الحكم الشرعي في الرحلات المدرسية المختلطة 2024.

الحكم الشرعي في الرحلات الجامعية المختلطةالقعدة
موقع القرضاوي / 4-7-2017
القعدةأرسل أحد القراء رسالة يسأل فيها عن حكم الشرع الإسلامي في أمر الرحلات المختلطة التى تقيمها بعض الجامعات في فصل الصيف، حيث يقول في رسالته : " أنا شاب بإحدى الجامعات التي تنظم سنوياً معسكرات صيفية بمنطقة "باجوش" قرب مرسى مطروح في مصر، و بالطبع فإن هذه المعسكرات تكون مختلطة، و لكني كنت قد ذهبت إليه في العام الماضي، و لم اشعر أنني ارتكبت معاصي في هذا المعسكر، إذ كان معظم وقتي مع أصدقائي البنين، وحتى علاقتي مع الطالبات كانت كلها في إطار الأدب و الحياء، لا أنكر أنه كانت هناك علاقات غير سليمة، و لكني كنت حريصاً أن أبتعد عنها، وكما قلت: إنني لم اشعر أنني ارتكبت معصية في هذا المعسكر".
فما هو الرأي الشرعي في هذا الموضوع، نظرا لأنني أرغب في الذهاب إليه هذا العام مرة أخرى؟ وجزاكم الله خيرا
وقد أجاب فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العلماء لعلماء المسلمين على هذا السؤال بقوله :
بسمالله،والحمدلله،والصلاةوالسلامعلىرسولالله،وبعد:
اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصـد منه المشاركـة في هدف نبيل، من علـم نافع أو عمل صالـح، أو مشـروع خـير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين ، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغـضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم: الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام: (ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ – في الكـلام، بحـيث يكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).

ب – في المشي، كما قال تعالى: (ولا يـضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكـون كالتي وصفها الله بقوله: (فجـاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ – في الحـركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشـريف بـ " المميـلات المائـلات " ولا يـصدر عنهـا ما يجعلهـا من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4 ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5 ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :"إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصـوصًا إذا كانت الخلـوة مع أحـد أقارب الـزوج، وفيه جـاء الحـديث: " إياكـم والدخـول على النسـاء "، قالـوا: يا رسـول الله، أرأيت الحَمْـو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6 ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
ـــــــــــــ
نقلا عن الفتاوى المعاصرة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
القعدة

موقف المسلم من الدراسة في المدارس والجامعات المختلطة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنبياء وعلى أله وأصحابه ومن اتبعه إلى يوم الدين، ثم أما بعد، فأردت فتح باب النقاش أمام موضوع أراه في غاية الأهمية والذي يؤرق كثيرا من الطلاب الملتزمين -خاصة منهم فئة الإناث-، فهل حقا كما يقول الكثيرون أن الدراسة تحرم في المدارس والجامعات المختلطة؟ أم أن هذه المدارس المختلطة حكر على الذكور دون الإناث كما يقول آخرون؟ أم أن للإناث حق في دراسة العلم الشرعي دون باقي العلوم كما يقول بعض الدعاة الآن -رغم أن كلية الشريعة الإسلامية هي الأخرى مختلطة-؟ فماهو رأينا وأين نصنف مواقفنا تجاه هذه الأسئلة؟

سأبدأ بموقفي، وأتمنى أن أرى مواقف باقي الأعضاء، لنفيد ونستفيد، بالنسبة لي ، بما أنه لا حق لنا في اختيار طبيعة الجامعة التي ندرس فيها، فإنه لا مانع من الدراسة في وسط مختلط الذكور والإناث على حد سواء. سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: في الجامعات عندنا بمصر-كما هو الحال في الجزائر- الإختلاط شديد بين الطلبة والطالبات، فماذا نفعل ونحن في حاجة غلى هذه الدراسة لخدمة الإسلام والمسلمين في بلدنا وعدم ترك هذه الأماكن اغير المسلمين ليتحكموا بعد ذلك في شؤون المسلمين الهامة مثل الطب والهندسة وغيرها؟ أجاب رحمه الله: الإختلاط بين الرجال والنساء فتنة كبيرة فتحرزوا منه ما أمكن وأنكروه ما استطعتم نسأل الله لنا ولكم السلامة. فهو لم يحرم الدراسة في مثل هذه الجامعات، وإنما أمر بإنكار المنكر وهو واجب كل مسلم حتى وإن لم يكن طالبا في الجامعة، فإن قيل : مثل هذه الدراسة يختص بها الرجال، قلنا : إن الرجال أكثر فتنة بالنساء من النساء بالرجال، أوليس الامر كذلك؟ بلى.
ثم بأي حق يحرم على النساء الدراسة مع تحليلها للرجال، يقول في جواب لسؤال آخر الشيخ ابن عثيمين:
وإذا كانت النساء شقائق الرجال فلهن حق في تعلم ما ينفعهن كما للرجال لكن لهن علينا أن يكون حقل تعليمهن في منأى عن حقل تعليم النساء انتهى كلام الشيخ، في رأيي أن طالبات الجامعة بإمكانهم أن يوفروا مثل هذا الحقا إن كانت نواياهن في خدمة الدين والمجتمع صادقة، أخيرا، أردت أن أنوه إلى دراسة العلم الشرعي ووجوبها، إن دراسة العلم الشرعي هي أنبل وأسمى وأعظم دراسة من دون منازع، لكن الإفتاء بوجوب دراستها وتحريم دراسة غيرها أمر متعذر بالنسبة لي، إن العلماء والدعاة هم عماد الأمة لكن لا يمكن إنكار دور الطبيب والمهندس وغيرهم وإن كانوا لا يرقون إلى مستوى العلماء والدعاة، فنحن النساء نرفض التداوي عند الرجال من الأطباء فإن حرّمنا دراسة الطب للنساء فعند من نتداوى؟ وقد سمعت بنفسي محاضرة للشيخ ابن باز رحمه الله حين سُئل عن الواجب تعلمه من العلم الديني في الوقت الذي طغى العلم الدنيوي فأجاب بأن على المسلم أن يتعلم من امر دينه ما يحول دون الإخلال بعقيدته وعباداته، وهذا أمر منطقي فليس واجبا أن يكون الجميع علماء.
هذا رأيي وموقفي، وأتمنى أن يعلمنا الجميع برأيه وحجته لتعم الفائدة،وجزاكم الله خيرا (اتمنى ان لا أكون قد أخللت بأمر وإلا فأرجو تنبيهي) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم بلقيس الجزائر

مسألة في الدراسة المختلطة 2024.

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز

16 – مسألة في الدراسة المختلطة

س: أنا طالب جامعي، وفي بعض الأحيان أسلم على الفتيات، فهل سلام الطالب على زميلته في الكلية حلال أم حرام؟ (1) .
ج: أولا: لا يجوز الدراسة مع الفتيات في محل واحد وفي مدرسة واحدة، بل هذا من أعظم أسباب الفتنة، فلا يجوز للطالب ولا الطالبة هذا الاشتراك لما فيه من الفتن.
أما السلام فلا بأس أن يسلم عليها سلاما شرعيا ليس فيه تعرض لأسباب الفتنة، ولا حرج أن تسلم عليه أيضا من دون مصافحة؛ لأن المصافحة لا تجوز للأجنبي، بل السلام من بعيد مع الحجاب ومع البعد عن أسباب الفتنة ومع عدم الخلوة، فالسلام الشرعي الذي ليس فيه فتنة لا بأس به. أما إذا كان السلام عليها مما يسبب الفتنة أو سلامها عليه كذلك أي كونه عن شهوة وعن رغبة فيما حرم الله فهذا ممنوع شرعا، وبالله التوفيق.
__________
(1) نشر في مجلة الدعوة العدد (1646) في 2421419 هـ.

(24/43)

حكم التعطربالعطور المختلطة بالكحول 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم التعطربالعطور المختلطة بالكحول

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:ما حكم استعمال العطور المختلطة بالكحول؟


فأجاب بقوله:إذا كان الخلط يسيراً لا يؤثر فيها فلا بأس بذلك، وإذا كان الخلط كثيراً يؤثر فيها فإن الأولى اجتنابها، وألا يتطيب الإنسان بها، ولكن لا بأس أن يستعملها للحاجة كما لو احتاج إلى تعقيم جرح، أو ما أشبه ذلك، ومع هذا فليست بنجسة، لو أصابت الثياب أو الجسم فإنه لا يجب أن تغسل لأنها ليست بنجسة، فلا دليل على نجاسة الخمر، بل إن الدليل يدل على طهارة الخمر الحسية لأنك إذا تأملت الآية: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة:90] تبين لك أن المراد بالرجس هنا الرجس العملي، لقوله: (رجس من عمل) ولأن الله ذكر معه -أي مع الخمر- الميسر والأنصاب والأزلام وهذه ليست نجسة نجاسة حسية بالاتفاق، ويدل على هذا: أن الصحابة رضي الله عنهم لما نزل تحريم الخمر أراقوها في الأسواق وفي الشوارع، ولو كانت نجسة ما حل أن تراق في الأسواق، إذ لا يجوز أن تلوث أسواق المسلمين بالنجاسات، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بغسلها كما أمرهم بغسل الأواني حين حرمت الخمر يوم خيبر، ثم إن هناك دليلاً واضحاً جداً وهو: (أن رجلاً أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه راوية خمرٍ -والراوية قربة كبيرة- فأهداها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن حرمت الخمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها حرمت ولا يجوز للإنسان أن يقبل هدية محرمة؟ فتكلم رجلٌ مع صاحب الراوية بكلامٍ سر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بما سررته، قال: قلت بعها، قال: لا.


إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، ففتح الرجل فم الراوية وأراق الخمر في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام) ولم يقل له: اغسل الراوية، ولو كان الخمر نجساً لقال له: اغسلها.


فعندنا الآن دليلان على طهارة الخمر الحسية: الدليل الأول: عدم الدليل على نجاستها، والأصل في الأشياء الطهارة.


والدليل الثاني: هذه الأدلة التي سقتها لكم.


دروس وفتاوى الحرم المدني لعام 1416هـ/(6/26)


سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما حكم استعمال العطور على الجسم والملابس، فمن الناس من يمنع هذا ويعلله بوجود الكحول فيها؟


فأجاب بقوله: ما هي العطور؟


السائل: الأطياب يا شيخ!


الشيخ: الأطياب! هل أحد يسأل عن حكم الطيب، الناس يبحثون عن الطيب (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) وقال عز وجل: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} [المائدة:100] ما أظن هذا السؤال الذي تريد لعلك تريد شيئاً آخر.


السائل: يا شيخ! العطور الشرقية يقولون: فيها كحول؟


الشيخ:هل الناس يشربونها أم يتطيبون بها؟


السائل: يضعونها على الجسم والملابس.


الشيخ: يعني يتطيبون بها أم يشربونها؟


السائل: لا، لا يشربونها.


الشيخ: أقول: لا بأس باستعمالها، فإن كان الخلط يسيراً كـ 30% أو 40% فهذا لا إشكال فيه، لأن الحكم على الأغلب، وإن كان يسيراً لا يظهر على المخلوط معه فهذا لا بأس فيه لا إشكال في ذلك أيضاً، وإن كان هناك احتمال فلا أحرم ذلك لكنني لا أستعمله، لا أحرمه؛ لأن الآية الكريمة إنما تدل على تحريم الخمر شرباً أو أكلاً، فإن ذلك هو الذي يذهب العقل ويحدث العداوة والبغضاء، أما التمسح به فهذا لا يحدث عداوة ولا بغضاء، ولهذا قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة:90-91] ومعلوم أن هذا أعني إلقاء العداوة والبغضاء لا يكون إلا بالشرب، فلا يظهر أن قوله: (اجتنبوه) يعني: أكلاً وشرباً واستعمالاً، لا يظهر هذا، (اجتنبوه) في هذه الحال التي يكون فيها سبباً للعداوة والبغضاء.


لقاء الباب المفتوح(230/14)


سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: العطور التي فيها كحول هل تدخل في هذا الذي فيه اللعن؟ وهل يجوز حمل تلك العطور إلى آخرين؟


فأجاب بقوله:إذا كانت تسكر فإن حكمها حكم الخمر؛ والشيء الذي يكون فيه إسكار يستغنى عنه بالشيء الذي هو سليم طيب، وما أكثر الطيب! فيستغنى به عن الشيء الذي هو خبيث، والذي فيه الإسكار.


وأما الأدوية التي فيها شيء من الكحول بنسبة ضئيلة فإن ذلك لا يؤثر.


شرح سنن أبي داود(416/17)


سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:ما حكم استعمال بعض العطور التي تحوي على شيء من الكحول؟


فأجاب بقوله:الأصل حل العطور والأطياب التي بين الناس إلا ما علم أن به ما يمنع استعماله؛ لكونه مسكرا أو يسكر كثيره، أو به نجاسة ونحو ذلك، وإلا فالأصل حل العطور التي بين الناس كالعود والعنبر والمسك إلخ.


فإذا علم الإنسان أن هناك عطرا فيه ما يمنع استعماله من مسكر أو نجاسة ترك ذلك، ومن ذلك الكلونيا، فإنه ثبت عندنا بشهادة الأطباء أنها لا تخلو من المسكر، ففيها شيء كبير من الإسبيرتو وهو مسكر، فالواجب تركها إلا إذا وجد منها أنواع سليمة، وفيما أحل الله من الأطياب ما يغني عنها والحمد لله، وهكذا كل شراب أو طعام فيه مسكر يجب تركه، والقاعدة أن ما أسكر كثيره فقليله حرام كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسكر كثيره فقليله حرام » والله ولي التوفيق.


مجموع فتاوى ابن باز(5/381)


السؤال: هل العطور المستوردة من أوربا. التي فيها نسبة من الكحول نجسة لذاتها كالخمر بمعنى أنه يحرم التعطر بها؟


الجواب: العطور المشتملة على نسبة من الكحول يسكر كثيرها في نجاستها خلاف بين العلماء مبني على نجاسة الخمر وطهارتها، فمن حكم على الخمر بالنجاسة أثبت لهذه العطور النجاسة، ومن قال بطهارة الخمر، قال: إن هذه العطور طاهرة، وبكل حال فلا يجوز استعمال العطور التي فيها كحول، سواء قلنا بنجاسة الخمر أو طهارتها؛ لوجوب إتلاف الخمر وعدم الاستفادة منها، والعطور التي فيها كحول يسكر كثيرها حكمها حكم الخمر. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العليمة والإفتاء الفتوى رقم (3426)

عضو عضو الرئيس


عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد العزيز بن عبد الله بن باز