فرصة لطلب الشرعي عن بعد على يدي أكبر علماء الأمة 2024.

بشرى تزف لطلبة العلم، وباب من أبواب الخير فتح …
تم بحمد الله وفضله افتتاح جامعة المعرفة العالمية (kiu.com.sa)
وهي صرح علمي متميز يعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات لتقديم تعليم عالي ذي جودة متميزة تصل للجميع في كل مكان. تعتمد الجامعة أسلوب التعليم عن بعد باستخدام الوسائل الالكترونية (شبكة الانترنت بشكل رئيسي). وتمنح الجامعة درجة البكالوريوس في تخصصي العلوم الشرعية وعلوم القرآن. وقد استقطبت الجامعة في هيئة التدريس كبار العلماء والأساتذة المعروفين لضمان تقديم محتوى دراسي متميز. عملت الجامعة على بناء خطط أكاديمية حديثة ومتطورة، تلبي احتياجات طلبة العلم بمختلف تخصصاتهم. واعتمدت على أسس ومبادئ ترتكز على أحدث أساليب التعليم المطبقة في اعرق الجامعات العالمية،وتتلخص في ثلاثة مبادئ هي
الدراسة الذاتية المحفزة

و التعلم الذاتي عن بعد
والتعليم المبدع.
ولقد بدأت الدراسة في الجامعة مع بداية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي(2017م-2017م)(1428هـ-1429هـ) وترحب بجميع الطلبة الراغبين بالانضمام اليها في الفصل الدراسي الثاني ،ويمكن تقديم طلبات الالتحاق الكترونياً بتعبئة نموذج الالتحاق الالكتروني…

انشر واحتسب الأجر فالدال على الخير كفاعله
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى….

حياك الله و بياك غاليتي الداعيه

وبارك الله فيك

لكن كيف التواصل مع الجامعه؟

بارك الله فيك وجزاك الله ألف خير إن شاء الله.

يمكنكم مطالعة جميع المعلومات عن الجامعة من موقع جامعة المعرفة العالمية
لكن الذي يظهر لي أن التسجيل مجاني لكن الدراسة ماهي بالمجان!!! والله أعلم.
https://www.almaarifah.com/websitear/index.php

في حال كان الرابط لا يعمل يمكن تمرو على الموقع مباشرة
www.almaarifah.com
والله الموفق.

الإنهزامية وخطرها على الأمة 2024.

الإنهزامية وخطرها على الأمة

الإنهزامية وخطرها على الأمة

——————————————————————————–

الإنهزامية وخطرها على الأمة

الإنهزامية وخطرها على الأمة
الإنهزامية فى أحد مفاهيمها هى الشعور بالخسارة واليأس فى تحقيق تقدم ولو بسيط حتى لو كان الواقع والدلائل تؤكد عكس ذلك , و الإنهزاميون هم من تملكتهم الإنهزامية فصاروا يفقدون الأمل فى أى شئ , فهذه الإنهزامية مرض خطير ما أصاب أمة إلا قضى عليها وأعادها إلى عصور الضعف والتخلف ومنعها من تحقيق أى تقدم حقيقى ملموس حتى وإن كانت تمتلك كافة المؤهلات الحقيقة والكوادر البشرية القادرة على تحقيق هذا التقدم .
وقد مرت مراحل وفترات حاول بعض الإنهزاميون الترويج فيها لهذه الفكرة فمثلا نجد أن بني إسرائيل لما أرسل الله لهم موسى رسولا لينقذهم من ظلم فرعون وليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد اتهموا سيدنا موسى بأنه كان سببا فى أذيتهم فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)) سورة الأعراف *, فهم ومع أنهم يعلمون أن موسى عليه السلام نبى من عند الله وأن فى طاعتهم فلاح لهم جميعا إلا أن روحهم الإنهزامية التى ترفض التغيير وتميل إلى الرضا بالواقع دفعتهم إلى اتهام سيدنا موسى عليه السلام أنه كان سببا آخر لأذيتهم .
وعندما تملكت هذه الروح الإنهزامية من المسلمين فى مراحل معينة جلبت الكثير من المتاعب فمثلا عندما قام التتار باجتياح العالم الإسلامى ودخول بغداد وقتل الخليفة العباسى كان الجندى من التتار يسير فى الشارع بلا سلاح فيقابل الرجل المسلم فيقول له ابق مكانك ولا تتحرك حتى آتى بسيف فأقتلك فيبقى المسلم كما هو حتى يقتله التترى ومنها فى تاريخنا المعاصر ما أشاعه البعض بعد حرب 1967 من أن الجيش الصهيونى جيش لا يقهر ومع أن الجيش المصرى حطم تلك الخرافة فى حرب السادس من أكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393 .
إن الشعور باليأس فى تحقيق التقدم والإنجاز يصيب الإنسان والمجتمع بالإحباط ومن ثم يدفعه إلى البحث عن حلول ( يسميها حلول وسط ) من اجل تحقيق إنجاز ( من وجهة نظره ) أو الرضا بالواقع الحالى حتى وإن كان مرا المهم أن لديه المبرر لكل ما يفعله ومن هذه المبررات ( هذا ما نستطيع عمله / ليس بالإمكان أكثر مما كان ) مبررات وحجج كثيرة واهية .

تجد هذه الروح الإنهزامية لدى كثير من الذين يسيرون فى فلك العدو و لدى الذين كانوا يقاتلون عدوهم ثم نحوا السلاح جانبا واتجهوا إلى إبرام اتفاقيات وإقامة علاقات مع العدو و لدى الكثير ممن يسمون أنفسهم المحللين السياسيين والخبراء الإستراتيجيين الذين يتفننون فى إيجاد طرق كثرة لتصيب الناس والأمة كلها باليأس والإحباط فمثلا عندما يتحدثون عن القضية الفلسطينية يقولون إنه لا يمكن بأى حال من الأحوال تحقيق نصر على الجيش الصهيونى ولابد للفلسطينيين من إلقاء السلاح والتفاوض فى حين أنك لو سألتهم عن منجزات التفاوض ومنجزات المقاومة يتلعثمون ولا يجدون إجابة حقيقية سوى قلب الحقائق لأن الحقائق على الأرض تقول إن جيش الإحتلال عاجز بكل المقاييس عن إلحاق هزيمة حقيقة بالشعب الفلسطينى .
إن هذه الإنهزامية لها أخطار كثيرة تصيب الفرد والمجتمع والأمة بأكملها منها إشاعة حالة من اليأس والإحباط من تحقيق اى تقدم أو السير خطوة واحدة للأمام فهؤلاء الإنهزاميون تجدهم دائما يتحدثون عن الواقع السيئ وعن العجز الذى نعيشه وان غيرنا حقق ما يريد فلو أننا كنا نقدر على فعل شئ لفعلناه وإذا كانت هناك بعض النقاط الإيجابية أو بعض الإنجازات والنجاحات التى تحققت فيعمدون إلى إخفائها وتشويهها والإدعاء بأنها محض صدفة .
ومنها أيضا الرضا بالواقع و إن كان مؤلما مرا و بالتالى عدم حدوث أى تغيير بل يعمدون إلى محاربة أى محاولة للتقدم والتغيير بحجة أن هذا سيجلب لهم الكثير من المتاعب والإدعاء بأن الحال هكذا أفضل .
إن هذه الروح الإنهزامية تدفع الناس بسبب اليأس الذى تملكهم إلى التنازل عن حقوقهم بحجة أنه لا يمكن استرجاعها فهم ليسوا قادرين على ذلك و بالتالى فعليهم الرضا بما يرمى لهم فهو أفضل من اللا شئ .
إن علينا أن نحارب هذه الروح الإنهزامية وهؤلاء الإنهزاميون أينما وجدوا وأن ننشر فى المقابل روح الأمل لأننا نعلم أن الخير لأمتنا وأن التمكين لديننا وأن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه .

المصدر / موقع ياله من دين

فعلا أخيـ
ربيـ يفرجـ علينا

نصائح مهمة لعامة الأمة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حياكم الله وبياكم وبعد :

فهذه نصائح للشيخ العلامة بن باز عليه رحمة الله نسأل الله أن ينفعنا بها وعامة المسلمين ويجزي شيخنا خير ما جزى به عباده الصالحين

نصائح عامة مهمة

النصيحة الأولى

نصيحة موجهة إلى كافة المسلمين
§ من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين، وأعاذني وإياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين. آمين.

§ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد، فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقول الله تعالى: (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات:55 وقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة:2 وقوله سبحانه: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم

§ ففي هذه الآيات المحكمات والحديث الشريف، صريح الدلالة على مشروعية التذكير والتناصح، والتواصي بالحديث الشريف، صريح الدلالة على مشروعية التذكير والتناصح، والتواصي بالحق والدعوة إليه، وذلك لما يترتب عليه من نفع المؤمنين، وتعليم الجاهل، وإرشاد الضال، وتنبيه الغافل، وتذكير الناس، وتحريض العالم على العمل بما يعلم، وغير ذلك من المصالح الكثيرة.

§ والله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق ليعبدوه ويطيعوه وأرسل الرسل مذكرين بذلك ومبشرين ومنذرين، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات:56 وقال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) التغابن:12 وقال تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) النساء: 165 وقال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر) الغاشية:21

§ فالواجب على كل من لديه علم أن يذكّر بذلك، وأن يناصح في الله ويدعو إليه حسب الطاقة، أداءً لواجب التبليغ والدعوة، وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وحذرا من إثم الكتمان الذي قد أوعد الله عيه في محكم القرآن، كما قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة:159

§ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وقال عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواهما مسلم في صحيحه.

§ إذا عرف ما تقدم، فالذي أوصيكم به ونفسي: تقوى الله سبحانه في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله وصية رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) النساء: 131 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) .

§ والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله، واجتناب ما حرمه الله على وجه الإخلاص له والحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الحج:1 وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) الحشر:18 وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) الطلاق:2،3 وقال تعالى: (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) القلم: 34 وقال تعالى: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) الطلاق: 5 والآيات في هذا المعنى كثيرة.

§ فيا معشر المسلمين، راقبوا الله سبحانه، وبادروا إلى التقوى في جميع الحالات، وحاسبوا أنفسكم عند جميع أقوالكم وأعمالكم ومعاملاتكم، فما كان من ذلك سائغا في الشرع فلا بأس من تعاطيه، وما كان منها محظورا في الشرع فاحذروه وإن ترتب عليه طمع كثير، فإن ما عند الله خير وأبقى، ومن ترك شيئا اتقاء الله عوضه الله خيرا منه، ومتى راقب العباد ربهم واتقوه سبحانه بفعل ما أمر وترك ما نهى، أعطاهم الله سبحانه ما رتب على التقوى من العزة والفلاح والرزق الواسع، والخروج من المضايق، والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.

§ ولا يخفى على كل ذي لب وأدنى بصيرة ما قد أصاب أكثر المسلمين من قسوة القلوب والزهد في الآخرة، والإعراض عن أسباب النجاة، والإقبال على الدنيا وأسباب تحصيلها بكل حرص وجشع من دون تميز بين ما يحل ويحرم، وانهماك الأكثرين في الشهوات، وأنواع اللهو والغفلة، وما ذلك إلا بسبب إعراض القلوب عن الآخرة، وغفلتها عن ذكر الله ومحبته، وعن التفكر في آلائه ونعمه، وآياته الظاهرة والباطنة، وعدم الاستعداد للقاء الله وتذكر الوقوف بين يديه والانصراف من الموقف العظيم إما إلى الجنة وإما إلى النار.
§ فيا معشر المسلمين تداركوا أنفسكم وتوبوا إلى ربكم، وتفقهوا في دينكم، وبادروا إلى أداء ما أوجب الله عليكم، واجتنبوا ما حرم عليكم، لتفوزوا بالعز والأمن والهداية والسعادة في الدنيا والآخرة، وإياكم والانكباب على الدنيا وإيثارها على الآخرة، فإن ذلك من صفة أعداء الله وأعدائكم من الكفرة والمنافقين، ومن أعظم أسباب العذاب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى في صفة أعدائه: (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) الإنسان 27 وقوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) التوبة: 55 وأنتم لم تخلقوا للدنيا، وإنما خلقتم للآخرة، وأمرتم بالتزود لها، وخلقت الدنيا لكم، لتستعينوا بها على عبادة الله الذي خلقكم سبحانه، والاستعداد للقائه، فتستحقوا بذلك فضله وكرامته، وجواره في جنات النعيم.

§ فقبيح بالعاقل أن يعرض عن عبادة خالقه ومربيه، وعما أعده له من الكرامة، ويشتغل عن ذلك بإيثار شهواته البهيمية، والجشع على تحصيل عرض الدنيا الزائل، الذي قد ضمن الله له ما هو خير منه وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة، وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين، ويقول: إن الناس قد ساروا إلى كذا واعتادوا كذا فأنا معهم، فإن هذه مصيبة عظمى قد هلك بها أكثر الماضين، ولكن- أيها العاقل- عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وإن تركه الناس، والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس، فالحق أحق بالاتباع كما قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) الأنعام:116 وقال تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) يوسف:103 وقال بعض السلف رحمهم الله: لا تزهد في الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين.

§ هذا ويسرني أن أختم نصيحتي هذه بخمسة أمور هي جماع الخير كله:
§ الأول: الإخلاص لله وحده في جميع القربات القولية والعملية، والحذر من الشرك كله دقيقة وجليله، وهذا هو أوجب الواجبات وأهم الأمور، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ولا صحة لأعمال العبادة وأقوالهم إلا بعد صحة هذا الأصل وسلامته، كما قال تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر: 65
§ الأمر الثاني: التفقه في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما، وسؤال أهل العلم عن كل ما أشكل عليكم في أمر دينكم، وهذا واجب على كل مسلم ليس له تركه والإعراض عنه والسير وراء رأيه وهواه بدون علم وبصيرة، وهذا معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه الشهادة توجب على العبد الإيمان بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقا، والتمسك بما جاء به وتصديقه فيما أخبر به، وألا يعبد الله سبحانه إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران: 31 وقال سبحانه: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر: 7 وقال صلى الله عليه وسلم (من أحداث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه.

§ وكل من أعرض عن القرآن والسنة، فهو متابع لهواه عاص لمولاه مستحق للمقت والعقوبة كما قال تعالى: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) القصص:50 وقال تعالى في وصف الكفار: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) النجم:23 واتباع الهوى – والعياذ بالله – يطمس نور القلب، ويصد عن الحق، كما قال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) ص:26

§ فاحذروا – رحمكم الله – اتباع الهوى، والإعراض عن الهدى، وعليكم بالتمسك بالحق والدعوة إليه، والحذر ممن خالفه، لتفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.

§ الأمر الثالث : إقامة الصلوات الخمس والمحافظة عليها في الجماعة، فإنها أهم الواجبات وأعظمها بعد الشهادتين، وهي عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول شيء يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن تركها فارق الإسلام، فما أعظم حسرته وأسوأ عاقبته يوم الوقوف بين يدي الله . فعليكم – رحمكم الله – بالمحافظة عليها والتواصي بذلك، والإنكار على من تخلف عنها وهجره، لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند صحيح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكر فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في الصحيح.

§ الأمر الرابع: العناية بالزكاة والحرص على أدائها كما أوجب الله، لكونها الركن الثالث من أركان الإسلام. فيجب على كل فرد من المسلمين المكلفين إحصاء ما لديه من المال الزكوي، وضبطه وإخراج زكاته كلما حال عليه الحول، إذا بلغ نصاب الزكاة، ويكون طيب النفس بذلك، منشرح الصدر، أداءً لما أوجبه الله، وشكرا لنعمته، وإحسانا إلى عباد الله . ومتى فعل المسلم ذلك، ضاعف الله له الأجر، وأخلف عليه ما أنفق، وبارك له في الباقي، وزكاه وطهره، كما قال الله سبحانه: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) التوبة: 103 ومتى بخل بالزكاة وتهاون بأمرها، غضب الله عليه، ونزع بركة ماله وسلط عليه أسباب التلف والإنفاق في غير الحق، وعذبه به يوم القيامة، كما قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) التوبة: 34 وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

§ أما غير المكلف من المسلمين، كالصغير، والمجنون، فالواجب على وليه العناية بإخراج زكاة ماله كلما حال عليه الحول، لعموم الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على وجوب الزكاة في مال المسلم مكلفا كان أو غير مكلف.

§ الأمر الخامس: يجب على كل مكلف من المسلمين – ذكرا كان أو أنثى – أن يطيع الله ورسوله في كل ما أمر الله ورسوله: كصيام رمضان وحج البيت مع الاستطاعة وسائر ما أمر الله به ورسوله، وأن يعظم حرمات الله، ويتفكر فيما خلق لأجله وأمر به، ويحاسب نفسه في ذلك دائما، فإن كان قد قام بما أوجب الله عليه فرح بذلك، وحمد الله عليه، وسأله الثبات، وأخذ حذره من الكبر والعجب وتزكية النفس. وإن كان قد قصر فيما أوجب عليه، أو ارتكب بعض ما حرم الله عليه، بادر إلى الله بالتوبة الصادقة، والندم والاستقامة على أمر الله، والإكثار من الذكر والاستغفار والضراعة إلى الله سبحانه وسؤاله التوبة من سالف الذنوب، والتوفيق لصالح القول والعمل، ومتى وفق العبد لهذا الأمر العظيم فذلك عنوان ساعدته ونجاته في الدنيا والآخرة، ومتى غفل عن نفسه وسار وراء هواه وشهواته، وأعرض عن الاستعداد لآخرته فذلك عنوان هلاكه، ودليل خسرانه.

§ فينظر كل منكم لنفسه، وليحاسبها ويفتش عن عيوبها فسوف يجد ما يحزنه ويشغله بنفسه عن غيره، ويوجب له الذل لله والانكسار بين يديه وسؤاله العفو والمغفرة. وهذه المحاسبة وهذا الذل والانكسار بين يدي الله هو سبب السعادة والفلاح والعز في الدنيا والآخرة.

§ وليعلم كل مسلم: أن كل ما حصل له من صحة ونعمة وجاه رفيع، وخصب ورخاء فهو من فضل الله وإحسانه. وكل ما أصابه من مرض أو مصيبة أو فقر أو جدب أو تسليط عدو أو غير ذلك من المصائب، فهو بسبب الذنوب والمعاصي .

§ فجميع ما في الدنيا والآخرة من العذاب والآلام وأسبابهما: فبسبب معصية الله، ومخالفة أمره، والتهاون في حقه، كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى: 30 وقال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم:41

§ فاتقوا الله عباد الله، وعظموا أمره ونهيه، وبادروا بالتوبة إليه من جميع ذنوبكم واعتمدوا عليه وحده، وتوكلوا عليه، فإنه خالق الخلق ورازقهم، ونواصيهم بيده سبحانه، لا يملك أحد منهم لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.

§ وقدموا – رحمكم الله – حق ربكم وحق رسوله على حق غيره وطاعة غيره كائنا من كان، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، وأحسنوا الظن بالله، وأكثروا من ذكره واستغفاره، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وخذوا على أيدي سفهائكم وألزموهم بما أمرهم الله به، وامنعوهم عما نهى الله عنه، وأحبوا في الله، وأبغضوا في الله، ووالوا أولياء الله وعادوا أعداء الله، واصبروا وصابروا حتى تلقوا ربكم فتفوزوا بغاية السعادة والكرامة والعزة والمنازل العالية في جنات النعيم.

§ والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم لما يُرضه، وأن يصلح قلوب الجميع، ويعمرها بخشيته ومحبته وتقواه، والنصح له ولعباده، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يوفق ولاة أمرنا وسائر ولاة أمر المسلمين لما يرضيه، وأن ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله تعالى)

النصيحة الثانية
§ مما لا شك فيه لذى عقل سليم أن الأمم لابد لها من موجه يوجهها ويدلها على طريق السداد، وأمة الإسلام هي أخص الأمم بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواجب يحتم على كل مسلم – بقدر استطاعته وعلى حسب مقدرته – أن يشمر عن ساعد الجد في النصح والتوجيه حتى تبرأ ذمته ويهتدي به غيره، قال تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) الذاريات: 55

§ ولا ريب أن كل مؤمن – بل كل إنسان – في حاجة شديدة إلى التذكير بحق الله وحق عباده والترغيب في أداء ذلك، وفي حاجة شديدة إلى التواصي بالحق والصبر عليه، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه المبين عن صفة الرابحين وأعمالهم الحميدة، وعن صفة الخاسرين وأخلاقهم الذميمة، وذلك في آيات كثيرات من القرآن الكريم، وأجمعها ما ذكره الله سبحانه في سورة العصر حيث قال (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر فأرشد عباده عز وجل في هذه السور القصيرة العظيمة إلى أن أسباب الربح تنحصر في أربع صفات.

§ الأولى: الإيمان الثانية: العمل الصالح والثالثة: التواصي بالحق. والرابعة: التواصي بالصبر.

§ فمن كمل هذه المقامات الأربعة فاز بأعظم الربح، واستحق من ربه الكرامة والفوز بالنعيم المقيم يوم القيامة، ومن حاد عن هذه الصفات ولم يتخلّق بها، باء بأعظم الخسران وصار إلى الجحيم دار الهوان، وقد شرح الله سبحانه في كتابه الكريم صفات الرابحين ونوعها وكررها في مواضع كثيرة من كتابه، ليعرفها طالب النجاة فيتخلّق بها ويدعو إليها، وشرح صفات الخاسرين في آيات كثيرة ليعرفها ويبتعد عنها، ومن تدبر كتاب الله وأكثر من تلاوته عرف صفات الرابحين وصفات الخاسرين على التفصيل، كما بين سبحانه ذلك في آيات كثيرة، منها ما تقدم ، ومنها قوله جل وعلا: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجر كبيرا) الإسراء:9 وقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ص:29 وقال تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) الأنعام:155 وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع على رؤوس الأشهاد يوم عرفة: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا إن اعتصمتم به: كتاب الله) فبين الله سبحانه في هذه الآيات أنه أنزل القرآن ليتدبره العباد ويتذكروا به ويتبعوه ويهتدوا به إلى أسباب السعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة، وأرشد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة إلى تعلمه وتعليمه، وبين أن خير الناس هم أهل القرآن الذين يتعلمون القرآن ويعلمونه غيرهم بالعمل به واتباعه والوقوف عند حدوده والحكم به والتحاكم إليه، وأوضح عليه الصلاة والسلام للناس في المجتمع العظيم يوم عرفة أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله سائرين على تعاليمه، ولما سار السلف الصالح والصدر الأول من هذه الأمة على تعاليم القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أعزهم الله ورفع شأنهم ومكن لهم في الأرض، تحقيقا لما وعدهم الله به في قوله سبحانه (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) النور:55 وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد: 7 وقال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج: 40:41

§ فيا معشر المسلمين، تدبروا كتاب ربكم وأكثروا من تلاوته، وامتثلوا ما فيه من الأوامر، واجتنبوا ما فيه من النواهي، واعرفوا الأخلاق والأعمال التي مدحها القرآن، فسارعوا إليها وتخلقوا بها، واعرفوا الأخلاق والأعمال التي ذمها القرآن وتوعد أهلها فاحذروها وابتعدوا عنها، وتواصوا فيما بينكن بذلك واصبروا عليه حتى تلقوا ربكم، وبذلك تستحقون الكرامة وتفوزون بالنجاة والسعادة والعزة في الدنيا والآخرة.

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله تعالى)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على النصائح

رحمك الله ورحم الشيخ ابن باز

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك
وجزاك الجنة
طرح راقي
وموضوع رائع
دام ابداعك

بارك الله فيك
وجزاك الجنة
طرح راقي
وموضوع رائع
دام ابداعك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mony1 القعدة
القعدة
القعدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على النصائح

رحمك الله ورحم الشيخ ابن باز

جزاك الله خيرا

القعدة القعدة

اللهم آمين واياكم , وفيكم بارك الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منصف القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك
وجزاك الجنة
طرح راقي
وموضوع رائع
دام ابداعك

القعدة القعدة

وفيكم بارك الله, وجزيتم بالمثل ان شاء الله

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayoubdjellab القعدة
القعدة
القعدة
بارك الله فيك
وجزاك الجنة
طرح راقي
وموضوع رائع
دام ابداعك
القعدة القعدة

وفيكم بارك الله, وجزاكم بالمثل انه على كل شيء قدير

جزااااك الله خيرا
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 3almhost القعدة
القعدة
القعدة
جزااااك الله خيرا
القعدة القعدة


اللهم آمين واياكم, عسى الله أن ينفعنا بها واياكم

بارككم الرحمن و نفع بكم

ودام سيل حبركم هنا

و حرم ربي يدا على النار كتبت هنا

واصل

و الى الامام

سلامي

لن تكون الأمة كالجسد الواحد إلا إذا كان علماؤها كالقلب الواحد 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الفقيه محمد المختار الشنقيطي

كذلك على العالم أن ينصح للأمة فيجمع القلوب على دين الله جل جلاله، فالنصيحة واجبة على العلماء فعليهم أن يجمعوا الناس ولا يفرقوهم، وأن يحببوا بعضهم إلى بعض ويؤلفوا بينهم ولا يشتتوهم، فإن الله جمعنا بالإسلام، وألف بين أرواحنا بالقرآن، الله ربنا والإسلام ديننا، وخير خلق الله صلى الله عليه وسلم نبينا ورسولنا فلماذا نختلف، ونفترق فيدعوهم إلى الأصل الأصيل من كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبين للناس هذا الأمر الذي عليه صلاح العباد، من اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، فيكون حريصاً على ذلك أيما حرص؛ لأن الله امتن على نبيه صلى الله عليه وسلم باجتماع الكلمة، وتآلف الأرواح، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم، مبيناً حقيقة الإسلام والإيمان: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد) لا يمكن للمسلمين أن يكونوا كمثل الجسد الواحد، إلا إذا كان العلماء والدعاة والهداة إلى الله على قلب رجلٍ واحد يقولون بكتاب الله و بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعملون بذلك ويحتكمون إليه، هذا من أعظم الواجبات وآكد الحقوق والأمانات على العلماء ؛ لأن الأمة إذا تشتت وتفرق جمعها؛ فإن القلوب تمتلئ بالضغائن فيتشتت الخلق ويصبح علم الإنسان في بعض الأحيان وبالاً عليه -نسأل الله السلامة والعافية- ينصح المسلم لإخوانه المسلمين ويجمع كلمتهم على الخير والبر. انظر إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه صاحب السوادين والنعلين كان رضي الله عنه وأرضاه، الصحابي الوحيد الذي يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون استئذان، يقول له: (أذنت لك أن تسمع سوادي حتى أنهاك وأن ترفع الحجاب) فكان يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم في ليله ونهاره رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعالي الفردوس مسكنه ومثواه، هذا الصحابي الجليل مع علمه وفضله يقول فيه حذيفة : [ولقد علم المحفوظون من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم، أن ابن أم عبد أعلمهم وأقربهم هدياً وسمتاً ودلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم] كان أعلم الصحابة بالسنة وأعلمهم بهديه، ومع ذلك لما صلى عثمان رضي الله تعالى عنه بالمسلمين وذلك في حجته الأخيرة وأتم الصلاة، أتم الصلاة عبد الله بن مسعود وراءه فقيل له في ذلك، فقال رضي الله عنه: [الخلاف شر] فآثر أن تجتمع الكلمة على عثمان رضي الله عنه وأرضاه وهذا من علمه وفقهه. وكذلك عمر بن الخطاب يراجع أبا بكر رضي الله عن الجميع وأرضاهم، فهو يراجعه في المسألة ويقول: (كيف تقاتل قوماً يشهدون أن لا إله إلا الله وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله). فقال له أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه: [والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة وإنها لقرينتها في كتاب الله]. قال عمر رضي الله عنه وأرضاه: [فما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر لذلك فعلمت أنه الحق] اجتماع قلوب العلماء وائتلافها على الكتاب والسنة وعلى الهدي الصالح لسلف الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم، ورحمهم الله برحمته الواسعة، أمرٌ مطلوب ومحببٌ ومرغوب، لن تجد الأمة في عز مكانتها ولا قوة شأنها إلا إذا اعتصمت بكتاب ربها وأتلفت أرواحها دفاعاً عن دينها، وأما الشتات والفرقة وغير ذلك مما لا تحمد عاقبته فإنه ضياعٌ للكلمة، وذهابٌ للهيبة، وسببٌ للفشل، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }

[من شريط: فضل العلم ومعلّمه ]

من علامات الساعة أن تلد الأمة ربتها -بيان معنى أن تلد الأمة ربتها 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من علامات الساعة أن تلد الأمة ربتها

جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((أن من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها)) أرجو من سماحتكم شرح وبيان معنى أن تلد الأمة ربتها؟


المعنى : أن من أشراط الساعة أن تكثر السراري بين الناس حتى تلد المملوكة سيدتها أي تحمل من سيدها وتلد سيدتها؛ لأن بنت السيد سيدة وابن السيد سيد .
والله المستعان .

الشيخ ابن باز رحمه الله
نشرت بـ((المجلة العربية)) ضمن الإجابات في باب ((فاسألوا أهل الذكر)) – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس

مشكور على توضيح المعنى وفعلا صرنا نرى ونسمع الكثير من هده القصة عن علاقات صاحب العمل بخادمته وما ينجر عنها
القعدة

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أمين23 القعدة
القعدة
القعدة
مشكور على توضيح المعنى وفعلا صرنا نرى ونسمع الكثير من هده القصة عن علاقات صاحب العمل بخادمته وما ينجر عنها
القعدة القعدة
العفوووو اختى
ربى يحفظك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة H@kim القعدة
القعدة
القعدة

القعدة

القعدة القعدة

وجزاكم الله خيرااا

بوركت أخي على التوضيح وجزاك الله خيرا

بارك الله فيك
اخي حكيم
وجعله الله في ميزان حسناتك

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زائــــــــرة حلوة القعدة
القعدة
القعدة

بوركت أخي على التوضيح وجزاك الله خيرا

القعدة القعدة

وبارك الله فيك اختى
جزاكم الله خيرا

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samisa القعدة
القعدة
القعدة

بارك الله فيك
اخي حكيم
وجعله الله في ميزان حسناتك

القعدة القعدة

وبارك الله فيك اختى

مشكور على الشرح جزاك الله خيرا و جعلها في ميزان حسناتك

هوشة بالعقال والكفوف بين أعضاء مجلس الأمة الكويتي 2024.

تبادل نواب مجلس الأمة الكويتي الضرب واللكمات خلال جلسة المجلس صباح هذا اليوم الأربعاء. وكانت شرارة المشكلة بدأت عندما تكلم النائب القلاف وقال بأن الكويتين المحتجزين لدى أمريكا في غوانتانامو أرهابيين ، عندها احتج النواب هايف والصواغ والطبطبائي والحربش مطالبين بإغلاق الميكرفون عنه. وبعدها بدأ الإشتباك في الأيدي. كما ستشاهدون في الصور التالية.

القعدة

القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة
القعدة

ههههههههههههههههههههههههههه

فيلم مكسيكي صرا في الكويت
و الله مش غريبة عليا خلاص psq تعونا على هاد الاشتباكات بين الاهل في الوقت هادا

ربي يهديهم هادا في مجلس دارو هاكا

مانلوموش لي يقتلو رواحهم في الستاد

ايا مرسي خويا على التصاور دارولنا نشعة عند الغرب ههههه

واشبيهم هادو بخصو برواحهم هههههههه

عطاو طرايح لبعضاهم هههههه

صحيت خويا على الصور المدهشة خخخ
تحياتي

خخخخخخخخخ

ههههههههههه

الله غالب عرب

هذا يدل على الديمقراطية وعادي الكونغرس الاميركي ضربوا بعض والبرلمان الياباني وكل الناس المتقدمه ولم يؤثر عليهم بشيء ولن يؤثر على كويت الديمقراطية يكفي انها الدولة الوحيدة التي لديها ديمقراطية حقيقية في الوطن العربي ويجب عليكم ان تعترفوا بانكم تريدون الديمقراطية كباقي الشعوب الاخرى ولا تتكلموا بلهجه لا تقدم ولا تأخر
صحاب العمايم يسميوهم الفريجيدارات
hhhhhhhhhhhhhh kemlou ba3dahoum lol

Merci bcp

ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء 2024.

[frame="3 10"]

استفادت الأمة من رحلة المعراج في المشاهد التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم، فما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء؟

مشاهد كثيرة منها ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ "

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "{1}

وروى الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه دلائل النبوة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ بَابَ السَّمَاءِ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ كَهَيْئَته يَوْمِ خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَى صُورَتِهِ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ وَنَفْسٌ طَيِّبَةٌ، اجْعَلُوهَا فِي عِلِّيِّينَ، ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْفُجَّارُ، فَيَقُولُ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَنَفْسٌ خَبِيثَةٌ اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ.ثُمَّ مَضَيتْ هُنَيهة فَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ عَلَيْهَا لَحْمٌ مُشَرَّحٌ لَيْسَ يَقْرَبُهَا أَحَدٌ، وَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ أُخْرَى عَلَيْهَا لَحْمٌ قَدْ أَرْوَحَ وَنَتِنَ، عِنْدَهَا أُنَاسٌ يَأْكُلُونَ مِنْهَا، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلَ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ يَتْرُكُونَ الْحَلالَ وَيَأْتُونَ الْحَرَامَ.قَالَ: ثُمَّ مَضَيتْ هُنَيهة، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ بُطُونِهِمْ أَمْثَالِ الْبُيوتِ، كُلَّمَا نَهَضَ أَحَدُهُمْ خَرَّ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ، قَالَ: وَهُمْ عَلَى سَابِلَةِ آلَ فِرْعَوْنَ، قَالَ: فَتَجِيءُ السَّابِلَةُ فَتَطَأَهُمْ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُمْ يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ. قَالَ: ثُمَّ مَضَيتْ هُنَيهة، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ مَشَافِرُهُمْ كَمَشَافِرِ الإِبِلِ، قَالَ: فَتُفْتَحُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَيُلَقَّوْنَ ذَلِكَ الْحَجَرَ؛ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ أَسَافِلِهِمْ، فَسَمِعْتُهُمْ يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ عز وجل فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} النساء10
قَالَ: ثُمَّ مَضَيتْ هُنَيهة فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ يُعَلَّقْنَ بِثُدِيِّهِنَّ، فَسَمِعْتُهُنَّ يَصِحْنَ إِلَى اللَّهِ عز وجل قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلاءِ النِّسَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الزُّنَاةُ مِنْ أُمَّتِكَ.
قَالَ: ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيهة، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ تُقْطَعُ مِنْ جُنُوبِهِمِ اللَّحْمُ، فَيُلْقَمُونَ، فَيُقَالُ لَهُ: كُلْ كَمَا كُنْتَ تَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ أَخِيكَ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الْهَمَّازُونَ مِنْ أُمَّتِكَ اللَّمَّازُونَ."

ومن المشاهد ما رواه الإمام أبو جعفر بن جرير عن أبي هريرة في قول الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} الإسراء1
قال: "جاء جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: ائْتِنِي بِطَسْتٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ كَيْمَا أُطَهِّرَ قَلْبَهُ وَأَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، قَالَ: فَشَقَّ عَنْهُ بَطْنَهُ، فَغَسَلَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِيكَائِيلُ بِثَلاثِ طِسَاسٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَنَزَعَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غِلٍّ، وَمَلأَهُ حِلْمًا وَعِلْمًا وَإِيمَانًا وَيَقِينًا وَإِسْلامًا، وَخَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ أَتَاهُ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ، كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهُ مُنْتَهَى بَصَرِهِ أَوْ أَقْصَى بَصَرِهِ، قَالَ: فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِما السَّلامُ. قال: فَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَزْرَعُونَ فِي يَوْمٍ وَيَحْصُدُونَ فِي يَوْمٍ، كُلَّمَا حَصَدُوا عَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَا أَنْفَقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَخْلُفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ، وَلا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَتَثَاقَلُ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ.

ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ، يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ الإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَيَأْكُلُونَ الضَّرِيعَ وَالزَّقُّومَ وَرَضَفَ جَهَنَّمَ وَحِجَارَتَهَا، قَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ لا يُؤَدُّونَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ، وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ شَيْئًا، وَمَا اللَّهُ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ.

ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ نَضِيجٌ فِي قُدُورٍ، وَلَحْمٌ آخَرُ نَيِّئٌ قَذِرٌ خَبِيثٌ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنَ النَّيِّئِ، وَيَدَعُونَ النَّضِيجَ الطَّيِّبَ، فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ، تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ الْحَلالُ الطَّيِّبُ، فَيَأْتِي امْرَأَةً خَبِيثَةً، فَيَبِيتُ عِنْدَهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَالْمَرْأَةُ تَقُومُ مِنْ عِنْدِ زَوْجِهَا حَلالاً طَيِّبًا، فَتَأْتِي رَجُلاً خَبِيثًا، فَتَبِيتُ مَعَهُ حَتَّى تُصْبِحَ.

قَالَ: ثُمَّ أَتَى عَلَى خَشَبَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ، لا يَمُرُّ بِهَا ثَوْبٌ إِلا شَقَّتْهُ، وَلا شَيْءٌ إِلا خَرَقَتْهُ، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مَثَلُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِكَ يَقْعُدُونَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقْطَعُونَهُ، ثُمَّ تَلا: {وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} الأعراف86

ثُمَّ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ جَمَعَ حُزْمَةً عَظِيمَةً لا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَمَانَاتُ النَّاسِ لا يَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا.

ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا قُرِضَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، قَالَ: مَا هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ خُطَبَاءُ الْفِتْنَةِ.

ثُمَّ أَتَى عَلَى جُحْرٍ صَغِيرٍ يَخْرُجُ مِنْهُ ثَوْرٌ عَظِيمٌ، فَجَعَلَ الثَّوْرُ يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ فَلا يَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ الْعَظِيمَةِ، ثُمَّ يَنْدَمُ عَلَيْهَا، فَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرُدَّهَا.

ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ، فَوَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً بَارِدَةً، وَرِيحَ الْمِسْكِ، وَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ الْبَارِدَةُ رِيحُ الْمِسْكِ؟ وَمَا هَذَا الصَّوْتُ؟ قَالَ: هَذَا صَوْتُ الْجَنَّةِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ، آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَدْ كَثُرَتْ غُرَفِي، وَإِسْتَبْرَقِي وَحَرِيرِي، وَسُنْدُسِي وَعَبْقَرِيِّي، وَلُؤْلُؤِي وَمَرْجَانِي، وَفِضَّتِي وَذَهَبِي، وَأَكْوَابِي وَصِحَافِي وَأَبَارِيقِي، وَفَوَاكِهِي وَنَخْلِي وَرُمَّانِي، وَلِبَنِي وَخَمْرِي، فَآتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَالَ: لَكِ كُلُّ مُسْلِمٍ وَمَسْلَمَةٍ، وَمُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَمَنْ آمَنَ بِي وَبِرُسُلِي، وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَمْ يُشْرِكْ بِي، وَلَمْ يَتَّخِذْ مِنْ دُونِي أَنْدَادًا، وَمَنْ خَشِيَنِي فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ أَقْرَضَنِي جَزَيْتُهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيَّ كَفَيْتُهُ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا، لا أُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَقَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، قَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ. ثُمَّ أَتَى عَلَى وَادٍ فَسَمِعَ صَوْتًا مُنْكَرًا، وَوَجَدَ رِيحًا مُنْتِنَةً، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ يَا جِبْرِيلُ وَمَا هَذَا الصَّوْتُ؟ قَالَ: هَذَا صَوْتُ جَهَنَّمَ، تَقُولُ: يَا رَبِّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، فَقَدْ كَثُرَتْ سَلاسِلِي وَأَغْلالِي، وَسَعِيرِي وَجَحِيمِي، وَضَرِيعِي وَغَسَّاقِي، وَعَذَابِي وَعِقَابِي، وَقَدْ بَعُدَ قَعْرِي، وَاشْتَدَّ حَرِّي، فَآتِنِي مَا وَعَدْتَنِي، قَالَ: لَكِ كُلُّ مُشْرِكٍ وَمُشْرِكَةٍ، وَكَافِرٍ وَكافرةٍ، وَكُلُّ خَبِيثٍ وَخَبِيثَةٍ، وَكُلُّ جُبَارٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ، قَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ"{2}

{1} صحيح مسلم والنسائي
{2} رواه الطبرى

[/frame]

لا اله إلا الله

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها 2024.

هذا العنوان جملة إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحة من النبوة,
ولمحة من روحها, وومضة من إشراقها.
والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وصلاح أول هذه الأمة شيء ضربت به الأمثال, وقدمت عليه البراهين, وقام غائبه مقام العيان, وخلدته بطون التاريخ, واعترف به الموافق والمخالف, ولهج به الراضي والساخط, وسجلته الأرض والسماء. فلو نطقت به الأرض لأخبرت أنها لم تشهد منذ دحدحها الله أمة أقوم على الحق وأهدى به من أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها مجموعة من بني آدم اتحدت سرائرها وظواهرها على الخير مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ دحدحها الله قوماً بدؤوا في إقامة قانون العدل بأنفسهم, وفي إقامة شرعة الإحسان بغيرهم مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ أنزل الله إليها آدم وعمرها بذريته مثالاً صحيحاً للإنسانية الكاملة حتى شهدته في أول هذه الأمة, ولم تشهد أمة وحدت الله فاتحدت قواها على الخير قبل هذه الطبقة الأولى من هذه الأمة.

هذه شهادة الأرض تؤديها صامتة فيكون صمتها أبلغ في الدلالة من نطق جميع الناطقين, ثم يشرحها الواقع, ويفسرها العيان الذي تحجبه بضعة عشر قرناً, بل إن هذه الأمة استقامت في مراحلها الأولى على هدي القرآن, وعلى هدي من أنزل على قلبه القرآن فبينه بالأمانة, وبلغه بالأمانة, وحكم به بالأمانة, وحكمه في النفوس بالأمانة, وعلم وزكى بالأمانة, ونصبه ميزاناً بين أهواء النفوس, وفرقاناً بين الحق والباطل, وحدًّا لطغيان الغرائز, وسدًّا بين الوحدانية والشرك, فكان أول هذه الأمة يحكمونه في أنفسهم, ويقفون عند حدوده, ويزنون به حتى الخواطر والاختلاجات, ويردون إليه كل ما يختلف فيه الرأي, أو يشذ فيه التفكير, أو يزيغ فيه العقل, أو تجمح فيه الغريزة, أو يطغى فيه مطغى النفس.
فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفاً صالحاً هو هذا القرآن الذي وصفه منزِّلُه بأنه إمام, وأنه موعظة, وأنه نور, وأنه بينات, وأنه برهان, وأنه بيان, وأنه هدى, وأنه فرقان, وأنه رحمة, وأنه شفاء لما في الصدور, وأنه يهدي للتي هي أقوم, وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وأنه قول فصل وما هو بالهزل. ووصفه من أنزل على قلبه، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده, ولا يبلى على الترداد, ولا تنقضي عجائبه, وبأن فيه نبأ من قبلنا, وحكم ما بعدنا, ثم هو بعد حجة لنا أو علينا.

القرآن هو الذي أصلح النفوس التي انحرفت عن صراط الفطرة, وحرر العقول من ربقة التقاليد السخيفة, وفتح أمامها ميادين التأمل والتعقل, ثم زكى النفوس بالعلم والأعمال الصالحة, وزينها بالفضائل والآداب. والقرآن هو الذي أصلح بالتوحيد ما أفسدته الوثنية, وداوى بالوحدة ما جرحته الفرقة واجترحته العصبية, وسوى بين الناس في العدل والإحسان, فلا فضل لعربي – إلا بالتقوى – على عجمي, ولا لملك على سوقة إلا في المعروف, ولا لطبقة من الناس فضل مقرر على طبقة أخرى.
والقرآن هو الذي حل المشكلة الكبرى التي يتخبط فيها العالم اليوم ولا يجد لها حلاًّ, وهي مشكلة الغنى والفقر.فحدد الفقر كما تحدد الحقائق العلمية, وحث على العمل كما يحث على الفضائل العملية, وجعل بعد ذلك التحديد للفقير حقًّا معلوماً في مال الغني يدفعه الغني عن طيب نفس لأنه يعتقد أنه قربة إلى الله, ويأخذه الفقير بشرف لأنه عطاء الله وحكمه, فإذا استغنى عنه عافه كما يعاف المحرم, فلا تستشرف إليه نفسه, ولا تمتد إليه يده.
والقرآن هو الذي بلغ بهم إلى تلك الدرجة العالية من التربية, ووضع الموازين القسط للأقدار, فلزم كل واحد قدره, فكان كل واحد كوكباً في مداره, وأفرغ في النفوس من الأدب الإلهي ما صير كل فرد مطمئناً إلى مكانه من المجموع, فخوراً بوظيفته, منصرفاً إلى أدائها على أكمل وجه, واقفاً عند حدوده من غيره, عالماً أن غيره واقف عند تلك الحدود, فلا المرأة متبرمة بمكانها من الرجل لأن الإسلام أعطاها حقها واستوقن لها من الرجل, واستوثق منه على الوفاء, ولا العبد متذمر من وضعه من السيد لأن الإسلام أنقذه من ماضيه فهو في مأمن, وحدد له يومه فهو منه في عدل ورضى, وهو بعد ذلك من غده في أمل ورجاء, ينتظر الحرية في كل لحظة وهو منها قريب, ما دام سيده يرى في عتقه قربة وطريقاً إلى الجنة وكفارة للذنب.
كذلك وضع القرآنة الحدود بين الحاكمين والمحكومين, وجعل القاعدة في الجميع هذه الآية:{ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}وأن في نسبة الحدود إلى الله لحكمة بالغة في كبح أنانية النفوس.
القرآن إصلاح شامل لنقائص البشرية الموروثة, بل اجتثاث لتلك النقائص من أصولها. وبناء للحياة السعيدة التي لا يظلم فيها البشر, ولا يهضم له حق, على أساس من الحب والعدل والإحسان. والقرآن هو الدستور السماوي الذي لا نقص فيه ولا خلل: فالعقائد فيه صافية والعبادات خالصة, والأحكام عادلة, والآداب قويمة, والأخلاق مستقيمة, والروح لا يهضم لها فيه حق, ولا يضيع له مطلب.
هذا القرآن هو الذي صلح عليه أول هذه الأمة وهو الذي لا يصلح آخرها إلا عليه…

فإذا كانت الأمة شاعرة بسوء حالها, جادة في إصلاحه, فما عليها إلا أن تعود إلى كتاب ربها فتحكمه في نفسها, وتحكم به, وتسير على ضوئه, وتعمل بمبادئه وأحكامه, والله يؤيدها ويأخذ بناصرها وهو على كل شيء قدير.

محمد البشير الإبراهيمي
نشر عام 1372هـ الموافق1952م

شكرا لك
يسلموااااااا
كلام طيب ويعود بالانسان الى الرعيل الاول وما بعلماء الجزائر ببعيد ولولا اخلاص النية وتسليم الامور الى الله لما انتصر الشعب الجزائري على الاعداء
فنحن خير امة اخرجت للناس ياريت يفهموها
بارك الله فيك.
شكرا لك
يسلموااااااا
رحم الله علماءنا

بارك الله فيك وجزاك خيرا

موضوع رائع

و هذه سبيل السلف رضي الله عنهم
بارك الله فيك اخي ابو عبد البر وجمعنا في جنة الفردوس آمين
بارك الله فيكِ أخي في الله على النقل القيم
ثبتنا الله وإياكم على التوحيد وختم لنا به
بارك الله فيك اخي
جازاك الله عنا كل الخير
بوركت على النقل الطيب

بالفعل القران و السنة هما السبيل الاقوم لإصلاح الامة
اصلح الله احوالنا

القعدة

أسباب سعادة الأمة الإسلامية 2024.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيا معشر المسلمين: مما لا شك فيه لكل ذي عقل سليم أن الأمم لابد لها من موجه يوجهها، ويدلها على طريق السداد، وأمة محمد هي أفضل الأمم وأخصها بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير، مقتدية بإمامها ورسولها محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك من أسباب سعادتها ونجاتها في الدنيا والآخرة. فالواجب على كل مسلم بقدر استطاعته وعلى حسب علمه ومقدرته، أن يشمر عن ساعد الجد في النصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تبرأ ذمته ويهتدي به غيره، قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[1] ولا ريب أن كل مؤمن بل كل إنسان في حاجة شديدة إلى التذكير بحق الله وحق عباده والترغيب في أداء ذلك، وفي حاجة شديدة إلى التواصي بالحق والصبر عليه. وقد أخبر الله سبحانه في كتابه المبين عن صفة الرابحين وأعمالهم الحميدة وعن صفة الخاسرين وأخلاقهم الذميمة، وذلك في آيات كثيرات من القرآن الكريم، وأجمعها ما ذكره الله سبحانه في سورة العصر حيث قال: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[2] فأرشد عباده عز وجل في هذه السورة القصيرة العظيمة إلى أن أسباب الربح تنحصر في أربع صفات:
الأولى: الإيمان بالله ورسوله.
والثانية: العمل الصالح.
والثالثة: التواصي بالحق.
والرابعة: التواصي بالصبر.
فمن كمل هذه المقامات الأربعة فاز بأعظم الربح واستحق من ربه الكرامة والفوز بالنعيم المقيم يوم القيامة، ومن حاد عن هذه الصفات ولم يتخلق بها باء بأعظم الخسران، وصار إلى الجحيم دار الهوان، وقد شرح الله سبحانه في كتابه الكريم صفات الرابحين ونوعها وكررها في مواضع كثيرة من كتابه ليعرفها طالب النجاة فيتخلق بها ويدعو إليها، وشرح صفات الخاسرين في آيات كثيرة، ليعرفها المؤمن ويبتعد عنها، ومن تدبر كتاب الله وأكثر من تلاوته عرف صفات الرابحين وصفات الخاسرين على التفصيل، كما قال سبحانه ذلك في آيات كثيرة منها ما تقدم، ومنها قوله جل وعلا: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}
[3]، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[4]، وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[5]، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع على رؤوس الأشهاد يوم عرفة: ((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله)) فبين الله سبحانه في هذه الآيات أنه أنزل القرآن ليتدبره العباد ويتذكروا به ويتبعوه ويهتدوا به إلى أسباب السعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة، وأرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعلمه وتعليمه، وبين أن خير الناس هم أهل القرآن الذين يتعلمون القرآن ويعلمونه غيرهم للعمل به واتباعه والوقوف عند حدوده، والحكم به والتحاكم إليه.
وأوضح عليه الصلاة والسلام للناس في المجمع العظيم يوم عرفة أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله سائرين على تعاليمه. ولما استقام السلف الصالح والصدر الأول من هذه الأمة على تعاليم القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أعزهم الله ورفع شأنهم ومكن لهم في الأرض تحقيقا لما وعدهم الله به في قوله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}
[6]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[7]، وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[8] فيا معشر المسلمين: تدبروا كتاب ربكم وأكثروا من تلاوته وامتثلوا ما فيه من الأوامر واجتنبوا ما فيه من النواهي واعرفوا الأخلاق والأعمال التي مدحها القرآن فسارعوا إليها، وتخلقوا بها واعرفوا الأخلاق والأعمال التي ذمها القرآن وتوعد أهلها فاحذروها وابتعدوا عنها وتواصوا فيما بينكم بذلك، واصبروا عليه حتى تلقوا ربكم، وبذلك تستحقون الكرامة وتفوزون بالنجاة والسعادة والعزة في الدنيا والآخرة، ومن أهم الواجبات على المسلمين العناية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتفقه فيها والسير على ضوئها؛ لأنها الوحي الثاني، وهي المفسرة لكتاب الله والمرشدة إلى ما قد يخفى من معانيه، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[9]، وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[10]، وقال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[11]، وقال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[12]، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[13] والآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم سنته والتمسك بها والتحذير من مخالفتها أو التهاون بها كثيرة جدا، يعلمها من تدبر القرآن الكريم وتفقه فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحيحة، ولا صلاح للعباد ولا سعادة ولا عزة ولا كرامة ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباع القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمهما والتواصي بهما في جميع الأحوال والصبر على ذلك كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[14]، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[15]، وقال تعال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}[16] فأرشد الله سبحانه العباد في هذه الآيات الكريمات إلى أن الحياة الطيبة والراحة والطمأنينة والعزة الكاملة إنما تحصل لمن استجاب لله ولرسوله واستقام على ذلك قولا وعملا، وأما من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام واشتغل عنهما بغيرهما فإنه لا يزال في العذاب والشقاء، في الهموم والغموم والمعيشة الضنك، وإن ملك الدنيا بأسرها، ثم ينقل إلى ما هو أشد وأفظع وهو عذاب النار، عياذا بالله من ذلك، كما قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}[17]، وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[18]، وقال عز من قائل: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[19]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[20]قال بعض المفسرين: إن هذه الآية تعم أحوال الأبرار والفجار في الدنيا والآخرة، فالمؤمن في نعيم في دنياه وقبره وآخرته، وإن أصابه في الدنيا ما أصابه من أنواع المصائب كالفقر والمرض ونحوها، والفاجر في جحيم في دنياه وقبره وآخرته وإن أدرك ما أدرك من نعيم الدنيا، وما ذاك إلا لأن النعيم في الحقيقة هو نعيم القلب وراحته وطمأنينته. فالمؤمن – بإيمانه بالله واعتماده عليه واستغنائه به وقيامه بحقه وتصديقه بوعده – مطمئن القلب منشرح الصدر، مرتاح الضمير. والفاجر – لمرض قلبه وجهله وشكه وإعراضه عن الله، وتشعب قلبه في مطالب الدنيا وشهواتها – في عذاب وقلق وتعب دائم، ولكن سكرة الهوى والشهوات تعمي العقول عن التفكير في ذلك والإحساس به.
فيا معشر المسلمين: انتبهوا لما خلقتم له من عبادة الله وطاعته وتفقهوا في ذلك واستقيموا عليه حتى تلقوا ربكم عز وجل، فتفوزوا بالنعيم المقيم وتسلموا من عذاب الجحيم.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نزلا من غفور رحيم}
[21]، وقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[22]، والله المسئول أن يجعلنا وجميع المسلمين منهم، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

[1] سورة الذاريات الآية 55.
[2]
سورة العصر كاملة.
[3] سورة الإسراء الآية 9.
[4] سورة ص الآية 29.
[5] سورة الأنعام الآية 155.
[6] سورة النور الآية 55.
[7] سورة محمد الآية 7
[8] سورة الحج الآيتان 40-41.

[9] سورة النحل الآية 44.
[10] سورة النحل الآية 89.
[11] سورة النحل الآية 64.
[12] سورة الأحزاب الآية 21.
[13] سورة النور الآية 63.
[14] سورة الأنفال الآية 24.
[15] سورة النحل الآية 97.
[16] سورة المنافقون الآية 8.
[17] سورة التوبة الآية 54-55.
[18] سورة طه الآيتان 123-124
[19] سورة السجدة الآية 21.
[20] سورة الإنفطار الآيتان 13-14
[21] سورة فصلت الآيات 30-32
[22] سورة الأحقاف الآيتان 13-14.
المصدر …موقع الشيخ ابن باز

اللهم اجعلنا ممن اسعدهم الله في الدنيا و الآخرة ….
و ممن يتمسكون باسباب السعادة ….

الإيمان بالله ورسوله.

العمل الصالح.

التواصي بالحق.

التواصي بالصبر.

بارك الله فيك على الموضوع …..

بارك الله فيك على الموووووووووووضووع

دائما مميز

وفيكم بارك الله ..ثبتنا الله واياكم على على منهج اهل السلف

مفتى السعودية يدعو الأمة الاسلامية إلى الوقوف أمام الإرهاب 2024.

مفتى السعودية يدعو الأمة الاسلامية إلى الوقوف أمام الإرهاب
وأضاف: علينا بكتب الله وسنة رسوله و إنهاء الخصوم و تجنب الفتن وحقن دماء المسلمين

القعدة

شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك
وددي قبل ردي …..!!