ذاكرة الأمة -> مواقف ذات عبر 2024.

مفكرة الإسلام:< مرت على دولة الإسلام بالأندلس فترات مختلفة انتقلت فيها من حال إلى حال ومن طور لآخر، من قوة إلى ضعف، ومن وحدة إلى تفرق، ومن علو إلى استضعاف، وهكذا، ويعتبر عهد الحاجب المنصور بن أبي عامر [364- 392 هجرية] من أزهى وأعظم عصور الأندلس، وذلك بفضل السياسة الحكيمة والقوية التي اتبعها الحاجب المنصور رحمه الله، حيث شغل الناس بالجهاد في سبيل الله عن التناحر والخلاف الداخلي والذي أضعف الأندلس أمام عدوها الإسبان في عهود سابقة، هذا الخلاف العصبي والقبلي بين قبائل العرب هو الذي مهد السبيل أمام الإسبان للتجمع مرة أخرى في شمال الأندلس وتكوين عدة ممالك صليبية مثل أرجوان وقشتالة وليون، والتي صارت شوكة في خاصرة دولة الإسلام في الأندلس، حتى جاء عهد الحاجب المنصور، وقضى عليه بالجهاد.

ولقد شن الحاجب المنصور زيادة عن خمسين غزوة مباركة ضد الإسبان، لم يهزم في واحدة منها قط، وكان له بهم نكاية عظيمة، وبأس شديد، وكان يخرج بنفسه على رأس الجيوش المجاهدة ويباشر القتال بسيفه ونفسه، وكان كلما سمع الإسبان بقدومه إلى جهة ما، فروا منها مثل الفئران إلى رءوس الجبال، وبذلوا له الجزية عن يد وهم صاغرون، وكان الحاجب لا يكتفي بذلك، بل كان يلزمهم شروطًا أخرى مهينة، لا يقبلها حر على نفسه، فضلاً عن أن يقبلها ملك أو أمير، وذلك من أجل تحطيم معنوياتهم، وكسر طموحاتهم نحو بلاد الإسلام، فيقنعوا من المسلمين ببذل الجزية لهم نظير السلامة والأمان.

بعد هذا النصر الكاسح ألزمهم الحاجب المنصور دفع الجزية ومعها ابنة ملكهم [ فرويلا الرابع] ليأخذها الحاجب جارية عنده، وكانت أجمل نساء زمانها، وأكثرهن شرفًا عند الإسبان، وذلك ليس حبًا في النساء كما يظن البعض، ولكن لإرغام أنوف الكافرين، وردعهم عن محاربة المسلمين وتهديدهم مرة أخرى، فاضطروا للموافقة خوفًا من بأس الحاجب وقوة المسلمين، فلما شيعها أبوها وأكابر دولته معه، قالوا لها: أصلحي حالنا عند المنصور وتوسطي لنا دائمًا عنده، فردت المرأة وكانت من أعقل نسائهم قائلة: <أيها الجبناء العزة لا تنال بأفخاذ النساء، ولكن برماح الرجال.

جزاك الله ألف خير يا اخي أسد الشيشان خطاب على الموضوع اللي أستفدت منه

عبدة الشيطان وخطرهم على شباب الأمة 2024.


عبدة الشيطان وخطرهم على شباب الأمة

إن جذور عبادة الشيطان قديمة؛ حيث ظهرت في بعض الشعوب والحضارات القديمة بأشكال مختلفة، وخاصة عند اليهود الذين كانوا ينظرون للشيطان نظرة احترام وتقديس، كما هو واضح في تلمودهم، فليس فيه أي ذكر سلبي بحق الشيطان، بعكس ما هو موجود عند المسلمين وعند النصارى.

وفي التاريخ الإسلامي ظهرت فرقتان قريبتان في معتقداتهما وسلوكهما من عبدة الشيطان، الأولى في العهد الأموي شمال العراق وهي فرقة (اليزيدية)، كانوا – ولا زالوا – يعبدون الشيطان اتقاء شرِّه، والثانية في العهد العباسي، وهي فرقة (القرامطة) الذين كانوا يتَّصفون بالكفر والزندقة والإلحاد والإباحية وسفك الدماء، وهذه كلها من صفات عبدة الشيطان.

وفي العصور الوسطى في أوروبا وخاصة في فرنسا ظهرت عدة جمعيات سرية مرتبطة بالماسونية تتخذ من الشيطان معبودًا لهم، ويقيمون الطقوس الخاصة لعبادته، وكان هذا الأمر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمسألة السحر؛ حيث كانوا يَعبدون الشيطان، ويتقربون إليه بالطقوس والقرابين من أجل تعليمهم السحر، وقد قاومتهم الكنيسة مقاومةً شديدة، وقامت بقتلِ وحرق الكثيرين منهم، مما أجبَرهم على الاختفاء لسنوات طويلة بعد ذلك.

وفي العصر الحديث تأسَّست حركة عبدة الشيطان على يد اثنين وهما:
(1) أليستر كراولي:
عاش في الفترة (1875 – 1947)، ويعد الأب الروحي لعبدة الشيطان المعاصرين، نشأ في بريطانيا، وكان على علاقة وثيقة بالماسونية، ثم استقل عنهم وتفرغ لعبادة الشيطان، والانغماس في أعمال السحر والشذوذ الجنسي، وكتابة الكتب، وإلقاء المحاضرات عن عبادة الشيطان، وتنقَّل في بلدان عديدة يدعو لمذهبه إلى أن وُجد عام 1947م ميتًا بين زجاجات الخمر وحقن المخدرات.

(2) أنطون لافيه:
يهودي ساحر، يعد المؤسس الفعلي لعبدة الشيطان المعاصرين؛ حيث أعلن في عام 1966م عن تأسيس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة بموافقة ودعم رسمي من الحكومة الأمريكية، وكتب كتاب "إنجيل الشيطان" أو (الإنجيل الأسود) الذي فيه أفكار ومعتقدات هذه الجماعة، وهو أول من أدخل موسيقى (البلاك ميتال) في طقوس عبدة الشيطان.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت حركة عبدة الشيطان تَنتشِر انتشارًا كبيرًا في أمريكا وأوروبا خاصة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكذلك انتقلت إلى بقاع كثيرة في آسيا وإفريقيا وأستراليا.

إن حركة عبدة الشيطان مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحركة الماسونية العالمية التي أسَّسها اليهود، ومما يؤكد ذلك التوافق الكبير بينهما في المعتقدات والأفكار والطقوس والشعارات والرموز والمسميات، كما ويؤكد ذلك الدعم الكبير الذي تتلقاه حركة عبدة الشيطان من الكيان الصهيوني، وجهودهم الكبيرة لنقل تلك الأفكار للدول العربية خاصة مصر.

إن معتقدات عبدة الشيطان تَرتكِز على اعتبار الشيطان هو صاحب القوة الأعظم في هذا الكون، وأنه هو الذي يستحق العبادة؛ لأنه يُحلِّل لهم كل المحرمات التي تُحرمها عليهم الأديان السماوية، وأن هذه الحياة هي للملذات والشهوات، وعليهم أن يَغرفوا منها بأكبر قدر ممكن بكل الوسائل دون قيود أو ضوابط، لذلك فهم يُغرقون أنفسهم في مستنقع الجنس والمُخدرات والمسكرات بشكل كبير، ومقابل ما يَمنحهم إياه الشيطان من ملذات وشهوات وتعليمهم السحر، فإنهم يَبيعون أنفسهم للشيطان، ويُقدِّمون له القرابين البشرية والحيوانية، ويُقيمون له الطقوس التي فيها التمجيد له، ويُنفِّذون أوامره وتعليماته، التي تُمثِّل قمة الكفر وقمة الإجرام في آنٍ واحد؛ فهي تمثِّل قمة الكفر، لأنهم يعبدون الشيطان، ويَكفرون بالله، ويزدرون الأديان والأنبياء والرسل، ويُدنِّسون الكتب السماوية خاصة القرآن الكريم، وفي المقابل أيضًا فإن عبادتهم للشيطان تمثِّل قمة الإجرام الذي عرفته البشرية عبر التاريخ؛ حيث يقومون بخطف الأطفال وتعذيبهم وقتلهم وشربِ دمائهم، وتقديم القرابين البشرية، وارتكاب أبشع أشكال الانحرافات الجنسية، والانتحار، وغيرها الكثير من الجرائم التي يَندى لها جبين الإنسانية.

وأبرز طقوسهم ما يسمى بـ (القداس الأسود) الذي يجتمعون فيه في أماكن بعيدة عن أعين الناس، ويقومون فيه بتقديم القرابين البشرية والحيوانية، وشرب دمائها وتلطيخ أجسادهم العارية بها، وتدنيس الكتب السماوية، وتعاطي المخدرات والمسكرات، والرقص على الأغاني والموسيقى الشيطانية، ثم ممارسة الفواحش بشتى أشكالها وألوانها.

ولهم أعياد كثيرة يجتمعون فيها ويحتفلون بها ويمارسون بها طقوسهم الشيطانية، لكن عيدهم الأكبر هو (عيد الهالوين) ليلة الأول من تشرين الثاني الذي هو بداية عامهم الجديد، ويعتقدون أن أرواح الموتى تُطلق في هذه الليلة لترجع إلى المنازل التي كانت فيها، وللأسف إن هذا العيد الشيطاني انتشر في الدول الغربية، وبدأ بالانتقال للدول العربية؛ حيث يَجتمعون فيه ويحتفلون بأشكال تنكرية وملابس مثيرة، ويتعاطون المخدرات والمسكرات، ويرقصون على أنغام الأغاني الشيطانية والموسيقى الصاخبة، ثم يمارسون الانحرافات الجنسية.

إن عبدة الشيطان لهم رموز وشعارات معينة، فهم يعشقون اللون الأسود، ويستخدمونه في معظم أمورهم؛ في ملابسهم، وبيوتهم، وطقوسهم، وتقوم عابدات الشيطان بطلاء الشفاه والأظافر باللون الأسود، ومن شعاراتهم: الصليب المقلوب، والصليب المعقوف، والجمجمة، والنجمة الخماسية، والنجمة السداسية، والأفعى المحيطة بالكرة الأرضية، ورأس الكبش، ولهم رموز وإيحاءات جسدية معيَّنة، يتعارفون بها فيما بينهم، ولهم قصات شعر معينة، ويلبسون أساور وقلادات وأقراط وسلاسل ذات أشكال معينة.

لقد استطاع عبدة الشيطان خلال العقدين الماضيين من اختراق معظم الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، وركزوا جهودهم على الدول المحيطة بالكيان الصهيوني وهي مصر والأردن ولبنان وسوريا، ففي مصر تم في عام 1995م، اكتشاف مجموعات كثيرة من شباب الجامعات مرتبطة بعبدة الشيطان، وجاء باعترافاتهم تلقيهم الدعم والتوجيه من الكيان الصهيوني.

عُقد في شرم الشيخ عام 2024م أكبر مؤتمر لعبدة الشيطان من الدول العربية والكيان الصهيوني، وممثلين من أمريكا وأوروبا، واتخذوا مجموعة من القرارات أهمها:
1- المطالبة في المحافل الدولية بالاعتراف بهذه الجماعة على أساس حرية الأديان.

2- المطالبة من الدول الكبرى المساعدة لهم على إنشاء محطة تلفزيونية فضائية خاصة بهم، وإنشاء مجلة لهم باللغتين العربية والإنجليزية.

3- إنشاء مقر دائم للجماعة في لندن أو الولايات المتحدة، وإنشاء مجلس أعلى خاص بهم.

4- التوسع في إنشاء مواقع على شبكة الإنترنت وبكافة اللغات المتداولة في العالم.

5- عمل كتاب باللغة العربية يُشبِه كتب الأديان الأخرى فيه تعاليم الجماعة.

6- تعيين الدكتور صادق جلال العظم السوري الجنسية ليكون رئيسًا لهم لمنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سوريا، وتعيين رؤساء للجماعة في مصر والأردن ولبنان وتونس والإمارات.
وفي الأردن تمكن عبدة الشيطان من اختراق عدد كبير من شباب الجامعات والمدارس الثانوية في ظل بعض التغاضي الرسمي عن نشاطاتهم؛ حيث احتفلوا في تشرين الثاني الماضي بعيد الهالوين في منطقة عبدون بموافقة وحراسة رسمية، وهذا العام ارتكبوا جرائم عديدة كتدنيس القرآن الكريم في أماكن عديدة؛ منها جامعة آل البيت، ومساجد في مدينة المفرق ومدينة جرش.

أما لبنان فكانت أول دولة عربية يخترقها عبدة الشيطان بحكم تركيبتها السكانية المتأثرة بدرجة كبيرة بالثقافة الغربية؛ حيث بدأ الظهور لمجموعات عبدة الشيطان منذ عام 1986م، وأعلن وزير الداخلية عن انتحار (11) شابًّا من هذه الجماعة تقلُّ أعمارهم عن عشرين عامًا.
وفي سوريا؛ حيث يوجد الرئيس الإقليمي لعبدة الشيطان صادق جلال العظم، والذي ألف كتبًا فيها ازدراء للأديان خاصة الإسلام، وأهمُّ كتبه (نقد الفكر الديني)، والذي فيه بحث بعنوان (مأساة إبليس) دافع فيه عن الشيطان بشدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمكَّنت السلطات من القبض على عدة مجموعات من عبدة الشيطان ابتداءً من عام 2024م.

وفي العراق لا زالت طائفة اليزيدية شمال العراق تُمارس طقوسها في عبادة الشيطان مع بعض الاختلاف في طقوسها عن عبدة الشيطان الآخرين، وكما انتشرت حركة عبدة الشيطان المعاصرين في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، ويتسمون هناك باسم (الإيمو)، وهناك تغاضٍ رسميٍّ عن نشاطات هذه الجماعة، وهناك محلات تجارية لبَيع مستلزماتهم.

ودول مجلس التعاون الخليجي تمكَّن عبدة الشيطان من الوصول إليها جميعها خاصة الكويت والبحرين؛ ففي الكويت فجر أحد الدعاة عام 2024م في برنامج تلفزيوني مفاجأةً هزت المجتمع الكويتي؛ حيث كشف عن وجود نشاط لعبدة الشيطان في الكويت، من خلال اللقاء مع بعض من شارك في حضور طقوسهم، والتي تمَّ معظمها في الصحراء بعيدًا عن أعين الناس.

كما كشفت التحقيقات عن وجود بعض الآسيويين الذين يُمارسون عبادة الشيطان في الكويت.

وفي البحرين ذكرت بعض وسائل الإعلام عن وجود نشاط لعبدة الشيطان هناك، في بعض المدارس الثانوية والشقق الخاصة، وبدأ يظهر هذا النشاط منذ عام 2024م.
وفي سلطنة عمان حذر الدكتور كهلان الخروجي مساعد المفتي العام للسلطنة عام 2024م من أن مجموعات عبدة الشيطان انتشرت في المدارس بشكل كبير بسبب اختفاء الرقابة.
وفي الإمارات وقطر ظهر نشاط عبدة الشيطان من خلال الاحتفال بعيد الهالوين في بعض الفنادق خاصة في إمارة دبي، وطالب الشيخ عبدالله البكري الداعية بوزارة الأوقاف القطرية منع تلك الاحتفالات الشيطانية.

وفي السعودية ذكرت بعض وسائل الإعلام أن قوات الأمن في عام 2024م ألقت القبض على مجموعة من عبدة الشيطان وهم يحتفلون في أحد المجمعات السكنية في الرياض، وينتمون إلى جنسيات سعودية وسورية وأجنبية.

أما دول المغرب العربي، فقد تمكن عبدة الشيطان من اختراقها وضم عدد كبير من الشباب والمراهقين إلى هذا الفكر المنحرف، خاصة في المغرب والجزائر وتونس، وساهم قربهم من الدول الأوروبية في انتشار هذه الآفة.

ففي المغرب بدأ يظهر نشاط هذه الجماعة منذ عام 1999م، وأقاموا العديد من الاحتفالات والمهرجانات، ووصل بهم الأمر إلى التظاهر مطالبين بتشكيل حزب لهم معترف به قانونيًّا.

وفي الجزائر كشفت وسائل الإعلام الجزائرية في عام 2024م عن وجود نشاط لمجموعات عبدة الشيطان في الجزائر، وكانت إحدى المجموعات تقيم طقوسها في مقبرة مسيحية، وفي السنوات الأخيرة ظهر نشاطهم بشكل واضح في عيد الهالوين؛ حيث أقاموا حفلات في بعض الفنادق والمدارس والشقق الخاصة.

وفي تونس كشفت صحيفة الوطن التونسية في عام 2024م عن وجود العشرات من الشباب من طلبة المدارس والجامعات يُمارسون عبادة الشيطان بصورة سرية، وتمكنت السلطات من القبض على بعضهم.

أما الدول الإسلامية الأخرى فالمعلومات عنها بهذا الخصوص شحيحة، لكن هناك معلومات عن دولتين إسلاميتين هامتين تمكن عبدة الشيطان من اختراقهما وهما تركيا وماليزيا.

ففي تركيا كشفت وسائل الإعلام في عام 2024م عن جرائم تبناها عبدة الشيطان، وتركزت جرائمهم على حثِّ أتباعهم من الشباب على الانتحار؛ حيث سُجلت حالات انتحار كثيرة بين شباب وفتيات هذه الجماعة.

وفي ماليزيا استنفرت الأجهزة الأمنية عام 2024م رجالها لمواجهة خطر انتشار عبدة الشيطان؛ حيث بدأت هذه الجماعة بالانتشار هناك والقيام بأعمال إلحادية وسلوكيات شاذة، وتم القبض على عدد منهم.

إن هذه الطائفة المنحرفة استغلت وسائل الاتصال الحديثة – وخاصة الإنترنت – لنشر أفكارها؛ حيث بينت التحقيقات مع بعضهم في مصر وسوريا أنهم تعرفوا على هذه الجماعة عن طريق الإنترنت خاصة مواقع الشات ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، وكشفت التحقيقات معهم في مصر أن لهم (37495) موقعًا على شبكة الإنترنت.
وهم يستهدفون – بشكل خاص – الشباب والفتيات المراهقين والمراهقات من طلبة المدارس والجامعات، ويقومون بإغرائهم بالحفلات الموسيقية، والشهوات والملذات الجنسية، والمخدرات والمسكرات، فيوقعونهم في شباكهم بهذه الطريقة، وبعد التورُّط معهم يصبح من العسير الانفلات منهم، ويبدؤون بتلقينهم العقائد الشيطانية الكفرية شيئًا فشيئًا حتى يصبحوا عبيدًا لهم ينفذون أوامرهم الإجرامية دون أي تردد، ومن يخالف منهم من الممكن أن يتعرض للقتل أو الفضيحة.

ومما ساعد على انتشار هذا السرطان الخبيث في الدول العربية والإسلامية عدم تطبيق الشريعة الإسلامية في معظم الدول العربية والإسلامية، والتساهل الرسمي في كثير من هذه الدول معهم؛ حيث بدؤوا يَظْهرون للعلن في عيدهم الأكبر (الهالوين) في كثير من الدول العربية دون حسيب أو رقيب، كما أن انتشار وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وخاصة الإنترنت، وسهولة التعامل معها، وعدم حجب المواقع الشيطانية والإباحية، وضعف الوازع الديني لدى الشباب، وضعف المناهج الدراسية في مواجهة هذه الأفكار، والانفتاح على الثقافة الغربية دون ضوابط، وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وضعف الرقابة الأسرية، كل هذه الأسباب ساعدت على انتشار هذا المرض الخطير في أوساط شباب الأمة.

إن الأمر في غاية الخطورة، ويتطلب من جميع العقلاء في الأمة المسارعة لمواجهة هذا الخطر الكبير، فيجب على الحكومات العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في شتى المجالات؛ لأن تطبيقها فيه حل لكل المشكلات، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني – إن وجدت – ومحاربة كل مظاهر الانحلال الخلُقي، وتقوية الوازع الديني في المجتمع خاصة عند الشباب، ومراقبة شبكة الإنترنت وحجب جميع المواقع الشيطانية والإباحية، وقيام وسائل الإعلام والمؤسَّسات التربوية بتعديل مناهجها، لتعزيز منظومة الدين والقيم والأخلاق في نفوس الشباب، وبيان حقيقة هذه الجماعات والتحذير منها، كما يجب على الأجهزة الرسمية التعامل بمنتهى الشدة مع هذه الجماعات وخاصة زعماءها، ومنع أي نشاط لها، وإنشاء مصحات خاصة لعلاج الشباب والفتيان الذين تمَّ التغرير بهم، وإيقاعهم في براثن هذه الجماعة تحت إشراف علماء ومختصين ثقات وأكفاء.

ويجب على المؤسسات الدينية والعلماء والدعاة القيام بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه هذا السرطان الخبيث؛ من خلال بيان حقيقة هذه الجماعة والتحذير منها، وعمل حوارات مع أعضاء هذه الجماعات سواء مباشرة أو من خلال شبكة الإنترنت لإنقاذهم من هذا المستنقع، ومطالبة الجهات الرسمية بالحزم تجاه هذه الأفكار المنحرفة ومنعها، كما يجب على الآباء والأمهات الانتباه لأولادهم وبناتهم وحسن تربيتهم على الدين والقيم والأخلاق منذ الصغر، وإبعادهم عن أصدقاء السوء وأماكن السوء، وإبعادهم عن المواقع السيئة من شيطانية وإباحية على شبكة الإنترنت.

السلام عليكم
موضوع قيم اخى بارك الله فيك هذ كل من الابتعاد عن الدين ربى يهدينا ويهدى جميع شباب هذه الامة ويصلح احوال المسلمين فى جميع المعمورة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
نعم هو من البعد عن الدين.
نسأل الله أن يرد شباب الأمة و شيبها الى الحق ردا جميلا.

وقوع الشرك في هذه الأمة وافتتانهم بالقبور والأضرحة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير

((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) فكما جاء في الحديث: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) عمل فئام من المسلمين ما عملته اليهود والنصارى، فاتخذوا المساجد على قبور الصالحين، أو دفنوا هذه القبور في المساجد، وشيدوا عليها الأبنية، وأقاموا عليها الأضرحة، وطافوا بها، ودعوهم من دون الله -جل وعلا-، وحصل منهم الشرك الأكبر ((لتتبعن سنن من كان قبلكم)) ويعني بذلك اليهود والنصارى حتى قيل: "اليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال: ((فمن)) يعني من القوم إلا أولئك، فحصل في هذه الأمة مشابهة بل مطابقة لما فعله اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم وصالحيهم، فاتخذت المساجد على القبور، وبنيت الأضرحة على القبور، وصار يطاف بها من دون الله، يطاف بها كما يطاف ببيت الله، وتعبد وتطلب الحوائج من هؤلاء الصالحين كما تطلب من الله -جل وعلا-، بل بعضهم لا يطلب من الله شيئاً، وإنما يطلب من هذا المقبور الذي لا يملك لنفسه نفعاً، ولا يدفع عنها ضراً، فكيف ينفع غيره؟!
وجدت الأبنية والأضرحة في كثير من أقطار المسلمين، وصاروا يلوذون بها، ويلجأون إلى هؤلاء المقبورين في الملمات.

يا خائفين من التتر *** لوذوا بقبر أبي عمر

نسأل الله العافية، ومع الأسف أن شخص ينتسب إلى الحديث وعلم الحديث يؤلف في الأبنية والأضرحة على القبور، ويتساءل في مقدمة كتابه: هل البناء -بناء الأضرحة على القبور- سنة شرعية متبعة أو بدعة محرمة؟ ويسترسل ويقرر أنها سنة تتابع عليها المسلمون من أقدم العصور، وتوارثوها، وبنوا على قبور الصالحين، وبنوا على قبره -عليه الصلاة والسلام-، وعلى قبر غيره، حتى جاء من جاء من القرنيين يقصد بذلك دعوة الإمام المجدد ومن يقول بها، الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه من أئمة الدعوة، فأساءوا وهدموا القباب والقبور واعتدوا، يقول: أما بلادهم فليس فيها من يستحق أن يبنى عليه، يقول هذا! وهذا ينتسب إلى السنة والحديث، ولا مانع أن يذكر اسمه؛ لأنه في كتاب مطبوع ومنشور، يعني أحمد بن الصديق الغماري ألف في المشاهد وذكر هذا الكلام، يعني قبور تعبد ويطاف بها، تعبد من دون الله، ويتساءل هل هي مشروعة وإلا محرمة؟ إذا كان الشرك الأكبر متردد في فاعله هل هو محرم وإلا لا فماذا بقي؟
في كشمير ضريح من أكبر الأضرحة في العالم اسمه: ضريح الشعرة، فيه شعرة تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، وتجرى من تحته الأنهار، يعني سواقي تمشي من تحته، ويباع الماء الذي يمر من تحت الضريح، والغبار الذي يجتمع حوله، يباع كما يباع الطيب، وأي شرك أعظم من هذا، ومن أراد أن ينظر إلى وقوع الشرك في هذه الأمة وافتتانهم بالقبور والأضرحة فليقرأ ما كتبه الرحالون لا سيما ابن بطوطة، يقرأ ليحمد الله -جل وعلا- على هذه النعمة نعمة التوحيد، يعني ما يمر ببلد إلا ويذهب إلى ما فيه من أضرحة ويتمرغ فيها، ويسأل الشفاء، ويسأل العفو والمغفرة -نسأل الله السلامة والعافية-.

المقصود أن هذه من أعظم الفتن وأعظم البلايا والرزايا؛ لأنه لا ذنب أعظم من الشرك، وسببه ما سمعتم، الغلو في الصالحين والأبنية على قبورهم والأضرحة، فضلاً عن الأنبياء الذين بنى عليهم اليهود والنصارى ما بنوا وغلوا فيهم، حتى اتخذوهم أرباباً من دون الله، والله المستعان.

المصدر: شرح: المحرر – كتاب الصلاة (42)
منتديات اهل الحديث السلفية

بارك الله فيك
شكرا وبارك الله فيك خويا
وفيكم بارك الله ..
بارك الرحمن بك أخي
وجعل ما سطرت في ميزان حسناتك
وفقك الباري

انما الاعمال بالنيات ولكل مرء مانوى

اللهم اهدينا صراطا مستقيم

بارك الله فيكم وحفظ الله الشيخ من كل سوء
بارك الله فيك

وفيكم بارك الله ..وهدانا الله واياكم الى الطريق المستقيم
جزاك الله خيرااا

.:::كتآب مختارات من إرشادات الائمة لعامة الأمة:::. 2024.

القعدة

إسم الكتاب :: مختارات من إرشادات الائمة لعامة الأمة

المؤلف :: مجموعة علماء

جمع وترتيب :: مؤسسة القلم العربي

الناشر :: مؤسسة القلم العربي للنشر

وصف النسخه :: مجلد

القعدة

بارك الله فيك على الموضوع
وفقك الله
تقبلو تحياتي ….
اهلا و سهلا اخي ابن العراق

تحياتي

لماذا التحذير من أهل البدع والأمة تصارع العداوة مع اليهود والنصارى وجزاكم الله خيرا ؟ 2024.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله


السؤال :

لماذا التحذير من أهل البدع والأمة تصارع العداوة مع اليهود والنصارى وجزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

لا يمكن للمسلمين أن يقاوموا اليهود والنصارى إلا إذا قاوموا البدع التي بينهم ،يعالجون أمرهم هم أولا، حتى ينتصروا على اليهود والنصارى. أما ما دام المسلمون مضيعين لدينهم ومرتكبين للبدع والمحرمات ومقصرين في امتثال شرع الله فلن ينتصروا على اليهود ولا على النصارى ،وإنما سلط هؤلاء عليهم بسبب تقصيرهم في دينهم، فيجب تطهير المجتمع من البدع تطهيره من المنكرات فيجب امتثال أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن نحارب اليهود والنصارى . (1)

شريط : فتاوى مهمة في الدعوة إلى السنة للشيخ الفوزان ، بواسطة كتاب " الإجابات المهمة في المشاكل الملمة " ص24

بارك الله فيكم وأحسن إليكم
هذه كلمات من ذهب للشيخ الفوزان رحمنا الله وإياه في الدنيا والآخرة

قال الله عز وجل: (إن تنصرو الله ينصركم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)./ السلسلة الصحيحة"( 1 / 15)

السنة النبوية و أثرها في صلاح الأمة 2024.

السنة النبوية وأثرها في صلاح الأمة

لفضيلة الشيخ علي عبدالرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي
الحمد لله العزيز العليم، التواب الرحيم، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ويضل من يشاء بعدله وحكمته وعلمه، أحمد ربي وأشكره على فضله العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بالهدي القويم، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ذوي الخلق الكريم.
إنَّ الله تفضل وتكرَّم على الخلقِ ببعثة سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين {الأنبياء: 107}، فالمسلمُ مرحومٌ رحمةً خاصة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه آمن بها واتَّبعها وعمل بها، والكافر مرحومٌ رحمةً عامة برسالة الإسلام؛ لأن تمسك المسلمين بدينهم وتطبيقهم لتعاليمه، يخفف الله به شر الكافرين، ويخفف الله به منابع فساد المفسدين، قال الله تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين {البقرة:251}.
وقد أنزل الله على نبيّه أعظمَ كتاب، وأنزلَ عليه أعظمَ تفسيرٍ للقرآن الكريم وهو السنّة النبويّة، وحفِظَ الله القرآن والسنة من التغيير والتّبديل، وحفظهما من فاسِدِ الآراء والتأويل الباطل، وأقام الله الحجّةَ على العالمين بسيِّد المرسَلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهدَى الله نبينا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم إلى أحسَن الهَدي، ويسَّره لأحسنِ السّبل وأسهل المناهج، قال الله تعالى لنبيّه: ونيسرك لليسرى {الأعلى:8}، وروى مسلمٌ من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلُّ بدعة ضلالة"(1).
وقد وفَّى النبيّ صلى الله عليه وسلم مقاماتِ العباداتِ كلَّها ومراتبَ الدّين، وفضائل الأعمال والخصال المحمودة والأخلاق المرضية، قد وفَّى هذه الأمورَ كلَّها حقَّها، وأتى بالغايةِ في ذلك كلِّه، فرسول الله هو القدوةُ للعابد، والقدوةُ للداعية، والقدوة للمعلِّم، والقدوةُ للحاكم، والقدوة للقائد، والقدوةُ للجنديّ، والقدوةُ للزّوج وللأب، والقدوةُ في المعاملات وفي كلّ حالٍ يتقلّب فيه الإنسان، قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا {الأحزاب: 21}، وقال تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم {القلم: 4}، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن"(2)، أي: يعمَل به في كلّ صغيرةٍ وكبيرة، ويتَّصف ويعمَل بما يدعو إليه القرآن، ويجانبُ ما ينهى عنه القرآن.
وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معالم هُدى في الصراط المستقيم، يقتدي بها المسلمون، ولقد جمعت سنةُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفضائل كلّها والخيراتِ والكمالاتِ كلَّها، فمن عمل بالسنة فقد جمع الله له الخير كله، ومن ترك السنةَ فقد حُرم الخيرَ كلَّه، ومن ترك بعضَ السنة فقد فاته من الخير بقدرِ ما ترك من السنة النبوية.
وإذا كانت هذه منزلة السنة النبوية، وهذا فضلها ومكانها السني وشرفها العلي، فما معنى هذه السنة؟
السنة- يا عباد الله- معناها في اللغة: الطريق المسلوك والعادة المتَّبعة، قال تعالى: سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا {الإسراء: 77}.
ويرادُ بالسنة في الشرع: التمسكُ والعمل بما كان عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو وخلفاؤه الراشدون المهديون وصحابتُه السابقون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، كما يُرادُ بالسنة أقوالُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأفعالُه وتقريراته؛ لأن ذلك أصلُ الاعتقاد والعمل.
أمة الإسلام، إنَّ الحال التي وصل إليها المسلمون يحزن لها قلبُ كلّ مؤمن، وتدمع العين، وتأسى النفس، فقد تكالب عليهم الأعداءُ، ونال هؤلاء الأعداءُ من المسلمين ما يغيض المسلمين في كل مجال، واستهانوا بحقوقهم وتجرءوا عليهم واستخفوا بقيمهم، وتمادوا في الظلم والعدوان عليهم، ومزَّقت المسلمين نزعات التعصب المذهبي والمناهج الحزبية، والقوميات الجاهلية والبدع المحدثة، وأضعف المسلمين تناحرهم وتفرقهم والأهواءُ الضالة واتباع الشهوات المحرمة، وليس ذلك الضعفُ والانحطاط والذُّل لقلة عدد المسلمين، فهم أكثرُ أهل الأديان عددًا، وإنما مُصابُ المسلمين بالتقصير في العمل بدينهم، قال الله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال {الرعد:11}.
وإنّ الوضع الذي عليه المسلمون اليومَ من كيد أعدائهم لهم، وإنزالِ أنواع البلايا والمِحَن عليهم، إنّ تِلك الحالَ وذلك الوضع قد أيقظَ الهِمَمَ العالية، وأوجب النصائحَ الصادِقة أنِ ارجعوا- أيها المسلمون- إلى ربِّكم، وتوبوا إلى بارئكم، وتمسَّكوا بدينكم، واعملوا بكتابِ ربِّكم وسُنَّة نبيكم، يرحمكم ربُّكم ويرفَع ما نزل بكم.
وإنَّ أسباب أمراضَ المسلمين قد كثُرت، وإن أسبابَ انحطاطِهم قد تعدَّدت، ومصائبهم قد توالت والعقوبات قد عظُمت، وقد يزداد الأمرُ سوءًا ولكنَّ العاقبةَ للإسلام.
إنَّ أدواءَ المسلمين ليس لها دواءٌ إلاَّ السنَّة النبوية، إنَّ اتباعَ سنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسّك بمنهج السلف الصالح، عِلاجُ الأمراض وزوالُ المكروهات ونزُول البركات والخيرات، والتمسُّك بالسنة هو الاجتماع ونَبذ الخلافات وتوادُّ القلوب واتفاق النيات، والتمسُّك بالسنة هو النصرُ على أعداء الحقِّ، وعلى أهلِ الغيّ والشهوات، قال بعض أهل العلم: "ما مِن بلدٍ يعمَل أهلُه بالسنّة وتظهر فيه أنوارها إلاَّ كان منصورًا ظاهرًا على عدوِّه، وما مِن بلدٍ تنطفئ فيه أنوارُ السنة إلاَّ غلَب عليه عدوُّه". وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: "جُعِل رزقي تحتَ ظلِّ رمحي، وجُعلت الذِّلَّة والصّغار على من خالف أمري، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم"(3)، وروى أبو داود والترمذي عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوبُ وذرَفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظةُ مودِّع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبد، فإنّه من يعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتيّ وسنةِ الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور، فإن كلّ بدعة ضلالة"(4).
إنّ الدعوةَ للسنّة النبوية هي للناس كلِّهم، ففرضٌ على كلّ مسلم أن يقومَ بذلك، فدعوةُ المسلم لأخيه المسلم بتكميل نقصِ تمسُّكِه بالسنة، واستدراكِ ما فاته مِن العمل بالسنة، وجَبر تقصيرِه في دينه وتذكيره بغفلته وتعليمه ما يجهله، ومعاونته على الخير وتحذيره من الشر، ودعوةُ المسلم للكافر ببيان محاسنِ الإسلام وإقامة الحجّة عليه، وأن يكونَ المسلم قدوةً صالحة في دينه.

وأنتم- أيها المسلمون- في هذه البلاد عافاكم الله مما ابتُلِيت به بعض البلدان من كثير من الشرور، فاحمدوا الله على ذلك، ولكن احذَروا أن تفتَحوا على أنفُسكم أبوابَ الشرِّ الذي فُتِح على غيركم، فإن الأمة ما تزال بخير ما لم تفتح على نفسها باب الشرِّ، فإذا انفتح باب شر فلن يُغلق، واعتبروا بما وقع فيه العالَم من الفتن التي يرقق بعضها بعضا، والتي أفسدت الحياة ودمرت المجتمعات، والسعيد من وُعِظَ بغيره والشقيُّ من وُعِظَ به غيره، واحذروا التهاونَ بالذنوب، فإنها سببُ العقوبات، وليكُن المسلم في يومِه خيرًا منه في أمسِه، وفي غدِه خيرًا منه في يومه، ولا يرضَى لنفسِه بالتأخُّر في الطاعة والتساهل في المعصية.
وإياكم- معشر المسلمين- والموانعَ من اتّباع السنَّة، وأعظمُ مانعٍ من اتّباع السنةِ اتباعُ الهوى، قال الله تعالى عن المعاندين للحق: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين {القصص:50}. وأهلُ البدَع يُسمِّيهم السلفُ أهلَ الأهواء لمباعدتهم السنَّة. وإياكم وفتنةَ الدنيا وركوبَ الشهواتِ المحرمة، فإنَّ ذلك يصدُّ عن السنة، قال الله تعالى: بل تؤثرون الحياة الدنيا *والآخرة خير وأبقى {الأعلى:16، 17}، وقال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا {مريم:59}.
وممّا يصُدُّ عن سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم تقليدُ الضالّين المُضِلِّين من ذوي التعصُّب المذموم، وأربابِ الطُرُق الضالّة والأهواء المنحرفة، قال الله تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون {الأعراف:3}.
وممّا يصُدُّ عن سنّةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم الجهلُ بها، وفي الحديث: "من يُردِ الله به خيرًا يفقّهه في الدين" رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية – رضي الله عنه -.
فلا يحُلْ بينك وبين السنّة- أيها المسلم- حائل، ولا يصدَّنَّك عنها شيء، فإنه لا يأمَن من الشر والعقوبات ولا يفوز بالخير والجنات، إلاَّ من تمسَّك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، فتمسك بهذه السنَّة في كل صغيرة وكبيرة من حياتك، واحفظ من القرآن واحفظ من الحديث ما تحتاجه في عباداتك ومعاملاتك، وكلما ازددت فهو خير لك، قال الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب {الحشر:7}، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون *ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون {الأنفال:20، 21}.
عبادَ الله، اغتنموا الأوقات في الأعمال الصالحات، ولا تضيعوا الأعمار بتفويت فرص القدرة على فعل الخيرات والتمكن من الحسنات، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون {الحشر:18}. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس، الصِّحَّة والْفَرَاغُ". وإذا أرخى المسلم لنفسه الزمام فلا يتعدى المباح إلى المحرم، فطوبى لمن لم يتجاوز المباح إلى المحرمات. وأحسنوا الرعاية على من ولاكم الله أمره من الرعية، فمسؤولية الأولاد مسؤولية عظيمة، فلا تتركوهم يتعرضون للشرور والضياع، ولا تغفلوا عن إصلاح بيوتكم، فإن الأسرة لبنة المجتمع، ولا ترتادوا في السياحة إلا البلاد المأمونة من الفساد، وفي بلادكم مبتغيً لمريد الاصطياف والسلامة والأمان.
عبادَ الله، إنّ الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما {الأحزاب:56}. وقد قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً". فصلُّوا وسلِّموا على سيّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرا.
————
(1) صحيح مسلم (ح867).
(2) أخرجه مسلم (ح746).
(3) أخرجه أحمد (2-50)، والحديث صححه الألباني في الإرواء (1269).
(4) سنن أبي داود (ح4607)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (37).

================
واجب المسلم تجاه السنة النبوية

لا شك أننا أمام هجمة جديدة على السنة النبوية الشريفة، ونرى أنه على المسلم المعاصر بعض الواجبات تجاهها، منها:
أولا: اعتقاد حُجيتها:
أول ما يجب علينا تجاه السنة النبوية أن نعتقد حجيتها، وأنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل وعلا، والبعْدية هنا في الفضل، أما في الاحتجاج فحجية السنة كحجية الكتاب ومن واجبنا أن نعتقد أن كليهما وحي من عند الله جل وعلا.
فعن حسان بن عطية قال: "كان جبريل ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن".
وقال تعالى: {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وكان فضل الله عليك عظيمًا} [النساء:113]. وقال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3 و4)؛ ولذا عنون الخطيب -في "الكفاية"- بقوله: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي السنن عن المقدام بن معد يكرِب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلالاً فأحلوه، وما وجدتم فيه حراما فحرموه، ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله"، والأدلة على حجية السنة كثيرة مشهورة، والكلام في ذلك يطول فنكتفي بهذه الإشارة الموجزة الواضحة.
ثانيا: عدم معارضتها بآراء الرجال وأذواقهم، والذبّ عنها وردّ شبهات المنافقين واللادينيين؛ فالواجب تقديم النقل على العقل، وفي الحقيقة ليس في السنة الصحيحة ما يعارض العقل الصحيح أو صريح المعقول وحيثما توهمنا التعارض في الظاهر فلنعلمْ -دون تردُّد- أن الحق ما جاءت به السنة الصحيحة وأن العقل -لا محالة- سيدرك ذلك عاجلا أو آجلا.
فالسنة لا تُعارَض بآراء الرجال، ولكن ليس معنى ذلك أن المرء -لأول وهلة- إذا قرأ حديثا يخالف أقوال العلماء يتجرأ، ويقول: هؤلاء العلماء خالفوا الحديث، ولا يكلف نفسه أن يعرف مستند العلماء ووجه قولهم؛ فهذا التصرف من الجهل والتطاول على أهل العلم، وإنما المقصود أن المسلم إذا بحث في معنى الحديث، وقول مَن خالف الحديث من العلماء، واجتهد في ذلك فظهر له أن الحديث كما فهمه، وأن العلماء قرروا ما فهمه ومَن خالف لم يظهر لمخالفته وجه راجح، فحينئذ عليه الأخذ بالحديث دون قول مَن خالفه.
أما أن تكون المسألة مجرد تسرُّع وتطاول على العلماء مع الجهل بوجه الحديث وعدم تكليف النفس الوقوف على تفسيره عند السلف والعلماء فهذا شذوذ وإفساد وليس تمسكا بها.
ثالثا: بذل الأسباب لحفظها من الضياع:
وحفظ السنة من الضياع أمر تكفل به رب العزة جل وعلا حين قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)، ولكن ذلك لا يعفينا من السعي في حفظها كما سعى الصحابة في حفظ كتاب الله من الضياع والتحريف، مع أن الله جل وعلا متكفل بحفظه، ومن ثم جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن وكتب عثمان رضي الله عنه المصاحف، وكما اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ كتاب الله جل وعلا فكذا كانت عنايتهم شديدة بالسنة والمحافظة عليها ولنا فيهم أسوة حسنة.
لقد كان سعيهم في حفظها من الضياع بوسيلتين، هما الحفظ والتدوين، ولكل منهما دوره في حفظ السنة، فإنه إذا فُقد الرجال الحفاظ بقيت المخطوطات والكتب، فيحملها قوم من جديد، وإذا فقدت المخطوطات والكتب بقي الرجال يحملون السنة في صدورهم، فيمكن كتابتها من جديد.
رابعا: الاجتهاد في تنقيتها من الكذب وتمييز صحيحها من ضعيفها:
وهذا الواجب -وهو تحقيق الحديث النبوي- فرض كفاية، ولا يزال ملقى على عاتق الأمة منذ وقوع الفتن في الصدر الأول وإلى الآن.
وليس مطلوبا من المشتغلين بعلم الحديث أن يكفّوا عن مواصلة جهودهم في هذا الشأن والاستفادة من مشايخه، كلا، وإنما المطلوب ألا ينسوا دورهم في قيادة الأمة، وفي حفظ عقيدتها وشريعتها في الواقع العملي من المسخ والتحريف.
خامسا: تدارسها والسعي إلى نشرها وإحيائها وتبصير الناس بها:
فينبغي أن يشيع بيننا دراسة الحديث النبوي الشريف وفهمه، وليكن ذلك في بيوتنا وفي مساجدنا، كلٌّ حسب طاقته، فقد يلتقي البعض على دراسة "الأربعين النووية"، ويقرأ آخرون في "رياض الصالحين"، وآخرون يتدارسون "جامع العلوم والِحكَم"، وآخرون يتدارسون كتب السنة كالصحيحين وغيرهما.
ثم ينبغي لمن وعى ذلك أن يسعى في نشره وتبصير الناس به كما في الحديث الصحيح عند أبي داود والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نضر الله امرءا سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها فَرُبَّ مبلغ أوعى من سامع" ويلحق بذلك إحياء السنن المهجورة وحث الناس عليها، وإحياء السنن المهجورة هو المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره: "مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء.."، فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها، وقصته أن قوما فقراء مخرقي الثياب قدموا المسجد، فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصدق عليهم فتبعه الناس واقتدوا بفعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث مُثنيا على ذلك الرجل.
لكن توجد هنا ملاحظة: وهي مراعاة التدرج والرفق في إحياء هذه السنن، فبعض الناس قد يستنكرون -بشدة- بعض السنن بعدما قضوا دهرا طويلا من أعمارهم لم يسمعوا بها، وحينئذ ينبغي أن يكون موقفنا وسطا بين طرفين، بين مَن يتجاهل هجران تلك السنة ويرى عدم المحاولة في هذه الحالة، ومَن يريد تغيير هذا الهجران بشدة -أو على الفور- مهما أدى إليه من فتنة أو نفور أو وحشة بين الناس وحَمَلة السنة، فالأول متقاعس عن القيام بدوره نحو السنة، والآخر أراد القيام بدوره، لكن دون فقه، كمن يبني قصرا ويهدم مِصرا، فليس كل مَن ابتغى خيرا أقدم عليه دون نظر في العواقب، وإلا فكم أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعل خير ولكن توقفوا دفعا لشر أو مفسدة أكبر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "لولا قومك حديث عهدهم -قال ابن الزبير: بكفر- لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس، وباب يخرجون، ففعله ابن الزبير". ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه لما أتم عثمان رضي الله عنه الصلاة بمِنى، وكان ابن مسعود يريد السنة، وهي القصر إلا أنه أتم الصلاة وراءه قائلا: "الخلاف شر"، إلى غير ذلك من الأمثلة.
والمقصود هو الحرص على إحياء السنة، لكن مع التدرج واتقاء الشرور التي ربما يكون دفْعها أحب إلى الله تعالى من الإتيان بتلك السنة.
سادسا: التمسك بها والتزامها، علما واعتقادا، وعملا وسلوكا والتحلي بأخلاق أهلها:
وهذا هو المقصود لذاته من حفظ السنة ودراستها، فالعلم يراد للعمل وسعادة العبد في الدنيا والآخرة في التمسك بما في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بها ما سنَّه الخلفاء الراشدون لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ بدعة ضلالة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض"، وقال صلى الله عليه وسلم: "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: مَن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي".
فمن أعظم التمسك والعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الرجوع إليها مع كتاب الله تعالى عند التنازع وردّ الأمور إليها، لا إلى قوانين البشر، ولا يتحقق إيمان لأحد إذا لم يكن احتكامه للكتاب والسنة، قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ} (النساء:59)، وكما قال العلماء فالرد يكون إليه صلى الله عليه وسلم في حياته وإلى سنته بعد مماته، وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65)، وقال جل وعلا: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} (الأحزاب:36).
قال ابن سِيرين: "كانوا -أي الصحابة- يتعلمون الهدى (أي السيرة والهيئة والطريقة والسَّمْت) كما يتعلمون العلم".
وقال بعضهم لابنه: "يا بني لأن تتعلم بابا من الأدب أحب إليَّ من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم".
وقال أبو حنيفة: "الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم".
وقال الحسن البصري رحمه الله: "إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين".
وقال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمت الأدب ثلاثين سنة، وتعلمت العلم عشرين سنة".
وعن الحسن قال: "كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه وبصره وتخشعه".
ونختم بقول الشافعي رحمه الله: "ليس العلم ما حُفظ، العلم ما نَفع".
منقول: موسوعة الأسرة المسلمة، الباب الواحد و العشرون، ص 54-61.القعدة

لمـــــــــــــــــــــاذا ليس هنـــــــــــــاك مشـــــــاركات…………القعدة.. ………….معقـــــــــول..القعدة
أنيــــــــــــروا عقـــــــــولكم بسنته عليه الصـــــــلاة و الســــــــلام…

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
محمد البشير الإبراهيمي
نشر عام 1372هـ الموافق1952م

هذا العنوان جملة إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحة من النبوة, ولمحة من روحها, وومضة من إشراقها.
والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وصلاح أول هذه الأمة شيء ضربت به الأمثال, وقدمت عليه البراهين, وقام غائبه مقام العيان, وخلدته بطون التاريخ, واعترف به الموافق والمخالف, ولهج به الراضي والساخط, وسجلته الأرض والسماء. فلو نطقت به الأرض لأخبرت أنها لم تشهد منذ دحدحها الله أمة أقوم على الحق وأهدى به من أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها مجموعة من بني آدم اتحدت سرائرها وظواهرها على الخير مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها الله قوماً بدؤوا في إقامة قانون العدل بأنفسهم, وفي إقامة شرعة الإحسان بغيرهم مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ أنزل الله إليها آدم وعمرها بذريته مثالاً صحيحاً للإنسانية الكاملة حتى شهدته في أول هذه الأمة, ولم تشهد أمة وحدت الله فاتحدت قواها على الخير قبل هذه الطبقة الأولى من هذه الأمة.

هذه شهادة الأرض تؤديها صامتة فيكون صمتها أبلغ في الدلالة من نطق جميع الناطقين, ثم يشرحها الواقع, ويفسرها العيان الذي تحجبه بضعة عشر قرناً, بل إن هذه الأمة استقامت في مراحلها الأولى على هدي القرآن, وعلى هدي من أنزل على قلبه القرآن فبينه بالأمانة, وبلغه بالأمانة, وحكم به بالأمانة, وحكمه في النفوس بالأمانة, وعلم وزكى بالأمانة, ونصبه ميزاناً بين أهواء النفوس, وفرقاناً بين الحق والباطل, وحدًّا لطغيان الغرائز, وسدًّا بين الوحدانية والشرك, فكان أول هذه الأمة يحكمونه في أنفسهم, ويقفون عند حدوده, ويزنون به حتى الخواطر والاختلاجات, ويردون إليه كل ما يختلف فيه الرأي, أو يشذ فيه التفكير, أو يزيغ فيه العقل, أو تجمح فيه الغريزة, أو يطغى فيه مطغى النفس.

فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفاً صالحاً هو هذا القرآن الذي وصفه منزِّلُه بأنه إمام, وأنه موعظة, وأنه نور, وأنه بينات, وأنه برهان, وأنه بيان, وأنه هدى, وأنه فرقان, وأنه رحمة, وأنه شفاء لما في الصدور, وأنه يهدي للتي هي أقوم, وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وأنه قول فصل وما هو بالهزل. ووصفه من أنزل على قلبه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده, ولا يبلى على الترداد, ولا تنقضي عجائبه, وبأن فيه نبأ من قبلنا, وحكم ما بعدنا, ثم هو بعد حجة لنا أو علينا.

القرآن هو الذي أصلح النفوس التي انحرفت عن صراط الفطرة, وحرر العقول من ربقة التقاليد السخيفة, وفتح أمامها ميادين التأمل والتعقل, ثم زكى النفوس بالعلم والأعمال الصالحة, وزينها بالفضائل والآداب. والقرآن هو الذي أصلح بالتوحيد ما أفسدته الوثنية, وداوى بالوحدة ما جرحته الفرقة واجترحته العصبية, وسوى بين الناس في العدل والإحسان, فلا فضل لعربي – إلا بالتقوى – على عجمي, ولا لملك على سوقة إلا في المعروف, ولا لطبقة من الناس فضل مقرر على طبقة أخرى.

والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلاًّ, وهي مشكلة الغنى والفقر.فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية, وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية, وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقًّا معلوماً في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله, ويأخذه الفقير بشرف لأنه عطاء الله وحكمه, فإذا استغنى عنه عافه كما يعاف المحرم, فلا تستشرف إليه نفسه, ولا تمتد إليه يده.

والقرآن هو الذي بلغ بهم إلى تلك الدرجة العالية من التربية, ووضع الموازين القسط للأقدار, فلزم كل واحد قدره, فكان كل واحد كوكباً في مداره, وأفرغ في النفوس من الأدب الإلهي ما صير كل فرد مطمئناً إلى مكانه من المجموع, فخوراً بوظيفته, منصرفاً إلى أدائها على أكمل وجه, واقفاً عند حدوده من غيره, عالماً أن غيره واقف عند تلك الحدود, فلا المرأة متبرمة بمكانها من الرجل لأن الإسلام أعطاها حقها واستوقن لها من الرجل, واستوثق منه على الوفاء, ولا العبد متذمر من وضعه من السيد لأن الإسلام أنقذه من ماضيه فهو في مأمن, وحدد له يومه فهو منه في عدل ورضى, وهو بعد ذلك من غده في أمل ورجاء, ينتظر الحرية في كل لحظة وهو منها قريب, ما دام سيده يرى في عتقه قربة وطريقاً إلى الجنة وكفارة للذنب.

كذلك وضع القرآنة الحدود بين الحاكمين والمحكومين, وجعل القاعدة في الجميع هذه الآية:{ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}وأن في نسبة الحدود إلى الله لحكمة بالغة في كبح أنانية النفوس.

القرآن إصلاح شامل لنقائص البشرية الموروثة, بل اجتثاث لتلك النقائص من أصولها. وبناء للحياة السعيدة التي لا يظلم فيها البشر, ولا يهضم له حق, على أساس من الحب والعدل والإحسان. والقرآن هو الدستور السماوي الذي لا نقص فيه ولا خلل: فالعقائد فيه صافية والعبادات خالصة, والأحكام عادلة, والآداب قويمة, والأخلاق مستقيمة, والروح لا يهضم لها فيه حق, ولا يضيع له مطلب.

هذا القرآن هو الذي صلح عليه أول هذه الأمة وهو الذي لا يصلح آخرها إلا عليه…

فإذا كانت الأمة شاعرة بسوء حالها, جادة في إصلاحه, فما عليها إلا أن تعود إلى كتاب ربها فتحكمه في نفسها, وتحكم به, وتسير على ضوئه, وتعمل بمبادئه وأحكامه, والله يؤيدها ويأخذ بناصرها وهو على كل شيء قدير.

المصدر: (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)(( 4/93 )), دار الغرب الإسلامي، ط1، 1997م.

اختيار موقع الدرر السنية

أحسن الله اليك.
فعلا لا يصلح أخر هذه الأمة الا ما أصلح أولها فالدين هو وسيلة الصلاح و الاصلاح و (ما لم يكن يومئذ دين فلن يكون اليوم دين)
كما قال الامام مالك رحمه الله.
وتعجبني كلمة الفاروق عمر رضي الله عنه و أرضاه حين قال (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)، و لا شك أنه يقصد العهد الأول الذي كان عليه مع النبي عليه الصلاة و السلام، كونه ما اطلع ليرى عهدا كعهدنا أين انتشرت البدع و فارق أكثر الناس الأمر الأول الذي كان عليه السلف الصالح رحمهم الله.

الاخوان صوروا لنا أن مشكلة الأمة سياسية لا دينية 2024.

الحمد لله بما هو أهله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعد

وبعد فقد قال الله جل وعلا "
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55)"

ومن كان متدبرا للأية يرى أن سبيل التمكين هو الرجوع للكتاب و السنة فقد نرى شبابا متحمسا للجهاد لكن ما يعلنه هؤلاء ان الله حرمهم شرف الجهاد حتى يعودوا اليه وما أكثرهم , شباب سلكوا نهج فرقة ظهرت في العشرينيات واختزلت الاسلام فيمن انتمى اليها طالبة استرجاع الخلافة غير أن هؤلاء كما قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله جعلوا الدين وسيلة لا غاية وسيلة للسلطة جاعلين مرجعهم الحاكمية حاكمية بن سبأ و حرقوص فقال قالها أسلافهم "لا حكم الا لله" وقد رد أسلافنا "كلمة حق أريد بها باطل ’

ثم ان الناس تطلب الجهاد ولم تجاهد نفسها بل وتعير حكامها أنما هي ملائكة سلط الله عليها ظالمين فقالوا " ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون" يسارعون في التكفير وقد قال جل جلاله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هو الفاسقون " وقال " ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الظالمون" عميت أبصارهم عن تلكم الآيتين فالفرق واضح بين الظالمين و الفاسقين و الكافرين

فمن الحماسة ما قتل ولا زال البعض يأبى الا أن يقول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا حكامهم
ان السياسية من الدين و حياة العبد ليست مجالات منفصلة و الضحية ها هنا العوام من المسلمين تريد قلوبهم الخير وتحكيم دين الله لكنها تجهل اساسيات دينها فاذا صاح احدهم " الاسلام" تبعوه لمجرد كلمة فيأخذهم ويقنعهم بشبه ليصل لكرسي عن طريق آلية غربية يدعي مقت مصدرها ويلعنه وهو لها تابع ولكم أن تتخيلوا يا من تطلبون النصر ولم تنصروا الله ولنفترض أن الامة صارت واحدة على ما هي عليه وتم تحرير الأرض المقدسة وقويت جيوشنا ونحن على هذه الحال ’ هل تخيلتم سأضعم في الصورة " الصوفية يشكرون أصحاب الاضرحة على توحيد الامة العلمانيون يحيون احتفالات في القدس بمناسبة تحريرها ويستضيفون فنانات لبنان ومصر اللبراليون يحيون حفلات راقصة و ينجزون أفلام تمجد النصر على الأعداد "

لا يمكن لأحد ان يتخيل هذا طبعا لكن هذا ما تريده الشعوب العربية رب غفور وبلدة خبيثة

ان المشكلة دينية لا مشكلة الحكام أفيقوا رعاكم الله

بارك الله فيك
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
تقديري وإحترامي

مدارس أشبال الأمة 2024.

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
لقد تم رسميا فتح مدرسة أشبال الأمة بمدينة وهران مع بداية السنة الدراسية2017/2017 على أن تتبعها مدارس أخرى في السنوات القادمة عبر كامل التراب الوطني
أثناء التكوين يستفيد الشبل من الإمتيازات التالية
تكوين متميز
كفالة كاملة
منحة دراسية
مسار مهني واعد
على الراغبين في الإلتحاق بها إرسال ملفاتهم عن طريق البريد 20 جويلية2017
الشروط
الجنسية الجزائرية
أن لايتجاوز سن المترشح16 سنة يوم31ديسمبر2017
أن يكون حاصلا على شهادة المتوسط بعدل يعادل أو يفوق12/20
أيتمتع المترشح بالياقة البدنية الجيدة
الملف
طلب خطي( الإسم اللقب العنوان رقم الهاتف عنوان البريد الإلكتروني إن أمكن
شهادة الميلاد الأصلية
شهادة الإقامة
نسخة طبق الأصل من شهادة التعليم المتوسط

بيانات كشف النقاط للفصول الثلاثة للسنة الرابعة
ترسل الملفات كاملة مديرية مدارس أشبال الأمة أركان الجيش الوطني الشعبي
وزارة الدفاع الوطني ص.ب 184 الجزائر محطة

لوكان كنت صغير و الله غير ننخرط فيها مي الله غالب فاتني الوقت و العمر

خويا الصغير راهو معاهم , أدعولو ينجح سلام .

ربي ينجحه ليكم ..
مشكور على الموضوع القيم
ولكن الجيش بغيت كبير ولا صغير
ولكن وقتك راه جاي ………

تقبل المرووووووووووور

قبلوا غير 160 واحد
و خويا راح حتى لاديفونس
قلولوا بلي داو صحاب المعدلات غير من 16 و الفوق

ربي ينجحهم كامل
مبروك كامل على اللي قبلولهم
صحيت خويا على الموضوع