عندما يكون ضوء الغرفة ضعيفا تقوم عين الإنسان بعدة عمليات حتى تتأقلم أو تتكيف عليه.
أولا:
تنتج خلايا العصي في الشبكية مادة تعرف بـ ( الرودوبسين ) وهذه المادة هي المسؤولة عن الرؤية في الظلام.
في وجود الضوء تتكسر هذه المادة إلى جزيئين ( أوبسين + ريتينال ) ( Opsin + Retinal ).
لذلك عندما تطفأ الأنوار و تصبح الغرفة مظلمة تماما تكون مادة الرودوبسين متكسرة على شكل هذين الجزيئين
وفي وجود الظلام يبدأ الجزيئين بالإتحاد مرة أخرى لتكوين الرودوبسين ويتطلب هذا الإتحاد عدة دقائق ، وبالتالي عند إعادة تكوين الرودوبسين مرة أخرى يستطيع الشخص تمييز و رؤية الأشياء في الظلام .
لهذا السبب لا نستطيع تمييز الأشياء عند الدخول إلى مكان مظلم الا بعد مرور بعض من الوقت
ثانيا:
تقوم عضلة القزحية بالانبساط وهذا يؤدي إلى اتساع العين والبؤبؤ حتى تتمكن من الرؤية بشكل أوضح.
هذه التغيرات تحدث في حوالي 20 دقيقة إلى ساعتين ولكنها تزيد حساسية العين لهذا الضوء الضعيف حوالي 10.000 مرة.
أثناء القراءة ، يجب أن تكون العين قادرة على تكوين صورة للكلمات التي تقرأها على شبكية العين.. ولفعل ذلك تقوم القزحية بالإضافة إلى العضلات التي تتحكم في شكل عدسة العين بالانقباض حتى تحافظ على الصورة المتكونة على الشبكية.
.
.
عندما يقرأ الإنسان في ضوء خافت ، تتعرض عضلات العين لإشارات مختلفة :
فهي تنبسط حتى تجمع أكبر كمية ممكنة من الضوء وفي نفس الوقت تنقبض حتى تحافظ على الصورة المتكونة على الشبكية مما يؤثر على “الحدة البصرية ” ويجعل العين تعمل بصورة أكبر حتى تتمكن من تمييز الكلمات ورؤيتها بوضوح وذلك يسبب إجهاد للعين.
لو اعتبرنا أن هذا تمرين لتنشيط عضلات العين يشبه التمارين التي نقوم بها لتنشيط عضلات الذراع والساق فإن عضلات العين بكل تأكيد سوف تتألم تماما كما تتألم عضلات الذراع و الساق بعد هذه التمارين.
لا بد أنك الآن مازلت تتساءل هل يؤدي ذلك إلى ضعف النظر !؟
حسناً ، لم يستطع أحد من العلماء الجزم بأن القراءة في الضوء الخافت لا تضر العين ! لكن اتفق معظمهم على أن ذلك يرهقها ويتعبها فتشتكي العين من صاحبها على شكل أعراض مزعجه مثل :
ألم في مقلة العين
صداع
تدلي الجفن
الرؤية المشوشة
ولأن الإنسان لا يرمش بشكل كافي عند التحديق في جسم واحد كالكتاب مثلا فقد يصاب بجفاف في العين.
ولحسن الحظ أن هذه الأعراض جميعها لا تضر العين حيث تختفي هذه الأعراض بعد زوال الإجهاد عن العين.
بينما لاحظ البعض أن إجهاد العين قد يساهم في الإصابة بـ “ قصر النظر “
ربما لم يجدوا حتى الان تفسيراً علمياً لذلك ففرضيتهم لا تعدو كونها ملاحظة أن كثيراً من العلماء والباحثين الذين يقضون وقتاً طويلا على الكتب مصابين بقصر النظر ويستخدمون النظارات لأجل ذلك !
ماذا لو كنت ممن يحبون القراءة في الضوء الخافت!؟
إذا كنت تشعر براحة للقراءة في الضوء الخافت ولا تعاني من الأعراض السابقة فلا بأس من القراءة بهذه الطريقة ولكن بكل تأكيد سيكون من الأسهل لو قرأت في إضاءة جيدة.. وتستطيع أيضا أن تمنع إجهاد العين أثناء القراءة في الضوء الخافت عن طريق الرمش بشكل مستمر و النظر للحظات إلى أي جسم خارج النافذة كل 15 – 30 دقيقة .
أدام الله على الجميع نعمة البصر
منقول لتعم الفائدة