الـبـشـيـر الإبـراهـيـمـى 2024.

السلام عليكم

شكرا اخي فعلا كان له دور كبير جدا في الجزائر هو و العلامة عبد الحميد ابن باديس فقد استطاعوا محو الجهل و الامية و كل الاعتقادات التي زرعها المستعمر الفرنسي في الجزائريين
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017

لف ألف ألف ألف……….ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف الف الف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف
ألف ألف ألف ألف ألف ألف الف
ألف ألف ألف ألف ألف الف
ألف ألف ألف ألف الف
ألف ألف ألف الف
ألف ألف الف
ألف الف
الف

شكراشكراشكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكر شكرا شكرا شكرا شكر شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
كرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا ش
كرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا ش
كرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكراش
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا
شكرا

بارك الله فيك
مشكور محمد على التعريف بشيخنا …الذي هو رمز من رموز ولايتنا و الذي نفتخر بكونه واحدا منا…رحم الله شيخنا الكريم…
صحا فطورك أخي…

فهو من مواليد بلدية رأس الواد ولاية برج بوعريريج…مجرد اضافة بسيطة,,,صحا عيدك خويا محمد….

اريد معرفة اشهر العلماء في الجزائر 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان شاءالله في تمام الصحة والعافية

عندي طلب للاعضاء اريد معرفة اشهر علماء الدين في الجزائر وخصوصا

الاحياء واي اجابة مشكورين عليها وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله

لننتفع وينتفع كل زائر وشكراااااااااااااااا

الشيخ فركوس
الشيخ عز دين رمضاني
الشيخ عبد المالك رمضاني
الشيخ سنيقرة
الشيخ غاليا
الشيخ بوقليل حفظه الله
الشيخ ياسين سوشار
الشيخ ابو بكر الجزائري
والعديد من أئمة الهدى
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إحْسَان القعدة
القعدة
القعدة
الشيخ فركوس
الشيخ عز دين رمضاني
الشيخ عبد المالك رمضاني
الشيخ سنيقرة
الشيخ غاليا
الشيخ بوقليل حفظه الله
الشيخ ياسين سوشار
الشيخ ابو بكر الجزائري
والعديد من أئمة الهدى
القعدة القعدة

وهناك مشايخ أفاضل مثل :
الشيخ عبد الغني عوسات
الشيخ عبد المجيد جمعة
الشيخ عبد الخالق ماضي
الشيخ عبد الحكيم دهاس
الشيخ عثمان عيسي
الشيخ رضا بوشامة
الشيخ عمر الحاج مسعود
أما عبد المالك رمضاني وأبي بكر جابر يجب الحذر منهما لأن أهل العلم تكلموا فيهما
وبالله التوفيق

والعيد الشريفي ايضا تم تحذير منه
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moussa_ess القعدة
القعدة
القعدة
والعيد الشريفي أيضا تم التحذير منه
القعدة القعدة

جزاك الله خيرا وأقترح عليك أخي لو تعدل معرفك إلى كنية أفضل أو إلى معرف عربي

ماشاء الله هنالك الكثير والغبي فقط من يجهلهم ويجحد حقهم في نشر الخير والدين وينقص من قدرهم
حفظ الله مشايخ اهل السنة وجزاهم الله عن الاسلام والدعوة خيرا
وانه يحز بالنفس ان يكون في بلدنا علماء ومشايخ وطلبة علم سنيين
ونزهد فيهم لاسيما الشيخ فركوس والشيخ لزهر سنيقرة الذي طالما ذكر بمجالس العلامة رسلان حفظه الله

الشيخ نجيب جلواح

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سيرين القعدة
القعدة
القعدة
لا فركوس لا اصحابه انهم يعيشون في فتنة ياكلون لحوم بعضهم البعض ليلا نهارا ومن اراد التاكد عليه بموقع سحاب السلفية الناس تتفقه في الدين وهم كل يوم فلان جرح فلان فلان كذا وكذا نسال الله العافية

القعدة القعدة

هذه فرية منك على الشيخ فركوس، فما علمنه الا شيخا جليلا، اماما في الصبر و الثبات، أصوليا فذا، ذابا عن سنة محمد داعيا لها، محذرا من كل مخالف لمنهج سلف الأمة الأخيار، من حزبي مستتر أو بدعي يبغي تغيير معالم الدين الحنيف، فنسأل الله له التوفيق.
ثم من الذين معه ممن لم تذكرهم و اكتفيت بالاشارة و التنويه، أظنك تعني بهم مشايخ العاصمة، فما الذي تنقمه على مثل هؤلاء الأفاضل؟؟؟

تأبين الشيخ البشير الإبراهي 2024.

السلام عليكم
وددت أن أشارككم كلمات تأبين الشيخ البشير الإبراهيمي

نعم لقد خطت الأقدار أيها العزيز أن تغمض عينيك في الجزائر و هي خرة مستقلة و لكن لما تكتب أن تحوز فيها قبرا و احدا بل إن لك في الجزائر قبرا في كل قلب يخفق بحبها و يحن في ذكرى شهدائها

القائل : الله أعلم
الآن أنا أريد أن أعرف من قال هذه الكلمات في وفاة الشيخ العلامه البشير الإبراهيمي

رجائي لكم بالنجاح

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاكر الجزائري القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم
وددت أن أشارككم كلمات تأبين الشيخ البشير الإبراهيمي

نعم لقد خطت الأقدار أيها العزيز أن تغمض عينيك في الجزائر و هي خرة مستقلة و لكن لما تكتب أن تحوز فيها قبرا و احدا بل إن لك في الجزائر قبرا في كل قلب يخفق بحبها و يحن في ذكرى شهدائها

القائل : الله أعلم
الآن أنا أريد أن أعرف من قال هذه الكلمات في وفاة الشيخ العلامه البشير الإبراهيمي

رجائي لكم بالنجاح

القعدة القعدة

آسفة
الله اعلـــــــــــــــــــــــــــ ـم
لكنه يستاهل أكثر من هذا

شكرا لك

أرجو المحاولة من الاخوة المتصفحين ومن يعرف الجواب يفيدنا مع أاف شكر إني فى الانتظار

مبروك العوادي رحمه الله 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا محمد على الصلاة والسلام
*الشيخ مبروك العوادي كما قدمه لنا شيخنا العلامة طاهر آيت علجات الجزائري حفظه الله*

أصله من عزابة ولاية سكيكدة مكانته العلمية أهلته ليمثل الجزائر لعدة سنوات في مجمع الفقه الإسلامي، تعرف عليه الشيخ طاهر آيت علجات بزاوية بلحملاوية بالعثمانية قرب قسنطينة، مكثا بها سويا ثلاثة سنوات يتشبعان العلم من أساتذة اجله.

كان رحمه الله كان على مذهب الظاهرية في الفقه، وكان يثقن كل المذاهب.

تميز الشيخ مبروك العوادي بغزارة علمه والانطواء والانزواء عن الدنيا، سافر من الجزائر نحو مصر بعدما تشبع وتصلب بالعلم والفقه حيث التقى هناك الرئيس الراحل هواري بومدين فآواه في بيته، كما تعرف في الوقت نفسه بالوزير مولود قاسم، فكان يوجههما ويرعى شؤونهما في مصر، فبعد الاستقلال عاد إلى الوطن الأم انزوى وانعزل من غير أن يعلم به احد فسمع بخبره الوزير مولود قاسم فعينه مستشار في الوزارة.
أوصى رحمه الله بمكتبته العامرة أن تصير وقفالمسجد مدينة عزابة.
عاش غريب ومات غريبا رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
أتمنى أن أكون قد ساهمت ولو بنقطة في بحر لتعريف بشيخنا مبروك العوادي رحمه الله.

بارك الله فيك ..

في انتظار المزيد من المعلومات ..

بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع
والنبذة المختصرة
للتعريف باحدة اعمدة العلم في الجزائر
جزاك الله كل خير

بارك الله فيك على هذا الموضوع

شكراااااااا على موضووووووووووووووووووووووووووع
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منصف القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع

والنبذة المختصرة
للتعريف باحدة اعمدة العلم في الجزائر
جزاك الله كل خير

القعدة القعدة

وبارك في حسناتك اختي الكريمة
أسعدني إعجابك بالموضوع
تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oumliyane القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك على هذا الموضوع

القعدة القعدة

وفيك أختي على تواجدك
تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mimo.z القعدة
القعدة
القعدة
شكراااااااا على موضووووووووووووووووووووووووووع
القعدة القعدة
الشكر لكي اختي الفاضلة
تحياتي

شكرا على الموضوووووووووووع الرائع
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mimo.z القعدة
القعدة
القعدة
شكرا على الموضوووووووووووع الرائع
القعدة القعدة

بوركتي أختاه على المرور الطيب
نتمنى مشاركتكي بمواضيع تفيد الاعضاء على الركن
تحياتي

عميد الملتقيات الوطنية الشيخ زهير الزاهري اللياني 2024.

نسبه
ينسب الى الشيخ ابي اهر بن جرين بن ساعد بن ثابت بن عطية بن شبانة بن الحيمر بن هلال بن سعيد بن احمد بن داود بن عباد بن عزوز بن خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عمر بن ادريس الاصغر بن ادريس الاكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه بن فاطمة بنت الرسولعليه السلام .
مولده وتعلمه
ولد استاذنا عام 1908م الموافق ل 1326ه بقرية ليانة بلدية زريبة الواد ولاية بسكرة من اب هو محمد الاخضر بن محمد الصغير بن احمد بن الاخضر بن محمد بن ناجي الزاهري وام هي السيدة وردة جابر صنهاجية الاصل .
التحق بمسجد القرية (التي كانت تعد منارة العلم والعلماء ومهد الادباء والمناضلين )وهو ابن الاربع سنوات وبعد ست سنوات حفظ القران وتعلم مبادئ الدين الاسلامي واوليات اللغة العربية بالاضافة الى اللغة الفرنسية حيث يعتبر اول جزائري تعلمها على حصير .
تعاقب على تعليمه عدة مشايخ المنطقة امثال الشيخ المدني الزاهري والشيخ ابراهيم قنيدي والشيخ بلقاسم ميموني الغسيري الذي درسه بمدينة بسكرة يوم انتقل اليها وذلك سنة 1927م
تعرف اثناءها على الشاعر محمد العيد ال خليفة وتصادق معه .

رحلته الى تونس والعودة منها
عام 1929م سافر الى تونس كغيره من طلبة جيله حيث كانت تعد تونس مهد الدراسةاذ بها مسجد الزيتونة الا ان مقامه بها لم يطل نظرا لمناخها الرطب الذي اثر على صحته الشيء الذي جعله يعود ادراجه الى الجزائر وبالتحديد الى مدينة العلم والعلماء قسنطينة وهناك التحق برائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس سنة 1930م وقد لبث في حضرته سنتين ملازما دروسه العلمية في الفقه والتفسير والادب وفي ذلك يقول شيخنا (وبقيت في قسنطينة ادرس على يد الشيخ بن باديس وعليه تخرجت جقيقة ثم من افكاره الوطنية والاصلاحية تشبعت ).

العودة الى تونس
بعد سنتين خصبتين وهامتين في تكوين شخصية شبخنا اراد تحقيق امنيته التي طالما تطلع اليه الا وهي التحاقه بجامع الزيتونة والذي شد اليه الرحال وانتسب اليه من جديد رغم ظروفه الصحية وقد درس على يد العلامة الشهير الشيخ البشير النيفر والشيخ معاوبة التميمي .
خلال هذه الفترة وكامتداد لنشاطه الطلابي شغل منصب كاتب لجنة الطلبة بالزيتونة وبعد ذلك فر من تونس متجها الى الجزائر بعد مشاركته في اضرابات حدثت بعد مظاهرات خاصة بمقبرة المتجنسين التونسيين حيث فيها رفض التونسييون دفن المتجنسيين منهم في مقابرهم .

زواجه وابناءه
تزوج شيخنا وهو ابن الاربع وعشرين ربيعا من السيدة بوزاهر زبيدة ابنة السيد بوزاهر المكي وهذا بتاريخ 21 نوفمبر 1932م وقد ولدت له من الابناء مايلي
حسين كاتب ومهندس في البترول صديق الراحل بوضياف مجاهد شارك في اتفاقيات ابفيان له عدة مؤلفات بالفرنسية ك(قصة الملح والجرح و قصة تغذية الذاكرة )
عفيفة اول من رفعت العلم في مظاهرات 11 ديسمبر 1960بعنابة حيث اقتحمت الساحة الكبرى للمدينة فتبعها المتظاهرون
رشيد مجاهد ومهندس متقاعد حاليا
انيسة درست بعنابة والجزائر صيدلية
سليم .اطار بالملاحة الجوية بعنابة ورياضي شهير بفريق المطار
عبد الكريم مفتش بيطري بولاية غرداية .
اما الاموات منهم منير و الصادق ووردة وياسمينة وفوزي وفوزية وهما توام رحمة الله عليهم .

نشاطه التعليمي والاصلاحي والوطني
عاد الشيخ من تونس سنة 1933م الى مدينة قالمة حيث شرع في التدريس بمدرسة العندليب ثم انتقل الى عنابة بتوجيه من مبارك الميلي فدرس بمدرسة الجمعية الموسيقية التمثيلية فتخرج على يده العديد من مثقفين من ابناء وبنات عنابة متشبعين بالثقافة الاسلامية نابعة من افكار جمعية العلماء .
بعد تاسيس حزب الشعب الجزائري انتسب اليه الشيخ الزاهري وكان همزة وصل بين ابناء عنابة وبين بقية المناضلين في انحاء الوطن الا ان المستعمر قام بحل هذا الحزب لكن بعد الحرب العلمية الثانية ومجازر 8 ماي 1945 م فتحت الادارة الفرنسية المجال امام السياسيين الجزائريين لتكوين احزاب فبرزت حركة انتصار الحريات الديمقراطية برئاسة السيد مصالي الحاج وكان لها نفس اهداف حزب لشعب فانتسب اليها شيخنا .
في نفس الوقت الذي كان مناضلا سياسيا كان ايضا مصلحا دينيا حيث انتسب الى جمعية العلماء المسلمين كبف لا وهو من تتلمذ على يد مؤسسها ابن باديس وكان انتسابه كعضو اصلاحي وادبي حيث نشر العديد من القصائد والمقالات بمجلة الشهاب والبصائر .
وفي حدود 1942 عين الشيخ اماما وخطيبا بمدينة القل ولاية سكيكدة حيث لبث فيها ثماني سنوات يعظ فيها الناس ويعلم ابناء المدينة .
بعد عزل الشيخ عن الامامة نفي الى عنابة في 10 افريل 1956 الا ان شعلة النضال بقيت تتقد في صدره فكان يترجمها عمليا في شكل دروس وخطب نارية ضد المستعمر الشيء الذي ادى بالدارة الفرنسية الى ترجمة خطبه وهذا ما جعله يسجن سنة 1959م بولاية الطارف فمكث شهر ثم اخلي سبيله وفي عام 1960 انضم الى المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني وظل يناضل الى غاية استرجاع السيادة الوطني.
الشيخ ولقب عميد الملتقيات الوطنية .
نتيجة لحضور الشيخ المكثف والدائم للمهرجانات الشعرية والادبية والملتقيات التاريخية ومشاركته الفعالة في اثراءها من خلال محاضراته ومداخلاته وقصائده التي كانت تجود بها قريحته.
فقد اطلق عليه زميله المفكر الجزائري ملود قاسم نايت بلقاسم
لقب عميد الملتقيات الوطنية( هذا اللقب الذي لازمه طيلة حياته وقد استحقه عن جدارة واستحقاق)
وفاته
بعد ان نالت الجزائر استقلالها عاد الشيخ الى الامامة بمساجد عنابة بداية من 1 جانفي سنة 1963 الا انه ترك الامامة بعد سنتين ليلتحق بسلك التعليم فاشتغل استاذ ادب عربي بثانوية القديس اوغسطين ثم ثانوية مبارك الميلي الى ان تقاعد سنة 1974م.وبعد التقاعد عاد الى منابر المساجد الا ان المرض العضال الذي الم به لم يترك له مجالا لذلك فرحل عنا يوم 26 رجب 1420ه الموافق ل 5 نوفمبر 1999م بعنابة ليدفن في مسقط راسه قرية ليانة حسب وصيته رحمه الله .

بعض اثاره
-قصيدة تحية الشتاء (8 ابيات ) نشرت بمجلة الشهاب سنة 1931 الجزء الثاني
-اني امثل امة ( 8 ابيات ) مجلة الشهاب الجزء الخامس
_ الثورة الزراعية (19) بيتا يومية النصر العدد 384 سنة.
1972.
-في رثاء محمد العيد ال خليفة (13 ) بيتا مخطوطة
وهذه بعض عناوين محاضراته ومقالاته

مثقفون من ليانة
-من تاريخ ورقلة
-مقاصد الشريعة الاسلامية
-الثورات والصراعات بالجزائر عبر العصور
-علاقة العربية بالبربرية
-الترقيم في القران الكريم
-مكونات الشيخ عبد الحميد بن باديس ……….الخ

خاتمة
رحم الله شيخنا واديبنا وعميدنا واستاذنا رحمة واسعة وجعله من واردي الكوثر امين

بارك الله فيك على هذه النبذة التارخية
دمت متميزة
جزيت خيرا ..

وبارك الله فيك ..

ودامت سلامتك ..

شكرا على هذه المعلومات القيمة التي ستبقى في الذاكرة
بارك الله فيك على هذه النبذة التارخية
بارك الله فيك اختي
وقد احببت هذا الشيخ حبا لا مثيل له رغم انني لم التقي به مباشرة ولم اجالسه الا في المساجدواتذكر عنه رحمه الله انه وكان مرحا صاحب نكته هادفة اذ قال عن التعريب وما يعانيه من مصاعب بسبب بعض التغريبيين القعدةنعم قد نجد لهم عذرا ان ذكروا كلمات لامور تقنية بالفرنسية ولكن ماذا سيجيبنا الذين يكتبون على اضرحة القبور ”’ce ci est le decideM xxx”’فهل يعتقدون ان عزرائيل لا يعرف العنوان الا بالفرنسية؟
رحم الله شيخنا زهير الزاهري وطيب ثراه.
شكرا جزيلا ………………. الله يجازيكم كل خير
بارك الله فيك على التعريف

الشيخ محمد محفوظي التبسي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

القعدة

ولد الشيخ محمد محفوظي التبسي سنة 1921م، وبها تلقى دروسه التعليمية الأولى، وأخذ المبادئ الأولية من العلوم العربية والإسلامية، وحفظ شيئاً من القرآن الكريم، ثم انتقل إلى إتمام دراسته المتوسطة والعليا في جامع الزيتونة سنة 1933م، وتخرج منه سنة 1943م، وبعد حصوله بجدارة على شهادة الأهلية ثم التطويع ثم التحصيل في العلوم العربية والدينية، ثم عاد إلى مدينة تبسة أثناء الحرب العالمية الثانية، واشتغل معلماً ومديراً لمدرسة "الإصلاح والإرشاد" التابعة لحزب الشعب الجزائري رفقة الشيخ "محمود أرسلان1979م" والشيخ "حسين خليف" والشيخ "حامد روابحية"، وبمساعدة المصلح التبسي "يونس رسول" صاحب العقار الذي بنيت عليه المدرسة، ، ثم ضمه الشيخ العربي التبسي للعمل في مدارس الجمعية وعينه كمفتش من مفتشي مدارس جمعية العلماء في القطر الجزائري، نظراً لكفاءته وإخلاصه ووطنيته، ورغبة منه في تجميع كل الجهود الوطنية نحو مشروع النهوض ضد الاستعمار والطرقية والتخلف، وكان رحمه الله مناضلاً سياسياً عتيداً معروفاً في تبسة والجزائر كلها، كمناضل قيادي في حزب الشعب الجزائري، أسس صحبة صديقه الأستاذ "محمد بوزوزو" –رحمه الله وطيب ثراه- بتونس صحيفة "المنار" السياسية الحرة التي ظلت تصدر ثلاث سنوات منذ سنة 1951م إلى أن عطلتها السلطات التونسية بضغط من الإدارة الاستعمارية الفرنسية، نظراً لخطورتها على استقرار أوضاع الإدارة في الجزائر، ونظراً لما كانت تبثه من وعي وتنوير في الشارع الجزائري، وكان الأستاذ –رحمه الله- يحرر فيها المقال السياسي، ولاسيما مقال القضية المغاربية، ويكتب مقالها الافتتاحي الذي كان فياضاً بشتى العلاقات الحميمة بين المشرق والمغرب العربي، وكان يرى أهمية العلاقة الحضارية بين المشرق والمغرب العربيين، وواجب المشرق العربي المتنور اتجاه أخيه ونصفه المغرب العربي المستعمر.

انا الممضي اسفله السيد محمد محفوظي ابن الشيخ المرحوم محمد محفوظي
اااردت ان انشر بعض شهادات رفقاء الوالد رحمة الله عليه وومن شهد عصره بايجاز فقد قال فيه الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في اربعينيته -كان الفقيد ابا روحيا لجيل ما قبل الثورة واحد اعمدة الحركة الوطنية وصاحب العلم والمعرفة وقد حاباني الله اني كنت احد تلاميذه واعتز دوما اني التلميد البار بالاستاد الجليل محمد محفوظي الدي غرس فينا القيم الاسلامية وعلمنا حب الوطن والذود عنه فلقد كان استادنا المغفور له بادن الله نمودجا للاقتداء بالاخلاص ونموذجا في الوطنية والاخلاص فقد طلق الدنيا بمباهجها ومغرياتها في سبيل تحقيق اهداف اسمى وغايات ابقى تسابق انداده ونظرائه الى مناصب تسلقوها وزهد فيها وانغمس بكل ما اتي بقوة لمواصلة ميدان النضال والجهاد ميدان التعليم الدي ندر له نفسه وكون المئات والالاف يلهجون اليوم بدكره بينما توارى المتسلقون واندثرت اثارهم وهو على مر الزمن باقي والبقاء للاصلح وهو ان شاء الله من الصالحين –
ووكدا كانت كلمة ابن الشيخ المرحوم فضيلة الشيخ محمد محفوظي ابو بكر – ان الشيخ محمد محفوظي احد اعمدة الحركة الوطنية وصاحب العلم والمعرفة والشجاعة والنزاهة الادبية ………………………… وهكدا يغادرنا من كنا نود بقائه …يغادرنا الى غير رجعة بعد ان ادى واجبه يفارقنا الاب وواحد من ابناء الجزائر البررة عاش للجزائر والوطنية عاش للشموخ والحرية عاش للحق واحقاق الحق مازال اصدقائه الوطنيون يتدكرون حزمك وصرامتك ويعجبون بمواقفك ورجولتك ما اروعك تحبك القلوب ولا تعرفك وسائل الاعلام يعرفك الرجال وتجهلك الكاميرات لله وان اليه راجعون
ودكر الشيخ الركابي ان الشيخ المرحوم محمد محفوظي كان يتقن ثلالث لغات الالمانية الفرنسية والعربية واكتسب ثقافة مميزة وتربى في وسط الاصلاح ووالوطنية فصنعت منه الوطنية رجلا لا يخشى في الحق لومة لائم

وهناك جوانب عديدة لا يجدر بنا اغفالها ولكن نتركها للايام تحلوها لان الزمن الرديء الدي نعيش فيه لا يسمح لنا بالخوض فيه فقد كان الفقيد الغالي منا الدين حملو مشعل الدفاع عنها وكان من المتفانين الدين لخدمتها واعلاء شانها

بارك الله فيك اختي على التعريف بشيخنا الفاضل
رحم الله شيخنا واسكنه الفردوس وجزاكي الله كل خير اختي الكريمة
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
والطرح الراقي
اتمنى ان يستفيد منه الجميع
بانتظار جديدك

شكرا على الموضوع الثري

دمت لنا

بارك الله فيك ..

ورحم الله الشيخ ..

عالي يحييك .

السّلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرًا جميعًا على المرور الطيِّب

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالي الحمدي القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك ..

ورحم الله الشيخ ..

عالي يحييك .

القعدة القعدة
الله يحييكم أخ عالي وجزاكم الله خيرًا على المرور
عساكم بخير ..

الله يبارك على ولد بلادي علامة ماشاء الله
لكن و الله كنت أجهله هدا وين عرفته
شكرا ع المعلومات

بارك الله فيك اختي

بارك الله فيك اختاه
ورحم الله الشيخ وكل شيوخ الأمة الاسلامية

رحمه الله و أسكنه فسيح جناته..
بارك الله فيك أختي و نفع بك.

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في صوّر 2024.

[CENTER]

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

يُتبع

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

يُتبع

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

التقطت الصّورة بسوريا

بلعباس سعيد جالس في الوسط و على شماله صاحب النظّارات كريم بلقاسم .
الجالس أقصى الشمال بن طوبال.
الوقوف أقصى الشمال رابح بطاط ، و أقصى اليمين عبد الحميد مهري .
يوسف بن خدّة يقف على يمين العلاّمة البشير الإبراهيمي .

القعدة

صورة تذكارية التقطت للبشير الإبراهيمي مع فوج الكشّافة الإسلامية بالقاهرة.

القعدة

صورة تذكارية التقطت للبشير الإبراهيمي مع فوج الكشّافة الإسلامية في طريقها إلى بسوريا.

القعدة

القعدة القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahdi chinoui القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة

القعدة القعدة

ما شاء الله ما شاء الله

منقول من العضو إسمه mahdi chinou من مكان اخر

مشكور اخي حسان
سلام

بــــــــــــــآرك الله فيك وجزاك الله فردوس الأعلى
مشكور وبورك فيك على هذه الصور النادرة..

تذكرنا بآبائنا وعلمائنا الافاضل .. رحمهم الله تعالى ..

وبجهود علماء الجزائر ..

وبفضل الله تعالى .. ثم بفضلهم .. وفضل الخيرين من ابناء هذه الامة ..

نعيش اليوم في حرية ونعم عظيمة ..

السلام عليكم اقل شئ اقدمه لهده المجهودات التي اوصلت لنا هدا كنز من الصور – عجاز عن التعبير انها غاليا جدا شكرا كما في موقع التواصل الاجتماعي بلايين لايك
بارك الله فيك اخي الفاضل على الصور الرائعة
+ تقييم

رجال عظماء ربي يرحم لي ماتو يسكنهم الفردوس الاعلى شكرا على الموضوع
رحمهم الله جميعا
شكرا للصور

بارك الله فيك أخي
صور رائعة حقا
جزاك الله خيرا

القعدة

الشيخ الطيب العقبي 2024.

المولد والنشأة

ولد الطيب بن محمد براهيم العقبي بمدينة سيدي عقبة " بسكرة " سنة 1888م ، وسط عائلة متوسطة معروفة بالمحافظة والتدين، هاجر مع عائلته إلى الحجاز واستقر بالمدينة المنورة أين تلقى تعليمه الأول بها ونهل من مختلف العلوم التي كانت تقدّم في مسجد الرسول (ص). بدأ نشاطه العلمي بمراسلة بعض الصحف بالمشرق. نشر مقالات مختلفة في الدين و السياسة ممّا سبّب له مشاكل مع السلطات العثمانية التي نفته إلى الأناضول بتركيا، سنة 1918 عاد إلى مكة المكرمة وأشرف على إدارة المطابع الملكية وجريدة القبلة.

2- النشاط الإصلاحي

بعد عودته إلى الجزائر سنة 1920 استقر بمدينة بسكرة وبعد سنوات من التفرّغ لشؤون العائلة الخاصة بدأ نشاطه الإصلاحي رفقة محمد العيد. آل خليفة، ومحمد الأمين العمودي، و أنشأ جريدة الإصلاح لنشر أفكاره الإصلاحية داعيا إلى ضرورة قيام نهضة عربية إسلامية بعيدا عن الخرافات والشعوذة، والتمسك بتعاليم الإسلام الصحيحة انطلاقا من القرآن والسنة النبوية .وكان ينتقل بين المدن الجزائرية للدعوة إلى إصلاح الأوضاع استقر بالعاصمة وأشرف على إدارة نادي التراقي .

ساهم مع بن باديس و البشير الإبراهيمي في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و عيّن مديرا لجريدة البصائر لسان حال بجمعية العلماء و لعب دورا كبيرا في نجاح "المؤتمر الإسلامي " سنة 1936 وكان ضمن الوفد الذي انتقل إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر الإسلامي وعند عودته من باريس قدم تقريرا عن نتائج المؤتمر الإسلامي في تجمع شعبي بملعب العناصر رفقة مصالي الحاج.

اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة اغتيال مفتي الجزائر محمود كحول ووضع في السجن.
بعد خروجه من السجن تأثر الشيخ العقبي كثيرا بتهمة الاغتيال، و قلص من نشاطه بتخلّيه عن إدارة تحرير جريدة البصائر، ثم انسحابه من عضوية المجلس الإداري لجمعية العلماء، وأعاد إصدار جريدته الأولى " الإصلاح " سنة 1939 وبدأ يظهر بينه وبين أعضاء الجمعية خلاف حول منهجية الدعوة و الإصلاح، لكنه واصل نشاطه ضمن نادي الترقي خلال فترة الثورة التحريرية كان الشيخ العقبي طريح الفراش يعاني من مرض السكري إلى أن توفي يوم 21 ماي 1960 .

القعدة

القعدة

القعدة

شكرااااااااااااا جزيلا
على المعلومات
بارك الله فيك أختي ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
وهذه بعض الأبيات من قصيدته: عقيدتي

أيها السائل عن معتقدي *** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي و لا *** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه *** فتعم الأرض نجدا و وهاد

و قال:

حجتي القرآن فيما قلته *** ليس لي إلا على ذاك استناد
و كذا ماسنّه خير الورى *** عدّتي و هو سلاحي و العتاد
مذهبي شرع النّبي المصطفى *** واعتقادي سلفيّذو سداد

بارك الله فيك ..

ورحم الله تعالى علماء الجزائر سلفا وخلفا ..

القعدة
القعدة
رحم الله علماءنا

وجعل الفردوس مثواهم

موضوع قيم بارك الله فيك

بارك الله فيكـــــــ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك على ما طرحت هنا
سلمت على الحط الراقي
مودتي
من عظيم الفخر و الشرف ان يكون هذا العالم الجليل ابن مدينة اضافة الى العلامة عبد المجيد حبة الذي يرجع اصله الى مدينة المغير بولاية وادي سوف

الشيخ عبد الرحمان ألأخضري 2024.

بهذه الصفة وصفه المؤرخ الدكتور ابو القاسم سعد الله في كتاباته وفي العديد من الملتقيات الثقافية ، انه الشيخ عبد الرحمان ألأخضري
ولد في قرية بن اطيوس بلدية امخادمة ولاية بسكرة ، عام 920 هجري 1512 ميلادي وقد اشتهر بلقب ألأخضري ،
تعلم على يد والده العلامة الشيخ محمد الصغير الذي ألف شرحا على مختصر الخليل ،
وقد كان الشيخ عبد الرحمان ماهرا وحاذقا في تلقي الدروس شفويا على يد أبيه وخاصة علم الحساب والفرائض ، كما درس على يد الشيخ عبد الرحمان بولقرون احد علماء ليشانة ، كما درس على يد الشيخ الفقيه عمر الوزان بمدينة قسنطينة ثم ذهب بعدها الى تونس ودرس بجامع الزيتونة حيث عاد الى بلدته واشتغل بالتدريس وتفرغ لعبادة الله تعالى ، درس عليه جمهور من طلبة المنطقة كما ونشر العلم. تتلمذ عليه العديد من نواحي قسنطينة ومن قرى جبل احمر خدوا وجبل تفلفل الذي كان به احد تلاميذه وأخصائيه الذين ينسخون له مصنفاته لينشها بين تلاميذه وكذلك من واد ريغ والكثير من منطقة الزاب ونواحيه، ومن تلاميذه البارزين الشيخ ابو فارس عبد العزى بن احمد بن مسلم الفارسي الذي الف شرحا في منظومة الشيخ عبد الرحمان الاخضري – السراج في علم الفلك ، وقد كان شرحا عجيبا ،
فقد كان االشيخ ابرز من أنجب الجزائري في القرن العاشر ومن أخصبهم إنتاجا ومن أوسعهم شهرة في ميدان التأليف والتأثير في العالم الإسلامي ، ذلك ان كتب ألأخضري في المنطق والفرائض والبيان والمعاني والفلك والحساب كانت هي الكتب المقررة على الطلاب في الجامعات الاسلامية فترة طويلة ، وما تزال وقد كثر شرحاها وطابعوها وناشروها وناسخوها ومترجموها ، توفي الشيخ عبد الرحمان الاخضري في بلدة قجال شرق مدينة سطيف سنة 953 هجري وكان عمره 33 سنة
، ترك عدة مؤلفات تزيد على الثلاثين وأهمها :
السراج: في علم الفلك،
الدرة البيضاء في الحساب ، وقد كانت تدرس لطلاب العلم والمعرفة عند أهل المغرب العربي وفي مصر ،
أزهار المطالب في هيئة الأفلاك والكواكب وهو كتاب في الإسطرلاب ،
السلم المرونق : وهو من الكتب المهمة التي ألفها في علم المنطق ،
القدسية: وهي منظومة في التصوف،
الجوهر المكنون وهو خاص بالمعاني والبيان وشرحه محمد بن الفكون في نزعة العيون في بيان شرح الجوهر المكنون).(
رحم الله الشيخ عبد الرحمان الأخضري
منظومة القدسية في التصوف
،
وهي منظومة طويلة نجتزئ منها هذه الأبيات:
يقول راجي رحمة المقتدر * المذنب العبد الذليل الأخضري
بحمد رب العالمين أبتدي * ثم صلاته على محمد
يا طالبا علا كمال قدسه * وقاصدا إلى علاج نفسه
إلى أن قال في معرض حديثه عن الصوفية
والرقصوالصراخ والتصفيق * عمداً بذكر الله لا يليق
وإنماالمطلوب في الأذكار * الذكر بالخشوع والوقار
فقد رأينافرقةً إن ذكروا تَبَدَّعواوربما قد كفروا
وصنعوا فيالذكر صنعاً منكراً * صعباً فجاهدهم جهاداً أكبرا
خلّوا من اسمالله حرف الهاء فألحدوا في أعظمالأسماء
لقد أتواوالله شيئاً إدا * تخرمنه الشامخات هدا
والألفالمحذوف قبل الهاء * قد أسقطوه وهو ذو إخفاء
وزعموا أنلهم أحوالا * وأنهم قد بلغوا الكمالا
والقوم لايدرون ما الأحوال * فكونها لمثلهم محال
حاشا بساطالقدس والكمال * تطؤه حوافر الجهال
والجاهلونكالحمير الموكفه * والعارفون سادة مشرفة
وقال بعضالسادة المتبعة * في رجز يهجو به المبتدعة
ويذكرون اللهبالتغيير * ويشطحون الشطح كالحمير
وينبحونالنبح كالكلاب طرقهم ليست على صواب
وليس فيهم منفتى مطيع * فلعنة الله على الجميع
قد ادَّعوامراتباً جليلة * والشرع قد تجنبوا سبيله
قد نبذواشرعة الرسول * والقوم قد حادوا عن السبيل
لم يدخلوادائرة الحقيقة * كلا ولا دائرة الطريقة
لم يقتدوابسيد الأنام * فخرجوا عن ملة الإسلام
لم يدخلوادائرة الشريعة * وأولعوا ببدعٍ شنيعة
لم يعملوابمقتضى الكتاب * وسنة الهادي إلى الصواب
قد ملكتقلوبهم أوهام * فالقوم إبليسٌ لهم إمام
كفاك فيجميعهم خيانة * أن أخلطوا الدنى بالديانة
وانتهكوامحارم الشريع * وسلكوا مسالك الخديعة
من كان فينيل الكمال راجيا * وعن شريعة الرسول نائيا
فإنه ملبَّسٌمفتون * أو عقله مخبَّل مجنون
وقال بعضالسادة الصّوفيَّة * مقالةً جليلةً صفيَّة
إذا رأيترجلاً يطير * أو فوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عندحدود الشرع * فإنه مستدرجٌ وبدعي
والشرع ميزانالأمور كلها * وشاهد بفرعها وأصلها
يا صاح لاتعبأ بهؤلاء * ذوي الخنا والزور والأهواء
باؤا بسخطٍوضلالٍ وقلى لميبلغوا مراتب المجد إلى
أن تنظرالبهموت بالعرش يناط * أو يلج الجمل في سم الخياط
هذا زمانٌكثرت فيه البدع * واضطربت عليه أمواج الخدع
والدين قدتهدمت أركانه * والزور طابَقَ الهوى دخانه
لم يبق مندين الهدى إلا اسمه * ولا من القرآن إلا رسمه
هيهات قدغاضت ينابيع الهدى * وفاض بحر الجهل والزيغ بدا
أين دعاةالدين أهل العلم * قد سلفوا والله قبل اليوم
وهاجتالطائفة الدجاجلة * السالكون للطريق الباطلة
وكثرت أهلالدعاوى الكاذبة * وصارت البدعة فيهم غالبة
فالقوم إذزاغوا أزاغ الله * قلوبهم فانسلخوا وتاهوا
وجاء فيالحديث عن خير الورى * لن يخرج الدجال أعني الأكبرا
حتى تقومقبله دجاجلة * كل يلوذ بطريقٍ باطلة
إلى أن قال وهو يذكر الطرق السليمة فأطال فيها ولم نذكر منها سوى اليسير اليسير:
فهذه طريقة الرجال * وآل أمرها إلى الزوال
وكثر الملبسون فيها * وصار ذو البدعة يدَّعيها
وآ أسفاً على الطريق السابله * أفسدها الطائفة الدجاجلة
قد أحدثوا طريقةً بدعية * وأفسدوا الطريقة الشرعية
يا عجباً لرافض الشريعة * ويدعي درجةً رفيعة
وكيف يرقى سلم الحقيقة * مخالفاً لسيد الخليقة
وا حسرتا على الطريق المستقيم * قد ادَّعاه كلُّ أفاكٍ أثيم
قد أشرفوا على كهوف الكفر * وستروا بدعتهم بالفقر

واتخذوا مشايخاً جهالا * لم يعرفوا الحرام والحلالا
فنفروهم من دعاة الدين * أولي التقى والعلم واليقين
فأعرضوا عن سبل الرحمن * واتبعوا مسالك الشيطان
وهدموا قواعد الإسلام * واعتبروا خرائف الأوهام
وعكسوا حقائق الأمور * ونصبوا حبائل الفجور
وجعلوا ملء البطون أصلهم * بنوا عليه أمرهم وسبلهم
بعداً لقومٍ ألحدوا في الدين * واشتغلوا بطاعة اللعين
وأولعوا بالإفك والتلبيس * تأسياً بشيخهم إبليس
وا أسفاه على حماة الدين * أولي الذكا والعم والتمكين
آه على طريقة الكمال * أفسدها طوائف الضلال .

السلام عليكم
شكرا لك على الموضوع المميز

القعدة

القعدة
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله

القعدة
القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا الورد القعدة
القعدة
القعدة

السلام عليكم
شكرا لك على الموضوع المميز

القعدة القعدة

شكرا لمرورك على متصفحي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الايمان 34 القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله

القعدة
القعدة

القعدة القعدة

شكرا لمرورك على متصفحي

القعدة

الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ: إِمَامٌ فِي العَقِيْدَةِ وَالفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ 2024.

الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ: إِمَامٌ فِي العَقِيْدَةِ وَالفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ

أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدُ:

فَقَدِ اشْتُهِرَ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عِنَايَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ بِالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ، وَجِهَادُهُ فِي نَشْرِهَا وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهَا.
وَظَنَّ بَعْضُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهُ -رَحِمَهُ اللهُ- لَمْ يَكُنْ ذَا عِنَايَةٍ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْرِفَةِ صَحِيْحِهِ مِنْ سَقِيمِهِ، وَهَذَا لَيْسَ صَحِيْحاً، بَلْ هُوَ إِمَامٌ فِي الْحَدِيْثِ، إِمَامٌ فِي الفِقْهِ، إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ.

وَفِي هَذَا البَحْثِ الْمُخْتَصَرِ أقْتَصِرُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ فِي مُقَدِّمَةِ تَحْقِيقِي لِتَيْسِيْرِ العَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، أَسْأَلُ اللهَ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَالْهُدَى وَالرَّشَادَ.

وَقَدْ قَسَّمْتُهُ إِلَى مَبْحَثَيْنِ:

المَبْحَثُ الأَوَّلُ:
تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ.

المَبْحَثُ الثَّانِي:
بَرَاعَتُهُ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، مَعَ دِرَاسَةٍ مُوْجَزَةٍ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ.


الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ
تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ
(1)

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَمَوْلِدُهُ:
هُوَ شَيْخُ الإسْلامِ، وَالعَلاَّمَةُ الْهُمَامُ، وَالْمُجَدِّدُ لِمَا انْدَرَسَ مِنْ مَعَالِمِ دِيْنِ الإِسْلامِ، الإمَامُ أبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بنِ رَاشِدٍ الوُهَيْبِيُّ، التَّمِيْمِيُّ.

وَنَسَبُهُ مَعْرُوفٌ إلَى قَبِيْلَةِ تَمِيْمٍ الشَّهِيْرَةِ، وَقَدْ رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: «لا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِى تَمِيْمٍ مِنْ ثَلاثٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: ((هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ)) قَالَ: وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا)) قَالَ: وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: ((أَعْتِقِيْهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ))(2).

وُلِدَ-رَحِمَهُ اللهُ- سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِاْئَةٍ بَعْدَ الأَلْفِ 1115هـ فِي العُيَيْنَةَ وَهِيَ بَلْدَةٌ قَرِيْبَةٌ مِنْ مَدِينَةِ الرِّيَاضِ.

نَشْأَتُهُ وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ وذِكْرُ شُيُوخِهِ:
نَشَأَ فِي حِجْرِ وَالِدِهِ الشَّيْخِ عَبْدِالوَهَّابِ، وَكَانَ فَقِيْهاً، قَاضِياً، فَتَعَلَّمَ مِنْ وَالِدِهِ بَعْضَ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ.

حَفِظَ القُرْآنَ الكَرِيْمَ وَلَمَّا يَبْلُغِ العَاشِرَةَ مِنْ عُمُرِهِ، وَقَدَّمَهُ أَبُوهُ للصَّلاةِ بِالنَّاسِ جَمَاعَةً وَهُوَ فِي الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمُرِهِ، وَتَزَوَّجَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَكَانَ مثابراً عَلَى طَلَبِ العِلْمِ، فَدَرَسَ عَلَى وَالِدِهِ فِي الفِقْهِ الْحَنْبَلِيِّ وَفِي التَّفْسِيْرِ وَالْحَدِيْثِ وَالعَقِيْدَةِ.

وَكَانَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- شَغُوفاً بِكُتُبِ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ والإمَامِ ابنِ القَيِّمِ -رَحِمَهُمَا اللهُ- ثُمَّ حَمَلَهُ الشَّوْقُ إلَى حَجِّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ لأَدَاءِ فَرِيضَةِ الحجِّ، والنَّهْلِ مِنْ عُلُومِ عُلَمَاءِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ، فَذَهَبَ فِي بِدَايَةِ رِحْلَتِهِ إلَى مَكَّةَ وَحَجَّ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامَ وَالْتَقَى بِعُلَمَاءِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَكَانَ مِمَّنْ لَقِيَهُمْ الشَّيْخُ عَبْدُاللهِ بنُ إِبْرَاهِيْم آلُ سَيْفٍ، وَالشَّيْخُ الْمُحَدِّثُ مُحَمَّدُ حَيَاة السِّنْدِيُّ، وَالْتَقَى بِغَيْرِهِمَا فِي الْحَرَمَيْنِ ثُمَّ رَجَعَ إلَى بَلَدِهِ ثُمَّ شَدَّ الرِّحَالَ لِطَلَبِ العِلْمِ فَرَحَلَ إلَى العِرَاقِ، وَكَانَ غَالِبُ اسْتِفَادَتِهِ فِي البَصْرَةِ حَيْثُ نَزَلَ عِنْدَ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْمَجْمُوعِيِّ، وَذَكَرَ حَفِيْدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ أَنَّ جَدَّهُ ألَّفَ كِتَابَ التَّوْحِيْدِ فِي البَصْرَةِ؛ جَمَعَهُ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيْثِ الَّتِي فِي مَدَارِسِ البَصْرَةِ(3).

ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَرَادَ التَّوَجُّهَ إلَى الشَّامِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِكْمَالَ رِحْلَتِهِ، فَرَجَعَ إلَى نَجْدٍ، وَفِي طِرِيقِ عَوْدَتِهِ إلَى نَجْدٍ مَرَّ بِالأَحْسَاءِ فَنَهَلَ مِنْ عُلُومِ عُلَمَائِهَا، ثُمَّ رَجَعَ إلَى نَجْدٍ.

دَعْوَتُهُ وَجِهَادُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ:
لَمَّا رَجَعَ مِنْ رِحْلَتِهِ فِي طلب العِلْمِ، وَانْتَقَلَ وَالِدُهُ وَأُسْرَتُهُ إلَى حُرَيْمِلاءَ وَهِيَ بَلْدَةٌ قَرِيْبَةٌ مِنْ مَدِيْنَةِ الرِّيَاضِ دُوْنَ الْمِاْئَةِ كِيْلٍ؛ أَخَذَ يَنْشُرُ عِلْمَهُ وَيُعَلِّمُ النَّاسَ مَا وَفَّقَهُ اللهُ إِلَيْهِ مِنْ عُلُومٍ أَخَذَهَا فِي الْحَرَمَيْنِ وَالعِرَاقِ وَالأَحْسَاءِ.

وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- ذَكِيًّا، فَطِناً، مُثَابِراً فِي طَلَبِ العِلْمِ، والدَّعْوَةِ إلَى اللهِ، جَرِيْئاً وَشُجَاعاً فِي قَوْلِ الْحَقِّ وَرَدِّ البَاطِلِ، وَقَدْ اسْتَفَادَ مِنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ مَحَبَّةَ العَقِيدَةِ وَعِظَمَ شَأْنِهَا، وَكَانَ الْحَاصِلَ عَلَى قَصَبِ السَّبْقِ فِي ذَلِكَ مِنْ شُيُوخِهِ: الشَّيْخُ مُحَمَّد حياة السِّنْدِيُّ وَالشَّيْخُ عَبْدُاللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ آلُ سَيْفٍ حَيْثُ الْتَقَى بِهِمَا فِي الْمَدِيْنَةِ، وَوَجَّهَاهُ نَحْوَ العَقِيْدَةِ السَّلَفِيَّةِ.

فَكَانَ-رَحِمَهُ اللهُ- يُنْكِرُ البِدَعَ بِشِدَّةٍ، وَقَدْ ظَهَرَتْ جُرْأَتُهُ فِي إِنْكَارِ البِدَعِ لَمَّا دَخَلَ البَصْرَةَ لِطَلَبِ العِلْمِ، فَأَنْكَرَ مَظَاهِرَ الشِّركِ بِالقُبُورِ وَبِالْمَوتَى، وَعِبَادَةَ الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ لأَنَّ البَصْرَةَ يَغْلُبُ عَلَيْهَا الرَّافِضَةُ فِي زَمَنِ الشَّيْخِ إلَى زَمَنِنَا هَذَا، فَأُوذِيَ مِنَ الرَّافِضَةِ وأَشْبَاهِهِمْ مِنْ عَبَدَةِ القُبُور، فَخَرَجَ مِنْهَا حَتَّى كَادَ يَهْلَكُ لَوْلا أَنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَسَّرَ لَهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الزُّبَيْرِ فَحَمَلَهُ وَسَقَاهُ وَأَطْعَمَهُ، ثُمَّ رَحَّلَهُ إلَى حَيْثُ يُرِيْدُ.

فَالشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ نَاصِحاً للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِيْنَ وَعَامَّتِهِمْ، هَذِهِ البِدَايَةُ مِنْ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فِي شَبَابِهِ لَقِيَتْ قَبُولاً مِنْ كَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ فِي بَادِئِ الأَمْرِ، وَمُعَارَضَةً مِنَ الأَكْثَرِيْنَ حَتَّى تَسَبَّبَتْ لَهُ هَذِهِ الْجُرْأَةُ وَهَذِهِ الشّجَاعَةُ وَهَذَا الْحِرْصُ عَلَى أَهْلِ بَلَدِهِ وَالّتِي انْتَقَلَ إليها وَهِيَ حُرَيْمِلاءُ، فَأُوذِيَ، فَأَمَرَهُ أَبُوهُ أنْ يُخَفِّفَ مِنْ نشَاطِهِ.

فلَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ -رَحِمَهُ اللهُ- وَاصَلَ الدَّعْوَةَ وَبَدَأَ يُنَاصِحُ النَّاسَ وَيُعَلِّمُهُمْ، وَيُنْكِرُ عَلَى الْمُفْسِدِيْنَ فِي الأَرْضِ مِنَ الفُسَّاقِ وَأَهْلِ البِدَعِ حَتَّى اجْتَمَعَ بَعْضُ الْمُفْسِدِينَ فِي حُرَيْمِلاءَ عَلَى قَتْلِهِ وَتَسَوَّرُوا بَيْتَهُ، فَفَطِنَ لَهُ بَعْضُ النَّاسِ، وَنَهَرُوا هَذَا الْمُتَسَلِّقَ الَّذِي أَرَادَ الفَتكَ بِالشَّيخِ، وَنُصِحَ الشَّيْخُ بِالْخُرُوجِ مِنْ حُرَيْمِلاءَ، فَخَرَجَ مِنْهَا إلَى العُيَيْنَةِ، وَهَذَا كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمِاْئَةٍ بَعْدَ الأَلْفِ 1155هـ تَقْرِيباً.

فَالْتَقَى بِأَمِيْرِ العُيَيْنَةِ عُثْمَانَ بنِ مُعَمَّرٍ فَدَعَاهُ لِتَطْبِيقِ الشَّرِيْعَةِ، وَالدَّعْوَةِ إلَى التَّوْحِيْدِ، وَوَعَدَهُ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِيْنِ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ-عَزَّ وَجَلَّ- ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، فَقَبِلَ ابنُ مُعَمَّرٍ نُصْرَةَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ، فَبَدَأَ الشَّيْخُ بِمُؤَازَرَةٍ مِنِ ابنِ مُعَمَّرٍ بِهَدْمِ الأَشْجَارِ الْمُعَظَّمَةِ عِنْدَهُمْ وَهَدْمِ القِبَابِ وَالقُبُورِ وَإِنْكَارِ الْمُنْكَرَاتِ وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ.

وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ امْرَأَةً زَنَتْ فَجَاءَتْ وَاعْتَرَفَتْ عِنْدَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ الَّذِي كَانَ بِمَثَابَةِ الْمُشِيْرِ وَالوَزِيْرِ وَالْمُعَلِّمِ وَالْمُفْتِي لابنِ مُعَمِّرٍ فَأقَامَ عَلَيْهَا الْحَدَّ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- بِالغَامِدِيَّةِ، فَلَمَّا انْتَشَرَ هَذَا الْخَبَرُ بَيْنَ أَهْلِ نَجْدٍ وَوَصَلَ هَذَا الأَمْرُ إلَى حَاكِمِ الأَحْسَاءِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُرَيْعِرٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي خَالِدٍ فَكَتَبَ إلَى ابنِ مُعَمَّرٍ أَميْرِ العُيَيْنَةِ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ، فَبلَّغَ أَمِيْرُ العُيَيْنَةَ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ، وَخَافَ مِنْ حَاكِمِ الأَحْسَاءِ لأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيهِ عَطِيَّةً سَنَوِيَّةً فَخَشِيَ إِنْ عَصَى حَاكِمَ الأَحْسَاءِ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْهُ الْمَالُ، وَخَشِيَ أَنْ يَغْزُوَهُ، وَخَذَلَ الشَّيْخَ، فَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَرْحَلَ وَأَوْعَزَ إِلَى فَارِسِيٍّ يَمْشِي خَلْفَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ أَنْ يَقْتُلَهُ إِذَا خَرَجَ.

فلَمّا خَرَجَ حَمَى اللهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ هَذَا الفَارِسِيُّ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَوَصَلَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ إلَى الدِّرْعِيَّةِ وَكَانَ الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ أَمِيْرَ الدِّرْعِيَّةِ، فَنَزَلَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عِنْدَ أَحَدِ طُلاَّبِهِ وَهُوَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ سُوَيلِمٍ فَنَزَلَ عِنْدَهُ فَأَكْرَمَهُ وَصَارَ النَّاسُ يَتَوَافَدُونَ عَلَى الشَّيْخِ فِي مَنْزِلِ ابنِ سُوَيلِمٍ.

وَجَاءَ الأَمِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ إلَى بَيتِ ابنِ سُوَيلِمٍ وَسَلَّمَ عَلَى الشَّيْخِ وَاسْتَفْهَمَهُ عَنْ دَعْوَتِهِ فَبَيَّنَ لَهُ دَعْوَةَ التَّوْحِيْدِ، وَذَكَّرَهُ بِاللهِ، وَرَجَى أَنْ يَكُونَ إِمَاماً لِلْمُسْلِمِيْنَ فَيَجْمَعُ اللهُ لَهُ الدِّيْنَ وَالدُّنْيَا، وَلِذُرِّيَّتِهِ إِنِ اسْتَمْسَكَ بِهَذِهِ العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ، فَشَرَحَ اللهُ صَدْرَ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمَبَارَكَةِ فَاقْتَنَعَ بِنُصْرَتِهَا وَتَعَاهَدَا عَلَى نُصْرَةِ التَّوْحِيْدِ وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ.

فَتَأَسَّسَتْ نَوَاةُ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ الأُوْلَى فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ عام 1158هـ، الَّذِي اتَّفَقَ فِيْهِ السَّيْفُ وَالقَلَمُ؛ سَيفُ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ-رَحِمَهُ اللهُ-، وَلِسَانُ وَقَلَمُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فَبَدَؤُوا بِالدَّعْوَةِ إلَى التَّوْحِيْدِ، وَإِرْسَالِ الرَّسَائِلِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ فِي تِلْكَ القُرَى وَالْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ بِبَلْدَةِ الدِّرْعِيَّةِ، فَانْتَشَرَتْ هَذِهِ الرَّسَائِلُ وَعَلِمَهَا مَنْ عَلِمَهَا.

وتَتَلْمَذَ عَلَى يَدِ الشَّيْخِ عَدَدٌ كَبِيْرٌ مِنَ الأَفَاضِلِ وَذَوِي الْمَنَازِلِ الرَّفِيْعَةِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنْهُم: الإمَامُ الْمُجَاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ، والإمَامُ الْمُجَاهِدُ عَبْدُالعَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ، وَابنُهُ الإمَامُ الْمُجَاهِدُ سُعُودُ بنُ عَبْدِالعَزِيْزِ، وَأَبْنَاءُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ: الشَّيْخُ حُسَيْنٌ، وَالشَّيْخُ عَلِيٌّ، وَالشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ، وَالشَّيْخُ عَبْدُاللهِ وَالِدُ الشَّيْخِ سُلَيْمَانَ.

وَكَذَلِكَ حَفِيْدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ، وَالشَّيْخُ حُسَيْنُ بنُ غَنَّامٍ، وَالشَّيْخُ حَمَدُ بنُ نَاصِرِ بنِ مُعَمَّرٍ وَغَيْرُهُمْ-رَحِمَهُمُ اللهُ-.

فَبَدَأَ أَهْلُ البَاطِلِ يَجْمَعُونَ أَصْحَابَهُمْ لِحَرْبِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ فَبَدَأَتِ الْحُرُوبُ وَالْمَعَارِكُ وَكَانَ الَّذِي بَدَأَ هُمْ أَهْلُ البَاطِلِ، فَمَنْ حَارَبَ دَعْوَةَ التَّوْحِيْدِ وَتَرَكَهَا وَحَاوَلَ قَتْلَ أَهْلِهَا قُتِلَ لأَنَّهُ مُرْتَدٌّ حَيْثُ لَمْ يَقْبَلِ التَّوْحِيْدَ وَرَضِيَ بِالشِّرْكِ كَعِبَادَةِ الأَشْجَارِ وَالأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ مُنْتَشِرَةً فِي نَجْدٍ،بَلِ كَانُوا يَعْبُدُونَ بَعْضَ الْمَغَارَاتِ، وَتَذْهَبُ إِلَيْهَا الْمَرْأَةُ العَقِيمُ حَتَّى تَحْمِلَ!

فَانْتَشَرَتِ الدَّعْوَةُ وَنَصَرَهَا اللهُ.

وَمَات الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ وَقَدِ التَأَمَتْ نَجْدٌ كُلُّهَا تَحْتَ إِمْرَتِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ابنُهُ عَبْدُالعَزِيزِ حَمَلَ الدَّعْوَةَ وَنَشَرَهَا، ثُمَّ كَذَلِكَ ابنُهُ سُعُودٌ، وَفِي عَهْدِ سُعُودٍ بَلَغَتِ الدَّعْوَةُ وَبَلَغَتِ الدَّوْلَةُ السُّعُودِيَّةُ الأُوْلَى أَوْجَ قُوَّتِهَا وَدَخَلَ ضِمْنَ هَذِهِ الدَّوْلَةِ الْحَرَمَانِ الشَّرِيفَانِ وَجُزْءٌ مِنْ بِلادِ اليَمَنِ وَالْمَنْطِقَةِ الشَّرْقِيَّةِ أيْ أنَّ مُعْظَمَ الْجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ، حَتَّى قَرُبَ مِنْ دِمَشْقَ.

وَسَأَتَحَدَّثُ عَنْ جَانِبٍ مِنَ الْجَوَانِبِ العِلْمِيَّةِ عِنْدَ الشَّيْخِ فِي الْمَبْحَثِ الثَّانِي مِنْ هَذَا الفَصْلِ.

وَفَاتُهُ:
تُوُفِّيَ الشَّيْخُ-رَحِمَهُ اللهُ- آواخِرَ سَنَةِ 1206هـ وَعُمُرُهُ 91 سَنَةً، بَعْدَمَا رَأَى مَا يَسُرُّهُ مِنِ انْتِشَارِ التَّوْحِيْدِ وَنَبْذِ الْخُرَافَةِ والشِّرْكِ، وَكَثْرَةِ الطُّلاَّبِ، وَالعُلَمَاءِ الَّذِيْنَ نَهَلُوا مِنْهُ، وَأَصْلَحَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَأَصْلَحَ أَعْمَالَهُمْ، فَانْتَشَرَتْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ فِي جَمِيعِ بِلادِ العَالَمِ وَلَقِيَتِ القَبُولَ وَالثَّنَاءَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاحِ وَالصِّدْقِ والإخْلاصِ.

رَحِمَهُ اللهُ وَأَسْكَنَهُ فَسِيْحَ جَنَّاتِهِ.

مُؤَلَّفاتُهُ:
ألَّفَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ مُؤَلَّفَاتٍ كَثِيْرَةٍ فِي التَّوْحِيْدِ، والفِقْهِ، والتَّفْسِيْرِ، وَالْحَدِيْثِ، والسِّيْرَةِ، والوَعْظِ والتَّذْكِيْرِ.

وَقَدْ جُمِعَتْ مُؤَلَّفَاتُهُ-رَحِمَهُ اللهُ-مِنْ قِبَلِ جَامِعَةِ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ في عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ، مع العِلْمِ أَنَّ جُمْلَةً وَافِرَةً مِنْ مؤَلَّفَاتِ الشَّيْخ -رَحِمَهُ اللهُ- مَوْجُودَةٌ فِي الدُّرَرِ السَّنِيَّةِ.

وَمِنْ كُتُبِهِ النَّافِعَةِ: كِتَابُ التَّوْحِيْدِ، وَالأُصُولُ الثَّلاثَةُ، وَكَشْفُ الشُّبُهَاتِ، وَمَسَائِلُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُخْتَصَرُ سِيْرَةِ ابنِ هِشَامٍ، وَمُخْتَصَرُ زَادِ الْمَعَادِ، وَمِنْهَا الأُصُولُ السِّتَّةُ، وَ«مَجْمُوعُ الْحَدِيْثِ عَلَى أَبْوَابِ الفِقْهِ»، وَغَيْرُهَا كَثِيْرٌ جِدًّا.


الْمَبْحَثُ الثَّانِي
بَرَاعَتُهُ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، مَعَ دِرَاسَةٍ مُوجَزَةٍ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ

لَقَدَ بَرَعَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ حَتَّى بَزَّ أَقْرَانَهُ، وَفَاقَ مُعَاصِرِيهِ فِي عِلْمِ الْمُعْتَقَدِ وَالفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ وَالتَّفْسِيْرِ.

وَلَقَدَ كَانَ-رَحِمَهُ اللهُ- مُجَدِّداً فِي بَيَانِ الْمُعْتَقَدِ، وَفِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، والفِقْهِ وَالتَّفْسِيْرِ، جَارِياً عَلَى طَرِيْقَةِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.

وَقَدْ أَطْنَبَ العُلَمَاءُ-رَحِمَهُم اللهُ- فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَذِكْرِ فَضَائِلِهِ، وَمَا تَمَيَّزَ بِهِ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُرَكِّزَ عَلَى جَانِبٍ هَامٍّ مَا زَالَ خَفِيًّا عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ أَلا وَهُوَ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ الْمُحَقِّقِيْنَ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ، وَمَعْرِفَةِ صَحِيْحِهِ مِنْ سَقِيْمِهِ.

وَهَذَا الأَمْرُ بَيِّنٌ مِنْ كَلامِ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ تَرْجَمُوا لَهُ، وَمِنْ خِلالِ النَّظَرِ فِي مَسِيْرَتِهِ العِلْمِيَّةِ، وكُتُبِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ-.

أَمَّا مِنْ كَلامِ العُلَمَاءِ:
فقَالَ ابنُ بِشْرٍ-رَحِمَهُ اللهُ- : «وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي صِغَرِهِ كَثِيْرَ الْمُطَالَعَةِ فِي التَّفْسِيْرِ وَالْحَدِيْثِ وَكَلامِ العُلَمَاءِ فِي أَصْلِ الإسْلامِ، فَشَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ فِي مَعْرِفَةِ التَّوْحِيْدِ وَتَحْقِيقِهِ وَمَعْرِفَةِ نَوَاقِضِهِ الْمُضِلَّةِ عَنْ طَرِيْقِهِ»(4).

وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ قَاسِمٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «أَمَدَّهُ اللهُ بِكَثْرَةِ الكُتُبِ، وَسُرْعَةِ الْحِفْظِ، وَقُوَّةِ الإدْرَاكِ، وَعَدَمِ النِّسْيَانِ، سَمِعَ الْحَدِيْثَ وَأَكْثَرَ فِي طَلَبِهِ، وَكَتَبَ وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ وَالطَّبَقَاتِ، وَحَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْ غَيْرُهُ، بَرَعَ فِي تَفْسِيْرِ القُرْآنِ، وَغَاصَ فِي دَقَائِقِ مَعَانِيهِ، وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ أَشْيَاءَ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا، وَبَرَعَ فِي الْحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ، فَقَلَّ مَنْ يَحْفَظُ مِثْلُهُ، مَعَ سُرْعَةِ اسْتِحْضَارِهِ لَهُ وَقْتَ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ، وَفَاَقَ النَّاسَ فِي مَعْرِفَةِ الفِقْهِ وَاخْتِلافِ الْمَذَاهِبِ وَفَتَاوَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ إِذَا أَفْتَى؛ لَمْ يَلْتَزِمْ بِمَذْهَبٍ، بَلْ بِمَا يَقُومُ دَلِيْلُهُ عِنْدَهُ، تَمَسَّكَ بِأُصُولِ الكِتَابِ والسُّنَّةِ، وَتَأَيَّدَ بِإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُمَّةِ»(5).

وَأَمَّا مِنْ خِلالِ مَسِيْرَتِهِ العِلْمِيَّةِ:
فَقَدْ أَخَذَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عِلْمَ الْحَدِيْثِ عَنْ أَئِمَّةٍ أَجِلاَّءَ مِنْهُمُ الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ عَبْدُالله بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّيْفُ حَيْثُ أَجَازَهُ بِثَبَتِ الشَّيْخِ عَبْدِالبَاقِي بنِ أَبِي الْمَوَاهِبِ الْحَنْبَلِيِّ.

وَأَخَذَ عَنِ الْمُحَدِّثِ الكَبِيْرِ، وَالعَلاَّمَةِ السَّلَفِيِّ النِّحْرِيرِ مُحَمَّدُ حَيَاةٍ السِّنْدِيِّ الْمَدَنِيِّ(6)، وَأَجَازَهُ بِمَرْوِيَّاتِهِ، وَكَذَلِكَ أَخَذَ عَنِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ الْمُحَدِّثِ إِسْمَاعِيْلَ العَجْلُونِيِّ صَاحِبِ كِتَابِ «كَشْفِ الْخَفَا وَمُزِيلِ الالْتِبَاسِ عَمَّا اشْتُهِرَ مِنَ الأحَادِيْثِ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ» وَكَذَلِكَ أَخَذَ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُحَدِّثِيْنَ بِالبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا.

فَهُوَ قَدِ اسْتَقَى عِلْمَ الْحَدِيْثِ مِنْ مَشَايِخِ الْمُحَدِّثِيْنَ فِي عَصْرِهِ، فَلا عَجَبَ أَنْ أَصْبَحَ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ فِي القَرْنِ الثَّانِي عَشَرَ.

وَأَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ العَمَلِيَّةِ:
فَقَدْ تَتَبَّعْتُ كُتُبَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فَلَمْ أَرَهُ صَحَّحَ حَدِيثاً أَوْ حَسَّنَهُ إلا وَيَكُونُ قَولُهُ مَبْنِيًّا عَلَى حُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ، وَسَلَفٍ مِمَّنْ سَبَقَهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ.

وَلَمْ أَجِدْ حَدِيْثاً اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ كَانَ ظَاهِرَ الضَّعْفِ لا نِزَاعَ فِيْهِ: صَحَّحَهُ الشَّيْخُ أَوْ حَسَّنَهُ، بَلْ هُوَ يَسْلُكُ مَسْلَكَ الْمُحَقِّقِيْنَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيْثِ.

وَكَذَلِكَ لَمْ أَرَهُ احْتَجَّ بِحَدِيْثٍ مَوْضُوعٍ أَوْ لا أَصْلَ لَهُ أَوْ شَدِيْدَ الضَّعْفِ، بَلْ يَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ الصَّحِيْحَةِ وَالْحَسَنَةِ، وَقَدْ يَسْتَأْنِسُ -أحْيَاناً- بِالْحَدِيثِ الضَّعِيْفِ الَّذِي لَمْ يَشْتَدَّ ضَعْفُهُ.

وَعَمَلُهُ هَذَا عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ قَاطِبَةً، وَهُمْ دَرَجَاتٌ فِي ذَلِكَ، فَلا تَجِدُ عَالِماً إِلاَّ وَقَدْ صَحَّحَ حَدِيثاً قَدْ يَرَاهُ غَيْرُهُ ضَعِيفاً، أَوْ ضَعَّفَ حَدِيثاً قَدْ يَرَاهُ غَيْرُهُ صَحِيْحاً.

والاجْتِهَادُ فِي الْحُكْمِ عَلَى الْحَدِيْثِ كَالاجْتِهَادِ فِي الْحُكْمِ فِي مَسَائِلِ الفِقْهِ سَوَاءً بِسَواءٍ. وَالْمُهِمُّ فِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ مَبْنِيًّا عَلَى أَدِلَّةٍ وَبَرَاهِيْنَ أَصِيلَةٍ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَرْجِعُ هُوَ القَوَاعِدُ الَّتِي اتَّفَقَ عَلَيْهَا أَهْلُ الْحَدِيْثِ الْمُتَخَصِّصُونَ فِيْهِ.

وَكَذَلِكَ الاسْتِئْنَاسُ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ الَّذِي قَامَتِ الأَدِلَّةُ عَلَى صِحَّةِ مَعْنَاهُ أَمْرٌ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُ السَّلَفِ مَعَ تَنْبِيْهِهِمْ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ ذِكْرِ سَنَدِهِ إِبْرَاءً لِلذِّمَّةِ.

وَمِنْ خِلالِ النَّظَرِ فِي كُتُبِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ- يَتَبَيَّنُ دِقَّةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ مِنَ النَّاحِيَةِ الْحَدِيْثِيَّةِ، وَطُولُ بَاعِهِ فِيْهِ.

وَسَأَضْرِبُ عَلَى ذَلِكَ مِثَالَيْنِ أَحَدَهُمَا إِجْمَالِيًّا والآخَرَ تَفْصِيلِيًّا:
أَمَّا الْمِثَالُ الإِجْمَالِيُّ: فَهُوَ «مَجْمُوعُ الْحَدِيْثِ عَلَى أَبْوَابِ الفِقْهِ» وَالَّذِي جَمَعَ فِيْهِ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ أَحَادِيْثَ الفِقْهِ مُبَوَّبَةً، وَحَلاَّهُ بِالآثَارِ السَّلَفِيَّةِ، فَكَانَ كِتَاباً جَامِعاً لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوَالِهِ فِيْمَا أَعْلَمُ.

فَقَدْ اسْتَوْعَبَ فِيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ- أَبْوَابَ الفِقْهِ، وَذَكَرَ فِيْهِ مَا يَرْبُوا عَلَى أَرْبَعَةِ آلافٍ وَخَمْسِمِاْئَةِ حَدِيْثٍ وَأَثَرٍ ( 4545 حَدِيثاً وَأَثَراً ).

وَقَدْ عَمِلْتُ مُقَارَنَةً بَيْنَ كِتَابِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ وَبَيْنَ كِتَابِ «الْمُنْتَقَى» لِلْمَجْدِ ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَكِتَابِ «الْمُحَرَّرِ فِي الْحَدِيْثِ» للعَلاَّمَةِ ابنِ عَبْدِالْهَادِي، وَكِتَابِ «بُلُوغِ الْمَرَامِ» لِلِحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ؛ فَوَجَدْتُ الفَارِقَ العَجِيبَ بَيْنَ كِتَابِ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ وَبَيْنَ الكُتُبِ الأُخْرَى مَعَ عَظِيمِ فَائِدَتِهَا، وَمنْزِلَةِ مُؤَلِّفِيْهَا-رَحِمَهُمُ اللهُ-

فَفِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ-مَثَلاً- مِنَ الْمُنْتَقَى: ( 170 ) حَدِيْثاً، وَفِي الْمُحَرَّرِ: ( 61 ) حَدِيْثاً، وَفِي البُلُوغِ: ( 62 ) حَدِيْثاً، أَمَّا فِي كِتَابِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فَقريباً مِنْ: ( 278 ) حَدِيْثاً وَأَثَراً، مَعَ دِقَّتِهِ وَحُكْمِهِ عَلَى الأحَادِيْثِ كَثِيْراً، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ فَاقَهَا كَمًّا وَكَيْفاً فِيمَا ظَهَرَ لِي وَاللهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.

وَقَدْ رَاجَعْتُ عَدَداً كَثِيْراً مِنَ الأحَادِيْثِ الَّتِي حَكَمَ عَلَيْهَا شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي مَجْمُوعِهِ الْحَدِيْثِيِّ فَوَجَدْتُهُ مُوَافِقاً لِلأَئِمَّةِ أَوْ لِبَعْضِهِمْ مَعَ دِقَّةِ عِبَارَتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ-.

وَهَذَا الْمَجْمُوعُ حَرِيٌّ بِأَنْ يُقَرَّرَ عَلَى طُلاَّبِ العِلْمِ فِي الْجَامِعَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، وَيَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ بِهِ شَرْحاً وَتَوْضِيْحاً.

وَأَمَّا الْمِثَالُ التَّفْصِيْلِيُّ:

فَمَا يَتَعَلَّقُ بِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ مِنَ الأحَادِيْثِ والآثَارِ، وَسَأُفَصِّلُ فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ بَعْدَ دِرَاسَةٍ مُوْجَزَةٍ لِلكِتَابِ:


دِرَاسَةٌ مُخْتَصَرَةٌ لِـ«كِتَابِ التَّوْحِيْدِ»

مَوْضُوعُ الكِتَابِ:
إِنَّ كِتَابَ التَّوْحِيْدِ مَوْضُوعٌ «فِي بَيَانِ مَا بَعَثَ اللهُ بِهِ رُسُلَهُ: مِنْ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ، وَبيَانِهِ بِالأَدِلَّةِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَذِكْرِ مَا يُنَافِيهِ مِنَ الشِّركِ الأكْبَرِ أَوْ يُنَافِي كَمَالَهُ الوَاجِبَ؛ مِنَ الشِّرْكِ الأصْغَرِ وَنَحْوِهِ، وَمَا يُقَرِّبُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ يُوصِلُ إِلَيْهِ»(7).

مَنْهَجُهُ فِي تَأْلِيفِ الكِتَابِ:
إِنَّ مَنْهَجَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي كِتَابِ التَّوْحِيْدِ هُوَ: أَنْ يُتَرْجِمَ لِلْبَابِ بِتَرْجَمَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-، أَوْ بِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ-رَحِمَهُمُ اللهُ-.

ثُمَّ يَذْكُرُ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا يَدُلُّ عَلَى تَبْوِيْبِهِ، ثُمَّ يَذْكُرُ مِنْ السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا بَوَّبَ لَهُ، وَكَذَلِكَ يَذْكُرُ بَعْضَ الآثارِ فِي تَوضِيحِ مَعْنَى آيَةٍ أَوْ حَدِيْثٍ، أَوْ يَكُونُ للأثَرِ عَلاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِتَرْجَمَةِ البَابِ.

ثُمَّ بَعْدَ ذِكْرِ الأَدِلَّةِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والآثَارِ السَّلَفِيَّةِ يَذْكُرُ الفَوَائِدَ الْمُسْتَنْبَطَةَ مِنْ أَدِلَّةِ البَابِ عَنْ طَرِيْقِ مَسَائِلَ.

فَكَمَا أَنَّ فِقْهَ الإمَامِ البُخَارِيِّ فِي تَبْوِيْبِهِ، فَإِنَّ فِقْهَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فِي تَبْوِيبِهِ وَمَسَائِلِهِ.

مَنْهَجُهُ فِي تَخْرِيجِ الأَحَادِيْثِ والآثَارِ:
وَبِالنِّسْبَةِ للأَحَادِيثِ وَالآثَارِ فَإِنَّهُ يَعْزُوهَا إِلَى مَنْ خَرَّجَهَا إِمَّا قَبْلَ ذِكْرِ الْحَدِيْثِ، وَإِمَّا بَعْدَ ذِكْرِهِ لَهُ وَهَذَا هُوَ الغَالِبُ.

وَيُبَيِّنُ دَرَجَةَ الْحَدِيْثِ غَالِباً إِمَّا بِعَزْوِهِ لِكِتَابٍ اشْتَرَطَ الصِّحَّةَ كَصَحِيْحِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ وابنِ حِبَّانَ، وَمُسْتَدْرَكِ الْحَاكِمِ، وَالْمُخْتَارَةِ للضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ، وَإِمَّا بِذِكْرِ حُكْمِ مَنْ أَخْرَجَهُ كَتَصْحِيحِ التِّرْمِذِيِّ أَوْ تَحْسِينِهِ، أَوْ تَصْحِيْحِ غَيْرِهِ للحَدِيْثِ كالنَّوَوَيِّ، وَالذَّهَبِيِّ، وَإِمَّا بِعَزْوِهِ لأَبِي دَاوُدَ سَاكِتاً عَلَيْهِ ولَيْسَ فِي إسْنَادِهِ مَا يُرَدُّ بِهِ الْحَدِيْثُ مِمَّا يَعْنِي أَنَّهُ صَالِحٍ للاحْتِجَاجِ عِنْدَهُ كَمَا عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ-رَحِمَهُ اللهُ-.

وَإِمَّا أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ مُعْمِلاً قَوَاعِدَ أَهْلِ الْحَدِيْثِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الأحَادِيْثِ، وَقَدْ يَكُونُ حُكْمُهُ مُقْتَبَساً مِنْ كَلامِ غَيْرِهِ كَالْمُنْذِرِيِّ أَوْ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ أَوْ ابنِ القَيِّمِ. وَأَحْيَاناً يَذْكُرُ الإسْنَادَ مُشِيْراً إلَى أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِيْهِ نَظَرٌ مَعَ صِحَّةِ مَعْنَاهُ بِأَدِلَّةٍ أُخْرَى، مَعَ احْتِمَالِ صِحَّتِهِ لِذَاتِهِ.

فَلَمْ يَبْنِ تَبْوِيْباً عَلَى حَدِيْثٍ أَوْ أَثَرٍ ضَعِيْفٍ مُطْلَقاً، بَلْ بَنَاهُ عَلَى مَا هُوَ ثَابِتٌ صَحِيْحٌ، وَقَدْ يَذْكُرُ بَعْضَ الأحَادِيْثِ أَوِ الآثَارِ الَّتِي فِي سَنَدِهَا خِلافٌ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ بَابِ الاسْتِئْنَاسِ لا مِنْ بَابِ الاحْتِجَاجِ، وَهَذَا لا يَتَجَاوَزَ عَدَدَ الأَصَابِعِ كَمَا سَيَأتِي بَيَانُهُ.

ما يَتَعَلَّقُ بِأَحَادِيثِ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ:
ذَكَرَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي كِتَابِ التَّوْحِيْدِ سِتَّةً وَسِتِّيْنَ بَاباً اشْتَمَلَتْ عَلَى آيَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَعَلَى ( 124 ) حَدِيْثاً، وَذَكَرَ مِنْهَا حَدِيْثَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ بِالْمُكَرَّرِ( 126 ) حَدِيْثاً.

خَرَّجَ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ أَوْ أَحَدُهُمَا ( 61 ) حَدِيْثاً أيْ: قُرَابَةَ النِّصْفِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ أحَادِيْثَ الصَّحِيْحَيْنِ مِمَّا تَلَقَّتْهُ الأُمَّةُ بِالقَبُولِ، وَأَجْمَعَتْ عَلَى صِحَّتِهَا.

و( 55 ) حَدِيثاً مِنْ غَيْرِ الصَّحِيْحَيْنِ وَهِيَ صَحِيْحَةٌ أَوْ حَسَنَةٌ، وَقَدْ بَيَّنْتُ بُرْهَانَ ذَلِكَ أَثْنَاءَ تَخْرِيْجِي لِلأَحَادِيْثِ.

بَقِيَتْ ثَمَانِيَةُ أَحَادِيْثَ فِيْهَا نِزَاعٌ قَوِيٌّ(8) بَيْنَ العُلَمَاءِ أَذْكُرُهَا بِاخْتِصَارٍ:

أَوَّلاً: ذَكَرَ فِي البَابِ الأَوَّلِ حَدِيْثَ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَرْفُوعاً: ((قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئاً أذْكُرُكَ، وَأدْعُوكَ بِهِ..)) الْحَدِيْثَ.

وَهَذَا الْحَدِيْثُ صَحَّحَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّة مِنْهُم : الْحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ. والْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ. وَلَهُ شَوَاهِدُ صَحِيْحَةٌ.

ثَانِياً: قَالَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي البَابِ( 13 ) : «وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسنَادِهِ، أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- مُنَافِقٌ يُؤذِي الْمُؤمِنِيْنَ، فَقَالَ بَعضُهُم: قُومُوا بِنَا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- مِن هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((إِنَّهُ لاَ يُستَغَاثُ بِي، وَإِنَّمَا يُستَغَاثُ بِاللهِ))»

فَهَذَا الْحَدِيْثُ أَشَارَ الْهَيْثَمِيُّ إلَى حُسْنِهِ بِقَوْلِهِ: «رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيْحِ غَيْرُ ابنِ لَهِيْعَةَ وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيْثِ» وَمَعْلُومٌ خِلافُ العُلَمَاءِ فِي ابنِ لَهِيْعَةَ وَأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُوَثِّقُهُ مُطْلَقاً، فَهِيَ مَسْأَلَةٌ خِلافِيَّةٌ.

وَمَعَ ذَلِكَ فَشِيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ لَمْ يُوْرِدْهُ عُمْدَةً فِي البَابِ، لأَنَّهُ احْتَجَّ عَلَى «بَاب منَ الشِّرْكِ أنْ يَسْتَغِيثَ بِغَيْرِ اللهِ أَوْ يَدْعُو غَيْرَهُ» بِأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيْثَ الطَّبَرَانِيِّ، وَذَكَرَ فِي البَابِ (18) مَسْأَلَةً لا يَتَعَلَّقُ مِنْهَا بِالْحَدِيْثِ إِلا الْمَسْأَلَةُ الأَخِيْرَةُ وَهُي: «الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: حِمَايَةُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- حِمَى التَّوحِيْدِ وَالتَأَدُّبُ مَعَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-»

ثَالِثاً : ذَكَرَ فِي البَابِ(27) حَدِيثَ الفَضْلِ بنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : ((إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ))

فَهَذَا الْحَدِيْثُ لَمْ يُصَحِّحْهُ أَوْ يُحَسِّنْهُ وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ مَعَ قُرْبِ إِسْنَادِهِ، فَيْسْتَأْنَسُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أحْمَدُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِاللهِ بنِ عُلاثَةَ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، فَمَعَ أَنَّهُ ضُعِّفَ إِلا أَنَّ ابنَ مَعِيْنٍ وَثَّقَهُ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيْثِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، وَوَثَّقَهُ ابنُ سَعْدٍ، وَكَذَا الْخَطِيْبُ، وَدَافَعَ عَنْهُ. وَفِيْهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ ابنِ عُلاثَةَ وَبَيْنَ الفَضْلِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

وَقَدْ نَبَّهَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عَلَى ذَلِكَ، فَنَقَلَ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ خَطِّهِ: «فِيْهِ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، وَفِيْهِ انْقِطَاعٌ»

وَالْحَدِيْثُ الْمَذْكُورُ مَعْنَاهُ صَحِيْحٌ، دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ الأَدِلَّةُ الصَّحِيْحَةُ الثَّابِتَةُ.

رَابِعاً: ذَكَرَ فِي البَابِ(31) حَدِيْثَ أَبِي سَعِيدٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَرفُوعَاً: ((إِنَّ مِنْ ضَعفِ اليَقِينِ: أَن تُرضِيَ النَّاسَ بِسُخطِ اللهِ..)) الْحَدِيْثَ.

وَهَذَا الْحَدِيْثُ لَمْ يُحَسِّنْهُ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ، وَلَمْ يُصَحِّحْهُ وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ بَعْدَ ذِكْرِ آيَتَيْنِ، وَأَتْبَعَهُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- مَرْفُوعاً: ((مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنهُ النَّاسَ..)) وَهُوَ حَدِيْث صَحِيْحٌ.

وَمَعَنَاهُ صَحِيْحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ.

خَامِساً: ذَكَرَ فِي البَابِ( 55 ) حَدِيْثَ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: (( لاَ يُسأَلُ بِوَجهِ اللهِ إلاَّ الْجَنَّةَ )) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ .

فَهَذَا الْحَدِيْثُ سكت عَنْهُ أبُو دَاوُدَ، وَذَكَرَهُ البَغَوِيُّ فِي الأَحَادِيْثِ الْحِسَانِ مِنَ الْمَصَابِيحِ( 2/ 61 ) ، وَذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ فِي رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ( ص / 390 )، وَصَحَّحَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ، وَرَمَزَ السُّيُوطِيُّ لِصِحَّتِهِ.

وَمَدَارُهُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ مُعَاذٍ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الإمَامُ أحْمَدُ، وَقَالَ مَرَّةً: لا أَرَى بِهِ بَأْساً. وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ، وَمَنْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ فَقَدْ جَاوَزَ القَنْطَرَةَ.

سَادِساً: ذَكَرَ فِي البَابِ(64) حَدِيْثَ جُبَيْرِ بنِ مُطعِمٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ؛ فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللهِ».

فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((سُبحَانَ اللهِ! سُبحَانَ اللهِ!)).. الْحَدِيْثَ.

فَهَذَا الْحَدِيْثُ قَدْ صَحَّحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ؛ قَالَ ابنُ مَنْدَهْ: «وَهُوَ إسْنَادٌ صَحِيْحٌ مُتَّصِلٌ مِنْ رَسْمِ أَبِي عِيْسَى والنَّسَائِيِّ»، وَقَوَّاهُ شَيْخُ الإسْلاَمِ فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى( 16 / 435 )، وَحَسَّنَهُ ابنُ القَيِّمِ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى مُخْتَصَرِ سُنَنِ أبِي دَاوُدَ لِلْمُنْذِرِيِّ( 13 / 12 ) وَدَلَّلَ عَلَى ذَلِكَ، وَرَدَّ عَلَى قَوْلِ الْمُضَعِّفِيْنَ. وَكَفَى بِهَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ قُدْوَةً وَسَلَفاً.

سَابِعاً: قَالَ فِي البَابِ الأَخِيْرِ(66): «وَقَالَ ابنُ جُرَيرٍ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، أَخبَرَنَا ابنُ وَهبٍ قَالَ: قَالَ ابنُ زَيدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((مَا السَّمَاوَاتُ السَّبعُ فِي الكُرسِيِّ إِلاَّ كَدَرَاهِمَ سَبْعَةٍ أُلقِيَتْ فِي تُرْسٍ))(9).

قَالَ: وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: ((مَا الكُرسِيُّ فِي العَرْشِ إِلاَّ كَحَلَقَةٍ مِن حَدِيدٍ أُلقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَي فَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ))(10) ».

فَهُنَا قَدْ أَوْرَدَ الشَّيْخُ الإسْنَادَ، وَكَذَلِكَ لِحَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ شَوَاهِدُ يَصِحُّ بِهَا، أَمَّا مُرْسَلُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ فَلَمْ أَجِدْ مَا يَشْهَدُ لَهُ، بَلْ مَا يُغْنِي عَنْهُ.

ثَامِناً: ذَكَرَ فِي البَابِ الأخِيْرِ-أَيْضاً- حَدِيْثَ الأَوْعَالِ وَهُوَ حَدِيْثٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ سَلَفِ الأُمَّةِ، وَقَوَّاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ:

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «حَسَنٌ غَرِيْبٌ»، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ الْجَوْرَقَانِيُّ فِي كِتَابِهِ « الأبَاطِيلِ والمنَاكِيْرِ والصِّحَاحِ وَالمشَاهِيْرِ »، وَالضِّيَاءُ فِي الأحَادِيْثِ الْمُخْتَارَةِ، وَقَالَ أبُو بَكْرٍ ابنُ العَرَبِيِّ: « حَسَنٌ صَحِيْحٌ »، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ العَرْشِ ( رقم 24 ) : « إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَفَوْقَ الْحَسَنِ ».

وَقَوَّاهُ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ، وَابنُ القَيِّمِ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى مُخْتَصَرِ سُنَنِ أبِي دَاوُدَ، وَقَالَ فِي الصَّواعِقِ الْمُرْسَلةِ: «إِسْنَادٌ جَيِّدٌ» .

وَقَالَ الشَّيْخ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ فِي قُرَّةِ عُيُونِ الْمُوَحِّدِينَ ( ص / 213 ) : «وَهَذَا الْحَدِيْثُ لَهُ شَوَاهِدُ فِي الصَّحِيْحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مَعَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ صَرِيحُ القُرْآنِ، فَلا عِبْرَةَ بِقَوْلِ مَنْ ضَعَّفَهُ» .

فَظَهَرَ بِمَا سَبَقَ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ لَمْ يُصَحِّحْ أَوْ يُحَسِّنْ حَدِيْثاً ضَعِيْفاً ( 11 &nbspالقعدة ، وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ بَعْضِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي ضَعَّفَهَا بَعْضُ العُلَمَاءِ فَهُوَ لاخْتِلافِ اجْتِهَادِهِمْ فِي الْحُكْمِ عَلَى الْحَدِيْثِ، وَكَذَلِكَ قَدْ يُوْرِدُ بَعْضَ مَا تُكِلِّمَ فِيْهِ اسْتِئْنَاساً مَعَ صِحَّةِ مَعْنَاهُ بِالدَّلائِلِ القَطْعِيَّةِ.

فلا يَجُوزُ لأَحَدٍ بِحَالٍ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ تَسَاهَلَ فِي إِيْرَادِهَا، أَوْ خَالَفَ أَهْلَ الْحَدِيْثِ، بَلْ هُوَ سَائِرٌ عَلَى نَهْجِهِمْ وَطَرِيْقَتِهِمْ، بَلْ هُوَ مِنْ كِبَارِ أَهْل الْحَدِيْثِ وَمُحَقِّقِيْهِمْ-رَحِمَهُ اللهُ-.

وَهَذَا الإمَامُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ عَلَى جَلالَتِهِمْ، وَتَمَكُّنِهِمْ فِي عِلْمِ الرِّجَالِ قَدْ صَحَّحُوا بَعْضَ الأحَادِيْثِ الَّتِي خَالَفَهُمْ فِيْهَا غَيْرُهُمْ، وَكَذَلِكَ النَّوَوِيُّ فِي رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ وَالَّذِي اشْتَرَطَ فِيْهِ الصِّحَّةَ قَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ فِي تَصْحِيْحِ بَعْضِ تِلْكَ الأحَادِيْثِ، وَكِتَابُهُ الأَرْبَعِيْنَ نَجِدُ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ ضَعَّفَ مِنْ أَحَادِيْثِهِ مَا تَزِيْدُ نِسْبَتُهُ عَمَّا انْتُقِدَ عَلَى شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ.

وَكَذَلِكَ شَيْخُ الإسْلام ابنُ تَيْمِيَّةَ والإمَامُ ابنُ القَيِّمِ وَالذَّهَبِيُّ والحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ قَدْ صَحَّحُوا أَحَادِيْثَ خَالَفَهُمْ فِيْهَا غَيْرُهُمْ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ قَادِحاً فِي عِلْمِهِمْ أَوْ عِلْمِ مَنْ خَالَفَهُمْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَتَّهِمْهُمْ أَحَدٌ بِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ فِي الْحَدِيْثِ أَوْ التَّسَاهُلِ أَوْ يَطْعَنْ عَلَيْهِم بِذَلِكَ.

فَالْخُلاصَةُ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيْثِ، وَكِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ وَالْمُحَقِّقِيْنَ، وَكِتَابُهُ التَّوْحِيْدُ مِنْ أَصَحِّ الكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ فِي العَقَائِدِ.
وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي

—————————-
الهوامش
(1) كَتَبَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ صَالِحُ بنُ عَبْدِاللهِ العُبُود تَرْجَمَةً حافِلَةً لِشَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ ضِمْنَ كِتَابِهِ البَدِيْعِ «عَقِيْدَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ السَّلَفِيَّةِ وَأَثَرِهَا فِي العَالَمِ الإسْلامِيِّ» فَيُرْجَعُ إلَى ذَلِكَ الكِتَابِ فَإِنَّهُ مُهِمٌّ غَايَةً.
(2) رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ(رقم2405)، ومُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ(رقم2525).
(3) انْظُرِ: الدُّرَرَ السَّنِيَّةَ(9/215)
(4) عُنْوَانُ الْمَجْدِ فِي تَارِيْخِ نَجْدٍ لِلعَلاَّمَةِ عُثْمَانَ بنِ بِشْرٍ النَّجْدِيِّ(1/ 6).
(5) الدُّرَرُ السَّنِيَّةُ(12/ 8)
(6) قَالَ ابنُ بِشْرٍ فِي عُنْوَانِ الْمَجْدِ(1/25-26): «كَانَ لَهُ اليَدُ الطُّولَى فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيْثِ وَأَهْلِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَصَنَّفَ مُصَنَّفاً سَمَّاهُ :"تُحْفَةَ الأَنَامِ فِي العَمَلِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ"، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ غَيْرُهَا، رَأَيْتُ لَهُ مُصَنَّفاً عَجِيباً؛ شَرْحاً عَلَى الأَرْبَعِيْنَ النَّوَوِيَّةِ، سَمَّاهُ: "تُحْفَةَ المُحِبِّيْنَ فِي شَرْحِ الأَرْبَعِيْنَ"».
(7) مِنْ كَلامِ الشَّيْخِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ حَسَنٍ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ:«فَتْحِ الْمَجِيْدِ».

(8) هُنَاكَ أحَادِيْثُ أُخْرَى تَنَازَعَ فِيْهَا العُلَمَاءُ لَمْ أَذْكُرْهَا لأَنَّهُ ظَهَرَ لِي ضَعْفُ حُجَّةِ مَنْ يُضَعِّفُهَا.
(9) رَوَاهُ ابنُ جَرِيْرٍ(3/10)، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي العَظَمَةِ(رقم220) وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: وَاهٍ، وَأَبُوهُ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، فَهُوَ مُرْسَلٌ وَاهِي الإسْنَادِ.
(10) رَوَاهُ ابنُ جَرِيْرٍ فِي تَفْسِيْرِهِ(3/10)، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي العَظَمَةِ(2/587) وفي إِسْنَادِهِ: عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ وَهُوَ وَاهٍ، ولَكِن لَهُ طُرُقٌ أُخْرَى تُغْنِي عَنْهُ فَهُوَ صَحِيْحٌ.
(11) انْتَقَدَ بَعْضُ العُلَمَاءِ إِيْرَادَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ لِقِصَّةِ الغَرَانِيقِ فِي مُخْتَصَرِهِ لِلسِّيْرَةِ، وَهَذَا فِي حَقِيْقَتِهِ انْتِقَادٌ غَيْرُ صَحِيْحٍ، فَقِصَّةُ الغَرَانِيقِ ثَابِتَةٌ، أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى ثُبُوتِهَا، وَتَلَقَّتْهَا الأُمَّةُ بِالقَبُولِ، وَقَدْ صَحَّحَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّةِ مِنْهُمُ: الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ(10/234)، وَالْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي تَخْرِيجِ أحَادِيْثِ الكَشَّافِ(4/114)، وَالسُّيُوطِيُّ، وَالشَّيْخُ سُلَيْمَانُ وَغَيْرُهُمْ، وَفَسَّرَهَا-أيْ قَولَهُ تَعَالَى: {ألْقَىالشَّيْطَانُ فِي أمْنِيَّتِهِ} بِهَا جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّةِ كَابنِ جَرِيْرٍ(17/186)، والنَّحَّاسِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ(4/426)، وَالبَغَوِيِّ(3/293-294)، والوَاحِدِيِّ فِي تَفْسِيْرِهِ(2/737)، وَأَبِي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيِّ(2/ 465)، وابنِ أَبِي زَمَنِيْنَ(3/186)، والسَّمْعَانِيِّ(3/448)، وابنِ جُزَيٍّ فِي التَّسْهِيْلِ(3/44)، وَشَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى(2/282)، وَقَالَ فِي مِنْهَاجِ السُّنَّةِ(2/ 409):«عَلَى الْمَشْهُورِ عِنْدَ السَّلَفِ والْخَلَفِ» وَالسَّعْدِيِّ(ص/ 542) وَغَيْرِهِمْ كَثِيْرٍ جِدًّا.

رحمه الله وغفر له

وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء

موضوع قيم جدا تناول ترجمة علم من الأعلام جدد عقيدة التوحيد في زمن كثُر فيه الشرك وأهله

بارك الله فيك

وجزاك الفردوس الاعلى

القعدة
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس عبد الوهاب القعدة
القعدة
القعدة
رحمه الله وغفر له

وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء

موضوع قيم جدا تناول ترجمة علم من الأعلام جدد عقيدة التوحيد في زمن كثُر فيه الشرك وأهله

بارك الله فيك

وجزاك الفردوس الاعلى

القعدة القعدة

و فيك بارك الله أخي عبد الوهاب.

اللهم ارحم شيخنآ محمد بن عبد الوهآب
و بآرك في أبي الليث لمآ يعرفو يذود به عن شيخنآ العلآمة
=)

رحم الله الشيخ وجزاكم خيرا

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مـــوضـــوع قـــيـــم وطـــرح رائــــع

فلا يَجُوزُ لأَحَدٍ بِحَالٍ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ تَسَاهَلَ فِي إِيْرَادِهَا، أَوْ خَالَفَ أَهْلَ الْحَدِيْثِ، بَلْ هُوَ سَائِرٌ عَلَى نَهْجِهِمْ وَطَرِيْقَتِهِمْ، بَلْ هُوَ مِنْ كِبَارِ أَهْل الْحَدِيْثِ وَمُحَقِّقِيْهِمْ-رَحِمَهُ اللهُ-.

القعدة

بارك الله فيك أخي الفاضل ونفع بك
القعدة

سلالالاموووو
اسعد الله قلوبكم
بارك الله فيك على الموضوع الراقي
بالفعل هو رجل دين خلق في زمن كثرت فيه الفتن وكثر فيه الفسوق
فأراده الله ان يكون منبر صالح للهداية والدعوة

والآن ينعتون كل من كان سلفيا بإسم يا وهابي يا ارهابي
الله ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tistissa dj-tissou القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة القعدة

و اياك بارك الله فيك.