمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان ) [مسلم] ، فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .

قال ابن حجر : ( فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقا ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثا على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) [فتح الباري].

قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس : ( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس ) [متفق عليه ، كتاب الايمان 53].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) [متفق عليه].

قال ابن رجب : ( فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ) [جامع العلوم 105].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه ) [متفق عليه].

قال الكرماني : ( ومن الايمان ايضا ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء ، والله اعلم ) [فتح البارى].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : ( الذي لايأمن جاره بوائقه [1] ) [البخاري].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده والناس أجمعين ) [متفق عليه].

وكتب عمر بن عبد العزيز الى عدي بن عدي [2] : ( ان للايمان فرائضا و شرائعا وحدودا و سننا فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعيش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ) [فتح الباري 47:1].

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لايتصور وجود ايمان القلب مع عدم جميع اعمال الجوارح , بل متى نقصت الاعمال الظاهرة كان لنقص الايمان الذي في القلب ) [كتاب الايمان ص 185].

وفي العلاقة بين التصديق اللغوي و الشرعي ، قال ابن القيم : ( ألايمان هو التصديق ولكن ليس التصديق المجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق ايمانا لكان إبليس و فرعون و قومه وقوم صالح و اليهود الذين عرفوا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابنائهم مؤمنين مصدقين فالتصديق انما يتم بامرين ؛ اعتقاد الصدق و محبة القلب و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 19].

{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}

مراتب الإيمان "1"

إذا أطلق لفظ الايمان فالمراد به الدين كله وهو يشتمل على شعب ، كما في حديث الشعب : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لاإله الا الله وأدناها إماطه الأذى عن الطريق و الحياء شهبة من الايمان ) [مسلم].

فاشتمل الايمان على جمع الطاعات فرضها و نفلها مما يجب على القلب و اللسان و الجوارح كما يشتمل الايمان على ترك المحظورات المحرم منها و المكروه و ينقسم الايمان الى مراتب تشتمل كل مرتبة على بعض شعب الايمان بحيث تتضمن المراتب الثلاث جميعا شعب الايمان .

و المراتب الثلاثة وهي :

اولا : أصل الايمان :
وهو مالايوجد الايمان بدونه وبه النجاة من الكفر و الدخول في الايمان و هو مطلق [جزء] الايمان ومن أتى بهذه المرتبة فهو داخل في المخاطبين بقوله تعالى : { ياايها الذين آمنوا } وهو يشتمل على شعب لايصح إلا باكتمالها و ضابط ما يدخل في الايمان من الاعمال سواء كانت فعلا او تركا و سواء كانت اعتقادا او قولا او عملا :ـ

أ – ان كل عمل يكفر تاركه ففعله من اصل الايمان ، مثل ؛ التصديق ، انقياد القلب ، اقرار اللسان ، و الصلاة …

ب- كل عمل يكفر فاعله فتركه من اصل الايمان : مثل : الاستهزاء بالدين ، الدعاء ، الاستعانة و الاستغاثه بغير الله ، و القتال في سبيل الطاغوت .. او جحد واجب او استحلال محرم او انكار واجب …. الخ.

وكل من لم يأت بأصل الايمان " جملة " او أخل به "جزء " فهو كافر فحلد في نار جهنم .

و ضابط الذنب المكفر هو ماقام الدليل الشرعي على أنه كفر اكبر مخرج من الملة .

ومن اتى باصل الايمان فقد نجا من الكفر و دخل الجنة لامحالة إما ابتدء وإما مئالا .

ومن الادلة الشرعية على ما سبق :

قال تعالى : { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم * يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهـــم عذاب مقيم } ، و قوله تعالى: { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله } .

وعن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليصيبن اقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضله و رحمته يقال لهم الجهنميين ) [البخاري 7450] ، و دخولهم الجنة مئالا انما هو بما معهم من أصل الايمان المضاد للكفر .

وعن ابي هريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يخرج برحمته من اراد من النار أمر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لايشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه ممن يشهد لاإله الا الله فيعرفونهم في النار بآثار السجود ) [رواه البخاري 7437].

وعن ابي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذاك جبريل أتاني فقال : من مات من أمتك لايشرك بالله شيئا دخل الجنة ) ، قال ابوذر : قلت ؛ وإن زنى وإن سرق ؟! ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق ) [البخاري 6444].

وفي حديث آخر : ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان ) [البخاري].

قال ابن حجر : ( و المراد بحبة خردل هنا مازاد من الاعمال على أصل التوحيد لقوله في رواية أخرى " اخرجوا من قال لاإله الا الله و عمل من الخير ما يزن ذرة " ) .

قال محمد بن نصر المروزي : ( الكفر ضد اصل الايمان لأن للإيمان أصلا وفروعا , فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل ألايمان , فإن قيل وألذى زعمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال عنه إسم ألايمان هل فيه من ألايمان شىء ؟ ، قالوا نعم اصله ثابت ولولا ذلك لكفر ) [تعظيم قدر الصلاة 513:2].

قال ابن تيمية – في وصف أهل هذه المرتبة – : ( فعامه الناس إذا أسلموا بعد الكفر او ولدوا على اسلام و التزموا شرائعه كانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون و معهم ايمان مجمل [1] ولكن دخول حقيقه الايمان [2] الى قلوبهم انما يحصل شيئا فشيئا إن اعطاهم الله ذلك و الإ فكثير من الناس لا يصلون الى اليقين و الى الجهاد ولو شككوا لشكوا ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا و ليسوا كفارا ولا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب و معرفته و يقينه مايدرأوا الريب ولا عندهم قوة الحب لله و لرسوله ما يقدمونه على الاهل و المال و هؤلاء ان عفوا عن المحنة وماتوا دخلوا الجنة وان ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم ، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب والى صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع آخر من النفاق [3] ) [كتاب الايمان :257] .

{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}

[1] ايمان مجمل : اصل الايمان .
[2] حقيقة الايمان : كامل الايمان " الواجب و المستحب " .
[3] نوع آخر من النفاق : نفاق اكبر مخرج من المله .

مراتب الإيمان "2"


الايمان الواجب : وهو مازاد عن اصل الايمان من فعل الواجبات و ترك المحرمات و ضابط مايدخل في اليمان الواجب من الاعمال سواءً كانت فعلاً او تركاً ، ان كل عمل ورد في تركه و عيد ولم يكفر فاعله فتركه من الايمان الواجب كالزني و الربا و السرقة و شرب الخمر. . . الخ، بشرط عدم الاستحلال و عدم الإنكار – اي عدم استحلال محرم و عدم انكار واجب –

و الناس في الايمان الواجب على درجتين :

1- المقصرون منه : بترك واجب او فعل محرم بعد إتيانهم بأصل الايمان , فهولاء هم أصحاب الكبائر او المخلطون من أهل التوحيد او عصاة الموحدين أو الفاسق الملّي او الظالم لنفسه فمن كان هذا حاله فهو من اهل الوعيد إن مات بلا توبة ولكنه في المشيئة فإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يُخرجُهُ اللهُ من النار و يدخله الجنة بما معه من أصل الايمان .

الأدلة علي تكفير الذنوب بالمغفرة :

قال تعالى : { إنّ اللّه لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دُون ذلك لمن يشاءُ } .

وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد نقباء ليلة العقبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – و حوله عصابة من أصحابه – : (( بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم و ارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه و إن شاء عاقبه )) [متفق عليه، و اللفظ للبخاري : 18].

و يستثني من تكفير الذنب بالعقوبه و كونه في المشيئة " المرتد " المشار إليه في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم " وأن لاتشركوا بالله شيئا " فإذا قتل على الردة لم تكن العقوبة كفارة له ، واذا مات مرتدا لم يكن في مشيئة لقوله تعالى : { إن الله لايغير ان يشرك به } سواء عوقب في الدنيا على ردته ام لم يعاقب [انظر فتح الباري1/64].

2- المقتصدون فيه : الذين أدوا الايمان الواجب بتمامه ولم يقتصروا فيه ولم يزيدوا عليه بعد إتيانهم بأصل الايمان فهذا هو المؤمن المستحق للوعد السالم من الوعيد و ويستحق دخول الجنة بلا سابق عذاب بفضل الله حسب وعده الصادق و هذه الدرجة تسمى المقتصدين .

ومن الأولة على ذلك : قصه الاعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام و أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بشرائع الاسلام ، فقال الاعرابي : ( والذي اكرمك بالحق لا اتطوع شيئا ولا انقص بما فرض الله عليّ شيئا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قد أفلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق )) [البخاري /1891].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( من أتى بالايمان الواجب استحق الثواب , ومن كان فيه شعبة من نفاق [1] وأتى الكبائر فذلك من اهل الوعيد وايمانه ينفعه الله به و يخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة من خردل , لكن لايستحق به اسم المطلق [2] المعلق به وعد الجنة بلا عذاب ) [كتاب الايمان : 334 ، الايمان الاوسط : 67].

فائدة : العلم بالواجبات و النواهي التى تدخل في أصل الايمان و الايمان الواجب فرض عين على كل مسلم و منها ما يدخل في العلم الواجب العينى العام و فيها ما يدخل في العلم الواجب العينى الخاص و إنما كان العلم بها واجبا لأن العمل بها واجب و يترتب على التقصير فيه و عيد من كفر او فسق لان العمل هو المقصد و العلم وسيلة و القاعدة تقول " للوسائل حكم المقاصد" .

ثالثا – الإيمان المُستحب : وهو مازاد عن أصل الايمان والايمان الواجب من فعل المندوبات والمستحبات و ترك المكروهات و المشتبهات – و بعض المباحات عند السلف – فمن اتى بهذه المرتبة مع المرتبتين الأوليتين فهو من السابقين الذين يستحقون دخول الجنة ابتداء فى درجة اعلى من المقتصدين .

قال ابن تيمية رحمه الله : ( ويفرق بين الأيمان الواجب وبين الأيمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء (الفعل ينقسم الى قسمين ، مجزىء وكامل فالمجزىء ما اتى بة بالواجبات فقط , والكامل واتى فية بالمستحبات ) [الايمان :186].

ويجمع المراتب الثلاثة لأهل الايمان قوله تعالى: { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هُو الفضلُ الكبيرُ } [فاطر /32].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة ، قال تعالى : { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه } فالمسلم الذي لم يقم بواجب الايمان هو الظالم لنفسه و المقتصد هو المؤمن المطلق الذي عبدالله كأنه يراه ) [كتاب الايمان : 342].

عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى : { ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا. . . الاية } فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فيحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون { الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفور شكور } )) [رواه أحمد ، سورة فاطر /34 ، مصدر ابن كثير].

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : ( السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب و المقتصد يدخل الجنة برحمة الله و الظالم لنفسه وأصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ) .

فائدة : والصغائر تدخل في المرتبه الثالثة بشرط عدم الإصرار عليها – لاصغيره مع الاصرار و لاكبيرة مع الاستغفار –

قال ابن تيمية رحمه الله : ( و الرسول لم ينفه – يعني الايمان الواجب – إلا عن صاحب الكبيرة والإ قالوا ؛ من الذي يعمل الصغيرة هي مكفرة عنه بفعله للحسنات و اجتنابه الكبائر لكنه ناقص الايمان عن من اجتنب الصغائر فمن أتى بالايمان الواجب خلطه سيئات كفرت عنه بغيرها ونقص بذلك درجه عمن لم يأت بذلك ) [الايمان :337].

و قال ابن تيمية رحمه الله -عن الايمان – : ( هو مُركب من اصل لايتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة ) [مجموع الفتاوى /7 637].

ماالفرق بين الايمان الكامل و كامل الايمان ؟

الايمان الكامل : أي جمع الاعمال بمراتبه الثلاثة .

كامل الايمان : اي جزء من الايمان الذي يتم به مطلق الايمان .

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]

زيادة الإيمان و نقصانه والاستثناء فيه

الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل يزيد و ينقص , يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و المؤمنون يتفاضلون فيه .

تفاصل اهل الإيمان :
قال تعالى : { وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادتهُم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلُون } [الانفال /2] ، و قوله تعالى : { هُو الّذي أنزل السّكينة في قُلُوب المُؤمنين ليزدادُوا إيمانا مع إيمانهم } [الفتح /4] ، و قوله تعالى : { الّذين قال لهُم النّاسُ إنّ النّاس قد جمعُوا لكُم فاخشوهُم فزادهُم إيمانا وقالُوا حسبُنا اللّهُ ونعم الوكيلُ * فانقلبُوا بنعمة } [آل عمران /174] ، و قوله تعالى :{ وإذا ما أُنزلت سُورة فمنهُم من يقُولُ أيُّكُم زادتهُ هذه إيمانا فأمّا الّذين آمنُوا فزادتهُم إيمانا وهُم يستبشرُون * وأمّا الّذين في قُلُوبهم مرض فزادتهُم رجسا إلى رجسهم وماتُوا وهُم كافرُون } [التوبة: 124،125] ، و قوله تعالى : { ويزداد الذين آمنوا ايمانا } [المدثر : 31].

وعن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان )) [رواه مسلم].

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : (( فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه ، فمن وجدتم في قلبه وزن ذرة من ايمان فاخرجوه )) [فتح الباري : 13/431 وكذا : 1/ 103].

أوجهه زيادة الإيمان و نقصانه :
إن زيادة الإيمان و نقصانه تكون تارة في اصل الإيمان حيث ان العلم و التصديق بعضه اقوى من بعض و تارة يكون باعمال القلوب كالمحبة و الخشية و الرجاء و نحوها و إن التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله ، فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لايعمل به . و تارة يكون زيادة الإيمان و نقصانه بالاعمال الظاهرة و الباطنة التى هي من الإيمان و الناس يتفاضلون فيها .

قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كان اهل السنة و الحديث على أنه يتفاضل ) [فتح الباري : 1/1 ، كتاب الإيمان : 205 ، تعظيم قدر الصلاة للمروزي : 2809].

الإستثناء في الإيمان : و نعنى بالإستثناء في الإيمان هو تعليقه على مشيئة الله , كأن يقول الرجل " أنا مؤمن إن شاء الله ".

و الناس في هذا الأمر على ثلاثة أقوال :

1- منهم من يحرّمه : وهم المرجئة و الجهمية و نحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الانسان من نفسه .

2- ومنهم من اوجبه وهم الاشعرية : وقالوا ان الإيمان هو ما ,مات عليه الانسان و الانسان انما يكون مؤمنأ وكافرا باعتبار الموافات .
وجعل بعضهم يستثنى في الكفر ايضا مثل ابو منصور الما تريدي ولكن الجماهير على خلاف ذلك و الاستثناء في الكفر بدعة .

3- و منهم من قال إنها سنة : و هم أهل السنة و الجماعة اهل الحديث و هو الصواب و لكن باعتبار آخر غير اعتبار الذين اوجبوه او حرموه :

قال ابن تيمية : ( و الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا [1] و اكثر اهل السنة ) .

و عن محمد بن الحسن بن هارون قال : " سألت ابا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان ، فقال : ( نعم الاستثناء على غير معنى الشك مخافة و احتياط للعمل ) .

وقد استثنى إبن مسعود و غيره وهو مذهب الثورى .

قال تعالى : { لتدخُلُنّ المسجد الحرام إن شاء اللّهُ آمنين } [الفتح / 27] .

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لارجوا [2] ان اكون أتقاكم لله )) ، و قال أيضا في المّيت : (( و عليه نبعث إن شاء الله )) .

وقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة و احتياطا للعمل فإنه يخاف ان لا يكون قد كمل المأمور به فيحتاط بالاستثناء و قال على غير الشك مما يعمل الانسان من نفسه و إلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لايكون كمله فيخاف من نقصه ولا يشك في أصله ) [كتاب الإيمان : 387].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( فقد بين أحمد في كلامه انه يستثنى مع تيقنه بما هو الآن موجود فيه بقول – بلسانه – و قلبه لايشك في ذلك و يستثنى لكون العمل من الإيمان وهو لا يتيقن انه اكمله بل يشك في ذلك فنفي الشك و أثبت اليقين فيما يتيقنه عن نفسه ) [كتاب الإيمان / 388].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( اما مذهب السلف أصحاب الحديث كإبن مسعود و أصحابه و الثوري و ابن عيينة و اكثر علماء الكونه و يحيى بن مسعودبن قطان فيما يرويه عن علماء اهل البصرة و أحمد بن حنبل و غيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان و هذا متواتر عنهم ولكن ليس الاستثناء لاجل الموفات انما هو لان الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لانفسهم بذلك ) [كتاب الإيمان : 388].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]

[1] أصحابنا ؛ يعنى الحنابله .
[2] لأرجوا ؛ تاتي بمعنى المشيئة .

التلازم بين الظاهر و الباطن

قد ثبت من أدلة القرآن و السنة ان مايظهر على البدن و الجوارح من اعمال و أقوال لابد ان يكون له تعلق بما في القلب من احوال إن خيرا فخير وان شرا فشر و التلازم بين الظاهر و الباطن قد اثبته اهل السنة و الجماعة و خالفهم فيه فرق المرجئة و سبب هذا الخلاف راجع الى الخلاف في تعريف الإيمان .

والاصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم ، عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الحلال بين و الحرام بين و بينهما مشتبهات لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرع حول الحمى يوشك ان يرتع منه ألا وإن لكل ملك حمى الا ان حمى الله محارمه ألا و ان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب )) [رواه البخاري :53].

هذة القاعدة متفق عليها عن السلف و ليس عن المتبدعة .

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الاسلام علانية و الإيمان في القلب )) [رواه أحمد في المسند عن أنس رضى الله عنه : 3/ 134].

و قال سفيان ابن عيينه : ( كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهؤلاء الكلمات ؛ " من أصلح سريرته اصلح الله علانيته و من صلح مابينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس و من عمل لأخرته كفاه الله آخرته و دنياه " ) [رواه ابن ابي دنيا].

فان كان قلب عامرا بالإيمان انعكس على الجوارح ، و لما جاء في حديث العابث في صلاته : (( ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )) .

قال ابن تيمية : ( واذا قام بالقلب التصديق به و المحبة له لزم ضرورة ان يتحرك البدن بموجب ذلك من الاقوال الظاهرة و الاعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الاقوال و الاعمال هو بموجب مافي القلب ولازمه و دليله و معلومه كما ان ما يقوم البدن من الاقوال و الاعمال له تأثير في القلب فكل منهما يؤثر على الأخر لكن القلب هو الاصل و البدن فرع له و الفرع يستق من اصله و الاصل يثبت و يقوى بفرعه ) [مجموع الفتاوى : 7/541].

وقال ابن رجب : ( و حركات الجسد نابعة لحركة القلب و إرادته فإن كان حركته و إرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله و إن كانت حركة القلب و إرادته لغير الله فسد و فسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب. . . و معنى هذا ان كل حركات القلب و الجوارح اذا كانت لله فقد كمل ايمان العبد بذلك ظاهرا و باطنا و يلزم من حركات القلب صلاح حركات الجوارح ) [جامع العلوم و الحكم : 65].

و هذة القاعده كما يقول الشاطبي : ( كلية التشريع و عمدة التكليف بالنسبة الى اقامة حدود الشعائر الاسلامية الخاصة و العامة ) [الموافقات للشاطبي : 1 / 233].

وقال ايضا : ( ومن هنا جعلت الاعمال الظاهرة دليلا على مافى الباطن فإن كان الظاهر منحرفا حكم على الباطن بذلك او مستقيما حكم على الباطن بذلك ايضا و هو اصل عام في الفقه و سائر الاحكام العاديات و التجربييات بل الاتفاق إليها من هذا الوجه نافع في جملة التشريع و كفى بذلك عمدة انه الحاكم بايمان المؤمن و كفر الكافر و طاعة المطيع و عصيان العاصي و عدالة العدل و جرح المجرح ) [الموافقات : 1/233].

قال ابن حجر : ( خص القلب لأنه امير البدن و بصلاح الامير تصلح الرعية و بفساده تفسد ) [فتح الباري : 1/ 128].

فائدة : يستثنى من هذه القاعدة من أتى بناقص من نواقص الاسلام القولية او العملية وكان يتوفر عنده أحد الموانع و مع وجود المانع حكم له بالسلام .

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]

الأحكام في الدنيا تبنى على الظاهر


إن الاحكام في الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولّ ألسرائر لاننا لامعرفة لنا بالباطن و الله عز و جل تفرد بهذا الامر و انه تعبدنا بالاحكام الدنيوية حسب الأعمال و الاقوال الظاهرة فيحكم على الشخص بالاسلام بداية بمجرد الاقرار ولا يكتفي بهذا الاقرار بل يترك حتى دخول وقت العبادات و الفرائض و النواهي فيجب عليه الاتيان بالعبادات سواء فعلا او تركا فإن لم يفعل دلّ على بطلان إقراره فنثبت الاسلام الحكمي على الشخص حسب الظاهر اما الاسلام الحقيقي وهو اذا اتى الشخص بالاسلام الظاهري و الباطني و هو الرابح عند الله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لم أُؤمر ان انقب عن قلوب الناس )) [رواه مسلم].

قال ابن ألقيم رحمه الله : ( و لم يرتب تلك الاحكام على مجرد مافي النفوس من غير دلالة فعل او قول ) [اعلام الموقعين : 3/117].

قال الطحاوي : ( ولا نشهد عليهم بكفر ولاشرك ولا نفاق مالم يظهر منهم شيء و نذر سرائرهم الى الله ) ، قال الشارح ابن ابي العز : ( لأننا قد أُمرنا بالحكم بالظاهر و نهينا عن الظن و اتباع ماليس لنا به علم ) [شرح العقيدة الطحاوية].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( وألاعراب و غيرهم كانوا إذا اسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الزموا بالاعمال الظاهرة ، كالصلاه الزكاة و الصيام و الحج ) [مجموع الفتاوى : 7/ 258].

قال ابن رجب : ( من اقر بالشهادتين صار مسلما حكما فإذا دخل في الاسلام بذلك الزم ببقية خصال الاسلام ) [جامع العلوم و الحكم : 21].

قال ابن حجر : ( قال القرطبي ؛ ثم الصحابه حكموا باسلام من اسلم من جفاة العرب ممن كان يعبد الاوثان فقبلوا منهم الاقرار بالشهادتين و التزام احكام الاسلام من غير إلزام بتعلم الادلة ) [فتح الباري : 13 / 399].

و قال ابن حجر ايضا : ( وكلهم أجمعوا على ان احكام الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولى السرائر ) [فتح الباري :12 / 273].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أُمرت ان أُقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و اموالهم الا بحق الاسلام و حسابهم على الله )) [متفق عليه].

وجه الاستدلال : طلب النبي صلى الله عليه وسلم الاعمال الظاهرة " اسلام حكمي " .

قال ابن تيمية رحمه الله في شرح هذا الحديث : ( معناها اني أُمرت ان أقبل منهم ظاهر الاسلام و أكلُ بواطنهم الى الله فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم الحدود بعلمه ولا بخبر الواحد ولا بمجرد الوحي ولا بالدلائل و الشواهد حتى يثبت موجب للحد ببينة او إقرار , الا ترى كيف اخبر عن المرأة الملاعنة انها جاءت بالولد على نعت كذا فهو للذي رميت به و جاءت على نعت المكروه فقال لولا الإيمان لكان لي ولها شأن وكان بالمدينة إمرأة تعلن الشر فقال " لو كنت راجما احدا من غير بينة لرجمتها " ، و قال للذين اختصموا اليه " إنكم تختصمون إليّ و لعل بعضكم الحن حجة من بعض فاقضي نحوما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " و ايضا ترك قتل المنافقين مع كونهم كفارا لعدم ظهور الكفر منهم بحجة شرعيه ) [الصارم المسلول].

و عن أُسامة بنُ زيد رضى الله عنه قال : ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية و صّبحنا الحرمات من جهينه فأدركت رجلا فقال ؛ " لاإله الا الله " فطعنته ، فوقع في نفسي من ذلك ، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقال لا إله الا الله و قتلته ؟! " ، فقال : قتلته يارسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : " أشققت عن قلبه حتى تعلم اقالها أم لا ؟! " ، فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ ) [رواه مسلم].

قال النووي في شرحه : ( قوله صلى الله عليه وسلم " أشققت عن قلبه " فيه دليل على القاعدة المعروفة في الفقه و الأصول ان الاحكام يعمل فيها بالظواهر و الله يتولى السرائر ) [شرح مسلم للنووي : 2/107].

و قال ابن تيمية رحمه الله : ( و لا خلاف بين المسلمين ان الحربي اذا أسلم عند رؤية السيف و هو مطلق او مقيد يصح اسلامه و تقبل توبته من الكفر و ان كانت دلالة الحال تقتضي ان باطنه خلاف ظاهره ) [ الصارم المسلول : 329].

وعن مقداد بن الاسود رضى الله عنه انه قال : ( يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرايت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدىّ بالسيف فقطعها ثم لاذ عنى بشجرة ، فقال " أسلمت لله " أفاقتله ؟ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لاتقتله فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله و انك بمنزلته قبل ان يقول الكلمه التى قالها )) [متفق عليه].

قال النووي رحمه الله : ( " فإنه بمنزلتك .. الحديث " ، فأحسن ما قيل فيه و أظهره ما قاله الامام الشافعي و ابن قصار المالكي و غيرهما ان معناه فإنه معصوم ألدم محرم قتله بعد قوله " لا إله الا الله " كما كنت انت قبل ان تقتله ، و انك بعد قتله غير معصوم الدم و لامحرم ، كما كان هو قبل قوله " لاإله الا الله " ) [شرح مسلم للنووي 2/106].

عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال : ( يا رسول الله إتق الله ! ) ، فقال : (( ويلك او لست أحق اهل الارض ان يتق الله )) ، قال : ثم ولىّ الرجل ، فقال خالد بن الوليد : ( يارسول الله ألا اضرب عنقه ؟ ) ، فقال : (( لا لعله أن يكون يصلي )) ، قال خالد : ( وكم من مصل يقول بلسانه ماليس في قلبه ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اني لم أؤمر ان انقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم )) ، قال : ثم نظر إليه وهو مقف ، فقال : (( إنه يخرج من ضيءضىء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميةّ لئن ادركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )) [رواه مسلم].

وجه الدلالة : " لم أُؤمر أن أنقب عن قلوب الناس " ، إقرأ تفصيل هذه الحادثه في صحيح البخاري مجلد 1، باب استنابه المرتدين .

عن علي بن ابي طالب رضى الله عنه ، قال : ( خرج عبدان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، قبل الصلح فكتب اليه مواليهم ، فقالوا : يا محمد و الله ما خرجوا اليك رغبة في دينك و انما خرجوا هربا من الرّق ، فقال ناس : صدقوا يارسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قال " ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا " . . . و أبى أن يردهم ، و قال هم عتقاء الله عز و جل ) [صحيح سنن ابي داوود 2329].

و سأل ميمون ابن سياه أنس ابن مالك ، قال : ( يا ابا حمزة ما يحرم دم العبد و ماله ؟ ) ، فقال : ( من شهد أن لاإله الا الله و استقبل قبلتنا و صلى صلاتنا و أكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم و عليه ما على المسلم ) [البخارى : 323].

قال ابن حجر : ( و فيه ان امور الناس محمولة على الظاهر فمن أظهر شعائر الدين أُجريت عليه أحكام أهله مالم يظهر منه خلاف ذلك ) [فتح البارى : 1/ 497].

و يقول الله عز وجل : { ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا } .

سبب نزول هذه الآية : قال ابن عباس : ( كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال " السلام عليكم " ، فقتلوه ، و أخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك الى قوله { عرض الحياة الدنيا } ، تلك الغنيمة ) [فتح الباري : 8/258].

و عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبدالمطلب حين انتهي به الى المدينة : (( يا عباس أفد نفسك و ابني اخيك عقيل ابن ابي طالب و نوفل بن الحارث و حليفك عتبة بن عمرو فإنك ذو مال )) ، فقال : ( يا رسول الله و اني كنت مسلما و لكن القوم استكرهوني ) ، فقال : (( الله اعلم باسلامك ان يكن ما كان حقا فالله يجزيك به فأما ظاهر امرك فقد كنت علينا فافد نفسك )) [رواه البخاري].

و عن عبد الله بن عتبه بن مسعود قال : سمعت عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يقول : ( إنّ ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنّ الوحي قد انقطع و انما نأخذكم الان بما ظهر لنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا أمّناه و قربناه و ليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه و لم نصدقه و إن قال ان سريرته حسنة ) [رواه البخاري].

و القاعدة الاصولية : انه لايصح صلاح العمل مع فساد النيه ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل من المنافقين ظاهرهم الدال على اسلامهم مع علمه انهم كفار في الباطن .

و في سيرة خالد بن الوليد رضى الله عنه في مسيره الى اهل اليمامة لما ارتدوا قدّم مائتي فارس ، و قال من أصبتم من الناس فخذوهم ، فأخذوا مجاعة ابن مرارة في ثلاث و عشرين رجلا من قومه فلما وصل الى خالد قال له : ( يا خالد لقد علمت انني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فبايعته على الاسلام ، وانا اليوم على ما كنت عليه امس فإن يك كذّاباُ قد خرج فينا فإن الله يقول { ولا تزر وازرة و زر اخرى } ) ، فقال : ( يا مجاعة تركت اليوم ما كنت عليه امس و كان رضاك بامر هذا الكذاب و سكوتك عنه و أنت أعز اهل اليمامة و قد بلغك مسيري اقرارا و رضاء بما جاء به ، فهل لا أبيت عذرا و تكلمت فيمن تكلم ، فإن قلت اخاف قوم ، فهلا عمدت اليّ او بعثت الي رسولا ، فقد تكلم اليشكُريُّ و ثمامه بن اثال ) , قال : ( ان رأيت يا ابن المغيرة ان تعفوا عن كل هذا لله ) , فقال : ( قد عفوت عن دمك و لكن في نفسي حرج من تركك ) [مجموعه التوحيد : 239 ، راجع كتب حروب الردة].

كذلك فإن اهل السنة و الجماعة يرون الصلاة خلف مستور الحال من دون ان يسأل عن عقيدته و حقيقة باطنه .

قال ابن تيمية رحمه الله : ( و تجوز صلاة خلف كل مستور حال بإتفاق الأئمة الاربعة و سائر أئمة المسلمين فمن قال لاأصلي جمعة و لاجماعة الا خلف من اعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة و التابعين لهم باحسان و أئمة المسلمين الاربعة و غيرهم ) [مجموعه الفتاوي : 4/ 542].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]

علامات الإسلام الحكمي الظاهري

وهي علامات اذا ظهرت من شخص حكم باسلامه و يجب ان تكون من خصائص الإسلام التي لا يشارك بها احد غير المسلمين فالصدقة و بر الوالدين و اغاثة الملهوف و غيرها كلها من شعب الإيمان و لكن لا يختص بفعلها المسلم بل يفعلها الكافر والمسلم .

ومن علامات الحكم بالاسلام :

1- النطق بالشهادتين : لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( امرت ان اقاتل الناس. . . الحديث )) [نيل الاوطار : 8 /12 ، المغني مع شرح الكبير :10/100، أُنظر نيل الأوطار :8 / 154].

2- قول الشخص إني مسلم : و قوله أسلمت لله , لحديث مقداد بن الاسود او حادثة قتل اسرى بدو جديمة – حادثة خالد بن الوليد – [نيل الاوطار : 8/9].

3- الصلاة منفردا او في جماعة : لحديث أنس رضى الله عنه : (( من صلي صلاتنا. . . الحديث )) [البخاري :393].

4- رفع الأذان : لانه متضمن للشهادتين [فتح الباري : 2/90] ، و يراجع سبب نزول الآية { إن جاءكم فاسق بنبأ }.

5- الحج : و فيه خلاف لأن المشركين كانوا يحجون و الصحيح أنه علامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم عن ذلك عام تسعة هجري و أعلمهم بذلك (( لايحج بعد العام مشرك )) [الحديث رواه البخاري] ، و يراجع سبب نزول سورة التوبة الآية 3-4 .

6- شهادة رجل مسلم له : كشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشى لما صلى عليه و شهادة ابن مسعود باسلام سهيل ابن حنياء [نيل الاوطار : 8/3].

7- التبعية للوالدين المسلمين أو أحدهما : وهذه تحكم بها باسلام الطفل قبل البلوغ .

أما القرائن التى لايحكم بها الا بعد التثبت ـ فهى :

1- تحية الاسلام : فمن ألقى السلام فهى قرينة على أسلامه وليست قاطعة أذ يقولها الكافر مجاملة وتقية [القرطبى فى تفسيره : 5 :339 ، أبن حجر :8 /209] ، أنظر سبب نزول أيتى: { ولا تقولو لمن ألقى أليكم ألسلام. . . الاية } .

2- الهدى الظاهر – السما – : كالثياب و اللحية والشعر والعمامة .

قال محمد بن حسن الشيباني : { وأذا دخلو المسلمين أو مسلمون مدينة من مدائن المشركين عنوة – قوة – فلا بأس ان يقتلوامن لقوا من رجالهم ألا ان يروا رجلا عليه سيماء المسلمين أو سيماء أهل الذمة للمسلمين فحينئذ يجب عليهم أن يثبتوا من أمره حتى يتبين لهم حاله } ، وأتى بدليل : { سيماهم فى وجوههم من أثر السجود } ، وهناك أمور أخرى يستدل بها على الاسلام الحكمي كتلاوة القرأن و ألأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و الجهاد [السير الكبير :4 /1444].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]

سلسلة الإيمان بالقضاء والقدر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )

وبما أن الكثير من الناس يتجاهل مسألة القدر وماكُتب لنا وماكُتب علينا
ويتسخط من قضاء الله سواءً بقصد أو بدون قصد

أحببت أن أنقل لكم بتصرف واختصار مانحتاج معرفته من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر
تقديم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
غفر الله له وطيب ثراه
ومن تأليف أ. محمد إبراهيم الحمد

قرأت أغلب ذلك الكتاب ورأيت أنه من المهم
والمهم جداً أن نتعلم ونتدارس أمور ديننا لاسيما العقيدية منها
ومايمكننا انتهاجه ومايجب علينا تركه.. ومايصح ومالايصح وما إلى غير ذلك

لذلك سأفند في هذا الطرح
– تعريف للقضاء والقدر
– وثمرات الإيمان بالقضاء والقدر
– وسنذكر مراتبه وأركانه
– أيضاً سنرى ماإن كانت أفعال العباد تدخل ضمن القضاء والقدر
– كذلك سنرى ماإن كان بإمكاننا أن ننسب الشر لله جل في علاه
– أيضاً سنذكر متى يسوغ الاحتجاج بالقدر
– كذلك سنبين ماإن كان فعل الأسباب ينافي الإيمان بالقضاء والقدر
– أيضاً سنعرف ماإن كانت هناك مشيئة للعبد أم أنها مقتصرة على الله سبحانه وتعالى
– وسنذكر بعض أقوال الكفار عن المسلمين والقضاء والقدر
– كما سنذكر بعض أقوال الفرق الضاله كالقدرية والجبرية والأشاعرة وغيرهم حول القضاء والقدر
– وسنذكر مدى صحة بعض الأقوال مثل ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه ) وغيرها
– وسنذكر الحكمة من خلق الألم والمصائب إلى جانب خلق إبليس

وهناك الكثير مما سنطرحه بين أيديكم لتعم الثقافة العقيدية وسيكون هناك سلاسل أخرى بمشيئة الله في مواضيع مختلفة
كما يمكنكم نقل السلسلة إلى منتديات أخرى لتعم الفائدة أو عبر الإيميل
وجزا الله كل من قرأ الطرح وساهم على نشره كل خير
وجعله في ميزان حسناته وسدد خطاه
وعافاه.. وكفاه.. وأرضاه

ماأرجوه منكم هو انتظار الجزء الأول من السلسة والتطلع إلى أخذ الفائدة والانتفاع منها
والتي سأطرحها فور انتهائي من كتابتها.

أحاديث لها قصة . الحياء من الإيمان 2024.

أحاديث لها قصة
الحياء من الإيمان
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول [ إنك لتستحي ] حتى كأنه يقول [ قد أضر بك ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعه فإن الحياء من الإيمان ) (1)
صدق رسولنا العظيم الكريم صلى الله عليه وسلم لأن من استحيا من الناس لا يفعل ما يخجله إذا عُرف منه أنه فعله ، فكان من أعظم بركة الحياء من الناس تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ومجانبتها الخلال المذمومة وتلك حقيقة الإيمان ، ومن استحى من الناس أن يروه بقبيح دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه تعالى أشد فلا يضيع فريضة ولا يرتكب خطيئة ، لأن المؤمن يعلم بأن الله يرى كل ما يفعله فيلزمه الحياء منه لعلمه بذلك وبأنه لابد أن يقرره على ما عمله فيخجل فيؤديه إلى ترك ما يخجل منه
قال صلى الله عليه وسلم ( الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ) ) (2) وعن ابن عباس قال :الحياء والإيمان في طلق فإذا انتزع أحدهما من العبد اتبعه الآخر ، وكان الفاروق عمر رضي الله عنه يقول : من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه . ويقول أيضا : من استحيا استخفى ومن استخفى اتقى ومن اتقى وقي
وللحياء حقيقة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه ( استحيوا من الله تعالى حق الحياء ) قالوا ( إنا نستحي يا رسول الله ) قال ( ليس ذاكم ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) (3) ‌
والذين يستحي منهم الإنسان : الله عز وجل ثم الملائكة والناس ونفسه ، فمن استحى من الناس ولم يستحي من نفسه فنفسه أخس عنده من غيره لأنه يراها أحقر من أن يستحى منها ، ومن استحى من نفسه ولم يستحي من الله فلعدم معرفته بالله عز وجل فمن ثم قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استوصاه ( أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) (4)
فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدا من نفسه كأنه يراه ، فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه ولذلك لا يستحي من الحيوان ولا من الأطفال ولا من الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر مما يستحي من الجاهل ومن الجماعة أكثر مما يستحي من الواحد ، وينبغي على الإنسان إذا كبرت عنده نفسه أن يكون استحياؤه منها أكثر من استحيائه من غيره ولذلك قال أحد الصالحين : من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر
إن حياء المرء من نفسه هو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة ، فيجد نفسه مستحييا من نفسه حتى كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر وبهذا يكون قد حاز حقيقة الإيمان
قال أبو حاتم : إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه ودفن مساويه ونشر محاسنه ، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت ، ومن مقت أوذي ومن أوذي حزن ومن حزن فقد عقله ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له ، ولا دواء لمن لا حياء له ولا حياء لمن لا وفاء له ولا وفاء لمن لا إخاء له ومن قل حياؤه صنع ما شاء وقال ما أحب
ولا يفهم من الحض على الحياء وإن أضر بحق المستحي أن من استغل هذا الحياء عار عن الإثم والحيف فقد قال العلماء [ أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف ] مستنبطين ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ) (5) وعن أبي حميد رضي الله عنه قال [ لا يحل لرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس وذلك لشدة ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال المسلم على المسلم ]

—————————–

الهوامش
(1) رواه البخاري ــ كتاب الأدب برقم 5653 (2) رواه الحاكم في المستدرك 1/22 عن ابن عمر وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي ( صحيح ) حديث رقم : 3200 في صحيح الجامع السيوطي / الألباني (3) رواه أحمد (حسن) انظر حديث رقم: 935 في صحيح الجامع. (4) السلسلة الصحيحة / للألباني برقم 741 (5) رواه أبو داود عن حنيفة الرقاشي.(صحيح) انظر حديث رقم: 7662 في صحيح الجامع

بارك الله فيك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لكل دين خلقا وخلق الاسلام الحياء

حب الصحابة من الإيمان وبغضهم كفر ونفاق 2024.

حب الصحابة من الإيمان وبغضهم كفر ونفاق

وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .
هكذا يقول الطحاوي حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر وطغيان ونفاق هذا كلام صحيح، لكن الشارح الطحاوية ألزم الطحاوي بالتناقض؛ لأنه قال فيما سبق الطحاوي: والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان، الإيمان كم هو؟ مركب من شيئين إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل القلب وعمل الجوارح ما يدخل في الإيمان عند الطحاوي، والحب أليس عملا قلبيا الحب هنا عمل قلبي جعله من الإيمان، هذا صحيح يوافق ما ذهب إليه جمهور أهل السنة.
لكن الشارح ألزم الطحاوي بالتناقض قال: أنت قلت في الأول الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان ولم تدخل أعمال القلوب، ولا أعمال الجوارح من الإيمان، وهنا قلت: حب الصحابة إيمان، والحب عمل قلبي، وليس هو التصديق فيكون العمل داخلا في مسمى الإيمان معناه وافقت جمهور أهل السنة، وهذا هو الحق هذا حق لكن ينبغي لك يعني أيها الطحاوي ينبغي لك أن تضيف هذا في التعريف، فتقول: الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح حتى يتناسب مع قولك هذا فتوافق جمهور أهل السنة وهو الحق.
ولكن شارح الطحاوية اعتذر عنه قال: لعله أراد أن هذه التسمية مجاز كما سميت الصلاة إيمان مجازا عند الطحاوي والأحناف في قول الله تعالى: القعدة وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ القعدةأي صلاتكم إلى بيت المقدس فسميت إيمانا سميت إيمانا مجازا، والصواب أن التسمية حقيقية؛ لأن العمل من الإيمان سواء كان عملا قلبيا أو عملا من أعمال الجوارح.
والأدلة من الكتاب والسنة لمذهب أهل السنة في الصحابة وفضلهم والترضي عنهم أدلة كثيرة منها قول الله تعالى: القعدة لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ القعدة إلى آخر الآية، ومنها قول الله تعالى: القعدة وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ القعدة ومنها قوله تعالى: القعدة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ القعدة ومنها قوله تعالى: القعدة لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا القعدة .
ومن السنة أحاديث كحديث: القعدة لا تسبوا أصحابي فالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه القعدة وحديث مسلم القعدة لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة القعدة وحديث القعدة الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه القعدة والحديث وإن كان فيه ضعف لكن له شواهد.
من ذلك ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قيل لها: إن ناسا يتناولون يعني بالسب أصحاب رسول الله حتى أبا بكر وعمر قالت: القعدة وما تعجبون انقطع عملهم في الدنيا فأحب الله ألا يقطع عنهم الأجر القعدة .

وكذلك أيضا ما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: القعدة لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم مع رسول الله ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة القعدة وفي رواية: القعدة هي خير من عمل أحدكم عمره القعدة في رواية وكيع قول ابن مسعود -رضي الله عنه- القعدة إن الله سبحانه اختار نبيه واصطفاه وابتعثه بالرسالة فنظر في قلوب الناس فرأى قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- واختصه فرآه أصفى القلوب وأبرها فاختاره الله واصطفاه لنبوته.
ثم نظر في القلوب بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فرأى قلوب أصحابه أبرها فاختارهم لصحبة نبيه

القعدة أو كما قال -رضي الله عنه- والنصوص في هذا كثيرة، والنصوص في فضل الصحابة وفضلهم ومكانتهم وأدلتها كثيرة من الكتاب ومن السنة. نعم.

بارك الله فيك
بارك الله فيك
بارك الله فيك
بارك الله فيكم على الموضوع القيم
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد السنة القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة

.

و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسرى 2024 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة

.
.
و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسد السنة القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
القعدة القعدة

و فيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ابو الوليد القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيكم على الموضوع القيم
القعدة القعدة

.

و فيكم بارك الله

بارك الله فيك اخي جزاك الله خير

علاج ضعف الإيمان 2024.

القعدة

7 وسائل لتقوية الإيمان:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " فإذا سعى العبد في زيادة إيمانه و استعان بالله عز وجل عاد نور قلبه يضيء كما كان .

و من طرق علاج ضعف الإيمان ما يلي :

1-تدبر القران العظيم .

2-استشعار عظمة الله عز وجل و معرفة أسمائه و صفاته .

3-طلب العلم الشرعي .

4-لزوم حلق الذكر .

5-الاستكثار من ذكر الموت .

6-الخوف من سوء الخاتمة .

بارك الله فيما خطت اناملك اختي ولا حرمك ربي الاجر
بارك الله فيك وجزاك كل خير

جزاك الله خيرا

الفرق بين الإيمان والإسلام 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان قول وعمل

مِن أُصُول السنة والاعتقاد عند أهْل السُّنَّة والجماعة: أنَّ الإيمان قوْل وعمَل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. وأصْل الإيمان في لغة العرب: تصديق القلْب المتَضَمِّن للعلْم بالمصدق به

ـ قال تعالى حكايةً عن إخْوَة يوسُف: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ ـ


ـ[يوسف: 17]ـ


وأما تعريفه الشرعي: فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، فيَتَضَمَّن اعتقاد القلْب ونُطق اللسان وعمَل الجوارح، وهذا مذهبُ أهل السُّنَّة، خلافًا للمُرجئة، ومَن قال بأقوالهم. قال البخاري: وهو قوْل وفِعْل، يزيد وينقص، وقال أحمد: السُّنَّة أنْ تقولَ: الإيمانُ قول وعمل، يزيد وينقص. وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي: إنَّ للإيمان فرائض وشرائعَ، وحُدُودًا وسننًا، فمَن استَكمَلَهَا استَكمَلَ الإيمان، ومَن لَم يستكملْها لَم يستكملِ الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعمَلُوا بها، وإن أمُت فما أنا على صحبتكم بحريص


وهذا متواتِرٌ عنْ أئمَّة العلْم والسُّنَّة. قال البُخاري: لقيتُ أكثر من ألْف رجلٍ منَ العلماء بالأمصار، فما رأيتُ أَحَدًا يختلف في أن الإيمانَ قوْل وعمل، ويزيد وينقص، والأدلَّة على ذلك في كتاب الله وسنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم – كثيرة؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [ طه: 76 ]، وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22]. وقد سأل أبو ذر رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – عن الإيمان، فتلا عليه النبيُّ – صلى الله عليه وسلم : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177]ـ


الفرْق بين الإيمان والإسلام: الإسلام لغة: الانقياد، وشرعًا: إذا أطلق غير مُقترن بالإيمان، فيُراد به الدِّين كله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ ﴾، أمَّا إذا اقتَرَنَ بالإيمان، فيُراد به الأعمال والأقوال الظاهرة، دون أمور الاعتقاد، كما في حديث سُؤال جبريل؛ قال تعالى: ﴿ قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14]. والإيمان لغة: التصديق، وشرعًا: إذا أطلق على الانفراد غير مُقترن بالإسلام، فيُراد به الدِّين كله اعتقادًا وقولاً وعملاً، كما بيَّنَّا مِن قبلُ، وإذا اقتَرَنَ بالإسلام فإنَّه يفسر بالاعتقادات دون الأعمال والأقوال. والحاصلُ أنه إذا أُفرد كلٌّ منهما بالذِّكر، فإنه يُراد به الدِّين كله، فلا فرْق بينهما حينئذٍ، بل كلٌّ منهما على انفرادِه يشْمَل الدِّين كله، وإنِ اجتمع الاسمان فيفرق بينهما على ما في حديث سؤال جبريل


فيُراد بالإيمان: الاعتقادات الباطنة، ويراد بالإسلام: الأقوال والأعمال الظاهرة، ولهذا يُقال عن هذَيْن الاسمَيْن: إذا اجتمعا افتَرَقَا، وإذا افتَرَقَا اجتَمَعَا. قال ابن حجر: والكلام هنا في مقامَيْن: أحدهما: كونه قول وعمل، والثاني: كونه يزيد وينقص. فأمَّا القولُ، فالمُرَاد به النُّطق بالشهادتَيْن، وأما العمل: فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح؛ ليدخل الاعتقادات والعبادات، ومراد مَن أدْخَل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى، فالسلَف قالوا: هو اعتقاد بالقلْب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك: أنَّ الأعمالَ شرْطٌ في كمالِه، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقص، والمرجِئة قالوا: هو اعتقادٌ ونطقٌ فقط، والكرامية قالوا: هو نُطق فقط، والمعتَزِلة قالوا: هو العمَل والنُّطق والاعتقاد. والفرْق بين المعتزلة والسلَف: أن المعتزلة جعلوا الأعمال شرطًا في صحته، والسلَف جعلوها شرطًا في كماله. وأما المقام الثاني: فذَهَب السلَف إلى أن الإيمان يزيد وينقص، وأنكر ذلك أكثر المتكَلِّمين، وقالوا: متى قبل ذلك النقص كان شكًّا. اهـ. شُعب الإيمان: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم


ـ ((الإيمان بضعٌ وستون شُعبة، والحياءُ شُعبة من الإيمان)) ـ


رواه البخاري


، وفي روايةٍ مُسلم: ((الإيمانُ بضع وستون، أو بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان)). وقد حاوَلَ جَماعَة من أهْلِ العلْم حصْر هذه الشُّعَب بطريق الاجتهاد، واستقراء نُصُوص القرآن والسنَّة، ومِمَّنْ فَعَل ذلك ابنُ حبَّان، وعمر بن شاهين، والبيهقي، وابن حجر


((مقال اعجبنى ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع اكثر من رائع ومفيد لما نعاني منه الان

فنحن نعيش كمسلمين ولسنا كمؤمنيين

الكثير منا مسلم بالشعار ففقط اما الامن فحدث ولا حرج

مجتمعنا يحتاج الى فهم ما معنى ان تكون مؤمن وان تكون مسلم

ولن يتم الاسلام بدون الايمان

شكرا لك

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسانتك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد الورقلي القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع اكثر من رائع ومفيد لما نعاني منه الان

فنحن نعيش كمسلمين ولسنا كمؤمنيين

الكثير منا مسلم بالشعار ففقط اما الامن فحدث ولا حرج

مجتمعنا يحتاج الى فهم ما معنى ان تكون مؤمن وان تكون مسلم

ولن يتم الاسلام بدون الايمان

شكرا لك

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسانتك

القعدة القعدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركااته
وفيك بورك أخيي الفاضل
فعلا ما احوجنا لأن نفهم الكثير عن ديننا
وللأسف أحيانا كثيرة نقرا دون أن نفهم شيئااا
نسأل الله السداد والثبات
الله ينور طريقك أخي ويوفقك لما يحب ويرضى

بارك الله فيك على الفائدة
الإيمان والإسلام إذا اجتمعا اِفترقا وإذا افترقا اجتمعا كما قال أهل العلم

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة loula2 القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك على الفائدة
الإيمان والإسلام إذا اجتمعا اِفترقا وإذا افترقا اجتمعا كما قال أهل العلم

القعدة القعدة
وفيك بورك أخيتي
وصدق أهل العلم فيما قالوا
جزاك الرحمن خيراا
وفقك البااري

اللهم ثبتنا على دينك يارب ..
بوركتي اختي الفاضلة على طرحك القيم..
مقارنة جميلة ورؤاقت لي كثيرا.. جزاك الله الفردوس الاعلى ..
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouny_stella القعدة
القعدة
القعدة
اللهم ثبتنا على دينك يارب ..
بوركتي اختي الفاضلة على طرحك القيم..
مقارنة جميلة ورؤاقت لي كثيرا.. جزاك الله الفردوس الاعلى ..
القعدة القعدة
آمين أخيتي الفاضلة
واياكي يارب
حفظك الباري ووفقك

مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووووور
موضوع في القمة بارك الله فيك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذكي القعدة
القعدة
القعدة
موضوع في القمة بارك الله فيك
القعدة القعدة
وفيك بورك أخي
وفقك الرحمن

الناصية بين العلم والإيمان 2024.

لماذا يكذب الإنسان أو يرتكب الأخطاء؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ تتحكم بالكذب والخطأ؟ أين يوجد مركز القيادة والسلوك؟ إنها اكتشافات حديثة جداً تحدث عنها القرآن…

مركز الكذب

كيف كان الناس ينظرون إلى الكذب قديماً وحديثاً؟ وهل تغيرت المعرفة البشرية بهذا الجانب الأخلاقي المهم في حياة الإنسان؟ إذا تتبعنا التاريخ الإنساني نلاحظ أن الناس نظروا إلى الكذب على أنه عادة سيئة فحسب.

ولكن عندما تطور العلم وبدأ العلماء يستخدمون التجارب العلمية لربط جميع الظواهر بأشياء مادية ومحاولة إعطائها تفسيراً علمياً مقبولاً. أي: لماذا يكذب الإنسان؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب؟ بل ماذا يحدث أثناء عملية الكذب؟ وهل هنالك طاقة يصرفها الإنسان عندما يكذب؟

ومن جهة ثانية ماذا عن الصدق؟ وهل هنالك فرق في عمليات الدماغ عندما يقول الإنسان الحق، أو عندما يكذب؟ هذه أسئلة شغلت بال بعض العلماء في السنوات القليلة الماضية، وبما أن ظاهرة الكذب قد تفشَّت بشكل كبير وغير مسبوق، فلا بد من البحث عن وسائل موثوقة لكشف هذا الكذب.

تجربة جديدة لكشف الكذب

في عام 2024 قام بعضهم بتجربة رائعة لكشف أسرار الكذب. لقد كان هدف التجربة محاولة ابتكار جهاز لكشف الكذب، وهل من الممكن أن نستخدم هذا الجهاز في التحقيق مع المجرمين؟ وقد كان سر الإجابة في معرفة المنطقة المسؤولة عن الكذب أولاً.

القعدة جهاز جديد للتصوير بواسطة الرنين المغنطيسي حيث يقوم هذا الجهاز بمسح شامل للدماغ وإظهار المناطق الأكثر نشاطاً.

وبعد إجراء التجارب والتقاط العديد من الصور لجميع أجزاء الدماغ وجد العلماء أن الإنسان عندما يكذب فإن هنالك نشاطاً كبيراً تظهره الصور المغنطيسية بطريقة تسمى functional magnetic resonance imaging في منطقة محددة من الدماغ وهي منطقة أعلى ومقدمة هذا الدماغ [1].

وهكذا استنتج العلماء أن الجزء الأمامي العلوي من الدماغ هو المسؤول عن الكذب! وهذا الجزء هو ما نسميه في اللغة العربية بناصية الإنسان، أي أعلى ومقدمة الرأس، وهنا يتوضع هذا الجزء من الدماغ.

القعدة أظهرت الصور الحديثة للدماغ أثناء تجربة الكذب، أن المنطقة في أعلى ومقدمة الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، لاحظ البقعة الحمراء التي تشير إلى نشاط في مقدمة وأعلى الدماغ حين يكذب الإنسان.

ويقول العالم Scott Faroالذي أجرى هذه التجارب: عندما يقول الإنسان الحقيقة أي عندما يكون صادقاً، تكون المنطقة ذاتها في الدماغ أي الجزء الأمامي في حالة نشاط أيضاً، ويمكن أن نستنتج أن منطقة الناصية هي المسؤولة عن الصدق أو الكذب.

الكذب يتطلب طاقة أكبر!

لقد أثبتت التجارب الجديدة على الدماغ بطريقة التصوير بالرنين المغنطيسي، أن الإنسان عندما يكذب فإن دماغه يعمل أكثر وبالتالي يتطلب طاقة أكبر، وهذا يعني أن الصدق يعني التوفير في الطاقة وفي عمل الدماغ.

بل إنهم يتحدثون اليوم عن حقيقة جديدة وهي أن الدماغ قد صُمم أساساً على الصدق أو كما يعبرون عنه بقولهم truthful is the brain’s "default" modeأي أن الصدق هو النظام الافتراضي للدماغ!

إن المجرمين المحترفين من السهل عليهم خداع أي جهاز لكشف الكذب، ولذلك يحاول العلماء اليوم التوجه مباشرة إلى مصدر الكذب وهو الدماغ، وذلك باستخدام تقنية مسح الدماغ FMRI scannerلاكتشاف الكذب عند المجرمين، ويؤكدون بأن هذه الطريقة تعطي نتائج دقيقة جداً. فمهما كان الإنسان بارعاً بالكذب فإنه لن يستطيع التحكم بالمنطقة الأمامية في دماغه والتي تكون أكثر نشاطاً عندما يكذب [2].

مع أن الملاحظ وجود عدة مناطق تنشط أثناء الكذب إلا أن العلماء [3] يعتقدون أن هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب، وهي المنطقة الأكثر نشاطاً أثناء عملية الكذب، وقد بينت القياسات كما رأينا أن المنطقة الأمامية من الدماغ هي الأكثر نشاطاً ولذلك فهي المسؤولة عن الكذب في دماغ الإنسان.

القعدة صور حقيقية لدماغ يظهر وجود نشاط كبير في المنطقة الأمامية أثناء ممارسة الكذب. الصورة اليسرى تمثل الدماغ في حالة الصدق، ثم تليها صور لحالات متدرجة في الكذب، حيث نلاحظ ازدياد حجم البقعة الصفراء التي تمثل نشاط الدماغ في المنطقة الأمامية، ويزداد هذا النشاط تدريجياً كلما تعمد الإنسان الكذب أكثر. https://www.idealibrary.com

مركز الخطأ

في تجربة جديدة أيضاً بحث العلماء عن مصدر الخطأ في الدماغ، فقاموا بعملية مسح شاملة لدماغ إنسان يرتكب خطأ ما، والنتيجة المفاجئة هي وجود منطقة في الدماغ مسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، ولكن ما هي هذه المنطقة؟

في هذه التجربة وجد العلماء أن مقدمة الدماغ وتحديداً في قشرة الدماغ الأمامية وتسمى RACCوهي ما نسميه "الناصية" تكون أكثر نشاطاً عندما يرتكب الإنسان خطأ ما! وكلما كان الخطأ أكبر كانت هذه المنطقة أنشط.

وتعتمد التقنية الجديدة في كشف الخطأ على مسح الدماغ بالرنين المغنطيسي الذي يهدف إلى رصد حركة الدم، وسرعة تدفق الدم في مختلف أجزاء الدماغ. وبالطبع فإن المنطقة ذات التدفق الأكبر تكون هي الأنشط [4].

القعدة أظهرت التجربة الجديدة على الدماغ أن المنطقة الأمامية أو منطقة الناصية تكون نشيطة عند ارتكاب الأخطاء. وفي الشكل نلاحظ صوراً متعددة لدماغ إنسان وهو يخطئ، وكلما كان الخطأ أكبر نلاحظ ازدياد في نشاط هذه المنطقة من الدماغ.
Source: Journal of Neuroscience

إن الجزء الأمامي من الدماغ The frontal lobe of the brain هو أهم جزء في الدماغ، حيث يتم فيه توجيه الإنسان والحيوان، ويتم فيه اتخاذ القرارات المهمة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة. ويتم فيه أيضاً التخطيط للخير والشر.

مركز القيادة والتحكم والسلوك والتوجه

لقد بينت التجارب الحديثة أنه لدى التحكم بالمشاعر والعواطف وأثناء اتخاذ القرارات المهمة، فإن المنطقة الأمامية من الدماغ تكون أكثر نشاطاً، ومن هنا استنتج العلماء أن هذه المنطقة مسؤولة عن التحكم والسيطرة لدى الإنسان [5]. كما أن هذا القسم من الدماغ مسؤول أيضاً عن التخطيط لدى الإنسان وإيجاد الحلول والتفكير الإبداعي.

لقد تبين بنتيجة الأبحاث والتجارب أن منطقة المقدمة من الدماغ أو الجزء الأمامي منه هو المسؤول عن السلوك behaviour والاندفاع، وقد أظهرت الصور بالرنين المغنطيسي أن المنطقة الأمامية جداً والقريبة من جبهة الرأس هي الأكثر تعقيداً والأكثر نشاطاً أثناء عمليات السلوك والهجوم والهروب وغير ذلك من أنواع السلوك والتوجه [6].

حتى إن هذه المنطقة المهمة من الدماغ تلعب دوراً أساسياً في توجيهنا المكاني، أو توجيهنا في الفضاء. إن أهم تغيير يحدث عند الإنسان الذي تضررت المنطقة الأمامية من دماغه أنه يفقد السيطرة على التوجه والتحكم ويضطرب لديه السلوك بشكل عام [7].

إن الجزء الأمامي من قشرة الدماغ وهو الأقرب لناصية الرأس، يملك العديد من الميزات الهامة جداً، ويتصل مع العديد من الأجزاء الحساسة من الدماغ، إنه يلعب دوراً مهماً في التخطيط والتنظيم. إن هذه الناصية تتحكم بالكثير من الأعمال التي نقوم بها في حياتنا اليومية، مثل اتخاذ القرارات Decision-makingوالتكيف مع الأشياء الجديدة، وإيجاد الحلول لكثير من المشاكل، مقاومة الإغواء والتحكم بالاندفاع ويتحكم هذا الجزء بالمهام العليا مثل الإدراك، ويعتبر مسؤولاً عن المهام التنفيذية "executive functions"والحفاظ على إنجاز أي مهمة ناجحة، ويعتبر هذا الجزء بمثابة المشرف على أعمال الإنسان ["supervisor"[8 .

القرآن أول كتاب يحدد مهام الجزء الأمامي من الدماغ

إنها اكتشافات حديثة جداً لا يزال العلماء حتى لحظة كتابة هذا البحث يبحثون ويجرون التجارب لكشف الكثير من أسرار هذه المنطقة الحساسة من الدماغ، والتي تقع في مقدمة الرأس، أو الناصية. ولكن كيف تناول القرآن هذه القضية العلمية في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم أي شيء عن هذا الجزء من الدماغ أو عن عمله ومهامه التي تتعلق بالخطأ والكذب والتوجيه والقيادة؟

القعدة منطقة الناصية هي أعلى ومقدمة الرأس، وقد أثبتت التجارب أن قشرة الدماغ الأمامية العليا أي أقرب نقطة للدماغ من ناصية الرأس، هذه المنطقة تتحكم بالقيادة والتوجه والاندفاع والسلوك. وهي أهم منطقة في دماغ الإنسان والحيوان، ولذلك قال تعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها).

الكذب

يقول تعالى عن أبي جهل لعنه الله: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ *نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق: 9-19].

جاء في معنى كلمة (الناصية): الناصية هي قصاص الشَّعر، وتقول العرب: نصاه أي قبض بناصيته وهي شَعر "الغرّة" أي شعر مقدمة وأعلى الرأس. وإبِلٌ ناصية: ارتفعت في المرعى. والمنتصى أعلى الواديين. ونواصي الناس أشرافهم [9].

ونلاحظ أن العرب زمن نزول القرآن كانت تفهم من كلمة (الناصية) أعلى ومقدمة الرأس، أو أعلى ومقدمة أي شيء. وعندما نتحدث عن ناصية الإنسان فهذا يعني الحديث عن مقدمة وأعلى رأسه.

وبما أن المنطقة الأمامية من الدماغ أي منطقة الناصية هي التي تمارس نشاط الكذب، فإن القرآن بذلك يكون أول كتاب تحدث عن هذه المنطقة من الدماغ وعلاقتها بالكذب بل وصفها بالكذب(ناصية كاذبة). وهذا سبق علمي للقرآن.

الخطأ

والآن ماذا عن الخطأ؟ لقد وجد العلماء كما رأينا أن منطقة الناصية في الدماغ أو الفص الجبهي هو المسؤول عن اتخاذ القرارات الخاطئة!! ولذلك فإن الوصف القرآني دقيق جداً من الناحية العلمية عندما وصف الناصية بالخاطئة: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ). وهنا أيضاً نلاحظ أن القرآن قد ربط بين الناصية وبين الخطأ، وهذا ما كشفه العلماء حديثاً جداً.

الصدق

لاحظ عزيزي القارئ أن العلماء اكتشفوا كما رأينا أن الصدق لا يكلف الدماغ شيئاً، وأن الكذب يتطلب طاقة كبيرة، وهنا تتجلى فائدة جديدة من فوائد الصدق، وسبحان الله! عندما أمرنا الله تعالى بالصدق فإن هنالك فائدة من هذا الأمر، وهذا يثبت أن الله تعالى لا يأمر إلا بشيء فيه منفعة للبشر. يقول تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) [محمد: 21].

وتأمل معي البيان الإلهي كيف حدثنا عن ذلك الإنسان الذي أكرمه الله بالهدى والإيمان وآتاه من آياته العظيمة، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فكيف حال شخص كهذا؟ يقول تعالى مشبهاً كل من يكذب بآيات الله: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[الأعراف: 176].

ونتساءل: لماذا شبه الله تعالى الذي يكذب بالكلب الذي يلهث؟ لأن عملية الكذب والتكذيب تحتاج إلى بذل جهد وطاقة، تماماً كما يبذل الكلب طاقة كبيرة عندما يلهث. إنها بالفعل عملية تحتاج إلى تفكير وتحليل لنستيقن بأن من يكذب بآيات الله تعالى فهو كالكلب! ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

كما رأينا فإن العلماء وجدوا أن الدماغ مصمم ليعمل على أساس الصدق، أي أن النظام الافتراضي للدماغ هو الصدق، أي أن الإنسان يولد ودماغه مصمم ليكون صادقاً، وربما نتذكر كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن هذا الأمر فقال: (كلُّ مولود يُولَدُ على الفِطْرَة)، والله تعالى يقول: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم: 30]. فالله تعالى قد فطر الناس منذ ولادتهم على الصدق، وهذا ما يعترف به العلم اليوم.

القيادة والتوجُّه

يقول تعالى على لسان سيدنا هود عليه السلام بعدما كذّبه قومه فقال لهم: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[هود: 56]. فالله تعالى هو الذي يأخذ بناصية جميع المخلوقات ويوجهها كيف يشاء، ولقد اختار الله تعالى هذه المنطقة لأنها المسؤولة عن التوجيه والسلوك والقيادة. وبذلك يكون القرآن أول كتاب يشير إلى أهمية هذه المنطقة من الدماغ في التوجيه والسلوك.

إن منطقة الناصية كما رأينا تتحكم باتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر نشاطاً وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، وبالتالي كان الإنسان على طريق مستقيم، ومن هنا ربما ندرك سرّ الربط الإلهي بين الناصية وبين الصراط المستقيم في الآية الكريمة (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). وفي هذا إشارة إلى أهمية هذه المنطقة في سلوك الإنسان وهذا ما أثبته العلم وأشار إليه القرآن.

ونتذكر أيضاً دعاء النبي الكريم يخاطب ربه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا تسليم من النبي إلى الله تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء. والسؤال: هل أدرك النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام أن منطقة الناصية تلعب دوراً مهماً في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك واتخاذ القرارات والتوجيه وحل المشاكل، ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه:(ناصيتي بيدك)؟

وهنا لا بدّ من أن نتساءل: هل يوجد تناقض بين ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً، وبين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين؟

معلوماتك كانت جد دقيقة و مفيدة بارك الله فيك و أنتظر جديدك