كشف الشبهات قولهم 2024.

قولهم (الالتجاء إلى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة)

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه (كشف الشبهات):

(فَإِنْ قَالَ: أَنَا لاَ أَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ، وَهَذَا الالْتِجَاءُ إِلَى الصَّالحِينَ وَدُعَاؤُهُمْ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ.
فَقُلْ لَهُ: أَنْتَ تُقِرُّ أَنَ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكَ إِخْلاَصَ الْعِبَادَةِ لله وَهُوَ حَقُّهُ عَلَيْكَ.
فَإِذَا قَالَ: نَعَمْ.
فَقُلْ لَهُ: بَيِّنْ لِي هَذَا الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَهُوَ إِخْلاَصُ الْعِبَادَةِ، وَهُوَ حَقُّهُ عَلَيْكَ؟ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَعْرِفُ الْعِبَادَةَ، وَلاَ أنْوَاعَهَا.
فَبَيِّنْهَا لَهُ بِقَوْلِكَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) [الأعراف 55]
إِذَا عَلِمتَ بِهَذَا فَقُلْ لَهُ هَلْ هُوَ عِبَادَةٌ؟
فَلاَ بُدَّ أن يَقُولَ: نَعَمْ، (وَالدُّعَاءُ مِنَ الْعِبَادَةِ)
فَقُلْ لَهُ: إِذَا أقْرَرْتَ أَنَّهَا عِبَادَةٌ، وَدَعَوْتَ اللَّهَ لَيْلاً وَنَهَاراً، خَوْفًا وَطَمَعاً، ثُمَّ دَعَوْتَ فِي تِلْكَ الْحَاجَةِ نَبِيًّا أَوْ غَيْرَهُ؟ هَلْ أَشْرَكْتَ في عِبَادَةِ اللَّهِ غَيْرَهُ؟
فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ: نَعَمْ.
فَقُلْ لَهُ: فإذا قَالَ اللَّهُ (فَصَلِّ لِربكَ وَانْحَرْ) [الكوثر 2] وأَطَعْتَ اللَّهَ، وَنَحَرْتَ لَهُ، هَلْ هَذِهِ عِبَادَةٌ؟
فَلاَ بُدَّ أن يَقُولَ: نَعَمْ.
فَقُلْ لَهُ: إِذَا نَحَرْتَ لمخُلُوقٍ – نَبِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ أَوْ غَيْرِهِمَا- هَلْ أَشْرَكْتَ فِي هَذِهِ الْعِبَادَةِ غَيْرَ اللَّهِ؟

فَلاَ بُدَّ أن يُقِر ويَقُولَ: نَعَمْ.
وَقُلْ لَهُ – أَيْضاً-: الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهُم الْقُرْآَنُ هَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْمَلاَئِكَةَ، وَالصَّالِحِينَ، وَاللاَّتَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ؟
فَلاَ بُدَّ أن يَقُولَ: نَعَمْ.
فَقُلْ لَهُ : وَهَلْ كَانَتْ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ إِلاَّ في الدُّعَاءِ، وَالذَّبْحِ، وَالالْتِجَاءِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ؟ وَإلاَّ فَهُمْ مُقِرُّونَ أَنَّهُمْ عَبِيدُ الله، وَتَحْتَ قَهْره، وَأنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُدَبِّرُ الأمْرَ وَلكِنْ دَعَوْهُمْ وَالْتَجَأوا إِلَيْهِمْ لِلجَاهِ والشَّفَاعَةِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ جِدًا.)

المصدر موقع التوحيد

بارك الله فيكم اخي الطيب ونفع بكم
وفيكم بارك الله اخي
بارك الرحمن بك أخي
وجعلها في ميزان حسناتك
وفقك الباري

وفيكم بارك الله

الحذر من النت ومواقع الشبهات والشهوات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحذر من النت ومواقع الشبهات والشهوات
ـ للشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله
فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى
الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين . أما بعد :

فيا أيها الناس ، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى .
عباد الله : جاء الإسلام بنشر الأخلاق والفضائل والشيم النبيلة بين الناس في الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم –
قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، وفيه : ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا ) .

وجاء الإسلام بحماية عرض المسلم ، وأن ذلك أحد الضروريات الخمس التي جاءت بها الشريعة ، وفي الحديث :
( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) .
وجاء الإسلام بالنهي عن كل ما يخدش الحياء ويسيء إلى عرض المسلم ؛ فأمر بغض البصر وحفظ الفرج :
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) .
وحرم الإسلام الفواحش من الزنا واللواط وغير ذلك : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا )
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) .

أيها المسلم : ومما جد في العصر الحديث ما حصل من تطورات في وسائل الاتصال ، وتقنية المعلومات الحديثة ، مما يعرف
بالإنترنت هذا الأمر الذي ورد ، ودخل كل منزل شاء الإنسان أو أبى خطره كبير وأثره على الفرد والجماعة واضح المعالم
وهو ميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق والقلوب ، أبواب الخير فيه مفتوحة وأساليب الشر وأساليبها كثيرة
بإمكان الإنسان فيه أن يكتب ما شاء ، أو يسرح بصره بالنظر إلى ما يريد ، أو يتكلم بلسانه بما شاء فلا رقيب ولا حسيب
إذا لم يكن هناك إيمان يردع ويقي المسلم أن تزل قدمه في هذه الضلالات ، لذا كان من المتحتم أن توضع الآداب
التي ينبغي أن يتأدب بها من يتصفح تلك المواقع ، وبيان الأخطار والأضرار المترتبة على الإخلال بهذه الآداب .

أيها المسلم : إنها وسائل جيء بها للانتفاع والاستعانة بها على النافع ، لكن للأسف الشديد حولنا تلك المنافع
وسخرناها إلى الضرر المحض ، والبلاء والفساد ، إن هذا التصرف مرجعه تصرف البشر ، وإلا فتلك الأجهزة قابلة
للخير من استغلها ، ووسيلة لهدم الأخلاق لمن ضيعها ولم يبالي ؛ فمن تلكم الآداب أن يحسن المتصفح لهذه المواقع
استعمالها ؛ فيكون بحاجة إلى ما يستعمله ولا يفرط في الثقة بنفسه في تصفح تلك المواقع ؛ فربما وقع في بلاء
إذا عجز أن يتخلص من ذلك البلاء وبسبب يده وبصره وتصرفاته السيئة .

إن الله حذرنا من مكائد عدو الله إبليس :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) ، ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )
فهو متربص ببني آدم يحاول إيقاعه في الضلال ما وجد لذلك سبيلا ؛ فليكن المسلم على حذر من تلاعب الشيطان به من
خلال تصفحه لتلك المواقع الهابطة ، التي لا خير فيها ، ولا منفعة من خلالها .

أيها المسلم : لابد لك من وقت مخصص وهدف معين في تصفح تلك المواقع ، وإلا فإذا ضيعت وقتك ، وكنت على غير هدف
فيما تريد ؛ فلربما تقع في شراك الضلال والغواية من حيث لا تدري ؛ فالوقت ثمين لا يضيع في هذه الترهات
ولا بد من هدف معين ؛ فهذه الوسائل تحوي من أنواع الفنون والعلوم ما لا يخفى ، ولكن من ضارب لخير
ومن وارد لسوء .

إن النظر في عواقب الأمور ومآلاتها يجعل المسلم منضبط في تصرفاته ؛ فكل أمر يرى أن عواقبه ونتائجه غير محمودة
فلا يليق به أن يدخل فيها ويتصفحها ، إن لم يكن عنده إيمان وتصور وبصيرة فيما يشاهد .

أيها المسلم : إن كثير من تلك المواقع فيها شبهات ، ومواقع فيها الشهوات ، والدعوة إلى التجرد من القيم والأخلاق
وترويج الشبه الباطلة ، والآراء الضالة ؛ فكن على حذر في تعاملك ، غض بصرك فإن إطلاقك البصر في كثير من
المواقع قد يفسد قلبك وتتعلق بهذه الأمور ولا تستطيع الخلوص منها ، راقب الله في كل أحوالك .

إن من أعظم الأمور خطرًا هذه الوسائل المفتوحة ؛ لأن هذه مفتوحة للعالم كله ؛ فهناك الخطر الكامل لا سيما
وسائل اتصال والمحادثات من طريق الإنترنت أو ما يعرفه هؤلاء بالدردشة كما يقولون ، هذه أمور جلبت المصائب العظيمة
والبلايا الكثيرة ؛ فاتصال شاب بشابة ، واتصال فتيات بالشباب أو عكسه ، تحدث من الأمور والمفاسد ما الله به عليم
يتبادل الصور ومقاطع الفيديو وغيرها ، والمحادثات الخاصة والعامة والمواعيد ، وأمثال ذلك مما يملأ القلوب مرضا
بالشهوات ، والله يقول : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) .

إن كثيرًا من هذه الاتصالات المشبوهة ، التي ينفرد بها الشاب في غرف الاتصالات ، ربما يقيم علاقة مع فتاة ما ، يقيم
هذه العلاقات من خلال هذا الجهاز ، وربما حصل الاتصال شيئًا فشيئًا حتى يرتد عنه الإيمان ومرضًا في القلب من حيث
لا يشعر ، ولربما استعملت هذه الصور من بعض ضعفاء النفوس للضغط بها على الفتيات المسلمات ؛ فيهدد الفتاة بنشر
صورها في الجهاز ، أو بثها وإرسالها لأهلها ؛ فلربما من قاد له التخلص من شره وبلاءه ؛ فتقع الفاحشة والعياذ بالله .

هذه أمور لا بد من الانتباه ؛ فإن الله أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج ؛ لأن غض البصر يمنع ذلك
والله نهى المرأة عن الخضوع للرجل بالأقوال ، التي ربما تسبب الفتنة ؛ فالحذر الحذر من هذه المصائب والبلايا .

أيها المسلم : احفظ نفسك وصن نفسك واحترم نساء المسلمين احترم حرمات المسلمين وعوراتهم ؛ فإنك إن دنست
أعراض الآخرين ؛ فربما تبتلى في نفسك بمرض في نفسك ، بلاء في بدنك في مالك في أهلك بمرض وهموم وأحزان
تصاب بها جزاء لإفساد عورات المسلمين ؛ فهؤلاء المتلاعبون بأخلاق المسلمين ، بعقول الفتيات لا بد أن يصابوا
في أنفسهم نتيجة لهذه الأعمال السيئة ، التي ارتكبوها في حق الفتيات المسلمات ، ثم هذه الفتاة التي خدشت حيائها
ودمرت عفافها ، وقضيت على كيانها ، وأفسدت عرضها ما النتيجة !؟

النتيجة : أنها تكون فتاة غير مرغوب فيها ، وغير موثوق بها ، ولربما زوجة ؛ فأبانت عن علاقات الماضية ؛ فصار سببًا
لفراق زوجها لها ، ولربما فرقت بينها وبين زوجها نتيجة لهذه المواعيد المعسولة والأقوال الخداعة ؛ فليتق المسلم ربه
وليراقب الله في أحواله كلها ؛ فكما تدين تدان .

أيها المسلم : هذه الأجهزة وضعت للانتفاع لا للضرر لراحتك وإعانتك على أمورك الخاصة والعامة ، لكنها لم توضع
لأجل فساد الأخلاق ، وتدمير البيوت ، وإفساد الفتيات والفتيان .

أيها المسلم : وقتك ثمين ؛ فإياك أن تهدره في تلك الترهات ، واتق الله فيما تنظر إليه ، وفيما تقلبه من صفحات هذه المواقع
فإن فيها مواقع تنافي الأخلاق ، ومواقع ضد العقيدة ، ومواقع ضد الأمة المحمدية ، ومواقع فيها من البلاء ما الله به عليم .

أيها المسلم : لقد وقع في شراك هذه المواقع فتيات من المسلمين وفتيان من المسلمين ، ندموا ولا ينفع الندم ، ندموا على
ما حصل ، وتبين لهم أخطائهم وأن بعض شباب الأمة ذئاب في صور رجال يخدوعون ويغررون ولا ينفعون ويقضون
وطرهم بالحرام دون أن يكون هناك خوف من الله يردعهم عن باطلهم ويمنعهم من الاستمرار في جرائمهم ؛ لقد كتبت
أبتليت بها هذه المصيبة وبهذا البلاء كتابة صورت فيها واقع هذا الاتصال وما حصل من هذه المواقع من تدمير للبيوت
وإفساد للأخلاق وقضاء على الحياء والشيم والكرامة .


تقول من بعض من ابتليت بهذا البلاء :

إنها أمضت مع زوجها سنين عديدة في الاطمئنان وتبادل الخير وسلامة وعفة حتى ابتليت بهذه المواقع بإشارة من صديقة
أو نحو ذلك ؛ فأقامت علاقة مع شاب خدعها وغرر بها وأفسدها عن زوجها ووعدها إن فارقت زوجها أن يكون هو
الزوج لها ؛ فسعت حتى فارقت زوجها بمكيدة من ذلك الخبيث ؛ فلما أوقعها فيما أوقعها فيه ، وواصل الأمر معها بالفاحشة
فارقها تتصل به مرارًا ، ويقول : أنا لا أثق بالساقطة ، ومن خانت مرة خانت المرار الكثيرة ، وأنا أعلم النساء الطيبات
وأن خطبتهم من طرق شرعية لا من تلكم الأجهزة – هكذا يا أخي – نتيجة هذه الأمور ، فاتق الله – أيها الشاب المسلم –
ولا تقم علاقة من خلال هذا المنتدى بما يضرك في دينك ويفسد أخلاقك .

وأنت – أيها الفتاة المسلمة – :
اتق الله في نفسك وحصني نفسك بالبعد عن هذه الترهات مهما قال الشاب أو الشابات صديقة أو صديقات مهما بذلوا من
تحسين من الجهود ليحسنوا بها صورة هذه المواقع التي أوقعت كثيرًا من الناس فيما أوقعتهم فيه ، فليكن تقوى الله حاجزًا
لنا عن الخداع بهذه المواقع ، ولنراقب الله قبل كل شيء .

إن غض البصر وحفظ الفرج وصيانة العرض من أسباب سلامة العبد في دينه ودنياه ، أما هذه الصور المتبادلة من
خلال هذا الجهاز والتي تنشر صورة الفتاة يراها الملايين من الناس ؛ فهذا والله هو الضرر العظيم والبلاء الكبير حتى
أن بعض أولئك انتزع الحياء من نفوسهم ؛ فيمارسون الفاحشة من خلال هذا الجهاز المرئي ، ويتبادلون الأمور الضارة
كل ذلك من قلة الحياء ، وفي الحديث : ( إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، إذا لم تستح ؛ فاصنع ما شئت ) .

فمن لا حياء عنده يفعل ما يشاء ، ويستحسن القبيح ، ويمتد بالفساد .
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق ، والاستقامة عليه والثبات على هذا الدين ، وأن يحفظ الله أعراض الجميع ، ويصونها
من كيد الكائدين وخبث الخبيثين الذين لا يبالون بما يوقعون فيه الشاب والشابة من أنواع الفساد والشرور .

فليتق المسلم ربه ، ولتكن عندنا توعية إسلامية لأبنائنا وفتياتنا بالتحذير من هذه المواقع ، والتحذير منها وتصوير
مضارها وتشخيص أدوائها ، عسى أن تنتفع الأمة ، وعسى أن تهديها لطريق مستقيم .

أسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والاستقامة عليه .
عباد الله : خير من هذه الترهات ، وخير من هذه السيئات أن يستغل المسلم هذه الأجهزة بالدعوة إلى الله ، ويتخذ له
موقعًا يكون هدفه الدعوة إلى الله ، ونشر الفضائل ، والتعريف في الإسلام وفضائله وخصائصه ، ونشر الفضائل والدعوة إليها
والتحذير من الباطل بأسلوب حكيم ، وبأسلوب حكيم يدل عن رحمة وعطف وإحسان هذه الأجهزة ، الذي ينظر إليها الملايين
في أقصى الدنيا شرقها وغربها .

فحري بالمسلم العاقل أن يكون موقعه موقعًا هادفًا يدعو إلى الخير ، وينشر الفضائل ويبث الرسائل النافعة ، والنصائح المثمرة
والتوجيهات السليمة ، دعوة إلى الله ، دعوة إلى دينه ، دعوة إلى توحيده وإخلاص الدين له ، دعوة لأداء الفرائض
والواجبات ، دعوة للتحذير من سوء الأخلاق والمنكرات ، دعوة صادقة مأصلة بالدليل من الكتاب والسنة حتى يصل هذا
الصوت إلى ملايين الناس ؛ فالمواقع الطيبة التي يقوم عليها الصادقون المخلصون هي المواقع النافعة التي تستغل
هذه الأجهزة بتطورها وعظيم شأنها لنبلغ رسالة الله ولنبصر الأمة وندعوهم إلى الخير .

فحري بالمسلم
أن يكون استغلاله لهذه التقنية الحديثة فيما ينفع وفيما يثمر وفيما يرسي الأخلاق والفضائل ، وأما أن نكون فقط مهمتنا
التصفح فيها بما يقال وما ينشر ، من حق وباطل ، وأكاذيب وافتراءات ، وأخلاق تهدم وسيئات تنشر ؛ فهذا أمر لا يليق
بالمسلم فعله ، وإنما اللائق به أن يكون داعيًا إلى الله ، داعيًا إلى الفضائل والأخلاق الكريمة ، محذرًا من كل ما يفسد
الأخلاق والكرامة .

أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية .

سماحة المفتي العام عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
*- ميراث الانبياء -*

شرح حديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات 2024.

شرح حديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات))

في مسند أبي حنيفة للحارثي حديث رواه عبد الله ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات)) أرجو أن تتفضلوا بشرح هذا الحديث؟ جزاكم الله خيراً.

الحمد لله، لقد جاء في هذا الباب عدة أحاديث في أسانيدها مقال، لكن يشد بعضها بعضاً، منها الحديث الذي ذكر السائل: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات)) وفي الآخر: ((ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم)) [2] ، والمعنى: أن الواجب على ولاة الأمور من العلماء والأمراء أن يدرؤوا الحدود بالشبهة التي توجب الشك في ثبوت الحد، فإذا لم يثبت عند الحاكم الحد ثبوتاً واضحاً لا شبهة فيه فإنه لا يقيمه، ويكتفي بما يردع عن الجريمة من أنواع التعزير، ولا يقام الحد الواجب كالرجم في حق الزاني المحصن، وكالجلد مائة جلدة في حق الزاني البكر، وبقطع اليد في حق السارق لا يقام إلا بعد ثبوت ذلك ثبوتاً لا شبهة فيه ولا شك فيه بشاهدين عدلين لا شبهة فيهما، فيما يتعلق بالسرقة وبأربعة شهود عدول فيما يتعلق بحد الزنا، وهكذا بقية الحدود، فالواجب على ولاة الأمر أن يعتنوا بذلك وأن يدرؤوا الحد بالشبهة التي توجب الريبة والشك في الثبوت.
[1] أخرجه الهندي في كنز العمال برقم 12957، 12972، وفي كشف الخفاء برقم 166.
[2] أخرجه الترمذي في كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود، برقم 1344، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات 8/238.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون

ابن باز رحمه الله الردود من فضلكم

بارك الله فيكم…والقادم أجمل بإذن الله

الحذر من النت ومواقع الشبهات والشهوات 2024.

الحذر من النت ومواقع الشبهات والشهوات
سماحة المفتي العام عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين . أما بعد :
فيا أيها الناس ، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى .

عباد الله :
جاء الإسلام بنشر الأخلاق والفضائل والشيم النبيلة بين الناس في الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، وفيه : ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا ) .
وجاء الإسلام بحماية عرض المسلم ، وأن ذلك أحد الضروريات الخمس التي جاءت بها الشريعة ، وفي الحديث : ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) .
وجاء الإسلام بالنهي عن كل ما يخدش الحياء ويسيء إلى عرض المسلم ؛ فأمر بغض البصر وحفظ الفرج : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) .
وحرم الإسلام الفواحش من الزنا واللواط وغير ذلك : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ) ، ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) .
أيها المسلم :
ومما جد في العصر الحديث ما حصل من تطورات في وسائل الاتصال ، وتقنية المعلومات الحديثة ، مما يعرف بالإنترنت هذا الأمر الذي ورد ، ودخل كل منزل شاء الإنسان أو أبى خطره كبير وأثره على الفرد والجماعة واضح المعالم ، وهو ميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق والقلوب ، أبواب الخير فيه مفتوحة وأساليب الشر وأساليبها كثيرة ، بإمكان الإنسان فيه أن يكتب ما شاء ، أو يسرح بصره بالنظر إلى ما يريد ، أو يتكلم بلسانه بما شاء فلا رقيب ولا حسيب إذا لم يكن هناك إيمان يردع ويقي المسلم أن تزل قدمه في هذه الضلالات ، لذا كان من المتحتم أن توضع الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها من يتصفح تلك المواقع ، وبيان الأخطار والأضرار المترتبة على الإخلال بهذه الآداب .

أيها المسلم :
إنها وسائل جيء بها للانتفاع والاستعانة بها على النافع ، لكن للأسف الشديد حولنا تلك المنافع ، وسخرناها إلى الضرر المحض ، والبلاء والفساد ، إن هذا التصرف مرجعه تصرف البشر ، وإلا فتلك الأجهزة قابلة للخير من استغلها ، ووسيلة لهدم الأخلاق لمن ضيعها ولم يبالي ؛ فمن تلكم الآداب أن يحسن المتصفح لهذه المواقع استعمالها ؛ فيكون بحاجة إلى ما يستعمله ولا يفرط في الثقة بنفسه في تصفح تلك المواقع ؛ فربما وقع في بلاء إذا عجز أن يتخلص من ذلك البلاء وبسبب يده وبصره وتصرفاته السيئة .
إن الله حذرنا من مكائد عدو الله إبليس : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) ، ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ؛ فهو متربص ببني آدم يحاول إيقاعه في الضلال ما وجد لذلك سبيلا ؛ فليكن المسلم على حذر من تلاعب الشيطان به من خلال تصفحه لتلك المواقع الهابطة ، التي لا خير فيها ، ولا منفعة من خلالها .

أيها المسلم :
لابد لك من وقت مخصص وهدف معين في تصفح تلك المواقع ، وإلا فإذا ضيعت وقتك ، وكنت على غير هدف فيما تريد ؛ فلربما تقع في شراك الضلال والغواية من حيث لا تدري ؛ فالوقت ثمين لا يضيع في هذه الترهات ، ولا بد من هدف معين ؛ فهذه الوسائل تحوي من أنواع الفنون والعلوم ما لا يخفى ، ولكن من ضارب لخير ، ومن وارد لسوء .
إن النظر في عواقب الأمور ومآلاتها يجعل المسلم منضبط في تصرفاته ؛ فكل أمر يرى أن عواقبه ونتائجه غير محمودة ؛ فلا يليق به أن يدخل فيها ويتصفحها ، إن لم يكن عنده إيمان وتصور وبصيرة فيما يشاهد .

أيها المسلم :
إن كثير من تلك المواقع فيها شبهات ، ومواقع فيها الشهوات ، والدعوة إلى التجرد من القيم والأخلاق ، وترويج الشبه الباطلة ، والآراء الضالة ؛ فكن على حذر في تعاملك ، غض بصرك فإن إطلاقك البصر في كثير من المواقع قد يفسد قلبك وتتعلق بهذه الأمور ولا تستطيع الخلوص منها ، راقب الله في كل أحوالك .

إن من أعظم الأمور خطرًا هذه الوسائل المفتوحة ؛ لأن هذه مفتوحة للعالم كله ؛ فهناك الخطر الكامل لا سيما وسائل اتصال والمحادثات من طريق الإنترنت أو ما يعرفه هؤلاء بالدردشة كما يقولون ، هذه أمور جلبت المصائب العظيمة ، والبلايا الكثيرة ؛ فاتصال شاب بشابة ، واتصال فتيات بالشباب أو عكسه ، تحدث من الأمور والمفاسد ما الله به عليم ، يتبادل الصور ومقاطع الفيديو وغيرها ، والمحادثات الخاصة والعامة والمواعيد ، وأمثال ذلك مما يملأ القلوب مرضا بالشهوات
والله يقول : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) .

إن كثيرًا من هذه الاتصالات المشبوهة ، التي ينفرد بها الشاب في غرف الاتصالات ، ربما يقيم علاقة مع فتاة ما ، يقيم هذه العلاقات من خلال هذا الجهاز ، وربما حصل الاتصال شيئًا فشيئًا حتى يرتد عنه الإيمان ومرضًا في القلب من حيث لا يشعر ، ولربما استعملت هذه الصور من بعض ضعفاء النفوس للضغط بها على الفتيات المسلمات ؛ فيهدد الفتاة بنشر صورها في الجهاز ، أو بثها وإرسالها لأهلها ؛ فلربما من قاد له التخلص من شره وبلاءه ؛ فتقع الفاحشة والعياذ بالله .

هذه أمور لا بد من الانتباه ؛ فإن الله أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج ؛ لأن غض البصر يمنع ذلك ، والله نهى المرأة عن الخضوع للرجل بالأقوال ، التي ربما تسبب الفتنة ؛ فالحذر الحذر من هذه المصائب والبلايا .

أيها المسلم :
احفظ نفسك وصن نفسك واحترم نساء المسلمين احترم حرمات المسلمين وعوراتهم ؛ فإنك إن دنست أعراض الآخرين ؛ فربما تبتلى في نفسك بمرض في نفسك ، بلاء في بدنك في مالك في أهلك بمرض وهموم وأحزان ، تصاب بها جزاء لإفساد عورات المسلمين ؛ فهؤلاء المتلاعبون بأخلاق المسلمين ، بعقول الفتيات لا بد أن يصابوا في أنفسهم نتيجة لهذه الأعمال السيئة ، التي ارتكبوها في حق الفتيات المسلمات ، ثم هذه الفتاة التي خدشت حيائها ، ودمرت عفافها ، وقضيت على كيانها ، وأفسدت عرضها ما النتيجة !؟

النتيجة :
أنها تكون فتاة غير مرغوب فيها ، وغير موثوق بها ، ولربما زوجة ؛ فأبانت عن علاقات الماضية ؛ فصار سببًا لفراق زوجها لها ، ولربما فرقت بينها وبين زوجها نتيجة لهذه المواعيد المعسولة والأقوال الخداعة ؛ فليتق المسلم ربه وليراقب الله في أحواله كلها ؛ فكما تدين تدان .

أيها المسلم :
هذه الأجهزة وضعت للانتفاع لا للضرر لراحتك وإعانتك على أمورك الخاصة والعامة ، لكنها لم توضع لأجل فساد الأخلاق ، وتدمير البيوت ، وإفساد الفتيات والفتيان .

أيها المسلم :
وقتك ثمين ؛ فإياك أن تهدره في تلك الترهات ، واتق الله فيما تنظر إليه ، وفيما تقلبه من صفحات هذه المواقع ؛ فإن فيها مواقع تنافي الأخلاق ، ومواقع ضد العقيدة ، ومواقع ضد الأمة المحمدية ، ومواقع فيها من البلاء ما الله به عليم .

أيها المسلم :
لقد وقع في شراك هذه المواقع فتيات من المسلمين وفتيان من المسلمين ، ندموا ولا ينفع الندم ، ندموا على ما حصل ، وتبين لهم أخطائهم وأن بعض شباب الأمة ذئاب في صور رجال يخدوعون ويغررون ولا ينفعون ويقضون وطرهم بالحرام دون أن يكون هناك خوف من الله يردعهم عن باطلهم ويمنعهم من الاستمرار في جرائمهم ؛ لقد كتبت أبتليت بها هذه المصيبة وبهذا البلاء كتابة صورت فيها واقع هذا الاتصال وما حصل من هذه المواقع من تدمير للبيوت وإفساد للأخلاق وقضاء على الحياء والشيم والكرامة .

تقول من بعض من ابتليت بهذا البلاء : إنها أمضت مع زوجها سنين عديدة في الاطمئنان وتبادل الخير وسلامة وعفة حتى ابتليت بهذه المواقع بإشارة من صديقة أو نحو ذلك ؛ فأقامت علاقة مع شاب خدعها وغرر بها وأفسدها عن زوجها ووعدها إن فارقت زوجها أن يكون هو الزوج لها ؛ فسعت حتى فارقت زوجها بمكيدة من ذلك الخبيث ؛ فلما أوقعها فيما أوقعها فيه ، وواصل الأمر معها بالفاحشة ؛ فارقها تتصل به مرارًا ، ويقول : أنا لا أثق بالساقطة ، ومن خانت مرة خانت المرار الكثيرة ، وأنا أعلم النساء الطيبات ، وأن خطبتهم من طرق شرعية لا من تلكم الأجهزة – هكذا يا أخي – نتيجة هذه الأمور ، فاتق الله – أيها الشاب المسلم – ولا تقم علاقة من خلال هذا المنتدى بما يضرك في دينك ويفسد أخلاقك .

وأنت – أيها الفتاة المسلمة – :
اتق الله في نفسك وحصني نفسك بالبعد عن هذه الترهات مهما قال الشاب أو الشابات صديقة أو صديقات مهما بذلوا من تحسين من الجهود ليحسنوا بها صورة هذه المواقع التي أوقعت كثيرًا من الناس فيما أوقعتهم فيه ، فليكن تقوى الله حاجزًا لنا عن الخداع بهذه المواقع ، ولنراقب الله قبل كل شيء .

إن غض البصر وحفظ الفرج وصيانة العرض من أسباب سلامة العبد في دينه ودنياه ، أما هذه الصور المتبادلة من خلال هذا الجهاز والتي تنشر صورة الفتاة يراها الملايين من الناس ؛ فهذا والله هو الضرر العظيم والبلاء الكبير حتى أن بعض أولئك انتزع الحياء من نفوسهم ؛ فيمارسون الفاحشة من خلال هذا الجهاز المرئي ، ويتبادلون الأمور الضارة ، كل ذلك من قلة الحياء ، وفي الحديث : ( إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، إذا لم تستح ؛ فاصنع ما شئت ) .

فمن لا حياء عنده يفعل ما يشاء ، ويستحسن القبيح ، ويمتد بالفساد .

نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق ، والاستقامة عليه والثبات على هذا الدين ، وأن يحفظ الله أعراض الجميع ، ويصونها من كيد الكائدين وخبث الخبيثين الذين لا يبالون بما يوقعون فيه الشاب والشابة من أنواع الفساد والشرور .

فليتق المسلم ربه ، ولتكن عندنا توعية إسلامية لأبنائنا وفتياتنا بالتحذير من هذه المواقع ، والتحذير منها وتصوير مضارها وتشخيص أدوائها ، عسى أن تنتفع الأمة ، وعسى أن تهديها لطريق مستقيم .

أسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والاستقامة عليه .

عباد الله :
خير من هذه الترهات ، وخير من هذه السيئات أن يستغل المسلم هذه الأجهزة بالدعوة إلى الله ، ويتخذ له موقعًا يكون هدفه الدعوة إلى الله ، ونشر الفضائل ، والتعريف في الإسلام وفضائله وخصائصه ، ونشر الفضائل والدعوة إليها ، والتحذير من الباطل بأسلوب حكيم ، وبأسلوب حكيم يدل عن رحمة وعطف وإحسان هذه الأجهزة ، الذي ينظر إليها الملايين في أقصى الدنيا شرقها وغربها .

فحري بالمسلم العاقل أن يكون موقعه موقعًا هادفًا يدعو إلى الخير ، وينشر الفضائل ويبث الرسائل النافعة ، والنصائح المثمرة ، والتوجيهات السليمة ، دعوة إلى الله ، دعوة إلى دينه ، دعوة إلى توحيده وإخلاص الدين له ، دعوة لأداء الفرائض والواجبات ، دعوة للتحذير من الأخلاق والمنكرات ، دعوة صادقة مأصلة بالدليل من الكتاب والسنة حتى يصل هذا الصوت إلى ملايين الناس ؛ فالمواقع الطيبة التي يقوم عليها الصادقون المخلصون هي المواقع النافعة التي تستغل هذه الأجهزة بتطورها وعظيم شأنها لنبلغ رسالة الله ولنبصر الأمة وندعوهم إلى الخير .

فحري بالمسلم أن يكون استغلاله لهذه التقنية الحديثة فيما ينفع وفيما يثمر وفيما يرسي الأخلاق والفضائل ، وأما أن نكون فقط مهمتنا التصفح فيها بما يقال وما ينشر ، من حق وباطل ، وأكاذيب وافتراءات ، وأخلاق تهدم وسيئات تنشر ؛ فهذا أمر لا يليق بالمسلم فعله ، وإنما اللائق به أن يكون داعيًا إلى الله ، داعيًا إلى الفضائل والأخلاق الكريمة ، محذرًا من كل ما يفسد الأخلاق والكرامة .

أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية .

المصدر وصوتيا من هنا