التوازن العددي في ذكر آدم عليه السلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الرسل والنبيين سيدنا محمدواله وسلم

التوازن العددي في ذكر آدم عليه السلام
نعيش في هذه المقالة مع توازن عددي دقيق يشهد بإعجاز هذا القرآن من الناحية الرقمية، ونتناول ذكر أول أنبياء الله سيدنا آدم عليه السلام….

إن هذه الظاهرة سببها أن القرآن كله متناسق، فقط أعط شيئاً من وقتك للقرآن، وتأمل آياته وكلماته، ثم ستجد نفسك تكتشف العجائب التي حدثنا عنها النبي الأعظم بقوله (ولا تنقضي عجائبه) [رواه الترمذي]. وهذا يدل على أن هذه التناسقات العددية لم تأت بالمصادفة، لأنك إذا جلست تبحث عن مصادفة ما في كتاب ما سيستغرق ذلك منك وقتاً طويلاً، أما في كتاب الله فإن أي تناسق أو توازن عددي تتصوره ثم تبحث عنه تجده على الفور!
أحبتي في الله! لقد ذكر الله قصص الأنبياء في كتابه وقال فيها: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) [آل عمران: 62]. وقد لفت انتباهي موضوع التوازنات العددية في هذا الكتاب العظيم فقمت ببحث بسيط عن الآيات التي ذكرت سيدنا آدم أول أنبياء الله.
لقد أحسستُ بأن اله تعالى قد أودع في هذه الآيات توازنات عددية، ولكن لا أدري ما هذه التوازنات، ثم بعد بحث ودراسة وجدت شيئاً مبهراً لا يمكن بحال من الأحول أن يكون مصادفة، لأن الآيات التي تحدثت عن سيدنا آدم منظَّمة بشكل دقيق ومحكم.
لقد ذُكر اسم سيدنا (آدم) في القرآن كله في 25 آية، وهذه الآيات منها ما نزل بمكة ومنها ما نزل بالمدينة على فترات متباعدة وفي مناسبات متنوعة، مما يعني استحالة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من رتبها بهذا الشكل الذي سنراه أمامنا.
لقد تكرر ذكر آدم عليه السلام 25 مرة كما قلنا وقد توزعت على الشكل الآتي:
آيات خاطب الله بها الملائكة
في كتاب الله تعالى هنالك 5 آيات خاطب الله بها الملائكة أن يسجدوا لآدم بصيغة (اسجدوا لآدم). والآيات الخمسة هي:
1- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
2- ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ
3- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
4- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
5- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
تأملوا معي كيف جاءت الآيات الخمسة بنفس الصياغة (قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) مما يدل على أن هناك نظاماً لغوياً محكماً.
آيات خاطب الله بها آدم
والآن ما هي الآيات التي خاطب الله بها سيدنا آدم؟ في القرآن 5 آيات خاطب الله بها سيدنا آدم مباشرة بصيغة (يا آدم). والآيات الخمسة هي:
1- قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ
2- وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
3- وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا
4- فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ
5- قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى
ونلاحظ أن العبارة ذاتها تتكرر (يا آدم) خمس مرات، والعجيب أن الآيات الأربعة الأولى الخطاب موجه من الله إلى آدم، يعلمه ويأمره وينصحه، ثم الآية الأخيرة جاءت على لسان إبليس حيث خاطب آدم ليغويه فاستجاب له، وسبحان الله! هكذا هو الإنسان، لولا رحمة الله لاتبعنا الشيطان، ولذلك يا أخي المؤمن ما دمت تقول (لا إله إلا الله) فأنت بخير ويجب عليك أن تحمد الله تعالى.

آيات خاطب الله فيها بني آدم
ولكن الخطاب في القرآن لا يقتصر على الملائكة وعلى سيدنا آدم، بل إننا نجد في القرآن 5 آيات أيضاً خاطب الله بها البشر بصيغة (يا بني آدم). والآيات الخمسة هي:
1- يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا
2- يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
3- يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
4-يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي
5- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ
وسبحان الله! ما هذا التناسق؟ بالضبط يأتي عدد الآيات خمسة لا أكثر ولا أقل، فبالله عليكم هل هذه مصادفة؟!
آيات تحدثت عن آدم
أيضاً في القرآن5 آيات تحدث الله بها عن سيدنا آدم. والآيات الخمسة هي:
1- وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
2- فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ
3- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا
4- وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ
5- وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
وهنا نلاحظ نفس الظاهرة تتكرر، فالآيات الأربعة الأولى يعلم الله بها سيدنا آدم، ثم يتوب عليه ويصطفيه ويعهد إليه، ولكن في الآية الأخيرة نجده يعصي الله تعالى!!! فتذكر أيها الإنسان قصة أبيك آدم وتذكر بالمقابل رحمة الله عليك.
آيات تحدثت عن بني آدم
وأخيراً في كتاب الله تعالى5 آيات تحدث الله فيها عن البشر من بني آدم. والآيات الخمسة هي:
1- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
2- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ
3- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
4- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ
5- مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
وهنا نلاحظ أن الله تعالى يتحدث عن سيدنا عيسى وهو من بني آدم، ثم عن ابني آدم (قابيل وهابيل)، ثم عن ذرية بني آدم، ثم عن إكرامه لنا نحن بنو آدم، ثم عن أولئك المتقين الذين يخرون لله سجداً عندما يسمعون آيات الله تعالى من ذرية آدم.
وهنا يا أحبتي لا أجد خيراً من قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. وألخص لكم هذه العجيبة من عجائب القرآن حيث نتذكر أن اسم سيدنا (آدم) تكرر 25 مرة في القرآن وجاءت الآيات الخمسة والعشرين موزعة توزيعاً هندسياً دقيقاً خمس آيات لكل نوع كما يلي:
5 آيات خاطب الله بها الملائكة
5 آيات خاطب الله بها آدم
5 آيات خاطب بها بني آدم
5 آيات تحدثت عن آدم
5 آيات تحدثت عن بني آدم
والمجموع 25 آية هو عدد مرات ذكر سيدنا آدم عليه السلام في القرآن، ونقول كما علمنا الله تعالى أن نقول: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].

بارك الله فيك اخي وجزاك الله خيرا
شكرا على مرورك الكريم اخي
عيدكم مبارك اخي

الإعجاز العددي لسورة الحديد 2024.

القعدة
الإعجاز العددي لسورة الحديد و أسرار الرياح والامطار والبحار –

1 نسبة الأمطار :
إحدى المعلومات التي يعطينا إياها القرآن الكريم عن المطر هو أنه ينزل من السماء إلى الأرض بقدر. وهذه الحقيقة مذكورة في سورة الزخرف كما يلي:

{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }
الزخرف: 11

هذه الكمية المحسوبة من المطر اكتشفت مرة أخرى من خلال الأبحاث الحديثة، وتقدر هذه الأبحاث أنه في الثانية الواحدة يتبخر من الأرض تقريباً 16 مليون طن من المياه. وهذا يعني أن الكمية التي تتبخر في السنة الواحدة تبلغ 513 تريليون طن من الماء. هذا الرقم مساو لكمية المطر التي تنزل على الأرض خلال سنة. وهذا يعني أن المياه تدور دورة متوازنة ومحسوبة. عليها تقوم الحياة على الأرض، وحتى لو استعمل الناس كل وسائل التكنولوجيا المتوفرة في العالم فلن يستطيعوا أن يعيدوا إنتاج هذه الدورة بطريقة صناعية. وبمجرد حدوث خلل بسيط في هذه المعادلة سوف يؤدي ذلك إلى خلل بيئي ينهي الحياة على الأرض. ولكن ذلك لا يحدث أبدا وفي كل عام تنزل نفس الكمية من الأمطار تماما كما يذكر القرآن الكريم.


2تكوّن الأمطار

ظلت كيفية تكون الأمطار لغزاً كبيراً ردحاً طويلا من الزمن. ولم يكن من الممكن اكتشاف مراحل تكون الأمطار إلا بعد اكتشاف الرادارات.
ووفقا لهذه الاكتشافات يتكون المطر على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى تصعد ‘’المواد الأولية للمطر إلى الهواء مع الرياح؛ وبعد ذلك تتشكل الغيوم وبعدها تبدأ قطرات المطر بالظهور.
ووصف القرآن لتكون المطر يذكر هذه العملية بشكل دقيق، إذ يقول الله تعالى في وصف تكون المطر بهذه الطريقة:

{اللهُ الَذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنَ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
الروم: 48

ولنتفحص الآن المراحل الثلاثة التي تحددها الآية بطريقة علمية:
المرحلة الأولى: ‘’اللهُ الَذِي يُرْسِلُ الّرِيَاحَ’’.
إن فقاعات الهواء التي لا تحصى والتي ترغي في المحيطات تتفجر قاذفة بجزئيات المياه نحو السماء. بعد ذلك تحمل الرياح هذه الجزيئات الغنية بالأملاح وترفعها إلى الغلاف الجوي هذه الجزيئات التي تسمى الهباء الجوي تعمل كأفخاخ مائية وتكون قطرات الغيوم عبر تجميع نفسها حول بخار الماء الصاعد من البحار على شكل قطرات صغيرة.
المرحلة الثانية:

{ فَتُثِيرُ سَحَابَاً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً }
تتكون الغيوم من بخار الماء الذي يتكثف حول بلورات الملح أو جزئيات الغبار في الهواء. ولأن قطرات المياه في هذه الغيوم صغيرة جداً (يبلغ قطر الواحدة منها ما بين 0^01 -0^02 ملم) فإن الغيوم تتعلق في الهواء وتنتشر في أرجاء السماء، وبهذا تغطى السماء بالغيوم.
المرحلة الثالثة: { فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ }
إن جزئيات المياه التي تحيط ببلورات الملح وجزئيات الغبار تتكاثف لتكون قطرات المطر وبهذا فإن المطر الذي يصبح أثقل من الهواء يترك الغيوم ويبدأ بالهطول على الأرض.
وكما نرى فإن كل مرحلة من مراحل تكون المطر مذكورة بالقرآن الكريم، بل أكثر من ذلك، فإن هذه المراحل مشروحة بنفس السياق فكما هو الحال مع كثير من الظواهر الطبيعية الأخرى فقد أعطانا الله سبحانه وتعالى التفسير الصحيح حول هذه الظاهرة أيضا، وجعل الأمر معروفا للناس في القرآن قبل قرون من اكتشافه.

وتذكر آية أخرى من القرآن الكريم المعلومات التالية عن تكون المطر:

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَار }
النور: 43

إن العلماء الذين يدرسون الغيوم توصلوا إلى نتائج مفاجئة بالنسبة لتكون الغيوم الممطرة. فالغيوم الممطرة تتكون وتتشكل وفق نظام ومراحل محددة. فمثلا مراحل تكون الركام وهو أحد أنواع الغيوم الممطرة هي:
المرحلة الأولى: هي مرحلة الدفع حيث تحمل الغيوم أو تدفع بواسطة الرياح.
المرحلة الثانية: هي مرحلة التجمع حيث تتراكم السحب التي دفعتها الرياح مع بعضها البعض لتكون غيمة أكبر .9
المرحلة الثالثة: هي مرحلة التراكم حيث أن السحب الصغيرة عندما تتجمع مع بعضها فإن التيار الهوائي الصاعد في الغيمة الكبيرة يزداد، فالتيار الهوائي قرب مركز الغيمة يكون أقوى من التيارات التي تكون على أطرافها، وهذه التيارات تجعل جسم الغيمة ينمو عمودياً ولذلك فإن الغيمة أو السحابة تتراكم صعوداً. هذا النمو العمودي للغيمة يسبب تمددها إلى مناطق اكثر برودة من الغلاف الجوي حينها تتكون حبات المطر والبرد وتصبح أكبر ثم أكبر. وعندما تصبح حبات المطر والبرد ثقيلة جداً على التيارات الهوائية بحيث يتعذر عليها حملها تبدأ بالهطول من السحب الممطرة على شكل مطر أو حبات برد وغيرها.10
ويجب أن نتذكر دائما أن علماء الأرصاد الجوية لم يعرفوا تفاصيل تكون الغيوم وبنيتها ووظيفتها إلا من خلال استخدام التقنيات المتطورة مثل الطائرات والأقمار الصناعية والحواسيب ومن الواضح أن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المعلومات عن الغيوم قبل 1400 سنة في زمن لم تكن لتعرف فيه.

3الرياح اللواقح؟

تذكر إحدى آيات القرآن الكريم أن الرياح لها خاصية كونها ‘’لواقح’’ وأن تكون المطر يأتي كنتيجة لهذه الخاصية، يقول الله سبحانه وتعالى:

{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }
الحجر: 22

في هذه الآية هناك إشارة إلى أن المرحلة الأولى من تكون الأمطار هي الرياح. وحتى بداية القرن العشرين لم تعرف أي علاقة بين الرياح والأمطار سوى كون الرياح تجلب الغيوم. ولكن اكتشافات علم الأرصاد الحديث أثبتت دور الرياح الإنتاجي في عملية تكون الأمطار.
الوظيفة الإنتاجية للرياح تعمل كما يأتي:
على سطح البحار والمحيطات هناك أعداد لا حصر لها من فقاعات الهواء الناتجة عن زبد المياه. وفي اللحظة التي تنفجر فيها هذه الفقاعات آلاف من الجزيئات الدقيقة التي لا يتعدى قطرها الواحد في مئات المليمترات تقذف في الهواء. هذه الجزيئات التي تعرف باسم الهباء الجوي تختلط بالغبار المحمول من الأرض عبر الرياح وترتفع إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي. تحمل الرياح هذه الجزيئات إلى ارتفاعات أعلى حتى تلتحم مع بخار الماء هناك. تتجمع هذه القطرات أولا مع بعضها على شكل غيم ثم تهطل على الأرض على شكل أمطار.
وكما يرى فإن الريح ‘’تلقح’’ بخار الماء الذي يطفو في الهواء بالجزيئات التي تحملها من البحر وبالنهاية تساعد في تكوين السحب الماطرة.
لو أن الرياح لم تكن تمتلك هذه الخاصية لكان من غير الممكن أن تتكون قطرات المياه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ولانتفى وجود المطر.
والنقطة المهمة هنا أن هذا الدور الدقيق والحاسم للرياح في تكون الأمطار قد ذكر في آية من آيات القرآن الكريم منذ قرون عدة في زمن كان الناس يعلمون فيه القليل القليل عن الظواهر الطبيعية.

البحران اللذان لا يختلط أحدهما بالآخر
إحدى خصائص البحار التي لم تكتشف إلا أخيرا ذكرت في القرآن الكريم كما يأتي:
{مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ }
الرحمن:19-20
فكون البحار تلتقي مع بعضها دون أن يختلط ماؤها البتة حقيقة لم يكشفها علماء الأوقيانوغرافيا إلا مؤخراً. وأرجع العلماء ذلك إلى قوة فيزيائية تسمى ‘’الانشداد السطحي’’ تمنع اختلاط مياه البحار المتجاورة. حيث الانشداد السطحي الذي يسببه اختلاف كثافة المياه يمنعها من الاختلاط مع بعضها تماماً كما لو أن بينها حائطاً رقيقاً.11
والجانب المثير للاهتمام في الأمر كله كون القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية مع أنه كان ينزل في وقت لم يكن فيه الناس على دراية بالفيزياء والانشداد السطحي والأوقيانوغرافيا.

[IMG]https://i48.************/vgk1hc.jpg[/IMG]

القعدة

سبحان الله ….
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها

بارك الله فيك