من حدائق الإيمان 2024.

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وبعدُ :

قال عليٍ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ :" رَوِّحوا عنِ القلوبِ وابتغوا لها طرائفَ الحكمةِ ؛ فإنَّها تَمَلُ كما تَمَلُ الأبدان ".

فالإنسانُ يحفظُ أحسنَ ما يسمع ، ويكتبُ أحسنَ ما يحفظ ، وفي حديقتنا هذه سنكتب أحسن ما نحفظُ من أبياتِ شعرٍ . حكمٌ وأقوالٌ للسلفِ . مواقفٌ . قصص ، فوائد ، ثم نتجول في هذه الحديقة فتكونُ جولتنا ترويحاً للنفسِ ، وإراحةً للذهنِ ، وجمعاً للفوائد .

والعلومِ من جهة محتواها ومضمونها تنقسمُ إلى قسمينِ ، وقد قسمها إلى هذا التقسيم الإمام الشاطبي -رحمه الله تعالى-:

1) علم العُقَد: هي العلوم الأصلية التي يتعلمها الطالب ويدخل فيها علم الوسائل الأربع وكذلك علوم الغاية.
سميت بالعقد لأنها كالعقدة تحتاج إلى من يحلها لك وإلى من يفك لك رموزها.

2) علم المُلَح: وهي العلوم التي تَنشط لها القلوب ومن خلالها يطرد طالب العلم الملل والكسل كالأشعار والأخبار والقصص، فهذه لا تحتاج من الطالب إلى جد.

وقد كان السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ إذا تعلموا العلم وأحس أحدهم بفتور فإنه يلجأ إلى كتب الأخبار والأشعار.

وكانَ الإمام الزهري ـ رحمه الله تعالى ـ إذا حدَّثَ تلاميذهُ وفرغَ من ذلكَ قالَ : ( هاتوا من أشعاركم ومن مُلَحِكُم ) .

فهيا نقتطف من كل بستان زهرة ومن كل قول حكمة ومن كل نبع قطرة

وسأبدأُ بشئٍ من أجملِ ما قرأتُ ـ أو بالأحرى ـ ما سمعتُ ، فقد سمعتهُ من شيخنا العلامة أبي إسحاق حيث قالَ حفظهُ الله : قالَ يحيى بن معاذ " أخفُ عبادةٍ على القلبِ والجسدِ ؛ الحبُّ في الله ، وحقيقةُ هذا الحب أنه لا ينقصُ بالجَفاءِ ، ولا يزيدُ بالود "

فإني واللهِ أحبكم في الله

فهيا شاركونا .

السلام عليكم
موضوع رائع ومفيد في استكشاف ومعرفة بعض اقوال السلف الصالح
شكرا اختاه بارك الله فيك

………………………… ………..
قال بعض السلف:
خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم

السلام عليكم

بارك الله فيك…
بارك الله فيك……….
بارك الله فيك اختي الكريمة
القعدة
القعدة
شكرااااااااااااااااا
بارك الله فيك………
القعدة

مشكورة على موضوعك الحلو
بارك الله فيك

آثار الإيمان بالأسماء والصفات على العبد 2024.

"آثار الإيمان بالأسماء والصفات على العبد
***********************

1-التعبد بأسماء الله وصفاته: فالعبد إذا عرفها آمن بها على ما يريد ربه جل وعز، وعرف معناها على ما يزيد إيمانه بربه، فيعظم الله جل وعز في قلب من عرفه، ولذا قيل: “من كان بالله أعرف كان منه أخوف”.
2-زيادة الإيمان: معرفة الأسماء الحسنى والأوصاف العلا يستشعر بها العبد عظمة الله جل وعز؛ مما يزيده إيمانًا إلى إيمانه وخضوعًا إلى خضوعه لله جل وعز{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17]
3-ذكر الله: من عرف الله أحبه، ومن أحب ربه أكثر من ذكره؛ لأنه ملك عليه قلبه بالحب، حتى أصبح لا يحب إلا فيه، ولا يبغض إلا فيه.
4-محبة الله جل وعز: يقول تعالى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } [البقرة: 165] فإذا عرف العبد عظيم صفة الرب جل وعز مالت نفسه لربه، وتعلقت به سبحانه، فابتهجت النفس بربها لكمال الجلال والجمال، وبهذا يتلذذ العبد بكلام الرحمن ويأنس بدعائه ويرجوه ويخافه؛ لأن محبة الله جل وعز دافعة له لذلك؛ فتجده يحب الله، ويحب ما يحب الله ويحب من يحب الله.
5-الاستحياء منه تعالى: فكلما عرفته هِبته جل وعز، وكلما هبته سبحانه زاد حياؤك منه، فحفظت العبد وما على، وذكرت الموت والبكى، وحفظت جوارحك ليرضى جل وعز.
لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، ولا يصفه إلا بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئًا تبارك الله وتعالى رب العالمين
الإمام أبو حنيفة.
6-تواضع النفس وانكسارها له: إذا عرفت عزته تعالى فاعرف ذلتك، وإذا عرفت قوته فاعرف ضعفك، وإذا عرفت ملكوته فاعرف فقرك، وإذا عرفت كماله فاعرف نقصك، وإذا عرفت كمال أوصافه وجمال أسمائه فاعرف كمال فقرك وافتقارك وذُلَّك وصغارك، فما أنت إلا عبد.

لمعرفه المزيد من هنا . ربى الله

"

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على المعلومات القيمة
جزاك الله كل خير وجعله في
ميزان حسناتك

ثمرات الإيمان بالله 2024.

"ثمرات الإيمان بالله
***********

يقول الله جل وعز{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ 24 تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } [إبراهيم:24 – 25] ، ومن ثمرات الإيمان الآتي:
1- الإيمان الصادق يُضفي الطمأنينة والراحة النفسية والانشراح للصدر، وهذا مصداق قوله تعالى { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]
2- تحصيل المـَعيَّة الخاصة من الله للمؤمنين ؛أي يخرجهم من ظلمات الكفر وتبعاته إلى نور الإيمان وثوابه.
3-الفوز برضا الله وبالجنة التي أعدها لمن آمن وصدَّق به، قال جل وعز{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ} [التوبة: 72]
4- دفاع الله عن أوليائه وحزبه وأحبابه المؤمنين{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا } [الحج: 38]، ومن ذلك: دفاع الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في حادثة هِجرته، ودفاعه جل وعز عن الخليل إِبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النَّار.
5- الرفعة في الدين والإمامة فيه؛ قال جل وعز{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24]، ولا أدل على ذلك من إمامة أهل الدين واليقين بالله، فقد خلد الله ذكرهم، وأبقى مآثرهم وهم بين أطباق الثرى؛ فأعيانهم مفقودة، ولكن آثارهم وأخبارهم في الحياة موجودة.
الإيمان بالله صلة بين الضعيف وربه، كما أن القوي يستمد منه قوته.
6- محبة الله للمؤمنين، قال تعالى { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، وقال { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]
7- الحياة الطيبة في الدارين، قال جل وعز{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97]، فأين الباحثون عن الحياة الطيبة والسعادة؟!!
حياة بلا إيمان موت محتوم… مقلة بلا إيمان عمياء.. لسان بلا إيمان أخرس.. يد بلا إيمان شلاء..
8- محبة الله للمؤمن، ومحبة المؤمن له، يقول جل وعز { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }[المائدة: 54]؛ أي: يحبهم ويجعل لهم المحبة بين الناس.
9- حصول البشارة لأهل الإيمان بكرامة الله لهم؛ يقول الله جل وعز { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة: 112]، ولا تكن البشارة إلا بعظيم فيظهر أثرها على البشرة، ولذا سميت بشارة، ولا أعظم من رحمة الله جل وعز ورضوانه وجنته، يقول جل وعز{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } [البقرة: 25]
10- الإيمان سبب للثبات يقول جل وعز{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 173]، ولا أدل على هذا الثبات من تضحيات سَجلها التاريخ للأنبياء والصحابة والتابعين، ومن سَار على نَهجِهِم.

11- الانتفاع بالموعظة؛ يقول جل وعز{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55]، فلا ينتفع بالذكرى أو الموعظة إلا أهل الإيمان.
12-جعل الخير في كل حال للمؤمن؛ ففي حال السعة وفي حال الضيق يكون الخير حليفًا للمؤمن، قال ﷺ: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له” (رواه مسلم)، فالإيمان يحمل صاحبه على الصبر في الضرّاء، والشكر في السراء.
13- عصمة المؤمن من الوقوع في الكَبائِر؛ فقد صح عنه ﷺ قوله: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن …” (رواه البخاري).
فهذه ثمرات جليلة عظيمة للإيمان، فأين الباحثون عن السعادة وراحة البال والطمأنينة؟!
آثار الإيمان بالله
من آثار الإيمان في حياة المؤمن:
الإيمان بالله حياة…والحياة مع الله إيمان.
1- زيادة حرص المؤمن على الانقياد للشرع المطهر، يقول جل وعز { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [النور: 51] فالإيمان يحمل صاحبه على المبادرة للامتثال والانقياد لأمر الله جل وعز. ويقول تعالى{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65] بل ويحمل الإيمان صاحبه على التسليم والرضا بأمر الله جل وعز.
2- حماية الله لعبده من الشِّرك الجَلِي والخَفِي، ومن ذلك عدم صرف شيء من الدعاء أو الاستعانة أو الاستغاثة لغير الله جل وعز؛ فالنافع هو الله، والضار هو الله جل وعز{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 17].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا } [محمد: 7] ، دعاهم بالإيمان وحثهم عليه لعظيم مكانته.
3- الحب في الله والبغض في الله، وذلك أوثق عُرى الإيمان؛ يقول جل وعز{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات: 10]، ولا أدل على ذلك من مؤاخاة الأنصار للمهاجرين، وبذلهم أنفسهم وأموالهم لإخوانهم، وقد قال المعصوم ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” (رواه البخاري).
4- الصبر على الجهاد في سبيل الله وبذل الغالي والنفيس؛ ليرضى الله عز وجل، يقول تعالى{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15]
5- تعلُق القلب بالله ووعدِه وما عنده وسعادته بذلك؛ فجنة الدنيا بالنسبة له الإيمان وطاعة الرحمن، ويرجوا جنة الآخرة التي هي وعد الله له، بل ويرجوا الأجر من الله لكل ما يَلْقَاه من نَصَب وتعب وعَرق، وأن تكتب في صَحَائِف أعماله، يقول الله عز وجل{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 120 وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة:120- 121] كل هذا لأهل الإيمان به والصدق في معاملته جل وعز.
6- الحصول على وِلاية الله ورسوله، يقول الله عز وجل{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا} [المائدة: 55] وتولي الله أي: محبته سبحانه، ونصرة دينه، ومحبة أوليائه، والبراء ممن ضد ذلك؛ وهم أعداء الله، يقول جل وعز{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22]، بل المؤمن يتولى الله ورسوله والمؤمنين ولا يتخذ الكافرين أولياء ألبتة، يقول جل وعز{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 28]
7- تحصيله الخُلُق الحَسَن، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: “الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر” (رواه البيهقي)، وخصلة الحياء من أعظم حسن الخلق، فالمؤمن يحسن خلقه مع إخوانه ليعيش في نعيم دنيوي بلا مشاكل ولا شقاق ولا خصومات…كل هذا لأنه مؤمن، وليس ذلك إلا للمؤمن.
8- السعادة الحقيقية والراحة النفسية؛ مما يجعله يشعر بأنه في جنة الدنيا من السعادة وراحة البال؛ لأن له رب واحد هو الله جل وعز، ونبي واحد هو محمد بن عبدالله ﷺ، ومنهج واحد هو اتباع رضوان الله، وهدف واحد هو جنة عرضها السماوات والأرض.
وإنك لتلتفت يمينًا وشمالًا فترى العيادات النفسية تمتلىء بالمرضى، وتستمع للشكاوى والهموم والغموم والأرق وقلة النوم والهواجس والكوابيس؛ فتعلم علم اليقين أن هذا كله بسبب الابتعاد عن الإيمان الحق بالله جل وعز، وبسبب الركون للدنيا والتعلق بها؛ فالماديات قد طغت على الجوانب الروحية، والإنسان بحاجة ماسة لإشباع الجانب الروحي، ولا يكون ذلك إلا بالإيمان الحق بالله جل وعز والتعلق به ومداومة ذكره، والإيمان بالملائكة وبالكتب وبالرسل وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، حلوه ومره من الله جل وعز.
المهم أن كثيرًا من الخلق قد غفل عن دواء القلب، وعن راحة الصدر، وعن جنة الدنيا لهثًا وراء حطام الدنيا الفانية، فلا هو حقق ما يريد، ولا هو استراح من أول الطريق.
وإشباع الجانب الروحي لن يحصل إلا بالإيمان؛ لأن الروح من عند الله، والجسد خلقه الله من تراب، فكلما أشبعت الجانب الروحي سمت نفسك وارتقت واطمأنت وارتفعت عن سَفَاسِف الأمور، وكلما أهملت هذا الجانب انحدرت نفسك إلى الطبيعة الحيوانية الشهوانية، وزاد ضِيقها وضَنَكها، وأظلمت الدنيا في عينيها.

لمعرفه المزيد عن الايمان بالله وغيرها الكثير من هنا.ربى الله

"

ثورة الإيمان – الإنقلاب 2024.

ثورة الإيمان – الإنقلاب

الثورة في أول معانيها انقلاب .. انقلاب على ماض مرير وحاضر مؤلم …. تُبدِّل حالا بحال .. وتقلب الأمور ظهرا لقلب .. تعيد الأمور إلى نصابها .. وتُرجِع الحق سيدا ليرتدَّ الباطل ذليلا خاسئا ..
والثورة التي عصفت بالنظام الظالم تشبه في عشرة جوانب:

الثورة على النفس الظالمة .. فإذا كانت الثورة انقلابا، فإن انقلاب …القلب: أن تظل طوال عمرك بعيدا عن الأنوار .. تسكن الظُّلمة وتغرق بالأوزار في الأوزار، ثم تصير فجأة منبع النور وصانع النهار …
أن تطوف حول ذاتك ومتعتك ولذَّاتك حتى نالك غبار الثورة، فقذف في قلبك حب الخير ونفع الغير، ولو كانوا من لا تعرف بل ومن لا تحب..
أن تكون أبعد ما تكون عن الجنة، تابعا للشيطان، خادما له حتى استنشقتَ عبير الثورة، فتسلَّمتَ زمام القيادة، ثم أَرغَمْتَ أنف إبليس في التراب، وأذقته ألوان العذاب بعد ما هدمت ما بنى الأعوامَ الطوال.

أن تكون هممك دنيوية .. فارق راتب تسعى إليه .. مستوى معيشي تحلم به .. زميل دراسة سبقك إلى الثراء فتكدُّ في اللحاق به .. فإذا بالثورة تعصف بالقديم .. تقتلعه من جذوره، ثم تستبدله بالجديد، وجديد القلب هو تعلقه بالعرش، وطمعه في مجاورة نبي أو شهيد، وطوافه حول مصالح الأمة لا السعي على اللقمة، ثم انعكاس ذلك على عملك ووقتك وجهدك.
أن تستهلكك الشهوة المهلكة والفتنة المضلة إلى أن تخوض جحافل الثورة القتال وتتأهب للنزال، فتنزل نار الشهوة على القلب بردا وسلاما ، بل وتصير فرصة ثواب سانحة، ورحلةً رائعة لنيل الصابرين رضا رب لطيف وهاب.
أخي .. قامت ثورتنا ولم تسكن .. فما آن لك أن تسبح مع التيار .. وتلحق بالثوار؟!
الثورة ريح عاصف .. يعصف بكل قبيح .. فأين ما عصفت به عندك؟
الثورة ذروة القوة .. أما تنتفض اليوم عملا وبذلا .. شوقا إلى الجنة .. فزعا من النار؟!
إذا كنت طوال عمرك عاجزا عن تغيير نفسك، فقد واتتك الفرصة اليوم ونزلت بك الثورة لتمنحك هذا الأمل.
فإن ظللت تعيش عيش العجائز، وتلازم كل عاجز فـــــــ … كيف أعذرك!!
أخي ..
كان العمل وإصلاح النفس والمجتمع فريضة قبل الخامس والعشرين حين كان القيد ثقيلا والليل حالكا .. فما بالك بعد أن أكرمنا الله بالحرية وأذاقنا قلبك حلاوة التغيير .. أنستسلم للأحلام ونغرق في الأماني والأوهام!!
الحرية نعمة تتطلب شكرا، وشكرها مزيد العمل في الإصلاح والبذل والبناء .. وإلا نزعها الله منا!!
أخي .. أنت وحدك
قائد انقلابك ..
ومهندس تغييرك ..
ورائد إحيائك ..
فأين العزمة القوية .. أين النهضة الفتية ..
أما استلهمت من الثورة انقلابها على الباطل .. أي باطل ..
يستوي عندك الباطل الذي غزا الأمة فأذلها .. والباطل الذي غزا النفس فأضلها
فهل شاركت في الثورة؟ هل رميت فيها بسهم؟ وإن فاتك هذا الشرف العظيم والفضل الكبير فهل لك في الاستدراك يا واسع الإدراك ..
اليوم يومك .. أيها الثائر الحق ..

د/ خالد أبو شادي
حفظه الله

بآرك الله فيك

مُغَذِّيات الإيمان 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينبغي للعبد أن يسعى ويجتهد في عمل الأسباب الجالبة للإيمان والمقوية للإيمان ،

ومن أعظم ذلك تدبر القرآن ،

فإنه يزيد في علوم الإيمان وشواهده ويقوي الإرادة القلبية ويحث على أعمال القلوب من التوكل والإخلاص والتعلق بالله الذي هو أصل الإيمان ،

وكذلك معرفة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وسماع حديثه ، ومعرفة معجزاته ، وما هو عليه من الأخلاق والأوصاف ،

وكذلك التفكر في آيات الله ومخلوقاته المتنوعة ،ولهذا يحث الله على التفكر في ملكوت السماوات والأرض وما أودع فيها من الآيات والبراهين الدالة على وحدانية الله وصفاته وآلائه ،

وكذلك التفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة ، الخاصة والعامة فإنها تدعو دعاء حثيثا إلى الإيمان وتقويه ، فما بالعباد من النعم وما يدفعه من النقم كلما تفكر فيها ازداد إيمانه وقوي يقينه ،

وكذلك النظر في أحوال الأنبياء والصديقين وخواص المؤمنين ، ومعرفة أحوالهم ، وتتبع أمورهم ،من أكبر مقويات الإيمان ومواد تغذيته ،


وكذلك الضرورات التي تلجيء العبد إلى ربه وتحثه على ذكره وكثرة دعائه
وما ينشأ عن ذلك من تفريج الكربات وإجابة الدعوات وحصول المسار واندفاع المضار ، كلها من مقويات الإيمان .

ومن أعظم مقويات الإيمان ومغذياته اللهج بذكر الله والإكثار من دعائه والإنابة إليه في السراء والضراء ، في جميع النوازل الخاصة والعامة ، الكبيرة والصغيرة ،فهي من مغذيات الإيمان ، والإيمان يغذيها ، فكل من الأمرين يمد الآخر ,

وكلما ازداد العبد من هذه الأمور ومن الرجوع إلى الله في كل أحواله ، ازداد إيمانه ،وكثرت شواهده ، وازداد العبد بصيرة ويقينا ، وقوي توكله .

ومن مغذيات الإيمان : قوة الصبر على طاعة الله وعن معاصيه وعلى أقداره ، مع استصحاب التوكل والإستعانة بالله على ذلك ، بل هو الإيمان أصلا وفرعا وغذاء وثمرة ، فمتى غرست شجرة الإيمان في القلب وتأصلت بمعرفة الله ومعرفة ما له من الأسماء الحسنى والصفات العظيمة، والتفرد بكل كمال وكل فضل وإفضال، وانبعثت دواعي الإنابة إلى الله بذكره ودعائه ، والرجوع إليه ، وامتثال أمره واجتناب نهيه ، والصبر على أقداره ، والرضى به ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، وتعاهد العبد هذه الشجرة بالأوراد الشرعية والوظائف المرتبة ،

وهي : أعمال اليوم والليلة ، ودوام التوبة والإستغفار كل وقت ، والعزم الجازم على تحقيق الإخلاص لله والمتابعة للرسول ، والاجتهاد في تحقيق ذلك ، وتنقية القلب من كل ما يضاد ذلك ،من رياء وفخر وعجب وكبر وتيه ، ومن غل وحقد وغش مما ينافي النصيحة ومحبة الخير للمسلمين ، وتعاهدها أيضا ببذل ما يستطيعه العبد من النفع للعباد ، من تعليم ، ونصيحة لهم في دينهم ودنياهم ، وتوجيهه لهم إلى الخير بحسب أحوالهم ، ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بحسب قدرته واستطاعته وبحسب الظروف التي هو فيها ، متى وفق لذلك كله ، آتت هذه الشجرة أكلها كل حين بإذن ربها .

والله تعالى هو الموفق وحده ،المحمود وحده ، الذي لا ملجأ للعبد ولا منجا منه إلا إليه ، ولا حول ولا قوة إلا به ، وهو المرجو في كل الأمور ، وإليه المفزع والمشتكى، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب .

من كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 80 – 82 ) للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله –

رحم الله شيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي واسكنه فسيح جناته
حفظكي المولى ورعاكي على ما تقديمنه اختي

القعدة
جزاكم الله خير اخوتي على المرور الكريم ولكي تحية خاصة اختي ام انس

بارك الله فيك أختي

وتقبل الله منا ومنكمـ صالح الأعمال

في ااخير تقبلي

مني كل خير

وفيكي بارك الله اخانا الصافي سعدت بمرورك الطيب


القعدة

كيف يزيد الإيمان وينقص؟ + المصافحة تزيد الود 2024.

القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك أخي

لا حرمت الأجر

بارك الله فيك ….جوزيت الجنة أخي …. درر ما ورد في موضوعك ..

القعدة

جعله الله في ميزان حسناتك
شكرااااااااااااااا
ممتاز ويستحق التقييم والله بدون مبالغة
شكرا للمعلومة

سلسلة قطوف من هدايات الإسلام : 3- الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ نِعَم الله جل وعلا على عباده كثيرة لا تحصى ، عديدة لا تستقصى ، وإنَّ أجلّ نعَم الله على عباده وأعظم منته أن بعث في هذه الأمة رسوله المصطفى ونبيه المجتبى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ؛ بعثه مبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، ختم الله به الرسالة ، وهدى به من الضلالة ، وعَّلَّم به من الجهالة ، وفتح برسالته أعيناً عميا وآذاناً صُما وقلوباً غُلفا ، رفع له ذكره وأعلى له شأنه وجعل الذِّلة والصغار على من خالف أمره ، بعثه رحمة للعالمين ليحيي القلوب الميتة بدعوتهم إلى دين الله وهدايتهم إلى صراط الله المستقيم .

{قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [لطلاق:10–11] ،

وهو أكمل عباد الله عبادةً وأزكاهم خُلُقًا، وأطيبهم نفسًا، وأحسنهم معاملةً، وأعظمهم معرفةً بالله سبحانه وتعالى وتحقيقًا لعبوديته، اصطفاه الله عز وجل ليكون سفيرًا بينه وبين عباده، وواسطةً بينه وبين النَّاس في الدَّلالة على الخير والدَّعوة إلى الهُدى، واختاره سبحانه وتعالى ـ على علمٍ ـ من أفضل وأعْرَق البشريَّة نسبًا، وخصَّه بأكمل صفات البشـر من حيث الخَلق والخُلُق، وخصَّهُ بأجمل الصِّفات في هيئته البهيَّة، وطلعته الجميلة، ومُحيَّاه المُشـرق، وصفاته العالية الرَّفيعة صلواتُ الله وسلامه عليه، وخصَّه بأكمل الخِلال وأجمل الأخلاق وأطيب الآداب، وجعله سبحانه وتعالى أُسوةً للعَالمين وقُدوةً لعباد الله أجمعين،

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

وقد افترض الله جل وعلا على العباد الإيمان به ومحبته وطاعته صلى الله عليه وسلم .

ومن الإيمان به – عليه الصلاة والسلام – : اعتقادُ أنه مبلِّغٌ عن الله كما قال تعالى: { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [العنكبوت:18] ،

وكما قال جل وعلا: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم:3–4] ،

وقال الله تعالى : ? قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ? [الأنبياء:45] ،

واعتقاد أنه بلغ ما أمر به أتم البلاغ وأكمله ، ولم يترك خيراً إلا دل الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:68] .

ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أمره الله بإبلاغه فقد أعظم على الله الفرية ، ولم يمت صلوات الله وسلامه عليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى في ذلك تنصيصاً وتبيينا قوله سبحانه: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3]

ومن الإيمان به اعتقاد أنَّ الدين الذي جاء به هو دين الإسلام الذي لا يرضى جل وعلا ولا يقبل ديناً سواه ، قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } [آل عمران:19] ، وقال الله تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85] .

ومن الإيمان به اعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فلا نبي بعده قال الله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب:40] ،

وفي سنن أبي داود وغيره من حديث ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي )) .

ومن الإيمان به اعتقاد أنه واسطةٌ بين الله وبين خلقه في إبلاغ دينه وبيان شرعه ، وليس واسطةً في العبادة وجلب المنافع ودفع المضار ؛ فإنه ليس شيءٌ من ذلك إلا لله تبارك وتعالى .

ومن الإيمان به اعتقاد عموم رسالته وأنه رسولٌ للعالمين كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } [سبأ:28] ، وقال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107] ،

بل يجب – عباد الله- أن نعتقد أنه عليه الصلاة والسلام مرسَل إلى الثقلين الإنس والجن ، قال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأحقاف:29–31] .

ومن الإيمان به اعتقاد فضله وأنه أكمل الناس طاعةً لله وأعلمهم بالله واتقاهم لله ، وأنه عليه الصلاة والسلام أحسن الناس قيلا وأقومهم حديثا وأطيـبهم وأزكاهم عملا – صلوات الله وسلامه عليه- ، وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ))

ومن الإيمان به محبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين وأنه أوْلى بكل مؤمن من نفسه ،

قال الله تعالى: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } [الأحزاب:6] ، وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْآنَ يَا عُمَرُ )) ، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) .

وليست محبةُ النبي صلى الله عليه وسلم مجرد دعوى تُدّعى ؛ وإنما حقيقتها اتباعٌ له وانقياد لأمره ولزومٌ لنهجه صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذا أنزل الله قوله: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران:31] ،
ولهذا حقيقةُ الإيمان به ومحبته صلى الله عليه وسلم : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر .
وليس من الإيمان به في شيء الغلُو فيه صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في أحاديث عديدة تحذيرَ أمّته من الغلو ، وفي ذالكم يقول عليه الصلاة والسلام : ((إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ )) ، وفيما يتعلق بشخصه الكريم يقول عليه الصلاة والسلام : ((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْد ؛ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )) .

ومن الإيمان به تعزيره وتوقيره ونصرته ، قال الله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الفتح:8–9] ؛

وتعزيره : نصرته . وتوقيره : احترامه وتعظيمه صلوات الله وسلامه عليه، وحقيقتها اقتداءٌ به وتمسّكٌ بهديه ولزومٌ لسيرته العطرة صلوات الله وسلامه عليه ، وتمسك بما كان عليه الصحابة الأخيار من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان، واعتقاد أنه الميزان الأكبر، وعليه تُعرض الأشياء؛ على خُلُقه وسيرتِه وهديه، فما وافقها فهو الحقُّ، وما خالفها فهو البَاطل.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صـــلـــى الله علـــيــهـ وسلم

بارك الله فيكم موضوع شيق في رسولنا الكريم

جزاكم الله الجنة وجعله الله في ميزان حسناتكم آمين

السلام عليكم ورحمة الله
موضوعك عن النبي صلى الله عليه وسلم رائع اخي

القعدة

الإسلام والإيمان 2024.

الإسلام والإيمان

سأل جبريل -عليه السلام- الرسول ( عن الإسلام؟ فقال
(: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا). فسأله عن الإيمان؟ فقال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [مسلم].
وعندما أتى وفد قبيلة عبد القيس إلى رسول الله ( رحَّبَ بهم، ودعاهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، فقال: (أتدرون ما الإيمانُ بالله وحدَهُ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصيامُ رمضانَ، وأن تعطوا من المغنم الخُمُسِ) [متفق عليه]. والرسول ( في هذا الحديث يُعرِّف الإيمان بتعريف الإسلام.
إذن إذا ذكر الإسلام مع الإيمان -كما جاء في حديث جبريل- قُصِدَ بالإسلام العبادات الظاهرة من صلاة وصيام وزكاة وحج..الخ، وقصد بالإيمان اعتقاد القلب بالله وملائكته ورسله وكتبه.. الخ، أما إذا ذكر الإيمان وحده شمل الإسلام، وإذا جاء الإسلام وحده شمل الإيمان كما في قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 35-36].

السلام عليكم
بارك الله فيك
و جزاك عنا كل خير
و جعله الله في ميزان حسناتك

كيف تعرف مظاهر ضعف الإيمان وتجدده؟ 2024.

لألف سبب وسبب، يحتاج كل واحد منا أن يجدد إيمانه، ويعيد النظر في علاقته بالله، وأن يعيد الروح إلى مشاعره الإيمانية.

لألف سبب وسبب، يحتاج كل واحد منا أن يخشى على إيمانه من الفتور، وعلى قلبه من الصدأ، وعلى روحه من الانقياد وراء مغريات الأرض، ومشاكل العمل والحياة، وصراعات البشر، وهوى النفس، ومداخل الشيطان، وشهوات الجسد، ومفاتن الدنيا، كلها تدعو المؤمن لأن يخاف على إيمانه، حتى لا يضيع من بين جنبيه.

أخي الكريم.. ألا تخشى على إيمانك؟ هل تصدق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخشى على إيمانه؟

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو دائمًا: "اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، وكان يدعو الله أن يحفظ وجهة مشاعره، فلا تحيد عن اتجاهها الرباني المتجه إلى أعلى، لتتسخ بطين الأرض، فكان يدعو: "اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك" (رواه مسلم).

وكان يدعو ليلاً ونهارًا في أذكاره في اليوم والليلة: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر".

هل تعرف أن عمر بن الخطاب الذي فرَّق إيمانه بين الحق والباطل، والذي كان يهرب منه الشيطان، والذي سار في وجهه خطان أسودان من البكاء من خشية الله، هل تعرف أنه كان يتهم نفسه بنقص الإيمان؟

فلقد روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله لأصحابه: "هلموا نزدد إيمانًا".

وكان طبيعيًّا أن ينتبه الصحابة للأمر.. فكان سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يدعو فيقول: "اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا وفقهًا"، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: "مَن فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه".

الإيمان يزيد وينقص

طبيعي أن يزيد الإيمان وينقص، وهذا ليس عيبًا في الإنسان، بل هي طبيعة البشر وسنة الحياة، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء".

روى أبو جعفر الخطمي عن أبيه عن جده عمير بن حبيب قال: "الإيمان يزيد وينقص. قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه".

وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا﴾ (الأنفال: من الآية 2)، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران)، وقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ (الفتح: من الآية 4)، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)﴾ (التوبة).

مظاهر ضعف الإيمان

وظيفة الشيطان أن يهاجم الإنسان في إيمانه ليضعف طاقته الإيمانية، ويذبذب علاقته بالله، فيصبح ثقيلاً متكاسلاً، ويحدث الآتي:

1- التكاسل عن أداء الصلاة في جماعة وهي أحد أوصاف المنافقين حيث يقول تعالى ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى﴾ (النساء: من الآية 142).
2- الصعوبة الشديدة في القيام لصلاة الفجر. قال النبي صلى الله عليه وسلم "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".
3- عدم الخشوع في الصلاة، وكثرة السرحان في مشاغل الدنيا وهموم الحياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئٍ مسلمٍ تحضره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسِن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفَّارةً من الذنوب ما لم تُؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كلُّه" رواه مسلم.
4- ترك السنن والنوافل.
5- هجر القرآن ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)﴾ (الفرقان).
6- تجرؤ المسلم على المعصية وتجرؤ المعصية عليه.

انتبه
نقص الإيمان لا يحدث فجأة، ولا يتم دفعة واحدة، لكن خبث الشيطان يجعله يتحايل عليك ليسقط عنك سلاحًا تلو الآخر، حتى تفاجأ بالضعف والوهن، وأن حركتك أصبحت ثقيلة وصعبة، فتصاب بفتور عام في كل أجهزتك الإيمانية، فتنظر وراءك فتتحسر على نفسك وتسألها في دهشة: كيف حدث هذا؟ ومتى حدث؟ وكيف حدث؟

يحاول الشيطان أن يجرد المسلم العابد أولاً من سلاح السنن، وهو الحصن الحصين الذي يحمي الفريضة، فيكتفي بالصلاة في جماعة دون استعداد يجعله يصلي صلاته بحضور من يكون بين يدي الرحمن في مناجاة فردية رائعة، ودون ختام لها يجبر كسرها وما ضاع منها في فكر شارد.

يسقط سلاح السنن ليبدأ الشيطان في توجيه أسهمه إلى الخشوع في الصلاة، ليفسد ذلك الحوار الإيماني الراقي بينك وبين ربك، فتقف في الصلاة جسدًا بلا روح، لا تكاد تبدأها حتى تريد أن تنتهي منها.

بعدها تبدأ في التكاسل عن ختام الصلاة، وتتوالى الأعذار التي تقنعك بالصلاة في المنزل: أنا متعب الآن، دقائق حتى انتهى من هذا الأمر… الخ.

يكثر استخدام سجادة الصلاة لأداء الفريضة في المنزل، بعد أن سقطت مهمتها في أداء السنن، ويكثر سجود السهو بعد أن نجح الشيطان في أن يشكك مرات ومرات في عدد ركعاتك.

لا داعي بعد كل هذا أن نسأل عن صلاة الفجر والأذكار والورد القرآني اليومي، لقد انتصر عليك الشيطان بضربة موجعة في قلبك، وليس عليك الآن إلا أن تنتبه وتقرر أن تجدد إيمانك من جديد.

وسائل تجديد الإيمان

جميل أن تعرف مرضك وتشخص داءك وتقرر أن تسلك طريق الشفاء، فهذا وحده يعني أنك قطعت نصف الطريق.

يقول الحسن البصري رحمه الله: "لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله"، وكما قال زاهد مكة وهيب بن ورد: "إن من صلاح نفسي علمي بفسادها".

إن عزيمتك هي التي ستجعلك تقطع نصف الطريق.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم … وتأتي على قدر الكرام المكارم

أما النصف الآخر من الطريق فيتمثل في الآتي:
1- مجالسة الصالحين
يجزم علم النفس أن السلوك داخل مجموعة يختلف عن السلوك الفردي، وهو نفس ما صدقه الحديث الشريف "الشيطان مع الواحد، من الاثنين أبعد"، فالإنسان وسط مجموعة يكون أكثر استعدادًا للسير معها، بل وتحفز نفسه للتنافس والتفوق على من معه، وعندما تكون الصحبة صالحة وهدفها طاعة الله، يصبح من السهل على المرء أن يشحن إيمانه باستمرار ودون جهد منه.

وعندما يصبح الفرد وحيدًا بلا صحبة صالحة، تهاجمه الدنيا من كل مكان، وتختلي به الشهوات وتتنازعه الأهواء، وتضعف أحباله الموصولة بالسماء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" رواه أبو داود في سننه.

2- المشاركة في العمل
عندما يكون الأمر صعبًا عليك، ابحث عمن يساعدك فيه.. هذا هو الحل عندما تضعف قواك الإيمانية عن رفع الغطاء عند أذان الفجر، أو الصلاة في جماعة، اتفق مع صديق نشيط في عباداته أن يعينك باتصال تليفوني أو مرور على المنزل حتى تستقر الأمور، وتصل طاقتك الإيمانية إلى معدلها الطبيعي. يقول تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2).

3- دعوة الآخرين
تمر مراحل غرس القيم بمراحل أربع:
الأولى التأثير الإعلامي، ثم مرحلة العصف الذهني الذي يجعل القيمة تتفاعل مع العقل، ثم مرحلة تنفيذ الوسائل العملية التي تربط القيمة بالواقع، ثم تأتي آخر المراحل، وهي مرحلة (تبنى القيمة)، وهي المرحلة التي تدعو فيها غيرك إلى التحلي بقيمة أو بخلق فاضل، وإذا وصلت إلى هذه المرحلة، فسيصبح من السهل جدًّا أن تقوم بتنفيذ ما تدعو إليه غيرك، ودعوة الآخرين من أكبر العوامل التي تحفز النفس للعمل، ادع غيرك للعبادة، انصحه بأداء الفرائض في المسجد وقراءة القرآن وصلاة الفجر، والحظ تأثير ذلك عليك في نفس اللحظة.

4- التأثير الإعلامي على نفسك بالشرائط والكتب
كما تقوم الكثير من المواد الإعلامية بالتأثير السلبي عليك، كن ذكيًّا وقم أنت بالتأثير الإيجابي إعلاميًّا على نفسك، اسمع شرائط كاسيت تتحدث عن الرقائق، عن الجنة ويوم القيامة وحب الله والخوف منه والرجاء فيه، اقرأ كتبًا عن الخشوع في الصلاة والحياة مع القرآن وثواب السنن ومناجاة الله في الصلاة.

أدخل نفسك في عالم إيماني بعضًا من يومك، حتى تتوازن إيمانيًّا، وتصبح أقدر على مواجهة الحياة، دون أن تفسد الحياة إيمانك عليك.

5- الإقلال من المباحات
عندما نهانا الإسلام عن الإسراف، كان ينهانا عن المباحات وليس المحرمات؛ لأن الإسراف في المباح، يعلق القلب بالدنيا ويهوي بها إلى الأرض على حساب علاقتها بالسماء، ولذلك، فإن التوسط في استخدام المباحات يذكرك دائمًا بالله، وأن الدنيا زائلة مهما كثرت النعم وأقبلت.

6- ورد المحاسبة
تقوم فكرة الحساب على تحفيز النفس دائمًا نحو العمل والإنجاز، قم بتخطيط ورقة صغيرة كل أسبوع أو كل شهر، ضع فيها الصلوات الخمس في جماعة والسنن والأذكار وقراءة القرآن وصوم يوم في الأسبوع أو يومين في الشهر، وتعاهد مع أحد أصدقائك على أن يذكر أحدكما الآخر بملء ورقة الورد، واحرص ألا تقل فيه عن 75 في المائة كل أسبوع.

يقول عمر بن الخطاب: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".

7- الاجتهاد في العبادة ومجاهدة النفس
انشط في العبادة، في السنن والأذكار وقيام الليل وقراءة القرآن، وعاند نفسك، وقل لها لا دائمًا، لا تستسلم لها، فهي ستقودك دائمًا إلى الكسل والنوم والراحة، وستختلق لك الأعذار في كل مرة كي تتقاعس عن صلاة الفجر أو قراءة وردك القرآني، أتعبها حتى تستسلم لك، وإذا دعتك إلى ترك شيء عاقبها بقراءة جزء من القرآن، وإذا أغرتك بالنوم عن صلاة الفجر، رد عليها بركعتين في جوف الليل، واجهها حتى تستسلم لك، وتعلم أنك من نوع لا يسهل هزيمته.

قال تعالى ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت).

وتذكر أخي الحبيب أن للإيمان جناحين، إيمان القلب، وتصديق العمل.

عن الحسن رضي الله عنه أنه قال: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل".

أخي الكريم..
انهض الآن، وارفع يديك إلى السماء وادع الله أن يعينك على طاعته، وأن يلقي الإيمان في قلبك، واستجمع عزيمتك وسر قدمًا نحو ربك الذي يحبك وتحبه.. وجدد إيمانك.

بارك الله فيك على الموضوع الرائع…………
السلام عليكم
مشكور اخي على الموضوع
و نسال الله ان يثبثنا على دينه و محبته و محبة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
بارك الله فيك و لا حرمت الأجر

تحيآآآآآآآآآآآتي لك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة re30me القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك على الموضوع الرائع…………
القعدة القعدة
الله لا يحرمنا من أجرك
وشكرا لك على المرور الطيب

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lionalgerien القعدة
القعدة
القعدة
السلام عليكم
مشكور اخي على الموضوع
و نسال الله ان يثبثنا على دينه و محبته و محبة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
القعدة القعدة
اللهم امين
بارك الله فيك أخي العزيز
تحياتي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمينة16 القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك و لا حرمت الأجر

تحيآآآآآآآآآآآتي لك

القعدة القعدة
بارك الله فيك
امتناني وتقديري

الإيمان صمام الأمان 2024.

  • توفيق عمروني

الحمد لله ربِّ العالمين؛ وبعد:
إنَّ ممَّا لا يستريب فيه أحدٌ أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة تمرُّ بحقبة زمنيَّة لا تُحسد عليها البتَّة، لما اعتراها من الضّعف والذِّلَّة والهوان أمام أمم الكفر والطُّغيان وعبَّاد الصُّلبان، حتَّى كدنا نلمس ذلك لمس اليد، ويشعر به أحدنا وهو في بيته بين أهله وأولاده، ويجد لذلك غصَّة لا يستلذُّ معها نومًا ولا طعامًا، ولم يعد يحلو معها لذَّة ولا حياة، فلا تطلعك الأخبار يومًا بعد يوم إلاَّ عن تعدٍّ أثيم على بلد من بلاد المسلمين، أو سلبٍ لخيراتهم وممتلكاتهم نهارًا جهارًا، أو تقتيلهم وترويعهم واضطهادهم ظلمًا وعدوانًا، أو نفث روح الاختلاف والتَّنازع والتَّقاتل والتَّناحر بينهم مكرًا وخداعًا، في سلسلة طويلة من الأخبار الفاجعة والصُّور المؤلمة.
وصار المسلمون عرضةً للإهانة ومثلا للشَّماتة، ولم يعدْ يُخشى لهم جانبٌ، ولا يبالي بهم عدوٌّ ولا صاحبٌ، وما ذاك إلَّا لأنَّ الأمَّة التي شرَّفها الله بأكمل دين وأفضل نبيٍّ قد قَصَّرت في الأخذ بسبب العزِّ والتَّمكين، وتخلَّت عن طريق الرُّشد والهداية، وسلكت سُبلاً مختلفة عن سبيل الله فألقت بهم في أودية الغيِّ والرَّدى، وباتت الدُّنيا أكبر الهمِّ على النُّفوس، وخفتت شعلةُ الإيمان في القلوب، وصار النَّاس أكثر إيمانًا بما يرون ويشاهدون من الإيمان بما أُخْبِروا به عن طريق الوحي من الغيوب، وكأنَّهم لم يسمعوا إلى ربِّهم وهو يَعِدُهم الوعود الكثيرة من أنَّ سعادتهم في الدُّنيا والآخرة منوطةٌ بتحقيق الإيمان، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]، وقال تعالى: ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ [الصف: 14]، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 68]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 19]، وقال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: 38].
فهذه الآيات ضمانٌ من الله تعالى لمن حقَّق الإيمان الَّذي أمر الله به رسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – علمًا وعملاً وحالاً، أن يحقِّق له العلوَّ والعزَّة والنُّصرة والتَّأييد وولايته له ومعيَّته ودفاعه عنه في كلِّ الأزمنة وجميع الأمكنة، فبقدر ما يكون في الأمَّة من الإيمان يكون حظُّها ونصيبُها من هذِه الأمور، فإذا ضعُفت حقائقُ الإيمان وواجباتُه علمًا وعملاً، ظاهرًا وباطنًا، هَزُلت الأمَّة وذهبَ علوُّها وعزُّها، ولم يحالفها النَّصر والتَّأييد، ولم تَحْظَ بحفظ الله وعنايته وولايته، وفاتها دفاعُ الله عنها.

فمن أراد لهذه الأمَّة أن تستعيد مجدها وسموَّها، وتستردَّ رِيادَتَها وعافيتَها، فليدعُ أفرادَها ليأخذوا بالإيمان ويتحلَّوْا به علمًا وعملاً وحالاً، وأنَّ أيَّ سَعْيٍ لتحقيق المجدِ والرِّفعة على غير هذا المهيع القويم فهو سعي وراء السَّراب، ولن يجني صاحبُه غيرَ العذاب، وتأخيرَ النَّصر أحقابًا أخرى.
وليُعلم أنَّ من ظنَّ أنَّه حقَّق الإيمانَ ثمَّ لم يجد هذه الثِّمار الموعودِ بها، فليرجع على نفسِه باللَّوم والعِتاب؛ لأنَّه ليس أحد أصدق من الله قيلاً ولا أوفى منه عهدًا، وسنن الله لا تتبدَّل ولا تتحوَّل؛ والواجبُ الَّذي لا يجوزُ غيرُه إساءةُ الظَّنِّ بالنَّفس وحسن الظَّنِّ بالله – عزَّ وجلَّ -؛ وأنَّه إنَّما أُتِيَ من جهتين:
– إمَّا أنَّه قصَّرَ في بعض حقائق الإيمان الظَّاهرة والباطنة، من ترك واجب أو ارتكاب منهيٍّ، فكثيرٌ من النَّاس قد لا يُقَصِّر في شيء من أعمال الإيمان الظَّاهرة بالجوارح من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك؛ لكنَّه يُخِلُّ إخلالاً كبيرًا بأعمال الإيمان الباطنة القلبيَّة الَّتي هي أوجب من الأولى، فتجده يقدِّم على حبِّ الله تعالى غيرَه، ويرجو سِواه، ويخاف من دونه من خلقه، ولا يتوكَّل عليه …، فهذا لم يحقِّق الإيمان الَّذي يستحقُّ به تلك ال****ا، حتَّى يداويَ ما به، ويتداركَ الأمرَ قبل فواتِه.
– وإمَّا أنَّه قصَّرَ في معرفة حقائق الإيمان التي جاء بها الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -، فيُدخِلُ في الإيمان ما ليس منه، ويخرج منه ما هو من صميمه، فيُعَظِّم ما حقَّره الله ورسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، ويحقِّر ما عظَّمه الله ورسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، ويوالي من يستحقُّ المعاداة ويعادي من يستحقُّ الموالاة، وغير ذلك من المخالفات لشريعة الرَّسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -، فهذا أيضًا أنَّى يكون له النَّصر والتَّأييد؛ لأنَّ الله لا ينصر صاحب الباطل ولو اعتقد صاحبُه أنَّه على حقٍّ، وما يحصل له من الغلبة والقهر فإنَّما هو نصرٌ متوهمٌ مآله إلى ذلٍّ وهوانٍ، لقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي».
وبهذا يتبيَّن لك – أخي القارئ – أنَّ الإيمان المطلوب تحقيقه يقوم على ساقين: ساق الإخلاص لله تعالى، وساق المتابعة لرسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -.
نسأل الله تعالى حسن الختام، والموت على الإيمان.

المصدر ..موقع راية الاصلاح