موقع القران الكريم بصوت احمد بن على العجمي 2024.

مشكور اخي وبارك الله فيك الشيخ على العجمي حفظه الله لما تسمع صوتوا تحس با الخشوع جزاك الله كل خير

سورة الكهف تلاوة عطرة للقارئ احمد العجمي 2024.

السلام عليكم

تفضلو مع تلاوة العطرة لسورة الكهف

بسم الله الرحمن الرحيم

https://www.youtube.com/watch?v=rkn15tmxZa0

من قرا سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له نور بين الجمعتين

احذري الذئاب !!! الشيخ سالم العجمي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

احذري الذئاب !!! الشيخ سالم العجمي

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

أما بعد:

فأختي المسلمة: احذري كل الحذر من العلاقات المحرمة والتي تسمى (بالحب)، وفي أحشائها يكمن كل الخبث.

احذري من مخالطة الشباب أو (الذئاب) الذين يريدون أن يسلبوك أعز ما تملكين باسم..

(الحب).

واحذري ـ رحمك الله ـ هذه الأمور:

أولا: التبرج:

احذري أن تقعي في الفخ، ولا يغرّك ما قد وهبك الله من جمال، فإن آخره جيفة قذرة، وقبر مظلم، وحتى الكفن يحسدك عليه الدود وينتزعه منك.

وتذكّري أن (المتبرجات) ملعونات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العنوهن فإنهن ملعونات"[1]؛ وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"[2].

واعلمي أن المرأة الآن أصبحت سِلعة رخيصة، والدليل: انظري إلى إعلانات التلفزيون، فلا تري إعلان أحذية، أو أدوات صحية، أو حمامات، إلا وفيه امرأة!!

أين الذين يطالبون بحرية المرأة؟.

هذا لأنهم لا يطالبون بحرية المرأة شفقة على النساء، ولكنهم يطالبون بحرية الاستمتاع بالمرأة؛ والدليل على أن المرأة ليست لها قيمة عندهم؛ قول أحد كبار الماسونية: "كأسٌ وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوهم في حب الشهوات".

أرأيتِ كيف يتاجر بالمرأة من يطالب بحريتها، وكأن لسان حاله يقول:

فـلا يغرركمو مني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبكي

ثانيا: الهاتف:

فكم من فتاة هتك عرضها، وحلّ الدمار في حياتها، والبعض قد انتحرن، والسبب في ذلك: سوء استغلال جهاز الهاتف.

واسمعي هذه القصة فإن فيها عبرة:

فتاة تعرّفت على شاب عن طريق الهاتف، وأصبحت بينهما علاقة، وطال الأمر بينهما حتى حصل ما أسماه بـ(الحب)، ثم طلب (الذئب) منها الخروج معه، فتحرَّجت كثيراً، ثم خرجت معه، فلما ركبت السيارة كان يدخِّن سيجارة مخَدِّرة، فما استفاقت إلا وهي عند باب بيتها، وقد عَبَثَ (الذئب) بكرامتها، وامتلأ بولد الزنا حشاها، ثم ما هي إلا أيام حتى قتلت نفسها هرباً من الفضيحة والعار؛ وما كان هو إلا كذئب اعتدى على نعجة، فلما بلغ منها مراده ذهب وتركها.


ثالثاً: الخلوة:

احذري الخلوة، فإنها رأس المصائب، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"[3].

وإذا كان الشيطان حاضراً فتوقعي حدوث أي مصيبة، فكم من فتاة ضحك عليها هؤلاء (الذئاب)، فحدث ما لم تُحْمَدْ عُقباه، وهذا كله باسم (الحب).

فهذه فتاة خرجت مع صديقها، وخلت به، فخدعها بكلامه المعسول بأن هذا أمر ترفيهي، فذهب بها إلى الفلاة، فاستنجدت به أن يرجعها فرفض، ثم….

رابعاً: الصحبة السيئة:

لقول النبي صلى الله وسلم: "المرء على دين خليلة، فلينظر أحدكم من يخالل"[4].

أختي المسلمة: أَوَ سمعتي هذه الحكايات…

اعلمي أن المكالمات والمعاكسات بدايتها اللهو الحرام، ونهايتها الفضيحة، فهل تريدين الوقوع فيما حدث لهن.. فكيف بكِ لو رأيت ذلك الأب وهو مطأطأ الرأس، مسود الوجه، يقلب بصره حيران ذليلاً، يتمنى الموت ولا يجده.

وكيف بكِ لو رأيت تلك الفتاة وهي غارقة في ذُلِّ العار، تتمنى الزوال، فبأي وجه تقابل أسرتها، وبأي عذر تتوجه به إلى أمها وأبيها، وقد ذبحتهم بغير سكين، وأرتهم الذل والخزي المهين.

أيتها الفتاة:

اعتبري بغيرك قبل أن تعتبري بنفسك "فالسعيد من وُعِظَ بغيره، والشقي من وُعِظَ بنفسه".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقـــــــــــول

نسال الله العفة و العفاف

جزاكم الله الفردوس الاعلى

اللهم احفظ جميع فتيات المسلمين

موضوع قيم ما شاء الله
بارك الله فيكم
القعدة
بارك الله في عمرك وفي حياتك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك
انه والله لموضوع غاية في الروعة
ونسأل الله ان يثبت المؤمنين على ايمانه وندعوه ان لا يزيغ قلبهم بعد ايمانها
واسال الله القوي الجبار الرحمان الرحيم ان يحفظ جميع فتيات المسلمات
وكل تحية موقرة لك اخي الكريم صهيب الرومي

متمنياً لكِ المزيد من التألق تحُفك رعاية الله ودمت برعايته

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samer100 القعدة
القعدة
القعدة

القعدة
بارك الله في عمرك وفي حياتك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك
انه والله لموضوع غاية في الروعة
ونسأل الله ان يثبت المؤمنين على ايمانه وندعوه ان لا يزيغ قلبهم بعد ايمانها
واسال الله القوي الجبار الرحمان الرحيم ان يحفظ جميع فتيات المسلمات
وكل تحية موقرة لك اخي الكريم صهيب الرومي

متمنياً لكِ المزيد من التألق تحُفك رعاية الله ودمت برعايته

القعدة القعدة
القعدة

القعدة

بارك الله فيك اخي على هذه الكلمات اسال الله ان يجازيك بالمثل و زيادة

)·._.·°¯)كيف تختار الزوجة ؟ للشيخ سالم العجمي . (¯°·._.·( 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
—————————————-
الزوجة.. صديق العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إن كتب الله وأكمل الدرب أو تفرقا أن يستر العيب، فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذي سيشاركك أدق تفاصيل حياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها، وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام عينك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائق المليئة بالمفاجآت، هل ستكون عوناً لك أم أنها تتخلى عنك للوهلة الأولى؟
وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل بينكما الوفاق وطلقتها، فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه أولادك؟
ومما يعينك على الاختيار أن تنظر إلى سلوك والدة المرأة التي ترغب في الارتباط بها، فإنه ومن خلال التجارب الطويلة، تبين أن الغالب في البنت أنها تكتسب سلوك والدتها مهما كان مستوى البنت جامعية او دكتورة أو غير متعلمة أو….أو… وأمها على عكس ذلك، ولذا اسأل جيداً عن والدتها..
فإن كانت طويلة اللسان.. أو غير نظيفة في طبخها ومنزلها.. أو نمامة أو كثيرة الكلام فغالباً ما تكتسب ابنتها هذا السلوك، وقد ينجو القليل النادر.
ولذا فإن إطلاق التعليقات الساخرة والاستهزاءات المنفرة من قبل أناس على والدات زوجاتهم لأنهم ابتلوا (بحموات سيئات)، ومن الخطأ أن نعمم هذا الحكم، فإن من الحموات من كانت عوناً للرجل على ابنته، تكتم السر وتبني البيوت ولا تهدم، وتجعل القليل من زوج ابنتها الكثير كعظم الجبال، وهذا الصنف من أعقل النساء فهي بهذا تبني بيت ابنتها، وتخفف الحمل عن زوجها، بل ويصل الزوج إلى درجة من الراحة أنه لو ترك زوجته عند والدتها سنة كاملة لم يُبال بذلك، لأنه يعرف أنها سترجع بعد ذلك أفضل حالاً مما كانت عفة وحياء وديانة ونظافة وخبرة في الحياة.
وإننا نقول هذا إنصافاً لبعض الحموات، ممن يتمتعن بصفات الخير، ولذا انتبه جيداً إلى والدة زوجتك فإنها المؤثر الفعلي ـ في الغالب ـ على سلوك زوجتك التي ستضمها بين جدران بيتك.
قال شريح القاضي: "خطبت امرأة من بني تميم فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي، فقلت: إنه من السنة إذا دخلت المراة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها، فتوضأت، فإذا هي بوضوئي، وصليت فإذا هي بصلاتي، فلما خلا البيت دنوت منها، فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت: على رسلك يا أبا أمية.
ثم قالت: الحمد لله أحمده أستعينه وأستغفره، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبيّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثلك، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به {إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد.. فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظاً لي، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وأكره كذا، وما رأيت من حسنة فبثيه، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟
قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبت معها بأنعم ليلة ومكثت معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول، جئت من مجلس القضاء، وإذا أنا بعجوز تأمر وتنهى، فقلت: من هذه؟، قالوا: أم فلانة حليلتك، قلت: مرحباً وأهلاً وسهلاً، فلما جلست أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحباً بك وأهلا، قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة وأوفق قرينة، لقد أدّبت فأحسنت الأدب، وريضت فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا يرى منها أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة.
قالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلت: ماشاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئاً" أ هـ.
فأين الحماة (والدة الزوجة) التي تكون كوالدة التي هي كوالدة زينب، خلقاً وسلوكاً.. وبعد نظر.. كما أن تختار في زواجك البيت الطيب ذا السمعة الطيبة والذكر الحسن فإنهم سيكونون أخوالاً لأولادك..
وأول خبث الماء خبث ترابه وأول خبث الماء خبث المناكح

فتأمل جيداً في خالة أولادك التي ستدخل على أختها متى شاءت، وانظر إلى أخوال أولادك كيف هي أخلاقهم..
فلعل من الضروري بعد السمعة الطيبة: ديناً ودنيا أن يكونوا أقوياء الشخصية حتى لو قدر وحصل نزاع أن تجد أمامك (رجالاً) تستطيع أن تخاطبهم لا يعملون بعقول النساء ولا يملكون خياراً، فكم كان لرجل قوي الشخصية موقف تجاه ابنته او اخته حين يحصل بينهما خلاف أدى إلى عودة المياه إلى مجاريها، وقد كان الطلاق قريباً جداً..
أما بالنسبة للصفات الذاتية للفتاة التي سترتبط بها، فيجب أن تسأل عنها أدق الأسئلة من جميع الجوانب لأنك سترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، الأصل أنه سيبقى إلى حين رحيلكما عن الدنيا، فابحث عن المراة العفيفة في دينها ونفسها؛ لأنها ستكون مستودع أسرارك ورجولتك، والعفة مما يشتهر خبرها بين الناس، فتجد الثناء عليها على كل لسان. وأول العفة اللباس الساتر، واللسان الطاهر، والباطن يدل عليه الظاهر والله يتولى السرائر.
فلا تبحث عن الساقطة.. ومن كان ظاهرها الانحراف وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من الحرائر العفيفات، فأنت تريد زوجة لا عشيقة.
واعلم أنك بإعراضك عن العفيفة المتدينة وذهابك المتردية، قد فوت عليها الفرصة، وعرضت نفسك للهلكة، فبيتك رأس مال فانظر في يد من تضعه.
وابحث عن المرأة التي ستكون على طريقك في جميع أحوالك ـ في طاعة الله ـ فما أقبحه بالمرأة أن تفرح وزوجها حزين ولا تكون عوناً له على المحن والملمات، "قيل لأعرابي: صف لنا شر النساء.. فقال: شرهن النحيفة الجسم، القليلة اللحم، المحياض الممراض، لسانها كأنه حربة، تبكي من غير سبب وتضحك من غير عجب، عرقوبها حديد، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، صوتها شديد، تدفن الحسنات وتغشي السيئات، تعين الزمان على زوجها ولا تعين زوجها على الزمان، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، وقد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور، ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور، هذه هي شر النساء " أهـ.
إن للمراة ـ في بعض الأوقات ـ دوراً لا يملؤه غيرها، ولا ينبغي لها الانصراف عن زوجها إلى أي شاغل يشغلها عنه.
انظر كيف كانت خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله وسلم، لقد كانت رأس الوفاء والمروءة.. والكرم والعفة، فقد صدقته حين كذبه الناس وأطاعته حين عصاه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس، ولذا لم ينسها صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاتها، فكان إذا جاءت بعض النساء في حاجة يهش ويقول صلى الله عليه وسلم، "لقد كانت تأتينا زمان خديجة"، فتغار عائشة وتقول: "ما زلت تذكر خديجة، وقد أبدلك الله خيراً منها؟" فيقول: "لا والله ما أبدلني خيراً منها". فأي وفاء بعد هذا، وأي مروءة، بعد هذه المروءة، ولكن لامرأة تستحق رضي الله عنها وأرضاها.
بعض النساء غليظات القلب، قاسيات الطبع، وبعض الرجال كذلك يتعاملون وكأن الزواج شركة ستنتهي يوماً من الأيام بالربح أو الخسارة، دون إحياء المشاعر في قلوبهم، ولذا كان حقيقياً بهؤلاء أن تبقى حياتهم جافة ليس لدفء المشاعر فيها مكان، قال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة". وورد عن علي رضي الله عنه أنه قال: "إن من سعادة الرجل أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبراراً وأخوانه شرفاء وجيرانه صالحين ورزقه في بلده.." فهل يعي هؤلاء الأزواج هذه الحقيقة؟!
ومن تمام العفة وعنوان السعادة ألا يفتح قلب الفتاة لأحد قبل أن يفتح لزوجها حتى تستطيع أن تعيش معه بعد ذلك سعيدة هانئة تتمتع بحياة زوجية مستقرة، ولابد أن يعرف أنه مهما سعى إلى الكمال في الحياة الزوجية فلابد من وجود النقص، ولكن العاقل هو الذي يغض الطرف عن بعض الأمور التي ليس من شأنها تعدي حدود الدين أو الأخلاق أو جرح الرجولة.
فيا أيها الرجل..
اعلم أن الزواج من أعظم أسس السعادة، فإياك والتفريط في الاختيار فتجني بعد ذلك الندامة والأكدار ..

خطبة ألذ شيئ في الحياة للشيخ سالم العجمي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛وبعد..
فإن الله تعالى لم يخلق هذه الخليقة إلا لهدف عظيم ولغاية مهمة وهي عبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده وإفراده بالعبادة؛ فيعبد الله جل وعلا ولا يشرك معه غيره وهذا ما بينه ربنا سبحانه وتعالى بقوله : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"؛ أي يوحدوه ويفردوه بالعبادة؛ ولا يشركون مع الله سبحانه وتعالى غيره.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص ما يكون على تبيين هذه المنزلة ، ومنزلة صاحبها في الدارين وأنه مبوأ مكانا عظيما ومنزلة رفيعة حين الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ فيجزيه خير الجزاء في جنات الخلد إن مات على توحيده وإفراده لله سبحانه وتعالى في عبادته بجميع أنواعها؛ بأقواله وأفعاله وبالأعمال الظاهرة و الباطنة.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين هذه المنزلة؛ وأن من أفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة نجا من عذاب الله وكان مستحقاً للجزاء العظيم في جنات الخلد ، فقال صلوات ربي وسلامه عليه :"من قال لا إله إلا الله مخلصاً بها من قلبه دخل الجنة"؛ والمقصود بمن قال لا إله إلا الله: أي أنه قالها بلسانه وعمل بشروطها ومقتضاها واعتقدها بقلبه اعتقاداً جازماً؛ وليس المقصود فقط القول فإن بعض المنافقين يقولون لا إله إلا الله؛ وبعض الكفار يقولون لا إله إلا الله؛ ولكن المقصود أن يقولها بلسانه ثم يعمل بمقتضاها من توحيد الله جل وعلا وعبادته كما يريد؛ وخلع ما سواه سبحانه وتعالى؛ هذا هو المقصود ؛ من قالها في آخر حياته وختم له فيها دخل الجنة، فاعلموا هذا يا عباد الله علم اليقين؛ واعتقدوا به حق الاعتقاد .
فالمقصود أن يعمل بمقتضاها فلا يعقل أن يردد لا إله إلا الله دائما وهو يناقضها بقوله وعمله وفعله.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص ما يكون على تبيين منزلة أهلها؛ وأن من مات عليها وإن كان عنده بعض الذنوب فإنه حريٌ به أن يدخل تحت رحمة الله جل وعلا ؛يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه جل وعلا : "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ( يعني: ملأها) ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ".
وليس المقصود بهذا أن يعمل العبد المعاصي والذنوب وأن يكتسبها ولا يزال مسرفاً على نفسه ؛ ولكن هذا بيان بأن التوحيد صاحبه موعود بالمغفرة سواء أُدخل الجنة ابتداءً وغُفر له ما غُفر من ذنبه؛ أو أنه يعذب بذنوبه بنار جهنم-نسأل الله العافية-؛ ثم بعد ذلك يكون مآله إلى الجنة.
وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على بيان وتبيين منزلة التوحيد؛ كان أيضاً حريصاً على تحذير أمته من الشرك وأهله ؛ومن الشرك وفعله؛ وهذا من تمام نصحه لأمته صلوات ربي وسلامه عليه .
تأملوا يا عباد الله.. يقول أبو واقد الليثي رضي الله عنه : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين -( يعني غزوة حنين)- ونحن حدثاءُ عهد بكفر- (يعني: أن بعضنا لم يسلم إلا للـتّو فبقيت عنده أشياء من أعمال الجاهلية )-؛ وللمشركين سدرة يعكفون عندها؛ وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط ؛فمررنا بسدرة؛ فقلنا يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ،-(أي:نتبرك بها)- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر!! إنها السنن؛ قلتم-والذي نفسي بيده-كما قالت بنو إسرائيل لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة.." .
وانظروا عباد الله.. أين كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك حتى تعلموا منزلة التوحيد؟..
النبي صلى الله عليه وسلم ذاهب إلى قتال الكفار ويحتاج إلى جهود الأشخاص-بعد الله سبحانه وتعالى-؛ ومع ذلك لما وقع منهم ما يُلبس لم يسكت صلى الله عليه وسلم ويقول : لأقاتل بهم أولاً ثم أعلّمهم التوحيد بعد ذلك؛ لا.. بل أنكر عليهم صلوات ربي وسلامه عليه لعلمه أن من مات على الشرك مخلدٌ في نار جهنم وإن أتى بأعمال كقدر السماوات والأرض لقول الله سبحانه وتعالى :" إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار".
وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه ؛ قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولاً أنْ لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت"؛ وذلك لأنهم كانوا يتبركون بها ويرون أنها تدفع العين؛ وأنها تجلب النفع وتدفع الضر؛ وما كان هذا إلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أنصح الخلق للخلق يعلم أن جزاء التوحيد أن صاحبه إلى جنات الخلد بإذن الله جل وعلا؛ وأن من أشرك بالله سبحانه وتعالى مخلد في نار جهنم .
من أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى هذا حق الدعوة؛ وبذل حياته في تحقيق هذا الهدف؛ وبيان هذه الغاية التي خلقت من أجلها الخليقة.
ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على هذا في أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الرُّقى والتمائم والتِّولة شرك "؛ وهذا الحديث العظيم يبين لنا مسألة عظيمة جداً وهي : أن من الرُّقى وهي القراءة على الناس ما يكون شركاً ؛وذلك أن يأتي أحد فيرقى بغير أسماء الله وصفاته؛ فيستعيذ بالشياطين أو يستعيذ بالجن من أجل الاستشفاء كما يفعله الدجالون والكهنة (والذين يُسمَّوْن في هذا الزمن سادة)؛والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا ؛ فقد أسخطتم ربكم عز وجل " ؛ فهذا السيئ؛ لا يسمى سيداً بحال من الأحوال لأنه يستعين بمردة الجن ويستعين بالشياطين؛ فإذا جاءه المريض ودخل عليه وجد شخصاً أقذر ما يكون على وجه الأرض؛ متسخ الثياب أو أنه يكون ضريراً أعمى لم يستطع أن يرجع البصر لنفسه؛ فيأتي هذا العبد المخدوع يريد أن يطلب الشفاء من رجل لم يستطع أن يذهب الإعاقة عن نفسه؛ فكيف يأتي الصحيح إلى مريض لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ليرقيه بالرقى الشيطانية؟!
هذا النوع من الرقى شرك يا عباد الله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :"من أتى كاهنا أو عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"؛ فيا ويح من أمضى حياته بالصلاة والصيام من حين نشأ منذ شبابه إلى حين شاخ بعد هذا العمر الطويل؛ فيأتي هذه الأعمال ويشرك بالله جل وعلا عند رجل من رجال السوء يسمى: (سيد أو مطوع) فيرقيه برقية شيطانية فيذهب دينه بعد أن يلتجأ القلب إلى الشياطين؛ ويأمره بذبح خروف أحمر أو ديك أصفر أو ما شابه ذلك؛ أو أن يأخذ من ملابسه شيئا فيبيّته عنده.
هذه من علامات الكهان يا عباد الله؛ ومن ذهب لهم فقد ضيع نصيبه من الله وقد أشرك بالله وكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ؛وبعضهم يحدث بينه وبين بعض الناس خصام فيقول: فلنذهب إلى السيد فلان نحلف عنده أنك لم تأخذ مالي؛ وهذا يرى أن ذلك الرجل يضر وينفع من دون الله ، فمن اعتقد هذا الاعتقاد فقد خسر خسرانا مبينا وأشرك بالله؛ وهذا النوع من الرقى والقراءة شرك بالله ولا يجوز الذهاب إلى من كانت هذه صفاته، وأما الرقية والقراءة إذا كانت من كتاب الله وكانت بلسان عربي فصيح واعتقد العبد أنها سبب من الأسباب وإنما المسبب هو الله -سبحانه وتعالى-الذي بيده الضر النفع؛ إن فعل هذا وهو معتقد ذلك فلا بأس به؛ ولكن إذا ذهب إلى هؤلاء الدجالين الذين يدينون بالشرك ويستعينون بالشياطين فقد ضيّع نصيبه من الله؛ ومن أشرك بالله فلا ينفعه صوم ولا حج ولا صلاة ولو جاء بمثل هذه الأرض وملئها أعمالاً صالحة فلن تنفعه عند الله.
التوحيد يا عباد الله.. التوحيد إفراد الله بالعبادة وأن لا يلتفت هذا القـلب إلا لله.
وأما المقصود بالتمائم فهو ما يعلقه بعض الناس ، مما يسمى عند بعضهم (حرز) أو ( جامعه) هذا الذي يُصنع من جلد؛حيث يعمل الكاهن لمن قصده ورقة؛ويجعل فيها رسوما متعارضة أو أنه يدعو فيها الشياطين؛ فيذهب الزائر بعد ذلك فيجلدها بجلد فيعلقها على رقبته أو في سيارته أو يضعها في مخدته؛ فمن اعتقد أن هذه التميمة تنفع وتضر من دون الله العظيم فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى؛ والذي يقول ( شرك) هو محمد صلى الله عليه وسلم ، ليس المتكلم وليس السامع ، فإياك يا عبد الله إن كان عندك من هذا شيء أن تنهي قراءة هذا الكلام وأنت لم تعاهد الله على التوبة؛لأنك إن كنت تعتقد أن هذه (الحروز) مما يدفع الضر ويجلب النفع فقد كفرت بالله العظيم.
ومثل هذه الحروز تلك التميمة الذي تُعلَّق في السيارات والتي يعتقد البعض أنها تدفع عنه العين وتجلب له النفع هذه أيضا تعد من التمائم ، من علقها فقد أشرك.
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من تعلق شيئا وُكِل إليه " والمقصود بتعلَّق: أي أنه علَّقه وتعلق قلبُه به؛ ولذا تجد أن هذا الصنف يرى أنه إن أزال هذه ( الحروز والتمائم ) وقعت به الطوام.
فإن اعتقد هذا الاعتقاد وظن أنها تجلب النفع وتدفع الضر فإنه أشرك بالله سبحانه ، ومنها أيضا تلك الخواتم التي تجعل من أجل الخطوبة ؛فإذا خطب رجل امرأة ألبسها خاتما وألبسته خاتما، إن اعتقد أن هذا سبب من الأسباب لدوام المحبة؛ أو اعتقد أنه إذا خلع هذا الخاتم تضعف المحبة بين الزوجين أو أنه يحصل الطلاق والشقاق؛فقد أشرك بالله؛ لأنه جعل شيئا ليس له متعلق حسيٌّ ولا شرعيٌّ يضر وينفع من دون الله،وأما إذا لم يكن يعتقد أنها تضر وتنفع أو تجلب المحبة فإن هذا من عادات النصارى فلا يجوز لبسها.
فليحذر العبد أن يسلب دينه يا عباد الله؛فإن التوحيد هو الغنيمة وهو المنزلة العظيمة؛وهو الذي يرجو به العبد إن وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وحقق توحيده أن يشمله الله جل وعلا بعفوه رحمته؛وأن يُدخله في عباده الصالحين؛ لأن كلاًّ من الناس مذنب؛لكن مَن حقق التوحيد وجاء إلى الله سبحانه وتعالى بتحقيق العبودية له وحده كما أمر بها سبحانه ؛ وكما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيطمع أن يدخل في رحمة الله.
هذا وليحذر المسلم من الشرك كله بجميع أنواعه وأصنافه؛وعليه أن يتعلم التوحيد ويدرسه؛لأنه يحتاج إلى علم وتطبيق؛لعل العبد أن ينجو بين يدي الله سبحانه وتعالى.
كما أنه مما لابد أن يُعلم أن كل طريق إلى الله مسدود إلا طريقا واحدا وهو ما كان عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فمن أراد النجاة والسعادة في الدارين فليجعل النبي صلى الله عليه وسلم له إماما ومتبعا؛ولا يقدم على سنته صلوات ربي وسلامه عليه قول أحد كائنا من كان؛فإنه هو الصادق المصدوق وهو أنصح الخلق للخلق وهو الشافع المشفَّع ، ومن صح توحيده واتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يدخل في شفاعته يوم القيامة؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين يقف على حوضه ويريد أن يسقى منه أتباعه؛ يحجب أقوام عن الحوض؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: يارب أمتي ؛أمتي.. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. (ما اصطنعوا من الأمور واتبعوا من الأهواء )؛فيقول صلى الله عليه وسلم: سحقا..سحقا لمن بدل بعدي .
فإياكم ومخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ؛" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" ؛ قال الإمام أحمد: الفتنة أن يفع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
فإياكم واتباع الأهواء واجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم لكم إماما ومتبعا؛وخذوا العلم من أهله ممن يسلكون طريقه صلوات ربي وسلامه عليه؛ ويدلون الناس على سنته؛ ولا يجرفنّكم أهل الشرك وأهل الأهواء البدع؛الذين لا يريدون لسنته أن تعلو في الأرض؛ويريدون أن تعلو أهواءهم ليصلوا إلى مآربهم .
إن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك طريق خير إلا دل هذه الأمة عليه ولا ترك طريق شر إلا حذر أمته منه؛ وكان مما قال صلوات ربي وسلامه عليه:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "؛ وقال صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "؛ أي أنه مردود على صاحبه.
فالاتباع.. الاتباع له في أمره ونهيه ؛ وإياكم من محدثات الأمور؛ ومما اختلق أهل الأهواء وعامة الناس ودهماؤهم ؛ الذين لا يريدون لدينكم أن يرتفع؛ولكن يريدون أن ينطمس نور السنة؛وتنتشر ظلمة البدع بين الناس؛ فيذهب الدين سنةً سنة؛حتى تفشو البدع وتذهب السنة وتعلو الأهواء فلا يبقى من يدل الناس على الطريق الصحيح.
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

موضوع في القمة شكرا جزيلا على المجهود
بارك الله فيك أخي

في ميزان حسناتك

وفيكم بارك الله وجزاكم الله خير على المرور المحترم.

سلسلة التمسك بالسنة _ 2_ للشيخ سالم العجمي سدده الله 2024.

………..



وبعد ذلك تأتينا مسألة عظمى وهي أننا نعلم علماً يقينياً أن هذا الدين العظيم لا يقوم إلا على أصلين اثنين، أما الأصل الأول فهو التأصيل نؤصل في الناس العقيدة الصحيحة، ونؤصل في الناس الإتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة، وأن لا يقدم العبد قولا على قول النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال الشافعي رحمة الله عليه : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس كائنا من كان " الله اكبر، أبداً كائناً من كان، لو كان أبو بكر وعمر؟ ولو كان أبو بكر وعمر.
ولذلك لما ناقش بعض الصحابة ابن عباس رضي الله عنه في مسألة المتعة وأن المتعة (الحج)طبعاً، وأن بعض الصحابة استدل على ابن عباس وقالوا: أن عمر رضي الله عنه كان ينهى عن المتعة، فقال ابن عباس رضي الله عنه: الله أكبر! أخشى أن تنزل علينا حجارة من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون : قال أبو بكر وعمر .
إذن فما بالك بمن قدم قول أحد من الناس على سنة النبي صلى الله عليه وسلم من لا يصل إلى رمل أو تراب يسير عليه أحد التابعين فضلاً أن يصل إلى قول عمر أو أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، إذن نعتصم بالسنة، ونعرف أن الأصل الأول هو التمسك بالسنة، نتمسك بالسنة كما أراد الله عز وجل كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم وندعو إلى ذلك دعاء حقيقي ونسأل الله عز وجل في كل وقت وحين أن يثبتنا على هذه السنة وأن يقبضنا عليها، هذا دعاء المخلص المخبت الذي يريد نصرة الدين ، هذا الأصل الأول : أننا نتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم . والأصل الثاني أن نحذر من ضد ذلك من الأهواء والبدع والمحدثات ، فإذا وردت محدثة أو بدعة ننتبه منها ونحذرها في أنفسنا ونحذر إخواننا المسلمين من الوقوع في ذلك، نريد بذلك وجه الله عز وجل لا نريد به شيئاً من الدنيا أو علواً في الأرض أو إفساداً، بل نريد ما عند الله سبحانه، ويدل على ذلك العرباض بن سارية رضي الله عنه في الحديث :"وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله: كأنها موعظة مُودع فأوصِنا، فقال: أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد" الناجد : هو الناب ، وذلك أن الإنسان إذا أراد أن يعظ على شيء فإن أقوى ما في أسنانه هذا الناجد، فإنه لا يكسر إذا عض على الشيء وأمسك به مسكاً شديداً. عضوا عليها بالنواجد إذن هنا أصلوا . عليكم بسنتي : النجاة من الفتنة والنجاة من الزيغ والنجاة من الهلاك أن يتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد" .

ثم جاء إلى الأصل الثاني وهو التحذير ، قال : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ولا يقوم الدين هذا الدين العظيم إلا على هذين الأصلين . نؤصل بالناس الاعتقاد الصحيح وأوله إفراد الله عز وجل بالتوحيد وإفراد النبي صلى الله عليه وسلم في المتابعة، ألا يقدم عليه قول أحد كائناً من كان، وهذا أمر لابد أن يعلمه كل واحد ولا سيما من كان يريد الدعوة إلى سبيل الله القويم وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك تأتينا مرحلة أخرى وهي بعد أن نتعلم هذه الأصول، تأتي مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق فيما بيننا فإننا نأمر الناس بلزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم . لماذا؟ لأنه لا يمكن أن تتوحد القلوب إلا بلزوم السنة ،وأما الآراء والأهواء فكل واحد يحمل على ما لاقى له وعلى ما حسن عنده من رأيه، فربما يرى ما ليس بحسن هو الحسن ويريد أن يقود الناس إليه، ويأتي من يريد أن يحمل الناس على اتباع لواء معين غير اللواء الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن النجاة باتباعه صلوات ربي وسلامه عليه والأخذ بأمره وترك نهيه والحذر من ذلك كله .

القعدة