إسلام كبار الصحابة 2024.

دخول كبار الصحابة فى الاسلام
إسلام حمزة رضي الله عنه

خلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان ظهر برق أضاء الطريق، وهو إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة، والأغلب أنه أسلم في شهر ذى الحجة‏.‏

وسبب إسلامه‏:‏ أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا عند الصفا فآذاه ونال منه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يكلمه، ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فَشَجَّهُ حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنه إلى نادى قريش عند الكعبة، فجلس معهم، وكانت مولاة لعبد الله بن جُدْعَان في مسكن لها على الصفا ترى ذلك، وأقبل حمزة من القَنَص مُتَوَشِّحًا قوسه، فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل، فغضب حمزة ـ وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمة ـ فخرج يسعى، لم يقف لأحد؛ معدًا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلما دخل المسجد قام على رأسه، وقال له‏:‏ يا مُصَفِّرَ اسْتَه، تشتم ابن أخي وأنا على دينه ‏؟‏ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، فثار رجال من بني مخزوم ـ حى أبي جهل ـ وثار بنو هاشم ـ حي حمزة ـ فقال أبو جهل‏:‏ دعوا أبا عمارة، فإني سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا‏.‏

وكان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل، أبي أن يهان مولاه، ثم شرح الله صدره فاستمسك بالعروة الوثقى، واعتز به المسلمون أيما اعتزاز‏.‏

إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وخلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان أضاء برق آخر أشد بريقًا وإضاءة من الأول، ألا وهو إسلام عمر بن الخطاب، أسلم في ذى الحجـة سـنة سـت مـن النبـوة‏.‏ بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه‏.‏ فقد أخرج الترمذى عن ابن عمر، وصححه، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏الله م أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏:‏ بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‏)‏ فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه‏.‏

وبعد إدارة النظر في جميع الروايات التي رويت في إسلامه يبدو أن نزول الإسلام في قلبه كان تدريجيًا، ولكن قبل أن نسوق خلاصتها نرى أن نشير إلى ما كان يتمتع به رضي الله عنه من العواطف والمشاعر‏.‏

كان رضي الله عنه معروفًا بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقى المسلمون منه ألوان الأذى، والظاهر أنه كانت تصطرع في نفسه مشاعر متناقضة؛ احترامه للتقاليد التي سنها الآباء والأجداد وتحمسه لها، ثم إعجابه بصلابة المسلمين، وباحتمالهم البلاء في سبيل العقيدة، ثم الشكوك التي كانت تساوره ـ كأي عاقل ـ في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره، ولهذا ما إن يَثُور حتى يَخُور‏.‏

وخلاصة الروايات ـ مع الجمع بينها ـ في إسلامه رضي الله عنه‏:‏ أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة ‏{‏الْحَاقَّةُ‏}‏،فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال‏:‏ فقلت ـ أي في نفسي‏:‏ هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال‏:‏ فقرأ ‏{‏إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏40، 41‏]‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ كاهن‏.‏ قال‏:‏‏{‏ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ إلى آخر السورة ‏[‏الحاقة‏:42، 43‏]‏ ‏.‏ قال‏:‏ فوقع الإسلام في قلبي‏.‏

كان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد، والتعاظم بدين الآباء هي غالبـة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مجدًا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة‏.‏

وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يومًا متوشحًا سيفه يريد القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه نعيم بن عبد الله النحام العدوي، أو رجل من بني زهرة، أو رجل من بني مخزوم فقال‏:‏ أين تعمد يا عمر‏؟‏ قال‏:‏ أريد أن أقتل محمدًا‏.‏ قال‏:‏ كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدًا‏؟‏ فقال له عمر‏:‏ ما أراك إلا قد صبوت، وتركت دينك الذي كنت عليه، قال‏:‏ أفلا أدلك على العجب يا عمر‏!‏ إن أختك وخَتَنَكَ قد صبوا، وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر دامرًا حتى أتاهما، وعندهما خباب بن الأرت، معه صحيفة فيها‏:‏ ‏[‏طه‏]‏ يقرئهما إياها ـ وكان يختلف إليهما ويقرئهما القرآن ـ فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة‏.‏ وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب إليهما، فلما دخل عليهما قال‏:‏ ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم‏؟‏ فقالا‏:‏ ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا‏.‏ قال‏:‏ فلعلكما قد صبوتما‏.‏ فقال له ختنه‏:‏ يا عمر، أرأيت إن كان الحق في غير دينك‏؟‏ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدًا‏.‏ فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده، فدمى وجهها ـ وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها ـ فقالت، وهي غضبى‏:‏ يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله ‏.‏

فلما يئس عمر، ورأي ما بأخته من الدم ندم واستحيا، وقال‏:‏ أعطونى هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه، فقالت أخته‏:‏ إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل، ثم أخذ الكتاب، فقرأ‏:‏ ‏{‏بسم الله الرحمن الرحيم‏}‏ فقال‏:‏ أسماء طيبة طاهرة‏.‏ ثم قرأ ‏[‏طه‏]‏ حتى انتهي إلى قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي أَنَا الله ُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏14]‏ فقال‏:‏ ما أحسن هذا الكلام وأكرمه‏؟‏ دلوني على محمد‏.‏

فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت، فقال‏:‏ أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس‏:‏ ‏(‏الله م أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‏)‏، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا‏.‏

فأخذ عمر سيفه، فتوشحه، ثم انطلق حتى أتى الدار، فضرب الباب، فقام رجل ينظر من خلل الباب، فرآه متوشحًا السيف، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستجمع القوم، فقال لهم حمزة‏:‏ ما لكم ‏؟‏ قالوا‏:‏ عمر‏؟‏ فقال‏:‏ وعمر‏؟‏ افتحوا له الباب، فإن كان جاء يريد خيرًا بذلناه له، وإن كان جاء يريد شرًا قتلناه بسيفه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، ثم جبذه جبذة شديدة فقال‏:‏ ‏(‏أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة‏؟‏ الله م، هذا عمر بن الخطاب، الله م أعز الإسلام بعمر بن الخطاب‏)‏، فقال عمر‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ‏.‏ وأسلم، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد‏.‏

كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة لا يرام، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين، وشعورا لهم بالذلة والهوان، وكسا المسلمين عزة وشرفًا وسرورًا‏.‏

روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال‏:‏ لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة، قال‏:‏ قلت‏:‏ أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ، وقال‏:‏ أهلًا وسهلًا، ما جاء بك‏؟‏ قال‏:‏ جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به‏.‏ قال‏:‏ فضرب الباب في وجهي، وقال‏:‏ قبحك الله ، وقبح ما جئت به‏.‏

وذكر ابن الجوزي أن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال، فيضربونه ويضربهم، فجئت ـ أي حين أسلمت ـ إلى خالى ـ وهو العاصى بن هاشم ـ فأعلمته فدخل البيت، قال‏:‏ وذهبت إلى رجل من كبراء قريش ـ لعله أبو جهل ـ فأعلمته فدخل البيت‏.‏

وفي رواية لابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال‏:‏ لما أسلم عمر بن الخطاب لم تعلم قريش بإسلامه، فقال‏:‏ أي أهل مكة أنشأ للحديث‏؟‏ فقالوا‏:‏ جميل بن معمر الجمحى‏.‏ فخرج إليه وأنا معه، أعقل ما أرى وأسمع، فأتاه، فقال‏:‏ ياجميل، إني قد أسلمت، قال‏:‏ فو الله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدًا إلى المسجد فنادى ‏[‏بأعلى صوته‏]‏ أن‏:‏ يا قريش، إن ابن الخطاب قد صبأ‏.‏ فقال عمر ـ وهو خلفه‏:‏ كذب، ولكنى قد أسلمت ‏[‏وآمنت بالله وصدقت رسوله‏]‏، فثاروا إليه فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، وطَلَح ـ أي أعيا ـ عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول‏:‏ افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا‏.‏

وبعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله‏.‏روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال‏:‏بينما هو ـ أي عمر ـ في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمى أبو عمرو،وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير ـ وهو من بني سهم، وهم حلفاؤنا في الجاهلية ـ فقال له‏:‏ ما لك‏؟‏ قال‏:‏ زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال‏:‏ لا سبيل إليك ـ بعد أن قالها أمنت ـ فخرج العاص، فلقى الناس قد سال بهم الوادي، فقال‏:‏ أين تريدون‏؟‏ فقالوا‏:‏ هذا ابن الخطاب الذي قد صبأ، قال‏:‏ لا سبيل إليه، فَكَرَّ الناس‏.‏ وفي لفظ في رواية ابن إسحاق‏:‏ والله ، لكأنما كانوا ثوبًا كُشِطَ عنه‏.‏

هذا بالنسبة إلى المشركين، أما بالنسبة إلى المسلمين فروى مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ سألت عمر بن الخطاب‏:‏ لأي شيء سميت الفاروق‏؟‏ قال‏:‏ أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه‏.‏ وقال في آخره‏:‏ قلت ـ أي حين أسلمت‏:‏ يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم‏)‏، قال‏:‏ قلت‏:‏ ففيم الاختفاء‏؟‏ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال‏:‏ فنظرت إلىّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏الفاروق‏)‏ يومئذ‏.‏

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول‏:‏ ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر‏.‏

وعن صهيب بن سنان الرومى رضي الله عنه قال‏:‏ لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودعى إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتى به‏.‏

وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر‏.‏

ممثل قريش بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم

وبعد إسلام هذين البطلين الجليلين ـ حمزة بن عبد المطلب وعمـر بن الخطاب رضي الله عنهما أخذت السحائب تتقشع، وأفاق المشركون عن سكرهم في تنكيلهم بالمسلمين، وغيروا تفكيرهم في معاملتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، واختاروا أسلوب المساومات وتقديم الرغائب والمغريات، ولم يدر هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دين الله والدعوة إليه، فخابوا وفشلوا فيما أرادوا‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظى قال‏:‏ حدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدًا، قال يومًا ـ وهو في نادى قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده‏:‏ يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا‏؟‏ وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثرون ويزيدون، فقالوا‏:‏ بلى، يا أبا الوليد، قم إليه، فكلمه، فقام إليه عتبة،حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَةِ في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قل يا أبا الوليد أسمع‏)‏‏.‏

قال‏:‏ يابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ـ أو كما قال له ـ حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال‏:‏ ‏(‏أقد فرغت يا أبا الوليد‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏فاسمع منى‏)‏، قال‏:‏أفعل، فقال‏:‏ ‏{‏ بسم الله الرحمن الرحيم حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏1‏:‏ 5‏]‏‏.‏ ثم مضى رسول الله فيها، يقرؤها عليه‏.‏ فلما سمعها منه عتبة أنصت له، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما، يسمع منه، ثم انتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد ثم قال‏:‏ ‏(‏قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك‏)‏‏.‏

فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به‏.‏ فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏ قال‏:‏ ورائي أني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعونى واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا‏:‏ سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال‏:‏ هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم‏.‏

وفي روايات أخرى‏:‏ أن عتبة استمع حتى إذا بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏13‏]‏ قال‏:‏ حسبك، حسبك، ووضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناشده بالرحم أن يكف، وذلك مخافة أن يقع النذير، ثم قام إلى القوم فقال ما قال‏.‏

رؤساء قريش يفاوضون رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكأن رجاء قريش لم ينقطع بما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم عتبة على اقتراحاته؛ لأنه لم يكن صريحًا في الرفض أو القبول، بل تلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم آيات لم يفهمها عتبة، ورجع من حيث جاء، فتشاور رؤساء قريش فيما بينهم وفكروا في كل جوانب القضية، ودرسوا كل المواقف بروية وتريث، ثم اجتمعوا يومًا عند ظهر الكعبة بعد غروب الشمس، وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعونه، فجاء مسرعًا يرجو خيرًا، فلما جلس إليهم قالوا له مثل ما قال عتبة، وعرضوا عليه نفس المطالب التي عرضها عتبة‏.‏ وكأنهم ظنوا أنه لم يثق بجدية هذا العرض حين عرض عتبة وحده، فإذا عرضوا هم أجمعون يثق ويقبل، ولكن قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما بي ما تَقُولُون، ما جِئْتُكُم بما جِئْتُكُم بِه أَطْلُب أَمْوَالكُم ولا الشَّرف فيكم، ولا المُلْكَ عليكم، ولكنّ الله بَعَثَنِى إلَيْكُم رَسُولًا، وَ أَنْزَلَ علىَّ كِتابًا، وأَمَرَنِى أنْ أَكُونَ لَكُم بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَبَلَّغْتُكُم رِسَالاتِ ربي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فإِنْ تَقْبَلُوا مِنّى ما جِئْتُكُم بِه فَهُوَ حَظُّكُم في الدُنيا والآخرة، وإنْ تَرُدُّوا علىّ أَصْبِر لأمْرِ الله ِ حتّى يَحْكُم الله ُ بَيْنِى وَ بَيْـنَكُم‏)‏‏.‏ أو كما قال‏.‏

فانتقلوا إلى نقطة أخرى، وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يسير عنهم الجبال، ويبسط لهم البلاد، ويفجر فيها الأنهار، ويحيى لهم الموتى ـ ولا سيما قصى بن كلاب ـ فإن صدقوه يؤمنون به‏.‏ فأجاب بنفس ما سبق من الجواب‏.‏

فانتقلوا إلى نقطة ثالثة، وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يبعث له ملكًا يصدقه، ويراجعونه فيه، وأن يجعل له جنات وكنوزًا وقصورًا من ذهب وفضة، فأجابهم بنفس الجواب‏.‏

فانتقلوا إلى نقطة رابعة، وطلبوا منه العذاب‏:‏ أن يسقط عليهم السماء كسفًا، كما يقول ويتوعد، فقال‏:‏ ‏(‏ذلك إلى الله ، إن شاء فعل‏)‏‏.‏ فقالوا‏:‏ أما علم ربك أنا سنجلس معك، ونسألك ونطلب منك، حتى يعلمك ما تراجعنا به، وما هو صانع بنا إذا لم نقبل‏.‏

وأخيرًا هددوه أشد التهديد، وقالوا‏:‏أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وانصرف إلى أهله حزينًا أسفا لما فاته ما طمع من قومه‏.‏

عزم أبي جهل على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم خاطبهم أبو جهل في كبريائه وقال‏:‏ يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وأني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، قالوا‏:‏ والله لا نسلمك لشيء أبدًا، فامض لما تريد‏.‏

فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرًا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزمًا ممتقعًا لونه، مرعوبًا قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا له‏:‏ ما لك يا أبا الحكم‏؟‏ قال‏:‏ قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لى دونه فَحْلٌ من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هَامَتِه، ولا مثل قَصَرَتِه ولا أنيابه لفحل قط، فَهَمَّ بى أن يأكلنى‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ فذكر لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ذلك جبريل عليه السلام لو دنا لأخذه‏)‏

مساومات وتنازلات

ولما فشلت قريش في مفاوضتهم المبنية على الإغراء والترغيب، والتهديد والترهيب، وخاب أبو جهل فيما أبداه من الرعونة وقصد الفتك، تيقظت فيهم رغبة الوصول إلى حل حصيف ينقذهم عما هم فيه، ولم يكونوا يجزمون أن النبي صلى الله عليه وسلم على باطل، بل كانوا ـ كما قال الله تعالى ‏{‏لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏14‏]‏‏.‏ فرأوا أن يساوموه صلى الله عليه وسلم في أمور الدين، ويلتقوا به في منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك بعض ما هو عليه، وظنوا أنهم بهذا الطريق سيصيبون الحق، إن كان ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم حقًا‏.‏

روى ابن إسحاق بسنده، قال‏:‏ اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالكعبة ـ الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمى ـ وكانوا ذوى أسنان في قومهم ـ فقالوا‏:‏ يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ‏}‏ السورة كلها‏.‏

وأخرج عَبْدُ بن حُمَـيْد وغيره عن ابن عباس أن قريشًا قالت‏:‏ لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك‏.‏ فأنزل الله ‏:‏ ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ‏}‏ السورة كلها وأخرج ابن جرير وغيره عنه أن قريشًا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة،فأنزل الله ‏:‏‏{‏قُلْ أَفَغَيْرَ الله ِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏64‏]‏

ولما حسم الله تعالى هذه المفاوضة المضحكة بهذه المفاصلة الجازمة لم تيأس قريش كل اليأس، بل أبدوا مزيدًا من التنازل بشرط أن يجرى النبي صلى الله عليه وسلم بعض التعديل فيما جاء به من التعليمات، فقالوا‏:‏ ‏{‏ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ‏}‏، فقطع الله هذا السبيل أيضًا بإنزال ما يرد به النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فقال‏:‏ ‏{‏قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏15‏]‏ ونبه على عظم خطورة هذا العمل بقوله‏:‏‏{‏ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏73‏:‏ 75‏]‏‏.‏

حيرة قريش وتفكيرهم الجاد واتصالهم باليهود

أظلمت أمام المشركين السبل بعد فشلهم في هذه المفاوضات والمساومات والتنازلات، واحتاروا فيما يفعلون، حتى قام أحد شياطينهم‏:‏ النضر بن الحارث، فنصحهم قائلًا‏:‏ يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، و جاءكم بما جاءكم به، قلتم‏:‏ ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونَفْثَهم وعَقْدَهم، وقلتم‏:‏ كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتَخَالُجَهم وسمعنا سَجَعَهُم، وقلتم‏:‏ شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هَزَجَه ورَجَزَه، وقلتم‏:‏ مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بخنقه، ولا وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم‏.‏

وكأنهم لما رأوا صموده صلى الله عليه وسلم في وجه كل التحديات، ورفضه كل المغريات، وصلابته في كل مرحلة ـ مع ما كان يتمتع به من الصدق والعفاف ومكارم الأخلاق ـ قويت شبهتهم في كونه رسولًا حقًا، فقرروا أن يتصلوا باليهود حتى يتأكدوا من أمره صلى الله عليه وسلم، فلما نصحهم النضر بن الحارث بما سبق كلفوه مع آخر أو آخرين ليذهب إلى يهود المدينة، فأتاهم فقال أحبارهم‏:‏ سلوه عن ثلاث، فإن أخبر فهو نبى مرسل، وإلا فهو متقول؛ سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول،ما كان أمرهم‏؟‏ فإن لهم حديثًا عجبًا ، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه‏؟‏ وسلوه عن الروح، ما هي‏؟‏

فلما قدم مكة قال‏:‏ جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، وأخبرهم بما قاله اليهود، فسألت قريش رسول صلى الله عليه وسلم عن الأمور الثلاثة، فنزلت بعد أيام سورة الكهف، فيها قصة أولئك الفتية، وهم أصحاب الكهف، وقصة الرجل الطواف، وهو ذو القرنين، ونزل الجواب عن الروح في سورة الإسراء‏.‏ وتبين لقريش أنه صلى الله عليه وسلم على حق وصدق، ولكن أبي الظالمون إلا كفورًا‏.‏

هذه نبذة خفيفة مما واجه به المشركون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مارسوا كل ذلك جنبا إلى جنب، متنقلين من طور إلى طور، ومن دور إلى دور‏.‏ فمن شدة إلى لين، ومن لين إلى شدة، ومن جدال إلى مساومة، ومن مساومة إلى جدال، ومن تهديد إلى ترغيب، ومن ترغيب إلى تهديد، كانوا يثورون ثم يخورون، ويجادلون ثم يجاملون، وينازلون ثم يتنازلون، ويوعدون ثم يرغبون، كأنهم كانوا يتقدمون ويتأخرون، لا يقر لهم قرار، ولا يعجبهم الفرار، وكان الغرض من كل ذلك هو إحباط الدعوة الإسلامية، ولَمَّ شَعْثِ الكفر، ولكنهم بعد بذل كل الجهود واختبار كل الحيل عادوا خائبين، ولم يبق أمامهم إلا السيف، والسيف لا يزيد الفرقة إلا شدة، ولا ينتج إلا عن تناحر يستأصل الشأفة، فاحتاروا ماذا يفعلون‏.‏

موقف أبي طالب وعشيرته

أما أبو طالب فإنه لما واجه مطالبة قريش بتسليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه، ثم رأي في تحركاتهم وتصرفاتهم ما يؤكد أنهم يريدون قتله وإخفار ذمته ـ مثل ما فعله عقبة بن أبي معيط، وأبو جهل بن هشام وعمر بن الخطاب ـ جمع بني هاشم وبني المطلب، ودعاهم إلى القيام بحفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابوه إلى ذلك كلهم ـ مسلمهم وكافرهم ـ حَمِيَّةً للجوار العربي، وتعاقدوا وتعاهدوا عليه عند الكعبة‏.‏ إلا ما كان من أخيه أبي لهب، فإنه فارقهم، وكان مع قريش‏.‏

السيرة النبوية
صفي الرحمن المباركفوري
بنارس ـ الهند
بارك الله فيك أخي
بارك الله فيك
بارك الله فيك يا اخي

بارك الله فيك اخي جزاك الله خير
مشكوووووووووووووور
و فيكم بارك الله وحفظكم من كل شر

الشكر لكم

بوكت اخي الكريم على الموضوع القيم
وفيك يبارك الله شكرا لك

الى من يقول ان الشيعة لا يسبون الصحابة 2024.

القعدة

هذه الأدلة من كتبهم هداهم الله :

فهذا أحد الآيات الشيعة ويدعى « حسين الخرماني » يقول في كتابه: «الإسلام على ضوء التشيع» والذي حاز على رضا وزارة المعارف الإيرانية، يقول في هذا الكتاب: « تجويز الشيعة لعن الشيخين أبي بكر وعمر وأتباعهما؛ فإنما فعلوا ذلك أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاءً لأثره». (ص:88 الهامش). ويقول: « فإنهم ولا شك –كما يفتري– قد أصبحوا مطرودين من حضرة النبي –كذا– وملعونين من الله تعالى بواسطة سفيره صلى الله عليه وسلم». (ص:88) من المصدر السابق.

وفي أحد كتب الأدعية الذي وُثّق من ستة من الشيوخ الذين وصف كل منهم بأنه «آية عظمى» منهم: الخوئي والخميني وشريعتمداري.. وفيه:
«اللهم العن صنمي قريش وجبتيها، وطاغوتيها، وإفكيها، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وصرفا كتابك، وأحبا أعداءك، وجحدا آلاءك – كذا – وعطلا أحكامك، وألحدا في آياتك..» انظر: منصور حسين – تحفة العوام مقبول (ص:423- 424).

ما لم يعجبك :

وهذا أبو الحسن الخنيزي في كتابه «الدعوة الإسلامية» (1/256-257) يقول: «بأن الإمامية -في هذا العصر- لا تمس كرامة الخلفاء البتة، فهذه كتاباتهم، وهذه كتبهم تنفي علناً السب عن الخلفاء وتثني عليهم» اهـ.
فالخنيزي الذي يقول: «إن الشيعة لا تسب»، يتجاهل ما سطره شيوخهم القدامى والمعاصرون في ذلك بل هو نفسه يطعن في الصديق رضي الله عنه في نفس الكتاب «الدعوة الإسلامية» (1/‍12).

هذه الأدلة من كتبهم هداهم الله :

و تطلعون على كتبهم ايضا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

و الله لا اعلم اي قلب يطاوعكم بقراءة مثل هذه التفاهات و التي لا تخطر علتى بال مسلم

هذه الطريقة التي تتخدينها اختاه في محاربة الرافضة خاطئة فبهذا الموضوع تكونين قد ساهمت في نشر معتقداتهم و اكاذسيبهم لعنهم الله

هداكــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ الله

السلام عليكم ..

الأمر لا يكون بهذه الطريقة يجب علينا إدراج أقوال وردود أهل العلم في مثل هذه الأمور وما قالوه في فتاويهم بخصوص كلامهم السابق .. أما أن ينشر الأمر هكدا وفقط فقد يدخل الشبه في قلوب العوام ولا يجدون ما يردون به على هدا الامر لغياب الدليل في ذلك .

لا حول ولا قوة الا بالله
عنجد مش عارفة اش صاير لهالناس
كيف عايشين بهالصورة
والله سمعت عنهم كتير ومن كترة غرابة المواقف
عجز عقلي انو يصدق انو في بشر محسوبين على المسلمين
بيعملو هيك فصول ناقصة
اللهم متبت القلوب تبت قلوبنا على دينك
إن مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن رأى سيرهم والنقل عنهم وطالع أحوالهم علم ذلك علما يقينا
يا أحبة الإيمان إضغطوا هنا وتفضلوا معنا: أســـئلة
قادت شباب الشيعة
إلى الحــق

لا حول ولا قوة الا بالله
بارك الله في السلفية

هذا الكلام ينكره عوام المسلمين الذين

لم تتشوه فطرهم بالبدع فضلا عن من يعرف حالهم

فهذا الكلام يبين ما هم عليه من كفر فنسال الله العافية

و ازيدكم و هذه بشرى ان شاء الله حتى يعرفها اهل الرفض

بان عوام الناس ينكرون عليهم ما هم عليه من باطل فالحمد لله

على هذه النعمة

ثم كان من الاولى ان تنقلي بعض ردود اهل السنة عليهم حتى يكون الموضوع كامل

و نقل لكم هذا لعل الله ان ينفع به

اقوال العلماء في الروافض

الخميني الهالك

البوم مصور لجرائم حزب الجنوب والشيعة الإمامية الروافض

خطبة جمعة(التحذير من الطعن في الصحابة والرد على الرافضة ) للشيخ عبيد الجابري

مشابهة الرافضة الإمامية الإثني عشرية : اليهود والنصارى والمجوس في مسائل

بعض فتاوى العلماء فيما يخص الشيعة الرافضة

تسلية الغرباء بقصص الأغبياء من الشيعة السفهاء

وهذا بعض ما ألفه فضيلة الشيخ -حفظه الله- فيما يتعلق بالروافض الأشرار.. مميز

أكاذيب الشيعة النكراء في فضائل يوم عاشوراء

مجموع فتاوى أهل العلم في الشيعة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 4li_4lgeri4 القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم ..

الأمر لا يكون بهذه الطريقة يجب علينا إدراج أقوال وردود أهل العلم في مثل هذه الأمور وما قالوه في فتاويهم بخصوص كلامهم السابق .. أما أن ينشر الأمر هكدا وفقط فقد يدخل الشبه في قلوب العوام ولا يجدون ما يردون به على هدا الامر لغياب الدليل في ذلك .

القعدة القعدة

أدخل يا أخي موقع شيعة الجزائر واقرأ بنفسك حتى تكتشف حقدهم بعينيك ولن تكون في حاجة إلى من يخبرك عن حقيقتهم .

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوميدي القعدة
القعدة
القعدة
أدخل يا أخي موقع شيعة الجزائر واقرأ بنفسك حتى تكتشف حقدهم بعينيك ولن تكون في حاجة إلى من يخبرك عن حقيقتهم .
القعدة القعدة

بارك الله فيك اخي الفاضل
نحن نخترق من طرف المجوس بالأكاذيب و الإخوة هداهم الله يعترضون على فضح أكاذيبهم .
البارحة وجدت موضوع هنا في اللمة يلمّع صورة الشيعة و يعتبرهم مذهب فقهي و صاحب الموضوع هذاه الله يستدل بقول الغزالي و واضع عنوان الموضوع أقوال العلماء في الشيعة فهو هنا يضلل في الاعضاء و كأن الغزالي جمهور علماء و لم يحذف موضوعه .

يخبرني صديق ان الشيعة في باتنة خرجوا من صمتهم و صارو يفتخرون برفضهم مستغلّين الحملة الإشهارية لحزب الكذّاب و إيران و الأئمة في المنابر لا همّ لهم سوى عيد الشجرة و عيد المرأة و بعض الخطب الإنشائية التي لا تسمن و لا تغني من جوع .

ان كنتم تريدون وثائق تثبت أن المغرب الإسلامي مستهدف من طرف إيران أتيتكم بها و بصراحة لا تغترّوا كثيرا بعلماء الجزائر فاكثرهم من الإخوان او الصوفية و الكل يعلم منهج الإخوان الإنبطاحي فهذا كبير علمائهم يعتبر الشيعة مذهب فقهي و يعتبر الخلاف بيننا و بينهم خلاف على الفروع أمّا الصوفية فأخت الشيعة من الرضاعة و من صلح من علماء الجزائر و يعلم بكفر الشيعة فآثر الصمت و الهوان على الصدع بالحق فهو يرى ان الكلام على الشيعة فوق المنابر فتنة حتى يرضي وزارة الشؤون الدينية لكي تبقيه فوق المنبر و يغارون على الجابري اكثر مما يغارون على منهج الجماعة إلاّ ما رحم ربيّ
فهذه الشروق الخبيثة تعتبر جريدة إشهار مجاني لحزب اللات و إيران و من ورائهم الروافض و لم يحرك أحد ساكنا و لكن لما تعلّق الأمر بالجابري قلبت الدنيا رأسا على عقب و يتنادون بمقاطعة الجريدة لأنها تنشر الفتنة و لست أدري هل الفتنة عند السنة هي الكفر كالذي عند الشيعة او الكلام في الجابري ؟؟.

نحن عندما ننشر كفرهم لا ننشره بدعوى الإشهار لأنه يأتيك و يقول لك نحن لا نسب الصحابة و لا نلعهنهم و نحبهم و و و … لان الكذب في دينهم حلال فنرد كذبهم من كتبهم حتى يعلم الجميع كفرهم و من يظن أن الحديث عن الشيعة بثّ للفتنة أقول له إبقى في صمتك و ستعلم الفتنة الحقيقية عند انتشار دينهم الباطل .

من يريد أن يتعرف على حياة الصحابة الأجلاء 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم انتضروا بإذن الله و حفظه قصص الصحابة رضي الله عنهم الذين دافعوا عن هذا الدين الحنيف فالنمضي معا في سرد أهم مراحل حياتهم وبطولاتهم الراسخة في التاريخ أمثال:
أبوبكر و عمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير و بلال وغيرهم…….
في الأيام المقبلة إنشاء الله.
أخوكم إبراهيم.
الموقع الالكتروني:

(angel)

أخي الفاضل لا يوجد أي رابط تأكد من الموضوع قبل وضعه

كتاب عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم جايب لكم هذا الكتاب الرائع الذي يتحدث عن حياة الصحابة الكرام وعن منهجم في الحياة وأخلاقهم لأنهم عرفوا الإسلام وطبقه أحسن تطبيق , والكتاب مقسم إلى خمسة أجزاء.
الجزء الاول
https://s203978783.onlinehome.us/book…33/0733_01.rar
الجزء الثاني
https://s203978783.onlinehome.us/book…33/0733_02.rar
الجزء الثالث
https://s203978783.onlinehome.us/book…33/0733_03.rar
الجزء الرابع
https://s203978783.onlinehome.us/book…33/0733_04.rar
الجزء الخامس

https://s203978783.onlinehome.us/book…33/0733_05.rar

للشيخ محمد يوسف الكاندهلوي

بارك الله فيك اخي محمد
وفيك بارك الله أخي نذير
شكرا لمرورك الطيب

مواقف في حياة الصحابة 2024.

بين عائشة أم المؤمنين وعمر بن الخطاب

توفي رسول الله في حجرة أم المؤمنين عائشة ودفن فيها، وتوفي خليفته أبو بكر فدفن بالحجرة إلى جنب صاحبه، وبقي موضع قبر واحد أعدته عائشة مدفنا لها وراء أبيها وزوجها
لما طعن عمر بن الخطاب وأشرف على الموت قال لابنه عبد الله بن عمر، اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فقل لها: يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست لهم اليوم أميرا ـ يقول: تأذنين له أن يدفن مع صاحبيه؟ فأتاها ابن عمر فوجدها قاعدة تبكي فسلم عليها ثم قال: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: ”وقد والله كنت أريده لنفسي ولأوثـرنه به اليوم على نفسي·
فلما جاءه قيل هذا عبد الله بن عمر، فقال عمر: ارفعاني!؟ فأسنده رجل إليه فقال: ”أأذنت لك؟ قال: نعم، فقال عمر: انظر إذا أنا مت فاحملني على سريري ثم قف بي على الباب فقل: يستأذن عمر بن الخطاب؟ فإن أذنت لي فأدخلني، وإن لم تأذن فادفني في مقابر المسلمين”·
ثم أملى وصيته ونصها: ”وأوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله والمهاجرين الأولين أن يحفظ لهم حقهم وأن يعرف لهم حرمتهم وأوصيه بأهل الأنصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وغيظ العدو، وجباة المال أن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضى منهم، وأوصيه بالأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام، وأن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسول الله أن يوفى لهم بجهدهم وأن لا يكلفوا إلا طاقاتهم وأن يقاتل من وراءهم”·
وإن المرء ليعجب من أدب الخليفة عمر في الاستئذان على أم المؤمنين عائشة مرتين إحداهما وهو في النزع، والأخرى بعد وفاته حتى لا تشعر بالحرج، وبين كرم عائشة التي رضيت بأن تدفن في البقيع بعيدة عن زوجها وأبيها وتتخلى عن مضجعها الأخير إلى جانبهما في بيتها·

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختى

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة benarba القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختى

القعدة القعدة

وعليكم السلام ورحمة الله
وفيك الف بركة شكرا على المرور
تقبل فائق الاحترام والتقدير

جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك على ما تقدمت به

في ميزان حسناتك

تقبلي مني كل الاحترام والتقدير

واخلص عبارات الحب والاخوة

لقد اشتقت اليك كثييييييييييرا حبيبتي سلامي اليك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الجنة القعدة
القعدة
القعدة
جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك على ما تقدمت به

في ميزان حسناتك

تقبلي مني كل الاحترام والتقدير

واخلص عبارات الحب والاخوة

لقد اشتقت اليك كثييييييييييرا حبيبتي سلامي اليك

القعدة القعدة

غاليتي منال واش هذا الغيبة راكي طولتي
منورة غاليتي ربي اخليك واهنيك
تقبلي فائق الاحترام والتقدير

الصحابة المشهود لهم بالجنة 2024.

لقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم لعشرة من الصحابة و المقربين بالجنة لفضلهم و حسن عبادتهم وهم ابو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب و طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام و سعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد و عبد الرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين وأسال الله ان يجعلنا من اصحاب اليمين يوم القيامة و ان يحشرنا في زمرة الصالحين امين

بارك الله فيك على الموضوع
والله أسأل لي ولك وللمسلمين الفردوس الاعلى
¤¤¤¤¤¤
¤¤¤¤¤¤

أف على الوتر‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.. أف على الغناء‍‍‍ !. أف على الضياع ‍‍‍‍! أف على حياة اللهو والغرام والهيام إن لم تكن المحبة للواحد العلام ، الذي بني دار السلام ، فلماذا انتهي من بنائها قال : ( تكلمي وعزتي وجلالي ، قالت: )قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1،2) قال : (( وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل )) ‍‍‍‍‍!
هذه مسيرة الصالحين ، ولكن ينحرف بعض الناس الى هواه، الى العيون السود ، الى الخدود ؛ يقول ابن زريق في بغداد وهو هائم بامرأة:

لا تعذليه فإن العذل يوجعه
قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه

ثم يقول: آه ، ثم يموت ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!.. ولكن (مسلماً) صاحب الصحيح ، الذي قدم لنا ميراث محمد عليه الصلاة والسلام، العالم الرباني، بات ليلة كاملة يبحث عن حديث للرسول عليه الصلاة والسلام ، ولم ينم، فلما صلي الفجر: آه..آه..آه، ثم مات، فقيل : شهيد الحديث!

مكانة الصحابة 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا موضوع للشيخ ربيع بن هادي المدخلي عن مكانة الصحابة عند أهل السنة و الجماعة ألفيته مفيدا فأردت أن ينفع الله به الجميع.

https://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=337417

السلام عليكم
شكرا اخي على الموقع و جعله الله في ميزان حسناتك
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
مكانة الصَّحـابة رضي الله عنهم
في القرآن والسنَّة
وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية
( الحلقة الأولـى )
لفضيلة الشيخ : رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
الْحَمد لله الذي بعث مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم رحمَة للعالَمِين أرسله بالْهُدى ودين الْحَق ليظهره على الدين كله ولو كره الْمُشركون.
أرسله بأعظم كتاب وأعمه وأشْمَلِه، ضمَّ بيْن دفتيه أعظم العقائد وأجْمَل الأخلاق والْمَكارم وأكملها مثل الصدق والصبر والْحِلم والشجاعة والكرم، ونَهى عن الشرك والكفر والبدع والأخلاق القبيحة مثل: الكذب والكبر والعناد والبخل والْحَسد، لا سيما الكذب على الله والاستكبار على رسله ورسالاته وتكذيبها وتَحْريفها والبغي على أتباعها والطعن فيهم.
إنَّ أعظم رسول عرفته البشرية مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وإنَّ أعظم كتاب عرفته البشرية هذا القرآن الذي جاء به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالَى : ( ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
وهذه الصفات لا تنطبق على أحد كما تنطبق على أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم .
وقال تعالَى: (كتاب لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) .
وما أحد من الأمة عرف قدر هذا الكتاب وحفظه وعمل بكل ما فيه واعتصم به مثل أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فحماهم الله من الضلال والشرك والبدع ومساوئ الأخلاق وألوان الباطل فكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: "إن الله تعالى نظر فِي قلوب العباد, فوجد قلب مُحَمَّد خيْر قلوب العباد, فاصطفاه لنفسه, وابتعثه برسالته, ثُمَّ نظر فِي قلوب العباد بعد قلب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد, فجعلهم وزراء نبيه, يقاتلون على دينه, فما رآه الْمُسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء" أخرجه الإمام أحْمَد فِي مسنده (1/379) والطيالسي فِي مسنده, حديث (246) وذكره شارح الطحاوية (ص532) وحسنه الألبانِي فِي تعليقه ثُمَّ قال وصححه الْحَاكم ووافقه الذهبِي.
ولقد أثنى الله العزيز الْحَكيم عليهم وأشاد بِمَكانتهم ومنازلِهم فِي كتابه الْمُعجز الْمُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بيْن يديه ولا من خلفه.
قال تعالَى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
ففي هذه الآيات الكريْمَات إشادة الله بأصحاب مُحْمد صلى الله عليه وسلم فِي التوراة والإنْجِيل والقرآن وبيان لصدق إيْمانَهم وإخلاصهم ونصرهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم وتكفيْر لِمَن يكن الغيظ والبغضاء لَهُم.
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ).
وقال تعالَى: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ).
وقال تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وفِي هذا النص تزكية عامة لأصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم .
وقال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فِي هذا النص بيان لرضى الله عن أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم من الْمُهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وقال تعالَى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
فهذا ثناء عظيم عليهم وبيان لِمَزاياهم وثناء على من يعرف منـزلتهم ويستغفر لَهُم.
وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ َقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
فهذا ثناء على أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم على تفاوت درجاتِهم ووعد شامل لَهُم جَميعاً بالْحُسنى.
وقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
فقد حازوا الْخَيرية من كل جِهاتِها بشهادة الله لَهُم.
فهذه التزكيات الكثيرة والشهادات العظيمة من رب العالَمِين يكفيهم بعضها ومن يعترض عليها فإنَّما هو مكذب بالله ولكتابه ولرسوله، وكفى بذلك تكذيباً وكفراً.
أضف إلَى هذه التزكيات العظيمة تزكيات رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الْمَصدوق الذي لا ينطق عن الْهَوى إنْ هو إلا وحْي يوحى وتزكيات بعضهم لبعض وتزكيات أئمة أهل البيت لَهُم وتزكيات علماء الأمة.
عن أبِي بردة عن أبيه -يعني أبا موسى الأشعري- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابِي فإذا ذهبت أتى أصحابِي ما يوعدون، وأصحابِي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابِي أتى أمتي ما يوعدون" أخرجه مسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2531) وأحمد (4/399).
وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان؛ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم, فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم" متفق عليه واللفظ لِمُسلم, أخرجه البخاري فِي فضائل الصحابة, حديث (3649)، ومسلم فِي فضائل الصحابة, حديث (2532).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ الناس خيْر؟ قال: قرنِي ثُمَّ الذين يلونَهُم ثُمَّ الذين يَلونَهم ثُمَّ يَجِيء قَوم تبدر شهادة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شهادته" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3651)، ومسلم فِي الفضائل (2533).
وروى البخاري ومسلم نَحْوه من حديث عمران بن حصيْن.
وروى مسلم نَحْوه من حديث أبِي هريرة ومن حديث عائشة -رضي الله عنهم أجْمَعين-.
– واتَّفق العلماء على أنَّ خَيْر القرون قَرنه صلى الله عليه وسلم ثُمَّ الصحيح(1) أنَّ قرنه الصحابة والثانِي التابعون، والثالث تابعوهم.
– وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا أصحابِي فلو أنَّ أحدكم أنْفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3673)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2540).
من مناقب أبي بكر -رضي الله عنه-
عن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: إنَّ الله خَيْر عبداً بيْن الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخْبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّر فكان رسول الله هو الْمُخَير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمنَّ الناس عليَّ فِي صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِي لاتَّخَذت أبا بكر خليلاًَ ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يَبقين فِي الْمَسجد باب إلا سد إلا باب أبِي بكر". متفق عليه رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3654)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2382)، وعند مسلم فبكى أبو بكر وبكى فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فال: عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً خليلاً لاتَّخَذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3656)، ورواه مسلم فِي فضائل الصحابة من حديث عبد الله بن مسعود حديث (2383)، وروى البخاري نَحْوه من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
عن عروة بن الزبيْر قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع الْمُشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رأيت عقبة بن أبِي معيط جاء إلَى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فوضع رداءً فِي عنقه فخنقه به خنقاً شديداً فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربِي الله وقد جاءكم بالبنات من ربكم) أخرجه البخاري (3678).
جزاك الله خيرا مشكوووووووووووووووووووووور أخي nacerd

لماذا كان الصحابة هم وراثة النبوة؟؟؟؟؟ 2024.

الحمد لله
اعتقاد عدالةِ الصحابة وفضلهم هو مذهبُ أهلِ السنة والجماعة ، وذلك لما أثنى اللهُ تعالى عليهم في كتابه ، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ في مدحهم ، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل ، وخصهم من كريم الخصال ، ما نالوا به ذلك الشرف العالي ، وتلك المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن الله تعالى يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده ، فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ويليق لهذه الكرامة ؛ كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .

قال ابن القيم رحمه الله :
" فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم "
طريق الهجرتين ، ص (171) .
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " الذين يعرفون النعمة ، ويقرون بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع فضله ومنته عليهم ، دون من ليس بشاكر . فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل . "
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ، جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة ، ومن ذلك قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب ، وصدق الإيمان ، وتلك – والله – شهادة عظيمة من رب العباد ، لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي .
اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله في
"تفسير القرآن العظيم" (4/243) :
" فعلم ما في قلوبهم : أي : من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى .

وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) .
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم ، وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء ، فقد كان شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم ، ويقف على صدق عزائمهم ، فأرسل صلى الله عليه وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :
" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين ، وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية ، لما كفتنا المجلدات الطوال ، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى ، وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ " انتهى
رواه أحمد في "المسند" (1/379) وقال المحققون : إسناده حسن .
وسبق التوسع أيضا في تقرير ذلك في جواب السؤال رقم (13713) (45563)

ثانيا :
لا بدَّ أن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين ، وهذا هو مذهبُ أهل السنة والجماعة ، وإنما هم بشرٌ يجوزُ عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء ، فهو إلى جانبِ شرفِ الصحبة وفضلِها مُغْتَفَرٌ ومَعْفُوٌّ عن صاحبه ، والحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات ، ومقامُ أَحَدِ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعدلها شيء .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله ، ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ ، لكن هم كما قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ) الاحقاف/16 الآية ، وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها " [ مجموع الفتاوي 4/434 ] .
وقد قرر ذلك الكتاب والسنة في أكثر من موقف :
فقد تجاوزَ الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم أُحُدٍ من الصحابة ، فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل عمران/155
ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش عام الفتح ، وهَمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم (2494)
وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب ، ثم عفا الله تعالى عنهم ، وغفرها لهم ، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف ، وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته ، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، أخبار لا ينسخها شيء .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله
اللهم الحقنا بهم في جنات النعيم
واضيف انهم كانت لديهم ملكة قوية جدا جدا في الحفظ فالواحد منهم يسمع مرة واحدة فقذ يحفظ
ولهذا سخرهم ربنا سبحانه وتعالى لحفظ هذا الدين من ايات واحاديث وغيرها
رضي الله عنكم اجمعين
بارك الله فيكم
هذه مشاركة كانت لي اليوم في أحد المواضيع، أعيد نقلها لتعم الفائدة.
المشاركة كانت حول تفضيل الله سبحانه وتعالى للعرب برسالة الإسلام واختياره لهم على سائر الأمم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني -رحمه الله – في مجموع الفتاوى-الجزء 15 -صـ 431- 435 .
تفسير قوله عالى : (( والذين لا يدعون مع الله إله آخر…)) الآية من سورة الفرقان :
وبإعتبار القوى الثلاث إنقسمت الأمم التى هى أفضل الجنس الإنسانى وهم العرب والروم والفرس، فإن هذه الأمم هى التى ظهرت فيها الفضائل الإنسانية وهم سكان وسط الأرض طولا وعرضا فأما من سواهم كالسودان والترك ونحوهم فتبع.
فغلب على العرب القوة العقلية النطقية وإشتق إسمها من وصفها فقيل لهم عرب من الأعراب وهو البيان والإظهار وذلك خاصة القوة المنطقية.
وغلب على الروم القوة الشهوية من الطعام والنكاح ونحوهما وإشتق إسمها فقيل لهم الروم فإنه يقال رمت هذا أرومه إذا طلبته وإشتهيته. وغلب على الفرس القوة الغضبية من الدفع والمنع والإستعلاء والرياسة وإشتق إسمها من ذلك فقيل الفرس كما يقال فرسه يفرسه إذا قهره وغلبه.
ولهذا توجد هذه الصفات الثلاث على الأمم الثلاث حاضرتها وباديتها ولهذا كانت العرب أفضل الأمم وتليها الفرس لأن القوة الدفعية أرفع وتليها الروم. أهـ

وقال أيضًا:
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم، وغيرهم، وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو: أفضل الخلق نفساً، وأفضلهم نسباً.
وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم: بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم – وإن كان هذا من الفضل – بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أفضلُ نفساً ونسباً، وإلا لزم الدور. أهـ

وهذا تفريغ لكلام الشيخ الألباني -رحمه الله- الذي شرح فيه قول شيخ الإسلام.

الشيخ: لا تعيد علي ما قلته، صحِّح سؤالك، سؤالك خطأ، يوحي بأن ابن تيمية خالف الآية والحديث وهذا بالنسبة لي من رابع المستحيلات -كما يُقال-.
الحقيقة القضية هذه تحتاج إلى علم بتاريخ البشر من جهة، وإلى علم بالشريعة على الوجه الصحيح من جهة أخرى. الآن خلينا نتحدَّث في الجانب الأول؛ هل تظن الآن أنت أن الشعب الزنجي الإفريقي في وعيه وفهمه مثل الشعب الأروبي؟ هاه؟ ما تخاف، قولها صريحة، أنت خائف لأنه قائم في ذهنك أن كلام بن تيمية يُفضِّل العرب عند الله، وهنا يكمن الخطأ، مش هذا هو المقصود، ولذلك على التعبير السوري عندنا: (أنا ضربت علَّاوية)، جبتها بين الزنوج والأروبيين كفَّار، حتى ما تخاف وتقول: هذول أفضل من هذول، كلهم مثل هذاك التركي، كلهم يعني وثنيون، مشركون وإلى آخره، لكن من حيث الوعي الإجتماعي والعلمي والمدني -الذي يسمونه اليوم الثقفاة المدنية هذه-، ألا تُفضِّل الشعب الأروبي على الشعب الزنجي الإفريقي؟ خاصة إلى ما تعمَّقت معي في فكري إلى مجاهيل إفريقيا؟ ألا تُفضِّل هؤلاء على هؤلاء من الحيثية هذه؟ هل يستويان مثلا؟ لا يستويان مثلا.
الآن شعوب الأرض بالعشرات إن لم نقل بالمئات، فهل تتصور أنت أنه ما في تفاضل فِكري خَلقي لا يملكونه، إن كان ما فيهم يُمدح فلا يُمدحون به، وإن كان ما فيهم يُقدح فلا يُقدحون به، ألا تشعر معي أن هذه الشعوب تتفاوت تمامًا في هذه القضايا؟ نعم؟
السائل: نعم يا شيخ.
الشيخ: إذا عرفت هذا، فالآن نقول الزنجي أسلم والأروبي كفر، من الذي يتقرَّب إلى الله؟ مش الأروبي طبعًا وإن كان هو الشعب الذي ممكن يُقال من الحيثية مش على التعبير اليهودي: شعب الله المختار، لكن من حيث إيش؟ فطرته وطبيعته وتمرسه على الحياة وابتكاره واختراعه إلى آخره، لا شك أن هذا الأروبي الكافر من الناحية التي تحدثنا عنها آنفا وهي لا تُقرِّبه إلى الله زُلفا، هو خير من هذا الزنجي، لكن هذا الزنجي بيسوى أروبا كلها على شركها وضلالها. واضح هذا الشيء؟ طيِّب.
لما الآن بن تيمية يجي ويتعرض للعرب كشعب أو كأمة ويُفضله على سائر الشُعوب الأخرى، مش بفضله عند الله -عزَّ وجل- وإنما كما فضلت أنا وبلا تشويه الأروبيين على الزنوج، من هذه الحيثية، لكن لما تسأل بن تيمية : أبو لهب مثلا، هو أفضل باعتباره عربي قُرشي وإلا سلمان الفارسي؟ يقولك: إخس، شو جاب هذا أن يُذكر مع هذا. سلمان الفارسي في بعض الأحاديث الضعيفة من أهل البيت، (نقول ضعيف حتى تعلموا أنه ضعيف)، لكن هذه منقبة على كل حال لا سيما أنهم يقولون أنهم يتساءلون عن رواية الحديث في المناقبة .
إذا كلام بن تيمية يا أخي، لا تناقض فيه أبدًا، هو يتكلَّم عن الشعب العربي، ونحن نُعالج الآن الناحية الشرعية.
لما اختار الله -عزَّ وجل- أن يبعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- من أمة العرب وبلسان عربي مبين، هذا الإختيار لم يكن عبثًا، ما اختار شعب اليهود، ما اختار كما قلنا الزنوج، ولا وقع اختياره -إذا صح التعبير- على العرب إلاَّ لأن الله -عز وجل- كما جاء في القرآن: (ألا يعلم من خلق)؟ فهو يعلم ماذا خلق، فهو يعلم -سبحانه وتعالى- أن على ما كانوا عليه من ضلال في جاهليتهم فهم أليق في تحمل الدعوة ولفهمها ولنقلها للشعوب الأخرى التي كانت هي بمثابة المثال السابق: أروبا والزنوج، العرب بالنسبة لكِسرى وقيصر هم زنوج، لكن الزنوج هاذول صاروا هم السادة ، هذا الإسلام الذي أنزله الله -عز وجل- على قلب محمد -عليه السلام- وبلسان عربي مبين.
إذا وبايجاز الآن نقول وقد وضح الأمر -إن شاء الله- أنه يتكلَّم عن العرب من الناحية الطبيعية الخَلقية الخُلُقية، أنت تتكلم من الناحية الشرعية، فما في تنافي بين الأمرين كما قلنا آنفا: أن أبو لهب عربي لكن ما فاده شيء، أذكر بيتين شعر كنت حافظهم من ثلاثين أربعين سنة، ضرب فيه مثال هذا المسلم أنه شوف هذا كونه ليس عربي لكن سلمان الفارسي الله رفعه، لأنه آمن بالله ورسوله.
فإذا بايجاز بن تيمية حاشاه أن يخفى عليه الآية والحديث، لأن الحديث والآية يُعالجان حُكمًا شرعيًا، فليس عربي يُصلِّي مثلا ركعتين كالأعجمي الذي يًصلِّي ركعتين، تمامًا ما فيه فرق بينهما، هذا يكون مقرَّب إلى الله أكثر من ذاك بماذا؟ بكونه عربي، لا. بن تيمية لا يعني هذا المعنى إطلاقًا، وإنما هو يُعالج واقع العرب فمادام أن الله -عز وجل- اختارهم لتنزل هذه بلغتهم وفي هذا الشعب نفسه فهم لا شك أنهم كانوا في أخلاق وفي طبائع حقيقة لو الإنسان درس الآن أروبا وأوضاعها إلى آخره ، يعني كانوا يعيشون على لُقيمات من التمر وسافروا، يعني نحن اليوم نسافر في السيارة والطيارة ونقول: كيف سافر هؤلاء من مدينة تبوك على أرجلهم وليس هناك مياه مهيأ لهم، يعني حقيقة هؤلاء القوم حقيقة من قول: شعب الله المختار، لكن من هذه الناحية الأخلاقية وليس من الناحية الشرعية والدينية، فمن أحسن منهم في دينه وفي خُلُقه فهو المقَّرب إلى الله -عزَّ وجل-، ولا ينفعه نسبه إطلاقًا وهذا ما صرَّح به الرسول _عليه السلام- في الحديث المروي في صحيح مسلم حيث قال في آخره: (ومن بطئ به عمله لم يُسرع به نسبه).

تفريغ: إنسانة مـا

لمن أراد الاستماع لكلام الشيخ -رحمه الله-:

https://www.youtube.com/watch?v=tgBNX…eature=related

بارك الله فيكم اختي الكريمة نعم قراتها في الموضوع
حزاكم الله خيرا وزادكم علما وعملا
وفقكم الله

"فائـــدة حديثية" أكثر الصحابة رواية ًللحديث 2024.

** فائدة **

أكثر الصحابة رواية للحديث:

أبو هريرة رضي الله عنهما- روى 5374حديثاً.
عائشة رضي الله عنها روت 2210 أحاديث.
أنس بن مالك-رضي الله عنه- روى 2286حديثاً.
عبد الله بن عباس-رضي الله عنه- روى 1660حديثا
عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- روى 2630 (89)حديثاً.
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما- روى 1540حديثا.
أبو سعيد الخدري- رضي الله عنهم- روى 1170 حديثا.
عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-روى 848 حديثاً.
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- روى700 حديث.
وبهذا يتبين الفرق العظيم بين ما رواه أبو هريرة وعبد الله بن عمرو، رضي الله
عنهم.
والجواب عما قال أبو هريرة: (( ما كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه

وسلم أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب)):
الجواب عن ذلك:هو أن المعنى على الانقطاع ، أي: ان الاستثناء يعود لما بعده، وهو
أن عبد الله بن عمرو يكتب وأبو هريرة لا يكتب.
أو يقال: كان أبو هريرة في المدينة والناس يرحلون إليها لطلب الحديث؛ فكان الأخذ
عنه أكثر من الأخذ عن =عبد الله بن عمرو؛ لأن عبد الله كان أكثر مقامه بمصر والطائف ، والرحلة إليهما لطلب الحديث أقل من الرحلة إلى المدينة ؛ فقل الأخذ عنه، والله أعلم

المصدر \ المنتقى من فرائد الفوائد
للعلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ

مشاهد من حُبّ الصحابة للنبي الكريم 2024.

إسلام والد «أبي بكر»
أسلم «أبو قحافة»، ‏والد «أبي بكر» رضي الله عنه يوم فتح مكة، وكان إسلامه متأخرا جدا وكان قد عمي، فأخذه «أبو بكر» رضي الله عنه وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليُعلن إسلامه ويُبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "‏يا أبا بكر، هلا تركت الشيخ في بيته فذهبنا نحن إليه"، ‏فقال «أبو بكر» رضي الله عنه "‏لأنت أحقّ أن يُؤتى إليك يا رسول الله"، فأسلم «أبو قحافة»، ‏فبكى «أبو بكر» رضي الله عنه، فقالوا له "‏هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار، فما الذي يبكيك؟"، فقال «أبو بكر» رضي الله عنه "‏لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الآن ليس أبي ولكن «أبوطالب»"، لأن ذلك كان سيسعد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، فهذه فرحته أكبر لفرح النبي صلى الله عليه وسلم.

‏بُكاء «ثوبان» رضي الله عنه

غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن «ثوبان» رضي الله عنه، وحينما جاء، قال له «ثوبان»"أوحشتني يا رسول الله وبكى"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "‏أهذا يبكيك؟"، ‏قال «ثوبان» رضي الله عنه "‏لا يا رسول الله، ولكن تذكّرت مكانك في الجنة ومكاني، فذكرت الوحشة"، فنزل قول الله تعالى "‏وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".

«سواد» يحلم بمسّ النبي قبل الاستشهاد
وقف «سواد بن عزيّة» رضي الله عنه يوم غزوة "أحد" وسط الجيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش "‏استوو.. ‏استقيموا"، ‏فينظر النبي صلى الله عليه وسلم فيرى «سوادا» رضي الله عنه لم ينضبط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "‏استو يا سواد"، ‏فقال «سواد» رضي الله عنه "‏نعم يا رسول الله"، ووقف ولكنه لم ينضبط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغزه رضي الله عنه في بطنه، قال "‏استو يا سواد"، فقال «سواد» رضي الله عنه "‏أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني"، ‏فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريفة وقال "‏اقتص يا سواد"، فانكب «سواد» رضي الله عنه على بطن النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها، ‏يقول "‏هذا ما أردت"، وقال "‏يا رسول الله، أظن أن هذا اليوم يوم شهادة، فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك".

بارك الله فيك أخي

لا حرمك الله الأجر

بارك الله فيك وشكرا على الطرح
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك أين نحن وهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماشاء الله…اين نحن من هؤلاء..حب لا مثيل له للنبي عليه افضل الصلاة والسلام

بارك الله فيكم وموفقين باذن الله

القعدة